You are on page 1of 14

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة الجياللي بونعامة –خميس مليانة‬
‫الكلية ‪ :‬علوم اجتماعية و انسانية‬

‫قسم‪:‬علم االجتماع‬

‫السنة ‪:‬ثانية ليسانس‬

‫االجتماعي‬ ‫النظرية الحتمية في التغير‬


‫نمتيمنيتتنةيزيةتناتيس‬

‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫االستاذة حفيفي رتيبة‬

‫مالح هاجر‬ ‫‪‬‬


‫بن عامر الحاجة‬ ‫‪‬‬

‫السنة الدراسية ‪2018_2017:‬‬


‫‪ :‬نظرية الحتمية في التغير االجتماعي‬ ‫عنوان البحث‬
‫خطة البحث ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة ‪+‬اشكالية‬

‫المبحث االول ‪ :‬النظرية الحتمية و مفاهيمها‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف نظرية الحتمية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬مصطلحات حول النظرية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الحتمية البيئية< و الجغرافية و االقتصادية‬

‫المطلب االول ‪:‬الحتمية الجغرافية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الحتمية السكانية‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الحتمية البيولوجية‬

‫المبحث الثالث ‪:‬الحتمية الثقافية و االيديولوجية و االجتماعية‬

‫المطلب االول ‪:‬الحتمية الثقافية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الحتمية السيكولوجية‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الحتمية االجتماعية‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫يعد موضوع التغير االجتماعي من الموضوعات الممتعة و التي ليس نهاية اذ ان التغ<<ير ه<<و س<<مة‬
‫الوجود و ان كل شيئ يتغير و عليه فان دراسة التغير له<<ا اهميته<<ا في علم االجتم<<اع و ق<<د تع<<ددت‬
‫وجهات النظر و التفسيرات حسب كل عالم و مفكر ‪..‬و بالتالي تعددت الرؤى و النظريات كل منها‬
‫حسب منطلق فكري تق<<وم بتفس<<ير التغ<<ير و اس<<بابه ‪..‬من بين هات<<ه النظري<<ات اخترن<<ا الح<<ديث عن‬
‫النظرية الحتمية او العاملية كما يطلق عليها ايضا ‪..‬فماهي نظرية الحتمية ؟و ما اهم افكارها؟‬
‫المبحث االول ‪:‬‬
‫المطلب االول ‪:‬‬
‫نقصد بالنظريات الحتمية تلك النظريات التي تركز في دراستها< للتغير االجتماعي على عامل واحد فحسب‬
‫و نفترض كل نظرية من هذه النظريات ان عامال واحدا –كاالقتصاد او المن<<اخ او غيرهم<<ا –ه<<و العام<<ل الوحي<<د‬
‫الذي يحرك كل العوامل االخرى ‪،‬و لذلك فان هذه النظريات توصف بأنها نظريات اختزالية اي انها تخ<<تزل ك<<ل‬
‫العوامل في عامل واحد ‪،‬و تعتبر ان العام<ل ه<ذا العام<<ل ه<<و العام<<ل الك<افي< وح<ده لح<<دوث التغي<ير و يكمن ه<<ذا‬
‫‪1‬‬
‫المعنى في مفهوم الحتمية و لذلك فان الحتمية تفترض ان االمور< محددة سلفا‬

‫‪1‬‬
‫احمد زايدو اعتماد احالم ‪،‬التغير االجتماعي‪،‬مكتبة االنجلو المصرية ‪،‬مصر ‪،‬د‪.‬ط‪،‬د‪.‬س‪،‬ص ‪42‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫التغير االجتماعي ‪:‬هو التبدل في البنى االجتماعية و ان التغير ضرورة حياتية للمجتمعات البشرية النه وسيلة‬
‫‪2‬‬
‫بقائها و نموها و يعد التغير االجتماعي جزءا من التغير الحضاري< الشامل في المجتمعات البشرية‬

‫الحتمية ‪:‬فرضية فلسفية تقول ان كل ح<دث في الك<ون بم<ا في ذل<ك ادراك االنس<ان و تص<رفاته خاض<عة لتسلس<ل‬
‫منطقي سببي محدد سلفا ضمن سلسة غير منقطعة من الحوادث التي يؤدي بعضها الى بعض وفق قوانين محددة‬

‫‪2‬‬
‫يوسف عناد زامل ‪،‬سوسيولوجيا التغير قراءة مفاهيمية ‪،‬كلية االداب جامعة واسط ‪،‬د‪.‬ط‪،‬د‪.‬س ‪،‬ص‪4‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫الحتمية السكانية‬ ‫المطلب االول ‪:‬‬

‫من العلماء من يقول بالحتمية السكانية ‪,‬ودالك باعتبار السكان عنصر مهم وفعال في حمل ل<<واء التغ<<ير ‪ ,‬فحجمهم‬
‫سواء كان بالزيادة أو بالنقصان وكثافتهم وتخلخلهم< وزيادة المواليد أو نقص<<ها ومع<<دالت الوفي<<ات وحرك<<ة الس<<كان‬
‫(الهجرة) سواء داخلية أو خارجية وعوامل الهجرة وتكوين السكان الجنسي والعم<<ري ك<<ل ه<<دا ي<<ؤدي إلى ح<<دوث‬
‫تغ<<يرات اجتماعي<<ة ودال<<ك باعتب<<ار إن العنص <ر< البش<<ري ه<<و العام<<ل الفع<<ال ال<<ذي يق<<ع علي<<ه حم<<ل ل<<واء التغ<<ير‬
‫وتحدث هده التغيرات نتيجة التنقل الجغرافي وبناء النظم السياسية وتوزيع< السلطة السياسية وتغ<<يرات< في حاج<<ات‬
‫وأفع<<ال< الن<<اس وظه<<ور< نم<<اذج جدي<<دة من التنظيم<<ات السياس<<ية فبزي<<ادة ع<<دد الس<<كان ي<<زداد نش<<اطهم< وتتق<<دم<‬
‫الحضارات وتنشا< مدن ويزداد< العمران ‪,‬وهدا ي<<ؤدي إلى تغي<<ير ش<<امل في حي<<اة الن<<اس أد يتحول<<ون –مثال‪ -‬من‬
‫األعمال الزراعية إلى األعمال الصناعية ويغيرون مالبسهم ويهتمون بعامل الوقت‬

‫ويؤثر االنفجار السكاني في حجم حاجة اإلنسان لتغير بيئته بتفضيل الحياة على جوانب الطرق ‪ ,‬ويؤثر< ك<<دالك في‬
‫سرعة تدهور المساكن في أألحياء الفقيرة هدا والتكيف< م<<ع ه<<ده الحاج<<ات ق<<د ي<<ؤدي إلى تغ<<يرات أك<<ثر في البيئ<<ة‬
‫الطبيعية تضفي اثأر أخرى على الترتيبات االقتصادية واالجتماعية مما يؤدي إلى صياغة أفكار جديدة عن ش<<كل‬
‫التنظيم< االجتماعي وما يجب أن يكون عليه والشك إن التغير يتأثر بنوعية الس<<كان وتك<<وينهم< وق<<دراتهم وخ<<براتهم<‬
‫ومستوى تعليمهم وحالتهم< الصحية ‪,‬وغير دالك من الظروف والم<<ؤثرات ال<<تي يتم<<يز به<<ا ال<<تركيب الس<<كاني في‬
‫مجتمع معين فبينما نجد مجتمعات تع<<اني من زي<<ادة الس<<كان بالنس<<بة لموارده<ا< الطبيعي<ة وإمكانياته<<ا ‪,‬نج<<د البعض‬
‫األخر يعاني من قلة عدد السكان بالنسبة للم<<وارد ك<<دالك يختل<<ف ال<<تركيب الس<<كاني للمجتمع<<ات من حيث الس<<ن و‬
‫الجنس والمستويات الصحية –والتعليمية ومدى توافر< الخبرات والكفاءات العلمية والفنية والسياسية‬

‫ومن حيث التكوين العمري نجد انه ادا زاد عدد الشيوخ عن الشبان ‪,‬كان المجتمع محافظا< متمسكا بالق<<ديم وأدا زاد‬
‫‪3‬‬
‫عدد الشبان عن الشيوخ كان المجتمع مرنا يتقبل كل ما هو جديد‬

‫‪3‬‬
‫المرجع السابق ص ‪124‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الحتمية الجغرافية‬

‫الكثير من العلماء من فسر التغير االجتماعي في ضوء الحتمية الجغرافية والبيئة الطبيعية< ‪,‬وهي جميع الظواهر الفيزيائية ال<<تي‬
‫ليست من صنع االنسان ‪,‬وتشمل المناخ‪,‬الطقس‪,‬درجات الحرارة ‪,‬البرودة ‪ ,‬االمطار ‪,‬الجفاف ‪,‬التربة والمياه وم<<ا في ب<<اطن االرض‬
‫من ثروات الطبيعية ‪:‬كالفحم والحديد والمعادن الطبيعية‬

‫فقد ادى اكتشاف بعض موارد الثروة التي لم تكن معروفة من قبل في المجتمعات المتخلفة ‪,‬واستغالل ه<<ده الم<<وارد الى ظه<<ور اث<<ار‬
‫واضحة في حياة الناس ويؤدي ظهور او استنفاد مصدر م<ا من مص<ادر ال<<ثروة الطبيعي<<ة في ب<<اطن االرض ي<ؤدي الى تغ<<يرات في‬
‫البيئة االجتماعية فيؤثر في توزيع السكان ‪,‬و نشأة المدن وفي ظهور كثير من الصناعات وفي حياة‬

‫فقد يجعل اكتشاف مواد الخام من دولة قوة عسكرية كبرا كما ان عدم اكتشفها قد يؤدي دال<<ك فهزيم<<ة ايطالي<<ا والياب<<ان في الح<<رب‬
‫العالمية الثانية يرجع الى النقص الكبير في خامات الفحم والحديد والبترول وهكذا تحدد البيئة الطبيعية مسار واتجاه التغ<<ير كم<<ا انه<<ا‬
‫تستخدم في عملية التنمية‬

‫وادى اكتشاف البترول في منطقة الشرق الوسط الى تغيير كبير في حياة سكان هده المنطقة الين كانوا يعيش<<ون على ال<<رعي اداك<<ان‬
‫الكثير منسكان هده المناطق يرفضون العمل اليدوي ويحتقرون كل الحرف عدا حرفة الرعي ولكن مع الظ<<روف الجدي<<دة اض<<طروا‬
‫ان يالئمواانفسهم معها فقبلوا العمل ب<األجرة وه<اجروا من الم<واطن القبلي<ة االص<لية الى الم<دن ال<تي انش<ئت ح<ول م<وارد الب<ترول‬
‫‪,‬وقبلوا فكرة االستقالل االقتصادي لألسرة المكونة من االبوين واألوالد عن نط<<اق العش<<يرة ‪,‬ك<<دالك انص<<رفت االي<<ادي العامل<<ة من‬
‫تربية المواشي والزراعة مما نتج عنه ضرورة االعتماد على اللحوم واستخدام المأكوالت المحفوظة ‪,‬كم<<ا اض<<طرت المجمع<<ات الى‬
‫تعهد< لنسائها بعمل الرعي والزراعة‬

‫وقد زادت سرعة التغير في البيئة الطبيعية نفسها ‪ ,‬حيث يتوقع استقرار معين ‪ ,‬صحيح ان كتل<<ة االرض تبقى ثابت<<ة ‪ ,‬لكن التغ<<يرات‬
‫التي تح<<دث في البيئ<<ة الطبيعي<ة< تح<<دث تغ<<يرات في المظ<<اهر االجتماعي<<ة ‪,‬وال<<تي تتمث<<ل في تغ<<يرات في حجم الس<<كان او االقتص<<اد‬
‫والتكنولوجيا وهده عادة التغيرات السريعة‬

‫ان موقع المجتمع فانه يؤدي الى انعزالية المجتم<<ع او انفتاح<<ه ‪.‬وه<<دا بالت<<الي ي<<ؤدي الى ظه<<ور حض<<ارات عظيم<<ة من عدم<<ه ‪.‬ومن‬
‫فان لموقع المجتمع اهمية تجاري<<ة وحربي<<ة ‪,‬مث<<ال‬ ‫االمثلة على دالك ظهور الحضارة المصرية والحضارة اليونانية القديمة ‪.‬كدالك‬
‫يك<<ون التغ<<ير في أي مظه<ر< من‬ ‫دال<<ك موق<<ع مص<<ر وس<<ط الع<<الم الع<<ربي‬

‫مظ<<اهر ه<<ده البيئ<<ة الجغرافي<<ة بفع<<ل عوام<<ل إنس<<انية أو طبيعي<<ة أو بفع<<ل عوام<<ل ترج<<ع إلى نش<<اط< اإلنس<<ان‬
‫االجتم<<اعي ‪.‬فق<<د وق <د< تث<<ور< ال<<براكين وتح<<دث تدب<<دبان في المن<<اخ ‪,‬أو ق<<د يغ<<ير النه<<ر مج<<راه دون ت<<دخل من‬

‫اإلنسان ‪,‬ولكن اإلنسان من ناحية أخرى قد يستنفد المعادن التي في باطن األرض أو يزيل غابة أو يص<<نع بح<<يرة‬
‫وق<د< تح<<دث تغ<<يرات اجتماعي<<ة توافقي<<ة نتيج<<ة لتع<<ديالت في‬ ‫صناعية‬
‫بعض مظاهر البيئة الطبيعية ‪,‬فق<د يح<دث تغ<يرات في النش<اط االقتص<ادي< وط<رق< الزراع<ة أو الع<ادات والتقالي<د‬
‫العائلية نتيجة الخد بالزراعة اآللية فعندما< يغير القروي بيئته ويهاجر< إلى المدينة فان طريقة حياته بأكملها يصيبها‬
‫‪4‬‬
‫التغير األساسي‬

‫‪4‬‬
‫د حسين عبد الحميد احمد رشوان ‪,‬التغير االجتماعي والمجتمع ‪.‬اسكندرية ‪ 2008‬ص‪113‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الحتمية البيولوجية‬

‫يرجع بعض العلماء التغير االجتماعي و االختالفات الثقافية بين الجماعات الى الحتمي<<ة البيولوجي<<ة ‪,‬فاالختالف<<ات‬
‫الفطرية و الوراثية في الصفات الجسمية و العقلية و الذكاء و القدرات و االمكانيات هي التي تحدد ق<<درات الف<<ؤاد‬
‫و االمم في اداهم لعملهم ‪،‬فهناك اجناس نشطة قابلة للتحضر بسرعة ‪،‬و اخرى خاملة تعتمد على القديم و ال تمي<<ل‬
‫الى التجديد و حقا صدقت المقولة التي مؤداها ‪:‬ان الدم العائلي هو الذي يحدد طابع االنسان و يتف<<رع من الحتمي<<ة‬
‫البيولوجية –الحتمية العنصرية ‪،‬وهي التي ترجع االختالفات بين الجماعات نتيجة المعركة الدائمة في سبيل البقاء‬
‫‪5‬‬
‫‪،‬و البقاء لألصلح‬

‫‪5‬‬
‫حسين عبد الحميد احمد رشوان ‪،‬التغير االجتماعي و المجتمع‪،‬كلية< االداب ‪،‬جامعة اسيوط‪،2008،‬د‪.‬ط‪،‬ص‪118‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬الحتمية الثقافية‬

‫يقول العلماء بالحتمي<<ة الثقافي<<ة ‪،‬و ذل<<ك باعتب<<ار ان الثقاف<<ة ت<<ؤدي الى التغ<<ير االجتم<<اعي ف<<المجتمع< نت<<اج‬
‫اخرجته اجزاء الثقافة المختلفة مث<<ل الع<<ادات و التقالي<<د و الع<<رف و النظم االجتماعي<<ة و ك<<ذلك العناص<<ر‬
‫الثقافية المادي<<ة ان الثقاف<ة تتغ<<ير عن طري<ق< تجم<ع العناص<<ر القديم<<ة اتن<اء عملي<ات التغ<ير و ق<<د تس<<تمر‬
‫العناصر< القديمة و يعيش جنبا لجنب بصورة تختلف او تتغير فيها انماط السيادة او التساند لكل منها ‪..‬‬

‫و تغير التغيرات الثقافية المط<<الب و تع<<دل االمكاني<<ات الس<<لوكية ف<<إذا م<<ا اس<<تخدمت االس<<رة العامل<<ة في الزراع<<ة‬
‫الجرارات و الوحدات الكهربائية و الغسالة الكهربائية و الموقد البترولي< او وح<دات التبري<<د فإنه<ا ب<<ذلك تك<<ون ق<<د‬
‫استعارت سمات ثقافية جديدة و لكنها توضع جانبا لجنب مع العناصر< االخرى< التي كانت لها و قد تأتي الثقافة من‬
‫داخل المجتم<<ع كم<<ا في عملي<<تي االخ<<تراع و االكتش<<اف و االخ<<تراع ه<<و تط<<بيق< جدي<<د لمعرف<<ة قائم<<ة بالفع<<ل ام<<ا‬
‫االكتشاف< فهو اكتشاف شيء جديد كاكتشاف< قارة ‪.‬و تلعب التكنولوجيا دورا ب<ارزا< في اح<داث التغ<ير االجتم<اعي‬
‫فكل تقدم تكنولوجي من شانه ان يهيئ لإلنسان فرصة للوصول< الى اهداف محددة بأقل جه<<د و بأق<ل تك<اليف ي<<تيح‬
‫فرصا< جديدة و ظروفا مناس<<بة للحي<<اة فالوس<<ائل الفني<<ة و االكتش<<افات و المخترع<<ات له<<ا اث<<ر كب<<ير على المجتم<<ع‬
‫فتختلف< ميادين الحياة و فروع< المعرفة فهي ت<<ؤدي الى تك<<وين اش<<كال جدي<<دة للعالق<<ات االجتماعي<<ة و بالت<<الي الى‬
‫تكوين انماط ثقافية لم تكن معروفة من قبل ‪..‬و يعتبر< التغير بهذا المعنى محصلة تراكمات ثقافية نزداد كل م<<ا زاد‬
‫حجم هذه التراكمات و المجتمع االنساني< عاش التغ<<ير دائم<<ا و لكن<<ه التغ<<ير البطئ و ال<<ذي ال نلمس اث<<اره إال بع<<د‬
‫‪6‬‬
‫فترات طويلة تصل الى عدة قرون‬

‫‪6‬‬
‫حسين عبد الحميد احمد رشوان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪125،126‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الحتمية السيكولوجية‬

‫يشرح اصحاب الحتمية السيكولوجية الحقيقة الجتماعية في ضوء موضوعات مث<<ل الغرائ<<ز و ال<<دوافع و‬
‫القدرات و االمكانيات و تعتبر هذه العناصر االساسية في ظهور االختالفات في االنساق الثقافية المختلفة‬

‫و تؤدي الزيادة في الحرمان الى تغير التوقع<<ات ال<<تي يأم<<ل الف<<رد في انجازه<<ا و تحقيقه<<ا في اي موق<ف<‬
‫اجتماعي كذلك فان الضغوط الكبرى التي تنجم في الوقت الحاضر عن طريق من كانوا يتمتع<<ون ‪ -‬مثال‪-‬‬
‫بحقوق اقل كثيرا مما كانوا يتمتعون به االن و الن هؤالء االفراد< مازالوا< تحمل اذهانهم امل ان تح<<ررهم‬
‫من اعباء الماضي الثقيل سيجعلهم يتمتعون بحقوق اكبر قد تكون من امتيازات االقلية ‪..‬‬

‫و اليفوتنا ان نذكر تأثير االفراد البارزين ‪،‬فكل التغيرات االجتماعية و الثقافية ال تتح قاال على يد اف<<راد< عب<<اقرة و‬
‫يبدو ذلك في مجال االبداع الفني و في مجال التكنولوجيا و من التعسف ان نغفل الدور< الذي يلعبه عظماء الرج<<ال‬
‫في مجال االخالق و الدين و السياسة و االقتصاد وفي< العالم الحديث اثر كل من ليس في روسيا و المهاتما غاندي‬
‫في الهند ت<<أثيرا عميق<<ا في بالدهم<<ا ه<<ذا و التغ<<يرات ال<<تي تح<<دث في مج<<ال الشخص<<ية و في مظ<<اهر الس<<لوكية و‬
‫البيولوجية تحدث تغيرات اجتماعية توافقية ‪.‬‬

‫وتلعب ارادة انسان و ارادة شعوب دورا< بارزا< في اح<<داث الغ<<ير االجتم<<اعي ولكن ه<<ذه الق<<وانين ال تس<<تطيع ان‬
‫تم<<ارس دوره<<ا االب ارادة االنس<<ان ‪،‬و هن<<ا يت<<دخل االنس<<ان بفك<<ره ال<<ذي ينف<<ذ بأس<<لوب علمي لدراس<<ة ج<<ذور‬
‫المشكالت التي تواجهها< الجماهير< و رغباتها و محاولة ايجاد الحلول المناسبة _مستفيدا من تراث العقل االنساني<‬
‫و االفكار التي ينتجها العقل االنساني و تتجلى االفعال االرادية الصادرة عن االفراد و على ذل<<ك يمكن الق<<ول ان‬
‫الفرد يمكن ان يكون مخترعا او قائد< الحركة االجتماعية او مخططا فيسهم< في تغ<<ير االجتم<<اعي و يمكن تص<<ور‬
‫ذلك في االعمال التي بها القيادات الملهمة ‪..‬‬

‫و الذي ال شك فيه ان القوى و االرادة البشرية هي التي تبني القرى و المدن و تقيم المصانع و تشق الترع و تب<<ني‬
‫فوقها الكبارى القن<<اطر< و الس<<دود< انه<<ا الق<<وى المنتج<<ة للغ<<ذاء و الكس<<اء و ك<<ل مايتح<<اج الي<<ه االنس<<ان من وس<<ائل‬
‫المعيشة و يعتبر دور الجماهير القوة الرئيسية في اي تغيير‬

‫ان السادة اصحاب العبيد لم يعتقوا العبيد حبا في االنسانية و انما العبيد هم قوى< الش<<عب العامل<<ة في ذل<<ك ال<<وقت و‬
‫هم الذين انتزعوا حقوقهم من اسيادهم و ثاروا< في وجه النظام االجتماعي ككل و قوموا< اركان المجتمع العبودي و‬
‫انتقل<<وا باإلنس<<انية الى مجتم<<ع اقط<<اعي ك<<ذلك لم ينتق<<ل ام<<راء القط<<اع و مالك االراض<<ي باإلنس<<انية الى النظ<<ام‬
‫الرأسمالي< بل قامت قوة الشعب في ظل النظام االقطاعي من فالحين و حرفيين و صغار التجار بالثورة على ذل<<ك‬
‫النظام االقطاعي و تغييره الى نظام رأسمالي و كان العمال و الفالحون و المثقفون المعبرون عن مص<<الح الش<عب‬
‫في ظل النظام الرأسمالي< هم اول من اشعل الث<<ورات االش<<تراكية لالنتق<<ال باإلنس<<انية من المجتم<<ع الرأس<<مالي< الى‬
‫‪7‬‬
‫المجتمع االشتراكي فالشعوب اذن و ارادتها هي صانعة تاريخها سياسيا و اقتصاديا< و اجتماعيا‬

‫‪7‬‬
‫حسين عبد الحميد احمد رشوان ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪130‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬الحتمية االجتماعية‬

‫ويقول اصحاب هذا االتجاه ان التغير االجتماعي يحدث نتيجة التعديل الذي يقع في العائلة و الجماعات االنسانية‬
‫حيث تؤدي< التغيرات التي تتم في الجماعات الى تغيرات في السلوك المتوقع و النماذج االجتماعية السائدة بما‬
‫تجربه من قواعد و مقاييس و هناك اربعة نماذج من التغيرات االجتماعية تؤدي الى تغير اجتماعي و هي ‪:‬‬

‫التغير في كثافة السكان‬ ‫‪.1‬‬


‫التعديالت التي تحدث في التكوين الجنسي او العمري‬ ‫‪.2‬‬
‫التغيرات التي تحدث في عد و انواع وحدات الجماعة‬ ‫‪.3‬‬
‫ظهور< نماذج جديدة من الجماعات او اختفاء نماذج قديم‬ ‫‪.4‬‬

‫و ت<<ؤدي ه<<ذه التغ<<يرات ال<<تي تح<<دث في الجماع<<ات الى تغ<<يرات اجتماعي<<ة توافقي<<ة عن طري<<ق تغ<<ير الحاج<<ات‬
‫االجتماعية التي كان السلوك الجماعي يقوم بها ذلك ان حاجات االسرة الكبيرة المكتفية بذاتها ك<<ذلك ف<<ان االس<<رة‬
‫الريفية الكبيرة يمكن ان تقوم بع<دة وظ<ائف تعج<ز عنه<ا االس<رة الحض<رية يض<اف الى ذل<ك تغ<يرات التوقع<ات‬
‫االجتماعية يتغير عدد و نموذج و حجم و تعقد البناء االجتماعي‬

‫هذا و كلم<<ا ص<<غر حجم العائل<<ة اص<<بحت اق<<ل ق<<درة على مواجه<<ة الظ<<روف الجغرافي<<ة المتص<<لة بعملي<<ة‬
‫الزراعة كذلك كلما صغر حجم العائلة تتغير االفاق الثقافية‪ ‬و اذا نس<<بنا التغ<<ير الى الق<<ادة نض<<من ذل<<ك ان‬
‫القادة لم يكن لهم وجود< قبل ذلك و لذلك فانه ال يمكن القول ان قائدا يمكن ان يؤدي وحده الى التغير و اذا‬
‫عرفنا القادة في ضوء الوراثة و زعمنا ان االمكانيات الوراثية توجد< عام<<ا بع<<د اخ<<ر فإنن<ا< ال نس<<تطيع ان‬
‫ننظر الى القادة على انهم سبب في التغيير الن المتغير ال يمكن ان يفسر دائما بدائم‬

‫ونظر< البعض الى الصراع< باعتباره عملية اجتماعية تلعب دورا< بارزا في احداث تغير اجتماعي فقد ادى‬
‫الصراع الى خلق وح<<دات اجتماعي<<ة ك<<برى وفي تاكي<<د او ت<<دعيم الت<<درج االجتم<<اعي وق<<د اث<<ر الص<<راع‬
‫ال<<دولي في العص<<ر الح<<ديث ت<<اثيرا عميق<<ا في البن<<اء االقتص<<ادي و السياس<ي< للمجتمع<<ات وفي< السياس<<ات‬
‫‪8‬‬
‫االجتماعية و معايير السلوك ‪..‬‬

‫‪8‬‬
‫حسين عبد الحميد رشوان ‪،‬المرجع السابق ص ‪133.134‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫وفي االخير تعرضت نظرية الحتمي<ة في التغ<ير االجتم<اعي الى ع<دة انتق<ادات حاله<ا ح<ال أي نظري<ة اخ<رى‬
‫‪..‬ففي محاولتها لتفسير التغير االجتماعي اعتمدت على عوامل كبرى تت<<دخل ف<<التغيير مهمل<<ة جانب<<ا مهم<<ا ه<<و ان‬
‫اتحاد هذه العوامل او بعضها هو ما يحدث التغيير الحقيقي ‪..‬‬

You might also like