You are on page 1of 47

‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬

‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬


‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جملة مركز البحوث اجلغرافية والكارتوجرافية‬


‫بكلية اآلداب – جامعة املنوفية‬
‫مجلة علمية ُم َحك َّمة – نصف سنوية‬
‫هيئة التحرير للمجلة‬
‫رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عواد حامد محمد موسي‬
‫نائب رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬إسماعيل يوسف إسماعيل‬
‫مساعد رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عادل محمد شاويش‬
‫أ‪.‬د‪ /‬عبد هللا سيدي ولد محمد أبنو‬
‫د‪ /‬سالم خلف بن عبد العزيز‬
‫د‪ /‬محمد فتح هللا محمد النتيفة‬
‫السادة أعضاء‬
‫د‪ /‬طوفان سطام حسن البياتي‬
‫هيئة التحرير‬
‫د‪ /‬سهام بنت صالح سليمان العلوال‬
‫د‪ /‬محمود فوزي محمود فرج‬
‫د‪ /‬صابر عبد السالم أحمد محمد‬
‫سكرتير التحرير‬ ‫د‪ /‬صالح محمد صالح دياب‬

‫موقع المجلة علي بنك المعرفة المصري‪https://mkgc.journals.ekb.eg/ :‬‬

‫الترقيم الدولي الموحد للطباعة‪2357-0091 :‬‬


‫الترقيم الدولي الموحد اإللكتروني‪2735-5284 :‬‬

‫تتكون هيئة تحكيم إصدارات المجلة من السادة األساتذة المحكمين من داخل وخارج اللجنة‬
‫العلمية الدائمة لترقية األساتذة واألساتذة المساعدين في جميع التخصصات الجغرافية‬

‫‪263‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫حبث‪:‬‬
‫الصراع األهلي في دارفور‪ -‬أسبابه وتداعياته – دراسة جغرافية‬

‫*‬ ‫إعداد الدكتور‪ :‬سعيد علي كوزي‬


‫* قسم الجغرافيا كلية اآلداب جامعة الفاشر‪ ،‬السودان‬

‫ملخص البحث‪:‬‬

‫تناولت الدراسة الصراع األهلي في إقليم دارفور خالل الفترة ما بين‬


‫‪2021-1932‬م‪ ،‬وهدفت إلى معرفة أهم أسبابه‪ ،‬والوقوف على التداعيات المحلية‬
‫والقومية التي ترتبت عليه‪ ،‬ومدى فاعلية اآلليات والتدابير التي ظلت تستخدم في‬
‫معالجته‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي والتاريخي‪،‬‬
‫واإلقليمي‪.‬‬
‫وللحصول على البيانات اعتمد الباحث على المالحظة والمقابالت‬
‫الشخصية‪ ،‬وتقارير المؤسسات والمعلومات المدونة‪ .‬توصل الباحث إلى العديد‬
‫من النتائج والتوصيات أهمها‪ :‬لعب العامل البيئي المتمثل في تراجع معدالت‬
‫األمطار‪ ،‬وموجات الجفاف‪ ،‬ونقص القدرة البيولوجية لألرض دو اًر مهماً في خلق‬
‫العديد من الصراعات األهلية والزيادة من حدتها‪ .‬الزيادة الكبيرة في عدد سكان‬
‫اإلقليم خالل الفترة بين ‪2008-1956‬م (‪ )%564‬وتقليدية اإلنتاج من أهم أسباب‬
‫التنافس حول الموارد‪ ،‬وتعقيد العالقات االجتماعية بين سكان اإلقليم‪ .‬نتيجة‬
‫إلهمال المشكالت المثيرة للصراع األهلي باإلقليم وتبني حلول إسعافية لها؛ تعقد‬
‫‪264‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الوضع وخرج عن سيطرة الدولة‪ ،‬وأصبح مبر اًر للتدخل الدولي‪ ،‬مما أضعف سيادة‬
‫الدولة على اإلقليم‪.‬‬
‫ومن التوصيات‪ :‬على السلطات الحكومية توفير األمن والحماية لكافة‬
‫المواطنين بصورة متوازنة حتى ال تضعف العالقة بين الدولة والمواطن فتحل‬
‫القبيلة محلها‪ ،‬وينه ِدم أهم أركان الدولة‪ .‬على الدولة تدعيم الوشائج االثنوجرافية‬
‫وزرع الثقة بين سكان اإلقليم من خالل البرامج الوطنية والتربوية والعقدية منعاً‬
‫لالنقسام المجتمعي وحفاظاً على لحمة الوطن‪ .‬على جميع أفراد المجتمع إعمار‬
‫مبدأ حسن الجوار واالحترام المتبادل‪ ،‬وإحكام سيادة القانون ألي خالفات يمكن‬
‫أن تنشأ وسط المجتمع‪.‬‬
‫الكلمات مفتاحية‪ :‬دارفور‪ ،‬اإلدارة األهلية‪ ،‬الصراع األهلي‪ ،‬موجات الجفاف‪،‬‬
‫هشاشة المجتمع‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫ظل إقليم دارفور منذ أمد بعيد يشهد توترات وصراعات متكررة ترجع‬
‫جزورها التاريخية إلى فترة االستعمار وما بعد االستقالل‪ ،‬ومرت هذه النزاعات‬
‫بين المجموعات القبلية في دارفور بمرحلتين رئيستين في تطورهما وهي‪ :‬نزاعات‬
‫بسيطة ومحدودة األسر كالتحرشات القبلية واالشتباكات بين الحين واآلخر‪ ،‬وهذه‬
‫انحصرت في الفترة ما بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي‪ ،‬وكانت‬
‫ناد اًر ما تتجاوز اإلطار الجغرافي المحدد للنزاع أو المجموعتين المتنازعتين؛‬
‫ونزاعات متأججة طويلة المدى ظهرت منذ منتصف الثمانينات وحتى الوقت‬
‫الراهن (مسعود‪2016،‬م)‪.‬‬
‫إن مشكلة الصراعات األهلية في إقليم دارفور تعد من أكثر المشكالت الشائكة‬
‫التي تعرض لها السودان في تاريخه الحديث؛ وذلك لتداخل العديد من العوامل‬
‫الطبيعية والبشرية ذات األبعاد التاريخية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية التي‬
‫تمثل الركيزة التي تنطلق منها معظم األحداث األهلية المتكررة في اإلقليم‪ .‬وأصبح‬
‫من الصعب وضع حد لها أو احتوائها إلى درجة أنها أخذت الطابع الدولي‪ .‬لكل‬
‫ذلك نجد معظم المعالجات والتدابير التي اتخذت على المستوى المحلي والمركزي‬
‫بغيت إيقافها أو الحد منها فشلت نتيجة للمعالجات الخاطئة دون التشخيص‬
‫الدقيق لها‪ ،‬والمسكنات التي الزمت معظم الحلول وسرعان ما تعود هذه‬
‫اإلشكاليات من جديد متخذة في ذلك مداخل مختلفة منها ما هو سياسي أو‬
‫اقتصادي أو جهوي أو إثني‪.‬‬
‫تطورت هذه األحداث والصراعات من صراعات محلية محدودة إلى ص ارعات‬
‫معقدة؛ ولما لم تجد الحلول المناسبة في حينها من كافة النخب السياسية الحاكمة‬
‫(لمختلف الحكومات الوطنية) تراكمت وتبلورت بأبعادها المختلفة (طبيعية‬

‫‪266‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وبشرية) حتى وصلت إلى حد االنفجار عام ‪2003‬م عندما رفعت مجموعة من‬
‫أبناء اإلقليم السالح في وجه الدولة منطلقة من ذات األسباب باعتبار المسئولية‬
‫العلي للدولة فيما يلي األحداث والحياة بصورة عامة في اإلقليم‪ .‬وفي هذا الصدد‬
‫ٌ‬
‫أوردت مجموعة األزمات الدولية في تقريرها المقدم لألمم المتحدة عام ‪2004‬م‬
‫"أن مشكلة دارفور ناشئة في األساس على تقصير الحكومات السودانية المتعاقبة‬
‫وإخفاقها في بناء األمة السودانية على أساس مبدأ المساواة والمواطنة‪ ،‬األمر الذي‬
‫غذى روح الهوايات الفرعية (إثنية قبلية) وتطورت لتصبح هوايات سياسية بدالً‬
‫عن أنها تكون في إطار التنوع الثقافي للمجتمع"‪ .‬وهي ظاهرة ماثلة في كل‬
‫تفاصيل المجتمع في دارفور؛ بل هي اآلن في تنا ٍم مستمر‪ ،‬وأصبح الساسة‬
‫يتعاملون معها باعتبارها واقع البد من التعامل بتفاصيله المشوهة بدالً من البحث‬
‫عن آليات تعمل على الحد منها والتقليل من تأثيرها األمر الذي قاد اإلقليم برمته‬
‫إلى مستنقع أصبح من الصعب الخروج منه‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل مشكلة الدراسة في أن إقليم دارفور على الرغم من الموارد الطبيعية‬
‫والبشرية الجيدة التي يتمتع بها والمساحة الكبيرة التي يزخر بها التي تمثل حوالي‬
‫(خمس مساحة السودان) والعديد من القواسم االثنوجرافية التي تربط بين سكان‬
‫اإلقليم إال أن هذا اإلقليم شهد أعنف الصراعات األهلية التي مر بها السودان في‬
‫تاريخه الحديث‪ ،‬ومازال هذا الصراع يراوح مكانه حتى اآلن؛ بل أصح في زيادة‬
‫مضطردة على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت وما تزال تبذل على كافة‬
‫المستويات (محلية – قومية ‪ -‬دولية) األمر الذي يتطلب دراسة متأنية للوقوف‬
‫على أسبابه وتداعياته‪ .‬وحتى تضح المشكلة بصور أوضح يمكن طرح السؤال‬

‫‪267‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الرئيسي التالي‪ :‬ماهي أهم العوامل المحركة للصراع األهلي في دارفور؟ ومن‬
‫خالل هذا السؤال الرئيسي يمكن أن نطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما دور العوامل االقتصادية واالجتماعية في النزاع األهلي بإقليم دارفور؟‬
‫‪ -2‬ما دور العوامل البيئية في تحريك الصراع في إقليم دارفور؟‬
‫‪ -3‬ما العوامل السياسية واإلدارية التي ساهمت في تأجيج الصراع في إقليم‬
‫دارفور؟‬
‫‪ -4‬ما النتائج التي ترتبت على الصراع األهلي في إقليم دارفور؟‬
‫مبررات اختيار الموضوع ‪:‬‬
‫هناك عدة مبررات دفعت الباحث للخوض في دراسة هذا الموضوع منها ما هو‬
‫موضوعي‪ ،‬وما هو ذاتي وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫أوالً المبررات الموضوعية‪ :‬تمثلت في كون الصراع األهلي في دارفور يعتبر من‬
‫أكثر المشكالت التي شغلت المجتمع السوداني والعالم في اآلونة األخيرة‪ ،‬وما‬
‫تزال تراوح مكانها‪ ،‬كما أن الصراع أصبح واحداً من أهم مهددات األمن القومي‬
‫السوداني باعتباره مدخالً للعديد من األطراف الخارجية التي ظلت تبحث عن‬
‫ذرائع للتدخل في الشأن المحلي تحقيقاً ألهدافها االستراتيجية ومصالحها الخاصة‪،‬‬
‫فضالً عن أن هذا الصراع راحت ضحيته أالف األنفس البريئة التي تم الزج بها‬
‫من حيث تدري وال تدري في أتون هذا الصراع‪.‬‬
‫ثانياً المبررات الذاتية‪ :‬باإلضافة إلى األسباب العلمية والموضوعية من هذه‬
‫الدراسة هناك أسباب ذاتية تمثلت في كون الباحث من أبناء اإلقليم يحس بمعاناة‬
‫أهله‪ ،‬ويشعر بالتهديدات المحلية والقومية والدولية التي تترتب على هذا الصراع‪.‬‬
‫كما أن موضوع الدراسة هو أحد اهتمامات الباحث الشخصية وارتباطه بتخصصه‬

‫‪268‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الدقيق الخاص بالجغرافيا السياسية األمر الذي زاد من شغفه للولوج في هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى الباحث لتحيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقوف على أهم أسباب الصراع األهلي في دارفور‬
‫‪ -2‬الوقوف على التداعيات المحلية والقومية التي ترتبت على الصراع في إقليم‬
‫دارفور‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة مدى فاعلية اآلليات والتدابير التي ظلت تستخدم في معالجة‬
‫الصراعات األهلية بدارفور‪.‬‬
‫‪ -4‬الخروج بنتائج وتوصيات من شأنها اإلسهام في معالجة الصراع األهلي والحد‬
‫منه بمنطقة الدراسة‪.‬‬
‫فروض البحث‪:‬‬
‫يسعى الباحث لتحيق الفروض التالية‪:‬‬
‫‪-1‬تتداخل أسباب الصراع األهلي في دارفور ما بين األبعاد االثنوجرافية والسياسية‬
‫واالقتصادية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬يلعب البعد البيئي وتقليدية اإلنتاج دو اًر مهماً في إزكاء روح الصراع بين‬
‫المكون االجتماعي في االقليم‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم تبني حلول موضوعية ومستدامة للصراع األهلي في دارفور عقد الوضع‬
‫االجتماعي وأخرجه عن السيطرة بصورة أصبحت تهدد األمن القومي السوداني‬
‫ككل‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬

‫‪269‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لوصف وتحليل الصراع‬


‫األهلي في اإلقليم‪ ،‬والوقوف على دور العوامل الطبيعية والبشرية المحركة لهذا‬
‫الصراع والتعقيدات الناتجة عنها‪ ،‬إلى جانب استخدام الباحث للمنهج التاريخي‬
‫لتتبع مراح الصراع وماالته اآلنية والتنبؤ بمستقبله والنتائج المترتبة عليه‪ .‬كما‬
‫استخدم الباحث المنهج اإلقليمي هو المنهج الذي يشمل دراسة تفاعل كافة‬
‫الظاهرات الجغرافية (الطبيعية والبشرية) في إطار وحدة مكانية واحدة (اإلقليم)‪،‬‬
‫وعبره يستطيع الباحث أن يحدد أثر شخصية اإلقليم في تشكيل النظم االجتماعية‬
‫واالقتصادية القائمة ومعرفة دوره في طابع الصراع الماثل‪.‬‬
‫مصـادر بيـانات البحث‪:‬‬
‫اعتمد الباحث على المعلومات الخاصة بالبحث من خالل البيانات األولية‬
‫المتمثلة في مالحظة الباحث الشخصية ومعايشته لألحداث باعتباره مهتم‬
‫بالصراعات األهلية في اإلقليم‪ ،‬ومتابعته لها‪ ،‬ومقابلة العديد من زعماء اإلدارات‬
‫األهلية وبعض لجان األجاويد وفض النزاعات‪ ،‬فضالً عن حضوره‬
‫العديد من مؤتمرات الصلح األهلة‪ .‬أما البيانات والمعلومات الثانوية فتتمثل في‪:‬‬
‫الكتب المنهجية‪ ،‬والرسائل العلمية‪ ،‬واألبحاث المنشورة في الدوريات أو تلك التي‬
‫قدمت في المؤتمرات والمنتديات العلمية‪ ،‬والتقارير واإلحصاءات والنشرات التي‬
‫صدرت عن الجهات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بموضوع الدراسة‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫أوالً ‪ -‬الحدود المكانية‪ :‬تتمثل الحدود المكانية للبحث في إقليم دافور الذي يقع‬
‫غربي السودان بحدوده الجغرافية المعروفة التي سيرد تفصيلها عند الحديث عن‬
‫الخصائص الجغرافية لإلقليم‪.‬‬

‫‪270‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ثانياً‪-‬الحدود الزمانية‪ :‬وهي الفترة من عام ‪1932‬م ‪2021-‬م التي شملتها‬


‫الدراسة بالتحليل والمتابعة‪ ،‬حيث تضمنت هذه الفترة ظهور الصراعات األهلية‬
‫ألول مرة‪ ،‬ومن ثم تصاعدها بصورة مضطردة حتى اآلن‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫دراسة رباح (‪1998‬م) عن " دور الحكومة المركزية واإلدارة األهلية في فض‬
‫النزاعات القبلية في دارفور " توصلت الدراسة إلى أن النزاعات القبلية في السودان‬
‫بصورة عامة وفي دارفور بصفة خاصة‪ ،‬هي نزاعات عميقة ذات أبعاد سياسية‬
‫واقتصادية وإدارية وعرقية تجعل من مؤسسة اإلدارة األهلية بحكم التصاقها‬
‫بالمجتمع وإلمامها باألعراف القبلية هي األكثر قدرة ونجاحاً في احتواء تلك‬
‫النزاعات‪ ،‬إال أن تدخل الحكومات سواء كانت والئية أو مركزية في الشئون القبلية‬
‫دون دراسة مسبقة‪ ،‬وبشكل يناوئ األعراف التي تحكم النسيج االجتماعي القبلي‬
‫سعياً وراء مكاسب سياسية من شأنه أن يؤدي إلي نزاعات قبلية عنيفة يكون‬
‫نتاجها تفكك الكيانات القبلية المتماسكة‪ ،‬إضافة إلى إثارة كوامن واستقطابات‬
‫عرقية حادة ‪.‬‬
‫محمد صالح ( ‪ ) 1999‬تناول " الصراع القبلي في دارفور " ‪ ،‬وحدد أسباب‬
‫الصراع إلى أسباب مباشرة وغير مباشرة ‪.‬أوالً األســباب المباشــرة ‪ :‬الصراع‬
‫التقليدي بين المزارعين والرعاة‪ ،‬والتنافس حول الموارد الطبيعية‪ ،‬والتعصب القبلي‪،‬‬
‫والصراع حول السلطة‪ ،‬وأبعاد ملكية الحواكير‪ ،‬وظاهرة الهمبتة والنهب المسلح‪،‬‬
‫وانتشار السالح ‪ ،‬والبعد الخارجي الذي يساهم في تأجيج الصراعات القبلية‪ ،‬وعدم‬
‫االستقرار ‪ .‬ثانياً األسبـاب غيـر المباشـرة‪ :‬وهي تتمثل في غياب التنمية‪ ،‬غياب‬
‫هيبة الدولة‪ ،‬عدم ممارسة السلطة‪ ،‬القصور اإلداري‪.‬‬

‫‪271‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫دراسة نور (‪ )2000‬بعنوان " الصراعات القبلية في دارفور " األسباب واآلثار‬
‫على البيئة االجتماعية‪ ،‬توصلت الدراسة إلي أن تفسير مشكلة النزاع القبلي في‬
‫دارفور بأنها نتيجة صراع حول الموارد الطبيعية وإهمال األسباب األخرى يؤدي‬
‫بصورة مباشرة إلي الوقوع في الفهم الخاطئ لألسباب الحقيقية والكلية للمشكلة ‪،‬‬
‫وبالتالي يؤدي إلى تبني وطرح حلول إسعافية غير قابلة للبقاء‪ .‬كذلك أن طبيعة‬
‫التكوين القبلي في دارفور ال يؤدي إلى الصراع إال بتدخل عوامل أخرى خارجية‬
‫تؤثر على شكل البناء االجتماعي‪.‬‬
‫دراسة آدم (‪2001‬م) عن " مهددات التعايش السلمي بدارفور " أشار إلي أن‬
‫سبب الحروبات التي دائماً ما تكون بين الرعاة والمزارعين ذات دالالت سياسية‬
‫واقتصادية وإدارية وجغرافية ترتبط بالموقع والبيئة المحيطة‪ .‬وهذه الدالالت تتمثل‬
‫في السياسة القومية والمحلية التي ظلت تمارسها الحكومات المختلفة تجاه‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫دراسة بشارة (‪2002‬م) التي جاءت بعنوان " الصراع القبلي بوالية غرب دارفور‬
‫" توصل إلى أن أسباب الحروبات بين الرعاة والمزارعين باإلضافة إلى األسباب‬
‫التقليدية المتعارفة هنالك أسباب أخرى تتمثل في ضعف اإلدارات األهلية وفقدان‬
‫هيبتها واختالل النظام اإلداري بين أصحاب الدار وعمارها‪ ،‬باإلضافة إلي ظهور‬
‫لجان األجاويد الطفيلية ممن تنقصهم الخبرة باإلضافة إلي الذين يؤثرون‬
‫مصالحهم الشخصية‪.‬‬
‫دراسة حقار (‪2003‬م) التي تناولت " البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور "‬
‫‪ ،‬خلصت الدراسة إلى عدم وجود تخطيط تنموي سليم في المركز بصفة عامة‬
‫إلهماله مسألة تقديم الخدمات للريف وخلق فرص عمالة به أدى إلى جعل المدن‬
‫أماكن جذب من الريف‪ ،‬مما أدي إلى التنافس باألعمال الخدمية‪ ،‬واكتظاظ المدن‬

‫‪272‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫بالبطالة مما ساهم بدرجة كبيرة في الصراع الدامي بالريف الرتباط القبائل في‬
‫المدن بذويهم في الريف ‪.‬‬
‫إن أسباب النزاع كثيرة ولكن أكثرها أث اًر هو غياب هيبة الدولة‪ ،‬وسلطاتها بدارفور‬
‫مما جعل من ذات األسباب التقليدية للنزاعات القبلية والتي تحل بالجوديات‪،‬‬
‫تتسبب في النزاعات القبلية ذات األبعاد السياسية‪.‬‬
‫دراسة حسب هللا (‪2015‬م) عن الصراع في دارفور عالقته باالكتئاب لدى عينة‬
‫مختارة من الطالب النازحين وغير النازحين بدارفور أشارت فيه إلى إن تكرار‬
‫الحروب في دارفور كرس النفوذ والكراهية بين أبناء القبائل المختلفة حتى إنهار‬
‫جدار الثقة بينهم‪ ،‬وتولد اإلحساس بعدم توقع رجال القبائل المنفعة أو االستفادة‬
‫من أي وزير ال ينتمي لقبيلتهم؛ بل اتهام البعض بالتآمر على مصالحهم‪ ، ،‬وهنا‬
‫لعبت اإلشاعة واألكاذيب الضارة التي يروجها بعض األفراد دو اًر إكسيرياً في‬
‫إقناع قاعدة عريضة من أفراد القبيلة بأن زيداً من الناس يشكل خطورة على‬
‫مكتسباتهم‪ ،‬أو إنه من األعداء لذا عندما تلوح في األفق إرهاصات تعديل وزاري‬
‫مرتقب يتحرك بعض أبناء دارفور إلى الخرطوم بغرض تلميع بعض أبنائهم‬
‫وترشيحهم بالواقع الدستورية‪.‬‬
‫دراسة عبد هللا (‪2015‬م) عن اآلليات التقليدية لدرء النزاعات – دراسة حالة‬
‫جنوب دارفور‪ ،‬توصلت الدراسة إلى أن الصراع في دارفور خرج من دائرة الشؤون‬
‫الداخلية للدولة‪ ،‬وأن األبعاد االقتصادية واإلثنية من أهم أسباب الص ارع في‬
‫دارفور‪ ،‬كما توصل إلى أن اآلليات التقليدية أصبحت ال تستطيع فض النزاعات‬
‫إال عبر القانون المحمي بواسطة السلطات الحاكمة‪.‬‬
‫دراسة عمرو (‪2016‬م) بعنوان "التدخل الدولي في النزاعات الداخلية" (دارفور‬
‫الدرسة إلى أن التعامل الدولي مع قضية دارفور كشف ضعف‬
‫أنموذجا) توصلت ا‬

‫‪273‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وعدم وضوح في مواد ميثاق األمم المتحدة من األزمات من هذا النوع وعدم جدوى‬
‫القوانين الوضعية في حال كانت الدول الكبرى ذات المصالح المتشعبة هي اآلمر‬
‫والناهي في مثل هذه القضايا والتي تستطيع من خالل نفوذها التالعب في تنفيذ‬
‫الق اررات وتطبيقها على أرض الواقع‪ ،‬وإن العالقات الدولية محكومة بمبدأ القوة‬
‫والمصلحة ‪ ،‬وعلى الرغم من تقديم العديد الحلول والمقترحات لوقف النزاع في‬
‫اإلقليم إال أن عدم الجدية من الدول والمجاورة المحبة للسالم حالت دون ذلك‪.‬‬
‫دراسة أحمد (‪2017‬م) عن "الصرعات القبلية وأثرها على االستقرار السياسي‬
‫بوالية شرق دارفور في الفترة ما بين ‪2015-2003‬م" توصلت الدراسة لعدد من‬
‫النتائج أهمها يرجع الصراع في منطقة الدراسة لشح الموارد والتنافس حولها‪،‬‬
‫إضافة للدور السياسي الذي يعتبر من أهم محركات الصراع في المنطقة؛ وذلك‬
‫لما للنخب السياسية ذات المصالح الشخصية من دور كبير في تأجيج الصراع‬
‫بين المكونات االجتماعية في المنطقة‪.‬‬
‫الدرسات تناولت الصراع األهلي في دارفور من زواجيا متعددة‬
‫نجد أن جميع هذه ا‬
‫(اقتصادية‪ -‬اجتماعية ‪ -‬سياسة) ومن وجهات نظر وتخصصات مختلفة ولكنها‬
‫تفتقر إلى البعد الشمولي الذي ينظر إلى المشكلة بأكثر من زاوية في ٍ‬
‫آن واحد‪،‬‬
‫وهذا ما سيحاول الباحث معالجته من خالل الدراسة الجغرافية لهذا الموضوع مع‬
‫الوضع في االعتبار كل النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة‪.‬‬
‫الخصائص الجغرافية لمنطقة الدراسة‪:‬‬
‫الموقع‪ :‬يقع إقليم دارفور حسب الحدود التاريخية لعام‪1916‬م بين دائرتي عرض‬
‫شرقاً (جحيش‬ ‫(‪ )22.5 -10‬شامالً‪ ،‬وخطي طول ( ‪)27 -22‬‬
‫ومحمد‪2018،‬م) و(أحمد‪ )2017،‬خريطة رقم(‪ .)1‬تحده أربعة دول هي من‬
‫الشمال ليبيا‪ ،‬ومن الغرب تشاد‪ ،‬ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى‪ ،‬ومن‬

‫‪274‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الجنوب دولة جنوب السوان‪ ،‬إضافة لحدوده مع بعض واليات السودان حيث‬
‫يحده من الشرق والجنوب الشرقي إقليم كرفان‪ ،‬ومن الشمال والشمال الشرقي‬
‫اإلقليم الشمالي‪ .‬ويضم خمس واليات هي والية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر‪،‬‬
‫وجنوب دافور وعاصمتها نياال‪ ،‬ثم والية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة‪ ،‬ووالية‬
‫شرق دافور وعاصمتها الضعين‪ ،‬وأخي اًر والية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي‪.‬‬
‫المساحة‪ :‬تبلغ مساحة اإلقليم حسب إحصاء ‪ 2008‬م حوالي )‪( 549‬ألف‬
‫كيلومتر مربع فهي تعادل مساحة دولة العراق وأقل قليالً من مساحة فرنسا‪،‬‬
‫وتشكل مساحته حوالي ‪ 20%‬من مساحة السودان قبل االنفصال (جحيش‬
‫ومحمد‪2018،‬م)‪ ،‬وحوالي ‪ %28.6‬من مساحة السودان حالياً‪.‬‬
‫المناخ‪ :‬أهم ما يميز مناخ معظم اإلقليم هو الجفاف‪ ،‬حيث أورد التوم (‪1974‬م)‬
‫وفقاً لتصنيف كوبن إن المنطقة التي تقع بين دائرتي عرض( ‪ )15 -10‬شماالً‬
‫أنها منطقة جافة وشبه جافة تمتاز بالعجز النسبي في المياه‪ ،‬وتكون حارة طول‬
‫العام‪ ،‬أما المنطقة التي تقع إلى الشمال من دائرة عرض (‪ )15‬درجة شماالً فهي‬
‫تمتاز بالعجز المائي طول العام‪ ،‬وبما أن إقليم دافور يقع إلى الشمال من دائرة‬
‫عرض (‪ )10‬درجات فهو جاف في معظمه فيما عدا الهوامش الجنوبية منه حيث‬
‫تزداد نسبة الرطوبة‪ .‬وأورد العقيد (‪2007‬م) أن مناخ اإلقليم ينقسم لثالثة‬
‫قطاعات‪ :‬القطاع األول قطاع شمال دارفور ينحصر بين (‪)16 -1 4:30‬‬
‫شماالً وأمطاره أقل من (‪ )10‬بوصات وهذه المنطقة تتعذر فيها الزراعة وتصلح‬
‫للرعي‪ .‬والقطاع الثاني هو قطاع وسط دارفور ينحصر بين دائرتي عرض‬
‫(‪ )12 14:20‬شماالً ومتوسط األمطار فيها حوالي ‪ 30‬بوصة‪ ،‬وهو إقليم غني‬
‫باألشجار والحشائش يتوسط هذا اإلقليم جبل مرة وهو يصلح للزراعة والرعي معاً‪.‬‬
‫القطاع األخير هو القطاع الجنوبي الذي ينحصر بين دائرتي عرض (‪)12-10‬‬

‫‪275‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫أمطاره غزيرة نسبياً تتراوح بين (‪ )35-25‬بوصة وهو موطن أصحاب المواشي‬
‫واألبقار‪ .‬وإذا جاز لنا أن نعطي مالمح عامة عن مناخ اإلقليم وفقاً للتصيف‬
‫النباتي نجده ينحصر بين اإلقليم الصحراوي في المنطقة التي تقع شمال دائرة‬
‫عرض(‪ )16‬يليه اإلقليم شبه الصحراوي نحو الجنوب بين( ‪ ،)16 -14‬ثم‬
‫السافانا الفقيرة التي تتراوح بين دائرتي عرض ( ‪ )12‬إلى ما دون ( ‪)14‬‬
‫شماالً وفي هذا النطاق توجد كتلة جبل مرة التي تتميز بمناخ يختلف قليالً عن‬
‫هذا الترتيب لعامل االرتفاع الذي يعدل في الظروف المناخية ويتبع ذلك تعديل‬
‫في الغطاء النباتي بصورة أفضل كلما اقتربنا من الكتلة الرئيسية للجبل خاصة‬
‫الواجهة التي تقابل الرياح الجنوبية الغربية الرطبة‪ ،‬ثم أخي اًر السافانا الغنية التي‬
‫تظهر في الحدود الجنوبية لإلقليم شمال دائرة عرض ‪ 10‬شماالً‪ ،‬حيث يزداد‬
‫الغطاء النباتي كثافة مع ارتفاع معدالت األمطار إلى أن يختفي هذا اإلقليم‬
‫بصورة تدريجية عند دائرة عرض( ‪ ) 12‬شماالً‪ .‬والجدير بالذكر ال توجد حدود‬
‫فاصلة بين هذه األقاليم ولكن هناك انتقال تدريجي من إقليم آلخر‪.‬‬
‫السطح‪ :‬يتميز إقليم دارفور بالتباين في السطح‪ ،‬حيث نجده مستوي في األجزاء‬
‫الشمالية والغربية والشرقية فيما عدا بعض المرتفعات مثل جبال الميدوب‪ ،‬وتقابو‬
‫وجبل أبوقران‪ ،‬وجبال فشار‪ ،‬وجبال أم كروس ويزداد تعقيد السطح في الوسط‬
‫وكلما اتجهنا جنوباً حيث تسيطر كتلة جبل مرة‪ ،‬وحسب الدراسة التي أوردها‬
‫(‪ )Sharaky,Abas,2005‬أن جبل مرة يتكون من مجموعة من الجبال بطول‬
‫‪ 240‬كلم وعرض ‪80‬كلم‪ ...‬وتبلغ أعلى منسوب له ‪ 3042‬مت اًر‪ .‬هذه الكتلة‬
‫عبارة عن خط تقسيم للمياه‪ ،‬حيث تتجه األودية المنحدرة غرباً نحو الحدود‬
‫التشادية وتصب في بحيرة تشاد‪ ،‬أما التي تتجه شراقاً فتصب في بحر العرب‬
‫ومنه إلى النيل‪.‬‬

‫‪276‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫أهم الموارد‬
‫‪ -‬أوالً الثروة الحيوانية‪ :‬يعتبر إقليم دارفور من أغنى أقاليم السودان بالثروة‬
‫الحيوانية ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي لإلحصاء عام(‪2009‬م) إن جملة الثروة‬
‫الحيوانية في اإلقليم بلغت حوالي (‪ )30506496‬رأس وهذا ما يعادل حوالي‬
‫‪ %22‬من جملة الثروة الحيوانية بالسودان البالغة (‪.)140003000‬‬
‫هذه الثروة الحيوانية رغم ضخامتها إال إن أهميتها تراجعت بصورة كبيرة نتيجة‬
‫لتردي األحوال األمنية وفي هذا الصدد أورد (حاوي‪2013 ،‬م) إن إقليم دارفور‬
‫ترجعت هذه‬
‫كان يسهم بحوالي ‪ %30‬من تجارة الثروة الحيوانية بالسودان ولكن ا‬
‫النسبة إلى ‪ %15‬فقط بعد النزاع الذي دار في اإلقليم خاصة بعد عام ‪2002‬م‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬الموارد المائية‪ :‬يعتبر إقليم دارفور من األقاليم الغنية بالموارد المائية في‬
‫السودان‪ ،‬وتعتبر األمطار السنوية أهم مصادر اإلمداد المائي التي تستغل في‬
‫األنشطة االقتصادية والحيوية في اإلقليم‪ ،‬لم يعثر الباحث على إحصاءات دقيقة‬
‫عن جملة مياه األمطار السنوية‪ ،‬ولكن أورد (المشاقبة‪ ،‬والطيب‪2012،‬م) أن‬
‫كمية الجريان السطحي السنوية تقدر بحوالي ‪ 5‬مليار متر مكعب في السنة‬
‫المستفاد منها في الحفائر والسدود حوالي(‪ 120‬حفي اًر و‪ 15‬سداً) ‪ 0.9‬مليون متر‬
‫مكعب في السنة‪ ،‬وهي أقل من‪ .%1‬ومن جانب آخر يزخر اإلقليم بكمية من‬
‫الموارد المائية الجوفية تتركز في األحواض الجوفية مثل حوض وادي هور‪،‬‬
‫وحوض أم كدادة‪ ،‬وحوض شقرة‪ ،‬وحوض ساق النعام في شمال دارفور‪ ،‬وحوض‬
‫البقارة في جنوب وشرق دارفور‪ .‬وفي هذا الجانب أورد (دوسة‪2013،‬م ) هناك‬
‫بحيرة مائية في صحراء دارفور حددها عالم الفضاء فاروق الباز عام‪2007‬م‬
‫تقدر مساحتها بحوالي‪ 30750‬كلم مربع‪ ،‬عمقها ‪ 573‬مت اًر‪...‬وإن مخزون المياه‬

‫‪277‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫فيها ‪ 2530‬كلم‪ ،‬وهذا يعني أن المياه المخزونة فيها يمكن أن تكفي دارفور لمدة‬
‫‪300‬سنة قادمة بدون حتى تغذية سنوية‪.‬‬
‫ثالثاً‪-‬الموارد المعدنية‪ :‬نتيجة لجيولوجية اإلقليم والمساحة الواسعة التي يتمتع بها‬
‫هناك العديد من المعادن أهمها الحديد في منطقة كتم بشمال دارفور‪ ،‬والنحاس‬
‫في منطقة حفرة النحاس بشرق دارفور‪ ،‬اليورانيوم بجبل مرة في وسط دارفور‪،‬‬
‫والعطرون(كربونات الصوديوم) بمنطقة المالحة بشمال دارفور‪ ،‬إضافة لوجود‬
‫العديد من مناجم الذهب في كل إقليم دارفور أشهرها منجم جبل عامر منطقة‬
‫السريف‪ ،‬كما توجد العديد من الشواهد الجيوفيزيائية التي تؤكد وجود البترول في‬
‫اإلقليم خاصة األجزاء الشمالية والشرقية والجنوبية‪.‬‬
‫السكان‪ :‬بلغ سكان إقليم دارفور حسب التعداد السكاني لعام‪2008‬م حوالي(‬
‫‪ )7515000‬نسمة‪ ،‬وهو ما يعادل حوالي ‪ %19.2‬من جملة سكان السودان‬
‫ويجعله في المرتبة األولي من حيث عدد السكان في السودان قبل االنفصال‬
‫وبعده (الجهاز المركزي إلحصاء‪2009:‬م)‪ .‬ويتكون مجتمع دارفور من العديد‬
‫من اإلثنيات والقبائل التي تداخلت مع بعضها البعض بصورة واسعة ولكنها لم‬
‫تصل مرحلة االنصهار الكامل إذ ماتزال هناك العديد من القبائل ذات خصوصية‬
‫ثقافية واجتماعية األمر الذي انعكس على الوضع األمني باإلقليم وفي هذا الصدد‬
‫أورد (هارون‪2013،‬م) أن التركيبة السكانية لدارفور ما خال استثناءات قليلة‬
‫تشكلت عبر الهجرات المسببة بدوا ٍع اقتصادية وثقافية وأمنية‪ ،‬ويسهل تفكيك‬
‫المجتمع الدارفوري إلى جماعتين إحدهما ذات جذور إثنية إفريقية واألخرى عربية‬
‫الهوية‪ ،‬وعندما تشتد حمى التصنيف خاصة في النزاعات المسلحة يميل الرأي‬
‫العام إلى تصنيفهم إلى زرقة وعرب‪ ،‬ولكن في ذلك استسهاالً وتبسيطاً إلى ٍ‬
‫حد‬

‫‪278‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ما‪ .‬والجدير بالذكر ال يوجد نقاء عرقي في دارفور كما هو الحال في عموم‬
‫السودان‪ ،‬ففي كثي اًر من األحيان يصعب التمييز بين‬
‫ما هو عربي األصل وما هو غير عربي ولكن هناك من يدعي زيفاً النقاء العرقي‬
‫من الطرفين‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬فلنيت‪2010 ،‬م‬


‫خريطة (‪ )1‬إقليم دارفور‪ -‬السودان‬

‫‪279‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫أهم الصراعات األهلية في إقليم دارفور‪:‬‬


‫مر إقليم دارفور بالعديد من األزمات والكوارث أهما على اإلطالق الصراعات بين‬
‫المكومات االجتماعية المختلفة التي أدت إلى إزهاق العديد من األرواح وتدمير‬
‫البنية االجتماعية واالقتصادية بصورة كبيرة وهي متفشية في كل األقليم على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫يتضح من خالل الجدول (‪ )1‬أن إقليم دارفور شهد أكثر من ‪ 62‬صراعاً أهلياً‬
‫خالل الفترة (‪2021-1932‬م) وهذا الصراع شمل معظم مكونات المجتمع‪،‬‬
‫ويتضح من خالل الجدول أكثر القبائل دخوالً في الصراعات مع الغير هم‬
‫طرف فيها (بما‬
‫ٌ‬ ‫الرزيقات (شمال وجنوب) حيث نجد جملة الصراعات التي هم‬
‫في ذلك بعض الصراعات الخاصة بهم) بلغت ‪ 25‬صراعاً بنسبة بلغ ‪ %42,3‬من‬
‫جملة الصراعات التي دارت في اإلقليم(‪ ،)62‬ولعل ذلك يرجع النتشارهم الواسع‬
‫في اإلقليم فضالً عن ممارستهم للرعي المتجول الذي يجعلهم عرضي لالحتكاك‬
‫مع المزارعين‪ ،‬وثقافة البداوة وقيم الفروسية المتفشية وسطهم‪ .‬ثم تأتي في المرتبة‬
‫الثانية قبيلة الزغاوة حيث كانوا طرفاً في ‪ 13‬صراعاً بنسبة ‪ %20.9‬بما في ذلك‬
‫الحروب التي دارت بينهم‪ ،‬ولعل ذلك يرجع لذات األسباب المتعلقة البداوة‬
‫واالنتشار‪.‬‬
‫ومن هنا نخلص إلى أن الصراع على األرض والمرعى هما أهم أسباب الصراع‬
‫انتشار على طول اإلقليم هم الرزيقات‬
‫اً‬ ‫في دارفور حيث نجد أكثر القبائل بداوة و‬
‫والزغاوة حيث نجد هاتين القبيلتين مجتمعتين اشتركتا في‪ % 61‬من جملة‬
‫الصراعات وهذا يؤكد أثر البداوة والترحال في االحتكاك باإلقليم‪.‬‬

‫‪280‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جدول ( ‪ ) 1‬النزاعات القبلية في دارفور في الفترة ‪2021 – 1932‬م‬

‫المصدر‪ :‬أيوب(‪ )2001‬وخليفة (‪2013‬م ) ورصد الباحث‪2021 :‬م‪.‬‬

‫‪281‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ملحوظة‪ :‬الحرف(ع) يرمز للقبائل العربية األصــل(أ) للقبائل األفريقية األصــل‪،‬‬


‫غالبية المصـادر قبائل‬ ‫هناك قبائل مختلف في أصـلها تم تصـنيفها علأ أسـا‬
‫أفريقية مثل (البرقد والبرتي)‪ ،‬وأخري تم تصـــــنيفها كبائل عربية لذات الســـــبب‬
‫(الفالتا – القمر)‪.‬‬
‫وأيضاً يلعب الجوار دور مهم في الصراعات حيث نالحظ من خالل‬
‫الجدول(‪ )1‬معظم الصراعات يلعب فيها الجوار دور مهم في الصراعات وذلك‬
‫لالحتكاك في الموار وعدم وجود حدود فاصلة بين ديار القبائل‪ ،‬وعزز ذلك‬
‫(خليفة‪2013،‬م) الذي أشار إلى أن كل الصراعات التي نشأت في دارفور هي‬
‫في األصل بين الجوار القبلي‪ .‬والجدير بالذكر إن الصراع في دارفور يمكن أن‬
‫يحدث بين القبائل ألبسط األسباب؛ فقد يكون السبب نزاع بين شخصين يتطور‬
‫لصراع قبلي بدافع الحمية‪ ،‬أو نتيجة دخول بعض الحيوانات في مزرعة من‬
‫المزارع وما يتبع ذلك من محاولة الهروب من رفع الضرر أو المبالغة فيه‪ ،‬أو‬
‫الن ازع في كيفية استغالل مورد من الموارد‪ ،‬ولكن بصفة عامة ظاهرة الصراع في‬
‫دارفور هي ظاهرة قديمة متجددة ترجع لعدة أسباب منها ما هو طبيعي وما هو‬
‫بشري ولكنها في مجملها ترجع ألسباب مختلفة ومتداخلة يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً األسباب الطبيعية‪ :‬هناك العديد من العوامل الطبيعية التي ساعدت علي‬
‫انتشار الصراع في إقليم دارفور من أهم مؤشراتها ما يلي‪:‬‬
‫(أ) تراجع معدالت األمطار‪ :‬تراجعت معدالت األمطار خالل القرن الماضي‬
‫وبدايات هذا القرن بصورة كبير خالل الفترة ما بين ‪2005-1949‬م مما أثر‬
‫على اإلنتاج واإلنتاجية بصورة واضحة كما في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪282‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫جدول (‪ )2‬معدالت األمطار خالل الفترة ما بين‪2005-1946‬م‬


‫‪-1976‬‬ ‫‪-1949‬‬
‫نسبة التغير‬ ‫تناقص (ملم)‬ ‫المحطة‬
‫‪2005‬م‬ ‫‪1975‬م‬
‫‪%34‬‬ ‫‪)93( -‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪272‬‬ ‫الفاشر‬
‫‪%16‬‬ ‫‪)72( -‬‬ ‫‪376‬‬ ‫‪448‬‬ ‫نياال‬
‫‪%24‬‬ ‫‪)126( -‬‬ ‫‪428‬‬ ‫‪564‬‬ ‫الجنينة‬
‫المصدر ‪ :‬البالني ‪2015( ،‬م)‬
‫نالحظ من خالل الجدول (‪ )2‬هناك تراج كبير في معالت األمطار في‬
‫الثالثة محطات الرئيسة بنسبة ‪ %34‬و‪ %16‬و‪ %24‬للفاشر ونياال والجنينة على‬
‫التوالي‪ .‬وهذا التراجع في معدالت األمطار يؤثر بصور كبيرة على التنوع‬
‫البيولوجي وقدرة األرض‪ ،‬وفي اإلنتاج واإلنتاجية بصورة عامة مما يؤدي إلى‬
‫خلق است ارتيجيات تكيف جديدة مثل التوسع الزراعي والرعوي مما يزيد من فرص‬
‫االحتكاك بين الرعاة والمزارعين‪ .‬ونالحظ خالل الجدول(‪ )1‬أن حوالي ‪ %36‬من‬
‫الصراعات الواردة عبارة عن صراعات بسبب التنافس في المراعي وترتفع هذه‬
‫النسبة إلى ‪ %54‬إذا اعتمدنا الصراع حول المراعي وأسباب أخرى‪.‬‬
‫(أ) موجات الجفاف‪ :‬هناك ثالث موجات ضربت إقليم دارفور عام (‪1964‬م)‬
‫و( ‪1975-1970‬م)‪ .‬و(‪1985-1983‬م) و(‪1994‬م) هذه الموجات أدت إلى‬
‫تغيرات بيئية كبيرة وحراك سكاني واسع من شمال اإلقليم إلى األجزاء الجنوبية‬
‫األقل تأثي اًر بالجفاف‪ ،‬وبمرور الزمن نتيجة للهجرات القبلية ظهرت بعض النزاعات‬
‫بين القبائل الوافدة وصاحبة الديار؛ نتيجة للتنافس حول الموارد الطبيعية واستخدام‬
‫األرض‪ ،‬والتنظيم اإلداري للوافدين والحقوق المدنية بناء على تواجدهم في‬
‫األراضي الجديدة‪.‬‬
‫(ج) انخفاض خصوبة التربة‪ :‬هناك تراجع كبير في القدرة البيولوجية للتربة عند‬
‫مقارنة اإلنتاج سابقاً وفي الوقت الراهن؛ وذلك من خالل مؤشرات إنتاج الفدان‬

‫‪283‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫لمحصول الدخن باعتباره المحصول الغذائي الرئيس في دارفور‪ ،‬حيث تناقص‬


‫معدل إنتاج الفدان من الدخن في القوز‪ 1‬من ‪ 12-8‬جوال للمخمس‪ 2‬في‬
‫الخمسينيات إلي أقل من جوال في الثمانينات و حتى بداية القرن الحالي " (فضل‬
‫‪2002 ،‬م )‪ ،‬وفي دراسة حديثة أجريت في جامعة الفاشر أورد محمد(‪2021‬م)‬
‫إن ‪ %38‬من مزارعي محلية كتم بشمال دارفور ينتجون أقل من جوال في‬
‫المخس(‪ 1.25‬فدان) ترتب على هذا الت ارجع في القدرة اإلنتاجية لألرض توسع‬
‫أفقي بصورة كبير في األ ارضي الزراعية على حساب المساحات الرعوية‪ ،‬علماً‬
‫بأن هناك مساحات ال تصلح إال للرعي أصبحت تزرع اآلن(زراعة حدية) ؛ نتج‬
‫عن ذلك قفل بعض المراحيل والمسارات التقليدية للرعاة مما يؤدي ذلك في كثير‬
‫من األحيان إلى االحتكاك المباشر بين الرعاة والمزارعين‪ .‬وفي هذا الصدد أورد‬
‫إبراهيم (‪ ( Ibrahim,1984‬في دراسته عن االختالل البيئي في السودان بالتركيز‬
‫على والية شمال دارفور أن المنطقة الزراعية تراجعت نحو‪ 200‬كلم جنوباً وأن‬
‫الطرق التقليدية الستخدام األرض أصبحت غير ذات جدوى‪ .‬وأورد كل من بليكي‬
‫‪ ،‬وبردكفيلد ( ‪2000‬م ) أن تدني إنتاجية األرض آخذة في الزيادة ببطء وهي‬
‫أزمة تهدد الحضارة اإلنسانية ككل‪ ،‬كذلك تدهور النظام البيئي يتم بصورة طبيعية‬
‫دون تدخل اإلنسان أو حتى وجوده في بعض البيئات‪ ،‬وفي البعض يعتبر تدخل‬
‫اإلنسان هو العنصر الفعال في ذلك ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى تاريخ اإلنتاج الزراعي في دارفور كانت المساحة المزروعة‬
‫لكل مديرية دارفور في بداية الستينيات (‪ )761‬ألف فدان حسب تقرير التخطيط‬
‫اإلنمائي لعام ‪1961‬م ‪ ،‬بينما ازدادت هذه المساحة الزراعية في والية شمال‬
‫دارفور وحدها التي تمثل ‪ % 59.5‬من مساحة المديرية آنذاك إلى (‪4342763‬‬

‫‪ - 1‬تربة القوز هي التربة الرملية‬


‫‪ 2‬المخمس يساوي‪ 1.25‬فدان‬
‫‪284‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫) فداناً عام ‪2018‬م حسب تقرير و ازرة الزراعة والثروة الحيوانية لعام ‪2019‬م ‪،‬‬
‫أي بزيادة قدرها ‪.%470.7‬‬
‫ثانياً العوامل البشرية‪ :‬وهي األكثر تأثي اًر في الصراع؛ ألنها متعددة ومتداخلة‬
‫وشديدة التأثير بالعوامل الطبيعية السابقة ويمكن حصر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫الزيادة السكانية ونمط اإلنتاج‪ :‬شهد إقليم دارفور خالل الفترة بين التعداد السكاني‬
‫األول والخامس زيادة كبيرة في عدد السكان كما في الجدول (‪ )3‬ترتب على هذه‬
‫الزيادة تغير في نمط االنتاج واالنتاجية‬
‫جدول (‪ )3‬سكان إقليم دارفور خالل الفترة ‪2008-1956‬م‬
‫نسبة الزيادة‬ ‫عدد السكان‬ ‫السنة‬
‫‪-‬‬ ‫‪1329000‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪%36‬‬ ‫‪2077000‬‬ ‫‪1973‬م‬
‫‪%33‬‬ ‫‪3112000‬‬ ‫‪1983‬م‬
‫‪%32‬‬ ‫‪4638000‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪%38‬‬ ‫‪7515000‬‬ ‫‪2008‬م‬
‫المصدر‪ :‬الجهاز المركزي لإلحصاء(‪2009‬م) وحساب الباحث‬
‫من خالل الجدول(‪ )3‬نالحظ أن نسبة الزيادة خالل الفترة من ‪-1956‬‬
‫‪2008‬م كانت كبيرة حيث بلغت ‪ .% 564‬وهذه الزيادة ألقت بظاللها على نمط‬
‫الحياة المعيشية والعالقات بين سكان اإلقليم على الرغم من أن الزيادة السكانية‬
‫في حد ذاتها ليست مشكلة في الوقت الراهن وإنما تصبح مشكلة إذا كانت مرتبطة‬
‫بتقليدية اإلنتاج الزراعي والرعوي حيث يتطلب األمر التوسع أفقياً في الزراعة‬
‫وزياد أعداد القطيع بصورة طردية مع أعداد الرعاة والمزارعين‪.‬‬
‫زيادة أعداد الحيوان والرعي الجائر‪ :‬تبع الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدها‬
‫اإلقليم زيادة مماثلة في أعداد الثروة الحيوانية مع محدودية وفقر المراعي باإلقليم‪،‬‬
‫وإذا أخذنا والية شمال دارفور كمثال لزيادة أعداد الثروة الحيوانية نجد هذه الثروة‬
‫كانت (‪ )3699262‬عام ‪1976‬م حسب ما ورد في المجلة اإلحصائية‬
‫‪285‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫القتصادية الثروة الحيوانية (‪2002‬م )‪ ،‬بينما وصلت إلي (‪ ) 14462458‬عام‬


‫‪2018‬م حسب ما أورده الجهاز المركزي لإلحصاء بوالية شمال دارفور في تقريره‬
‫عن العرض االجتماعي واالقتصادي الثالث للوالية أي بزيادة قدرها ‪ %34‬عما‬
‫كانت عليه في السابق وهذه الزيادة تنطبق على كل اإلقليم‪ .‬وهذه الزيادة مستمرة‬
‫بزيادة أعداد الرعاة وطموحاتهم وتقليدية إنتاجهم ونظرتهم االجتماعية للثروة‬
‫الحيوانية‪ .‬وهذه الزياد تؤدي إلى الحمولة الرعوية الزائدة وبالتالي البحث عن المزيد‬
‫من المراعي مما ينتج عنه مزيد من االحتكاك بين الرعاة والمزارعين‪.‬‬
‫غياب التنمية‪ :‬ظل إقليم دارفور يعاني من غياب للتنمية المتوازنة منذ االستقالل‬
‫وحتى الوقت الراهن مما انعكس سلباً على الحياة االجتماعية واالقتصادية بين‬
‫السكان‪ ،‬وعمل على تكريس العزلة بين سكان اإلقليم‪ ،‬وظل إقليم دارفور يرزخ‬
‫في اإلنتاج التقليدي المتمثل في الزراعة والرعي بعيداً عن األنماط المعيشية‬
‫ووسائل كسب العيش الحديثة‪ ،‬والمشروعات القومية التي من شأنها النهوض‬
‫بالمجتمع؛ ولعل أكبر مشروع تنموي شهده األقليم مؤخ اًر هو طريق اإلنقاذ الغربي‬
‫الذي ربط العاصمة بإقليم دارفور بطول ‪ 1280‬كلم؛ ولكن هذا الطريق نفسة لم‬
‫يكتمل كما هو مخطط له بربط عواصم المحليات باإلقليم؛ بل هناك أهم قطاع‬
‫يربط واليات دارفور(نياال‪ -‬الفاشر) لم يكتمل بعد‪ .‬هذا فضالً عن عدم وجود أي‬
‫مشاريع تنموية أخرى يمكن أن تسهم في تنمية واستقرار اإلقليم سوى بعض‬
‫المشاريع التي لم يكتب لها النجاح واالستمرار مثل مشروع جبل مرة الزراعي‬
‫بوالية وسط دارفور‪ ،‬ومشروع ساق النعام بشمال دارفور‪ ،‬ومشروع الغزالة جاوزت‬
‫بجنوب دارفور وغيرها من المشروعات‪ .‬هذا اإلهمال أسهمت فيه كل الحكومات‬
‫الوطنية المتعاقبة في السودان مما ساعد على انتشار الفقر والبطالة وازدياد‬
‫معدالت الفاقد التربوي بصورة كبيرة في اإلقليم‪.‬‬

‫‪286‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وبالرجوع إلى تاريخ التنمية في السودان(قبل االستقالل) المالحظ هناك‬


‫إهمال إلقليم دارفور منذ الحكم الثنائي(‪1916‬م) لم يشهد إقليم دارفور أي مشروع‬
‫تنموي كبير يستهدف المجتمع‪ ،‬وأورد (النور‪2013،‬م) إن من بين( ‪)1170‬‬
‫مشروعاً تم تنفيذها في السودان بحلول عام ‪1956‬م لم يكن من بينها مشروعٌ‬
‫احد تم تنفيذه في دارفور‪ ،‬ولعل كل هذه األسباب جعلت هناك غبن تاريخي تجاه‬
‫و ٌ‬
‫المركز من أبناء دارفور‪.‬‬
‫‪.‬ضعف اإلدارة األهلية‪ :‬لعب زعماء القبائل خاصة إبان حقبة االستعمار دو اًر‬
‫كبي اًر في استقرار البالد بما يتمتعون به من كلمة نافذة وأحكام صارمة وسند‬
‫حكومي قوي‪ ،‬إضافة لقوة الشخصية والعالقات االجتماعية المتوازنة مع القبائل‬
‫األخرى والتي تتوج أحياناً بالمصاهرة حتى عام ‪1970‬م (يوسف‪2002 :‬م)‪.‬‬
‫ظلت الحكومات المختلفة تتدخل بصورة سافرة في اإلدارة األهلية تارة بالحل‬
‫كما حدث في عهد نميري عندما حل اإلدارة األهلية عام ‪1970‬م‪ ،‬أو خلق بعض‬
‫المناصب اإلدارية أو تعيين أفراد إلدارة بعض القبائل خارج مظلة اإلدارة التقليدية‬
‫كما أشار لذلك مندي(‪2021/3/10‬م) حيث أكد أن اإلدارات التقليدية في شمال‬
‫دارفور على سبيل المثال عددها (‪ )38‬إدارة إضافة حكومة اإلنقاذ عشرة إدارات‬
‫جديدة خارج نطاق القانون (يسمى رئيسها رئيس شئون قبيلة) وذلك خصماً على‬
‫سلطات ونفوذ اإلدا ارت القديمة لتصبح (‪ )48‬إدارة ‪ ،‬وتارة أخرى باالستقطاب‬
‫السياسي كما في عهد األحزاب‪ ،‬حيث ظلت معظم األحزاب والحكومات المختلفة‬
‫تسعي لكسب اإلدارات األهلية والقبائل بغرض التنافس فيما بينها وظهر ذلك‬
‫بصورة واضحة إبان الديمقراطية الثالث وفي عهد اإلنقاذ‪ .‬هذا التدخل أضعف‬
‫اإلدارة األهلية وأفقدها فاعليتها‪ .‬وفي هذا الصدد أشار البالني(‪2015‬م) إلى‬
‫بروز حركة االستقطاب الحزبي الحادة إبان الديمقراطية الثالثة (‪1989-1986‬م)‬

‫‪287‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫عندما عمد الحزبان الكبيران(األمة واالتحادي) إلى استقطاب سكان اإلقليم‬


‫بمداخل قبلية‪ ،‬حيث وقف حزب األمة إلى جانب القبائل العربية‪ ،‬بينما وقف‬
‫الحزب االتحادي إلى جانب القبائل األفريقية‪ ،‬كما أن عهد االنقاذ شهد استقطاب‬
‫عسكري منظم لمعظم القبائل العربية لمواجهة التمرد الذي قادته القبائل األفريقية‬
‫بحلول عام‪2003‬م‪ ،‬مما زاد الشقة بين أهل دارفور‪ .‬كما أن التمرد قد استهدف‬
‫اإلدارات األهلية في بدايته باعتبار اإلدارة األهلية هي أهم أزرع الحكومة في‬
‫اإلقليم‪ ،‬وفي هذا الصدد أورد تقرير مجموعة األزمات الدولية (‪2004‬م) أن‬
‫المتمردين الشباب ليس لديهم الثقة في الزعامات القبلية فقاموا في بعض األحايين‬
‫باختطافهم وطردهم من مناطق سيطرتهم‪.‬‬
‫األمر المثالي كي تحافظ اإلدارة األهلية على هيبتها ووقارها يجب أن تكون‬
‫بعيدة كل البعد عن العمل السياسي باعتبار أن من بين أبنائها أفراد ينتمون‬
‫لتيارات سياسية مختلفة‪ ،‬وبالتالي يجب أن تكون على مسافة واحدة بينهم؛ وهي‬
‫في ذلك أشبه بالشجرة الظليلة التي يستظل عليها كل من أصابه رهق الحياة‬
‫وتقاطعاتها‪.‬‬
‫نتيجة لتقليص الحكومات المختلفة لدور اإلدارات األهلية أو التدخل السافر‬
‫في شؤنها‪ ،‬أو استقطابها لالستقواء بها؛ هذا األمر أثر سلباً على أدائها وأفقدها‬
‫هيبتها‪ .‬كما أن للتغيرات الكبيرة التي حدثت للمجتمع دور كبير في ذلك حيث‬
‫أصبح الجيل الصاعد ينظر لإلدارة األهلية باعتبارها نمط من أنماط الرجعية‬
‫والتخلف وفي هذا الصدد أورد وادي(‪1998‬م) وأيده بعض رجاالت اإلدارة األهلية‬
‫منهم(طاهر‪ ،‬ورحمة هللا ‪2021/3/9،‬م) أن التغيرات االجتماعية واالقتصادية‬
‫وسط تلك المجموعات التقليدية في العقود األخيرة أدت إلى خلق نوع من بذرة‬
‫الصراعات بين المجموعات القبلية المختلفة‪ ،‬وهذه التغيرات متمثلة في مفاهيم‬

‫‪288‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ووسائل الحداثة مثل التعليم‪ ،‬ووسائل االتصال وغيرها؛ ألن هذه المفاهيم والوسائل‬
‫انتشرت وسط تلك المجموعات التقليدية بصورة غير منظمة مما أدى إلى اهتزاز‬
‫وتهديد النظم التقليدية المتوارثة والمتجذرة وسط المجموعات الريفية القائمة‪ .‬كما‬
‫أن غياب هيبة اإلدارة األهلية أدي إلى ظهور جيل جديد متشبث بالسياسة‪ ،‬يعمل‬
‫على إرضاء تطلعاته السياسية من خالل قيادتهم للقواعد الشعبية دون مراعاة للقيم‬
‫والموروث القبلي المبني على تقبل واحترام اآلخر‪.‬‬
‫غياب هيبة الدولة‪ :‬نتيجة للمركزية القابضة التي كانت تسيطر على الحكم في‬
‫السودان والموقع الجغرافي لإلقليم‪ ،‬وسوء وسائل الطرق والمواصالت‪ ،‬وضعف‬
‫نفوذ اإلدارة األهلية غابت روح السلطة في اإلقليم بصور تدريجية ‪ ،‬وأصبح‬
‫اإلفالت من العقاب سمة تصاحب معظم الحوادث حتى أصبح ال جدوى من‬
‫البالغ للشرطة أو الجهات األمنية والقانونية تجاهها‪ ،‬األمر الذي قوى من نفوذ‬
‫القبلية باعتبار القبيلة حاضرة أمنية واجتماعية يمكن اللجوء إليها للحماية‪ ،‬هذا‬
‫الوضع شجع المجرمين الرتكاب المزيد من الجرائم خاصة تلك التي تحمل‬
‫الصبغة القبلية طالما القانون ال يطال المجرمين‪ ،‬وخالل المقابلة التي أجراها‬
‫الباحث مع كل من مسبل ومجازي بتاريخ (‪2021-2-15‬م) كانوا يرون أن‬
‫الحكومات المختلفة أهملت اإلقليم في كل الجوانب بما في ذلك الجانب األمني‬
‫بصورة غير محسوبة مما ساعد على تفشي الفوضى وانحدار قيم المجتمع بصورة‬
‫كبيرة‪.‬‬
‫الصراع السياسي‪ :‬نتيجة للهجرات التي شهدها إقليم دارفور خالل سنين‬
‫الجفاف هناك بعض القبائل هاجرت إلى ديار قبائل أخرى لفترات طويلة وأصبحت‬
‫جزء من المكون االجتماعي فازداد عدد أفرادها وقوى نفوذها االقتصادي‬
‫واالجتماعي وبالتالي أصبحت تطالب بنوع من االستقاللية اإلدارية على مستوى‬

‫‪289‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫المشايخ والعموديات أو االستقالل التام عن أصحاب األرض‪ ،‬كذلك ازداد هذا‬


‫الطموح بالمطالبة بالحقوق المدنية السياسية كالسلطة المحلية أو الوالئية أو على‬
‫المستوى القومي وقد يستخدمون في ذلك وسائل شتى كالتحالف مع أقليات أخرى‬
‫في المنطقة مما يثير حفيظة أصحاب األرض‪ .‬وفي هذا الصدد أورد وادي‬
‫(‪1998‬م) أن التنافس اإلداري والسياسي في اإلقليم قد يكون سبباً في نشوب‬
‫العديد من الصراعات؛ كما هو معلوم أن اإلرث التاريخي والقبلي أعطى لكل قبيلة‬
‫أرضاً محددة تعرف بالدار‪ ،‬وأعطى القبيلة صاحبة الدار الحق في السيادة ولعب‬
‫الدور السياسي واإلداري على دارها واستخدام الموارد الموجودة عليها‪ .‬وأورد حقار‬
‫(‪2003‬م) في دراسة عن البعد السياسي للصرع القبلي في دارفور أن من أهم‬
‫مهددات السلم االجتماعي في دارفور هي مسألة ديار القبائل وما ينبني عليها‬
‫من سلب لحقوق األقليات وبالتالي كان يرى ضرورة أن تعيد الدولة النظر في‬
‫هذه األعراف القبلية التي أصبحت أحدى أهم أسباب الصراع في اإلقليم‪ ،‬ومن‬
‫خالل الجدول (‪ )1‬نجد أن ‪ %26‬من الصراعات الواردة هي ذات عالفة مباشرة‬
‫بالسيادة على األرض‪ ،‬ونماذج هذه الصراعات كما في الجدول (‪ )1‬وإفادة‬
‫عيسى( ‪2021/1/12‬م) هو الصراع المتجدد بين الرزيقات والمعالية‪ ،‬والرزيقات‬
‫مع الزغاوة في شرق دارفور عام‪1997‬م‪ ،‬والزغاوة والبرقد في حاكورة البرقد في‬
‫كل من مهاجريه وشعرية ولبدو وخزان جديد في عام ‪1991‬م واألعوام التي تلت‬
‫ذلك‪ ،‬والصراع بين الميما والزغاوة عام ‪1991‬م‪ ،‬والصراع بين القبائل العربية‬
‫بتداء من عام ‪1999‬م وغيرها من الصراعات‪.‬‬
‫والمساليت في والية غرب دارفور ا ً‬
‫انتشار السالح‪ :‬هناك انتشار كبير للسالح في اإلقليم أساسه يرجع للجوار‬
‫المفتوح واألنشطة العسكرية ظلت قائمة في دول الجوار التي تميزت بعدم‬
‫االستقرار السياسي لفترات طويلة مما سهل دخول السالح لإلقليم بصورة كبيرة‪،‬‬

‫‪290‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وفي هذا الخصوص ال توجد إحصائية دقيقة لعدد قطع السالح في إقليم دارفور‬
‫إال أنه حسب تقرير أورده عبد المنعم (‪2019‬م) لوكالة األناضول إن السالح‬
‫في دارفور يقدر بعشرات اآلالف على الرغم من أن ذات التقرير أورد أن الجيش‬
‫السوداني نفذ حملة كبرى لجمع السالح بلغت جملة األسلحة التي تم جمعها عام‬
‫يسير من ما هو موجود‬
‫اً‬ ‫‪2017‬م حوالى ‪ 15‬ألف قطعة‪ ،‬إال أنها ال تمثل إال جزءاً‬
‫فعلياً ومخبأ لدى الكثير من الناس‪ ،‬وهذا ما أكدته األحداث القبلية التي وقعت‬
‫خالل السنوات التي أعقبت جمع السالح‪.‬‬
‫الجوار المفتوح والتداخل القبلي مع دول الجوار‪ :‬إن للموقع الجغرافي إلقليم‬
‫دارفور أثر مباشر في اندالع النزاع‪ ،‬حيث يقع اإلقليم في غرب السودان‪ ،‬تمتد‬
‫حدوده لحوالي (‪2450‬كلم) وتشترك في حدوده ثالث دول إفريقية هي‪ :‬ليبيا حيث‬
‫تشارك السودان بنسبة ‪ %12‬من الحدود‪ ،‬وتشاد ‪ ،%53‬وأفريقيا الوسطى ‪،%35‬‬
‫وعلى الرغم من هذه الحدود الطويلة فال توجد حراسات أمنية كافية‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الحدود قد رسمها المستعمر بصورة عشوائية مما أدى إلى تقسيم بعض القبائل‬
‫مع دول الجوار(جحيش‪ ،‬ومحمد‪2018 ،‬م)‪ .‬هذا التقسيم العشوائي للحدود جعل‬
‫هناك تداخل قبلي بين دارفور والدول المجاورة بصورة كبيرة حيث نجد أنه هناك‬
‫عدد من القبائل المشتركة بين سكان اإلقليم والدول المجاورة خاصة دولة تشاد‬
‫التي تنتشر فيها حوالي ‪ 24‬قبيلة مشتركة بينها وبين السودان حسب ما أورده‬
‫وادي (‪ )1998‬مما يساعد على الجريمة العابرة وحماية بعض المجرمين وتكوين‬
‫حاضنة اجتماعية لهم عن طريق امتدادهم القبلي بين الدولتين وأشار عبد العظيم‬
‫( ‪2015‬م) إلى أن الجانب األكبر من الصراع في دارفور له جذور في تاريخ‬
‫غرب السودان في فترة ما بعد االستقالل‪ ،‬حيث أصبحت مخلباً سياسياً في‬
‫المناورات االستراتيجية التي بقوم بها السودان‪ ،‬وتشاد‪ ،‬وليبيا مع قيام كل دولة‬

‫‪291‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫من هذه الدول بتسليح الجماعات المتمردة في اإلقليم من أجل حماية مصالحها‬
‫فيه‪.‬‬
‫لهذا نجد أن التداخل القبلي مع الدول المجاور أحد أهم أسباب الصراع في‬
‫دارفور كما إنه يعتبر مهدد حقيقي لألمن القومي السوداني‪.‬‬
‫هشاشة المجتمع ‪ :‬من أهم خصائص المجتمع في دارفور أنه هش ألبعد الحدود‬
‫وتتمثل هذه الهشاشة في كونه مجتمع ريفي في معظمه‪ ،‬حيث تمثل نسبة سكان‬
‫الريف أكثر من ‪ %80‬كما سبقت اإلشارة‪ ،‬وإن نسبة التعليم ومخرجاته ضعيفة‬
‫جداً (رغم عدم وقوف الباحث على أي دراسة تؤكد ذلك)‪ ،‬فضالً عن أن إقليم‬
‫دارفور يعتبر من أكثر أقاليم السودان فق اًر‪ ،‬وفي هذا الخصوص أورد عبد الهادي‬
‫(‪2012‬م) أن إقليم دارفور احتل المرتبة األولى في قائمة أفقر المناطق في‬
‫السودان بنسية بلغت ‪%62‬؛ ذلك بناء على مسح أوردته االستراتيجية المرحلية‬
‫للحد من الفقر في السودان‪ ،‬ضف إلى ذلك أن إقليم دارفور هو مجتمع عشائري‬
‫يضم أكثر من ‪ 115‬قبيلة من أصل ‪ 570‬قبيلة سودانية‪ ،‬كما ينقسم سكان اإلقليم‬
‫بشكل عام إلى مجموعتين عرقيتين ‪ :‬أحدهما ذات أصول سامية عربية‪ ،‬واألخرى‬
‫ذات أصول حامية إفريقية‪ ،‬والقبائل العربية هم في الغالب رعاة ‪ ...‬بينما معظم‬
‫القبائل اإلفريقية هم زراع (خليفة‪2013 ،‬م)‪ .‬وهذه القبائل على كثرتها ليس بينها‬
‫انسجام كامل (بشقيها األفريقي والعربي) هي في معظمها عبارة عن كتل قبلية‬
‫متنافرة يكثر بين معظمها العداء السافر والتوجس‪ ،‬حيث نجد معظم القبائل ترتاب‬
‫من بعضها البعض لدرجة السذاجة في كثير من األحيان‪ ،‬وعادة ما يصاحب كل‬
‫ذلك سرعة انتشار اإلشاعات الهدامة حيث توجد البيئة المناسبة لها‪ ،‬وأصبح‬
‫بعض السياسيين وأنصاف المتعلمين يروجون لذلك بشدة ويعمدون على تهويل‬
‫أخطاء اآلخرين ويتصيدون لها الفرص‪ ،‬ليتناولوها في وسائل اإلعالم ومؤتمرات‬

‫‪292‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الصلح القبلية والمؤتمرات الخاصة بالقبائل التي نشطت وبصورة ملفتة للنظر في‬
‫اآلونة األخيرة‪ .‬وهكذا أصبحت بنية مجتمع دارفور بنية قوامها الهشاشة مبنية‬
‫على الريبة والشك في اآلخر‪ ،‬فوصل بذلك المجتمع درجة النفور وعدم تقبل‬
‫اآلخر والسعي للنيل منه والتشهير به متى ما سنحت الظروف لذلك (كوزي‪،‬‬
‫‪ ،)2004‬كما أشارت حسب هللا (‪2017‬م) إلى إن تكرار الحروب في دارفور‬
‫كرس النفور والكراهية بين أبناء القبائل المختلفة حتى إنهار جدار الثقة بينهم‬
‫تماماً‪ .‬وفي تقدير الباحث ساعدت قنوات التواصل واإلعالم الحديث التي أصبحت‬
‫متاحة بصورة واسعة على توسيع الشقة بين السكان‪ ،‬وأسوأ ما فيها أنها غير‬
‫منضبة أو مسيطر عليها‪ ،‬كما أنها سريع االنتشار وذات فاعلية كبيرة في توجيه‬
‫الرأي العام لدى المجتمعات الهشة‪ .‬وأكد البنك الدولي في تقريره لعام(‪2021‬م)‬
‫أن البلدان الهشة هي أكثر دول العالم التي يتفشى فيها الصراع والعنف منذ عام‬
‫‪2010‬م‪ ،‬وأشار إلى ضرورة الحد من الهشاشة في البلدان النامية للتقليل من‬
‫العنف الذي أصبح مالزماً لها‪.‬‬
‫تداعيات الصراع األهلي في إقليم دارفور‪ :‬هذه السلسة الطويلة من الصراعات‬
‫القبلية التي امتدت خالل الفترة من ‪2020-1932‬م والتي بلغت في جملتها‬
‫حوالي (‪ )62‬صراعاً ألحقت بالمجتمع العديد من األضرار تمثلت في اآلتي‪:‬‬
‫انقسام المجتمع ‪ :‬من خالل المقابالت التي أجرها الباحث مع بعض زعماء‬
‫اإلدارة األهلية وقيادات المجتمع منهم الناظر عبدالباقي ( ‪ )2021/1/10‬والملك‬
‫ريفة (‪2020/11/13‬م) أكدوا أن المجتمع كان يعيش عيشة تكاملية قوامها الود‬
‫واالحترام المتبادل‪ ،‬حيث يسهم كل مجتمع بما لديه من منتجات ( زراعية ‪-‬‬
‫رعوية) في إطار التكامل االقتصادي‪ ،‬وإن حدثت أي مشكالت (خاصة بين‬
‫الرعاة والمزارعين) يتم تداركها بكل سهولة ويسر عن طريق اإلدارات األهلية وفقاً‬

‫‪293‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫لألعراف والتقاليد السائدة؛ ولكن في الوقت الراهن اتضح بما ال يدع مجاالً للشك‬
‫كبير‪ ،‬وتم تصنيفه إلى (زرقة وعرب) وهو تصنيف‬
‫أن المجتمع قد انقسم انقساماً اً‬
‫غير دقيق ذو طابع سياسي‪ ،‬ولكنه أصبح واقعاً معيش !! رغم الروابط األزلية‬
‫بين المجتمع‪ ،‬والتداخل الكبير بين القبائل‪ ،‬وعلى الرغم من صعوبة التمييز بين‬
‫القبائل على هذا االساس‪ .‬واألمر المثير للدهشة أن الصراعات الواردة في الجدول‬
‫(‪ )1‬لم تقتصر على ذلك التصنيف حيث نجد حوالي ‪ %55‬من الصراعات الواردة‬
‫أما بين القبائل العربية نفسها(‪ )%42‬أو بين القبائل غير العربية مع بعضها‬
‫البعض(‪)13‬؛ وبالتالي تصنيف الصراع علي أساس(زرقة وعرب غير صحيح)‬
‫ولعل أكثر الحروب بشاعة شهدها اإلقليم هي التي دارت بين قبيلتي البني حسين‬
‫واألباله خالل الفترة بين ‪2014-2013‬م وكالها من القبائل العربية حيث أورد‬
‫( كوزي‪2017،‬م) أن جملة الخسائر في األرواح في تلك الحرب بلغت (‪1627‬‬
‫) قتيالً‪ ،‬و‪ 730‬جريحاً‪ ،‬وهي أعلى حصيلة للضحايا بين كل الحروب في اإلقليم‪.‬‬
‫إدارة الصراع في اإلقليم كأزمة من أزمات المجتمع‪ ،‬أصبح صعب جداً‬
‫ومعقد حيث يرى العديد من أبناء اإلقليم الذين التقاهم الباحث منهم مدير مركز‬
‫أبحاث دارفور األسبق (الزين‪2021/02/18،‬م) أن الصراعات لم تكن بالنمطية‬
‫القديمة لذلك أصبحت آليات فضها القديمة غير ذات جدوى! نتيجة للتحوالت‬
‫والمتغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع‪ ،‬األمر الذي يتطلب إعادة النظر في‬
‫الكثير منها‪ .‬وأورد (‪ )Chrisation,2013‬بأن العنف في دارفور أخذ يرتبط‬
‫ارتباطا مباش اًر بقضايا تشكيل الهوية النفسية واالجتماعية‪ ،‬على خلفية االستقطاب‬
‫بين أولئك الذين يصنفون أنفسهم بأنهم عرب‪ ،‬وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم من‬
‫األفارقة‪.‬‬

‫‪294‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫وعلى ٍ‬
‫كل آثار هذا االنقسام ستظل باقية في المجتمع لفترات طويلة قادمة ما‬
‫لم تجد المعالجة بالحكمة الالزمة في ظل الفقد الكبير في األرواح الذي يقدره‬
‫البعض بمئات اآللف‪ ،‬وفي هذا الصدد أورد (الباللي‪2015،‬م)‪ .‬أن الص ارع في‬
‫دارفور خلف‪200‬الف قتيل فضالً عن الهجرة القسرية لما يقارب ‪ 2.5‬مليون‬
‫شخص داخل وخارج السودان‪ .‬وفي نفس الوقت أورد(‪ )Danielova,2104‬أن‬
‫ضحايا الحرب بلغ حوالي‪400‬ألف نسمة‪ ،‬علماً بأنه ال توجد معلومات دقيقة‬
‫ومحايدة تحديد حجم الضحايا حتى اآلن‪.‬‬
‫التمرد علأ الدول‪ :‬أجمع معظم الباحثين على أن التمرد الذي اندلع في إقليم‬
‫دارفور عام ‪2013‬م‪ ،‬يرجع أساساً إلى تراكم عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية‬
‫ساهمت فيها كل الحكومات الوطنية المتعاقبة بدرجات متفاوتة‪ ،‬ولكن من الواضح‬
‫أن الصراعات األهلية التي الزمت اإلقليم لفترة طويلة دون وجود بوارق أمل للحل‬
‫هي أهم بواعث إعالن التمرد على السلطة؛ السيما وأن إعالن التمرد جاء في ظل‬
‫انقسام مجتمعي كبير‪ ،‬وحروبات متعددة بوتيرة متصاعدة مع وجود أبعاد إثنية‬
‫تحرك بعض هذه الصراعات‪ ،‬لذلك رفض البعض فكرة التمرد واعتبرها استهداف‬
‫له‪ ،‬وهذا موقف معظم القبائل العربية‪ ،‬وأيد البعض اآلخر مبدأ التمرد واعتبره‬
‫مناصر له وهذا موقف معظم القبائل غير العربية‪ ،‬مع وجود قبائل تنتمي للطرفين‬
‫بعضها مع هذا واألخرى مع ذاك‪ .‬وفي هذا الصدد هناك العديد من الدراسات‬
‫تشير إلى أن التمرد الذي اندلع في دارفور أساسه قبلي من ثم تطور فيما بعد‬
‫إلى تمرد سياسي على الدولة‪ ،‬حيث أفاد الملك حسب النبي (‪2121/2/27‬مم)‬
‫أن سبب دخول الزغاوة للتمرد يرجع في األصل إلى مشكلة بينهم وبين بعض‬
‫القبائل العربية (أوالد زيد) حيث قتل منهم حوالي ‪ 45‬فرداً‪ ،‬وعندما حاول أولياء‬
‫الدم االنتقام واجهوا ممانعة وتسويف من اإلدارة األهلية(بهدف إيجاد حل عرفي)‪،‬‬

‫‪295‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫ولما استفحل األمر ووصلت األمور إلى طريق مسدود تمت مطاردتهم بغرض‬
‫الزج بهم في السجون األمر الذي جعلهم يفرون إلى جبل مرة ليلتحقوا بخلية التمرد‬
‫التي أسسها الفور في جبل مرة نتيجة الحتكاكات المتكررة بينهم وبين الرعاة من‬
‫القبائل العربية وفشلت الحكومة في إيجاد حل لهذا المشكل المتكرر‪ .‬لذا نجد أن‬
‫التمرد الذي شهده اإلقليم جاء نتيجة طبيعية للسيولة األمنية واألوضاع االقتصادية‬
‫واالجتماعية الهشة التي يعيشها اإلقليم حيث وجد بعض المغبونين من أبناء‬
‫اإلقليم الفرصة مناسبة إلعالن التمرد على الدولة بدون حساب لماالت األحداث‪،‬‬
‫فكان انفجار التمرد إلى العلن في مارس‪2003‬م‪.‬‬
‫التدخل الدولي‪ :‬عملت النخبة السياسية التي حكمت السودان منذ االستقالل على‬
‫إهمال وتجاهل مطالب القوة الكامنة وراء التجمعات اإلقليمية‪ ،‬حيث تجاهلت‪،‬‬
‫العمل على تبني مشروع حضاري من شأنه بناء الدولة‪ ،‬وجعلها مرجعية وحيدة‬
‫لكل السودانيين‪ ،‬بصرف النظر عن العرق أو اللغة أو اإلقليمية‪ ،‬وهو ما كرس‬
‫العرق كمرجعية لمن ينحدر منهم وهو ما ظهر جليا في دار فور(جحيش ومحمد‪،‬‬
‫‪2018‬م) كما إن فشل الحكومات المتعاقبة في خلق نسيج اجتماعي متناغم‬
‫وإحداث تنمية متوازنة في السودان‪ ،‬جعل أهل دافور بال استثناء يشعرون بالغبن‬
‫والجفوة من جراء ضعف نصيبهم من التنمية مقارنة ببعض أقاليم السودان على‬
‫الرغم من كونهم يختلفون في وسيلة تحقيق هذا الهدف والسقف الممكن‪ .‬من‬
‫جانب آخر فشلت حكومة اإلنقاذ صاحبة أطول فترة زمنية (‪ 30‬سنة من الحكم)‬
‫في التعاطي مع واقع دارفور مما يجعلها تحمل الوزر األكبر السيما وأنها بهذه‬
‫الفترة الطويلة لم تستطع الحد من الشعوبية المتنامية التي أصبحت تأجج من حد‬
‫الصراعات األهلية‪ ،‬وعندما بلغت هذه الصراعات ذروتها بانفجار التمرد لم‬

‫‪296‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫تتعاطى معه بالشكل المطلوب‪ ،‬حيث فضلت الحسم العسكري بدالً من الخيارات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫دخلت الحكومة في حرب مفتوحة مع المتمردين ولم تدرس تداعياتها المحلية‬
‫واإلقليمية والدولية؛ وكان خيا اًر خاطاً األمر الذي فتح الباب واسعاً على مصراعيه‬
‫للتدخالت األجنبية‪ ،‬وبما أن الدول الفاعلة في السياسة الدولية تبحث عن ثغرات‬
‫لتحقيق مصالحها االستراتيجية في المناطق الملتهبة تفتحت شهيتها في التدخل‬
‫في إقليم دارفور الغني بالموارد وكانت األسباب متوفرة‪ ,‬وفي هذا الخصوص أشار‬
‫(جحيش ومحمد‪2018 ،‬م) إلى أن التنافس األمريكي الصيني األوروبي أدى‬
‫إلى الدفع بالشركات البترولية المنتمية لكل من األقطاب الثالث (ألجل الحصول‬
‫صعده‬
‫على امتيازات تنقيب في إقليم دارفور الغني بالطاقة) مما حرك النزاع و ٌ‬
‫في هذا اإلقليم‪ .‬كما أن التدخل األجنبي جعل السودان في إطار عزلة جيوبلتيكية‪،‬‬
‫من خالل فرض العقوبات عليه وهو ما انعكس على البنية السياسية واالقتصادية‬
‫وحتى التماسك االجتماعي(الباللي‪ .)2015‬ومن جانب آخر المعالجة الخاطئة‬
‫لهذا الصراع مكنت المجتمع الدولي من سلب إرادة السلطة الحاكمة وتشوية صورة‬
‫السودان الخارجية بحيث أصبح السودان أكثر دولة بعد اسرائيل اتخذت في شأنها‬
‫ق اررات داخل أروقة األمم المتحدةـ‪ ،‬وفي هذا الخصوص أورد دوسة (‪2013‬م)‬
‫أن أول دخول لألمم المتحدة للسودان في خط األزمة قد جاء عبر القرار ‪1564‬‬
‫والخاص بإرسال لجنة تحقيق إلى دارفور عام ‪2004‬م ‪ ...‬وخالل ثماني سنوات‬
‫من تأزم النزاع في إقليم دارفور (‪2011-2003‬م) أصدر مجلس األمن ثمانية‬
‫وثالثين ق ار اًر بشأن الوضع في السودان أكثرها بخصوص دارفور حصرياً‪ .‬كما‬
‫أن وجود منظمات ووكاالت األمم المتحدة الكثيف في دارفور ووجود المنظمات‬

‫‪297‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫الطوعية من مختلف الجنسيات قد خلق مناخياً جيداً للمخابرات األجنبية التي‬


‫عادة ما تجد ضالتها في هذه الظروف فتشكل تهديداً لألمن القومي‪.‬‬
‫إلى جانب قصر نظر الحكومة في التعاطي مع هذه القضية ما أورد السودان‬
‫إلى المهالك‪ ،‬كما نجد أن الحركات المسلحة نفسها أخطأت خطأً كبي اًر بعدم قراءة‬
‫الواقع االجتماعي بصورة جيدة وتبنيها لحمل السالح كان فيه تعجل‪ ،‬وهناك‬
‫خيارات كثيرة يمكن أن يلتف حولها سكان اإلقليم مثل (التظاهر‪ ،‬أو االحتجاج‪،‬‬
‫أو العصيان المدني)؛ ألن البنية االجتماعية لدارفور معقدة لدرجة بعيدة‪ ،‬وما‬
‫يؤكد ذلك نجد أن الحركات المسلحة نفسها قد تشرذمت وانقسمت ألكثر من‬
‫ثالثين حركة في قضية األصل فيها التنمية المتوازنة‪ ،‬وبرر ذلك الزين‬
‫(‪2021/2/18‬م) لعدم نضج الحركات المسلحة والذاتية التي الزمت العديد منها‪.‬‬
‫وفي هذا الخصوص أورد مختوم( ‪2017‬م ) أن الجميع خرج من المعركة وهو‬
‫خاسر! خسر التمرد المجتمع الذي كان يظن أن التمرد يعمل السترداد حقوقه‬
‫الوطنية المسلوبة‪ .‬بل تلقى المجتمع ضربات موجعة من (حركات التمرد التي‬
‫كانت تستهدفه والحكومة على حد سواء) وخسرت الحكومة المجتمع الدولي الذي‬
‫وصمها بارتكاب جرائم الحرب واإلبادة الجماعية وخسر الكل المعركة (حكومة‬
‫ومجتمعا وحركات متمردة) وكان الرابح الوحيد هو القوى االستعمارية المتدثرة‬
‫بثوب المجتمع الدولي‪ ،‬ومن هنا جاء التدخل الخارجي النتهاز الفرصة لتنفيذ‬
‫مخططاته االستعمارية‪ ،‬حيث أوعز لمجلس األمن بإصدار الق اررات وفقاً للبند‬
‫السابع لميثاق األمم المتحدة للتدخل عسكرياً حفاظاً على األمن والسلم الدوليين ‪.‬‬
‫فكان إنزال قوات (اليوناميد( األمم المتحدة واالتحاد األفريقي في دارفور‪.‬‬

‫‪298‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫من خالل االطالع على أدبيات البحث والعمل الميداني خرج الباحث بالعديد من‬
‫النتائج التي جاءت متوافقة مع الفروض‪ ،‬ومجيبة على أسئلة البحث وهي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬لعب العامل البيئي المتمثل في تراجع معدالت األمطار‪ ،‬وموجات الجفاف‪،‬‬
‫ونقص القدرة البيولوجية لألرض دو اًر مهماً في خلق العديد من الصراعات األهلية‬
‫والزيادة من حدتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الزيادة الكبيرة في عدد السكانية والحيوان وتقليدية اإلنتاج من أهم أسباب‬
‫التنافس في الموارد‪ ،‬حيث زاد عدد السكان بنسبة كبيرة بلغت حوالي ‪ %564‬خالل‬
‫الفترة بين (‪2008-1956‬م وهذه الزيادة ألقت بظاللها على نمط اإلنتاج‬
‫واإلنتاجية والعالقات االجتماعية بين سكان اإلقليم‪.‬‬
‫‪-3‬غياب التنمية المتوازنة في السودان خلق غبناً لمعظم أبناء اإلقليم وانعكس‬
‫ذلك على أسلوب التعبير بين مكونات المجتمع‪ ،‬وألقى بظالله على العالقات‬
‫االقتصادية واالجتماعية بين السكان‪.‬‬
‫‪ -4‬انتشار الريبة والشك وانهيار جدار الثقة بين المكونات االجتماعية وأصبحت‬
‫الحيطة والحذر هما سيدي الموقف عند التعامالت العادية وفي القضايا ذات‬
‫الشأن المشترك‪.‬‬
‫‪-5‬عدم صحة االعتقاد السائد بأن طبيعة الصراع في اإلقليم بين مكونات عربية‬
‫األصل وأخري غير عربية األصل (زرقة وعرب) بدليل أن ‪ %55‬من جملة‬
‫الصراعات ال تحمل هذه الصفة ‪.‬‬

‫‪299‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪-5‬نتيجة إلهمال المشكالت المثيرة للصراع األهلي باإلقليم وتبني حلول إسعافية‬
‫لها تعقدت هذه المشكالت وخرجت عن سيطرة الدولة وأصبحت مدخالً للتدخل‬
‫الدولي مما أضفت سيادة الدولة على اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -7‬لعب التنافس حول الموارد دو اًر مهماً في تأجيج الصراع األهلي في اإلقليم‬
‫حيث نجد‪ %36‬منها عبارة عن صراعات موارد وترتفع هذه النسبة إلى ‪ %54‬إذا‬
‫اعتمدنا الصراع حول الموارد وأسباب أخرى متباينة‪.‬‬
‫‪-8‬ارتبط التمرد الذي شهده اإلقليم بأبعاد تنموية واقتصاده واجتماعية وسياسية‬
‫متداخلة عجل الصراع األهلي (المتكرر) من بروزه على السطح عام ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪-9‬لعبت هشاشة المجتمع دو اًر كبي اًر في الصرع األهلي حيث تمثل حياة الريف‬
‫حوالي ‪ ،%80‬ونسبة الفقر ‪ ،%62‬فضالً عن تفشي األمية وضعف مخرجات‬
‫التعليم مما انعكس سلباً على الحياة االجتماعية واالقتصادية في اإلقليم وساعد‬
‫على التخلف وعدم قبول اآلخر‪.‬‬
‫التوصيات‪ :‬من خالل النتائج التي توصل إليها الباحث يوصي باآلتي‪:‬‬
‫‪-1‬على السلطات الحكومية العمل على التوازن اإلقليمي في التنمية واالنحياز‬
‫بصورة إيجابية لألقاليم المتخلفة تنموياً ؛ منعاً ألي ثغرات من شأنها تهدد كيان‬
‫الدولة والمجتمعات المحلية األقل نمواً‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة تحسين وسائل اإلنتاج ونقل المواطنين من اإلنتاج التقليدي إلى‬
‫الحديث صوناً للبيئة وتقليالً للتنافس حول الموارد بين سكان اإلقليم‪.‬‬
‫‪-3‬على السلطات الحكومية توفير األمن والحماية لكافة المواطنين بصورة متوازنة‬
‫حتى ال تضعف العالقة بين الدولة والمواطن فتحل القبيلة محلها‪ ،‬وبذلك ينهدم‬
‫أهم ركن من أركان الدولة‪.‬‬

‫‪300‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪-4‬على الدولة تدعيم الوشائج االثنوجرافية وزرع الثقة بين سكان اإلقليم من خالل‬
‫البرامج الوطنية والتربوية والعقدية منعاً لالنقسام المجتمعي وحفاظاً على لحمة‬
‫الوطن والمواطنين‪.‬‬
‫‪-5‬على جهات االختصاص تبني حلول موضوعية ومستدامة للص ارعات األهلية‬
‫المتكررة بدالً عن تلك اإلسعافية المتبعة التي ثبت عدم جدواها في معالجة جذور‬
‫الصراعات األهلية في اإلقليم‪.‬‬
‫‪-6‬على جميع أفراد المجتمع إعمار مبدأ حسن الجوار واالحترام المتبادل‪ ،‬وإحكام‬
‫مبدأ سيادة القانون ألي خالفات يمكن أن تنشأ وسط المجتمع‪.‬‬
‫‪-7‬على األحزاب والسلطات الحكومية االبتعاد عن تسيس القبائل بغية كسب‬
‫المؤيدين؛ ألن ذلك من شأنه تقسيم المجتمع وإثارة النعرات القبيلة‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوالً الكتب‪:‬‬
‫القران الكريم‬
‫‪-1‬آدم‪ ،‬إيدام عبد الرحمن (‪2001‬م) مهددات التعايش السلمي بدارفور ‪ ،‬دراسة مقدمة‬
‫لمعهد دراسات السالم ‪ ،‬بجامعة زالنجي ‪ ،‬الناشرون مركز دراسات السالم والتنمية ‪،‬‬
‫جامعة زالنجي ‪.‬‬
‫‪-2‬أحمد‪ ،‬إدريس يوسف (‪2017‬م) حقيقية الحواكير‪ ،‬األراضي المجتمعية ونظام اإلدارة‬
‫األهلية في دافور ومذكرات جي إي أتش باوستيد (‪1938-1935‬م)‪،‬سنار عاصمة‬
‫الثقافة االسالمية‪ ،‬شركة مطابع العملة المحدودة‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬
‫‪-3‬أيوب‪ ،‬منى محمد طه (‪2001‬م)‪ :‬الصراعات بين المزارعين والرعاة ‪،‬والية غرب‬
‫دار فور ‪ ،‬دراسة مقدمة لمعهد دراسات السالم بجامعة زالنجي ‪ ،‬الناشرون مركز دراسات‬
‫السالم والتنمية ‪ ،‬جامعة زالنجي ‪.‬‬

‫‪301‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪-4‬جحيش‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬ومحمد‪ ،‬سليمان أبكر(‪2018‬م) دور األطراف الخارجية في‬
‫النزاعات الدولية دراسة حالة النزاع في إقليم دارفور ‪2014-2003‬م‪ ،‬المركز العربي‬
‫للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‪.‬‬
‫‪ -5‬دوسة‪ ،‬عبد الجبار محمود(‪2013‬م) دارفور وأزمة الدولة في السودان‪ ،‬مكتبة جزيرة‬
‫الورد‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪-6‬هارون‪،‬محمد محجوب (‪2013‬م) السالح والسياسية في دارفور‪ :‬تداعيات األزمة‬
‫على الساحة السياسية تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد‬
‫أحمد ولد سالم مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬الدار العربية للنشر‪.‬‬
‫‪ -7‬وادي‪ ،‬الطيب إبراهيم (‪1998‬م) رؤى حول النزاع القبلي في إقليم دارفور‪ -‬الصراع‬
‫القبلي وآلية حل مشاكل األسر المتضررة في إقليم دارفور ‪ ،‬تحرير آدم الزين محمد‪،‬‬
‫والطيب إبراهيم وادي‪ ،‬الطباعة والنشر معهد الدراسات األفريقية واألسوية ومنظمة‬
‫فريدرش ايبرت األلمانية‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬
‫‪ -8‬محمد صالح ‪ ،‬التجاني مصطفي (‪ )1999‬الصراع القبلي في دارفور ‪ ،‬أسبابه‬
‫وتداعياته وعالجه ‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة المحدودة‪ ،‬الخرطوم ‪.‬‬
‫‪ -9‬المشابقة‪ ،‬أمين‪ ،‬والطيب‪ ،‬ميرغني أبكر (‪2012‬م) دارفور الواقع الجيوسياسي‬
‫الصرع المستقبل‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ -10‬العقيد‪ ،‬سيد أحمد على عثمان (‪2007‬م) دارفور والحق والمر‪ -‬الماضي الحاضر‬
‫المستقبل‪ ،‬دراسة سياسية تحليلية من منظور تاريخي‪ ،‬الدار العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهر‪.‬‬
‫‪ -11‬خليفة‪ ،‬محمد األمين خليفة (‪2013‬م) دارفور حصاد األزمة بعد عقد من الزمان‬
‫تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد أحمد ولد سالم مركز‬
‫الجزيرة للدراسات‪ ،‬الدار العربية للنشر‪.‬‬

‫‪302‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ -12‬النور‪ ،‬خالد التيجاني (‪2013‬م) اقتصاد الحرب وحروب االقتصاد دارفور نموذجاً‬
‫تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد أحمد ولد سالم مركز‬
‫الجزيرة للدراسات‪ ،‬الدار العربية للنشر‪.‬‬
‫الرسائل الجامعية‬
‫‪-1‬أحمد‪ ،‬محمد أحمد محمد (‪2017‬م) الصرعات القبلية وأثرها على االستقرار السياسي‬
‫بوالية شرق دارفور في الفترة ما بين ‪2015-2003‬م رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬‬
‫كلية الدراسات العليا جامعة الفاشر‪.‬‬
‫‪ -2‬بليكي ‪ ،‬وهارولد ‪ ،‬بيرز ‪ ،‬كفيلد (‪2000‬م) المجتمع وتدهور األرض ‪ ،‬ترجمة زينب‬
‫العبيد أحمد ‪ ،‬رسالة ماجستير في الترجمة ‪ ،‬كلية الدراسات العليا جامعة الخرطوم ‪.‬‬
‫‪ -3‬مسعود‪ ،‬بن فاضل رياض شابي (‪2015‬م) تأثير النزاعات اإلثنية على بناء الدولة‬
‫في إفريقيا‪ -‬دراسة حالة السودان‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪.‬‬
‫‪ -4‬حسب هللا‪ ،‬نور الشام سالم أسرم (‪ )2017‬الصراع في دارفور عالقته باالكتئاب‬
‫لدى عينة مختارة من الطالب النازحين وغير النازحين بدارفور‪ ،‬مجلة العلوم التربوية‪،‬‬
‫جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا العدد الثالث ‪ ،‬المجلد رقم ‪ 16‬الخرطوم ‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪ -4‬حقار‪ ،‬على أحمد (‪2003‬م) البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور رسالة‬
‫ماجستير منشورة ‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة – جامعة أمدرمان اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -6‬كوزي‪ ،‬سعيد علي (‪2004‬م) الرعي المتنقل وأثره على البيئة والمجتمع دراسة‬
‫تطبيقية على محلية كبكابية رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية الد ارسات العليا‪ ،‬جامعة‬
‫الخرطوم ‪.‬‬
‫‪ -7‬محمد‪ ،‬أحمد أبكر آدم (‪2021‬م) النشاط الرعوى وأثره على اإلنتاج الزراعي –‬
‫دراسة حالة محلية كتم في الفترة ما بين ‪2018-2014‬م رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫كلية‪ ،‬الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الفاشر‪.‬‬

‫‪303‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ -8‬مسعود‪ ،‬بن فاضل رياض شابي(‪ )2016‬تأثير النزاعات اإلثنية على بناء الدولة‬
‫في أفريقيا دراسة حالة السودان‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬جامعة العربي التبسي‪،‬‬
‫تبسة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -9‬مختوم‪ ،‬حبيب أحمد ( ‪ )201‬النزاعات حول الموارد الطبيعية في إقليم دارفور‪-‬‬
‫محلية رهيد البردي نموذجاً (‪2010-2005‬م) رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬مركز‬
‫دراسة وثقافة السالم‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫‪ -10‬نور‪ ،‬محمد أحمد (‪2002‬م) الصراعات القبلية في دارفور‪ ،‬األسباب اآلثار على‬
‫البيئة االجتماعية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬جامعة‬
‫الخرطوم‪.‬‬
‫‪ -11‬عبدهللا‪ ،‬هاجر جيالني (‪2015‬م) اآلليات التقليدية لدرء النزاعات – دراسة حالة‬
‫جنوب دارفور رسالة دكتوراة غير منشورة ‪ ،‬كلية الدراسات العليا جامعة السودان للعلوم‬
‫والتكنلوجيا‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬
‫‪ -12‬عمرو‪ ،‬منار عبد العزيز محمد (‪2016‬م) التدخل الدولي في النزاعات الداخلية‬
‫(دارفور أنموذجا)‬
‫رسالة ماجستير في العلوم السياسية غير منشورة ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط عمان ‪،‬‬
‫األردن‬
‫‪ -13‬رباح ‪ ،‬نازك الطيب (‪1998‬م) دور الحكومة المركزية واإلدارة األهلية في فض‬
‫النزاعات القبلية ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬
‫الدوريات‬
‫‪-1‬البالني‪ ،‬إبراهيم قاسم درويش (‪2015‬م) األبعاد الجغرافية والسياسية للصراع البيئي‬
‫في دارفور مجلة ديالي العددى‪ ،65‬جامعة كريمان‪.‬‬
‫‪-2‬كوزي‪ ،‬سعيد علي (‪2017‬م) اآلثار االجتماعية للتعديين األهلي للذهب بمنجم‬
‫جبل عامر في محلية السريف ‪-‬بوالية شمال دارفور‪ ،‬السودان‪ ،‬مجلة السودان الجغرافية‪،‬‬
‫كلية علوم الجغرافيا والبيئة‪ ،‬جامعة الخرطوم‪.‬‬

‫‪304‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/‬‬
‫)‪ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online‬‬

‫‪ -3‬عبد العظيم‪ ،‬قتيبة (‪2015‬م) التداخل القبلي السوداني التشادي وأثره على العالقات‬
‫بين البلدين ‪1960‬م‪1990‬م‪ ،‬الجامعة العراقية كلية اآلداب ‪ ،‬مجلة مداد كلية اآلداب ‪،‬‬
‫عدد خاص بالمؤتمر‬
‫المؤتمرات وورش العمل‬
‫‪ -1‬بشارة‪ ،‬محمد أحمد (‪2002‬م) الصراع القبلي بوالية غرب دارفور األسباب والدوافع‬
‫وأزمة الحلول ‪ ،‬مؤتمر التعايش السلمي بين الرعاة والمزارعين يونيو ‪2002‬م مركز‬
‫دراسات السالم جامعة زالنجي ‪.‬‬
‫‪ -2‬فلنيت‪ ،‬جولي (‪2010‬م) الصراع العربي الداخلي في دارفور‪ ،‬ورقة عمل التقييم‬
‫األساسي لألمن البشري التابع لمسح األسلحة الصغيرة‪ ،‬المعهد العالي للدراسات الدولية‬
‫سويسر‪ ،‬جنيف‬
‫ا‬ ‫التنموية‪،‬‬
‫‪ -3‬فضل‪ ،‬عبد الجبار عبد هللا (‪ )2002‬الموارد الطبيعية ودورها في تزكية الصراعات‬
‫القبلية في دارفور‪ ،‬ورشة عمل السالم من أجل التنمية في الفترة ‪ 29-28‬أغسطس‬
‫‪2004‬م ‪ ،‬مليط ‪.‬‬
‫‪ -4‬يوسف‪ ،‬أحمد آدم (‪2002‬م) العوامل السياسية واإلدارية وأثرها في العالقات القبلية‬
‫في الفترة من ‪1997‬م – ‪2000‬م‪ ،‬ورشة عمل السالم من أجل التنمية في الفترة من‬
‫‪2002/8/29-28‬م ‪ ،‬شمال دارفور ‪ ،‬مليط ‪.‬‬
‫التقارير ووكاالت األنباء‬
‫البنك الدولي(‪2021‬م) الهشاشة والصراع والعنف‪ ،‬نشرة مجموعة البنك الدولي‬ ‫‪-1‬‬
‫‪https://www.albankaldawli.org/ar/topic/fragilityconflictviolence/ov‬‬
‫‪erview‬‬
‫‪-2‬الجهار المركزي – شمال دارفور بالتعاون مع و ازرة المالية والقوى العاملة (‪2019‬م)‬
‫العرض االجتماعي االقتصادي الثالث للوالية ‪2019-2018‬م العدد الثالث‪ ،‬مالك‬
‫لخدمات الطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ -3‬الجهاز المركزي لإلحصاء ( ‪2009‬م) الكتاب اإلحصائي السنوي ‪ ،‬الخرطوم‪.‬‬

‫‪305‬‬ ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية ‪ -‬مجلة علمية ُمحَك َّمة ‪ -‬العدد ‪ 31‬لعام ‪2021‬م‬
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)

‫م) إدارة الثروة الحيوانية تقرير عن الثروة الحيوانية‬2002( ‫و ازرة الزراعة والثروة الحيوانية‬
. ‫ الفاشر‬،‫بالوالية‬
76( ‫) دارفور أزمة السودان الجديدة التقرير رقم‬2014(‫ مجموعة األزمات الدولية‬-4
.‫ مارس بركسل‬25 ‫) بتاريخ‬
‫م) اإلدارة العامة للتخطيط‬2002( ‫ المجلة اإلحصائية االقتصاد للثروة الحيوانية‬-5
.‫ الخرطوم‬،‫ و ازرة الثروة الحيوانية‬،‫واقتصاديات الثروة‬
‫م) سالح دارفور هاجس أمني يؤرق مضجع حكومة‬2019( ‫ بهرام‬،‫ عبد المنعم‬-6
https://www.aa.com.tr/ar.‫ وكالة األناضول التركية لألنباء‬،‫السودان‬
‫السودان‬ ‫في‬ ‫الفقر‬ ‫حدة‬ ‫تزايد‬ )‫م‬2012( ‫عماد‬ ،‫الهادي‬ ‫عبد‬ -7
https://www.aljazeera.net/ebusiness

:‫المصادر األجنبية‬
1-Abass M .Sharaky (2005) Darfur Crisis ,Inst. of Africa Res. and
Studies, Cairo University.
2-Chrisation. Patrich James (2013) Darfur-Ground Zero for Af-
rica’s Crises of Identity: A
Psycho historiography of Tribes in Conflict, African Security.
3-Ibrahim, F.N ( 1984 ): Ecological Imbalance in the Republic of
the Sudan. With References to Desertification in Darfur , Byreuth
volume 6
4- Danieoiva , Veronika(2014) Darfur Crisis of 2003: Analysis of
the Darfur Conflict from the Times of First Clashes to the Present
Day, University of SS. Cyril and Methodius in Trnava Ethnologia
Actuaus Vol. 14, No. 1/2014

306 ‫م‬2021 ‫ لعام‬31 ‫ العدد‬- ‫ مجلة علمية ُمحَك َّمة‬- ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية‬
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)

:‫المقابالت الشخصية‬

The civil conflict in Darfur - its causes and repercussions - a


geographical study
Abstract: The study dealt with the civil conflict in the Darfur
region during the period between 1932-2021 AD, and aimed
to find out the most important causes of it, and to identify the
local and national repercussions that resulted from it, and the
effectiveness of the mechanisms and measures that were still
used in dealing with it. To achieve the objectives of the study,
the researcher used the descriptive, historical, and regional
approach. To obtain the data, the researcher relied on obser-
vations, personal interviews, reports of institutions, and rec-
orded information. The researcher reached many results and
recommendations, the most important of which are: The en-
vironmental factor represented by the decline in rain rates,
droughts, and the lack of the Earth's biological capacity

307 ‫م‬2021 ‫ لعام‬31 ‫ العدد‬- ‫ مجلة علمية ُمحَك َّمة‬- ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية‬
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)

played an important role in creating and increasing the inten-


sity of many civil conflicts. The large increase in the popula-
tion of the region during the period between 1956-2008
(564%) and the traditional production are among the most
important reasons for competition over resources and the
complexity of social relations among the population of the
region. As a result of neglecting the problems provoking civil
conflict in the region and adopting emergency solutions to
them; The situation became complicated and out of state con-
trol, and became a justification for international intervention,
which weakened the state's sovereignty over the region.
Among the recommendations: Governmental authorities
must provide security and protection for all citizens in a bal-
anced manner so that the relationship between the state and
the citizen is not weakened, the tribe takes its place, and the
most important pillars of the state are destroyed. The state
must strengthen ethnographic ties and instill confidence
among the region’s population through national, educational
and doctrinal programs to prevent societal division and pre-
serve the cohesion of the homeland. All members of society
must establish the principle of good neighborliness and mu-
tual respect, and establish the rule of law for any disputes that
may arise in society.
Key words: Darfur - Native Administration - Civil Conflict
- Droughts - Community Fragility.

308 ‫م‬2021 ‫ لعام‬31 ‫ العدد‬- ‫ مجلة علمية ُمحَك َّمة‬- ‫مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية‬

You might also like