Professional Documents
Culture Documents
Basic Ed23 31
Basic Ed23 31
دراسة ميدانية
م.م .أحمد جاسم مطرود م.د .حمزة جواد خضير
جامعة بابل /كلية اآلداب
The Social and Economical Changes And their
Effect on the Iraqi Rustic Family
Field Study
Lect. PhD. Hamzah Jawad Khudair Asst. Lect. Ahmad Jassim Matrood
College of Arts/ University of Babylon
noor2009ahmed@yahoo.com
Abstract
Iraqi society witnessed many changes throughout the history some of them were caused by
invasions and some caused by internal affairs which leads to the flaw of the family. The study
focuses on changes of the Iraqi rustic family from 1921 to 2003 which results the fall of some
Iraqi big cities and the rise of ISIS which in turn effect negatively on the Iraqi rustic family.
Key words: rustic family, the social and economic changes.
الملخص
لقد شهد المجتمع العراقي عبر التاريخ عدة تغيرات اجتماعية واقتصادية نتيجة لعوامل التدخل الخارجي تارة،
واضطراب الشؤون الداخلية تارة أخرى ،مما أدى ذلك إلى تصدع المنظومة األسرية في المجتمع العراقي وتحولها من
األسرة الممتدة إلى النووية ،األمر الذي جعل المجتمع يعدل من منظومة القيم وجعلها تساير عملية التغير الحاصلة فيه،
بسبب العديد من األزمات التي مر بها المجتمع السيما بعد استقالل الدولة العراقية عام 1921صعودا إلى يومنا هذا،
وخاصة ما حصل في العراق في التاسع من نيسان عام ،2003وما صاحب ذلك من تداعيات انتهت بسقوط بعض المدن
وظهور عصابات داعش وما إلى ذلك من آثار سلبية على بنية األسرة العراقية السيما األسرة الريفية واضطراب معظم
أوجه نشاطاتها االجتماعية واالقتصادية والثقافية.
الكلمات المفتاحية :األسرة الريفية ،التغيرات واالجتماعية واألقتصادية
المقدمة:
شهد المجتمع العراقي منذ القدم تغيرات اجتماعية واقتصادية كبرى بفعل عوامل عدة منها التدخالت الخارجية أو
االنقالبات السياسية والعسكرية وغيرها ،وتعد تلك التغيرات بمثابة تحول نوعي من مجتمع ظل طيلة قرون عديدة يحافظ
على نمط وأسلوب حياته ،إلى مجتمع آخر يتميز بخصائص اجتماعية وثقافية تمثل (تهديدًا) (إلى حٍد ما) وتحديًا لخصائص
المجتمع األول.
إن جل التغيرات التي عرفها المجتمع العراقي لم تكن عفوية وال ذاتية في آن واحد ،بل كانت ناتجة أساسًا عن
احتكاك ثقافي -اجتماعي .ومن هنا تنبع ضرورة دراسة تلك التغيرات وتحديد آثارها المترتبة على واقع العائلة الريفية.
فالنظام االجتماعي في العراق تعرض إلى هزات داخلية وخارجية عنيفة وقوية جعلت منه أن يعدل تارة ويبدل تارة أخرى
في منظومته القيمية التي ما لبثت أن انهارت في التاسع من نيسان 2003م ما أدى إلى انهيار قواعد الضبط االجتماعي
وفقدان قوتها وتأثيرها في أفراد المجتمع العراقي.
كما وقد تعرض المجتمع العراقي في العقود األربعة الماضية إلى عقبات عديدة قامت بها قوى داخلية وخارجية
والسيما بعد قرار التأميم الذي صدر في حزيران عام ،1972واندالع الحرب العراقية – اإليرانية عام 1980التي
استمرت ثمان سنوات أربكت خاللها معظم جوانب الحياة االجتماعية والسياسية واالقتصادية واستنزفت كثير من القوى
التنموية ،وما أن انتهت هذه الحرب عام ،1988دخلت القوات العراقية الكويت في الثاني من آب 1990واندلعت حرب
الخليج األولى .وكان من أبرز تداعيات هذه الحرب هو فرض الحصار االقتصادي الدولي على العراق الذي استمر ألكثر
من اثنتي عشرة سنة وكان لهذا الحصار أضرارا جسيمة شملت نواحي الحياة كافة.
ولعل التغير والتبدل في أحوال الناس وثقافاتهم من أبرز القضايا التي شغلت بال المهتمين والمتخصصين في
العلوم اإلنسانية عامة والمتخصصين في علم االجتماع خاصة الذين جعلوا من عملية التغير هذه وتجلياتها محور اهتمامهم.
ونتيجة لذلك فقد برزت العديد من المشكالت االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية ...الخ ،والتي شملت جميع
فئات المجتمع وشرائحه وطبقاته ومنها ذلك الجزء الهام من المجتمع واللبنة األساسية المكونة له أال وهي العائلة العراقية
الريفية .التي سوف نسلط الضوء على بعض المشكالت التي تعانيها في ظل التغير االجتماعي والظروف التي تزيد من حدة
هذه المشكالت.
الفصل األول :اإلطار النظري
أوال :مشكلة الدراسة
يعد التغير واقع حتمي وحركة متواصلة ال سبيل إليقافها أو منعها ،فالكون برمته يخضع لتغيرات متواصلة عبر
ماليين السنين واإلنسان بوصفه جزء من هذا الكون بحضارته وثقافته يخضع لعمليات تغير متواصلة ومستمرة منذ فجر
التاريخ وفقا لعالقة تداخل وتفاعل وتبادل متواصلة.
فالتغير سمة من سمات الكون لذلك نجده يمس جوانب الحياة منها المادية أو المعنوية ،فيمس األفراد والجماعات
والمجتمعات ،ويمس القيم والعادات والثقافات كما يرتبط بالتحضر والتنمية والنمو والتقدم والتكنولوجيا واإلعالم وأسلوب
الحكم ،كما يمس التنشئة االجتماعية وطريقة الحياة .وهو عملية اجتماعية يتحقق عن طريقها تحول المجتمع بأكمله ،أي
تحول في نظمه االجتماعية كالنظام السياسي واالقتصادي والعائلي ...الخ وذلك في حدود حقبة زمنية محددة نتيجة عوامل
ثقافية واقتصادية وسياسية يتداخل بعضها ببعض ويؤثر بعضها في اآلخر .فالتغير صفة مالزمة لإلنسان والمجتمع منذ القدم
وحتى اليوم ،وهو ال يسير دائما نحو التقدم وقد يسير باالتجاه المعاكس فيعد تخلفًا.
وتعد العائلة الريفية األساس الذي انحدرت منه العائلة الحضرية الحديثة ،لذلك هي أكثر اتزانا واستمرارا من غيرها
كونها تعتمد باألساس على منظومة القيم التقليدية المبنية على العادات واألعراف والضوابط السائدة بين أعضائها لذلك فان
أي خلل يصيبها يظهر للعيان بحكم الطبيعة االجتماعية واإليكولوجية.
وقد أثرت التحوالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي شهدها المجتمع العراقي بصفة عامة والعائلة الريفية
بصفة خاصة على معظم أوجه نشاطات العائلة الريفية االجتماعية واالقتصادية والثقافية ،كما وأفرزت بنية جديدة وواضحة
ومميزة لهذا النمط العائلي المعاصر مع بقاء بعض المالمح أو السمات من المرحلة السابقة.
وبالتالي فان الهدف من معرفة تأثير قوى التغير واالجتماعي واالقتصادي على العائلة الريفية هو وضع تصور
علمي لماهيته والياته ومساراته والوسائل والطرق التي يمكن تبنيها للحد من مخاطر وسلبيات التغير من جهة ،واستخدامه
كوسيلة لتحقيق غاية وطنية من جهة أخرى ،بمعنى أخر االستفادة من ايجابيات التغير وتفادي سلبياته ،ومن ثم توظيفه
لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع الريفي.
ثانيا :أهمية الدراسة
تتجلى أهمية هذا البحث في ناحيتين:
- 1األهمية العلمية (النظرية)
تتمثل أهمية الدراسة العلمية (النظرية) في دراسة التغيرات االجتماعية واالقتصادية على العائلة الريفية من حيث
البناء والوظيفة ،أو بمعنى آخر الوقوف على حقيقة العالقة الترابطية القائمة أساسًا على التأثير الفعال لتلك التغيرات في
واقع العائلة الريفية .لذلك نحاول بالدراسة والتحليل معرفة طبيعة العائلة الريفية في ظل تأثير التغيرات السياسية
واالجتماعية واالقتصادية فيها.
زيادة على ذلك فان أهمية البحث النظرية تكمن في محاولة العمل على إثراء البحوث العلمية الخاصة في مجال
العائلة الريفية أو علم االجتماع الريفي بأبعاده المختلفة والوصول إلى نتائج موضوعية ومعبرة مستمدة من الواقع العراقي.
-2األهمية العملية (التطبيقية)
تتمثل األهمية التطبيقية لهذه الدراسة في االستفادة من النتائج المتحصل عليها والمتمثلة في مجموعة االقتراحات
والتوصيات التي تخرج بها الدراسة والموجهة للسادة المعنيين بشؤون الواقع الريفي وذلك بقصد توجيه معرفتهم في كيفية
معالجة اآلثار التي رتبتها التغيرات الحاصلة في المجتمع العراقي.
باإلضافة إلى المساعدة على وضع خطط واستراتيجيات لمعالجة المشكالت التي تعانيها منها العائلة الريفية ووضع
الحلول المناسبة من اجل زيادة فعاليتها وبالتالي زيادة اإلنتاج الزراعي المتناقص أصال بتأثير تلك التغيرات.
ثالثًا :أهداف الدراسة
لما كان الهدف من إجراء البحث هو إضافات جديدة للمعرفة العلمية وتوجيه هذه المعرفة لخدمة حال المجتمع
وإ صالحه فأن أهداف بحثنا هي:
الوقوف على حقيقة التغيرات االجتماعية واالقتصادية في العراق.
التعرف على طبيعة تأثير تلك التغيرات في العائلة الريفية.
لفت أنظار المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وخاصة تلك التي تتبنى مسألة التنمية بشقيها البشرية
والطبيعية لنتائج هذه الدراسة وإ جراء دراسات مقارنة أخرى في المستقبل.
رابعًا :تحديد المفاهيم
-1التغير االجتماعي ((Social Change
إن اصطالح ( ) Changeيعني انتقال أي شيء أو ظاهرة من حالة إلى أخرى ،أو هو ذلك التعديل الذي يتم في
طبيعة أو مضمون أو هيكل شيء أو ظاهرة ( .)1وغالبًا ما يعرف التغير االجتماعي بأنه التحول الذي يقع في النظم
1
( )1محمد عمر الطنوبي ،التغير االجتماعي ،منشأة المعارف المصرية ،القاهرة ،1996 ،ص .52
االجتماعية ،سواء في تركيبها وبنيانها أم في وظائفها( .)2ويعتقد البعض أن مفهوم التغير االجتماعي يرتبط بدرجة كبيرة
باألوضاع الجديدة التي تطرأ على البناء االجتماعي ( )Social Structureوالنظم االجتماعية ((Social Institutions
والعادات( ) Habitsوغيرها ،نتيجة لتشريع قاعدة لضبط السلوك أو كنتاج أو تحول جذري في جانب من جوانب الحياة
االجتماعية أو البيئية ،وهذا النتاج أو تلك األوضاع كما يبدو من أبعادها معالجات أو حلول لمشاكل أو توترات أصابت
المجتمع ( . )3ولهذا فالتغير هو سلسلة متعاقبة من الفوارق واالختالفات مع مرور الوقت في هوية ثابتة ( .)4وبشكل عام
فالتغير االجتماعي عملية تشمل مرافق الحياة االجتماعية وظواهر الكون كلها ،وتعد من أخطر الظواهر التي تقابل
المجتمعات في العصر الحديث ،حتى أصبح التغير معيار حقيقة الوجود الحالي ( .)5الن التغير في البناء االجتماعي ينطوي
(.)6
على التغيرات في حجم المجتمع أو في نظم اجتماعية خاصة أو في العالقات بين النظم
-2العائلة ( : )Familyالعائلة هي الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني وتقوم على
العمليات التي يقتضيها العقل الجمعي والقواعد التي تقررها المجتمعات المختلفة ويعّد نظام العائلة نواة المجتمع لذلك كانت
أساسًا لكل نظام اجتماعي( .)7كما عرفها كل من برجس Burgessولوك Lockفي كتابهما( )The Familyعلى أنها
جماعة من األفراد تربطهم روابط قوية ناتجة عن صالت الزواج ،الدم ،التبني وهذه الجماعة تعيش في دار وتربط
أعضائها عالقات اجتماعية متماسكة أساسها المصالح واألهداف المشتركة( .)8وهناك من يرى إن العائلة تجد أصلها في
نظام الزواج وهو االتحاد الشرعي أو القانوني بين الرجل والمرأة ذلك النظام يؤسس العائلة ومن وظائفها اإلنجاب والعناية
باألطفال وتنشئتهم اجتماعيًا ومن خالل الزواج يكتسب األعضاء مجموعة من المكانات واألدوار االجتماعية فالزوج يكتسب
دور األب والزوجة تكتسب دور أالم وهكذا(.)9
التعريف اإلجرائي للعائلة الريفية ( :)Rural Familyوهي ذلك النمط من األسر التي تسكن المناطق الريفية الذي يتمتع
بمميزات خاصة مبنية على العالقات األولية والتضامن االجتماعي اآللي والسلطة األبوية والتي تختلف عن نمط العائلة
الحضرية جذريًا من ناحية المعيشة والثقافة والسلوك.
-3الريف :Rural Theتعد المنطقة ريفًا إذا ما كانت خارج حدود المراكز اإلدارية للمدن ،التي تتميز بوجود المؤسسات
االجتماعية والخدمية المختلفة ،كما هو الحال في العراق والعديد من الدول األخرى فان العامل اإلداري يستخدم محكًا مهمًا
للتمييز بين الريف والمدينة ( .)10وكذلك يعد الريف من وجهة نظر علم االجتماع واحدًا من المجتمعات المحلية (communi
) tiesالتي يتضمنها المجتمع األكبر ،كالمجتمع الحضري والمجتمع البدوي ،فهو ليس بيئة طبيعية مختلفة عن المدينة
2
( )2فوزية العطية ،الحضارة والتغير االجتماعي وأثرها في مساهمة المرأة في التنمية القومية في منطقة الخليج العربي ،مطبعة اإلرشاد ،بغداد،
،1979ص .103
3
( )3جبارة عطية جبارة .المشكالت االجتماعية والتربوية ،مطبعة جامعة الكويت ،الكويت ،1956 ،ص .29
4
( )4روبرت نيسبت ،وروبرت بيران .علم االجتماع ،ط ،1ترجمة جريس خوري ،دار النضال للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،1999 ،ص
.303
5
( )1جودت بني جابر .علم النفس االجتماعي ،مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2004 ،ص .154
6
( )2بوتومور .عوامل التغير االجتماعي ،ترجمة علياء شكري ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،د .ت .ص .75
7
( )3احمد زكي بدوي .معجم مصطلحات العلوم االجتماعية ،مكتبة لبنان ،بيروت ،1978 ،ص .152
).Burgess and Lock. The Family, American Book , Co. N.Y. 1945 , p 8 )4 8
9
(5) Mark Hutter: The changing Family, Comparative Perspective, New York , John Wiley and Sons,
Inc.,1981, P.9.
10
( )6محمد عبد الهادي دكلة وآخرون .المجتمع الريفي ،مؤسسة دار الكتب للطباعة والشر ،الموصل ،1979 ،ص .78
فحسب ،بل نسق اجتماعي أوًال يتضمن عالقات وقيمًا وأعرافًا ومعايير وبنى اجتماعية تميزه عن غيره من المجتمعات
المحلية(.)11
الفصل الثاني :العائلة الريفية :الخصائص والمشكالت
أوًال :خصائص العائلة الريفية
تلعب العائلة دورًا أساسيًا في رسم معالم المجتمع الريفي وتحديده ،وتعد أهم المؤسسات االجتماعية التي يتكون منها
البناء االجتماعي في الريف ،وتتفاعل مع بقية المؤسسات البنائية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية والدينية … الخ،
فتتأثر بها وتؤثر فيها .كما وتعكس العالقة القائمة بين تلك المؤسسات والعائلة الريفية المكانة الهامة التي تشغلها العائلة
وخاصة في تنشئة الفرد وتلقينه أخالق المجتمع وقيمه وخبراته .وللعائلة الريفية خصائص عدة ميزتها عن العائلة الحضرية
نذكر منها:
إنها ذات سلطة أبوية قوية ،فاألب هو صاحب السلطة العليا والواقع أن مظهر السلطة األبوية في العائلة الريفية قوي
وظاهر للعيان ،وقد تبين أن هناك نفوذ ال بأس به للمرأة الريفية على أفراد أسرتها في ظل غياب الزوج لسبب معين.
إن النمط السائد من األسر في الريف هو نمط العائلة الممتدة أي أنها تتكون من أكثر من أسرة بسيطة في معيشة
(.)12
منزلية واحدة ،ونمط الزواج السائد هو نمط الزواج الداخلي
تلعب األرض وفالحتها دورا كبيرا في تكوين العائلة الريفية ،فملكية األرض أو احتمال ملكيتها عن طريق الميراث
يعتبر احد األسس الهامة التي يقوم عليها الزواج إلى جانب االهتمام باألمور األخرى كالنسب واألخالق والسمعة الحسنة
لكل من الزوج والزوجة.
تتميز العائلة الريفية بكبر حجمها وكثرة مواليدها ،وتحتفي العائلة بصفة خاصة بمواليدها الذكور ،إذ يعتبر أهل الريف
أن كبر حجم العائلة عامل مهم وداعم لقوتها ومكانتها داخل المجتمع.
تنظر العائلة إلى أبنائها كمصدر أساسي للدخل فهم العامل االقتصادي األول ،وكما هو معلوم فان النشاط الزراعي
يمثل العمل األساسي للعائلة الريفية ،وان قوة العمل الزراعي تعتمد على أفراد العائلة.
إن حياة القرية البسيطة واألماني المتواضعة لغالبية سكانها التي تنحصر في تنشئة أبنائهم التنشئة الصحيحة التي ال
.مما يكون دافعًا وحافزًا لزيادة عدد األبناء. ()13
تشعر األب /الفالح بعبء المسؤولية في توفير حاجاتهم
موقف الزوجة الضعيف تحت التهديد الدائم من قبل الرجل في الزواج بأكثر من زوجة.
عدم إلمام أبناء الريف بوسائل تنظيم النسل أو تحديده.
قلة الخدمات الصحية واالجتماعية والثقافية والترويحية العامة ألبناء الريف جعلهم منعزلين إلى حد ما عن اآلخرين.
يمثل الطالق مشكلة كبرى في حياة العائلة الريفية وذلك من خالل النظرة الدونية للمرأة المطلقة.
يمثل الزواج المبكر احد القيم األساسية لمجتمع القرية ،وتتفاعل في مجتمع القرية عدة عوامل احدها يعمل على
استمرارية االتجاه نحو الزواج المبكر وأخرى تعمل على التقدم بسن الزواج،ومن عوامل االتجاه نحو الزواج المبكر نجد
انتشار نمط األسرة الممتدة التي تضم أبناء األعمام وكان االتجاه نحو الزواج القرابي المبكر خوفًا من الزلل الذي قد يقع
11
( )7غريب سيد احمد ،علم االجتماع الريفي ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،1986 ،ص .95
12
( )1علي فؤاد احمد،علم االجتماع الريفي ،دار النهضة العربية ،بيروت ،د .ت ،.ص .125
13
( )2نفس مصدر.126 ،
نتيجة للمعيشة المشتركة،إضافة إلى جانب انخفاض التكلفة االقتصادية ،إذ لم يكن يتطلب سوى بناء غرفة وشراء بعض
اللوازم البسيطة (.)14
ثانيًا :المشكالت التي تعانيها العائلة الريفية في العراق
منذ حقبة الثمانينات والعراق يعيش حالة استثنائية غير مستقرة ،فحرب الثمان سنوات التي أهدرت ثروة العراق
النفطية بعدها جاء احتالل الكويت والتداعيات المتسارعة التي أثقلت كاهل المجتمع والفرد العراقي على حد سواء وأخيرا
انتهت مغامرة النظام السياسي السابق بوضع العراق تحت وطأة االحتالل األمريكي عام 2003وما نتج عنه من آثار
اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية متردية انعكست بشكل مباشرة على أوضاع العائلة العراقية بصورة عامة والعائلة
الريفية على وجه الخصوص نذكر منها:
-1المشكالت االجتماعية المرتبطة بنمط المعيشة المشتركة :إذ أن تباين التركيب الناجم عن التزاحم في كنف العائلة
الممتدة داخل مسكن واحد يترتب عليه العديد من المشاكل في أغلب األحيان ،هذا فضال عن التنافس والصراع الذي يحدث
بين النسوة من جهة واألطفال من جهة أخرى .إذ إن الوحدات السكنية في المناطق الريفية هي بطبيعة الحال اقل من عدد
العوائل ،فالوحدات السكنية تشغل بأكثر من عائلة فهناك ثالث عوائل وأربع وخمس عوائل في دار سكنية واحدة ،وهذا يعود
إلى االرتباط العائلي في منطقة الدراسة ،فعندما يتزوج األبناء ال ينفصلون عن العائلة األصلية (األب ،األم) بل يبقى في
نفس الدار ويتم بناء غرفة تخصص لالبن الذي يتزوج وهكذا لبقية األبناء ويرجع العامل األساس في ذلك فضًال عما هو
حاجة العائلة إلى األيدي العاملة النجاز وإ دارة األعمال الزراعية النباتية منها والحيوانية األمر الذي يساعد على بقاء األبناء
المتزوجين داخل نفس المسكن الذي يسكن فيه األب وأالم ...وبقية أفراد العائلة.
-2تعدد الزوجات:
.وغالبًا ما يؤدي ()15
إن الزواج في الريف العراقي عادة ما يكون داخليا يهدف إلى تكوين وحدة اجتماعية إنتاجية
الزواج باإلكراه وعدم رغبة احد أو كال الطرفين فيه إلى حدوث اضطرابات في العالقات الزوجية بين الزوج وزوجته
لفقدانه عامل الحب واأللفة بينهما فيضطر الزوج إلى الزواج مرة أخرى ،ولهذا تنتشر ظاهرة تعدد الزوجات ،وذلك بسبب
سيادة القيم والمواقف االجتماعية التي تؤيد نظام تعدد الزوجات في المناطق الريفية .كما انه من المتوقع أن يعامل الشخص
المتزوج بأكثر من واحدة زوجاته وأطفاله معاملة واحدة ومتساوية ،وال يميز بين زوجة وأخرى لكن هذا التوقع لم يتحقق
في اغلب األسر المتعددة الزوجات ،فالرجل غالبًا ما يتحيز لزوجة دون األخرى وهذا ما يؤثر في طبيعة العالقات األسرية
التي تربط الزوج بزوجاته( . )16حيث يشهد المسكن العديد من مظاهر التنافس والصراع بين الزوجات وألسباب عدة ينتج
عنها التقصير واإلهمال في أداء واجبهن ( .)17ومن هذه المظاهر:
تدهور العالقة مع أهل الزوج.
غياب الزوج عن المنزل أو السهر هربًا من الوضع داخل البيت.
ضعف العالقة العاطفية.
14
( )1محمد الجوهري ،وآخرون .الطفل والتنشئة االجتماعية ،ط ،1دار المعرفة االجتماعية ،اإلسكندرية ،1991 ،ص .280
15
( )2خليفة إبراهيم عودة التميمي .واقع الجريمة في الريف (دراسة ميدانية في محافظة ديالى) ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة بغداد ،كلية
اآلداب ،قسم علم االجتماع ،2004 ،ص .73
16
( )1إحسان محمد الحسن ،العائلة والقرابة والزواج ،ط ،3دار الطليعة للطباعة والنشر ،بيروت ،2001 ،ص .80
17
( )2محمد الجوهري ،وآخرون .دراسات في علم االجتماع الريفي والبدوي ،ط ،1دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،1995 ،ص .184
سوء معاملة الزوج لزوجاته وتوجيه اللوم واالنتقادات بصورة متكررة ورفض االستماع أو الحوار أو النقاش مع
إحداهن أو جميعهن.
عدم االهتمام بنظافة األطفال ،وعدم متابعتهم سلوكيا ودراسيًا.
عدم اهتمام الزوجة األولى (في بعض األحيان) بنفسها بعد زواج الرجل بأخرى.
-5ارتفاع معدالت األمية بين النساء الريفيات
ُي عرف األمي إجرائيا بأنه الشخص الذي تجاوز سن الطفولة من دون أن يتقن القراءة والكتابة .وان نسبة األمية في
العراق هي األعلى في المنطقة العربية ،وخاصة في المناطق الريفية ويقدر عدد األميين بـ ( 6ماليين) فرد أي ما يقر من
%25من سكان المجتمع وأغلبهم ممن تقل أعمارهم عن 15سنة .ويشمل ذلك %14من األطفال المتسربين من المدارس.
فال توجد إحصاءات دقيقة عن األمية في المجتمع العراقي في الوقت الراهن ،فكل البيانات والمعلومات عن األمية تعتمد
على اإلحصاء الذي أجري عام ،1997والبيانات المتوافرة حاليا تشير إلى مع نسبة أمية تتراوح بين %20-18وتقدر
نسبة األمية بين النساء %26,4مقارنة ب %11,6بين الرجال(.)18
كما إن المجتمعات الريفية تأثرت باألمية بشكل اكبر من المجتمعات الحضرية بالرغم من إن نسبة النساء األميات
في كال المجتمعين هو أكثر من نسبة الرجال األميين .إن أقل من %50من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين()24-15
سنة ممن يعشن في المناطق الريفية متعلمات مقارنة بـ %80-72من النساء المتعلمات في نفس الفئة العمرية في مناطق
حضرية أكثر قربًا من العاصمة ( .)19وتلعب أمية المرأة الريفية دورًا كبيرًا في تعميق تبعيتها للرجل ووصفها في مرتبة
ثانية له وتضعف أو تقلل من مشاركتها في المجال العائلي ،كما إن األمية وغياب الخدمات يؤدي بشكل مباشر إلى ضعف
أو عدم وعي المرأة بمجاالت الصحة اإلنجابية وتنظيم األسرة ،فاستمرار ارتفاع نسبة األمية بين النساء الريفيات واستمرار
السلطة األبوية إضافة إلى العوامل االقتصادية وضعف وجود الخدمات االجتماعية في الريف ،كل ذلك يساعد على استمرار
النظرة التقليدية التي تقلل من أهمية تعليم المرأة وتهميش قيمة أدوارها.
-6العنف العائلي ضد النساء :يعرف العنف العائلي ،بأنه كل فعل يصدر عن احد أو بعض أعضاء النسق العائلي نحو
بعضهم أو اآلخرين ،بهدف إلحاق األذى أو الضرر المادي المعنوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،وبشكل واضح أو
مستتر مع توافر عنصر القسوة وممارسة القوة إللحاق األذى بالمستهدفين من العنف أو بأذى من ردودهم ومتعلقاتهم،
ويظهر العنف العائلي في عدة مستويات :عنف خاص بمستوى العالقة بين الزوجين ،وعنف خاص بمستوى العالقة بين
األبناء ،وعنف خاص بمستوى العالقة بين األبناء واآلباء( .)20وقد أكدت دراسة ميدانية قامت بها منظمة بنت الرافدين
(إحدى منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل) استهدفت ( 2500امرأة) من مختلف الشرائح االجتماعية ،إن نسبة
% 87من النساء الريفيات من عينة البحث يتعرضن للعنف من قبل فرد أو أكثر من العائلة سواء كان زوج أو أب أو أخ
أو ابن ،وأثبتت الدراسة إن %61منهن لم يكن لهن حرية اختيار شريك الحياة ،كما إن %67منهن اجبرن على ترك
الدراسة في مرحلة مبكرة (.)21
18
( )3تقرير مركز المعلومة للبحث والتطوير ومنظمة تموز للتنمية االجتماعية في العراقhttp://www.non14.net .
19
( )4مكتب اليونسكو في العراق ،إحصاء عام www.unesco.org/en/iraq.offic .1997
20
( )1فاطمة أمين احمد ،مقياس العنف األسري ،مجلة دراسات الخدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية ،العدد ،6جامعة حلوان ،مصر ،1999 ،ص
.272
21
( )2منظمة بنت الرافدين.http://brob.org/permalink .
-7البطالة :إن ظاهرة البطالة في العراق تعد واحدة من التركات الثقيلة لعقود عديدة عانى منها المجتمع والتي أدت إلى
انتكاسات خطيرة على المستويات كافة بسبب الحروب .وكان من الطبيعي أن تترك تلك األحداث أثارًا مدمرة خاصة على
االقتصاد العراقي ،إذ حقق نسب نمو هي االوطأ في العالم ،وقد انحدر معدل دخل الفرد إلى مستويات متدنية وبشكل غير
مسبوق .وتشير نتائج مسح التشغيل والبطالة لسنوات( )2003،2004،2005الواردة في الجدول رقم ( ،)1إن معدل البطالة
بين الشباب في الفئة العمرية( )24-15قد بلغ ( )29,6 ،43,8من إجمالي قوة العمل ،وقد شكلت النساء العاطالت عن
العمل( )24,5 ،37,2من إجمالي العاطلين عن العمل في فئة الشباب(.)22
()3
جدول ( )1يبين بعض مؤشرات البطالة في العراق
2005 2004 2003 المؤشرات
18,0 26,8 28,1 معدل البطالة ألعمار 15سنة فأكثر
19,2 29,4 30,2 بين الذكور
14,1 15,0 16,0 بين اإلناث
19,3 27,7 30,0 في الحضر
16,1 25,7 25,4 في الريف
29,6 43,8 - معدل البطالة للشباب ألعمار 24 -15
31,6 46,0 - بين الذكور
28,7 37,2 - بين اإلناث
33,7 49,2 - في الحضر
24,5 37,2 - في الريف
-8األمراض المتوطنة
إن دراسة موضوع الواقع الصحي في الريف العراقي يحتاج إلى جملة من المعطيات الهامة ،والتي في أي حال من
األحوال ال يمكن أن تكون بمعزل عن معطيات الواقع االقتصادي واالجتماعي والبيئي والتربوي والتعليمي والثقافي للريف
نفسه بشكل خاص وللبالد بشكل عام .وباإلضافة لألمراض المنتشرة نجد الجهل وعدم الدراية والمعرفة باإلرشادات
الصحية حول مختلف النواحي الصحية هو العامل المشترك بين غالبية سكان األرياف ،هذا إضافة إلى سيادة األعراف
المختلفة وسيطرة الشعوذة وأساليب الدجل التي يتخذ منها بعض المنتفعين مهنة على حساب صحة األفراد( .)23فاألمراض
المتوطنة التي تنتشر في ربوع المجتمع الريفي هي أمراض فتاكة إذ يصاب سنويا ما بين %30إلى %70من أبنائه
وتودي بحياة الكثيرين منهم .ولهذه األمراض آثار بعيدة المدى فهي تسبب (األنيميا) هذا المرض الذي يضعف من قدرة
المصابين على العمل واإلنتاج ،كذلك تضعف لديهم المناعة في مقاومة األمراض .ومن الجدير بالذكر أن هذه األمراض
ذات دورة معروفة ومن السهل القضاء عليها لو كانوا يعون حقيقة األمر .ناهيك عن تلوث مياه األنهار الذي تعتمد عليه
العائلة الريفية بصورة مباشرة وفي مختلف االحتياجات (.)24
22
( )3دراسة عن واقع الشباب في العراقwww.iauiraq.org .
23
( )2مزاحم مبارك مال هللا .ضوء على واقع المرأة الصحي في العراق في الريف العراقيwww.alnnas.com .
24
( )3شاكر مصطفى سليم ،الجبايش ،ج ،1مطبعة الرابطة ،بغداد ،1956 ،ص .199
-9التغير القيمي :يعني التغير القيمي هو ذلك التغير الذي يصيب األفراد في وضعهم االجتماعي وقد يكون من أعلى إلى
أسفل أو بالعكس وهو نوع من االنقالب في الطبقات االجتماعية والسلم االجتماعي (.)25ويعد التغير سببًا في ظهور العديد من
المشكالت االجتماعية التي تؤدي إلى سلسلة من التغيرات االجتماعية .إذ تلعب وسائل اإلعالم على اختالف أنواعها
وخاصة المرئية منها دورًا بارزًا في حياة المجتمع الريفي باعتبارها وسيلة ترويح أساسية لمختلف الفئات العمرية وانعكاس
ذلك على سلوك األفراد وخصوصًا على عملية التنشئة االجتماعية .وقد انتشرت وسائل اإلعالم بشكل ملحوظ في المجتمع
العراقي بشقيه الريفي والحضري بعد عام 2003ساعد ذلك في االنفتاح على العالم الخارجي واكتساب خبرات جديدة أدت
إلى تغير العديد من قيم وعادات المجتمع الريفي وأصبح شائعًا امتالك العائلة لوسائل االتصال الحديثة كالتلفزيون
والستاليت وكذلك منظومة االنترنت والهاتف النقال كل ذلك وغيره أدى إلى تغير اتجاهات األفراد ،إضافة إلى ذلك فقد
انتشرت المعالم الحضرية في الريف العراقي على نطاق واسع وأصبح االتصال والتواصل ممكنا وعلى نطاق واسع .كذلك
فقد ازداد االتجاه نحو العائلة الزواجية /النووية داخل القرية نتيجة الرغبة في االستقالل والخالفات األسرية المستمرة إلى
جانب الرغبة بعدم إنجاب المزيد من األبناء واالتجاه نحو تنظيم العائلة (.)26
ثالثًا :عوامل التغير في المجتمع الريفي العراقي:
تتأثر العائلة الريفية بالتغيرات االجتماعية والسياسية واالقتصادية شأنها شأن بقية المؤسسات االجتماعية في المجتمع
العراقي .وسنحاول استعراض أهم تلك العوامل وكما يلي:
-1الحروب ( :)Warsتعد الحرب عامًال مهمًا من عوامل التغير االجتماعي ومصدرًا في الوقت نفسه ومثاًال مأساويًا
للصراع االجتماعي الذي يقود إلى تغيرات اجتماعية عديدة وعميقة وشاملة.
ولقد شهد المجتمع العراقي حروب وصراعات داخلية وخارجية عديدة أثرت في طبيعة شخصية الفرد العراقي من
جهة إضافة إلى االنعكاسات التي خلفتها على المجتمع من جهة أخرى .وقد تكون لها انعكاسات سلبية كما حدث في الحرب
العالمية الثانية أو انعكاسات ايجابية مثل الفتوحات اإلسالمية التي ساعدت العرب والمسلمين على نشر لغتهم وثقافتهم.
ومهما تكن الحرب فالبد من آثار تتركها على المجتمع وبنيته االجتماعية واالقتصادية والسياسية والنفسية التي تتعلق
بعادات المجتمع وتقاليده وقيمه وأعرافه وعاداته( . )27فالحروب تترك بصماتها على البناء االجتماعي وأنساقه القيمية
والمعيارية وعلى طبيعة النشاط االقتصادي والقوى العاملة وعلى العالقات األسرية والتربوية وعلى حركة أفراد المجتمع
وجماعاته وخلق أنماط اجتماعية جديدة (.)28
وقد كانت للحروب التي خاضها العراق األثر الكبير في العائلة الريفية العراقية من خالل التغييرات التي أحدثتها
في المجتمع الريفي ومن أهمها نزوح كثير من سكان الريف وهجرتهم إلى المدينة وأثرت بشكل كبير في المستوى
االقتصادي لألفراد إذ أدى تخصيص الجزء األكبر من ميزانية الدولة للمجهود الحربي إلى تدهور الوضع االقتصادي،
إضافة إلى ما خلفته من تزايد أعداد األرامل واأليتام ومزيد من الفقر والجهل في المجتمع العراقي.
25
( )4حسن شحاتة سعفان ،أسس علم االجتماع ،ط ،5دار النهضة العربية ،القاهرة ،1961 ،ص .39
26
( )1وجدي شفيق عبد اللطيف ،عولمة اإلعالم في المجتمع الريفي ،ط ،1دار ومكتبة اإلسراء ،عمان ،2006 ،ص .48
27
( ) 2احمد فرحان الكبيسي ،األمن االجتماعي في تحصين التماسك في المجتمع العراقي ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة بغداد ،كلية
اآلداب ،قسم علم االجتماع ،1995 ،ص .222
28
( )3المصدر نفسه ،ص .225
-2التعليم ( :)Educationيحظى التعليم باهتمام كبير في دول العالم جميعها إذ تخصص له ميزانيات ضخمة وتوضع له
الخطط إيمانا منها بأهمية التعليم في تكوين اإلنسان ورفاهية المجتمع.
فالفرد المتعلم مواكب للعصر وذو وعي ويتميز بمستوى عالي من الطموح ،ولقد كان إللزامية التعليم ومجانيته في
العراق دورا بارزا في عملية التغير ،إذ كان وما يزال واحدا من التغيرات األساسية ،وتجلى ذلك في تحسن المستوى
الصحي والثقافي والمظهر الحياتي للسكان والنهوض بعالم الريف.
إن من أهم التحديات التي تواجه أفراد المجتمع العراقي تتمثل في تطوير النظام التعليمي بما يحقق تكافؤ الفرص
التعليمية للمجتمع وتعميم التعليم األساسي لإلناث خصوصًا في الريف ،إذ على الرغم من انتشار التعليم إال إن النظرة
التقليدية مازالت تعتبر إن الوضع الطبيعي للبنات هو إعدادها للزواج وتنظيم المنزل .ويبدو التفاوت في نسب التحاق البنات
بالتعليم واضحًا بين الريف والحضر.
فالتعليم يساعد على تمكين المرأة من المهارات والمعارف التي لم تكن متاحة من قبل ،ويعد التعليم من أهم العوامل
التي دفعت بعملية التغيير في حياة أفراد العائلة الريفية والتي أوجدت لدى المرأة الريفية وعيًا (ولو نسبيًا) بذاتها ومركزها
االجتماعي ووعيًا اسريًا ومجتمعيًا بأهمية مشاركتها في الحياة العائلية .ومن المعروف إن للتعليم اثر كبير على السلوك
اإلنجابي خاصة لدى اإلناث ،إذ يتبين إن المرأة األكثر تعليمًا هي األقل إنجابًا ،أي إن هناك عالقة عكسية بين مستويات
اإلنجاب والمستوى التعليمي.
-3العولمة ( :)Globalizationلقد توالت التغيرات االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية ....الخ على المجتمعات
في العقود القليلة الماضية وخاصة على المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص ولعل ابرز هذه
التغيرات بروز ظاهرة العولمة وما رافقتها من ثورة معلوماتية إذ أحدثت تغيرًا في المواقف واالتجاهات والقيم لدى أفراد
المجتمع ( .)29وجعلت العالم أكثر اندماجًا وجعلت التحوالت سريعة وأسهمت في انتقال المفاهيم والقناعات والمفردات
واألذواق فيما بين الثقافات والحضارات ونقلت العالم من مرحلة الحداثة إلى مرحلة ما بعد الحداثة وبالتالي دخوله إلى
عصر العولمة ( . )30إن هذه التغيرات كان لها دور في تغير الثقافة الموروثة للمجتمعات ،كما وأن ثورة المعلومات
واالتصاالت أثرت وستؤثر في حياة األفراد وهي اليوم من أهم العوامل التي تعقد تشكيل خبرات وثقافة وأذواق وسلوكيات
األفراد والمجتمعات ( . )31فأفراد العائلة الريفية لم يعودوا معزولين كما في السابق ،إذ أصبحت وسائل العولمة تسهم بقدر
كبير في دمج األفراد مع بعضهم ومع المجتمعات األخرى ،فوسائل مثل االنترنت والنقال وأساليب البث الفضائي جميعها
تحاول تشكيل قيم ومفاهيم جديدة ربما لتكون بديلة عن القيم المتعارف عليها لدى أفراد المجتمع الريفي مستخدمة أساليب
التشويق والمتعة في ذلك لصرفهم عن مشكالتهم الحقيقية وإ بعادهم عن الواقع الحقيقي المعاش.
-4التنمية ( :)Developmentيلقى مفهوم التنمية اهتمامًا واسعًا من قبل مختلف االختصاصات االجتماعية الن التنمية
بحد ذاتها تعتمد مبدأ الشمولية ،إذ أنها تمس مختلف جوانب الحياة االجتماعية والنشاطات البشرية المادية وغير المادية
سواء ما يتعلق منها بالنشاط االقتصادي أم النشاط الثقافي ،كما وترتبط بتجمع األفراد و انتظامهم في جماعة تتبادل المصالح
و المنافع تحاول تحسين أوضاعها و أحوال معيشتها ( .)32وال شك أن عملية تنمية المجتمع ترمي إلى إحداث تغيير موجه
29
( )1ماجد الزيود ،الشباب والقيم في عالم متغير ،ط ،1دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان 2006 ،ص .53
30
() 2عبد هللا عبد الخالق ،العولمة :جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها ،مجلة عالم لفك ،مجلد ،28العدد ،2الكويت ،1999 ،ص .39
31
( )3حسن سمير ،الثورة المعلوماتية :عواقبها وآفاقها ،مجلة الجامعة دمشق ،المجلد ،18العدد ،2002 ،1ص .234
32
( )1إسماعيل علي سعد ،المجتمع والسياسة (دراسة تطبيقية) ،دار المعارف ،اإلسكندرية ،1983 ،ص .17
في جوانب الحياة المختلفة مثل تحويل مجتمع أمي إلى مجتمع متعلم ،أو مجتمع ال يقبل أي تغيير ألنه متمسك بتقاليده إلى
مجتمع يقبل التغيير االجتماعي (.)33
وتعمل التنمية على تأكيد القيم الجديدة التي تستوعب االنجازات التي يتم تحقيقها وأن تكون تلك االنجازات جزءا
من البناء االجتماعي والثقافي للمجتمع كي يستطيع المجتمع االستمرار وان يصبح قادرًا على التعامل مع المشكالت الجديدة
والمتغيرات وعلى استيعاب الجماعات والطبقات االجتماعية الجديدة بمشاكلها ومطالبها داخل التنظيم الرئيس وإ ن يكون
المجتمع قادرًا على التكيف مع ما تحدثه التنمية من عملية تغيير وتطوير تحديث ( .)34وتبرز أهمية التنمية الريفية من خالل
ما تصفه من البرامج التنموية بهدف تحقيقها وإ نقاذ المناطق الريفية التي عادة ما تكون متخلفة بالمقارنة مع المراكز
الحضرية ،ويمكن وضع تصور عن أشكال التنمية في الريف العراقي وعلى النحو التالي:
-1التنمية الزراعية :إن موضوع التنمية الزراعية ال يخرج عن فكرة خلق مستوى أعلى للمعيشة وذلك عن طريق زيادة
الكفاءة اإلنتاجية ،وزيادة اإلنتاج يعني زيادة الدخل الحقيقي ألفراد العائلة.
2ـ اإلسكان :إن االهتمام بجانب اإلسكان الريفي أمر يجب أن يولى أهمية بالغة باعتبار إن المسكن الجيد الذي تتوفر فيه
الشروط الصحية والحياتية عامل يؤثر في النشاط االقتصادي للساكنين ويزيد من إنتاجهم ويؤدي إلى بقائهم في أرضهم
وخاصة المناطق الريفية وهذا يعمل على زيادة استثمار وخطط التطوير والتنمية الريفية وفاعليتها .إذ أن المخططين الذين
يهتمون في تطوير الريف في دراستهم لواقع اإلسكان الريفي يبحثون في سلبيات اإلسكان الريفي وإ يجابياته فيعملون على
تحديد السلبيات أو التخلص منها أو التقليل من أثارها الضارة ويستثمرون العوامل االيجابية الذي تشجع ساكني الريف على
البقاء في أرضهم ليتم استثمارها بشكل يخدم الريف ( )35الن المسكن الريفي يعد المكان الذي يوفر لإلنسان الراحة
والطمأنينة والصحة وان اإلسكان الريفي في حقيقته جزء ال يتجزأ من التنمية الريفية (.)36
الخدمات االجتماعية :تبرز أهمية الخدمات االجتماعية في تأثر العائلة الريفية في مستوى الخدمات المقدمة لها وهذا له
نتائجه على العمليات اإلنتاجية إذ ترتبط عملية تحسين اإلنتاج ونوعيته وتطوير الريف بعملية تطوير الخدمات االجتماعية.
إذ (تعد المستوطنة الريفية وحدة اجتماعية يقوم بين أفرادها وجماعتها نظام معين يتضمن تنسيق العالقات وتنظيمها بينهم
وفي نفس الوقت يحدد الحقوق والواجبات والمسؤوليات التي تعد ملزمة لسلوك األفراد في هذه الجماعة ،وتشمل األوضاع
االجتماعية كًال من التركيب االجتماعي واألنماط األسرية والعادات والتقاليد والمعتقدات والعرف السائد في الريف) (.)37
وتتمثل الخدمات االجتماعية بما يأتي:
أ -الخدمات التعليمية :يعد التعليم وبمختلف مستوياته هدفا أساسيا في التنمية الريفية إذ أن ارتفاع المستوى التعليمي يرتبط
مع بقية الخدمات التي تقدم إلى المناطق الريفية عناصر مهمة وفاعلة في عملية التنمية فأن زيادة اإلنتاجية وارتفاع مستوى
الدخل متعلق بارتفاع المستوى التعليمي ،وارتفاع مستوى الدخل يؤدي بالناس إلى اإلقبال على التعليم( ،)38إذ أن التطور
33
( ) 2عادل عبد الحسين شكارة ،نظرية هوبهاوس في التنمية االجتماعية وتطبيقاتها على سياسة تنمية المجتمع العشائري في العراق ،ط ،1مطبعة
دار السالم ،بغداد ،1975 ،ص .252
34
( )3جير الدماير ،وروبرت ولدوين .التنمية االقتصادية (نظرياتها ،سياستها ،تاريخها) ،ج ،2ترجمة د .يوسف عبد هللا ،مكتبة لبنان ،بيروت،
،1964ص .154
35
( )4عادل عبد هللا خطاب( ،المسكن الريفي بين الواقع وأفاق التطوير) مجلة الجمعية الجغرافية ،العدد ،22مطبعة العاني ،بغداد ،1990 ،ص
.228
36
( )5أسس ومعايير اإلسكان الريفي ،تقرير صادر عن وزارة التخطيط ،هيئة التخطيط اإلقليمي ،بغداد ،1977 ،ص.1
37
( ) 1زكي حسن الليلة وياسين طه طاقة ،اإلرشاد الزراعي والمجتمع الريفي .مطابع دار الكتب للطباعة والنشر ،جامعة الموصل،1987،ص
.332
38
( ) 2عدلي سليمان ،وجهات نظر في التنمية الريفية ،سلسلة التنمية الريفية المتكاملة ،القاهرة ،مطبعة دار التأليف 1976 ،ص.632
الكمي الحاصل في التعليم في الريف على مستوى التعليم االبتدائي ينسجم مع التطور الحاصل في التعليم على مستوى
القطر ،على الرغم من أن النظام التعليمي في الريف يتميز بارتفاع نسبة األمية ووجود تفاوت في التعليم بين الذكور
واإلناث لصالح الذكور ،إضافة إلى التفاوت الواضح في التعليم بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية ،لذا فأن توفير
فرص التعليم في الريف وخاصة المدارس الزراعية باإلضافة إلى المستويات التعليمية األخرى يمكن توفير خبرة للعمل في
الزراعة وبالتالي انعكاسه على اإلنتاج الزراعي كمًا ونوعًا وجودة.
ب ـ الخدمات الصحية :تأتي أهمية توفير الخدمات الصحية نتيجة حاجة المجتمعات الريفية لها ،وتعاني المجتمعات الريفية
في العراق من مشكالت صحية ،وتتمثل الخدمات الصحية في خدمات رعاية األمومة والطفولة والرعاية الصحية الوقائية
منها والعالجية كذلك مكافحة األمراض .وهذه إذا ما توفرت فأنها تؤدي إلى خلق قوة منتجة ،وخلق فالح نشط قادر على
اإلسهام في عملية التنمية وتحسين اإلنتاج وزيادة كميته األمر الذي يظهر على زيادة المردود االقتصادي للفالح من خالل
مبيعات منتجاته الزراعية .وتقوية قدرته الشرائية وهذا يجعله قادرًا على أن يلبي احتياجاته المنزلية الضرورية والكمالية.
ت -شبكة طرق النقل :تعد شبكة النقل الريفية من أهم الوسائل التي تساعد على انجاز خطط التنمية الريفية وبرامجها ،إذ
أنها تعمل على تسهيل االتصال بالمدن والمراكز الحضرية األخرى ،كذلك تسهم في نقل الخدمات الزراعية إلى المزارع
وتسهيل تسويق اإلنتاج الزراعي إلى مراكز االستهالك ومنافذ التسويق بشكل دائم وسريع.
-5التصنيع والتقدم التكنولوجي :ال شك أن التصنيع والتقدم التكنولوجي قد احدث آثارا هائلة في تقدم البشرية والتغيير
االجتماعي نحو األفضل.فالتصنيع عامل اقتصادي تكنولوجي فّع ال غالبا ما يؤثر في بناء المجتمع الفوقي ويترك آثاره
وانعكاساته فيه وهذا األمر سينقل المجتمع برمته إلى مرحلة حضارية واجتماعية متطورة ونامية تختلف عن المراحل
السابقة التي كان بها قبل التحول الصناعي(.)39
وتنعكس آثار التصنيع في العالقات األسرية ،فالمركز االجتماعي للفرد في المجتمعات الزراعية التقليدية يتحدد بالعوامل
الوراثية أي أن الفرد الذي ينتمي إلى أسرة عريقة في الحسب والنسب هو الذي يحتل المركز االجتماعي العالي حيث يكون
المركز االجتماعي للفرد الذي ينتمي إلى أسرة مجهولة النسب والحسب واطئا ومتدينًا ،أما المركز االجتماعي للفرد في
المجتمع الصناعي فيتحدد بطبيعة المهنة والثروة ( .)40ومن آثار التصنيع على المجتمعات إحداث تغييرات اجتماعية وهذه
التغييرات تعمل على تقطيع األنظمة االجتماعية في المجتمعات التقليدية واالنتقالية مما يؤدي إلى اضمحالل سلسلة من
.()41
األعراف والقيم المألوفة بحيث تؤدي إلى تعريض األفراد إلى أزمات اجتماعية ونفسية ويزيد من شعورهم بالضياع
()42
الن هذه المجتمعات تحكمها كثير من األعراف والتقاليد التي تثبت في شخصيات األفراد بحيث يصعب تغييرها .
كما إن التصنيع أدى إلى دخول اآلالت في العمل الزراعي وبالتالي قلة الحاجة لأليدي العاملة في العمل الزراعي ،مما
شجع أفراد العائلة الريفية إلى التفكير في ممارسة أعمال أخرى من اجل تحسين مستوى العائلة اقتصاديًا واجتماعيًا وهكذا
أدى إلى خلل في منظومة االرتباط التي كانت قائمة سابقًا تمهيدًا لتفككها .ولقد كان لهذا العامل أثر بالغ في متطلبات الريف
39
( )1لطفي بركات احمد ،التكنولوجيا والتغير الثقافي ومستويات التربية ،مجلة الباحث ،العدد ،198 ،5ص.110
40
( )2إحسان محمد الحسن ،التصنيع وتغير المجتمع ،دار الرشيد للنشر ،العراق ،1981 ،ص .53
41
( ) 3مليحة عوني القصير ،معن خليل عمر ،المدخل إلى علم االجتماع ،مطبعة التعليم العالي ،بغداد ،1990 ،ص .517
42
( )4مجيد حميد العارف .انثروبولوجيا التنمية الحضرية ،مطبعة التعليم العالي ،بغداد ،1989 ،ص .71
واالهتمام بتوفير أغلب الخدمات التي يحتاجها .فاغلب المهاجرين من األرياف إلى المدن كان بسبب تزايد الفرص
االقتصادية وتزايد النشاط العمراني والصناعي وزيادة الدخول التي يتقاضاها األفراد من عملهم الجديد (.)43
ولهذا يؤكد العديد من العلماء أن التحول االقتصادي المعتمد على التصنيع والتقدم التكنولوجي يترك أثارًا على
مستوى الفرد والجماعة والمجتمع وكذلك على البناء االجتماعي والطبقي ومن هذه اآلثار ما يلي:
أ -هجرة سكان الريف إلى المدن الستغالل فرص العمل الموجودة هناك فان اغلب هذه الهجرة غالبا ما تسبب ظاهرة
.
ازدحام السكان في المدن و كذلك تسبب في قلة األيدي العاملة الزراعية التي تستطيع استغالل األرض
ب -يسبب التصنيع تعقد االختالفات والفوارق الطبقية بين أبناء الشعب ويزيد من المراكز والدرجات االجتماعية المتباينة
.
من ناحية األدوار التي تشغلها واالمتيازات التي تستحقها
ت -تظهر آثار التصنيع في نظم العائلة والقرابة فهو دائمًا ما يضعف العالقات االجتماعية والقرابية لألسرة ويعرضها إلى
االضطراب وعدم االستقرار (.)44
-6وسائل االتصال الجماهيري :تحتل وسائل االتصال كما هو معروف موقعًا طليعيًا بين العوامل المدنية في هذا العصر
من نواحي التأثير الفكري والعلمي ( .)45لكونها أكثر التصاقًا بالمجتمع وأقوى تأثيرًا من حيث االتصال واإلقناع والتثقيف.
فاالتصال أداة تغيير ووسيلة توجيهية ألنه يتولى مهام اإلعالم والتربية والتعليم والتثقيف واإلرشاد والتدريب والتنشئة
االجتماعية وهذه المهام تشكل جوهر الثقافة التي يقوم عليها البناء االجتماعي ،إذ تتم عن طريقها تحقيق أهداف المجتمع
بالتغيير وإ حداثه وتوجيه األنظار إليه وإ عداد الناس له ( ، )46أي انه يقوم بعملية تنظيم التفاعل بين الناس وتجاوبهم وتعاطفهم
فيما بينهم وقد طورتها الحضارة الحديثة وجعلتها بإمكانات كبيرة وحولتها إلى قوة ال يستغنى عنها لدى الشعوب( ،)47إذ
تشمل وسائل االتصال سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة المرئية والمسموعة (اإلذاعة والتلفزيون والستاليت والصحافة
والمجالت والهاتف بجميع أنواعه واالنترنيت) إذ ال تقتصر أهميتها على الجانب الترفيهي فحسب وإ نما تتعداها إلى مهمة
اكبر وأهم في بناء الفرد والمجتمع من خالل تأكيدها على الجوانب الفكرية والتربوية واألخالقية واإلنسانية نظرًا لما تتمتع
به من أهمية بالغة في تكوين صفاته األساسية ورسمها( .)48ولعل أكثر هذه الوسائل أهمية وأثرًا في سلوكية األفراد
واتجاهاتهم وقيمهم ومثلهم االجتماعية (التلفزيون) الذي يمثل الوسيلة المهمة التي تجمع بين الوسائل المباشرة وغير
المباشرة وهي اقرب إلى التفاعل االجتماعي بين األفراد من الوسائل األخرى وعلى هذا األساس فهو من أهم القنوات
الفكرية والتربوية ذات التأثير الواضح والهام في سلوكية واتجاهات أفراد المجتمع.
)5( 43عبد الكريم عبد السادة النصار ،التصنيع وأثره في حفز التغير االجتماعي ،دار الحرية للطباعة ،بغداد ،1977 ،ص .37
)1( 44إحسان محمد الحسن .مصدر سابق ،ص .32 -30
)2( 45قيس النوري ،أفاق التغيير االجتماعي (النظرية والتنموية) ،مطبعة التعليم العالي،بغداد ،1990 ،ص.302
()3هادي نعمان الهيتي ،االتصال والتغير الثقافي ،دار الحرية ،بغداد ،1978 ،ص .110
( )4حميدة سميسم ،نظرية الرأي العام ،دار الشؤون الثقافية العامة ،بغداد ،1992 ،ص .273
46
47
48
ويمكن القول بان وسائل االتصال تمارس دورها في تكوين قيم العائلة الريفية من محورين أساسيين هما:
أوًال :الدور اإلعالمي :فاإلعالم نشاط هادف يسعى لتحقيق غرض أو أغراض متعددة ،فما يبث في وسائل األعالم من قيم
مثل الزواج المتعدد والطالق والعالقات ما قبل الزواج بين الشباب كما في األفالم المدبلجة كلها تمارس فعًال تدميريًا في
زعزعة قيم العائلة الريفية مستغلة في ذلك وجود أزمة اجتماعية – نفسية وثقافية يعيشها الفرد في المجتمع الريفي.
ثانيًا :الدور التعليمي واالقناعي :إن وسائل األعالم باعتبارها مصدرًا معلوماتيًا يغني األفراد ويشبع احتياجاتهم تعمل على
خلق واقع ثقافي وقيمي لمشاهديها ،بحيث تعمل على إحالل واقعها محل واقع مشاهديها أو المتفاعلين معها ،فالتقليد
والمحاكاة وتغيير نظرة الفرد الريفي هي آليات رئيسة لتشكيل اآلراء والمواقف اإلنتقادية لواقع مؤلم يعيشه ابتداءًا من نمط
المعيشة وانتهاًء بالقيم العشائرية واالجتماعية التي لم تعد لها القدرة التأثيرية كما كانت سابقًا.
-7انهيار السلطة السياسية :يمكن تقسيم أسباب االنهيار إلى عدة عوامل هي:
أوال :األسباب الداخلية لالنهيار وتتضمن:
النظام الدكتاتوري وسياسة الحزب الواحد.
تدهور االقتصاد العراقي.
انتشار الفساد اإلداري والرشوة والمحسوبية والمنسوبية في مؤسسات الدولة كافة.
تحيز وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة لسياسة السلطة الحاكمة.
ثانيا :األسباب الخارجية لالنهيار وتتضمن:
الحروب المتتالية التي خاضها العراق.
العقوبات المفروضة على العراق.
()49
الحرب اإلعالمية والنفسية على العراق .
الفصل الثالث :اإلطار الميداني
أوًال :المنهجية واإلجراءات البحث:
-1منهج البحث وأداته :تم اعتماد منهج المسح االجتماعي كمنهج للبحث ألنه يتالئم مع طبيعته ،كما استخدمت استمارة
االستبانة كأداة لجمع البيانات و تضمنت ( )23سؤاال" ذات صلة بموضوع البحث ،باإلضافة إلى اعتماد على المالحظة
البسيطة والمقابلة بوصفهما وسائل لجمع المعلومات من المبحوثين.
( )50
-2مجتمع البحث وعينته :يتشكل مجتمع البحث من أرباب العوائل القاطنة في القرى الريفية التابعة لقضاء الهاشمية * ،
إذ بلغ عددهم ( ،)4202ونظرًا لعدم تجانس مجتمع البحث فقد تم سحب عينة عشوائية طبقية تمثل ( )%10من مجتمع
البحث الكلي ،وبلغ مجموع العينة ( )420رب أسرة ،وكما هو موضح في الجدول (.)2
جدول ( )2يبين مجتمع البحث والعينة المأخوذة
العينة عدد العينة عدد
% المنطقة % المنطقة
المأخوذة األسر المأخوذة األسر
49
( ) 1إيمان حمادي رجب .اآلثار االجتماعية النهيار المؤسسة السياسية في العراق (دراسة ميدانية في مدينة الموصل) ،رسالة ماجستير غير
منشورة ،جامعة الموصل ،كلية اآلداب ،قسم علم االجتماع ،2005 ،ص .57 – 47وللمزيد ينظر أيضًا :رباح مجيد محمد .اآلثار االجتماعية
النهيار سلطة الدولة في العراق (دراسة ميدانية) ،أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة بغداد ،كلية اآلداب ،قسم علم االجتماع.2005 ،
50
* يقع قضاء الهاشمية جنوب محافظة بابل في الفرات األوسط ،على نهر الفرات على ُبعد 130كم جنوب بغداد ،يتبعه إداريا نواحي هي:
الشوملي ،القاسم ,المدحتية ،الطليعة.
صاحب
2,6 12 116 4,7 21 211 البو غياض
شخير
حمزة
2,3 10 104 7 31 307 البصيرة ناحية
علوان
ناحية القاسم
2,4 11 108 العرادة 4,3 19 191 البو جمال (الدلي)
الطليعة
4 18 180 الوسامة 7 31 316 الفياضية
2,4 11 108 كوام عون 3,4 15 151 العكيالت
2,6 12 118 البراكية 3,5 16 162 البو درباش
17,2 77 766 الزبار 6,6 30 299 سعيدان
ناحية
4,7 21 209 البو عيسى ناحية 3,5 16 164 العالك
المدحتية
1,8 8 76 العويديين الشومل 9 40 405 بيرمانة
4,7 21 215 الخشخشية ي 6,3 28 276 الياسية
51
( )1قاسم محمد ،المنطق الحديث ومناهج البحث ،ط ،3مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة ،1970 ،ص.118
ثانيًا :عرض بيانات البحث:
توصيف الظاهرة المدروسة: -1
جدول ( )4يبين طبيعة الحياة في الريف
هل تعتقد بان طبيعة الحياة في الريف
% العدد
تسبب لك مشكلة
53,3 224 نعم
46,7 196 كال
100 420 المجموع