Professional Documents
Culture Documents
الصراع الأهلي في دارفور- أسبابه وتداعياته
الصراع الأهلي في دارفور- أسبابه وتداعياته
تتكون هيئة تحكيم إصدارات المجلة من السادة األساتذة المحكمين من داخل وخارج اللجنة
العلمية الدائمة لترقية األساتذة واألساتذة المساعدين في جميع التخصصات الجغرافية
263 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية بكلية اآلداب – جامعة المنوفية
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
حبث:
الصراع األهلي في دارفور -أسبابه وتداعياته – دراسة جغرافية
ملخص البحث:
الوضع وخرج عن سيطرة الدولة ،وأصبح مبر اًر للتدخل الدولي ،مما أضعف سيادة
الدولة على اإلقليم.
ومن التوصيات :على السلطات الحكومية توفير األمن والحماية لكافة
المواطنين بصورة متوازنة حتى ال تضعف العالقة بين الدولة والمواطن فتحل
القبيلة محلها ،وينه ِدم أهم أركان الدولة .على الدولة تدعيم الوشائج االثنوجرافية
وزرع الثقة بين سكان اإلقليم من خالل البرامج الوطنية والتربوية والعقدية منعاً
لالنقسام المجتمعي وحفاظاً على لحمة الوطن .على جميع أفراد المجتمع إعمار
مبدأ حسن الجوار واالحترام المتبادل ،وإحكام سيادة القانون ألي خالفات يمكن
أن تنشأ وسط المجتمع.
الكلمات مفتاحية :دارفور ،اإلدارة األهلية ،الصراع األهلي ،موجات الجفاف،
هشاشة المجتمع.
265 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
مقدمة :
ظل إقليم دارفور منذ أمد بعيد يشهد توترات وصراعات متكررة ترجع
جزورها التاريخية إلى فترة االستعمار وما بعد االستقالل ،ومرت هذه النزاعات
بين المجموعات القبلية في دارفور بمرحلتين رئيستين في تطورهما وهي :نزاعات
بسيطة ومحدودة األسر كالتحرشات القبلية واالشتباكات بين الحين واآلخر ،وهذه
انحصرت في الفترة ما بين الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي ،وكانت
ناد اًر ما تتجاوز اإلطار الجغرافي المحدد للنزاع أو المجموعتين المتنازعتين؛
ونزاعات متأججة طويلة المدى ظهرت منذ منتصف الثمانينات وحتى الوقت
الراهن (مسعود2016،م).
إن مشكلة الصراعات األهلية في إقليم دارفور تعد من أكثر المشكالت الشائكة
التي تعرض لها السودان في تاريخه الحديث؛ وذلك لتداخل العديد من العوامل
الطبيعية والبشرية ذات األبعاد التاريخية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية التي
تمثل الركيزة التي تنطلق منها معظم األحداث األهلية المتكررة في اإلقليم .وأصبح
من الصعب وضع حد لها أو احتوائها إلى درجة أنها أخذت الطابع الدولي .لكل
ذلك نجد معظم المعالجات والتدابير التي اتخذت على المستوى المحلي والمركزي
بغيت إيقافها أو الحد منها فشلت نتيجة للمعالجات الخاطئة دون التشخيص
الدقيق لها ،والمسكنات التي الزمت معظم الحلول وسرعان ما تعود هذه
اإلشكاليات من جديد متخذة في ذلك مداخل مختلفة منها ما هو سياسي أو
اقتصادي أو جهوي أو إثني.
تطورت هذه األحداث والصراعات من صراعات محلية محدودة إلى ص ارعات
معقدة؛ ولما لم تجد الحلول المناسبة في حينها من كافة النخب السياسية الحاكمة
(لمختلف الحكومات الوطنية) تراكمت وتبلورت بأبعادها المختلفة (طبيعية
266 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
وبشرية) حتى وصلت إلى حد االنفجار عام 2003م عندما رفعت مجموعة من
أبناء اإلقليم السالح في وجه الدولة منطلقة من ذات األسباب باعتبار المسئولية
العلي للدولة فيما يلي األحداث والحياة بصورة عامة في اإلقليم .وفي هذا الصدد
ٌ
أوردت مجموعة األزمات الدولية في تقريرها المقدم لألمم المتحدة عام 2004م
"أن مشكلة دارفور ناشئة في األساس على تقصير الحكومات السودانية المتعاقبة
وإخفاقها في بناء األمة السودانية على أساس مبدأ المساواة والمواطنة ،األمر الذي
غذى روح الهوايات الفرعية (إثنية قبلية) وتطورت لتصبح هوايات سياسية بدالً
عن أنها تكون في إطار التنوع الثقافي للمجتمع" .وهي ظاهرة ماثلة في كل
تفاصيل المجتمع في دارفور؛ بل هي اآلن في تنا ٍم مستمر ،وأصبح الساسة
يتعاملون معها باعتبارها واقع البد من التعامل بتفاصيله المشوهة بدالً من البحث
عن آليات تعمل على الحد منها والتقليل من تأثيرها األمر الذي قاد اإلقليم برمته
إلى مستنقع أصبح من الصعب الخروج منه.
مشكلة الدراسة:
تتمثل مشكلة الدراسة في أن إقليم دارفور على الرغم من الموارد الطبيعية
والبشرية الجيدة التي يتمتع بها والمساحة الكبيرة التي يزخر بها التي تمثل حوالي
(خمس مساحة السودان) والعديد من القواسم االثنوجرافية التي تربط بين سكان
اإلقليم إال أن هذا اإلقليم شهد أعنف الصراعات األهلية التي مر بها السودان في
تاريخه الحديث ،ومازال هذا الصراع يراوح مكانه حتى اآلن؛ بل أصح في زيادة
مضطردة على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت وما تزال تبذل على كافة
المستويات (محلية – قومية -دولية) األمر الذي يتطلب دراسة متأنية للوقوف
على أسبابه وتداعياته .وحتى تضح المشكلة بصور أوضح يمكن طرح السؤال
267 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
الرئيسي التالي :ماهي أهم العوامل المحركة للصراع األهلي في دارفور؟ ومن
خالل هذا السؤال الرئيسي يمكن أن نطرح األسئلة الفرعية التالية:
-1ما دور العوامل االقتصادية واالجتماعية في النزاع األهلي بإقليم دارفور؟
-2ما دور العوامل البيئية في تحريك الصراع في إقليم دارفور؟
-3ما العوامل السياسية واإلدارية التي ساهمت في تأجيج الصراع في إقليم
دارفور؟
-4ما النتائج التي ترتبت على الصراع األهلي في إقليم دارفور؟
مبررات اختيار الموضوع :
هناك عدة مبررات دفعت الباحث للخوض في دراسة هذا الموضوع منها ما هو
موضوعي ،وما هو ذاتي وذلك على النحو التالي:
أوالً المبررات الموضوعية :تمثلت في كون الصراع األهلي في دارفور يعتبر من
أكثر المشكالت التي شغلت المجتمع السوداني والعالم في اآلونة األخيرة ،وما
تزال تراوح مكانها ،كما أن الصراع أصبح واحداً من أهم مهددات األمن القومي
السوداني باعتباره مدخالً للعديد من األطراف الخارجية التي ظلت تبحث عن
ذرائع للتدخل في الشأن المحلي تحقيقاً ألهدافها االستراتيجية ومصالحها الخاصة،
فضالً عن أن هذا الصراع راحت ضحيته أالف األنفس البريئة التي تم الزج بها
من حيث تدري وال تدري في أتون هذا الصراع.
ثانياً المبررات الذاتية :باإلضافة إلى األسباب العلمية والموضوعية من هذه
الدراسة هناك أسباب ذاتية تمثلت في كون الباحث من أبناء اإلقليم يحس بمعاناة
أهله ،ويشعر بالتهديدات المحلية والقومية والدولية التي تترتب على هذا الصراع.
كما أن موضوع الدراسة هو أحد اهتمامات الباحث الشخصية وارتباطه بتخصصه
268 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
الدقيق الخاص بالجغرافيا السياسية األمر الذي زاد من شغفه للولوج في هذا
الموضوع.
أهداف البحث:
يسعى الباحث لتحيق األهداف التالية:
-1الوقوف على أهم أسباب الصراع األهلي في دارفور
-2الوقوف على التداعيات المحلية والقومية التي ترتبت على الصراع في إقليم
دارفور.
-3معرفة مدى فاعلية اآلليات والتدابير التي ظلت تستخدم في معالجة
الصراعات األهلية بدارفور.
-4الخروج بنتائج وتوصيات من شأنها اإلسهام في معالجة الصراع األهلي والحد
منه بمنطقة الدراسة.
فروض البحث:
يسعى الباحث لتحيق الفروض التالية:
-1تتداخل أسباب الصراع األهلي في دارفور ما بين األبعاد االثنوجرافية والسياسية
واالقتصادية واإلدارية.
-2يلعب البعد البيئي وتقليدية اإلنتاج دو اًر مهماً في إزكاء روح الصراع بين
المكون االجتماعي في االقليم.
-3عدم تبني حلول موضوعية ومستدامة للصراع األهلي في دارفور عقد الوضع
االجتماعي وأخرجه عن السيطرة بصورة أصبحت تهدد األمن القومي السوداني
ككل.
منهج البحث:
269 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
270 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
271 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
دراسة نور ( )2000بعنوان " الصراعات القبلية في دارفور " األسباب واآلثار
على البيئة االجتماعية ،توصلت الدراسة إلي أن تفسير مشكلة النزاع القبلي في
دارفور بأنها نتيجة صراع حول الموارد الطبيعية وإهمال األسباب األخرى يؤدي
بصورة مباشرة إلي الوقوع في الفهم الخاطئ لألسباب الحقيقية والكلية للمشكلة ،
وبالتالي يؤدي إلى تبني وطرح حلول إسعافية غير قابلة للبقاء .كذلك أن طبيعة
التكوين القبلي في دارفور ال يؤدي إلى الصراع إال بتدخل عوامل أخرى خارجية
تؤثر على شكل البناء االجتماعي.
دراسة آدم (2001م) عن " مهددات التعايش السلمي بدارفور " أشار إلي أن
سبب الحروبات التي دائماً ما تكون بين الرعاة والمزارعين ذات دالالت سياسية
واقتصادية وإدارية وجغرافية ترتبط بالموقع والبيئة المحيطة .وهذه الدالالت تتمثل
في السياسة القومية والمحلية التي ظلت تمارسها الحكومات المختلفة تجاه
المنطقة.
دراسة بشارة (2002م) التي جاءت بعنوان " الصراع القبلي بوالية غرب دارفور
" توصل إلى أن أسباب الحروبات بين الرعاة والمزارعين باإلضافة إلى األسباب
التقليدية المتعارفة هنالك أسباب أخرى تتمثل في ضعف اإلدارات األهلية وفقدان
هيبتها واختالل النظام اإلداري بين أصحاب الدار وعمارها ،باإلضافة إلي ظهور
لجان األجاويد الطفيلية ممن تنقصهم الخبرة باإلضافة إلي الذين يؤثرون
مصالحهم الشخصية.
دراسة حقار (2003م) التي تناولت " البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور "
،خلصت الدراسة إلى عدم وجود تخطيط تنموي سليم في المركز بصفة عامة
إلهماله مسألة تقديم الخدمات للريف وخلق فرص عمالة به أدى إلى جعل المدن
أماكن جذب من الريف ،مما أدي إلى التنافس باألعمال الخدمية ،واكتظاظ المدن
272 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
بالبطالة مما ساهم بدرجة كبيرة في الصراع الدامي بالريف الرتباط القبائل في
المدن بذويهم في الريف .
إن أسباب النزاع كثيرة ولكن أكثرها أث اًر هو غياب هيبة الدولة ،وسلطاتها بدارفور
مما جعل من ذات األسباب التقليدية للنزاعات القبلية والتي تحل بالجوديات،
تتسبب في النزاعات القبلية ذات األبعاد السياسية.
دراسة حسب هللا (2015م) عن الصراع في دارفور عالقته باالكتئاب لدى عينة
مختارة من الطالب النازحين وغير النازحين بدارفور أشارت فيه إلى إن تكرار
الحروب في دارفور كرس النفوذ والكراهية بين أبناء القبائل المختلفة حتى إنهار
جدار الثقة بينهم ،وتولد اإلحساس بعدم توقع رجال القبائل المنفعة أو االستفادة
من أي وزير ال ينتمي لقبيلتهم؛ بل اتهام البعض بالتآمر على مصالحهم ، ،وهنا
لعبت اإلشاعة واألكاذيب الضارة التي يروجها بعض األفراد دو اًر إكسيرياً في
إقناع قاعدة عريضة من أفراد القبيلة بأن زيداً من الناس يشكل خطورة على
مكتسباتهم ،أو إنه من األعداء لذا عندما تلوح في األفق إرهاصات تعديل وزاري
مرتقب يتحرك بعض أبناء دارفور إلى الخرطوم بغرض تلميع بعض أبنائهم
وترشيحهم بالواقع الدستورية.
دراسة عبد هللا (2015م) عن اآلليات التقليدية لدرء النزاعات – دراسة حالة
جنوب دارفور ،توصلت الدراسة إلى أن الصراع في دارفور خرج من دائرة الشؤون
الداخلية للدولة ،وأن األبعاد االقتصادية واإلثنية من أهم أسباب الص ارع في
دارفور ،كما توصل إلى أن اآلليات التقليدية أصبحت ال تستطيع فض النزاعات
إال عبر القانون المحمي بواسطة السلطات الحاكمة.
دراسة عمرو (2016م) بعنوان "التدخل الدولي في النزاعات الداخلية" (دارفور
الدرسة إلى أن التعامل الدولي مع قضية دارفور كشف ضعف
أنموذجا) توصلت ا
273 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
وعدم وضوح في مواد ميثاق األمم المتحدة من األزمات من هذا النوع وعدم جدوى
القوانين الوضعية في حال كانت الدول الكبرى ذات المصالح المتشعبة هي اآلمر
والناهي في مثل هذه القضايا والتي تستطيع من خالل نفوذها التالعب في تنفيذ
الق اررات وتطبيقها على أرض الواقع ،وإن العالقات الدولية محكومة بمبدأ القوة
والمصلحة ،وعلى الرغم من تقديم العديد الحلول والمقترحات لوقف النزاع في
اإلقليم إال أن عدم الجدية من الدول والمجاورة المحبة للسالم حالت دون ذلك.
دراسة أحمد (2017م) عن "الصرعات القبلية وأثرها على االستقرار السياسي
بوالية شرق دارفور في الفترة ما بين 2015-2003م" توصلت الدراسة لعدد من
النتائج أهمها يرجع الصراع في منطقة الدراسة لشح الموارد والتنافس حولها،
إضافة للدور السياسي الذي يعتبر من أهم محركات الصراع في المنطقة؛ وذلك
لما للنخب السياسية ذات المصالح الشخصية من دور كبير في تأجيج الصراع
بين المكونات االجتماعية في المنطقة.
الدرسات تناولت الصراع األهلي في دارفور من زواجيا متعددة
نجد أن جميع هذه ا
(اقتصادية -اجتماعية -سياسة) ومن وجهات نظر وتخصصات مختلفة ولكنها
تفتقر إلى البعد الشمولي الذي ينظر إلى المشكلة بأكثر من زاوية في ٍ
آن واحد،
وهذا ما سيحاول الباحث معالجته من خالل الدراسة الجغرافية لهذا الموضوع مع
الوضع في االعتبار كل النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة.
الخصائص الجغرافية لمنطقة الدراسة:
الموقع :يقع إقليم دارفور حسب الحدود التاريخية لعام1916م بين دائرتي عرض
شرقاً (جحيش ( )22.5 -10شامالً ،وخطي طول ( )27 -22
ومحمد2018،م) و(أحمد )2017،خريطة رقم( .)1تحده أربعة دول هي من
الشمال ليبيا ،ومن الغرب تشاد ،ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى ،ومن
274 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
الجنوب دولة جنوب السوان ،إضافة لحدوده مع بعض واليات السودان حيث
يحده من الشرق والجنوب الشرقي إقليم كرفان ،ومن الشمال والشمال الشرقي
اإلقليم الشمالي .ويضم خمس واليات هي والية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر،
وجنوب دافور وعاصمتها نياال ،ثم والية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة ،ووالية
شرق دافور وعاصمتها الضعين ،وأخي اًر والية وسط دارفور وعاصمتها زالنجي.
المساحة :تبلغ مساحة اإلقليم حسب إحصاء 2008م حوالي )( 549ألف
كيلومتر مربع فهي تعادل مساحة دولة العراق وأقل قليالً من مساحة فرنسا،
وتشكل مساحته حوالي 20%من مساحة السودان قبل االنفصال (جحيش
ومحمد2018،م) ،وحوالي %28.6من مساحة السودان حالياً.
المناخ :أهم ما يميز مناخ معظم اإلقليم هو الجفاف ،حيث أورد التوم (1974م)
وفقاً لتصنيف كوبن إن المنطقة التي تقع بين دائرتي عرض( )15 -10شماالً
أنها منطقة جافة وشبه جافة تمتاز بالعجز النسبي في المياه ،وتكون حارة طول
العام ،أما المنطقة التي تقع إلى الشمال من دائرة عرض ( )15درجة شماالً فهي
تمتاز بالعجز المائي طول العام ،وبما أن إقليم دافور يقع إلى الشمال من دائرة
عرض ( )10درجات فهو جاف في معظمه فيما عدا الهوامش الجنوبية منه حيث
تزداد نسبة الرطوبة .وأورد العقيد (2007م) أن مناخ اإلقليم ينقسم لثالثة
قطاعات :القطاع األول قطاع شمال دارفور ينحصر بين ()16 -1 4:30
شماالً وأمطاره أقل من ( )10بوصات وهذه المنطقة تتعذر فيها الزراعة وتصلح
للرعي .والقطاع الثاني هو قطاع وسط دارفور ينحصر بين دائرتي عرض
( )12 14:20شماالً ومتوسط األمطار فيها حوالي 30بوصة ،وهو إقليم غني
باألشجار والحشائش يتوسط هذا اإلقليم جبل مرة وهو يصلح للزراعة والرعي معاً.
القطاع األخير هو القطاع الجنوبي الذي ينحصر بين دائرتي عرض ()12-10
275 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
أمطاره غزيرة نسبياً تتراوح بين ( )35-25بوصة وهو موطن أصحاب المواشي
واألبقار .وإذا جاز لنا أن نعطي مالمح عامة عن مناخ اإلقليم وفقاً للتصيف
النباتي نجده ينحصر بين اإلقليم الصحراوي في المنطقة التي تقع شمال دائرة
عرض( )16يليه اإلقليم شبه الصحراوي نحو الجنوب بين( ،)16 -14ثم
السافانا الفقيرة التي تتراوح بين دائرتي عرض ( )12إلى ما دون ( )14
شماالً وفي هذا النطاق توجد كتلة جبل مرة التي تتميز بمناخ يختلف قليالً عن
هذا الترتيب لعامل االرتفاع الذي يعدل في الظروف المناخية ويتبع ذلك تعديل
في الغطاء النباتي بصورة أفضل كلما اقتربنا من الكتلة الرئيسية للجبل خاصة
الواجهة التي تقابل الرياح الجنوبية الغربية الرطبة ،ثم أخي اًر السافانا الغنية التي
تظهر في الحدود الجنوبية لإلقليم شمال دائرة عرض 10شماالً ،حيث يزداد
الغطاء النباتي كثافة مع ارتفاع معدالت األمطار إلى أن يختفي هذا اإلقليم
بصورة تدريجية عند دائرة عرض( ) 12شماالً .والجدير بالذكر ال توجد حدود
فاصلة بين هذه األقاليم ولكن هناك انتقال تدريجي من إقليم آلخر.
السطح :يتميز إقليم دارفور بالتباين في السطح ،حيث نجده مستوي في األجزاء
الشمالية والغربية والشرقية فيما عدا بعض المرتفعات مثل جبال الميدوب ،وتقابو
وجبل أبوقران ،وجبال فشار ،وجبال أم كروس ويزداد تعقيد السطح في الوسط
وكلما اتجهنا جنوباً حيث تسيطر كتلة جبل مرة ،وحسب الدراسة التي أوردها
( )Sharaky,Abas,2005أن جبل مرة يتكون من مجموعة من الجبال بطول
240كلم وعرض 80كلم ...وتبلغ أعلى منسوب له 3042مت اًر .هذه الكتلة
عبارة عن خط تقسيم للمياه ،حيث تتجه األودية المنحدرة غرباً نحو الحدود
التشادية وتصب في بحيرة تشاد ،أما التي تتجه شراقاً فتصب في بحر العرب
ومنه إلى النيل.
276 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
أهم الموارد
-أوالً الثروة الحيوانية :يعتبر إقليم دارفور من أغنى أقاليم السودان بالثروة
الحيوانية ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي لإلحصاء عام(2009م) إن جملة الثروة
الحيوانية في اإلقليم بلغت حوالي ( )30506496رأس وهذا ما يعادل حوالي
%22من جملة الثروة الحيوانية بالسودان البالغة (.)140003000
هذه الثروة الحيوانية رغم ضخامتها إال إن أهميتها تراجعت بصورة كبيرة نتيجة
لتردي األحوال األمنية وفي هذا الصدد أورد (حاوي2013 ،م) إن إقليم دارفور
ترجعت هذه
كان يسهم بحوالي %30من تجارة الثروة الحيوانية بالسودان ولكن ا
النسبة إلى %15فقط بعد النزاع الذي دار في اإلقليم خاصة بعد عام 2002م.
ثانياً -الموارد المائية :يعتبر إقليم دارفور من األقاليم الغنية بالموارد المائية في
السودان ،وتعتبر األمطار السنوية أهم مصادر اإلمداد المائي التي تستغل في
األنشطة االقتصادية والحيوية في اإلقليم ،لم يعثر الباحث على إحصاءات دقيقة
عن جملة مياه األمطار السنوية ،ولكن أورد (المشاقبة ،والطيب2012،م) أن
كمية الجريان السطحي السنوية تقدر بحوالي 5مليار متر مكعب في السنة
المستفاد منها في الحفائر والسدود حوالي( 120حفي اًر و 15سداً) 0.9مليون متر
مكعب في السنة ،وهي أقل من .%1ومن جانب آخر يزخر اإلقليم بكمية من
الموارد المائية الجوفية تتركز في األحواض الجوفية مثل حوض وادي هور،
وحوض أم كدادة ،وحوض شقرة ،وحوض ساق النعام في شمال دارفور ،وحوض
البقارة في جنوب وشرق دارفور .وفي هذا الجانب أورد (دوسة2013،م ) هناك
بحيرة مائية في صحراء دارفور حددها عالم الفضاء فاروق الباز عام2007م
تقدر مساحتها بحوالي 30750كلم مربع ،عمقها 573مت اًر...وإن مخزون المياه
277 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
فيها 2530كلم ،وهذا يعني أن المياه المخزونة فيها يمكن أن تكفي دارفور لمدة
300سنة قادمة بدون حتى تغذية سنوية.
ثالثاً-الموارد المعدنية :نتيجة لجيولوجية اإلقليم والمساحة الواسعة التي يتمتع بها
هناك العديد من المعادن أهمها الحديد في منطقة كتم بشمال دارفور ،والنحاس
في منطقة حفرة النحاس بشرق دارفور ،اليورانيوم بجبل مرة في وسط دارفور،
والعطرون(كربونات الصوديوم) بمنطقة المالحة بشمال دارفور ،إضافة لوجود
العديد من مناجم الذهب في كل إقليم دارفور أشهرها منجم جبل عامر منطقة
السريف ،كما توجد العديد من الشواهد الجيوفيزيائية التي تؤكد وجود البترول في
اإلقليم خاصة األجزاء الشمالية والشرقية والجنوبية.
السكان :بلغ سكان إقليم دارفور حسب التعداد السكاني لعام2008م حوالي(
)7515000نسمة ،وهو ما يعادل حوالي %19.2من جملة سكان السودان
ويجعله في المرتبة األولي من حيث عدد السكان في السودان قبل االنفصال
وبعده (الجهاز المركزي إلحصاء2009:م) .ويتكون مجتمع دارفور من العديد
من اإلثنيات والقبائل التي تداخلت مع بعضها البعض بصورة واسعة ولكنها لم
تصل مرحلة االنصهار الكامل إذ ماتزال هناك العديد من القبائل ذات خصوصية
ثقافية واجتماعية األمر الذي انعكس على الوضع األمني باإلقليم وفي هذا الصدد
أورد (هارون2013،م) أن التركيبة السكانية لدارفور ما خال استثناءات قليلة
تشكلت عبر الهجرات المسببة بدوا ٍع اقتصادية وثقافية وأمنية ،ويسهل تفكيك
المجتمع الدارفوري إلى جماعتين إحدهما ذات جذور إثنية إفريقية واألخرى عربية
الهوية ،وعندما تشتد حمى التصنيف خاصة في النزاعات المسلحة يميل الرأي
العام إلى تصنيفهم إلى زرقة وعرب ،ولكن في ذلك استسهاالً وتبسيطاً إلى ٍ
حد
278 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
ما .والجدير بالذكر ال يوجد نقاء عرقي في دارفور كما هو الحال في عموم
السودان ،ففي كثي اًر من األحيان يصعب التمييز بين
ما هو عربي األصل وما هو غير عربي ولكن هناك من يدعي زيفاً النقاء العرقي
من الطرفين.
279 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
280 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
281 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
282 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
283 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
) فداناً عام 2018م حسب تقرير و ازرة الزراعة والثروة الحيوانية لعام 2019م ،
أي بزيادة قدرها .%470.7
ثانياً العوامل البشرية :وهي األكثر تأثي اًر في الصراع؛ ألنها متعددة ومتداخلة
وشديدة التأثير بالعوامل الطبيعية السابقة ويمكن حصر أهمها فيما يلي:
الزيادة السكانية ونمط اإلنتاج :شهد إقليم دارفور خالل الفترة بين التعداد السكاني
األول والخامس زيادة كبيرة في عدد السكان كما في الجدول ( )3ترتب على هذه
الزيادة تغير في نمط االنتاج واالنتاجية
جدول ( )3سكان إقليم دارفور خالل الفترة 2008-1956م
نسبة الزيادة عدد السكان السنة
- 1329000 1956
%36 2077000 1973م
%33 3112000 1983م
%32 4638000 1993
%38 7515000 2008م
المصدر :الجهاز المركزي لإلحصاء(2009م) وحساب الباحث
من خالل الجدول( )3نالحظ أن نسبة الزيادة خالل الفترة من -1956
2008م كانت كبيرة حيث بلغت .% 564وهذه الزيادة ألقت بظاللها على نمط
الحياة المعيشية والعالقات بين سكان اإلقليم على الرغم من أن الزيادة السكانية
في حد ذاتها ليست مشكلة في الوقت الراهن وإنما تصبح مشكلة إذا كانت مرتبطة
بتقليدية اإلنتاج الزراعي والرعوي حيث يتطلب األمر التوسع أفقياً في الزراعة
وزياد أعداد القطيع بصورة طردية مع أعداد الرعاة والمزارعين.
زيادة أعداد الحيوان والرعي الجائر :تبع الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدها
اإلقليم زيادة مماثلة في أعداد الثروة الحيوانية مع محدودية وفقر المراعي باإلقليم،
وإذا أخذنا والية شمال دارفور كمثال لزيادة أعداد الثروة الحيوانية نجد هذه الثروة
كانت ( )3699262عام 1976م حسب ما ورد في المجلة اإلحصائية
285 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
286 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
287 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
288 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
ووسائل الحداثة مثل التعليم ،ووسائل االتصال وغيرها؛ ألن هذه المفاهيم والوسائل
انتشرت وسط تلك المجموعات التقليدية بصورة غير منظمة مما أدى إلى اهتزاز
وتهديد النظم التقليدية المتوارثة والمتجذرة وسط المجموعات الريفية القائمة .كما
أن غياب هيبة اإلدارة األهلية أدي إلى ظهور جيل جديد متشبث بالسياسة ،يعمل
على إرضاء تطلعاته السياسية من خالل قيادتهم للقواعد الشعبية دون مراعاة للقيم
والموروث القبلي المبني على تقبل واحترام اآلخر.
غياب هيبة الدولة :نتيجة للمركزية القابضة التي كانت تسيطر على الحكم في
السودان والموقع الجغرافي لإلقليم ،وسوء وسائل الطرق والمواصالت ،وضعف
نفوذ اإلدارة األهلية غابت روح السلطة في اإلقليم بصور تدريجية ،وأصبح
اإلفالت من العقاب سمة تصاحب معظم الحوادث حتى أصبح ال جدوى من
البالغ للشرطة أو الجهات األمنية والقانونية تجاهها ،األمر الذي قوى من نفوذ
القبلية باعتبار القبيلة حاضرة أمنية واجتماعية يمكن اللجوء إليها للحماية ،هذا
الوضع شجع المجرمين الرتكاب المزيد من الجرائم خاصة تلك التي تحمل
الصبغة القبلية طالما القانون ال يطال المجرمين ،وخالل المقابلة التي أجراها
الباحث مع كل من مسبل ومجازي بتاريخ (2021-2-15م) كانوا يرون أن
الحكومات المختلفة أهملت اإلقليم في كل الجوانب بما في ذلك الجانب األمني
بصورة غير محسوبة مما ساعد على تفشي الفوضى وانحدار قيم المجتمع بصورة
كبيرة.
الصراع السياسي :نتيجة للهجرات التي شهدها إقليم دارفور خالل سنين
الجفاف هناك بعض القبائل هاجرت إلى ديار قبائل أخرى لفترات طويلة وأصبحت
جزء من المكون االجتماعي فازداد عدد أفرادها وقوى نفوذها االقتصادي
واالجتماعي وبالتالي أصبحت تطالب بنوع من االستقاللية اإلدارية على مستوى
289 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
290 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
وفي هذا الخصوص ال توجد إحصائية دقيقة لعدد قطع السالح في إقليم دارفور
إال أنه حسب تقرير أورده عبد المنعم (2019م) لوكالة األناضول إن السالح
في دارفور يقدر بعشرات اآلالف على الرغم من أن ذات التقرير أورد أن الجيش
السوداني نفذ حملة كبرى لجمع السالح بلغت جملة األسلحة التي تم جمعها عام
يسير من ما هو موجود
اً 2017م حوالى 15ألف قطعة ،إال أنها ال تمثل إال جزءاً
فعلياً ومخبأ لدى الكثير من الناس ،وهذا ما أكدته األحداث القبلية التي وقعت
خالل السنوات التي أعقبت جمع السالح.
الجوار المفتوح والتداخل القبلي مع دول الجوار :إن للموقع الجغرافي إلقليم
دارفور أثر مباشر في اندالع النزاع ،حيث يقع اإلقليم في غرب السودان ،تمتد
حدوده لحوالي (2450كلم) وتشترك في حدوده ثالث دول إفريقية هي :ليبيا حيث
تشارك السودان بنسبة %12من الحدود ،وتشاد ،%53وأفريقيا الوسطى ،%35
وعلى الرغم من هذه الحدود الطويلة فال توجد حراسات أمنية كافية ،وكانت هذه
الحدود قد رسمها المستعمر بصورة عشوائية مما أدى إلى تقسيم بعض القبائل
مع دول الجوار(جحيش ،ومحمد2018 ،م) .هذا التقسيم العشوائي للحدود جعل
هناك تداخل قبلي بين دارفور والدول المجاورة بصورة كبيرة حيث نجد أنه هناك
عدد من القبائل المشتركة بين سكان اإلقليم والدول المجاورة خاصة دولة تشاد
التي تنتشر فيها حوالي 24قبيلة مشتركة بينها وبين السودان حسب ما أورده
وادي ( )1998مما يساعد على الجريمة العابرة وحماية بعض المجرمين وتكوين
حاضنة اجتماعية لهم عن طريق امتدادهم القبلي بين الدولتين وأشار عبد العظيم
( 2015م) إلى أن الجانب األكبر من الصراع في دارفور له جذور في تاريخ
غرب السودان في فترة ما بعد االستقالل ،حيث أصبحت مخلباً سياسياً في
المناورات االستراتيجية التي بقوم بها السودان ،وتشاد ،وليبيا مع قيام كل دولة
291 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
من هذه الدول بتسليح الجماعات المتمردة في اإلقليم من أجل حماية مصالحها
فيه.
لهذا نجد أن التداخل القبلي مع الدول المجاور أحد أهم أسباب الصراع في
دارفور كما إنه يعتبر مهدد حقيقي لألمن القومي السوداني.
هشاشة المجتمع :من أهم خصائص المجتمع في دارفور أنه هش ألبعد الحدود
وتتمثل هذه الهشاشة في كونه مجتمع ريفي في معظمه ،حيث تمثل نسبة سكان
الريف أكثر من %80كما سبقت اإلشارة ،وإن نسبة التعليم ومخرجاته ضعيفة
جداً (رغم عدم وقوف الباحث على أي دراسة تؤكد ذلك) ،فضالً عن أن إقليم
دارفور يعتبر من أكثر أقاليم السودان فق اًر ،وفي هذا الخصوص أورد عبد الهادي
(2012م) أن إقليم دارفور احتل المرتبة األولى في قائمة أفقر المناطق في
السودان بنسية بلغت %62؛ ذلك بناء على مسح أوردته االستراتيجية المرحلية
للحد من الفقر في السودان ،ضف إلى ذلك أن إقليم دارفور هو مجتمع عشائري
يضم أكثر من 115قبيلة من أصل 570قبيلة سودانية ،كما ينقسم سكان اإلقليم
بشكل عام إلى مجموعتين عرقيتين :أحدهما ذات أصول سامية عربية ،واألخرى
ذات أصول حامية إفريقية ،والقبائل العربية هم في الغالب رعاة ...بينما معظم
القبائل اإلفريقية هم زراع (خليفة2013 ،م) .وهذه القبائل على كثرتها ليس بينها
انسجام كامل (بشقيها األفريقي والعربي) هي في معظمها عبارة عن كتل قبلية
متنافرة يكثر بين معظمها العداء السافر والتوجس ،حيث نجد معظم القبائل ترتاب
من بعضها البعض لدرجة السذاجة في كثير من األحيان ،وعادة ما يصاحب كل
ذلك سرعة انتشار اإلشاعات الهدامة حيث توجد البيئة المناسبة لها ،وأصبح
بعض السياسيين وأنصاف المتعلمين يروجون لذلك بشدة ويعمدون على تهويل
أخطاء اآلخرين ويتصيدون لها الفرص ،ليتناولوها في وسائل اإلعالم ومؤتمرات
292 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
الصلح القبلية والمؤتمرات الخاصة بالقبائل التي نشطت وبصورة ملفتة للنظر في
اآلونة األخيرة .وهكذا أصبحت بنية مجتمع دارفور بنية قوامها الهشاشة مبنية
على الريبة والشك في اآلخر ،فوصل بذلك المجتمع درجة النفور وعدم تقبل
اآلخر والسعي للنيل منه والتشهير به متى ما سنحت الظروف لذلك (كوزي،
،)2004كما أشارت حسب هللا (2017م) إلى إن تكرار الحروب في دارفور
كرس النفور والكراهية بين أبناء القبائل المختلفة حتى إنهار جدار الثقة بينهم
تماماً .وفي تقدير الباحث ساعدت قنوات التواصل واإلعالم الحديث التي أصبحت
متاحة بصورة واسعة على توسيع الشقة بين السكان ،وأسوأ ما فيها أنها غير
منضبة أو مسيطر عليها ،كما أنها سريع االنتشار وذات فاعلية كبيرة في توجيه
الرأي العام لدى المجتمعات الهشة .وأكد البنك الدولي في تقريره لعام(2021م)
أن البلدان الهشة هي أكثر دول العالم التي يتفشى فيها الصراع والعنف منذ عام
2010م ،وأشار إلى ضرورة الحد من الهشاشة في البلدان النامية للتقليل من
العنف الذي أصبح مالزماً لها.
تداعيات الصراع األهلي في إقليم دارفور :هذه السلسة الطويلة من الصراعات
القبلية التي امتدت خالل الفترة من 2020-1932م والتي بلغت في جملتها
حوالي ( )62صراعاً ألحقت بالمجتمع العديد من األضرار تمثلت في اآلتي:
انقسام المجتمع :من خالل المقابالت التي أجرها الباحث مع بعض زعماء
اإلدارة األهلية وقيادات المجتمع منهم الناظر عبدالباقي ( )2021/1/10والملك
ريفة (2020/11/13م) أكدوا أن المجتمع كان يعيش عيشة تكاملية قوامها الود
واالحترام المتبادل ،حيث يسهم كل مجتمع بما لديه من منتجات ( زراعية -
رعوية) في إطار التكامل االقتصادي ،وإن حدثت أي مشكالت (خاصة بين
الرعاة والمزارعين) يتم تداركها بكل سهولة ويسر عن طريق اإلدارات األهلية وفقاً
293 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
لألعراف والتقاليد السائدة؛ ولكن في الوقت الراهن اتضح بما ال يدع مجاالً للشك
كبير ،وتم تصنيفه إلى (زرقة وعرب) وهو تصنيف
أن المجتمع قد انقسم انقساماً اً
غير دقيق ذو طابع سياسي ،ولكنه أصبح واقعاً معيش !! رغم الروابط األزلية
بين المجتمع ،والتداخل الكبير بين القبائل ،وعلى الرغم من صعوبة التمييز بين
القبائل على هذا االساس .واألمر المثير للدهشة أن الصراعات الواردة في الجدول
( )1لم تقتصر على ذلك التصنيف حيث نجد حوالي %55من الصراعات الواردة
أما بين القبائل العربية نفسها( )%42أو بين القبائل غير العربية مع بعضها
البعض()13؛ وبالتالي تصنيف الصراع علي أساس(زرقة وعرب غير صحيح)
ولعل أكثر الحروب بشاعة شهدها اإلقليم هي التي دارت بين قبيلتي البني حسين
واألباله خالل الفترة بين 2014-2013م وكالها من القبائل العربية حيث أورد
( كوزي2017،م) أن جملة الخسائر في األرواح في تلك الحرب بلغت (1627
) قتيالً ،و 730جريحاً ،وهي أعلى حصيلة للضحايا بين كل الحروب في اإلقليم.
إدارة الصراع في اإلقليم كأزمة من أزمات المجتمع ،أصبح صعب جداً
ومعقد حيث يرى العديد من أبناء اإلقليم الذين التقاهم الباحث منهم مدير مركز
أبحاث دارفور األسبق (الزين2021/02/18،م) أن الصراعات لم تكن بالنمطية
القديمة لذلك أصبحت آليات فضها القديمة غير ذات جدوى! نتيجة للتحوالت
والمتغيرات الكبيرة التي شهدها المجتمع ،األمر الذي يتطلب إعادة النظر في
الكثير منها .وأورد ( )Chrisation,2013بأن العنف في دارفور أخذ يرتبط
ارتباطا مباش اًر بقضايا تشكيل الهوية النفسية واالجتماعية ،على خلفية االستقطاب
بين أولئك الذين يصنفون أنفسهم بأنهم عرب ،وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم من
األفارقة.
294 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
وعلى ٍ
كل آثار هذا االنقسام ستظل باقية في المجتمع لفترات طويلة قادمة ما
لم تجد المعالجة بالحكمة الالزمة في ظل الفقد الكبير في األرواح الذي يقدره
البعض بمئات اآللف ،وفي هذا الصدد أورد (الباللي2015،م) .أن الص ارع في
دارفور خلف200الف قتيل فضالً عن الهجرة القسرية لما يقارب 2.5مليون
شخص داخل وخارج السودان .وفي نفس الوقت أورد( )Danielova,2104أن
ضحايا الحرب بلغ حوالي400ألف نسمة ،علماً بأنه ال توجد معلومات دقيقة
ومحايدة تحديد حجم الضحايا حتى اآلن.
التمرد علأ الدول :أجمع معظم الباحثين على أن التمرد الذي اندلع في إقليم
دارفور عام 2013م ،يرجع أساساً إلى تراكم عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية
ساهمت فيها كل الحكومات الوطنية المتعاقبة بدرجات متفاوتة ،ولكن من الواضح
أن الصراعات األهلية التي الزمت اإلقليم لفترة طويلة دون وجود بوارق أمل للحل
هي أهم بواعث إعالن التمرد على السلطة؛ السيما وأن إعالن التمرد جاء في ظل
انقسام مجتمعي كبير ،وحروبات متعددة بوتيرة متصاعدة مع وجود أبعاد إثنية
تحرك بعض هذه الصراعات ،لذلك رفض البعض فكرة التمرد واعتبرها استهداف
له ،وهذا موقف معظم القبائل العربية ،وأيد البعض اآلخر مبدأ التمرد واعتبره
مناصر له وهذا موقف معظم القبائل غير العربية ،مع وجود قبائل تنتمي للطرفين
بعضها مع هذا واألخرى مع ذاك .وفي هذا الصدد هناك العديد من الدراسات
تشير إلى أن التمرد الذي اندلع في دارفور أساسه قبلي من ثم تطور فيما بعد
إلى تمرد سياسي على الدولة ،حيث أفاد الملك حسب النبي (2121/2/27مم)
أن سبب دخول الزغاوة للتمرد يرجع في األصل إلى مشكلة بينهم وبين بعض
القبائل العربية (أوالد زيد) حيث قتل منهم حوالي 45فرداً ،وعندما حاول أولياء
الدم االنتقام واجهوا ممانعة وتسويف من اإلدارة األهلية(بهدف إيجاد حل عرفي)،
295 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
ولما استفحل األمر ووصلت األمور إلى طريق مسدود تمت مطاردتهم بغرض
الزج بهم في السجون األمر الذي جعلهم يفرون إلى جبل مرة ليلتحقوا بخلية التمرد
التي أسسها الفور في جبل مرة نتيجة الحتكاكات المتكررة بينهم وبين الرعاة من
القبائل العربية وفشلت الحكومة في إيجاد حل لهذا المشكل المتكرر .لذا نجد أن
التمرد الذي شهده اإلقليم جاء نتيجة طبيعية للسيولة األمنية واألوضاع االقتصادية
واالجتماعية الهشة التي يعيشها اإلقليم حيث وجد بعض المغبونين من أبناء
اإلقليم الفرصة مناسبة إلعالن التمرد على الدولة بدون حساب لماالت األحداث،
فكان انفجار التمرد إلى العلن في مارس2003م.
التدخل الدولي :عملت النخبة السياسية التي حكمت السودان منذ االستقالل على
إهمال وتجاهل مطالب القوة الكامنة وراء التجمعات اإلقليمية ،حيث تجاهلت،
العمل على تبني مشروع حضاري من شأنه بناء الدولة ،وجعلها مرجعية وحيدة
لكل السودانيين ،بصرف النظر عن العرق أو اللغة أو اإلقليمية ،وهو ما كرس
العرق كمرجعية لمن ينحدر منهم وهو ما ظهر جليا في دار فور(جحيش ومحمد،
2018م) كما إن فشل الحكومات المتعاقبة في خلق نسيج اجتماعي متناغم
وإحداث تنمية متوازنة في السودان ،جعل أهل دافور بال استثناء يشعرون بالغبن
والجفوة من جراء ضعف نصيبهم من التنمية مقارنة ببعض أقاليم السودان على
الرغم من كونهم يختلفون في وسيلة تحقيق هذا الهدف والسقف الممكن .من
جانب آخر فشلت حكومة اإلنقاذ صاحبة أطول فترة زمنية ( 30سنة من الحكم)
في التعاطي مع واقع دارفور مما يجعلها تحمل الوزر األكبر السيما وأنها بهذه
الفترة الطويلة لم تستطع الحد من الشعوبية المتنامية التي أصبحت تأجج من حد
الصراعات األهلية ،وعندما بلغت هذه الصراعات ذروتها بانفجار التمرد لم
296 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
تتعاطى معه بالشكل المطلوب ،حيث فضلت الحسم العسكري بدالً من الخيارات
األخرى.
دخلت الحكومة في حرب مفتوحة مع المتمردين ولم تدرس تداعياتها المحلية
واإلقليمية والدولية؛ وكان خيا اًر خاطاً األمر الذي فتح الباب واسعاً على مصراعيه
للتدخالت األجنبية ،وبما أن الدول الفاعلة في السياسة الدولية تبحث عن ثغرات
لتحقيق مصالحها االستراتيجية في المناطق الملتهبة تفتحت شهيتها في التدخل
في إقليم دارفور الغني بالموارد وكانت األسباب متوفرة ,وفي هذا الخصوص أشار
(جحيش ومحمد2018 ،م) إلى أن التنافس األمريكي الصيني األوروبي أدى
إلى الدفع بالشركات البترولية المنتمية لكل من األقطاب الثالث (ألجل الحصول
صعده
على امتيازات تنقيب في إقليم دارفور الغني بالطاقة) مما حرك النزاع و ٌ
في هذا اإلقليم .كما أن التدخل األجنبي جعل السودان في إطار عزلة جيوبلتيكية،
من خالل فرض العقوبات عليه وهو ما انعكس على البنية السياسية واالقتصادية
وحتى التماسك االجتماعي(الباللي .)2015ومن جانب آخر المعالجة الخاطئة
لهذا الصراع مكنت المجتمع الدولي من سلب إرادة السلطة الحاكمة وتشوية صورة
السودان الخارجية بحيث أصبح السودان أكثر دولة بعد اسرائيل اتخذت في شأنها
ق اررات داخل أروقة األمم المتحدةـ ،وفي هذا الخصوص أورد دوسة (2013م)
أن أول دخول لألمم المتحدة للسودان في خط األزمة قد جاء عبر القرار 1564
والخاص بإرسال لجنة تحقيق إلى دارفور عام 2004م ...وخالل ثماني سنوات
من تأزم النزاع في إقليم دارفور (2011-2003م) أصدر مجلس األمن ثمانية
وثالثين ق ار اًر بشأن الوضع في السودان أكثرها بخصوص دارفور حصرياً .كما
أن وجود منظمات ووكاالت األمم المتحدة الكثيف في دارفور ووجود المنظمات
297 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
298 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
النتائج:
من خالل االطالع على أدبيات البحث والعمل الميداني خرج الباحث بالعديد من
النتائج التي جاءت متوافقة مع الفروض ،ومجيبة على أسئلة البحث وهي على
النحو التالي:
-1لعب العامل البيئي المتمثل في تراجع معدالت األمطار ،وموجات الجفاف،
ونقص القدرة البيولوجية لألرض دو اًر مهماً في خلق العديد من الصراعات األهلية
والزيادة من حدتها.
-2الزيادة الكبيرة في عدد السكانية والحيوان وتقليدية اإلنتاج من أهم أسباب
التنافس في الموارد ،حيث زاد عدد السكان بنسبة كبيرة بلغت حوالي %564خالل
الفترة بين (2008-1956م وهذه الزيادة ألقت بظاللها على نمط اإلنتاج
واإلنتاجية والعالقات االجتماعية بين سكان اإلقليم.
-3غياب التنمية المتوازنة في السودان خلق غبناً لمعظم أبناء اإلقليم وانعكس
ذلك على أسلوب التعبير بين مكونات المجتمع ،وألقى بظالله على العالقات
االقتصادية واالجتماعية بين السكان.
-4انتشار الريبة والشك وانهيار جدار الثقة بين المكونات االجتماعية وأصبحت
الحيطة والحذر هما سيدي الموقف عند التعامالت العادية وفي القضايا ذات
الشأن المشترك.
-5عدم صحة االعتقاد السائد بأن طبيعة الصراع في اإلقليم بين مكونات عربية
األصل وأخري غير عربية األصل (زرقة وعرب) بدليل أن %55من جملة
الصراعات ال تحمل هذه الصفة .
299 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-5نتيجة إلهمال المشكالت المثيرة للصراع األهلي باإلقليم وتبني حلول إسعافية
لها تعقدت هذه المشكالت وخرجت عن سيطرة الدولة وأصبحت مدخالً للتدخل
الدولي مما أضفت سيادة الدولة على اإلقليم.
-7لعب التنافس حول الموارد دو اًر مهماً في تأجيج الصراع األهلي في اإلقليم
حيث نجد %36منها عبارة عن صراعات موارد وترتفع هذه النسبة إلى %54إذا
اعتمدنا الصراع حول الموارد وأسباب أخرى متباينة.
-8ارتبط التمرد الذي شهده اإلقليم بأبعاد تنموية واقتصاده واجتماعية وسياسية
متداخلة عجل الصراع األهلي (المتكرر) من بروزه على السطح عام 2003م.
-9لعبت هشاشة المجتمع دو اًر كبي اًر في الصرع األهلي حيث تمثل حياة الريف
حوالي ،%80ونسبة الفقر ،%62فضالً عن تفشي األمية وضعف مخرجات
التعليم مما انعكس سلباً على الحياة االجتماعية واالقتصادية في اإلقليم وساعد
على التخلف وعدم قبول اآلخر.
التوصيات :من خالل النتائج التي توصل إليها الباحث يوصي باآلتي:
-1على السلطات الحكومية العمل على التوازن اإلقليمي في التنمية واالنحياز
بصورة إيجابية لألقاليم المتخلفة تنموياً ؛ منعاً ألي ثغرات من شأنها تهدد كيان
الدولة والمجتمعات المحلية األقل نمواً.
-2ضرورة تحسين وسائل اإلنتاج ونقل المواطنين من اإلنتاج التقليدي إلى
الحديث صوناً للبيئة وتقليالً للتنافس حول الموارد بين سكان اإلقليم.
-3على السلطات الحكومية توفير األمن والحماية لكافة المواطنين بصورة متوازنة
حتى ال تضعف العالقة بين الدولة والمواطن فتحل القبيلة محلها ،وبذلك ينهدم
أهم ركن من أركان الدولة.
300 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-4على الدولة تدعيم الوشائج االثنوجرافية وزرع الثقة بين سكان اإلقليم من خالل
البرامج الوطنية والتربوية والعقدية منعاً لالنقسام المجتمعي وحفاظاً على لحمة
الوطن والمواطنين.
-5على جهات االختصاص تبني حلول موضوعية ومستدامة للص ارعات األهلية
المتكررة بدالً عن تلك اإلسعافية المتبعة التي ثبت عدم جدواها في معالجة جذور
الصراعات األهلية في اإلقليم.
-6على جميع أفراد المجتمع إعمار مبدأ حسن الجوار واالحترام المتبادل ،وإحكام
مبدأ سيادة القانون ألي خالفات يمكن أن تنشأ وسط المجتمع.
-7على األحزاب والسلطات الحكومية االبتعاد عن تسيس القبائل بغية كسب
المؤيدين؛ ألن ذلك من شأنه تقسيم المجتمع وإثارة النعرات القبيلة.
قائمة المصادر والمراجع:
أوالً الكتب:
القران الكريم
-1آدم ،إيدام عبد الرحمن (2001م) مهددات التعايش السلمي بدارفور ،دراسة مقدمة
لمعهد دراسات السالم ،بجامعة زالنجي ،الناشرون مركز دراسات السالم والتنمية ،
جامعة زالنجي .
-2أحمد ،إدريس يوسف (2017م) حقيقية الحواكير ،األراضي المجتمعية ونظام اإلدارة
األهلية في دافور ومذكرات جي إي أتش باوستيد (1938-1935م)،سنار عاصمة
الثقافة االسالمية ،شركة مطابع العملة المحدودة ،الخرطوم.
-3أيوب ،منى محمد طه (2001م) :الصراعات بين المزارعين والرعاة ،والية غرب
دار فور ،دراسة مقدمة لمعهد دراسات السالم بجامعة زالنجي ،الناشرون مركز دراسات
السالم والتنمية ،جامعة زالنجي .
301 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-4جحيش ،عبد السالم ،ومحمد ،سليمان أبكر(2018م) دور األطراف الخارجية في
النزاعات الدولية دراسة حالة النزاع في إقليم دارفور 2014-2003م ،المركز العربي
للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،برلين ،ألمانيا.
-5دوسة ،عبد الجبار محمود(2013م) دارفور وأزمة الدولة في السودان ،مكتبة جزيرة
الورد ،القاهرة.
-6هارون،محمد محجوب (2013م) السالح والسياسية في دارفور :تداعيات األزمة
على الساحة السياسية تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد
أحمد ولد سالم مركز الجزيرة للدراسات ،الدار العربية للنشر.
-7وادي ،الطيب إبراهيم (1998م) رؤى حول النزاع القبلي في إقليم دارفور -الصراع
القبلي وآلية حل مشاكل األسر المتضررة في إقليم دارفور ،تحرير آدم الزين محمد،
والطيب إبراهيم وادي ،الطباعة والنشر معهد الدراسات األفريقية واألسوية ومنظمة
فريدرش ايبرت األلمانية ،الخرطوم.
-8محمد صالح ،التجاني مصطفي ( )1999الصراع القبلي في دارفور ،أسبابه
وتداعياته وعالجه ،شركة مطابع السودان للعملة المحدودة ،الخرطوم .
-9المشابقة ،أمين ،والطيب ،ميرغني أبكر (2012م) دارفور الواقع الجيوسياسي
الصرع المستقبل ،دار الحامد للنشر والتوزيع عمان ،األردن.
-10العقيد ،سيد أحمد على عثمان (2007م) دارفور والحق والمر -الماضي الحاضر
المستقبل ،دراسة سياسية تحليلية من منظور تاريخي ،الدار العربية للنشر والتوزيع،
القاهر.
-11خليفة ،محمد األمين خليفة (2013م) دارفور حصاد األزمة بعد عقد من الزمان
تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد أحمد ولد سالم مركز
الجزيرة للدراسات ،الدار العربية للنشر.
302 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-12النور ،خالد التيجاني (2013م) اقتصاد الحرب وحروب االقتصاد دارفور نموذجاً
تأليف مجموعة من الباحثين تحرير عبد الوهاب األفندي وسيد أحمد ولد سالم مركز
الجزيرة للدراسات ،الدار العربية للنشر.
الرسائل الجامعية
-1أحمد ،محمد أحمد محمد (2017م) الصرعات القبلية وأثرها على االستقرار السياسي
بوالية شرق دارفور في الفترة ما بين 2015-2003م رسالة ماجستير غير منشورة ،
كلية الدراسات العليا جامعة الفاشر.
-2بليكي ،وهارولد ،بيرز ،كفيلد (2000م) المجتمع وتدهور األرض ،ترجمة زينب
العبيد أحمد ،رسالة ماجستير في الترجمة ،كلية الدراسات العليا جامعة الخرطوم .
-3مسعود ،بن فاضل رياض شابي (2015م) تأثير النزاعات اإلثنية على بناء الدولة
في إفريقيا -دراسة حالة السودان ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة العربي التبسي ،تبسة.
-4حسب هللا ،نور الشام سالم أسرم ( )2017الصراع في دارفور عالقته باالكتئاب
لدى عينة مختارة من الطالب النازحين وغير النازحين بدارفور ،مجلة العلوم التربوية،
جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا العدد الثالث ،المجلد رقم 16الخرطوم ،السودان.
-4حقار ،على أحمد (2003م) البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور رسالة
ماجستير منشورة ،شركة مطابع السودان للعملة – جامعة أمدرمان اإلسالمية .
-6كوزي ،سعيد علي (2004م) الرعي المتنقل وأثره على البيئة والمجتمع دراسة
تطبيقية على محلية كبكابية رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية الد ارسات العليا ،جامعة
الخرطوم .
-7محمد ،أحمد أبكر آدم (2021م) النشاط الرعوى وأثره على اإلنتاج الزراعي –
دراسة حالة محلية كتم في الفترة ما بين 2018-2014م رسالة ماجستير غير منشورة
كلية ،الدراسات العليا ،جامعة الفاشر.
303 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-8مسعود ،بن فاضل رياض شابي( )2016تأثير النزاعات اإلثنية على بناء الدولة
في أفريقيا دراسة حالة السودان ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة العربي التبسي،
تبسة الجزائر.
-9مختوم ،حبيب أحمد ( )201النزاعات حول الموارد الطبيعية في إقليم دارفور-
محلية رهيد البردي نموذجاً (2010-2005م) رسالة ماجستير غير منشورة ،مركز
دراسة وثقافة السالم ،كلية الدراسات العليا ،جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا ،السودان.
-10نور ،محمد أحمد (2002م) الصراعات القبلية في دارفور ،األسباب اآلثار على
البيئة االجتماعية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية الدراسات العليا ،جامعة
الخرطوم.
-11عبدهللا ،هاجر جيالني (2015م) اآلليات التقليدية لدرء النزاعات – دراسة حالة
جنوب دارفور رسالة دكتوراة غير منشورة ،كلية الدراسات العليا جامعة السودان للعلوم
والتكنلوجيا ،الخرطوم.
-12عمرو ،منار عبد العزيز محمد (2016م) التدخل الدولي في النزاعات الداخلية
(دارفور أنموذجا)
رسالة ماجستير في العلوم السياسية غير منشورة ،جامعة الشرق األوسط عمان ،
األردن
-13رباح ،نازك الطيب (1998م) دور الحكومة المركزية واإلدارة األهلية في فض
النزاعات القبلية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية الدراسات العليا ،جامعة الخرطوم.
الدوريات
-1البالني ،إبراهيم قاسم درويش (2015م) األبعاد الجغرافية والسياسية للصراع البيئي
في دارفور مجلة ديالي العددى ،65جامعة كريمان.
-2كوزي ،سعيد علي (2017م) اآلثار االجتماعية للتعديين األهلي للذهب بمنجم
جبل عامر في محلية السريف -بوالية شمال دارفور ،السودان ،مجلة السودان الجغرافية،
كلية علوم الجغرافيا والبيئة ،جامعة الخرطوم.
304 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
)ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online
-3عبد العظيم ،قتيبة (2015م) التداخل القبلي السوداني التشادي وأثره على العالقات
بين البلدين 1960م1990م ،الجامعة العراقية كلية اآلداب ،مجلة مداد كلية اآلداب ،
عدد خاص بالمؤتمر
المؤتمرات وورش العمل
-1بشارة ،محمد أحمد (2002م) الصراع القبلي بوالية غرب دارفور األسباب والدوافع
وأزمة الحلول ،مؤتمر التعايش السلمي بين الرعاة والمزارعين يونيو 2002م مركز
دراسات السالم جامعة زالنجي .
-2فلنيت ،جولي (2010م) الصراع العربي الداخلي في دارفور ،ورقة عمل التقييم
األساسي لألمن البشري التابع لمسح األسلحة الصغيرة ،المعهد العالي للدراسات الدولية
سويسر ،جنيف
ا التنموية،
-3فضل ،عبد الجبار عبد هللا ( )2002الموارد الطبيعية ودورها في تزكية الصراعات
القبلية في دارفور ،ورشة عمل السالم من أجل التنمية في الفترة 29-28أغسطس
2004م ،مليط .
-4يوسف ،أحمد آدم (2002م) العوامل السياسية واإلدارية وأثرها في العالقات القبلية
في الفترة من 1997م – 2000م ،ورشة عمل السالم من أجل التنمية في الفترة من
2002/8/29-28م ،شمال دارفور ،مليط .
التقارير ووكاالت األنباء
البنك الدولي(2021م) الهشاشة والصراع والعنف ،نشرة مجموعة البنك الدولي -1
https://www.albankaldawli.org/ar/topic/fragilityconflictviolence/ov
erview
-2الجهار المركزي – شمال دارفور بالتعاون مع و ازرة المالية والقوى العاملة (2019م)
العرض االجتماعي االقتصادي الثالث للوالية 2019-2018م العدد الثالث ،مالك
لخدمات الطباعة والنشر.
-3الجهاز المركزي لإلحصاء ( 2009م) الكتاب اإلحصائي السنوي ،الخرطوم.
305 مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية -مجلة علمية ُمحَك َّمة -العدد 31لعام 2021م
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)
م) إدارة الثروة الحيوانية تقرير عن الثروة الحيوانية2002( و ازرة الزراعة والثروة الحيوانية
. الفاشر،بالوالية
76( ) دارفور أزمة السودان الجديدة التقرير رقم2014( مجموعة األزمات الدولية-4
. مارس بركسل25 ) بتاريخ
م) اإلدارة العامة للتخطيط2002( المجلة اإلحصائية االقتصاد للثروة الحيوانية-5
. الخرطوم، و ازرة الثروة الحيوانية،واقتصاديات الثروة
م) سالح دارفور هاجس أمني يؤرق مضجع حكومة2019( بهرام، عبد المنعم-6
https://www.aa.com.tr/ar. وكالة األناضول التركية لألنباء،السودان
السودان في الفقر حدة تزايد )م2012( عماد ،الهادي عبد -7
https://www.aljazeera.net/ebusiness
:المصادر األجنبية
1-Abass M .Sharaky (2005) Darfur Crisis ,Inst. of Africa Res. and
Studies, Cairo University.
2-Chrisation. Patrich James (2013) Darfur-Ground Zero for Af-
rica’s Crises of Identity: A
Psycho historiography of Tribes in Conflict, African Security.
3-Ibrahim, F.N ( 1984 ): Ecological Imbalance in the Republic of
the Sudan. With References to Desertification in Darfur , Byreuth
volume 6
4- Danieoiva , Veronika(2014) Darfur Crisis of 2003: Analysis of
the Darfur Conflict from the Times of First Clashes to the Present
Day, University of SS. Cyril and Methodius in Trnava Ethnologia
Actuaus Vol. 14, No. 1/2014
306 م2021 لعام31 العدد- مجلة علمية ُمحَك َّمة- مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)
:المقابالت الشخصية
307 م2021 لعام31 العدد- مجلة علمية ُمحَك َّمة- مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية
Journal homepage: https://mkgc.journals.ekb.eg/
ISSN: 2357-0091 (Print) 2735-5284 (Online)
308 م2021 لعام31 العدد- مجلة علمية ُمحَك َّمة- مجلة مركز البحوث الجغرافية والكارتوجرافية