You are on page 1of 43

‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫وازرة التعليم العالي و البحث العملي‬


‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪- -‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‬
‫قسم علم االجتماع والديمغرافيا‬

‫محاضرات مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬


‫للسنة الثانية علم االجتماع‬

‫اعداد الدكتورة‪ :‬بـ ــوزغـ ــاية ب ـ ــاية‬

‫السنة الجامعية ‪6102-6102 :‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫برنامج مقياس ‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم التغير اإلجتماعي والمفاهيم المشابهة‬


‫‪ -1‬التقدم‬
‫‪ -2‬التطور‬
‫‪ -3‬النمو‬
‫‪ -4‬التنمية‬
‫المحور الثاني‪ :‬عوامل التغير اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪-1‬العوامل الطبيعية‪ -‬الفيزيقية‪-‬البيئية‬
‫‪-2‬العوامل الديمغرافية‪-‬السكانية‬
‫‪-3‬العوامل االقتصادية‬
‫‪-4‬العوامل التكنولوجية‬
‫‪-5‬العوامل السياسية‬
‫‪-6‬العوامل الفكرية وااليديولوجية‬
‫المحور الثالث‪ :‬نظريات التغير اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬النظريات الحتمية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحتمية الجغرافية‬
‫‪ -‬البيولوجية‬
‫‪ -2‬النظريات التطورية‪:‬‬
‫‪ -‬النظرية الخطية‬
‫‪ -‬النظرية الدائرية‬
‫‪ -3‬النظرية البنائية الوظيفية‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفية الكالسيكية‬
‫‪ -‬التوازن الدينامي‬
‫‪ -4‬نظرية الماركسية‪-‬الصراع‬
‫‪ -5‬النظرية التحديث‪-‬التحليلي‬

‫‪1‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المحور الرابع‪ :‬معوقات التغير اإلجتماعي‪.‬‬


‫المحور الخامس‪ :‬أنماط التغير اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬التطور‬
‫‪ -2‬الثورة‬
‫‪ -3‬االنتشار‬
‫‪ -4‬اكتساب الحياة الحضرية‪-‬التحضر‬
‫‪ -5‬التحديث‬
‫‪ -6‬التصنيع‬
‫المحور السادس‪ :‬مجاالت التغير اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -1‬االسرة‬
‫‪ -2‬السكان‬
‫‪ -3‬التعليم‬
‫‪ -4‬االقتصاد‬

‫‪2‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المحور األول ‪ :‬مفهوم التغير اإلجتماعي والمفاهيم المشابهة‪:‬‬

‫عن ــدما كان ــت ظ ــاهرة التغي ــر والحرك ــة ظ ــاهرة ملموس ــة ت ودائم ــة ومس ــتمرة دون توقـ ـ ت‬
‫فنجــدها قــد اخــنت مكــان الصــدارة مــن التفكيــر البشــرات ونلـ منــن فجــر الحضــارات االنســانية‬
‫بص ــفة عام ــة وحت ــذ يومن ــا ه ــنات وعل ــذ ال ــرغم م ــن ه ــنا االهتم ــام المبك ــر والمس ــتمر م ــن قب ــل‬
‫المفكـ ـرينت ف ــون مفه ــوم التغي ــر ق ــد ع ــولف م ــن قب ــل اولئـ ـ المفكـ ـرين م ــن منظ ــورات وتص ــورات‬
‫اليوناني هيرقليطس‪" :‬إن التغير قانون الوجود واالستقرار موو‬ ‫مختلفةت وكما قال الفيلسو‬
‫وعوودم" كمـا عبــر عــن التغيــر فـي قولـ الشــهير " انووال ال تنوولل البحوور موورتين فو ن ميوواي جديوود‬
‫‪1‬‬
‫تجري من حولال"‪.‬‬
‫وتعتب ــر ظ ــاهرة التغي ــر ف ــي الوق ــت الح ــالي م ــن أه ــم المس ــائل الت ــي تش ــغل الفك ــر االجتم ــاعي‬
‫الحــديثت وخاصــة بعــد الح ـربين العــالميتينت فقــد اخــنت تتج ـ نحــو التغيــر المخطــط مــن اجــل‬
‫احداث تنميـة حقيقـة هادفـةت وهكـنا فلـم يعـد حـدوث التغيـر يسـير تلقائيـا دون توجيـ واعت نوانمـا‬
‫ي ــتم وف ــر خطـ ــة مدروس ــةت فهـ ــو تغيي ــر مقصـ ــور وادارا واص ــبحت المجتمعـ ــات ف ــي العصـ ــر‬
‫الحاض ــر تس ــتحدث المن ــاهف والوس ــائل م ــن اج ــل توجيـ ـ عملي ــة التغي ــر نح ــو اح ــداث وتحقي ــر‬
‫التنمي ــة بوجـ ـ ع ــامت وه ــنا يس ــتدعي تحدي ــد مفهومـ ـ تحدي ــدا موض ــوعيا دقيق ــات ومعرف ــة لياتـ ـ‬
‫وانماط واتجاهات وعوامل وعوائق ‪.‬‬
‫العهـود برصـد التحـوالت التـي تطـ أر فـي مجـال‬ ‫لقد اهتم المفكرون والفالسفة في مختل‬
‫الحيــاة االجتماعيــةت فكتــب عــن هــنا فالســفة اليونــان ومــن بعــدهم فالســفة العــرب المســلمينت ثــم‬
‫جــاد دور مفكــرا عصــر التنــوير ومــن اتــذ مــن بعــدهمت فــون فكـرة التغيــر االجتمــاعي ارتبطــت‬
‫بش ــكل مباش ــر ب ــالتغير الفك ــرا عن ــد ش ــعوب الع ــالمت فكلم ــا ك ــان الن ــاس يكتش ــفون ش ــيئا ح ــديثا‬
‫ومختلف ــا عـ ــن ال ــنا اعتـ ــادوا عليـ ـ ت كلمـ ــا س ــاهم مسـ ــاهمة مباشـ ـرة فـ ــي تثبي ــت مفهـ ــوم التغيـ ــر‬
‫االجتمــاعيت والــنا ادى تلــذ تغيــر الكثيــر مــن العــادات والتقاليــد التــي عرفهــا ا ف ـرادت وتجــدر‬
‫االشارة تلذ أن مصطلح التغير االجتمـاعي قـد اسـتخدم أول مـرة وبصـورة عرضـية فـي كتابـات‬
‫آدم سميث وعلذ ا خص في كتاب المشهور(ثروة االمم) الـنا نشـر فـي القـرن ‪11‬مت لكـن لـم‬
‫ينتشر ويصبح واسع التـداول تال بعـد نشـر علـم االجتمـاع االمريكـي وليوام ججبورون ونلـ سـنة‬

‫‪ -1‬دالل ملحس استيتية‪ ،‬التغير االجتماعي والثقافي‪،‬ط‪،2‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األدرن‪ ،2001،‬ص ‪.11‬‬

‫‪3‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ 1122‬م في كتابـ "التغير اإلجتماعي"ت حيـث رأى أن التغيـر ظـاهرة عامـة ومسـتمرة ومتنوعـة‬
‫وال لــزوم لربطهــا بصــفة معينــة‪1‬ت لــنل وجــد فــي اصــطال التغيــر االجتمــاعي مفهومــا متحــر ار‬
‫من التقييمت وال يرتبط بصفات موجبة أو سالبة‪.‬‬

‫‪ /1‬مفهوم التغير االجتماعي‪:‬‬


‫ج‪ -‬لغتًا‪:‬‬
‫كما جاد في لسان العـرب " تغير الشوي عون حالوت‪ :‬تحوول وغيوري حولوت وبدلوتأ ه نوت ج وت‬
‫فوي غيوور مهانووت"‪ 2‬ت وفـي التنزيــل العزيـز يقــول جـل وعــال‪ " :‬ذلووال بو ن ام لووم يو ًال مغيو ارً ن مووة‬
‫جن مها ع ى قوم حتى يغيروا ما ب نفسهم وجن ام سميع ع يم‪( ".‬ا نفال‪)53/‬‬
‫الكم ــي أو الكيف ــي م ــا ب ــين الحال ــة الجدي ــدة و الحال ــة القديم ــة أو‬ ‫والتغي ــر ه ــو االخ ــتال‬
‫كلم ــة‬ ‫الش ــيد عم ــا ك ــان عليـ ـ ف ــي خ ــالل فتـ ـرة مح ــددة م ــن الـ ـزمنت وعن ــدما تض ــا‬ ‫اخ ــتال‬
‫‪ "change social‬وهــو التغيــر المســتمر الــنا‬ ‫االجتمــاعيت يصــبح التغيــر االجتمــاعي "‬
‫يحــدث داخــل المجتمــع أو التحــول الــنا يطـ أر علــذ أا مــن جوانــب المجتمــع خــالل فتـرة زمنيــة‬
‫محددةت وبسبب تأثير مجموعة من العوامـل االجتماعيـةت تال أنـ كـل التغيـرات التـي تطـ أر علـذ‬
‫المجتمــع نات التــأثير المســتمرت والتــي تعتمــد علــذ مجموعــة مــن االفكــار البشـريةت والنظريــات‬
‫واآلرادت وااليديولوجيات التي يتميز بها كل عنصر من العصور البشرية ‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬‬
‫نظـر العلمـادت فيعـر مواهيونس‬ ‫مفهوم التغير االجتماعي علذ حسب اختال‬ ‫يختل‬
‫‪ Macionis‬التغير االجتماعي بأن ‪" :‬التحـول فـي تنظـيم المجتمـع وفـي أنمـاط الفكـر والسـلو‬
‫عبــر الــزمن"ت أمــا ريتوولر ‪ Ritzer‬فيقــول‪ ":‬تن التغيــر االجتمــاعي يشــير تلــذ التبــاين التــاريخي‬
‫ف ــي العالق ــات ب ــين االفـ ـراد والجماع ــات والتنظيم ــات والثقاف ــات والمجتمع ــات"ت ويعرفـ ـ فوووارلي‬
‫‪ Fareley‬بأن التبدل في أنماط السلو والعالقات االجتماعية والنظم والبناد االجتماعي‪".3‬‬
‫كما يعر التغير اإلجتماعي علـذ انـ أيضـا‪ " :‬هول تحوول يحودث فوي الونألم واألنسوا‬
‫‪4‬‬
‫و األجهل اإلجتماعية أ سوا هان ذلال في البنا جو الوأليفة خالل فتر لمنية محدد ‪".‬‬

‫‪-1‬محمد الجوهري وآخرون‪،‬التغير االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬مصر‪،2000،‬ص‪.205‬‬


‫‪ -2‬أبن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط‪ ،1‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1111 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النورا‪:‬التغير االجتماعيت دار الشرورت عمانت‪2001‬ت ص‪.7‬‬
‫‪ -4‬دالل ملحس استيتية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪4‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫التغيــر االجتمــاعي أيضــا علــذ انـ " ت ووال االختالفووا و التبووادال التووي‬ ‫ويمكــن تعريـ‬
‫تحدث جو تتب ور في النألام البيئوي المتمثل في نس التدرج اإلجتماعي والمؤسسا‬
‫‪1‬‬
‫اإلجتماعية من خالل األدوار والمهانا االجتماعية عبر اللمن‪".‬‬
‫‪ ‬عند "غي روشيت ‪ :" Guy Rocher‬ل أربع صفات وهنه الصفات‪:‬‬
‫‪ -1‬التغير اإلجتماعي ظـاهرة عامـة ومنتشـرة لـدى فئـات واسـعة مـن المجتمـع بحيـث يغيـر‬
‫مسار حياتها‪.‬‬
‫‪ -2‬التغير اإلجتماعي كل تحول يصيب البناد اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬يهون التغير اإلجتماعي محددا بفترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ -4‬يتصووول التغيووور اإلجتمووواعي بالديمومــة و االســتم ارريةت أا لــيس ماقتــا س ـريع الــزوال‬
‫حيث يصعب فهم ‪".‬‬
‫‪ ‬ويعرفـ "جيور و م ول ‪:"Gerth & Mills‬علـذ انـ " التحوول الوذي يطو جر ع وى األدوار‬
‫اإلجتماعية التي يقوم بها اإلفرادأ وهل ما يط جر في النألم اإلجتماعية وقواعد الضوبط‬
‫‪2‬‬
‫اإلجتماعي التي يتضمنها البنا االجتماعي في مد م ينة من اللمن "‪.‬‬
‫‪ ‬أما "جنلبورج ‪ :" Ginsberg 1972‬فيـرى أن التغيـر اإلجتمـاعي انـ " هول تغيور يطو جر‬
‫ع ووى البنووا اإلجتموواعي فووي الهوول والجوول وفووي شووهل النألووام اإلجتموواعيأ ولهووذا فو ن‬
‫األفراد يمارسون جدو ار إجتماعية مخت فة عن ت ال التي هوانوا يمارسوونها خوالل حقبوة‬
‫‪3‬‬
‫من اللمن‪".‬‬
‫‪ ‬أما جرنولد ‪ :Arnold 7691‬فأوضح قائال " التغير اإلجتماعي يشير إلى التغير نموط‬
‫من ال القا اإلجتماعية و األشهال الثقافية فوي وضوع م وين يطو جر ع يهوا جو يألهور‬
‫ع يها التغير جو االختالل من خالل فتر محدد من اللمن"‪.4‬‬

‫‪ -1‬معن خليل‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2004 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬دالل ملحس استيتية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23-.21‬‬
‫‪ -3‬محمد مصطفى زيدان ‪،‬التغير االجتماعي ‪،‬المجلة الجزائرية لعلم النفس وعلوم التربية‪،‬العدد‪ ،2،1116‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -4‬دالل ملحس استيتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪5‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫أما عند العلماد العربت فيرى ‪:‬‬


‫‪ ‬عبوود ام الرشوودان ‪ 7666‬أن التغيــر اإلجتمـاعي هــو نا " التحووول الووذي يحوودث فووي‬
‫النألم و األنسا و األجهل اإلجتماعيةأ سوا هان ذلال في البنا جو الوأليفة خالل‬
‫فتر لمنية م ينة " ‪.‬‬
‫‪ ‬أمــا عنــد عوواطل غيووث فــالتغير اإلجتمــاعي فــي نظـره هــو‪ ":‬هوول تغيوور يط و جر فووي البنووا‬
‫اإلجتماعي في الوألائل والقيم واألدوار اإلجتماعية خالل فتر محدد من اللمن وقود‬
‫يهون هوذا التغيور إيجابيوا جي تقودما وقود يهوون سو بيا جي تخ فواأ وقود يهوون سوري ا‬
‫ومفاجئا جو بطيئا وتدريجيا جو لياد جو نقصان‪...‬جي لويس هنواال مون اتجواي جو نموط‬
‫‪1‬‬
‫محدد ل تغير اإلجتماعي"‪".‬‬

‫كما يرى بـأن" التغي ار اإلجتماعية هي التي تحدث فوي التنألويم اإلجتمواعيأ وتـأتي علـذ‬
‫عدة أشكال وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬التغير في القيم اإلجتماعية‪ :‬تل القيم التي تاثر بطريقـة مباشـرة فـي مضـمون ا دوار‬
‫االجتماعية ومعايير التفاعل اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬التغير في النألام اإلجتمواعي أا فـي البنـادات المحـددة مثـل صـور التنظـيم ومضـمون‬
‫ا دوار‪.‬‬
‫‪ -3‬التغير في مراهل األشخاص ويحدث نل بحكم التقدم في السن أو نتيجة الموت‪.‬‬
‫ويع ــر التغي ــر االجتم ــاعي عل ــذ انـ ـ أيض ــا‪ " :‬تبوووودل فووووي جنموووواط التنأليمووووا االجتماعيووووة‬
‫لجماعا م ينة ت يش ضمن مجتمع م ين"‪.2‬‬
‫‪ ‬ويرى م ن خ يل عمر أن هنا ثالث أسس توجهنا تلذ تحديد مفهوم التغير‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعي وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪25 -24‬‬


‫‪ -2‬محمد عاطف غيث‪ ،‬التغير االجتماعي والتخطيط‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1166،‬ص‪.25‬‬
‫‪3‬معن خليل العمر‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪6‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المحيطــة بــالفرد التــي تــاثر في ـ فيغيــر بعضــا مــن‬ ‫الظــرو‬ ‫أ‪ " -‬االختالفووا ‪ :‬أا اخــتال‬
‫س ــلوك أو تفكيـ ـره أو موافق ــة مم ــا تجعلـ ـ مختلف ــا عم ــا ك ــان عليـ ـ قب ــل تحاط ــة الظ ــرو‬
‫المستجدة ب ت وهنه بداية تحديد الخطوة ا ولذ للتغير‪.‬‬
‫ب‪ -‬التتابع ‪ successive‬الذي يحصل عبر اللمن‪ :‬أا التتـابع التغيـر مـن خـالل الم ارحـل‬
‫الزمنية المتسلسلة وليس بالضرورة تمثل الحقبة الزمنية الراهنة التي نعيشها‪.‬‬
‫ت‪ -‬المقاومة ‪ :persisting. Identity‬أا معارضـة ا فـراد المتضـررين مـن التغيـرت تن‬
‫أن النا تغير ل عالقة بما يحيط ب من معايير وقيم ومكانات و أدوار تجتماعية‪".‬‬
‫وحتذ نتوصل تلذ مفهوم أدر لعمليات التغير يجب النظر في العناصر االساسية التي تشـكل‬
‫المجتم ــع ليك ــون بومكانن ــا تتب ــع اوجـ ـ التغيـ ـراتت وه ــي عناص ــر يمك ــن اعتباره ــا اس ــاس رب ــط‬
‫المجتمــع وهــي ‪ :‬االفكــار‪-‬القواعــد التنظيميــة‪-‬االفعــال‪-‬المصــالحت وتتكــون كــال منهــا مــن اجـزاد‬
‫بعضها ثقافي و خر اجتماعيت ويمكن التعبير عنها كما يلي‪:‬‬

‫المصالح‬ ‫االف ال‬ ‫القواعد التنأليمية‬ ‫االفهار‬


‫االجتماعية‬
‫التفاعووووووووول وال م يوووووووووا‬

‫فرص الحياة‬ ‫العالقات‬ ‫المعايير‬ ‫المعتقدات‬


‫النألم االجتماعية‬

‫الوعي االجتماعي‬
‫التدرج‬

‫فرص للموارد‬ ‫التنظيم االجتماعي‬ ‫القيم‬ ‫التصورات‬


‫فرص العامة‬ ‫االدوار‬ ‫المثل‬ ‫المعاني‬
‫االنماط‬ ‫الثقافة‬

‫البنا جو النسيج االجتماعي‬ ‫الثقافة‬

‫النس االجتماعي في ب ديت الثقافي واالجتماعي‬


‫شهل يمثل‪ :‬النس االجتماعي في ب ديت الثقافي واالجتماعي‬
‫المصدر‪( :‬ابراهيم عيسذ عثمانت مقدمة في علم االجتماع ت ‪2001‬ت ص‪)331‬‬
‫وعلي فعملية التغير تنن تشمل فـي بعـدها االعـم جميـع المسـتويات االجتماعيـة والثقافيـةت بهـنا‬
‫يمكن القول أن بمجمل حصيلة مجموع التغيرات في ‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى الفكر‪ :‬ويشمل ظهـور االفكـارت نواعـادة تشـكيلها وظهـور العقائـد وااليـديولوجيات‬
‫واختفائهات كما بشمل االسس الشرعية لهنا كل والطرر التي يتم انتاج المعرفة بها‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ -‬مســتوى الفعــل والســلو ‪ :‬ومــا ينــتف عــن هــنا مــن عمليــات تفاعــل وعالقــاتت وح ــدات‬
‫اجتماعيــة وتنظيمــاتت مــن حيــث ظهورهــا واســتمرارها أو تعــديلها أو اختفائهــات وتطــور‬
‫الروابط التنظيمية وتباينها نواعادة تشكيلها‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى المصالح‪ :‬يظهـر التغيـر فـي تبلـور أو شـل أو تعـادة توزيـع الفـرص والمصـالحت‬
‫وفرص الحياةت ويظهر في قيـام التبـاين أو تسـويت ت وتبـاين التـدرج االجتمـاعي وتسـويت‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬مستوى التنظيم والـنظم‪ :‬ويظهـر التغيـر الثقـافي هنـا فـي تأكيـد أو رفـي المعـايير والقـيم‬
‫والقواعــد الســلو ت أو قيــام نظــم ا نســار االخالقيــة أو النوقيــة أو القانونيــة أو انحاللهــا‬
‫‪1‬‬
‫أو تعديلها‪.‬‬

‫هنه العناصر والمستويات مترابطة ومتداخلةت وبالتـالي ال يحـدث التغيـر فـي تحـداها فـي معـزل‬
‫عن االوج االخرىت فالتغير في أحد هنه االوج البد أن ياثر بشكل ما في االوج االخرى‪.‬‬

‫‪ /2‬المفاهيم المرتبطة بالتغير اإلجتماعي‪:‬‬


‫ال يخفــذ علينــا أن مفهــوم التغيــر لــم يســتخدم بشــكل محــدد تال بعــد أن تطــورت نظريتــي‬
‫التق ــدمت والتط ــور ف ــي عل ــم االجتم ــاع المعاص ــرت وتج ــدر اإلش ــارة أيض ــا تل ــذ ظه ــور مف ــاهيم‬
‫عمليــات التغيــر فــي المجتمــع أو أج ازئـ ت والبـد مــن التمييــز بــين‬ ‫ومصــطلحات مختلفــة لوصـ‬
‫مضامين هنه المفاهيم ودالالتهات لمل تحتوي من معان وتوجهات لكل منها دالالت فـي تنـاول‬
‫وفهــم عمليــة التغيــر االجتمــاعي‪2‬ت ومــن أهمهــا‪ :‬التقــدمت التطــورت النمــو والتنميــةت تلــذ جانــب‬
‫مف ــاهيم نات م ــدلوالت خاص ــة كالتح ــديثت التحض ــر والتص ــنيعت وال تخل ــو ه ــنه المف ــاهيم م ــن‬
‫توجهـات ايديولوجيـةت أو نظـرة خاصـة للتغيـر تشــمل اتجاهاتـ ت وموقـع اإلنســان او الحتميـة فــي‬
‫عمليات التغيرت وننكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬ابراهيم عيسذ عثمانت مقدمة في علم االجتماع ت مرجع سابرت ص‪.331‬‬


‫‪-2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.331‬‬

‫‪8‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫ج) التقدم االجتماعي‪:‬‬


‫ويعنــي تغي ـ ار مضــطردا ومســتم ار نحــو ا فضــلت والحكــم علــذ اتجــاه التغيــر ونوعيت ـ ت تن‬
‫يتضـمن حكمـا قيميـا ينطـوا علـذ أن ا وضــاع الالحقـة أفضـل مـن السـابقة‪1‬ت كمـا ينطــوا‬
‫بتبـاين المجتمعـات البشـريةت مـن حيـث درجـة التقـدم والتخلـ ت‬ ‫معناه أيضا علذ االعتـ ار‬
‫وق ــد يش ــمل معن ــاه ا وجـ ـ المادي ــة والمعنوي ــة ف ــي الحي ــاة االجتماعي ــة‪2‬ت فق ــد رب ــط ال ــبعي‬
‫مفهــوم التقــدم بتطــور الفكــرت ونجــد هــنا فــي كتابــات "هيجوول" الــنا يــرى أن تطــور العقــل‬
‫والــوعي يوصــالن االنســان تلــذ مجتمــع مثــاليت كمــا نجــد هــنا المعنــذ متضــمنا فــي قــانون‬
‫الم ارح ــل الثالث ــة ل"هونوووو "ت وأساسـ ـ التق ــدم م ــن الفك ــر ال ــديني والميت ــافيزيقي تل ــذ الفك ــر‬
‫الوض ــعي العلم ــيت وم ــن المجتمع ــات العس ــكرية القهري ــة تل ــذ المجتمع ــات الص ــناعية نات‬
‫العالقات الطوعية‪3‬ت في حـين نـرى أن الـبعي يأخـن بالماشـرات االقتصـادية كـدخل الفـردت‬
‫أو الدخل القوات فقد نتف عن استخدام هنا المفهوم تصنيفات للمجتمعات االنسانية‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫كما يرى م ن خ يل عمر أن مصطلح التقدم يشير تلذ ان ‪:‬‬
‫‪- 1‬الصيرور المباشر ذا االتجاي المستقيم‪.‬‬
‫‪ -2‬يدفع النس إلى حالة الرفاهية والرجا والرضوا وال دالوة‪ ...‬لهوي يوصول المجتموع إلوى‬
‫حالوووة النمذجوووة جو الم مولوووةأ جي جقووورب إلوووى صوووور ياليوتوبيوووا االجتماعيوووة)المجتمع‬
‫الفاضل‪".‬‬
‫وتمر حركة التقدم بثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ " -1‬قوى الدفع الحركي ‪ :‬أا قوى تقوم بتوجي الصيرورة في اتجاه التقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬ا خن بعين االعتبار شكل أو هيئة الصيرورة التي تكمن في التقدم ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختبار نمونج عملية النسر االجتماعي الناتف عن التقدم‪".‬‬
‫ب) التطور االجتماعي‪:‬‬
‫ويعنــي بهــا التحــول الشــامل فــي جميــع قطاعــات المجتمــع أو أحــدهات حيــث يتحــول القطــاع‬
‫االجتمــاعي أو المجتمــع نفسـ مــن التجــانس تلــذ الالتجــانست أو يحصــل تحــول شــامل فــي‬

‫‪-1‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النورا مرجع سابرت ص‪.1‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم عيسذ عثمانت مرجع سابرت ص‪.340-331‬‬
‫‪ -3‬محمد الجوهري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347-346‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم عيسذ عثمانت مرجع سابرت ص‪.340‬‬
‫‪ -5‬معن خليل عمرت التغير االجتماعي ت ص ‪.55-51‬‬

‫‪9‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫ا ج ـزاد البســيطة والصــغيرة تلــذ المعقــدة والكبي ـرةت مثــل تحــول القريــة تلــذ مدينــة وتحــول‬
‫الصــناعة اليدويــة تلــذ صــناعة تكنولوجيــا حديثــة‪ 1‬ت علــذ أن ال ننســذ أن عمليــة التطــور‬
‫هــنه ال تحصــل فــي فت ـرة زمنيــة وجي ـزة بــل تأخــن فت ـرة طويلــة قــد تأخــن ســنين أو أجيــاال أو‬
‫قرونا بسبب المعوقات االجتماعية واالقتصادية والجغرافية والسياسـية لتطورهـات ويقـوم هـنا‬
‫المفهوم علذ افتراي أن المجتمع االنسـاني كـبعي الظـواهر الطبيعيـة االخـرى يسـير فـي‬
‫اتجاه تحكم في الغالب نواميس وقوانين طبيعيـة‪ 2‬ت بمعنـذ أن مثـل هـنه التغيـرات خارجـة‬
‫عن ترادة االنسانت بل قد يعتبر تدخل االنسان أو تنظيمات عامال معيقا للمسيرة الطبيعيـة‬
‫لألشـ ــيادت والتـ ــي تتضـ ــمن فـ ــي ناتهـ ــا معنـ ــذ االرتقـ ــاد وا خـ ــن بمبـ ــاد كـ ـ ـ ـاالرتقاد والبقـ ــاد‬
‫لألصــلحت وقــد تــم اســتخدام هــنا المعنــذ فــي د ارســات "سبنسوور" ت وكمــا توجـ الــبعي تلــذ‬
‫الــدعوة لتقبــل الواقــع كــأمر طبيعــيت تتضــمن تحريــر االنســان مــن مس ـاوليت عمــا هــو قــائم‬
‫عملي ــات‬ ‫اجتماعي ــات واس ــتخدم مفه ــوم التط ــور ف ــي الماركس ــة والمادي ــة التاريخي ــةت لوصـ ـ‬
‫المفهـوم هنـا عـن التقـدم فـي أن االخيـر ال ينفـي دور‬ ‫التحول االجتماعي تاريخيات ويختلـ‬
‫اإلنسان في عملية التغيير‪3‬ت‬
‫وقــد حــدد "جووارلس دوران" العوامــل التــي تــاثر فــي عمليــة التطــور االجتمــاعي فــي النقــاط‬
‫‪4‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الوراثة‪ :‬انتقال الصفات من ا صل تلذ الفرع كما هي دون تغير‪.‬‬
‫‪ -‬التحول‪ :‬أا كل أفراد المجتمع تتشاب ولكن ال تتماثل أا ال تكون نسخة مطابقة‪.‬‬
‫‪ -‬التوالد‪ :‬أا أن ما يولد من الناس أكثر مما يقدر ل البقادت فالطبيعـة تسـر فـي اإلنجـاب‬
‫واإلنفناد‪.‬‬
‫‪ -‬التنووالع ع ووى البقووا ‪ :‬وهــو عامــل مطــرد التـأثير غيــر منقطــع الفعــلت فاإلنســان يســعذ تلــذ‬
‫الرزر ويكافح في سبيل ويجاهد غيره للحصول علذ ضرورات الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬البقا لألص ح‪ :‬فا فراد ا قوياد أكثر احتماال للبقاد في الحياة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ومن خالل نل يمكن القول بأن التطور االجتماعي في الوقت الحالي يمكن تلخيص في‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفس ت ص ‪.74‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النورات مرجع سابر تص‪.1‬‬
‫‪ -3‬محمد الجوهري وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم عيسذ عثمانت مرجع سابرت ص‪340‬‬
‫‪ -5‬معن خليل عمر ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.75-74‬‬

‫‪11‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪-‬زيادة قدرة المجتمعات االنسانية بالسيطرة علذ البيئة مشي ار بنل تلذ التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫‪-‬طهـ ــور تباينـ ــات واختالفـ ــات اجتماعيـ ــة متمثلـ ــة فـ ــي زيـ ــادة تفرعـ ــات وانقسـ ــامات الوحـ ــدات‬
‫االجتماعية المتخصصة علذ شكل جماعات وتنظيمات وماسسات اجتماعية‪.‬‬
‫ج) النمو‪:‬‬
‫تنا كـان التطـور هـو التغيـر الطبيعـي للمجتمـعت فـون العمليـة النمـو تعنـي الزيـادة الطبيعيـة‬
‫الثابتــة أو المســتمرة فــي جانــب اجتمــاعي محــددت كالزيــادة الســكانية وال يـرتبط مفهــوم النمــو‬
‫بحكم تقيميت بل يعبر فقط عن الزيـادة الطبيعيـة فـي أحـد ا وجـ االجتماعيـةت وقـد أصـبح‬
‫مــن المفــاهيم المركزيــة فــي عمليــة التنشــئة بمــا يـرتبط بــالنمو الجســماني والعقلــي والوجــداني‬
‫واالخالقي لإلنسان‪1‬ت والنمو يحدث في الغالب ا عم عن طرير التطور البطيد والتحـول‬
‫التدريجي‪2‬ت ويرتبط مفهـوم النمـو بمفهـوم التغيـر ارتباطـا وثيقـات نلـ أن التغيـر االجتمـاعي‬
‫لـ جوانــب عديــدةت ومنهــا الجوانــب الكميــة التــي يمكــن أن تقــاس مــن خــالل معــدالت النمــو‬
‫التي تعتبر احد الماشرات الهامة للتغير االجتماعي‪.3‬‬

‫التنمية‪:‬‬ ‫د)‬
‫والواقــع لتحقيــر‬ ‫وتــدل فــي معناهــا العــام تلــذ محاولــة اإلنســان بفك ـره وفعل ـ تغيــر الظــرو‬
‫غايــة مقصــودة أو أكثــر‪4‬ت فعمليــة التغيــر هنــا قصــدية أساســها اإلرادة االنسـانيةت ومــا يـرتبط‬
‫به ــنه م ــن وع ــي ود اري ــة وق ــدرات وتخط ــيط وأس ــاليب مخت ــارة وتنظيم ــاتت فالتنمي ــة عملي ــة‬
‫مدروسة منظمة يوجهها اإلنسان ولو نسبيا بما يحقـر غاياتـ ‪5‬ت فالتنميـة تحتـاج تلـذ دفعـة‬
‫تلذ حالة التقدم والنموت وهنه الدفعة القويـة‬ ‫قوية ليخرج المجتمع من حالة الركود والتخل‬
‫علــذ طرفــي نقــيي مــع عمليــة التطــور والتــدرج‪ 6‬ت فالتنميــة هــي العمليــة أو مجموعــة‬ ‫تق ـ‬
‫تحـداث تغييـر اجتمـاعي موجـب‬ ‫العمليات المرسومة و المخطط لها تخطيطا سـليما بهـد‬
‫التــي‬ ‫أخــل المجتمــع العــام الكبيــرت أو المجتمــع المحلــي الصــغير ونل ـ لتحقيــر ا هــدا‬
‫يصــبو تليهــا أعضــاد الجماعــة الــنين يكونــون المجتمــعت وبمعنــذ خــر هــي العمليــات التــي‬

‫‪ -1‬ابراهيم عيسى عثمان‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬


‫‪ -2‬معن خليل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪61‬‬
‫‪ -3‬دالل ملحس استيتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النوري‪ ،‬مرحع سابق‪،‬ص‪)1‬‬
‫‪ -5‬ابراهيم عيسى عثمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.341‬‬
‫‪ -6‬معن خليلت مرجع سابر ت ص‪61‬‬

‫‪11‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫تبنل بقصد ووفـر سياسـة عامـة معينـة إلحـداث تطـور موجـب وتقـدم اجتمـاعي واقتصـادا‬
‫وثقــافي ملمــوس للنــاس وبيئــتهم‪ 1‬ت تن التنميــة هــي نل ـ التغييــر المخطــط والمقصــود بهــد‬
‫تحس ــين الحي ــاة وتطويره ــا بمجتم ــع م ــا للوص ــول تل ــذ خيـ ـره ورفاهيتـ ـ ت باالعتم ــاد عل ــذ عملي ــة‬
‫المســاعدة الناتيــة ومشــاركة ســكان المجتمــع أنفســهم ت هــنا التغييــر يتنــاول كافــة أبنيــة المجتمــع‬
‫ويش ــمل جوانبـ ـ المادي ــة والمعنوي ــة‪ 2‬ت فيه ــتم برف ــع مس ــتوى الحي ــاة اجتماعي ــا واقتص ــاديا وثقافي ــا‬
‫باالستفادة من كافة الموارد الطبيعية والبشرية والفنية والمالية المتاحة‪.3‬‬
‫ويشير معن خليل تلذ شروط تحقير التنمية وهي‪:‬‬
‫‪-‬تزاحة كل المعوقات التي تحول دون انبثار اإلمكانات الناتية الكامنة داخل المجتمع‪.‬‬
‫‪-‬توفير الترتيبات الماسسية التي تساعد علذ نمو هنه اإلمكانات االنسانية المنبثقة‪.‬‬
‫‪-‬أن يكــون النمــو ناتجــا مــن أداد المجتمــع ككــل ولــيس مــن قطــاع منعــزل يعتمــد علــذ الخب ـرة‬
‫والمهارة االجنبية‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون االرتفاع في الدخل مصحوبا بحسن توزيع الدخل‪.‬‬
‫‪-‬تــوفير المنــاخ المناســب للم ـواطن مــن حريــة وعدالــةت وطمأنينــة ورعايــةت ومشــاركة واســتقرار‬
‫‪4‬‬
‫لألحداث المطلوبة‪.‬‬ ‫لكي يتكي‬

‫ه) التغير الثقافي‪:‬‬


‫يعر بأن التحول النا يتنـاول كـل التغيـرات التـي تحـدث فـي أا فـرع مـن فـروع الثقافـة ت‬
‫أم ــا "م ينوفيسووووهي" فيعرفـ ـ بأنـ ـ ‪ :‬العملي ــة الت ــي يتح ــول بمقتض ــاها وبدرج ــة متفاوت ــة م ــن‬
‫الســرعة فــي النظــام القــائم فــي المجتم ــع وتنظيم ـ ومعتقدات ـ ومعارف ـ وأدوات العمــل فيـ ـ‬
‫المســتهلكين‪5‬ت ويشــير ايضــا "تلــذ ظهــور صــفات جديــدة ومركبــة تمثــل الجــوهر‬ ‫وأهــدا‬
‫الثقافيت تن يتم اكتساب صفات جديدة ويحدث تحوير وتطوير للصفات الثقافية القديمـة"ت‬
‫ويمكن القول بأن أكثر أوج الثقافـة تبـدال وتغيـ ار بشـكل واضـح وجلـي هـو الوجـ المـادا‪-‬‬
‫التقني"‪6‬ت وتظهر عملية التغير الثقافي بشكل واضح فـي معرفتنـا لمكونـات الثقافـةت فيعتبـر‬

‫‪ -1‬نخبة من أساتنة الجامعات العربيةت دراسات في المجتمع العربيت ط‪1‬ت اتحاد الجامعات العربيةت عمانت‪1115‬ت ص ‪.475‬‬
‫‪ -2‬محمد فايز عيد سعيد‪ :‬مشاكل التنمية في العالم الثالثت دار الوطنت الريايت‪1114‬تص‪.17‬‬
‫‪ -3‬عبد الهادا محمد والي‪ :‬التنمية االجتماعيةت اإلسكندريةت دار المعرفة الجامعيةت ‪1112‬ت ص‪.51-50‬‬
‫‪ -4‬معن خليل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -5‬يوسف خضور‪ ،‬التغير االجتماعي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،1114 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -6‬معن خليل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪12‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫التغيــر االجتمــاعي جــزدا مــن التغيــر الثقــافي أو جانبــا من ـ ت ن االول يتضــمن تغي ـ ار فــي‬
‫بنــاد المجتمــع ووظائفـ ت أمــا الثــاني فيشــمل كــل أن ـواع التغيــر نظــم المجتمع(بنــاد ووظيفــة)‬
‫وكـ ـ ـ ــنل التغي ـ ـ ـ ـرات التـ ـ ـ ــي تحـ ـ ـ ــدث فـ ـ ـ ــي العلـ ـ ـ ــم والمعرفـ ـ ـ ــةت االفكـ ـ ـ ــار والفـ ـ ـ ــنت المكـ ـ ـ ــائن‬
‫‪1‬‬
‫والتكنولوجيا‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويرى "وليام جوهبرن" أن التغير الثقافي يمر بثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ -1‬االختـراع واإلبــداع‪ :‬ويعنــي بهــا القابليــة الحضــارية علــذ خلــر شــيد جديــدت تمــا أن يكــون‬
‫ناتيــا صــاد ار عــن تفكيــر االنســان وقابليتـ ت نوامــا أن يكــون نا قابليــة اجنبيــة هبنيــت عليهــا أو‬
‫أضيفت تليها تبداعات خالقة وأصبحت تبداعات مبنية علذ استعارات ثقافية‪.‬‬
‫‪ -2‬التراكم‪ :‬يشير تلذ اكتساب اإلبداعات السابقة نواضافة تبداعات جديدة أخرى تليها‪.‬‬
‫‪ -3‬االنتشــار‪ :‬أا نمــو الثقافــة وتغيرهــا ال يــأتي فقــط مــن خــالل اإلبــداع واالخت ـراعت بــل مــن‬
‫خالل االنتشار النا يكون بواسطة وسائل االتصـال والتجـارة والتـزاوج ت ونلـ مـن خـالل‬
‫التغيــر الحاص ــل ف ــي س ــلو ا ف ـراد نتيج ــة االحتك ــا الثق ــافي بــين ثق ــافتين متب ــاينتين ف ــي‬
‫الصفات والعناصرت فتحصل استعارات ثقافية‪.‬‬
‫التغيــر والتعبيــر عن ـ ت‬ ‫هنــا تلــذ جانــب هــنه المفــاهيم التــي تــم اســتخدامها فــي وص ـ‬
‫مفاهيم اخرى لها دالالتها الخاصةت ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ )1‬التحديث‪:‬‬
‫هو عملية انتقال تدريجي من مجتمع تقليدا مغلرت تلذ مجتمع حديث مفتو علذ كل مـا‬
‫هو خارجيت ومتحرر مـن سـلطة التقاليـد والسـلطة السياسـية التقليديـة المطلقـةت ويتمثـل فـي‬
‫التح ــول ف ــي البن ــاد االجتم ــاعي والط ــرر التقليدي ــة للتنظ ــيم الت ــي ل ــم تع ــد تش ــتغل والت ــي‬
‫اسـتبدلت با شــكال الجديــدة المختلفــةت فالتحــديث كمــا نهــب تليـ ولبوور مووور هــو التغيــر‬
‫الكبيــر الــنا يحــدث تح ـوال كبي ـ ار فــي بنــاد المجتمــع‪3‬ت وهــو عمليــة ظهــور مجتمــع معقــد‬
‫التركي ـ ــب اقتص ـ ــاديا وسياس ـ ــيا واجتماعي ـ ــات مجتم ـ ــع ت ـ ــتم فيـ ـ ـ تط ـ ــوير جمي ـ ــع القطاع ـ ــات‬
‫االقتصــاديةت وحقــر مســتوى تكنولوجيــا رفيعــات ودرجــة عاليــة مــن تقســيم العمــلت مجتمــع‬
‫تبنذ الوسائل العقالنية وتنظيما رسميا قانونيات ونظما سياسية واجتماعية متطورة‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد الدقس ‪:‬التغير االجتماعي بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬ط‪، 2‬دار مجدالوي للنشر و التوزيع ‪ ،‬االردن ‪ ، 6991،‬ص ‪16‬‬
‫‪ -2‬معن خليل ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.74 -73‬‬
‫‪ -3‬عبد المنعم شوقي‪ :‬مجتمع المدينةت علم االجتماع الحضرات دار النهضة العربية للطباعة والنشرتبيروتت‪1111‬ت ص‪.37‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم عيسذ عثمانت مقدمة في علم االجتماع ت مرجع سابرت ص‪.)342‬‬

‫‪13‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ )2‬التصنيع‪:‬‬

‫يعنـي تقـدم اسـتخدام اآللـة بـدل االعتمـاد علــذ االنسـان والحيـوانت ومـا يتضـمن هـنا مــن‬
‫تغيرات تكنولوجية وتنظيميـة‪1‬ت و ثارهـا فـي العالقـات االجتماعيـةت وعلـذ وجـود المصـنع‬
‫كوحـ ــدة اجتماعيـ ــةت وتجمعـ ــات العمـ ــال التـ ــي سـ ــمحت بدرجـ ــة مـ ــن التفاعـ ــل والتنظـ ــيم‬
‫العمالي‪.2‬‬

‫‪ )3‬التحضر‪:‬‬

‫التحضــر هــو العمليــة التــي بمقتضــاها يتحــول المجتمــع الريفــي تلــذ مجتمــع حضــرا أو‬
‫تأخــن القريــة طــابع المدينــة وهــي العمليــة التــي عــن طريقهــا تنشــأ المــدن وتنمــوت ويعــر‬
‫"وارن توسون" ظاهرة التحضر بأنها حركة الناس من المجتمعات التي تقوم أساسا فقـط‬
‫علـذ النشـاط الز ارعـي تلـذ مجتمعــات أخـرى اكثـر حجمـا يــدور محـور النشـاط فيهـا حــول‬
‫الخدمــة فــي المدينــة والتجــارة والصــناعة وغيرهــا مــن أوج ـ النشــاط المتصــلة بهــا‪3‬ت أمــا‬
‫"محمووود الهووردي" فنجــده يعرف ـ بأن ـ االتجــاه العــام نحــو اإلقامــة فــي الم اركــز الحض ـرية‬
‫نجــده ســائدا عالميــات وغيــر‬ ‫والعمـل علــذ تعميرهــا وتوســيع نطاقهــا الحضــرات وهـو موقـ‬
‫قاصــر علــذ منطقــة معينــة دون غيرهــات رغــم التفــاوت الواضــح بــين مناطقهــا مــن حيــث‬
‫التبـاين فـي الدرجـة أو المسـتوى‪4‬ت التحضـر هـو العمليـة التـي تـتم بهـا زيـادة عـدد سـكان‬
‫تلذ الحياة الحضرية‪5‬ت كما يعر بأنـ كـل‬ ‫المدن عن طرير تغير الحياة من حياة الري‬
‫مـا يتصـل بالمـدن مـن حيـاة المدينـة‪6‬ت و للتحضـر عالقـة مباشـرة بمظـاهر التغيـر و نلـ‬
‫التغيـر االجتمـاعي سـواد أكـان هـنا التغيـر بنائيـا أو وظيفيـا فـي كيـان المجتمـعت حيـث أن‬
‫التحضـر يأخـن بـالمجتمع الريفـي مـن طريـر الحيـاة الريفيـة تلـذ حالـة التحضـر باعتبارهـا‬
‫أسلوب عام للحياة للحضرية في المجتمـع الحضـرات و هـنا التغيـر البـدائي الـنا يتعـري‬

‫‪ -1‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النورات مرجع سابرت ص‪.10‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم عيسذ عثمانت مرجع سابرت ص‪.343‬‬
‫‪ -3‬عبد الهادا الجوهرا‪ :‬جصول ع م االجتماعت المكتبة الجامعيةت االسكندريةت‪2001‬ت ص ‪.323‬‬
‫‪ -4‬محمود الكردا‪ :‬التحضر دراسة اجتماعيةت الكتاب االولت القاهرةت دار المعار ت‪1116‬ت ص‪.30‬‬
‫‪ -5‬عبد المنعم شوقي ‪:‬مجتمع المدينة االجتماع الحضرات دار النهضة العربية للطابعة و النشرت بيروتت‪1981‬ت ص‪.23‬‬
‫‪ -6‬السيد حنفي عوي‪ :‬سكان المدينة بين المكان و الزمانتالمكتب العلمي للكمبيوتر للنشر و التوزيع – اإلسكندريةت‪ 1997‬ت ص‪.11-17‬‬

‫‪14‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫لـ المجتمـع الريفـي أو البـدوا يتركـز علـذ التغيـر الـوظيفي الـنا يـتم خـالل عمليـة‬
‫التحضر‪.1‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬عوامل التغير االجتماعي‪:‬‬


‫علــذ تفاعــل عوامــل عديــدة ت‬ ‫لقــد أصــبح واضــحا أن التغيــر االجتم ـاعي عمليــة تتوق ـ‬
‫مثل التكنولوجي والصناعي واالقتصادا والدينيت وليس لعامل واحد ترجيح أو ا فضلية علـذ‬
‫العوامل ا خرى في حد نات ت وان كان ينهب بعي العلمـاد تلـذ ان التكنولوجيـا هـي ا سـاس‬
‫لكل التغيرات فـي العالقـات االجتماعيـةت كمـا يـنهب خـرون تلـذ أن العوامـل ا يديولوجيـة أو‬
‫الدينيــة تــادا للتعــديالت ا ساســية فــي الــدور والمكانــةت وهنــا عوامــل كثي ـرة تحــدث التغي ـرات‬
‫االجتماعيةت وسنشير تلذ أهم العوامل التي تسبب التغير وتكسب صفة الـدوام فـي المجتمعـات‬
‫االنسانية‪.‬‬
‫ا ثــر فــي الظـواهر‬ ‫ج) ال واموول الطبي يووة‪-‬الفيليقيووة‪-‬البيئيووة‪ :‬تن هـنا العامــل لـ‬
‫االجتماعية والسلو االجتماعي داخل المجتمع وهنا ما جاد ب ابن خلدون في القرن‬
‫طبـائع وصـفات البشـر‬ ‫الرابع عشر و في مقدمت البيئية الجغرافية وأثرهـا فـي اخـتال‬
‫الجسـمية والعقليـة واالجتماعيـة والنفسـية والخلقيـة‪ 2‬ت فالطبيعـة لهـا أثرهـا الملمـوس فـي‬
‫احــداث التغيــرت فكــل مــا تجــود بـ الطبيعــة علــذ االنســان مــن خيراتهــا أو قســاوتها يــدفع‬
‫بــالمجتمع تلــذ التعــديل والتكي ـ ت ويــاثر علــذ كــل مجــاالت العمــل والحيــاةت لقــد كــان‬
‫عــاج از أمــام الطبيعــةت ولكــن بتقــدم العلــوم والتكنولوجيــا أصــبح اآلن‬ ‫االنســان قــديما يقـ‬
‫يتحداها ويسخرها لمعيش وكل أغراض ت وكلمـا أقبـل اإلنسـان علـذ الطبيعـة وحـور فـي‬
‫شكلها ازدادت استفادت منهات كحفر بئر في الصحراد كفيل بأن يحيـل تلـ البقعـة تلـذ‬
‫بئـر بيتروليـة قـد يغيـر كثيـ ار مـن أوضـاع النـاس‬ ‫مكان محبب لإلقامـة والحيـاة واكتشـا‬
‫وظـروفهم المختلفــةت والحصــول علـذ منــاجم غنيــة بالمعــادن‪...3‬ت كـل نلـ يحــدث تغيـ ار‬
‫تلقائيا في المنطقةت ويادا تلذ أنماط جديدة في حيـاة ا فـراد أا تغيـر اجتمـاعيت كمـا‬
‫حصــل فــي دول الخلــيف العربــي التــي أصــبحت تمثــل ثقــال اقتصــاديا بــال ا هميــةت ال‬

‫‪ -1‬نخبة من ا ساتنة المصريينت معجم العلوم ت مراجعة و تصديرتتبراهيم منكورت ج ‪ 1‬ت الهيئة العامةت مصر‪ .‬ص‪. 45‬‬
‫‪ -2‬محسن عبد الحميدت منهف التغير االجتماعي في االسالمت مطبعة النعمانت بغدادت‪0896‬ت ص‪.01‬‬
‫‪ - 3‬دالل ملحس استيتية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.47‬‬

‫‪15‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫بالنسبة للمنطقة وحدها نوانما في العـالم أجمـعت وكمـا يحـدث التغيـر نتيجـة كـرم الطبيعـة‬
‫وجودهــا بمــا عليهــا أو فــي باطنهــا مــن خي ـراتت فونهــا يمكــن أن تحــدث التغيــر نتيجــة‬
‫واعاصـير سـخرت علـذ أقـوام‬ ‫ثرواتهات فكم من زالزل دمرت مدنا ازهـرةت وكـم عواصـ‬
‫فأبادتهمت وكم من أمطار تحولت تلذ سـيول جرفـت أمامهـا البيـوت واالنسـان والحيـوانت‬
‫وكل هنا من العوامل المسببة للتغيـر االجتمـاعيت ن الحيـاة تنحسـر عـن تلـ البقـاعت‬
‫وقــد يهجرهــا ســاكنوها تلــذ بيئــة اخــرىت فيواجهــون ظروفــا جديــدة تســتلزم تغي ـ ار فــي نــوع‬
‫أعمــالهم وطــرر تفكيــرهم‪1‬ت وتلعــب العوامــل الفيزيقيــة دو ار مهمــا فــي التغيــر االجتمــاعيت‬
‫ف ــونا م ــا تغي ــر المن ــاخ م ــثال ح ــاول أعض ــاد النس ــر االجتم ــاعي ان يكيفـ ـوا أنفس ــهم م ــع‬
‫الوضــع الجديــد فــي مجــال الز ارعــة والص ـناعة والتجــارة والــنظم االجتماعيــةت وقــد تعمــل‬
‫البيئــة أو المكــان علــذ تقــديم االمكانيــات وتــوفير المطالــب لعهلــين وقــد تكــون عديمــة‬
‫الجدوى بالنسـبة لهـمت كمـا يمكـن ان تحـد العراقيـل الطبيعيـة كالجبـال والبحـار والحـواجز‬
‫عموما من فعالية االتصال بين الشعوب‪.‬‬‫ً‬ ‫الجغرافية‬
‫ب) ال وامول السوهانية‪-‬الديموغرافيوة‪ :‬وهنـا يقصـد بـ االرتبـاط بـين عـدد السـكان ومسـتوى‬
‫المعيشـةت ممـا يولـد انعكاسـات علـذ النـواحي االجتماعيـةت االقتصـادية والسياسـيةت‬
‫واالرتبـاط بـين حجـم السـكان والعمالـةت والبطالـة ومسـتوى ا جـورت والمعيشـة واسـتعمال‬
‫اآلالت بمـا يـاثر فـي ا فـراد ت وفـي التركيبـة االجتماعيـة للمجتمعـات البشـرية ت خاصـة‬
‫بين سكان المدن والري ‪2‬ت وأن أهمية العامل الديموغرافي تأتي نتيجـة للحركـة السـكانية‬
‫ـانات وكثافـة السـكان وتـوزيعهم داخـل المجتمـع وعليـ فـأن التقـدم والتخلـ‬
‫ـادة أ و نقص ً‬
‫زي ً‬
‫مرهونـان بالحركـة السـكانية ولهـنا صـار العامـل السـكاني حاس ًـما فـي عمليـة التغيـر‬
‫االجتماعيت وهـنا مـا نهـب تليـ "دورهوايم" حـين قـال بـأن الزيـادة فـي عـدد السـكان تـادا‬
‫تلـذ تقسـيم العمـل االجتمـاعي ومـن ثـم يكـون هنـا تقسـيم أو انتقـال مـن التضـامن اآللـي‬
‫تلـذ التضـامن العضـوا الـنا يرجـع تلـذ العامـل السـكاني‪3‬ت ممـا يصـنع أسـرة متغيـرة فـي‬
‫كثيـر مـن وظائفهـا وهـنا يحـدث نتيجـة التغيـر الحاصـل فـي البنـاد االجتمـاعيت ويعتمـد‬
‫التغيــر فــي حدوث ـ أيضــا علــذ الهيكــل الســكاني القــائم فــي المجتمــعت تن يــادا معــدل‬

‫‪ -1‬احمد رافت عبد الجوادت مباد علم االجتماعت مكتبة نهضة الشررت القاهرةت‪1112‬تص‪.130-121‬‬
‫‪ -2‬محمد أحمد الزغبي‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،1110 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪.-3‬محمد الدقست مرجع سابرت ص‪.126‬‬

‫‪16‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المواليد والوفيات والهجرة الداخلية والخارجية الذ تغير في الهرم السـكاني مـن شـان ان‬
‫يزداد عدد المسننين علذ عدد الصغارت ومن ناحية أخرى فـان عـدد اإلنـاث يزيـد علـذ‬
‫تبعـ ــا لن ــوع التكـ ــوين العقلـ ــي‬
‫ع ــدد الـ ــنكور وعل ــذ اثـ ــر نلـ ـ تحـ ــدث تغي ـ ـرات اجتماعي ــة ً‬
‫والجسمي واالجتماعي للنوع الغالبت فكثـرة السـكان فـي مجتمـع قـد تكـون مصـدر هيبتـ‬
‫فــي القتــال والحــروبت وقــد تكــون عبئــا علــذ مـوارده تن كانــت محــدودةت وكثافــة الســكان‬
‫ف ــي مك ــان م ــا تح ــدث الكثي ــر م ــن التغيـ ـرات االجتماعي ــة ف ــي نم ــط المس ــاكن والم ارف ــر‬
‫والتماس االجتماعي‪1‬ت ويدخل في توزيع السكان مسالة الهجرة سواد كانـت طبيعيـة أو‬
‫تهجي ـ ار ومــا تحدث ـ مــن تغي ـرات س ـواد فــي المجتمــع المهــاجر من ـ أو فــي المجتمعــات‬
‫المهاجر تليهات أما عن خصائص السكان من حيث السـن والنـوعت والـزواج والمهنـة‪...‬ت‬
‫فهـي أيضـا لهــا دورهـا و ثارهـا االجتماعيــة واالقتصـادية والسياسـية فــي احـداث التغيـرات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ج) ال وامول االيديولوجيوة‪-‬الفهريوة ‪ :‬تن تعـدد المـناهب الفكريـة فـي المجتمـع يـاثر فـي‬
‫أسـاليب حيـاة أفـراده وفـي عمليـة التغيـر االجتمـاعي فيـ ت فا فكـار الدينيـة وال أرسـمالية‬
‫معينـا مـن التفـاعالت‬
‫واالشـتراكية تـاثر فـي نشـاط ا فـراد والجماعـات وتشـكل نمطـاً ً‬
‫والعالقات ت وتمارس السلطة في كل مجتمع أنساني فري أيـديولوجيا مـن خـالل وسـائل‬
‫ا عـالم المسـخرة مـن اجـل أحـداث التغيـرات فـي البيئـة االجتماعيـة وفـي عالقاتهـا‬
‫االجتماعيــة‪2‬ت ي ـرتبط الفكــر ارتباطــا وثيقــا بــنظم المجتمــعت وبنــاد هيئات ـ و ماسســات ت‬
‫فكلما حـدث تغيـر للفكـرت كلمـا حـدث تغيـر لألنظمـة االجتماعيـةت فـالفكر الـنا جـاد بـ‬
‫الدين االسالمي مثال قد احدث تطو ار وتقـدما لـيس فـي الـدول العربيـة فحسـب نوانمـا فـي‬
‫جميـ ــع انحـ ــاد العـ ــالم‪3‬ت وااليديولوجيـ ــة هـ ــي قـ ــوة فكريـ ــة تعمـ ــل علـ ــذ تطـ ــوير النمـ ــانج‬
‫االجتماعيــة الواقعيــةت وفقــا لسياســة متكاملــةت تتخــن اســاليبا واشــكاال هادفــةت وتســاندها‬
‫عــادة تبري ـرات اجتماعي ــةت أو نظريــات فلســفيةت أو احك ــام عقائديــةت أو أفكــار تقليدي ــةت‬
‫ومــن هنــا تـرتبط االيديولوجيــة بالحركــة االجتماعيــةت فهــي ليســت مجــرد مجموعــة أفكــار‬
‫ومعتقدات واتجاهات يامن بهـا جمـع مـن النـاس سـواد كـان هـنا الجمـع أمـة مـن ا مـمت‬

‫‪ -1‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.130‬‬


‫‪ -2‬محسن عبد الحميدت مرجع سابرت ص‪.15‬‬
‫‪-3‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.130‬‬

‫‪17‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫أو طبقة اجتماعيةت أو منهبا من المناهبت أو حزبا من ا حزاب‪...‬ت نوانمـا هـي حركـة‬
‫فكري ــة هادف ــة له ــا فعالي ــة ايجابي ــة ف ــي البني ــة االجتماعي ــة وف ــي العالق ــات االجتماعي ــة‬
‫وتـ ــنعكس روحهـ ــا علـ ــذ التنشـ ــئة االجتماعيـ ــةت وكـ ــنل الحـ ــال فيمـ ــا يتصـ ــل بالعمليـ ــات‬
‫االجتماعيـ ــة‪1‬ت والش ـ ـ أن انتشـ ــار التيـ ــارات الفكريـ ــة المتعـ ــددةت والمـ ــناهب االجتماعيـ ــة‬
‫المختلفةت وا ديـان ورسـاالتها تـادا تلـذ أوضـاع وتشـريعات ونظـم جديـدةت نوالـذ تحديـد‬
‫لعالقــة الفــرد بغيـرهت وبالجماعــات التــي ينتمــي تليهــات وبالماسســات التــي يتفاعــل معهــات‬
‫ومــن هنــا تكــون ا فكــار الجديــدة واآلراد المســتحدثة عــامال محركــا لكثيــر مــن التغي ـرات‬
‫في المجتمعت وتصـبح االيديولوجيـة بحـر قـوة فكريـة قـاهرةت تعمـل علـذ تطـوير النمـانج‬
‫محددة‪.‬‬ ‫االجتماعية الواقعية وفقا لسياسة وأهدا‬
‫د) ال واموول الثقافيووة‪ :‬ويقصــد بهــا االتجاهــات ا خالقيــة والعــادات والتقاليــد وا ع ـ ار ‪...‬ت‬
‫التي تمثل قوالب الفكـر السـائدت ونمـط العمـلت فـون أسـاس أا تغيـر أو تطـور اجتمـاعي‬
‫يعـود تلـذ العامـل الثقـافيت وقـد نهـب بعـي االجتمـاعيين" فيبور" تلـذ اعتبـار العوامـل‬
‫الثقافية أساس التغيرات ا خرىت كاالقتصادية والتكنولوجية وما ينشـأ عنهـا مـن تغيـرات‬
‫اجتماعيةت والثقافية تاثر في وسائل االنتاج ونوع ت وفي طرر االسـتهال وفقـا لعادتنـا‬
‫ماديـا أم‬
‫ومعتقـداتنا ت فكلمـا حـدث تغيـر ثقـافي فـي داخـل المجتمـع سـواد أكـان هـنا التغيـر ً‬
‫‪2‬‬

‫أو تتعـدل أو‬ ‫معنويا أدى تلذ أحـداث تغيـرات اجتماعيـةت فـي العـادات والتقاليـد وا عـ ار‬
‫ً‬
‫كليات وأن التغيـرات التـي تحـدث فـي الجانـب المـادا هـي أسـرع مـن‬
‫تختفي هنه المفاهيم ً‬
‫الجانب المعنوات وخالل نل يحصـل التخلـ الثقـافي كمـا أطلـر عليـ "ولويم جوهبورن"ت‬
‫ولـيس بالضـرورة أن يكـون التغيـر الثقـافي نتيجـة لعوامـل داخليـة نوانمـا يحـدث نتيجـة‬
‫الستعارة سمة ثقافية أو مركب ثقافي من مجتمع أخر عن طريـر االتصـال أو الهجـرة أو‬
‫وسـائل االتصـال ا ُخـرى ممـا يـادا تلـذ حـدوث تغيـر اجتمـاعي‪3‬ت ويـرى العالمـان‬
‫"روسال" و "وارن" أن االنتشار الثقافي يغير حالة المجتمـعت ولكـن أثـر االنتشـار يعتمـد‬
‫علذ مدى التنظيم في المجتمع فيما تنا كان قاد ار علذ االستفادة من العناصر الثقافيـة‬

‫‪ -1‬عبد الهادا الجوهرا و خرونت دراسات في علم االجتماعت مكتبة الطليعةت اسيوطت مصرت‪1111‬تص‪.31-31‬‬
‫‪ -2‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.131‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد فرح‪ ،‬ما علم االجتماع‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،1117 ،‬ص‪.265‬‬

‫‪18‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المنتشـ ـرة القادم ــة تليـ ـ ‪1‬ت ويمث ــل االحتك ــا واالتص ــال الحض ــارا ع ــامال جوهري ــا ف ــي‬
‫أحـداث التغيـر االجتمــاعي ت فاحتكـا المجتمعــات ثقافيـا بعضــها بـبعي قــد يجعـل مــن‬
‫الســخرية القــول ب ـأن لمجتمــع الفضــل علــذ مجتمــع خــر‪2‬ت فســائر المجتمعــات كبيرهــا‬
‫وص ــغيرها ق ــد أعط ــت وأخ ــنت ف ــي الوق ــت نفسـ ـ بالق ــدر ال ــنا س ــمحت له ــا ظروفه ــا‬
‫وأحوالهات ويعد هنا االحتكا أو االتصال الثقافي عنص اًر الزما لكي تنبعـث فـي الحيـاة‬
‫تقبـل النـاس لعناصـر الثقافـة‬ ‫عناصر تجدد مستمر ولتسودها رو العصر‪...‬ت ويختل‬
‫طبقـات المجتمــع وفئاتـ ت حيـث ثبــت أن الطبقــات الفقيـرة‬ ‫(المـادا والالمــادا) بــاختال‬
‫في المجتمع تميـل تلـذ تقبـل ا شـياد الماديـة بسـرعة تفـور الطبقـات الغنيـةت بينمـا تميـل‬
‫الطبقات الغنية تلذ تقبل ا شياد الالمادية(أنماط الثقافيـة والسـلوكية) بسـرعة أكبـر جـدا‬
‫مــن الطبقــات الفقي ـرة ونل ـ بســبب حرصــها علــذ تــدعيم هيبتهــا ومكانتهــا االجتماعيــة‬
‫لس ــلو مع ــين يميزه ــا ع ــن الطبق ــات ال ــدنيا‪3‬ت وبطبيع ــة الح ــال ف ــون االحتك ــا الثق ــافي‬
‫واالنتشــار الثقــافيت وزيــادة فاعليتهمــا بفضــل تقــدم وســائل االتصــال المتعــددة والمتقدمــة‬
‫يادا تلذ تغير كثير من أفكار ا فراد في المجتمعات خصوصا تنا تبنذ هـنه ا فكـار‬
‫قيادات لها تأثيرهات وتنتشر بواسطتهم عن طرير التقليد حتـذ تصـبح جـزدا مـن ثقـافتهم‬
‫المجتمعية‪.‬‬
‫ه) ال وامول االقتصوادية‪ :‬هـو جميـع النـواحي الماديـة التـي تحـيط بـالمجتمعت والبنـاد‬
‫االقتصـادا مسـاول عـن التطـورات وا حـداث التاريخيـة وعـن توجيـ عمليـات التغيـر‬
‫االجتماعي في المجتمعت والدور النا يلعبـ فـي التنظـيم السياسـي والقـانوني والفلسـفي‬
‫وا خالقــي فــي المجتمــع‪4‬ت ويقصــد بهــا أشــكال الــنظم االقتصــادية وأثرهــا فــي اإلنتــاج‬
‫والتوزي ــع واالس ــتهال ت والظـ ـواهر االقتص ــادية الس ــابقة م ــاهي تال ظـ ـواهر اجتماعي ــة‪5‬ت‬
‫عن تل الظواهر أنها متداخلة ومترابطة وياثر كل منها في اآلخـرت‬ ‫ومما هو معرو‬
‫وتأسيســا علــذ نل ـ فــون العوامــل االقتصــادية تــاثر علــذ ســائر الظ ـواهر االجتماعيــةت‬
‫فــنالحظ مــثال نشــأة بعــي المــدن علــذ ارتباطهــا بــبعي الصــناعاتت أو نهــا ســور‬

‫‪ -1‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.132‬‬


‫‪ -2‬محمد فؤاد حجازي ‪ ،‬التغير االجتماعي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،1171 ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -3‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪132‬‬
‫‪ -4‬محمد سعيد فرح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -5‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪132‬‬

‫‪19‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫بع ــي المـ ـواد الخ ــام الت ــي ي ــادا اس ــتخراجها تل ــذ ايج ــاد انتع ــا‬ ‫هام ــةت أو كتش ــا‬
‫اقتصادا يسمح بقيام مجتمع دائمت والش تن الوفرة االقتصادية تادا تلذ تغيـرات فـي‬
‫ن ـواحي الحيــاة ا خــرى مــن انشــاد للخــدمات والموافــرت ومــن تــوفير اإلســكان المناســب‬
‫والمواصــالت الميس ـرةت وطــرر الحيــاة ا كثــر رفاهيــةت وي ـرتبط ازدهــار الفنــون واآلداب‬
‫والعلـوم باالقتصـادت لمــا تتطلبـ مــن ثـروة معينـة لكــي تزدهـرت وأثــر العوامـل االقتصــادية‬
‫في التغيرات االجتماعية حقيقة‪.‬‬
‫و) ال وامول التهنولوجيوة‪ :‬تن االخت ارعـات واالبتكـارات واالكتشـافات العلميـة والتقـدم فـي‬
‫وسـائل االتصـال والنقـل كلهـا نات أثـر فـي التغيـر االجتمـاعيت تن تـنعكس علـذ‬
‫ا سـاليب الفكريـة للنـاس وعالقـاتهم االجتماعيـةت وتغيـر السـلو البشـرا‪ ، 1‬التكنولوجيـا‬
‫هـي وسـائل الصـناعة الحديثـةت والتقــدم اآللـيت وكـل مـا ابتكـره اإلنسـان مـن أجـل اشــباع‬
‫حاجات ـ ت وكــل مــا اوجــده فــي مجــال التطبيــر العملــي للعلــومت فــوختراع أا وســيلة مــن‬
‫وســائل اشــباع الحاجــات الجديــدة لهــا أثرهــا الكبيــر علــذ التغيــر االجتمــاعيت فالهــات‬
‫النقــال أو شــبكة التواصــل االجتمــاعي احــدثا اتصــاال للبيئــات المعزولــةت ووســعا دائ ـرة‬
‫العالق ـ ــات االجتماعي ـ ــة ب ـ ــين الن ـ ــاست وك ـ ــان لك ـ ــل نلـ ـ ـ رد فع ـ ــل ف ـ ــي بن ـ ــاد العالق ـ ــات‬
‫االجتماعيــة ووظائفهاتوقــد شــمل التغيــر كثي ـ ار مــن االتجاهــات واوجــد كيانــات اجتماعيــة‬
‫جديـ ــدة لـ ــم تكـ ــن معروفـ ــة مـ ــن قبـ ــل كالنقابـ ــات العماليـ ــة والمهنيـ ــةت وانقلبـ ــت ا وضـ ــاع‬
‫االجتماعيــة كمــا حــدث لوضــع الم ـرأة ومكانتهــات وحــدوث ح ـ ار اجتمــاعي ممــا احــدث‬
‫تغير اجتماعي في المجامعاتت وقد يكون أهم ما يصور هنا المدخل هو مـا نجـده فـي‬
‫البح ــث السوس ــيولوجي الح ــديث عن ــد "ولوووويم اجبوووورن" فق ــد ب ــرهن خ ــالل مجموع ــة م ــن‬
‫التحلــيالت علــذ أهميــة التجديــدات التكنولوجيــة كونهــا مــن أهــم دوافــع التغيــر وأوضــح‬
‫وراد مثــل‬ ‫تن المجــاالت ا خــرى للحيــاة االجتماعيــة والثقافيــة تتج ـ الــذ التخل ـ‬ ‫كي ـ‬
‫هنا التجديد ‪.‬‬
‫ل) ال وامل الدينية‪ :‬وفي هنا العامـل شـدد عليـ المـارخ الفرنسـي "فوسوتيل ري هووالنج" فـي‬
‫اإلنجليـزا مـا أشـار تليـ‬ ‫كتابـ (المدينـة الحقيقيـة) ت وياكـد "بنيوامين هيود" الفيلسـو‬
‫"هووالنج" مـن أن الـدين هـو القـوة الوحيـدة المـاثرة فـي التقـدمت فالـدين هـو الـنا يوحـد بـين‬

‫‪ -1‬امينة علي كاظمتالتغير االجتماعي والثقافي في المجتمع القطرات هجر للطباعة والنشرت مصرت‪1113‬تص‪.16‬‬

‫‪21‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫ا جيـال ويحقـر التكامـل بـين المجتمعـات وينقـن الحضـارة مـن ا فكـارت والـدين هـو الـنا‬
‫يسمح بوجود تقدم اجتماعيت وتغير مستمرين‪. 1‬‬
‫ح) ال وامل البيولوجية‪ :‬تعني أا جميع االستعدادات التي تعـين المـرد علـذ الحيـاةت ويعمـل‬
‫تحت تأثير الظرو البيئة واالجتماعيـة والثقافيـة سـواد أكانـت عـادات أم معتقـدات ولغـة‬
‫وأسـاليب العمـلت وهـنا مـا أشـار تليـ العـالم الفرنسـي "آرثور جوو بيتوو" علـذ عـدم تكـافا‬
‫فـي خصـائص ا جيـال المتتاليـة فمـثالً هـل نحـن مثـل‬ ‫ا جنـاس وهـنا مـا يفسـر اخـتال‬
‫أجدادنا من الناحية البيولوجية‪.2‬‬
‫ط) ال واموول السياسووة‪ :‬ال يســتطيع أحــد أن ينكــر دور الســلطة والتكــوين السياســي والقيــادة‬
‫والدبلوماسـ ــية تلـ ــذ جانـ ــب الـ ــرو المعنيـ ــة للشـ ــعب فـ ــي عمليـ ــات التغيـ ــر واإلعـ ــداد ل ـ ـ‬
‫والمساعدة في ت فالحكومـة الصـالحة والحـاكم العـادل الـديمقراطي يجـران مجتمعاتهـا تلـذ‬
‫تغير محمود ومقبـول فـي جميـع الجوانـب سـواد كانـت ماديـة أو ال ماديـة‪3‬ت فالحكومـات‬
‫الرشــيدة تســهر لتــوفير ا مــن واآلمــان لمواطنيهــات فــال تســمح بتجــاوز أو الظلــمت والش ـ‬
‫أن عم ــل الحكوم ــة والنظ ــام السياس ــي ف ــي أا دول ــة يمت ــد ليغط ــي ك ــل جنب ــات الحي ــاة‬
‫خصوصا تنا اتبعت نظام التخطيط الشامل أو الجزئي لإلسراع بخطذ التغير‪.‬‬
‫ي) القووواد ‪ :‬للقــادة دور كبيــر فــي تحــداث التغيــر االجتمــاعي فــي كــل المجتمعــات س ـواد‬
‫كان ــت تلـ ـ المجتمع ــات المحليـ ــة أو القومي ــة ت وسـ ـواد كـ ــان هـ ـاالد الق ــادة شـ ــعبيين أو‬
‫رســميينت وبطبيع ـة الحــال يــزداد دورهــم خطــورة كلمــا كــانوا فــي م اركــز الســلطة والحكــمت‬
‫وكلمــا كــانوا وطنيــين محبــوبين مــن شــعوبهم‪4‬ت فمــثال ظهــور أفكــار "مووارتن لوووثر هينووال"‬
‫الناشــط الحقــوقي الــنا غيــر نظ ـرة العــالم ضــد العنص ـريةت و"هريسوووتول هولومبووووس"‬
‫القارة االمريكية فمهد لعهد جديد من االستعمارت و"غالي و" النا اثـر فـي‬ ‫النا اكتش‬
‫طرر البحث العلميت أو "ناب يون" النا غير وج أوربا‪.‬‬
‫ال) الثو ار ‪ :‬تعني الثورة التغير الجنرا النا يحدث عندما تكون القوى القديمة بكـل أشـكالها‬
‫وأنماطها غير متمكنة من مواجهة متطلبات المجتمع القائمت فـالثورة تعنـي أحـداث تغيـرات‬
‫جنريـة وعميقـة فـي حيـاة المجتمـع مـن الناحيـة االقتصـادية والسياسـية والفكريـةت تولـد‬

‫‪ -1‬محمود عودة‪ ،‬أساليب االتصال والتغير االجتماعي‪ ،‬ذات السالسل للطباعة والنشر‪،‬ط‪،1111 ،2‬ص‪.)147-146‬‬
‫‪ -2‬صبحي محمد قنوص‪ ،‬علم دراسة المجتمع‪ ،‬دار الجماهرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصراتة‪ ،‬ط‪ ،1113 ،2‬ص‪.)76‬‬
‫‪ -3‬احمد رافت عبد الجواد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.)133-132‬‬
‫‪-4‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.133‬‬

‫‪21‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫الثورات من الوعي القومي لدى أفراد المجتمعت فالقومية عامل من العوامل الدافعة للتغير‬
‫االجتمـاعي وهـي شـعور االفـراد بـا من والـوالد وتولـد لـديهم الشـعور بـالتغير االجتمـاعي‬
‫السـريع‪1‬ت فتعــد الثــورة التــي تتكامــل فيهــا القــوى السياســية واالجتماعيــة واالقتصــادية مــن‬
‫العوامل ا ولذ الواضحة في تحداث التغيـر االجتمـاعيت والـنا يكـون فـي أحيـان كثيـرة‬
‫تغيـ اًر منشــوداً لــم يجــد لـ منفــناً تال بقيــام الثــورةت فهــي تعنــي التغيــر االجتمــاعي الشــامل‬
‫واالستعمار‪.‬‬ ‫تحقير التقدم للمجتمع النا طمست عوامل التخل‬ ‫بهد‬
‫ل) الحوووروب‪ :‬يمكــن اعتبــار الحــروب مــن عوامــل التغيــر االجتمــاعيت فقــد تحــدث دمــا ار‬
‫يصيب العمران فيحيل تلـذ خـرابت فيفتـ باإلنسـان أو تعيقـ ممـا يترتـب عليـ هجـرات‬
‫أو تهجيـ ـرات مم ــا يترت ــب ايض ــا خل ــل ف ــي تركي ــب الس ــكانت وك ــنا تمزي ــر لرقع ــة الدول ــة‬
‫باحتاللهـا أو بـاحتالل جـزد مـن أ ارضـيها‪2‬ت فـالحروب لهـا ا ثـر فـي طبيعـة العالقـات‬
‫االجتماعية وا خالر والقيم السائدة في المجتمـعت وفـي أحـداث التغيـر االجتمـاعي سـواد‬
‫تيجابيا‪.3‬‬
‫ً‬ ‫أكان هنا التغير سلبياً أم‬

‫المحور الثالث‪ :‬النألريا المفسر ل تغير االجتماعي ‪:‬‬


‫الثقافـة‬ ‫يختلـ التغيـر االجتمـاعي بـاختال المجتمعـات مكانـاً وزمانـاً طبقًـا الخـتال‬
‫السـائدة ا مجتمـع وطبقًـا الخـتال النظـام السياسـي واالجتمـاعي والثقـافيت بـل وحتـذ فـي‬
‫المجتمع الواحد تكون هنا مستويات في عملية التغيـر ونلـ لكـون المجتمـع يضـم فئـات مختلفـة‬
‫الثقافـة بـين ا فـرادت وهـنا يـادا تلـذ تفـاوت‬ ‫منها البدوا والريفي والحضرات تضافة الـذ اخـتال‬
‫فـي‬ ‫مضطرب لتقبل التغير النا يحدث داخل المجتمعت وهنا التغير يالحظ من خـالل االخـتال‬
‫أا مجتمـع بـين الماضـي والحاضـرت نتيجـة لمتغيـرات كثيـرة مثـل الثـورة الصـناعية ومـا رافقهـا مـن‬
‫تـأثيرات فـي الجوانـب االجتماعيـة التـي بـدورها أثـرت فـي القـيم والعـادات والتقاليـد والعالقـات‬
‫االجتماعيـةت بـل حتـذ ا وضـاع االقتصـادية سـواد أكـان علـذ مسـتوى دخـل الفـرد أم ا سـرة‬
‫والثقافـة والـنظم السياسـيةت ونتيجـة التقـدم الحاصـل فـي وسـائل االتصـال الحضـارا المختلفـة‬

‫‪ -1‬امينة علي كاظم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.12-17‬‬


‫‪ -2‬احمد رافت عبد الجوادت مرجع سابرتص‪.133‬‬
‫‪ -3‬محسن عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪22‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫وسـرعة االنتشـار الثقـافي والهجـرة السـكانية ومـا صـاحبها مـن تغيـر اجتمـاعيت سـواد أكـان هـنا‬
‫التغير ايجابياً أم سلبياً فان التغير االجتماعي يحدث وفقاً لقوانين معينة وليس بصورة عشوائية‪.‬‬
‫وقد ظهرت عدة نظريات لتفسـير التغيـر االجتمـاعيت وقـد تكـون تلـ النظريـات صـحيحة‬
‫أو توجـد فيهـا مفـاهيم وتوجهـات يجـب مراعاتهـا عنـد وضـع أا مـن هـنه النظريـات تن تاكـد كـل‬
‫نظريـة علـذ عامـل واحـد مـن عوامـل التغيـرت كالعامـل االقتصـادا أو التكنولـوجي أو الثقـافي‬
‫غيرهـا مـن العوامـل المسـاهمة فـي التغيـر‪1‬ت وهـنه النظريـات أدت تلـذ ظهـور نظريـة عامـة فـي‬
‫التغيـر وهـي التـي تقـوم علـذ أن ا فـراد والجماعـات يسـتجيبون لعوامـل التغيـر علـذ أسـاس مـن‬
‫االختيـار واالنتقـادت حيـث ال توجـد أا نظريـة فـي ضـود نلـ المنظـور يعـود أليهـا الفضـل فـي‬
‫عملية التغيرت وهنا مـا ياكـد أن عمليـة التغيـر تخضـع تلـذ الكثيـر مـن العوامـل المسـاهمة ولـيس‬
‫تحت تأثير عامل واحد وهنا ما أكده "ولبر مور" النا استبعد نظرية العامل الواحد في أحداث‬
‫التغير االجتماعي‪.2‬‬
‫وهنا اتجاهان متعارضان في التغير االجتماعيت اتجاه يرى أن التغيـر يتبـدل مـن حـال‬
‫تلـذ الوصـول تلـذ‬ ‫تلذ حال أفضلت وهـنا االتجـاه يـامن بـالتطور باعتبـاره عمليـة صـاعدة تهـد‬
‫مستويات راقيةت واالتجاه ا خر يرى العكس بأن الحيـاة ليسـت خيـ ار وأن التغيـر أو التطـور الـنا‬
‫يحصل يادا تلذ ضرر بالمجتمع‪3‬ت ولهنا كان البـد مـن االهتمـام بـالتغير االجتمـاعي والوقـو‬
‫علذ المتغيرات‪.‬‬
‫فموضــوع التغيــر مــن أول وأهــم المواضــيع التــي تناولهــا رواد علــم االجتمــاعت فقــد ركــز‬
‫كثير منهم محاوالتهم علذ تفسير التغيرات التاريخيـة للمجتمعـاتت متنـاولين بشـكل خـاص تتبـع‬
‫ظهــور الدولــة وتطورهــا وا شــكال االجتماعيــة التــي رافقــت نل ـ ت كمــا أدى تــالزم عــودة ظهــور‬
‫علـ ــم االجتمـ ــاعت وظهـ ــور المجتمعـ ــات الحديثـ ــة الصـ ــناعيةت تلـ ــذ محاولـ ــة فهـ ــم هـ ــنه ا نمـ ــاط‬
‫التاريخية التي أدت تلذ ظهورها‪.‬‬ ‫االجتماعية الجديدةت ومعرفة االسباب والظرو‬
‫‪ /1‬النألريا الحتمية‪:‬‬
‫يقصد بالنظريات الحتمية تل النظريات التي تركز في دراستها للتغير االجتمـاعي علـذ‬
‫عامــل واحــد فحســبت وتفتــري كــل نظريــة مــن هــنه النظريــات أن عــامال واحــدت كاالقتصــاد أو‬

‫‪ - 1‬نيقوال تيماشي ت نظرية علم االجتماع طبيعتها وتطورهات ترجمة محمود عودة و خرونت القاهرة دار المعار ت ص‪.56‬‬
‫‪ -2‬محمد سعيد فرح‪ ،‬ما علم االجتماع‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.265‬‬
‫‪-3‬قيس النوري‪ ،‬أفاق التغير االجتماعي النظرية والتطبيق‪ ،‬مطابع التعليم العالي‪،‬بغداد‪،1110،‬ص‪. 10‬‬

‫‪23‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المن ــاخ أو غيره ــا ه ــو العام ــل الوحي ــد ال ــنا يح ــر ك ــل العوام ــل ا خ ــرىت ول ــنل ف ــون ه ــنه‬
‫بأنه ــا نظري ــات اختزالي ــةت أا أنه ــا تخت ــزل ك ــل العوام ــل ف ــي عام ــل واح ــدت‬ ‫النظري ــات توصـ ـ‬
‫وتعتبــر أن هــنا العامــل هــو العامــل الكــافي وحــده لحــدوث التغيــر‪1‬ت ويقصــد بهــنه النظريــة أن‬
‫ا مــور محــددة ســلفات وان التغيــر يحــدده عامــل واحــد ثــم يعمــم علــذ بقيــة العوامــل ا خــرى ممــا‬
‫يح ــدث تغي ــر ف ــي انس ــار وبن ــاد المجتم ــعت ولع ــل م ــن أش ــهر النظري ــات الحتمي ــة نج ــد الحتمي ــة‬
‫الجغرافية والحتمية البيولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬الحتميووة الجغرافيووة‪ :‬هنــا اعتقــاد قــديم بــأنت تمــت عالقــة بــين طبيعــة الطقــس الــنا‬
‫في اإلنسان بـاردا أم حـا ار أم معتـدال وبـين طابعـ االجتمـاعي مـن حـدة المـزاج أو‬ ‫يعي‬
‫ارياحيت ـ ومــن حيــث االنبســاط أو االنط ـواد وغيــر نل ـ مــن ســمات الطــابع االجتمــاعيت‬
‫ولقــد تــأثر المنظــرون االجتمــاعيون ا وائــل بهــنا االعتقــاد وحــاولوا مــن خاللـ أن يميــزوا‬
‫بـ ــين البشـ ــرت وكانـ ــت النتيجـ ــة نظريـ ــة شـ ــاملة فـ ــي الحتميـ ــة‬ ‫أوج ـ ـ التشـ ــاب واالخـ ــتال‬
‫الجغرافيــة"‪2‬ت و بــالرغم مــن أن فك ـرة الحتميــة الجغرافيــة فك ـرة قديمــة تال أنهــا شــاعت مــن‬
‫خالل استخدام عدد من المفكرين لها في تفسير نشأة المجتمعات وغيرها ‪.‬‬
‫‪ ‬الحتمية البيولوجيوة‪ :‬تتأسـس الحتميـة البيولوجيـة علـذ فرضـية ماداهـا أن النـاس فـي‬
‫ف ــي ق ــدرتها عل ــذ تط ــوير‬ ‫أجن ــاست وجماع ــات متميـ ـزة بيولوجي ــات وان ا جن ــاس تختلـ ـ‬
‫الحياة االجتماعية وتنميتهات وان نوعية الحياة لدى شعب من الشـعوب هـي ماشـر علـذ‬
‫قدرتها البيولوجية العرقيةت وفـي ضـود نلـ تتبلـور الفـرور الفرديـة بـين الشـعوب‪3‬ت وهـنا‬
‫أدى تلـذ تحكـم اإلنسـان فـي الحيـاة االجتماعيـة الطبيعـة والماديـة تن انسـحبت علـذ القـيم‬
‫والعادات والتقاليد والسلو االجتماعي والعالقاتت اضـافة تلـذ تـأثير االكتشـافات الطبيعـة‬
‫التـي أدت تلـذ زيـادة عمـر اإلنسـان والتـي انعكسـت علـذ الجوانـب العقليـة والفكريـة وغيرهـا‬
‫من العلوم ا ُخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬دالل ملحس استيتية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.121‬‬

‫‪24‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ /2‬النألرية التطورية‪:‬‬
‫انتشرت هنه النظريات في القرن التاسع عشرت واستمدت جنورها من الفلسفات القديمة‬
‫" ولقــد ظهــرت هــنه النظريــات باعتقــاد أن المجتمعــات تســير فــي مســار واحــد محــدد ســلفا عبــر‬
‫مراحل يمكن التعر عليهاأ واعتمد هنا االتجاه علذ المفهوم (الدارويني) النا شـب المجتمـع‬
‫بالكـائن الحـي فـي تطـورهت وكـان لكتـاب "دارون"(اصـل ا نـواع) عـام ‪1151‬ت ا ثـر الكبيـر تن‬
‫كانـت نظريتـ فـي النشـود واالرتقـادت التطـور والتقـدمت تقـوم علـذ مبـدأ الصـراع مـن أجـل البقـادت‬
‫والبقـاد لألصـلحت وأن الظـواهر االجتماعيـة تسـير بحسـب قـوانين الظـواهر البايلوجيـة مـن حيـث‬
‫النمو واالكتمال‪.1‬‬
‫‪ ‬النألريووة الخطيووة‪ :‬تهــتم هــنه النظريــة بــالتحوالت التقدميــة المســتمرة التــي توصــل فــي‬
‫محـددت وتعتبـر هـنه الفكـرة قديمـة ظهـرت مـع الفلسـفة القديمـةت و أعيـد‬ ‫النهاية تلذ هد‬
‫تحيااهـا فـي عصـر التنـوير علــذ يـد " فيهوو ‪" Vico‬ت ولقــد سـار الفكـر التطـورا المبكــر‬
‫في خطين رئيسيين في تحديده لمراحل التطور‪:‬‬
‫‪-‬التركيــز علــذ عنصــر واحــد مــن عناصــر الحيــاة االجتماعيــة والثقافيــة وتحديــد الم ارحــل‬
‫الزمنية التي سارت فيها المجتمعات وفقا لهنا العنصر‪.‬‬
‫‪ -‬بدال من التركيز علـذ عنصـر واحـد مـال بعـي التطـوريين تلـذ النظـر للتطـور الكلـي‬
‫فــي البنــاد االجتمــاعي والثقــافي وتحديــد الم ارحــل بشــكل كلــي دون التركيــز علــذ عنصــر‬
‫‪2‬‬
‫بعين ‪.‬‬
‫‪ ‬النألرية الدائرية‪ :‬هنه النظريـات تنظـر تلـذ التغيـر االجتمـاعي علـذ أنـ يسـير باتجـاه‬
‫دائـرا وضـمن حركـة منظمـة وأن تغيـر المجتمعـات تشـب نمـو الكـائن الحـي وغايتـ ت تال أن‬
‫المجتمـع يعيـد دورتـ عكـس الكـائن الحـي الـنا تنتهـي دورتـ عنـد موتـ ‪3‬ت ويـرى أصـحاب‬
‫هنه النظريـة تلـذ التغيـر االجتمـاعي انـ يتجـ صـعودا وهبوطـا فـي تموجـات علـذ شـكل‬
‫دوائ ــر متتابع ــة وبنظ ــام مط ــرت بحي ــث يع ــود المجتم ــع م ــن حي ــث ب ــدأ ف ــي دورة‬ ‫أنص ــا‬

‫‪ -1‬محمد الجوهرا و خرونت مرجع سابرت ص‪.241-240‬‬


‫‪- 2‬سناء الخولي المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.124.125‬‬
‫‪-3‬محمد أحمد الزعبي‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1112 ،‬ص‪.120‬‬

‫‪25‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫معينـةت وتنقسـم النظريــات الدائريـة تلــذ نـوعين‪ :‬بعضـها يفســر جانبـا محــدودا مـن جوانــب‬
‫تلــذ‬ ‫الحيــاة االجتماعيــةت أو يشــر ظــاهرة أو نظامــا اجتماعيــا واحــدات وبعضــها يهــد‬
‫تفسـير المجــرى العــام للتــاريخت متنــاوال جميـع الظـواهر والــنظم وا نســار االجتماعيــة دون‬
‫أن يركــز علــذ ظــاهرة واحــدة تأو نظــام بناتـ ‪1‬ت ومــن أصــحاب النظريــات الدائريــة‪" :‬ابوون‬
‫خ وودونأ فيهوووأ شووبنج رأ توووينبي"ت ومثــل هــنا االتجــاه عــالم االجتمــاع العربــي" ابوون‬
‫خ ودون" الـنا كـان يـامن بتغيـر المجتمـع ت أن المجتمـع اإلنسـاني كـالفرد يبـدأ بمرحلـة‬
‫العصبية والقبيلة و التضامن واالستقرار‬ ‫الوالدة حتذ الوفاةت وأوعز هنا التغير تلذ ضع‬
‫في المرحلة الحضريةت كما أشار تلذ أن الصراع بين الحضـارة والبـداوة هـو أسـاس التغيـر‬
‫االجتمــاعيت وان للــدول أعمــار كا شــخاصت وحــدد عمــر الدولــة فــي العادلــة تلــذ ثــالث‬
‫أجيـال مقســمة تلــذ ‪ 04‬ســنة لكــل جيــل‪2‬ت وقــد وضــع قــانون ا طـوار الثالثــةت والمرحلــة‬
‫ا ولــذ‪ :‬مرحلــة النشــأة والتكــوينت ويطلــر عليهــا مرحلــة البــداوةت المرحلــة الثانيــة‪ :‬مرحلــة‬
‫النضـ ــف واالكتمـ ــالت وهـ ــي مرحلـ ــة المل ـ ـ وتتحـ ــول فيهـ ــا المجتمعـ ــات مـ ــن البـ ــداوة تلـ ــذ‬
‫الحضــارةت المرحلــة الثالثــة‪ :‬مرحلــة الهــرم والشــيخوخةت وهــي مرحلــة التــر والنعــيم فيهــا‬
‫ينس ــذ ا فـ ـراد عه ــد الب ــداوة والخش ــونةت وتس ــقط العص ــبية ويبلـ ـ الت ــر نروتـ ـ وينس ــون‬
‫الحماي ــة والمدافع ــةت وي ــادا النع ــيم بالدول ــة تل ــذ االنقـ ـراي و ال ــزوالت تس ــبق حال ــة م ــن‬
‫واالنكسـار تنتهـي فـي النهايـة تلـذ مجتمـع هـرم‪3‬ت كمـا حـدد المجتمـع المتحضـر‬ ‫الضـع‬
‫بأنـ نلـ المجتمـع الـنا يصـل تلـذ درجـة النضـف والتقـدم مـن حيـث التنظـيم االجتمـاعي‬
‫والسياسـيت وأن سـرعة التقـدم تعتمـد علـذ بعـي العوامـل البيئيـة االجتماعيـة والجغرافيـة‬
‫والسـكانية فـي الدولـة‪4‬ت وع ًـد أن الحضـارة غايـة العمـران وبعـدها يبـدأ المجتمـع دورة جديـدة‬
‫أُخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬سناء الخولي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم عيسذ عثمانت مقدمة في علم االجتماعت مرجع سابرت ص‪.354‬‬
‫‪ - 3‬مصطفذ الخشابت علم االجتماع ومدارس ت الدار القومية للطباعةت القاهرةت‪ 1166‬تص‪،207‬‬
‫‪ -4‬نيقوال تيماشي ت نظرية علم االجتماع طبيعتها وتطورهات ترجمة محمود عودة و خرونت القاهرة دار المعار ت ص‪.56‬‬

‫‪26‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ /3‬النألريا البنائية الوأليفية‪:‬‬

‫شجبت الوظيفية فكرة فهم المجتمع في ضـود تاريخيـ ت كمـا شـجبت فكـرة م ارحـل التطـورت وفـي‬
‫مقابـ ــل نل ـ ـ حاولـ ــت الوظيفيـ ــة أن تفهـ ــم المجتمـ ــع فـ ــي ضـ ــود ظروف ـ ـ المعاص ـ ـرة وفـ ــي ضـ ــود‬
‫العالقـات المتبادلــة بــين مكوناتـ ت وتعتمــد النظريــة البنائيـة الوظيفيــة فــي تحليلهــا علــذ مفهــومين‬
‫رئيسين هما البناد ‪ structure‬ومفهوم الوظيفة ‪ fonction‬ويشير مفهوم البنـاد تلـذ العالقـات‬
‫المســتمرة الثابتــة بــين الوحــدات االجتماعيــةت بينمــا يشــير مفهــوم الوظيفــة تلــذ النتــائف أو اآلثــار‬
‫ع ــن الجوان ــب الهيكلي ــة الثابت ــة بينم ــا تش ــير‬ ‫المرتب ــة عل ــذ النش ــاط االجتم ــاعي فالبن ــاد يكشـ ـ‬
‫الوظيفة تلذ الجوانب الدينامية داخل البناد االجتماعي‪.1‬‬
‫تن تاكـد الوظيفيـة علـذ تكامـل ا جـزاد فـي أطـار الكـلت أا مـا يقدمـ الجـزد تلـذ الكـل‬
‫والمتمثلـة فـي المجتمـع والثقافـة‪2‬ت والتسـاند والتكامـل بـين ا جـزادت وأن لكـل مـن ا جـزاد والكـل‬
‫وظيفـة معينـة ومحـددةت وهـنا مـا يشـب الكـائن العضـوا فـي قيامـ بوظائفـ ت وهـنا مـا يمكـن‬
‫مالحظت في المجتمع من خالل البناد االجتماعي النا يلعب في ا فراد الدور الرئيست وهاالد‬
‫ا فـراد يرتبطـون فيمـا بيـنهم بعالقـات اجتماعيـة متكاملـةت بحيـث يـادا تلـذ اسـتمرار البنـاد‬
‫وا دوار التـي يقومـون بهـات‬ ‫االجتمـاعي الـنا يعـود تلـذ التفاعـل بـين ا فـراد مـن خـالل الوظـائ‬
‫ومـن هنـا يـرى االتجـاه البنـائي الـوظيفي أن التغيـر االجتمـاعي يطـ أر علـذ البنـاد االجتمـاعي ثـم‬
‫ينسـحب تلـذ التغيـر الـوظيفي الـنا يحقـر النسـر االجتمـاعي‪3‬ت وأن هـنا التغيـر يـأتي أمـا عـن‬
‫طريـر العوامـل الداخليـة أو الخارجيـة للمجتمـع علـذ الـرغم مـن ثبـات بعـي أنسـار المجتمـع‬
‫للمحافظة علذ االستقرار والتوازن ‪.‬‬
‫‪ ‬الوأليفيوووووة الهالسووووويهية‪ :‬وتس ـ ــتخدم مفه ـ ــوم الوظيفي ـ ــة الكالس ـ ــيكية " لإلش ـ ــارة تل ـ ــذ‬
‫اإلسهامات المبكرة كما تمثلت في أعمال "هربر سبنسور" و"إميول دورهوايم" و "مواهس‬
‫فيبوور"ت وأن هــنه اإلســهامات تميــل تل ـذ النظــر للتغيــر االجتمــاعي باعتبــاره تغيــر توازنــا‬
‫تــدريجيا ال يــادى تلــذ ه ـدم البنــاد االجتمــاعي أو تبديل ـ نوانمــا يــانى تلــذ اســتم ارره فــي‬
‫حالــة متكاملــة‪4‬ت فقــد شــب " سبنسوور" تقــدم المجتمــع وتطــوره بتطــور الكــائن العضــوات‬

‫‪ -1‬سناء الخولي ‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ -2‬احسان محمد الحسنت رواد الفكر االجتماعيتدار الحكمة للطباعة والنشرتبغدادت‪1111‬تص‪.134-133‬‬
‫‪-3‬دالل ملحس ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪131‬‬
‫‪ - 4‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.131‬‬

‫‪27‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫والتطـور يكـون مـن التجـانس تلـذ الالتجـانست تن أشـار تلـذ نلـ فـي كتاب (السـكون‬
‫االجتمـاعي) حيـث يقـول ‪":‬أن المجموعـة االجتماعيـة تكـون متجانسـة فـي حالـة صـغر‬
‫حجمهـات وكلمـا كبـر حجمهـا فأنهـا تكتسـب الالتجـانس وتصـير أكثـر تعقيـداً فـي حياتهـا‬
‫االجتماعيـة"‪1‬ت كمـا قسـم المجتمـع تلـذ أربعـة أنـواع بحسـب التطـور الحضـارا ‪ :‬مجتمـع‬
‫بسـيط ت مجتمـع مركـب ت مجتمـع مركـب تركيبـاً مضـاعفًات مجتمـع مركـب تركيبـاً ثالثيـا‪2‬ت‬
‫كمـا أرجـع نشـود المجتمعـات تلـذ العامـل السـكاني الـنا اعتمـد علـذ تقسـيم العمـل‬
‫توالقـوانين والبنـاد االجتمـاعيت وظهـور التطـور والتقـدمت‬ ‫والتخصـصت وتنظـيم ا عـ ار‬
‫والتغير االجتماعي النا كـان وراد تحـول المجتمـع مـن مجتمـع بسـيط تلـذ مجتمـع مركـبت‬
‫بحيث أدت تلذ تحـول العـادات والتقاليـد تلـذ قـوانين تعتمـدها الدولـة فـي العـدل واالسـتقرار‬
‫للمجتمع‪3‬ت أما "إميل دورهايم" فقد قدم نظرية في التغير االجتماعي تشب تلـذ حـد كبيـر‬
‫نظريــة "سبنسوور" لكــن دون االلت ـزام بالمماثلــة العضــويةت أو تشــبي التغيــر فــي المجتمــع‬
‫بــالتغيرات فــي عــالم المــادة وانطلــر فــي رايت ـ للتغيــر مــن منظــور وظيفــي يتأســس علــذ‬
‫فكرتي التباين والتضامن‪.‬‬
‫‪ ‬نألرية التوالن الدينامي‪ :‬فقد تطورت الوظيفية في القـرن العشـرين لتركيـز علـذ فكـرة‬
‫التـ ـوازن ال ــدينامي ف ــي عملي ــة التغي ــر االجتم ــاعيت و يع ــد الع ــالم االجتم ــاعي "تووووالهو‬
‫بارسونل" أشهر من طـور ا فكـار الوظيفيـة فـي هـنا االتجـاهت والمجتمـع عنـد "بارسوونل"‬
‫هو أحـد ا نسـار ا ساسـية للفعـل التـي حـددها فـي أربعـة انسـار ‪:‬نسـر العضـويةت نسـر‬
‫شخصــيةت المجتمــعت ثقافــة المجتمــعت بــدوره ينقســم مــن الــداخل تلــذ أربعــة انســار فرعيــة‬
‫هي‪ :‬االقتصادت السياسةت الروابط المجتمعيةت ونظم التنشئة االجتماعيـةت فقـد تطـرر تلـذ‬
‫هـنا االتجـاه الـوظيفي فـي كتاب (النسـر االجتمـاعي) ماكـداً أن هـنا االتجـاه يخـدم ثالثـة‬
‫أغـراي هي(تحديـد الضـرورات الوظيفيـة للنظـامت وتحديـد المتطلبـات الوظيفيـة للنظـامت‬

‫‪ -1‬محمد الدقس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬عادل عبد الحسين شكاره‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.11-76‬‬
‫‪ -3‬القيس النوري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.117‬‬

‫‪28‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫وتحليـل المجتمـع فـي ضـود نظريـة تكامـل ا نسـار الثالثـة)‪1‬ت وقـد أشـار تلـذ بعـي‬
‫المشـكالت التـي تواجـ االنسـار االجتماعيـة وهـي‪ :‬التوافـر مـع البيئـة أا بـين المجتمـع‬
‫وتـوفير الماسسـات البنائيـةت االلتـزام بقـيم المجتمـع مـن‬ ‫والبيئـةت تحقيـر ا وليـات والهـد‬
‫خـالل تـدعيم الـنمط وضـبط التـوترت التكامـل وهـنا يـأتي مـن خـالل التنسـير والضـبط بـين‬
‫المكونــات الداخليــة للنســر االجتمــاعي‪2‬ت وهنــا يمكــن القــول النظريــة البنائيــة‬ ‫مختلـ‬
‫الوظيفية تقوم علذ دراسة بناد النسر ودراسة وظيفة النسر ودراسة النمو والتطور والتغير‬
‫النا يصيب هنه المفردات‪.‬‬

‫‪ /4‬نألريا الصراع‪:‬‬
‫يقـول أصـحاب هـنا االتجـاه أ ن حركـة التغيـر االجتمـاعي فـي الثقافـة والمجتمـع تحصـل‬
‫نتيجـة لعـدم االنسـجام بـين العناصـر المكونـة للثقافـة أو المجتمـعت ولهـنا يحـدث صـراع بـين‬
‫العناصـر الثقافيـة واالجتماعيـة واالقتصـادية ويبقـذ العامـل المهـم هـو ديناميكيـة الحيـاة فـي‬
‫المجتم ــعت فالصـ ـراع ه ــو المح ــر ا ساس ــي للمجتم ــعت وت ــاريخ المجتمع ــات ه ــو ف ــي التحلي ــل‬
‫ا خيـرت تـاريخ الصـراع بـين الطبقـاتت ويعـد العـالم "هيجول" مـن أبـرز المفكـرين الـنين تنـاولوا‬
‫حركـة التغيـر االجتمـاعي علـذ أسـاس الصـراعت فياكـد بـأن الصـراع هـو قـانون النمـوت و أن‬
‫اإلنسان في رأي يبل أعلذ درجات نضج الفكرا عن طرير المواجهات الصعبة والمساوليات‬
‫والمعاناة‪.3‬‬
‫‪ ‬النألرية المارهسية‪ :‬ومن أهم الرواد غي هنه النظرية عالم االجتماع ا لمـان" هوارل‬
‫مارهس"ت فقد عـدد الصـراع الطبقـي ا سـاس ا ول فـي تطـور المجتمـعت وهـنا يـأتي مـن‬
‫خـالل الصـراع بـين الطبقـة البرجوازيـة والطبقـة الفقيـرة‪4‬ت فقـد حـاول أن يقـدم نظريـة منظمـة‬
‫عن البناد االجتماعي والتغير االجتماعي معتمداً علذ (نظرية المادية التاريخيـة )ت ويـرى‬
‫أصــحاب هــنه النظريــة أن المجتمــع يقــوم علــذ أســاس اقتصــادا ينحصــر فــي عالقــات‬
‫اإلنتــاجت وأنمــاط اإلنتــاج الســائدة فــي المرحلــة التاريخيــةت أا أن االقتصــاد هــو الركي ـزة‬

‫‪- -1‬محمد عبد الكريم الحوراني‪،‬النظرية المعاصرة في علم االجتماع‪،‬دار مجدالوي‪،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص‪.240-237‬‬
‫‪- 2‬احسان محمد الحسنت المدخل تلذ علم االجتماعت بيروتتدار الطليعة للطباعةت‪1175‬تص‪.11‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان بن خلدونت المقدمةتمكتبة الهاللتبيروتت‪1113‬ت ص‪11‬‬
‫‪ -4‬احمد الخشابتالفكر االجتماعيتدار النهضة العربيةتبيروتت‪1111‬تص‪.317‬‬

‫‪29‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫ا ساســية التــي يرتكــز عليهــا المجتمــعت ولــنل فان ـ يشــكل كــل عناصــر البنــاد الفــوقي‬
‫كقانون الدولـة وا سـرة والثقافـةت ويحـدث التغيـر االجتمـاعي كانعكـاس للتغيـر الـنا يطـ أر‬
‫علــذ أســاس المجتمــع االقتصــادا أو بنيت ـ التحتيــة‪1‬ت ففــي مرحلــة مــن م ارحــل تطورهــا‬
‫ت ــدخل الق ــوى اإلنتاجي ــة ف ــي المجتم ــع ف ــي تن ــاقي م ــع عالق ــات اإلنت ــاج الس ــائدةت أا‬
‫عالقــات اإلنتــاج تصــبح غيــر مالئمــة للتطــورات التــي تحــث فــي قــوى اإلنتــاجت ويعتقــد‬
‫"موارهس" أنـ كلمـا تعـددت الديمقراطيـة خفـت حـدة الديكتاتوريـة واالسـتبداد عنـد ممارسـة‬
‫السـلطة السياسـية‪2‬ت وهنـا يظهـر تنـاقي جـوهرا علـذ حـد تعبيـر "موارهس" بـين وسـائل ا‬
‫العمـل و هـي( الظـرو‬ ‫إلنتـاج وقـوى اإلنتـاجت أا هنـا نـوع مـن التنـاقي بـين ظـرو‬
‫اإلنسـانية) لـدفع عمليـة اإلنتـاج ت أا هنـا‬ ‫الماديـة)ت وبـين قـوة العمـل وهـي (الظـرو‬
‫صراع وهنا الصراع يكمن بـين الطبقـة البرجوازيـة و الطبقـة العماليـة وبـين وسـائل اإلنتـاج‬
‫وعالقـات اإلنتـاج‪3‬ت وهـنا الصـراع يقـود تلـذ التغيـر االجتمـاعي واالقتصـادا والـذ تطـور‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ /5‬اتجاها التحديث‪-‬التح ي ي ‪:‬‬
‫تعود فكرة هنا االتجاه عملية التغير االجتماعي تلذ التغير التقني النا يعد التطور التكنولـوجي‬
‫قمـة التقـدم والتحضـرت ومـا يتبعـ مـن تطبيـع وظـواهر اجتماعيـة ت وتغيـر فـي القـيم والعـادات‬
‫والتقاليـد والدقـة فـي العمـل ت واعتمـاد النظـام والتنظـيم اإلدارا ومـا يـاثر فـي شخصـية الفـرد نحـو‬
‫التغير االجتماعي وتقبل ت تن ان عملية التحديث البد أن تكون مرتبطة ارتباطـاً جـدلياً مـع ظـاهرة‬
‫هميـة الجانـب‬ ‫التصـنيع‪4‬ت كمـا أن مفهـوم التحـديث ارتـبط بالتنميـة االقتصـادية أيضـاًت ونلـ‬
‫االقتصادا فـي عمليـة التغيـر االجتمـاعي وقـدرة الدولـة وماسسـاتها علـذ قبـول التجديـد والتكيـ‬
‫مع التغيرت وفـي هـنا االتجـاه مـا جـاد بـ " جولبور موور" الـنا ربـط بـين التحـديث والتصـنيع فـي‬
‫عمليـة التغيـر االجتمـاعي واالقتصـادات والـنا أشـار تلـذ أن التحـديث هـو تحـول المجتمـع مـن‬
‫اجتماعيـا معتم ًـدا علـذ التكنولوجيـا والتصـنيعت‬
‫ً‬ ‫ـاديا و‬
‫مجتمـع تقليـدا تلـذ مجتمـع متقـدم اقتص ً‬

‫‪-1‬أحمد زايد‪ ،‬علم االجتماع بين االتجاهات الكالسكية والنقدية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1114 ،‬ص‪121‬‬
‫‪ -2‬محمد عاط غيثت تاريخ النظرية في علم االجتماع واتجاهات المعاصرةتدار المعرفة الجامعةت االسكندريةت ‪1117‬تص‪.77‬‬
‫‪ -3‬قيس النورا وعبد المنعم الحسنيت النظريات االجتماعيةت ص‪.172‬‬
‫‪ -4‬أحمد زايد‪ ،‬علم االجتماع بين االتجاهات الكالسكية والنقدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪31‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫ويتمتـع باالسـتقرار السياسـي‪1‬ت كمـا أوضـح فـي كتابـ (التغيـر االجتمـاعي ) جملـة مـن الشـروط‬
‫الالزمة لعملية التصنيع ت مثل تغير القيم وتغير الماسسات وتغير التنظيم‪.2‬‬
‫نسـتنتف ممـا تقـدم أن يكـون هنـا تحـديثاً فـي البنـاد االجتمـاعي مـن ناحيـة التماسـ و‬
‫التفك ا سرا واالجتمـاعيت وقيـام عالقـات وظـواهر أسـرية جديـدةت والسـيما قيـام ا سـرة النـواة‬
‫والتنظـيم السياسـي والـديمقراطيت وهـنا يسـتدعي البحـث عـن ماسسـات جديـدة مـن اجـل تعـادة‬
‫التـوازن والتماسـ مـن جديـد تلـذ المجتمـعت اضـافة الـذ مـا تقـدم مـن اتجاهـات ونظريـات جـادت‬
‫منسجمة مع بعضها في موضوع التغير االجتماعي‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬م وقا التغير االجتماعي‬


‫تواج عمليات التغير االجتماعي تحديات وعقبات ومقاومة تعرقل سـرعة التغيـر االجتمـاعيت‬
‫سيره لفترة من الفترات ولعلذ من أهم معوقات التغير االجتماعي ما يلي‪:‬‬ ‫أو توق‬
‫‪ ‬طبيعــة الظــاهرة االجتماعيــة‪ :‬وصــعوبة د ارســتهات لعــدة أســباب مــن أهمهــا تعقــد الظــاهرة‬
‫االجتماعي ــةت نظـ ـ اًر لتأثيره ــا وتأثره ــا بظـ ـواهر طبيعي ــة واجتماعي ــة متع ــددة ومتداخل ــة ت‬
‫ا مر النا يادا تلذ صعوبة فصلها ت ودراستها بشكل منعزل عن غيرهات مما يقودنـا‬
‫تل ــذ ص ــعوبات أخ ــرىت ص ــعوبة تخض ــاع الظ ــاهرة تل ــذ القي ــاس ال ــدقيرت نه ــا نس ــبية‬
‫والمي ــولت كم ــا أنـ ـ م ــن‬ ‫وسـ ـريعة التغي ــر‪3‬ت ومتعلق ــة بمجتم ــع بش ــرا متب ــاين العواطـ ـ‬
‫الصعب تجراد تجارب علذ مجتمع تنساني‪.‬‬
‫‪ ‬طبيعـ ــة التغيـ ــر ومصـ ــدره‪ :‬تنا كـ ــان التغيـ ــر متضـ ــمناً جوانـ ــب تكنولوجيـ ــة او اقتصـ ــادية‬
‫تجبـار النـاس علـذ تغييـر أوضـاع تقليديـةت فتـادا العوائـر االقتصـادية كبـاقي‬ ‫تستهد‬
‫العوائــر تلــذ تكــوين االنغــالر الطبقــي نوالــذ اســتاتيكية العــادات والتقاليــدت فــون عمليــة‬
‫التغير تكون بطيئة وغير واعية ‪.4‬‬
‫‪ ‬الرغبـة فـي المحافظـة علـذ القـديم‪ :‬توجـد فئـات فـي بعـي المجتمعـات والثقافـات ترغــب‬
‫عقبـة أمـام كـل مـا هـو جديـدت فهـم يخشـون مـن تهديـد‬ ‫في المحافظة علذ القديمت وتقـ‬

‫والنشرت االسكندريةت‪1171‬ت ص‪.141‬‬ ‫‪ -1‬قبارا محمد اسماعيلت علم االجتماع االنمائيتالهيئة المصرية العامة للتألي‬
‫‪ -2‬قيس النورات مرجع سابرتص‪.175‬‬
‫‪ -3 -3‬محمد الدقس ‪:‬التغير االجتماعي بين النظرية و التطبيق مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪116‬‬
‫‪-4‬عدلي أبو طاحون‪ ،‬في التغير االجتماعي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،1117 ،‬ص‪240‬‬

‫‪31‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫التغيـ ــر لمصـ ــالحهمت ومـ ــا يصـ ــاحب مـ ــن قضـ ــاد علـ ــذ مـ ــا يتمتعـ ــون ب ـ ـ مـ ــن حقـ ــور و‬
‫امتيـ ـ ـ ـ ــازاتت فتتعـ ـ ـ ـ ــري المخترعـ ـ ـ ـ ــات و اآلراد الجديـ ـ ـ ـ ــدة للمقاومـ ـ ـ ـ ــة الشـ ـ ـ ـ ــديدة نتيجـ ـ ـ ـ ــة‬
‫للتعصــب‪ .1"...‬وقــد بــين وليووام اوجبيوورن أن النزعــة المحافظــة عنــد كبــار الســن والميــل‬
‫للمحافظ ــة عل ــذ الق ــديم واس ــتاتيكية‪ -‬ثب ــات‪ -‬الع ــادات والتقالي ــدت كله ــا متغيـ ـرات تق ــاوم‬
‫التجديــد المــادا والتغيــر بوجـ عــامت فـون المقاومــة تكــون واضــحة وقويــةت حيــث يتعلــر‬
‫التغير بالقيم والمعتقدات التقليدية‪.2‬‬
‫‪ ‬ركود حركة االختراع‪ :‬يعـور التغيـر االجتمـاعي كـنل ركـود حركـة االختـراع و التجديـد‬
‫نتيجة انغالر المجتمع علذ نفسـ ت وقـد يكـون االنغـالر مـن النـوع الـناتي الـنا يفرضـ‬
‫المجتم ــع وانخف ــاي‬ ‫المجتم ــع نفسـ ـ ت وانخف ــاي المس ــتوى العلم ــي والثق ــافي أو تخلـ ـ‬
‫مستويات المعيشيةت وكنا شح المـوارد االقتصـادية لـدى المجتمعـات مـن شـأن أن يعيـر‬
‫عمليــة التغيــر االجتمــاعيت فهــي ال تتـوافر فيهــا الثــروة المعدنيــة أو الطبيعــةت ال تحــدث‬
‫فيها تغيرات اجتماعية كبيرة‪.3‬‬

‫‪ ‬ال ــداعون للتغيي ــر‪ :‬انا ك ــان التغيي ــر يجس ــد مص ــلحة طبقي ــة أو حماي ــة م ازي ــا اجتماعي ــة‬
‫معينةت أو في حالة التغير المفروي من قبل السلطة القائمةت وقد تسـيطر قـوى التغيـر‬
‫علذ مدى زمنـي طويـلت وبالتـالي يتعـري المجتمـع لتحـوالت جنريـة فـي طبيعتـ ت وفـي‬
‫بنائ ـ االجتمــاعيت وثقافت ـ ‪4‬ت وقــد يق ـع المنفــنين للتغيــر فــي م ازلــر واخطــاد وانح ارفــات‬
‫خاصة فون يأتي بنتائف عكسية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الحميد أحمد رشوان ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.216‬‬


‫‪ -2‬سناء الخولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪-3‬ج م البرتيني‪ ،‬التخلف والتمية في العالم الثالث‪ ،‬دار الحقيقة‪ ،‬بيروت‪ ،1110 ،‬ص‪.43-41‬‬
‫‪ -4‬دالل ملحس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪32‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫المحور الخامس‪ :‬جنماط التغير االجتماعي‪:‬‬


‫تظه ــر انم ــاط التغي ــر االجتم ــاعي ف ــي جمي ــع اوجـ ـ الحي ــاة المعاش ــة ت حي ــث يمك ــن ان‬
‫يالحظ االنسان تغيرات في االدوات و وسـائل النقـل و االتصـالت و تغيـرات تكنولوجيـة ت و قـد‬
‫يالحــظ تغيـرات فــي العالقــات االجتماعيــةت و فــي االدوار و المكانــاتت و تغيـرات فــي المعــايير‬
‫و القيمت و في االنوار و الفنونت و في الوقـت نفسـ يمكـن ان يالحـظ ان هنـا جوانـب تتغيـر‬
‫بســرع بينمــا هنــا جوانــب تتغيــر ببطـ غيــر ملحــوظ ت حيــث ان المعــاني و القــيم تكــاد تكــون‬
‫ثابتــةت امــا التغيــر فــي الجوانــب الماديــة يكــون ملحوظ ـاً و س ـريعا ت و يــادا هــنا التفــاوت فــي‬
‫السرعة و عدم االنتظام بين اوج الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ /1‬التطور ‪:Evolution‬‬
‫هو شكل من أشكال التغيرت والتغير التدريجي الهاد النا يصـيب عناصـر المجتمـعت وقـد ال‬
‫يصيب من تال ا جزاد العرضية والسطحيةت وهو الحالة التي ينتظـر منهـا أن تنتقـل مـن طـور‬
‫تلذ طورت ونل كاالنتقال من طور البداوة تلذ طور الريفي تلذ طور الحضرات والتطور هـو‬
‫الحالــة الطبيعيــة العاديــة للجماعــة اإلنســانية والمجتمــع الــنا ال يتطــور يكــون شــانات والخــال‬
‫الوحيــد بــين مجتمــع وأخــر هــو فــي معــدل ســرعة التطــورت فالمجتمعــات المتطــورة يكــون تطورهــا‬
‫بدرج ــة أس ــرع م ــن تط ــور المجتمع ــات القديم ــة و التط ــور ف ــي مجتم ــع المدين ــة أس ــرع منـ ـ ف ــي‬
‫مجتمــع القريــة"‪1‬ت و كــنل فــون الــنظم االجتماعيــة تتفــاوت فــي معــدل ســرعة تطورهــا فالنظــام‬
‫الـ ــديني والعـ ــادات والتقاليـ ــد يكـ ــون معـ ــدل سـ ــرعة تطورهـ ــا بطيئـ ــا أمـ ــا النظـ ــام التربـ ــوا والنظـ ــام‬
‫االقتصــادا فمعــدل ســرعة تطورهــا كبيــرت فقــد عــر هربوور سبنسوور (‪ )1130.1103‬التطــور‬
‫علــذ انـ " انحوودار سوواللي م وودل ع ووى نحووو م ووين"ت وقــدم قانونــا للتطــور معتبـ ار " المجتمــع‬
‫البدائي يغلب عليـ الطـابع ا نـاني والعسـكرا فـي نفـس الوقـتت وماكـدا أن الحيـاة االجتماعيـة‬
‫‪2‬‬
‫و الال تجانس‪".‬‬ ‫تتج نحو زيادة التباين واالختال‬
‫ويمكننا القول أن التطور هو " عملية تمايز مت ازيـد وتعقيـد للتنظـيم الـنا يهـب الكـائن الحـي أو‬
‫مــع بيئتهــا الت ــي‬ ‫النســر االجتمــاعيت أو أا وحــدةت تكــون موضــع البحــث قــدرة اكبــر للتكي ـ‬
‫‪3‬‬
‫كانت اقل تعقيدا عند أجدادها‪".‬‬

‫‪ -1‬حسين عبد الحميد ‪ ،‬احمد رشوان‪ ،‬التغير االجتماعي والمجتمع‪ ،‬د ط ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001،‬ص ‪.10.11‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬سناء خولي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪33‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ /2‬الثور ‪:‬‬
‫دخلت كلمة ثـورة فـي العلـوم االجتماعيـة عـن طريـر العلـوم الطبيعيـةت وتعـر الثـورة علـذ أنهـا‬
‫وأساسي في التنظيم السياسيت وعالقات السـلطة والطبقـاتت ونظـام الـتحكم‬ ‫تغير سريع وعني‬
‫في الملكية االقتصاديةت وفـي الخ ارفـات السـائدة للنظـام االجتمـاعي داخـل مجتمـع مـات وتعتبـر‬
‫الثــروة أكثــر ا شــكال جنريــة وتطرقــا للتغيــر االجتمــاعيت و ال يشــترط أن تكــون الثــورة تحمــل‬
‫صــفة العن ـ والقــوة مــن اجــل التغييــرت نوانمــا يمكــن أن يحــدث تغيــر ف ـي القــوى نواحــداث تغيــر‬
‫جــدرا فــي البنــاد االجتم ــاعي أو النظــام السياســي بطــرر س ــلميةت مثــال نل ـ ثــورة ‪ 25‬ين ــاير‬
‫المص ـرية ا خي ـرة فهــي أقــوى مثــال حــالي عــن الثــورات الســليمة التــي تحــدث تغي ـ ار اجتماعيــا‬
‫كبي ـرات والتغي ـرات الثوريــة فــي العــالم مــا هــي تال " تغيــر فــي نظــام التفكيــر أو النظ ـرة العالميــةت‬
‫فهــي ثــورة فــي حــدها ا قصــذ وكــان لهــا نتــائف واســعة فــي المجــاالت التكنولوجيــة والسياســية‬
‫واالقتصادية والدينية للحياة‪1‬ت‬
‫تن الثــورة واقعــة اجتماعيــة شــاملة كمــا يقــول عنهــا علمــاد الجــنس البشــرا وهــي تشــمل جميــع‬
‫ميــادين الثقافــةت وينشــأ وضــع ثــورا عنــدما يــتم تعــداد حلــول أو تحديــدها تمامــات لتحــل محــل‬
‫الحلول السابقة‪.‬‬
‫‪ /3‬االنتشار‪:‬‬
‫والــنا يعنــي انتشــار الســمات الحضــارية وانتقالهــا مــن المجتمــع الحضــرا تلــذ الريفــي والبــدوا‬
‫عبــر وســائط اللغــة وا دبت واإلناعــة ت والتلفــاز ت والصــحافة ومــا تلــذ نلـ مــن الوســائط غيــر‬
‫المباشـ ـرة ت تض ــافة تل ــذ وس ــائلها المباشـ ـرة المتمثلـ ـة ف ــي االحتك ــا المباش ــر ب ــين ا ش ــخاص‬
‫والجماعــات نتيجــة لالنتقــال مــن نوالــذ المنــاطر الحض ـرية والريفيــة عبــر الهج ـرات الدائمــة أو‬
‫الماقتــة‪2‬ت وكــنا انتشــار أنســار الثقافــة والتــي ينتقــل بهــا اختـراع جديــد أو نظــام جديــد مــن مكانـ‬
‫ا صلي تلذ المنـاطر المجـاورة وفـي بعـي الحـاالت فـي المنـاطر المالصـقة لهـا حتـذ تنتشـر‬
‫تدريجيا في العالم كل ‪.3‬‬

‫‪ -1‬سناء خولي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ -2‬حجازي‪ ،‬محمد فؤاد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -3‬سناء خولي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪75-74‬‬

‫‪34‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫خلقــت دفعــة‬ ‫فيــرى "جلبوور سوومي " أن االنتشــار مــاهي تال مجموعــة غيــر عاديــة مــن الظــرو‬
‫قويــة فــي النمــو الثقــافيت ويقــول " هرويبوور " سـواد أشــتمل االنتشــار علــذ شــيد أخــر أم ال فونـ‬
‫يتضمن تغي ار للثقافة اإلنسانية فهو بال ش دور كبيرت ولعملية االنتشار عناصر هامة وهي‪:‬‬
‫التجديووودأ االنتقوووال مووون خوووالل يقنووووا ) م ينوووةأ ع وووى مووور الووولمنأ بوووين جعضوووا ي نسووو‬
‫اجتماعي)‪.‬‬
‫ثم يقوم بعد نل بتحديد خمسة مراحل لعملية التبني كا تي"‪:1‬‬
‫‪ -‬مرح ة الوعي‪ :‬معرفة الفرد لفكرة جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬مرح ة االهتمام‪ :‬يصبح الفرد ملم بالفكرة ومهتم بجمع المعلومات عنها‪.‬‬
‫‪ -‬مرح ة التقييم‪ :‬ويتم فيها تطبير عقلي للفكرة الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬مرح ة المحاولة‪ :‬محاولة الفرد اإلضافة الخاصة ب لتل الفكرة‪.‬‬
‫‪ -‬مرح ة التبني‪ :‬يقبل الفرد الفكرة ويتبنها وتصبح فكرة من أفكاره‪.‬‬

‫‪ /4‬إهتساب الخصائص الحضرية‪-‬التحضر‪:-‬‬


‫حيث تاكد الد ارسـات تلـذ أن الم اركـز الحضـرية ليسـت مجـرد أعـداد مـن السـكان الـنين تشـدهم‬
‫حملـة مــن العوامـل ت نوانمــا هـو مركــز التفـاعالت والنشــاطات االجتماعيـة والثقافيــةت تتركـز فيهــا‬
‫النشاطات الثقافية كالجامعات والمعاهدت وفيها تنتشر المعلومات عن طريـر الوسـائط المباشـرة‬
‫والتلفزيون أو غيـر مباشـرة كاالحتكـا ت فتأخـن هـنه المعلومـات فـي احـداث التغيـرات‬ ‫كالصح‬
‫م ــن الس ــكان الب ــاحثين ع ــن التجدي ــد ف ــي‬ ‫ف ــي المن ــاطر المحيط ــة به ــات فتج ــنب الم ــدن اآلال‬
‫حيـاتهم والــتخلص مــن الرتابــة اليوميــة فــي ا ريــا ‪2‬ت كمــا أن ا خــن الخصــائص الماديــة وغيــر‬
‫الماديــة مــن ثقافــة أخــرى كنتيجــة لالتصــال طويــل المـدىت ويمكــن لهــنا االتصــال أن يــتم بطــرر‬
‫متعــددةت فقــد يكــون نتيجــة غــزو أو حــرب أو تبــادالت ثقافيــة أو نتيجــة للهج ـرة أو نقــل القــوى‬
‫العاملــةت أو عــن طريــر العمــال والضــيو ‪..‬أو الــرحالت الســياحية‪3‬ت أو عــن طريــر االتصــال‬
‫الجماهيرا بين المجتمعـات المختلفـةت ممـا يحـدث تنـوع وتغيـر فـي الثقافـة المجتمعيـة واكتسـاب‬
‫بـين الثقافـات أو بعبـارة أخـرى هـو نا التضـارب‬ ‫الخصائص الحضرية يكـون نتـاج لالخـتال‬

‫‪ -1‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪71-77‬‬


‫‪ -2‬عبد االله أبو عياش‪ ،‬اسحاق يعقوب القطب االتجاهات المعاصرة في الدراسات الحضرية‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،1111 ،‬ص ‪107‬‬
‫‪ -3‬سناء خولي ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪35‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫بين الثقافات النا يحدث داخل المجتمع الواحد مما يادا تلذ حدوث تغيـر فـي بنـاد المجتمـع‬
‫ككــل ت ويمكــن أن يكــون اكتســاب الخصــائص الحضـرية بــالقوة كمــا فعــل االســتعمار البريطــاني‬
‫من اجل تمدين اإلفريقيين المتخلفين‪.‬‬
‫‪ /5‬التحديث‪:‬‬
‫ويشير هنا المصطلح تلذ انتقال المجتمع من مجتمع تقليـدا أو مجتمـع مـا قبـل التحـديث تلـذ‬
‫أنمــاط تكنولوجيــة ومــا يتعلــر بهــا مــن تنظــيم اجتمــاعي يميــز الــدول الغربيــة المتقدمــة اقتصــاديا‬
‫والمسـتقرة نســبيات وعـادة مــا يكـون هــنا التغيــر بطريقـة سلســة وهادئـة وســهلةت فهـنا التغيــر يمــس‬
‫البن ــاد االجتم ــاعي ويص ــبح ملموس ــا ف ــي ط ــرر الحي ــاةت والتح ــديث " مص ــطلح ش ــامل يصـ ـ‬
‫تغي ـرات عديــدة فــي وقــت واحــد وعلــذ مســتويات متعــددةت فالتصــنيع والحض ـرية و البيروقراطي ـة‬
‫ت ـرتبط بش ــدة التح ــديث‪1‬ت ويمك ــن النظ ــر تل ــذ التحــديث بوعتب ــاره نوع ــا م ــن التقلي ــد أو المنافس ــة‬
‫ويمك ــن نق ــل أنم ــاط ومنتج ــات وتكنولوجي ــا م ــن ب ــالد غربي ــة تل ــذ ب ــالد اق ــل تق ــدما ويك ــون ه ــنا‬
‫التحــديث عــن طريــر وســائل االتصــال واالحتكــا بــين الثقافــات والمجتمعــات المختلــةت ويمكــن‬
‫أن يحدث التحديث عن طرير الخطط والسياسات وهنا ما يحدث في حكومات الدول النامية‪.‬‬
‫‪ /6‬التصنيع‪:‬‬
‫يشــير التصــنيع تلــذ المجــال الفعلــي للتحــول مــن المجتمــع الز ارعــي أو التجــارا تلــذ الصــناعي‬
‫نتيجــة لنمــو أنســار المجتمــع تحــت وطــأة القــوة اآلليــة‪2‬ت وأكثــر ماشـرات التصــنيع اســتخداما هــو‬
‫النسبة الخاصة بالزراعة بقوة الدولة التي تعمـل فـي الز ارعـةت وكلمـا انخفضـت هـنه النسـبة فـي‬
‫المجتمـع كلمـا كـان هـنا دلـيال علـذ أنهــا أصـبحت صـناعية أكثـرت ومـع نلـ فيجـب أن يالحــظ‬
‫أن هنا ماشر ولـيس قياسـا للتصـنيعت ويمكـن تفسـير تنـاقص القـوة الزراعيـة يكـون بسـبب تـأثير‬
‫التغيـرات التكنولوجيــة واالقتصــادية والتنظيميــة واالجتماعيــة ممــا تــادا تلــذ تغيــر صــورة البنــاد‬
‫االجتماعي وتغيـر المـوازين االجتماعيـةت ولعـل مـن أهـم نتـائف التصـنيع زيـادة حجـم التنظيمـات‬
‫االقتصــادية بعــدما كــان عبــارة عــن نســف ز ارعــي وهــنه التنظيمــات تشــجع التخصــص الــوظيفي‬
‫كمـا تـادا تلـذ تقسـيم فرعـي للمهـاراتت وتقـديم المنتجـات الحديثـة والخـدمات التـي نتجـت عنهــا‬
‫لم تكن موجودة من قبل‪.‬‬ ‫وظائ‬

‫‪ -1‬محمود الكردي ‪ ،‬التحضر‪،‬دراسة اجتماعية‪ ،‬الكتاب االول‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة‪ ،1116،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -2‬سناء الخولي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11 -10‬‬

‫‪36‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫وال تنحصــر أنمــاط التغيــر االجتمــاعي علــذ مــا نكــر فقــط بــل لهــا أنمــاط أخــرى عديــدة‬
‫ومتع ــددة مث ــل التح ــول تل ــذ البيروقراطي ــة‪ ...‬وغيرهـ ــات فف ــي عصـ ـرنا الح ــالي تجازون ــا مرحلـ ــة‬
‫التصــنيع تلــذ مرحل ــة مــا بع ــده والتــي تمث ــل المجتمــع المعلوم ــاتي فــي تنت ــاج المعرفــة بواس ــطة‬
‫استخدام االنترنت والحاسوب واليات وبرامج ‪.‬‬

‫المجور السادس‪ :‬مجاال التغير االجتماعي‪:‬‬


‫تتعدد مجاالت وميـادين التغيـر االجتمـاعي فـي كـل المجتمعـات ولعـل مـن أهـم المجـاالت التـي‬
‫يسمها التغير االجتماعي بصورة واضحة نجد ا سرة والتربية والسكان واالقتصاد‪.‬‬
‫‪ -1‬األسووور ‪ :‬تن اتج ــاه التغي ــر ف ــي العــالم المعاص ــر الـ ـنا يع ــزى تلــذ ا سـ ـرة مث ــل مع ــدالت‬
‫مـ ــن مجتمـ ــع تلـ ــذ أخـ ــرت كمـ ــا يبـ ــدو أيضـ ــا أن جميـ ــع‬ ‫الطـ ــالرت وسـ ــن الـ ــزواج يختل ـ ـ‬
‫المجتمعــات تتحــر نحــو نمــط (ا س ـرة الن ـواة) وقــد أدى ظهــور هــنا الشــكل لألس ـرة تلــذ‬
‫انهيـار نمـط ا سـرة الممتـدةت ولعــل مـن أهـم التغيـرات التـي تحــدث فـي أنمـاط ا سـرة نجــد‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ " -‬الحريــة فــي اختيــار ش ـري "‪1‬بعــدما كانــت هــنه المهمــة تنحصــر علــذ ا كبــر ســنا فــي‬
‫العائلة الممتدة‪.‬‬
‫استقاللية من الناحية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ " -‬ارتفــاع ســن الــزواج بالنســبة للنســادت تنــاقص فــارر الســن بــين الــزوجين وتنــاقص معــدل‬
‫ال ــزواج ب ــين ا ق ــاربت وخاصـ ـة أبن ــاد العموم ــة أا ا ق ــارب المباشـ ـرين‪ ...‬وت ازي ــد نس ــبة‬
‫‪2‬‬
‫النساد العامالت ومعدالت الطالر‪"....‬‬
‫‪ -2‬السووهان‪ " :‬تعتبــر التركيبــات الســكانية مــن اكبــر مجــاالت التغيــر فــي العصــر الحــديثت‬
‫وتعتبــر كــنل مثــاال علــذ التغي ـرات الكبــرى والهامــة التــي لهــا تــأثير واضــح علــذ حيــاة‬
‫النــاست حيــث أن التغيــر الســكاني لــيس بــأا مــن الصــور نتيجــة لق ـ اررات اتخــنها القــادة‬
‫السياسيينت تنما هو نتيجـة لماليـين القـ اررات العامـة التـي اتخـنها ا فـراد لصـالح أهـدافهم‬

‫‪ -1‬سناء خولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪37‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫الخاصـ ــة‪ ...‬وهـ ــي غالبـ ــا ضـ ــد رغبـ ــات ه ـ ـاالد القـ ــادة"‪1‬ت ويترتـ ــب علـ ــذ النمـ ــو السـ ــكاني‬
‫المتسارع و تغير المناخ السكني تغي ار كبي ار في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬الت وووويم‪ " :‬ك ــان اإلفـ ـراد ف ــي المجتمع ــات التقليدي ــة يكتس ــبون المعرف ــة و المه ــارات الت ــي‬
‫تاهلهم للقيام بنجا بأدوار القادة دون أية حاجة تلذ التعلـيم النظـامي"‪ 2‬لكـن مـع التطـور‬
‫الــنا شــهدت المجتمعــات عبــر مــر العصــور وظهــور مجتمــع المدينــة والثــورة الصــناعية‬
‫اتسـ ــعت دائ ـ ـرة المعرفـ ــة وزادت الرغبـ ــة والقـ ــدرة علـ ــذ التعلـ ــيم وتطـ ــورت مها ارت ـ ـ بتطـ ــور‬
‫العصــرت " فــالتعليم يحتــاج تلــذ االنتظــام فــي تنظيمــات رســمية متخصصــة مثــل المــدارس‬
‫‪3‬‬
‫ا ولية و العليا وأصبح التعليم في كل المجتمعات تنظيم اجتماعي مركزا "‬
‫‪ -4‬االقتصوواد‪ " :‬يقــوم بنــاد تا نظــام اقتصــادا علــذ اإلنتــاج والتوزيــع واالســتهال ويعتبــر‬
‫النظــام االقتصــادا مجــاال خصــبا للتــأثير بــالتغير االجتمــاعيت ويشــمل االقتصــاد بوج ـ‬
‫عـ ــام اإلنتـ ــاج الـ ــنا هـ ــو تجميـ ــع و اسـ ــتخدام المصـ ــادر ويتطلـ ــب ا ري ورأس المـ ــال‬
‫والعملت ونعني با ري الموارد الطبيعية والثروات ورأس المال والمعدات و ا دوات أمـا‬
‫العم ــل فه ــو يش ــير تل ــذ الن ــاس ال ــنين ينتج ــون البضـ ـائع والخ ــدمات‪ 4"...‬وب ــالطبع ي ــادا‬
‫التطــور فــي المجــال االقتصــادا تلــذ تغيــر وتطــور واضــح فــي التوزيــع الســكاني فــأفراد‬
‫المجتم ــع يتجه ــون نح ــو من ــاطر الجل ــب الص ــناعي وه ــنا ي ــاثر ف ــي طبيع ــة ا سـ ـرة وك ــنا‬
‫طريقــة التعلــيم حســب المتطلبــات التــي تعرضــها ا وضــاع االقتصــادية والصــناعية مــن‬
‫اج ــل التماشـ ـي معه ــات م ــن حي ــث التوزي ــع واإلنت ــاج ويس ــبقها االس ــتهال " كم ــا يظه ــر‬
‫االحتك ــار كخي ــر مث ــال عل ــذ نلـ ـ التغي ــر فيـ ـ ل ــم يك ــن مج ــرد تغيـ ـ ار ف ــي ترس ــاد حق ــور‬
‫معينة"‪.5‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ -3‬سناء خولي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -5‬إس ‪ .‬س ‪ .‬دوب ‪ ،‬أستاذ االنتربولوجيا بجامعة سايجار الهندية‪ ،‬ترجمة عبد الهادي الجوهري وآخرون‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،1111 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪38‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫قائمة المراجع الم تمد ‪:‬‬


‫‪ ‬الم اجم‪:‬‬
‫‪ -0‬أبن منظور ت لسان ال رب ت ج ‪6‬ت ط‪0‬ت دار تحياد التراث العربيت بيروتت لبنانت‬
‫‪.0899‬‬
‫‪ -6‬نخبة من ا ساتنة المصريينت معجم العلوم ت مراجعة و تصديرتتبراهيم منكورت ج ‪1‬‬
‫ت الهيئة العامةت مصر‪.‬ب ت‬
‫‪ ‬الهتب‪:‬‬
‫‪ -0‬ابراهيم عثمان‪-‬قيس النورا‪:‬التغير االجتماعيت‪.6118‬‬
‫‪ -6‬ابراهيم عيسذ عثمانت مقدمة في علم االجتماعت دار الشرورتعمان ت ‪.6118‬‬
‫‪ -3‬احسان محمد الحسنت المدخل تلذ علم االجتماعت بيروت ت دار الطليعة للطباعةت‬
‫‪.0821‬‬
‫‪ -1‬احسان محمد الحسنت رواد الفكر االجتماعيت دار الحكمة للطباعة والنشرت بغداد‬
‫ت‪0880‬ت‪.‬‬
‫‪ -1‬احمد الخشابتالفكر االجتماعيت دار النهضة العربيةتبيروتت‪.0890‬‬
‫‪ -2‬احمد رافت عبد الجوادت مباد علم االجتماعت مكتبة نهضة الشررت القاهرةت‪.0896‬‬
‫‪ -2‬أحمد زايدت علم االجتماع بين االتجاهات الكالسكية والنقديةت دار المعار ت القاهرةت‬
‫‪.0891‬‬
‫‪ -9‬امينة علي كاظمتالتغير االجتماعي والثقافي في المجتمع القطرات هجر للطباعة‬
‫والنشرت مصرت‪.0883‬‬
‫والتمية في العالم الثالثت دار الحقيقةت بيروتت ‪.0891‬‬ ‫‪ -8‬ج م البرتينيت التخل‬
‫‪ -01‬حسين عبد الحميد ت احمد رشوانت التغير االجتماعي والمجتمعت د ط ت جامعة‬
‫اإلسكندريةت مصرت‪.6119‬‬
‫‪ -00‬دالل ملحس استيتيةت التغير االجتماعي والثقافيتط‪6‬تدار وائل للنشر والتوزيعت‬
‫عمانت ا درنت‪.6119‬‬
‫‪ -06‬سناد الخولي تالتغير االجتماعي والتحديثت دار المعرفة الجامعيةت ‪.6113‬‬

‫‪39‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ -03‬السيد حنفي عوي‪ :‬سكان المدينة بين المكان و الزمانتالمكتب العلمي للكمبيوتر‬
‫للنشر و التوزيع – اإلسكندريةت‪. 1997‬‬
‫‪ -01‬صبحي محمد قنوصت علم دراسة المجتمعت دار الجماهرية للنشر والتوزيعت‬
‫مصراتةت ط‪6‬ت ‪.0883‬‬
‫‪ -01‬عبد االل أبو عيا ت اسحار يعقوب القطب االتجاهات المعاصرة في الدراسات‬
‫الحضريةت وكالة المطبوعاتت الكويتت ‪.0890‬‬
‫‪ -02‬عبد الرحمان بن خلدونت المقدمةت مكتبة الهاللت بيروتت‪.0893‬‬
‫‪ -02‬عبد المنعم شوقي‪ :‬مجتمع المدينةت علم االجتماع الحضرات دار النهضة العربية‬
‫للطباعة والنشرتبيروتت‪.0890‬‬
‫‪ -09‬عبد الهادا الجوهرا و خرونت دراسات في علم االجتماعت مكتبة الطليعةت اسيوطت‬
‫مصرت‪.0898‬‬
‫‪ -08‬عبد الهادا الجوهرا‪ :‬جصول ع م االجتماعت المكتبة الجامعيةت االسكندريةت‬
‫‪.6110‬‬
‫‪ -61‬عبد الهادا محمد والي‪ :‬التنمية االجتماعيةت اإلسكندريةت دار المعرفة الجامعيةت‬
‫‪.0896‬‬
‫‪ -60‬عدلي أبو طاحونت في التغير االجتماعيت المكتب الجامعي الحديثت االسكندريةت‬
‫‪.0882‬‬
‫‪ -66‬قبارا محمد اسماعيلت علم االجتماع االنمائيت الهيئة المصرية العامة للتألي‬
‫والنشرت االسكندريةت‪.0820‬‬
‫‪ -63‬قيس النورات أفار التغير االجتماعي النظرية والتطبيرت مطابع التعليم العاليت‬
‫بغدادت ‪0881‬ت‬
‫‪ -61‬محسن عبد الحميدت منهف التغير االجتماعي في االسالمت مطبعة النعمانت‬
‫بغدادت‪.0896‬‬
‫‪ -61‬محمد أحمد الزغبيت التغير االجتماعيت دار الطليعة للطباعة والنشرت بيروتت‬
‫‪.0891‬‬

‫‪41‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫‪ -62‬محمد الجوهرا و خرونت التغير االجتماعيت دار المعرفة الجامعيةت االسكندريةت‬


‫مصرت‪.6111‬‬
‫‪ -62‬محمد الدقس ‪:‬التغير االجتماعي بين النظرية و التطبير ت ط‪ 2‬تدار مجدالوا‬
‫للنشر و التوزيع ت االردن ت‪. 0882‬‬
‫‪ -69‬محمد الكردات التحضرت دراسة اجتماعيةت الكتاب االولت دار المعار ت القاهرة‬
‫ت‪ 0892‬ت‬
‫‪ -68‬محمد سعيد فر ت ما علم االجتماعت منشأة المعار ت االسكندريةت ‪.0892‬‬
‫غيثت التغير االجتماعي والتخطيطت ط‪6‬ت دار المعار ت القاهرة‬ ‫‪ -31‬محمد عاط‬
‫ت‪.0822‬‬
‫غيثت تاريخ النظرية في علم االجتماع واتجاهات المعاصرةتدار‬ ‫‪ -30‬محمد عاط‬
‫المعرفة الجامعةت االسكندريةت ‪.0892‬‬
‫‪ -36‬محمد عبد الكريم الحورانيت النظرية المعاصرة في علم االجتماعت دار مجدالوات‬
‫عمانت ‪.6112‬‬
‫‪ -33‬محمد فايز عيد سعيد‪ :‬مشاكل التنمية في العالم الثالثت دار الوطنت الرياي‬
‫ت‪.0891‬‬
‫‪ -31‬محمد فااد حجازات التغير االجتماعي ت القاهرة ت مكتبة وهبةت ‪0829‬ت‬
‫‪ -31‬محمود عودةت أساليب االتصال والتغير االجتماعيت ط‪6‬ت نات السالسل للطباعة‬
‫والنشرت ‪.0898‬‬
‫‪ -32‬مصطفذ الخشابت علم االجتماع ومدارس ت الدار القومية للطباعةت القاهرةت‪0822‬‬
‫‪ -32‬معن خليلت التغير االجتماعيت الطبعة ا ولذت دار الشرور للنشر والتوزيعتعمانت‬
‫ا ردنت ‪.6111‬‬
‫‪ -39‬نخبة من أساتنة الجامعات العربيةت دراسات في المجتمع العربيت ط‪0‬ت اتحاد‬
‫الجامعات العربيةت عمانت‪.0891‬‬
‫‪ -38‬نيقوال تيماشي ت نظرية علم االجتماع طبيعتها وتطورهات ترجمة محمود عودة‬
‫و خرونت القاهرة دار المعار ت ب ت‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬ ‫محاضرات في مقياس‪ :‬التغير االجتماعي‬

‫خضورت التغير االجتماعي بين النظرية والتطبيرت منشورات جامعة دمشرت‬ ‫‪ -11‬يوس‬
‫دمشرت سوريات ‪.0881‬‬

‫‪ ‬المجال ‪:‬‬
‫‪ -0‬تس ‪ .‬س ‪ .‬دوب ت أستان االنتربولوجيا بجامعة سايجار الهنديةت ترجمة عبد الهادا‬
‫الجوهرا و خرونت التغير االجتماعيت الطبعة ا ولذت المكتب الجامعي الحديثت‬
‫اإلسكندريةت مصرت ‪.0889‬‬

‫‪ -6‬محمد مصطفذ زيدانتالتغير االجتماعي تالمجلة الجزائرية لعلم النفس وعلوم التربيةت‬
‫العدد‪6‬ت ‪.0892‬‬

‫‪42‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬بوزغاية باية‬

You might also like