You are on page 1of 62

‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬

‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬


‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جملة مركز البحوث اجلغرافية والكارتوجرافية‬


‫بكلية اآلداب – جامعة املنوفية‬
‫مجلة علمية ُم َحك َّمة – نصف سنوية‬
‫هيئة التحرير للمجلة‬
‫رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عواد حامد محمد موسي‬
‫نائب رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬إسماعيل يوسف إسماعيل‬
‫مساعد رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عادل محمد شاويش‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبد هللا سيدي ولد محمد أبنو‬
‫د‪ /‬سالم خلف بن عبد العزيز‬
‫د‪ /‬محمد فتح هللا محمد النتيفة‬
‫السادة أعضاء‬
‫د‪ /‬طوفان سطام حسن البياتي‬
‫هيئة التحرير‬
‫د‪ /‬سهام بنت صالح سليمان العلوال‬
‫د‪ /‬محمود فوزي محمود فرج‬
‫د‪ /‬صابر عبد السالم أحمد محمد‬
‫سكرتير التحرير‬ ‫د‪ /‬صالح محمد صالح دياب‬

‫موقع المجلة علي بنك المعرفة المصري‪https://mkgc.journals.ekb.eg/ :‬‬

‫الترقيم الدولي الموحد للطباعة‪2357-0091 :‬‬


‫الترقيم الدولي الموحد اإللكتروني‪2735-5284 :‬‬

‫تتكون هيئة تحكيم إصدارات المجلة من السادة األساتذة المحكمين من داخل وخارج اللجنة‬
‫العلمية الدائمة لترقية األساتذة واألساتذة المساعدين في جميع التخصصات الجغرافية‬

‫‪157‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫حبث‪:‬‬
‫التحضر بين الواقع ورؤية السكان في مدينة رفح‬

‫" دراسة ميدانية على مدينة رفح "‬

‫*‬ ‫إعداد الدكتورة‪ :‬ميادة أمحد مصلح صاحل زعرب‬


‫* حاصلة علي الدكتوراه من قسم االجتماع كلية اآلداب جامعة حلوان‪.‬‬
‫مقدمة البحث‪:‬‬
‫اهتم علماء االجتماع بالبحث في قوانين الحركة والتحضر بسبب تفسير قضايا التحول‬
‫االجتماعي والتي انتابت المجتمعات وشكلت أزماته الداخلية ومثال على ذلك الثورة‬
‫الصناعية والتي أدت إلى ظهور بعض المدن والمراكز الصناعية حيث أن بعض هذه‬
‫التحوالت تمكنت من تغيير طبيعة النظام االقتصادي و التكوينات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية وقد كان دور النظام االقتصادي الرأسمالي كبير في تغيير عدد‬
‫من دعائم الحركة الفكرية السائدة وكذلك دور الحركة الفرنسية في تغيير النسق القيمي‬
‫الذي كان سائدا في المرحلة اإلقطاعية وقد غير العديد من البنية الفكرية واالساسية في‬
‫أوروبا حيث ظهرت العديد من المتطلبات الجديدة التي تحتاج لتفسيرات مغايرة للفكر‬
‫متمثًل في إعادة التفكير في النظريات العامة السائدة "الماركسية والوظيفية‬
‫ا‬ ‫السوسيولوجي‬
‫و الفرويدية أو السيكولوجية والبارسونزية " ومن المفيد معالجة التغير االجتماعي من‬
‫منظور واقعي يأخذ في اعتباره نوعية التغير وآلياته واتجاهاته ومعدالته وعواملة و‬
‫حتمية التحول وأعطاء الوزن الفعلي للعوامل الرئيسية في أحداث التحضر وتوجد العديد‬

‫‪158‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫من االعتبارات التي كانت نتاج للمشكًلت حيث يتم دراسة التغيرات التي لحقت باألسرة‬
‫و النظام الطبقي والحراك االجتماعي وفي الفكر والثقافة واألخًلقيات إضافة إلى التغير‬
‫في القوانين واألعراف ووسائل الضبط االجتماعي وما صاحب ذلك من مشكًلت خاصه‬
‫في الجريمة واإلنحراف وجاء اهتمام علماء االجتماع بقضية التحضر مع بداية‬
‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث بدأ البحث عن العوامل التي أسهمت في‬
‫التحوالت البدائية في المجتمعات البشرية فقد يحدث التحضر بفعل مجموعة متشابكه‬
‫من العوامل وال يحدث بسبب عامل واحد فقط ومن ثم فإن طبيعة التحضر وفعاليته‬
‫واتجاهاته تتوقف على تحديد وزن كل عامل من هذه العوامل بحيث تظهر مجموعة‬
‫من العوامل الرئيسية في التحضر والتي تتجه نحو تحديد القوة التي استدعت تحضر‬
‫على البيئة و التي يحدث فيها تحضر في أي مكان وزمان ويعد التحضر من الظواهر‬
‫الواضحة في الواقع االجتماعي والتي ال يمكن تجاهلها عند دراسة الواقع االجتماعي‬
‫في المجتمعات البشرية حيث انه منذ تكوين المجتمعات البشرية على األرض وقد‬
‫خضعت إلى عمليات التحول األساسية والتغير الدائم والتحضر حتى أصبحت على ما‬
‫هي عليه اآلن أي أن تحضر عملية ديناميكية عبر التاريخ يشمل جميع المجتمعات‬
‫البشرية ولكن بدرجات متفاوته نتيجة حجم الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫التي تكتنف أي مجتمع‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التحضر‪ ،‬السكان‪ ،‬مدينة رفح‪ ،‬رؤية مستقبلية‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلطار النظري للبحث‬


‫(‪ )١‬موضوع البحث وإشكالياته‬
‫تعد مدينة رفح أحد المجتمعات البشرية والذي انتابتها مجموعة من‬
‫الظروف المتغيرات التي جعلت منها بيئة متغيرة ومتقلبه على كافة الجوانب‬
‫االجتماعية ‪ ،‬والسياسية ‪ ،‬واالقتصادية ‪ ،‬وقد منحتها خصوصية متفردا عن باقي‬
‫المدن األخرى وقد خضعت مدينة رفح لظروف صعبة وفي غاية القسوة عبر‬
‫التاريخ ومنذ الحكم العثماني مرو ار باالنتداب البريطاني والذي بدوره يجسد‬
‫االحتًلل الذي سلب األرض وشرد الشعب وشتته ‪ ،‬وفرض واقعا جغرافيا‬
‫وديموغرافيا واجتماعيا غريبا على مدينة رفح وقد كان انعكاس لهذا التحضر ال‬
‫ما ط أر من تغير على الطبيعة األسرة ما ونتيجة اللي ذلك سوف يتناول البحث‬
‫التحضر بين الواقع و رؤية السكان في مدينة رفح والتعرف على أهم العوامل‬
‫والمشكًلت التي أدت إلى ذلك ولتحقيق هذا الهدف وضعت مجموعة من‬
‫التساؤالت كالتالي‪-:‬‬
‫‪ -‬هل تم تحديد المتغيرات التي طرأت على مدينة رفح ؟‬
‫‪ -‬تهدف إلى معرفة دور األسرة داخل مدينة رفح؟‬
‫‪ -‬تحديد األشكال البنائية بمدينة رفح؟‬
‫ما أصول وخصائص سكان مدينة رفح االجتماعية؟‬
‫(‪ )2‬مفاهيم البحث‬
‫مفهوم التحضر ‪ :‬تعد ظاهرة التحضر في الوقت الحاضر بحق من أهم معالم‬
‫التغير االجتماعي وتكاد تمثل اآلن سمة متكررة في كل أقطار العالم وأن كانت‬
‫أثر وإبرز وضوحا في المجتمعات النامية عنها في المجتمعات األكثر تقدما‬
‫أشد اا‬
‫ورقيا وعلى ذلك يشير المفهوم إلى االنتقال من الحياة الريفية أو المعيشية في‬
‫ا‬

‫‪160‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الريف الى حياة الحضرأي المعيشة في المدينة فهي عملية االنتقال اإلداري التي‬
‫يقوم بها سكان للتركز في المدن والمناطق الحضرية‬
‫‪ -‬مراحل التحضر‪:‬‬
‫كبير بدراسة العًلقة بين‬
‫اهتماما اا‬
‫ا‬ ‫شهد علم االجتماع خًلل السنوات األخيرة‬
‫التحضر وبين النمو االقتصادي والذي يعد التصنيع أحد الوسائل األساسية‬
‫لتحقيقه‪ .‬وفي إطار دراسة هذه العًلقة وتحليل أبعادها وعًلقاتها أمكن تقسيم‬
‫ظاهرة التحضر في العالم على مرحلتين‪:‬‬
‫األولى تعرف بمرحلة ما قبل التصنيع ‪:Pre Industrial‬‬
‫مدنا كثيرة ظهرت في اإلمبراطوريات الشرقية في‬
‫وفيها عرف العالم القديم ا‬
‫الهند والصين‪ ،‬وعلى مقربة من البحر األبيض والبحر األحمر والخليج الفارسي‬
‫وعلى نهر النيل‪ .‬ومن هذه المدن ما كان كبير الحجم‪ ،‬وعلى درجة كبيرة من‬
‫التنظيم والجمال‪ .‬وعلى الرغم من أن المؤشرات المتاحة عن أحجام هذه المدن‬
‫ليست دقيقة إال أن هناك مؤشرات تفيد أن النمو السكاني الذي شهدته تلك‬
‫المجتمعات كان متوازانا‪ .‬بمعنى أن معدالت المواليد كانت تتعادل مع معدالت‬
‫الوفيات حيث لم تكن القواعد الصحية متبعة في كثير منها‪ ،‬كذلك اعتمد النمو‬
‫في هذه المدن على ما يمكن أن تحققه الزراعة من فائض يسمح بإعالة أعداد‬
‫متزايدة من البشر‪ .‬ومن أمثلة هذه المدن روما واإلسكندرية وبيزنطة (أسطنبول‬
‫اآلن)‪ ،‬وقد بلغ عدد سكان هذه المدن بضعة مئات من اآلالف‪ .‬ولكن مع مطلع‬
‫القرون الوسطى بدأت بعض دول غرب أوروبا تشهد المرحلة الثانية من التطور‬
‫الحضري‪ ،‬تلك المرحلة التي اتسمت بالتخصص الوظيفي في مجتمع أصبح يعتمد‬
‫على تقسيم العمل بالدرجة األولى‪ ،‬ويعني ذلك أن المدن قد بدأت تتخصص في‬
‫أوجه نشاطات اقتصادية أخرى غير التجارة والنقل‪ .‬فأصبحت الصناعة المحلية‬

‫‪161‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫تلك‬ ‫في‬ ‫المدن‬ ‫من‬ ‫للعديد‬ ‫األساسية‬ ‫الوظيفة‬ ‫هي‬ ‫الصغيرة‬


‫العصور‪).‬كاستليو‪)1981,‬‬
‫والثانية المدن الصناعية الحديثة ‪:Industrial City‬‬
‫تقدما مذهًلا في مجال االكتشافات الجغرافية والتكنولوجية‬
‫وقد شهدت تلك المرحلة ا‬
‫والذي أثر بدوره على شكل المدينة‪ ،‬وفي تخطيطها‪ ،‬ووسائل النقل واالتصاالت‬
‫واإلعًلم‪ .‬ولكن ينبغي أال نفهم من ذلك أن جميع المدن الحديثة هي مدن صناعية‬
‫بالضرورة‪ ،‬بمعنى أنها تشمل على عدد كبير من المصانع‪ ،‬أو أن هذه المصانع‬
‫تشكل أساس بنائها االقتصادي‪ ،‬ولكننا نقصد بذلك طبيعة النمط الحضري الذي‬
‫ازدهر واتسع نطاقه في عصر التصنيع والذي تأثر بدرجة أو بأخرى بنتائج الثورة‬
‫الصناعية(‪ (1993,davis and heriz‬التي يمكن إجمالها في‪:‬‬
‫وجود التقدم الصناعي والتكنولوجي القائم على الميكنة الصناعية‪.‬‬
‫ارتفاع كل من الزيادة الطبيعية والهجرة الريفية الحضرية التي شجعت‬
‫الريفيين على الهجرة للعمل في الصناعة والتي كانت السبب األول في نشوء هذه‬
‫المدن الصناعية واجتذابها للمهاجرين أيضا للصناعات الجديدة التي ساعدت‬
‫على نموها وامتداد نفوذها إلى المناطق المحيطة‪ .‬ومن ثم تعتبر المدينة في القرن‬
‫تجسيدا ألعلى مستويات التحضر حيث شهدت المناطق الصناعية في‬
‫ا‬ ‫العشرين‬
‫مكثفا منذ نهاية القرن التاسع عشر حيث ارتفع‬
‫نموا حضارايا ا‬
‫العالم المتحضر ا‬
‫متوسط سكان المدن بهذه المناطق بحوالي ‪ %22‬فيما بين عامي ‪-1850‬‬
‫‪).1950‬برنامج االمم المتحدة‪)1990,‬‬
‫أما في الوقت الحالي فقد أصبح النمو الحضري يكتسح المناطق النامية في‬
‫كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا الًلتينية وأصبحت هذه المناطق اآلن هي المسئولة‬
‫عن تحضر العالم‪ ،‬هذا في الوقت الذي شهدت فيه بعض الدول األوروبية‬

‫‪162‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ظا في معدالت تحضرها فهذه الدول تكاد تكون متحضرة بالكامل‬


‫انخفاضا ملحو ا‬
‫ا‬
‫إذ أن حوالي ‪ %80‬من سكانها يعيشون في مناطقها الحضرية وقد خاض هذا‬
‫حادا في معدالت‬
‫انخفاضا ا‬
‫ا‬ ‫النمو الحضري المصحوب بإنتاجية صناعية مرتفعة‬
‫المواليد بها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من وجود الحضرية قبل الثورة الصناعية إال أن المقصود‬
‫بالتحضر المعاصر هو عملية التغير االجتماعي التي يتم بواسطتها انتقال أهل‬
‫يجيا أنماط الحياة الحضرية المتصلة بالثورة‬
‫الريف إلى المدن واكتسابهم تدر ا‬
‫الصناعية التي شهدها القرن التاسع عشر والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن‬
‫العشرون وكًلهما بدأتا في أوروبا الغربية ثم توسع نطاقهما وامتد أثرهما إلى‬
‫القارات األخرى‪ .‬ومع هذا التوسع الصناعي والتقدم التكنولوجي بدأ السكان ينزحون‬
‫من األرياف إلى المدن فزاد عددهم‪ ،‬واتسعت المدن‪ ،‬وكبر حجمها‪ ،‬وزاد عددها‪،‬‬
‫وتحول الناس من المهن الزراعية إلى غيرها من المهن‪ ،‬فنمت المدن على حساب‬
‫الريف‪ ،‬كما أدى هذا التوسع والتقدم الصناعي والتكنولوجي إلى حدوث تغيرات‬
‫في النظم وأساليب الحياة الثقافية واألفكار والقيم‪ ،‬وازدادت المنظمات الرسمية‬
‫إتقانا‪ .‬وزادت‬
‫تخصصا فازداد مبدأ تقسيم العمل دق اة و ا‬
‫ا‬ ‫تنوعا وأصبحت المهن أكثر‬
‫ا‬
‫الوظائف الحكومية‪ ،‬وزادت كفاءة وسائل النقل‪ ،‬فتناقص عدد المزارعين نتيجة‬
‫لحلول اآللة ولرغبتهم في سلك وظائف أو مهن أخرى‪ .‬كل ذلك َّ‬
‫شكل عوامل‬
‫هامة في تحديد البناء الداخلي للمدينة الحديثة وتشكيل تنظيمها االقتصادي‬
‫والسياسي والثقافي واالجتماعي‪ .‬واتسمت الحياة الحضرية بكبر الحجم‪ ،‬والكثافة‬
‫السكانية‪ ،‬والعًلقات الثانوية والًلشخصية‪ ،‬واتساع دائرة شبكة العًلقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬فظهر االهتمام نحو المصالح الخاصة‪ ،‬واتسم التركيب السكاني‬
‫ألف ارد وجماعات المجتمع المتحضر بعدم التجانس‪ .‬وتقلصت وظائف األسرة‬

‫‪163‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ُنشئت مؤسسات ومنظمات تقوم‬ ‫التقليدية‪ ،‬وضاق نطاق الجماعة القرابية‪ ،‬وأ َ‬
‫بوظائف التعلم والتدريب والتوظيف والضبط‪(.‬النعيم‪)1991,‬‬
‫وإن كان التغير والتحضر َش ِمل العالم أكمل‪ ،‬إال أنه تختلف درجاته وأنماطه‬
‫في مدن الدول الصناعية عنه في مدن دول العالم الثالث‪ ،‬كما تختلف مسبباته‬
‫ونتائجه‪ .‬ويكمن االختًلف بين تحضر دول العالم الثالث في الوقت الحاضر‬
‫وتحضر الدول المتقدمة في القرون السابقة‪ ،‬في أن التحضر والتغير االجتماعي‬
‫في أوروبا الغربية والواليات المتحدة األمريكية حدث على مدى مئات السنين‬
‫عندما كانت نسبة الزيادة السكانية في هذه المناطق منخفضة‪ ،‬فالتقدم التكنولوجي‬

‫والصناعي كان يسير بمعدالت تتساوى ا‬


‫نسبيا مع النمو السكاني‪ ،‬كما أن التغير‬
‫وتغير أسلوب الحياة كان يحدث في نفس زمن حدوث‬ ‫ُ‬ ‫الثقافي واالجتماعي‬
‫التغيرات التكنولوجية ونمو السكان ولم ُيفرض التغير فجأةا أو من مؤثر خارجي‪،‬‬
‫فقد كان لها الزمن الكافي للتكيف‪ .‬وإذا كان التحضر في الواليات المتحدة‪ ،‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬حصل في فترة أقل من مائة سنة‪ ،‬فإن النظم االجتماعية الموجودة‬
‫قرونا إلى أن ظهرت على صورتها الحالية‪ .‬أما في‬
‫في الوقت الحاضر أخذت ا‬
‫مدن دول العالم الثالث‪ ،‬فعلى الرغم من أن درجة التحضر فيها أقل مما هو عليه‬
‫في الدول المتقدمة إال أن نسبة نمو السكان الحضريين فيها في الوقت الحاضر‬
‫أعلى مما هي عليه في الدول المتقدمة‪ .‬والتحضر السريع والتحديث السريع اللذان‬
‫يواجهان مدن دول العالم الثالث يجعل ثقافتها التقليدية تتسامح مع االتجاهات‬
‫واألفكار الغربية وتسمح لها بالدخول عليها والتغلغل فيها فتواجه مدن هذه الدول‬
‫اليوم تغيرات هائلة وثقافات عديدة‪(.‬النعيم‪)1991,‬‬
‫وهكذا فالتحضر في الدول النامية ال يعود ‪-‬مثلما هو حادث في المجتمعات‬
‫تماما‪ .‬إن‬
‫األوروبية‪ -‬إلى حركة التصنيع‪ ،‬إنه يرجع إلى عوامل وظروف متباينة ا‬

‫‪164‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫نمو المدن األساسية في العالم الثالث كان لخدمة الدول المتقدمة (االستعمارية)‪،‬‬
‫بمعنى أنها كانت تعمل لتوجيه الفوائض االجتماعية التي تتولد داخلها إلى المراكز‬
‫االستعمارية‪ ،‬لذا يمكن القول أنها كانت تعمل كحركة وصل بين الصفوف المحلية‬
‫في الداخل‪ ،‬ومثيًلتها في الخارج‪ .‬إن عملية التحضر (أي زيادة السكان) في هذه‬
‫البلدان يمكن إرجاعها إلى مجموعة من العوامل هي‪:‬‬
‫• زيادة النمو السكاني‪ ،‬ومن ثَ َّم انخفاض نصيب الفرد من األرض‪.‬‬
‫• الهجرة من الريف إلى المدن الكبرى؛ نتيجة تدني األحوال االجتماعية‬
‫االقتصادية في الريف‪.‬‬
‫• تفضيل المدن على القرى بالخدمات األساسية‪ ،‬لذا نجد أن المدينة تمثل برياقا‬
‫ألبناء الريف‪.‬‬
‫• تبني معظم دول العالم الثالث سياسات مركزية في إقامة المشروعات‬
‫الصناعية‪ ،‬ذلك الذي يعني اعتماد هذه الصناعات على الهياكل األساسية‬
‫ضل إقامتها في المدن‪.‬‬
‫والخدمات التي ُيَف َ‬
‫• الدور القيادي الذي تمارسه المدينة على الريف في كل شيء؛ األمر الذي‬
‫جعل األولى تعتمد على الثانية في تلبية احتياجاتها‪(.‬صيام ‪)1997,‬‬
‫‪-‬أشكال أو أنماط التحضر‪:‬‬
‫هناك أنماط مختلفة للتحضر ويرجع هذا االختًلف في المقام األول إلى‬
‫العوامل التي تكمن وراء كل نمط من األنماط‪ ،‬والذي يمكن االعتماد عليها في‬
‫تصنيف المجتمعات الحضرية وهذه األنماط هي‪:‬‬
‫‪ -‬التحضر التقليدي ‪:Traditional Urbanism‬‬
‫ويقصد به األسلوب المعيشي القائم في نطاق جغرافي محدد كمركز حضري‪،‬‬
‫ويتسم بتركيب سكاني يتشكل من الحضريين والمهاجرين وبخاصة من الريف‬

‫‪165‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫صناعيا أو كل ذلك‬
‫ا‬ ‫خدميا أو‬
‫ا‬ ‫ويسود فيه النشاط غير الزراعي (تجارايا كان أو‬
‫مجتمعا) وتشيع فيه العًلقات االجتماعية الثانوية وتتعايش في ظله القيم الثقافية‬
‫ا‬
‫معا‪ ،‬ولعل التقليدية هنا قد نجمت من أن هذا النمط يمثل‬
‫التقليدية والمستحدثة ا‬
‫ٍ‬
‫سابق والتي لم تزل آثارها‬ ‫المراحل األولى لألشكال الحضرية التي ظهرت في ٍ‬
‫زمن‬
‫ويرجع كثير من العلماء‬
‫قائمة حتى اليوم في بعض المجتمعات‪(.‬الكردي‪ُ )1984,‬‬
‫ظهور هذا النمط إلى عدة عوامل منها‪:‬‬
‫العوامل االقتصادية والتي تتمثل في وجود مساحات زراعية شاسعة وإنتاج‬
‫وفير بخاصة فيما يتعلق بالحاصًلت الزراعية نتيجة تحسن أساليب الري مما‬
‫دفع إلى التجمع واالستقرار بين سكان هذه المناطق فضًل عن تكوين العًلقات‬
‫االجتماعية بين سكان هذه المناطق فضًل عن ظهور األشكال األولى لألبنية‬
‫االقتصادية بما تشمله من عًلقات تبادل وبيع وشراء وهبة وما إلى ذلك‪ .‬وكانت‬
‫جدا بالمعايير الحديثة بابليون‬
‫صغير ا‬
‫اا‬ ‫المدن في تلك المجتمعات التقليدية معظمها‬
‫مثًل وهي من أكبر المدن القديمة قرب الشرق امتدت فقط ‪3.2‬ميل مربع وتراوح‬
‫عدد سكانها ما ‪ 20-15‬ألف نسمة فقط‪ .‬وظهرت أول مدن العالم في عام ‪350‬‬
‫قبل الميًلد في وديان األنهار بنيل مصر والفرات في العراق (حاليا) واألندوس‬
‫حاليا وكانت روما تحت حكم اإلمبراطور أوغسطين أكبر مدينة كبيرة‬
‫باكستان ا‬
‫وكان عدد سكانها ‪300‬ألف نسمة(الكردي‪ )1984,‬وانطبق هذا النمط على‬
‫التحضر في قارة آسيا‪.‬‬
‫‪ -‬التحضر السريع ‪:Rapid Urbanization‬‬
‫مؤخر بالدراسات الحضرية نتيجة ظروف عامة‬
‫اا‬ ‫وهو مفهوم شاع استخدامه‬
‫نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫الزيادة السكانية الهائلة التي تتسم بها المجتمعات اآلخذة في النمو نتيجة‬

‫‪166‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫لًلنخفاض النسبي في معدل المواليد واالنخفاض الشديد في معدل الوفيات‪ ،‬فضًل‬


‫عن موجات الهجرة المتًلحقة إلى مراكزها الحضرية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى ارتفاع‬
‫ملحوظ في صافي الزيادة السكانية الطبيعية وغير الطبيعية‪.‬‬
‫أن األحوال االقتصادية لبعض المجتمعات قد أتاحت لها فرصة السير بمعدل‬
‫أسرع لهذا النمط بوجود معوقات الصناعة مثًل بأحد المجتمعات وتركزها في‬
‫شكل مجتمع صناعي ‪ Industrial Society‬بمركز حضري أو أكثر يدفع بدون‬
‫شك إلى حدوث تحول سريع الدرجة باألنساق الكلية لهذا المجتمع بكافة وفي‬
‫نمطه الحضري بخاصة‪ ،‬وقد تلعب التجارة أو الخدمات نفس الدور الذي تلعبه‬
‫الصناعة ويتوقف ذلك على اإلمكانيات االقتصادية المتاحة للمجتمع‪.‬‬
‫أن معظم المجتمعات التي تمر بمرحلة التحضر السريع تعاني مما يطلق عليه‬
‫الهوة الثقافية ‪ Cultural lag‬وهي الحالة التي يقع فيها المجتمع عندما تسير‬
‫معدالت التغير المادي فيه بصورة متسارعة ال تستطيع معدالت التغير المعنوي‬
‫اظما وال يتمكن المجتمع من‬ ‫(الفكري) مًلحظتها ويظل الفارق بينهما اا‬
‫كبير ومتع ا‬
‫حقيقيا‪ ،‬والتحضر بهذا المفهوم ظاهرة‬
‫ا‬ ‫استيعابا‬
‫ا‬ ‫استيعاب أنماط التغير المادي‬
‫الفتة للنظر في البلدان النامية‪(.‬الكردي‪)1984,‬‬
‫‪ -‬التحضر التابع ‪:Dependent Unbanization‬‬
‫يعد هذا النوع من التحضر هو أصدق تعبير عن أحوال كثير من المدن‬
‫كثير من الظواهر والمشكًلت المرتبطة بأنساق‬
‫بمجتمعات العالم الثالث بل أن اا‬
‫المجتمع الكلي بعامة ونمطه الحضري خاصة‪ ،‬يمكن أن نرجعه ببساطة إلى فكرة‬
‫التبعية التي يستند إليها هذا النمط من التحضر‪ .‬فهو حالة تمر بها معظم األنماط‬
‫الحضرية وتتشكل بصفة رئيسية من التأثيرات الخارجية الوافدة من المجتمعات‬
‫األخرى والتأثيرات الداخلية المحلية التي تنمو في ظل البناءات االجتماعية‬

‫‪167‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫واالقتصادية والسياسية بالمجتمع التابع‪ ،‬والتي تؤثر في تحديد حركة هذا المجتمع‬
‫وتتمثل هذه التأثيرات في‪:‬‬
‫‪ -‬تركيب ديموجرافي يعتمد في الغالب على عمالة وافدة‪.‬‬
‫‪ -‬هيكل اقتصادي يستند بصفة رئيسية إلى تصدير عدد محدد من المواد‬
‫األولية االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬بناء اجتماعي تتشكل طبقاته من خًلل التكوين االقتصادي للمجتمع أو‬
‫عًلقاته الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬إطار ثقافي تكونت قيمه وعناصره‪ ..‬بما يشتمل عليه من أنماط فكر‬
‫وسلوك‪ ..‬من التفاعل القائم بين التأثي ارت الخارجية والداخلية السابقة وبسبب‬
‫انفتاح المجتمع الحضري‪ ،‬وتحدد أنساقه بصفة مستمرة‪ ،‬فإنه يكون أكثر اا‬
‫تأثير‬
‫بظاهرة التبعية التي تجتاح المجتمع بأكمله وتتسبب في ربطه على الدوام بكل ما‬
‫يقع بالمجتمع الذي يتبعه سواء كانت جوانب سلبية أو إيجابية(الكردي‪.)1984,‬‬
‫وينطبق هذا النمط بوضوح على التحضر في البلدان اإلفريقية‪.‬‬
‫‪-‬التحضر الصناعي ‪:Industrial Urbanization‬‬
‫ويقصد به العملية التي تحدث بالمجتمع نتيجة ظهور النشاط الصناعي‬
‫وسيادته بالنمط الحضري وتستند إلى مقومات رئيسية أهمها‪:‬‬
‫وفرة الموارد االقتصادية‪.‬‬
‫اتساق البنيان االجتماعي واإلطار الثقافي القائمين‪.‬‬
‫ويرتبط التحضر الصناعي بتوفر تكنولوجيا متطورة ووجود علوم فيزيقية‬
‫متقدمة‪ ،‬ويمكن التعرف على التحضر الصناعي من خًلل أربع صور مختلفة‬
‫وهي‪:‬‬
‫أن يكون المجتمع متحض ار جغرافيا وفاقا لعدد سكان المدن على أال يقل العدد‬

‫‪168‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫عن ‪ 100‬ألف نسمة‪.‬‬


‫تنظيما واسع النطاق‬
‫ا‬ ‫أن يكون بالمجتمع نمو صناعي ضخم يصاحبه‬
‫للمشاريع والخدمات الخاصة‪.‬‬
‫أن تظهر بالمجتمع الطبقة المتوسطة وهم الذين يتكسبون من التحضر‬
‫الصناعي‪.‬‬
‫أن تظهر الطبقة الوطنية التي تساهم في توحيد األفراد نحو التنمية‬
‫االقتصادية والرخاء المادي‪(.‬الكردي‪)1984,‬‬
‫‪-‬مستويات التحضر‪:‬‬
‫يمكن تحديد ثًلثة مستويات أساسية للتحضر وهي‪-:‬‬
‫‪ -‬التحضر المتوازن ‪:Balanced Urabanization‬‬
‫يسود هذا المستوى عندما تتوازن فرص الحياة والمعيشة والعمل في المدينة‬
‫مع سكانها والمهاجرين إليها من الريف أو من هوامش المدن أو من الخارج‪،‬‬
‫ويتميز هذا المستوى بسيادة االستقرار والثبات‪ ،‬باإلضافة إلى عدم وجود اختًلالت‬
‫بين الناس وفرص الحياة‪ ،‬وهذا النوع من التحضر يسود المجتمعات التي تتسم‬
‫بالتخطيط الدقيق الذي تسيطر فيها الدول على عمليات الهجرة سواء من الداخل‬
‫أو الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬التحضر غير المتوازن ‪:Unbalanced Urbanization‬‬
‫ينقسم إلى نوعين‪ ،‬األول هو ما يطلق عليه بالتحضر الزائد ‪Over‬‬
‫‪ Urbanization‬ويقصد به زيادة سكان دولة ما عن الفرض المتاحة على‬
‫األصعدة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حينما تزداد عملية الزيادة السكانية؛ إما بسبب‬
‫الزيادة الطبيعية‪ ،‬أو عن طريق عملية الهجرة الداخلية والخارجية‪ ،‬أما النوع اآلخر‬
‫فهو التحضر الناقص ‪ Under Urbanization‬الذي يعني اختًلالت حضرية‬

‫‪169‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫تنتج حينما تعجز الدولة عن إتمام مشروعات حضرية‪ ،‬أو بمعنى آخر أن‬
‫التحضر الناقص يشير إلى وجود اختًلفات في عمليات التوازن الريفي الحضري‬
‫باإلضافة إلى وجود تناقص في عدد السكان أمام عمليات استيعاب الفرص‬
‫الحضرية المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬التحضر الحديث ‪:Modern Urbanization‬‬
‫ويقصد به التحضر العصري الذي يعد مرحلة الحقة للتحضر‪ ،‬ويقصد به‬
‫األخذ باألساليب العصرية والحديثة في استيعاب السكان في كل الفرص المتاحة‪،‬‬
‫وتحقيق التكافؤ بين ما هو متاح من فرص وبين عدد السكان (صيام‪)1997,‬‬
‫وقد جذبت ظاهرة التحضر أنظار علماء االجتماع ألربعة أسباب هي‪:‬‬
‫نسبيا‪ ،‬إذا ما قورنت بالظواهر‬
‫ا‬ ‫• تعتبر ظاهرة التحضر ظاهرة حديثة‬
‫االجتماعية األخرى كاللغة والدين والتدرج االجتماعي والعائلة‪ .‬فقد نمت عملية‬
‫التحضر‪ ،‬والتي يقصد بها معيشة نسبة كبيرة من السكان في المدن‪ ،‬في مرحلة‬
‫متأخرة من التاريخ اإلنساني‪.‬‬
‫يؤدي التحضر إلى تغيير في نمط الحياة االجتماعية‪ .‬وهو ينتج عن‬ ‫•‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬ويؤثر في كل مظاهر الوجود‪ .‬ويمتد أثره إلى الحياة الريفية‪.‬‬
‫تتركز السلطة والنفوذ في المدن‪ .‬وتمتد هذه السلطة إلى أجزاء المجتمع ‪-‬‬ ‫•‬
‫ريفه وحضره‪.‬‬
‫أن عملية التحضر مستمرة‪ .‬وهي ما زالت حتى اآلن‪ .‬كما لم تُحل الكثير‬ ‫•‬
‫من مشاكله‬
‫وحيث أن أي مجتمع حصيلة تفاعل عوامل مختلفة ويؤثر بعضها على‬
‫بعض‪ ،‬يمكننا القول أن ظاهرة التحضر نفسها ناجمة عن تأثير التغير االجتماعي‬
‫على توزيع السكان داخل أي مجتمع إنساني‪ ،‬ومن ثَ َّم فإن المدخل الرئيسي لدراسة‬

‫‪170‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫تلقائيا‬
‫ا‬ ‫التحضر تكون بدراسة التوزيع السكاني في أي مجتمع‪ ،‬فالمدن ال تبرز‬
‫إلى الوجود ولكنها نتيجة للتزايد السكاني في المجتمع‪ .‬وهذا ما ستوضحه الباحثة‬
‫بالتفصيل في الفصل الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬
‫النمو الحضري ‪:Urban Growth‬‬
‫ارتبط النمو الحضري في عالمنا الحديث بالثورة الصناعية التي اجتاحت‬
‫المجتمعات الغربية في النصف األول من القرن التاسع عشر‪ ،‬والتي قامت على‬
‫اكتشاف قوة البخار واستخدام الفحم الصناعي‪ ،‬وكانت مصحوبة بتطور في كافة‬
‫وسائل المواصًلت مما أتاح الفرصة في هذه المجتمعات إلى نشأة الصناعة الحديثة‬
‫القائمة على تنظيم العمل والتخصص وأدى إلى قيام المراكز الصناعية الكبرى وإلى‬
‫نمو المواني الرئيسية التي مكنت من رواج الصناعة‪ ،‬وتبادل السلع المصنعة‪ ،‬إلى‬
‫جانب ذلك نمت المدن القديمة التي كانت تتمتع بمواقع مًلئمة للصناعة أو كانت‬
‫لديها البنية األساسية التي تحتاجها الصناعة من مرافق وخدمات‪ .‬فالنمو الحضري‬
‫نعني به زيادة حجم المدن وزيادة عدد سكان المدن‪(.‬مشهور واخرون‪)1998 ,‬‬
‫قائما على تصنيع‬
‫وإذا كان النمو الحضري‪ ،‬الذي شهدته الدول المتقدمة كان ا‬
‫سريع َّ‬
‫مكن من امتصاص القوى العاملة الوافدة من القطاعات الريفية في قنوات‬
‫إنتاجية أدت إلى تنمية اقتصادية سريعة‪ ،‬فإن طبيعة النمو الحضري بالدول‬
‫النامية تختلف عنها في الدول الصناعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن النمو الحضري في الدول الصناعية قد استغرق فترة زمنية طويلة‬
‫ليصل إلى أعلى معدالته‪ .‬فبينما استغرق النمو الحضري في الدول الصناعية‬
‫أكثر من مائة سنة‪ ،‬نجد أن ارتفاع معدالت النمو الحضري بصورة ملحوظة لم‬
‫يستغرق أكثر من عشرين سنة وذلك ألن سرعة معدالت النمو الحضري الحالية‬
‫في الدول النامية تفوق سرعتها في الدول الصناعية‪.‬‬

‫‪171‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ -‬إن ارتفاع النمو الحضري في الدول الصناعية قد صاحبه تقدم ونمو‬


‫متوازيان مع المجاالت االقتصادية واالجتماعية في المناطق الريفية والحضرية‬
‫على حد سواء‪ ،‬بعكس ما يحدث اآلن في الدول النامية حيث ترتفع معدالت النمو‬
‫الحضري نتيجة لعدم توازن في توزيع مشروعات التنمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫بين أقاليم ومناطق القطر الواحد‪.‬‬
‫‪ -‬إن النمو الحضري في معظم الدول الصناعية قد ساهمت فيه الهجرة‬
‫الوافدة بنصيب كبير مقارن اة بنصيب الزيادة الطبيعية‪ .‬أما الدول النامية فإن‬
‫العاملين (صافي الهجرة والزيادة الطبيعية) قد ساهما مساهم اة متكافئ اة في تحديد‬
‫النمو الحضري‪(.‬نور‪)1991,‬‬
‫ويمكننا القول أن النمو الحضري السريع الذي تشهده الدول النامية إنما يرجع‬
‫إلى أسباب مختلفة لعل من أهمها‪:‬‬
‫وقوع أغلب هذه الدول تحت السيطرة األجنبية نتيجة الستعمارها في‬ ‫•‬
‫مراحل مختلفة من نموها‪ ،‬فإن النمو الحضري بمعناه الديموجرافي والعمراني ال‬
‫طبيعيا بل هو نمو حضري مصنوع‪.‬‬
‫ا‬ ‫نموا حضرايا‬
‫يمكن اعتباره ا‬
‫االنفجار السكاني الذي تعبر عنه معدالت نموها والتي تتراوح في‬ ‫•‬
‫أساسا إلى ارتفاع معدالت المواليد‬
‫المتوسط ما بين ‪ %3‬و ‪ %5‬سنويا والذي يرجع ا‬
‫حادا‪ ،‬ويصاحب‬
‫انخفاضا ا‬
‫ا‬ ‫كبيرا‪ ،‬بينما انخفضت معدالت الوفيات فيها‬
‫تفاعا ا‬
‫فيها ار ا‬
‫هذا االنفجار السكاني خصائص مشتركة تتفاوت في ضراوتها بين دولة وأخرى‬
‫منها على سبيل المثال ارتفاع نسبة العاملين في األنشطة األولية مقارنة بنسبة‬
‫العاملين في األنشطة الثانوية‪ ،‬ارتفاع معدالت األُميَّة بصفة عامة وأُميَّة المرأة‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬انخفاض اإلنتاجية الصناعية واعتمادها على األسواق العالمية في‬
‫استيراد احتياجاتها‪ ،‬انخفاض معدالت االدخار‪ ،‬تدهور َّ‬
‫وتدني سبل المواصًلت‬

‫‪172‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وانخفاض نصيب الفرد من الدخل القومي‪ ،‬انخفاض نصيب الفرد من الخدمات‬


‫والمرافق ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫التفاوت الكبير بين الظروف الحياتية في القطاعات الحضرية وغير‬ ‫•‬
‫الحضرية حيث نجد قطاعات تستأثر باالستثمارات والخدمات والمرافق وأخرى‬
‫محرومة من أبسط الخدمات األساسية‪ ،‬مما يؤدي إلى هجرة مكثفة إلى القطاعات‬
‫الحضرية‪ ،‬وبصفة خاصة عواصم تلك الدول التي تستطيع أكثر من غيرها من‬
‫صون في قطاعات عمل‬ ‫غالبا ما ُيمتَ ُ‬
‫المدن استقبال أفواج المهاجرين إليها الذين ا‬
‫هامشية أو قطاعات منخفضة اإلنتاجية مثل اإلنتاج الحرفي وتجارة التجزئة‬
‫والخدمات المنزلية‪( .‬مشهورواخرون‪)1998,‬‬
‫النمو العمراني ‪:Physical Growth‬‬
‫إذا كان النمو الحضري يعني نمو عدد سكان المدينة أو المدن في ٍ‬
‫دولة‬
‫تغيير في استعماالت األراضي‬
‫ما‪،‬فإن النمو العمراني أو االمتداد العمراني يعني اا‬
‫وامتداد النطاق الحضري الموضوع أصًلا للمدينة‪ ،‬وهذا النمو أو االمتداد له‬
‫أشكال مختلفة مثل‪:‬‬
‫• النمو المخطط ‪.Planned Growth‬‬
‫• النمو غير المخطط ‪.Unplanned Growth‬‬
‫• النمو التلقائي ‪.Spontaneous Growth‬‬
‫• النمو الفوضوي ‪.Chaotic Growth‬‬
‫• النمو المشتت في كافة االتجاهات ‪(.Sporadical Growth‬‬
‫‪SchwabB.A.W, (1992‬‬
‫أيضا بالنمو العشوائي أو االمتداد العشوائي للمدينة والذي‬
‫ويسمى الشكل األخير ا‬
‫يتخذ شكل التجمعات أو البؤرات السكانية داخل أو خارج حدود النطاق العمراني‬

‫‪173‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫للمدن‪ ،‬وتختلف تسمية هذه التجمعات في البلدان النامية‪ ،‬ففي المكسيك ووسط أفريقيا‬
‫وفنزويًل ُيطلق عليها (كاساس فاسندار) ‪ Cases DE Vecindard‬وتنتشر هذه‬
‫المناطق بالقرب من مراكز المدن‪ .‬أما في كوبا فيطلق عليها سوالرس ‪Solares‬‬
‫وتدعي في شيلي واألرجنتين وارجواي (كان فان تيًلذ) ‪ ،Canvintilles‬وأما في‬
‫الب ارزيل فيشار إليها (بكورتيكاس) ‪ Corticas‬أو (فيًلز) ‪ ،Villas‬وتنتشر هذه‬
‫المناطق في الهند تحت اسم أحياء (الباسطي) ‪).Bustees‬مركز االمم المتحدة‬
‫للمستوطنات البشرية‪ )1993,‬وتوجد هذه التجمعات في فلسطين وتسمي (المخيمات)‬
‫‪.Camps‬‬
‫التضخم الحضري ‪:Overurbanization‬‬
‫التضخم الحضري من المفاهيم الحديثة التي ارتبطت بصفة خاصة بالنمو‬
‫الحضري في العواصم والمدن الكبرى في بلدان العالم النامي‪ ،‬تلك المدن التي‬
‫يطلق عليها في بعض األحيان المدن الطفيلية‪ ،‬ألنها تبتلع االستثمارات وتمتص‬
‫العمالة الفنية وغير الفنية‪ ،‬وتسيطر على الطابع الثقافي العام‪ ،‬ولها تأثير سلبي‬
‫على تنمية المدن األخرى‪ ،‬حيث أن معدالت استهًلكها مرتفعة بالمقارنة بمعدل‬
‫اإلنتاجية العامة فيها‪(.‬فهمي‪)1990,‬‬
‫ويعرف التضخم الحضري بصفة عامة بتكدس نسبة كبيرة من السكان في‬
‫ُ‬
‫القطاعات الحضرية بصفة عامة والمدن العمًلقة بصفة خاصة‪ ،‬هذا التكدس‬
‫غير مقرون بنمو اقتصادي يمكن أن يبرر هذا النمو الكبير في عدد سكان تلك‬
‫المدن‪ ،‬ويعد ارتفاع نمو هذه المدن أسرع بكثير من قدرتها على توفير فرص‬
‫عمل منتجة‪ .‬وعلى سد احتياجات سكانها من الخدمات والمرافق‪ .‬ويقاس التضخم‬
‫الحضري بزيادة حجم القطاع الخدمي في االقتصاد الحضري الذي يتميز‬
‫بانخفاض اإلنتاجية وبالعمالة الهامشية وتدنى الوظائف‪ .‬كما يمكن قياس التضخم‬

‫‪174‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الحضري عن طريق الكثافة السكانية في المدن الكبرى وعًلقتها بمستويات اإلنتاج‬


‫في القطاعات الحضرية وغير الحضرية على حد سواء فالتضخم الحضري في‬
‫البلدان النامية عادة ما يصاحبه التخلف االقتصادي الذي تعاني منه كافة‬
‫القطاعات‪( .‬فهمي‪)1990,‬‬
‫وباختصار‪ ،‬يمكن استخًلص معنيين لمفهوم التضخم الحضري‪ :‬المعنى‬
‫األول‪ ..‬هو المعنى النوعي‪ ،‬والمقصود به ضخامة حجم السكان الحضريين في‬
‫أي بلد من بًلد العالم بالنظر إلى مستوى تطورها االقتصادي في أية لحظة‬
‫تاريخية أو آنية معنية‪ .‬والمعنى الثاني‪ ..‬هو المعنى الحجمي‪ ،‬والمقصود به سوء‬
‫توزيع حجم هؤالء السكان فيما بين مدن هذا البلد وبين بعضها البعض‪.‬‬
‫(جاد‪)1993,‬‬
‫(‪ )٣‬العوامل البيئية التي أثرت في نشأة مدينة رفح ‪:‬‬
‫نشأت رفح منذ زمن بعيد‪ ،‬وقد عرفها المصريون القدماء باسم "روبيهوي"‬
‫و"رابح" واألشوريون باسم "رفيحو"‪ .‬وفي العصر الكًلسيكي (اليوناني والروماني)‬
‫عرفت باسم "رافيا" ‪ ،Raphia‬وسماها العرب رفح‪ .‬وقد ارتبط اسم رفح بكثير من‬
‫المواقع الحربية الحاسمة في التاريخ السياسي للمنطقة‪ .‬فقد وقعت فيها معركة‬
‫حاسمة بين األشوريين والمصريين في عام ‪ 720‬ق‪.‬م انتصر فيها‬
‫األشوريون‪(.‬الموسوعة الفلسطينية ‪)1984,‬‬
‫تحررت رفح مع غيرها من المدن الفلسطينية إبان الفتوحات اإلسًلمية على‬
‫يد عمرو بن العاص‪ .‬وعندما َعَق َد النية على تحرير مصر طلب منه الخليفة‬
‫عمر بن الخطاب التريث وأرسل له رسوالا أدركه في بلدة رفح‪ ،‬ولكنه أي عمرو‬
‫طا في اجتياز‬
‫بن العاص لم يتسلم رسالة الرسول إال في العريش بعد أن قطع شو ا‬
‫صحراء سيناء التي كان يتخوف منها الخليفة عمر على الجند‪(.‬الموسوعة‬

‫‪175‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الفلسطينية ‪)1984,‬‬
‫ويذكر بعض الباحثين أن اسم رفح اختفى مع بداية القرن السابع للهجرة ولم‬
‫مر بها‬
‫ذكر إال قليًلا‪.‬ولكنها عادت إلى مسرح الحوادث التاريخية عندما َّ‬
‫يعد ُي َ‬
‫قادما من مصر في حملته على بًلد الشام عام ‪1799‬م‪ .‬وبعد‬‫نابليون بونابرت ا‬
‫أيضا (‪1898‬م) زار الخديوي إسماعيل باشا رفح‪ ،‬وزارها‬
‫ذلك بنحو مائة عام ا‬
‫أيضا الخديوي عباس حلمي من أجل تعيين الحدود المصرية‪-‬السورية و ّ‬
‫أقر في‬ ‫ا‬
‫هذه الزيارة بأن عمودي الغرانيت القائمين تحت شجرة السد القديمة هما الحد‬
‫الفاصل بين سوريا ومصر‪ .‬وفي عام ‪ 1906‬م برزت من جديد مشكلة تعيين‬
‫الحدود المصرية السورية بين البريطانيين الذين كانوا يحتلون مصر والدولة‬
‫العثمانية‪.‬وقد ُحلت هذه المشكلة لصالح البريطانيين لتوقيع معاهدة ‪ 1906‬م‬
‫المتضمنة تعيين الحدود الفلسطينية‪-‬المصرية‪.‬وفي عام ‪1917‬م خضعت رفح‬
‫للحكم البريطاني الذي ُف ِر َ‬
‫ض انتدابه على فلسطين‪ .‬وفي عام ‪1948‬م دخل الجيش‬
‫المصري رفح وبقيت تحت اإلدارة المصرية حتى عام ‪1956‬م عندما احتلتها‬
‫القوات اإلسرائيلية‪ .‬ولكنها عادت إلى اإلدارة المصرية في أوائل ‪1957‬م‪ ،‬وبقيت‬
‫حرب‬ ‫إثر‬ ‫ثانية‬ ‫اإلسرائيلي‬ ‫لإلحتًلل‬ ‫تعرضت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫كذلك‬
‫‪1967‬م‪(.‬شراب‪)1987,‬‬
‫تقع رفح في أقصى جنوب السهل الساحلي الفلسطيني على الحدود‬
‫متر وعن خان يونس ‪13‬‬‫الفلسطينية – المصرية‪ .‬وتبعد عن غزة نحو ‪ 35‬كيلو اا‬
‫متر وعن مدينة العريش‬
‫مترا‪ ،‬وعن قرية الشيخ زويد في سيناء نحو ‪ 16‬كيلو اا‬
‫كيلو ا‬
‫مترا‪ .‬ويقسمها خط الحدود اليوم إلى قسمين‪ :‬قسم‬ ‫المصرية نحو ‪ 45‬كيلو ا‬
‫فلسطيني وقسم مصري‪ .‬وقد اكتسب موقعها أهمية خاصة منذ القدم لكونها بوابة‬
‫فلسطين الجنوبية‪ .‬فهي محطة مرور هامة في الغزوات الحربية ومعبر سهل‬

‫‪176‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جنوبا نحو‬
‫ا‬ ‫لمرور القبائل والهجرات البشرية المتجهة شماالا نحو بًلد الشام أو‬
‫مصر‪ .‬وقد أثَّر هذا الوضع في النمو العمراني لرفح وأوجد فيها بيئة حضرية‬
‫ومظاهر للتحضر‪(.‬الموسوعة الفلسطينية‪)1984,‬‬
‫يخيا بعد مرور خط السكة الحديد الذي كان‬
‫ولقد برزت أهمية مدينة رفح تار ا‬
‫يصل بين القاهرة وحيفا بها‪ ،‬وقد اُقتلع هذا الخط بعد عام ‪1967‬م‪ ،‬وبعد اتفاقية‬
‫(كامب ديفيد) ُقسمت المدينة إلى شطرين حيث استعادت مصر سيناء‪ ،‬وعلى‬
‫إثر اإلتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح األم‪ ،‬مما استدعى إقامة معبر بري‬
‫على الحدود الفلسطينية المصرية لتنظيم حركة نقل المواطنيين بين الجانبين وهو‬
‫ما ُيعرف اآلن بمعبر رفح الحدودي‪.‬‬
‫وفي عصر السلطة الوطنية الفلسطينية تم إنشاء مطار غزة الدولي فيها‪ ،‬مما‬
‫نظر ألنه يتم االنطًلق منها‬
‫جعل مدينة رفح من المحافظات الفلسطينية الهامة‪ ،‬اا‬
‫نحو الخارج والعكس بفضل وجود المعبرين بها‪ ،‬أحدهما جوي (المطار) واآلخر‬
‫بري (معبر رفح الحدودي) وقد ساهم ذلك في رفع المستوى االقتصادي للمدينة‪،‬‬
‫وعمل عدد كبير من أبناء رفح في أعمال لها عًلقة بالمعبرين وخدمة المسافرين‬
‫مثل إقامة المطاعم والمقاهي واإلستراحات بالقرب منهما‪(.‬قاجة‪)2003,‬‬
‫ٍ‬
‫بماض‬ ‫مركز لألحداث في التاريخ وتمتعها‬
‫فنظر ألهمية موقع رفح ولكونها اا‬
‫اا‬
‫عر ٍ‬
‫يق تمتد جذوره إلى آالف السنين لذلك أصبحت منطقة سياحية للزائرين كما‬
‫كما من اآلثار ُي َبِين لنا هوية هذه المدينة وتاريخها وحضارتها‪.‬‬
‫أنها تركت لنا ا‬
‫‪-‬معالم أثرية‪:‬‬
‫‪-‬تل رفح الغربي (تل الخرائب)‪:‬‬
‫ويقع هذا التل على شاطئ البحر األبيض المتوسط غرب المدينة وعلى‬
‫أنقاضه أُقيمت القرية السويدية عام ‪1965‬م ويوجد فيه قطع فخارية مختلفة تعود‬

‫‪177‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫لعصور قديمة‪.‬‬
‫‪-‬خربة العدس‪:‬‬
‫وتقع في الشمال من المدينة وتحتوي على قطع فخارية فوق موقع أثري‬
‫متسع‪.‬‬
‫‪-‬معالم سياحية‪:‬‬
‫‪-‬شاطئ البحر األبيض المتوسط‪:‬‬
‫ويبلغ طوله حوالي ‪ 4‬كيلو مترات‪ .‬ويوجد على الشاطئ مرافق عامة‬
‫كالعمارات ومرسى للصيادين وعيادة واستراحة وحمامات وهي منطقة جذب‬
‫سياحي‪.‬‬
‫‪-‬مطار غزة الدولي (مطار عرفات الدولي)‪:‬‬
‫ويقع جنوب شرق المدينة وقد ُشِّيد بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية‬
‫ص َمم وفق المواصفات‬ ‫ويعتبر أحد رموز السيادة الوطنية الفلسطينية وهو ُم َ‬
‫العالمية‪ .‬وأول طائرة هبطت على مدارجه بتاريخ ‪ 1996/6/2‬م وهى طائرة السيد‬
‫الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)‪.‬‬
‫‪-‬الحدود‪:‬‬
‫محافظة رفح لها حدود دولية مع جمهورية مصر العربية ويبلغ طوله حوالي‬
‫ورسمت هذه الحدود حديثاا عام ‪1982‬م بعد إتمام انسحاب إسرائيل‬
‫متر ُ‬
‫‪ 21‬كيلو اا‬
‫من سيناء وقد قسمت هذه الحدود مدينة رفح إلى شطرين مدينة رفح الفلسطينية‬
‫ومدينة رفح المصرية‪.‬‬
‫‪-‬معبر رفح البري (معبر العودة)‪:‬‬
‫ويقع في جنوب شرق المدينة ويعتبر الشريان الذي يربط فلسطين بمصر اا‬
‫بر‬
‫وهو المنفذ البري الوحيد في المنطقة للعالم الخارجي أثناء اندالع انتفاضة األقصى‬

‫‪178‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫عام ‪2000‬م‪( .‬مجموعة من المؤلفين‪)2005,‬‬


‫أوالا ‪ -‬إيكولوجيا رفح‪:‬‬
‫تقع رفح في الجهة الجنوبية الغربية من فلسطين يحدها‪:‬‬
‫من الغرب البحر األبيض المتوسط‪.‬‬ ‫•‬
‫من الشرق بئر السبع‪.‬‬ ‫•‬
‫من الشمال محافظة خان يونس‪.‬‬ ‫•‬
‫من الجنوب جمهورية مصر العربية‪.‬‬ ‫•‬
‫لذلك فإن رفح تعتبر بوابة فلسطين الجنوبية إلى قارة إفريقيا وقد اكتسبت رفح‬
‫على إثر ذلك أهمية تاريخية وسياسية على مدى العصور المختلفة‪.‬‬
‫اصة كما في بقية مدن وقرى فلسطين‬ ‫ليست رفح ذات ٍ‬
‫مبان مندمجة أو ُمتَ َر َّ‬
‫ألنها قامت فوق بقاع متناثرة من التًلل الرملية‪ .‬ويراوح ارتفاع األرض التي تقوم‬
‫متر عن سطح البحر‪.‬‬ ‫عليها رفح ما بين ‪ 60-40‬اا‬
‫ويطَلق عليه اسم رفح الشرقية‪ ،‬والقسم‬
‫قسم رفح إلى قسمين‪ :‬القسم الشرقي ُ‬
‫وتُ ّ‬
‫ئ في األراضي المصرية قسمان‬ ‫ِ‬
‫الغربي ويطلق عليه اسم رفح الغربية‪ .‬وقد أُنش َ‬
‫آخران يوازيان كًلا من رفح الشرقية والغربية تحت اسم رفح المصرية الشرقية‬
‫ورفح المصرية الغربية‪ .‬وفصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية حاجز من‬
‫األسًلك الشائكة منذ أوائل األربعينات‪ .‬وبالرغم من وجود األسًلك الشائكة فإن‬
‫النمو العمراني ّأدى إلى التحام كل من رفح الفلسطينية ورفح المصرية إحداهما‬
‫باألخرى‪.‬‬
‫وتَُف ِّسر ظروف إعمار المدينة هذا الشكل المشتت لموضعها‪ ،‬إذ إن معظم‬
‫سكانها كانوا أصًلا من البدو أو المهاجرين القادمين إليها من خان يونس‪ .‬وقد‬
‫استقرت كل عشيرة رئيسة فوق الرقعة التي اختارتها من الكثبان الرملية‪ ،‬وما لبث‬

‫‪179‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫المهاجرون اآلخرون أن استقروا بجانب هذه العشائر الرئيسة التي تألفت منها‬
‫رفح‪ .‬فرفح الشرقية تتألف من عشيرتين كبيرتين هما عشيرة قشطة وعشيرة أبو‬
‫ظهير ومن بعض العشائر الصغيرة بجانبهما‪ .‬وتتألف رفح الغربية من عشيرة‬
‫كبيرة هي عشيرة زعرب ومن بعض العشائر الصغيرة األخرى‪ .‬وكانت تفصل بين‬
‫رفح الشرقية والغربية أراض رملية وزراعية على امتداد نحو من ‪ 4‬كيلو مترات‪.‬‬
‫وقد أُقيم عام ‪1949‬م مخيم رفح لًلجئيين فوق هذه األراضي ّ‬
‫فأدى ذلك إلى‬
‫تعمير األراضي الفضاء بين كل من رفح الشرقية والغربية‪.‬‬
‫وهكذا ساعد إعمار رفح الشرقية والغربية وإنشاء مخيم الًلجئيين بينهما‬
‫الصبير (التين الشوكي) واألشجار المثمرة في األراضي الرملية‬
‫وزراعة األحراج و ّ‬
‫على تثبيت الرمال والحد من زحفها‪ ،‬وعلى جعل رفح مدينة واسعة المساحة‪.‬‬
‫وتعتمد رفح على مياه اآلبار التي تراوح أعماقها بين ‪ 40.8‬متر‪(.‬ابو‬
‫يونس‪)2005,‬‬
‫قديما وحديثاا‪ ،‬حدوث تطور ملموس بشكل‬
‫ويؤكد المخطط الهيكلي للمدينة‪ ،‬ا‬
‫مخطط نتيجة نمو المدينة‪ .‬فقد كانت رفح في الماضي مدينة مشتتة األجزاء إذ‬
‫تبعد رفح الغربية عن الشرقية من جهة‪ ،‬وتبعد أجزاء رفح الشرقية بعضها عن‬
‫بعض من جهة ثانية‪ .‬فكان مخطط رفح الشرقية يقوم على أساس وجود شارع‬
‫السوق الذي يضم ا‬
‫عددا قليًلا من الحوانيت ويحيط به من الجانبين عدد قليل من‬
‫المباني السكنية باإلضافة إلى مدرسة ومسجد ومخفر للشرطة بجوار السوق‬
‫مباشرة‪ .‬وهناك شطر آخر من رفح الشرقية يبعد عن القرية نحو ‪ 3‬كيلو مترات‬
‫إلى الشمال الشرقي ويشتمل على مجموعة منازل تقوم بين األرضي الزراعية‬
‫الرملية‪ .‬وأما مخطط رفح الغربية فإنه يتخذ شكل حرف (‪ )T‬الًلتيني‪ ،‬ويتمثل في‬
‫شارع طولي شمالي – جنوبي يتعامد على شارع يمتد من الشرق إلى الغرب‬

‫‪180‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وتَ ِحف بهما المباني السكنية التي أ ُِقيمت فوق أر ٍ‬


‫اض رملية‪(.‬ابو يونس‪)2005,‬‬ ‫َ‬
‫أما في الوقت الحاضر فقد أصبحت رفح مدينة متصلة نتيجة إنشاء معسكر‬
‫الًلجئيين بين رفح الشرقية ورفح الغربية من جهة‪ ،‬ونتيجة تطور النمو العمراني‬
‫ألجزاء المدينة من جهة ثانية‪ .‬ويكشف المخطط الهيكلي الحديث لرفح عن التحام‬
‫رفح الشرقية بعضها ببعض والتصاقها بالسوق التي اكتظت بالمحًلت التجارية‬
‫أيضا معسكر الًلجئيين‬ ‫وامتدادها حتى نقطة الحدود مع رفح المصرية‪ .‬والتحم ا‬
‫برفح الشرقية ورفح الغربية نتيجة التوسع في إقامة المباني السكنية والمرافق العامة‬
‫داخل المعسكر‪ .‬وللمعسكر سوقه الخاصة به ومساجده ومدارسه وعياداته الصحية‬
‫وجميع مرافقه المستقلة‪ .‬وكان التفوق من الناحية العمرانية من نصيب رفح الشرقية‬
‫التي هيمنت على رفح الغربية فلم تترك لها مجاال اً للنمو والحركة‪( .‬ابو‬
‫يونس‪)2005,‬‬
‫تخترق محافظة رفح خمسة طرق إقليمية تربطها بباقي محافظات قطاع غزة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪-‬طريق صالح الدين (من الشمال للجنوب)‪:‬‬
‫متر ويمر بأقصى الشرق ويربط معبر العودة‬
‫وهو طريق دولي بعرض ‪ 53‬اا‬
‫البري مع جمهورية مصر العربية بباقي محافظات القطاع وكذلك يعتبر هذا‬
‫الطريق هو الرابط الرئيسي بمطار غزة الدولي وبالتالي بباقي دول العالم وكذلك‬
‫فإن هذا الشارع يربط محافظات القطاع بالمنطقة الحرة والصناعية ويمتد هذا‬
‫الطريق حتى داخل أراضي فلسطين المحتلة‪.‬‬
‫‪-‬طريق عمر بن الخطاب (من الشمال للجنوب)‪:‬‬
‫متر داخل المدينة من مخفر‬
‫متر في الجزء الشمالي وعرض ‪ 25‬اا‬
‫بعرض ‪ 40‬اا‬
‫مصبح وحتى الحدود المصرية وهذا الشارع يربط قلب مدينة رفح بقلب مدينة‬

‫‪181‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫خان يونس ويمتد شماالا حتى يلتقي بشارع صًلح الدين عند الق اررة شماالا وفي‬
‫الجنوب يمتد ليصل رفح الفلسطينية برفح المصرية عبر بوابة صًلح الدين‪.‬‬
‫‪-‬طريق هارون الرشيد (من الشمال للجنوب)‪:‬‬
‫وهذا هو الطريق الساحلي الوحيد الذي يربط محافظات غزة ببعضها حيث‬
‫يمتد من الحدود الفلسطينية المصرية في أقصى الغرب حتى حدود القطاع‬
‫الشمالية ويمر ببعض الكتل االستيطانية‪.‬‬
‫سابقا) من الشرق للغرب‪:‬‬
‫‪-‬طريق النصر (موراج ً‬
‫متر داخل النفوذ ويقع على الحدود‬
‫متر وطوله ‪ 2750‬اا‬ ‫وعرضه ‪ 25‬و ‪ 40‬اا‬
‫الشمالية ويمتد من شارع صًلح الدين شراقا حتى مستعمرة موراج غرابا وهو يخدم‬
‫مصبح والبيوك وليس له أهمية كبيرة لرفح في الوقت الحالي وذلك ألن الشوارع‬
‫أصر‬
‫التي تصب فيه كلها ترابية غير مرصوفة ما عدا شارع اإلمام علي الذي َّ‬
‫متر من الشمال وعدم رصفها بحجة الترتيبات‬
‫الجانب اإلسرائيلي على تدمير ‪ 70‬اا‬
‫األمنية‪.‬‬
‫‪-‬السكة الحديد‪:‬‬
‫متر وقد أ ُِزيَلت جميع قضبان السكة الحديد وهو طريق ترابي‬
‫بعرض خمسين اا‬
‫حاليا‪( .‬ابو يونس‪)2005,‬‬
‫غير مستغل ا‬
‫ويمكن لنا أن نتتبع التطور العمراني في رفح كالتالي‪:‬‬
‫رفح منذ القدم حتى عام ‪١948‬م‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ورد في موسوعة بًلدنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ عن رفح في العصور‬
‫القديمة ما يلي‪:‬‬
‫"وتقع في جوار رفح الخرب اآلتية‪:‬‬
‫حاليا بها أساسات من‬
‫خربة رفح (الموقع الذي يسكن به آل قشطة )‪ :‬ا‬ ‫•‬

‫‪182‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الطوب وقطع معمارية ومقبرة قديمة وتيجان أعمدة‪.‬‬


‫حاليا)‪:‬وبه أنقاض وجدار مبني بالطوب وشقف‬
‫تل رفح (وهي تل زعرب ا‬ ‫•‬
‫فخار‪ .‬ويقال أن رافيا الرومانية كانت تقوم على هذا التل‪.‬‬
‫خربة العدس‪ :‬وتقع في الشمال الشرقي من رفح وتحتوي على شقف فخار‬ ‫•‬
‫فوق موقع أثري متسع‪.‬‬
‫حاليا)‪ :‬ويقع‬
‫• تل المصبح (على طريق عمر بن الخطاب بمنطقة مصبح ا‬
‫في الشمال الغربي من القرية به شقف فخار إلى تل من األنقاض وغيرها‪.‬‬
‫أم المديدة‪ :‬بها تًلل من األنقاض وحجارة من الدبش وقطع رخامية‬ ‫•‬
‫وحصى فسيفساء وشقف فخار‪.‬‬
‫من سنة ‪:١952-١948‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي مرحلة هجرة الفلسطينين إلى قطاع غزة بعد االحتًلل اإلسرائيلي‬
‫لفلسطين حيث َّ‬
‫تركزوا في منطقتي تجمع رئيسيتين وهما منطقة البيوك‪ ،‬ورفح‬
‫الغربية في مساكن مؤقتة من الزينكو والخيام‪.‬‬
‫من سنة‪:١97٣-١952‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاليا بوسط البلد من‬
‫وهي مرحلة بناء المعسكرات في المنطقةالمعروفة ا‬
‫معسكر (‪ )A-P‬ومعسكر (‪ )Q‬وهو ما يعرف بالمعسكر الغربي ومعسكر (‪)R‬‬
‫على شاطئ البحر بجوار الحدود المصرية وهو ما يعرف بالسويدي‪ ،‬حيث تم‬
‫إسكان الًلجئيين في هذه المعسكرات كحل مؤقت لحين تقرير مصيرهم‪.‬‬
‫من سنة ‪:١994-١97٣‬‬ ‫‪-‬‬
‫في عام ‪ 1973‬تحول المجلس القروي إلى مجلس بلدي وقد تم إعداد أول‬
‫مخطط هيكلي للمدينة واالنتهاء منه عام ‪ 1974‬وتم بموجبه إصدار رخص بناء‬
‫وتم تنظيم المدينة على أساسه‪ .‬بعد ذلك شرعت السلطات اإلسرائيلية بإقامة‬

‫‪183‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫مشاريع إسكان جديدة بهدف تفريغ المخيمات وإنهاء قضية الًلجئيين وهي مشروع‬
‫الب ارزيل سنة ‪1974‬م ومشروع كندا في الجانب المصري من رفح سنة ‪1975‬م‬
‫ومشروع تل السلطان سنة ‪1979‬م وأصبحت مساحة المدينة حوالي ‪19700‬‬
‫دونمٍ‪ .‬ولكن بعد اتفاقية كامب ديفيد في عام ‪1982‬م تم فصل مشروع كندا عن‬
‫تابعا للجانب المصري وتبع ذلك بالطبع انخفاض مساحة النفوذ‬
‫مدينة رفح ليصبح ا‬
‫لمدينة رفح ليصبح ‪ 17500‬دونمٍ‪.‬‬
‫أقرت بلدية رفح ولجنة التنظيم المركزية اعتماد مشاريع‬
‫وفي عام ‪1986‬م َّ‬
‫تفصيلية في منطقة حي الجنينة ذات الملكيات الخاصة لتكون بداية االمتداد‬
‫العمراني الطبيعي لمدينة رفح في اتجاه الشرق وتكوين حي الجنينة بشكله الحالي‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫أما في عام ‪1988‬م ومع بداية االنتفاضة شهدت المدينة حركة نزوح داخلي‬
‫إيجابيا‬
‫ا‬ ‫إلى أماكن العمران الجديدة في المدينة كحي الجنينة وحي السًلم مما أثََّر‬
‫اقتصاديا (كتجارة األراضي والبناء)‪.‬‬
‫ا‬ ‫على تركيبة المدينة وازدهار قطاعات معينة‬
‫من سنة ‪١999-١994‬م‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫شهد عام ‪ 1994‬قدوم السلطة إلى األراضي الفلسطينية حيث أخذت رفح‬
‫نصيبها من هذه الهجرة وقد أثََّر ذلك على زيادة حركة التطور العمراني بالمدينة‬
‫وشهدت هذه المرحلة تكون مؤسسات السلطة التي شرعت بإعادة النظر في‬
‫التشريعات واألنظمة المعمول بها في مجال اإلسكان والبناء فقد تم تخفيض أسعار‬
‫الترخيص مما َش َّج َع السكان على البناء‪.‬‬
‫ونظر لكون تخطيط رفح تخطي ا‬
‫طا ضياقا لمًلصقتها للحدود المصرية فإن‬ ‫اا‬
‫معظم طرقها طرق عرضية من الشمال للجنوب تصب في طريق أبو بكر الصديق‬
‫الذي يصل من شاطئ البحر غرابا إلى ميدان الجوازات شراقا ويبلغ إجمالي طوله‬

‫‪184‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫متر من دوار الجوازات حتى شارع ابن سينا بتل‬


‫‪ 7.3‬كيلو متر وعرضه ‪ 25‬اا‬
‫السلطان و‪ 10‬أمتار من شارع ابن سينا حتى شاطئ البحر وهذا جعله ذا أهمية‬
‫كبيرة بالنسبة لمعظم األنشطة‪ ،‬أما الشارع الطولي الثاني من حيث األهمية فهو‬
‫شارع طه حسين‪ ،‬الذي يصل من شارع اإلمام علي غرابا حتى شارع صًلح الدين‬
‫متر في المنطقة‬
‫متر وعروض محتلفة تبدأ بعرض ‪ 20‬اا‬
‫شراقا بطول ‪ 5.1‬كيلو اا‬
‫متر‬
‫الغربية من شارع اإلمام علي حتى دوار خربة العدس بطول ‪ 2.3‬كيلو اا‬
‫مترا‪ ،‬وعرض ‪ 10‬أمتار من دوار خربة العدس حتى مدرسة‬
‫مرصوف منه ‪ 11‬ا‬
‫مترا‪ ،‬وعرض ‪ 6‬أمتار من مدرسة عباس العقاد‬
‫عباس العقاد بطول ‪ 1.05‬كيلو ا‬
‫مترا‪.‬‬
‫حتى شارع صًلح الدين شراقا بطول ‪ 1.650‬كيلو ا‬
‫ويمكن تصنيف شبكة الطرق المحلية كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الطرق الرئيسية‪:‬‬
‫‪-‬شارع أبو بكر الصديق‪:‬‬
‫متر ويمتد حتى حي السًلم شراقا إلى شاطئ البحر غرابا وهو‬‫وعرضه ‪ 25‬اا‬
‫يعتبر المحور الرئيسي والشرياني لمدينة رفح إذ أنه يربط أحياء المدينة ببعضها‬
‫بواسطة مجموعة من الشوارع المجمعة وهو المحور التجاري الرئيسي للمدينة إذ‬
‫أنها تعتمد عليه منذ عام ‪ 1967‬حتى اآلن‪.‬‬
‫مترا)‪:‬‬
‫‪-‬شارع طه حسين طوله (‪ً 5٣76‬‬
‫مترا) من شارع اإلمام علي غرابا حتى شارع جعفر الطيار‬
‫له عرضان (‪ 20‬ا‬
‫مترا) من شارع جعفر الطيار حتى شارع صًلح الدين شراقا‬ ‫برفح الغربية و(‪ 25‬ا‬
‫نظر لعدم وجود أنشطة تجارية عليه‬
‫وهو أقل أهمية من شارع أبو بكر الصديق اا‬
‫وكذلك ألنه يخترق أحياء سكنية أقل كثافة من األحياء التي يخترقها شارع أبو‬
‫حاليا طوله‬
‫ا‬ ‫بكر الصديق ومعظمه غير مرصوف والجزء الغير مرصوف‬

‫‪185‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫مترا)‪.‬‬
‫(‪ 3166‬ا‬
‫مترا)‪:‬‬
‫‪ -‬شارع عثمان بن عفان طوله (‪ً 5622‬‬
‫مترا) من الحدود المصرية‬
‫وهو شارع السكة الحديد ساباقا وله عرضان (‪ 30‬ا‬
‫مترا) من طه حسين شماالا‬‫جنوبا حتى التقائه مع شارع طه حسين شماالا و(‪ 50‬ا‬
‫ا‬
‫حتى حدود رفح الشمالية ويوجد عليه بعض األنشطة التجارية كسوق المواشي‬
‫اإلسبوعي وموقف السيارات اإلقليمي وموقف السيارات المحلي وبعض المحًلت‬
‫التجارية‪.‬‬
‫مترا)‪:‬‬
‫‪-‬شارع اإلمام علي طوله(‪ً 474٣‬‬
‫مترا) من الحدود المصرية حتى دوار رفح الغربية‬‫وله عرضان (‪ 12‬ا‬
‫مترا) من الدوار حتى حدود رفح الشمالية وهو يعتبر المحور الرئيسي‬
‫و(‪ 18‬ا‬
‫لألنشطة الخاصة بالزراعة والمزارعين وكذلك يوجد عليه الكثير من المحًلت‬
‫التجارية وهو يربط رفح بخان يونس وكان يربط القطاع بجمهورية مصر العربية‬
‫قبل عام ‪1967‬م‪.‬‬
‫مترا)‪:‬‬
‫‪-‬شارع العروبة طوله (‪ً ٣4٣0‬‬
‫وعروضه كالتالي (‪ 34‬و ‪ 30‬و ‪ 20‬و ‪ ) 16‬من التقائه بشارع صًلح الدين‬
‫شراقا حتى دوار الجوازات غرابا وهو ال يزال مدخل رفح الشرقي الرئيسي وكذلك‬
‫هو الشارع األهم الذي يربط المدينة بشارع صًلح الدين والمطار والعبور وغزة‪.‬‬
‫‪-‬كما يوجد مجموعة شوارع رئيسية أخرى‪:‬‬
‫متر منها (شارع السًلم – جورج – اإليمان‬
‫تتراوح عروضها بين ‪ 15-12‬اا‬
‫البديل – الورود – مصر – الحرية – الشهيد – الحرس الوطني – بًلل –‬
‫وشوارع بتل السلطان)‪.‬‬
‫‪-‬الشوارع المجمعة‪:‬‬

‫‪186‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫متر وعددها سبعة شوارع ويبلغ‬


‫وهي التي تتراوح عروضها بين ‪ 15-12‬اا‬
‫إجمالي أطوالها ‪ 3462‬ووظيفتها تجميع الحركة من الشوارع المحلية ودفعها‬
‫للشوارع الرئيسية‪.‬‬
‫‪-‬الشوارع المحلية‪:‬‬
‫متر وهي باقي‬
‫اا‬ ‫وهي الشوارع التي تقل عروضها عن ‪12‬‬
‫الشوارع‪(.‬صالحة‪)1999,‬‬
‫‪ -‬سكان مدينة رفح ‪ /‬أصولهم وخصائصهم االجتماعية‪:‬‬
‫يمكن تتبع التغير السكاني في مدينة رفح من خًلل خمس مراحل رئيسية‬
‫وهي‪:‬‬
‫المرحلة األولى (هي الفترة الممتدة من عام ‪ ١922‬وحتى حرب ‪:)١948‬‬
‫إن أول تعداد جرى لسكان المدينة كان من ِقَبل االنتداب البريطاني عام‬
‫‪1922‬م‪ ،‬وحسب هذا التعداد فقد بلغ عدد سكان المدينة ‪ 599‬نسمة‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 1945‬بلغ عدد سكانها ‪ 2220‬نسمة‪ ،‬وهذا كان نتيجة الستقرار الوضع السياسي‬
‫في فلسطين في تلك الفترة‪.‬‬
‫المرحلة الثانية (‪:)١967-١948‬‬
‫فبعد عام ‪ 1948‬أدى احتًلل إسرائيل لقرى ومدن فلسطين إلى نزوح أعداد‬
‫كبيرة من سكانها إلى مدن الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬ويرجع ذلك نتيجة للخوف‪،‬‬
‫والضغط السكيولوجي لًلحتًلل اإلسرائيلي‪ ،‬مما أدى إلى زيادة عدد سكان‬
‫المدينة‪ ،‬وحيث بلغ عدد سكانها في عام ‪1958‬م ‪ 50100‬نسمة‪ ،‬إال أنه في عام‬
‫‪ 1967‬أدى االحتًلل إلى انخفاض عدد السكان نتيجة ضم إسرائيل لقطاع غزة‪،‬‬
‫حيث بلغ عدد سكان المدينة في تلك السنة ‪ 49812‬نسمة‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة (‪:)١987-١967‬‬

‫‪187‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ففي بداية السبعينات أخذ عدد السكان في االزدياد المستمر نتيجة الستقرار‬
‫الوضع السياسي واالقتصادي في قطاع غزة‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع‬
‫الطلب على األيدي العاملة من األ ارضي المحتلة في سوق العمل اإلسرائيلي‪،‬‬
‫وذلك بعدم السماح للعمال العرب بالعمل داخل إسرائيل‪ ،‬فبعد أن كان عدد سكان‬
‫المدينة في عام ‪1967‬م ‪ 49812‬نسمة‪ ،‬بلغ عدد سكانها عام ‪1979‬م ‪81714‬‬
‫نسمة‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة (‪:)١99٣-١987‬‬
‫"بداية االنتفاضة الفلسطينية وحتى قبل مجئ السلطة الوطنية الفلسطينية‬
‫وممارسة صًلحيتها في إدارة شئون األراضي الفلسطينية التي انسحبت منها‬
‫السلطات اإلسرائيلية‪".‬‬
‫فقد أسهمت االنتفاضة الفلسطينية التي انطلقت في سنة ‪ 1988‬ضد‬
‫االحتًلل اإلسرائيلي في ارتفاع معدالت الخصوبة نتيجة إلرتفاع معدالت الزواج‬
‫في بدايتها وانخفاض معدالت الطًلق مما أدى إلى زيادة في أعداد السكان في‬
‫المدينة‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة (من سبتمبر عام ‪ ١99٣‬وحتى يناير ‪:)١997‬‬
‫وتأتي هذه المرحلة بعد توقيع اتفاق أوسلو بين السلطة الوطنية الفلسطينية‬
‫وإسرائيل عام ‪1993‬م‪ ،‬وإعطاء الفلسطينيين حكم ا ذاتي ا في أجزاء من الضفة‬
‫الغربية وقطاع غزة‪ ،‬مما أسهم في ارتفاع معدل التغير السكاني بسبب عودة قوات‬
‫األمن الوطني الفلسطيني وعائًلتهم في مايو ‪1994‬م وقدوم قيادات السلطة‬
‫الوطنية‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع أعداد سكان مناطق ومدن غزة والضفة الغربية بما‬
‫في ذلك مدينة رفح‪(.‬بدوي‪)2000,‬‬
‫ولقد سكن مدينة رفح عائًلت تعود أصولها إلى المناطق المجاورة لها مثل‬

‫‪188‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫بدو صحراء النقب وصحراء سيناء ومدينة خان يونس‪ .‬وفي عام ‪ 1948‬وبعد‬
‫احتًلل إسرائيل لجزء كبير من أرض فلسطين هاجر إليها عدد كبير من‬
‫الفلسطينيين الذين كانوا يقطنون قرى ومدن فلسطينية اُ ِ‬
‫حتَلت من ِقَبل إسرائيل‬
‫وكانت تابعة لقضاء غزة‪.‬‬
‫وفي آخر تعداد سكاني لمدينة رفح أجرته دائرة اإلحصاء المركزية الفلسطينية‬
‫في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية عام ‪1997‬م وصل عدد سكان المدينة إلى‬
‫‪ 120.386‬ألف نسمة منهم ‪ 60.751‬ألف ذكور و ‪ 59.635‬ألف إناث‪،‬‬
‫موزعين كالتالي‪:‬‬
‫جدول (‪ )1‬توزيع عدد سكان مدينة رفح عام ‪ 1997‬حسب نوع التجمع‬
‫من إجمالي السكان والمحافظة ‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫نوع التجمع‬
‫‪% 41.43‬‬ ‫‪49881‬‬ ‫الحضر‬
‫‪% 9.13‬‬ ‫‪11212‬‬ ‫الريف‬
‫‪% 49.25‬‬ ‫‪59293‬‬ ‫مخيمات‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪120386‬‬ ‫مجموع‬
‫ويقدر متوسط معدل النمو السكاني في المدينة عام ‪1997‬م ب ‪% 4.23‬‬
‫وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية‪ .‬وبموجب‬
‫التقسيمات اإلدارية التي أفرزتها السلطة الوطنية الفلسطينية أصبحت مدينة رفح‬
‫محافظة من بين خمس محافظات في قطاع غزة‪(.‬الجهاز المركزي لًلحصاء‬
‫الفلسطيني‪)1998,‬‬
‫سكانيا وهي‪ -:‬رفح البلد‪،‬‬
‫ا‬ ‫تجمعا‬
‫ا‬ ‫حاليا خمسة عشر‬
‫وتضم محافظة رفح ا‬
‫الب ارزيل‪ ،‬حي السًلم‪ ،‬مشروع عامر‪ ،‬حي الجنينة‪ ،‬تل السلطان‪ ،‬المواصي‬
‫الشابورة‪ ،‬يبنا‪ ،‬الشعوت‪ ،‬مخيم رفح‪ ،‬خربة العدس‪ ،‬البيوك‪ ،‬مصبح‪ ،‬شوكة‬
‫الصوفي‪ .‬ومن أشهر العائًلت التي سكنت مدينة رفح‪ -:‬عائلة زعرب‪ ،‬قشطة‪،‬‬
‫الشاعر‪ ،‬حجازي‪ ،‬النحال‪ ،‬أبو ماضي‪ ،‬أبو شلوف‪ ،‬ضهير‪.‬‬

‫‪189‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وتنقسم األسر في رفح حسب تركيبها األسري من أسرة نووية‪ ،‬أسرة ممتدة‪،‬‬
‫أسرة مركبة وتشير النتائج النهائية للتعداد إلى أن األراضي الفلسطينية ومنها رفح‬
‫تتمثل فيها األنواع الثًلثة الخاصة بتقسيمات األسرة حسب تركيبها حيث بلغت‬
‫نسبة األسر النووية في رفح ‪ %71‬بينما كانت في األراضي الفلسطينية ‪73.2‬‬
‫‪ %‬من مجموع األسر الخاصة في حين بلغت األسر الممتدة في رفح ‪% 25.6‬‬
‫ونجدها في األراضي الفلسطينية أقل منها في رفح حيث بلغت ‪ .%23‬كما تبين‬
‫النتائج النهائية أن نسبة األسر المكونة من فرد واحد كانت في رفح ‪ %3.3‬أما‬
‫في األراضي الفلسطينية فكانت على نفس النسبة‪ (.‬الجهاز المركزي لًلحصاء‬
‫الفلسطيني‪)2000,‬‬
‫تتوزع عينة الدراسة على منطقتين جغرافيتين في مدينة رفح المنطقة األولى‬
‫هي حي رفع الغربية كحي ر ٍ‬
‫اق من أحياء المدينة وكانت نسبته ‪ %56.1‬من‬
‫إجمالي عينة الدراسة أما المنطقة الثانية فهي حي الشابورة كحي متخلف من‬
‫أحياء المدينة وكانت نسبته ‪ %43.9‬من إجمالي عينة الدراسة والجدول التالي‬
‫يوضح ذلك جدول (‪.)2‬‬
‫جدول (‪ )2‬توزيع العينة على منطقتي الدراسة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الحي‬
‫‪%56.1‬‬ ‫‪206‬‬ ‫رفح الغربية‬
‫‪%43.9‬‬ ‫‪161‬‬ ‫الشابورة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫ويعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خان يونس وإلى بدو صحراء‬
‫النقب وصحراء سيناء ثم أ ِ‬
‫ُضيف إليهم الًلجئون الفلسطينيون الذين جاءوا لرفح‬
‫بعد النكبة في عام ‪ 1948‬وعام ‪ ،1967‬وترجع أصولهم إلى العديد من قرى‬
‫ومدن فلسطين المحتلة خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة مثل حمامة‪ ،‬سرقند‪،‬‬
‫العمار‪ ،‬يافا‪ ،‬بئر السبع‪ ،‬السوافير‪ ،‬بيت دراس‪ ،‬اللد‪ ،‬صرفند الخراب وغيرها‬

‫‪190‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ويوضح ذلك من الجدولين (‪ )4( ، )3‬من الجداول اإلحصائية لنتائج الدراسة‪.‬‬


‫جدول (‪ )3‬بداية إقامة عينة الدراسة في مدينة رفح‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫متى جاءت أسرتك قبل اإلقامة في هذا الحي‬
‫‪%55.3‬‬ ‫‪203‬‬ ‫مع هجرة ‪1948‬‬
‫‪%44.7‬‬ ‫‪164‬‬ ‫مع هجرة ‪1967‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫جدول (‪ )4‬األصول المكانية ألفراد مجتمع الدراسة‬
‫الحي‬
‫مكان الميالد األصلي‬
‫النسبة‬ ‫الشابورة‬ ‫النسبة‬ ‫رفح الغربية‬
‫‪%4.85‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%14.56‬‬ ‫‪30‬‬ ‫حمامة‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%0.48‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سرقند‬
‫‪%4.85‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%4.85‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العمار‬
‫‪%4.85‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%9.70‬‬ ‫‪20‬‬ ‫يافا‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بئر السبع‬
‫‪%9.3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫السوافير‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بيت دراس‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%4.85‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اللّد‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%3.39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫صرفند الخراب‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%0.97‬‬ ‫‪2‬‬ ‫عكا‬
‫‪%15.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%5.33‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أسدود‬
‫‪%40.37‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%48.5‬‬ ‫‪100‬‬ ‫خان يونس‬
‫‪%100‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪206‬‬ ‫المجموع‬
‫وكما هو مبين في الجدول رقم (‪ )5‬فإن النسبة الغالبة من عينة الدراسة تضم‬
‫الذكور والذين بلغت نسبتهم باإلجمال ‪ ،%59.9‬أما اإلناث فقد شكلن باإلجمال‬
‫نسبة ‪ %40.1‬من الحجم الكلي لعينة الدراسة‪.‬‬
‫جدول (‪ )5‬توزيع العينة من حيث النوع‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫النوع‬
‫‪%59.9‬‬ ‫‪220‬‬ ‫ذكر‬
‫‪%40.1‬‬ ‫‪147‬‬ ‫أنثى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫بالنسبة للعمر فإن الفئة العمرية التي َح ِظ َيت بأكبر تمثيل هي الفئة العمرية‬

‫‪191‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫من ‪20‬إلى أقل من ‪30‬سنة والتي بلغت ‪ %32.7‬تليها الفئة العمرية من ‪ 30‬إلى‬
‫أقل من ‪ 40‬والتي بلغت ‪ ،%26.2‬أما األفراد الذين يقل أعمارهم عن ‪ 20‬سنة‬
‫فقد بلغوا ‪ ،%18.3‬وقد بلغت نسبة األفراد الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 40‬إلى أقل‬
‫من ‪50‬سنة ‪ ،%15‬والفئة العمرية من ‪ %50‬إلى أقل من ‪ %60‬بلغت نسبتها ‪،%6‬‬
‫وأخي ار فإن األفراد الذين تزيد أعمارهم عن ‪60‬عاما يشكلون نسبة ‪ %1.9‬من‬
‫إجمالي عينة الدراسة‪ ،‬ويوضح ذلك الجدول رقم (‪.)6‬‬
‫جدول (‪ )6‬توزيع العينة حسب العمر‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة العمرية‬
‫‪%18.3‬‬ ‫‪67‬‬ ‫أقل من ‪20‬عام‬
‫‪%32.7‬‬ ‫‪120‬‬ ‫من ‪ 20‬إلى أقل من ‪30‬عام‬
‫‪%26.2‬‬ ‫‪96‬‬ ‫من ‪ 30‬إلى أقل من ‪40‬عام‬
‫‪%15‬‬ ‫‪55‬‬ ‫من ‪40‬إلى أقل من ‪50‬عام‬
‫‪%6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫من ‪ 50‬إلى أقل من ‪60‬عام‬
‫‪%1.9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 60‬عام فأكثر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫كانت النسبة الغالبة من األسر التي شملتها الدراسة تتكون من خمسة أفراد والتي‬
‫تُ َش ِكل نسبتهم ‪ %48.5‬من إجمالي العينة‪ ،‬أما األسر التي تتكون من ‪ 6‬أفراد فكانت‬
‫نسبتهم ‪،%24.3‬وكانت األسر التي تتكون من ‪ 7‬أفراد تشكل نسبتهم ‪ ،%16.6‬و اا‬
‫أخير‬
‫كانت األسر التي تتكون من ثًلثة أفراد تُ َش ِكل نسبتهم ‪ %10.6‬من إجمالي عينة‬
‫الدراسة ويوضح ذلك الجدول رقم (‪.)7‬‬
‫جدول (‪ )7‬توزيع العينة حسب عدد أفراد األسرة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫عدد أفراد األسرة‬
‫‪%10.6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪ 3‬أفراد‬
‫‪%48.5‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪5‬أفراد‬
‫‪%24.3‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪6‬أفراد‬
‫‪%16.6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪7‬أفراد‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫ويًلحظ أن النسبة الكبرى من عينة الدراسة هي من العاطلين عن العمل‬
‫ُ‬
‫‪192‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫والذين تصل نسبتهم إلى ‪ ،%53.4‬أما الذين لديهم وظيفة حكومية فقد بلغت‬
‫نسبتهم ‪ ،%30.5‬أما الموظفين في وظائف خاصة فقد بلغت نسبتهم ‪%16.1‬‬
‫وهذا ما بينه لنا الجدول رقم (‪.)8‬‬
‫جدول (‪ )8‬توزيع العينة حسب المهنة‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫المهنة‬
‫‪%30.5‬‬ ‫‪112‬‬ ‫وظيفة حكومية‬
‫‪%16.1‬‬ ‫‪59‬‬ ‫وظيفة خاصة‬
‫‪%53.4‬‬ ‫‪196‬‬ ‫ال يوجد عمل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫جدول (‪ )9‬توزيع العينة حسب متوسط الدخل الشهري‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫متوسط الدخل الشهري‬
‫‪% 45.2‬‬ ‫‪166‬‬ ‫أقل من ‪ 1000‬شيك ٍل‬
‫‪% 16.1‬‬ ‫‪59‬‬ ‫من ‪ 1000‬إلى أقل من ‪1500‬‬
‫‪% 12.5‬‬ ‫‪46‬‬ ‫من ‪ 1500‬إلى أقل من ‪2000‬‬
‫‪%15.8‬‬ ‫‪58‬‬ ‫من ‪ 2000‬إلى أقل من ‪25000‬‬
‫‪%5.4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫من ‪ 2500‬إلى أقل من ‪3000‬‬
‫‪%3.3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫من ‪ 3000‬إلى أقل من ‪4000‬‬
‫‪%1.6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أكثر من ‪ 4000‬شيك ٍل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫ويتضح من الجدول رقم (‪ )9‬أن النسبة الغالبة من أفراد العينة هم من ذوي‬
‫ٍ‬
‫شيكل وتبلغ‬ ‫المتََدِني والذين ال يزيد متوسط دخلهم الشهري عن ‪1000‬‬‫الدخل ُ‬
‫نسبتهم ‪ ،%45.2‬أما األشخاص الذين تنحصر دخولهم الشهرية بين ‪ 1000‬إلى‬
‫ٍ‬
‫شيكل فتبلغ نسبتهم ‪ ،%16.1‬أما األشخاص الذين يبلغ متوسط‬ ‫أقل من ‪1500‬‬
‫ٍ‬
‫شيكل فتبلغ نسبتهم ‪،%12.5‬‬ ‫دخلهم الشهري ما بين ‪ 1500‬إلى ‪2000‬‬
‫واألشخاص الذين يبلغ متوسط دخلهم الشهري ما بين ‪ 2000‬إلى أقل من ‪2500‬‬
‫ٍ‬
‫شيكل فتبلغ نسبتهم ‪ ،%15.8‬واألشخاص الذين يبلغ متوسط دخلهم الشهري ما‬
‫ٍ‬
‫شيكل فتبلغ نسبتهم ‪ ،%5.4‬واألشخاص الذين‬ ‫بين ‪ 2500‬إلى أقل من ‪3000‬‬
‫ٍ‬
‫شيكل فتبلغ‬ ‫يبلغ متوسط دخلهم الشهري ما بين ‪ 3000‬إلى أقل من ‪4000‬‬
‫‪193‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ٍ‬
‫شيكل‬ ‫نسبتهم ‪ ،%3.3‬واألشخاص الذين يزيد متوسط دخلهم الشهري عن ‪4000‬‬
‫فتبلغ نسبتهم ‪ %1.6‬من إجمالي عينة الدراسة‪.‬‬
‫وي َش ِّكل المتزوجون والمتزوجات النسبة الغالبة على غيرهم حيث تبلغ نسبتهم‬
‫ُ‬
‫‪ ،%63.5‬أما األفراد الذين لم يسبق لهم الزواج فتبلغ نسبتهم ‪ ،%29.9‬بينما ‪%1.9‬‬
‫من المطلقين والمطلقات‪ %4.9 ،‬من األرامل من إجمالي عينة الدراسة ويتضح‬
‫ذلك من جدول رقم (‪.)10‬‬
‫جدول (‪ )10‬توزيع العينة حسب الحالة االجتماعية‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الحالة االجتماعية‬
‫‪%29.9‬‬ ‫‪109‬‬ ‫أعزب‬
‫‪%63.5‬‬ ‫‪233‬‬ ‫متزوج‬
‫‪%1.9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫مطلق‬
‫‪%4.9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫أرمل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫أما بالنسبة للتعليم فنجد أنه من أهم الخصائص الدالة على النمو والتقدم من‬
‫ناحية مجتمع الدراسة وكذلك على التحضر من ناحية ثانية‪.‬‬
‫ويرتبط التحضر بانتشار التعليم واتساع رقعته ونبوغه‪ ،‬وإذا ما كان التعليم‬
‫محصور في إطار فئة أو طبقة دون غيرها فإنه ال ُي َعد هناك تقدم وإنما انتشاره‬
‫اا‬
‫بين سائر الفئات والطبقات دون تمييز بين النوع والجنس هو المطلب والمؤشر‬
‫الحقيقي للتحضر‪.‬‬
‫ولقد اهتمت الدراسة الميدانية بالتعرف على مدى انتشار التعليم وحجمه بين‬
‫عينة الدراسة وعلى الوعي به وبأهميته للجنسين وخاصة للفتاة باعتبارها قد ظلت‬
‫زمنا طويًلا في المجتمعات العربية والتقليدية مغلفة برؤية خاصة من التقاليد‬ ‫ا‬
‫رمة" مكانها المنزل وخدمة زوجها‬ ‫القائمة التي تُ َح ِّرم خروجها واختًلطها‪ ،‬فهي ُ‬
‫"ح َ‬
‫وأبنائها فحسب‪.‬‬
‫وقد بيَّنت الدراسة مدى وضوح حجم األخذ بالتعليم ووضوح الوعي بالتعليم‬
‫‪194‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وبأهميته سواء بين الذكور أو اإلناث‪.‬‬


‫فمن خًلل الجدول رقم (‪ )11‬يتضح أن نسبة عالية من عينة الدراسة ‪%33.8‬‬
‫أيضا ‪ %32.7‬من عينة الدراسة‬
‫هم أصحاب الشهادات الجامعية والتعليم العالي‪ ،‬و ا‬
‫لم يقتصروا فقط على التعليم العالي وإنما التحقوا بالدراسات العليا بحصولهم على‬
‫درجات الماجستير والدكتوراه‪.‬‬
‫جدول (‪ )11‬توزيع العينة حسب المستوى التعليمي‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫المستوى التعليم‬
‫‪%4.6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أمي‬
‫‪%8.2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫يقرأ ويكتب‬
‫‪%14.7‬‬ ‫‪54‬‬ ‫تعليم دون المتوسط‬
‫‪%32.7‬‬ ‫‪120‬‬ ‫تعليم متوسط‬
‫‪%33.8‬‬ ‫‪124‬‬ ‫تعليم عالي‬
‫‪%6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫دراسات عليا‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫كمؤشر ٍ‬
‫دال على التحضر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويتَ َخذ المسكن في كثير من الدراسات الحضرية‬
‫ُ‬
‫وللداللة على التحضر من خًلل رؤية المسكن فقد َرَّك َزت الدراسة الميدانية على‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫هل المسكن ملك أم إيجار وتتمثل أهمية ذلك الجانب في أن النمط‬ ‫•‬
‫الغالب للمسكن الحضري هو المسكن المؤجر وذلك الرتفاع أثمان األرض وكثافة‬
‫استغًللها من ناحية ثانية على حين يغلب نمط المسكن الملك في المناطق‬
‫الضواحي والريفية باعتبارها مناطق غير كثيفة السكان‪.‬‬
‫وتبين الدراسة الميدانية وضوح االتجاه الذي ُيَق ِرر انتشار النمط‬ ‫•‬
‫اإليجاري بالمدن عن النمط الملك وتبين الدراسة أن أغلب سكان مدينة رفح‬
‫يسكنون في وحدات سكنية باإليجار سواء بالتأجير من أفراد أو من الحكومة أو‬
‫من وكالة (األونروا)‪.‬‬

‫‪195‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫نوعية المسكن من حيث هل هو شقة في منزل أم منزل مستقل وتأتي‬ ‫•‬


‫أهمية هذا الجانب في أن النمط الغالب للسكنى في المناطق الحضرية هو سكن‬
‫الشقق على حين أن سكن الفيًل من خصائص المناطق الضواحي وسكن المناطق‬
‫المستقلة من خصائص المناطق الريفية والبسيطة‪ .‬ومن ثَ َّم فإن الوقوف على هذا‬
‫قدر من الضوء يساعد على اكتشاف مدى انتشار‬
‫الجانب من األمور التي يضفي اا‬
‫التحضر‪.‬‬
‫وتبين الدراسة الميدانية أن أغلب عينة الدراسة من سكان مدينة رفح يسكنون‬
‫في شقق منفصلة ضمن منزل أو عمارة‪.‬‬
‫أيضا أن نسبة عالية ‪ %74.1‬من عينة الدراسة يسكنون في بيت‬ ‫وتبين ا‬
‫باطون ونسبة قليلة ‪ %25.9‬يسكنون في بيت اسبست وهذا ما يبينه جدول (‪.)12‬‬
‫جدول (‪ )12‬نوع المسكن‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫السكن الذي تعيش فيه‬
‫‪%74.1‬‬ ‫‪272‬‬ ‫بيت باطون‬
‫‪%25.9‬‬ ‫‪95‬‬ ‫بيت اسبست‬
‫‪%100‬‬ ‫‪367‬‬ ‫المجموع‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلطار المنهجي للبحث ‪:‬‬
‫لتحقيق هدف هذه الدراسة تم استخدام عدة مناهج علمية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج التاريخي‪:‬‬
‫يقصد بالمنهج التاريخي أنه طريقة للوصول إلى المبادئ والقوانين العامة‬
‫عن طريق البحث في أحداث التاريخ الماضية وتحليل الحقائق المتعلقة‬
‫بالمشكًلت االنسانية والقوى االجتماعية التي شكلت الحاضر‪.‬‬
‫كثير ما يصعب علينا فهم الحاضر المتعلق بشيء معين دون‬ ‫وذلك ألننا اا‬
‫غالبا ما نستعين بالمنهج التاريخي في الحصول‬
‫الرجوع إلى ماضيه‪ ,‬ومن ثم فإننا ُ‬

‫‪196‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫على أنواع من المعرفة عن طريق الماضي بقصد التحليل والدراسة لمشكًلت‬


‫انسانية أو لعمليات اجتماعية حاضرة‪(.‬عبدالكريم‪)1989,‬‬
‫وقد قامت الباحثة في هذة الدراسة بتتبع الظروف التاريخية‪ ،‬السكانية‪،‬‬
‫االقتصادية والعمرانية عبر تاريخ قطاع غزة ومدينة رفح علي وجه التحديد‪ .‬وقد‬
‫اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على المصادر‪ ,‬الوثائق ‪ ,‬السجًلت المكتوبة‬
‫والتي كان من أهمها سجًلت الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ووثائق‬
‫السلطة الوطنية الفلسطينية وسجًلت بلديات رفح ‪ ,‬جباليا‪ ,‬وخان يونس ودير‬
‫البلح‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي‪:‬‬
‫يعرف المنهج الوصفي بأنه الطريقة التي يعتمد عليها الباحث السوسيولوجي في‬
‫الوصول إلى الحقائق والبيانات المتعلقة بالسلوك االجتماعي أو الظاهرة‬
‫االجتماعية المراد دراستها‪(.‬قدور‪)2007,‬‬
‫(‪ )5‬أدوات الدراسة ‪ :‬من أجل الحصول على نتائج بحثية موضوعية البد أن‬
‫تستخدم أدوات لجمع البيانات والمعلومات و حول مشكلة البحث أو اإلجابة على‬
‫أسئلته وتعرف أدوات جمع البيانات بأنها تلك الوسائل المختلفة التي يستخدمها‬
‫الباحث في جمع المعلومات والبيانات المستهدفة في البحث لذا سوف تستخدم‬
‫الباحثة مجموعة من أدوات جمع البيانات وهي المًلحظة والمقابلة الشخصية‬
‫والتصوير الفوتوغرافي ‪.‬‬
‫(‪ )6‬عينة الدراسة ‪:‬‬
‫وفي هذه الدراسة صممت استمارة استبيان وتم تحديد افراد العينة واختيار حيين‬
‫في مدينة رفح هنا حي رفع الغربية حي راقي وحي الشابورك كحي متخلف وقد‬
‫تكونت عينة الدراسة من ‪ 367‬مبحوث تم اختيارها عشوائيا من الحيين وتم تطبيق‬

‫‪197‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫االستمارة و ترميزها و إدخالها على الحاسوب ومعالجتها إحصائيا باستخدام‬


‫برنامج التحليل اإلحصائي(‪. ) spss‬‬
‫( ‪ ) 7‬مجاالت الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬المجال البشري‪:‬‬
‫شمل المجال البشري للبحث على دراسة مسحية لمجموعة من أفراد مجتمع‬
‫مدينة رفح ‪ ,‬وقد تكونت عينة الدراسة من ‪ 367‬مبحوث ا تم اختيارهم عشوائي ا‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الجغرافي‪:‬‬
‫أجريت الدراسة على حيَّين في مدينة رفح هما حي رفح الغربية كحي راقي‪,‬‬
‫حي الشابورة كحي متخلف‪ ,‬باالضافة إلى مخيمات قطاع غزة وهم ثمانية‬
‫مخيمات‪ ,‬في محافظة غزة (مخيمان)‪ ,‬محافظة دير البلح (أربعة مخيمات)‪,‬‬
‫محافظة خان يونس (مخيم واحد)‪ ,‬ورفح (مخيم واحد)‪.‬‬
‫‪ -‬المجال الزمني‪:‬‬
‫استغرقت الد ارسة الميدانية مدة زمنية ال تقل عن عام كامل (اثنى عشر‬
‫شهر) بدأت منذ ‪ 2007/5/1‬وحتى ‪. 2008/5/1‬‬
‫( ‪ ) 8‬أساليب التحليل والتفسير‪:‬‬
‫بالنسبة للتحليل‪:‬‬
‫حاولت الباحثة في هذه الدراسة الجمع بين التحليل الكيفي والتحليل الكمي‬
‫بحيث يتكامًلن لتقديم البيانات االمبيريقية في ضوء أهداف الدراسة وتساؤالتها‪.‬‬
‫حيث تطلب األمر في الكثير من المواقف االعتماد على األدوات الكيفية ومواقف‬
‫أخرى تطلب األمر االعتماد على استمارة االستبيان‪ ,‬وقد خضعت غالبية البيانات‬
‫ألساليب التحليل االحصائي الذي تمثل في برنامج ‪(SPSS) STATISTICAL‬‬
‫‪ PACKAGE FOR SOCIAL SCIENCES‬وذلك باستخدام الحاسب‬

‫‪198‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫اآللي‪.‬‬
‫وبالنسبة للتفسير‪:‬‬
‫حاولت الباحثة في هذه الدراسة تفسير ظاهرة التحضر في قطاع غزة من‬
‫خًلل واقع المجتمع الفلسطيني وظروفه الخاصة تاريخيا‪ ,‬ديموغرافيأ‪ ,‬سياسيا‪,‬‬
‫اقتصاديا‪ ,‬واجتماعيا‪.‬بحيث تظهر في النهاية صورة متكاملة عن النمط الخاص‬
‫للتحضر في قطاع غزة بفلسطين‪.‬‬
‫تحديد االشكال البنائية لتحضر مدينة رفح‬
‫لقد ازداد اهتمام علماء االجتماع‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬السياسة‪ ،‬الجغرافيا‪،‬‬
‫والديموغرافيا في العقدين األخيرين بدراسة عملية التحضر‪ ،‬وذلك التساع المدن‬
‫وما نتج عن ذلك من مشكًلت اقتصادية واجتماعية وديموغرافية‪(.‬مجموعة من‬
‫المحاضرين‪)1998,‬‬
‫كما نجد أن جميع الدراسات التي قام بها علماء االجتماع لتحديد خصائص‬
‫مجتمع المدينة عن طريق مقارنته بالمجتمع الريفي من أمثال‪ :‬سوروكين‬
‫‪ P.sorokin‬وكارل زيمرمان ‪ Carle Zimerman‬وروبرت رد فيلد ‪Robert‬‬
‫‪ Red Field‬ولويس ويرث ‪ Lewis Wirth‬وكنجز لي دافيز ‪ K. Davis‬وإيرك‬
‫المبارد ‪ Eric. E.Lampard‬ورونالد وارن ‪ Ronald Warren‬وغيرهم ‪-‬‬
‫أجمعت وأكدت على أن مجتمع المدينة يتميز بكبر حجمه النسبي عن المجتمع‬
‫الريفي‪ ،‬وبالتالي فإن ثمة عًلقة طردية بين الحضرية وازدياد عدد السكان‬
‫(دعكور‪ ، )2004 ,‬ويفسر أصحاب هذا االتجاه عملية التحضر بأنها عملية‬
‫التركز السكاني في منطقة محددة‪ ،‬وأن التركز يفرض التحضر على السكان‪،‬‬
‫وذلك كنوع من التكيف مع البيئة من أجل تأمين معيشتهم وأمنهم‪ ،‬وهذا ال يأتي‬
‫إال عن طريق تطوير التكنولوجيا‪ .‬وهذا ما قاد أصحاب هذا االتجاه إلى تعريف‬

‫‪199‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫التحضر بأنه عملية اكتساب التكنولوجيا وتطورها (الحنيطي والفرحان‪)1986,‬‬


‫تركز الباحثة في هذا الفصل على العامل الديموغرافي والتحوالت الديموغرافية‬
‫لسكان فلسطين قبل عام ‪ 1948‬وحتى اآلن‪ ،‬وأثر هذه التحوالت على التحضر‬
‫ويقصد بالعامل الديموغرافي هنا اآلثار المترتبة على الوضع‬
‫في قطاع غزة‪ُ ،‬‬
‫السكاني على تحضر قطاع غزة وتطوره وتغيره االجتماعي والمادي‪ ،‬ويشمل هذا‬
‫الوضع السكاني بصورة أساسية‪:‬‬
‫الحجم العام للسكان‪.‬‬
‫كثافة السكان‪.‬‬
‫التوزيعات المختلفة للسكان‪.‬‬
‫‪ -‬بدايات التغيير الديموغرافي (االحتًلل العثماني لفلسطين) ‪:1920-1897‬‬
‫لقد تناول العديد من الباحثين والدارسين الخصائص الديموغرافية لسكان‬
‫فلسطين منذ القرن السادس عشر أمثال برقان ‪ Barkan‬وهيتوروت ‪W.‬‬
‫‪ Hotteroth‬ولويس ‪ Lewis‬بالدراسة والتحليل معتمدين على دفاتر (سجًلت‬
‫تسجيل السكان) التي كانت تعمل بها اإلمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت وقد‬
‫ُق ِد َر عدد سكان فلسطين في أواخر القرن السادس عشر‬
‫بـ ‪ 209 ،206‬نسمة احتل لواء صفد المرتبة األولى من حيث عدد السكان إذ‬
‫بلغ عدد سكان اللواء ‪ 82.570‬نسمة يليه لواء غزة الذي بلغ عدد سكانه‬
‫‪ 56.950‬نسمة ثم القدس ‪ 42.155‬نسمة ونابلس ‪ 39.960‬نسمة وكان عامل‬
‫المطر هو العامل األهم الذي يؤثر في توزيع السكان في فلسطين ويرجع ذلك‬
‫إلى أن جميع سكان فلسطين ينحدرون إلى قبائل كان معظمها يعمل في الزراعة‬
‫والرعي المتنقل‪ ،‬فقد لوحظ انخفاض وقلة السكان في جنوب فلسطين حيث صحراء‬
‫جنوب فلسطين والتي يقل فيها المطر وتربة جرداء فقيرة‪ ،‬ويًلحظ أن عدد سكان‬

‫‪200‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ايدا حتى منتصف القرن السادس عشر ثم بدأ في التراجع‬ ‫نموا متز ا‬
‫فلسطين قد شهد ا‬
‫ظل أكثر من الزيادة التي حدثت في عشرينات هذا القرن‪ ،‬وقد ُق ِد َر عدد‬
‫ولكنه َّ‬
‫سكان فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ب ‪ 640‬ألف‬
‫نسمة في عام ‪(.1896‬الهيئة العامة لًلستعًلمات)‬
‫لقد تم إجراء بعض التقديرات لعدد السكان في فلسطين وذلك أثناء عهد الدولة‬
‫التَقُيد باألسس العلمية المتبعة فقد كان لكل‬
‫العثمانية لكنها لم تَُبَوب ولم تُْن َشر ولم يتم َ‬
‫سناجق (ألوية) الدولة العثمانية دفاتر للضرائب من أجل المراقبة ‪ .‬وهذه الدفاتر‬
‫عملت خًلل القرن السادس عشر وكانت تُ َجَدد كل‬ ‫المفصلة للواليات العثمانية استُ ِ‬
‫ذكر في هذه الدفاتر أسماء أحياء المدن والقرى والمزارع والجماعات‬ ‫عاما‪ .‬وتُ َ‬
‫‪ 30‬ا‬
‫البدوية‪ .‬أما ترتيب ذكر هذه األماكن في الدفاتر فهو أن األماكن التي تذهب عوائد‬
‫ضرائبها للسلطان تذكر في البداية ومن َث َّم يرد األماكن التي تدفع ألمير اللواء‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يرد ذكر األماكن التي يأخذ أصحاب الزعامات والتيارات عوائدها‪ .‬أما من حيث‬
‫الترتيب الجغرافي فاألمكنة مرتبة حسب النواحي (الوحدات اإلدارية الصغيرة)‪ .‬وقد‬
‫سهل الترتيب الجغرافي حسب النواحي عملية التعرف وتعيين أماكن القرى الوارد‬
‫ذكرها في الجداول‪ .‬ولكل قرية (أو أي وحدة مالية أخرى) تكتب أسماء المكلفين بدفع‬
‫الضرائب أي الرجال البالغين‪ .‬فإذا ضربنا هذا العدد بخمسة وهو معدل َو َس ِطي ألفراد‬
‫العائلة آنذاك فإننا نحصل على عدد السكان التقريبي(سمحة واخرون‪)1986,‬‬
‫وفي الحقيقة لقد شهد التطور الديموغرافي واالجتماعي للشعب الفلسطيني‬
‫اتجاهات غير طبيعية كتلك السائدة في الدول والمجتمعات المستقرة فباإلضافة‬
‫إلى الزيادة الطبيعية في عدد السكان كان لعامل الهجرة اليهودية إلى فلسطين‪،‬‬
‫مباشر في تلك التطورات‪،‬‬
‫اا‬ ‫أثر‬
‫وطرد العرب أصحاب األرض األصليين من وطنهم اا‬
‫ففي الفترة (‪ -)1920-1897‬وهي بطبيعة الحال فترة االحتًلل العثماني‬

‫‪201‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫لفلسطين‪ -‬فقد سعت (المنظمات الصهيونية المنبثقة عن الحركة الصهيونية مثل‬


‫الصندوق القومي اليهودي والمصرف اليهودي للمستعمرات ولجنة االستعمار)‬
‫جاهدة لتمويل التسلل اليهودي إلى فلسطين عبر هجرات مكثفة(مجموعة من‬
‫الكتاب‪)1983,‬‬
‫الهجرة األولى‪ :‬وتمت ما بين (‪ ،)1903-1882‬وتم فيها جذب نحو (‪-20‬‬
‫‪ )30‬ألف يهودي إلى فلسطين بطرق مختلفة وجاءوا باألساس من روسيا وبولندا‬
‫ورومانيا‪.‬‬
‫الهجرة الثانية‪ :‬وتمت ما بين (‪ ،)1914-1904‬وقد تم جذب ما بين (‪-35‬‬
‫‪ )40‬ألف يهودي وجاءوا باألساس من بولندا وروسيا وعند نهاية الحرب العالمية‬
‫ألفا من اليهود‪ ،‬وقد رافق‬
‫األولى في عام ‪ ،1919‬أصبح يوجد في فلسطين (‪ )55‬ا‬
‫تسلل اليهود إلى فلسطين خًلل الفترة (‪ )1920-1897‬بناء بعض المستوطنات‪،‬‬
‫والسيطرة على مزيد من أراضي فلسطين باعتبارها ‪ -‬حسب المؤتمر الصهيوني‬
‫األول‪ -‬المنطقة التي ستقام عليها الدولة اليهودية‪ ،‬وحتى عام ‪ 1920‬تم بناء‬
‫(‪ )44‬مستعمرة صهيونية في فلسطين‪ ،‬منها (‪ )16‬تم إنشائها على طول الخط‬
‫الحديدي بين يافا والقدس‪ ،‬و(‪ )4‬مستعمرات في الجليل والسهل الساحلي(مجموعة‬
‫من الكتاب‪)1987,‬‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإن البدايات األولى لشراء اليهود أراضي في فلسطين‬
‫كانت في عام ‪ 1855‬على يد السير (موشى مونتفيوري) زمن سلطان‬
‫فرمانا سمح بموجبه‬
‫ا‬ ‫عبدالمجيد(‪ ،)1861-1839‬حيث أصدر السلطان‬
‫لمنتفيوري بشراء أرض في فلسطين‪ ،‬فاشترى ا‬
‫أرضا بالقرب من القدس وقد أقيم‬
‫عليها فيما بعد الحي اليهودي المعروف بحي مونتفيوري‪ ،‬وفي عام ‪ 1870‬أنشأت‬
‫جمعية األليانس اإلسرائيلية مستوطنة (مكفية إسرائيل) على مساحة من األرض‬

‫‪202‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ُق ِدرت بحوالي ‪ 2600‬دونم استُأ ِجرت من الحكومة العثمانية لمدة ‪ 99‬سنة من‬
‫أراضي قرية يازور القريبة من مدينة يافا لصالح وزير العدل الفرنسي (كريمو‬
‫شاو لنرنتر)‪ ،‬ومنذ عام ‪ 1870‬حتى العام ‪ 1914‬امتلك اليهود ‪600‬و‪ 420‬دونم‬
‫اشتُِرَيت من غير عرب فلسطين(السلطة الوطنية الفلسطينية‪)1999,‬‬
‫وبالنسبة لمجموع سكان فلسطين خًلل فترة االحتًلل العثماني لها‪ ،‬فإن المعلومات‬
‫اإلحصائية المتوفرة عن سكان فلسطين خًلل هذه الفترة قليلة ونادرة ذلك أن اهتمام‬
‫السلطات العثمانية باإلحصاءات كان ينحصر في خدمة أغراض الضرائب والتجنيد‬

‫فقط‪ ،‬فهي لم تكن تَُبِوب البيانات التي تجمعها في جداول منظمة‪ ،‬كما أنها ا‬
‫غالبا لم‬
‫تكن تنشرها‪ ،‬غير أنها قامت في عام ‪ 1914‬بإجراء حصر للسكان‪ ،‬استمر العمل به‬
‫عدة شهور‪ ،‬وأسفر عن تقدير عدد سكان فلسطين في ذلك العام بحوالي ‪ 689‬ألف‬
‫نسمة‪ .‬ولكن لم تنشر بيانات تفصيلية عن توزيعاتهم وخصائصهم الديموغرافية‬
‫(عبدالحافظ‪)1978,‬‬
‫وبذلك فإن أول تقدير لعدد سكان فلسطين كان في القرن العشرين وهو التقدير‬
‫العثماني الذي أعلن في العام ‪ 1914‬وهي السنة التي نشبت فيها الحرب العالمية‬
‫األولى‪ ،‬وقد اعتمد التقدير على سجًلت الضرائب (عبد الحافظ‪)1978,‬‬
‫‪ -‬الوضع الديموغرافي لفلسطين خًلل فترة االنتداب البريطاني ‪:1848-1920‬‬
‫التطور الزمني ألعداد سكان فلسطين ‪:١948-١920‬‬ ‫‪.‬‬
‫تم إجراء أول تعداد رسمي للسكان في فلسطين في ‪ 1922/10/22‬حيث‬
‫يهوديا أي بنسبة‬
‫ا‬ ‫بلغ عدد سكان فلسطين آنذاك ‪182‬و‪ 757‬منهم ‪83704‬‬
‫‪ %11.1‬من مجموع السكان(شبيب‪,‬غيرمعروفة)‪ .‬أما النسبة الثانية وهي ‪%88.9‬‬
‫فهي موزعة على السكان كالتالي(‪(:1923,Jerusalem‬‬

‫‪203‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جدول (‪ )13‬توزيع عدد سكان فلسطين عام ‪1922‬م حسب الديانة‬


‫‪%78‬‬ ‫‪590.890‬‬ ‫المسلمون‬
‫‪%9.6‬‬ ‫‪73.024‬‬ ‫المسيحيون‬
‫‪%0.1‬‬ ‫‪7.28‬‬ ‫الدروز‬
‫‪%0.03‬‬ ‫‪265‬‬ ‫البهائيون‬
‫‪%0.02‬‬ ‫‪163‬‬ ‫السامريون‬
‫‪%0.02‬‬ ‫‪156‬‬ ‫الشيعة‬
‫‪%1.13‬‬ ‫‪1.662‬‬ ‫آخرون‬
‫‪%88.9‬‬ ‫‪673.388‬‬ ‫المجموع‬
‫ثانيا بلغ فيه‬
‫رسميا ا‬
‫ا‬ ‫إحصائيا‬
‫ا‬ ‫اءا‬
‫وفي ‪ 18‬تشرين الثاني عام ‪ 1931‬تم إجر ا‬
‫عدد سكان فلسطين ‪ 1.035.821‬نسمة منهم ‪ 174.610‬يهودي ونسبتهم‬
‫موزعون‬ ‫عرب‬ ‫والباقي‬ ‫السكان‬ ‫مجموع‬ ‫من‬ ‫‪%16.86‬‬
‫كالتالي( ‪(:Jerusalem,1923‬‬
‫جدول (‪ )14‬توزيع عدد سكان فلسطين عام ‪1931‬م حسب الديانة‬
‫‪%73.3‬‬ ‫‪759.712‬‬ ‫المسلمون‬
‫‪%8.8‬‬ ‫‪91.398‬‬ ‫المسيحيون‬
‫‪%0.9‬‬ ‫‪9.148‬‬ ‫الدروز‬
‫‪%0.03‬‬ ‫‪350‬‬ ‫البهائيون‬
‫‪%0.02‬‬ ‫‪182‬‬ ‫السامريون‬
‫‪%0.04‬‬ ‫‪421‬‬ ‫الالدينيون‬
‫‪%83.14‬‬ ‫‪861.211‬‬ ‫المجموع‬
‫وكانت هناك تقديرات رسمية بريطانية لجميع السكان الفلسطينيين عام ‪1944‬‬
‫يهوديا نسبتهم‬
‫ا‬ ‫حيث بلغ عدد السكان ‪ 1.739.624‬نسمة منهم ‪528.702‬‬
‫موزعون‬ ‫عرب‬ ‫والباقي‬ ‫السكان‬ ‫مجموع‬ ‫من‬ ‫‪%30.4‬‬
‫كالتالي( ‪)Jerusalem,1932‬‬
‫جدول رقم (‪ )15‬يبين توزيع عدد سكان فلسطين عام ‪1944‬م حسب الديانة‬
‫ونسبتهم ‪%61‬‬ ‫‪1.061.277‬‬ ‫المسلمون‬
‫ونسبتهم ‪%8‬‬ ‫‪135.547‬‬ ‫المسيحيون‬
‫ونسبتهم ‪%0.8‬‬ ‫‪14.098‬‬ ‫آخرون‬
‫ونسبتهم ‪%69.6‬‬ ‫‪1.210.922‬‬ ‫المجموع‬
‫‪204‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وهناك تقديرات أخرى للسكان بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 1947‬أظهرت بأن عدد‬


‫سكان فلسطين قد وصل إلى ‪ 1.977.626‬منهم ‪ 614.239‬يهوديا بنسبة‬
‫‪ %31.1‬من جملة عدد السكان والباقي عرب موزعين على النحو التالي(صالح‬
‫‪:)1996,‬‬
‫جدول (‪ )16‬توزيع عدد سكان فلسطين عام ‪1947‬م حسب الديانة‬
‫ونسبتهم ‪%60.7‬‬ ‫‪1.201.363‬‬ ‫المسلمون‬
‫ونسبتهم ‪%7.4‬‬ ‫‪146.162‬‬ ‫مسيحيون‬
‫ونسبتهم ‪%0.8‬‬ ‫‪15.649‬‬ ‫آخرون‬
‫ونسبتهم ‪%68.9‬‬ ‫‪1.363.387‬‬ ‫المجموع‬
‫هذا ويوضح الجدول التالي تطور نمو سكان فلسطين خًلل الفترة ما بين‬
‫‪ 1917-1914‬كالتالي (النحال‪)1981,‬‬
‫جدول (‪ )17‬تطور نمو سكان فلسطين خًلل الفترة ‪1917-1914‬م‬
‫السكان اليهود‬ ‫السكان العرب‬ ‫مجموع‬
‫السنة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫السكان‬
‫‪%8‬‬ ‫‪55.142‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪634633‬‬ ‫‪689.775‬‬ ‫‪1914‬‬
‫‪%11.1‬‬ ‫‪83.794‬‬ ‫‪%88.9‬‬ ‫‪673.388‬‬ ‫‪157.182‬‬ ‫‪1922‬‬
‫‪%16.86 178610‬‬ ‫‪%83.14‬‬ ‫‪681.211‬‬ ‫‪1.035.820‬‬ ‫‪1931‬‬
‫‪%30.4‬‬ ‫‪528.702‬‬ ‫‪%69.6‬‬ ‫‪1.40.922‬‬ ‫‪1.739.624‬‬ ‫‪1944‬‬
‫‪%31‬‬ ‫‪614.239‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪1.363.387‬‬ ‫‪1.977.626‬‬ ‫‪1947/3/31‬‬
‫ويًلحظ من الجدول السابق مدى الزيادة التي حققها اليهود في حين شهد‬
‫اجعا في نفس الفترة بمقدار عدد سكان العرب في فلسطين عام‬
‫عدد العرب تر ا‬
‫‪ 1914‬بشكل كبير ‪ %92‬تراجع ليصبح ‪ %69‬عام ‪ ،1947‬أما عدد اليهود كان‬
‫‪ %8‬من جملة عدد السكان عام ‪ 1914‬أصبح ‪ %31‬من مجموع السكان عام‬
‫‪ .1947‬وهذا يعني أن نسبة مساهمة الزيادة الطبيعية في عدد السكان وصلت‬
‫إلى ‪ %63‬بينما نسبة الزيادة عن طريق الهجرة اليهودية وصلت إلى ‪ %37‬مما‬
‫كثير على الترتيب الديموغرافي في فلسطين‪.‬‬
‫أثر اا‬
‫اا‬
‫ويوضح الرسم البياني التالي تطور عدد السكان في فلسطين ما بين ‪-1914‬‬

‫‪205‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ويًلحظ أن نسبة زيادة عدد السكان اليهود أكبر من نسبة زيادة عدد‬ ‫‪ُ 1947‬‬
‫خصوصا بعد أن فتحت‬
‫ا‬ ‫سكان العرب وهذا راجع إلى زيادة عدد المهاجرين اليهود‬
‫بريطانيا أبواب فلسطين على مصراعيها للهجرة اليهودية‬
‫‪100‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪88.9‬‬
‫‪83.14‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪69.6‬‬ ‫‪69‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪30.4‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪16.9‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11.1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1914‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪1944‬‬ ‫‪31/0347‬‬

‫السكان العرب‬ ‫السكان اليهود‬

‫رسم بياني يوضح تطور نمو عدد السكان في فلسطين ما بين ‪1947/3/31-1914‬‬
‫ولخطورة الدور الذي لعبته الهجرة اليهودية إلى فلسطين بمساعدة سلطات‬
‫االنتداب البريطاني في التغيير الديموغرافي لسكان فلسطين فإنه من الضروري‬
‫التعرض لهذا الموضوع بشيء من اإليضاح‪ ،‬فلقد تعرضت فلسطين ألربعة أفواج‬
‫رئيسية من الهجرة اليهودية خًلل فترة االنتداب البريطاني‪ ،‬وهي الفوج الثالث‬
‫والرابع والخامس والسادس‪ ،‬أما الفوجين األول والثاني فإنهما تَ َّما قبل االنتداب‬
‫البريطاني‪ ،‬ويوضح الجدول التالي حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين في الفترة‬
‫ما بين ‪.1948-1919‬‬

‫‪206‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جدول (‪ )18‬حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين في الفترة ما بين ‪1948 -1919‬م‬
‫نسبة‬ ‫المتوسط‬
‫عدد اليهود‬ ‫عدد المهاجرين‬
‫األشكنازيين‬ ‫المئوي للهجرة‬ ‫الفترة الزمنية‬
‫األشكنازيين‬ ‫باآلالف‬
‫المئوية‬ ‫باآلالف‬
‫‪%92.4‬‬ ‫‪29.0‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪35.1‬‬ ‫‪1923-1919‬‬
‫‪%86.7‬‬ ‫‪64.0‬‬ ‫‪24.6‬‬ ‫‪81.6‬‬ ‫‪1931-1924‬‬
‫‪%91.6‬‬ ‫‪227.0‬‬ ‫‪57.1‬‬ ‫‪247.7‬‬ ‫‪1939-1932‬‬
‫‪%67.2‬‬ ‫‪69.0‬‬ ‫‪34.9‬‬ ‫‪118.3‬‬ ‫‪1948-1940‬‬
‫وقد قدم معظم مهاجري الفوج الثالث من أوروبا الشرقية‪ ،‬وازداد عدد‬
‫المهاجرين اليهود إلى أكثر من الضعف في الفوج الرابع بسبب ممارسة بريطانيا‬
‫سلطتها كدولة منتدبة على فلسطين بتعيين السير هربرت صموئيل أول مندوب‬
‫سامي بريطاني على فلسطين واعتراف بريطانيا بالوكالة اليهودية في فلسطين‪،‬‬
‫وارتفع عدد المهاجرين في الفوج الخامس بشكل خطير بعد أن اشتدت الحركة‬
‫النازية في ألمانيا‪ ،‬وتواطؤ الحركة الصهيونية مع بعض قيادات الحركة النازية‬
‫باضطهاد يهود ألمانيا ودول أوروبا الوسطى إلجبارهم على الهجرة إلى فلسطين‪،‬‬
‫وإلى جانب األفواج السابقة الذكر فقد جاءت أفواج من اليهود الشرقيين قادمة من‬
‫اليمن ‪ 15‬ألفا ومن الحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وإيران وهناك أفواج سرية‬
‫سر‬
‫تقدر في مجملها ب‪ 17-‬ألف مهاجر منهم ‪ 58‬ألف مهاجر دخلوا فلسطين اا‬
‫ما بين ‪(.1948-1940‬مركز االسراء للدراسات و البحوث‪)1998,‬‬
‫ويشير الجدول التالي (الموسوعة الفلسطينية ‪)1990‬إلى حجم التغيير‬
‫السكاني فيما بين ‪1922‬و‪.1944‬‬
‫جدول (‪ )19‬حجم التغيير السكامي في فلسطين حسب الديانة فيما بين ‪1944-1922‬م‬

‫‪207‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ويًلحظ من الجدول السابق التالي‪:‬‬


‫• زيادة عدد سكان فلسطين في الفترة ما بين ‪1922‬و‪ 1944‬وقد ساهمت‬
‫الزيادة الطبيعية فيها بمقدار ‪ %63‬والهجرة بمقدار ‪.%37‬‬
‫أيضا أن عدد اليهود زاد في الفترة بين ‪ 1944-1922‬وهذا راجع‬ ‫• يظهر ا‬
‫إلى الهجرة اليهودية إلى فلسطين بمساعدة سلطة االنتداب البريطاني‪.‬‬
‫الكثافة السكانية‪:‬‬ ‫‪.‬‬
‫نسبيا‪-‬‬
‫هذه الزيادة الهائلة في عدد سكان فلسطين على المساحة الصغيرة‪ -‬ا‬
‫لفلسطين‪ ،‬والتي ُق ِد َرت في نهاية االنتداب البريطاني بحوالي ‪ 27‬ألف كم‪ 2‬كما‬
‫أدت إلى رفع الكثافة السكانية عليها بشكل كبير‪ .‬فلقد كانت كثافة السكان في‬
‫شخصا في الكيلو المتر المربع الواحد‪ ،‬ارتفعت‬
‫ا‬ ‫عام ‪ 1922‬تبلغ حوالي (‪)30‬‬
‫شخصا في عام‬
‫ا‬ ‫شخصا في عام ‪ ،1931‬ووصلت إلى (‪)67.1‬‬ ‫ا‬ ‫إلى (‪)40.6‬‬
‫‪.1944‬‬
‫جدول (‪ )20‬الكثافة السكانية في فلسطين وفي بعض الدول األخرى في ‪1947‬م‬
‫الكثافة‬ ‫الدولة‬ ‫الكثافة‬ ‫الدولة‬
‫‪76.3‬‬ ‫بولندا‬ ‫‪73.5‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪50.6‬‬ ‫البرتغال‬ ‫‪4.0‬‬ ‫األردن‬
‫‪69.6‬‬ ‫رومانيا‬ ‫‪19.00‬‬ ‫مصر‬
‫‪54.7‬‬ ‫أسبانيا‬ ‫‪11.0‬‬ ‫العراق‬
‫‪65.2‬‬ ‫اسكتلندا‬ ‫‪20.0‬‬ ‫الكويت‬
‫‪95.2‬‬ ‫الدنمارك‬ ‫‪25.1‬‬ ‫تركيا‬
‫‪10.00‬‬ ‫أيرلندا‬ ‫‪75.0‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪42.3‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪11.6‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪58.1‬‬ ‫اليونان‬
‫‪208‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وارتفاع الكثافة في فلسطين يتضح بمقارنتها مع الدول األخرى والذي يبينه الجدول‬
‫السابق‪.‬‬
‫يتضح أن الكثافة السكانية في فلسطين كانت أعلى منها في دول عربية‬
‫أخرى وفي دول أفريقيا وكثير من الدول األوروبية‪ .‬اا‬
‫ونظر ألن ‪ %47.8‬من مساحة‬
‫فلسطين صحراء قاحلة ال يسكنها إال البدو‪ ،‬فإنه من الضروري استبعاد هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬وحساب الكثافة في المناطق المأهولة بالسكان والبالغ مساحتها نحو‬
‫شخصا في عام‬
‫ا‬ ‫(‪ )14‬ألف كم‪ .2‬عندها فإن الكثافة سوف ترتفع إلى (‪)72.3‬‬
‫‪ 1939‬وإلى (‪ )124.6‬في عام ‪ 1944‬وهي أعلى بكثير مما كانت عليه قبل‬
‫استبعاد هذه المناطق(عبد الحافظ‪)1978,‬‬
‫توزيع السكان حسب الريف والحضر‪:‬‬ ‫‪.‬‬
‫صنف السكان حسب مكان إقامتهم في تعداد عام ‪ ،1922‬وتعداد عام‬ ‫ُ‬
‫‪ 1931‬إلى‪ -:‬سكان المدن‪ ،‬والقرى والمناطق البدوية‪ ،‬والجدول التالي يبين هذا‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫جدول (‪ )21‬توزيع سكان فلسطين حسب مكان إقامتهم حسب تعداد عام‬
‫‪1922‬م وتعداد عام ‪1931‬م‬
‫‪1944‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫السكان‬
‫أعــــــــــــداد‬
‫‪825.880‬‬ ‫‪387.291‬‬ ‫‪264.317‬‬ ‫الحضر‬
‫‪872.090‬‬ ‫‪581.977‬‬ ‫‪389.534‬‬ ‫الريف‬
‫‪66.550‬‬ ‫‪66.553‬‬ ‫‪103.331‬‬ ‫البدو‬
‫نســــبة مئويـــــة‬
‫‪%46.7‬‬ ‫‪%37.4‬‬ ‫‪%34.9‬‬ ‫الحضر‬
‫‪%49.42‬‬ ‫‪%56.2‬‬ ‫‪%51.4‬‬ ‫الريف‬
‫‪%3.78‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪%13.7‬‬ ‫البدو‬
‫ويتضح أن نسبة سكان المدن ارتفعت من ‪ %34.9‬في عام ‪ 1922‬إلى‬
‫‪ %37.4‬في عام ‪ ،1931‬ووصلت إلى ‪ %46.7‬في نهاية عام ‪ ،1944‬بينما‬
‫‪209‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫كانت نسبة سكان الريف والبدو ‪ %65.1‬في عام ‪ 1922‬وانخفضت إلى ‪%62.2‬‬
‫في عام ‪ ،1931‬ووصلت إلى ‪ %54.3‬في نهاية عام ‪ .1944‬أن ارتفاع نسبة‬
‫سكان المدن في فلسطين واتجاه هذه النسبة إلى التزايد بحيث أصبح سكان المدن‬
‫يشكلون حوالي نصف السكان يعود إلى أن غالبية اليهود والمسيحيون هم من‬
‫سكان المدن‪ ،‬باإلضافة إلى أن معظم المهاجرين القادمين من خارج البًلد‬
‫أيضا وجود هجرة من الريف إلى المدن‪،‬‬‫يتجهون لإلقامة في المدن‪ .‬وال يغفل ا‬
‫اقتصاديا مثل حيفا ويافا(عبدالحافظ‪)1978,‬‬
‫ا‬ ‫ازدهار‬
‫اا‬ ‫وخاصة المدن التي شهدت‬
‫( ‪ ) 8‬نتائج الدراسة‬
‫سبق أن ذكرت الباحثة في مقدمة الرسالة أن الهدف منها هو تناول ظاهرة‬
‫التحضر في مدينة رفح كإحدى مدن قطاع غزة بفلسطين في محاولة للوقوف‬
‫على أهم مًلمح هذه الظاهرة وعواملها ونمطها الخاص وأهم مشكًلتها‪.‬‬
‫وقد خلصت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫• أن أنسب اتجاه نظري لدراسة ظاهرة التحضر هو دراسة واقع المدينة أوالا‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫ثم تحديد اتجاه أو طريق منهجي واحد أو أكثر يتسق مع هذا الواقع ا‬
‫• أي أن الباحث يمكن أن يبدأ في جمع المعلومات والبيانات وتحليلها‬
‫مبتدئا من أحد هذه االتجاهات النظرية ثم ينتقل الباحث إلى ربط هذا الجانب‬
‫ا‬
‫بالجوانب األخرى ورصد التحوالت التي طرأت على مجتمع المدينة والعوامل التي‬
‫ساهمت في إحداث هذه التحوالت‪ ،‬ويصل في النهاية إلى بناء نماذج حول طبيعة‬
‫ظاهرة التحضر والنمو والتوسع الحضري‪.‬‬
‫• ولنأخذ مثًلا على ذلك‪ .‬إذا قمنا بدراسة إحدى المدن أو التحضر في دولة‬
‫من الدول‪ ،‬وحددنا االتجاه الديموجرافي‪ ،‬فإننا نجمع البيانات والمصادر التي تفسر‬
‫لنا حركة السكان وطبيعتهم عبر المراحل المتعاقبة لحياتهم بقصد تحليل جذور‬

‫‪210‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫النظم االقتصادية واالجتماعية المعاصرة والعوامل التي ساهمت في تشكيل هذا‬


‫الواقع‪ .‬ومن ثَ َّم نحاول ربط الحقائق الديموجرافية مع اتجاهات التحضر والنمو‬
‫تابعا من عوامل ذاتية أم‬
‫طبيعيا ا‬
‫ا‬ ‫نموا‬
‫تحضر أو ا‬
‫اا‬ ‫الحضري المعاصرة سواء أكان‬
‫نموا غير طبيعي ناجم عن عوامل خارجية وبالتالي يكون التحليل‬
‫تحضر أو ا‬
‫اا‬ ‫كان‬
‫ومحور في تفسير التحوالت االجتماعية والثقافية واالقتصادية‬
‫اا‬ ‫أساسا‬
‫الديموجرافي ا‬
‫واأليكولوجية وهكذا‪.‬‬
‫• هناك عوامل أساسية للتحضر عملت وتعمل لتحقيق نمط حضري في‬
‫مدينة رفح ذات خصائص معينة من أهم هذه العوامل‪:‬‬
‫العامل الديموغرافي‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• والذي يتمثل في زيادة عدد السكان وانخفاض الوفيات واإلقامة في‬
‫الحضر والهجرة من الريف للحضر والكثافة السكانية العالية‪.‬‬
‫فردا ‪/‬‬
‫• فمثًلا لقد بلغت الكثافة السكانية لألراضي الفلسطينية ‪ 651.2‬ا‬
‫بعا في عام ‪ .2005‬وبذلك تضع هذه الكثافة السكانية فلسطين في‬
‫متر مر ا‬
‫كيلو اا‬
‫مرتبة قريبة من أعلى البلدان كثافة في العالم‪ .‬وإذا زاد عدد السكان في فلسطين‬
‫شخصا في‬
‫ا‬ ‫عن ذلك خًلل السنوات الـ ‪ 15‬التالية‪ ،‬فستبلغ كثافتها السكانية ‪900‬‬
‫خصا في‬
‫‪ 1‬كيلو متر المربع لتتخطى كثافة السكان في بنغًلديش وهي ‪ 850‬ش ا‬
‫الكيلو متر المربع‪.‬‬
‫• وحسب أخر تعداد سكاني في رفح عام ‪ 1997‬فقد كان متوسط معدل‬
‫النمو السكاني فيها ‪ % 4.23‬وهي أعلى نسبة زيادة سكانية في مناطق السلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪.‬‬
‫العامل االجتماعي والثقافي‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• الذي يتمثل في انتشار التعليم وحجمه في مدينة رفح فعلى سبيل المثال‬

‫‪211‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫اتضح من الدراسة الميدانية أن نسبة ‪ %33.8‬من عينة الدراسة من أصحاب‬


‫الشهادات الجامعي والتعليم العالي وأيضا ‪ % 32.7‬من عينة الدراسة لم يقتصروا‬
‫علي التعليم العالي وإنما التحقوا بالدراسات العليا بحصولهم علي درجات‬
‫الماجستير والدكتوراه‪.‬‬
‫• أما العوامل األخرى مثل الصناعة والزراعة والتجارة فبالرغم من انتشار‬
‫الكثير من الصناعات في رفح وعمل عدد غير قليل من السكان في الزراعة‬
‫نظر‬
‫والتجارة وقطاع الخدمات إال أن هذه العوامل غير مؤثرة في ظاهرة التحضر اا‬
‫للقصور الشديد في هذه القطاعات ومستواها غير المتطور‪.‬‬
‫• هناك نمط خاص للتحضر في قطاع غزة ظهر نتيجة العامل السياسي‬
‫والمشكًلت السياسية في قطاع غزة وقد أدت هذه المشكًلت إلى هجرات قسرية‬
‫اضطر من خًللها السكان إلى النزوح عن موطنهم األصلي فظهر نمط وفكرة‬
‫الم َش َرِدين‪.‬‬
‫وجود المخيمات إلسكان الًلجئين ُ‬
‫• يتصور سكان رفح أن مدينتهم تتميز بالخصائص التالية‪:‬‬
‫• أوالا‪ :‬مدينة رفح هي عبارة عن مجموعة من األحياء العشوائية وشبه‬
‫أعدادا كبيرة من السكان‪ ،‬وتفتقر هذه األحياء والجئيها‬
‫ا‬ ‫المخططة التي يسكنها‬
‫للحياة الكريمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مدينة رفح هي مدينة حضرية ال يمكن القول بأنها تجارية أو‬
‫• ا‬
‫صناعية أو خدمية‪.‬‬
‫• ثالثاا‪ :‬مدينة رفح هي مدينة سكنية في المقام األول حيث يكثر بها السكان‬
‫وتسود العًلقات غير المترابطة بين سكانها وقلة األمن االجتماعي وارتفاع‬
‫معدالت الجريمة‪.‬‬
‫• وعلى أساس هذا التصور فإن سكان مدينة رفح يتوقعون ويرون مستقبل‬

‫‪212‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫مدينتهم في صورة أسوأ مما هي عليه اآلن‪.‬‬


‫• حيث يتوقعون تزايد في عدد السكان وازدحام المدينة وهدم العديد من‬
‫منازلهم من ِقَبل قوات االحتًلل اإلسرائيلي وعدم التحسن في توافر الخدمات‬
‫الحياتية اليومية وزيادة الخوف االجتماعي واألمني والقلق النفسي الناتج عن‬
‫االحتًلل اإلسرائيلي لقطاع غزة كله باإلضافة إلى عدم ثقتهم بالدولة والسلطة‬
‫الوطنية الفلسطينية‪.‬‬
‫• تترتب على ظاهرة التحضر في مدينة رفح مشكًلت عديدة تتشكل‬
‫وتتطور مع مرور الزمن وتتضح هذه المشكًلت في أغلب مجاالت الحياة مثل‪:‬‬
‫مشكًلت في المجال التعليمي‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• مثل النقص في عدد المدارس وكثافة الفصول الدراسية وتعدد الفترات‬
‫الدراسية وارتفاع نسبة التسرب في التعليم‪.‬‬
‫مشكًلت في المجال الصحي‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• مثل عدم كفاية العيادات والمستشفيات وعدم توفر الكفاءات الطبية‬
‫المتخصصة وعدم توفر األدوية الًلزمة‪.‬‬
‫مشكًلت في مجال المرور والطرق والمواصًلت‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫درة وجود وحدات لشرطة المرور وندرة وجود‬
‫ون َ‬
‫• مثل وقوع الحوادث ُ‬
‫الشوارع المسفلتة‪.‬‬
‫مشكًلت في مجال الكهرباء واإلضاءة‪.‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• مثل انقطاع الكهرباء باستمرار وضعف التيار‪.‬‬
‫مشكًلت في مجال المياه‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬
‫• مثل تلوث المياه وإهًلك شبكات المياه وتجاوز عمرها االفتراضي‪.‬‬
‫مشكًلت في مجال العمل والتجارة‪:‬‬ ‫• ‪-‬‬

‫‪213‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫• مثل عدم وجود فرص كافية للعمل وغًلء األسعار‪.‬‬


‫• والجدير بالذكر أن من أكثر األسباب وراء هذه المشكًلت هي زيادة عدد‬
‫السكان‪.‬‬
‫( ‪ ) 9‬توصيات الدراسة‪:‬‬
‫• إجراء بحوث ودراسات ميدانية حول ظاهرة التحضر أو أي ظاهرة أخرى‬
‫مرتبطة بالحضر والمدينة من ِقَبل الباحثين في مجال العلوم االجتماعية ومعالجتها‬
‫معالجة علمية من أجل النهوض بعلم االجتماع الحضري‪.‬‬
‫• محاولة اهتمام الحكومة الفلسطينية بالنظر لمشكًلت المدينة في قطاع‬
‫غزة وخاصة مدينة رفح لمحاولة حلها ورفع المعاناة عن السكان‪.‬‬
‫• اهتمام المسئوليين بالتخطيط العمراني للمدن في فلسطين بأسلوب يناسب‬
‫المتطلبات الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫• تحديث وسائل النقل والمواصًلت وإصًلح وصيانة الطرق وشبكات‬
‫المياه والكهرباء داخل المدن واألحياء والمخيمات‪.‬‬
‫المراجع‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ )1‬أحمد أبو يونس‪ ،‬المشروع الهيكلي لمدينة رفح التقرير‪ ،‬قسم التخطيط الحضري بمحافظة‬
‫رفح‪.2005 ،‬‬
‫‪ )2‬ـ رفح‪ ،2005‬قسم التخطيط الحضري بمحافظة رفح‪.2005 ،‬‬
‫‪ )3‬أحمد يونس‪ ،‬تقرير المشروع الهيكلي لمدينة‪ 2‬رفح‪ ،‬و ازرة الحكم المحلي‪ ،‬بلدية رفح‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ )4‬أسامة إبراهيم بدوي‪ ،‬إشكالية التطور الحضري وارتفاع معدالت النمو السكاني كمثال‬
‫مدينة رفح‪ ،‬جامعة غزة‪.2000 ،‬‬
‫‪ )5‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام‬
‫‪ ،1997‬تقرير المباني‪.1999 ،‬‬
‫‪214‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ )6‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت ‪،1997‬‬
‫تقرير المباني‪ ،‬األراضي الفلسطينية‪ ،‬جدول ‪ ،1‬مايو ‪.1999‬‬
‫‪ )7‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬مدينة رفح‪-‬النتائج النهائية‪ ،‬سلسلة تقارير المدن‪،‬‬
‫رام هللا‪.2000 ،‬‬
‫‪ )8‬السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬الهيئة العامة لًلستعًلمات‪ ،‬مركز المعلومات الوطني‬
‫الفلسطيني‪ ،‬الصفحة االلكترونية‪.‬‬
‫‪9) http:// www.pnic.gov.ps/arabic/population/Jewish.html‬‬
‫‪ )10‬السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬تسرب األراضي الفلسطينية‪ ،‬مركز التخطيط‪ ،‬غزة‪.1999 ،‬‬
‫‪ )11‬الموسوعة الفلسطينية‪ ،‬القسم الثاني‪ -‬الدراسات الخاصة‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬
‫‪ )12‬أميرة مشهور وآخرون‪ ،‬القطاع غير الرسمي في حضر مصر‪ ،‬إطار نظري للدراسة‪،‬‬
‫المجلة االجتماعية القومية‪ ،‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪ ،‬المجلد ‪،25‬‬
‫العدد‪.1998 ،2‬‬
‫‪ )13‬برنامج األمم المتحدة‪ ،‬حاجات اإلنسان األساسية في الوطن العربي‪ ،‬يونيو ‪.1990‬‬
‫‪ )14‬تيسير عبد الحافظ مسودي‪ ،‬الفلسطينيون في الوطن العربي‪ ،‬معهد البحوث والدراسات‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ )15‬جمعة أحمد قاجة‪ ،‬غزة خمسة آالف عام حضور وحضارة‪ ،‬دار العلوم العربية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.2003 ،‬‬
‫‪ )16‬حرب الحنيطي ويحيي الفرحان‪ ،‬دراسات في جغرافية الوطن العربي‪ ،‬و ازرة التربية والتعليم‬
‫وشئون الشباب‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬مسقط‪.1986 ،‬‬
‫‪ )17‬حسن عبد القادر صالح‪ ،‬جغرافية فلسطين‪ ،‬غير مبين لدار النشر‪.1996 ،‬‬
‫‪ )18‬رائد أحمد صالحة‪ ،‬مدينة غزة دراسة في جغرافية المدن‪ ،‬مطابع اليازجي للتوزيع والنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬غزة‪.1997 ،‬‬
‫‪ )19‬سميح شبيب‪ ،‬األصول االقتصادية واالجتماعية للحركة السياسية في فلسطين ‪-1920‬‬
‫‪ ،1948‬و ازرة الثقافة الفلسطينية‪ ،‬مؤسسة األسوار‪ ،‬غير مبين لسنة النشر‪.‬‬
‫‪ )20‬شحاته صيام‪ ،‬التحضر الرَّث والتطور الرَّث‪ ،‬مصر العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ط‪.1‬‬

‫‪215‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ )21‬عثمان الحسن محمد نور‪ ،‬النمو الحضري المتسارع "مقالة"‪ ،‬أعمال المؤتمر العام الثامن‬
‫لمنظمة الدول العربية المعهد العربي إلنماء المدن‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1999 ،‬‬
‫‪ )22‬ـ ـ ـ ـ‪ ،‬تاريخ المجتمع الريفي والمدني‪ ،‬دار المواسم‪ ،‬لبنان‪ ،2004 ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ )23‬عزيزة عبد هللا العلي النعيم‪ ،‬التنظيم االجتماعي الحضري في حي الفيصلية‪ ،‬المعهد‬
‫العربي إلنماء المدن‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1991 ،‬‬
‫‪ )24‬فيست فرانسيس كاستيلو‪ ،‬التحضر في الشرق األوسط‪ ،‬ترجمة غريب سيد محمد سيد‬
‫وعبد الهادي محمد والي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1981 ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ )25‬مجموعة من الكتاب‪ ،‬استراتيجية االستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة‪ ،‬مؤسسة‬
‫األرض‪ ،‬دمشق‪.1987 ،‬‬
‫‪ )26‬مجموعة من الكتاب‪ ،‬بنية ومشاكل التجمع االستيطاني‪ ،‬مؤسسة األرض‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪.1983‬‬
‫‪ )27‬مجموعة من المؤلفين‪ ،‬محافظة رفح بين الماضي وإنجازات الحاضر‪ ،‬غير مبين لدار‬
‫النشر‪.2005 ،‬‬
‫‪ )28‬مجموعة من المحاضرين‪ ،‬التحضر في العالم "جغرافية العمران"‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪،‬‬
‫برنامج التربية‪ ،‬رقم المقرر ‪1998 ،5433‬‬
‫‪ )29‬محمد تيسير عبد الحافظ‪ ،‬األوضاع الديموغرافية لفلسطين خًلل الربع الثاني من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف عبد المجيد فراج‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪-‬‬
‫جامعة القاهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ )30‬محمد سًلمة النحال‪ ،‬سياسة االنتداب البريطاني حول أراضي فلسطين العربية‪ ،‬منشورات‬
‫فلسطين المحتلة‪ ،1981 ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )31‬محمد الغريب عبد الكريم‪ ,‬البحث العلمي (التصميم والمنهج واإلجراءات)‪ ,‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪ ,‬اإلسكندرية‪ ,1989 ,‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ )32‬محمد محمد شراب‪ ،‬معجم بلدان فلسطين‪ ،‬دار المأمون للتراث‪ ،‬بيروت‪ ،1987 ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ )33‬محمود الكردي‪ ،‬التحضر دراسة اجتماعية الكتاب األول‪ ،‬دار المتنبي‪ ،‬الدوحة‪.1984 ،‬‬
‫‪ )34‬محمود جاد‪ ،‬التضخم الحضري في البًلد النامية‪ ،‬دار العالم الثالث‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬

‫‪216‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ )35‬مركز اإلسراء للدراسات والبحوث‪ ،‬المعطيات الديموغرافية للصراع مع العدو الصهيوني‪،‬‬


‫بيروت‪ ،‬أيلول وسبتمبر‪.1998 ،‬‬
‫‪ )36‬مركز األمم المتحدة للمستوطنات البشرية‪ ،‬جدول األعمال الجديد للمستوطنات البشرية‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ )37‬موسى سمحة وآخرون‪ ،‬الصراع الديموغرافي في فلسطين المحتلة‪ ،‬اللجنة األردنية‬
‫الفلسطينية المشتركة‪.1986 ،‬‬
‫‪ )38‬نهي عبد هللا خيرت‪ ،‬التحضر في مدينة كانو النيجيرية " دراسة أنثروبولوجية" رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث األفريقية‪ ،‬قسم األنثروبولوجيا‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،2003 ،‬إشراف فاروق عبدالجواد شويقة وإيمان يوسف بسطويسي‪.‬‬
‫‪ )39‬هشام الدجاني‪ ،‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية في المناطق المحتلة‪ ،‬شئون فلسطينية‪،‬‬
‫العدد ‪ 104‬يوليو ‪.1980‬‬
‫المراجع باللغه االجنبيه‪:‬‬
‫‪40) Government of palestine, census of 1922, Jerusalem, 1923.‬‬
‫‪41) Government oF palestine, census of 1931, Jerusalem, 1932.‬‬
‫‪42) http:// www.pnic.gov.ps/arabic/geography/growth.html‬‬
‫‪43) Kingsiey davis and hlda heriz, Urbanization and the Development‬‬
‫‪of pre Industrial Areas in City and Society, the free press, U.S.A,‬‬
‫‪1993.‬‬
‫‪44) Schwa B.A.W, the sociology of cities, Asimon & Schuster com-‬‬
‫‪pany, university of Arkansas, 1992.‬‬

‫‪217‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 29‬لعام ‪2020‬م‬

You might also like