You are on page 1of 124

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫قالمة‬ ‫ماي‬ ‫جامعة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم علم االجتماع‬


‫السنة الثانية علم االجتماع‬

‫مطبوعة بيداغوجية في مقياس‬

‫ميادين علم االجتماع‬

‫من إعداد‬

‫د ابن فرحات غزالة‬

‫السنة الجامعية‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪-‬‬ ‫‪ -‬تقديم‬

‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪1‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬ماهية الجريمة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-1‬التعريف االجتماعي للجريمة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-2‬التعريف النفسي للجريمة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-3‬التعريف القانوني للجريمة‬
‫‪2‬‬ ‫‪-4‬التعريف اإلسالمي للجريمة‬
‫‪2‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التصنيف االجتماعي للجريمة‬
‫‪3‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مفهوم علم اجتماع الجريمة‬
‫‪3‬‬ ‫رابعا‪ :‬موضوعات علم اجتماع الجريمة‬
‫‪5‬‬ ‫خامسا‪ :‬الطرق المنهجية في علم اجتماع الجريمة‬
‫‪5‬‬ ‫‪-1‬الطريقة التاريخية‬
‫‪6‬‬ ‫‪-2‬طريقة المقارنة‬
‫‪6‬‬ ‫‪-3‬طريقة المسح الميداني‬
‫‪7‬‬ ‫سادسا‪ :‬صعوبات البحث في علم اجتماع الجريمة‬
‫‪7‬‬ ‫سابعا‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة للسلوك االجرامي‬
‫‪7‬‬ ‫‪-1‬المقاربة الكالسيكية في تفسير الجريمة‬
‫‪9‬‬ ‫‪-2‬المقاربة الوضعية في تفسير الجريمة‬
‫‪14‬‬ ‫‪-3‬المقاربة االجتماعية في تفسير الجريمة‬
‫‪16‬‬ ‫‪-4‬المقاربة التوفيقة‬
‫‪17‬‬ ‫‪ –5‬المقاربة الحديثة‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪21‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫‪21‬‬ ‫‪-1‬مفهوم التنمية‬
‫‪22‬‬ ‫‪-2‬التنمية المستدامة‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬جوانب التنمية‬
‫‪22‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهداف التنمية االجتماعية‬
‫‪23‬‬ ‫رابعا‪ :‬مفهوم علم اجتماع التنمية‬
‫‪23‬‬ ‫خامسا‪ :‬التنمية كمفهوم في الفكر االجتماعي‬
‫‪24‬‬ ‫سادسا‪ :‬القضايا التي يدرسها علم اجتماع التنمية‬
‫‪26‬‬ ‫سابعا‪ :‬بعض التيارات والمدارس النظرية الكبرى في علم اجتماع التنمية‬
‫‪26‬‬ ‫‪-1‬مدرسة التحديث‬
‫‪27‬‬ ‫‪-2‬مدرسة التبعية‬
‫‪28‬‬ ‫‪-3‬تيار التنمية المحلية‬
‫‪29‬‬ ‫‪-4‬تيار التنمية البشرية‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬

‫علم اجتماع التربية‬

‫‪32‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع التربية‬
‫‪33‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نشأة وتطور علم االجتماع التربوي‬

‫‪35‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األبعاد األساسية لعلم اجتماع التربية‬


‫‪36‬‬ ‫رابعا‪ :‬موضوعات علم اجتماع التربية‬
‫‪37‬‬ ‫خامسا‪ :‬مناهج البحث المستخدمة في علم اجتماع التربية‬
‫‪38‬‬ ‫سادسا‪ :‬األطر النظرية لعلم اجتماع التربية‬
‫‪38‬‬ ‫‪-1‬النظرية الوظيفية‬
‫‪40‬‬ ‫‪-2‬نظرية التغير والصراع‬
‫‪40‬‬ ‫‪-3‬النظرية التفاعلية الرمزية‬
‫‪41‬‬ ‫‪-4‬النظرية المعرفية‬
‫‪42‬‬ ‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع التربوي بالعلوم األخرى‬

‫‪42‬‬ ‫‪-1‬العالقة بعلم االجتماع‬


‫‪43‬‬ ‫‪-2‬العالقة بالتاريخ‬
‫‪44‬‬ ‫‪-3‬العالقة بعلم األخالق‬
‫‪44‬‬ ‫‪-4‬العالقة بعلم النفس‬
‫‪45‬‬ ‫‪-5‬العالقة بعلم االقتصاد‬
‫‪46‬‬ ‫‪-6‬العالقة بعلم السياسة‬
‫‪46‬‬ ‫‪-7‬العالقةباألنثروبولوجيا‬
‫‪47‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪49‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪49‬‬ ‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫‪49‬‬ ‫‪-1‬مفهوم اإلعالم‬
‫‪50‬‬ ‫‪-2‬مفهوم االتصال‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عناصر عملية االتصال‬
‫‪52‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خصائص اإلعالم واالتصال‬
‫‪53‬‬ ‫رابعا‪ :‬مفهوم علم االجتماع اإلعالمي‬
‫‪53‬‬ ‫خامسا‪ :‬أهمية وأهداف علم االجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫‪54‬‬ ‫سادسا‪ :‬مناهج البحث في علم االجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1‬المناهج الكيفية‬
‫‪55‬‬ ‫‪-2‬المناهج الكمية‬
‫‪56‬‬ ‫سابعا‪ :‬النظريات االجتماعية المفسرة لإلعالم واالتصال‬
‫‪56‬‬ ‫‪-1‬النظريات السيكولوجية المفسرة لإلعالم واالتصال‬
‫‪58‬‬ ‫‪-2‬النظريات السوسيولوجية المفسرة لالتصال واإلعالم‬
‫‪62‬‬ ‫ثامنا‪ :‬عالقة علم اجتماع اإلعالم بالعلوم األخرى‬

‫‪62‬‬ ‫‪-1‬علم االجتماع‬


‫‪62‬‬ ‫‪-2‬األنثروبولوجيا‬
‫‪63‬‬ ‫‪-3‬علم النفس‬
‫‪63‬‬ ‫‪-4‬علم االقتصاد‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬

‫علم اجتماع الصحة‬

‫‪66‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬مفاهيم علم اجتماع الصحة‬
‫‪66‬‬ ‫‪-1‬مفهوم الصحة‬
‫‪67‬‬ ‫‪-2‬مفهوم علم االجتماع الصحي‬
‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬فروع علم االجتماع الطبي‬
‫‪68‬‬ ‫‪-1‬علم االجتماع في الطب ‪Sociology in Médecine‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪-2‬علم اجتماع الطب ‪Sociology of Médecine‬‬
‫‪68‬‬ ‫ثالثا‪ :‬خصائص علم االجتماع الصحي‬
‫‪69‬‬ ‫رابعا‪ :‬أهمية علم االجتماع الصحي‬
‫‪71‬‬ ‫خامسا‪ :‬أهداف علم االجتماع الصحي‬
‫‪71‬‬ ‫‪-1‬األهداف العملية‬
‫‪71‬‬ ‫‪-2‬األهداف المنهجية‬
‫‪72‬‬ ‫سادسا‪ :‬مجاالت اهتمام علم اجتماع الصحة‬
‫‪73‬‬ ‫سابعا‪ :‬منهج البحث في علم االجتماع الصحي‬
‫‪74‬‬ ‫ثامنا‪ :‬الصعوبات التي تواجه البحث في علم االجتماع الصحي‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪77‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪77‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع السكان وموضوعه‬
‫‪78‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عوامل ظهور علم اجتماع السكان‬
‫‪79‬‬ ‫ثالثا‪ :‬موضوعات علم اجتماع السكان‬
‫‪80‬‬ ‫رابعا‪ :‬مناهج البحث االجتماعي للسكان‬
‫‪81‬‬ ‫خامسا‪ :‬مصادر البيانات في علم اجتماع السكان‬
‫‪81‬‬ ‫‪ –1‬مصادر البيانات الثابتة‬
‫‪81‬‬ ‫‪-2‬مصادر البيانات غير الثابتة‬
‫‪82‬‬ ‫سادسا‪ :‬نظريات علم اجتماع السكان‬
‫‪82‬‬ ‫‪-1‬النظريات الطبيعية‬
‫‪83‬‬ ‫‪-2‬النظريات االجتماعية‬
‫‪85‬‬ ‫‪-3‬النظريات البيولوجية‬
‫‪86‬‬ ‫‪-4‬النظريات االقتصادية‬
‫‪87‬‬ ‫‪-5‬النظريات الثقافية االجتماعية‬
‫‪87‬‬ ‫سابعا‪ :‬عالقة علم اجتماع السكان بالعلوم األخرى‬

‫‪88‬‬ ‫‪-1‬عالقة علم اجتماع السكان بعلم االجتماع‬


‫‪88‬‬ ‫‪-2‬عالقة علم اجتماع السكاني بالتاريخ‬
‫‪88‬‬ ‫‪-3‬عالقة علم اجتماع السكان بعلم السكان(الديموغرافيا)‬
‫‪89‬‬ ‫‪-4‬عالقة علم اجتماع السكان بالعلوم الطبيعية‬
‫‪89‬‬ ‫‪-5‬عالقة علم السكان بالصحة العامة‬
‫‪89‬‬ ‫‪-6‬عالقة علم السكان بعلم االقتصاد‬
‫‪90‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬

‫علم اجتماع السياسي‬

‫‪92‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪92‬‬ ‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫‪92‬‬ ‫‪-1‬مفهوم السياسة‬
‫‪92‬‬ ‫‪-2‬مفهوم علم االجتماع السياسي‬
‫‪94‬‬ ‫ثانيا‪ :‬العوامل المساهمة في نشأة وتحديث علم االجتماع السياسي‬
‫‪94‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أهداف علم االجتماع السياسي‬
‫‪95‬‬ ‫رابعا‪ :‬مجال البحث في علم االجتماع السياسي‬
‫‪96‬‬ ‫خامسا‪ :‬مناهج البحث في علم االجتماع السياسي‬
‫‪96‬‬ ‫‪-1‬المنهج التاريخي‬
‫‪97‬‬ ‫‪-2‬المنهج المقارن‬

‫‪97‬‬ ‫‪-3‬المسح االجتماعي‬


‫‪98‬‬ ‫سادسا‪ :‬االتجاهات النظرية في علم االجتماع السياسي‬
‫‪98‬‬ ‫‪-1‬الفكر السياسي االجتماعي االغريقي‬
‫‪100‬‬ ‫‪-2‬الفكر السياسي االجتماعي المسيحي (توما االكويني نموذجا)‬
‫‪100‬‬ ‫‪-3‬الفكر السياسي االجتماعي االسالمي (ابن خلدون نموذجا)‬
‫‪102‬‬ ‫‪-4‬فكر االجتماع السياسي في عصري النهضة والتنوير‬
‫‪105‬‬ ‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع السياسي بالعلوم األخرى‬

‫‪105‬‬ ‫‪-1‬عالقته بعلم االجتماع‬


‫‪105‬‬ ‫‪-2‬عالقته بعلم السياسة‬
‫‪107‬‬ ‫‪ -‬قائمة المراجع‬
‫‪110‬‬ ‫قائمة المراجع العامة‬
‫تـقــديــــم‪:‬‬
‫كما هو معلوم يهتم علم االجتماع بالدراسة النظرية والتطبيقية للوقائع والظواهر االجتماعية في إطار‬
‫مقاربات نظرية ومنهجية قصد تفسيرها ومن ثم فهمها‪ .‬فهو علم يحاول دراسة المجتمع من كل جوانبه‪ .‬وألن‬
‫المجتمع تطور وأصبحت ميزته األساسية التعقيد وما انجر عنه من كثرة الموضوعات واألحداث المجتمعية‬
‫واختالفها‪ ،‬وألن ميزة العصر هي االختصاص‪ ،‬فقد عجز علم االجتماع العام االلمام بكل هذه المواضيع‬
‫األمر الذي أدى إلى ظهور فروع جديدة لهذا العلم‪ ،‬كل منها يحاول دراسة جانب من هذه الظواهر وفق‬
‫المنهجية العلمية والتقنيات واألدوات البحثية المناسبة لكل اختصاص أو فرع‪.‬‬

‫وقد جاء هذا العمل في إطار المسار التكويني لطلبة السنة الثانية ‪ L.M.D.‬علم االجتماع‪ ،‬وتحديدا‬
‫في مقياس " ميادين علم االجتماع " بهدف مساعدة الطالب على معرفة وفهم أهم التخصصات التي يشملها‬
‫علم االجتماع‪ .‬ونظ ار لغ ازرة المادة العلمية في كل اختصاص وثراءها‪ ،‬فقد حاولنا التقيد بما جاء في البرنامج‬
‫الوزاري لهذا المقياس‪ ،‬وعرضه في شكل وبأسلوب مبسط يستطيع كل طالب فهمه‪ .‬وقد أدرجنا لكل محور‬
‫قائمة المراجع الخاصة به‪ ،‬حتى يتمكن الطالب من البحث فيها‪.‬‬

‫وقد شمل البرنامج الوزاري المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬علم اجتماع الجريمة‬


‫‪ -‬علم اجتماع التنمية‬
‫‪ -‬علم اجتماع التربية‬
‫‪ -‬علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫‪ -‬علم اجتماع الصحة‬
‫‪ -‬علم اجتماع السكان‬
‫‪ -‬علم اجتماع السياسي‬
‫علم اجتماع اجلرمية‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬ماهية اجلرمية‬
‫اثنيا‪ :‬التصنيف االجتماعي للجرمية‬
‫اثلثا‪ :‬مفهوم علم اجتماع اجلرمية‬
‫رابعا‪ :‬موضوعات علم اجتماع اجلرمية‬
‫خامسا‪ :‬الطرق املنهجية يف علم اجتماع اجلرمية‬
‫سادسا‪ :‬صعوابت البحث يف علم اجتماع اجلرمية‬
‫سابعا‪ :‬املقارابت النظرية املفسرة للسلوك االجرامي‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر علم اجتماع اجررمما ما اجمياعين األوجا هواا ا فا علام االجتماع خال اجرارا اجتع ا‬
‫بزماعي سباا اجرارافم فا اجمادا اج بيار‬ ‫عشر‪ .‬وقد كعا هوا ه ا ترعب جحعجا اجتمععيا ملحا ا تب ا‬
‫ال يمع بعد تصنيعوع وا تفع كثعفتوع اجبااعسي اجتا جام تلاه االمتماعا اج اعف بتلبيا اعجيعتواع‪ .‬و انحعو‬
‫ف مذا اجمرعا اجتعرض إج مذا اجميداا بنا م اجتفصيل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ماهية الجريمة‪:‬‬

‫اجررمم وفه عد مرع بعت أمموع‪:‬‬ ‫عرف‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬التعريف االجتماعي للجريمة‪ :‬تعديت اجتعرمفعت اجخعص بوذا اجمفواا أمموع‪:‬‬
‫‪ -‬اجررمم ا م ا كاال االا مخااعجل جمااع ترتااايا اجرمعع ا ‪ .‬فوااا بمثعب ا خاارول ع ا اجباالا اجااذ‬
‫ياعا اجمرتم ألفرايه‪.‬‬
‫وح اجمرتما ا ومبعيف ااا االجتمععيا ا ‪ ،‬ومتع ااع ض ما ا اجر اايم واألف ااع‬ ‫‪ -‬اجفع اال اج ااذ نتع ااع ض ما ا‬
‫اجمرتمعي ‪.‬‬
‫‪ -‬ومعرفوع اي كليل براوا‪ :‬بأسوع استوع اجعرف اجبعفد ممع يبتاجا تاقي اجرزاء عل منتوايا‪.‬‬

‫‪-2‬التعريف النفسي للجريمة‪ :‬نركز اجمنظا اجنفب جلررمم عل مع نل ‪:‬‬


‫‪ -‬اجررمما ما ارير ا واقعيا وإشاابع جيرمااز إسبااعسي ب رمر ا شااع ال يباال ا اجرجاال اجعااعي اااي‬
‫مرت ااا اجررمم ا ف ا جحظ ا ا ت عبو ااع‬ ‫يش ااب اجيرم ااز سفب ااوع‪ ،‬و ج ااف ألا ااا سفب ااي ش ااع استعب ا‬
‫بعجذات‪2.‬‬

‫‪ -‬اجررمم ا م ا اس االا جلاادواف اجيرمزم ا اس لقااع ا ا ار ال يعاقااا ش ا ء ف عملي ا إشاابععوع‪ ،‬وم ا‬


‫ثلث أساا ‪ :‬غرمز اجرتع واجدفع ‪ ،‬غرمز االقتنعء وغرمز اجرنس‪.‬‬

‫‪-3‬التعريف القانوني للجريمة‪:‬‬


‫تعديت اجتعع مف اجرعساسي جوذا اجمفواا ايث يما تلخيصوع ف اجنرعط اجتعجي ‪:‬‬

‫‪ -‬غن سعصر اب اجررمش ‪ ،‬علم الجريمة‪ ،‬يا صفعء جلنشر واجتازم ‪ ،‬ط‪ ،1‬عمعا‪ ،2011 ،‬ص‪-‬ص ‪.24-23‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬مبيس بنوعا‪ ،‬الوجيز في علم اإلجرام‪ ،‬منشأ اجمعع ف‪ ،‬ط‪ ،1‬اال اند م ‪ ،‬يوا ن ‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬اجبلا اجذ يخرا قعساا اجعرابعت‪.‬‬


‫‪ -‬اجااقع اجمن بر عل أاد سصاص اجتررمم إ ا أادثوع إسبعا أمل جلمبؤوجي اجرنعفي ‪.‬‬
‫لا يررما اجرعساا ومري عليا بعراب جزافي أو تدبير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ا ت عب فعل أو االمتنع ع اجريعا بااجاا منصااص علياا قعساساع ومععقاا علياا بمرتاا ماذا‬
‫اجرعساا‪.‬‬

‫‪-4‬التعريف اإلسالمي للجريمة‪ :‬نركز علمعء اجشر ف تعرمفوم جلررمم عل ‪:‬‬


‫‪ -‬إا اجررمما ما ستااعل السحاراف اجفااري عا اج رمااه اجبااا اجااذ و ااعا جااا اجخااعجه وما كااذجف‬
‫ستعل ع إغااء اجشي عا جإلسبعا‪.‬‬
‫‪ -‬ما كال عماال أو قاا يخااعجل اجشارمع اجتا شارعوع ا جعباعيه اااء بفعال مااع سوا ا و اااجا‬
‫عا فعلاا أو االمتناع عمااع أمار ا و ااجا صاال ا علياا و الم بفعلااا أو اجوادف ما اجعرابا‬
‫مااا تحااايم اجشاار ا تعااعج وافاام مصااعج و ما اجمرتما وإقعما اجعااد وزجاار اجمحاارا وترااامم‬
‫غيره‪1.‬‬ ‫اعاجعجا و ي‬
‫اس لقاع مماع ابه يماا اجرااا أا اجررمما تشاير إجا كال االا محرماع قعساساع أو عرفاع‪ .‬نااؤي‬
‫إج اإل ار بعجمصعج اجفرييا أو االجتمععيا أو بوماع معاع‪ ،‬ما تااافر عنصار اجحرما واختفاعء عنصار‬
‫‪2‬‬
‫اإلكراه ف صعابا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصنيف االجتماعي للجريمة‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫تصنل اجررافم م اجنعاي االجتمععي اج عد أساا أمموع‪:‬‬
‫د اجممتل عت‪ ،‬كعجبرق واجحرمه اجعمد وتبميم اجمعشي ‪.‬‬ ‫‪ -‬جرافم‬
‫د األفراي كعجرتل واجارب ومتف اجعرض‪.‬‬ ‫‪ -‬جرافم‬
‫واجتخرما‪.‬‬ ‫د اجنظعا اجععا كررافم أم اجدوج إشعع اجفا‬ ‫‪ -‬جرافم‬

‫‪-1‬جمع معتااا‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع الجنائي (أهم النظريات المفسرة للجريمة واالنحررا) ‪ ،‬يا اج تاعب اجحادنث‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬اجرعمر ‪ ،2014 ،‬ص‪-‬ص ‪.39 – 38‬‬
‫سبيل اجبمعجاط ‪ ،‬علم اجتماع العقاب‪ ،‬يا اجشروا‪ ،‬ط‪ ،1‬جد ‪ ،1993 ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪-2‬‬

‫محمد لم محمد‪ ،‬فري مواجهرة الردفاع االجتمراعي لرد الجريمرة واالنحررا)‪ ،‬يا اجمعرفا اجرعمعيا ‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫غبع‬ ‫‪-3‬‬

‫اجرعمر ‪ ،2005 ،‬ص‪-‬ص ‪.17- 16‬‬

‫‪2‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫د اجمصعي اجحيام جلمرتما مثال‪ :‬اجصايد فا غيار ما اما‪ ،‬أو صايد اج ياا اجمحارا‬ ‫‪ -‬جرافم‬
‫صيدمع‪ ،‬أو تبدند ثروات اجمرتم ‪.‬‬
‫د األ ر كعجخيعس اجزوجي وإممع األطفع ‪.‬‬ ‫‪ -‬جرافم‬
‫د األخلا كعألفعع اجفع ح واجخعيش جلحيعء ف اجمنعطه اجععم ‪.‬‬ ‫‪ -‬جرافم ععم‬

‫ثالثا‪ :‬مفهوم علم اجتماع الجريمة‪:‬‬

‫يشير علم اجتمع اجررمما إجا عمليا اجبحاث فا اجعاامال ات اجصاف االجتمععيا فا أ ابعب‬
‫وممع ا اجررمما أ ماادؤ مبااؤوجي اجمرتما عنوااع‪ ،‬فد ا ا عااماال اجررمما وشااؤوا اجعرا عب تبااتودف‬
‫اجملفم جماعفح عااملوع وت ييل اجاري االجتماعع علا اجررمما بماع ال يرا‬ ‫اجبيع‬ ‫ف اجنوعي و‬
‫‪1‬‬
‫بعجار عل اجمرتم وبمع ننف إا أما ‪.‬‬
‫ومر ااا ص االح اج اادن عبع ا ف ا تعرمف ااا جو ااذا اجعل اام‪ " :‬م ااا ببب ااعط اجعل اام اج ااذ نو ااتم بد ا ا‬
‫‪2‬‬
‫اجررمم ‪ ،‬اجفري اجمررا واالجراا ف إطع محيط محدي ومنظام علقعت محدي وف زم محدي‪".‬‬
‫مذا اجعلم عل مرماع م اجنرعط أمموع‪:‬‬ ‫وتركز مختلل اجتعع مف اجت خص‬
‫‪ -‬ما علم اجبلا االجرام م ايث مظعمره وأ بعبا و ثع ه اجررمب واجبعيد ‪.‬‬
‫علاايوم اجررمم ا يوا أ‬ ‫‪ -‬علاام ي ا ا اجررمم ا واجمراارمي و ااحعيعمم م ا األف اراي اجااذن وقع ا‬
‫سا م جعسبوم‪.‬‬
‫‪ -‬اجعلم اجذ ند س أ بعب وستعفج وعلل اجررمم اجت تر ف اجمرتم ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مولوعات علم اجتماع الجريمة‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫تتمثل أمم ما اععت علم اجتمع اجررمم ف ‪:‬‬

‫‪ -‬مفواا علم اجتمع اجررمم وطبيعتا ومرعجا وأغ ار ا اجنظرم واجت بيري ومشالتا‪.‬‬

‫ابراميم ج ف ‪ ،‬دراسات في علم االجتماع الجنائي‪ ،‬يا غرما جل بعع واجنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬اجرعمر ‪ ،2008 ،‬ص‪-‬‬ ‫‪ - 1‬طلع‬
‫ص ‪.33-30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ABBASSI Salah Eddine, La criminologie : Objet, objectifs et moyens, Conférence le 26-11-‬‬
‫‪2013, Gai Moulin, Paris, 2013.‬‬
‫‪ - 3‬إابعا محمد اجحب ‪ ،‬علم اجتماع الجريمة‪ ،‬يا وافل جلنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عمعا‪ ،2008 ،‬ص ‪-‬ص ‪.25- 24‬‬

‫‪3‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬علق علم اجتمع اجررمم با عجعلاا األخارؤ كعجراعساا اجرناعف ‪ ،‬علام اجانفس‪ ،‬علام األاياعء‪ ،‬علام‬
‫اإلاصااعء وعلاام االقتصااعي‪ ،‬اجفلبااف وعلاام األخاالا‪ ،‬اجخاادمعت االجتمععي ا وعلاام األسثروباجاجيااع‬
‫االجتمععي ‪.‬‬
‫‪ -‬اجتفبايرات اجبياجاجيا واجا اثيا واالجتمععيا واجنفبااي واالقتصاعيي واجثرعفيا واجفلبافي واجلماتيا‬
‫جلررمم ‪.‬‬
‫‪ -‬اجعااماال اجما اااعي واجذاتيا اجمااؤثر ف ا اجررمما كعجبي ا ‪ ،‬اجثرعفااعت اجفرعيا ‪ ،‬اجمنااعطه اجباااني‬
‫اجحاا ارم واجرمفيا ا ‪ ،‬اجتازما ا اجعما اار واجنا اااع واجمونا ا جلبا اااعا‪ ،‬اجحعجا ا االقتصا ااعيي وو ا ااعفل‬
‫االعلا اجرمعمرم ‪ ،‬وطبيع األ ر م ايث ثرعفتوع ووعيوع االجتمعع ومشالتوع‪...‬إجخ‪.‬‬
‫‪ -‬اآلثع االجتمععي واجنفبي واجحاع م جلررمم عل اجفري واجرمعع واجمرتم ‪.‬‬
‫‪ -‬اج را اجاقعفي واجعلجي جلررمم ويو اجمرتم فيوع‪.‬‬
‫وعليا نتا أا علم اجتمع اجررمم نوادف إجا بلااغ غر اي أ ع ايي مماع‪ :‬غارض اج ارفا‬
‫ثع ماع اجبالبي ‪ .‬وغارض علما واجمنورا نوادف اجا تنميا‬ ‫اجررمم واجمرارمي جلحاد ما‬ ‫متعله بد ا‬
‫وت امر اجد ا عت االجرامي وزمعي عدي االخصعفيي ف علم اجتمع اجررمم وبري اجعلاا اجبلاكي ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ومبع علم اجتمع اجررمم إج تحريه األمداف اإلجرافي اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬معرف أ بعب وستعفج اجررمم عل اجفري واجمرتم ‪.‬‬
‫اجعااماال اجما اااعي واجذاتيا جلاقعيا ما اجررمما ما تحدنااد طبيعا اإلجاراءات اجتا‬ ‫‪ .2‬تشااخي‬
‫يما أا تتخذ جمععجرتوع وت امه أ بعب بلا توع واستشع مع ف اجمرتم ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحدن ااد اجعاام اال اجشخص ااي اجم ااؤثر ف ا اجررمم ا كععم اال اجعم اال‪ ،‬اجعم اار‪ ،‬اجر اانس‪...‬إجخ وتحدن ااد‬
‫اجعااماال اجبي ي ا واالجتمععي ا واجحاااع م اجمااؤثر ك بيع ا اجععفل ا وعمليااعت اجتنش ا االجتمععي ا‬
‫وو عفل اجابط االجتمعع ‪.‬‬
‫اجحع ار ومرع ستواع باعجررافم اجتا يعاعس‬ ‫‪ .4‬تحدند أمم اجررافم اجت يععس منوع اجمرتم ف اجاق‬
‫منوع عبرع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أمع األمداف اجعلمي واجمنوري جعلم اجتمع اجررمم فتتربد ف ‪:‬‬

‫عبه‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪ -‬غن سعصر اب اجررمش ‪ ،‬مرج‬ ‫‪1‬‬

‫عبه‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.28 – 27‬‬ ‫‪ -‬إابعا محمد اجحب ‪ ،‬مرج‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫اجحادوي اجعلميا واجمنوريا باي علام اجتمااع اجررمما واجعلااا اجبالاكي األخارؤ ما جوا‬ ‫‪ .1‬تثبيا‬
‫وبي علم االجتمع واجعلاا اجبياجاجي واج بي م جو أخرؤ‪.‬‬
‫‪ .2‬اجعما اال عل ا ا زما ااعي وت ا اراكم اجمعرف ا ا اجعلمي ا ا جحرا اال علا اام االجتما ااع اجررمم ا ا بزما ااعي األبحا ااعث‬
‫واجد ا عت اجعلمي واجنظرم منوع واجميداسي ‪.‬‬
‫‪ .3‬زمعي عدي اجبعاثي واجمتخصصي ف علم اجتمع اجررمم وف مختلل أساا اجررمم ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الطرق المنهجية في علم اجتماع الجريمة‪:‬‬

‫يعتمد اجبحث ف علم اجتمع اجررمم طرقع منوري مختلف أمموع‪:‬‬

‫‪-1‬الطريقة التاريخية‪:‬‬

‫تعتبر اج رمر اجتع مخي م أوج اج را اجت ا تعملوع علم اجتمع اجررمم فا جما اجحراعفه‬
‫واجمعلام ااعت‪ .‬فعجبعا ااث اج ااذ يعتم ااد م ااذه اج رمر ا ف ا ي ا ااتا جلظ ااامر أو اجب االا االج ارم ا ال ياتف ا‬
‫بعجاصل واجتحليل فا اجحع ار بال ناد س اجمع ا واجراذو اجتع مخيا ‪ ،‬اتا يبات ي اجتنباؤ بمباتربلوع‬
‫خر‪.‬‬ ‫واشترعا اجرااسي اجت تفبر مبيرتوع ومظعمرمع وتييرمع م سمط اج‬
‫مااذه اج رمرا م ا إباراز أماام اجم ارااال اجت ا ماار بوااع اجتفبااير اجعلم ا جلررمما واجااذ‬ ‫وقااد تمانا‬
‫يما تلخيصا فيمع نل ‪:‬‬

‫‪ -‬اجتفبااير اجلمااات اجاادنن ايااث كااعا اجنااعس ننظااروا إجا اجررمما عل ا أسوااع شاار نلحااه بعجرمعع ا أو‬
‫اجمرتم م قبل ا جذسا اقترفا أفراي مذه اجرمعع ‪.‬‬
‫‪ -‬اجمرال اجفلبفي ايث أصب جلررمم تفبي ار مثعجيع وأخلقيع يبتند إجا اجتناعقا اجماجااي باي اجبالا‬
‫اجمنحرف وبي اجمثل واجريم واجمرعنيس اجت يعترد بوع اجمرتم كمععنير محدي جلبلا واجعلقعت‪.‬‬
‫‪ -‬مرال عصر اجتحار واجتنمي واجتصني اجذ اعتمد اجتفبايرات اجعلميا اجااقعيا اجتا تأخاذ بعأل ابعب‬
‫اجما اااعي واجذاتي ا جلررمم ا وعلقتوااع بااعجمرض اجنفب ا واجعااماال االقتصااعيي واالجتمععي ا اجمحي ا‬
‫جلمرتم ا ف ا اجباالا االج ارم ا ‪ ،‬ف لمااع تراادا اجمرتم ا‬ ‫بااعجمررا‪ ،‬إ ااعف اج ا تااأثير اجناااج اجحاااع‬
‫‪1‬‬ ‫معدالت اجررمم فيا واجعاس صحي ‪.‬‬ ‫معييع وااع مع كلمع ا تفع‬

‫عبه‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.39- 37‬‬ ‫‪ -1‬اابعا محمد اجحب ‪ ،‬مرج‬

‫‪5‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪-2‬طريقة المقارنة‪:‬‬
‫يرصااد بوااذه اج رمرا مرع سا اجبيعسااعت اجخعصا بعجررمما علا مبااتامي ‪ :‬األو خااعص بعجمرع سا‬
‫اجفتارات‬ ‫بي اجمرتمععت اجمتبعنن ف ي ج سمامع وتحارمع وت ا مع اجحاع ‪ .‬أمع اجثعس فواا يخا‬
‫اجزمني اجمتبعنن ف سفس اجمرتم ‪ ،‬ألسا ال يما إي ا خ ا اجررافم ومظعمرمع واجرااسي اجت تبايرمع‬
‫يوا مرع ستوااع بااعجررافم ف ا اجمرتمعااعت األخاارؤ بمختلاال مبااتامعتوع وعباار مختلاال االزمن ا ‪ .‬فمااثل كلمااع‬
‫ننما اجمرتم نت ا معييع وااع مع كلمع ترتف معدالت اجررافم واجعااس‪ .‬كماع أا معادالت اجرارافم فا‬
‫اجمنعطه اجصنععي واجحارم أكثر م معدالت اجررافم ف اجمنعطه اجرمفي واجرروم ‪ ( .‬ومذه مرع س )‬
‫ما ااذا سلا اام أا طرمرا ا اجمرع سا ا تب ااععدسع علا ا فو اام ه ااعمر اال تف ااع اجت ااد مر فا ا مع اادالت‬
‫اجر ارافم اجمرت ب ا ف ا اجمرتمع ااعت كم ااع تب ااععدسع عل ا معرف ا خ ااا اجررمم ا خ اال اجحر ااا اجتع مخيا ا‬
‫اجمختلف ومرع س معدالتوع بي مرتم و خر‪ ،‬وكذا مرع س اجنظم واجمؤ بعت اجعرعبيا واالصالاي اجتا‬
‫‪1‬‬
‫تبتخدا ف اجاقعي م اجررمم ومععجرتوع‪.‬‬

‫‪-3‬طريقة المسح الميداني‪:‬‬


‫تعتبر طرمر اجمب اجميداس أكثر طرا اجبحث ا اتخدامع فا علام اجتماع اجررمما ‪ ،‬كااا ماذه‬
‫اج رمر تبععد عل جم ارعفه ومعلامعت جدند ع اجعلم وهاامره اجبلاكي واجمؤ باي ‪ ،‬مماع يباعمم‬
‫ف ا اجتأك ااد م ا ص ااح ومص ااداقي سظرمعت ااا األ ع ااي ‪ .‬كم ااع تب ااععد م ااذه اج رمر ا عل ا اج اراء اجد ا ااعت‬
‫اجميداسي اا اجمشالت االجتمععي بيي تشخيصوع وتحليل أ بعبوع وستعفروع ثم علجوع‪.‬‬
‫وتب ااتعي طرمرا ا اجمبا ا اجمي ااداس فا ا اجبح ااث واجد ا ا ا وترصا ا اجحر ااعفه اجخعصا ا بعجررمما ا‬
‫واجباالا االج ارما علا اجعينااعت اإلاصااعفي وا ااتمع ات اال ااتبيعا واجمرااعبلت اجر اامي وغياار اجر اامي ‪،‬‬
‫كذجف طرا ومنعمج اإلاصاعء اجمباتعمل فا تباماا اجمعلاماعت وتحليلواع تحلايل كمياع وعلمياع‪ .‬فا أو ماع‬
‫فيا‪ ،‬كمثل اجبحاث فا‬ ‫اجذ نرمد بحثا واجتخص‬ ‫نبدأ با اجبعاث ي ا تا ما تحدند ما اعا اجد ا‬
‫اجعاامل اجبببي جلررمم ‪ ،‬اجدو اجاقاعف جلععفلا ما اجررمما ‪ ،‬يو اجراعساا واجعداجا فا اجحاد ما هاعمر‬
‫االجتمععي واجثرعفي جاحعيع اجررمم واجظروف االجتمععي جلبرنعء‪ 2.‬وغيرمع م‬ ‫اجررمم ‪ ،‬اجخصعف‬
‫اجماا ي االجتمععي اجت تمس مذا اجميداا‪.‬‬

‫‪ -‬اابعا محمد اب ‪ ،‬اجمرج سفبا‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.42- 40‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبه‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.44- 43‬‬ ‫‪ -‬إابعا محمد اجحب ‪ ،‬مرج‬ ‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫سادسا‪ :‬صعوبات البحث في علم اجتماع الجريمة‪:‬‬


‫يمانن ااع تحدن ااد اجمش ااالت اإلجرافي ا واجعلمي ا اجت ا تااج ااا اجد ا ا ف ا م ااذا اجمي ااداا ف ا اجنر ااعط‬
‫‪1‬‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫جلبلا االجرام كاسوع قد تشمل أكثر م اختصاعص إ اعف إجا‬ ‫واجتشخي‬ ‫‪ -‬صعاب اجد ا‬
‫كاا عااملا قد ت اا متشعب يما معرف اجظعمر منوع فرط‪.‬‬
‫‪ -‬صعاب تحدند األ ار اجنعتر ع اجبلا االجرام ‪ ،‬إ يما أا تتب يافر اجاحعيع جتشمل‬
‫اجرمعع ‪ ،‬اجمؤ ب واجمرتم اج بير‪.‬‬
‫االاكا‬ ‫‪ -‬إا إجا اراءات اج ااري واجعر ااعب واإلص االح االجتم ااعع ق ااد ال تح اار اجمر اارا اجم ااداا ما ا‬
‫االجرام ال يمع إ ا كعا با اجررمم قعفمع‪.‬‬
‫‪ -‬صعاب تحدناد اجمفاعميم وبعجتاعج اجتفبايرات ستيرا االختلفاعت اجاا اح باي اجمرتمعاعت اااء‬
‫م ايث األندوجاجيع‪ ،‬اجعريد ‪ ،‬اجحاع ‪...‬إجخ‪.‬‬
‫علا ا بحثو ااع‬ ‫‪ -‬ابع ااي اجما اااععت اجتا ا ند ااوع عل اام اجتم ااع اجررمما ا ال تب ااععد اجمخ اات‬
‫وتحليلوع بصا ايعيي فمثل عند اجت را إج ما ا االغتصعب قاد ال ياااا تععمال اجبعااث‬
‫حعيع محعندا‪ ،‬كمع أا عملي جم اجمعلامعت قد‬ ‫م اجفععلي ف مذه اجظعمر م معتدن أو‬
‫ت اا صعب بببا ابع ي اجما ا ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬المقاربات النظرية المفسرة للسلوك االجرامي‪:‬‬


‫وتعا ااديت اجنظرما ااعت اجمفبا اار جلبا االا االج ارما ا ايا ااث كا ااعا جبعاا ااوع تاجا ااا بياجا اااج‬ ‫اختلفا ا‬
‫قعساسيا ‪ ،‬بينمااع كااز بعاااوع علا اجرعسااا اجنفبا واجاابعا اآلخاار علا اجعااماال‬ ‫عاااا وأخاارؤ كعسا‬
‫االجتمععي ا ا ومبا ااعممتوع ف ا ا با ااروز مثا اال ما ااذه اجبا االاكعت‪ .‬و ا اانحعو فيما ااع ا اايأت تا ا ااي أما اام ما ااذه‬
‫اجمرع بعت‪.‬‬

‫‪-1‬المقاربة الكالسيكية في تفسير الجريمة‪:‬‬


‫هوارت مااذه اجمد ا سوعيا اجراارا ‪19‬ا وقاد اعتمااد وايماع تفبااير اجباالا االج ارما جففاراي ما‬
‫سذكر‪:‬‬ ‫منظا فلبف ‪ ،‬محعوج منوم إيرعي الا جوذه اجبلاكعت‪ .‬وم أمم اي مذه اجمد‬

‫‪ - 1‬اجمرج سفبا‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.31-29‬‬

‫‪7‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬سيزار بيكاريا ‪-1838 11794 Cesare Beccaria‬‬


‫يعتب اار ااي از بياع م ااع ‪ Cesare Beccaria‬مؤ ااس اجمد ا ا اج ل ااياي فا ا عل اام االجااراا وت ااذما‬
‫سظرمتا اجت عر وع ف كتعبا "جرافم وعرابعت" ‪ Des délits et des peines‬ن ‪1764‬ا‪ ،‬بأا األعمع‬
‫اجخ ير عل اجدوج أو اجنعس اآلخارم ما اجتا ننبيا منعواع أو تحرممواع‪ ،‬وأا اجعراباعت ال ننبيا أا‬
‫ت اا أكثر قبا عمع يمن اجنعس م ا ت عب اجررافم‪ ،‬أ تحرمم األفعع اجخ ر فرط عل اجدوج ‪.‬‬
‫د ف ر اجعراباعت اجرع اي كعإلعاداا واجتعاذنا اياث اعتبار أا معرفا اجعرابا مرادمع اجتا‬ ‫كعا‬
‫ااف تلحااه بعجراعس وإي ا اجفااري مرادمع مبلااس ماع اايلرعه ما عرااعب كا عف جمنعااا عا ا ت ااعب اجررمما ‪.‬‬
‫وما بذجف يحبذ مبدأ اجاقعي ع اجري ‪،‬‬
‫طااا ف اار اجمبااؤوجي اجفريي ا اجمبني ا عل ا اج اارح اجمباايح اجخااعص بمباادأ اإل اي اجحاار ايااث‬
‫أا اجفاري نتأمال اجبالا اجخيار واجبالا اجشارمر وبعجتاعج فواا يبات ي أا يختاع بينوماع‪ .‬األجام‬ ‫افتر‬
‫جف نرت ا االسبعا اجررمم ألا اجلذ أو اجمتع اجصعي م اجفعل االجرام م أعظم م األجم‬ ‫وعل‬
‫اجذ يما تاقعا‪.‬‬
‫‪ -‬جيرمي بنتام ‪1832-1748 Jeremy Bentham‬‬
‫سش اار ع ااعا ‪1811‬ا كتعب ااع ش اارح في ااا سظرمت ااا اجععم ا ا ااا اجمنفع ا وعناس ااا " سظرم ااعت اجعراب ااعت‬
‫واجر ازاءات" ‪ .Théories des peines et des récompenses‬وكااعا االفت اراض اجااذ يام ا و اء مااذا‬
‫االقت اراح أا جإلسب ااعا اء ا اار ومب اات ي أا يخت ااع عم ااع إ ا ك ااعا اااف يب ااتفيد شخص اايع م ا ا ت ااعب‬
‫جف أا بنتعا يخا اجبلا االجرام جنظرمتا اجععم ف اجمنفع ‪.‬‬ ‫اجررمم م عدما بمعن‬
‫يرا بنتعا أا اجفري يحبا ألفععجا وفه ثنعفي ت لف (اجعراب ) ‪ /‬فعفد (اجلذ )‪ ،‬فعجفري نبحث ع‬
‫اجل ااذ وترن ااا اجعرابا ا ‪ .‬فا ا إ ا ك ااعا اجعر ااعب أو األج اام أكث اار ما ا اجل ااذ أو اجمتعا ا أو اجفعف ااد اجنعجما ا عا ا‬
‫اجررمم ‪ ،‬فإا اجمررا اف نتعرل ومبتعد ع ا ت عب اجررمم واجمخعجف ‪ .‬وبعجتعج يظوار اجادو اجاقاعف‬
‫جلعرابا ا ‪ .‬وم ااع از م ااذا اجا ا أر اج ل اايا واجفلب ااف واجرا ااعف عا ا اجررمما ا تعتنر ااا كثيا ا ار ما ا اجمح ااعكم‬
‫‪2‬‬
‫اجمععصر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Kaluszynski Martine, Quand est née la criminologie ? Ou la criminologie avant les archives,‬‬
‫‪in : "Revue Hypermédia", 1 jan. 2005, P. 08. Consulté le 15/02/2019.‬‬
‫‪ -2‬عبااد اج اارام اجعيب ااا ‪ ،‬دراسرررة فررري تفسرررير الجريمرررة والو ا رررة منهرررا‪ ،‬يا اجنوا ا اجعربي ا جل بعع ا واجنش اار‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ ،1992 ،‬ص‪-‬ص ‪.85 – 57‬‬

‫‪8‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬فيليب بينال ‪1826 – 1745 Philippe Pinel‬‬


‫ومااا طبيااا فرسب ا كااعا جااا اجفااال ف ا إقحااعا اجرعسااا اجعاااا واج ب ا ف ا تفبااير اجررمم ا ‪،‬‬
‫وخعص اعتمعي مع يبم با"المسؤولية العقابية" فيمع نرتبط بعجمر ا اجعرلياي واجمتخلفاي عرلياع‪ .‬اياث‬
‫الا األفاراي‪ ،‬وما ثاام‬ ‫و ا تصاانيفع أوجياع جفماراض اجعرليا وأباارز تأثيراتواع اإليرعبيا أو اجبالبي علا‬
‫مبؤوجيتوم‪ .‬كمع أشع إج أسا يما اجشفعء اجذ ج نتحره إال بعجعلل واجتداو ف مؤ بعت مختصا‬
‫‪1‬‬
‫ومايف جذجف‪.‬‬

‫‪-2‬المقاربة الولعية في تفسير الجريمة‪:‬‬


‫اجمد ا اجا اعي بعاد هواا كتاعب شاع جز يا وما ‪" Charles Darwin‬أصال األسااا "‬ ‫اس لرا‬
‫بعإل عف اج اجت ا اجف ر اجمتعله بعج بيع اإلسبعسي ‪ .‬وتن له أف ع مذه اجمد ا ما اجمبادأ اجرعفال‬
‫اارو‬ ‫با أا كاال األاااداث أو اجباالاكعت اإلسبااعسي جوا ع أ اابعب وتبرمارات كعفيا ‪ ،‬جااذجف سراادمع تؤكااد علا‬
‫اجبحث اجت بير أو اجتررمب (مثل اجعلاا اج بيعي ) ف مذه األ بعب‪.‬‬
‫تاارؤ اجمد ا اجا ااعي أا اجباالا اإلسبااعس ترااد ه قاااؤ خع ج ا ع ا اجبااي ر واجاااع اجفااري‬
‫مرتب ا ا بت امنا ااا اجعاا ااا أو اجنفب ا ا ‪ .‬ومتفا اار ع ا ا ما ااذه اجمرع ب ا ا ثا االث ما اادا س أ ع ا ا ‪ :‬اجمد ا ا‬
‫اجنفبي ‪.‬‬ ‫اجبياجاجي أو األسثروباجاجيع األمرماي واجمد‬ ‫اإلي عجي ‪ ،‬اجمد‬
‫‪ -‬المدرسة الولعية اال طالية‪:‬‬
‫ا ا ااي از‬ ‫ترجا ا ا اجمد ا ا ا اإلي عجيا ا ا اجا ا ا ااعي فا ا ا تفبا ا ااير اجررمما ا ا اجا ا ا اج بيا ا ااا اإلي ا ا ااعج‬
‫جامبروزو ‪ )1909-1835( Cesare Lambroso‬وما طبيا إي عج يعتبر مؤ س أو أب علم اإلجراا‪.‬‬
‫جال أبحعثااا فا اجماد مااع باي عاعا (‪ )1846-1878‬علا اجعبااعكر واجبارنعء‪ ،‬محاعوال مااا‬ ‫اياث كعسا‬
‫‪2‬‬
‫وأتبععا أا نؤ باا ستعفروم عل مع يعت ما اعي وتررمبي جدند ‪.‬‬
‫سظرمت ااا ف ا األو تر ااا إا اجنزع ااعت االجرامي ا و اثي ا أ أسو ااع ما وث ا أو ماج اااي م ا‬ ‫كعس ا‬
‫اجمايلي فا اجفاري وجاام ياتبابوع ما اجاتعلم أو االات ااع واجتفععال بعجبي ا اجمحي ا بااا‪ ،‬واجصافعت اجا اثيا‬
‫تنتراال م ا اآلبااعء واألجااداي جلذ م ا عباار مااع يعاارف بع اام سااعقلت اجا اث ا أو اجرينااعت‪ ،‬جااذجف يما ا معرف ا‬
‫اجمررا م مرري ملاظ ما فاجاجيتا وصفعت جبما‪ .‬ايث يااا شاال اجمرارا مرتاد إجا‬ ‫وتشخي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pinel Philippe, Traité médico philosophique sur l’aliénation mentale ou la manie,‬‬
‫‪l’Harmattan, Paris, 2006, P. – P. 155 – 156.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Kaluszynski Martine, op. cit., P. 11.‬‬

‫‪9‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫جاف سلماس أا جاامبروزو قار اجحراعفه‬ ‫اجا اء أ إج اجمراال اجمبار واألساا اجبدافيا ما اجبشار وعلا‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬أا االسبعا اجمررا يختلل ع االسبعا اجععي ف اجت ام اجربامعس واجااهيف اجاداخل وماذا‬
‫ف اجت ام ناؤثر بادو ه علا اجت اام اجنفبا وماؤي باعجفري إجا ا ت اعب اجررمما مثلماع‬ ‫اجنر‬
‫اجعرل ‪.‬‬ ‫تأثير اجنر‬ ‫نرت ا اجمصعباا بعألمراض اجعرلي واجعصبي أفععال إجرامي تح‬
‫ب‪ .‬اجمر اارا م اارغم وج اايس مخي اار فل اايس فا ا جرممت ااا خ ي ا ا شخص ااي ب اال ما ا تع اااي إجا ا عاام اال‬
‫‪1‬‬
‫خع جي ‪.‬‬
‫صد عناا فعال إج ارما يراا أا نتخاذ معاا اجتادابير اج فيلا باأال يرا فا اجررمما‬ ‫ل‪ .‬كل شخ‬
‫مرناسع أو ععقل‪.‬‬ ‫مر أخرؤ‪ ،‬ومبتا أا يااا اجشخ‬
‫ي‪ .‬اجررمم م ستير تفععل هروف شخصي بعأل عس وبعجتاعج فإساا نتعاي علا اجرع ا ي ا ا‬
‫‪2‬‬
‫اجحعج اجشخصي بصف شعمل ‪.‬‬
‫جامبروزو ماع جلماؤثرات االجتمععيا ما تاأثير علا ا ت اعب‬ ‫ف اجمرال اجثعسي م أبحعثا أي‬
‫اجفري جلررمم بعد أا كعا يعزومع كلي جلبمعت اجربمي اجفيزمري واجت ترتد إج اجا اث ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫جامبروزو اجمررمي إج خمس طاافل‪:‬‬ ‫وقد خل‬
‫‪ -1‬المجرررم بررالوالدة‪ :‬ومتميااز عا االسبااعا اجعااعي ما اجناااا اجخلريا واجعاااام كااعختلف اراام‬
‫وشال اجرأس ع اجنمط اجشعف ف اجبلج واجمن ر اجت ننتم اجيوع‪ ،‬وكبر زافد ف أبععي اجفف وعظعا‬
‫اج اااجنتي ‪ ،‬وكب اار ازف ااد أو ص ااير غي اار ع ااعي ف ا ار اام األ س ااي أو بروزمم ااع م ا اج ارأس واجت اااء األس اال‬
‫واعاجعجااا أو وجاااي بااروز فيوااع امااتلء اجشاافتي وبروزممااع‪ ،‬واج ااا أو اجرصاار اجملحااا ف ا األساال أو‬
‫اعل‬ ‫فل حتا‪ ،‬واج ا اجزافد جلذ اعي ‪ ،‬أمع اجبمعت اجداخلي واجنفبي جلمررا بعجميلي‪-‬اجااالي ‪ -‬فمنواع‪:‬‬
‫عل اإلابعس بتأسيا اجامير‪.‬‬ ‫اجبم ‪ ،‬اسعداا أو‬ ‫اع‬
‫عرلا يفراده مل ا اجتميياز باي اجخيار واجشاار‬ ‫اجمصاعب باانر‬ ‫‪ -2‬المجررم المجنرو ‪ :‬وماا اجشاخ‬
‫ف مصلح عرلي ‪.‬‬ ‫ومنبي أا نا‬

‫عبه‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫‪ -1‬مبيس بنوعا‪ ،‬مرج‬


‫‪ -2‬اجمرج سفبا‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.96- 95‬‬
‫عبه‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.95- 92‬‬ ‫‪ -3‬جمع معتاا‪ ،‬مرج‬

‫‪10‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫تاأثير هروفاا االجتمععيا اجتا أممواع‬ ‫اجذ نرت ا جرافماا تحا‬ ‫‪ -3‬المجرم بالعادة‪ :‬وما اجشخ‬
‫االتصااع بعجمبااعجي وإيمااعا اجخماار واجاقااا ف ا اجب عج ا ممااع ياباابا ا ااتعدايا اجراميااع‪ ،‬وت ااعي تنحصاار‬
‫جرافم مذا اجنا ف االعتداء عل األماا ‪.‬‬
‫‪ -4‬المجرررم بالصرردفة‪ :‬وماذا اجنااا ما اجمراارمي ال نرت ااا اجررمما بباابا مياال أصايل جديااا‪ ،‬واسمااع‬
‫بببا مؤثرات خع جي ‪ ،‬وقد نرت ا جرممتا بداف اا اجترليد أو اجظوا ومذا اجنا يبول علجا‪.‬‬
‫اجذ نتبم بحبع ي مفرط ترعلا رم اجخااا جلسفعاعالت‬ ‫‪ -5‬المجرم بالعاطفة‪ :‬وما اجشخ‬
‫اجععبر واجعااطل اجمتبعنن كعجحا واجياا واجحرد واجيير ‪.‬‬
‫ماذا سلام كيال أا جمباروزو قاد مواد جظواا علام جدناد نواتم بعجد ا ا اجعااام واجنفباي جلمرارا ماا‬
‫األسثروباجاجيع اجرنعفي ‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة ا ألنتروبولوجية األمريكية‪:‬‬
‫جااعءت مااذه اجمد ا كااري فعاال طبيعيا علا االسترااعيات اجماجوا جلمد ا اجا ااعي االي عجيا‬
‫وم أمم وايمع سذكر‪:‬‬
‫فا علام األسثروباجاجياع اجبياجاجيا قاع‬ ‫‪ -‬أرنسر هوترو ‪ :Ernest Hooton‬وماا عاعجم أمرماا مخات‬
‫اجبرنعء وتاصل إج اجنتعفج اجتعجي ‪:‬‬ ‫بد ا‬
‫أ‪-‬إا اجمراارمي نتازعاااا عل ا ف ااعت مختلف ا تتميااز بصاافعت معين ا اااديمع ف ا ‪ :‬اراام األ سااي ‪ ،‬شااال‬
‫خعم اجف ي ‪ ،‬اجعيني ‪ ،‬طا اجرعم ‪ ،‬اجازا‪ ،‬شاع اجرمرم ‪.‬‬ ‫األسل‪ ،‬مدؤ‬
‫ب‪-‬اجمررم اااا يع ااعساا م ا اسح ااعط خلر ا نتمث اال ف ا وج اااي تش ااامعت ف ا ت ااام أعا ااعفوم وم ا ف ا‬
‫‪1‬‬
‫عماموع ما وث ‪.‬‬
‫‪ -‬وليرررام دررريلدو ‪ :William Scheldon‬ا ااتععا كثي ا ار بعل اام اجرين ااعت واجتص ااامر ف ا تفب ااير مب ااأج‬
‫االسح عط اجمرتبط بعجمررمي وتاصل إج تصنيل مؤالء ف ثلث مرماععت م ‪:‬‬
‫أ‪ .‬النمررروال الرررداخلي‪ :‬يا اام األفا اراي اج ااذن نتمي اازوا با ااخعم اجرو ااعز اجوا اام وترم اال أعا ااعء‬
‫اجرباام وبعجتااعج يااساااا ف ا اعج ا ا تخااعء يافاام‪ ،‬فواام يميلاااا إج ا اج ارا ا وقل ا اجحرك ا بخاالف‬
‫اجبلا االجرام اجذ يفترض م صعابا اجخف واجحذ واالسترع اجبرم ‪.‬‬
‫ب‪ .‬النموال العظمي‪ :‬ومام األفراي اجذن نتمتعااا براا بدسيا وعاالت مفتاجا ‪ .‬فااخعم اجرباد‬
‫تير صعابوع بعجميعمر وإبراز اجرد ات واجرغب ف اجبي ر عل اآلخرم ‪ .‬جدنوم ميا عدواسي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pierre Grapin, L’anthropologie criminelle, PUF, Paris, 1973, P. 54.‬‬

‫‪11‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫تترب ا ااد فا ا ا ا ت ا ااعب اجرا ا ارافم اجااقعا ا ا علا ا ا اجب ا االم واجت عم ا اال اجرب ا ااد كعجرت ا اال‪ ،‬اجا ا اارب‬
‫واالغتصعب‪.‬‬
‫ااعيف وص ااد مم‬ ‫و اجاا ا عل اجب اادس واجوا ا از ‪ ،‬أجب ااعيمم‬ ‫ل‪ .‬النمرررروال الررررد ي ‪ :‬نن ب ااه علا ا‬
‫ااما ف ا اجروااعز اجعااال واجعظم ا واجوااام ‪ ،‬ممااع يرعلواام بعياادوا ع ا‬ ‫ماانخفا وجاادنوم‬
‫‪1‬‬
‫اجميعمر واجتصرفعت اج عفش اجت ال تمثل طمااعتوم وتصا اتوم ف اجحيع االجتمععي ‪.‬‬
‫‪ -‬مدرسة التحليل النفسي‪:‬‬
‫يعتبار عاعجم اجانفس اجنمبااعو " ايرماسد فروماد" ‪ )1939-1856( Sigmund Freud‬مؤ ااس‬
‫عنعي خعص جلعاامل اجنفبي اجت تميز كل مررا‪ ،‬فيافا أا سرار‬ ‫اجتحليل اجنفب اجت أوج‬ ‫مد‬
‫سظرمتااا بع اام‬ ‫تحلاايل جشخصااي اجمراارا ات ا ستعاارف عل ا ماادؤ ا ااتعدايه جلباالا االج ارم ا ‪ .‬وعرف ا‬
‫"سظرم ا اجتحلياال اجنفب ا ف ا تفبااير اجباالا االج ارم ا اجرااعس "‪ .‬وفرااع جوااذه اجنظرم ا االسبااعا نباادأ ايعتااا‬
‫بيرمزتي أ ع يتي ممع غرماز اجرانس أو اجحاا أو اجحياع وغرماز اجماات أو اج اره‪ ،‬أماع شخصاي اج ارشا د‬
‫اج بير فتت اا م ثلث عنعصر مم‪:‬‬
‫ا ألنررا الرردنيا أو الهررو‪ :‬ما مبااترر جلميااا اجف رما واجنزعااعت اجيرمزما واجشااواات‪ ،‬تبا ع جإلشاابع اآلسا‬
‫جلش ااواات‪ .‬وم ا تب ااير وفر ااع جمب اادأ اجل ااذ اي ااث تب ااع جلحص ااا عل ا أقص ا ي ج ااعت‬ ‫اجمبعش اار واجف ااا‬
‫االش اابع واجمتعا ا وترن ااا األج اام وال تو ااتم ب ااعجااق أو بعجحريرا ا كم ااع ال ت اااج أ اعتب ااع جلر اايم واجاا ااابط‬
‫االجتمععي وجيس جدنوع ف ر ع اجزم أو اجااق ‪.‬‬
‫األنا الوسطى‪ :‬م بمثعب اجنفس اجععقل اجتا تعمال علا كاب جماعح اجواا وترومااوع وإقعما االسبارعا‬
‫بااي اجنزعااعت اجيرمزما ومااع يعااد مربااال اجتمععيااع‪ .‬فااابط اجشااواات وجعلوااع تتاافااه ما اجمحاايط اج بيعا‬
‫اجخع ج يمثل أااد اجمواعا اجرفيباي اجمباند إجيواع‪ ،‬ما خال خلاه اجتااازا باي اجنزعاعت اجيرمزما وباي‬
‫فيبا ااي ال ا ااتم ار اجحيا ااع اج بيعي ا ا ف ا ا‬ ‫ا اامعس‬ ‫اجعا ااعيات واجترعجيا ااد واجمبا ااعيئ االجتمععي ا ا اجت ا ا تمثا اال‬
‫‪2‬‬
‫اجمرتم ‪.‬‬
‫تراا مرعا اجامير اجخلر اجذ نؤي وهيفتي ممع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Lawrence A. Pervin, Olivier P. John, La personnalité : De la théorie à la recherche, De Boeck‬‬
‫‪and larcier, Bruxelles, 2005, P. 265.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Poulain – colombier J., Le mouvement psychanalytique, psychanalyse et anthropologie,‬‬
‫‪volume 2, L’Harmattan, Paris, 1999, P. 75.‬‬

‫‪12‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫سااب ومععصا و ثاعا وكال‬ ‫أ‪ .‬وهيف اجري واجمحع ب واجعراعب اجاداخل علا كال ماع نرت باا اجفاري ما‬
‫مع يأتيا م اجخصع اجخعط ‪ ،‬ومشبا عملا مناع بعمال اجرع ا اجاذ يفارض اجعراعب علا األعماع‬
‫اجبي ‪.‬‬
‫ااد ماع تا ااس باا اجاانفس اآلماع بعجبااء‪ ،‬ومشاابا‬ ‫ب‪ .‬وهيفا منا وقاا اجررمما قبال وقاعواع واجاقااف‬
‫‪1‬‬
‫اجذ يمن اجررمم قبل وقاعوع‪.‬‬ ‫عمل اجامير منع عمل جل اجشرط أو جل اجرمع‬
‫ل‪ .‬األسع األعل وتمثل مرما اجريم واجمبعيئ اجبعمي اجمباترع ما اجادن واجتعلايم واألخالا واجراعساا أو‬
‫مرما اجععيات واجترعجيد اجما وثا ‪ .‬فوا تعاد بمثعبا اجاامير وكال ماع ماا خيار فا االسباعا وت ارقاا‬
‫وتحملوع اجمبؤوجي ع أ ترصير ف أيوا وهيفتوع‪.‬‬ ‫وتاجا األسع وتمنحوع قا اجترو واج ب‬

‫اجتحليل اجنفب أو اجنظرم اجتحليلي ف تفبير اجررمم اجا اجراا باقاعواع نتراا‬ ‫وتميل مد‬
‫اج أ م األ بعب اجثلث اآلتي ‪:‬‬

‫أو‬ ‫ااعل أو عرااز اجااذات اجا ا‬ ‫أ‪ .‬اجعرااز ع ا اجااتحام ف ا اجااداف االج ارم ا "اجااذات اجاادسيع" بباابا‬
‫اج اادواف اجيرمزما ا أ‬ ‫اجعلي ااع ووق ااافوم يوا اجنم ااا اجم ل اااب ومر ااع أا اجمر اارا جدي ااا ق ااد قليلا ا ج با ا‬
‫جااف يصااب اجفااري اجااذ تبااي ر عليااا‬ ‫اجاادواف االجرامي ا و جااف ستير ا جاقااا خ ااأ ف ا اجنمااا‪ ،‬وعل ا‬
‫اجذات اجدسيع مررمع ستير جذجف‪.‬‬
‫ب‪ .‬قد نؤي اجنماا اج ازفاد عا اجحاد فا اجاذات اجعلياع اجا ت اام ماع يبام باعجمررا اجعصاب ‪ ،‬جاف ألا‬
‫اجااامير اجحااعي جاادا ال نااافر أ اشاابع جم عجااا اجااذات ومااؤيؤ مااذه اجنظرما أا اجمبعجيا فا اممااع‬
‫وات االسبعا أو اجتشدي اجزافد ف ت ام اجذات اجعليع قد نؤي اج ادوث اجررمم ‪.‬‬ ‫ت ام‬
‫ل‪ .‬تر ا اجررمم ا ستير ا عر ااز األس ااع ع ا ت يي اال اجمي ااا واجنزع ااعت اجيرمزم ا بعتر ااعه ننب اارم م ا اجترعجي ااد‬
‫االجتمععي اجبعفد أو عرزمع ع اجتبعم بوع أا كبتوع ف اجلشعا ‪.‬‬
‫عل يو مع ف اجرقعب واجتاجيا واجري وف جميا ماذه‬ ‫د‪ .‬تر اجررمم ستير جتخلل األسع األعل أو‬
‫األاااا فااإا اجوااا ترااد سفبااوع باادوا قيااا فتن لااه علا ماامااع جتشااب اعجعتوااع بأيا و اايل بمااع فيوااع‬
‫اجباالا االج ارم ا ‪ .‬وعناادمع تبااتعيد األسااع األعل ا بعااد جااف قاتوااع أو وجايمااع تراااا بتاجيااا اجلاااا اج ا‬

‫‪ -2‬سريااا بااجمااعن ‪ ،‬الجريمررة والمسررالة السوسرريولوجيةة دراسررة بابعرردها السوسرريو ثقافيررة والقانونيررة‪ ،‬أطروا ا جنياال‬
‫ش ااوعي يكت ااا اه يوج ا ف ا عل اام االجتم ااع واجديميرافي ا ‪ ،‬كلي ا اجعل اااا اإلسب ااعسي واالجتمععي ا ‪ ،‬جعمع ا منت ااا ‪ ،‬قب اان ين ‪،‬‬
‫‪ ،2008/2007‬ص ‪.67‬‬

‫‪13‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫بوذا اجبلا ومنع نتاجاد اجشاعا بعجاذسا جادؤ اجفاري اجاذ قاد ناؤي باا إجا ا ت اعب‬ ‫مح‬ ‫األسع اجت‬
‫جرمم ثعسيا جلتحار ما ماذا اجشاعا عا طرماه تحملاا اجعرابا اجمرار جواع وم لاه علا ماذا اجناا‬
‫م اجتحليال اجنفبا عراد اجاذسا‪ .‬فاعجمررا وفاه ماذا اجتحليال يعايا ومعاعس ما و ا سفبا متااتر‬
‫جليعي وبشال مبتمر ندفعا إج ا ت عب جرافم مختلف ‪ ،‬وتزياي سبب ا ت عب اجرارافم كلماع اقتارا جاف‬
‫‪1‬‬
‫باجاي هروف تزمد م اسفعع اجمررا‪.‬‬
‫نبر عملواع مرتصا ار علا اجبحاث ما‬ ‫اجتأثير اج بير عل ت ا علم اإلجراا ج‬ ‫جرد كعا جوذه اجمد‬
‫األفراي اجذن يععساا أم ار ع سفبي يوا غيرمم‪ ،‬ممع ننف إماعسي تعميموع عل كل اجحعالت‪.‬‬

‫‪-3‬المقاربة االجتماعية في تفسير الجريمة‪:‬‬


‫جاام تلااه اجنظرمااعت اجعاااام واجنفبااي ف ا تفبااير اجررمم ا ا تحبااعا يعااع اجتفبااير االجتمااعع‬
‫اااء كعسا‬ ‫اجاذن قعبلامااع بارفا شادند كاااا اجررمما ما ستااعل تااداخل مرماعا ما اجعااماال اجخع جيا‬
‫اجتمععي ‪ ،‬اقتصعيي أو ثرعفي أومع يبم بعجبي اجخع جي ‪ .‬وتام مذه اجمرع ب مرماع م اجنظرماعت‬
‫أمموع‪:‬‬
‫‪ -‬المدرسة الجغرافية أو الخرائط‪:‬‬
‫أف ااع مااذه اجمد ا ف ا أا اجباالا االج ارما جااا علق ا مبعشاار أو غياار مبعشاار بااعجتييرات‬ ‫تااتلخ‬
‫اجمنعخي ا أو األا ااا اجرام ا ‪ ،‬اي ااث تب ااي وج اااي علق ا طريي ا ب ااي بع ااا اجر ارافم واجعاام اال اج بيعي ا‬
‫كعجح ار واجبروي ‪ .‬فرد الام جير ‪ Guerry‬وجااي اخاتلف باي األقاعجيم اجفرسباي وطبيعا اجرارافم اياث‬
‫تنتشا اار فا ا اجشا اامع جرمما ا االعتا ااداء علا ا األما ااا ‪ ،‬فيما ااع سرا ااد فا ا اجرنا اااب جرمما ا االعتا ااداء علا ا‬
‫لا األفراي‪ ،‬معه قعساا اجح ار االجرام ‪.‬‬ ‫األشخعص وسا ا تنتج أا جععمل اجح ار تأثير عل‬
‫وأش ااع كيتل ا ‪ (1874-1796) Quetelet Adolphe‬جاج اااي علق ا ب ااي اجررمم ا واجعاام اال اج بيعي ا‬
‫وأكاادت تحليلتااا االاصااعفي تااأثير عااماال ا ااياجاجي كعجبا ‪ ،‬اجراانس‪ ،‬مبااتاؤ اجفراار واجتعلاايم وترباايم‬
‫‪2‬‬
‫اجثرو عل استشع اجررمم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mai – sous Dantec, D’un crime immotivé : L’énigme et le passage, Publications de‬‬
‫‪l’université de Rouen, Rouen, 1999, P. 109.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Christian Debuyst, Francoise Digneffe, Jean-Michel Labadi, Alvaro P. Pires, Histoire des‬‬
‫‪savoirs sur le crime et la peine, Larcier, Bruxelles, 2008, P.- P. 158- 159.‬‬

‫‪14‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬المدرسة اال تصاد ة في تفسير الجريمة‪:‬‬


‫تعتبر مذه اجنظرم أا اجبلا االجرام ما ستير اتميا ومن ريا جنظاعا اجتماعع واقتصاعي‬
‫ننعدا فيا اجتاازا ومارس مبدأ اج بري ف اجمرتم ‪ .‬ومعترد أصحعب ماذه اجنظرما أا تبنا سظاعا يعتماد‬
‫اجمل ي اجشعفع أو اجمشترك يا ادا أل تفعوت باي األفاراي ومرعلوام فا اعجا اكتفاعء وا اتينعء عا‬
‫ااد‬ ‫اجب اادافل األخ اارؤ ومنو ااع اجررمما ا ‪ .‬وق ااد أ ج ا ب اااسرر ‪ Bonger‬األفع ااع االجرامي ا وخعص ا اجر ارافم‬
‫اجممتل عت إج اجفرر اجذ يععسيا أبنعء اج بر اجعمعجي ف هل سظعا اجتنعفس اج أر معج ‪ .‬فعجفرر ننب م‬
‫اجمنعفب االقتصعيي اجيير سعجح وترلبعت اجباا اجتا تعتبار ما جااازا اجمرتما اج أر امعج ‪ 1.‬وما مناع‬
‫يصب علل اجررمم وفرع جوذه اجنظرم م خل إععي تنظيم و عفل اإلستعل وقيعا مرتم ال طبر ‪.‬‬
‫‪ -‬المدرسة االجتماعية‪:‬‬
‫وايمع سرد‪:‬‬ ‫يعتبروا اجمررا ما م صن اجمرتم ‪ .‬وم‬ ‫أصحعب مذه اجمد‬
‫‪ -‬غبريرال ترارد ‪ 2:Gabriel Tarde‬يعتبار أا اجررمما ما ستيرا مبعشار جلت اا اجعم ارسا واجحااار‬
‫ماااسي عصاعبعت االجاراا اجمختلفا ‪.‬‬ ‫خعصا فا اجمادا اج بارؤ اياث ناتعلم األفاراي اجررمما فا اجشاع‬
‫أسشااأ "قااعساا اجترليااد" فااعألفراي ماجعاااا بترليااد األشااخعص اجااذن نااروا فاايوم مااثلوم األعلا ومباارز جااف فا‬
‫اجماادا اج باارؤ‪ .‬فعجباالا االج ارم ا جاايس و اثيااع باال ماتباابع ما جياال إج ا جياال وما قرم ا إج ا اجمدنن ا ‪.‬‬
‫ف ااعجمررا ال يبا االف طرما ااه االجا اراا ستيرا ا خلا اال عاا ااا با اال ما ااا ستيرا ا ما ااؤثرات خع جيا ا كا ااعجتحرما‬
‫واالختلط اجت ترتبط بعجبي اجريرافي وم أمم اجرارافم اجتا نن باه عليواع ماذا اجراا جارافم اجمخاد ات‬
‫واجدعع واجتشؤي وغيرمع‪.‬‬
‫‪ -‬إ ميل دوركا م ‪ 3:Emile Durkheim‬يعتبر اجررمم هعمر طبيعي و رو م جت اا اجمرتما وما‬
‫بنظعا اجمرتم وثرعفتا‪ ،‬كمع نرؤ أسا ف اعج بلاغ اجررمم ادا معينع‪ ،‬فإا مري جف أا اجنظعا‬ ‫مرتب‬
‫ااعل اجااروابط‬ ‫االجتمااعع جاام يعااد قااعي ا عل ا أياء يو ه كاااعبط اجتمااعع جباالاكعت األف اراي‪ .‬كمااع أا‬
‫ا ااعل االابا ااعس بعالستما ااعء إجا ا اجرمععا ا ‪ .‬فا ااعألفراي اجا ااذن ال‬ ‫االجتمععيا ا ما ا شا ااأسا أا نا ااؤي إجا ا‬
‫يباات يعاا اب اراا علقا عت اجتمععي ا يفشاالاا ف ا تحريااه مشااع معوم‪ ،‬ماام أكثاار توماايا وبعجتااعج يفراادوا‬
‫اجرد عل مرع ا اجااق االجتمعع ومعتردوا أتوم غيار معنياي باعجرااسي اجتا تانظم اجمرتما ‪ .‬فيرعال‬
‫عيف وبدوا معن فيااا جف ببع ف اجنزو إج اجررمم ‪.‬‬ ‫االجتزاا‬ ‫ل‬

‫‪1‬‬
‫‪- - Christian Debuyst, Francoise Digneffe, Jean-Michel Labadi, Alvaro P. Pires, P. 217.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Maurice Cusson, La Criminologie, 3 éd., Hachette, Paris, 2000, P. 56.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Durkheim E., Le suicide, PUF, Paris, 1960.‬‬

‫‪15‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫اعل اجاروابط واجتااصال باي األفاراي يخلاه و اعع نتمياز‬ ‫‪ -‬ميلتو ‪ 1:Melton‬تشاير سظرمتاا إجا أا‬
‫بعجتصااد واجتف ااف واسعااداا االسباارعا وزمااعي اجنزع ا اجفريي ا محاال اج ااالء‪ ،‬اجت ا تظواار أماام مؤش اراتوع ف ا‬
‫زمااعي معاادالت اجررمما كمااع وساعااع‪ .‬ف لمااع زاي اراام اجمرتمعااعت اجبشارم اشااتد اجتبااعن فيمااع بينوااع وزايت‬
‫اجو ااا ب ااي ف ااعت اجمرتما ا ‪ :‬فرا اراء وأغني ااعء‪ ،‬ج ااعملي ومتعلم ااي ‪...‬إج ااخ‪ .‬وم ااذا اجتع ااع ض فا ا اجمص ااعج‬
‫إلعااعي اجنظااعا فتصااب اجراايم‬ ‫واألمااداف يشااال خ ا ار علا اجمرتما ومبااتاجا تاادخل اجدوج ا أو اجباال‬
‫مي قعساسي يرا ااتراموع‪.‬‬ ‫االجتمععي‬

‫‪ -‬المدرسة الثقافية‪:‬‬
‫ا ااعثرجند ‪ Sutherland‬أب اارز ممثلا ا م ااذا االترا ااعه اج ااذ يعتب اار اجبا االا‬ ‫يعتب اار اجع ااعجم األمرماا ا‬
‫االج ارم ا ياتبااا ع ا طرمااه اجااتعلم كمااع مااا اجشااأا ف ا اجحاارف واجصاانعععت‪ ،‬وو اايل مااذا اجااتعلم مااا‬
‫االتصع عبر اجتخعطا اجععي أو ع طرمه اإلثع واجترليد‪ 2.‬نرؤ أا اجفري يعيا ف و اط اجتماعع‬
‫معوااع‪ .‬فااعجفري يااااا ف ا مااجو ا عااد‬ ‫البااد أا نتااأثر بثرعفتااا مااع جاام تاجااد ثرعف ا أخاارؤ محي ا تتصااع‬
‫سمااع ل ثرعفي ا وجمي ا األف اراي متبااعووا ف ا تعر ااوم جلمااؤثرات اجخع جي ا غياار أسواام نتفااعوتاا ف ا اجرااد‬
‫جا ميا اجرام اختع مذا اجبلا واجعاس وماذه األسماعط اجبالاكي ياتبابوع‬ ‫عل اجمرعوم ‪ ،‬فم كعس‬
‫اجفري عبر اجتنش االجتمععي منذ اجصير‪.‬‬

‫‪-4‬المقاربة التوفيقة‪:‬‬
‫اااعو أصااحعب مااذه اجمرع با اجتافيااه بااي اجا أر اجرعفاال بتااأثير اجعااماال اجنفبااي واجعاااام علا‬
‫تيلياا ‪Benigno di‬‬ ‫وايماع بنينياا ي‬ ‫لا األفاراي واجا أر اجرع ا بتاأثير اجعاامال اجخع جيا وما باي‬
‫االا فااري بياجاااج اجتمااعع فااعجفري اجمراارا جااا ا ااتعداي جااذجف ما ت ارفااه‬ ‫‪ tillio‬اجااذ اعتباار اجررمما‬
‫جا ااف م ا ا ا ا ااترعب اجا اادواف اجيرمزم ا ا جلما ااؤثرات اجخع جي ا ا ‪ .‬فا ااعجمررا نتميا ااز باا ااعل اجمرعوم ا ا و ا اارع‬
‫‪3‬‬
‫اال ترعب جوذه اجمؤثرات‪ .‬أ ج اجبلا االجرام إج اجعاامل اجتعجي ‪:‬‬
‫‪ -‬عاامل ت امني ‪ :‬م عاامل عبر عل االجراا‪.‬‬

‫‪ -‬عليل عبد اجصامد‪ ،‬الجريمرة بريا المفهروم القرانوني ومردلوالتها فري مخيلرة األفرراد وثقرافتهم‪ ،‬أطرواا تخارل جنيال‬ ‫‪1‬‬

‫شااوعي اجاادكتا اه ف ا علاام األسثروباجاجيااع‪ ،‬قباام اجتااع مخ واآلثااع ‪ ،‬جعمعا أبااا بااار بلرعنااد – تلمبااعا‪ ،2013-2012 ،‬ص‬
‫‪.88‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Robert Cairo, Introduction aux sciences criminelles : Pour une approche globale et intégrée‬‬
‫‪du phénomène criminel, 6eme éd., L’Harmattan, Paris, 2008, P. 114.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Christian Debuyst, Francoise Digneffe, Jean-Michel Labadi, Alvaro P. Pires, op. cit., P. 51.‬‬

‫‪16‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬عاامل مويأ ‪ :‬تعمل عل إيرع اال تعداي االجرام وإثع تا‪.‬‬


‫‪ -‬عاامل مفرر ‪ :‬تؤي مبعشر ال ت عب اجررمم ‪.‬‬
‫يشاير ماذا اجبعاااث أا اجررمما ال تتحراه إال باجاااي ععمال اجتماعع خااع ج نتحاا بادو ه إجا‬
‫بعجمررا‪.‬‬ ‫اجبحث ف كل اجعاامل اجمرتب‬ ‫ياف سفب ال ت عب اجررمم ‪ ،‬جذجف كعا م اجارو‬

‫‪1‬‬
‫‪ –5‬المقاربة الحديثة‪:‬‬
‫تركااز معظاام اجد ا ااعت اجحدنث ا عل ا ماادؤ مبااؤوجي اجاااحي ف ا إثااع اجمراارا وتشااريعا عل ا‬
‫أياء ماذا اجبالا ‪ .‬وي ا ا اجباالا االج ارما ياااا وفااه مرع با يننعميا ترااا علا ثالث عنعصار ما ‪:‬‬
‫شخصي اجمررا‪ ،‬اجظروف اجت تتم فيوع اجررمم واجاحي وماقعوع م مذه اجدننعميا ‪ .‬وما أمام أف اع‬
‫مذه اجمرع ب سذكر‪:‬‬
‫جاف مثاال‪:‬‬ ‫‪ -‬ا ت اعب اجااحي جخ ااأ جبايم ننرار عنااا مبعشار وقاا فعاال االجاراا ومشار اجمراارا علا‬
‫ع اادا ب ااذ أ جو ااد ما ا قب اال اجا ااحي جترن ااا اجمر اارمي أو االقت اراب ما ا األم ااعك اجتا ا نت ااريي عليو ااع‬
‫اجمررمي يوا أ ااتراس‪.‬‬
‫‪ -‬ف بعا اجررافم قد يااا جلاحي يو اع م ف وقا اجررمم مثل جرمما االغتصاعب اجتا نازياي‬
‫استشع مع ف اجمرتمععت اجت تمن ارم جنبي كبير جلم أر ‪.‬‬
‫‪ -‬تر ا اجررمم ا ستير ا علق ا تفععلي ا ب ااي اجمعت ااد واجا ااحي ‪ ،‬مم ااع يرتا ا تحلي اال اجظ ااروف اجنفب ااي‬
‫بال طرف ف إطع علق يننعمي ترتبط ا تبعطع وثيراع بعجمااعا واجزماعا‬ ‫واالجتمععي واجثرعفي اجمحي‬
‫فيا اجررمم ‪.‬‬ ‫اجذ وقع‬
‫‪ -‬تركز مذه اجمرع ب عل األاع يس اجت تت اا جدؤ اجمررا اجذ نتاجا عليا اجتحر ما أاع يباا‬
‫م كل مع ما شاأسا أا نثياره تراعه اجااحي وإال فإساا اير فا فاخ تأسياا‬ ‫اجداخلي واجععطفي ومتخل‬
‫اجامير‪.‬‬
‫من ااا عا ا‬ ‫ت ااأثير اجص ااا اجنم يا ا اجمااسا ا فا ا‬ ‫االاكا االج ارما ا تحا ا‬ ‫‪ -‬اقتن ااع اجمر اارا بمش ااروعي‬
‫اجاحي (فري تعيس يبتحه األجم يوا شفر )‪.‬‬

‫عبه‪ ،‬ص – ص ‪.102 – 96‬‬ ‫‪ -1‬عليل عبد اجصمد‪ ،‬مرج‬

‫‪17‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬

‫‪ -‬ائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬إابعا محمد اجحب ‪ ،‬علم اجتماع الجريمة‪ ،‬يا وافل جلنشر واجتازم ‪ ،‬ط‪ ،1‬عمعا‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬جمع معتاا‪ ،‬مدخل الى علرم االجتمراع الجنرائي أهرم النظريرات المفسررة للجريمرة واالنحررا)‪ ،‬يا‬
‫اج تعب اجحدنث‪ ،‬ط‪ ،1‬اجرعمر ‪.2014 ،‬‬
‫اجعيبااا ‪ ،‬دراسررة فرري تفسررير الجريمررة والو ا ررة منهررا‪ ،‬يا اجنواا اجعربيا جل بععا‬ ‫‪ -‬عبااد اجاارام‬
‫واجنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫محمد لم محماد‪ ،‬في مواجهرة الردفاع االجتمراعي لرد الجريمرة واالنحررا)‪ ،‬يا اجمعرفا‬ ‫‪ -‬غبع‬
‫اجرعمعي ‪ ،‬ط‪ ،1‬اجرعمر ‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬غن سعصر اب اجررمش ‪ ،‬علم الجريمة‪ ،‬يا صفعء جلنشر واجتازم ‪ ،‬ط‪ ،1‬عمعا‪.2011،‬‬
‫‪ -‬سبيل اجبمعجاط ‪ ،‬علم اجتماع العقاب‪ ،‬يا اجشروا‪ ،‬ط‪ ،1‬جد ‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬مبيس بنوعا‪ ،‬الوجيز في علم اإلجرام منشاة المعار)‪ ،‬ط‪ ،1‬اال اند م ‪ ،‬يوا ن ‪.‬‬
‫ابااراميم ج فا ا ‪ ،‬دراسرررات فررري علرررم االجتمررراع الجنرررائي‪ ،‬يا غرم ااا جل بععا ا واجنش اار‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪ -‬طلع ا‬
‫اجرعمر ‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ -‬عليل عبد اجصمد‪ ،‬الجريمة بيا المفهوم القانوني ومدلوالتها في مخيلة األفراد وثقرافتهم‪ ،‬أطرواا‬
‫تخ اارل جني اال ش ااوعي اج اادكتا اه ف ا عل اام األسثروباجاجي ااع‪ ،‬قب اام اجت ااع مخ واآلث ااع ‪ ،‬جعمع ا أب ااا با اار بلرعن ااد –‬
‫تلمبعا‪.2013-2012 ،‬‬
‫‪ -‬سريااا بااجمااعن ‪ ،‬الجريمررة والمسررالة السوسرريولوجيةة دراسررة بابعرردها السوسرريو ثقافيررة والقانونيررة‪،‬‬
‫أطرواا جنياال شااوعي يكتااا اه يوجا فا علاام االجتمااع واجديميرافيا ‪ ،‬كليا اجعلاااا اإلسبااعسي واالجتمععيا ‪،‬‬
‫جعمع منتا ‪ ،‬قبن ين ‪.2008/2007 ،‬‬

‫‪- Les livres :‬‬


‫‪- Pinel Philippe, Traité médico philosophique sur l’aliénation mentale ou la manie,‬‬
‫‪l’Harmattan, Paris, 2006.‬‬
‫‪- Pierre Grapin, L’anthropologie criminelle, PUF, Paris, 1973.‬‬
‫‪- Lawrence A. Pervin, Olivier P. John, La personnalité : De la théorie à la recherche, De‬‬
‫‪Boeck and larcier, Bruxelles, 2005.‬‬

‫‪18‬‬
‫علم اجتماع الجريمة‬
- Poulain – colombier J., Le mouvement psychanalytique, psychanalyse et
anthropologie, volume 2, L’Harmattan, Paris, 1999.
- Mai – sous Dantec, D’un crime immotivé : L’énigme et le passage, Publications de
l’université de Rouen, Rouen, 1999.
- Christian Debuyst, Francoise Digneffe, Jean-Michel Labadi, Alvaro P. Pires, Histoire
des savoirs sur le crime et la peine, Larcier, Bruxelles, 2008.
- Maurice Cusson, La Criminologie, 3 éd., Hachette, Paris, 2000.
- Durkheim E., Le suicide, PUF, Paris, 1960.
- Robert Cairo, Introduction aux sciences criminelles : Pour une approche globale et
intégrée du phénomène criminel, 6eme éd., L’Harmattan, Paris, 2008.

- Les publications et revues scientifiques :


- Kaluszynski Martine, Quand est née la criminologie ? Ou la criminologie avant les
archives, in : "Revue Hypermédia", 1 jan. 2005, P. 08. Consulté le 15/02/2019.

- Les conférences :
- ABBASSI Salah Eddine, La criminologie : Objet, objectifs et moyens, Conférence le
26-11-2013, Gai Moulin, Paris, 2013.

19
‫علم اجتماع التنمية‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫اثنيا‪ :‬جوانب التنمية‬
‫اثلثا‪ :‬أهداف التنمية االجتماعية‬
‫رابعا‪ :‬مفهوم علم اجتماع التنمية‬
‫خامسا‪ :‬التنمية كمفهوم يف الفكر االجتماعي‬
‫سادسا‪ :‬القضااي اليت يدرسها علم اجتماع التنمية‬
‫سابعا‪ :‬بعض التيارات واملدارس النظرية الكربى يف علم اجتماع التنمية‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫بدأ ظهور التنمية كمفهوم نظري وتطبيقي اعتبا ار من النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬نتيجة‬
‫لمجموعة من المتغيرات أهمها تزايد حركات االستقالل الوطني وما صاحبها من تزايد في حركة المد‬
‫االشتراكي‪ .‬فأصبحت التنمية شعا ار للطموح والجهد واالنجاز على المستوى القومي والعالمي‪ .‬وقد‬
‫اكتسبت القضايا المرتبطة بالتنمية مزيدا من االهتمام والتركيز من قبل الباحثين والمخططين‪ ،‬مما‬
‫ساهم في ظهور تيارات فكرية متنوعة اختلف أصحابها في تحديد غايات التنمية‪ ،‬مستوياتها وأهدافها‪.‬‬
‫وهنا تبرز أهمية علم اجتماع التنمية في الكشف عن أهم مظاهر التنمية االجتماعية في الرقي بحياة‬
‫الفرد في مختلف النواحي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم التنمية‪:‬‬
‫تعتبر التنمية من العناصر األساسية لالستقرار والتقدم االجتماعي واإلنساني‪ ،‬وهي عبارة عن‬
‫عملية تقدم ونمو مستمرين سواء أكانت بشكل جزئي أو شامل‪ ،‬تتفاوت بأشكالها وتركز على تحقيق‬
‫الرقي والتقدم في مجاالت الحياة اإلنسانية والمضي قدما باإلنسان نحو االستقرار المعيشي والرفاهية‬
‫وتلبية متطلباته بكل ما يتماشى مع احتياجاته وإمكانياته في كافة المجاالت االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪1‬‬
‫والفكرية‪".‬‬
‫وفي تعريف آخر جاء أن التنمية هي عملية تغيير واع يحدث في المجتمع من خالل التوحد‬
‫والمشاركة بين الجهود المواطنين والحكومة بهدف االستفادة من كافة الموارد المتاحة في المجتمع‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتحقيق الرفاهية االجتماعية واالقتصادية ويتم ذلك وفق خطة مرسومة‪.‬‬
‫وعليه تصبح التنمية هي العمليات التي تتوحد بها جهود المواطنين والحكومة لتحسين األحوال‬
‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية في المجتمع‪ ،‬وبالتالي هي عملية تغير ثقافي دينامية وموجهة تتم في‬
‫إطار اجتماعي معين‪ .‬وترتبط التنمية بازدياد أعداد المشاركين من أبناء المجتمع في دفع هذا التغيير‬
‫وتوجيهه‪.‬‬

‫ومحمد ددد علد ددي محمد ددد‪ ،‬التنميةةةةة االجتماعيةةةةة والت اةةةةيع االجتمةةةةاعي‪ ،‬دار المعرفد ددة الجامعيد ددة‪،‬‬ ‫‪-1‬محمد ددد عد دداطف غيد د‬
‫اإلسكندرية‪ ،2015 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -2‬إحسان حفظي‪ ،‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪21‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪-2‬التنمية المستدامة‪:‬‬
‫بأنها‪ " :‬عملية تطوير األرض والمدن والمجتمعات وكذلك االعمال‬ ‫يعرفها عاطف غي‬
‫التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة األجيال القادمة على تلبية حاجاتها‬
‫ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية وكذلك المساواة والعدل االجتماعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جوانب التنمية‪:‬‬

‫حتى يتمكن أي مجتمع من تحقيق التنمية‪ ،‬وجب عليه العمل على تحقيق التكامل بين مختلف‬
‫الجوانب المكونة لهذه العملية وعدم إغفال الجوانب األخرى‪ ،‬وهو ما يطلق عليه بالتنمية المتكاملة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتتمثل هذه الجوانب في‪:‬‬
‫‪ -‬الجانب السياسي‪ :‬ال تتحقق التنمية إال بتوفر االستقرار السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب االقتصادي‪ :‬البد من زيادة الناتج القومي لكي يتم زيادة دخل الفرد لمواجهة احتياجاته‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب الثقافي‪ :‬يتمثل في التخلص من العادات والتقاليد البالية (السلبية) مثل‪ :‬الالمباالة‪ ،‬عدم‬
‫اإلحساس بقيمة الوقت‪ ،‬عدم االنتماء للمجتمع‪ ،‬مقابل ظهور بعض القيم الجديدة مثل‪ :‬زيادة‬
‫الدافع لإلنجاز‪ ،‬اإلحساس بقيمة المشاركة‪ ،‬القدرة على االستفادة من التكنولوجيات الحديثة‪،‬‬
‫ضرورة الحوار والتواصل مع األجيال‪.‬‬
‫الجانب االجتماعي‪ :‬االهتمام بالتعليم وبالصحة وحق كل فرد في مسكن الئق والحصول على‬ ‫‪-‬‬
‫عمل مناسب‪ .‬القضاء على األمية وتنمية الموارد البشرية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف التنمية االجتماعية‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫تحاول التنمية االجتماعية تحقيق مجموعة من األهداف من أبرزها التي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد عاطف غي ‪ ،‬محمد علي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫‪ -2‬صفوان الطرابلسي‪ ،‬مقدمة فةي علةم اجتمةاع التنميةة‪ ،‬فدي‪" :‬الحدوار المتمددن"‪ ،‬العددد ‪ .2015/01/19 ،4694‬فدي‪:‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337‬‬
‫‪ -3‬مصددطفى وسددام درويد ‪ ،‬إسةةتراتيجية التنميةةة االجتماعيةةة واالقتصةةاد ة‪ ،‬دار التعلدديم الجددامعي‪ ،‬اإلسددكندرية‪،2015 :‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.17-7‬‬

‫‪22‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪ -‬تنمية الموارد البشرية وتشجيع أفراد المجتمع على التغيير واالنتقال إلى وضع أكثر تطو ار ويجب‬
‫أن تكون الرغبة في التطور نابعة من داخل أبناء المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬رفع المستوى المعيشي لألفراد بتعزيز وضعهم االجتماعي‪ ،‬من خالل محاربة المشكالت التي‬
‫تركها الوضع االقتصادي المتدهور سواء إن كانت مشكلة البطالة أو الهجرة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد التوازن في التنمية بين مختلف عناصرها‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق تنمية أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬التخلص من كافة المشكالت التي تعترض المجتمع سواء تتعلق بالمستوى التعليمي أو الوضع‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مفهوم علم اجتماع التنمية‪:‬‬


‫هو محاولة علمية تهدف تطبيق كل المفاهيم والنظريات والقوانين والمبادئ واألطر االجتماعية‬
‫في علم االجتماع علم التنمية وعلى قضية التخلف من أجل تفسيرها وفهمها وتحليلها‬ ‫ومناهج البح‬
‫‪1‬‬
‫والتعامل بها مع قضية التخلف‪.‬‬
‫ويهتم علم االجتماع التنمية اهتماما خاص بدراسة الوقائع والمشكالت التي يمكن أن تساعد‬
‫دراستها على دفع عمليات التنمية االقتصادية واالجتماعية المثلى دفعا حثيثا إلى األمام وهنا يلجأ‬
‫في التنمية إلى استخدام المعارف المستمدة من علم االجتماع والدائرة حول موضوع التغيير‬ ‫الباح‬
‫الثقافي من اجل حل طائفة من المشكالت الملموسة المرتبطة بعملية التنمية او التي تخدم تلك‬
‫العملية‪.2‬‬

‫خامسا‪ :‬التنمية كمفهوم في الفكر االجتماعي‪:‬‬


‫يؤكد بعض المهتمون أن مفهومي التنمية والتغير االجتماعي يشيران إلى موضوع واحد‪ ،‬مع‬
‫تأكيد مفهوم التنمية يحمل معنى أكثر تحديدا من مفهوم التغير االجتماعي‪ .‬فالتنمية في معناها‬
‫األصلي كانت مرادفة للنمو أو االنفتاح على الطاقات واإلمكانيات الكافية‪ ،‬وعندما تحول المصطلح من‬
‫اللغة العادية الى العلوم االجتماعية اندرج تحت المدخل التطوري مثله في ذلك مصطلح التقدم‪.‬‬

‫محمد عاطف غي ‪ ،‬محمد علي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪-3‬محمد محمود الجوهري‪ ،‬علم التنمية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ ،2015 ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪23‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫ويؤكد المفهوم االقتصادي للتنمية على سياسة الهيئة المسؤولة عن المعونة سواء على مستوى الدولة‬
‫أو على المستوى العالمي التي تهدف إلى بناء نظام اقتصادي في المجتمعات النامية يكون قاد ار على‬
‫إنتاج السلع الكافية لتحسين مستويات المعيشة لكافة أفراد الشعب‪.‬‬
‫أنها تتم على أساس‬ ‫‪ -‬ومن الخصائص المميزة للتنمية أنها ليست عملية تطور تدريجي تلقائي حي‬
‫التداخل المستمر والمقصود في المجتمعات‪ ،‬وتستمر عن طريق هيئات التنمية التي تكون جزءا‬
‫من بناء الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬فالتنمية كمصطلح يستخدم دوليا على نطاق واسع الن ال تشير الى عملية نمو تلقائية وإنما إلى‬
‫عملية تغيير مقصود تقوم بها سياسات محددة وتشرف على تنفيذها هيئات قومية مسؤولة تعاونها‬
‫هيئات على المستوى المحلي‪ ،‬تستهدف إدخال نظم جديدة‪ ،‬أو خلق قوى اجتماعية جديدة مكان‬
‫القوى االجتماعية الموجودة بالفعل‪ ،‬وإعادة توجيهها وتنشيطها بطريقة جديدة‪ ،‬وتهيئة الظروف‬
‫المتعددة‪ ،‬ولهذا الجانب من التغير االجتماعي الذي يطلق عليه التنمية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬القضا ا التي يدرسها علم اجتماع التنمية‪:1‬‬

‫يدرس علم اجتماع التنمية يدرس الشروط االجتماعية لعملية التنمية االقتصادية‪ ،‬والظواهر‬
‫االجتماعية المصاحبة لها والمترتبة عليها‪ .‬وفي ضوء هذا التعريف العام يمكننا القول بأن علم‬
‫اجتماع التنمية يحاول تسليط الضوء على القضايا التالية‪:‬‬

‫في هذا العلم عن العوامل الواقعية‪ ،‬االجتماعية‪،‬‬ ‫يتساءل الباح‬ ‫‪ -‬قضية دوافع التنمية‪ :‬حي‬
‫االقتصادية والتيارات اإليديولوجية التي تدفع إلى التنمية والتي تساعد عليها‪.‬‬
‫‪ -‬العناصر المنشاة لعملية التنمية‪ :‬والتساؤل هنا عن العناصر االجتماعية من جماعات أو هيئات‬
‫أو طبقات‪...‬إلخ‪ ،‬التي تحرك المجتمع وتدفعه إلى انجاز عملية التنمية وبيان انتماءاتها‬
‫االجتماعية‪ ،‬والفئات والقطاعات االجتماعية التي تيسر عملية التنمية وتساهم فيها بدور فعال‪.‬‬
‫‪ -‬المضمون الشائع والداللة الفعالة لمفهوم التنمية في المجتمع‪ :‬يكون التساؤل في هذه النقطة‬
‫عن مدى وعي األفراد باألهداف الملموسة لعملية التنمية والوسائل الضرورية الالزمة لتحقيق تلك‬
‫األهداف‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد محمود الجوهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.69 -68‬‬

‫‪24‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪ -‬نتائج التنمية وآثارها‪ :‬وهنا نتساءل عن النتائج المقصودة وغير المقصودة لعملية التنمية التي‬
‫أحدثتها في ثقافة المجتمع‪ ،‬وخاصة النتائج التي أحدثتها تلك العملية في النظم االجتماعية‬
‫للمجتمع المدروس‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانيات االتصال‪ :‬ونعني االتصال بين األفراد وبين الجماعات داخل المجتمع في مختلف مراحل‬
‫عملية التنمية االجتماعية‪ ،‬وكذلك االتصال بين أفراد الطبقات المختلفة وبين أبناء الثقافات التي‬
‫تدخل مع بعضها البعض في عالقات‪ ،‬أو تتكاثف عالقاتها السابقة بفضل تنفيذ برامج التنمية‬
‫عن مدى إقبال األفراد على محاولة تقليد‬ ‫نهتم بالبح‬ ‫‪ -‬وضع النصائح والنظريات الوافدة‪ :‬حي‬
‫تلك النماذج والنظريات الوافدة واستيعابها؟ وما مدى إمكانية تطبيق تلك النماذج والنظريات على‬
‫تلبية االحتياجات وتوفير اإلمكانيات التي تحتاجها المجتمعات الخذة بالتنمية والتي تختلف‬
‫في الحدود‬ ‫ظروفها عن المجتمعات الصادرة منها تلك النماذج والنظريات؟ وبالتالي البح‬
‫والموضوعات والمناهج التي يمكن أن تتم بها عملية االستعارة الثقافية بشكل يضمن لها النجاح‬
‫وعدم التخبط‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات والتأثيرات المتبادلة بين م تلف جوانب وأبعاد عملية التنمية‪ :‬للتنمية ثالثة أبعاد يجب‬
‫أخذها دائما في االعتبار هي‪ :‬الجانب الفني (التكنولوجي) والجانب االقتصادي والجانب‬
‫االجتماعي‪ ،‬والتساؤل هنا عن إمكانية إحداث عملية تنمية تتسم بالتنسيق بين تلك الجوانب‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مراحل أو أطوار عملية التنمية‪ :‬السؤال هنا عما إذا كان من الممكن أصال وضع تعميمات‬
‫بخصوص مثل هذه المراحل‪ ،‬وما هي الحدود التي يمكن أن تدور فيها تلك التعميمات‪ ،‬دون‬
‫اإلخالل بمطلب الدقة واألمانة العلمية‪ .‬ثم كيف نستطيع من واقع دراستنا لتجربة التنمية في‬
‫مجتمع معين أن نحدد بشكل دقيق مستوى التنمية الذي توصل إليه‪ ،‬ونضع على أساسه التنبؤات‬
‫‪1‬‬
‫والخطط التي تحدد مسار عملية التنمية في المستقبل‪.‬‬

‫محمد محمود الجوهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.69-68‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪25‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫سابعا‪ :‬بعض التيارات النظرية الكبرى في علم اجتماع التنمية‪:‬‬

‫تنوعت آراء الباحثين والمهتمين بموضوع التنمية لكنها اختلفت كذلك في معالجتها له‪ ،‬مما‬
‫ساهم في بروز عدة تيارات فكرية أهمها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫على إشكالية أساسية وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬مدرسة التحديث‪ :‬تقوم نظرية التحدي‬

‫كيف نضمن نموا اقتصاديا سريعا وتراكما لرأس المال؟ وقد كان علماء االقتصاد في طليعة المهتمين‬
‫أصدر عالم االقتصاد األمريكي‪" :‬والت ويتمان روسو" سنة ‪1959‬م‬ ‫باإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬حي‬
‫مؤلفه "مراحل النمو االقتصادي" بين فيه المراحل الكبرى للنمو االقتصادي للمجتمعات‪ ،‬والتي قسمها‬
‫‪2‬‬
‫إلى خمس مراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة المجتمع التقليدي (وهو مرادف للمجتمع الزراعي)‪.‬‬
‫‪ .2‬مرحلة تحقيق شروط ما قبل اإلقالع‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة اإلقالع‪.‬‬
‫‪ .4‬مرحلة النضج‪.‬‬
‫‪ .5‬مرحلة االستهالك الجماهيري المكثف‪.‬‬
‫تتميز مقاربة "روسو" بعقالنية شديدة التدقيق وذلك من خالل تحديدها لتدرج المراحل‪ ،‬وهو‬
‫تدرج يعكس تقسيما للمجتمعات طبقا لموضعها على امتداد التطور االقتصادي الكمي‪ .‬ويعتبر الكاتب‬
‫أن تاريخ المجتمعات يفرض مرورها بهذه المراحل على خط تاريخي يحتم السير نحو االمام‪.‬‬
‫على العموم يمكن إدراج التحاليل والتفسيرات والمقوالت التي توضع تحت عنوان "نظرية‬
‫التحدي " ضمن النظرية الشمولية والنمطية‪ .‬إذ تتناول مختلف اقتصاديات العالم على أنها تخضع‬
‫في‬ ‫لتوجه واحد يسير في مسار واحد وله نفس المراحل‪ .‬وعلى هذا األساس تركز نظرية التحدي‬
‫تصنيفها للمجتمعات على "التصنيع" أي على االنتقال من مجتمع يعتمد رئيسيا على اإلنتاج غير‬
‫الصناعي‪ ،‬إلى مجتمع يكون النشاط االقتصادي الرئيسي هو الصناعة‪ .‬وعلى هذا األساس تنقسم‬
‫المجتمعات إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬صددفوان الطرابلسددي‪ ،‬مقدمددة فددي علددم اجتمدداع التنميددة‪ ،‬فددي‪" :‬الحدوار المتمدددن"‪ ،‬العدددد ‪ .2015/01/19 ،4694‬فددي‪:‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪ -‬مجتمعات مت لفة أو تقليد ة‪ :‬هي مجتمعات ثنائية التكوين أي يمكن أن نجد فيها بعض‬
‫القطاعات الصناعية (الصناعات الخفيفة واالستخراجية والمنجمية‪ )...‬ولكن يغلب على هذه‬
‫المجتمعات الطابع التقليدي لإلنتاج‪ .‬والمجتمعات المتخلفة باألساس مجتمعات زراعية‪ ،‬وحتى‬
‫الزراعة فيها تقليدية غير مصنعة (غياب الالت المتطورة) كما تغيب في هذه المجتمعات البنى‬
‫المؤسساتية الحديثة وحتى إن وجدت فهي محكومة بالعالقات التقليدية‪ .‬أما السوق فهي محدودة‬
‫قائمة على المبادالت ما قبل الرأسمالية بدل التعامالت المالية المؤسساتية‪.‬‬

‫‪ -‬مجتمعات متقدمة أو صناعية‪ :‬يقوم اقتصادها أساسا على الصناعات الثقيلة وعلى تصنيع‬
‫القطاعات غير الصناعية كالفالحة والخدمات‪ .‬كما تلعب مؤسساتها دو ار أساسيا في هيكلة السوق‬
‫وتوسيعه وتسيير العالقات اإلنتاجية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-2‬مدرسة التبعية‪:‬‬
‫يندرج هذا التيار ضمن االتجاه الماركسي الجديد‪ ،‬الذي نشأ في بداية ستينات القرن العشرين‬
‫في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية‪ .‬وقد قدمت نظرية التبعية اطا ار تحليليا جديدا لدراسة التخلف‪ ،‬دون‬
‫أن تتخلى عن المرجعية الماركسية في التفكير‪ .‬ورغم تخصص منطلقاته التحليلية في دراسة قضايا‬
‫التنمية في أمريكا الالتينية‪ ،‬فقد عرف هذا التيار انتشا ار واسعا في سبعينات القرن العشرين في كثير‬
‫من الدول‪ .‬وقد اشتغل رواد هذه المدرسة على تحليل بنية العالقات بين البنية الطبقية لمجتمعاتهم‬
‫ومسارات تطورها والمكونات السياسية والثقافية للبنى االجتماعية التي برزت في إطار تفاعل دول‬
‫أمريكا الالتينية مع دول المركز في أوروبا (اسبانيا والبرتغال) والواليات المتحدة‪.‬‬
‫وقد رفضت هذه المدرسة فكرة المحدثين القائلة إن تطوير الدول المتخلفة ال يكون اال عبر‬
‫(األطراف‬ ‫المستقاة من الغرب (المركز المتقدم) وتصديرها الى العالم الثال‬ ‫انتشار عوامل التحدي‬
‫المتخلفة)‪ .‬هنا يتبلور سؤالهم السوسيولوجي األساسي‪ :‬ما الذي يفسر وجود البلدان المتخلفة في وضع‬
‫ال تنموي‪.‬‬
‫كما بنى رواد مدرسة التبعية نظرة مختلفة‪ ،‬مستقلة ومتكاملة انطالقا من نقدهم لنظرية‬
‫التحدي ‪ .‬وقد اهتموا بالعناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬صفوان الطرابلسي‪ ،‬في‪" :‬الحوار المتمدن"‪ ،‬العدد ‪ .2015/01/19 ،4694‬في‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337‬‬

‫‪27‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫نظرية نمطية تدعي العلمية وتنمط مسار النمو االقتصادي‬ ‫العنصر المنهجي‪ :‬نظرية التحدي‬ ‫‪-‬‬
‫انطالقا من دراسة مسار التطور الغربي دون أن تربطه بالخصائص المادية والسياقات التاريخية‬
‫والثقافية المختلفة لباقي البلدان وبالتالي يكون من الصعب القبول بنموذج تحديثي واحد يطبق على‬
‫كل البلدان‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر اإلجرائي‪ :‬التنمية في البلدان المتخلفة تقدم في شكل مخططات وبرامج استراتيجية‬
‫تصوغها الهيئات المختصة (وطنية أو دولية)‪ ،‬طبقا لشروط خارجية ال تتماثل مع حاجيات‬
‫المجتمعات بل تمثل مصالح دول المركز‪ .‬لذلك تتسم المخططات بغياب الواقعية واستحالة تطبيقها‬
‫ونجاحها على األرض‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر االجتماعي‪ :‬الطبقات االجتماعية التي تنشأ في االقتصاديات المتخلفة تكون عادة طبقات‬
‫هشة التكوين‪ ،‬مما يجعل صناعات هذه البلدان تتميز بالهشاشة وعدم القدرة على التمدد والتأثير‬
‫اإليجابي في باقي القطاعات االقتصادية وخاصة الفالحي منها‪ .‬وتسجل هذه المجتمعات غيابا‬
‫تاما للصناعات الثقيلة وذلك نظ ار لضعف رأس المال‪ ،‬وضعف مبادرة الطبقة البرجوازية المرتبطة‬
‫شرائحها العليا بمصالح خارجية‪ ،‬وضعف المهارات التقنية والقدرات المعرفية للشرائح والفئات‬
‫العاملة‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر النظري‪ :‬يتمثل في الطبيعة البنيوية للعالقة بين المركز المتطور واألطراف المتخلفة‪.‬‬
‫وبالفعل يتناول نظرية التبعية االقتصاد العالمي بوصفه وحدة متكاملة ومترابطة‪ ،‬ولكن واقع‬
‫المبادالت فيه غير متكافئ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-3‬تيار التنمية المحلية‪:‬‬
‫أشكال التحليل البنيوي فيما يتعلق بالتنمية المحلية يركز بشكل أساسي على تحليل العالقات‬
‫بين العناصر التنموية‪ .‬فمع ازدياد دور الدولة والحكومات في بلورة الفعل التنموي وخاصة بعد‬
‫مصاعب األزمة االقتصادية في ثالثينات القرن العشرين وما أفرزته من مشكالت‪ ،‬أدت إلى تركيز‬
‫سلطة صنع القرار وهندسة استراتيجيات التنمية في المراكز والعواصم‪ ،‬مما زاد في حدة الفوارق‬
‫االقتصادية واالجتماعية بين مختلف األقاليم واألقطار والمناطق والقطاعات‪ .‬وبعد الحرب العالمية‬

‫‪ -‬صفوان الطرابلسي‪ ،‬في‪" :‬الحوار المتمدن"‪ ،‬العدد ‪ .2015/01/19 ،4694‬في‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337‬‬

‫‪28‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫الثانية خلقت سيطرة المنظمات الدولية على رسم المخططات التنموية الكبرى‪ ،‬نوعا من النمطية عرقل‬
‫تفعيل هذه المشاريع والبرامج‪.‬‬

‫تهدف التنمية المحلية إلى تطوير البنية التحتية والمجتمع المحلي في سبيل تحقيق تنمية‬
‫تكون تنمية الجماعات المحلية حسب خصوصية‬ ‫شاملة‪ .‬فهي عملية بناء تنطلق من األسفل حي‬
‫اإلقليم واحتياجاته نقطة االنطالق األساسية لتنمية كل مجتمع‪ .‬وهذا يتطلب الالمركزية في التخطيط‬
‫وتنفيذ المشاريع‪ ،‬بإعطاء حق المشاركة وتقاسم األدوار بين مختلف المستويات اإلدارية‪ ،‬وتفعيل دور‬
‫السلطات والجامعات المحلية ودمج جمعيات المجتمع المدني في عمليات التنمية‪ ،‬سواء في مرحلة‬
‫التخطيط أو تنفيذها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-4‬تيار التنمية البشرية ‪:‬‬
‫تتمحور نظرية التنمية البشرية حول سؤال أساسي‪ :‬كيف نفكر في التنمية انطالقا من إفادتها‬
‫للفرد؟ يقوم هذا التصور على دحض الصورة التعميمية لقياس ظاهرة التنمية‪ ،‬أي قياسها من خالل‬
‫مؤشرات عامة (مثل‪ :‬الدخل الخام‪ ،‬تطور القطاع الصناعي‪ ،‬تطور القطاع الحدي ‪ )...‬ويسير نحو‬
‫وضع مؤشرات دقيقة تؤكد حصول التنمية عبر توسيع الخيارات لألفراد‪ ،‬ومزيد من التمكين من‬
‫عناصر السيطرة على المصير وتوزيعا عادال للثروة‪.‬‬
‫ويتضمن مفهوم التنمية البشرية ثالث ابعاد أساسية‪:‬‬
‫‪ .1‬البعد األول‪ :‬الصحة التي يترجمها أمل الحياة عند الوالدة بين حد أدنى وحد أقصى‪.‬‬
‫‪ .2‬البعد الثاني‪ :‬التعليم والذي ينقسم بدوره الى مؤشرين هما‪ :‬متوسط مدة التمدرس العامة ومتوسط نسبة‬
‫التمدرس الفعلية‪.‬‬
‫الذي يترجمه الدخل الوطني الخام مقسما على االفراد‪32.‬‬ ‫‪ .3‬البعد الثالث‪ :‬مستوى العي‬

‫‪ -1‬صفوان الطرابلسي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫علم اجتماع التنمية‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬إحسان حفظي‪ ،‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫ومحمد علي محمد‪ ،‬التنمية االجتماعية والت ايع االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫‪ -‬محمد عاطف غي‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬محمد محمود الجوهري‪ ،‬علم التنمية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬مصطفى وسام دروي ‪ ،‬إستراتيجية التنمية االجتماعية واالقتصاد ة‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫صفوان الطرابلسي‪ ،‬مقدمة في علم اجتماع التنمية‪ ،‬في‪" :‬الحوار المتمدن"‪ ،‬العدد ‪،4694‬‬
‫‪ .2015/01/19‬في‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337 :‬‬

‫‪30‬‬
‫علم اجتماع الرتبية‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع الرتبية‬
‫اثنيا‪ :‬نشأة وتطور علم االجتماع الرتبوي‬
‫اثلثا‪ :‬األبعاد األساسية لعلم اجتماع الرتبية‬
‫رابعا‪ :‬موضوعات علم اجتماع الرتبية‬
‫خامسا‪ :‬مناهج البحث املستخدمة يف علم اجتماع الرتبية‬
‫سادسا‪ :‬األطر النظرية لعلم اجتماع الرتبية‬
‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع الرتبوي ابلعلوم األخرى‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ل‬ ‫تعتبررالترتاة ر ل ؤسسررهت هلظررهةا لتجتمهع ر لر ررهلابتهت ررهل تت اتت رره لفسبسر بربج هلترتاة ر لتر‬
‫كررالتراربتةالترمتعبمر لامتررهةلترتاة ر ل ترتعبر ول ترمؤسسر لتر تسر لفررقلعا ت ررهلاررهرمتتململرررب لترم سر ل‬
‫تعكر ر لاش رركال بهأ ررال لا ررال بهأ ررال ررهل م ررللف ررقلترمتتم ررلل ر ر ل ر ر ت ل تت ر ر تا ل لتأل ررالترر ر ل فررللل‬
‫اررهرم تم لفررقلة ر تلترمتررهةلكر ر لترتار ر لعب ر لرررالترتبتن ر لل لترعنهصررالتر تخب ر ل ترره ج ر لربمؤسس ر ل‬
‫ترتاةبي ل سنحه ةلفقلةلتلترممهملتسب طلترضبءلاإ تهزلعب ل ةولترمعط ه لترماتبط له تلترترصص لل ل‬

‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع التربية‪:‬‬

‫ل‬ ‫ل االترعمرالترتاةرب لفرقلترح ره لتالجتمهع ر ل ير‬ ‫عبولتالجتمهعلترتاةب ل ةبلترعبولتر لي‬


‫ل‬ ‫ف ررقلترب رر‪،‬لنثس ررحمل ا ررالترح رره لتالجتمهع ر ر لف ررقلترعم ررالترتاة ررب مل لة رربلترعب ررولتالجتم ررهعقلتر ر لير ر‬
‫رهلترمتعر مل فرقلكلره لتثهعب ررهل رللتربت ررللتالجتمرهعق لف ربلعبررول ره وله تتررحل‬ ‫ترارهةا لترتاةبير لفررقل نه‬
‫‪1‬‬
‫تولتستراصحل لعبولتالجتمهعلترعهم‬

‫ةبلعبرول ر يالترنشري ل عمرالعبر لتطب رالترمثرهة ول ترتصرب ت ل ترمصرطبحه لترربت لفرقلعبرول‬


‫تالجتمهعلفقلترتهن لترتاةب ملخهص ل لترعمب لترتاةبي لةقلج ءل ول لترمتتملل لتمللعب لعهتم هل‬
‫سررؤ ر لترتنش ر لتالجتمهع ر لربثررا ل ت ر ليتو رربل يتطبررللاحضرره تحل ر لاررول صررب ل رره تلعب ر لتس ر ال‬
‫رره لترتم ر ملتالجتمررهعقل خطررطلترتنم ر ل تنث ر ل شررا عهت ه ل ر لةنررهل ك ر لتالجتمررهع ب لضررا لتحب ررال‬
‫لترر ل مربملارحلترنارهملترتاةرب لفرقلعا ترحلاريج تءلتربنرهءلتالجتمرهعقلتر متاتف ر ل لتال تصره ل ل‬ ‫تر‬
‫ترس هس ل عا تحلاهرمتتمل ل‬

‫لتإلنسرره لف ررقلعا ت ررحل‬ ‫ل ر لعاف ررحلصررا لتر ر ي لأررا لعب ر ل ن ررح ل ترعبررولترس ررببرقلتر ر لي ر‬
‫اإنسرره لآخررال ل نررحلكلرره لتاةررب لة فررحلتورربي لترربررا ل لترمعافر ل لترةمهفر ملترتعبر ول لترتر ي لسربتءل‬
‫كهنرر‪،‬لةر الترعا ر لهر لتبم ر ل آخررال لهر لتبم ر ل عبررول لهر لترتا ر ل نثسر و ل رر ركلهر لرررال ر ل‬
‫تإلله ت للترتاةبي ل ترمؤسسه لتالجتمهع لتألخاىلفقلترمتتمللتروب ا ‪2‬لل ل‬

‫‪-1‬لفه لعمالترتبالنقملعلم االجتماع التربويمل ار لتإلسكن ي لربوتهبملتإلسكن ي مل‪1997‬لملصل‪215‬ل ل‬


‫‪-2‬صا لتر ي لأا ملعلم االجتماع التربويمل ت لترعببملربنشال ترتبزيلملعنها مل‪2004‬ملصل‪6‬ل ل‬

‫‪32‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫ل يعرراأل م ر ل ز لسبس ر بربج هلترتاة ر لامبرررح ل ل مرربملعبررولتالجتمررهعلترتاةررب له تس ر ل أرركهةل‬


‫تألنشط لترتاةبي لربمؤسسه ملرينشط لترم سر ل ترتا ر ل تإل ت ير ل تخرالترمؤسسره لترم سر لرمرهل‬
‫م رربملهبص رربللب ع ر لترعا رره ل تألنش ررط لترت ررقلت ررتوله ررن و لرم ررهلي ررتولعب ررولتالجتم ررهعلترتاة ررب له تسر ر ل‬
‫لرمهلي رتولاهرشرا ل‬ ‫ترعا ه لترتقلتتوله لترم س ل ة لترمؤسسه لتألخاىلرهألسا ل ترمست ل ترنه‬
‫تال تصه ل ترطب ع لترتقلتع شلف هلة الترمؤسسه مل تؤاالفقلأا ل جب ةهل تعه ب ه ‪ 1‬ل‬

‫عب لترعمبملت تولسبس بربج هلترتاة له تس لتألنامر لترتاةبير لفرقلعا ت رهلارهرمتتململ تب ره ل‬


‫ة ررهلف ررقلترتت ررالتالجتم ررهعقمل السر ر مهل لترتاة ر ر لتس ررع لكرر ر لتحبي ررالر رره لا ررالتجتم ررهعقلر ص ررب ل‬
‫‪2‬‬
‫تجتمهع ه‬

‫الفقل ي يبربج لترتاة ر لترترقل حر ةهلتإللره لتالجتمرهعقل ترس هسرقلربمتتمرلملرري لتمربةل‬


‫تربح ل‬
‫لترناهملترتاةب لفقل تتملل هل عتم ل به ئلتإلسامل لترشر بع ل لترمسر ح ل لا اةرهلفرقلتخت ره ل‬
‫ترنهةجلتر تس ل ترمحتبىللترتعب مق ل‬

‫لهر ركلنا ررفلر رربل لعبررولتجتمررهعلترتاة ر ل حرره ةلتإلرمررهملاهراررهةا لترتاةبير ل ر لرررالترتبتنر ل‬


‫يبحالفقلتيا اةهلعب لترثالملترتمهع ل ترمتتمل ل‬

‫التربوي‪ :‬ل‬ ‫ثانيا‪ :‬نشأة وتطور علم االجتماع‬

‫للللللل متر لعبررولتجتمررهعلترتاة ر لفررقلنشرريتحلكرر ل نتصرربلترمررا ل‪19‬ممل ررالهر لظ ررب الاكتهارره لا ررال‬
‫نتامر لتتنرره ةل سررير لتألسر لتالجتمهع ر لربتاة ر لاشرركال تسررلل عررهممل يعبررالك ررال ررره ول ر لترررا ت ل‬
‫لتر لتمربملارحل‬ ‫هلترم س ل تر‬ ‫ترمؤسس لر تلترعبول لخاةلتةتمه حلاهرتنش لتالجتمهع لترتقلتم‬
‫ةر التألخ ررا لاررقلترمتتمررل ل ر ل ةررولرتبررحلن ر را ل ترتاة ر ل تألخررا ل‪3‬لسررن ل‪1903/1902‬مملرتررهب ل‬
‫ترتاة ل عبولتالجتمهع ‪4‬لسن ل‪1922‬مل رتهب لترتطرب لترب ر تابجقلفرقلفانسره لسرن ل‪1938‬م‪ 5‬ف ربليراىل‬
‫لترم سر لتسررهةولفررقلترتنش ر لتالجتمهع ر لعبررالنمررالامهفر لتألجر ت لكرر لتأل ثررهلمل لتعمررالعبر لك رره ل‬
‫تألف ر تا ل تخررالترمتتمررل لفهرم س ر لامةها ر ل تتمررللصررت ال عمررالعب ر لتو رربلترمررتعبول ررلل تتمعررحلعبررال‬

‫‪-1‬ل م ل ز ملالمعجم الموسوعي لعلوم التربيةمل طبع لترنته لترت ي مل ‪1‬ملتر ت لترب ضهءمل‪2006‬ملصل‪ 167‬ل ل‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mohamed Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, 5 éd., PUF, Paris, 1999, P. 3.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Emile Durkheim, L’éducation morale, 1902 – 1903, PUF, nouv. Edition, Paris, 1963.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Emile Durkheim, Education et sociologie, 1922, PUF, nouv. Edition, Paris, 1966.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Emile Durkheim, L’évolution pédagogique en France, 1938, PUF, nouv. Edition, Paris, 1969.‬‬
‫‪33‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫ت ي ر الامرتبرربلترم ر ول ترعرره ت لترم ربتن ملف ر ةهلةرربلترتنش ر لتالجتمهع ر ل ر لخرراةلترتاة ر لتألخا ر ل‬


‫تطب للترمتعبولر تو بل لل تتمعح ل ل‬

‫‪John‬لترمؤسر ر لترثعب ررقلرعب ررولتالجتم ررهعل‬ ‫ل‪Dewey‬‬ ‫يعتب ررالتروة ررال ر ر لترم تمر ر ل لج ررب ل ي ررب‬
‫ترم سررقل ر لخرراةل ؤرثهتررحل ترتررقل ر ل أر اةهل عم ر تقلترتاةبير لسررن ل‪1897‬مل ترم سر ل ترمتتمررل ل‬
‫س ررن ل‪1899‬مل تر مماتل ر ر ل ترتاة ر ر لس ررن ل‪1916‬م للةن ررهللتروة ررال ر ر لترب رره ة لترر ر ي لتةتمر ربتلاعب ررول‬
‫تجتمهعلترتاة ل رهن‪،‬لر ولرتهاه ل بهأا ل لا ال بهأا لفقلترمبضبعمل ةرهة لرره ةل ره ر ل رهك ل‬
‫ف بال ةبةلالهقل ا اةو لرو لة التروتهاره ل ارولتنتشره ةهلكالل ن رهلتنه رر‪،‬لترتبتنر لتالجتمهع ر لربتاة ر ل‬
‫اطايم لنااي لفوهن‪،‬ل ابلكر لترثبسث ل ن هلكر لعبولتالجتمهعلامثهة محل ل نهةتح ل ل‬

‫فقلعهمل‪1933‬ملتيسس‪،‬ل ةلجمع لفقلترب لم ل لتحمالتسول ترتمع لتربلن لر تس لعبرول‬


‫لترع ير ل ر لتروتر ل ترنشرايه ل نامر‪،‬لتالجتمهعرله لترسرنبي لرثراعلعبرول‬ ‫تالجتمهعلترتاةرب ل لترترقل صر‬
‫ل‬ ‫تالجتمهعلترتاةب لربتمع لتأل ايك لرعبولتالجتمهع ل رلله ت ر لتررمسر نه لظ را لعبت رالج ير ل‬
‫لة الترعبت ا‬ ‫كر لتت الترناا لكر لترتاة لرمبضبعلتر تس ل‬

‫أوال‪:‬لتم ر ملترصررنهع ل تنرربعل ؤسسرره لترمتتمررلل ررهلنشرريلع ر ل ررركل ر ل شرركا لتجتمهع ر لج ي ر ل رل ل‬


‫ج راتءلترتم ر ملترصررنهعقلتراسررمهرقلرمشرركا لترعمهر ر ل ترسرركه ل تر تررا ل لكر ر لتأل ررالتر ر ل ىلكر ر ل‬
‫ل‬ ‫ظ ب لعا ه لج ي له لترتاة ل ة الترمؤسسه‬

‫ثانيا‪:‬لظ ب ل شكا لج ي ل تخال مالترتاة لنثسرحملنت تر لتطرب لتإل ت ل ترتنار ولترم سرقمل ههب ر ل‬
‫ترتبم لربتعب ومل تعب ولتروبه ل لكر ل‬

‫ثالثاااا‪:‬لتم ر مل ن ررهةجل نااي رره لترعب رربملتالجتمهع ر ل تنتش رره لتالتت ررهالتر رربظ ثقلهن عت ررحلترعبم ر ل نهةت ررحل‬
‫تربصث ل ة منتحلعب لرال تهال ل ل‬

‫ل م ررهل ىلكرر ر لظ ررب ل ش رركا لج ير ر ل‬ ‫رابعاااا‪:‬لتط ررب لترنم رربلترر ر متاتفقل زي رره لتإل ب ررهةلعبر ر لترم ر ت‬
‫ل‬ ‫اتبط لاهالستماةلترمه ملترمهرقل ترمعنب لر الترمؤسسه‬

‫لة ي لة الترعبت ال تتمع لترشا لتألسهس لرتنم لتروتهاه لفقلة تلترعبرومللتالنتمرهةله رهل‬
‫ر ل ترا لتسرتعمهةلنتره جل ثرهة ولعبرولتالجتمرهعلرحرالترمشركا لترتاةبير لكرر لتطب رال بره ئل ل تا رال‬

‫‪34‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫ث ررهة ولعب ررولتالجتم ررهعلرح ررالترمش رركا لترتاةبي ر ل تعتب رره لترتاة ر ل ر تنهل ر ل رره ي لعب ررولتالجتم ررهع ل‬
‫ة رراز لهر ر ركل ةم ر ر لترتاة ر ر لرمؤسسر ر ل مر ر لف ررقلترمتتم ررلمل ر ر لت ررولينبت ررقل تس ررت هلرمبض رربعلرعب ررول‬
‫رل لةر الترعبت رالرتطررب لعبرولتالجتمررهعلترتاةرب لل ةررا زل‬ ‫تالجتمرهعل فمرهلرمبه ررحل ن هجرحل ل تا مررح ل‬
‫لتالةتمرهمل ةرال عمرهةله ره لهب يربل‪Pierre Bourdieu‬للجرب لربرب لاهسرل لا ل ‪Jean‬‬ ‫عمرهةل رتهاره ل اره‬
‫ررهلفررقل ةل‬ ‫ل‪Remon Boudon‬ل ةانشررتهي ل‪Bernstein‬ل ا رراةو‬ ‫‪claude Passeron‬ل يمررب لهررب‬
‫ترعررهرولترةهرررالفم ر لترريخالظ ررب لة ر تلترعبررولاحكررولتالسررتعمه ل ربثهتررحمل ررالتمرر‪،‬ل تسرره لتجتمهع ر ل‬
‫سهةم‪،‬لفقلتروشبلع ل رتببل أركهةلترم رالتالجتمرهعقل ترةمرهفقلترر لتعاضر‪،‬لررحلتبركلترمتتمعره ل‬
‫فقل مب لتر من لتالستعمه ي ل مهل ى للكر لتع ي لتربث رهلترةمرهفقل ترتاةرب لمل يمكر لتإلأره لفرقلةر تل‬
‫ض ‪1‬ل‬
‫ترمتهةلكر لرتهبلفاتن لفهنب ل ع هبلتأل ل‬

‫ل‬ ‫ثالثا‪ :‬األبعاد األساسية لعلم اجتماع التربية‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫لتشتمال تس لتراهةا لترتاةبي لخم ل اعه ل سهس لةق‬

‫‪-1‬تر تس ر لترنااي ر لرعب ررولتجتم ررهعلترتاة ر لاهعتب رره لترتاة ر لظ ررهةا لتجتمهع ر ملف ح ر لنش رريت هل تطب ة ررهل‬
‫ترعبت الترمتحكم لف هل ترعنهصالترمكبن لر هله ألتربصربةلكرر لترمربتن لترعه ر لترترقلتحكرولترعمب ر ل‬
‫ترتاةبي ل ظه ث هلترمتع‬

‫‪-2‬تستثه لعبولتجتمهعلترتاة ل ل به ئلعبولتالجتمهعل بتن نحلفقل تس لتراهةا لترتاة لبي لفقل تهةل‬
‫ترممه س مل اليتعبالتأل الاعمب لترث ول ترتعبر ول رهليراتبطله رهل ر ل شركا لترلاتبطلامنرهةجل لرا ل‬
‫ترت ي ل تألهن لتإل ت ي ل ناولتالتصهةلفقلترمؤسسه لترتعب م ل ل‬

‫‪-3‬لب ع ر لترمبضرربعه لترتررقليتنه ر ررهلعبررولتجتمررهعلترتاة ر لاهر تس ر لاهعتبه ةررهل لبضرربعه لتجتمهع ر ل‬


‫تتعب ررالاهأل س ررهملترتاةبي ر ل ررهلتش ررتمالعب ررحل ر لتنا م رره ل نا ررول عمب رره لتجتمهع ر لتتعب ررالاهرعمب ر ر ل‬
‫ترتاةبي‬

‫‪-1‬ل م لعبقل م ملمقدمة في علم االجتماع التربيةمل ت لترمعاف لترته ع ملتإلسكن ي مل‪2003‬ملص‪-‬صل‪87‬ل‪-‬‬
‫‪ 90‬ل ل‬
‫س لعب لترحم ل م ل أبت ملالتربية والمجتمع‪ :‬دراسة في علم اجتماع التربيةملترمكت لترعاةقلترح ياملترمهةا مل‬ ‫‪-2‬ل‬

‫‪2002‬ملصل–لصل‪93‬ل–ل‪96‬ل ل‬

‫‪35‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪-4‬تح يرلل ر تخالترعمب ر لترتعب م ر ل ر لك ت ل تتصررهةل نررهةجل لررا لترتر ي ل تيا اةررهلعبر لرررال ر ل‬
‫لاولترمتتمل ل‬ ‫أرص لترثا ملامهفتحل‬

‫التربية‪ :‬ل‬ ‫رابعا‪ :‬موضوعات علم اجتماع‬

‫يتم ر لعب ررولتجتم ررهعلترتاة ر لاهةتمه هترلحلترمتع ر ل تهالترلحلترمتبهين ر مل ة ررقلجم ع ررهلتس ررتن لكر ر ل‬
‫تألسبببل ترمن جلترعبمق ل يمك لتبر صل هازلتةتمه هتحلف مهليبق ل‬

‫رهةا لترتاةبي ر ل ر ل رراللب عت ررهل خصه ص ر هلترترلقلتتع ررال ن ررهل بض رربعهل تمررهي تلرعب ررول‬
‫‪-‬ل تس ر لترار ل‬
‫تجتمهعلترتاة‬

‫‪-‬لترتعاألعب لترب ره للترةمهف ر للتالجتمهع ر ل ترشرصر لترماتبطر لاهرارهةا لترتاةبير ل ر ل رالنشريت هل‬
‫تطب ةهل ترمبه ئل تر عه ولترعه لترتقلتحكم هل تختافهت هلاهختاألتألز ه ل ترمتتمعه‬

‫‪-‬لف رروللب ع ر لترعا رره لترتررقلت راةطلترا ربتةالترتاةبي ر لهبعض ر هلتررربعنل تاةط ررهلات اةررهل ر لترا ربتةال‬
‫تالجتمهع لفقلترمتتمل‬

‫‪-‬لتروش رربلعر ر ل اع رره لتربظ رره بلتالجتمهع ر ر لترت ررقلتؤ ي ررهلترار ربتةال تر ررناولترتاةبير ر لاهرنس ررب لربتبتنر ر ل‬
‫تالجتمهع ل ترةمهف ل ترشرص مل تطب لة التربظه بل تختاف هل ل تتمللكر ل خا‬

‫‪-‬لتح ير ر لترمض ررمب لتألير ر يبربجقلربتاة ر ر ل ا رره العبر ر لترعمب رره لترتاةبير ر ل ررهلير راتبطله ررهل ر ر ل عافر ر ل‬
‫عمب ه لتعبول تثهعاله لترتمهعه لتالجتمهع لفقلترتنا مه لتالجتمهع لترتاةبي‬

‫‪-‬لتربصرربةلكر ر لترم ربتن لتالجتمهع ر لترعه ر لترتررقلتحكررولترار لربتةالترتاةبي ر ل ررهلي راتبطله ررهل رل ل رره لل‬
‫تجتمهع ل امهف ل أرص‬

‫‪-‬ل ص رربلترا ررهةا لترتاةبير ر ل تر ررناولترماتبطر ر له ررهل لتثسر ر الترعبت ررال ترم رربىلترت ررقلت ررؤاالعبر ر لنش رريت هل‬
‫تطب ةررهمله ر ألف ررولتراررهةا لترتاةبير ل ترتنبررؤله ررهمل لةهرتررهرقلترررتحكولفررقلترعبت ررال تراررا ألترتررقلتررؤاال‬
‫ف ه ل‪ 1‬ل‬

‫‪-1‬ل س لعب لترحم ل م ل أبت مل اجللسههاملصل‪103‬ل ل‬

‫‪36‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪-‬لعا ر لترنسررالترتاةررب لاهألنسرره لتألخرراىلفررقلترمتتمررلل ل لالفررقلعمب ر لترتت ررالتالجتمررهعقل ترةمررهفقل‬


‫ل‬ ‫عا لترتاة لاهرطبمه لتالجتمهع‬

‫ل‬ ‫للترم س لري ت لربتم ملتالجتمهعقل ترعبت التالجتمهع لترتقلتؤاالفقلترم ت‬ ‫لترم‬ ‫‪-‬لف ول‬

‫‪1‬‬
‫لترمبىلتالجتمهع ل تيا اةهلعب لتألف تا مل عب لترمؤسسه ل ترناولترتاةبي لاهرمتتمل ل‬ ‫‪-‬لف ول‬

‫للعب رحلنا رفلر رربل لةر تلترعبرروليارر لعبر ل تسر لعمب ر لترتاة ر ل ةر تف هل ر ل رالترمنررهةجل‬
‫ىلتيا لاةرهلعبر لترتنشر لتالجتمهع ر ل ترشرصر ل‬ ‫ترطا ل ترم ه ل ترتثهعاله لترتا ل ترم س مل‬
‫عمب لترضبطلتالجتمهعقمل ل تس لتربنرهءلتالجتمرهعقلرألنسره لترتاةبير لفرقلترمتتمرلل عا ت رهلارهرناول‬
‫تألخاىلفقلترتت التالجتمرهعقل ر ىلتريا الترمارهةالتر متاتف ر ل ترسركهن ل ترب ر لفرقلترمتتمرللعبر ل‬
‫ترعمب لترتاةبي للترمشكا لترتقل للتؤاالعب لرثهء لترناهملترتاةب لفقل ت حلربظه ثح ل‬

‫ل‬ ‫خامسا‪ :‬مناهج البحث المستخدمة في علم اجتماع التربية‪:‬‬

‫لف ر ررقلجم ر ررللترب هن ر رره ل ر ررللتط ر ررب لتألس ر ررهر لل‬ ‫لتط ر ررب لترمن ر ررهةجلتربحة ر ر ر للتأل ت لترمس ر ررتر‬
‫لفررقلترتحب ر ا لتربحة ر ملفبررول ع ر لعبررولتالجتمررهعلترتاة ر ل متص ر تالعب ر لتربحررب ل‬ ‫تإل صرره لترمسررتر‬
‫صللترتحب ررامللإ تررهللترتثس ر تا لتراز ر لربعا رره لترسرربب له ر ل‬
‫تربصررث ملهررالتع ر ل ررركلرما ب ر لترتشررر ل‬
‫ترمتت تا لترمرتبثر للترمت تخبر مل رالتسرتر مل نرهةجلاحة ر ل رتبثر لرررهرمن جلترتره يرقلر تسر ل تحب رال‬
‫ترتطر ررب لترتر رره يرقلربب ر رره للتالجتمهع ر ر ل ترتاةبي ر ر مللترمر ررن جلتربصر ررثقلترمسر ررتر ملالستمصر ررهءلترا ر ربتةال‬
‫تالجتمهع ر ر ل ترتاةبير ر لف ررقلترب رر‪،‬لترحهض رراملرم ررهلتعتمر رللترم ررن جلترمم رره لر تسر ر لتر ررناولترتاةبير ر لفر ررقل‬
‫ترمتتمعه لترمرتبث ل لر تلترمن جلترحمبقل تألنةا ةبربجقلفقلتر تسه لترمتعمم لترمه م لعب لترما ا ل‬
‫ترممصررب ل ترمعه ش ر لترمسررتما لر تس ر لتراررهةا لترتاةبي ر ل ييخ ر لتربرره ة لب لفررقلعبررولتجتمررهعلترتاة ر لفررقل‬
‫تسر ر ر ر ررت ولهةاا ر ر ر ر ر ل سر ر ر ر ررتبيه ل ر ر ر ر ر لترتحب ر ر ر ر ررالرمعهرت ر ر ر ر ر لترمضر ر ر ر رره هلترتاةبي ر ر ر ر ر للترتعب م ر ر ر ر ر للةر ر ر ر ررق ‪ 1‬ل‬
‫‪ -1‬ستبىللتحب الترب ت لتروباىل لتر ل ثتاضل لترمتتمللعبه لعر ل تمبعر ل ر لتررناولترمتثهعبر ل‬
‫لتربظ ث لتعمالفقلنسال تترهن مل لتعتبرالتررناولترتاةبير للترتعب م ر لجر ءل كمرال‬ ‫لترمتوه ب ل لترنه‬
‫صل لتشرر صل‬
‫ربم لترناولتالجتمهع للترس هس للا اةره ل ليمربملترتحب رالفرقلترب ر ت لتروبراىلعبر لفحر ل‬

‫‪1‬ل‪-‬لعب لهللاله لعه نلسهرلولترةب تقملعلم اجتماع التربيةمل كتب لتراأ مل ‪2‬ملترايهضمل‪2009‬ملصل–لصل‪79‬ل–ل‬
‫‪82‬ل ل‬

‫‪37‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫ترتبتن ر لتربظ ث ر للتربنه ر لربررناولترتاةبي ر لاص ررث لأررمبر ل ر ل رراللب ع ر لترب ر تا جلتر تس ر ل لنبع ر ل‬
‫ل‬ ‫مل ل تس ل لتحب الترناولترتاةبي ل عا ت هلاهرناولتالجتمهع‬ ‫تر لبسه الترمستر‬

‫‪ -2‬سررتبىللترتحب ررالترمتبسررطلترمر ىلربررناولترتاةبير لترر ل مرربملعبر لتحب ررال ل تسر لترب ر ت لللتأل ت ل‬
‫تالجتمهع ر لتأل ررالأررمبر لفررقلتار بت ررهلتربظ ث ر للتربنه ر ل تخررالترررناولترتاةبير للترتعب م ر ل ةررا لتحب ررال‬
‫لجمع ر ل ر ررهءل‬ ‫لتش ررر صلترتمهع رره لتالجتمهع ر للتر ررناولترم س ر ل ر ل ررال ت ررهلتر رربظ ثقملر ر‬
‫لترمستشرره لترم سررقلفررقل سررهع لترتبم ر ل تخ ررال‬ ‫ترتا ر لفررقلترربف الاعررنل سررتب ه لتر تس ر ل ل‬
‫كر ل ل‬ ‫ترمؤسس‬

‫‪ -3‬ستبىللتحب الترب ت لترصتاىل لهازلة تلترمستبىل لترتحب العن لاعنلعبمهءلتجتمرهعلترتاة ر مل‬


‫فررقلتترررهللترطهر ر لرب ر ل سهس ر لربتحب ررالرث ررولترعمب ر لترتاةبي ر للترتعب م ر ل ررال ر ر لعب ر لترتثهعررال‬
‫بللترم سر ر لعبر ر لترمس ررتبىلترث ررا ل تخ ررال تر ر تا لتر تسر ر ملتنطا ررهل ر ر لعرر ةل‬
‫ترمتب رره ةلهر ر لترط ررا ل‬
‫ترمضه هلترثا للترتاةبي للترت ت لع ل ح تت هلتالجتمهع لتروباىل ل‬

‫ل‬ ‫سادسا‪ :‬األطر النظرية لعلم اجتماع التربية‬

‫‪-1‬النظرية الوظيفية‪:‬‬

‫فمهلربتصب لتربظ ثقلفإ لترمؤسسه لتالجتمهع لتعمرالعبر ل هعر لترتمرهي لرورالجر ءل ظ ثترحل‬
‫تررهص ر ل ترتوه ررالتررربظ ثقلف مررهله ن مررهملاح ررالتبررازلاصررب لآر ر لفررقلعمب ر لتالعتمرره لترمتبه ر ر له ر ل‬
‫ترمؤسسر رره لترمرتبثر ر لربمتتمر ررللرضر ررمه لتسر ررتم تا اللتسر ررتم تا ال جر ررب ا ل نر ررحل مكر ر لترنار ررالفر ررقللب عر ر ل‬
‫ترمؤسسره لترتاةبير لرينسرره لتجتمهع ر لرب ر لتتوررب ل ر ل تمبعر ل ر ت ل تمرهي ل ل توه بر ملتعمرال عررهل‬
‫‪1‬‬
‫رتحم اللة تف هلترتاةبي ل ل جالتربمهءللتالستم تا‬

‫ل‬ ‫فهرتحب التربظ ثقلربناهملترتعب مقل عتم لترمبه ئلترتهر‬

‫‪- 1‬ل م لعبقل م ملمقدمة في علم اجتماع التربيةمل ت لترمعاف لترته ع ملتإلسكن ي مل‪2009‬ملص‪-‬صل‪-122‬‬
‫‪123‬ل ل‬

‫‪38‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫لترتاة ر لفرقل‬ ‫ىمل ؤرر تلعبر ل‬


‫‪-‬لتعتبه لترتاة لناه هلتجتمهع هليؤاال يتياالاهرناولتالجتمهع ر لتألخرا ل‬
‫ك رره لترث ررا لربمر ر ول ترمعتمر ر ت ل ترمع ررهي التالجتمهع ر ر لتألسهسر ر لرمتتمع ررحل ر ر لخ رراةلعمب ر ر لترتنشر ر ل‬
‫ل‬ ‫تالجتمهع‬

‫‪-‬ل ج ررب لترمر ر وللتألفو رره للترمعتمر ر ت للترمع ررهي التالجتمهع ر ر لترمش ررتار لهر ر لتألفر ر تا لكرر ر لجهنر ر لعمب ر ر ل‬
‫صمل عمالعب لتحم الترناهملتالجتمهعقل‪ .L’ordre sociale‬ل‬
‫ترتوه الترنهتت لع لترترص ل‬

‫‪-‬لربناررهملترتاةررب ل ظ ث ر لةه ر لفررقلتتررهن لترمتتمررللف مررهل مرربملاررحلة ر تلترناررهمل ر لنمررال عررهي ال ر ول‬
‫ترمتتملل ر لج رالكرر لج رامل رال شر ال رره ولكرر ل لترمتتمرلل سرتط للتربمرهءلفمرطلك تل جر لهر ل‬
‫ل ترناهملترتاةب لفقلترمتتمللي عولة تلترتترهن مل رركلاتاسرحلفرقلترطثرال‬ ‫عضهؤال ج ل لترتتهن‬
‫نر ر لترب ت ر ر لتب رركلترتم ررةا لترت ررقلتحتهج ررهلترح رره لترتمع ر ر ‪1‬ل ةر ر تل ر ر لأ ررينحل ل ت ررا ل ر ر ولتالنتم ررهءل‬
‫تربلن مل يعطقل ةهاللع لترتعب ولفقلتربال ره لترمتحر لتأل ايك ر مل رال سرهع لترمرن جلترتعب مرقلفرقل‬
‫اا ل ول عهي الترمشه ر لفقلتألف تاللعب لتبهي لخبث هت و‪.‬ل ل‬

‫‪-‬لترتاة ر لتعمررالعب ر ل سررهع لترثررا لعبر لك تلل تتررحل تنا م ررهملرر ركلفإنررحلالليبجر لنمررطلتاةررب ل ت ر ل‬
‫روررالترمتتمعرره ل إنمررهلةنررهلل نمرره لتاةبي ر ل رتبث ر ملأل لترتاة ر لعمب ر ل ينه ك ر ل تت ررا لعب ر لتر ر تمل‬
‫ل ا ب لكر ل خاىل ل‬ ‫ل تتمللكر لآخامل‬ ‫ترتببل لعصالكر لآخال‬

‫‪-‬لتمرربملتألسررا لهبظرره بل ررال ظرره بلترم س ر لفررقلتر ر ةلترصررنهع لترمعم ر لفهرم س ر لتوس ر لتألف ر تا ل‬
‫ترم رره ت لتراز ر لربح رره لترتمع ر ملاإكسررهه ولترم رره ت لترنبع ر لترضررا ي ل تراز ر لربم ن ر لترتررقلسرربأل‬
‫مب ب له هلفقلترمستمبال ة التربظ ث لضا ي لفقلترمتتمللترصنهعق ل‬

‫‪-‬لتيك لعب لضا لللةم لترم س لرممةالرب ر ل ترم ولتألخا لاهرمتتململ مهليتطب لترتيك لعبر ل‬
‫ترم ول ترمبه ئلتألسهس لفقلترمتتمل ‪ 2‬ل‬

‫ة ركلنا فلر بل لة الترممه ة لت تولاهستم تا لترناهملتالجتمهعقل توه العنهصاال ةن هنحمل‬


‫التعتبال لربتعب ولترع ي ل لتربظره بلتر ه ر لفرقلترمتتمرلملف ربل م ر لتأللثرهةل يعر ةولرانر ه ل‬

‫‪- 1‬لترس لعبقلأتهملعلم اجتماع التربويمل كتب ل طبع لتإلأعهعلترثن ملترمهةا مل‪1997‬ملصل‪-‬صل‪128-127‬ل ل‬
‫‪- 2‬لترس لعبقلأتهمل اجللسههاملصل‪-‬صل‪130-128‬ل‬
‫ل‬

‫‪39‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫فررقلترمتتمررللعرل للايررالترمعاف ر ل الملاررولعبررالتبم ررن ولترمبرره ئل تألع راتأل ترعرره ت ل ترتمهر ر لترمحب ر ل‬
‫ترم ولتألخا ل ترس هس لف قله ركلتسهةولفقلتمبيولتروة ال لترسببر ه لترمنحاف ل لتثه ي ه‬

‫‪-2‬نظرية التغير والصراع‪:‬‬

‫جهء لة الترنااي لهتصب ت لترتببلعرل لترنااير لتربظ ث ر لرتثسر الترسرببللتإلنسرهنقلفبرول عر ل‬


‫عنص ررالترتش ررهاحللترتس ررهن لرهف ررهلربتثسر ر اللترث ررومله ررال ص ررب لترس ررببللتالجتم ررهعقل ثس ررالعبر ر ل س رره ل‬
‫ترتعه ضلفقلترمصهر لتر تت له لتألف تالمل تر لصه ليناالكر حلرمب ل تفع لربمحهفا لعب لتستم تا ي ل‬
‫ترمتتملل تسهةولفقلف ولترتار بر لتالجتمهعرل لربمتتمرل ل ل ر للةرول تللةرل تلترتبجرحلنر را له ره لهب يربل‬
‫ةهزيررلالهانش ررتهي للج ررب لرب ررب لاهس ررا لللا رراةو ل لتبح ررالةر ر الترممه ةر ر لف ررقلترتبتنر ر لترس رربب لربنا ررهمل‬
‫ل ل‬
‫ترتعب مقللترتقل لتؤ لكر لتثو كل لتراي لترمتتمل لفقلة تلترص لياىلتربه ةب ل لرإلير يبربج ه ل‬
‫لفرقلتنتشره ل‬ ‫تيا العبر لترتاة ر للترتعبر ولفرقلترمتتمرلمل رال لتإللره لترةمرهفقلترسره ل ر ل كرب لررحل‬
‫ظهةا لترتم للع ملتوهفؤلترثاصل س لترعا لللترتن للترمستبىلترمع شق لخهص لك تلرولتؤخر لاعر ل‬
‫تالعتب رره لترمع ررهي الترمبض رربع لر جر ر لترر ر رهءل ل س ررتبىلتإلنت رره للتإلهر ر تع ل لةهرت ررهرقل ص ررب لترنا ررهمل‬
‫لآر ه لكعره لكنتره لترا سره ت لفرقلترمتتمرل ل ل ر لضرم ل رهليؤخر لعبر ل‬ ‫ترتاةب للترمستبىلترتعب مقل‬
‫ةر رلتلترط ررا ل ن ررحل رر ر لعبر ر لترمعط رره لترماتبطر ر لاس هسر ر لتالنتم ررهءل م ررهل ص ررع لتعم م ررهلعبر ر لجم ررلل‬
‫تألنام لتالجتمهع ل‬

‫‪-3‬النظرية التفاعلية الرمزية‪:‬‬

‫تتببب ل فوره لترنااير لترتثهعب ر لترا ير ل ربةل تسر لترطرا لترترقل سرتط لل ر لخار رهلترثرا ل ل‬
‫يبن ررقلتص ررب تل ف م ررهل م ررهلع ر ل تت ررحل ع ر لعهرم ررحلتالجتم ررهعقلترمح ر طلا ررحل ر لخ رراةلعمب ر لترتثهع ررال‬
‫ترا ر ل ل ةهرتررهرقلسررهةم‪،‬لترنااي ر لفررقلكا راتءلتر تسرره لتالجتمهع ر ل ترتاةبي ر لرمررهل تررحل ر لتصررب ت ل‬
‫نااي لع ل ث بملترشرص ل تر ت ل ر ث لتيا التآلخاي لفقلهنهءل ث بملترشرصلع ل تترح ل نبررصل‬
‫ةول سبمه للة الترنااي ل س لةلاةا لهبب الفق ‪ 1‬ل‬

‫لجم ررللتروه ن رره لتإلنس ررهن لتتت ررحل تتص رراألنح رربلتألأ ر هءلعب ر لض رربءل ررهلتط ررب لعب ررحل ر ل‬ ‫❖‬
‫عهنقلظهةا ل‬

‫‪- 1‬لعب لهللاله لعه نلسهرولترةب تقمل اجللسههاملصل‪-‬صل‪108‬ل‪109-‬ل ل‬

‫‪40‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫لة الترمعهنقلتتشكالنت ت لربتثهعالتالجتمهعقلفقلترمبت بلترتقليبج لف هلترثال ل‬ ‫❖‬


‫هلررالفرا لفرقل‬ ‫لة الترمعهنقلتشركال تتعر ل ر لخراةلعمب ر لترتثسر ال ترتي يرالترترقل سرتر‬ ‫❖‬
‫تعه بحل للترا بزلترتقلتبتج حلفقلترمبت بلتالجتمهع ل‬
‫ة ركلنا فل لة الترنااي لتنطبال ل ستبىلترب ت لترصتاىلريفعهةلتألف تا ل سببرهت ومل‬
‫رث ولترب ت لتروباىل لترنسالتالجتمرهعق لفيفعرهةلتألفر تاللتصرب لاههتر لرتشركالهن ر ل ر لتأل ت لترترقل‬
‫يناررالكر ررهل ر ل ررالتب عرره لاعض ر ولتتررهالتررلبعنل ر ل ررالترمعررهنقللترا رربز ل عب ررحلتب ر ل تس ر ل‬
‫لترثعررالتالجتمرهعق) لفهرعا ر لفررقلترثصرالتر تسررقل‬ ‫ترنارهملترتعب مرقل ر لترثصرالتر تسرقل( كرره ل ر‬
‫ترتا ل ترمعبولةقلعا ل هسم ملألنحل مك لترتثه ضل بةلترحم مر ل تخرالترمسروملك لير للترتا ر ل‬
‫م مر ر لر رربن ول ررهةاي ل ل اب ررهءل لرس ررهر مل ف ررقلض رربءلةر ر الترممر ربال ليتثهع ررالترتا ر ر ل ترم سر ر ل‬
‫اعض ول للاعنل ال حممب لفقلترن ه لنته هل لفشالتعب م ه ‪ 1‬ل‬

‫‪-4‬النظرية المعرفية‪:‬‬

‫عرراألجررب لاررب ف تشل‪ G. Gurvitch‬عبررولتجتمررهعلترمعاف ر لعب ر ل نررح ل تس ر لترتاتاطرره لترتررقل‬


‫مك ل ه رهلهر لتألنربتعلترمرتبثر لربمعافر ل ر لج ر للتأللرالتالجتمهع ر ل ر لج ر لاهن ر لفعبرولتجتمرهعل‬
‫ترمعاف ر ليار ر لعب ر لترتاتاطرره لتربظ ث ر لترمه م ر له ر ل ن ربتعل أرركهةلترمعاف ر لاح ر ل تت ررهملارروله ن ررهل لة ر ل‬
‫تأللالتالجتمهع مل مهل كشبلع لك لعص لترمعاف ل كم لفقل ظه ث ره ل رهلعبرولتالجتمرهعلترمعافر ل‬
‫ترتاةر ررب لف عافر ررحليبنر ر ل‪Young‬لعبر ر ل نر ررح لترمبر رره ئلترتر ررقلتمر رربلخبر رربلر ث ر ر لتبزير ررللترمعافررل لترتاةبير ر ل‬
‫لتنا م ررهمل لر ث ر لتنتمه ررهل لإعطه ررهل مت ررهل ل عاف ر لامهف ر لترح ر لترعررهممل لر رربل مك ر ل ةط ررهلاهرمعاف ر ل‬
‫ترمم ر لف ررقلترم س ر لللتعتبه ة ررهلترم ر خالترحم م ررقلربتعب ر و ل لةن ررهءلعب ر ل ر رركلي ررتولعب ررولتجتم ررهعلترتاة ر ل‬
‫ترمعافقلاهربحالفقلترةمهفه لترثاع ل تخالترمتتمرلمللعمب ر لترتنشر لتالجتمهع ر ملل ارال رركلعبر ل ر ول‬
‫ترطثاللتتتهةهتحملل ستبىلتحص بحلتألكه مقللتربتب لل لي تول ضهلاهربحالفقللب ع لترعا لترمتبه ر ل‬
‫بل‬
‫ه ر لترتعب ر وللترتت ررالتالجتمررهعقمل لتحب ررالترم س ر لرمؤسس ر لتاةبي ر لفررقل ررركلعب ر لتسررتر تملتألسرربب ل‬
‫ترسبس بربجقلتر ا ‪2‬ل ل‬

‫‪ -1‬م لعبقل م لمل اجللسههاملصل‪180‬ل ل‬


‫‪- 2‬لعبقلترس لترشر بقملعلم االجتماع التربية المعاصرةمل ت لترثوالترعاةقمل ‪1‬ملترمهةا مل‪2002‬ملصل‪67‬ل ل‬

‫‪41‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫ل ةول صطبحه لترنااي لترمعاف ‪ 1‬ل‬

‫لعمرالفا رهل إنمرهلةربل‬ ‫‪ 1‬نظم المعرفة‪:‬ل يعنقل لربمعاف للهاللجمهعقملأل لكنته لترمعاف لرر‬
‫عمالجمهعق ل‬
‫‪ 2‬توزيع المعرفة‪:‬لتيخ لترمعاف ل أكهاللةا لتبعهلرت ج هلفقلترم م ملأل لتم لاعنلترمعه أل‬
‫لر رربعنلترتمهع رره ملرو ررقل كتس ر لترمنتثع ررب ل ن رلهل ةم ر ل‬ ‫ع ر لاعض ر هلتآلخ ررالأ ررا لض ررا‬
‫أاع لرمكهنت ولتالجتمهع لترعهر‬
‫‪ 3‬الموضااوعية والنساابية‪:‬لك لترمع رره لترب ر لربمعافر لةرربلتحسر لتأل ضررهعلتإلنسررهن ملفهرمعافر ل‬
‫ترمه م لعب لترس ه ه لتالجتمهع لجهء لرحال شكب لتإلنسه ل‬
‫لترر لتبعبرحلترةمهفر لترمسر طا ل لترسره لفرقل‬ ‫‪ 4‬رأس المال الثقافي‪:‬ل عافحلهب يبلعبر ل نرحلترر‬
‫لترطبمقلترسه لفقل ركلترمتتمل‬ ‫تتملل هملفقلكعه لكنته ل لتاس لهن لترتثه‬

‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع التربوي بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫ك للب ع ر لترمبضرربعلتر ر ليتنه رررحلعبررولتالجتمررهعلترتاةرلب للاهر تس ر ل ترتحب ررال(ترناررهملترتاةررب )ل‬


‫تثاضلعب حلترعمال للفا علترمعاف لتألخاىللترتقلتسهةولفقلف محل ةبب لنته تحل سرنحه ةلعراضل ةرول‬
‫ة الترعببملف مهل يتق‬

‫‪-1‬العالقة بعلم االجتماع‪:‬‬

‫لللللللةبلفاعل لفا علعبولتالجتمرهعلي رتولاهرتبتنر لترتاةبير لربارهةا لتالجتمهع ر لترترقليتنه ر رهلعبرول‬


‫تالجتم ررهعمل تر ر ل س ررتم ل ن ررحلتإلل رره لترنا ررا لترع ررهملتر ر ل س ررهع العب ر لف ررول اع رره لترا ررهةا لترتاةبي ر ل‬
‫تأل رب لترمتعبمر له رهمل ةرالترنشره لترم سرقملترتنار ولتالجتمرهعقل ترتمهعره لتالجتمهع ر لاهرمؤسسره ل‬
‫ترتعب م ر ر لرررلهإل ت لترم سر ر ل جمهعر ر لترم سر ر ل ترتا ر رل لرم ررهليتن رره ةلترتثهع ررالترم رره ولهر ر لترم سررل ل‬
‫كمؤسس لتجتمهع ل ترمح طلتالجتمهعق ل ل‬

‫‪- 1‬لعب لترسم للس ل م ملدراسات في علم االجتماع التربويمل ت لترمعاف لترته ع مل ‪1‬ملتإلسكن ي مل‪1993‬ملصل‬
‫–لصل‪47-44‬ل ل‬
‫ل‬

‫‪42‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪-‬ل ستث لعبولتالجتمهعل ل عط ه لعبولتجتمهعلترتاة لفقلتنه ررحلربتاة ر ل نسره هلتالجتمهع ر مل رهل‬


‫تشررمبحل رل لنا ررولتتعب ررالاهرعمب ر لترتعب م ر لترعه ر ل عمب ر لتر ررتعبولخهص ر مل ترت ررقلتس ررهع العب ر لتح ي ر ل‬
‫تررصه صل تراا ألترعه لترماتبط له همللترمؤاا لفقل ح طلترمتتملل امهفهتح‬

‫‪-‬ل عتمللعبولتجتمهعلترتاة لعب لف ولعبولتالجتمهعلرماهةالترتثهعالتالجتمهعقلفقلترمتتملل اعره ال‬


‫ترعبت الترتقلتؤاالف حل ترم ول ترمعهي الترتقلتبجحلسببللتألف تا لفقلترمتتململ ركلرتح ير ل متضر ه ل‬
‫رره ت للتثهعب ر مل‬ ‫ص ر ها لترشرص ر ل ر لخرراةلترعمب ر لترتاةبي ر لة ر الترعمب ر لترتررقلتتطب ر لخب ر تا ل‬
‫‪1‬ل‬ ‫فعمب لترتعبولةقلامةها ل ب بلتجتمهعقليتثهعالف حلتألف تا ل ترتمهعه‬

‫‪-‬ل سررتث لعبررولتجتمررهعلترتاة ر ل ر ل عا ررولترممه ةرره للترناايرره لترتررقلتعتم ر ت هلترسبس ر بربج هلترعه ر ل‬
‫ةررا لترمه ر لترته ير ر لرورره ةل رره ر ل تربن بير لربرربي ل رتبسر ال تربن بير لتربظ ث ر لربه سرربن ل اتررب ل‬
‫‪2‬ل‬ ‫لترنااي لترنسم ل ا اةهل لترناايه‬

‫‪-2‬العالقة بالتاريخ‪:‬‬

‫حته لعبولتجتمهعلترتاة لكر لترته ي لربتعراألعبر لتألاعره لترته ير ر ل ترارا ألترترقل هلر‪،‬ل‬
‫هنشي لترناهملترتاةبي لفقلترمتتملل تحكولتطب ةهمل ةنهل ستث لعبولتجتمهعلترتاة ل ل عط ه لترته ي ل‬
‫اهعتبه الستالرمرتببل اهةالترنشه لتإلنسهنقلامهلف هلترتاة ‪ 3‬ل‬
‫يسر ررتط للعر ررهرولتجتمر ررهعلترتاة ر ر ل ل كشر رربلرنر ررهل ر ر لخر رراةلترتر رره ي لعر ر لترعبت ر ررال ترار ررا أل‬
‫هل‪،‬لاثبسث لتاةبير لفرقلفترا لز ن ر مل أركهةلترنارهمل ترتنا مره لترترقلت تبطر‪،‬ل‬ ‫ل‬ ‫ترحضه ي لترتقل‬
‫اا ررب لتبرركلترثبسررثه ل تألة ر تألترتررقل ج رر‪،‬لتبرركلترررناومل ةهرتررهرقلترتعرراألعب ر لتألصرربةلترته ير ر ل‬
‫لهر ر لترسر ر ه ه ل‬ ‫ربر ررناولترتاةبير ر ل ظر ررا ألنشررليت هل تطب ةر رره لرمر ررهل مكنر ررحل ر ر لتثسر ر الترتثهعر ررالترحر رره‬
‫تالجتمهع ر ل ترةمهف ر ل ترس هس ر ل اررالة ر تلترتثهعررالع ر لترعمب رره لترتاةبي ر مل تإلي ر يبربج ه لترتررقلتبجررحل‬
‫لترم سر ر لف ررقل‬ ‫لاهرنس ررب لرمض ررمب لترمن ررهةجل ترمعافر ر لترتاةبير ر ل ل ررا لترتر ر ي ل‬ ‫تخت رره ت للترمر راة‬
‫عمب لترتعب و ‪ 4‬ل‬

‫‪-‬ل س لعب لترحم ل م ل أبت مل اجللسههاملصل‪-‬صلل‪-119‬ل‪121‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫‪-2‬لجم ال م ت ملميادين علم االجتماعمل ت لتألربر ملترت ءل‪1‬ملترسعب مل‪2015‬ملصل‪109‬ل‬


‫‪-3‬لعب لترسم للس ل م مل اجللسههاملص‪-‬صل‪18‬ل–ل‪ 20‬ل ل‬
‫‪-4‬لعب لترسم للس ل م ملترماجللنثسحملصل‪21‬ل ل‬

‫‪43‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪-3‬العالقة بعلم األخالق‪:‬‬

‫للللللتألخررا لعبررول ع رره مليبحررالف مررهل تر ل ل كررب لعب ررحلترسررببللتإلنسررهنقمل ي ررتولاهإلجهار لعر ل‬
‫ل ربةل بضربعلترر رال ترحراللتربتجر مل ترصربتبل تررطريل رر ركلترمشركا لترترقلتة اةرهل‬ ‫تسهؤال لتر‬
‫ةالتالرت تملتألخا قل عن لترثضه ا ل ل‬

‫‪-‬ل رعبررولعبررولتجتمررهعلترتاة ر لعا ر ل ا مر لاعبررولتألخررا مل لفعبررولتألخررا لتر لبضررعق ل عنرل لاررهألخا ل‬


‫تالجتمهع للي توله تس لترابتةالترربم لفقلترمتتملل ل جالترتعاألعب للبه للترشعببل اهةال‬
‫تررب ررالترع ررهمل خا رره لترطبم رره ل ترث رره لتالجتمهع ر ل ترمتتم ررلمل ع ررهي الترر ررال ترش ررالترت ررقلتحك ررول‬
‫ترس ررببلل ا اة ررهل ر ر لص ررب لترع رره ت ل ترتمهر ر رلملرر ر ركلنتر ر ال س ررتث ل ر ر ل تس رره لعب ررولتجتم ررهعلترتاة ر ر ل‬
‫رألنسه لترتاةبي ل عط هت هلاهرنسب لرص ها لترشرص مل تيا لاةهلعب لتألخا ل‬

‫‪-‬ل يستث لعبولتجتمهعلترتاة لاهرتبتن لترتقلي توله هلعبولتألخا ملرمعاف ل ىل سهةم لترتاة لفقل‬
‫عرولةر الترتبتنر ل تشرك ب هملامررهليتثرال خا رره لترمتتمرللعه ر مل ترتررقلترؤاالهر ةهلعبر لترعمب رره ل‬
‫‪1‬‬
‫ترتاةبي لفقلترمتتمل‬

‫‪-4‬العالقة بعلم النفس‪:‬‬

‫ي ر ررتولعبر ررولتجتمر ررهعلترتاة ر ر لاهرتبتن ر ر ل ترمر رربىلترنثس ر ر لربوشر رربلع ر ر ل ااةر ررهلعب ر ر لنمر رربلترمر رربىل‬
‫تالسررتع ت ت ل ترمر ت لنمربتللب ع ررهل ث ر لترمتتمررلل ترثررال لرمررهلتومر لترعا ر لهر لعبررولتجتمررهعلترتاة ر ل‬
‫عبولترنث لفقلربنحلي تولاثحصلترمشكا لترتاةبي لترترقلتا رال تخرالترمؤسسره لترتاةبير لاهسرتر تمل‬
‫سه ال ثرهة ولل مره السرل كبربج ملكضرهف لكرر لتعتمره لناايره لعبرولتررنث ل لا رحلفرقلتر تسر ل ةرا ل‬
‫تفللترسببلملتراا ألترثا ملترت راملتر رهءملترتبجحلترتاةب ملعمب ه لترتم ولترم سق‬

‫‪-‬لت رريتقل ةم ر ر لعب ررولتر ررنث لترتاة ررب ل ر ر لخ رراةلتةتمه ررحلام تا ررالترنم رربلترتاة ررب مل ررهلي ر لراتبطله ررهل ر ر ل‬
‫شكا لتتعبالاهرتحص التر تسقل ترعمب لترتعب م ل ال سهع لة تلترثاعلفقلتبج حلعمب ه لترتعب ول‬

‫‪-1‬ل س لعب لترحم ل م ل أبت مل اجللسههاملص‪-‬صل‪108-106‬ل ل‬

‫‪44‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫لفررقلن ربت قلترنمرربل ترعمب رره لتألسهس ر لترتررقلفررقل‬ ‫رتحم ررالة ر تلترنمرربلربطهر ر ملف رربلك ل سررهعللترم ر‬
‫كله ةهليتشكالعمبحل للترتبم ل ‪1‬ل‬

‫‪-‬لك لعب ررولتالجتم ررهعلترتاة ررب ل عتم ر لعب ر لعب ررولتر ررنث لرعب ررول س ررهع لف ررقلترتع رراألعب ر لت رريا الترعمب ر ل‬
‫ترتاةبي لفقلترمتتململ ر ركلفقلتثس ال ضبطل ركلترتيا ال ترتنبؤلاهرسببللترا ا ‪2‬ل ل‬

‫‪-5‬العالقة بعلم االقتصاد‪:‬‬

‫للللللتبع لترناولترتاةبي لفرقلترمتتمرللترحر يال تلرب راتلفرقلكعر ت لتألج رهةلتراز ر ل تروثرهءت لأل تءل‬
‫تلةول ت ي ةولاهرم ه ت ل تررب تا لترمتنبعر لترترقلتعتمر لعب رهلترعمب ر لتإلنتهج ر ملاهإلضرهف لكرر ل ل‬
‫ترتاة ر لتعر لعرره ال سهسر هلفررقلتورربي لتتتهةرره لتألفر تا ل ت ير ةولاهتتهةرره لترمتتمررلل ترتررقلتررؤاالعبر ل‬
‫سببر ولتالست اكق‪ 3‬ل ل‬

‫‪-‬لك لنمطلترتثهعال ترعا ه لفقلترعمب لتإلنتهج ليتياالكر ل لرب الاصب لت ي ل تعب ولترثا لعب ل‬
‫ترتثهعالتالجتمهعقمل ر ركلي تول جهةلتال تصهللهتبج حلترناولترتاةبير لامرهل رر ملترعمب ره لتال تصره ل‬
‫ل‬ ‫فقلترمتتململ ليببقلت ت هجه لترناهملتال تصه‬

‫‪-‬ل جب لفاعلفقلعبولتال تصهلل ةبل لت تصه ه للترتعبر ول لي رتولاهرع ير ل ر لترمضره هلترماتبطر لاهرنارهمل‬
‫ترتاةب ل ن ره ل لتمبيرالترتعبر ول سره الةر تلترتمبيرامل راليارر لةر تلترثراعله تسر لترتوبثر ل ترعه ر لعر ل‬
‫تالستةمه لفقلترتعب و ل مه ن ل ركلاهرعبت لترمنتاا ل ر لتالسرتةمه ت للتألخراىلسربتءلترمتعبمر لاهرعنصرال‬
‫تربشا ل لا التربشا ل لر ركلي تولة تلترثاعلهتح ي لترمح ت لتررهص لاهرطب لعب لترتعب ومل تسر ل‬
‫ت ملرر ركلتح ير لتر كرالتأل ةرال‬ ‫سر ل برهنقل‬ ‫تال ت هجه للترمه لتراز لربعمب لترتعب م ل ل‬
‫رب املترتعب مقل تح ي لع لترتا لعن لرال ستبىل ل ستبيه لترتعب ومل خ اتل ىل سهةم لترتعب ول‬
‫‪4‬‬
‫فقلتنم لترعنصالتربشا ل ترتنم لتال تصه‬

‫حم لتبف الترس ملبحوث في علم النفسمل كتب لتألنتببلترمصاي ملترمهةا مل‪1980‬ملص‪-‬صل‪17‬ل–ل‪ 20‬ل ل‬ ‫‪-1‬ل‬

‫‪-2‬لصا لتر ي لأا مل اجللسههاملصل‪14‬ل ل‬


‫‪-3‬لفه لعمالترتبالنقمل اجللسههاملصل–لصل‪95‬ل–ل‪96‬ل ل‬
‫ملترمهةا ملترع ل‪67‬ملسبتمبال‪1993‬مل‬ ‫لكسمهع املاقتصاديات التعليمملفق ل كتهبلتألةاتملتال تصه‬ ‫‪-4‬ل حم ل حا‬
‫صل‪114‬ل ل‬

‫‪45‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪-6‬العالقة بعلم السياسة‪:‬‬

‫لللللللتب ر لعا ر لعبررولتجتمررهعلترتاة ر لاعبررولترس هس ر لفررقل لترتاة ر لامؤسسررهت هل نام ررهل تنا مهت ررهل‬
‫تعمالفقلكله لس هسقلرحل ةر تأل ع نر ل اعره لس هسر ل حر ملرر ركلفرإ ل رهل م رحلعبرولترس هسر ل ر ل‬
‫ث ب ه ل اعه لس هس ل ث لعهرولتجتمهعلترتاة لفقلترتعاألعب ل اعره لترتبج ره لتألي يبربج ر لترترقل‬
‫تبج ررحلتر ررناولترتاةبي ر لف ررقلترمتتم ررلمل ااة ررهلعب ر لترس هس رره لترتعب م ر لف ررقلترمتتم ررلمل تخت رره لتربس رره ال‬
‫ترمنهسب لرتحم ال ة تألترمتتمللامهلف هلصر ها لترمنرهةجل ترطرا لترترقلتتبرللفرقلعمب ر لتررتعبومل رركل‬
‫أل لترتعب ولةبلتربس ب لترمتتمللإلع ت لترمبتل ملرمهلتت ل لعبمرهءلترس هسر ل ةرول ضرعب لتصرب تت ول‬
‫ناايهت ولترس هس لي رب ل ةم لترتعب ولرعمب لتاتبطلهناهملتر ر ل س هسرت همل رر ركلتتر ةولي تمرب ل‬
‫هناولترتعب ومل إي يبربج هت همل ترس هسه لترتاةبي مل نبعلترمعافر لترترقلتتضرمن هلترمنرهةجلتر تسر ل ترترقل‬
‫رره ت لفررقلكع ر ت لأرص ر لترثررا ل عررولتنتمه ررحلكر ر لترمتتمررلمل‬ ‫تس ر ولامررهلتم ررحل ر ل عاف ر ل خب ر تا ل‬
‫رر ركلتتر ل ل ثررهة ولترتعبر ولترتبرربل ر ل تتمررللكرر ل خررالفررقلضرربءلتختافرره لترررناولترس هسر لرتبرركل‬
‫‪1‬ل‬ ‫ترمتتمعه‬

‫‪-7‬العالقة باألنثروبولوجيا‪ :‬ل‬

‫لللللللتس ررهةولتألنةا ةبربج ررلهلهنبع ررهلترةم ررهفقللتالجتم ررهعقلف ررقلف ررولهن ر ر ل امهفر ر لترمتتمع رره لتأل ر ر ر ل‬
‫ترمحب ر مل ةررقلهر ركل مكر ل لتث ر لعبررولتجتمررهعلترتاة ر لفررقلترتعرراألعبر لتألأرركهةل تألصرربةلترةمهف ر ل‬
‫رب ررناولترتاةبير ر لف ررقلترمتتمع رره ل اهةاة ررهل تطب ة ررهل ر ر ل أ رركهر هلتربسر ر ط لكرر ر ل أ رركهر هلترمعمر ر لف ررقل‬
‫ترمتتمعه لترح ية مل ترعبت الترتقل كم‪،‬لتطلب لة الترناول ترمبىل تراا ألترمؤاا لعب لتشهاحلترناول‬
‫‪2‬ل‬ ‫ترتاةبي ل تبهين هلفقلترنمه لتالجتمهع لترمتع‬

‫‪-1‬ل س لعب لترحم ل م ل أبت مل اجللسههاملص‪-‬لصل‪-114‬ل‪ 115‬ل‬


‫‪-2‬لفه لعمالترتبالنقمل اجللسههاملصل‪ 99‬ل‬

‫‪46‬‬
‫علم اجتماع التربية‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬ترس لعبقلأتهملعلم اجتماع التربويمل كتب ل طبع لتإلأعهعلترثن ملترمهةا مل‪ 1997‬ل‬
‫‪ -‬جم ال م ت ملميادين علم االجتماعمل ت لتألربر ملترت ءل‪1‬ملترسعب مل‪ 2015‬ل‬
‫س ر لعب ر لترحم ر ل م ر ل أ ربت ملالتربيااة والمجتمااع‪ :‬دراسااة فااي علاام اجتماااع التربيااةملترمكت ر ل‬ ‫‪-‬‬
‫ترعاةقلترح ياملترمهةا مل‪ 2002‬ل‬
‫م لعبقل ململمقدمة في علم اجتماع التربيةمل ت لترمعاف لترته ع ملتإلسكن ي مل‪ 2009‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬صا لتر ي لأا ملعلم االجتماع التربويمل ت لترعببملربنشال ترتبزيلملعنها مل‪ 2004‬ل‬
‫‪ -‬عبر ر لترس ررم للسر ر ل مر ر ملدراسااااات فااااي علاااام االجتمااااع التربااااويمل ت لترمعافر ر لترته ع ر ر مل ‪1‬مل‬
‫تإلسكن ي مل‪ 1993‬ل‬
‫نلسهرولترةب تقملعلم اجتماع التربيةمل كتب لتراأ مل ‪2‬ملترايهضمل‪ 2009‬ل‬
‫‪ -‬عب لهللاله لعه ل‬
‫‪ -‬عبقلترس للترشر بقملعلم االجتماع التربية المعاصرةمل ت لترثوالترعاةقمل ‪1‬ملترمهةا مل‪ 2002‬ل‬
‫‪ -‬فه لعمالترتبالنقملعلم االجتماع التربويمل ار لتإلسكن ي لربوته ل‬
‫بملتإلسكن ي مل‪ 1997‬ل‬
‫حم لتبف الترس لملبحوث في علم النفسمل كتب لتألنتببلترمصاي ملترمهةا مل‪ 1980‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القواميس والمعاجم‪:‬‬
‫‪-‬ل مر ر ل ز ملالمعجااام الموساااوعي لعلاااوم التربياااةمل طبعر ر لترنت رره لترت ير ر مل ‪1‬ملترر ر ت لترب ض ررهءمل‬
‫‪ 2006‬ل‬
‫‪ -‬المجالت والدوريات‪:‬‬

‫ملترمرهةا ملترعر ل‪67‬مل‬ ‫لكسمهع املاقتصاديات التعليمملفرق ل كترهبلتألةراتملتال تصره‬ ‫‪-‬ل حم ل حا‬
‫سبتمبال‪1993‬‬
‫‪- Les livres :‬‬

‫‪- Mohamed Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, 5 éd., PUF, Paris, 1999.‬‬


‫‪- Emile Durkheim, L’éducation morale, 1902 – 1903, PUF, nouv. Edition, Paris, 1963.‬‬
‫‪- Emile Durkheim, Education et sociologie, 1922, PUF, nouv. Edition, Paris, 1966.‬‬

‫‪- Emile Durkheim, L’évolution pédagogique en France, 1938, PUF, nouv. Edition, Paris,‬‬
‫‪1969.‬‬

‫‪47‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫اثنيا‪ :‬عناصر عملية االتصال‬
‫اثلثا‪ :‬خصائص اإلعالم واالتصال‬
‫رابعا‪ :‬مفهوم علم االجتماع اإلعالمي‬
‫خامسا‪ :‬أمهية وأهداف علم االجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫سادسا‪ :‬مناهج البحث يف علم االجتماع اإلعالم واالتصال‬
‫سابعا‪ :‬النظرايت االجتماعية املفسرة لإلعالم واالتصال‬
‫اثمنا‪ :‬عالقة علم اجتماع اإلعالم ابلعلوم األخرى‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر علم اجتماع اإلعالم واالتصال حديث النشأة مقارنة بالتخصصات األخرى في علم‬
‫االجتماع‪ ،‬حيث لم يظهر إال مع نهاية أربعينيات وبداية خمسينيات القرن الماضي‪ ،‬بفضل مدرسة‬
‫كولومبيا األمريكية‪ .‬وقد كان للتطور واالنتشار الذي عرفته وسائل اإلعالم الجماهري دور كبير في‬
‫بروز دراسات وبحوث اهتمت بهذا الجانب‪ ،‬خاصة بعد ما تم التأكد من مدى تأثير العالقة التفاعلية‬
‫بين هذه الوسائل وبين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‪:‬‬


‫مفهوم اإلعالم‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يعني الحصول على معلومات حول قضية معينة ونشرها بهدف تشكيل درجة من الوعي‬
‫بالتطورات المهمة لدى صانعي الق اررات واإلداريين وقطاعات الجمهور كافة‪ .‬وكلمة اإلعالم منبثقة من‬
‫أعلمه بالشيء وتعني تزويد الجمهور بأكبر قدر ممكن من المعلومات الموضوعية الصحيحة‬
‫والواضحة‪ ،‬وبقدر ما تكون هاتان الصفتان متوفرتين بقدر ما يكون اإلعالم سليما وقويا‪ .‬فهو يهتم‬
‫بالمعلومات السليمة الصادقة بهدف اإلسهام في تنوير الرأي العام وتكوين الرأي الصائب لدى‬
‫‪1‬‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫اإلعالم مفهوم عصري ينطبق خاصة على عملية االتصال التي تستعمل الوسائل العصرية‬
‫من اإلذاعة والصحافة والتلفزيون‪ .‬فاإلعالم هو تزويد الناس باألخبار والمعلومات والحقائق ويعرفه‬
‫فيرناندو ثيو بأنه‪ :‬نشر الوقائع واآلراء في صيغة مناسبة بواسطة األلفاظ أو األصوات وبصفة عامة‬
‫‪2‬‬
‫جميع اإلشارات التي يفهمها الجمهور المتلقي‪.‬‬
‫اإلعالم يعني تقديم األفكار واآلراء والتوجيهات المختلفة الخاصة بالوقائع واألحداث‪ ،‬بحيث‬
‫تكون النتيجة المتوقعة والمخطط لها مسبقا أن تعلم الجماهير مستقبلة الرسالة اإلعالمية بكافة الحقائق‬

‫والتايريرات‪ ،‬دار النشرر للجامعرات‪ ،‬القراهرة‪،‬‬ ‫‪-1‬منال أبو الحسن‪ ،‬أساسيات علم االجتماع اإلعالمي‪ :‬النظريات والوظااف‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.23‬‬
‫عبد اللطيف حمزة‪ ،‬اإلعالم‪ :‬تاريخية ومذاهبه‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1965 ،‬ص ‪.101‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪49‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫ومن كافة جوانبها‪ ،‬حتى يستطيعوا تكوين آراء أو أفكار يفترض أنها صائبة‪ ،‬يتصرفون على أساسها‬
‫‪1‬‬
‫من أجل تحقيق التقدم والنمو ألنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه‪.‬‬

‫‪-2‬مفهوم االتصال‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫نجد العديد من التعاريف التي اهتمت بتحديد معنى االتصال نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫تعريف عبد الكريم درويش بقوله أنه عملية يتم عن طريقها إيصال المعلومات أيا كان نوعها‬
‫من أي عضو في الوحدة اإلدارية إلى عضو أو أكثر ويقصد به تغير‪.‬‬

‫كما عرفه تشارلز كولي بقوله أن االتصال هو ذلك الميكانزيم الذي من خالله توجد العالقة‬
‫اإلنسانية وتنمو وتتطور الرموز العقلية‪ ،‬بواسطة وسائل نشر هذه الرموز عبر المكان واستمرارها عبر‬
‫الزمان‪ .‬وهي تتضمن تعبيرات الوجه واإليحاءات ونبرات الصوت والكلمات‪ .‬ويعرفه عالم االجتماع‬
‫كاتز‪ :‬بأنه تبادل المعلومات ونقل المعاني وبالتالي فهو محور التنظيمات ووجودها‪.‬‬

‫أما االتصال بالنسبة لجورج لندبرج فهو‪ :‬نوع من التفاعل يحدث بواسطة الرموز التي قد تكون‬
‫حركات أو صور أو لغة أو شيء آخر يعمل كمنبه للسلوك‪ ،‬أي أن االتصال هو نوع من التفاعل‬
‫الذي يتم عبر الرموز‪ .‬وتعرفه رحيمة الطيب عيساني بأنه‪ :‬انتقال المعلومات واألفكار واالتجاهات من‬
‫شخص أو جماعة من خالل الرموز‪ ،‬واالتصال هو أساس كل تفاعل اجتماعي فهو يمكننا من نقل‬
‫معارفنا بين األفراد‪.‬‬

‫رانيا‪ :‬عناصر عملية االتصال‬

‫لقد ظهرت العديد من النماذج التي تطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية‪ ،‬والتي‬
‫‪3‬‬
‫أبرزت أهم عناصر عملية االتصال والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -1‬غريب سيد أحمد‪ ،‬علم اجتماع االتصال واإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪.95‬‬
‫فضرريل دليررو‪ ،‬مقدمااة ااي وسااافل االتصااال الجماهيريااة‪ ،‬دي روان المطبوعررات الجامعيررة‪ ،‬الج ازئررر‪ ،1998 ،‬ص ‪-‬ص‬ ‫‪-2‬‬

‫‪.18-17‬‬
‫جيهان أحمد رشتي‪ ،‬األسس العلمية لنظرية اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪50‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -‬المصدر أو المرسل‪ :‬ويقصد به منشئ الرسالة‪ ،‬وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من األفراد وقد‬
‫يكون مؤسسة أو شركة‪ ،‬وكثي ار ما يستخدم المصدر بمعنى القائم باالتصال‪ ،‬غير أن ما يجدر التنويه‬
‫إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هو القائم باالتصال‪ ،‬فمقدم األخبار بالتلفزيون قد يحصل على‬
‫خبر معين من موقع األحداث‪ ،‬ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره‪ ،‬ويقدم إلى الجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬الرسالة‪ :‬وهي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل‪ ،‬وتتضمن المعاني‬
‫واألفكار واآلراء التي تتعلق بموضوعات معينة‪ ،‬يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير‬
‫المنطوقة‪ ،‬وتتوقف فاعلية االتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها‪ .‬إضافة إلى‬
‫الحجم اإلجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة‪ ،‬ومستواها من حيث البساطة والتعقيد‪.‬‬

‫‪ -‬الوسيلة أو القناة‪ :‬وتعرف بأنها األداة التي من خاللها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى‬
‫المستقبل‪ ،‬وتختلف الوسيلة باختالف مستوى االتصال‪ ،‬فهي في االتصال الجماهيري تكون الصحيفة‬
‫أو المجلة أو اإلذاعة أو التلفزيون‪ ،‬وفي االتصال الجمعي تكون المحاضرة أو خطبة الجمعة أو‬
‫المؤتمرات تكون الميكرفون‪ ،‬كما قد تكون مطبوعات أو شرائح أو أفالم فيديو‪ ،‬أما في االتصال‬
‫المباشر فإن الوسيلة ال تكون ميكانيكية (صناعية) وإنما تكون طبيعية أي وجها لوجه‪.‬‬
‫‪ -‬المتلقي أو المستقبل‪ :‬وهو الجمهور الذي يتلقى الرسالة االتصالية أو اإلعالمية ويتفاعل معها‬
‫ويتأثر بها‪ ،‬وهو الهدف المقصود في عملية االتصال‪.‬‬

‫‪ -‬رجع الصدى أو رد الفعل‪ :‬يتخذ رد الفعل اتجاها عكسيا في عملية االتصال‪ ،‬وهو ينطلق من‬
‫المستقبل إلى المرسل للتعبير عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه‬
‫لمعناها‪ .‬وقد أصبح رد الفعل مهما في تقويم عملية االتصال‪ ،‬حيث يسعى اإلعالميون لمعرفة مدى‬
‫وصول الرسالة للمتلقي ومدى فهمها واستيعابه لها‪.‬‬

‫‪ -‬التيرير‪ :‬التأثير مسالة نسبية ومتفاوتة بين شخص وآخر وجماعة وأخرى‪ ،‬وذلك بعد تلقي الرسالة‬
‫االتصالية وفهمها‪ .‬وغالبا ما يكون تأثير وسائل االتصال الجماهيرية بطيئاً وليس فوريا‪ ،‬كما قد يكون‬
‫تأثير بعض الرسائل مؤقتاً وليس دائماً‪ ،‬ومن ثم فإن التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه‬
‫المرسل وهو النتيجة التي يتوخى تحقيقها القائم باالتصال‪ .‬وتتم عملية التأثير على خطوتين‪ ،‬األولى‬
‫هي تغيير التفكير‪ ،‬والخطوة الثانية هي تغيير السلوك‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫رالثا‪ :‬خصافص اإلعالم واالتصال‬


‫‪1‬‬
‫هناك مجموعة من الخصائص يتميز بها اإلعالم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعالم نشاط اتصالي تنطبق عليه كافة أوجه ومقومات النشاط االتصالي ومكوناته األساسية‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫مصدر المعلومات‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬الرسالة اإلعالمية‬
‫ج‪ -‬الوسائل اإلعالمية‬
‫‪ -‬يتسم اإلعالم بالدقة والصدق والصراحة وعرض الحقائق الثابتة واألخبار الصحيحة دون تحريف‬
‫باعتباره البث المسموع أو المرئي أو المكتوب لألحداث الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬يستهدف اإلعالم الشرح والبسيط والتوضيح للحقائق والوقائع‪.‬‬
‫‪ -‬تزداد أهمية اإلعالم كلما ازداد المجتمع تعقيدا وارتفع المستوى التعليمي والثقافي والفكري لألفراد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما خصائص عملية االتصال فيمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االتصال عملية ال تتوقف‪ .‬فال يمكننا تصور الحياة دون اتصال بين أفراد المنزل الواحد أو مكان‬
‫العمل أو المجتمع ككل فهي عملية تتصف باالستم اررية‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال هو عبارة عن نظام اجتماعي متكامل مكون من عناصر ثابتة‪ :‬المرسل والمستقبل والوسيلة‬
‫والمادة‪ ،‬وأي خلل في هذه العناصر يفقد عملية االتصال دورها وقيمتها ونتائجها وآثارها‪.‬‬
‫‪ -‬يهدف االتصال إلى التشارك والتعلم وتبادل الخبرات والمساعدة وتبادل األخبار كما هو مشاهد في‬
‫الحياة اليومية من تبادل المعلومات وغيرها بين األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم في االتصال كافة وسائل االتصال الحديثة وغير الحديثة‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام التعبير‬
‫واللغة والجسد والرسم واإليماء الجسدي واإليحاء كوسائل لالتصال‪.‬‬
‫‪ -‬االتصال عملية ال تسير في خط مستقيم‪ ،‬فالمرسل قد يكون في اتصال آخر وبالتالي يصبح هو‬
‫المستقبل والعكس صحيح‪.‬‬

‫عبد اللطيف حمزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ ،‬سوسيولوجيا االتصال واإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪52‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -‬االتصال غريزة فطرية عرفها اإلنسان من أجل الحاجة للتعبير والطلب‪ .‬وبتطور العلم أوجد العلماء‬
‫طرقا مبتكرة لتواصل ذوي االحتياجات الخاصة مع المحيط الخارجي عن طريق اختراع طريقة البراي‬
‫للمكفوفين‪ ،‬ولغة اإلشارة للصم وغيرها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مفهوم علم االجتماع اإلعالمي‬

‫هو فرع من فروع علم اجتماع يهتم بدراسة العملية اإلعالمية باعتبارها اتصاال يقوم بين األفراد‬
‫والجماعات االجتماعية الذين يمارسون من خاللها العديد من األفعال االجتماعية المحددة في إطار‬
‫التنظيم االجتماعي القائم على الوضع في االعتبار مدى التغير االجتماعي الذي يصيب مثل هذا‬
‫الكيان في كلياته وفرعياته سلبا أو إيجابا بما تقتضيه الثقافة ومراعاة العالقة الحتمية بين كل هذه‬
‫‪1‬‬
‫األمور واألوضاع االجتماعية‪"...‬‬
‫من جهة أخرى فإن علم االجتماع اإلعالم يهتم بالدراسة العلمية الوصفية التحليلية لوسائل‬
‫اإلعالم الجماهري من حيث وجودها في المجتمع اإلنساني مؤثرة فيه ومتأثرة به‪ ،‬كما يركز في دراسته‬
‫على اعتماد المقارنة في تقصي االختالف الموجود بين المجتمعات في عالقتها بهذه الوسائل‪.‬‬
‫أما علم اجتماع االتصال فهو يهتم بدراسة عملية االتصال باعتبارها ظاهرة اجتماعية ذات‬
‫دور كبير في تماسك المجتمع‪ ،‬من خالل العالقات االجتماعية التي يعتبر أساسها‪ .‬فاالتصال يمثل‬
‫أحد ضروريات الحياة وبدونه ال يمكن بناء المجتمع‪ .‬فهو يعمل على نقل المعلومات واألفكار‬
‫واالتجاهات والعواطف بين األفراد والجماعات من خالل بناء رمزي أساسه اللغة‪ ،‬وهو ما يميزه عن‬
‫اإلعالم في كونه ال يحتاج دائما لإلطار التقني فقد يستغني على الوسائل التقنية كالهاتف وغيرها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أهمية وأهداف علم االجتماع اإلعالم واالتصال‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫تكمن أهمية علم االجتماع اإلعالم واالتصال في‪:‬‬
‫‪ .1‬أن دراسة الظاهرة االتصالية تعد من الموضوعات األساسية للدراسة في علم االجتماع فاالتصال‬
‫أحد الظواهر االجتماعية التي أثرت تأثي ار كبي ار في التفكير والسلوك والمواقف والعمليات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪-1‬انش رراح الش ررال‪ ،‬مااادخل علااام االجتمااااع اإلعالمااي‪ ،‬دار الفك ررر العرب رري للطباعررة والنش ررر‪ ،‬الق رراهرة‪1422 ،‬ه‪2001-‬م‪،‬‬
‫ص‪.34‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.50 – 45‬‬

‫‪53‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ .2‬إن العمليات االجتماعية كالتعاون والصراع والتنافس تتم عبر الفعل االتصالي وهي عمليات‬
‫تعتبر من موضوعات علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ .3‬تظهر أهمية الظاهرة االتصالية ووسائل اإلعالم في ما يمكن أن تحدثه هذه الوسائل من تغيرات‬
‫كبيرة في العادات والتقاليد الراسخة في المجتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .4‬تعتبر التنشئة االجتماعية من أهم العوامل المؤثرة في السلوك االجتماعي‪ ،‬وتعد وسائل اإلعالم‬
‫تأثير في التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫ا‬ ‫أكثر العوامل‬

‫‪ .5‬إن التطور السريع لوسائل اإلعالم أدى إلى طرح مواضيع بحوث متعددة وجديدة حول تطور‬
‫هذه الوسائل وملكية هذه الوسائل واستخدامها‪.‬‬

‫وعليه تبرز أهداف هذا العلم في‪:‬‬

‫❖ الوصف الواقعي يعد أهم األهداف المتمثل في التعرف على الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة‬

‫الظاهرة أو موقف مجموعة من األفراد‪.‬‬

‫❖ يستهدف الوصف الواقعي للتعرف على عدد المستعملين للوسيلة اإلعالمية وخصائصها‬

‫ودرجة تفضيلهم لتلك الوسيلة‪.‬‬

‫❖ وصف الواقع االجتماعي لموضوعه األساسي المتمثل في العملية اإلعالمية مدى تأثيرها في‬

‫كافة المجاالت وتقرير أبعاد هذا الواقع‪ .‬وبصفة عامة يمكن القول أن علم اجتماع اإلعالم‬
‫‪1‬‬
‫يهدف إلى وصف وتحليل الحقائق االجتماعية التي تشمل المجال اإلعالمي‪.‬‬

‫وكخالصة يمكن القول أن هذا العلم يهدف إلى زيادة فهمنا للظواهر االتصالية واإلعالمية‬
‫المحيطة بنا‪ ،‬لغرض الوصول إلى تعميمات تدعمها األدلة العلمية الموضوعية‪ ،‬وعادة ما تصاغ في‬
‫شكل نماذج تمكننا من فهمها والتنبؤ بنتائجها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مناهج البحث ي علم االجتماع اإلعالم واالتصال‪:‬‬

‫تتعدد وتختلف المناهج المعتمدة في علم االجتماع االعالم واالتصال أهمها‪:‬‬

‫انشراح الشال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪54‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -1‬المناهج الكيفية ‪:‬‬

‫تم استخدام المناهج الكيفية في سيسيولوجيا االتصال واإلعالم‪ ،‬والسيما بعد أن تزايد اهتمام‬
‫المتخصصين في هذا المجال بالمناهج الكيفية‪ ،‬والسبب يرجع إلى أن المناهج الكيفية تستخدم جميع‬
‫أنواع وطرق البحث االجتماعي مثل‪ :‬المالحظة‪ ،‬والمقابلة‪ ،‬واستمارة البحث‪ ،‬وتحليل المضمون ودراسة‬
‫الحالة وغيرها‪ .‬وتراث علم االجتماع عامة‪ ،‬وسيسيولوجيا االتصال واإلعالم خاصة يوضح لنا مدى‬
‫استخدام المناهج الكيفية في دراسة مشكلة أو ظاهرة االتصال البشري وأيضا االتصال الجماهيري‬
‫‪1‬‬
‫واإلعالمي وذلك حسب المفهوم الحديث وتطور دراسة هذه المشكلة‪.‬‬

‫‪-2‬المناهج الكمية ‪:‬‬

‫يقصد بالمناهج الكمية تلك المناهج التي تعتمد على استخدام المؤشرات العددية واإلحصائية‬
‫لدراسة الظواهر االجتماعية وتحليلها بصورة يسهل فهمها والتعرف على مشاكلها والعوامل المتداخلة‬
‫بها‪ .‬وفي مجال الدراسة والبحوث اإلعالمية واالتصالية‪ ،‬نجد أن استخدام المناهج الكمية قد تزايد تحت‬
‫‪2‬‬
‫تأثير مجموعة من األسباب منها‪:‬‬

‫‪ -‬تزايد عدد وسائل االتصال الجماهيري واإلعالمي التي أصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم مثل‬
‫الراديو‪ ،‬والصحف‪ ،‬والتلفزيون‪ ،‬وإقبال الجماهير المتزايد عليها‪.‬‬

‫‪ -‬انتشار توزيع وإنتاج صناعة اإلعالم واالتصال‪ ،‬مما يتطلب استخدام اإلحصاءات بصورة مميزة‬
‫وأساسية‪.‬‬

‫‪ -‬إن استخدام المناهج الكمية واإلحصائية يساعدنا على التعرف على الكثير من المظاهر والمشاكل‬
‫والعالقات المفسرة لظاهرة االتصال ووسائلها المختلفة‪ ،‬فمثال التعرف على أكبر الصحف في العالم‬
‫يقاس من حيث نسبة توزيعها وعدد قرائها‪ ،‬مقارنة بغيرها من الصحف‪ .‬كما تمكن من التمييز بين حجم‬
‫الجمهور الذي يستخدم وسيلة اتصالية دون األخرى‪ .‬كما أن دراسة أسباب إقبال وإحجام الجمهور على‬
‫وسيلة ما‪ ،‬تقوم أساسا على استخدام الوسائل الكمية لإلحصاءات العددية‪.‬‬

‫عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.217‬‬

‫‪55‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫وعموما فإ ن استخدام المناهج الكمية واإلحصاءات ساعدت كثي ار في تطوير مراكز البحوث‬
‫االتصالية واإلعالن‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬النظريات االجتماعية المفسرة لإلعالم واالتصال‪:‬‬

‫ساعد البحث المستمر في كل من االتصال واإلعالم إلى بروز العديد من النظريات في هذا‬
‫المجال والتي يمكن تصنيفها كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬النظريات السيكولوجية المفسرة لإلعالم واالتصال‪:‬‬


‫تندرج ضمن هذا التيار مجموعة من النظريات أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية التعلم‪ :‬من أهم مبادئ هذه النظرية‪:‬‬

‫‪ -‬إ ن التعليم كعملية تعتبر من العمليات التي تكشف عن طبيعة االتصال الشخصي التي تم تحديدها‬
‫بواسطة العديد من علماء االتصال من أمثال‪" :‬برلو" و"هيل" و"سكينر" و "تولمان" وغيرهم‪ ،‬الذين ركزوا‬
‫على كيفية إتمام عملية االتصال عن طريق التعلم‪ ،‬والتي ال تتم إال من خالل تحديد مكونات االتصال‬
‫وعناصره األساسية والتي تتمثل في المصدر‪ ،‬واالستجابة‪ ،‬الوسيلة‪ ،‬والمستقبل للعملية االتصالية ذاتها‪.‬‬

‫‪ -‬كما سعى علماء نظرية التعلم ألن يوضحوا مضمون "المنبه" واالستجابة كنوع من المفاهيم األساسية‬
‫التي استخدمها رواد هذه النظرية‪ ،‬حيث يعرف المنبه أوال على أنه أي شيء يستطيع أن يدركه الفرد‬
‫خالل حواسه‪ ،‬أما االستجابة فهي باختصار رد فعل الذي يحدثه المنبه‪ .‬وعموما لقد استخدم علماء‬
‫االتصال نظرية التعلم في الكشف عن الكثير من عمليات االتصال سواء كان شخصي‪ ،‬أو كان داخل‬
‫الفرد ذاته أو بين فردين أو أكثر‪ ،‬وغيره من أنماط االتصال التي ال تتم إال عن طريق أطراف‪.‬‬

‫‪ -‬يحدد علماء االتصال طبيعة السلوك الفردي أو الجماعي نتيجة لحدوث عملية االتصال بين أطرافها‬
‫"المنبه" و "االستجابة" وذلك عن طريق تحديد أنواع مختلفة لالتصال والتي تعتبر بمثابة منبهات‬
‫يتعرض لها الفرد بصورة مستمرة ويحدث رد فعل "استجابة" لها‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬يركز علماء االتصال على ضرورة استخدام نظرية التعلم‪ ،‬لفهم عملية االتصال‬
‫وشرح عناصرها األساسية وعلى أهمية فهم السلوك البشري كشرط أساسي لتحليل ودراسة العملية‬

‫‪56‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫االتصالية التي تزداد يوما بعد يوم تعقيدا وتطو ار‪ .‬وبالطبع إن االتصال في حد ذاته يعتبر نوع من‬
‫‪1‬‬
‫المنبهات التي تؤثر على السلوك الفردي‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية المعلومات‪ :‬كان للرياضيات دور كبير في تطوير نظرية المعلومات التي ظهرت على وجه‬
‫الخصوص في تحليالت الكثير من علماء االتصال الذين ظهروا مع منتصف القرن العشرين‪ ،‬والسيما ما‬
‫يعرف بالنظرية الرياضية لالتصال عند كل من "شانون" و "ويفر"‪ ،‬التي لعبت دو ار هاما في تطوير العديد‬
‫من النظريات األخرى في نفس المجال‪.‬‬

‫انطلقت ال دراسات الحديثة حول نظرية المعلومات لتعيد دراسة العديد من نماذج االتصال‬
‫الكالسيكي‪ ،‬والتي تمثلت على سبيل المثال في دراسة نموذج "السول" والذي حاول أن يحدد نموذجه‬
‫الشفوي عن االتصال ومكوناته األساسية‪ ،‬والتي تشمل من المصدر؟ ما الوسيلة؟ إلى من؟ ما هو‬
‫التأثير؟‬

‫واهتم أيضا كثير من الباحثين بدراسة المستقبل أو الجمهور سواء كانوا من مستمعي اإلذاعة‬
‫أو مشاهدي التلفزيون ومعرفة إلى أي حد أثرت هذه الوسائل على آرائهم ومعتقداتهم وتصوراتها من‬
‫‪2‬‬
‫ناحية السلب أو اإليجاب بصورة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية االتفاق "التوازن"‪ :‬من الناحية السيكولوجية نجد أن مفهوم االتفاق يشير دائما إلى أن الفرد يسعى‬
‫لتحقيق التوازن في حياته وسلوكه واتصاالته عموما مع اآلخرين‪ ،‬وأيضا مع ذاته الفردية‪ .‬لذا يهتم علماء‬
‫التحليل النفسي والسلوكي بمعرفة العمليات والمحاوالت التي يبذلها الفرد والتي تؤثر على كل من حاالت‬
‫التوازن واالتفاق أو التنافر أو التعارض لديه‪ ،‬ألن مثل تلك العمليات تؤثر بالطبع على استجابته‪ ،‬والتي‬
‫تعتبر كرد فعل لطبيعة الرسائل وما تقوم به وسائل االتصال‪ ،‬وهذا هو جوهر عملية االتصال‪ .‬كما اهتم‬
‫أصحاب هذه النظرية بالتركيز على دراسة طبيعية السلوك الفردي في مرحلة التوازن والالتوازن‪ ،‬وهذا ما‬
‫ظهر على سبيل المثال في تحليالت "ليون فيستنجر" ودراسته عن نظرية التنافر في المعرفة لدى الفرد‬
‫وتفسيره عموما لعملية االتصال‪.‬‬

‫جوديت الزار‪ ،‬سوسيولوجيا االتصال الجماهيري‪ ،‬ترجمة‪ :‬علي وطفة وهيثم سطايحي‪ ،‬دار الينابيع للنشرر والطباعرة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫دمشق‪ ،1994 ،‬ص‪-‬ص ‪.145-135‬‬


‫‪-2‬جوديت الزار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.150-147‬‬

‫‪57‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫عموما لقد اهتم الكثير من علماء االتصال بتطبيق الكثير من النظريات السيكولوجية‪ ،‬والتي‬
‫يستخدمها علماء النفس في دراسة كل من الطبيعة الفردية والجماعية ومعرفة أنماط السلوك ورد الفعل‬
‫الفردي أو الجماعي نتيجة حصولهم على مصدر المعلومات التي تنقل إليهم سواء عن طريق االتصال‬
‫‪1‬‬
‫الذاتي أو عن طريق االتصال الجماهيري‪.‬‬

‫‪-2‬النظريات السوسيولوجية المفسرة لالتصال واإلعالم‪:‬‬

‫ويندرج ضمن هذا التصنيف مجموعة من النظريات هي‪:‬‬


‫‪ -‬النظريات الوظيفية‪ :‬تستمد هذه النظرية أصولها الفكرية العامة من آراء مجموعة كبيرة من علماء‬
‫االجتماع التقليديين والمعاصرين الذين ظهروا على وجه الخصوص في المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬من أمثال‪:‬‬
‫أوجست كونت‪ ،‬إيميل دوركايم وهربيرت سبنسر‪ ،‬والعديد من علماء االجتماع األمريكيين المعاصرين مثل‪:‬‬
‫تالكوت بارسونز وروبرت ميترون وغيرهم‪ .‬وقد اهتمت بالنظم باعتبارها أنساق اجتماعية لها وظائف تساهم‬
‫في المحافظة على المجتمع‪ .‬وبما أن وسائل االتصال واإلعالم تقوم بأنشطة متكررة ومتماثلة في النظام‬
‫االجتماعي‪ ،‬فهي بذلك تساهم في تحقيق التوازن االجتماعي للمجتمع‪ ،‬وبذلك أصبحت تشكل إحدى‬
‫‪2‬‬
‫المكونات األساسية في البناء االجتماعي المعاصر‪ .‬ومن أهم فروض هذه النظرية نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬إن وسائل اإلعالم واالتصال يجب أن تعكس بصورة أساسية الموجهات األيديولوجية والثقافية‬
‫العامة‪ ،‬التي تعتبر الركائز األساسية التي تقوم عليها المجتمعات الرأسمالية‪.‬‬

‫‪ -‬إن لوسائل االتصال أهداف وظيفية منذ مراحل نشأتها األولى‪ .‬وتكمن أهميتها في تحديد العالقات‬
‫المتبادلة بين وسائل ونظم االتصال الجماهيري وبين بقية النظم واألنساق االجتماعية األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬طرحت هذه النظرية مجموعة من النماذج التي تعرف في دراسات االتصال واإلعالم بالنماذج‬
‫الوظيفية أو نماذج التحليل الوظيفي التي تركز على تحليل خصائص والوظائف واألهداف العامة التي‬
‫تقوم بها وسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬اعتمادا على التحليل النظري من ناحية وإجراء الدراسات الميدانية‬
‫من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬جوديت الزار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص –ص ‪.155-151‬‬


‫‪ -2‬عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.108-90‬‬

‫‪58‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -‬اهتمت بالبحث في مدى تأثير وسائل اإلعالم على ذوق الجمهور‪ ،‬حيث اعتبرتها مسؤولة على‬
‫استقرار النظام ككل‪ ،‬فقد يكون لها تأثير إيجابي فيقال أنها "وظيفية"‪ ،‬وقد يكون لها تأثير سلبي فيقال‬
‫‪1‬‬
‫أنها سببت " اختالل وظيفي"‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية الصراع‪ :‬ترجع جذور هذه النظرية إلى طبيعة ظهور منظور الصراع االجتماعي‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫الصراع أهم العمليات االجتماعية‪ .‬وقد ركزت على ضرورة تبني مفهوم الصراع كأساس للتغير‬
‫االجتماعي واعتباره الجوهر العام للحياة االجتماعية‪ ،‬كما ركزت على تحليل نظم االتصال اإلعالمي‬
‫باعتبارها احدى وسائل اإلنتاج الفكري والثقافي التي تلعب أدوار أساسية في تشكيل الوعي لدى‬
‫الجماهير‪ .‬ومن المواضيع التي اهتمت بها نذكر‪ :‬التنافس الموجود بين وسائل اإلعالم من أجل تحقيق‬
‫المصالح‪ ،‬الصراع والجدل القائم حول حقوق وسائل اإلعالم في مواجهة حق احترام خصوصية األفراد‬
‫وحق وسائل اإلعالم في حماية مصادرها مقابل حق الحكومات في حماية أس اررها في أوقات‬
‫‪2‬‬
‫األزمات‪...‬وغيرها من المواضيع المتعلقة بالنظم اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ -‬النظرية النقدية‪ :‬جاءت تحليالت هذه المدرسة في دراسة وسائل االتصال واإلعالم في و‪ .‬م‪ .‬أ‬
‫وأوروبا واال تحاد السوفياتي والتي ارتبطت بصورة خاصة بواقع هذه المجتمعات‪ ،‬باعتبار أن النظام‬
‫اإلعالمي ووسائل االتصال ما هي إال نظم فرعية ترتبط بالنظام الثقافي العام الذي يشكل اإلطار العام‬
‫المعرفي واإليديولوجي للمجتمع‪ .‬ونظ ار ألهمية وسائل االتصال واإلعالم سواء في هذه المجتمعات أو‬
‫غيرها‪ ،‬أكد رواد هذه المدرسة على أهمية هذه الوسائل واعتبارها من أهم التنظيمات التي تقوم بصناعة‬
‫‪3‬‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫ومن أهم فروض هذه النظرية نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬إن وظيفة وسائل اإلعالم هي مساعدة أصحاب السلطة على فرض نفوذهم والعمل على دعم‬
‫الوضع القائم‪ ،‬لذلك جاءت دراساتهم نقدية لألوضاع اإلعالمية القائمة‪.‬‬

‫‪ -1‬حس ررن عم رراد مك رراوي وليل ررى حس ررين الس رريد‪ ،‬االتصاااال ونظرياتاااه المعاصااارة‪ ،‬ال رردار المصرررية اللبناني ررة‪ ،‬ط‪ ،1‬الق رراهرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص – ص ‪.129 – 128‬‬
‫‪ -2‬حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص – ص ‪.118 – 117‬‬
‫عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.115-110‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪59‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -‬إن محتوى وسائل اإلعالم يروج اهتمامات الجماعات المهيمنة في المجتمع‪ ،‬ويميل هذا المحتوى‬
‫إلى التغطية غير المتوازنة للعالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تحليل المعاني الرمزية للمحتوى الذي تروجه المصالح الرأسمالية لجذب اهتمام الطبقة‬
‫العاملة‪.‬‬

‫‪ -‬فضح أسطورة حياد الدراسات اإلعالمية األمريكية التي يمولها كبار رجال األعمال لخدمة الثقافات‬
‫‪1‬‬
‫المهيمنة‪.‬‬

‫وعموما فإنه يمكن القول أن هذا التيار قد كانت له مساهمته الفعالة في توضيح الدور الذي‬
‫تلعبه وسائل اإلعالم واالتصال في بناء الثقافات وتدعيمها خاصة في المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬وكيفية‬
‫سيطرة الطبقات وأصحاب المصالح على وسائل اإلعالم وتوجيهها بما يضمن استمرارها‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية التفاعلية الرمزية‪ :‬تعتبر النظرية التفاعلية الرمزية من أهم النظريات السوسيو‪-‬سيكولوجية‬
‫في مجال دراسة االتصال واإلعالم ويمكن تحديد العناصر األساسية واألفكار العامة التي تتبناها هذه‬
‫‪2‬‬
‫النظرية في‪:‬‬

‫❖ تعبر التفاعلية الرمزية عن العملية التي يكون فيها الفرد في عالقة اتصال مع األفراد من أجل تحقيق‬

‫أهدافهم‪ ،‬وهي تفاعالت تقوم على أساس رمزي بحت وتتخذ هذه الرموز أشكال وصور مختلفة‪.‬‬

‫❖ ال يمكن أن يحدث االتصال دون االتفاق على معان موحدة للرموز الموجودة في البيئة‪ .‬ويترتب على‬

‫هذا االتفاق تشابه لالستجابات بين األفراد‪ ،‬فيزداد التفاعل بينهم بزيادة خبراتهم االتصالية المرتبطة‬

‫بادراك هذه الرموز ومعانيها‪.‬‬

‫❖ يعتبر إدراك الرمز وتحديد المعنى هو العملية االتصالية العقلية التي ينظر من خاللها األفراد إلى‬

‫األشياء واألفراد في المواقف االتصالية المختلفة‪ .‬وفي هذا اإلطار يتم الربط بين العمليات الرمزية‬

‫وعمليات االتصال اإلنساني‪.‬‬

‫محمررد عبررد الحميررد‪ ،‬نظريااات اإلعااالم واتجاهااات التاايرير‪ ،‬عررالم الكتررب‪ ،‬ط‪ ،3‬القرراهرة‪ ،2004 ،‬ص – ص ‪– 147‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪.148‬‬
‫منال هالل الم ازهرة‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2012 ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪60‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫❖ تهتم التفاعلية الرمزية بطبيعة اللغة والرموز في شرح عملية االتصال في إطارها االجتماعي‪ ،‬حيث‬

‫تتحدد االستجابات من خالل نظام الرموز والمعاني الذي يتبناه الفرد من مواقف واتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫وكلما تشابهت هذه الرموز كانت االستجابات متشابهة في عملية التفاعل الرمزي ومنه تجسيد فعلي‬

‫لالتصال االجتماعي‪.‬‬

‫❖ االتصال هو في حد ذاته تفاعل رمزي وهو بذلك يشكل سلوك رمزي ينتج بدرجات مختلفة لمعايير‬

‫وقيم مشتركة بين عناصر العملية االتصالية‪ .‬ومن هنا تبرز أهمية النظرية التفاعلية الرمزية في‬

‫دراسة االتصال من خالل اهتمامها بفكرة تبادل التفاعل االجتماعي واستخدام المعاني المشتركة‬

‫كأساس للتفسير الفردي لما يحدث في المحيط‪ .‬فقد أكد تشارلز كولي بأن فهم األفراد للبيئة الخارجية‬

‫وإدراكهم ما تحتويها‪ ،‬يعتمد على االتصال بمختلف عناصره‪ .‬فاالتصال هنا يقوم بدور المرشد من‬

‫خالل توجيهه لمفهومات الذات والدور والمواقف‪ ،‬وكل ذلك عبارة عن اتصال في سياق تفاعلي‬

‫رمزي‪.‬‬

‫❖ ‪-‬التفاعلية الرمزية تركز محور اهتمامها حول نقطة أساسية تتمثل في أن االتصال هو شرط أساسي‬

‫لحدوث التفاعل االجتماعي‪ .‬فاتصال الفرد هو الذي يحدد طريقة تفاعله مع اآلخر‪ ،‬فاالتصال هو‬

‫مصدر للخبرة غير المباشرة ويبرز دوره في توجيه الفرد وتعريفه ببيئته وإدراك مجتمعه‪.‬‬

‫‪ -‬نظريات التوقع االجتماعي‪ :‬تعد وسائل االتصال واإلعالم مصد ار مهما للتوقعات االجتماعية‬
‫النموذجية حول التنظيم االجتماعي للجماعات معينة في المجتمع الحديث‪ .‬أي أن مضمون هذه‬
‫الوسائل يصف المعايير واألدوار والرتب والعقوبات لكل أنواع الجماعات المعروفة في الحياة‬
‫االجتماعية المعاصرة‪ .‬ويستطيع األطفال أن يتعلموا من هذه المصادر‪ ،‬نوع السلوك والدور المتوقع‬
‫منهم وكذلك طبيعة الجزاء أو العقاب الذي سوف يلحق بهم‪ .‬وعلى هذا األساس فإن هذه النظرية تهتم‬
‫بعوامل التطور االجتماعي لوسائل اإلعالم‪ ،‬والتي تنتج عن تصوير نماذج ثابتة لحياة الجماعة‪ .‬وتحدد‬
‫مثل هذه النماذج ما هو متوقع من األفراد عندما ينتسبون إلى جماعة األسرة أو العمل أو يذهبون إلى‬
‫دور العبادة وغيرها‪ .‬وبذلك تساعدهم على تحديد التوقعات المنتظرة منهم قبل أن يساهموا فعال في‬
‫‪1‬‬
‫نشاط الجماعة‪.‬‬

‫‪-1‬حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.161 – 160‬‬

‫‪61‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫رامنا‪ :‬عالقة علم اجتماع اإلعالم بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫يهتم علم اجتماع اإلعالم واالتصال بدراسة الظاهرة اإلعالمية باعتبارها جزءا من البناء‬
‫االجتماعي‪ ،‬وفيما يلي توضيح مختصر لعالقة علم اجتماع اإلعالم واالتصال بأهم هذه العلوم‪:‬‬

‫‪-1‬علم االجتماع‪:‬‬

‫ينظر علماء االجتماع لإلعالم واالتصال على أنه ظاهرة اجتماعية لها دورها في تماسك‬
‫المجتمع وبناء العالقات االجتماعية‪ ،‬مما يؤكد أن المجتمع اإلنساني يقوم على عالقات قوامها‬
‫االتصال‪ ،‬فهو ضرورة من ضروريات الحياة االجتماعية‪ .‬وقد كان إلسهامات علم االجتماع بصورة‬
‫عامة وسوسيولوجيا االتصال بصورة خاصة‪ ،‬دور كبير في تطوير هذا العلم كما يؤكد المتخصصون‬
‫في مجال االتصال‪ .‬وهذا ما تبلور في العديد من النظريات التي عالجت العديد من القضايا المرتبطة‬
‫باالتصال واعتبرتها من أهم الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫كما اعتبر اإلعالم واالتصال نسق من األنساق االجتماعية الفرعية التي تتأثر وتؤثر في‬
‫طبيعة البناء والنظم االجتماعية األخرى‪ ،‬لذلك اهتم علم االجتماع بالوصف والتحليل لنظامها وأهدافها‬
‫معتمدا في ذلك المنهج العلمي وتقنيات البحث السوسيولوجي‪.‬‬

‫‪-2‬األنثروبولوجيا‪:‬‬
‫تهتم األنثروبولوجيا االجتماعية في األساس بدراسة العالقات االجتماعية وذلك عن طريق‬
‫تحليل البناء االجتماعي للمجتمعات البدائية أو شبه البدائية‪ ،‬وإن كانت تنزع في مراحلها المعاصرة إلى‬
‫التوسع بدراسة المجتمعات المتحضرة صغيرة الحجم كالقرى النموذجية أو المدن الصغيرة أو األحياء‬
‫المختلفة بالمدن الصناعية الكبرى‪ .‬داخل هذا النطاق تسعى األنثروبولوجيا للتعرف على أشكال‬
‫االتصال المختلفة بسيطة كانت أو مركبة‪ ،‬وخصائص كل منها داخل العشيرة أو القبيلة أو بين‬
‫العشائر والقبائل األخرى‪ ،‬وأثر ذلك في النظم االجتماعية الداخلة في نطاق المجتمع‪ .‬وكلها أمور‬
‫يسعى علم اجتماع اإلعالم واالتصال بدوره إلى التعرف عليها‪ ،‬بغية وضع المعيار التطوري لإلعالم‬
‫‪1‬‬
‫القائم على االتصال وما يشتمل عليه من أبعاد مختلفة‪.‬‬

‫‪-1‬جباره عطية جباره‪ ،‬علم االجتماع اإلعالم‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪62‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪-3‬علم النفس‪:‬‬

‫يركز علم النفس في اهتماماته على الفرد في تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها‪ .‬لذلك نجده‬
‫يستفيد من علم اجتماع لمعرفة العوامل التي تؤثر في الميكانزمات السيكولوجية التي تفسر هذه‬
‫التفاعالت‪ .‬كما أن علم االجتماع يستفيد من دراسات علم النفس وموضوعاته لفهم اآلثار السيكولوجية‬
‫ألبعاد هذا التفاعل‪ .‬فعلم اجتماع اإلعالم باعتباره أحد فروع علم االجتماع العام‪ ،‬يساهم في التعرف‬
‫على أبعاد الوظيفة التربوية لإلعالم وما يتطلبه ذلك من التركيز على التنشئة االجتماعية والمساهمة‬
‫في تكوين الشخصية وتلقين الثقافة‪ .‬وبالتالي ضرورة التعرف على الدوافع واالستجابات واإلدراك‬
‫والتفكير‪ ،‬مما يساهم في اإللمام بأبعاد االهتمامات المشار إليها بغية تحقيق التآلف السوسيو‬
‫سيكولوجي في دراسة اإلعالم‪ 1.‬من جهة أخرى فإن علم النفس يسعى من خالل تطبيق المنهج العلمي‬
‫إلى فهم سلوكات األفراد ومدى تأثرها باإلعالم واإلعالميين‪ .‬وكذا المشاركة في حل المشكالت النفسية‬
‫التي تظهر في ميدان اإلعالم‪.‬‬

‫‪-4‬علم االقتصاد‪:‬‬

‫علم االقتصاد يهتم بالجانب المادي من المجتمع والثقافة‪ ،‬باعتبار الظاهرة االقتصادية جزء من‬
‫الظواهر االجتماعية‪ .‬فهو يستفيد من نتائج البحوث االجتماعية في إعداد الدراسات االقتصادية‪ ،‬كونها‬
‫تمده بالمعلومات التي يحتاجها من تركيبة سكانية وعادات وتقاليد سائدة في المجتمع‪ .‬تظهر عالقة‬
‫اإلعالم باالقتصاد في مختلف النواحي كاإلنتاج اإلعالمي والسينمائي وغيرها‪ .‬من جانب آخر يجمع‬
‫الباحثون على الدور الفعال الذي يلعبه اإلعالم في إدارة األزمات وخاصة االقتصادية والمالية‪ ،‬بتوفير‬
‫المعلومات عن أسبابها وآثارها للجمهور بكل شفافية مما يساعد على احتوائها‪.‬‬

‫جباره عطية جباره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪63‬‬
‫علم اجتماع اإلعالم واالتصال‬

‫‪ -‬قافمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬انش ر ر رراح الش ر ر ررال‪ ،‬مااااااادخل علااااااام االجتمااااااااع اإلعالماااااااي‪ ،‬دار الفك ر ر ررر العرب ر ر رري للطباع ر ر ررة والنش ر ر ررر‪،‬‬
‫القاهرة‪1422 ،‬ه‪.2001-‬‬
‫‪ -‬جودير ر ررت الزار‪ ،‬سوساااااايولوجيا االتصااااااال الجماااااااهيري‪ ،‬ترجمر ر ررة‪ :‬علر ر ر ي وطفر ر ررة وهير ر ررثم سر ر ررطايحي‪،‬‬
‫دار الينابيع للنشر والطباعة‪ ،‬دمشق‪.1994 ،‬‬
‫‪ -‬جيه ر رران أحم ر ررد رش ر ررتي‪ ،‬األساااااس العلمياااااة لنظرياااااة اإلعاااااالم‪ ،‬دار الفك ر ررر العرب ر رري‪ ،‬ط‪ ،3‬الق ر رراهرة‪،‬‬
‫‪.1986‬‬

‫‪ -‬حسر ر ررن عمر ر رراد مكر ر رراوي وليلر ر ررى حسر ر ررين السر ر رريد‪ ،‬االتصااااااال ونظرياتااااااه المعاصاااااارة‪ ،‬الر ر رردار المصر ر ررية‬
‫اللبنانية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪ -‬عبد اللطيف حمزة‪ ،‬اإلعالم‪ :‬تاريخية ومذاهبه‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1965 ،‬‬
‫‪ -‬عب ر ر ررد هللا محم ر ر ررد عب ر ر ررد ال ر ر رررحمن‪ ،‬سوسااااااايولوجيا االتصاااااااال واإلعاااااااالم‪ ،‬دار المعرف ر ر ررة الجامعي ر ر ررة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬غري ر ررب س ر رريد أحمر ر ررد‪ ،‬علاااااام اجتماااااااع االتصااااااال واإلعااااااالم‪ ،‬دار المعرفر ر ررة الجامعي ر ررة‪ ،‬اإلسر ر رركندرية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -‬فضر ر رريل دلير ر ررو‪ ،‬مقدمااااااة ااااااي وسااااااافل االتصااااااال الجماهيريااااااة‪ ،‬دي ر ر روان المطبوعر ر ررات الجامعير ر ررة‪،‬‬
‫الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬محم ر ر ررد عب ر ر ررد الحمي ر ر ررد‪ ،‬نظرياااااااات اإلعاااااااالم واتجاهاااااااات التااااااايرير‪ ،‬ع ر ر ررالم الكت ر ر ررب‪ ،‬ط‪ ،3‬الق ر ر رراهرة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫والتاااايريرات‪ ،‬دار‬ ‫‪ -‬من ررال أب ررو الحسر ررن‪ ،‬أساساااايات علاااام االجتماااااع اإلعالمااااي‪ :‬النظريااااات والوظاااااف‬
‫النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬‬
‫‪ -‬منال هالل الم ازهرة‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪64‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مفاهيم علم اجتماع الصحة‬
‫اثنيا‪ :‬فروع علم االجتماع الطيب‬
‫اثلثا‪ :‬خصائص علم االجتماع الصحي‬
‫رابعا‪ :‬أمهية علم االجتماع الصحي‬
‫خامسا‪ :‬أهداف علم االجتماع الصحي‬
‫سادسا‪ :‬جماالت اهتمام علم اجتماع الصحة‬
‫سابعا‪ :‬منهج البحث يف علم االجتماع الصحي‬
‫اثمنا‪ :‬الصعوابت اليت تواجه البحث يف علم االجتماع الصحي‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر المرض والصحة إحدى أبرز المواضيع التي تهم حياة الفار والمتتماعم اماة د أاد أ مياة‬
‫والاير ا ا ااة‬ ‫وجا ا ااو رسا ا اام دا ا اادوج ا ا ااجت اليا ا اوا ر اا ا ا وجها ا ااة يا ا اار اجتمةريا ا ااةم وبةسا ا ااتلداا الماا ا ااة‬
‫السوسيولوجية‪ .‬ورسيه فقد ظهر رسم االجتمةع الصحي ليسبي اجا اللسا م بفعا ز اة ا تماةا المتتماع‬
‫الررةيااة الصااحية وأسااسو أ ايهااة والسيةسااة الصااحيةم أضااإ إلااك تل ا تقاادا المعرفااة اللبيااة‬ ‫بمشاات‬
‫بتيفيااة التاياايم ا ااا لسقااوى البشاار ة والمصااة و‬ ‫وتكاولوجيااة اللا ‪ .‬أا تلا داياار ا تمااةا المتتمعااة‬
‫الصحية المحدو في المتتمع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفاهيم علم اجتماع الصحة‬

‫‪-1‬مفهوم الصحة‪:‬‬

‫ررف يواةن الصحة‪ :‬إن الصحة رباةو را حةلاة التاوازن الاسابي لوظاةيإ التسامم وأن حةلاة‬
‫التوازن جت تات ر تكيإ التسم اع العواا الضةو التي دتعرض لهة التسامم بماة أن تكياإ التسام‬
‫‪1‬‬
‫رمسية إيتةبية تقوا بهة قو التسم لسمحةفية رسك تواز ه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أاة تعر ف المايمة العةلمية لسصحة ‪ OMS‬لهجا المفهوا فهو يعتبرت‪:‬‬

‫ات اار اللس ااو اا ا الم اارض‬ ‫الص ااحة ااي حةل ااة الكفةي ااة البد ي ااة والافس ااية واالجتمةري ااة الكةاس ااة وليسا ا‬
‫والعة ة وأن اكتمةل صحة اإل سةن تتحقق ر طر ق اكتمةل الاواحي التةلية‪:‬‬

‫جمياع ا رضاةل التسامية فاي اإل ساةن بصاوو طبيعياة‬ ‫‪ -1‬اكتمةل الاةحية البد ية‪ :‬و ي أن تا‬
‫أرضااةل التساام‬ ‫بااةلتوافق واال سااتةا اااع أرضااةل التساام ا قاارى وال دتحقااق تل ا إال إتا أة ا‬
‫سسيمة‪.‬‬
‫‪ -2‬اكتمةل الاةحية الافسية‪ :‬و ي أن يعيش اإل ساةن بسا ا ااع فساه واتمتعاة بةالساتقراو الاداقسي‬
‫وقة او رسك التوفيق بي وغبةته وأ دافه‪.‬‬

‫‪ -1‬أيم ا از ر وآقرونم علم اجتماع الصحةم او اليةزوو العسمية لساشر والتوز عم رمةنم ‪2012‬م ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Organisation mondiale de la Santé, consulté le : 15/11/2017.‬‬

‫‪66‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫اجتمةرياة ااع الااةج وأن‬ ‫ر قاة‬ ‫‪ -3‬اكتمةل الاةحية االجتمةرية‪ :‬و ي قادو اإل ساةن رساك تكاو‬
‫لتحقيق الحية السسيمة‪.‬‬ ‫يتون له ق ااةس‬

‫‪-2‬مفهوم علم االجتماع الصحي‪:‬‬

‫و فرع ا فروع رسم االجتمةع ددوج ااة ددوساه رسام االجتماةع فاي ر قتاه بةلاةحياة الصاحية‬
‫االجتمةري ا ااة والم سس ا ااة‬ ‫االجتمةري ا ااة والتاييم ا ااة‬ ‫واللبيا ااة ف ا ااي المتتم ا ااع أ أ ا ااه د ا اادوج الع قا ااة‬
‫االجتمةرياة التااي تارتبت أو تا ور بااةلاواحي اللبيااة والصااحيةم أمااة داادوج القاوا ي التااي تااايم الع قااة‬
‫فاي تلاوو ااجت‬ ‫و حاد‬ ‫االجتماةري لكا ااهماة واااة حاد‬ ‫والمتتماع أتا م والترأيا‬ ‫باي اهااة اللا‬
‫‪1‬‬
‫الع قة ‪.‬‬

‫و ما ا رساام االجتمااةع اللبااي حسقااة الوص ا بااي رسمااي االجتمااةع والل ا ‪ .‬بمعاااك أ ااه داادوج‬
‫اة دتحا د‬ ‫قضةية الصحة في ضول ر قتهة بةلايم االجتمةرية واالقتصة ية والسيةسية واإل او ة‪ .‬وا‬
‫تعر ف رسم االجتمةع اللبي بأ اه الد اوساة السوسايولوجية لقضاةية الصاحة والمارضم وتااةول المستشافك‬
‫الع جيااة أمااة‬ ‫كاسااق اجتمااةري ووقااةفيم وفحااع ر قااة الماار و بااةلقوى العةاسااة اللبيااة وبةلم سسااة‬
‫‪2‬‬
‫يحد ة الباةل االجتمةري‪.‬‬

‫فااي اسااتلداا أا اا افهااواي رسام اجتمااةع الصااحة ورساام‬ ‫اإلاااةو إلااك وجاو اقت فااة‬ ‫وتتا‬
‫اجتمةع الل م حيث يعتبر المفهوا ا ول أكار اتسةرة واموال في تاةوله لملتسإ قضةية الصاحة أماة‬
‫فقت‪.‬‬ ‫التلبي‬ ‫تاةولهة تعر ف المايمة العةلمية لسصحةم وال يقتصر رسك جة‬

‫ثانيا‪ :‬فروع علم االجتماع الصحي‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫مة‪:‬‬ ‫و فرع ا فروع رسم االجتمةع إلك فرري‬ ‫داقسم رسم االجتمةع اللبي الج‬

‫‪-1‬فوز ة واضةن أدو م دراسات في علم االجتماع الطبيم اتتبة هضة الشرقم القة ر م ‪1985‬م ص ‪.120‬‬
‫‪-2‬ربد المتيد الشةرر وآقرونم علم االجتماع الطبيم او اليةزوو العسمية لساشر والتوز عم ط‪2‬م رمةنم ‪2003‬م‬
‫ص‪.35‬‬
‫‪ -3‬أيم ا از ر وآقرونم ارجع سةبقم ص ‪.40‬‬

‫‪67‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫‪-1‬علم االجتماع في الطب ‪Sociology in Médecine‬‬

‫و هتم جا العسم بدواسة الشروط واليروف االجتمةرية لسصحة والمرض‪ .‬فهو دتميز بأاااه بحاث‬
‫تلبيقاي وتحسيا لسمشاةك اللبيااة أكاار اا ا تمةااه بةلمشااةك االجتمةرياة‪ .‬ورااة ااة دا تم رما رسمااةل‬
‫االجتماةع اللباي فاي اجا المتاةل اقا الماداوج اللبياة وااداوج التمار و وااداوج الصاحة العةااة‪.‬‬
‫و تااون جهااد م ارأا از رسااك التعااةون المبةااار اااع ا طبااةل وأا اا يعما فااي المتااةل الصااحي لد اوسااة‬
‫والمتة ااة االجتمةريااة‬ ‫الصااحية أااةلعمر والتااا‬ ‫العواا ا االجتمةريااة وغير ااةم المرتبلااة بةالضاالرابة‬
‫واالقتصااة ية والتعساايم والوظيفااة‪ .‬واام تحددااد اللاارق التااي يمت ا بهااة اعةلتااة المشااةك الصااحية‪ .‬ورسيااه‬
‫المشترأة لعسمةل االجتمةع والل ‪.‬‬ ‫تمةاة‬ ‫يما ايدا ة ل‬ ‫يصبح رسم االجتمةع في الل‬

‫‪-2‬علم اجتماع الطب ‪Sociology of Médecine‬‬

‫رسام االجتماةعم لد اوساة العوااا‬ ‫وأساةلي‬ ‫أاياةا بةساتلداا اااة‬ ‫دهتم جا العسم بدواسة اللا‬
‫وا مةط الملتسفة لسساسو اإل ساة ي فاي المتاةل اللباي‪ .‬أماة‬ ‫والقيم والتاييمة‬ ‫االجتمةرية أةلع قة‬
‫دهتم ببحث وتحسي البيئة اللبية اا ااياوو سوسايولوجي‪ .‬فهاو إتن دهاتم بةلحقاةيق اللةصاة بةلصاحة‬
‫والم اارض وبةلوظ ااةيإ االجتمةري ااة لس ااايم الص ااحية ور ق ااة أ س ااةق توز ااع العاةي ااة الص ااحية ب ير ااة ا ا‬
‫ا سةق االجتمةرية ا قرى‪.‬‬
‫االجتمااةري فهااو رساام تلبيقااي درتكااز أسااةج رسا ك رساام االجتمااةع و هااتم بةلمشاات‬ ‫أاااة اللا‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫جت المشت‬ ‫العسوا االجتمةرية في ح‬ ‫االجتمةريةم و و بجل يستلدا ااة‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص علم االجتماع الصحي‪.‬‬

‫يمت تحددد أ م قصةيع رسم االجتمةع الصحي في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬درأز رسم االجتماةع الصاحي رساك اوساة الع قاة باي الياروف الصاحية والمرضاية وباي الواقاع‬
‫و ير اة‬ ‫دتلاج أساسو واااة‬ ‫اجا التة ا‬ ‫االجتمةري بأبعاة ت الملتسفاة وتأوي ارتاه المتداقساة و او اا‬
‫‪2‬‬
‫رسم االجتمةع أمالسق لتحددد العواا االجتمةرية التي ترتبت بةلصحة والمرض‪.‬‬

‫‪ -1‬أيم ا از ر آقرونم ارجع سةبقم ص‪-‬ص ‪.41-40‬‬


‫‪ -2‬الوحيشي أحمد بير وربد الس ا بشير الدو بيم مقدمة في علم االجتماع الطبيم الداو التمة ير ة لساشرم طرابس م‬
‫‪1989‬م ص ‪.313‬‬

‫‪68‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫ثانيا‪ :‬دهتم رسم االجتماةع الصاحي بةلمفاة يم االجتمةرياة لسصاحة والمارض اا قا ل تحسيا راةصار‬
‫تداو اعيااة‬ ‫وتقةليد وأرراف وقيم وقوا ي وفاون وأسةلي‬ ‫الاقةفة السةيد في المتتمع في ات رة ا‬
‫وظروفهة واستوا ة وغير ة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬د أد رسم االجتمةع الصحي رسك واسة التاأوير االجتماةري الاج يمةوساه ا فا ار رساك بعضاهم‬
‫الاابعو س اوال أااة وا أف ا ار أا جمةرااة م بةرتبااةو أن الفاار ا ا ور واتااأور وبةرتبااةو أ ااه أااةي اجتمااةري‬
‫بلبع ااه‪ .‬في اربت رس اام االجتم ااةع الص ااحي ب ااي ا واو والمف ااة يم االجتمةري ااة الت ااي يتو ه ااة ا ف ا ار وب ااي‬
‫اة فإن الكايار اا ا ااراض‬ ‫اواقفهم واعتقداتهم حول الصحة والمرض وحول الوقةية والع ج‪ 1.‬وا‬
‫التي تاتشر بشت جمةري ترتبت في ججوو ة بعمسية التأوير والتأوير أاورية ال جال وطرق تحضيرتم أو‬
‫ورية الست و ورية السبةج وغير ة‪.‬‬ ‫كجل‬

‫اللبياة أةلمستشافية‬ ‫رابعا‪ :‬د أد رسم االجتماةع الصاحي رساك أ مياة الوظيفاة االجتمةرياة لسم سساة‬
‫حيث يمت أن تكون جت بماةبة اراكز إاعةع اجتمةري لتورية الاةج واحةوبة‬ ‫والعية ا‬ ‫والمصحة‬
‫‪2‬‬
‫إلك ا تشةو ا اراض‪.‬‬ ‫والتقةليد السيئة التي ت‬ ‫الكاير ا العة ا‬

‫العسمية المستلداة في الدواسة‬ ‫خامسا‪ :‬يستلدا رسم االجتمةع الصحي في واسةته وأبحةوه الماة‬
‫والبحا ااو االجتمةريا ااة بما ااة يمتاا ااه ا ا ا الوصا ااول إلا ااك تفسا ااير ااهتا ااي رسما ااي لسكايا اار ا ا ا الي ا اوا ر‬
‫المرتبلة بةلصحة االجتمةرية‪.‬‬ ‫والموضورة‬

‫رابعا‪ :‬أهمية علم االجتماع الصحي‪.‬‬

‫الررةيااة اللااداة‬ ‫يعااد رساام االجتمااةع الصااحي ا ا العسااوا التااي لهااة أ ميااة بةل ااة فااي اتااةال‬
‫‪3‬‬
‫الصحية في استو ةتهة الوقةيية والع جية وتل لعد ارتبة او ااهة‪:‬‬

‫جي م علم االجتماع الطبيم ترجمة‪ :‬جمةل السيدم في‪ :‬المتسة الدولية لسعسوا االجتمةريةم ارأز‬ ‫أ دوو توا ل و در‬ ‫‪-1‬‬

‫اليو ستوم العد ‪32‬م دوليو ‪1978‬م ص‪.23‬‬ ‫البورة‬


‫التةاعي الحددثم اإلستادو ةم ‪1984‬م ص‪.220‬‬ ‫‪ -2‬إب ار يم قسيفةم علم االجتماع في مجال الطبم المتت‬
‫‪ -3‬احمو حس م مقدمة في الخدمة االجتماعيةم او الاهضة العربيةم ط‪3‬م بيرو م ‪1982‬م ص ‪.63‬‬

‫‪69‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫‪ -1‬إن الفر في صحته وارضه داتمي إلك اتتمع اعي و تأور بةلاقةفاة الساةيد فاي اجا المتتماع‬
‫واحيااه التساامية والافسااية واالجتمةريااة‬ ‫اااة فااإن الاياار إلااك ااجا الفاار بشاات ااامولي اا‬ ‫واا‬
‫يعلي بعدا إيتةبية لستعةا اعه فيمة دتعسق بحةلته الصحية والمرضية‪.‬‬

‫‪ -2‬درأااز رساام االجتمااةع الصااحي رسااك اوسااة ظااة ر الصااحة والماارض بشاات رااةا وفااي إطةو ااة‬
‫البيئا ااي االجتما ااةري فها ااو بها ااجا يحا ااةول فهمها ااة و بحا ااث فا ااي جا ااجوو ة ربا اار الواقا ااع االجتما ااةري‬
‫والت رافي الج ال يمت تتة سه‪.‬‬

‫‪ -3‬دهدف رسم االجتمةع الصحي إلك القضةل رسك العواا االجتمةرية المسةرد ال تشةو المرض‬
‫وتد ي المستوى الصحي ا ق ل ااهته في الدواسة والتشليع والع ج‪.‬‬

‫‪ -4‬اس ااة مة رس اام االجتم ااةع الص ااحي وبص ااوو إيتةبي ااة ف ااي ات ااةل اوس ااة وورةي ااة المس اااي إت أن‬
‫التاادو تي رضااةل جساام الكااةي‬ ‫الشاايلوقة بقاادو اااة ااي رمسيااة بيولوجيااة تتضاام االسااته‬
‫فسية واجتمةرية ووقةفية‪.‬‬ ‫البيولوجي ( رضةل التسم) ت ور فيهة رواا‬

‫ا اوا ااة واللفول ااة وقةص ااة فيم ااة يل ااع‬ ‫‪ -5‬لعس اام االجتم ااةع الص ااحي أ مي ااة قةص ااة ف ااي اوس ااة‬
‫الاازواج المبتاار واااة دتبعااه ا ا حم ا ابتاار وطااول فتاار اللصااوبة والااج يعاااي فااي الاهةيااة فااي‬
‫صحية واجتمةرية‪.‬‬ ‫رسيه اشت‬ ‫ا حوال ز ة في المواليد ا ار الج تترت‬ ‫أغس‬

‫فاي رسام‬ ‫‪ -6‬إن رسم االجتمةع الصحي يفيد فاي اتاةل ورةياة المعاةقي م حياث ظهار تلصصاة‬
‫االجتما ااةع تها ااتم بةلمعا ااةقي وتا ااأ يسهم‪ .‬و ها ااتم الملتصا ااون رسا ااك توويا ااق الصا ااسة با ااي المع ا ااةق‬
‫‪1‬‬
‫واتتمعه‪.‬‬

‫‪ -7‬يس ااة م رس اام االجتم ااةع الص ااحي ف ااي احةوب ااة اش ااتسة اإل ا ااةن وورةي ااة ورا ا ج ا اادااي اللم اار‬
‫الصحية واالجتمةرية‪.‬‬ ‫بةرتبةو أن ةتي الية رتي لهمة صسة بةلتوا‬ ‫والملد او‬

‫‪ -8‬يقوا رةلم االجتمةع الصحي وأقصةيي اللداة االجتمةرية الصحية بدوو اهم في المستشافك‪.‬‬
‫اال فعةليااة التااي‬ ‫التكيااإ االجتمااةري والمشاات‬ ‫إت يقااداون المسااةرد فااي فهاام وح ا اشاات‬
‫ت ور في تلوو سسو المر و وسير الع ج‪.‬‬

‫أحمدم تربية المعوقي في الوط العربيم او المر خ لساشرم ط‪1‬م الر ةضم ‪1981‬م ص ‪.63‬‬ ‫‪ -1‬للفي برأة‬

‫‪70‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫خامسا‪ :‬أهداف علم االجتماع الطبي‬

‫جميعهاة إلاك اال تماةا با ةلفر اا جمياع جوا باه‬ ‫أ داف رسم االجتمةع اللبي وقد ادف‬ ‫تعد‬
‫الافسية العقسية البد ياة االجتمةرياة و يا ار لهاجا التااوع فاي ا اداف فقاد تام تصاايفهة إلاك وراةن تماسا‬
‫‪1‬‬
‫داف العسمية والماهتية و ي اآلتي‪:‬‬ ‫داف العمسية وا‬ ‫في ا‬

‫‪ -1‬األهداف العملية‪ :‬وتتسلع في اآلتي‪:‬‬

‫ا اراض و تةيتهة ووسةي اعةلتتهة والوقةية ااهة‪.‬‬ ‫‪ -‬تحددد أسبة‬


‫‪ -‬واسة البيئة االجتمةرية و وو ة في ظهوو ا اراض االجتمةرية الافسية‪.‬‬
‫‪ -‬واسة باةل الم سسة الصحية ووظةيفهة ور قةتهة الداقسياة واللةوجياة و يةاهاة دهادف تفعيسهاةم ن‬
‫تفعي الم سسة الصحية يسة م بشت فعةل في اواجهة ا اراض والتعرف رسك أسبةبهة واعةلتتهة‪.‬‬
‫االجتمةرية وتمييز ة ر ا اراض الافسية والعصبية وا اراض التسمية‪.‬‬ ‫‪ -‬فهم طبيعة الع قة‬

‫‪ -2‬األهداف المنهجية‪ :‬تتما في‪:‬‬

‫❖ اال تمةا بز ة رد البةحاي وا ساةتج فاي اتاةل رسام االجتماةع اللباي وتلا بهادف تلاو ر‬
‫اليا اوا ر‬ ‫العسمي ااة ف ااي ااجا المت ااةل وجعسه ااة أكا اار فةرسي ااة ف ااي تفس ااير أغسا ا‬ ‫وتامي ااة ا بح ااة‬
‫االجتمةرية التي دهتم بهة‪.‬‬
‫رساام االجتمااةع اللبااي وبشاات قااةص الماااه التحسيسااي المسااتلدا فااي‬ ‫وااااة‬ ‫❖ تاميااة ير ااة‬
‫التددد ‪.‬‬ ‫الحصول رسك المعسواة‬
‫ورسم االجتمةع‬ ‫❖ فتح أقسةا رسمية تتلصع في رسم االجتمةع اللبي تةبعة قسةا رسم الاف‬
‫المتتم ااع‬ ‫ااجت ا قسااةا ا ا ا ااأ هة أن تز ااد فااي تاميااة رس اام االجتمااةع اللبااي وط ا‬ ‫ن اا ا‬
‫أيضة‪.‬‬

‫‪ -1‬إحسةن احمد الحس م علم االجتماع الطبي دراسة تحليلية في طب المجتمعم او واي لساشر والتوز عم ط‪1‬م رمةنم‬
‫‪2005‬م ص ‪.31‬‬

‫‪71‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫سادسا‪ :‬مجاالت اهتمام علم اجتماع الصحة‬

‫رسم االجتمةع الصحي رسك الاحو التةلي‪:‬‬ ‫يمت تحددد اتةال‬

‫والااايم اللبيااة التااي‬ ‫اللبيااة حيااث دهااتم بةلبحااث فااي التاييمااة‬ ‫‪ .1‬اإلسااهةا فااي اوسااة التاييمااة‬
‫داتمي إليهة ا طبةل وقةصة المستشفك‪ .‬أمة درأاز رسا ك فهام وظيفاة اجا الاياةا وأيفياة تلاووت‬
‫ا طبةل رسك قداة المر و وورةدته‪.‬‬ ‫بعد ا تشةو التعسيم اللبي وتدو‬
‫االجتمةرياة أن تصا إلاك قلاة‬ ‫أايار اا الد اوساة‬ ‫‪ .2‬التلليت الصاحي الشاةا م حياث حةولا‬
‫وريااة‬ ‫ورةيااة صااحية أةاسااة تا‬ ‫اااةاسة فااي المتااةل الصااحيم اا أجا الوصااول إلااك قااداة‬
‫ضااروو توز ااع القااوى البشاار ة التااي تعما فااي المتااةل الصااحيم‬ ‫رةليااة اا الكفااةل ‪ .‬أمااة بياا‬
‫أاجل أ مياة‬ ‫الصحية وفق توز ع الستةن فاي المتتماع‪ .‬وقاد بياا‬ ‫والتسهي‬ ‫وتقديم اللداة‬
‫الصااحية فااي رمسيااة اتلااةت القا ار او التااي توضااع فااي الللااة‬ ‫اااات ار المسااتفيدد اا اللااداة‬
‫الصحية الشةاسة‪.‬‬
‫رسك أكبر رد ا ا ف ار وبلةصة فاي‬ ‫‪ .3‬احةولة الاهوض بةلعاةية اللبية وتوز ع جت اللداة‬
‫بع ااو ا طب ااةل‬ ‫ق ااع ف ااي ااجت الل ااداة ‪ .‬فق ااد طةل ا‬ ‫المتلسفا ة الت ااي تع ااة ي ا ا‬ ‫المتتمع ااة‬
‫را‬ ‫البةوز واةوأهم رسمةل االجتمةع بضروو توفير العاةية اللبية لسمرضك ورةي تهم لاي‬
‫‪1‬‬
‫إلك ا اةك التي دتواجدون فيهة‪.‬‬ ‫فقتم لك بةلج ة‬ ‫طر ق المستشفية‬
‫اإل سة ية لسصحة أون المتةل اللبي في حةجة اةسة إلك المعرفاة االجتمةرياة‬ ‫‪ .4‬واسة التوا‬
‫اإل سااة ية لسصااحة والماارض والتااي يمتا فهمهااة ر ا طر ااق فهاام‬ ‫وتل ا ا ا أج ا فهاام التوا ا‬
‫البيئي ااة ل(فا ا ار (البيئ ااة اللبيعي ااةم الض ااولم الرطوب ااةم الحا اراو ‪ )...‬والبيئ ااة البيولوجي ااة‬ ‫الع ق ااة‬
‫والبيئة االجتمةرية) والتي ت ور بدوو ة في الصحة والمرض بشت رةا‪.‬‬
‫‪ .5‬اوساة الضاابت االجتمااةري فااي المتاةل الصااحي‪ :‬لقااد أكااد بعاو رسمااةل االجتمااةع اللبااي رسااك‬
‫يةا يمت أن يعم رسك تحقيق الضبت االجتمةري لسسسو الماحارف‪ .‬فهااة‬ ‫فكر أن الل‬
‫أ هااة ةتتااة ر ا‬ ‫تعتباار جر مااة فااي ياار القااة ون لك ا العساام أوب ا‬ ‫بعااو ا فعااةل التااي أة ا‬
‫أاراض يمت ضبلهة أو التحتم فيهة ا ق ل العاةية اللبية‪.‬‬

‫‪ -1‬ربد المتيد الشةرر وآقرونم ارجع سةبقم ص ‪.43‬‬

‫‪72‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫اوسااة‬ ‫رسااك وجااو‬ ‫االجتمةريااة فااي اتااةل اللا م أكااد‬ ‫‪ .6‬اال تمااةا بةلعاةيااة اللبيااة‪ .‬فة بحااة‬
‫رسايهم فهام ا فا ار فاي البيئاة التاي يعيشاون‬ ‫ا طبةل لسمار و اا الاةحياة الفسايولوجية وأوجبا‬
‫وتأوير ااة رسااك العاةيااة اللبيااةم أمااة‬ ‫بتحسي ا العواا ا االجتمةريااة لسمستشاافية‬ ‫فيهااة أمااة ا تم ا‬
‫‪1‬‬
‫العاةية الصحية‪.‬‬ ‫وأز رسك واسة تلوو ادق الفر ق التمةري و ووت في توز ع قداة‬
‫‪ .7‬اإلسااهةا ف ااي اوس ااة الص ااحة والم اارض‪ :‬و اارى رسم ااةل االجتم ااةع أن ا ااة الكاي اار ا ا الس اامة‬
‫االجتمةري ااة الت ااي تت ااأور وتا ا ور ف ااي ص ااحة ا فا ا ار أم ااة أن‬ ‫الديموغرافي ااة ااا ا العم اار والت ااا‬
‫العواا الاقةفية أيضة ت ور في اإلحسةج بةلصحة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬منهج البحث في علم االجتماع الصحي‬

‫بمااة أن رساام االجتمااةع الصااحي ااو فاارع اا رساام االجتمااةع العااةا أمااة ساابق تأارتم فإ ااه يعتمااد‬
‫رسك البةحث أن يأقاج ة فاي ارتباةوت‬ ‫البحث العسمي االجتمةريم غير أن اة ا حية‬ ‫ااة‬ ‫ف‬
‫تارتبت بةلموضااوع والمتاةن والموقااإ الاج دااتم فياه البحااث‪ .‬فماا رسااك البةحاث أن د اررااي أ اه غةلبااة اااة‬
‫اا الملسااو ااااهم وال اا المفااروض رسيااه وال‬ ‫يتاار بحاااه فااي اواقااإ الماارض وبلبيعااة الحااةل لااي‬
‫ا المسموح له أن دتدق في الاواحي اللبية لسع ج‪.‬‬

‫االجتمااةري والتفةرا االجتمااةري وقةصااة فااي اتااةل‬ ‫أن د اررااي أ ااه لد اوسااة الترأيا‬ ‫كمااة يتا‬
‫االجتمااةع الصااحيم فااإن الم حيااة ااي الوساايسة ا فض ا لتمااع البية ااة ‪ .‬و مت ا أن تكااون ا حيااة‬
‫ابةااار لسمي اادان أو ا حيااة بةلمش ااةوأةم حيااث ال يتش ااإ البةحااث فيه ااة ر ا الص اايته إال ق ا ر ااد‬
‫امت ا الرؤسةل أو ام يضلر لسحصول رسك اوافقتهم رسك إجرال البحث‪ .‬فما إن ردا الكشإ‬
‫ر الصية البةحثم قد يحد ا حر ته في الحرأاة أوااةل البحاث وقةصاة فاي المتاةل اللبايم ولاجل‬
‫أو رياة قةوجياة حياث يتاون البةحاث اعاروف‬ ‫قد تصسح جت الوسيسة إلجرال البحث في رية طبي‬
‫والممرض ولك غير اعروف لسمرضك‪.‬‬ ‫لدى أ ا اللبي‬

‫فةلم حيا ااة بةلمشا ااةوأة ا ااي فا ااي الواقا ااع رمسيا ااة تفةر ا ا اجتما ااةري أو احتكا ااة وا واو التا ااي‬
‫يفترضهة البةحث أو درسمهة لافساه وأيفياة تشاتيسهة والقياةا بهاة ال يمتا أن تتحاد بةلكةاا را طر قاه‬
‫داةايااةم أو اا قا ل احتكااة البةحااث اااع ا ااالةص الااجد‬ ‫ااو فسااهم و مااة تيهاار تيتااة لع قااة‬

‫‪ -1‬ربد المتيد الشةرر وآقرونم ارجع سةبقم ص ‪.44‬‬

‫‪73‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫سوف يشةوأهم اواقفهم‪ .‬المهم أن يحد طر قه بدقاة وبرؤ اة واضاحة لسموقاإ وبةلمشاةوأة ااع العاةاسي‬
‫‪1‬‬
‫في الموقإ الج در د أن يتعسه اوضوع بحاه‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬الصعوبات التي تواجه البحث في علم االجتماع الصحي‬

‫رسم االجتمةع الصحي أ يرت ا العسوا يعة ي اا راد اا المشاةك العسمياة والماهتياة اجأر‬
‫‪2‬‬
‫ااهة‪:‬‬

‫‪ .1‬وجو بعو المواضيع التاي لهاة حسةساية اا حياث التااةول بةلد اوساة والبحاث أموضاوع اآلواةو‬
‫االجتمةرية التي تلسفهة ا اراض المزااة رسك المر و وأسرتهم أو أجل المواضايع المرتبلاة‬
‫بة اراض العقسية وغير ة‪.‬‬
‫ضاروو التلصاع فاي ااة تي رسام االجتماةع‬ ‫‪ .2‬إن التلصع في رسام االجتماةع اللباي بتلسا‬
‫واللا ا ا م و يا ا ا ار لص ا ااعوبة تحقي ا ااق ا ااجا الش ا اارط فإ ا ااه اا ا ا اللبيع ا ااي وج ا ااو ر ا ااد قسيا ا ا اا ا ا‬
‫المتلصصي في رسم االجتمةع اللبي‪.‬‬
‫العسمي ا ااة اقةو ا ااة‬ ‫رس ا ااك أمي ا ااة و وري ا ااة ا بح ا ااة‬ ‫‪ .3‬قس ا ااة ر ا ااد المتلصص ا ااي في ا ااه ام ا ااة د ا اااعت‬
‫أقاارى امااة يتعسااه غياار قااة و رسااك تفسااير الميااة ر اللبيااة التساامية والميااة ر‬ ‫بةقتصةصااة‬
‫السببية ل(اراض االجتمةرية‪.‬‬
‫ةحيا ااة وبا ااي‬ ‫‪ .4‬را اادا وجا ااو حا اادو واضا ااحة با ااي رسا اام االجتما ااةع الصا ااحي ورسا اام االجتما ااةع اا ا‬
‫ةحية أقرى‪.‬‬ ‫ورسم االجتمةع اللبي ا‬ ‫اقتصةص الل‬

‫‪ -1‬فوز ة واضةن أدو م دراسات في علم االجتماع الطبيم اتتبة الشرقم القة ر م ون تةو خم ص‪-‬ص‪.34-32‬‬
‫‪ -2‬إحسةن احمد الحس ‪ :‬ارجع سةبقم ص ‪.2‬‬

‫‪74‬‬
‫علم اجتماع الصحة‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫التةاعي الحددثم اإلستادو ةم ‪.1984‬‬ ‫‪ -‬إب ار يم قسيفةم علم االجتماع في مجال الطبم المتت‬

‫‪ -‬الوحيشي أحمد بير وربد الس ا بشير الدو بيم مقدمة في علم االجتماع الطبيم الاداو التمة ير اة‬
‫لساشرم طرابس م ‪.1989‬‬

‫‪ -‬أيم ا از ر وآقرونم علم اجتماع الصحةم او اليةزوو العسمية لساشر والتوز عم رمةنم ‪.2012‬‬

‫‪ -‬ربااد المتيااد الشااةرر وآقاارونم علممم االجتممماع الطبمميم او اليا ةزوو العسميااة لساشاار والتوز ااعم ط‪2‬م‬
‫رمةنم ‪.2003‬‬

‫‪ -‬فوز ة واضةن أدو م دراسات في علم االجتماع الطبيم اتتبة هضة الشرقم القة ر م ‪.1985‬‬

‫أحمدم تربية المعوقين في الوطن العربيم او المر خ لساشرم ط‪1‬م الر ةضم ‪.1981‬‬ ‫‪ -‬للفي برأة‬

‫‪ -‬احمو حس م مقدمة في الخدمة االجتماعيةم او الاهضة العربيةم ط‪3‬م بيرو م ‪.1982‬‬

‫‪ -‬إحسااةن احمااد الحس ا م علممم االجتممماع الطبممي دراسممة تحليليممة فممي طممب المجتمممعم او واي ا لساشاار‬
‫والتوز عم ط‪1‬م رمةنم ‪.2005‬‬

‫‪ -‬المجالت والدوريات‪:‬‬

‫‪ -‬أ دوو توا ل و در جيا م علمم االجتمماع الطبميم ترجماة‪ :‬جماةل السايدم فاي‪" :‬المتساة الدولياة لسعساوا‬
‫اليو ستوم العد ‪32‬م دوليو ‪.1978‬‬ ‫االجتمةرية"م ارأز البورة‬

‫‪ -‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪- Organisation mondiale de la Santé, https://www.who.int/fr consulté le: 15/11/2017.‬‬

‫‪75‬‬
‫علم اجتماع السكان‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع السكان وموضوعه‬
‫اثنيا‪ :‬عوامل ظهور علم اجتماع السكان‬
‫اثلثا‪ :‬موضوعات علم اجتماع السكان‬
‫رابعا‪ :‬مناهج البحث االجتماعي للسكان‬
‫خامسا‪ :‬مصادر البياانت يف علم اجتماع السكان‬
‫سادسا‪ :‬نظرايت علم اجتماع السكان‬
‫سابعا‪ :‬عالقة علم اجتماع السكان ابلعلوم األخرى‬
‫قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫علم اجتماع السكان هو أحد الفروع األساسية في علم االجتماع يهتم بدراسة الظاهرة السكانية‬
‫وما تلعبه من دور هام في حياة الفرد والجماعة والمجتمع‪ .‬واالهتمام بالظاهرة السكانية قديم حيث‬
‫حظي بمكانة متميزة في التفكير الفلسفي القديم والحديث‪ ،‬كتأكيد الرتباطها بالبناء االجتماعي والظواهر‬
‫االجتماعية األخرى حيث ال توجد ظاهرة اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬ثقافية أو عمرانية إال ولها‬
‫اتصال مباشر أو غير مباشر بالجانب السكاني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم علم اجتماع السكان وموضوعه‪:‬‬

‫هو علم يهتم بدراسة الظواهر السكانية سواء الخاصة ببناء السكان أو بتغيرها ]‪ [...‬فهو‬
‫يدرسها من منظور سوسيولوجي وفي ضوء وجودها داخل البناء االجتماعي‪ ،‬ومن حيث ارتباطها‬
‫وعالقتها بالظواهر االجتماعية األخرى‪ [... ] .‬فهو ال يقف عند االعتماد على األرقام‪ ،‬بل يهدف إلى‬
‫الوصول إلى فهم وتحليل أعمق للعالقات التي تربط بين هذه الظواهر ويفسرها في ضوء العوامل‬
‫االجتماعية من ثقافة ومعايير وقيم وأدوار ومكانات وطبقات وأسرة وغيرها‪ [...].‬وبالتالي فإن فهم‬
‫‪1‬‬
‫ظواهر السكان على نحو أفضل لن يتحقق إال بإرجاعها إلى بقية عناصر البناء االجتماعي للمجتمع‪.‬‬

‫وفي تعريف آخر اعتبر علم اجتماع السكان العلم الذي يدرس الظواهر السكانية دون تجريد‬
‫عن ارتباطها بغيرها من الظواهر‪ ،‬وإنما يبحث عن تفسير لهذه الظواهر السكانية في ضوء ظواهر‬
‫أخرى على عالقة قوية بها‪ ،‬أي ظواهر البناء االجتماعي للمجتمع‪ .‬حيث يمثل السكان عنصر هاما‬
‫في هذا البناء وبالتالي فإن فهم الظواهر السكانيــة (سواء الخاصة ببناء السكان أو بتغير السكان) هو‬
‫موضوع اهتمامه‪ .‬وهو يختلف عن الديموغرافيا في طريقة التحليل أو التناول كونه يدرسها من منظور‬
‫سوسيولوجي وفي ضوء وجودها داخل بناء اجتماعي‪ ،‬ومن حيث ارتباطها وعالقتها بالظواهر‬
‫االجتماعية األخرى‪ .‬فعلم اجتماع السكان إذا يربط في دراسته بين موضوعات علم اجتماع وبين‬
‫الظواهر السكانية موضع اهتمام الديموغرافيا‪ ،‬ولكن ال يقف عند حد االعتماد على األرقام بل يهدف‬

‫‪ - 1‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.14‬‬

‫‪77‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫إلى الوصول إلى فهم وتحليل أعمق للعالقات التي تربط بين هذه الظواهر‪ ،‬وتفسيرها في ضوء العوامل‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية من ثقافة ومعايير وقيم وأدوار ومكانات وطبقات وأسر وغيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عوامل ظهور علم اجتماع السكان‪:‬‬

‫إن اإلحصائيات الخاصة بالظواهر السكانية تكتسب معناها في ضوء المجتمع وظروفه‬
‫الثقافية‪ ،‬وذلك من خالل الحقبة التاريخية التي ينتسب إليها ومقارنة ذلك بأرقام مجتمعات أخرى مثل‬
‫الدخل وطبيعة العمل والوضع االجتماعي والمستوى الثقافي‪ ،‬وما يط أر عليه من تغيرات ناتجة عن‬
‫ارتفاع أو انخفاض معدالت المواليد والوفيات‪ .‬وبالتالي تصبح الخصوبة والمواليد والوفيات والزيادة‬
‫الطبيعية وازدياد السكان ونقصه ليست ظواهر بيولوجية فحسب‪ ،‬بل ظواهر اجتماعية يجب االهتمام‬
‫‪3‬‬
‫بها‪ 2.‬ومن الناحية التاريخية هناك أربع عوامل أساسية تفسر نشأة علم اجتماع السكان هي‪:‬‬
‫‪ .1‬االهتمام بدراسة العمليات السكانية كظاهرة طبيعية ذات انتظامات متكررة تستحق المالحظة‬
‫والتأمل‪.‬‬
‫‪ .2‬ظهور وتطور الوسائل الفنية لتسجيل األحداث الحيوية والتقديرات السكانية واستخدامها‬
‫لألغراض المدنية واإلدارة‪ ،‬ولقد حدث ذلك في أوروبا في القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪ .3‬االهتمامات األولية – الخاصة والعامة – بدراسة وقياس وضبط األوبئة األمراض والوفيات‪ ،‬تلك‬
‫االهتمامات التي بدأت في أوروبا الغربية منذ النصف األول من القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫‪ .4‬المحاوال ت التي بذلت لصياغة وتطبيق عدد التعميمات التي تدور حول العالقة المتبادلة بين‬
‫التغيرات السكانية والتغير االجتماعي والسياسي‪ ،‬والتي بدأت بالدراسات التي قام بها مالتوس‪.‬‬
‫وبذلك نالحظ كيف ان االهتمام بالظاهرة السكانية قد ساير التطور العلمي واالقتصادي ومنه‬
‫االجتماعي للمجتمعات‪ ،‬حيث جاءت هذه الدراسات واالهتمامات لتلبية حاجة هذه المجتمعات‬
‫للمعلومات السكانية الخاصة بها‪ ،‬أو تلك الخاصة بالمجتمعات األخرى اتي هي بصدد التعامل معها‬

‫‪ -1‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.6- 5‬‬


‫‪ -2‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬السكان والمجتمع‪ ،‬دراسة في علم االجتماع السكاني‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص‪-‬ص ‪.103- 102‬‬
‫‪ -3‬السيد عبد العاطي السيد‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص – ص ‪.94- 93‬‬

‫‪78‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫خاصة في مجال االقتصاد والتجارة‪ .‬كما جاءت هذه الدراسات لتلبية حاجة أخرى مرتبط بالرغبة في‬
‫تحسين األوضاع الصحية للمجتمع‪ ،‬والذي يتطلب معرفة بأوضاع السكان داخل المجتمع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬موضوعات علم اجتماع السكان‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫يهتم علم اجتماع السكان بعدة مواضيع أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة ما يط أر على السكان من تغير‪ ،‬وأثر ذلك على حجم وتوزيع وصفات السكان ومدى‬
‫اختالفهم من مجتمع إلى آخر‪ .‬فالزيادة السكانية يترتب عليها نتائج اجتماعية مختلفة فمثال نالحظ‬
‫أن كبر حجم السكان وكثافتهم هي السبب الرئيسي في ظهور التخصص وتقسيم العمل‪.‬‬
‫‪ -‬يهتم علم اجتماع السكان بالهجرة ويتبع عوامل الجذب والطرد ويبحث فيما يترتب عليها من نتائج‬
‫كعدم االستقرار في المجتمع واضطراب في القيم والمعايير‪ ،‬وسوء التكيف االجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫فضال عن المشكالت التي تنجم عن قلة الخدمات وعجزها عن الوفاء باحتياجات األفراد‬
‫والجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬يدرس علم اجتماع السكان الخصائص السكانية مثل تقسيم السكان من حيث السن أو الجنس‪،‬‬
‫فبعض المجتمعات تتصف بارتفاع نسبة صغار السن في الوقت الذي تتصف فيه مجتمعات‬
‫أخرى بارتفاع نسبة كبار السن‪.‬‬
‫‪ -‬يهتم علم االجتماع السكاني أيضا بالخصائص المرتبطة بالنوع والتعليم والمهنة والدخل ومعدالت‬
‫الزواج والطالق وارتباطها بالخصائص االجتماعية والثقافية والدينية واالقتصادية والسياسية والحالة‬
‫الزواجية‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم علم االجتماع السكاني اإلطار الذي يسهل دراسة المجتمعات محليا كتوزيع السكان بين‬
‫الريف والحضر‪ .‬فهو يدفعنا إلى النظر إلى السكان كمركب ديناميكي من الجماعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬يدرس السالالت البشرية‪ ،‬فبعض المجتمعات يختلف مواطنوها في هذا الجانب‪ :‬ففي الواليات‬
‫المتحدة االمريكية يجمع مواطنوها بين األجناس الثالثة األبيض واألسود واألصفر‪ ،‬بينما يجمع‬
‫مواطنو جمهورية جنوب افريقيا بين الجنسين األبيض واألسود وبذلك فإن علم اجتماع السكان‬
‫يربط بين السكان والمجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬علم االجتماع وميادينه‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.105- 103‬‬

‫‪79‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪ -‬يقوم علم االجتماع السكاني بتحليل الظواهر السكانية استنادا إلى قضايا علم االجتماع‪ ،‬ويبحث‬
‫في التفاعل بين الظواهر السكانية والمتغيرات السسيولوجية باستخدام طرق ومناهج وأدوات البحث‬
‫العلمي‪ ،‬وذلك بهدف الوصول إلى التعميم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مناهج البحث االجتماعي للسكان‪:‬‬

‫يعتمد البحث االجتماعي في مجال السكان مناهج البحث االجتماعي وخاصة المنهج التجريبي‬
‫‪1‬‬
‫والمنهج التاريخي ما يعينه على تحقيق أهدافه وفيما يلي عرض الستخدامات هذه المناهج‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج التجريبي باعتباره يدرس الظواهر الحاضرة ويحاول التوصل إلى القوانين العامة أو الثابتة‬
‫عن الظواهر‪ .‬ويعتمد في ذلك على المالحظة والقياس والتجربة‪ ،‬ويصيغ قوانينه في صورة رياضية‪.‬‬
‫فهو يقدم لدارس السكان من وجهة نظر علم االجتماع‪ ،‬بديال لطرق التعداد والتسجيل الحيوي ويجعله‬
‫ال يقف عند حد األوصاف التوزيعية للتجمعات السكانية‪ ،‬وإنما يمكنه من إجراء مالحظات وقياسات‬
‫للظواهر السكانية في المجتمع‪ ،‬والتوصل إلى العالقات الثابتة بين الظواهر السكانية واختبار الفروض‬
‫العلمية المتعلقة بتفسير تباينات هذه الظواهر في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي باعتباره يدرس ظواهر الماضي‪ ،‬حيث يقوم الباحث بالتنقيب عنها في وثائق التاريخ‬
‫لجمعها ومحاولة التحقق منها بإتباع طرق التحليل والتركيب بهدف البحث عن العالقات السببية بين‬
‫الحوادث الماضية‪ .‬كما يمد دارس السكان من وجهة نظر علم االجتماع بأسلوب منهجي يمكنه من‬
‫تتبع التطور التاريخي للظواهر السكانية في الماضي‪ ،‬والتعرف على دينامياتها وعوامل تغيرها‪ ،‬ثم‬
‫التوصل إلى العالقات السببية بينها‪ ،‬والتي تمكن من صياغة القوانين التي تحدد اتجاهات التغير في‬
‫المستقبل‪ .‬وبالتالي تساعد على وضع الخطط والبرامج لتجنب مشكالت هذا التطور‪.‬‬
‫وبإمكان االستعانة بأدوات جمع البيانات في البحث االجتماعي وخاصة المقابلة الشخصية‬
‫واالستبيان الذي يتجاوز العقبات الجغرافية في السفر والتنقل والنفقات والجهد الالزم‪ ،‬خاصة وأنه يمكن‬
‫ارسال االستخبار بالبريد أو من خالل الصحف والمجالت (أو كذلك مواقع البريد اإللكتروني)‪ .‬كما أن‬
‫استخدام المقابلة الشخصية يساعد الباحث على التعرف على نوعية األشخاص الذين يجب أن يحصل‬
‫منهم على المعلومات‪ ،‬ويكسبه ودهم مما يسهل عليهم اإلجابة عن التساؤالت‪ ،‬ويقضي على كل صور‬

‫‪ -‬علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1993 ،‬ص ‪.130‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪80‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫الشك لديهم‪ .‬ويسهل عليه التغلب على اإلجابات المتناقضة ومراجعتها وكذا تصنيف وترميز البيانات‬
‫فيما بعد‪ ،‬مما يزيد من درجة دقة وضبط وصدق البيانات األمر الذي تفتقر إليه األدوات األخرى‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مصادر البيانات في علم اجتماع السكان‪:‬‬

‫تعتمد الدراسات السكانية على مجموعة من المصادر اإلحصائية المختلفة‪ ،‬والتي يمكن‬
‫تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين هما‪:‬‬

‫‪ –1‬مصادر البيانات الثابتة‪ 1:‬هي المصادر التي تدرس توزيع السكان وتركيبهم في فترة أو تاريخ‬
‫محدد وتمثلها التعداد والمسح بالعينة‪:‬‬

‫‪ -‬التعداد السكاني‪ :‬يعد التعداد السكاني المصدر الرئيسي لدراسة توزيع السكان وتركيبهم في تاريخ‬
‫محدد وفي منطقة محددة‪ .‬والتعداد هو العملية الكلية لجمع وتجهيز وتقويم وتحليل‪ ،‬ونشر البيانات‬
‫الديموغرافية واالقتصادية واالجتماعية المتعلقة بكل األفراد في مجتمع أو جزء محدد منه وفي زمن‬
‫معين‪ .‬والتعداد الشامل للسكان ينبغي أن تتوفر به عدة خصائص هي العد الفردي‪ ،‬والشمول داخل‬
‫منطقة جغرافية محددة واآلنية‪ ،‬ثم أن يتم إجراؤه في فترات دورية محددة‪.‬‬

‫‪ -‬المسح بالعينة‪ :‬أصبح استخدام المسح بالعينة من العوامل المكملة للتعدادات السكانية في سبيل‬
‫الحصول على بيانات توضح كل أو بعض خصائص السكان‪ .‬وتستخدم على المستويين القومي‬
‫والمحلي لهذا الغرض‪ ،‬كما هو الحال في التعدادات اإلنجليزية أو األمريكية‪ .‬كما أصبحت أساسا لكثير‬
‫من الدراسات النظرية والتطبيقية‪ .‬والعينة جزء من المجتمع تختلف عن المسح الشامل وتتميز عنه في‬
‫كونها توفر جزءا من الجهد والنفقات‪ ،‬كذلك تكون البيانات التي تنتج عن العينة دقيقة‪ .‬كما أن الكثير‬
‫من األخطاء التي قد تقع أثناء التعداد مثل حذف بعض الوحدات أو عد البعض مرتين أو أكثر يمكن‬
‫التحكم فيها‪.‬‬
‫‪-2‬مصادر البيانات غير الثابتة‪ 2:‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬فتحي محمد أبو عيانة‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬فتحي محمد أبو عيانة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.32- 31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪81‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪ -‬اإلحصاءات الحيوية‪ :‬تتمثل في مختلف البيانات المتحصل عليها إنطالقا من التسجيل الحيوي‬
‫اإلجباري الذي تعتمده معظم دول العالم‪ ،‬والذي يشمل المواليد والوفيات والزواج والطالق‪ .‬وتعد‬
‫إحصاءات المواليد من أهم اإلحصاءات الحيوية‪ ،‬حيث يمكن من خاللها معرفة حركة النمو الطبيعي‬
‫للسكان‪ .‬وتختلف البيانات التي تسجل للمولود من بلد آلخر حسب مستواه الحضاري‪ ،‬ففي بعضها‬
‫يوجد ‪ 50‬عنص ار في السجل الحيوي للمواليد والوفيات والزواج والطالق‪ ،‬والبعض اآلخر ينخفض لديه‬
‫هذا العدد إلى أربعة عناصر فقط‪ .‬وال شك أن الحالة األولى تعطي ثروة إحصائية يمكن تحليلها بدرجة‬
‫كبيرة‪.‬‬

‫‪ -‬سجالت الهجرة‪ :‬تعد بيانات الهجرة أقل قيمة من بيانات اإلحصاءات الحيوية وذلك لعدة أسباب‬
‫منها‪ :‬تحديد مفهوم المهاجر الذي يختلف من مكان آلخر‪ ،‬إضافة إلى تصنيف الهجرة الذي قد يختلف‬
‫هو اآلخر فمنها ما يقوم على مدة الهجرة ومنها ما يقوم على المسافة التي يقطعها المهاجر‪ .‬كما تزداد‬
‫صعوبة الحصول على بيانات الهجرة إذا كانت داخلية (في نفس البلد)‪ .‬كما تعاني هذه األداة من‬
‫افتقارها لبعض المعلومات مثل النشاط االقتصادي والحالة المدنية والتعليمية التي ال تظهر في سجالت‬
‫العبور‪ .‬لذلك فإنها ليست دائما محل ثقة في البحث عن أسباب الهجرة ودوافعها‪ ،‬مما يجعل الباحث‬
‫يتجه إلى مصادر إحصائية أخرى لدراسة هذه الظاهرة السكانية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬نظريات علم اجتماع السكان‪:‬‬

‫يقصد بنظرية السكان التفسير اللفظي ألسباب الظواهر السكانية أو الديمغرافية ونتائجها‪،‬‬
‫وتتضمن الجهود المبذولة للكشف عن المتغيرات المؤثرة في تطور السكان والعالقات بينها من ناحية‪،‬‬
‫وبين العوامل غير الديمغرافية من ناحية أخرى‪ 1.‬وفيما يلي عرض ألهم النظريات االجتماعية في هذا‬
‫المجال‪:‬‬
‫‪-1‬النظريات الطبيعية‪:‬‬

‫تقوم هذه النظريات على مبدأ أساسي مفاده أن كل من طبيعة اإلنسان والعالم الذي يعيش فيه‬
‫هما اللذان يتحكمان في نمو السكان‪ .‬وقد حاول أصحاب هذا االتجاه إيجاد قانون لنمو السكان‬
‫يتمكنون به من تفسير هذه الظاهرة‪ .‬والمالحظ أن أغلب القوانين التي توصلوا إليها كانت تنكر كل‬

‫‪ -1‬عبد هللا محمد الخريجي ومحمد الجوهري‪ ،‬علم السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1989 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪82‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫تدخل لإلنسان وللقيم واالتجاهات في هذا النمو وتعتبره أم ار طبيعيا‪ .‬ويدخل ضمن هذه الفئة من‬
‫أصحاب النظريات‪:‬‬

‫‪ -‬هربرت سبنسر ‪ :)1902-1820( H.Spencer‬عرض سبنسر قضايا النظرية السكانية ضمن‬


‫‪1‬‬
‫كتابه المعنون " مبادئ البيولوجيا " الذي نشره في عام ‪1901‬م‪ .‬وتتلخص أهم أفكاره في‪:‬‬

‫‪ -‬أن الغذاء الجيد يزيد من القدرة على التناسل ألن الحياة عند كثير من المخلوقات تبدأ في وقت من‬
‫العام يكون فيه الدفء كبي ار والمؤونة الغذائية متوفرة‪ ،‬والتي تسهل بدورها حياة الفرد مما يؤدي إلى‬
‫تزايد السكان‪.‬‬

‫‪ -‬هناك تعارض بين التناسل والنضوج الذاتي‪ ،‬ألن المخلوقات كلما ارتفعت وتطورت من األشكال‬
‫الدنيا للحياة نقصت خصوبتها‪ .‬فإذا كانت األجسام العضوية ذات قدرة ضعيفة جدا تجعلها ال تستطيع‬
‫المحافظة على نفسها‪ ،‬فإنها تتكاثر بدرجة كبيرة حتى ال تفنى‪ .‬وإذا كانت األشكال العليا لألجسام‬
‫العضوية تنفق جزءا كبي ار من قوتها ونشاطها الحيوي في إنضاج ذاتيتها وبناء شخصيتها‪ ،‬فإنه ال‬
‫يتبقى لها إال القليل لبذله في مجال التوالد واإلنجاب‪.‬‬

‫‪ -‬يدعم سبنسر اعتقاده السابق بناء على ما الحظه من قلة النسل بين السيدات المنتسبات إلى‬
‫الطبقات العليا والمشتغالت في المهن الفكرية‪ .‬فبرغم أن تغذيتهن أفضل‪ ،‬إال أن تناسلهن يكون ضعيفا‬
‫بسبب االجهاد الذهني وعجزهن عن ارضاع أطفالهن ورعايتهم ومدهم بالغذاء الطبيعي‪ .‬وعليه قرر‬
‫سبنسر أنه كلما ازداد ما يبذله الفرد من جهود لتأكيد ذاته ووجوده ونجاحه‪ ،‬ضعفت جهوده في اإلنسال‬
‫والخلف‪.‬‬

‫‪ -‬في ضوء هذه القضايا تنبأ سبنسر بأن مشكلة تزايد السكان وما يصاحبها من مشكالت أخرى‬
‫ستختفي‪ ،‬ما دام الفرد يبحث عن الرقي ويبذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك‪.‬‬

‫‪-2‬النظريات االجتماعية‪:‬‬

‫ترجع هذه النظريات نمو السكان إلى الظروف االجتماعية التي تحيط بأفراد المجتمع‪ ،‬والتي‬
‫تضم مجموعة من العوامل المختلفة التي تتحدد وفقا للبيئة االجتماعية المحيطة‪ .‬ومن رواد هذا االتجاه‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.89 – 90‬‬

‫‪83‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪ -‬ألكسندر كارسوندز ‪1886 A. Garr Saunders‬م‪ :‬باحث انجليزي اهتم بدراسة الظواهر السكانية‬
‫‪1‬‬
‫وعرض قضاياه النظرية في مؤلف له بعنوان " سكان العالم " وتتلخص آراءه النظرية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يرى أنه يمكن أن نفرق بين أنواع مختلفة من كثافات السكان هي‪ :‬الكثافة الفيزيقية والكثافة‬
‫اإلحصائية والكثافة االقتصادية‪ .‬وأن مفهوم الكثافة السكانية مفهوم نسبي مرتبط بموارد الثروة‬
‫كاألراضي الزراعية واألنهار والمعادن والصناعات‪ ،‬ومدى قدرة األفراد على استغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬يفترض أن هناك عالقة بين حجم السكان وبين موارد الثروة التي يمكن استغاللها‪ .‬فهو يحكم على‬
‫عدد السكان بأنه قليل إذا كان ال يساعد على قيام المشروعات تستغل هذه الموارد ويعجز عن توفير‬
‫المنتجات التي يحتاجها‪ .‬والعكس يكون هذا العدد كثيفا إذا كانت هذه الزيادة تؤدي إلى تناقص اإلنتاج‬
‫المستخرج من موارده‪ .‬ويصل المجتمع إلى حجم أمثل إذا كان في حالة وسط بين القلة والكثرة وبلغ‬
‫انتاجه أقصاه مع عدم الزيادة في عدده‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبر مستوى دخل الفرد في المجتمع مقياسا للكثافة السكانية‪ :‬إذا ارتفع فهو يدل عن قلة السكان‬
‫والعكس‪ .‬أما إذا استقر فذلك دليل عن الحجم األمثل للسكان‪.‬‬
‫‪ -‬كنجز لي ديفز ‪ :Kings ley Davis‬عالم اجتماع أمريكي له عدة مؤلفات ومقاالت في مجال‬
‫السكان‪ ،‬وعرض قضاياه النظرية في مقال له بعنوان " نظرية التغير واالستجابة في التاريخ‬
‫الديموغرافي الحديث "‪ .‬ويمكن أن نلخص قضاياه النظرية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬يرفض النظريات التي تحاول تفسير التغير االجتماعي بالرجوع إلى عامل واحد فقط كالعامل‬
‫االقتصادي مثال أو العامل الثقافي‪ ،‬ألنها تحاول تبسيط األمور والتهرب من التفسيرات المعقدة‪ .‬وفيما‬
‫يتعلق بتغيرات الخصوبة فهو يعترض على التفسيرات التي ترى أن هذه التغيرات تخضع لعامل‬
‫اقتصادي بحت كقلة الموارد المتاحة‪ ،‬ويعترض كذلك على التفسيرات التي تعتمد على العامل الثقافي‬
‫كتلك التي تحاول تفسير السلوك االنجابي بالرجوع إلى "النسق القيمي" السائد في المجتمع أو الثقافة‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬لفهم التغيرات التي يتعرض لها المجتمع‪ ،‬يجب النظر إلى هذا األخير على أنه يميل دائما نحو‬
‫التوازن االجتماعي‪ ،‬وأن هذا التوازن يتعرض دائما لضغوط ومؤثرات قد تنبع من داخل المجتمع أو من‬
‫خارجه وتهدد توازنه‪ ،‬رغم وجود قوى اجتماعية تعمل دائما على إعادة التوازن من الداخل‪ .‬ويقصد‬

‫‪ -‬عبد الباسط عبد المعطي وآخرون‪ ،‬السكان والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1987 ،‬ص – ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.96 – 46‬‬

‫‪84‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫بالتوازن هنا هو التوازن بين عدد السكان ومتطلبات الحفاظ على البناء االجتماعي لتحقيق أهدافه‬
‫‪1‬‬
‫الدينية والتربوية والفنية والترفيهية والسياسية التي يرمي إليها المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬في محاولتها للعودة إلى حالة التوازن (في حالة اختالله)‪ ،‬فإن المجتمعات تكون لها استجابات‬
‫متنوعة قد تتمثل في هجرة الفالحين من الريف إلى المدن كمحاولة لتحقيق الموازنة بين األرض‬
‫المتاحة وعدد العاملين في الزراعة‪ ،‬كما يمكن اعتبار برامج تنظيم األسرة وتأجيل سن الزواج التي‬
‫تحاول بعض المجتمعات تطبيقها استجابة لموازنة التغيرات التي طرأت على العالقة بين حجم السكان‬
‫‪2‬‬
‫ومتطلبات البناء االجتماعي‪.‬‬
‫وقد اختلفت التفسيرات الخاصة بالظاهرة السكانية حسب التوجهات الفكرية والنظرية‬
‫ألصحابها‪ ،‬مما أضفى تنوعا في النظرية السكانية‪.‬‬

‫‪-3‬النظريات البيولوجية‪:‬‬

‫يرجع أصحاب هذه النظريات انخفاض الخصوبة الذي عرفته الدول المتقدمة إلى انخفاض‬
‫القدرة الفيزيولوجية أو البيولوجية على اإلنجاب‪ ،‬إال أنهم اختلفوا فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة على هذه‬
‫القدرة‪ :‬فبينما يرجعها البعض إلى ارتفاع الكثافة السكانية مما يؤدي بطريقة طبيعية إلى تناقص‬
‫اإلنجاب‪ ،‬يرى البعض اآلخر أن لتعقيد الحياة االجتماعية دور في ذلك‪ .‬وقد عاد االتجاه البيولوجي‬
‫إلى الظهور في القرن ‪20‬م على يد الباحث اإليطالي كواردو جيني ‪1884 Corado Gini‬م‪ ،‬الذي‬
‫اعتقد أن لكل مجتمع دورة بيولوجية تؤثر على كثافة السكان وتنعكس عليها‪ .‬وقد عرض قضاياه‬
‫النظرية في مؤلفه تحت عنوان " أثر السكان في تطور المجتمع " الذي نشره عام ‪1912‬م‪ .‬ويمكن‬
‫‪3‬‬
‫تلخيص القضايا النظرية لجيني على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬يسلم بأن المجتمع يمر بمراحل ثالث هي‪ :‬النشأة والتكوين والتقدم واالزدهار واالضمحالل والفناء‪.‬‬
‫لكل من هذه المراحل خصائصها والنتائج المترتبة عليها التي تؤثر في مختلف جوانب المجتمع‬
‫البيولوجية والمورفولوجي واالقتصادية وغيرها‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الباسط عبد المعطي وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.96 – 46‬‬
‫‪ -2‬علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬يونس حمادي علي‪ ،‬مبادئ علم الديمغرافيا‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2010 ،‬ص – ص ‪.35- 32‬‬

‫‪85‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫أ‪-‬مرحلة النشأة والتكوين‪ :‬تتميز المجتمعات في هذه المرحلة بمعدل خصوبة مرتفع يصاحبها عدم‬
‫وجود اختالفات اجتماعية واضحة بين السكان (غياب الطبقات االجتماعية) وهذا ما كان عليه الحال‬
‫في مجتمعات مثل أثينا واسبرطة وحتى المجتمعات الحديثة النشأة والتي تكونت عن طريق الهجرة‬
‫الدولية كأمريكا وأستراليا وكندا‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة التقدم واالزدهار‪ :‬في هذه المرحلة يحدث تناقصا في الخصوبة نتيجة إقبال نسبة صغيرة‬
‫من السكان فقط على اإلنجاب كون الجزء اآلخر إما يكون قد مات أو لم يستطع اإلنسال بعد الزواج‪.‬‬
‫إضافة إلى أن نسبة اإلنجاب بين الطبقات الصاعدة إلى أعلى السلم االجتماعي تتجه عموما نحو‬
‫االنخفاض‪ .‬مما يؤثر على الخصوبة ويؤدي إلى تناقص عدد السكان‪ .‬كل هذه العوامل من شأنها أن‬
‫تؤثر على االقتصاد بانتعاشه وبالتالي ارتفاع المستوى المعيشي لألفراد‪.‬‬
‫ج‪-‬مرحلة االضمحالل والفناء‪ :‬وفي هذه المرحلة من تطور المجتمع يقل عدد السكان في كثير من‬
‫أجزاء المجتمع حيث يتناقص عدد السكان في المناطق الريفية نتيجة لنمو التصنيع والتوسع في هجرة‬
‫العمالة من الريف إلى الحضر‪ ،‬هذا فضال عن تأثير عامل النقص الشديد في معدل الخصوبة العام‪.‬‬

‫‪-4‬النظريات االقتصادية‪:‬‬
‫يعتبر التفسير االقتصادي للظواهر السكانية أول تفسير قدمه المفكرون لهذه الظاهرة‪ ،‬حيث‬
‫يدور المحور األساسي لهذه النظريات حول ارتباط كل من الزواج واإلنجاب بالظروف االقتصادية‬
‫السائدة‪ .‬وقد كان آدم سميث في بين ممثلي هذا االتجاه‪ ،‬حين أكد وجود ارتباط إيجابي بين توفر‬
‫فرص العمل من جهة‪ ،‬واإلقبال على الزواج واإلنجاب من جهة أخرى‪ .‬ويعد كارل ماركس ‪K.MARX‬‬

‫(‪1818‬م‪1883-‬م) أحد أهم رواد هذا االتجاه‪ ،‬حين اعتبر النظام االشتراكي الحل الوحيد للمشكالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي يمكن معالجة المشكالت المرتبطة بالسكان من خالل إعادة النظر‬
‫‪1‬‬
‫في النظام االجتماعي بسيطرة الطبقة العاملة على وسائل اإلنتاج‪ .‬وفيما يلي أهم آراءه‪:‬‬

‫أ‪ -‬يسلم ماركس بأن المجتمع يمر بمراحل متباينة في تغيره‪ ،‬استنادا إلى تغير اإلنتاج والنظام‬
‫االقتصادي‪ .‬ويفترض أن تزايد السكان مرتبط بمعدل التشغيل في النظام االقتصادي‪ .‬وأكد افتراضه‬

‫‪ -‬حسن الساعاتي وعبد الحميد لطفي‪ ،‬دراسات في علم السكان‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪ ،2008 ،‬ص – ص ‪.111- 110‬‬

‫‪86‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫هذا بنتائج دراسته لنظام اإلنتاج الرأسمالي‪ ،‬حيث الحظ وجود فائض في السكان نتيجة لمعدل‬
‫التشغيل المتناقص واختصار النفقات وتراكم رأس المال‪.‬‬
‫ب‪ -‬توقع ماركس عدم وجود فائض في السكان مع وجود نظام اإلنتاج االشتراكي‪ ،‬نتيجة للتشغيل‬
‫الكامل والمتوازن بين رأس مال العمال‪ .‬وبذلك يتحقق التوازن بين الزيادة في راس المال الثابت‬
‫والمتغير‪ ،‬بحيث ال يوجد فائض سكاني ويقل الفقر والبؤس‪.‬‬

‫ج‪ -‬استنتج أنه ال وجود لقانون عام ثابت للسكان‪ ،‬وإنما لكل مجتمع ولكل مرحلة من مراحل تطور‬
‫المجتمع واإلنتاج قانون خاص بها ينطبق عليها وحدها وفق الظروف التي يعيشها‪ .‬ووجود قانون واحد‬
‫للسكان ال يتحقق إال في حاالت النبات والحيوان شرط عدم تدخل اإلنسان فيها‪.‬‬

‫د‪ -‬تتالشى مشكلة زيادة السكان مع تطور المجتمع ووصوله إلى مرحلة اإلنتاج االشتراكي‪ .‬مما يعني‬
‫أن كل من مشكلتي الفقر والبؤس باعتبارهما مرتبطان بظاهرة تزايد السكان‪ ،‬ال ترتبطان بالعامل‬
‫البيولوجي وإنما ترجعان إلى النظام االقتصادي الذي يعجز عن تشغيل كامل أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪-5‬النظريات الثقافية االجتماعية‪:‬‬

‫وتتمثل في مجموعة النظريات التي تعتمد على التفاعل الثقافي دون غيره في تفسير الظاهرة‬
‫السكانية‪ ،‬كتلك التي تحاول تفسير السلوك اإلنجابي ومن ثم نمو السكان بالرجوع إلى النسق القيمي‬
‫السائد في المجتمع أو بالرجوع إلى مفهوم الثقافة التقليدية‪ .‬فمثال اعتبر اإلجهاض في بعض‬
‫المجتمعات ولفترة طويلة الوسيلة األساسية في التحكم في حجم السكان‪ ،‬بينما نالحظ أنه في مجتمعات‬
‫أخرى كاإلسالمية محرم‪ .‬وعليه نالحظ كيف تتحكم العوامل الثقافية والدينية في الظاهرة السكانية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬عالقة علم اجتماع السكان بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫يعتمد علم اجتماع السكان أكثر من أي تخصص آخر في علم االجتماع‪ ،‬على مجموعة من‬
‫العلوم التي يستمد منها المعلومات الالزمة لتفسير الظاهرة السكانية‪ .‬وفيما يلي عرض ألهم هذه‬
‫العلوم‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪-1‬عالقة علم اجتماع السكان بعلم االجتماع‪:‬‬

‫يجمع الكثير من العلماء على أن دراسة أحوال السكان وتفسيرها من الضروري تناولها من‬
‫وجهة نظر اجتماعية‪ .‬فالسكان هم جزء من البناء االجتماعي الذي يتشكل منه المجتمع ويتأثر به‬
‫ويؤثر فيه وفي ثقافته ووظائفه االجتماعية‪ .‬وعليه فإن علم اجتماع السكان هو أحد فروع علم االجتماع‬
‫الذي يتناول السكان ودراستهم كمجتمع‪ 1.‬كما أن الدراسة والبحث في علم االجتماع في مختلف‬
‫المجاالت يعتمد بدرجة كبيرة على المعطيات الديمغرافية والمتغيرات السكانية‪ .‬من جهته فإن علم‬
‫اجتماع السكان يعتمد المنهج االجتماعي في دراسته‪ ،‬وبذلك نالحظ أن االستفادة متبادلة بين العلمين‬
‫في الوصول إلى تحقيق الهدف العلمي‪.‬‬

‫‪-2‬عالقة علم اجتماع السكاني بالتاريخ‪:‬‬

‫تبدو العالقة واضحة بين علم االجتماع السكاني وعلم التاريخ‪ ،‬حيث ال يمكن فهم تطور النمو‬
‫السكاني وتغيراته المختلفة‪ ،‬إال بالرجوع إلى علم التاريخ الذي يعرض لنا أحوال كل مرحلة من مراحل‬
‫تطور المجتمعات وأسباب حركتهم عبر الزمن‪ .‬حيث أن دراسة ماضي هذه المجتمعات هي الموضوع‬
‫األساسي للتاريخ‪ ،‬ومن ثم يمكن أن يعطي البحث السكاني البعد الزمني الذي كان ينقصه‪ .‬كما أن‬
‫البحث االجتماعي السكاني قد كان له الفضل في توجيه اهتمام المؤرخين إلى األسباب التي تتحكم في‬
‫زيادة أو نقصان عدد السكان أو هجرتهم وعدم االقتصار على دراسة السكان من الناحية السياسية أو‬
‫العمرانية‪.‬‬

‫‪-3‬عالقة علم اجتماع السكان بعلم السكان(الديموغرافيا)‪:‬‬

‫يختلف علم اجتماع السكان عن الديمغرافيا والدراسات السكانية‪ .‬فالديمغرافيا تهتم بدراسة‬
‫الخصوبة‪ ،‬المواليد‪ ،‬الوفيات‪ ،‬الهجرة بهدف التحليل الكمي للعالقات المتبادلة بين هذه الموضوعات‪.‬‬
‫أما علم اجتماع السكان فيدرس الظواهر والتغيرات السكانية في عالقتها بالبناء االجتماعي‪ .‬فهو يهتم‬
‫بتحليل النتائج االجتماعية المترتبة على معدالت المواليد والوفيات والهجرة وما يرتبط بها من دالالت‬
‫التنمية االجتماعية واالقتصادية والتحضر والمستويات التعليمية‪ ،‬أي بلورة نماذج التفاعل بين المتغيرات‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.107-106‬‬

‫‪88‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫السكانية واالجتماعية‪ 1.‬لكن تبقي المعطيات الديمغرافية هي المصدر األساسي الذي يعتمد عليه في‬
‫هذا التحليل‪.‬‬

‫‪-4‬عالقة علم اجتماع السكان بالعلوم الطبيعية‪:‬‬

‫يرتبط علم اجتماع السكان ببعض العلوم الطبيعية كعلم األجنة وعلم التاريخ الطبيعي وعلم‬
‫الوراثة‪ ،‬فهو يعتمد على نظريات علم التاريخ الطبيعي في تفسير كثير من موضوعاته خاصة فيما‬
‫يتعلق بمعرفة الشروط الالزمة إلمكان الحمل واإلنجاب وفترة الخصوبة عند الرجل والمرأة ومعدالتها‬
‫في كل فترة عمرية‪ ،‬والظروف التي يمكن مراعاتها لتنظيم النسل‪ .‬وموانع الحمل وآثارها الجانبية وكذلك‬
‫معرفة دور المواليد من الذكور واإلناث ودور الوفيات‪ ،‬وأسبابها البيولوجية‪ ،‬وأثر العمل على استكمال‬
‫صحة المرأة‪ ،‬وغير ذلك مما يخص العالقات البيولوجية بين الذكر واألنثى وأثرها على الزيادة الطبيعية‬
‫‪2‬‬
‫للسكان (المواليد والوفيات)‪.‬‬

‫‪-5‬عالقة علم السكان بالصحة العامة‪:‬‬

‫تفيد الصحة العامة السكان في دراسة الخصوبة ووسائل منع الحمل وتتبع انتشارها بين‬
‫السكان‪ ،‬ودراسة األساليب المتبعة لتحسين الخدمات الصحية‪ ،‬والوقاية من األمراض والعناية باألطفال‬
‫والحوامل ونشر الوعي الصحي‪ ،‬وتنظيم األسرة‪ 3.‬حيث أنه ال يمكن انكار العالقة الوطيدة الموجودة‬
‫بين الخصوبة والصحة العامة والرفاهية االجتماعية‪.‬‬

‫‪-6‬عالقة علم السكان بعلم االقتصاد‪:‬‬


‫يعتمد علم اجتماع السكان في كثير من بحوثه على المتغيرات االقتصادية كالدخل والثروة‬
‫واألرباح واألجور في تفسير المتغيرات السكانية الخاصة بالخصوبة والوفيات والهجرة‪ .‬كما أن نتائج‬
‫البحوث السكانية تعتبر المصدر األساسي لرجال االقتصاد والمخططين في مدهم بالمعلومات الالزمة‬
‫لوضع مختلف االستراتيجيات االجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.497‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسان الساعاتي وعبد الحميد لطفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪89‬‬
‫علم اجتماع السكان‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬السيد عبد العاطي السيد‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬

‫‪ -‬حسن الساعاتي وعبد الحميد لطفي‪ ،‬دراسات في علم السكان‪ ،‬دار النهضـة العربيـة للطباعـة والنشـر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬حسـين عبـد الحميـد أحمـد رشـوان‪ ،‬علمم االجتمماع وميادينمه‪ ،‬المكتـب الجـامعي الحـديث‪ ،‬اإلســكندرية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪ -‬حسين عبد الحميد أحمد رشـوان‪ ،‬السمكان والمجتممع‪ ،‬د ارسـة فـي علـم االجتمـاع السـكاني‪ ،‬دار الوفـاء‬
‫لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الباسط عبد المعطي وآخرون‪ ،‬السكان والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1987 ،‬‬

‫‪ -‬عبـ ــد هللا محمـ ــد الخريجـ ــي ومحمـ ــد الجـ ــوهري‪ ،‬علممممم السممممكان‪ ،‬دار المعرفـ ــة الجامعيـ ــة‪ ،‬اإلسـ ــكندرية‪،‬‬
‫‪.1989‬‬

‫‪ -‬علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬

‫‪ -‬فتحي محمد أبو عيانة‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪.2002 ،‬‬

‫‪ -‬مص ــطفى خل ــف عب ــد الج ـواد‪ ،‬علمممم اجتمممماع السمممكان‪ ،‬دار المس ــيرة للنش ــر والتوزي ــع والطباع ــة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عمان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -‬يونس حمادي علي‪ ،‬مبادئ علم الديمغرافيا‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2010 ،‬‬

‫‪90‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬
‫متهيد‬
‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‬
‫اثنيا‪ :‬العوامل املسامهة يف نشأة وحتديث علم االجتماع السياسي‬
‫اثلثا‪ :‬أهداف علم االجتماع السياسي‬
‫رابعا‪ :‬جمال البحث يف علم االجتماع السياسي‬
‫خامسا‪ :‬مناهج البحث يف علم االجتماع السياسي‬
‫سادسا‪ :‬االجتاهات النظرية يف علم االجتماع السياسي‬
‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع السياسي ابلعلوم األخرى‬
‫‪ -‬قائمة املراجع‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫علم االجتماع السياسي هو علم حديث لم يتبلور إال في منتصف القرن العشرين‪ ،‬فهو فرع من‬
‫فروع علم االجتماع العام يهتم بدراسة الظواهر السياسية في ضوء المقاربة االجتماعية بالتركيز على‬
‫الدولة أو السلطة أو النظم السياسية‪ .‬كما يعنى بدراسة عالقات السيطرة والخضوع وعمل الجماعات‬
‫ومجموعات المصالح والمشاركة السياسية لألفراد‪ ،‬وغيرها من المواضيع السياسية التي ال يمكن فهمها‬
‫إال باعتماد مقاربة اجتماعية في دراستها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدخل مفاهيمي‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم السياسة‪:‬‬

‫لغةةة هةةي مشةةتقة مةةن الس ةوس بمعنةةى الرياسةةة‪ ،‬ورأا أرسةةو قيةةل سوسةةو وأساسةةو ‪ ،‬وسةةاس ا مةةر‬
‫‪1‬‬
‫سياسة‪ :‬قام بو‪ .‬والسوس هو أيضا الطبع والخلق والسجية والسياسة هي القيام با مر بما يصلحو‪.‬‬
‫وجةةاء فةةي معجةةم أ س ة ورد ‪ OXFORD‬أنهةةا‪" :‬فةةن الحكةةم وعلمةةو‪ ،‬العلةةم الةةمع يتعامةةل مةةع ةةكل‬
‫وتنظيم وردارة دولة أو جزء منها‪ ،‬وتنظيم عالقاتها مع الدول ا خرى‪ .‬ويعرفها برنارد كةر بننهةا يريقةة‬
‫حكم مجتمعات منقسمة بعملية نقاش حر وبةدون عنةف غيةر مسةتوجي‪ .‬ويحةددها تةالتوت بارسةونز فةي‬
‫‪2‬‬
‫القدرة على تعبئة موارد المجتمع لتحقيق أهداف يمكن تحقيق التزام عام عبي بها‪.‬‬

‫‪-2‬مفهوم علم االجتماع السياسي‪:‬‬


‫تباينت اآلراء حول تعريف هما العلم وحدود فمنهم من يعتبر فرعا من علم االجتماع ومنهم‬
‫من يعتبر علم مستقل وسنحاول إدراج أهم التوجهات في تعريف هما العلم‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مجلد ‪ ،3‬الجزء ‪ ،24‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،.‬ص ‪.1925‬‬
‫‪ -2‬ستي ن د‪ .‬نانسي ونايجل جا سن‪ ،‬أساسيات علم السياسة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محي الدين حميدع‪ ،‬دار ال رقد للطباعةة والنشةر‬
‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،2016 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪92‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬
‫‪1‬‬
‫كفرع من علم االجتماع‪:‬‬

‫عرفو لويس كوزر بننو‪" :‬ألك ال رع من علم االجتماع المع يهتم با سباب والنتائج االجتماعية‬
‫لتوزيع القوة داخل المجتمعات أو بين بعضها والبعض اآلخر‪ .‬وكملك دراسة الصراعات االجتماعية‬
‫والسياسية التي تؤدع إلى تغيرات في توزيع القوة‪.‬‬
‫واعتبر سارتورع بننو علم هجين متداخل من المعرفة‪ ،‬وعرفو بننو العلم المع يدرس الروابط‬
‫بين السياسة والمجتمع‪ ،‬وبين ا بنية االجتماعية وا بنية السياسية‪ ،‬وبين السلو االجتماعي والسلو‬
‫السياسي فهو قنطرة نظرية ومنهجية بين علم االجتماع وعلم السياسة‪.‬‬
‫وعرفو غاستون بوتول بننو فرع من علم االجتماع العام يحلل ا نظمة كما يحلل سائر‬
‫الظواهر السياسية في عالقتها بالنظم والظواهر االجتماعية ا خرى‪ .‬وهو يدرسها بوص ها إنجازات‬
‫وتصرفات نوعية للمجتمعات البشرية وبالتالي يمكن مالحظتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كعلم للدولة‪:‬‬

‫يرى بعض المؤل ين أنو ال رع المع يهتم بالدولة باعتبارها صن ا من التجمعات اإلنسانية أو‬
‫من المجتمعات‪ ،‬وينخم هما االتجا السياسة بم هومها الشائع فة "معجم ا اديمية ال رنسية" يعتبر ‪:‬‬
‫"معرفة كل ما لو عالقة ب ن الدولة وبتوجيو عالقاتها مع الدول ا خرى‪".‬‬

‫‪3‬‬
‫كعلم للسلطة‪:‬‬

‫فعلم االجتماع السياسي هو علم السلطة والحكم والقيادة في كل المجتمعات اإلنسانية‪ .‬ويرتبط‬
‫هما الم هوم بما دعا لو ليون دوجي عن التمييز بين الحا مين والمحكومين‪ .‬فضمن كل فئة إنسانية‬
‫من أصغرها إلى أ برها ومن أسرعها زواال إلى أ ثرها استق ار ار‪ :‬هنا من يحكم ومن يحكم‪ ،‬من يصدر‬
‫ا وامر ومن يمتثل لها‪ ،‬من يتخم الق اررات ومن يتلقاها للتن يم‪ .‬فهما التمايز يشكل الظاهرة السياسية‬
‫ا ساسية التي يجي دراستها بطريقة المقارنة على كل المستويات وفي كل المجتمعات‪.‬‬

‫‪ -1‬عبةةد الهةةادع الجةةوهرع‪ ،‬أصوووع علووم االجتموواع السياسووي‪ ،‬المكتبةةة الجامعيةةة ا ازريطةةة‪ ،‬ط‪ ،2‬االسةةكندرية‪،2000 ،‬‬
‫ص‪-‬ص ‪.22- 20‬‬
‫الظررةوة لعلوم االجتمواع السياسوي‪ ،‬دار الطليعةة للطباعةة والنشةر‪ ،‬بيةروت‪،1983 ،‬‬ ‫‪ -2‬محمد فايز عبد أسعيد‪ ،‬األسو‬
‫ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬المرجع ن سو‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪93‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل المساهمة في نشأة وتحديث علم االجتماع السياسي‪:‬‬

‫من العوامل التي كان لها ا ثر التبير في ظهور هما العلم نمكر‪:‬‬
‫❖ تزايد عدد المهتمين بموضوعات وقضايا علم االجتماع السياسي‪.‬‬
‫❖ االهتمام المتزايد بالقضايا والظواهر السياسية من قبل رجال السياسة وأصحاب صنع القرار‬
‫في الدول المتقدمة والنامية‪.‬‬
‫❖ تعدد م ار ز البحث العلمي والمعاهد المتخصصة التي أعطت اهتماما ملحوظا لدراسة النظام‬
‫السياسي وتقييم العديد من الظواهر والمشكالت السياسية التي تزايدت بشكل ملحوظ خالل‬
‫السنوات االخيرة‪.‬‬
‫❖ تطور المناهج وا ساليي العلمية المستخدمة في الدراسات والبحوث السياسية سواء النظرية‬
‫منها أو التطبيقية‪.‬‬
‫❖ زيادة االهتمام بالدراسات المقارنة في علم االجتماع السياسي وخاصة عند دراسة الظواهر‬
‫والنظم السياسية في عالمنا المعاصر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف علم االجتماع السياسي‪:‬‬

‫علم االجتماع السياسي باعتبار علم متتامل لو أهداف يعمل على الوصول إليها‪ ،‬نمكر منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوصول إلى مجموعة من التصورات العامة وا فتار المجردة التي بواسطتها يتم تحليل‬
‫وت سير الظواهر السياسية بصورة علمية محددة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يسعى علم االجتماع السياسي لتبني المناهج السيسيولوجيا التي يستخدمها علماء االجتماع‬
‫في دراسة الظواهر والنظم السياسية وتحليلها تحليال سيسيولوجيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يركز علم االجتماع السياسي على دراسة الظواهر والعمليات السياسية‪ ،‬وألك من حيث‬
‫بناءاتها ووظائ ها في إيار المجتمع ونوعية الترابط المع يحدث بين هم النظم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يهتم هما العلم بدراسة الرابطة المتبادلة بين النظام السياسي ومختلف ا نظمة االجتماعية‬
‫‪2‬‬
‫ا خرى كا نظمة الدينية‪ ،‬التربوية‪ ،‬العائلية وغيرها من النظم االجتماعية ومكوناتها المختل ة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الباسط عبد المعطي‪ ،‬اتجاهات نررةة في علم االجتماع‪ ،‬عالم المعرفة التويت‪ ،1981 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -2‬مولود زايد الطيي‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار التتي الوينية‪ ،‬ط‪ ،1‬بنغازع‪ ،2007 ،‬ص – ص ‪.28 – 27‬‬

‫‪94‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫خامسا‪ :‬يهدف علم إجماع السياسي إلى دراسة يبيعة التغيير المستمر المع حدث ويحدث على‬
‫المكونات البنائية والوظي ية للمؤسسات والنظم السياسية المختل ة عبر التاريخ مثل دراسة التغيير‬
‫المع ي أر على هيكل ووظائف االحزاب السياسية‪ ،‬وعمليات التمثيل والسلو السياسي للمواينين‬
‫‪1‬‬
‫وغيرها من المؤسسات والنظم السياسية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬يهتم بمعالجة التغيرات المستمرة على نوعية االيديولوجيا السياسية التي عرفتها‬
‫المجتمعات البشرية لمعرفة أيرها العامة ومدى تنثيرها على النسق السياسي في إيار البناء‬
‫االجتماعي العام‪ .‬ومن أهم هم االيديولوجيات الشيوعية (البدائية) والماركسية‪ ،‬الرأسمالية‬
‫الليبرالية‪ ،‬ال ا ية ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬يهتم بدراسة قضايا ومشكالت التنمية السياسية باعتبارها جزءا هاما من التنمية الشاملة‪،‬‬
‫ومنو يدرس الثقافة والتنشئة السياسية للمواينين ومدى مشاركتهم في العمليات السياسية وفي‬
‫صنع وتن يم القرار السياسي‪.‬‬
‫ثامظا‪ :‬يهدف للتعرف على مكونات ويبيعة النظم السياسية التي توجد في مرحلة تاريخية معينة‪،‬‬
‫وعالقتو بالواقع االجتماعي واالقتصادع المع يوجد في المجتمع‪ ،‬وألك من خالل إجراء الدراسات‬
‫المقارنة بين النظم السياسية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مجاع البحث في علم االجتماع السياسي‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫من الموضوعات التي تشكل محور الدراسة بالنسبة لعلم االجتماع السياسي نجد‪:‬‬
‫‪ -‬علم االجتماع السياسي يسعى لدراسة واقع ا حوال والظروف الثقافية واالجتماعية واالقتصادية على‬
‫البناءات السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬عمل علم االجتماع السياسي يدور حول وصف أ كال التماثل بين جميع الجماعات السياسية‬
‫السائدة في البناء االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬علم االجتماع السياسي يعالج النظم السياسية الرسمية منها وغير الرسمية كنجزاء من النسق‬
‫االجتماعي‪ ،‬مثل ا حزاب السياسية أو النظم الدكتاتورية االستبدادية وغيرها‪.‬‬

‫‪ -1‬عايف أحمد فؤاد‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،1995 ،‬ص – ص ‪.86 – 84‬‬
‫‪ -2‬المرجع ن سو‪ ،‬ص – ص ‪.53 – 52‬‬

‫‪95‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫‪ -‬علم االجتماع السياسي يركز على دراستو الص وات ومجموع أعضائها وعلى تنسيق مظاهر الصراع‬
‫بين جماعات المصلحة والجماعات أات الن وأ الرسمي باإلضافة إلى التركيز على دراسة تشكيل‬
‫وجهة النظر السياسية‪.‬‬

‫‪ -‬ارتبط هما العلم بصورة الدولة الحديثة على أنها آخر صورة تاريخية للمجتمع السياسي أع الدولة‬
‫القومية‪ ،‬مما يحدد مجال هما العلم‪ .‬فتلمة الدولة تعني تمييز نوع واحد من التجمعات اإلنسانية أو من‬
‫المجتمعات على وجو الخصوص‪.‬‬
‫‪ -‬اتسع مجال علم االجتماع السياسي ليهتم بموضوعات تبتعد عن موضوعو ا صلي " القوة " مثل‬
‫ا حزاب السياسية والتنشئة السياسية والمشاركة لسياسية وجماعات الضغط‪.‬‬
‫‪ -‬علم االجتماع السياسي هو علم القوة باعتبار القوة قائمة وموجودة في أع جماعة بشرية سواء كانت‬
‫صغيرة أو كبيرة حيث تمثل القوة ظاهرة عامة في المجتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬مظاهج البحث في علم االجتماع السياسي‪:‬‬

‫يعتمد علم االجتماع السياسي عدة مناهج أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬المظهج التارةخي‪:‬‬

‫إ ن الظاهرة السياسية هي محصلة لمجموعة من العوامل التي ت اعلت مع مرور الزمن لتعطيها‬
‫ال صورة التي تظهر بها في وضعها الراهن‪ ،‬أع أنو توجد هنا رابطة بين الماضي والحاضر وبالتالي‬
‫فإن دراسة الماضي تساعد على التعرف على الحاضر‪ .‬فمثال إن السلطة التشريعية أات المبادئ‬
‫الديمقرايية قد تتون وليدة السلطة التقليدية التي تعتمد على قوة التقاليد وا عراف االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن دراسة الماضي تساعد على فهم الحاضر والتنبؤ بمستقبل االحداث والوقائع االجتماعية‬
‫السياسية كالثورة أو االنقالب أو الحرب أو الحركات االجتماعية السياسية أو االنقسامات ال ترية‬
‫والممهبية ‪...‬الخ‪ ،‬التي ستن ع في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬إن المنهج التاريخي قديم قدم كتابات ارسطو المع اعتقد بنن فهم أع يء يتطلي فحص‬
‫بدايات ا ولى وتطوراتو الالحقة‪ .‬فهو يسعى إلى ت سير النظم المختل ة في وجودها الواقعي واتجاهاتها‬

‫‪96‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫ويزودنا بمعرفة حول اصولها وتطوراتها المتوقعة‪ ،‬كون ا حداث ليست منعزلة أو مستقلة بعضها عن‬
‫‪1‬‬
‫بعض ولتنها مترابطة في سياق زمني محدد‪.‬‬

‫‪-2‬المظهج المقارن‪:‬‬

‫وهو المنهج المع يعتمد عالم االجتماع السياسي في جمع معلومات وص ية وتحليلية حول‬
‫مجتمعات سياسية مختل ة ومتباينة من ناحية درجة تقدمها الحضارع واالجتماعي ونضجها السياسي‬
‫والقانوني‪ .‬وبعد جمع هم المعلومات يقوم بمقارنتها ثم يستخرج القوانين االجتماعية التونية منها‪.‬‬
‫‪ -‬هم القوانين تستند على أدلة وبراهين إحصائية أو مشاهدة موضوعية لها ا همية في ت سير وتحديد‬
‫يبيعة ا نظمة السياسية لهم المجتمعات‪ ،‬وكما لها ال ضل في التنبؤ بالحوادث والظواهر السياسية‬
‫التي تنخم مكانها في هم المجتمعات‪ .‬فمثال قد يقسم العالم االجتماعي السياسي الدول إلى ثالثة أنواع‬
‫من حيث درجة ديمقراييتها كالدول الديكتاتورية والدول ا وتوقرايية والدول الديمقرايية‪ ،‬وبعد هما‬
‫التقسيم يقوم بدراسة خصائص وميزات كل نوع منها ثم يستنتج القوانين التونية والشمولية التي تحدد‬
‫هيا لها البيروقرايية ووظائ ها‪ ،‬ايديولوجياتها وأنماط عالقتها بالجماهير‪ .‬ومثل هم الدراسة تساعد‬
‫‪2‬‬
‫على مقارنة هم االنماط من الدول بتشخيص أوجو الشبو واالختالف بينهما‪.‬‬

‫‪-3‬المسح االجتماعي‪:‬‬

‫يعتبر المسح االجتماعي من أساليي البحث العلمي الحديثة نسبيا مقارنة بالمنهج التاريخي‪.‬‬
‫ويمكن تعريف المسح االجتماعي بننو محاولة تحليل وت سير الوضع الراهن للنظام السياسي أو‬
‫االجتماعي أو لجماعة معينة‪ .‬وأهم ا غراض التي تستخدم فيها المسوح االجتماعية نمكر‪:‬‬
‫أ‪-‬دراسة البيئة االجتماعية والسياسية للجماعات مثل معرفة متوسط دخل ا فراد ومستوياتهم‬
‫االجتماعية والجماعات المؤثرة في العملية السياسية‪.‬‬
‫ب‪-‬دراسة أوجو النشايات المختل ة فراد الجماعة مثل أين يمهبون في عطلتهم وأنواع الجرائد التي‬
‫يطلعون إليها وا ندية وا حزاب التي ينتمون إليها‪...‬إلخ‬

‫‪ -1‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -2‬المرجع ن سو‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪97‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫ج‪-‬دراسة أراء الناس واتجاهاتهم ودوافع سلوكهم كما هو في حالة دراسات الرأع العام والتصويت في‬
‫‪1‬‬
‫االنتخابات وأخي ار دراسة الخصائص السكانية للمجتمع مثل حجم ا سرة وتوزيع فئات العمر‪.‬‬
‫تعتبر يريقة المسح الميداني الطريقة الحديثة التي يستعملها العالم االجتماع السياسي في‬
‫جمع معلوماتو وبياناتو الميدانية التي تساعد في بناء فرضياتو ونظرياتو بناءا دقيقا على الواقع‬
‫االجتماعي السائد‪ .‬كما تساعد على الضبط والقياس والتن د من صحة ما يحصل عليو من البيانات‬
‫نها تعتمد على مبدأ التجريي والتحليل‬ ‫التي ت سر الظواهر والعالقات االجتماعية والسياسية‬
‫االحصائي واالستنتاج الموضوعي للحقائق والمتغيرات التي يهتم بها الباحث الميداني‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬االتجاهات الظررةة في علم االجتماع السياسي‪:‬‬

‫تغير وتطور ال تر السياسي بتطور المجتمعات والحضارات‪ ،‬وسنحاول في ما يلي عرض أهم‬
‫التيارات ال ترية التي ميزت هم المراحل‪:‬‬

‫‪-1‬الفكر السياسي االجتماعي االغرةقي‪:‬‬

‫ان لإلغريق ال ضل التبير في نشنة علم السياسة وقد مثل كل من " أفاليون" و" أرسطو"‬
‫االتجاهات ا ساسية في هما العلم‪.‬‬
‫‪ -‬أفالطون‪ :‬يرح " أفاليون" نموأجة للدولة المثالية في كتابة " الجمهورية" وتضمنت تحليالتو عن‬
‫‪2‬‬
‫التطبيقات االجتماعية معادلة اجتماعية واقتصادية ون سية‪ ،‬حيث ربط بين الحاجة والطبقة والن س‪".‬‬
‫‪3‬‬
‫ويمكن تلخيص أفتار في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬تقسم الن س إلى ثالثة أجزاء‪ :‬الن س العاقلة ومركزها الرأس‪ ،‬الن س العضوية ومركزها القلي والن س‬
‫الشهوانية ومركزها البطن‪.‬‬
‫‪-2‬قسم الناس إلى ثالثة يبقات‪:‬‬

‫‪ -‬مولود زايد الطيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفلسفة‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المكتبة الشرقية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ ،2012 ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪ -2‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬أطل‬
‫‪3‬‬
‫‪- Olivier Nay, Histoire des idées politiques, Armand collin, Paris, 2016.‬‬

‫‪98‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫‪ -‬يبقة الحكماء‪ :‬تغلي عندهم الن س العاقلة ويمثلون رأس المجتمع وعقلو‪ .‬تتتون هم الطبقة من‬
‫الحكماء المين ينبغي أن تتوفر لديهم الحكمة والشجاعة والعدالة‪ ،‬وبالتالي فهم مؤهلون لممارسة الحكم‬
‫ويرمز لهم الطبقة بالمهي‪.‬‬
‫‪ -‬يبقة الجند‪ :‬تغلي عندهم الن س العضوية‪ ،‬يمثلون قلي المجتمع‪ .‬ويتميزون بالنزعة القوية‬
‫والشجاعة وعدم الخوف من الموت‪ .‬وظي تهم الدفاع عن الدولة وحمايتها داخليا وخارجيا ويرمز لهم‬
‫الطبقة بال ضة‪.‬‬

‫‪ -‬يبقة العمال والمنتجين‪ :‬تغلي عندهم الن س الشهوانية ويمثلون بطن المجتمع‪ .‬يتولون المهمة‬
‫االنتاجية (الزراعة‪ ،‬حرف‪ ،‬تجارة ‪...‬الخ) تحتل هم الطبقة مكانة دنيا في التنظيم االجتماعي ويرمز‬
‫لها بالحديد والنحاس‪.‬‬

‫‪-3‬من أهم أفتار فترة أرستقرايية المثق ين‪ ،‬حيث ال تعطي السلطة السياسية لألغنى أو ا قوى‪ ،‬لتن‬
‫لأل ثر تعليما ومعرفة‪ ]...[ .‬لملك نادى بإيجاد نظام للتعليم العام تعطى فيو ال رصة لتافة أبناء‬
‫الشعي ويبقاتو‪ ،‬بصرف النظر عن الوضع االجتماعي أو الجنس‪ ]...[ .‬كما أ ار إلى العالقة بين‬
‫ال رد والدولة حيث يجي على رئيس الدولة أن يضحي بن سو من أجل الجماعة‪ ،‬ن الجماعة أهم من‬
‫‪1‬‬
‫ال رد‪ ،‬ما دعا إلى اعتبار من أوائل زعماء اال ت ار ية والمبشرين بها‪".‬‬

‫‪ -‬أرسطو‪ " :‬خالف فاليون يستند أرسطو التجريبي في جزء كبير من معلوماتو إلى دراساتو‬
‫كال الدستورية‪ 2".‬وحكم على الدساتير العديدة‬ ‫المقارنة [‪ ]...‬ينسي إليو تحليلو ‪ 158‬كال من ا‬
‫التي أحصاها من وجهة نظر أخالقية‪ ،‬فميز بين التي تهدف لتحقيق العدالة والمصلحة العامة‪ ،‬وتلك‬
‫التي ال تسعى إال لتحقيق مصلحة الحكام الشخصية‪ .‬فا ولى هي دساتير عادلة وا خرى جائزة نها‬
‫‪3‬‬
‫تبدع يابعا استبداديا في حين أن المدنية ليست إال جماعة من رجال أحرار‪.‬‬

‫‪ -1‬مولود زايد الطبيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬


‫‪ -2‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -3‬فيليي برو‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد عرب صاصيال‪ ،‬المؤسسةة الجامعيةة للد ارسةات والنشةر والتوزيةع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1998 ،‬ص ‪-‬ص ‪.169- 168‬‬

‫‪99‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬
‫‪1‬‬
‫‪-2‬الفكر السياسي االجتماعي المسيحي توما ا الكوةظي نموذجا (‪:)1225-1274‬‬

‫يصنف ال تر السياسي المسيحي في إيار النظرية السياسية ا خالقية‪ ،‬حيث أ د على‬


‫ضرورة الربط بين السياسة وا خالق‪ .‬وتنطوع أفتار توما اإل ويني على أهم ا فتار السياسية التي‬
‫أدت في العصور الوسطى‪ ،‬حول العالقة بين السلطتين الروحية ممثلة في البابا‪ ،‬والزمنية ممثلة في‬
‫السلو والحكام‪ .‬حيث أ د اإل ويني على أهمية القانون في تنظيم ؤون المجتمع‪ ،‬في تبرير رعية‬
‫وجود السلطة السياسية‪ ،‬ومنو فال وجود لسلطة سياسية بدون قانون‪.‬‬

‫‪ -‬اعتبر القانون جزء من نظام الحكم اإللهي المع يسيطر على كل يء في السماء وا رض وقسم‬
‫القانون إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫القانون األزلي‪ :‬هو الحكمة اإللهية التي تنظم الخليقة كلها‪ ،‬ويسمو هما القانون على الطبيعة البشرية‬
‫ويعلو فوق فهم اإلنسان‪ ،‬مع أنو ليس غريبا عن إد ار و أو مضادا ل همو‬
‫القانون الطبيعي‪ :‬هو انعكاس للحكمة اإللهية في المخلوقات‪ ،‬يتجلى في رغبة اإلنسان في فعل الخير‬
‫والحياة الطبيعية‪ ،‬وقدرتو على اإلد ار ‪.‬‬
‫القانون اإللهي‪ :‬أو القانون المقدس هو الوحي والتبليغ المع جاء عن يريق التتي المقدسة ويقوم‬
‫رجال الدين بنشر بين الناس‪.‬‬
‫القانون اإلنساني‪ :‬بما أن تطبيق القوانين الثالثة ا ولى تطبيقا كامال على البشر كان متعمرا‪ ،‬وضع‬
‫اإل ويني قانونا خصيصا ليالئمهم‪ ،‬عرفو بننو ريعة تستهدف الخير العام‪ ،‬أمالها العقل وصاغها من‬
‫‪2‬‬
‫يرعى ؤون الجماعة ثم أ هرت‪.‬‬

‫‪-3‬الفكر السياسي االجتماعي االسالمي (ابن خلدون نموذجا)‪:‬‬


‫يعتبر ابن خلدون أحد أبرز العلماء المسلمين وقد كان لو ال ضل في دراسة المجتمع دراسة‬
‫علمية ممنهجة مما جعل التثير يعتبر المؤسس ال علي لعلم االجتماع قبل أوغست كونت‪ .‬فقد أدخل‬

‫‪ -1‬مولود زايد الطيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.39 – 37‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- E. Cattin, L. Jaffro, A. Petit, Figures du théologico-politique, Librairie philosophique J. Vrin,‬‬
‫‪Paris, 1999.‬‬

‫‪100‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫مبدأ العلمية في دراستو للظواهر االجتماعية والسياسية والتاريخية‪ .‬ويمكن تحديد أهم أفتار في النقاط‬
‫‪1‬‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬السياسة موضوع علم نظرع مقسم إلى ثالث أقسام‪ :‬ا ول موضوعو تحديد العالقة بين السلطان‬
‫والرعية‪ ،‬الثاني يحدد تصرف الحكومة تجا أفرادها‪ ،‬ويختص الثالث بنظام الخالفة وضرورياتها‬
‫وأساسها من الدين والعقل‪.‬‬
‫‪ -‬االجتماع اإلنساني ضرورع فاإلنسان مدني بطبعو‪ ،‬وهما االجتماع ال يتحقق باإل ار المع تقوم‬
‫عليو الدولة لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ربط بين السياسة وا خالق التي تتسي الدولة قوة وزوالها يؤدع إلى ضعف وانهيار الدولة‪ ،‬حيث‬
‫ربط بين الظلم وخراب الدول‪.‬‬
‫‪ -‬قدم أربع أصناف للسياسة‪ :‬أوال سياسة دينية مستمدة من الشرع ومنزلة من هللا نافعة في الدنيا‬
‫واآلخرة‪ .‬ثانيا سياسة عقلية تتمثل في القوانين الم روضة هدفها جلي المصالح الدنيوية ودفع المضار‪.‬‬
‫ثالثا سياسة يبيعية وترتتز على مبدأ الغرض والشهوة‪ .‬رابعا سياسة المدينة أع المدينة ال اضلة وهي‬
‫نادرة الوقوع يتتلمون عنها من جهة ال رض والتقدير‪.‬‬
‫‪ -‬يرى أن الدولة تقوم على أربع دعائم هي‪ :‬العصبية‪ ،‬ال ضيلة‪ ،‬الدين وضف الدولة السابقة لتقوم‬
‫الدولة الجديدة على أنقاضها‪ .‬والعصبية هي أساس القوة وأساس التغلي المع هو أساس الرئاسة‪.‬‬
‫‪ -‬بو الدولة بالتائن الحي يعيش وينمو ثم يضعف ويموت‪ .‬وعمر الدولة يقابل عمر ثالث أجيال‪:‬‬
‫الجيل ا ول يتغلي ويقيم دعائم السلطان‪ ،‬أما الجيل الثاني فيتحول بالدولة من حال البداوة إلى حال‬
‫الترف والحضارة فتضعف العصبية‪ ،‬والجيل الثالث ينسى عهد البداوة والعصبية ويبحث عن من يدافع‬
‫عليو بين الموالي‪ ،‬وتظل كملك حتى االنهيار‪.‬‬

‫‪ -1‬صبرع محمد خليل خيرع‪ ،‬الظررةة السياسية عظد ابن خلدون‪ :‬قراءة مظهجية‪ ،‬في‪:‬‬
‫‪https://drsabrikhalil.wordpress.com/2016/10/05‬‬

‫‪101‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫‪-4‬فكر االجتماع السياسي في عصري الظهضة والتظوةر‪:‬‬

‫يضم هما التيار مجموعة من الم ترين أهمهم‪:‬‬

‫‪ -‬نيكوال ميكافيلي (‪ )1469-1527‬والظزعة اإلنسانية الطبيعية‪ :‬يرى ميكيافيلي أن الطبيعة‬


‫اإلنسانية في جوهرها أنانية‪ ،‬لملك يؤكد على أن النظم والمؤسسات القديمة التي صحبتها ضروب‬
‫الوالء والتقوى يجي القضاء عليها عن يريق القوة السافرة‪ 1،‬ورقامة حكم ملتي مطلق يقوم على القسوة‬
‫ومهابة الملك‪ .‬يقول ميكيافيلي‪ " :‬ال يتردد الناس في االساءة إلى ألك المع يجعل ن سو محبوبا‪ ،‬بقدر‬
‫ترددهم في االساءة إلى من يخافونو‪ .‬إأ إن الحي يرتبط بسلسلة من االلتزام المع قد تتحطم بالنظر‬
‫‪2‬‬
‫إلى أنانية الناس‪( ،‬عندما يخدم تحطيمها مصالحهم)‪ ،‬بينما يرتتز الخوف على الخشية من العقاب‪".‬‬
‫هدف ميكاي يلي من خالل كتابو " ا مير" إلى عرض يرائف الحكم والممارسات السياسية‬
‫التي يمكن أن يعتمدها الحا م حتى يبقى أيول فترة ممكنة في الحكم‪ .‬كما يظهر كي ية االيقاع‬
‫المروغة التي تؤمن‬
‫بخصوم الحا م أو ا مير وتصني هم بطريقة أكية تعتمد أساليي ال تر والدهاء و ا‬
‫للحا م الت رد بالحكم وردارة ؤون الدولة حسي رغباتو وادارتو ويموحاتو‪ 3.‬تحت مبدأ "الغاية تبرز‬
‫الوسيلة"‪ ،‬والظروف التي ال تعرف القانون‪.‬‬

‫‪ -‬توماس هوبز (‪" :)1588-1579‬جاءت أفتار هوبز في مؤل ة " الطاغوت" ‪Le Léviathan‬‬

‫المع يعد الدارسين عمالو بننو قدم حال لبناء نظام اجتماعي يتحول با فراد من الحالة الطبيعية‬
‫‪4‬‬
‫الالنظامية إلى المجتمع المدني والدولة الحديثة"‪.‬‬

‫ي ترض هوبز أن هنا قيمة " أساسية هي قيمة الح اظ على المات‪ ،‬حيث يجتهد كل عضو‬
‫للح اظ على حركتو الحيوية أع أن يتحا ى الموت‪ .‬وبما أن ح ظ البقاء الخاص بكل فرد هو القيمة‬

‫‪ -1‬جم ةةال محم ةةد أب ةةو ةةني‪ ،‬أصووووع االجتمووواع السياسوووي (الظشوووأة – القضوووا ا – التطبيقوووات)‪ ،‬دار المعرف ةةة الجامعي ةةة‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪-‬ص ‪.68 ،85‬‬
‫‪ -2‬نيقوال مكيافيلي‪ ،‬األمير‪ ،‬ترجمة‪ :‬كمال فؤاد‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.97- 96‬‬
‫‪ -4‬مولود زايد الطيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪102‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫ا على‪ ،‬فإن كل فرد سيتصرف بشكل أناني‪ ،‬وبالتالي ال وجود إيالقا ع مقياس يتعالى على هم‬
‫القيمة‪ .‬فالتل يقرر بن سو ما ي ار خي ار لو‪ 1 ".‬وهما هو أساس قيام الدولة بالنسبة لهوبز‪.‬‬
‫لمنع الناس من االقتتال فيما بينهم في سبيل تحقيق مصالحهم‪ :‬يرى هوبز أن " ا مان يمكن‬
‫الحصول عليو فقط عندما ال يبقى القانون قانون التل ضد التل‪ ،‬بل حين يعهد إلى بعض القوانين أو‬
‫حين يتم التحول عن بعض القانون ال ردية‪ .‬هما ما يتم إنجاز على قاعدة عقد يربط كل المتعاقدين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وهكما تتون نشنة الدولة المؤسسة التي توازع إرادتها ب ضل موافقة الجميع‪ ،‬إرادة الجميع‪".‬‬
‫‪ -‬جون لوك (‪ " :)1632-1704‬ان جون لو يختلف في تصور عن توماس هوبز فهو يرى أن‬
‫‪3‬‬
‫حالة ال طرة ا ولى أو الحالة الطبيعية التي كان يعيشها اإلنسان تتميز بالسعادة والحرية والمساواة‪".‬‬
‫ن الطبيعة البشرية خيرة بال طرة‪ ،‬تنزع نحو الخير‪.‬‬
‫‪ " -‬في الحالة الطبيعية وقبل توافق الناس على الدولة سادت حرية كاملة ومساواة مطلقة بين الجميع‬
‫[‪ ]...‬وهكما يمنع القانون الطبيعي اإلضرار بالحياة والصحة والحرية وبالملتية ناهيك عن القضاء‬
‫عليها‪ .‬كما يرى أن اإلنسان وفقا للقانون الطبيعي من حقو أن يمتلك من ا رض بقدر ما يستطيع أن‬
‫يستصلح‪ " :‬فلتل الحق في الملتية‪ ،‬ملتيتو الشخصية ولما يكسبو بعملو من الطبيعة‪ ،‬بحيث يضيف‬
‫‪4‬‬
‫إليها ورلى أاتو يئا‪".‬‬
‫نهم أقدر على‬ ‫‪ -‬إن يريقة القانون الطبيعي تساعد ا غنياء على االستيالء على ا راضي‬
‫استصالحها والعمل فيها وقد ال يبقى ال قراء يئا‪ ،‬لهما نشنت حسي رأيو حاجة الناس إلى دولة‬
‫وسلطة سياسية تقوم بالحرص على التوزيع العادل للثورة بموجي عقد اجتماعي ضامن بينها وبين‬
‫الناس‪ ،‬و"يلتزم الحا م أو السلطان باعتبار يرفا في العقد‪ ،‬بتسخير سلطتو في تحقيق الصالح العام‬
‫واحترام الحقوق الطبيعية لألفراد‪ ،‬في حين أنو إأا أخل بااللتزام فإنو يحق لألفراد فسخ العقد والثورة‬
‫‪5‬‬
‫عليو‪".‬‬
‫روسو فلس تو االجتماعية والسياسية في‬ ‫‪ -‬جان جاك روسو (‪ :)1712-1778‬يرح جان جا‬
‫تابو " العقد االجتماعي " سنة ‪1762‬م‪ ،‬ويرى روسو أن العقد االجتماعي يقوم على أساس تنازل‬

‫‪ -1‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ -2‬المرجع ن سو‪ ،‬ص – ص ‪.121- 117‬‬
‫‪ -3‬نداء صادق الشري ي‪ ،‬أصوع علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار جهينة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -4‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -5‬مولود زايد الطيي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪103‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫ا فراد عن حقوقهم للجماعة‪ ،‬فينشن خص عام تتون لو السيادة‪ .‬والسيادة تتون للشعي وليس ل رد‬
‫محدد أو أفراد معينين‪ .‬فالعقد االجتماعي حسبو يعطي السلطة المطلقة للمجتمع السياسي على كل‬
‫الشعي والتي تتوالها اإلرادة العامة‪ .‬كما أن االلتزام االجتماعي للسلطة ال يمكن أن يكون على أساس‬
‫‪1‬‬
‫القوة ن ألك يعني إنتار الحق كلية‪.‬‬

‫نها‬ ‫‪ -‬يرى أن الناس يجي أن يخضعوا لسلطة عامة وهم السلطة ليست خارجة عن إرادتهم‬
‫موجودة بت ويض منهم وبموجي عقد اجتماعي يخضعوا لو‪ .‬وعليو يكون العقد االجتماعي هو‪ :‬الت يل‬
‫بضمان حرية االفراد والمساواة فيما بينهم‪ ،‬ويكون " التخلي عن الحرية الطبيعية قد سهل الوصول إلى‬
‫الحرية المدنية‪ 2".‬الممثلة في الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬الدولة ليست سلطة مطلقة " فالسلطة ليست سلطة فرد بل سلطة التل باعتبار أن صاحي‬
‫السيادة هم ا فراد المين يشكلون كيانا واحدا يمثل السيادات ال ردية‪ .‬والحكومة هنا ليست إال خادمة‬
‫أو على ا قل حارسة لهم السيادة‪ ،‬وسلطتها نشنت عن توكيل الشعي لها‪ 3".‬و" يستطيع الشعي أن‬
‫نهم ليسوا سادة الشعي بل مجرد موظ ين يعملون في خدمة الشعي وتن يم‬ ‫يغيرها (الحكومة)‬
‫‪4‬‬
‫قوانينو‪".‬‬

‫‪ -‬مونتيسكيو ( ‪ :)1689-1755‬قدم مونتيسكيو فلس تو االجتماعية السياسية في كتابو " روح‬


‫القاونين " سنة ‪1748‬م‪ ،‬المع ميز فيو بين أ كال ثالثة في الحكم‪ ،‬بحيث يكون كل كل قائما على‬
‫مبدأ معين‪ :‬الطغيان‪ :‬ويقوم على مبدأ الخوف‪ ،‬الملكية‪ :‬وتقوم على الشرف والجمهورةة‪ :‬التي قد‬
‫‪5‬‬
‫تتون ديمقرايية أو أرستقرايية وهي تقوم على ال ضيلة‪".‬‬

‫‪ -‬كما دعى مونتيسكيو إلى ضرورة ال صل بين سلطات ثالث في الدولة‪:‬‬

‫‪Corps des‬‬ ‫سلطة تشرةعية‪ :‬هدفها مراقبة السلطة التن يمية وتتتون من مجلسين‪ ،‬مجلس أعيان‬
‫‪ nobles‬يراقي‪ ،‬ومجلس أدنى يشرع‪.‬‬

‫‪ -1‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ -2‬المرجع ن سو‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -3‬نداء صادق الشري ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -4‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -5‬المرجع ن سو‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪104‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫سلطة قضائية‪ :‬ويجي أن ت صل كليا عن السلطة التن يمية‪.‬‬


‫سلطة التظفيذ ة‪ :‬تملك حق النقد تجا التشريعية‪ .‬وهما ما من ننو على حسي مونتيسكيو أن يمنع‬
‫الطغيان والملتية‪ ،‬ويكون أساس قيام الجمهورية التي تقوم على ال ضيلة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬عالقة علم االجتماع السياسي بالعلوم األخرى‪:‬‬

‫بحكم المواضيع التي يدرسها علم االجتماع السياسي فإنو يستعين بمجموعة من العلوم ا خرى‬
‫سنحاول عرضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬عالقته بعلم االجتماع‪:‬‬


‫علم االجتماع السياسي هو فرع من علم االجتماع العام وهدفو إقامة منظومة معارف عامة أو‬
‫مجردة من الوقائع السياسية سواء أخمت كل مؤسسة أو غير مؤسسة‪ ،‬أع أنو يقوم بتحليالتو على‬
‫قواعد منهجية بهدف ا تشاف القوانين الطبيعية المتعلقة بالوقائع االجتماعية‪ .‬وهما ما يت ق مع اآلراء‬
‫التي تقول " أن كل من علم االجتماع وعلم السياسة رغم اختصاص كل منهما بمواضيع معينة إال‬
‫‪1‬‬
‫أنهما يعالجان موضوعا مشتركا هو مشكلة السلو السياسي ضمن النظام االجتماعي‪".‬‬

‫فعلم السياسة يهتم أساسا بحجم وأبعاد السلطة والعوامل التي تتحكم في توزيعها‪ ،‬أما علماء‬
‫االجتماع فيهتمون أساسا باإل راف والسيطرة االجتماعية‪ .‬كما يهتم علم االجتماع بالروابط االجتماعية‬
‫أ ثر وتن يد على البنى الشكلية وتحديد الم ار ز القانونية‪ ،‬أما علم االجتماع السياسي فهو يتمركز‬
‫أساسا في مجال الترابطات القائمة بين المجتمع والنظام السياسي بين البنى االجتماعية والمؤسسات‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪-2‬عالقته بعلم السياسة‪:‬‬

‫رغم كون علم االجتماع السياسي على الصعيد ا اديمي والعلمي والمؤسساتي لم يتبلور إال‬
‫في منتصف القرن العشرين‪ ،‬إال أنو يتداخل كثي ار مع العلوم السياسية إلى درجة يصعي الت ريق‬
‫بينهما‪ ،‬ال ت ار هما في كثير من المواضيع االجتماعية والسياسية مثل‪ :‬الدولة‪ ،‬جماعات الضغط‪،‬‬

‫‪ -1‬نداء صادق الشري ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.27 – 26‬‬

‫‪105‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫الحزب‪ ،‬النخبة‪ ،‬الدستور‪ ،‬الرأع العام‪ ،‬المنظمات االجتماعية والسياسية‪...‬إلخ‪ 1.‬وقد يعكس مصطلح‬
‫علم السياسة االهتمام بعزل الظواهر السياسية بعيدا عن ت اعلها مع بقية الظواهر االجتماعية ا خرى‪.‬‬
‫أما علم االجتماع السياسي فيهتم بوضع الظواهر السياسية في مكانها المالئم داخل نطاق الظواهر‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية‪ .‬وهنا من حدد العالقة بين علم االجتماع السياسي وعلم السياسة في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬علم االجتماع السياسي وعلم السياسة يدرسان ن س الظواهر االجتماعية‪ .‬فعلم السياسة يبدأ‬
‫بالدولة ويدرس كيف يؤثر في المجتمع في حين أن علم االجتماع السياسي يبدأ بالمجتمع ويدرس‬
‫يف يؤثر في الدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬علم االجتماع السياسي يؤكد الحقائق بموضوعاتها وماديتها وتجردها من الشوائي الثقافية‬
‫والتنثيرية أما علم السياسة فعكس ألك موضوعو ا فتار والمعتقدات واآلراء السياسية العامة والخاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬علم االجتماع السياسي علم وص ي أو قائم على أساس العلة والمعلول وعلم السياسة قاعدع‬
‫يساعد على الوصول إلى الحقائق التي تتعلق ب ن السياسة‪ .‬فعلم االجتماع السياسي هو جسر نظرع‬
‫يربط بين علم السياسة بنظرياتو ومماهبو وعلم االجتماع بمنهجو ومماهي دراستو‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬علم االجتماع يهتم بدراسة كافة جواني المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم اهتماماتو‬
‫لدراسة القوة المتجسدة من التنظيمات الرسمية فا ول يولي اهتماما كبي ار بالعالقات المتبادلة بين‬
‫مجموعة النظم‪ ،‬بينما الثاني يهتم بالعمليات الداخلية كالتي تحدث داخل الحكومة‪ .‬وقد عبر سيمور‬
‫مارتن ليبست ‪ Seymour Martin Lipset‬عن ألك بقولو‪ " :‬يهتم علم السياسة باإلدارة العامة أع كي ية‬
‫جعل التنظيمات الحكومية فعالة‪ ،‬أما علم االجتماع السياسي فيعنى بالبيروقرايية وعلى ا خص‬
‫‪3‬‬
‫مشكالتها الداخلية‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean-Louis Cot, Jean Pierre Mounier, Pour une sociologie politique, Tome 1, Point Seuil, 1974,‬‬
‫‪P.-P. 11 – 25..‬‬
‫‪ -2‬نداء صادق الشري ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-‬ص ‪.33 – 32‬‬
‫‪ -3‬فيليي برو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص – ص ‪.162 – 160‬‬

‫‪106‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬

‫‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫ني‪ ،‬أصوع االجتماع السياسي (الظشأة القضا ا‪-‬التطبيقات)‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫‪ -‬جمال محمد أبو‬
‫الجامعية االسكندرية ‪.2001‬‬

‫‪ -‬ستي ن د‪ .‬نانسي ونايجل جا سن‪ ،‬أساسيات علم السياسة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محي الدين حميدع‪ ،‬دار ال رقد‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.2016 ،‬‬

‫‪ -‬عايف أحمد فؤاد‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الباسط عبد المعطي‪ ،‬اتجاهات نررةة في علم االجتماع‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬التويت‪.1981 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الهادع الجوهرع‪ ،‬أصوع علم االجتماع السياسي‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬ا ازريطة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫االسكندرية‪.2000 ،‬‬

‫‪ -‬فيليي برو‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬ترجمة‪ ،‬محمد عرب صاصيال‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬
‫الظررةة لعلم االجتماع السياسي‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪ -‬محمد فايز عبد أسعيد‪ ،‬األس‬
‫بيروت‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬مولود زايد الطيي‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار التتي الوينية‪ ،‬بنغازع‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬نداء صادق الشري ي‪ ،‬أصوع علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار جهينة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬نيقوال مكيافيلي‪ ،‬األمير‪ ،‬ترجمة‪ :‬كمال فؤاد‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬

‫والمعاجم‪:‬‬ ‫‪ -‬القوامي‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مجلد ‪ ،3‬الجزء ‪ ،24‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫الفلسفة‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المكتبة الشرقية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ -‬بيتر بوركارد وآخرون‪ ،‬أطل‬
‫‪.2012‬‬

‫‪107‬‬
‫علم اجتماع السياسي‬
- Les Livres :

- Cattin E., L. Jaffro, A. Petit, Figures du théologico-politique, Librairie philosophique J.


Vrin, Paris, 1999.

- Cot Jean-Louis, Jean Pierre Mounier, Pour une sociologie politique, Tome 1, Point
Seuil, 1974.

- Nay Olivier, Histoire des idées politiques, Armand collin, Paris, 2016.

:‫ المواقع اإللكترونية‬-
:‫ في‬،‫ قراءة مظهجية‬:‫ الظررةة السياسية عظد ابن خلدون‬،‫ صبرع محمد خليل خيرع‬-
https://drsabrikhalil.wordpress.com/2016/10/05

108
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫قائمة المراجع العامة‬

‫قائمة المراجع العامة‪:‬‬


‫‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم خليفة‪ ،‬علم االجتماع في مجال الطب‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.1984 ،‬‬
‫‪ -2‬إحسان حفظي‪ ،‬علم اجتماع التنمية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -3‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم اجتماع الجريمة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -4‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬إحس ا ا ا ااان محمد الحس ا ا ا اان‪ ،‬علم االجتماع الطبي دراسةةةةةةة ة ليلية في جب المجتمع‪ ،‬دار وائل للنش ا ا ا اار‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ -6‬السيد عبد العاطي السيد‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -7‬السيد علي شتا‪ ،‬علم اجتماع التربوي‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬
‫بشا ااير الدويبي‪ ،‬مقدمة في علم االجتماع الطبي‪ ،‬الدار الجماهيرية‬ ‫‪ -8‬الوحيشا ااي أحمد بيري وعبد السا ا‬
‫للنشر‪ ،‬طرابلس‪.1989 ،‬‬
‫‪ -9‬انشا ار الشاا‪ ،،‬مدخل علم االجتماع اإلعالمي‪ ،‬دار الفكر العربي للطباعة والنشار‪ ،‬القاهرة‪1422 ،‬ه‪-‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -10‬أيمن مزاهرة وآخرون‪ ،‬علم اجتماع الص ة‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ -11‬جما‪ ،‬محمد أبو ش ا اانب‪ ،‬أصةةةول االجتماع السةةةياسةةةي (النشة ة القضةةةا ا‪-‬التطبيقات)‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية االسكندرية ‪.2001‬‬
‫‪ -12‬جما‪ ،‬معتوق‪ ،‬مدخل الى علم االجتماع الجنائي أهم النظريات المفسةةةةةةةةةر للجريمة واالن راف‪ ،‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ -13‬جميل حمداوي‪ ،‬ميادين علم االجتماع‪ ،‬دار األلوكة‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬السعودية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -14‬جوديت الزار‪ ،‬سةوسةيولوجيا االةصةال الجماهيري‪ ،‬ترجمة ‪ :‬علي وطفة وهيثم ساطايحي‪ ،‬دار الينابيع‬
‫للنشر والطباعة‪ ،‬دمشق‪.1994 ،‬‬
‫‪ -15‬جيهان أحمد رشتي‪ ،‬األسس العلمية لنظرية اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪.1986 ،‬‬
‫‪ -16‬حسان السااعاتي وعبد الحميد لطفي‪ ،‬د ارسةات في علم السةكان‪ ،‬دار النهضاة العربية للطباعة والنشار‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫‪ -17‬حسان عماد مكاوي وليل حساين السايد‪ ،‬االةصةال ونظرياة المعاصةر ‪ ،‬الدار المصارية اللبنانية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ -18‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ ،‬التربية والمجتمع ‪ :‬دراسة في علم اجتماع التربية‪ ،‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة المراجع العامة‬

‫‪ -19‬حس ااين عبد الحميد أحمد رش اوان‪ ،‬السةةكان والمجتمع‪ ،‬د ارس ااة في علم االجتماع الس ااكاني‪ ،‬دار الوفاء‬
‫لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫‪ -20‬حس ا ااين عبد الحميد أحمد رشا ا اوان‪ ،‬علم االجتماع وميادين ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلس ا ااكندرية‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -21‬حمدي علي أحمد‪ ،‬مقدمة في علم اجتماع التربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -22‬رمسيس بنها ‪ ،‬الوجيز في علم اإلجرام منش المعارف‪ ،‬ط‪ ،1‬االسكندرية‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫‪ -23‬ستيفن د‪ .‬نانسي ونايجل جاكسن‪ ،‬أساسيات علم السياسة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬محي الدين حميدي‪ ،‬دار الفرقد‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪.2016 ،‬‬
‫الدين شروخ‪ ،‬علم االجتماع التربوي‪ ،‬دار العلو للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2004 ،‬‬ ‫‪ -24‬ص‬
‫‪ -25‬طلعت ابراهيم لطفي‪ ،‬دراسات في علم االجتماع الجنائي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -26‬عاطف أحمد فؤاد‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -27‬عبد الباسط عبد المعطي وآخرون‪ ،‬السكان والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1987 ،‬‬
‫‪ -28‬عبد الباسط عبد المعطي‪ ،‬اةجاهات نظرية في علم االجتماع‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪.1981 ،‬‬
‫‪ -29‬عبد الرحمن العيس ا ا ااوي‪ ،‬دراسةةةةةة في ةفسةةةةةير الجريمة والوقا ة من ا‪ ،‬دار النهض ا ا ااة العربية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪ -30‬عبد السميع سيد أحمد‪ ،‬دراسات في علم االجتماع التربوي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -31‬عبد اللطيف حمزة‪ ،‬اإلعالم ‪ :‬ةاريخية ومذاهب ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1965 ،‬‬
‫‪ -32‬عبد هللا بن عايض سالم الثبيتي‪ ،‬علم اجتماع التربية‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬ط‪ ،2‬الرياض‪.2009 ،‬‬
‫‪ -33‬عباد هللا محماد اليريجي حمحماد الجوهري‪ ،‬علم السةةةةةةة ةكةان‪ ،‬دار المعرفاة الجاامعياة‪ ،‬اإلسا ا ا ا ا ا ااكنادرياة‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ -34‬عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ ،‬سةةةوسةةةيولوجيا االةصةةةال واإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلس ا ااكندرية‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -35‬عبد المجيد الش ا ا ا ا اااعر وآخرون‪ ،‬علم االجتماع الطبي‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنش ا ا ا ا اار والتوزيع‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫عمان‪.2003 ،‬‬
‫‪ -36‬عباد الهاادي الجوهري‪ ،‬أصةةةةةةةةةول علم االجتمةاع السةةةةةةة ةيةاسةةةةةةةةةي‪ ،‬المكتباة الجاامعياة‪ ،‬األ ازريطاة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫االسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -37‬علي السيد الشييبي‪ ،‬علم االجتماع التربية المعاصر ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ -38‬علي عبد الرزاق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المراجع العامة‬

‫‪ -39‬غباري محمد س ا ا ا مة محمد‪ ،‬في مواج ة الدفاع االجتماعي ضةةةةد الجريمة واالن راف‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ -40‬غريب سيد أحمد‪ ،‬علم اجتماع االةصال واإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -41‬غني ناصر حسن القريشي‪ ،‬علم الجريمة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2011،‬‬
‫‪ -42‬فادية عمر الجوالني‪ ،‬علم االجتماع التربوي‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ -43‬فتحي محمد أبو عيانة‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪.2002 ،‬‬
‫‪ -44‬فضيل دليو‪ ،‬مقدمة في وسائل االةصال الجماهيرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -45‬فوزية رمضان أيوب‪ ،‬دراسات في علم االجتماع الطبي‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ -46‬فيليب برو‪ ،‬علم االجتماع السةياسةي‪ ،‬ترجمة‪ ،‬محمد عرب صاااصااي ‪ ،‬المؤساسااة الجامعية للد ارسااات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.1998 ،‬‬
‫‪ -47‬لطفي بركات أحمد‪ ،‬ةربية المعوقين في الوجن العربي‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪.1981 ،‬‬
‫‪ -48‬محمد توفيق السيد‪ ،‬ب وث في علم النفس‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.1980 ،‬‬
‫‪ -49‬محمااد عاااطف غيااث حمحمااد علي محمااد‪ ،‬التنميةة االجتمةاعيةة والتخطيال االجتمةاعي‪ ،‬دار المعرفااة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -50‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واةجاهات الت ثير‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -51‬محمد فايز عبد أسا ااعيد‪ ،‬األسةةةس النظرية لعلم االجتماع السةةةياسةةةي‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشا اار‪،‬‬
‫بيروت‪.1983 ،‬‬
‫‪ -52‬محمد محمود الجوهري‪ ،‬علم التنمية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪.2015 ،‬‬
‫‪ -53‬محمود حسن‪ ،‬مقدمة في الخدمة االجتماعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪.1982 ،‬‬
‫‪ -54‬مص ا ا ااطف خلف عبد الجواد‪ ،‬علم اجتماع السةةةةةكان‪ ،‬دار المس ا ا اايرة للنش ا ا اار والتوزيع والطباعة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -55‬مصا ا ا ا ااطف وسا ا ا ا ااا دروي ‪ ،‬اسةةةةةةتراةيجية التنمية االجتماعية واالقتصةةةةةةاد ة‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2015 ،‬‬
‫‪ -56‬منا‪ ،‬أبو الحس اان‪ ،‬أسةةاسةةيات علم االجتماع اإلعالمي ‪ :‬النظريات والوظائف والت ثيرات‪ ،‬دار النش اار‬
‫للجامعات‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬‬
‫‪ -57‬منا‪ ،‬ه ‪ ،‬الم ازهرة‪ ،‬نظريات االةصال‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ -58‬مولود زايد الطيب‪ ،‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار الكتب الوطنية‪ ،‬بنغازي‪.2007 ،‬‬
‫‪ -59‬نبيل السمالوطي‪ ،‬علم اجتماع العقاب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪.1993 ،‬‬
‫‪ -60‬نداء صادق الشريفي‪ ،‬أصول علم االجتماع السياسي‪ ،‬دار جهينة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2007 ،‬‬
‫‪ -61‬نيقوال مكيافيلي‪ ،‬األمير‪ ،‬ترجمة ‪ :‬كما‪ ،‬فؤاد‪ ،‬دار كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬

‫‪112‬‬
‫قائمة المراجع العامة‬

‫‪ -62‬يونس حمادي علي‪ ،‬مبادئ علم الد مغرافيا‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2010 ،‬‬

‫‪ -‬القواميس والمعاجم‪:‬‬
‫‪ -63‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مجلد ‪ ،3‬الجزء ‪ ،24‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دون سنة‪.‬‬
‫‪ -64‬أحماد أوزي‪ ،‬المعجم الموسةةةةةةةةةوعي لعلوم التربيةة‪ ،‬مطبعاة النجاا الجاديادة‪ ،‬ط‪ ،1‬الادار البيض ا ا ا ا ا ا اااء‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -65‬بيتر بوركاارد وآخرون‪ ،‬أجلس الفلسةةةةةةة ةفةة‪ ،‬ترجماة ‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المكتباة الشا ا ا ا ا ا ارقياة‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2012‬‬

‫‪ -‬المجالت والدوريات‪:‬‬
‫‪ -66‬أندرو تواد‪ ،‬وديريك جيل‪ ،‬علم االجتماع الطبي‪ ،‬ترجمة‪ :‬جما‪ ،‬الس ا ا ا ا ا اايد‪ ،‬في‪" :‬المجلة الدولية للعلو‬
‫االجتماعية"‪ ،‬مركز مطبوعات اليونسكو‪ ،‬العدد ‪ ،32‬يوليو ‪.1978‬‬
‫‪ -67‬محمد محروس إس ااماعيل‪ ،‬اقتصةةاد ات التعليم‪ ،‬في‪" :‬كتاب األه ار االقتص ااادي"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪،67‬‬
‫سبتمبر ‪.1993‬‬

‫‪ -‬الرسائل واألجروحات‪:‬‬
‫‪ -68‬عليلي عبد الصا اامد‪ ،‬الجريمة بين المف وم القانوني ومدلوالة ا في مخيلة األفراد وثقافت م‪ ،‬أطروحة‬
‫تيرج لنيل ش ااهادة الدكتوراي في علم األنثروبولوجيا‪ ،‬قس اام التاريخ واآلثار‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد – تلمس ااان‪،‬‬
‫‪.2013-2012‬‬
‫‪ -69‬نجيب بوالماين‪ ،‬الجريمة والمسة ة لة السةةةوسةةةيولوجية‪ ،‬دراسةةةة ب بعدها السةةةوسةةةيو ثقافية والقانونية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراي دولة في علم االجتماع والديمغرافية‪ ،‬كلية العلو اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2008/2007 ،‬‬
‫‪- Les livres :‬‬
‫‪70- Cairo Robert, Introduction aux sciences criminelles : Pour une approche globale et‬‬
‫‪intégrée du phénomène criminel, 6eme éd., L’Harmattan, Paris, 2008.‬‬
‫‪71- Cattin E., L. Jaffro, A. Petit, Figures du théologico-politique, Librairie philosophique J.‬‬
‫‪Vrin, Paris, 1999.‬‬
‫‪72- Cherkaoui Mohamed, Sociologie de l’éducation, 5 éd., PUF, Paris, 1999.‬‬
‫‪73- Cot Jean-Louis, Jean Pierre Mounier, Pour une sociologie politique, Tome 1, Point Seuil,‬‬
‫‪1974.‬‬
‫‪74- Cusson Maurice, La Criminologie, 3 éd., Hachette, Paris, 2000.‬‬
‫‪75- Dantec Mai – sous, D’un crime immotivé : L’énigme et le passage, Publications de‬‬
‫‪l’université de Rouen, Rouen, 1999.‬‬
‫‪76- Debuyst Christian, Francoise Digneffe, Jean-Michel Labadi, Alvaro P. Pires, Histoire des‬‬
‫‪savoirs sur le crime et la peine, Larcier, Bruxelles, 2008.‬‬
‫‪77- Durkheim Emile, Education et sociologie, 1922, PUF, nouv. Edition, Paris, 1966.‬‬
‫‪78- Durkheim Emile, L’éducation morale, 1902 – 1903, PUF, nouv. Edition, Paris, 1963.‬‬
‫‪79- Durkheim Emile, Le suicide, PUF, Paris, 1960.‬‬
‫‪113‬‬
‫قائمة المراجع العامة‬
80- Durkheim Emile، L’évolution pédagogique en France, 1938, PUF, nouv. Edition, Paris,
1969.
81- Grapin Pierre, L’anthropologie criminelle, PUF, Paris, 1973.
82- Lawrence A. Pervin, Olivier P. John, La personnalité : De la théorie à la recherche, De
Boeck and larcier, Bruxelles, 2005.
83- Nay Olivier, Histoire des idées politiques, Armand collin, Paris, 2016.
84- Pinel Philippe, Traité médico philosophique sur l’aliénation mentale ou la manie,
l’Harmattan, Paris, 2006.
85- Poulain – colombier J., Le mouvement psychanalytique, psychanalyse et anthropologie,
volume 2, L’Harmattan, Paris, 1999.

- Les publications et revues scientifiques:


86- Kaluszynski Martine, Quand est née la criminologie ? Ou la criminologie avant les
archives, in : "Revue Hypermédia", 1 jan. 2005, P. 08. Consulté le 15/02/2019.

- Les conférences :
87- ABBASSI Salah Eddine, La criminologie : Objet, objectifs et moyens, Conférence le 26-
11-2013, Gai Moulin, Paris, 2013.

:‫ المواقع االلكترونية‬-
:‫ في‬،‫من جيةةة‬ ‫ ق ار‬:‫ النظريةةة السةةةةةةةةةيةةاسةةةةةةةةةيةةة عنةةد ابن خلةةدون‬،‫ صا ا ا ا ا ا اابري محم ااد خلي اال خيري‬-88
https://drsabrikhalil.wordpress.com/2016/10/05/5
،4694 ‫ العاادد‬،"‫ "الحوار المتماادن‬:‫ في‬،‫ مقةدمةة في علم اجتمةاع التنميةة‬،‫ صا ا ا ا ا ا اافوان الطرابلسا ا ا ا ا ا ااي‬-89
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451337 :‫ في‬.2015/01/19

90- Organisation mondiale de la Santé, https://www.who.int/fr consulté le : 15/11/2017.

114

You might also like