Professional Documents
Culture Documents
89 PDF
89 PDF
عنوان المذكرة
إعداد الطالبة:
إشراف األستاذ:
سميحة دعاس
فاتح حاجي
السنةالجامعية4102/4102:م
قال تعاىل
﴿قَالُوا ُس ْب َحان َ َك ال ِع َْلْ
َ َ َّ
لَنَا االَّ َما عَل ْم َتنَا ان َّك أنْتَ
ِ ِ
ال َعل ُمي ال َحك ُمي ﴾
ِ ْ ِ ْ
صدق هللا العظمي
أرفع تحيات شكر وتقدير وعرفان إلى األستاذ الذي راع هذه الثمرة حتى استوت
األستاذ حاجي فاتح ،الذي أكن له كل االحترام والتقدير ،والذي كان لي العون الكبير في
سبيل إنجاز هذه المذكرة وتوجيهي ومساندتي ،ولم يبخل عليا بمختلف النصائح ،وكذا صبره
الطويل معي منذ مناقشة الفكرة األولى حتى إتمام هذا العمل ،و أتوجه بالشكر إلى أساتذتي
الذين أفادوني بتوجيهاتهم القيمة بقسم التاريخ جامعة محمد خيضر بسكرة ،خاصة األستاذ
وأشكر كل من ساعدني من قريب وبعيد ،أساتذة و طلبة من خالل الكلمة الطيبة أو المراجع.
سميحة دعاس
إهداء
إلهي ال يطيب الليل إال بذكرك وال يطيب النهار اال بطاعتك والتطيب االخرة اال بعفوك وال
تطيب الجنة اال برؤيتك،
الى من بلغ الرسالة وأدى األمانة ونصح االمة ،نبي الرحمة محمد صلى اهلل عليه وسلم.
الرْح َم ِة َوُق ْل َّر ِّ
ب ْارَح ْمهُ َما َك َما الذ ِّل ِم ْن َّ
ض َلهما جَناح ُّ
اخف ْ ُ َ َ َ
الى من قال فيهما رب العزة﴿:و ْ ِ
َ
ص ِغي ا
ر﴾ ِ
َرَّبَياني َ
الى من اسقاني قطرة الحب وطالت انامله ليقدم لنا لحظة السعادة ،وحصد االشواك عن دربي
ليهدي لي طريق العلم ،وعلمني العطاء بدون انتظار ،واتقن دور االب و المعلم في نفس الوقت
بجدارة ،علمني ان الحياة معركة ،الى ابي اطال اهلل في عمره.
الى من ارضعتني الحب والحنان وهي رمز الحب وبلسم الشفاء ،الى القلب الناصع بالبياض،
ومالكي في الحياة ،وبسمة الحياة وسر الوجود ،وكان دعائها سر نجاحي ،وحنانها بلسم
جراحي ،هي من ربتني وانارت دربي واعانتني بدعواتها.
الى اغلى كائن في الوجود والتي لم يكفها دور االم الحنون فكانت الصديقة وزهرة االمل.
امي العزيزة اطال اهلل في عمرها.
الى من تقاسمت معهم الحياة بحلوها ومرها الى سندي وركيزتي وشعلة الحب والهناء ،الىاخوتي
مراد ،أتوجه اليه بالشكر الخاص ،واخي الحنون محمد( حفصي) أتمنى له النجاح في حياته.
الى من تلعب دور االم امال وزوجها العربي في ديار المهجر.
الى من شاركتني الحياة بجميع احوالها ،توام روحي اختي سمية .الى كتكوتة العائلة بسمة.
الى أصدقائي وصديقاتي :أسماء ،فاطمة ،هاجر ،أسماء ،فتيحة ،راضية ،نوال ،محمد،
أنس ،لطفي ،ميلود ،معاد ،الطاهر.
الى كل من بذلوا من جهد وعطاء الصل الى هذه اللحظة اساتذتي المحترمين.
الى كل من ساعدني من قريب او بعيد ولو بالكلمة الطيبة الى طلبة قسم التاريخ بجامعة محمد
خيضر – بسكرة ،دفعة .5102
وفي األخير ارجو من اهلل تعالى ان يجعل عملي هذا نفعا يستفيد منه جميع الطلبة والباحثين
سميحة دعاس
مقدمــــــة
مقدمـــة
شهد العالم العديد من الصراعات التي خلفت آالف الضحايا ما بين قتلى وجرحى ،سواء
في صفوف المدنيين أو العسكريين ،فالصراعات ليست بالظاهرة الجديدة ،فهي قديمة قدم اإلنسان
وتعقدت بتعقد الحياة البشرية ،حيث عرف العالم صراعات بسيطة بين القبائل ،كما عرف صراعات
معقدة أدت إلى حروب إقليمية وحتى عالمية ،إضافة إلى حروب أهلية ،التي تعرف في غالب
األحيان بالدافع اإلثني ،والتي تتسم بطابع متفجر ،مثل تلك التي نشبت في العديد من الدول
اإلفريقية ،هذه األخيرة التي تعاني كثي ار من االضطرابات وعدم االستق ارر ،واالنتفاضات ألسباب
عرقية وسياسية وقبلية ،تحركها التدخالت األجنبية مما جعلها ألن تصبح مسرحا للصراعات.
ومن بين هاته الدول اإلفريقية السودان ،الذي يعتبر من أهم الدول الغنية باإلمكانيات
البشرية والطبيعية ،الهائلة الذي أصبح من الدول التي تعاني الصراعات والحروب األهلية من
بينها الصراع القائم في إقليم دارفور وهو واحد من أبرز القضايا اإلفريقية الدولية المعاصرة األكثر
تعقيدا ،التي طفت على سطح األحداث التاريخية والسياسية العالمية،فانشغلت بها الدول اإلفريقية
والعربية والغربية وأصبحت في مقدمة القضايا المطروحة على المنظمات اإلقليمية
والدولية،ودارفور إقليم واسع ذو إمكانيات بشرية كبيرة وثروات طبيعية هائلة،التي أغرت الدول
الكبرى من اجل إيجاد منفذ للسيطرة فأصبحت من أهم المعوقات التي تواجه الدولة السودانية
والتي ال تتوقف تأثيراتها على إحداث حالة من حاالت عدم االستقرار الداخلي،وانما تتعداها إلى
تهديد كيان الدولة ونظامها السياسي ذاته.
من خالل توسيع دائرة األطراف المتصارعة والمشاركة والداعمة لها ،او بالترويح للصراعات
والميول االنفصالية ،بهدف تفتيت السالمة اإلقليمية للدولة سعيا لتحقيق مصالحها السياسية
واالقتصادية الخاصة ،وبات الصراع في إقليم دارفور ال يخرج من كونه مشكلة محلية لها أسبابها
التاريخية واالقتصادية فحسب بل أصبحت العديد من األطراف والقوى داخليا وخارجيا مدعوة
للمشاركة في كيفية التغلب على ذلك الصراع على الرغم من انعقاد العديد من المؤتمرات والتوقيع
على عدد من االتفاقيات وصدور الكثير من الق اررات من جانب عدة منظمات.
أ
مقدمــــــة
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الدراسة في العديد من األمور أهمها:
-أن السودان يحتل موقع إستراتيجي بقلب إفريقيا ،وهذا من جهة ،كما أن لدارفور أهمية استراتيجية
و إقتصادية خاصة ،جعلته محل أنظار بعض القوى اإلقليمية والدولية ،حيث تعد منطقة دارفور
جزء من الساحل اإلفريقي الكبير ،ولها ارتباط وثيق بما تمر به المنطقة من أحداث كالصراع
على الموارد الطبيعية والصراع الحضاري ،فهناك من يحاول الفصل بين العرب واألفارقة.
-وتوضيح كيفية نجاح الضغوط الخارجية على الحكومة السودانية وتصعيد األحداث مما أخرجها
من نطاقها المحلي السوداني ،إلى حيزها اإلقليمي اإلفريقي ،وصوال إلى الحيز الدولي هيئة األمم
المتحدة والدول الكبرى ،وتوضيح محابات دولة ما لجزء من المجتمع لحساب األجزاء األخرى مما
يؤدي إلى حدوث إضطرابات ،قد تتالقى مصالحها مع مصالح أطراف خارجية ،وتعمل على
إستغاللها وتأجيجها ،ذلك أن معظم أقاليم السودان ودارفور خاصة يعانون التهميش في مختلف
الميادين ،مما يؤدي إلى حالة الالإستقرار ،التي تؤثر سلبا على وحدة البالد.
أهداف الموضوع:
إن موضوع الصراعات والحروب األهلية عرف اهتماما متزايدا في الدراسات األكاديمية
من زوايا مختلفة حسب اهتمام كل باحث وتوجهاته الفكرية والمعرفية،والهدف من دراسة موضوع
الصراع في اقليم دارفور هو التعرف على منطقة دارفور ،وجذور الصراع فيه ،والوقوف على
طبيعة الصراع في اإلقليم والمراحل التي مرت بها،األحداث واألطراف الحقيقية في الصراع
ومعرفة دور المنظمات المحلية واإلقليمية والدولية منه والسعي في إيجاد الحل وابراز العوامل التي
أدت إلى نشوب الحرب األهلية في إقليم دارفور ،وتوضيح أهم النتائج المترتبة في الصراع في
اقليم دارفور ،وتبيان كيفية مساهمـة هذه المنظمات في وضع الحلول الممكنة من أجل تحقق
السلم ،واألمن في اقليم دارفور.
أسباب اختيار الموضوع:
لعل اهتمام الباحث ورغبته في تناول موضوع معين عما سواه ،هو في الحقيقة مبني على
اعتبارات ذاتية ترتبط بشخص الباحث وتوجه اهتماماته بحكم الميل نحو موضوعات معينة
وأخرى موضوعية ترتبط بمواصفات موضوع الدراسة من حيث قيمته العلمية ،وكذا حداثة البحث
أو الموضوع وصالحية البحث فيه،ومن األسباب الموضوعية لتناول الموضوع بالبحث هو أن
ب
مقدمــــــة
الدراسة تحاول أن تقدم تصو ار تحليليا للصراعات والحروب األهلية ،خالل دراسة نموذج مهم من
الصراعات والحروب األهلية في البالد العربية وافريقيا وهو الصراع في السودان واقليم دارفور
نظ ار لما للمنطقة من أهمية جغرافية وعلمية واقتصادية و استراتيجية ،خاصة لدى بعض القوى
اإلقليمية والدولية وتحليل الصراع والحرب األهلية في اقليم دارفور وكل الظروف المحيطة به
أثناء الصراع باإلضافة إلى الكثير من الدراسات التي تناولت الصراعات والحروب األهلية في
السودان واهتمت بالدراسة في الجنوب بالمقابل نجد القليل من الدراسات التي اهتمت بالصراع في
اقليم دارفور،على الرغم من أن الصراع مازال متواصل حتى اآلن ،وان وجدت فهي قليلة.
أيضا من بين األسباب الموضوعية الختيار الموضوع هو كون الدراسات التاريخية تناولت
موضوع الص ارعات والحروب األهلية كموضوعين منفصلين من حيث اإلطار العام ،ولهذا أردنا
من خال ل هذه الدراسة ربط بشكل تحليلي ما بين الصراعات والحروب األهلية في دولة السودان
واقليم دارفور خاصة.
ومن األسباب الذاتية التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع الميول الشخصي لموضوع الصراعات
والحروب األهلية ،وكذا رغبتي في تنمية معارفي في هذا المجال باإلضافة إلى رؤيتي الطبيعية
وأسباب الصراع في إقليم دارفور من أثنية عرقية إلى اقتصادية سياسية ،خاصة وأن الدولة العربية
التي تعتبر على وشك االنهيار بعد العراق ،فإنه من الضروري التعمق في هذه المواضيع إلبراز
خطورتها على الدول األخرى.
اإلشكالية:
إن الخاصية األساسية للصراع في إقليم دارفور هو التعقد والتشعب للعناصر المكونة له،مما
أدى إلى تعدد القراءات ،بدءا باألسباب التاريخية ،مرو ار بالعوامل الجغرافية ،وصوال إلى السياق
اإلقليمي والدولي ،وبناءا على ما سبق ،فإن الموضوع يرتكز على اإلشكالية التالية:
ماهي طبيعة الصراع القائم في إقليم دارفور السوداني؟ وماهي أبعاده؟ وما هي أطرافه
الحقيقية؟ وماهي الصعوبات التي حالت دون إيجاد حل مستدام ؟
وتندرج تحت هذه اإلشكالية التساؤالت الفرعية التالية:
ماهي الصراعات والحروب األهلية ؟
ما طبيعة الصراعات والحروب األهلية في السودان؟
فيما تكمن جذور الصراع في اقليم دارفور؟
ت
مقدمــــــة
في إقليم دارفور وتناولنا فيه جذور الصراع في إقليم دارفور،وأسباب الصراع فيه والتطورات
الصراع في إقليم دارفور،وفي األخير المواقف المختلفة من الصراع ،من خالل إدارة الدول
اإلقليمية والدولية للنزاع ،والمتمثلة في الدول المؤيدة لحكومة الخرطوم من جهة والدول المعارضة
لها من جهة أخرى.
وفي الفصل الثالث واألخير تم التطرق فيه لنتائج الصراع في إقليم دارفور ،وتم التطرق
فيه إلى التعرف على نتائج الصراع في إقليم دارفور على سكان دارفور وعلى السودان كدولة ،
ثم نتائج الصراع في إقليم دارفور على المنطقة العربية و اإلفريقية،كما تناولنا فيه دور الهيئات
اإلقليمية ودولية في الصراع من خالل دور جامعة الدول العربية في حل الصراع في إقليم
دارفور.ودور اإلتحاد اإلفريقي وفي األخير دور هيئة األمم المتحدة.ثم الخاتمة.
وككل عمل بحث منجز فقد واجهتنا مجموعة من الصعوبات هي:
-قلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ،وبالتالي ندرة المصادر والمراجع ،سواء كانت باللغة
العربية أو باللغة األجنبية ،وان وجدت تكون من الجانب السياسي أكثر من الجانب التاريخي.
-حداثة الموضوع وتشعب التحليالت ،وغياب األدلة والشواهد التاريخية ،تؤكد دور األطراف
المختلفة.
ج
الفصــل األول :الصراعات والحروب األهلية في السودان
()1كمال حماد ،النزاعات الدولية ،الدار الوطنية للدراسات والنشر ،لبنان ،بيروت ،0559 ،ص.51
()2جيمس دروتي ،روبيرت ب الستغراف ،النظريات المتضاربة في العالقات الدولية ،تر :وليد عبد الحي ،المؤسسة الجامعية
للدراسات والنشر،لبنان ،بيروت ،0592 ،ص.021
()3حسين قادري ،النزاعات الدولية دراسة وتحليل ،منشورات خير الجليس،الجزائر ،باتنة ،5111،ص.05
7
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
كذلك نجد تعريف "ريمون آرون" :الذي يرى أن الصراع هو تنازع بين شخصين أو جماعتين،
أو وحدتين سياسيتين للسيطرة على نفس الهدف ،أو السعي لتحقيق أهداف غير متجانسة ،وعلى
أن اإلنسان عدواني بطبيعته إال أنه ليس من الضروري أن تكون الحرب هي التعبير عن هذه
()1
العدوانية.
نالحظ من تعريف ريمون آرون أنه مؤمن بالطبيعة اإلنسانية الشريرة ،ولكن نبذ الوسائل
العسكرية العنيفة الحرب ،وتفعيله للوسائل السلمية ،كالديبلوماسية ،واإلعالم.
فالصراع هو أحد مظاهر النشاط اإلنساني ،ويرتبط في جوهره بتنازع أو تضارب اإلرادات،
وقد يحدث الصراع بين شخصين أو أكثر ،أو بين مجموعات من الناس ،كاألسر والقبائل،
الطوائق ،األحزاب ،الدول.
والنقطة األساسية في تحديد الظاهرة الصراعية تتمثل في عنصري الرغبة والحاجة المنطلقين
من بواعث الوعي أو العقالنية لطرفي أو أطراف الصراع.
ويعرف الصراع عادة بتنازع اإلرادات الوطنية ،وهو الناتج عن االختالف في دوافع الدول
وأهدافها وتطلعاتها وفي مواردها مما يؤدي ،في األخير إلى اتخاذ ق اررات ،خارجية تختلف أكثر
()2
مما تتفق.
وذهب عطية حسن أفندي ،في تعريفه للصراع إلى القول بأنه :تصادم اإلرادات بكل ما
تحمل من أفكار وقوى بين خصمين أو أكثر فيكون هدف كل خصم في هذا التصادم تحطيم
اآلخر كليا أو جزئيا ،بحيث تسود إرادته على إرادة ذلك الخصم ،وذلك بمعنى أن القتال ليس إال
مظه ار واحدا من مظاهر الصراع.
أما جوزيف فرانكل فيعتبر الصراع موقفا ناجما عن االختالف في األهداف والمصالح
القومية.
كذلك يعرف أمين هويدي الصراع بأنه تصادم إرادات وقوى خصمين أو أكثر يكون فيه
()1
هدف كل طرف من األطراف تليين إرادة اآلخر.
كما أن الصراع أعمق من النزاع وكذلك عادة ما يكون الحديث عن إرادة الصراع وليس
حله خالفا للنزاع الذي يمكن حله باستخدام مختلف الوسائل ،كما أن الصراع أوسع مثل الصراع
الحضاري بين اإلسالم والغرب وصراع الحضارات ،والصراع اإليديولوجي ،إذ غالبا ما يمتد
الصراع لعقود طويلة أو أحيانا إلى قرون.
أما عن مفهوم الصراع الدولي :فهو تنازع في اإلرادات الوطنية ،والناتج عن اختالف في
الدوافع ،وفيتصورات الدول حول األهداف ،والتطلعات ،وفي الموارد واإلمكانيات ،نتيجة لذلك تتخذ
()2
الدول ق اررات سياسية خارجية تتناقض أكثر مما تتفق.
والصراع يكون شامال لألطراف ،والمستويات والوسائل ،فهو تنافس وتعارض واع على
القيم ،القوة والموارد وتنوع وسائله حسب مستوياته من الدبلوماسية إلى االقتصادية حتى العسكرية،
()3
حيث تحدد ظواهر الصراع بناء على الرغبة والحاجة المحددة.
ومن خالل عرض هذه النماذج من التعاريف التي ظهرت في أدبيات العالقات الدولية بشأن
مفهوم الصراع يمكن استخالص جملة من النتائج بخصوص الصراع ،ولعل أهمها:
-أن الصراع يحدث بين طرفين أو أكثر.
-أن الصراع ينطلق من بواعث الوعي والعقالنية لطرفي أو أطراف الصراع
-أن جوهر الصراع يتمثل أساسا في تصادم أو تضارب اإلرادات واختالف األهداف بين
الطرفي أو أطراف الصراع.
( )1زايد عبيد اهلل مصباح ،السياسة الدولية بين النظرية والممارسة ،دار الكتب العلمية ،لبنان ،بيروت ،5115 ،ص ص -021
020
()2حسين قادري ،المرجع السابق ،ص.51
()3المرجع نفسه ،ص ص.10-11
9
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
-أن القيم المادية والمعنوية بصورها ومستوياتها المختلفة تشكل المواضيع أو األساليب
الرئيسية للظواهر الصراعية.
-إن القتال هو أحد مظاهر الصراع وليس المظهر الوحيد له.
-إن الهدف كل طرف من طرفي أو أطراف الصراع هو تحطيم الطرف اآلخر أو األطراف
()1
األخرى جزئيا أو كليا.
فطبيعة الصراع الدولي في العالقات الدولية فريدة من نوعها حيث أنها تختلف عن بقية
ظواهر العالقات الدولية وهذا يرجع بالدرجة األولى إلى تنوع وكثرة أبعاده في ظاهرة الصراع
()2
الدولي.
كذلك فإن الصراع يمكن أن تتنوع مظاهره وأشكاله ،فهو قد يكون صراعا سياسيا أو اقتصاديا
أو مذهبيا أو دعائيا أو حتى تكنولوجيا،كما أن أدوات الصراع يمكن أن تندرج من أكثرها فاعلية
إلى أكثرها سلبية ومن نماذجها على سبيل المثال :الضغط والحصارواالحتواء ،والتهديد،
()3
والعقاب،والتفاوض ،والمساومة ،واإلغراء ،والتنازل والتحالف ،والتحريض والتخريب والتآمر.
المصطلحات المقاربة لمصطلح الصراع:كما سبق الذكر فإن مفهوم الصراع يتداخل ويتقارب مع
العديد من المفاهيم أهمها:
-التنافس :فنجد أن األفراد يتنافسون فيما بينهم حول مسألة أو هدف معين دون إدراكهم
لهذا التنافس ،عكس الصراع الذي يكون فيه وعي بالتنافس ولهذا ،نجد أن التنافس هو
مستوى أقل من صراع حيث نجد أن األفراد يتنافسون دون أن يسعى أحدهم إلى منع
اآلخر تحقيق هدفه.
-التوتر :هو حالة من القلق ،وعدم الثقة المتبادلة بين دولتين أو أكثر قد يكون سابقا ،أو
سيأتي النزاع ،واألزمات الدولية،كما أنه يشير إلى حالة عداء وتخوف وشكوك وتصور
بتباين المصالح ،أو ربما الرغبة في السيطرة أو تحقيق االنتقام ،غير أنه يبقى في هذا
اإلطار دون أن يتعداه ليشمل تعارضا فعليا وصريحا وتهديدا متبادال ،من األطراف للتأثير
على بعضهم البعض ،وهنا التوتر حالة سابقة على النزاع.
()1
األزمة :تفترض األزمة وجود صانع قرار ،وتبدأ األزمة عندما تقوم دولة بفعل تكون تكلفته -
كبيرة لدولة أخرى،ويعرف جون سبانير" :األزمة بأنها موقف تطالب فيه دولة ما بتغيير
الوضع القائم ،وهو األمر الذي تقاومه دولة أخرى ،مما يخلق درجة عالية من اإلدراك
باحتمال اندالع الحرب"،فاألزمة هي جعل الطرف اآلخر فجأة في وضع ال يطاق ،ويقضي
()2
منه اتخاذ ق اررات سريعة ،والقيام بردود فعل عنيفة ،إذا كان قابل لفقدان قيمته.
وحالة األزمة تتميز بوجود صانع القرار في محيط تسوده العاطفة والالعقالنية ما يمكن أن يشوه
()3
إدراكه ،فيصبح ذاتيا وخاليا من العقالنية مصدره القلق واإلثارة واإلرتباك.
وتتميز األزمة بثالث خصائص رئيسية وهي:
-المفاجئة :حيث تحمل طابع المفاجئة لصانع القرار أو حتى للمالحظة البسيطة
-التهديد العالي لألهداف :أي أن الفعل تكون تكلفته كبيرة بالنسبة للطرف اآلخر.
-ضيق الوقت المتاح للتصرف :أي أن صانع القرار لديه اهتمامات أخرى وليس له وقت
()4
ومعلومات كافية،إلى جانب ذلك تتميز بكثرة األحداث فيها وقصر مدتها.
( )1محمد عبد الرحمان قاسم ،تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخلية غير ذات طابع دولي ،دار النهضة الجديدة
للنشر ،مصر ،اإلسكندرية ،5111 ،ص.21
( )2أحمد عبد الغفار ،فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية ،دار الهومة ،الجزائر ،5111 ،ص.511
( )3عبد العزيز جراد ،العالقات الدولية ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الجزائر ،0555 ،ص .52
()4محمد بوعشة ،مدخل إلى إدارة النزاعات الدولية ،دار القصبة ،الجزائر ،5111 ،ص.020
00
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
-النزاع :ظاهرة ديناميكية متناهية التعقيد ،ويرجع ذلك إلى تعدد أبعادها ،وتداخل مسبباتها
ومصادرها ،وتشابك تفاعالتها ،وتأثيرها المباشر وغير المباشر ،وتفاوت المستويات التي
تحدث عندها ،وذلك من حيث المدى ،أو الكثافة ،والعنف.
()1
لكن نالحظ عن هذا التعريف الصيغة العمومية ،وغيابنوع من الدقة ،و ربط ظاهرة الصراع
بالبعد الديناميكي المقيد بالكثافة ،والعنف ،والتقاضي عن اعتبارات عديدة قد تكون أكثر أهمية.
أما آالن فيرجيسون ALLEN VERGUESONفيرى أن النزاع الدولي يبدأ عندما تقوم
دولة بفعل تكون تكلفته كبيرة لدولة أخرى ،وفي نفس الوقت تعتقد الدولة األخرى أن بإمكانها تقليل
خسارتها بالقيام بفعل مضاد اتجاه الدولة األولى ،التي بدأت المبادرة بالفعل.
لكن نالحظ على هذا التعريف أنه مرتبط بالخسارة ،والتكلفة أي بالناتج النزاعي في حين
نجد نزاعات ال تقبل الخسارة ،وانما تستوجب فرض قيم معينة.
من خالل ما سبق يمكن أن نعرف النزاع أنه اختالف ،أو تعارض في قيم ،ومصالح سواء
مادية أو معنوية من أطراف متعددة ،وال يشترط أن يكون أشخاص ،أو منظمات أو دول حيث
يسعى كل طرف فرض مركزه على اآلخر باستعمال أساليب قد تكون سلمية أو عسكرية.
( )2
01
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
ا لنفوذ ،أو سيطرة وحسم الخالف حول القيم ،ومطالب متعارضة بين جماعتين من الشيء
نفسه،تندرج ضمنأيواقعة لها جذور،وارتباطات سابقة تقود إلىالحرب.
( )1
وهناك من يرى أن الحرب تغير مفهومها حيث أصبحت تعرف بالحروب الجديدة ،فمن هذا
المنظور لم تعد مجرد نزاع بين بلدين مناوئين"،الشكل التقليدي للحرب"وال هي صراع بين معسكرين
النمط السائد في الحرب الباردة ،وانما هي مواجهة متعددة السيمات ،واألبعاد ،يتغير شرحها
بحسب الوضعيات والساحات فتكون تارة فتنة قومية بين األمم ،كما تكون نزاعا شامال ضد قوى
عابرة للقارات والدول كاإلرهاب والمخدرات أو صراعا رخوا غير مسلح مداره المؤتمرات الدولية
()2
والتكتالت اإلقليمية.
أما كارلكلوزفينش* فيعرف الحرب بأنها أداة للنشاط السياسي وال تنفصل عنه بأي شكل من
()3
األشكال وأن الحرب ليست االستمرار للسياسة بوسائل أخرى.
وهناك الحرب التي يمكن أن تنشأ بين الدول الصغيرة تتدخل فيها قوى النووية مباشرة أو
غير مباشرة ،مع بقاء هذا التدخل في النطاق الجغرافي المحدود ،دون اللجوء إلى استعمال
األسلحة النووية.
( )4
فالحرب حالة صراع مسلح بين دولتين أو عدة دول ،ينطلق من إعالن الحرب ويستمر إلى حين
()5
استسالم أحد األطراف أو توقع معاهدة سالم بين هذه الدول.
01
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1صبحي علي قنصوه" ،العنف اإلثني في روندا" ،سلسلة دراسات مصرية إفريقية ،جامعة القاهرة ،مصر ،القاهرة
(سبتمبر ،)5110ص.10
()2كمال حماد ،المرجع السابق ،ص ص.11-12
01
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
بالضرورة إلى النزوع لمستوى التصادم فإن إضفاء الطابع السياسي عليها واستحضار صورة
()1
الضحية ،زيادة على تداول الخطابات ومزاوجتها بوعود ومصالح مادية ،لمنظمي العنف اإلثني.
فقد أشارت الدراسات إلى أنه هناك حوالي 055جماعة عرقية سياسية مشتركة ،بين دولة
ودولة أخرى مجاورة لها ،ومرتبطة معها لغويا ،وبالتالي اندالع صراع في الدولة الواحدة بالضرورة
له انعكاس وأثر في الدولة األخرى ولعل أدق مثال :هو الصراع بين جماعات التوتيوالبورندي
بمقع الهوتو ،بالمقابل الهوتو في روندا بقمع التونسي ،وهذا ينطلق في حالةتعدد األعراق ومحاولة
االنفصال أو المطالبة بالحكم الذاتي.
فالحروب األهلية وليدة حالة من الحاالت التالية:
-االستعمار
-إخفاق الدول المستقلة في تحقيق التقدم والنمو.
-الفشل في تحقيق السلم واألمن ودعم الجماعات المتصارعة.
()2
-رفض االعتراف بهوية مجموعة إثنية معينة واندالع أعمال العنف.
وقد تكون متعلقة بالتهديدات البيئية :والتي تتدرج منها الموارد النادرة كالنفط ،الغذاء ،المياه،
فالتحكم في هذه المعطيات والتي تمثل انتماء بيئيا ومصد ار طبيعيا في الدول ،كذلك نجد أن
العوامل المناخية ا لبيئية الصعبة ،والتي تؤدي إلى اللجوء للبحث عن أماكن أخرى فيها ظروف
()3
أكثر مالئمة ،وهذا ما يولد نزاعا حول الموارد بسبب عدم كفايتها.
( )1عبد العاطي عبيد ربيع ،دور منظمة الوحدة اإلفريقية وبعض المنظمات األخرى في فض المنازعات ،دار القومية العربية للثقافة
والنشر ،دار الكتب والوثائق القومية ،مصر ،القاهرة ،5115 ،ص .052
()2عبد القادر رزيق المخادمي ،النزاعات في القارة اإلفريقية إنكسار دائم أم انحسار مؤقت؟ ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر
القاهرة ،ص ص.021-021
()3اسماعيل صبري مقلد ،المرجع السابق ،ص.555
01
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
فأصبحت حدود الدولة الوطنية ال تشمل إال في الحاالت النادرة ،مناطق سكنية متجانسة
عرقيا ،فداخل الدول التي يبلغ عددها حوالي 051دولة في العالم وفقا للتعديالت يعيش مواطنون
ينتمون إلى ما بين حوالي 1111و 9111إثنية بشرية معظمها اثنيات محلية.
وتوصف األزمات االثنية إذا كانت إحدى الجماعات الشعبية المتصارعة على األقل تبرر
موقعها بطرح يتضمن أن األزمة الناشئة عن الفرق االثنية ،تنجم عن مقاومة االندماج عندما
تشعر أقلية اال ثنية أن هويتها الثقافية مهددة بسبب الضغط الذي تمارسه عليها األغلبية لكي
()1
تتماثل معها.
و الصراعات االثنية التي يتم فيها استخدام العنف تتسم دائما بعالمات منها:
-عدم احترام القوانين اإلنسانية في الحرب.
-عدم التمييز بين المقاتلين والسكان المدنيين.
-ممارسة أعمال فضيعة جسدية ونفسية بمنهجية بما في ذلك ارتكاب مقصود بجرائم
االغتصاب.
-االستعداد لتصعيد العنف في ظروف معينة إلى درجة اإلبادة الجماعية.
ومن الممكن أن تؤدي الصراعات االثنية إلى تهديد السالم العالمي ،خاصة إذا كانت دول عديدة
()2
متورطة فيها ،نظ ار إلى التوزيع الجغرافي للسكان.
()1أندريا فيرايكه وآخرون ،أطلس العلوم السياسية النظرية السياسية ،األنظمة السياسية ،العالقات الدولية تر :سامي أبو يحي
المكتبة الشرقية ،لبنان ،بيروت ،5105 ،ص.505
()2عبد العاطي عبيد ربيع ،المرجع السابق ،ص.052
07
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1محمد عبد الغني سعودي ،السودان ،دار الرائد للطباعة ،مصر ،القاهرة( ،د.ت) ،ص.0
()2لزهر حسناوي ،أطلس الدول العربية ،منشورات نوميديا للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،5101 ،ص.99
()3عبد الوهاب الكيالي ،الموسوعة السياسية ،ط ،5المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،لبنان ،بيروت ،0551 ،ص.551
()4محمود محمد موسى ،موسوعة الوطن العربي ،دار الدجلة ،األردن ،عمان ،ص.091
08
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
أهم الجبال :جبل مرة ،العوينات ،كدفان ،دارفور ،هضبة بالد النوبة ،أعلى قمة :قمة كينيني
1019كلم.
()1
أهم األنهار :النيل األبيض 1111 ،كلم ،النيل األزرق ،السوباط ،عطيرة.
وينقسم السودان إلى أربعة مناطق كبرى هي :الشمال :منطقة مطلة على البحر األحمر
محدد بتالل جبل الحمايات 5111كلم ،وهي سهبية متكونة من قاعدة رملية مغطاة بطبقة رقيقة
من الرمل مرملة ،والمنطقة الغربية الوسطى "القوز" ،حول جبل مرة وتقدر ب1111متر ،المنطقة
الوسطى للخرطوم ،سهول أرضية شاسعة ،موجودة بين النيل األبيض والنيل األزرق ،وأكثر
()2
خصوبة ،بها مزرعة الفالحية الكبرى الجزيرة.
النبات الطبيعي :تنمو حشائش اإلستبس في القسم األوسط من السودان أما حشائش السفانا فتنمو
في القسم الجنوبي و الحشائش اإلستوائية في أقصى الجنوب ،الغابات اإلستوائية في القسم
()3
الجنوبي بسبب المناخ الموسمي.
السودان غني بمالموارد ،تقدرالمساحة القابلة للزراعة بحوالي 25مليون هكتار المساحة
المزروعة حوالي 1ماليين هكتار ،وأراضي الغابات حوالي 50.2مليون هكتار وأراضي المراعي
حوالي 001.12مليون هكتار ،وتقدر المياه المتاحة على النحو التالي:
51.2مليار م 1حصة السودان في نهر النيل 12.1،مليار م 1من األنهار غير النيلية0.2،
مليار م 1من المياه الجوفية،وألراضي المراعي الطبيعية تمتد من الجنوب إلى الشمال حوالي
()4
001.12مليون هكتار رأي نصف المساحة الكلية للسودان.
المناخ:مناخ السودان مداري بوجه عام ،فال يوجد بالسودان جزء ال تمر عليه أشعة الشمس
العمودية ،وبذلك فإن مناخه يتدرج من الصحراء في أقصى الشمال ،حيث يعز المطر إلى المناخ
المداري ذي المطر الصيفي ،والذي تتفاوت فيه شهور المطر إلى المناخ دون اإلستوائي ،أو شبه
االستوائي في أقصى الجنوب ،ونظ ار لعدم وجود كتل جبلية تمتد من الشرق إلى الغرب فإن اتجاه
الرياح نحو الشمال أو الجنوب ال يقف في سبيله حاجز ،ومن ثم تمييز المناخ بالتدرج وأصبحت
الحدود الفاصلة بين اقليم وآخر غير واضحةوبالتالي السودان يعتبر من أكثر المناطق اإلستوائية
في العالم ارتفاعا في درجات الح اررة ،وتصل متوسطاتها الشهرية القصوى حوالي 21درجة
()1
مئوية.
وهذا راجع لشساعة البالد ماجعلها تتمتع بمناخ متنوع ،تتأرجح بين المناخ المداري الرطب
في الجنوب البالد غزير األمطار ،ومناخ صح اروي جاف في شمالي البالد ،فمناخ جاف طول
()2
السنة وأمطار صيفية موسمية.
-1-1-2اإلطار البشري:
يبلغ عدد سكان السودان أكثرمن 11نسمة ،خالل سنة ،5119وتقدر الكثافة السكانية:
02نسمة/كلم 5أما عدد السكان بأهم المدن :أم درمان 0511111:نسمة ،الخرطوم510119 :
نسمة بورسودان 501192 :نسمة ،األبيض 511.51:نسمة،نسبة عدد سكان المدن،%12 :
نسبة عدد سكان األرياف ،%12:اللغة العربية الرسمية :النوبية-اإلنجليزية–لهجات محلية،
الديانة :مسلمون ،%11معتقدات محلية ،%52مسيحيون ،%12األعراق البشرية :العرب،
()3
النوبيين ،الحاميون ،الزنوج ،قبائل الدجة.
وتلعب الظروف الطبيعية باإلضافة إلى العوامل القبلية دو ار هاما في توزيع السكان ،حيث
يحتل نصف السكان مديريات البالد التسع وهي دارفور ،وكردفان والنيل األزرق ،نسبة
سكان الحضر %51من السكان كما أن هناك %02من القبائل الرحل ،وبالنسبة للتركيب
العمري وقوة العمل ،تبلغ نسبة الشباب األقل 02سنة %25من مجموع السكان بينما نسبة
السكان القادريين على العمل حوالي %21يتوزعون بين القطاعات الزراعة والصناعة والخدمات
بنسب %15و%2و%5بالترتيب ،أما عن ظروف الحياة المعيشة في السودان ،فنجد توقع األجل
عند الميالد ال يتجاوز 21عاما كما ترتفع نسبة األميةّ إلى حوالي %11بما يعكس بوضوح تدني
()1
معدالت التنمية بالبالد.
-2-1-2التركيب العرقي اللغوي و الديني:
ينقسم السودانيون بين أكثر من 211قبيلة تختلف أصولها العرقية بين العروبة والزنجية
كما تختلف لغاتها ولهجاتها المحلية ،وتنقسم تلك القبائل إلى قبائل منطقة البحر األحمروقبائل
بني عامرالتي تتكلم بلغاتها القديمة المشتقة من الحامية والسامية كما نجد قبائل النوبية في شمال
وادي النيل وهي تتكلم العربية المختلطة ببقايا اللغة النوبية ،أما في وسط بالد فهناك مجموعة
من القبائل العربية كالكباش والكواهلةوالجعليينوالرشايدة ،بينما يعج الجنوب بالقبائل الزنجية كالنوير
والشيك والكاوك باإلضافة إلى الدنكا أكبرالقبائل الزنجية في البالد.
ويعتبر اإلسالم الدين السائد في السودان إذ يتجاوز اتباعه ثالثة أرباع السكان ،وهناك
العديد من الطرق الصوفية ،وأهمها الطريقة المهدية ،باإلضافة إلى القادرية والسمانية ،وهناك
الوثنية خصوصا في الجنوب تصل إلى خمس السكان ،باإلضافةّ إلى األقلية المسيحية %2
تنقسم بين البروتستانت والكاثوليك واألرثودوكس.
ويعد السودان بتكوينه االجتماعي هذا أكثر البالد العربية تفرقا في ثقافته السياسية،فهو
الدولة العربية الوحيدة التي تنقسم فيها الهوية ،الثقافية والقومية بين العروبةواالفريقية
()2
باإلضافة التقسيم البريطاني خالل فترة الحكم االستعماري بين الشمال والجنوب.
محمود خليل" ،األمن القومي السوداني ومشكلة الجنوب" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة ،العدد ( 20سبتمبر)0599 ()1
ص.512
()2محمد عبد الغني سعودي ،المرجع السابق ،ص.19
10
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1
Fawzy Didar ,La Republique du Soudan 1956-1966,Alger,socritenatitioonnale,pp11-12.
( )2الهادي قطش ،عبد الرحمان أحمد إدريس ،أطلس الجزائر والعالم ،طبيعيا وبشريا ،اقتصاديا ،سياسيا ،دار الهدى ،الجزائر
عين مليلة ،5100 ،ص.11
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1إبراهيم الفاعوري ،تاريخ الوطن العربي ،دار الحامد للنشر التوزيع ،األردن ،عمان ،5100 ،ص.125
()2محمود محمد موسى ،المرجع السابق ،ص .051
()3هشام سوادي هاشم ،تاريخ العرب الحديث والمعاصر ،0509-0201 ،من الفتح العثماني حتى نهاية الحرب العالمية األولى
دار الفكر ناشرون وموزعون ،عمان ،األردن ،5115 ،ص ص.550-551
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
وبدأت المظاهرات واالحتجاجات تعم مصر والسودان ،وتنامت حركات المعارضة ،في
السودان ففي عام 0519قام مؤتمر الجريجين وهو اتحاد المعلمين السودانيين بقيادة إسماعيل
األزهري باالندماج مع الحزب الوطني اإلتحادي،في0520تم تأسيس حزب األشقاء ثم 0521
تأسس حزب األمة بقيادة عبد الرحمان المهدي 0521 ،تأسس الحزب الشيوعي ،وتبع إخوان
المسلمين،وبدأ البريطانيون مع مطلع العشرينات في تكوين تيار سوداني قوي معاد لمصر،وحمل
شعار السودان للسودانيين ،وكانت مطالب مؤتمر الخريجين المنعقد 0521بمصر يطلب عونها
في تحسين أوضاع السودان ،إال أن الحكومة البريطانية عارضته وقاومته ،وفي 0525قدم المؤتمر
للسلطات البريطانية في السودان بمذكرة شرح بها أماني البالد:
-اصدار تصريح مشترك مصري انجليزي يمنح السودان حق تقرير المصير بعد الحرب.
-تأسيس هيئة سودانية تمثل الشعب السوداني إلقرار القوانين.
-فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية.
-تأسيس مجلس سوداني أعلى للتعليم.
-الغاء قانون المناطق المغلقة في جنوب السودان
-وقف المعونات عن اإلرباليات التبشيرية في الجنوب.
()1
لكن هذه المذكرة قوبلت بالرفض من طرف الحاكم السوداني االنجليزي.
بقيت بريطانيا تحاصر السودان ،حيث اصدرت اوامر لقواتها في مصر بتعبئة الجيش المصري
والزحف به الحتالل السودان ،واذا كان السودان قد أصبح خاليا فان بقية السواحل المصرية لهذه
()2
الدولة االفريقية قد اقسمت بين ايطاليا وفرنسا وانجلترا.
اتجهت الحركة الوطنية في السودان عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية باتجاهين ،األول
ذهب إلى تأييد االتحاد مع مصر "حزب االتحادين"والثاني دعا إلى قيام حكومة سودانية حرة
()1زهدي عبد المجيد سمور ،تاريخ العرب المعاصر ،الشركة العربية المتحدة ،مصر ،القاهرة ،5115 ،ص.011
()2جالل يحي العالم العربي الحديث والمعاصر ج ،0مكتبة دار الجامعي الحديث،مصر ،االزاريطة ،5110 ،ص.112
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
متحدة مع التاج المصري بينما الحزب الوطني من أهدافه اقامة حكومة سودانية ديمقراطية متحدة
مع مصر .أما االتحاد الثاني حزب األمة السوداني يهدف إلى استقالل السودان بمعزل عن
مصر ،وبعد قيام الثورة المصرية أرسلت الحكومة مذكرة إلى الحكومة البريطانية أعلنت فيها
اعترافها بحق السودانيين بتقرير مصيرهم ،كما سعت إلى توحيد األحزاب االتحادية السودانية في
حزب واحد تحت اسم الحزب الوطني االتحادي في ،0525وكان موقف األحزاب السودانية مؤيدا
للمذكرة ،أما الحكومة البريطانية فقد أفشلت االتفاق وأعلنت تحفظاتها على القرار .فدخلت
الحكومتان المصرية والبريطانية 0521في مباحثات حول الحكم الذاتي ،وفيه تم تحديد فترة
االنتقال بان ال تتعدى ثالث سنوات لمنح السودان حكم ذاتي.
تم تشكيل لجان ،ففاز الحزب الوطني و قام بتأليف الو ازرة برئاسة اسماعيل األزهري ،لكن
أخذت المعارضة باإلطاحة ضد اسماعيل األزهري وفقدت الحكومة استقاللها ،ففشلت حكومةجديدة
بأغلبية ضئيلة ،وناشدت البرلمانبإعالن استقالل السودان وصدور القرار 0522وصادق مجلس
()1
الشيوخ على القرار 0521ورفع العلم السوداني وأنزل العلم البريطاني.
وأصبحت ا لسودان عضوا في جامعة الدول العربية ،وعضوا في األمم المتحدة ومنظمة الوحدة
االفريقية ،لكن في 01نوفمبر 0521قام انقالب عسكري بقيادة ابراهيمعبود قضى على النظام
القائم وحل األحزاب السياسية ،ثم انتقل الحكم في أعقاب حركة شعبية 0512من المجلس االعلى
للقوات المسلحة إلى حكومة مدينة يرأسها ختم الخليفة وبقي عبودرئيسا للدولة ،وشكل خليفة و ازرة
()2
ائتالفية فيها الجنوب.
()1طه ياسين نمير،تاريخ العرب الحديث والمعاصر ،دار الفكر،األردن ،عمان ،5101 ،ص ص.502-501
()2مفيد الزيدي ،موسوعة التاريخ العربي المعاصر والحديث ،دار األسامة ،األردن ،عمان ،5112 ،ص.51
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1عبد الرحمان حسين حمدي "،التنافس الدولي في القرن اإلفريقي" ،السياسة الدولية ،العدد ،011المجلد (،22جويلية )5115
ص.525
( )2عبد العزيز راغب شاهين ،الصراع القبلي والسياسي في المجتمعات حوض النيل ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،مصر
القاهرة ،5100 ،ص.511
()3عبد الرحمان حسين حمدي ،المرجع السابق ،ص.525
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
ومن مسببات الصراع في السودان يكمن في البعد الخارجي للصراعات فيه ودوره في تأجيج
الصراعات فيه ،إذ ال يمكن إنكار دور االمتداد اإلقليمي لبعض القبائل،فالرئيس تشادي ادريس
ديبي وبعض وزرائه ،ينتمون إلى قبائل الزغاوةولقد كان أول قائد ميداني في الجيش التحريري
دارفور الذي أطلق ش اررة التمرد األول ،5111والسيد عبد اهلل ابكر أحد قادة الهجوم الناجح الذي
انطلق من دارفور ،0551ليدفع بإدريس ديبي إلى سدة السلطة في تشاد فيبقى المتغير الخارجي
في دعم أطراف الصراع ،والتدخل في تفاعالته المختلفة وكذلك التحكم في آليات التسوية يشكل
المتغير األهم في الصراعات القائمة في السودان ،ألن القوى الغربية تحاول دائما صياغة وتشكيل
()1
المنطقتين العربية واإلفريقية بما يخدم مصالحها وأهدافها االستعمارية.
وظاهرة الحروب األهلية مستمرة في الدولة وغيرها من البلدان االفريقية ،وهو دليل واضح
على عدم فهم جميع أبعاد هذه الظاهرة ،وثمة عدة مالحظات أساسية تعد مقدمات ضرورية لتفهم
ظاهرة الصراعات والحروب األهلية في دولة السودان:
األولى أنها تشهدوجود انقسامات اثنية ،وعرقية ،وقبلية منوعة ،وتباين هذه المجموعات ثقافيا
واجتماعيا ،وقد تملك هوية ذاتية تضعها في مرتبة أسمى من االنتماء إلى الهوية القومية ،وهو
ما يدعم قناعتها باالستقالل والتمايز العرقي.
الثانية :أن هذه االنقسامات تتسم بالكثير من المستويات العالية من العنف والتسيس ،كما
هو الحال في جنوب السودان.
الثالثة :أنه عادة في ظل هذا التوتر العرقي ما يتصاعد العداء بين مجموعتين إثنيتين على
نحو مكثف ،ويزداد الشك بين هاتين الجماعتين ،بحيث تعتقد كل جماعة أنها مهددة من قبل
الجماعة األخرى ،وتتوالى األفعال العنيفة وردود األفعال المضادة.
((2
الرابعة :وجود وعي اثني متزايد ،سواء من حيث مداه أو ثقافته ،ومن ثم فإن المناخ
االقتصادي واالجتماعي والسياسي المصاحب له سيتم بالتوتر ،وفي ظل هذه الظروفواألوضاع
يكتسب العامل االثني نوعا من االشباع والتدعيم ،ويورث االنتماء العرقي عبر االجيال المتتالية،
فالثغرة اإلثنية تسيطر على العائلة ،وأجهزة االعالم ،والحوارات الخاصة والعامة ،ومختلف الوسائط
()1
اإلعالمية االجتماعية
18
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1توفيق المديني ،تاريخ الصراعات السياسية السودان والصومال ،منشورات الهيئة العامة السورية ،سوريا ،دمشق5105 ،
ص.01
()2
Messaoud jir,op cit,p68
19
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
تمرير مشروع لتطبيق الحكم الذاتي في محافظات الجنوب ،لكن المشروع واجه معارضة شديدة
()1
من األحزاب.
وبعد اجراء االنتخابات التشريعية عام ،0529طالب نفس الحزب الليبيرالي ،أثناء مناقشة
الدستور الجديد باتباع نظام حكم فدرالي مع التهديد باالنفصال في حالة رفض مطلبه ،وقد أدى
إلى احترام الخالف ،وحل البرلمان ،وتجميد الحياة السياسية مما مهد الطريق أمام االنقالب
العسكري األول في نوفمبر من نفس العام ،وبعد تولي عيود السلطة استمرت األوضاع على
توترها في الجنوب ،ولجأ النظام إلى استخدام العنف مع المتمردين ،مما أدى إلى استمرار القتال
وتشريد اآلالف من سكانالجنوب ولجوئهم إلى أوغندا حيث تم تشكيل أول حزب سياسي ،يمثل
المتمردين الجنوبيين ،هو حزب االتحاد الوطني اإلفريقي السوداني الذي عرف باسم "سانو" عام
.0515
عند سقوط النظام العسكري في أكتوبر 0512تمت أول محاولة جديدة للمصالحة الوطنية
من خالل مؤتمر المائدة المستديرة في خرطوم مارس ،0512حضرته األحزاب السياسية ،وقادة
التمرد في الجنوب ،وبعض المراقبين من الدول الصديقة مثل :مصر وغانا ،كينيا ،نيجيريا ،تانزانيا
والجزائر ،وتم االتفاق فيه عن عودة الالجئين حرية االعتقاد ،واقامة جامعة في الجنوب ،واقامة
()2
لجنة لدراسة الوضع المستقبلي.
وبظهور البترول في أرض السودان وخاصة في الجنوب ،بدأ صراع مع الحكومة وثوار
الجنوب فالمواقع الجغرافية ،أ صبحت عامال جديدا للصراع بين الحدود المشتركة بين الشمال
والجنوب.
()3
()1جالل رأفت وآخرون ،السودان على مفترق الطرق بعد الحرب ......قبل السالم ،مركز الدراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت
،5111ص.01
()2محمود خليل ،المرجع السابق ،ص.511
( )3محمود السيد ،تاريخ افريقيا القديم والحديث ،مؤسسة شباب الجامعة ،مصر ،االسكندرية ،5111 ،ص.051
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
لكن اندلعت أعمال العنف من جديد في جويلية 0512ما زاد من العديد من التعنت في
الجنوب ونشأة حركات سياسية أكثر تطرفا مثل جبهة تحرير أنزانيا التي أصبحت تنادي باالنفصال
التام ،باإلضافة إلى حركة أنيانيا،مما أدى إلى عودة النظام العسكري عندما استولى النميري على
السلطة ،0515كانت الفوضى تعم الجنوب ،لم يعد الجيش قادر على السيطرة ،وبسط ثوار
األنيانيا نفوذهم في بقية المناطق ،مما أدى بالنميري إلى االعتماد بأسلوب المهادنة والتهدئة
()1
واعالن العفو العام عن جميع السياسيين ومقاتلين الجنوب وعين وز ارئهم للشؤون الجنوبية.
وفي بداية عام 0515التي نصت على منح الحكم الذاتي لمحافظات الجنوب الثالث تحت
إشراف مجلس التنفيذي األعلى ،يعين رئيسه بقرار من رئيس الجمهورية ،كما نصت على تشكيل
جمعية تشريعية خاصة لإلقليم مع إحكام سلطات المجلس التنفيذي على التعليم والصحة ،والموارد
المعدنية وقوات الشرطة المحلية ،كما ضمت مالحق االتفاقية نصوصا حول إعادة توطين
الالجئين وترتيبات وقف إطالق النار وتشكيل قوة عسكرية محلية من 05ألف رجل نصفهم على
()2
األقل من أبناء اإلقليم.
بعدها أدت مجموعة من الق اررات العاملة في الجنوب إلى إحياء التوتر من جديد ،ففي عام
0595قرر إعادة تدوير القوات العامة في الجنوب مما أدى إلى هروب الكثير من الضباط
الجنوبيينمن ا لخدمة ،كما قام النظام بمحاولة تعديل حدود الجنوب لضم منطقة بانتيو البترولية
إلى االقليم الشمالي ،مما أثار استياء أهالي الجنوب خصوصا وأن الحكومة السودانية ،كانت قد
قررت تصدير البترول المستخرج خاما دون تكريره ،مما يعني حرمان أهالي الجنوب من فرص
العمل ،باإلضافة إلى إعالن تقسيم الجنوب إلى ثالث محافظات ،والتطبيق الناقص للشريعة
()3
اإلسالمية ،في أقاليم الجنوب ذات األغلبية غير المسلمة.
وقد أسفر ذلك كله عن تمرد حامية مدينة يور الجنوبية في ماي 0591معلنا بدء الحرب
األهلية من جديد بتمرد من قوات الجيش كما حدث عام ،0522صدر البيان األول لحركة تحرير
السودان بزعامة العقيد جون جارانج ،فقد عمد على توحيد صفوف التيارات المختلقة العاملة في
الجنوب ،تحت قيادته ،كما تجنب الدعوة إلى االنفصال اإلقليم الجنوبي بل أعلن بإصرار تمسكه
بوحدة السودان وتماسك أراضيه ،كما استطاع خالل ثالثة أشهر تجنيد كتائب كاملة من المقاتلين
مشكلين الجناح العسكري ،لحركته باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان ،وتلقي الدعم الليبي
فقاموا بتدمير حقول التنقيب عن النفط ،وقام بتحقيق مجموعة مناألهداف ،فعلى الجانب
المعنوياكتسب مزيدا من التأييد بين أبناء الجنوب إلستغالل الحكومة المركزية لموارد إقليمهم
( )1
والناحية اإلدعائية جلب أنظار العالم لمجابهة الشركات األجنبية.
وبالتالي فقد اصطلح المراقبون على أن نسبة جذور مشكلة جنوب السودان إلى
السياسةاالستعمارية البريطانية في السودان ،وخاصة بين عامي ،0529-0555حيث اتبعت
()2
اإلدارة االستعمارية سياسة متعمدة إلغالق الجنوب وفصله ،عن بقية أجزاء القطر.
وفي سبيل تحقيق هذاالغرض ،قامت االدارة بسن قوانين المناطق المنغلقة في عام 0555
وطبقته في جنوب السودان ،ومنطقة جبال النوبة في جنوب كردفان ،وشمل التطبيق أبعادالموظفين
السودانيين والمصريين من الجنوب ،واقتصاد التجار العرب والمسلمين ،واستبدالهم باإلغريق
وغيرهم من الجاليات ،ومنع تعلم اللغة العربية واستخدام اللغة اإلنجليزية واحتكار التعليم في
الجنوب ،واإلرساليات المسيحية ،حيث قسم الجنوب إلى اقطاعيات منحت كل كنيسة من الكنائس
()3
العربية مساحة فيها.
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
كما نجد المبادرة المصرية السياسية في حل مشكلة السودان في الجنوب من أجل تحقيق
الوفاق والسالم الوطني الشامل تقوم على المبادئ واألسس التالية:
-وحدة السودان أرضا وشعبا ،المواطنة في السودان هي األساس في ممارسة الحقوق وأداء
الواجب.
-االعتراف بالتعدد العرقي والديني والثقافي للشعب السوداني
-ضمان مبدأ الديمقراطية التعددية
-استقالل القضاء
-الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية
-كفالة حرية التعبير والتنظيم وفقا للقانون
-كفالة الحريات األساسية ،وضمان ممارستها ،وااللتزام برعاية حقوق اإلنسان
-إقامة نظام حكم ال مركزي في اطارة وحدة السودان.
-انتاج سياسة خارجية تراعي تحقيق المصالح القومية للبالد.
وقد القت هذه المبادرة تأييد المعارضة الشمالية بزعامة حزب االمة على اعتبار أنها تلي
()1
مطالبها.
وبناءا على معدالت النمو السكاني ،اصبحت هناك حاجة لزيادة المساحة المزروعة فطالب
السودان بزيادة حصته من مياه نهر النيل حتى تقي بمتطلباته ،ونتيجة للحرب االهلية في الجنوب
توقف مشروع قناة جونجلي بعد انجاز الجزء االكبر منه ،والذي قدر في مليار متر مكعب سنويا،
وتفهم السودان إلثيوبيا من خالل تغذية هذا النزاع ومساندتها للزعيم جون جرنج الذي يقود حربا
()2
ضد نظام الحكم في السودان للحصول على االستقالل.
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
()1محمد عوض ألهزايمية ،قضايا دولية تركة قرن مضى وحمولة قرن أتى ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان1117 ،
ص ص.078-077
()2توفيق المديني ،المرجع السابق ،ص.91
11
الصراعات والحروب األهلية في السودان الفصل األول:
اتفاق هذه النخبة على طريقة أسلوب في التعايش مع األنماط الثقافية السودانية ،ووضع نمط
واحد معترف به من قبل الجميع.
مما أدى الى تفاقم الصراع وانتشاره في دارفور منذ 0591م واشتدت ش اررته في اإلقليم في أوائل
عام 5110م عندما اعتدى العرب على الزغاوة وقتلوا حوالي 11شخصا منهم ،ومن ثم بدات
عمليات القتل واالنتقام بين القبائل وضد اإلدارة في اإلقليم ،رغم دخولها في مفاوضات مع
المتمردين اال ان الوضع زاد سوء خاصة في ظل نقص المياه والموارد الغذائية ،فادى الىسقوط
العديد من القتلى واحراق الكثير من القرى ،ما دفع بالقوات العسكرية الحكومية للقيام بعمليات
عسكرية ضد المتمردين ،وما زاد سوء الوضع في إقليم دارفور هو التدخل األجنبي والتفاقم
اإلعالمي مما أدى الى عقد العديد من المؤتمرات و االتفاق على العديد من االتفاقيات من بينها
()1
اتفاقية انجيمنا.
11
الفصــل الثاني :تطورات الصراع في إقليم دارفور والمواقف منه4112-0891م
()1أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر ،دارفور الواقع الجيوسياسي الصراع والمستقبل ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان
،5105ص.11
( )2زكي البحيري ،مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية ،مكتبة مدبولي ،مصر ،القاهرة5111 ،
ص.12
()3محمد عوض الهزايمية ،المرجع السابق ،ص ص.019-011
17
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
وتنقسم دارفو ارلى ثالث واليات هي الشمالية والغربية والجنوبية ،ومساحة دارفور حوالي واحد
وخمسون ألف مليون كلم 5أي حوالي % 51من مساحة السودان ،ومن جهة السطح يعتبر جبل
مرة أهم ظاهرة تضاريسية في اإلقليم بجانب كتلة جبل مرة توجد مرتفعات بركانية أخرى مثل كتلة
جبل يدون والى جانب المرتفعات توجد السهول وهي أراضي متوسطة االرتفاع ،والى الغرب من
جبل مرة توجد منطقة سهلة ،وفي الجنوب توجد سهول رملية ،وفي الشرق توجد سهول وكثبان
()1
رملية.
مما ترتب عن هذه التضاريس :وجود بعض المعادن ومن أهمها البترول في دارفور وجود
المياه الجوفية والسطحية في بعض المناطق مما ساعد على قيام حرفتي الرعي والزراعة ،وشكلت
()2
المرتفعات مناطق عملية واعتصام صالحة للمتمردين.
أما الظروف المناخية :الح اررة متوسطة أو مرتفعة في معظم شهور السنة خاصة في الصيف
وتختلف تبعا لالرتفاع ،والشتاء وهو فصل الجفاف ،وتغزر األمطار على مناطق المرتفعات في
جبل مرة وتقل كلّما اتجهنا شماال ،والتربة متنوعة ،ولذا تتنوع النباتات حسب الح اررة واألمطار(.)3
مساحة الغابات بوالية شمال دارفور حوالي خمسة أالف فدان ،وعموما فان الجفاف الذي
ضرب الوالية منذ الستينات قد أثر سلبا على الكثافة الغابية ،أما في والية غرب دارفور فيسود
الغطاء النباتي الكثيف والغابات الغنية بأشجار السرو والقميل ،وتقدر الغابات في شمال بـ %12
( )1زكي البحيري ،مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية ،التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص.12
()5شعبان ماهر عطية ،مشاكل إفريقيا المعاصرة ،دار المعرفة الجامعية للنشر والتوزيع ،مصر ،القاهرة ،5100 ،ص.521
()1شوقي الجمل ،تاريخ السودان وادي النيل ،حضارته بمصر من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر ،مكتبة األنجلو المصرية
مصر ،القاهرة ،5119 ،ص.901
18
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
والجنوب بـ % 29وهي تساهم بقدر كبير في صادرات البالد من الصمغ العربي والحطب
الوقودوالفحم الحريق ،وانتاج الصمغ(.)1
ويحتوي اإلقليم على ثروة حيوانية هائلة حوالي 11مليون رأسا موزعة على والياتها الثالث
وتزخر والية الشمال دارفور بالثروة خاصة اإلبل والضأن حيث يوجد حوالي 05مليون رأس.
ووالية الغرب بحوالي 2,2مليون رأس وواليات الجنوب دارفور بحولي 0,2مليون رأس ،وبالواليات
الثالث بحيرات موسمية هي بحيرة كندي بمحافظة برام الصافية بنياال وبحيرة كلنق بمحافظة عد
الفرسان ،والتي توجد بها كميات مقدرة من أسماك البليوط(.)2
وتمتلك دارفور ثروة معدنية هائلة تأتي على رأس هذه الثروة البترول في الجنوب وجنوب
كردفان ،وشماال بحر الغزال ويقدرها البعض بأكثر من 51مليون برميل ،مما يؤكد على توفر
البترول في دارفور بكميات كبيرة استخراجه على نطاق واسع في منطقة شرق التشاد المجاورة
لدارفور مباشرة والذي يقوم على استغالله الشركات الغربية التي مدت خط أنابيب ضخم لنقله
إلىمناطق التصدير على المحيط األطلسي ،والبترول في دارفور هو جزء من قصة البترول في
()3
السودان كله.
-2-1اإلطار البشري:
يبلغ سكان دارفور حوالي 1مليون نسمة من سكان السودان ،البالغ عددهم حوالي 10
مليون نسمة ،أي أن سكان دارفور أكثر من ربع سكان السودان منذ سنة ،0552وينتمي السكان
إلى مجموعتين كبيرتين ،ويستخدمون لغات محلية الى جانب اللغة العربية(،)4و يسكن دارفور
عدد كبير من القبائل المستقرة في المناطق الريفية مثل الفور ،المساليت ،الزغاوة ،الداجو ،التذجر
التامة ،باإلضافةإلى مجموعات القبائل الرّحل التي تنتقل من مكان آلخر مثل األيالة ،المحاميد
و ّ
()0جالل رأفت هاني راسالن ،مالمح النزاع في دارفور األزمة وأفق المستقبل ،مركز البحوث والدراسات ،مصر ،القاهرة 5112 ،
ص.51
()2أمين مشاقبة ،الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص ص. 90-91
()3المرجع نفسه ،ص ص.11-12
()4شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص .952
19
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
مهرية ،بني حسين ،الرزيقات ،المعالية ،و السالمات والبني هلبة والحيماتوالترجم والقمر والميدوب
وغالبية القبائل المستقرة من األفارقة ويتكلمون لغات محليةباإلضافة للعربية ،و بعضهم من
()1
العرب ،أما غالبية قبائل الرّحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية ،ومن بينهم أيضا األفارقة
وبالتالي نجد تقسيم القبائل الى مجموعتين:
فالمجموعة العربية وتمثل:
-البقارة :ومنهم الرزيقات ،ويعيشون في أقصى الجنوب الشرقي من دارفور.
-التعايشية :ويعيشون في الركن الجنوبي الغربي من دارفور.
-الهبانية :يعيشون بين الرزيقات والتعايشية.
()2
-الكبابيش :يعيشون في شمال دارفور وكردفان.
المجموعة غير العربية وتمثل:
مرة.
-الزغاوة :وهم منتشرون شمال مرتفعات جبل ّ
-المتدوب :الواقعة شمال شرقي دارفور معزولة تماما أي شمال الصحراء.
-الداجو :يعيشون على التالل الواقعة شمال شرق وجنوب نياال*.
-التنجور :حلوا محل الداجو بوصفهم ساللة متفوقة في دارفور.
-الربو.
-التكازنة.
مرة.
-الفور :وهم من أهم سكان دارفور وقد سمياإلقليم باسمهم وتعيش على جبل ّ
-المساليت :وهم يعيشون في الحداألقصى الغربي لدارفور.
( )3
( )1فوزي روسانو ديدار ،االسودان الى اين؟ ،تقديم االن جريش ،تر :مراد خالف ،الشركة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع
السودان ،5115 ،ص.052
()2بهاء الدين مكاوي" ،التنوع اإلثني والوحدة الوطنية في السودان" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة ،العدد( ،011أفريل )5115
ص.522
* نياال :في لغة الداجو تعني الثرثرة ،ينظر شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص.952
()3شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص.952
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
للجبهة اإلسالمية في دارفور على حكومة اإلنقاذ عام 0550م ،وهذا فضال عن النزاعات القبلية
واالنفالت األمني والصراعات اإلقليمية(.)1
وينقسم إقليم دارفور إداريا منذ عام 0552إلى ثالث واليات هي :شمال دارفور وعاصمتها
الفاشر ،بمساحة تقدر 551.25كلم ،5وتعتبر المدينة التاريخية السياسية لإلقليم كله ،ويقطنها
اإليالة الرحل وغالبيتهم من الزغاوة غير العرب.
ووالية الجنوب وعاصمتها نياال 051.111 ،كلم ،5ويقطنها البدو ومربيوا اإلبل واألنعام ،ثم والية
غرب د ارفور وعاصمتها الجنية ،وهي مدينة تجارية بالقرب من الحدود التشادية والتي تقع على
()2
جانبي الكتلة البركانية لجبال مرة.
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
البطالة ،فبدأ الناس يهاجرون الى الجنوب في عام 0525فوقعت منازعاتعلى الحدود بين قبائل
()1
الهباينة والرزيقات
ولقد استمرت عمليات النزاع في إقليم دارفور بين القبائل الرعوية ومعظمها من العرب
والقبائل المزارعةومعظمها من العناصر اإلفريقية نتيجة الظروف المناخية المرتبطة بهذا اإلقليم(.)2
وقد ساعد على انتشار الصراع في إقليم دارفور انتشار التقاليد القبلية ،وسيادة ثقافة
الفروسية ،ولكن هذه الصراعات كانت محدودة ،ويتم تسويقها من خالل األطر واألعراف المحلية.
إال أن هذه األوضاع تغيرت نتيجة النعكاسات الحرب األهلية في تشاد في السبعينات
الحدة
والثمانينات .تميزت النزاعات في فترة ما قبل منتصف الثمانينات انها كانت منخفضة ّ
ومحلية في قضاياها وأطرافها ومتقطعة في تكرارها ،فكان من النادر تورط أكثر من طرفين في
النزاع الواحد ،مثل نزاعات الزغاوةوالمهدية في 0519م والمهدية والرزيقات في 0519
()3
الرزيقاتوالميرية في 0512_0515وبني هلبةوالماهرية في 0511_0512
وسويت جميعا عن طريق الوساطة التقليدية ،ألن الحدةّ ،
وكانت الصراعات غير متوالية ومتدنية ّ
( )4
أشدها فتكا كان محليّا.
معظم الصراعات في دارفور تقع بين الجي ارن بل أن ّ
-2-2أسباب الصراع في إقليم دارفور:
الواقع أن تفاقم الصراع في إقليم دارفور يرجع إلى أسباب مختلفة وعوامل متعددة داخلية
وخارجية وسوف تتعرض بالتفصيل فيما يلي عن أهم هذه األسباب والعوامل:
-1-2-2أسباب اقتصادية:أن االقتصاد هو المحرك األساسي لألحداث في كل زمان ومكان
فإن أحوال دارفور االقتصادية تأتي على رأس مسببات الصراع في إقليم دارفور ،إذ كانت الزراعة
( )1عبد القادر إسماعيل ،مشكلة دارفور أصول تاريخية ومحاولة الحل السياسيوالتدخل الدولي ،مؤسسة طوبجي للتجارة والطباعة
والنشر ،مصر ،القاهرة ،5119 ،ص.50
( )2فوزي صلوخ ،مقاربات دبلوماسية ،صراعات إقليمية ودولية ،دار المنهل ،لبنان ،بيروت ،5111 ،ص.12
()3أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر ،المرجع السابق ،ص.052
()4محمود ممداني ،دارفور منتقدون وناجون السياسةوالحرب على اإلرهاب ،مركز دراسات الوحدة العربية،لبنان ،بيروت5101 ،
ص.591
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
والرعي يشكالن أهم نواحي النشاط االقتصادي،فهناك محاصيل الزراعة الغذائية كانت السبب
الرئيسي في قيام النزاع في دارفور والواقع أنه ال تتوفر فيه مشاريع تنموية زراعية أو صناعية
بالمعنى المعروف ،التنمية رغم كثرة موارد اإلقليم الطبيعية واتساع مساحتهوالتي تبلغ % 51من
مساحة السودان الكلية(.)1
-2-2-2مشكالت الملكية وحيازة األرض:
اسم نظام ملكية األرض و حيازتها في دارفور لفترة طويلة يسير حسب التقاليد الموروثة فلكل
قبيلة منطقة خاصة بها تسمى دار ،وغالبا ما تكون ملكية األرض جماعية لجميع أفراد القبيلة
وكأن هناك نظام الحواكير الذي بموجبه تستوي الصفوة و رجال السلطة ومشايخ القبائل على
ومع ظهور مفهوم الدولة الحديثة بعد االستقالل ،ووقوع ()2
مساحات من األراضي بنظام الحكر*
أدت إلى نزوح بعض القبائل الكبرى من ديارها التقليدية لالستقرار
بعض المتغيرات البيئية التي ّ
غير في التشكيلة السكانية واختالل النظام القبلي
في ديار قبائل أخرى أو في المدن الكبرى مما ّ
القديم ،وطرح مفاهيم حديثة كالمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات على أساس حقوق
المواطنة .فقد ألقى بظالله على مسرح األحداث في
منطقة دافور وكما كانت معظم القبائل التي تمتلك الحواكير ليس لها مصلحة في إجراء أي تغيير
في األوضاع الموروثة ،حفاظا على ما تستحوذ عليه من أراضي وحواكير ،لذلك فهي ضد أي
محاولة النتزاع أراضيها )3(،بحجة الحداثة أو إقامة مشاريع اقتصادية أي الزراعية وتطالب بعدم
المساس بالنظم و األعراف التقليدية حفاظا عن مصالحها ،فحدثت صراعات مسلحة ،ظهور
()3زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة وتدعيات المحكمة الجنائية الدولي ،المرجع السابق ،ص.50
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
االتجاهات العنصرية بين المزارعين و من أصحاباألراضي والرعاة وبين مالك األراضي أو
()1
الحائزين لها من جانب والراغبين في التمّلك ،أو الحيازة من جانب آخر.
-3-2-2إلغاءاإلدارة األهلية:
كان إلغاء اإلدارة األهلية سببا من أسباب الصراع في إقليم دارفور ،فخالل فترة الحكم
الثنائي طبق االنجليز نظام الحكم غير المباشر الذي بموجبه ال يقوم الرجل األبيض بإدارةوحكم
السكاناألفارقة السود وانما يستعين بزعماء القبائل اإلفريقية لكي تدير شؤونها لحسابه وتنفذ أوامره،
ظل لزعماء القبائل األساسي ليس فقط في
وتطور هذا النظام إلى ما سمي باإلدارة األهلية ،حيث ّ
ّ
إدارة األقاليم والمناطق بل في حل المشاكل اّلتي تنشأ فيه القبائل واألفراد عن طريق مجالس
()2
الكبار أو مجالس األجاويد.
وقد بدأت الدعوة إللغاءاإلدارة األهلية في أكتوبر ،0512وهي دعوة تبناها بعض المثقفين الذين
ال يعرفون الواقع االجتماعي لبعض مناطق السودان ومنها دارفور.
وعندما جاءت حكومة النميري* تبنت الدعوات السابقة لدل اإلدارة األهلية مما حرم زعماء
وشيوخ قبائل دارفور من كثير من االختصاصات ،الواسعة ،وقام النميري بإصدارقانون اإلدارة
المحلية لألقاليم ،واستخدمت بذلكاإلدارة الجديدة شرطة ضعيفة ،وعدم تواجد قوات الجيش وغابت
محل القانون ،ومع ظهور الجفاف والمجاعة
ّ فحل السالح والصراع القبليوالعنف
سلطة الدولة ّ
عل ما
أدىإلى مزيد من التناقض حول الموارد المحدودة ،فكانت دارفور تحتاج الى إدارة قوية،ول ّ
ّ
زاد اإلمتعاض لدى بعض قبائل دارفور في عام 0552عندما أعيد تنظيم إقليم دارفور إداريا تم
تخصيص مناصب عديدة ألفراد المجموعات العربية في السلطة الجديدة وهو ما رأته قبائل
()1
المساليتوالفور بمثابة تجاهل أو تعويض لدورها التاريخي القبلي في اإلقليم.
-4-2-2الصراع على الموارد الطبيعية:
حدته موجات
الرعاة والمزارعين على مناطق الكأل والماء وزادت من ّ
لقد بدأ الصراع بين ّ
الرعاة على الهجرة إلى المناطق األكثر خصوبة
التصحر ،التي اجتاحت البالد وأجبرت ّ
ّ الجفاف و
()2
والتي يتوفر بها العشب والماء.
ويعد الجفاف على ّأنه نتاج العالقة بين المياه المتوافرة والحاجة إليها ،وعندما تكون المياه
ّ
كمية الهطوالت يحدث الجفاف.
الضائعة عن طريق التبخر أكثر من ّ
جعفر محمد النميري ،)5115-0511( :دخل الكلية الحربية وتخرج برتبة مالزم ثاني ،اشترك في دورة بمدرسة التدريب العسكري
المقامة في مصر ،كان من المشاركين في اإلنتفاضة الشعبية ضد إبراهيم عبود ،درس في كلية األركان في الواليات المتحدة
األمريكية ،استولى عن السلطة عام ،0515اسقطه الشعب بإنتفاضة شعبية عام .0592ينظر سرحان غالم حسين العباسي
التطورات السياسية في السودان المعاصر ، 5115-0521دراسة تاريخية وثائقية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان
بيروت ،5100،ص.551
()1زكي البحري ،مشكلة دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص.55 -50
()2شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص .952
17
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
التصحر هو تدني في قدرة األرض اإلنتاجية بسبب إختالل التوازن الطبيعي بين
ّ بينما
التغير في خصائصها الطبيعية
ّ المناخ والتربة والنبات وفقدان األراضي لتربتها الغنية نتيجة
)1(.
والظروف المحيطة
يعرض التربة
هاذين العاملين يؤديان إلى تدهور المراعي وتناقص الغطاء النباتي مما ّ
()2
للتعرية ،والزيادة في النباتات العصيرية والشوكية مما ال يستسيغه الحيوان.
ويتميز هذااإلقليم
ّ وتزداد الحالة في المناطق الجافة الواقعة في نطاق الصحراء الكبرى،
أدىسوء استغالل
بانتشار الكثبان الرملية المحركة التي تؤثر بدورها على الغطاء النباتي ،وقد ّ
أراضي المراعي وازالة بعضها لالستزراع إلى زيادة معدل انجراف التربة وزحف الكثبان الرملية
التصحر ،وفي الوقت الذي زاد فيه اإلنتاج الحيواني تنقص فيه مساحة
ّ مما زاد معه زيادة
()3
المراعي.
ولهذا فقد اشتد الصراع في دارفور وبدأ من القبائل الشمالية بعد ما كانت األمطار تسقط
تغير المناخ(.)4
بشكل طبيعي وكانت مناطق الشمال تسقط فيها أمطار كثيرة ّ
تقل في الوقت الذي كانت فيه قبائل الجنوب مساحات الزراعة بها
وبدأت نسبةاألمطار ّ
محدودة وتسمح بسير القطعان في المراحيل* بشكل سهل ،ثم ازداد األمر صعوبة مع قلّة
األمطاروالجفاف مما اضطر الرعاة للنزول للجنوب والمرور من المناطق الضيقة ومن هنا بدأ
()5
يحدث التّعدي على األراضي الزراعية مما أوجد خالفا بين القبائل.
()1غانم علي أحمد ،المناخ التطبيقي ،دار الميسرة ،األردن ،عمان ،5115 ،ص.519
()2صالح وهبي ،قضايا عالمية معاصرة ،المشكلة السكانية ،موارد المياه العذبة ،التلوث البيئي ،التصحر ،الطاقة ،العولمة دار
الفكر ،سوريا ،دمشق ،5112 ،ص .515
()3عبد اهلل حسوني جذوع ،المرجع السابق ،ص .515
))4عبداهلل عبد الرازق ،شوقي عطا اهلل الجمل ،تاريخ شمال وغرب إفريقيا الحديث والمعاصر ،دار المعرفة الجامعية ،مصر
اإلسكندرية( ،د.ت) ،ص.525
()5علي أحمد حقار ،البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور ،شركة المطابع ،السودان ،الخرطوم ،5111 ،ص .011
18
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
فالصراع في دارفور قديم بسبب مشكلة المياه والرغبة في إيجاد مناطق للرعي ،أدى ذلك
()1
إلى نشوب النزاعات منذ أيام سلطنة الفور بين قبائل ألفور الزراعية و الرعوية.
وكان سالطين الفور يرون أن األرض التي ينزل فيها الرزيقات ملكا لهم ،بالتالي عليهم
أن يدفعوا ضرائب عن فترة إقامتهم ،وكان رزيقات يتهربون من الضرائب أدى ذلك إلى حدوث
صراع مرير بين رزيقات وغيرهم من الرعاة ،وقد إعتادت حكومات دارفور عبر التاريخ أن ترسم
للرعاة مسارات بحيث ال يعتدوا على أراضي المزارعين ،ومع ذلك كثي ار ما يحدث التعدي من
جانب الرعاة مما يستوجب عقد المجالس العرفية والمؤتمرات القبلية ،التي تتحكم فيها شيوخ القبائل
واألجاويد ،وفرض دية يدفعها المعتدي أو المعتدون على المحاصيل الزراعية ،أو على أصحابها
()2
المزارعين ،خاصة في حالة وقوع حوادث.
-5-2-2تشابك الحدود وانتشار السالح في اإلقليم:
تمتد حدود إقليم دارفور بغرب السودان لمسافة طويلة تشترك مع ثالث دول هي ليبيا
التشاد وافريقيا الوسطى ،ورغم أن هذه الحدود طويلة بدرجة ملحوظة فال توجد عليها حراسات
أمنية كافية ،وقد رسمت من طرف االستعمار بطريقة عشوائية مما أدىإلى تقسيم بعض القبائل
مع دول الجوار ،فأصبح جزء من هذه القبائل في دارفور وجزء آخر منها موجود في دول الجوار
مما أدىإلى سهولة االنتقال على جانبي الحدود من دولة ألخرى ،وعندما عادت الحكومة الثنائية
ضم دارفور إلى حكومة الخرطوم لم تنتزع السالح من يد القبائل ،فاستمر وجود رقابة أمنية عليها
مما خلق دائما جوا من الصراع والقتال في هذه المنطقة ،وأول دخول للسالح في اإلقليم في
منتصف السبعينات عندما كانت الجبهة الوطنية بقيادة الصادق المهدي تقود المعارضة ضد
وتستعد النتفاضةجويلية ،0511حيث خزنت لهذا
ّ الحكومة في ماي بزعامة جعفر النميري،
السيد فليفل ،مشكلة دارفور بين التدخل الدول واألزمة الداخلية ،المركز العالمي واألبحاث( ،د.م) ،ص. 011 ()1
المراحيل :أو المرحال أنه الطريق أو الملك الخاص بالمواشي بمختلف أنواعها أو أعدادها.ينظر علي أحمد الحقار ،المرجع
السابق ص.011
()2السيد فليفل ،المرجع السابق ،ص. 012
19
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
الغرض في دارفور ،فلما جرى الحوار فيما بعد بين الجبهة الوطنية ونظام النميري حول المصالحة
تنازلت الجبهة عن السالح لجيش الحكومة ،لكن تسربت كميات كبيرة منه ألهالي دارفور.
()1
ولعل ما ساعد على انتشار السالح في اإلقليم هو قيام ليبيا بتسليح القبائل العربية في
دارفور لالستقواء صراعها مع تشاد دخول شريط "أوزو" ،كذلك تفكك جيش جمهورية إفريقيا
الوسطى ودخول معظمه إلى دارفور ،ما دفعهم للتسابق للحصول على السالح األحدث لحماية
أنفسهم خاصة وان اإلقليم أصبح قبلة لتجار السالح ،حيث أصبح عدد قطع السالح الموجود في
()2
اإلقليم عند بدء الصراع المسلح نصف مليون قطعة سالح.
-6-2-2السياسات التعليمية والبطالة:
تعرضت لإلهمال والتهميش
لما كانت دارفور منطقة بعيدة و متطرفة عند وسط السودان ،فقد ّ
من جانب الحكومات الثنائية و الوطنية بعد االستقالل وحتى اآلن ،فإنه ليس غريبا أن تصبح
الصحية واالجتماعية غير كافية أو غير موجودة بالمرة ،فقد كانت دارفور
ّ الخدمات التعليمية و
أقل مديريات السودان نصيبا في عدد الطالب أو في عدد المدارس ،وخالل عقد التسعينات من
القرن العشرين أدارت الدولة سياسة تعليمية ،لتوفير التعليم العالي في العاصمة ودول الكبرى
بينما المدارس األهلية وغير الحكومية في مديريات شمال السودان ،و لم يكن في دارفور مدرسة
()3
أهلية واحدة.
وقد كانت دارفور من أهم الركائز األساسية للعمالة المؤهلة ومصد ار للرجال المجندين في
الجيش السوداني ،وقد مثلت الهجرة إلى البالد العربية خاصة ليبيا منفذا مهما لجزء من فائض
ظل آالف الخريجين بال عمل نتيجة لعجز الدولة عن إيجاد
األيدي العاملة في دارفور ومع ذلك ّ
فرص العمل لتوظيف تلك الطاقة البشرية الكبرى في اإلقليم ،خاصة بعدما زاولوا دراستهم في
()1محمد جمال عرفة ،بعنوان"دارفور التاريخ والقبائل العنصرية" ،،مأخوذة من موقع 15،w.w.w.islamonline.netديسمبر
،5102على الساعة .02:11
()2زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة التداعيات المحكمة الجنائية الدولية ،المرجع السابق ،ص .55
()3اسماعيل مصطفى عثمان ،دارفور ماضي حاضر مستقبل،دار األصالة للنشر والتوزيع اإلعالمي ،مصر ،القاهرة 5111 ،
ص .11
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
10
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
واعالميا،كذلك انقسام حزب الحاكم الى حزبين حزب المؤتمر الوطني بزعامة عمر البشير وحزب
المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي* .فكان زعماء من إقليم دارفور مع الجيش الترابيأي من أنصار
تأزم
التوجه االسالمي ،ما زاد من ّ
ّ
أدى الى اشتداد الصراع
أدى إلى عملية اعتقالهّ ،
التمرد مما ّ
المشكلة بتأشير الترابي على حركات ّ
()1
في دارفور وتضخمه مع نفي الترابي عن نفسه هذا االتهام.
-8-2-2الصراع القبلي في إقليم دارفور:
مصغر
ّ إن إقليم دارفور له تركيبة متنوعة عرقيا واجتماعيا وقبليا ،وهو عبارة عن نموذج
أدى الى
لدولة السودان ،وهذا ما يفسر وجود قبائل مشتركة ومتنوعة مع الدول المجاورة ،مما ّ
سلسة من الصراعات القبلية بين القبائل المختلفة في اإلقليم ،وأهم هذه المعارك القتال الدائر بين
قبيلتي الزرقاتوألماليا في عام .0519ومعركة بين السالمات والتعايشية في عام ،0591وبين
الزرقاوة والقمر عام .0551كل هذه الصراعات كان خلفها العصبية القبلية التّي كانت سببا في
تحالف القبائل العربية ضد قبيلة الزرقة اإلفريقية ،وكذلك غياب السلطة الفاعلة للحكومة السودانية
في إقليم دارفور.
( )2
حسن الترابي ،) 0511(:كان أمينا عاما لإلخوان المسلمين قي السودان ،بعدها مستشا ار لرئيس الجمهورية جعفر النميري ،أعتقل
عام ، 0592وأصبح أمينا عاما للجبهة القومية اإلسالمية .ينظر سرحان غالم حسين العباسي ،المرجع السابق ،ص.552
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص.012- 012
()2محمد األمين عباس النحاس" ،أزمة دارفور بدايتها وتطورها"،مجلة المستقبل العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية،لبنان،العدد
(،505فيفري ،)5112ص.11
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
وفضال عن ذلك فإن اإلقليم تعيش فيه قبائل متالصقة بين الدول المجاورة ،كان له دور في
انتشار السالح(.)1
-11-2-2إضعاف اإلدارة المحلية في إقليم دارفور:
اعتمدت السودان في تنظيمها الدستوري واإلداري علىأسلوب السياسة المركزية مما نتج
عنه إضعاف اإلدارة المحلية وعدم تجسيد مبدا الالمركزية اإلدارية ،حيث قامت بتعيين إدارة محلية
لتسيير اإلقليم رغم صدور القانون الحكم الشعبي المحلي عام ،0590ولم ينقد حتى بعد صدور
حل مجلس الشعبي النيابي ،وجردت الواليات من سلطتها مما
تعديل دستوري عام 0559حيث ّ
ساهم في إضعاف االدارة المركزية في مواجهة الصراع ،ومنح بعض القبائل مناصب في السلطة
()2
دون غيرها من القبائل األخرى.
ادى إلى تعطيل المؤسسات المدنية وجعل القبائل
األمر الذي أجج نار الفتنة بين القبائل و ّ
تنتظم في مؤسسات عرقية قبلية استقلت من قبل السياسيين في الضغط على الحكومةوكان
()3
هذااألمر نتيجة للسياسة الخاطئة للحكومات المتعاقبة في السودان.
-12-2-2التهميش وغياب التنمية في السودان:
إن التوزيع غير العادل للثروة من قبل الحكومة السودانية ورفض المشاركة الفعلية ألطراف
المعارضة في السلطة ،و تطبيق سياسات التهميش والقمع ومصادرة الحريات واعطاء األهمية
لألمن دون التنمية جعل من سكان اإلقليم يشعرون بأن هناك تهميشا حقيقيا وغيابا للتنمية وهذا
من خالل تصفية المشاريع ،مثل مشروع ساق النعام وطريق األنفاق الغربي حيث صدر قانون
0552في شكل مرسوم مؤقت من المجلس الوطني االنتقالي على أن يتم تنفيذه بحلول عام
()1بشير جمال ،دور مجلس األمن في حل النزاعات الدولية ،مسألة دارفور أنموذجا ،معهد البحوث والدراسات العربية ،مصر
القاهرة ،5115 ،ص.25
( )2زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص.55
المعتصم أحمد علي األمين ،لجنة لفتح المسارات ومعالجة أوضاع المراحيل في إقليم دارفور ،على ()3
ويا
ممر عربي إلى داخل القارة اإلفريقية يعطي دعما معن ّ
-تشجيع معمر القذافي فكرة إنشاء ّ
للغزو الذي كان يقوم به عرب دارفور لالستيالء على األراضي الخصبة ،التي كان يحتلها الفور
( )1الهاشمي كمرشو " ،مجلس األمن في اإلحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية ،دراسة قانونية لقضية إقليم دارفور السوداني ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،اشراف األستاذ ،عبد الحليم بن مشري ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد
خيضر بسكرة ،5101 ،ص.00
()2علي محي الدين داغي ،قضية دارفور في السودان ،مأخوذة من موقع01، http:\\www.imsonline .net/article/
فيفري،1101على الساعة .07:01
()3مصطفى عثمان إسماعيل ،المرجع السابق ،ص.09
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
ويمكن تلخيص ماسبق في الجدول التالي الذي يبين األسباب والعوامل التي أدت إلى قيام
((1
الصراع في إقليم دارفور السوداني.
دور الحكومة ،سوء التسيير ،التهميش ،إلغاء المشاييخ ،الهوية ،انتشار السالح. المنشأة للصراع
البيئية ،نقص الموارد الغذائية والبيئية ،التنوع اإلثني القبلي ،العامل الجغرافي. المغذية للصراع
مصالح دول الجوار ،مصالح الدول الكبرى مثل الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا
المستغلة للصراع
وفرنسا ،الصين ،اإلعالم العالمي وخاصة الغربي في تدويل الصراع.
()1من إنجاز الطالبة ،باإلعتماد على مرجع زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية وأمين مشاقبة
الطيب مير غني أبكر ،أزمة دارفور الواقع الجيوسياسي الصراع والمستقبل.
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
وبداية نشاط الحركة يرجع لعام 5110عندما تشكلّت ّأول خلية عسكرية في منطقة زالنجي
قوامها 01من الشباب يقودهم ويدربهم المحامي عبد الواحد محمد نورالذي تم إطالق سراحه من
االعتقال التحفظي جراء قيامه بتوزيع منشورات باسم القوى الديموقراطية الثورية تدعو
()2
()1تقرير عن حركة تحرير السودان ،قسم البحوث والدراسات ،موقع قناة الجزيرة الفضائية www.aljazeera.netيوم
،1101/11/11على الساعة .08:11
()2فوزي روسانو ديدار ،المرجع السابق ص .011
17
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
إلثارةالنعرات القبلية والعنصرية وأبلغت السلطاتاألمنية عبد الواحد تور بخطورة إقدامه على
تدريب الشباب في جنح الظالم ،فانتقل من زالنجي موطنه األصليإلى منطقة "مرتجلو" بجبل
مرةوينتمي تور منذ دراسته للقانون للتيار اليساري ،وكان عضوا في الحزب الشيوعي
ّ
السوداني،وحركة تحرير السودان بقيادة تور هي المسؤولة عن القيام بكثير من العمليات العسكرية
في اإلقليم ضد الحكومة أو ضد الميليشيات التي كونتها بعض العناصر العربية ،بعدها تكونت
تنظيمات سياسية جديدة ذات اتجاهات انفصلت عن الحركة ،وهي محدودة األثر في الغالبوهدد
القائمين عليها تحقيق بعض المكاسب السياسية واالقتصادية عندما تتم التسوية السلمية بين
المتمردة في دارفور ،و أهم هذه التنظيمات المنفصلة عن حركة تحرير
ّ الحكومة و الحركات
السودان هي فيصل أحمد عبد الشافع ،وتنظيم الوحدة ،والقوى الثورية المتحدة والتنظيم الديمقراطي
()1
الوحدوي.
-2-3-2حركة العدل والمساواة:
طيب خليل إبراهيم* الذي كان مقيما في لندن ،ويقود العمليات
أسس هذه الحركة الدكتور ّ
العسكرية الضابط "التيجاني سالم دور" ،ومعظم مقاتلي الحركة من قبيلة الزغاوةوكذلك الدكتور
ظل ظروف األزمة القائمة في دارفور أعلن د .خليل إبراهيم في مارس 5111م
خليل نفسه ،وفي ّ
تأسيس حركة العدل والمساواة التيأصدرت بيانها األول من لندن باللغة اإلنجليزية ،وانتقلمؤسس
الحركة من االتجاه اإلسالمي األصولي إلىاالتجاه العلماني ،وبدا
حريصا على إبعاد نفسه وحركته بقدر كاف عن الثقافة العربية اإلسالمية ،وخفت نبرة خطابه
()2
الديني لحساب الخطاب االثني والقبلي.
وتدعو حركة العدل والمساواة لفصل الدين عن الدولة ،وخلق سودان ديمقراطي جديد وتنادي
بقيام تحالف من المناطق المهمشة ضد سيطرة الحكومة المركزية ،ولم يدعو زعيم الحركة
زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص.055-059 ()1
()2جالل رأفت"،أبعاد أزمة دارفور السياسية والثقافية" ،مجلة المستقبل العربي ،لبنان ،بيروت ،العدد ( 105فيفري .)5112ص. 51
18
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم و كان وزي ار والئيالفترة طويلة في عهد حكومة اإلنقاذ
*الدكتور خليل إبراهيم كان عضوا ا
و قياديا في الجبهة القومية االسالمية ،يعد من القيادات التي اسهمت بصورة فاعلة في العمليات العسكرية في جنوب البالد ،كما
تولى مهمة التصدي لقوات المهندس داؤود يوالد ،الذي قاد تم ّرد مسّلح ضد الحكومة في دارفور ،وكان خليل من المقربين للدكتور
لمدة عام..وأصدر د.
حسن الترابي.وبعد إعفائه من منصبه كوزير 0599تم منحه مبلغا 021ألف دوالر للدراسة في بولندا ّ
خليل ابراهيم قبل تأسيس الحركة مؤلفا بعنوان الكتاب االسود عام 0555ولم يكن يحمل اسم مؤلفه.ويحتوي هذا الكتاب على
تقويم عرقي للوظائف والمناصب العليا في السودان ،اغلب المناطق األخرىوعلى أرسها دارفور مهمشون.ينظرأمين مشاقبة الطيب
مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص.029
()1زكي البحيري ،المرجع السابق ،ص ص.011-055
()5فوزي روسانو ديدار ،المرجع السابق ،ص.019
ويعمل الباحث األنثروبولوجي دكتور شريف حرير* نائبا لرئيس التحالف الفيديرالي وهو األكثر
نشاطا .وكان من القيادات المؤثرة في رابطة دارفور ،وهو ذو توجهات علمانية وكان ناشطا في
التنظيمات القوى الدمقراطية المناهضة وبنشوب أزمة دارفور تولّى حرير مهمة تسويق الحركات
الدارفورية المتمردة في األوساط األوروبية وتقديمها المنظمات الطوعية األجنبية وتوفير الدعم
المالي لها ،وتشير المعلومات إلى أن شريف حرير تسعى قوى دولية كثرة إلسناد القيادة السياسية
()1
له كمعبر عن كل فصائل المعارضة في دارفور
-4-3-2جماعات الجنجويد:
الجنجويد مصطلح تناولته جميع الصحف السودانية والعالمية مع اندالع مشكلة دارفور
متمردي الجنوب إلى تسليح القبائل العربية
ضد ّوكانت الحكومة السودانية فقد لجأت خالل حربها ّ
لصد هجمات الحركة الشعبية بزعامة جون جارانجومع مجيء حكومة اإلنقاذ ارتكب
في دارفور ّ
حسن الترابي زعيم الحركة اإلسالمية أخطاء فادحة انعكست على األوضاع في دارفور ،ومن
هذه األخطاء أثارت النعرات الجهوية في نشاط الحركة حيث اعتمد على قبائل غرب السودان
بالتدين وحفظ القرآن وخصال
ّ يتميزون
واستخدمها كوقود لهذا النشاط ،وخاصة أن سكان الغرب ّ
()2
الفروسية
لكي ينجح الترابي في هذه الثغرات واثارتها ضد جارانج رفع راية الجهاد في حرب الجنوب
وأقدم على فتح الحدود للمسلمين المهاجرين من دول غرب ووسط افريقيا تحت عنوان ان ديار
المسلمين بال أبودعاهم لنصرة العروبة والدين اإلسالمي في السودان مقابل المال فدخلت العديد
من المرتزقة والوافدين ومن هؤالء تكونت ميليشيات الدفاع الشعبي التابعة للحكومة السودانية ،ثم
بعضهم ومن عناصرأخرى فيما بعد أظهرت أسطورة ميليشيا الجنجويد ،ومن المتواتر ذكره عن
جذور نشأة الجنجويد*أنها جماعة غير منظمة ال تنتمي إلى أعراق محددة ،وكان قد ظهر في
كل القبائل العربية أطلق عليه اسم "التجمع العربي" ،ولما
دارفور عام 0591تحالف موسع يشمل ّ
اخذ الصراع في دارفور منحنى تبين منه أنه صراع بين العرب والعناصر اإلفريقية بعد أن كان
()1
بين الرعاة والمزارعين ،فقد تش ّكلت ميليشيات الجنجويد
التي تهتم على انها الذراع العسكري للقبائل العربية في دارفور ،وهو امر دأبت القبائل العربية
على نفي و يربط البعض المراقبين نشأة الجنجويد أيضا بظروف الحرب الشادية في الثمانينات
حيث واجه الرئيس التشادي الحالي "إدريس الديبي" خصمه حسين الجيري فجند كل طرف منهما
بعض الميليشيات من انباء القبائل العربية القاطنة في دارفور وشرق التشاد فبرزت من بعضهم
()2
ميليشيات*الجنجويد.
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق،ص ص .015-010
* الميليشيات :تنتسب للحكومة بشكل فضفاض فتتلقى منها اسلحتها و لوازمها االخرى ،و يعتقد أنها تعمل اساسا تحت عباءة
التنظيم القبلي لكنها تشن هجوماتها بإيعاز من الدولة ،و مع ذلك فثمة شك في أنها تقوم احيانا بعمليات نهب صغيرة لفائدتها
هي :الفئة الثانية :ميلشيات تنظيمية شبه عسكرية .توازي القوات النظامية منها القوة الضاربة والمجاهدون والفرسان ،وقد
يعمل بعضها تحت إمرت ضباط الجيش النظامي ،لكنها تخضع في الوقت نفسه لكبار زعماء القبائل ،ورغم أنها تعمل وفق
تشكيل قيادي محدد لكنها تفتقر تماما الى األسس القانونية.
الفئة الثالثة :قوات الدفاع الشعبي ومخابرات الحدود ،وكلتاهما لهاأساس قانوني وتجارب قوات الدفاع الشعبي إلى جانب القوات
المسلحة النظامية .وتوجد صالت بين ه ذه الفئات الثالث ،فقد تلقت لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور إفادات مستقلة بأن قوات
الدفاع الشعبي توفر الزي الرسمي واألسلحة والذخائر ،والمال إلى الميلشيات القبلية والعربية من الفئة األولى ،كما يجتمع زعماء
هه القبائل بانتظام مع المنسق المدني لقوات الدفاع الشعبي ،ويتولى المنسق نقل همومهم إلى لجنة األمن في المحليات ينظر
سرحان غالم حسين العباسي ،المرجع السابق ،ص.501
()2شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص.952
10
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
جيدا بالرشاشات
يتعدى بضعة آالف ولكنهم مسلحون تسليحا ّ
يقال أن عدد الجندويد صغير جدا ال ّ
ويركبون الخيولوالجمال ،ويقال أيضا أن هدفهم من مهاجمة القبائل االفريقية هو طردها من بيوتها
واجبارها على التخلي عن موارد المياه والمراعي المهمة التي يسيطرون عليها وتركها للقبائل
المترحلة ذات األصول العربية والسبب في هذا هو حدوث الجفاف والتصحر وقلة المياه في
وصرح وزير خارجية السودان مصطفى عثمان اسماعيل انه
ّ المراعي في دارفور بشكل واضح،
ال توجد عالقة تربط الجنجويد بالحكومة ،كما أن الحكومة غير مسؤولة عن تسليمهم ،وأن هجمات
الحركة الشعبية بقيادة جون جارانج خالل التسعينات على مناطق الجنوب بدارفور كانت سببا
رئيسيا في تسليح بعض القبائل هناك لحماية مصلحها مما مهّد لوجود جماعات الجنوبية .بل
()1
وحتى جماعات التمرد االخرى.
تمرد المسلحة في دارفور حيث وجدوا السالح جاه از في أيديهم الستخدامه في أي
فجماعة ال ّ
تجمع العرب مطالبة الزرقة بحقوقهم في التنمية
صراع أو صدام .وبالتالي فان الجنجويد هو ّ
والخدمات والمشاركة في القرار السياسي هو قول غير صحيح على اإلطالق ،كما أن الجنجويد
ال
ما هم إال عبارة عن مجموعة متفلتة من قبائلها ،بالرغم من جريان الدم العربي في عروقهما ا ّ
أنهم ال يمثّلون رأى القبائل العربية في دارفور قاطبة.
()2
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص .012-011
()2الهاشمي كمرشو ،المرجع السابق ص .51
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
الحركة الشعبية لتحرير السودان ،والتي كانت تقدم الدعم اللوجيستي والسياسي لحركة تحرير
()1
السودان بإقليم دارفور.
التمرد األخرى:
-6-3-2جماعات ّ
التمرد االخرى منها الحركة الوطنية لإلصالحوالتنمية
ظهر عام 5112م عدد من جماعات ّ
معظمقادة هذه الحركة من قبيلة الزغاوة كوبي ار ،وتنشط تلك الحركة بشكل خاص في مدنية طنية
على الحدود التشاديةوفي منطقة جبل مون بوالية غرب دارفور ،أيضا
جماعة تدعى الكرباج التي يفترض أنها تتألف من أفراد القبائل العربية ،وأيضا جماعة الشهامة
التي توجد في والية غربي كردفان المتاخمة لدارفور من جهة الشرق وتطالب بإتاحة فرص عادلة
للتنمية في المنطقة واعادة النظر في اتفاق تقاسم السلطة والثروة الذي
وقعته الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ،و تنقيح اتفاق الترتيبات اإلدارية لجبال النوبة
النيل األزرق الجنوبية ،وفي ديسمبر 5112م ظهرت جماعة تدعى الحركة الوطنية السودانية
()2
للقضاء على التهميش التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على جيش غربي كردفان.
-1-3-2أطرافه الخارجية:
المتحدة األمريكية:
ّ -1-1-3-2الواليات
قامت العديد من األطراف العالمية بلعب دورهم في تفاقم مشكلة دارفور ،وتحولها إلى
صراع دولي ،وقد تنوعت تلك األطراف حسب تبعا لمصلحة كل دولة في اإلقليم ومدى استفادتها
من الوضع القائم في اإلقليم ومنها:
المتحدة األمريكية إلى تحقيق استراتيجية عالمية
ّ المتحدة األمريكية :تهدف الواليات
ّ الواليات
للسيطرة على العالم بعد سقوط االتحاد السوفياتي 0550م عن طريق السيطرة على منابع النفط
بما في ذلك القارة السمراء ،وترجع أهمية السودان بالنسبة لها في تحقيق استراتيجيتها الخاصة
بالسيطرة على قلب العالم ،والتحكم في مصادر المياه ،وابعاد رؤوس األموال العربية من االستثمار
()1
في السودان ،وابعاد الشركات الصينية والماليزية من االستثمار ،السيطرة على مصالح اإلقليم.
وبدأت الواليات المتحدة االهتمام بالملف السوداني في إطار استراتيجية االحتواء بآليات
فتم استخدام دارفور كورقة ضغط ،كما قامت بتدعيم القوات الترهيب والترعيبّ ،
المسلحة مثل العدل والمساواة التي يقودها خليل إبراهيم والتحالف الفيديرالي وحركة تحرير السودان
حتى تقوم هذه الحركات بعمليات عسكرية تحرج السودان ،أو الحكومة السودانية واعتبر أحد
أسباب الصراع في دارفور ،وخاصة عندما استعملت وسائل اإلعالم التي جعلت بعض الناس
()2
يظنون بأن هناك ابادة جماعية في دارفور.
-2-1-3-2إسراييل :إلسرائيل العديد من األهداف تريد تحقيقها في دارفور ،وبذلك أصبحت
أحد أطراف الصراع فيه وهذا راجعإلى:
-حماية األمن القومي اإلسرائيلي ،وذلك بتطويق البالد العربية من الجنوب الحتماالت وقوع
حروب مستقبلية لتصبح دارفور ومعظم دول جنوب الصحراء ساحة كبرى لتصفية الخالفات
والصراعات بينإسرائيل والعرب ،ورغبة إسرائيل في الحصول على نصيب من المياه ،وتحويل
()3
جزء منها إلى صحراء النقب عبر سيناء.
-واستغالل البترول واليورانيوم والصمغ العربي بكميات كبيرة ،وألجل تحقيق هذا قامت بإقامة
المتحدة
ّ المتمردة ،وتقديم الدعم لهم بالتنسيق مع الواليات
ّ عالقات تحالفية مع الجماعات اإلثنية
األمريكية ،من خالل تدريبهم وتسليحهم وذلك باستغالل الوجود اإلسرائيلي في إيريتريا ،وشن
المتحدة االمريكية ،على أساس
ّ حمالت إعالمية بمساعدة المنضمات اليهودية في الواليات
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص .029
الطيب مير غني أبكر،المرجع السابق ،ص .029
أمين مشاقبةّ ،
()2
أن الصراع في دارفور سببه الجماعات العربية الممثلة في ميليشيات الجنجويد تقوم بحملة
أدى إلى تأسيس تحالف إلنقاذ دارفور.
()1
إبادة عرقية ألفارقة دارفور ،مما ّ
-3-1-3-2فرنسا:
لقد كانت فرنسا طرف فاعل في الصراع في إقليم دارفور ،للحفاظ على مصالحها في تشاد
وافريقيا الوسطى ،التي ستتضرر من تفاقم االمور على الحدود بين البلدين ،قامت فرنسا
بإرسال قوات ضمن القوة الدولية ،وذلك لتمكينها من اإلشراف عن مصالحها في المنطقة ،تسعى
فرنسا إلصدار قرار يحول قواتها في تشاد ،وبذلك تكاملت المصالح األمريكية والفرنسية في تشاد
حيث تهتم الواليات المتحدة بالنفط المتدفق عبر األنابيب وتهتم فرنسا بمصالح شركاتها التي
تسيطر على بناء الطرق والجسور.
()2
-4-1-3-2بريطانيا:
ارتبط اال ستعمار البريطاني للقارة االفريقية على الشكل القديم الذي يقوم على سلب خيرات
القارة لمصلحته .هذا ما جعل بريطانيا تعلن استعدادها إلرسال قوات عسكرية لدارفور ،ولكن
رفضت الحكومة السودانية وكذلك الجامعة العربية ،ولما جاء قرار مجلس األمن عارضت بريطانيا
فرض حظر على تصدير البترول ولما كان السودان دولة تحتل أهمية كبيرة لدى بريطانيا ،كانت
هناك زيارات متبادلة بين بريطانيا رغم البشير وأكدوا التزامهم بالحل السلمي عن طريق التفاوض.
-5-1-3-2ألمانيا:
يمكن تقي يم الطرف األلماني في صراع في دارفور ،بأنها بعد الحرب العالمية الثانية ظلّت
تنأى بنفسها عن االعتراك السياسي ،اال أن الصراع االقتصادي العالمي على األسواق ومناطق
الطاقة جعلها تسعى إليجاد موطن لها في افريقيا.
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
وتعد السودان واقليم دارفور على األخص هو البيئة المناسبة لتحقيق األهداف
المتحدة وفرنسا
ّ األلمانيةوخاصة أن الوجود األلماني في القارة ضعيف مقارنة بدور الواليات
وبريطانيا وحتى إسرائيل ،ولعل أبرز ما يمكن ذكره في هذا الصدد هو استضافة ألمانيا لمؤتمر
()1
المهمشين عام 5112م والذي شارك فيه أبناء دارفور والحركة الشعبية.
ان تدخل القوى الخارجية وفي مقدمتها الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل ،وبريطانيا كان
له األثر السلبي الذي أدى على اشتداد الصراع .وانتقاله من صراع محلي إلى مشكلة إقليمية
ودولية ،ألن اإلعالم الغربي عمل على تحريفهم المشكلة ،وعرضها بالصورة التي تخدم مصالحه
وتبرز تدخله في غياب اإلعالم الوطني ،محاولة توصيفه بأنه عرقي وابادة جماعية منظمة تقوم
بها القبائل العربية بدعم حكومي ضد العناصر اإلفريقية في اإلقليم ،أضفى مزيدا من التعقيد
والتشابك على الصراع الدارفوري ،ألن أطماع هذه الدول واضحة تسعى لكسب موطئ قدم لها
في اإلقليم فدارفور غنية بالثروات الطبيعية ،باالضافة الى تواجد دور المنظمات األجنبية
والسيطرة على المعسكرات من خالل الصراع في إقليم دارفور فالحديث عن دور المنظمات
التطوعية كطرف فاعل في الصراع فوجدت ظالتها فيما يحدث في اإلقليم.
أهمها هيومان رايتس ووتش وأمنستي إنترناشيونال المنظمات األخرى ،كمنظمة أطباء بال حدود
فوجدت ظالتها فيما يجري في اإلقليم منخالل الضوء األخضر الذي منحته األمم المتحدة من
()2
أجل حماية حقوق اإلنسان وتقديم اإلغاثة والعون للمتضريرين من الصراع في اقليم دافور.
11
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص 010
()2أمين مشاقبة ،الطيب ميرغني أبكر ،المرجع السابق،ص ص .059 -051
17
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
فتورطت القبائل في موجة حرب دموية غير مسبوقة ،وفقدت أرواح البشر حيث أحرقت قرى
ودمرت بكاملها ،وغنمت الممتلكات ونهبت وتطورت هذه الحرب إلى جولتين األولى كانت بين
الزغاوة ورعاة اإلبل في منطقة الشمال األقصى شبه الصحراوية (قبائل المهرية ،المحاميد
العريقات،العطيفات ،أوالد رشيد)،والجولة الثانية شملت مجتمعات الفور الزراعية المستقرة حول
مرة الشرقية في مواجهة تحالف عريض يضم عمليا كل البدووالعرب
منطقة كيكابية وسهول جبل ّ
على طول حدود أيكولوجية متميزة ،ومنذ ذلك الوقت ورغم جهود بذلتها أربع حكومات متعاقبة
()1
ظلت الحرب مستمرة دون توقف
-2-4-2المرحلة الثانية 1880 :الى :2001
خربت ذروة الجفاف المنطقة معلنة بدء الحرب الكبرى بين القبائل التي لديها دور ،والقبائل
التي ليست لديها دور ،كانت الجولة األولى بين األيالة من شبه الصحراء الشمالية ،وهم يتكونون
من مجموعات العرب(المهرية والمحاميد ،العريفات والعطيفات وأوالد راشد) .وغير العرب الزغاوة
مرة ،وفي الجولة
ضد المزارعين الفور ،المستقرين حول الكبية واألراضي الشمالية الغربية بجبل ّ
مرة بأكملها ،ولم يكن من
الثانية دار الصراع بين مجتمعات الفور الزراعية في منطقة جبل ّ
التوصإللى اتفاقات
ّ السهل حل الصراع بين ميلشيات الفورومقاتلين الرّحل ،وعقد مؤتمران ،وتم
تبين أن التطبيق صعب :فطور كل جانب دفاعه عن حقوق الحصول على الموارد الطبيعية
لكن ّ
اإلنتاجية.
مرة ليصل إلى الحدود
وانتشر الصراع المنظم حول االثنيات خارج أراضي الفور حول جبل ّ
وزع الليبيون السالح على الالجئين البيديات والزغاوة الذين وصلوا إلى تشاد
التشادية ،وعندما ّ
مرة كل القبائل الرعوية في
حد بعيد .فقد اجتمعت ألول ّ
وجد الفورأنفسهم أمام قوة أكبر منهم الى ّ
()2
دارفور العربية وغير العربية تحت راية عروبة تدعمها ليبيا
الطيب ميرغني أبكر ،المرجع السابق ،ص .059 أمين مشاقبةّ ،
()1
()2زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص .009
18
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
تصاعد مستوى الوحشية التي أطلقتها الميليشيات في الجانبين ما يؤكد ان المجتمع المدني
في الحرب اشد وحشية من النزاع بين الدول كما انتهك العرب مزارع الفورواحرقواغاللهم ورد الفور
بإحارق المراعي وحرمان أعدائهم من الوصول الى مصادر المياه تزايد ادخال الصراع في
المجاالت الوطنية واإلقليمية ،تتطلع المغرب إلى ليبيا وألقوا إلى جيش تحرير السودان وقوات
حسين جبري في التشاد،وفي عام 0555استخدمت الحكومة الميليشيات العربية إلخماد شورته
بعدة محاوالت لمعالجة شكاوى القبائل العربية إلخماد ثورته،وفي عام 0552
ثم قامت الحكومة ّ
عندما أصدر حاكم غرب دارفور مرسوما بتقسيم الدور التقليدية للمساليت إلى ثالث عشر
إمارة،وكذلك في عام 0552عينت حكومة غرب دارفور بعض القادة العرب في مناصب في
نظام السلطة المحلية ،لمنحهم سلطة على قبائلهم دون االرض ،فاعترضت بشدة المجموعات
المستقرة التي لديها الدور
()1
وفي الخرطوم بشأن الحكم المحلي طالب بعض القبائل العربية في دارفور وكردفان بإدارات
محلية خاصة بهم ،واسندوا مطالبهم بهذا الحق إلى المواطنة والمشاركة الفعلية في االقتصاد
الوطني،اما المجموعات التي ال دور لها في غرب دارفور معظمها رحل ولكن بعضها مستقر فقد
()2
طالبت بإدارات محلية من السلطات المحلية ومن الواليأي الحاكم.
وجهت اإلصالحات التي جرت من أعلى الى أسفل الصراع على المستوى المحلي بين
المالية و جيرانهم العرب و هو صراع تفاقم بين عامي 0552و 0555و بلغ ذروته في فرض
حالة طوارئ و مع أن مشكلة القبائل التي ال دور لها حقيقية و ملحة تتطلب النظر
فيها فقرار الحكومة زاد المشكلة سوءا ألنها انتهت الى تثبيت النظام بدال من اصالحه فميلها الى
العرب ابعد عنها صفة الحكم النزيه في عيون المساليت الذين تبين بالنسبة إليهم ان الفترة 0552
19
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
0555كانت سلسة من النكسات المدمرة ،وفي النهاية عانى الجانبين من خسائر قتل مئات
وفقدت آالف العائالت مواشيها ،وممتلكاتها ،و في 011,111الجئ على األقل إلى التشاد.
تقدير خسائر المساليت 0551 0552إلى الحروب القبلية مع العرب:
البيوت الحيوانات
القرى المحروقة عدد الجرحى عدد القتلى السنوات
المحروقة المسروقة
111 5121 01 92 105 0551-0552
5551 1111 11 92 112 0551-0551
0911 9911 21 015 191 االجمالي
تفاصيل الحيوانات المسروقة من المساليت 0551 0552م
االجمالي اغنام ماعز حمير جياد جمال ماشية السنوات
5121 021 0221 10 91 025 192 0551-0552
1111 2100 52 11 21 0150 0190 0551-0551
9911 111 2221 91 001 095 5225 االجمالي
ففشلت عدة محاوالت إلطالق اآللية التقليدية لمؤتمرات المصالحة واحدة في عام 0552واثنتان
في أوت ونوفمبر 0551عندما لم تعد تلوح في األفق نهاية للصراع ،بدأت مختلف المجموعات
()1
اإلثنية تنثي ميليشياتها وتدربها وتسلحها ،ما مهد الطريق آلخر جولة من العنف وأكثرها تدمي ار
-3-4-2المرحلة الثالثة 2001إلى :2004
في اوائل عام 5110اعتدى العرب من أوالد زيد على الزغاوة من دارقال في منطقة فرحى
فقتلوا حوالي 91شخصا منهم ،فتم عقد مؤتمر للصلح في الفاشر بين الشرتاي آدم صبحي زعيم
قبائل الزغاوة دارقال وبين زعيم قبائل العرب محمد خليل شبب ،فأساء بعض شباب الزغاوة الظن
مرة من المطاردة وانظموا الى
في زعيمهم فكمنوا له و اشتبكوا مع حرسه ،و اتجهوا الى جبل ّ
معسكرات سابقيهم ،و جاءت بعدهم مجموعات اخرى ،و توحدت كل هذه المجموعات و تم تدريبها
في جبل مرة منذ منتصف عام ،5115و بدأت النشاط الفعلي لها بحادث االعتداء على رئاسات
محافظات دارفور الثالث ،و قطع الطريق بين نياال و زالنجي،فحاول الرئيس حفظ االمن بدارفور
معالجة القضية عن طريق التفاوض الذي امتد لعدة أيام ووافق المتمردون من أبناءالزغاوة
والمسلحون من أبناء الفور إلى الخروج من جبل مرة إلى قراهم واخالء الجبل في نوفمبر
،5115غير أن المسلحين عادوا إلى الجبل مرة ثانية بعد شهر واحد ،وقاموا باالعتداء حتى على
قوات األمن في عدة مناطق رغم سعي والي غرب دارفور للتفاوض مع هؤالء المسلحين إال أنه
انتشرت بعد ذلك حوادث تمرد وقتل في شمال دارفور حول مناطق "واد سيرة" و "كرونوى" ودار
()1
الزغاوة وعمت حاالت النهب والسرقة وقطع الطرق تحت تهديد السالح
وعندما استؤنف الصراع بعد عام 5115الى عام 5111بلغ العنف مستويات مرتفعة
جديدة فقد آالف األبرياءأرواحهم عندما أحرقت قرى بأكملهاوأبيدت ونهبت الممتلكات ،وفي هذه
المرة تحالفت الرعاة الزغاوة مع الفور المستقرين وجندوا المقاتلين من التشاد عبر الحدود ،وفي
الجانب اآلخر اجتمع أياال شمال دارفور مع بعض القبائل الصغيرة من البكارة في جبل مّرة والبدو
التشاديين.
()2
وعندما تطور الصراع إلى حرب أصبحت التعبئة القبلية تتدرج تحت هويات الكبرى في
الجانبين ،حيث قاد التمرد مجموعتان مسلحتان جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة
()3
وقادت مكافحة التمرد الحكومة التي ساعدت ميليشيا الجنوبية وسلحتها
و مع استمرار ظروف الجفاف استمرت األزمات و انشغلت الحكومة في مفاوضاتها مع
الجنوبيين ،فوقعت االعتداءات الواسعة في دارفور في مارس عام 5111مما أسفر عن مقتل
1111شخص و إحراق حوالي 111قرية ،و دخل الصراع بين المتمردين من جانب القبائل
زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص .021 015 ()1
العربية من البدو و الرحل من جانب آخر و جاءت هجمات المتمردين الذين دعمتهم قوى خارجية
و أمدتهم بالسالح ،و قامت الميليشيات المسلحة لقبائل الفور و الزغاوة التي قادت عناصرها للقوة
المسلحة لجيش تحرير السودان و حركة العدل و المساواة لالستيالء على مناطق كبيرة من المدن
الثالث الكبرى في إقليم دارفور (الفاشر و جنينة و نياال) و احتلت قواتها مطار الفاشر.
()1
و دمرت سبع طائرات عسكرية فيه تابعة لقوات الحكومة السودانية ،فقامت الحكومة بضرب
المتمردين خوفا من فقدان السيطرة في إقليم دارفور ،ضربا عنيفا باستخدام أشد أنواعاألسلحة من
ال طيران و المدفعية ،فعمت الفوضى و زاد الدمار في انحاء دارفور ،و بذلك أصبحت الحكومة
مضطرة طرفا مشاركا في النزاع و اتهمت جماعات المتمردين من قبائل المساليت و الفوروالزغاوة
الحكومة بمعاداتها و بوقوف بقوة لصالح القبائل العربية ضدها ،و على كل حال فان القوات
العسكرية الحكومية قامت في ديسمبر 5111سند على قوات الدفاع الشعبي النظامي بتطهير
دارفور من كثير من المتمردين الذي استعانوا
بالمساعدات الخارجية و القوى األجنبية التي وجهت حمالت إعالمية ضد حكومة السودان
()2
واتهمتها بالتطهير العرقي و اإلبادة الجماعية بشكل أدىإلى نزوح السكان و هجرتهم
و باتساع هجرة سكان دارفور قيام قوات المتمردين باستخدام القرى و المدن الفقيرة كمواقع تمركز
و انطالق عملياتها العسكرية ضد الحكومة و القوات الموالية لها ،مما جعل تلك القرى هدفا
للهجمات و التدمير ما عصف باستقرار المدنيين ،و أدىإلى افتقاد المواطن
العادي الشعور باألمن واالطمئنان بسبب االنفالت األمني ووقوع الصدام المسلح في كل مكان
بعد أن سحبت الحكومة قوات الشرطة من القرى والمدن ،وزادت المعاناة اإلنسانية نتيجة لما وقع
من تدمير في البنية األساسية وسرقة األموال ودفن آبار المياه ،وغيرها من االنتهاكات غير
()1
القانونية وغير اإلنسانية.
وجاءت التبعات التي نتجت عن هذه الهجمات بعيدة المدى وأسفرت حالة النزاع واالنتهاكات
المنهجية للقوات السودانية عن تشريد حوالي مليوني شخص حتى بداية عام 5112وبقدر عدد
القرى التي تم تدميرها كليا وجزئيا بحدود 111قرية ،أما عدد سكان دارفور المتضررين من هذا
()2
االقتتال يقدر بحدود 1,2مليون شخص
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص 025
( )2محمود ممداني ،المرجع السابق ،ص.111
71
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
()0كمال الحزولي" ،الحقيقة في دارفور" ،سلسلة قضايا حركية ،العدد ،55الصادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان
مصر ،القاهرة( ،د.ت) ص ص .021-015
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص .021-015
71
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
السماح للتدخل اإلنساني في كامل المناطق المتضررة ،و ايعال المساعدات العاجلة واإلغاثة
بإشراف و مراقبة دولية حول كيفية استخدام هذه المساعدات العاجلة باشراف و مراقبة دولية
()1
وضمان عودة آمنة للقرويين النازحين و مساعدتهم في إعادة بناء قراهم
التفاوض بشأن إقامة مجالس محايدة تتألف من ممثلين عن الحكومة و متمردي دارفور ،والمجتمع
المدني ،بمشاركة األمم المتحدة ،و مهام هذه المجالس ما يلي :تسجيل الشكاوى الجنائية المتعلقة
باإليذاء الجماعي أو الفردي ،القتل الخطأ ،المفقودات المادية ،و إيجاد آلية للتعويض و التحقيق
في دعاوى الضحايا ،واشراك طرف ثالث مسؤول في التحقيقات كفريق مراقبة حماية المدنيين
حول انتهاك القانون اإلنساني الدولي ،والسماح له بالبدء الفوري بالتحقيق في هجمات المدنيين
في دارفور.
بالنسبة للحكومة الداعمة لميليشيات الجنجويد :وقف عمليات االعتداء على األهداف
المدنية ،و احترام القانون اإلنساني الدولي بالنسبة إلى المتمردين من الحركة الشعبية و حركة
العدالة و المساواة ،التعهد بالمفاوضات السياسية مع الحكومة تهدف باالساس الى مراقبة دولية
لوقف إطالق النار ،و السماح بالتدخل اإلنساني إلى المناطق المتضررة إليصال اإلغاثات العاجلة
إلعادة البناء،أمابالنسبة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان قبول الصلة بين الصراعيين
والمساعدة في جهود تقرير قرار السالم في دارفور،مع مناقشات القضايا األخرى ،ضمن محادثات
()2
السالم
أما عن دور األحزاب الوطنية :فحزب االتحاد الديمقراطي أطلق رئيس حزب
االتحادالديمقراطي في أوت 5111مناشدة لحاملي السالح في دارفور بتجنب كل فعل يمكن أن
يكون ضريعة للتدخل الخارجي و دعا الرئيس عمر البشير الى اتخاذ المزيد من الخطوات التي
تجمع الصف الوطني.
()1زكي البحيري ،مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية ،المرجع السابق ،ص ص .021 ، 015
()2أمين مشاقبة ،الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص.011
71
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
حزب األمة القومي :في جويلية 5115دعا إلى لقاء جامع لكل القوى السياسية و الفكرية واألهلية
داخل و خارج اإلقليم ،بتكوين لجنة قوية و استمر ذلك النهج فتم التقاء القوى السياسية بعد عودتها
في مارس 5111فقدم الحزب مبادرة متكاملة في أول ديسمبر 5111لكل القوى السياسية و
حدد المبادرة في 5فيفري 5112م.
()1
التعهد بمفاوضات سياسية باشراف دولي مع تمردي دارفور ،للمراقبة الدولية لوقف إطالق
النار ،األمر الفوري يوقف هجمات القوات والميلثيات الحكومية على المدنيين بدارفور ،والقاء
القبض على كل من يساعد الجنجويدوالميلثيات األخرى ،ونزع أسلحتهم ومحاكمة من يستمر في
مهاجمة المدنيين السماح بالتدخل االنساني كامل للمناطق المتضررة وايصال المساعدات لهم
وتكوين مجالس تتكون من ممثلين عن الحكومة ومتمردي دارفور ،وكذا ممثلي المجتمع المدني
وممثلي االمم المتحدة :كتسجيل الشكاوى الجنائية ضد االيذاء الجماعي .أو الفردي ،خلق آلية
للتعويض والتحقيق في دعاوى الضحايا اشراك طرف آخر كمراقب لحماية المدنيين والسماح
الفوري بالتحقيق في الهجمات ضد المدنيين بدارفور ،ووقف العمليات االعتداء على االهداف
()2
المدنية واحترام القانون الدولي االنساني.
()1أمين مشاقبة ،الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص .071
()2أسماء الحسني " ،العالقات المصرية السودانية في عالم متغير" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة ،المجلد ،11العدد
(،078أكتوبر )1119ص.118
77
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
عندما اصدر مجلس االمن 0221في 5112م ،و بذلك صر جهودا كبير الرفض فرض
عقوبات على السودان( ،)1بل اعتبرت أي تدخل في دارفور و السودان هو بمثابة تدخل في شؤون
مصر ذاتها ،و تمثلت الجهود التي قامت بها اتجاه السودان في قضية دارفور في العديد من
االبعاد منها:
البعد االمني :تهديم الدعم لالجهزة االمنية السودانية ،و تقديم مشاركين في مجموعة المرافقين من
االتحاد االفريقي ،و محاولة اقناع المثلثات المسلحة بالتخلي عن العمل و الدخول في مفاوضات
السالم ،البعد السياسي :تمثل في معارضة فرض عقوبات او التهديد بها و دعم السودان في
االمم المتحدة و استقطاب دعم الدول العربية بها ،و مساعدة جهود االتحاد االفريقي و اجراء
العديد من االتصاالت و المشاورات مع العديد من الدول االقليمية او الدولية مع الحكومة السودانية
البعد اإلنساني :تقديم العديد من المساعدات و المتمردين من اجل تعريب وجهات النظر.
()2
لالجئين من قبل المساعدات الطبية و الغذائية من اجل التخفيف من معاناتهم.
ولالشتغال المصري بقضايا السودان و دارفور خصصت كثي ار من الجرائد المصرية مساحة كبيرة
من صفحاتها كاالهرام و الوفد و االسبوع العربي الناصري......الخ.
و قد انشا البيان الختامي لللجنة البرلمانية المصرية السودانية المشتركة بالدور المصري في اعمال
فقد شهدت فترة اوائل القرن الحادي و العشرين تطو ار كبي ار في عالقات ()3
االغاثة في دارفور،
البلدين في جميع المستويات رغم االستراتيجية االسرائيلية في افريقيا ،نتيجة لعودة العالقات
الطبيعية بين مصر و السودان في هطه الفترة مما زاد الدور المصري في دارفور ،فرغم ابعاد
مصر عن مفاوضات ماشوكس ونفاشا ،فان مصر لن تسمح بتهميش
بدر حسن الشافعي" ،أزمة دارفور بين األفرقة والتدويل" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة ،جلد ،10العدد ( ،011أفريل ( )1
)1111ص .117
( )2أحمد خميس كامل "،دارفور بين الضغوط الخارجية واالستجابة الداخلية" ،سياسية الدولية ،مصر ،القاهرة ،العدد ( ،077جولية
،)1119المجلد ،11ص .11
( )3زكي البحيري ،مشكلة دارفور الجذور التاريخية واألبعاد االجتماعية التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص .110
78
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
دورها في السودان ،ألن قضية دارفور مازالت تحتاج لدول الجوار الن الواقع ان الحفاظ على
وحدة السودان حفاظ على كيان مصر ذاتها على بعدها االستراتيجي ،وان مؤسسات و مشروعات
()1
التكامل بين مصر والسودان تسير سي ار سريعا نحو تحقيق االهداف المشتركة.
لم تدخر جهدا من اجل تسوية القضية في اقليم دارفور السوداني و كانت جهودها تقوم على ابعاد
ثالثة :سياسية ،امنية و انسانية ولكنها في نظر البعض لم ترق الى التسوية المطلوبة
وعموما فان التحرك الديبلوماسي نحو مصر ،فقد اعلنت و ازرة الخارجية المصرية بوضوح
تأييدها لموقف الحكومة السودانية كما اخذت على عاتقها قيادة الحظ العربي نحو
دعمها ،سياسيا وانسانيا ودبلوماسيا في المحافل الدولية ،ودعت مصر المجتمع الدولي الى رفع
()2
الضغوط عن الخرطوم و مساعدتها الحتياز الكارثة المتصاعدة على دارفور
-2-2-3ليبيا :ان االهتمام الليبي بالصراع في اقليم دارفور يرجع الى التدخل في الصراع
الداخلي للسودان ،و كذلك في اطار الصراع الليبي التشادي و التخوف الليبي الكبير من التواجد
العسكري الدولي على حدوده مع السودان ،و على هذا االساس ينطلق الدور الليبي في احداث
دارفور من منطلق تاثير االحداث على االمن القومي الليبي نتيجة للتجاوز الجغرافي ،و ترى
ضرورة حل القضية في االطار االفريقي مجلس السلم و االمن التابع لالتحاد االفريقي ،الن
خروجها من نطاقها االفريقي من شانه ان يحدث تعقيا لالحداث و تزيد من شدة الماساة اإلنسانية
باالضافة إلى ذلك تعتبر قضية دارفور أول قضية تواجه مجلس السلم و األمن اإلفريقي( ، )3ولقد
سمحت ليبيا بمرور مواد اإلغاثة إلى النازحين و الالجئين من دارفور سواء في التشاد أو في
السودان ،فضال عن تقديمها المساعدات للعناصر السالف
أمين مشاقبة ،الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص ص .077-071 ( )1
()2محمود وهيب السيد ،السودان على مفترق الطرق بعد الحرب ...قبل السالم ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت
،5111ص.071
()3أمين مشاقبة ،الطيب ميرغني أبكر ،المرجع السابق ،ص.081
79
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
ذكرها،وعليه فالدور الليبي في احداث دارفور على الرغم من انه كان عامال في تاجيج الصراع
في بدايته ،إال انه عمل على التخفيف من حدته سواء عبر وساطتها عبر قمة سيرت أكتوبر5112
لحاللصراع في اقليم دارفور حيث ضمت كال من رؤساء السودان و نيجيريا ومصر و تشاد وليبيا
في أكتوبر5112م( ،)1و اسفرت عن التاكيد على رفض أي تدخل اجنبي في دارفور باعتبارها
قضية افريقية و دعوة حركتي التمرد الى توقيع البروتوكول االنساني و تعهد معمر القذافي للقيام
باتصاالت مع زعماء المعارضة في اإلقليم لتضيق الهوة بين كل االطراف من اجل التوصل الى
حل نهائي للصراع ،ثم استضافت ليبيا ايضا مؤتمر القمة السياسية في مدينة طرابلس في
()2
01ماي 5112في اطار محاوالت االتحاد االفريقي.
وهذا ما يفسر محاوالت القذافي االخيرة للتوسط في الصراع بقبولها لدى الزغاوة مني
أركومناوي و خليل ابراهيم ،على نحو افضل من قبول عناصر الفور والمساليت بقيادة عبد الواحد
و خميس ،وعقد في جولتي مشاورات لجميع ابناء دارفور في اكتوبر 5112م ،و فيفري 5112
بهدف توفير منبر ألبناء دارفور،و يقدم المساعدات لالجئين ،كما ترفض ليبيا التدخل االجنبي
في الشؤون السودانية و تدعو إلى ترك الفرصة للحكومة السودانية لتسوية القضية على المستوى
الوطني أو اإلقليمي عن طريق االتحاد اإلفريقي ،لكن ما يحدث اليوم فيليبيا قلص دورها في
()3
دارفور إن لم نقل انتهى
-3-2-3تشاد :منذ أن برزت قضية دارفور على الوجود ،مرت العالقات السودانية التشادية
بمجموعة من العثرات ،فوصلت إلى حد إعالن حالة الحرب بين البلدين ،ما أدى إلى تدخل
الوسطاء ،لكي ال يتدخل كل منها في شؤون اآلخر ،لكن سرعان ما تنهار هذه االتفاقيات بسبب
معالجة األسباب الظاهرية المتعلقة بالتوتر في العالقات ،فتشاد تتشابك قبائلها عبر الحدود،خاصة
81
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
القبائل التي ينتمي إليها المتمردون ،فيوجد قرابة 01قبيلة ينتمي إليها األفراد المنحدرين منها إلى
الدولتين تشاد و السودان كقبيلة الزغاوة و المساليت ،التي تنتمي إليها معظم أفراد الحكومة
()1
التشادية ،و أفراد الحركات المتمردة.
إن تجاور جمهورية تشاد إلقليم دارفور ووجود قبائل مشتركة بينهما ،ونزوح عشرات اآلالف من
السكان إلى أماكن استق ارر القبائل التشادية ،و لذلك قامت التشاد بدور أساسي في محادثات
السالم بين الحكومة و المتمردين مفوضة من قبل اإلتحاد اإلفريقي فاستضافت العاصمة التشادية
أنجيمينا ومدينة ابشي المفاوضات التي أدت إلى عقد اتفاق وفق إطالق النار في إقليم دارفور
()2
في أفريل 5112م
و قد سعت الحكومة التشادية الى عدم تقديم أي دعم للمتمردين في دارفور تلبية لطلب الحكومة
السودانية،و ذلك الدراك الحكومة السودانية لمدى المكانة و الدور الذي يمكن ان تلعبه الدولة
التشادية في احداث دارفور ،هذا باالضافة الى ان التشاد وجدت ضالتها في عدم إثارة السودان
لقبائل لها غير الحركة المتمردة والمعارضة للحكومة التشادية خاصة قبيلة القرعان ،الممتدة لحدود
دارفور و تشاد
()3
و لكن السودان دائما كانت تقدم اتهامات للتشاد بأنه لم يوف بما قطعه على نفسه من عدم
مساعدة المتمردين الدارفوريين ،و يرجع ذلك الوضع إلى :
-وصول الرئيس التشادي '' ديبي '' بفضل قبيلة الزغاوة والحكومة السودانية عليه الوصول الى
السلطة مما ادى الى وجود صعوبة في التعامل هل يميل الى اوالد عمومته ام الى الحكومة
السودانية.
هاني رسالن" ،ازمة دارفور والعالقات السودانية التشادية" ،مجلة السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة ،العدد ،077المجلد 11 ( )1
-ادراك السودان انه يمكن ان يلعب دو ار في عدم استقرار التشاد من خالل المتمردين بالمال
والسالح و اتخاذ اإلقليم كقاعدة لعمليات عسكرية للمعارضة التشادية.
ان الحكومتين السودانية و التشادية لديهما عالقات متعددة و اتفاقيات مشتركة لضبط
مشكالت الحدود و تنظيم عمليات التنقل و تهريب السالح بينهما و كان ديبي يخشى ايضا من
رد فعل الخرطوم بسبب روابط القوية بين الزغادة السودانيين و التشاديين ،الن الزغاوة كان لهم
فقام ديبي بقيام الوساطة الدور األساسي في حملة ديبي السقاط الرئيس السابق حسين هيري
()1
مع زعماء الزغاوة توصلت الى عقد اتفاق وقف اطالق النار باالضافة الى الضغط الدبلوماسي
من جانب الخرطوم على الرئيس التشادي بدعمها للمتمردين التشاديين في دارفور على ابقاء
انجامينا.
و بالتالي فان االرتباط بين تشاد و أحداث دارفور الى العالقات المصلحية بين بعض
المجموعات القبلية و ا لحكومتين التشادية و السودانية ،بحكم موقعها الجغرافي ،و اتصال الشيخ
االجتماعي مع الجانبين ،تلعب التشاد دو ار مهما في التأثير و التأثر بالصراع في إقليم دارفور
()2
و ال سيما في الفترة األولى من النزاع
-4-2-3جمهورية افريقيا الوسطى :تخشى افريقيا الوسطى و نظامها الحاكم على ان تشغل
بعض القرى المعارضة فيها صراع دارفور في القيام بانقالب او تمرد ضدها نظ ار لالرتباطات
القبلية بين تشاد و دارفور و جمهورية افريقيا الوسطى ،و لذلك فمصلحتها حل الصراع في اقليم
دارفور ،إقليميا و منع التدخالت الدولية فيها و لتحقيق ذلك تحركت على مستويين :
-توثيق مع جارتها السودان وتشاد لضبط الحدود.
أمين مشاقبة ،الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص .081 ( )1
-تأييد التحركات اإلقليمية لحل الصراع في إقليم دارفور سلميا حيث صدرت تعليقات من مسؤولين
من و ازرة الخارجية و إلفريقيا الوسطى تؤيد الجهود السلمية التي تقوم بها دول الجوار و االتحاد
()1
اإلفريقي
-3-3مواقف الدول الغربية من الصراع في اقليم دارفور(الواليات المتحدة األمريكية-
بريطانيا-فرنسا):
تعددت الدول األجنبية التي تدخلت في الصراع في إقليم دارفور ،وأصبح لها موقف في
األحداث الدائرة فيه ،و دور في تحديد اتجاهات المنظمات العالمية و حتى اإلقليمية و بالطبع
فقد ت دخلت كل جهة أو دولة بحجة معينة و األهداف محددة ظاهرة أو خفية و رددت بعض
الدول الغربية خاصة األوروبية أن جنوب إقليم دارفور السوداني يمكنها من أن تشكل دولة ذات
إمكانات اقتصادية و بترولية عظيمة و يكون شريطا أو دولة حاجزة بعيدا عن الشرق األوسط
()2
والمنطقة العربية المضطربة ،و من بين المواقف القوى من الصراع في إقليم دارفور نجد:
-1-3-3الواليات المتحدة األمريكية:
لقد وجدت القوى الغربية خاصة الواليات المتحدة أن الفرصة قد سنحت لها للتدخل في الشأن
السوداني لتحقيق عدة أهداف أهمها استغالل إمكانيات السودان االقتصادية الهائلة ،و فتح ثغرة
جديدة في قلب القارة اإلفريقية ليكون السودان المعبر الذي تدخل منه إلى باقي دول القارة التي
()3
تسعى للسيطرة عليها.
فالمصالح اإلستراتيجية للواليات المتحدة األمريكية ال تشمل فقط الحصول على واردات
النفط و لكن محاصرة كل من الصين و اإلرهاب حيث تشكل إفريقيا جهة جديدة في الحرب ضد
اإلسالم ،وخاصة منطقة الساحل التي تحتل مكانة بارزة في التفكير األمريكي االستراتيجي الجديد،
زكي البحري ،مشكلة دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية ،المرجع السابق ،ص ص .119-118 ( )1
()2حيدر إبراهيم علي " ،دارفور إلى أين" ،كتابات سودانية ،مركز الدراسات السودانية ،السودان ،الخرطوم ،العدد ( ،25ديسمبر
)5111ص.19
زكي الحيري ،مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص.511 ()3
81
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
فقد اتسم موقفها في البداية بالتساهل و عدم تصعيد األحداث ،ثم اخذ اتجاها في بعد زيارة وزير
()1
الخارجية األسبق "كولن باول" في جويلية .5112
وقد كثف تقرير "ولفوفيتز" أن األهداف اإلستراتيجية األمريكية للمرحلة القادمة هي المحافظة
على موقع الواليات المتحدة األمريكية كدولة كبرى و وحيدة بعد االتحاد السوفياتي ،و منذ أحداث
00سبتمبر 5110حتى عام 5112بنيت السياسة األمريكية تجاه السودان على محورين أولهما:
عملية السالم بين الشمال و الجنوب و ثانيهما التعاون األمني في مكافحة اإلرهاب.
ومن خاللها هاجز اإلرهاب جاء االهتمام األمريكي بدارفور ،ألنها منطقة تماس مع دول
يمكن أن تكون معقال لإلسالميين ،لوعرة مناطقها و انتشار الصبغة اإلسالمية التي تتسم بها
وارتفا ع درجة التدين عامة لدى شعوب تلك الدول ،و هي أيضا منطقة تختلف عن كل المناطق
األخرى حيث أنها كانت ملتقى العلماء اإلسالميين و نقطة عبور هامة جدا للممالك اإلسالمية
القديمة للحجاز ،باإلضافة الرتباط دارفور بالعالم اإلسالمي القديم ،و عموما وفرت أحداث 00
سبتمبر 5110الغطاء الشرعي لتسريع خطوات تنفيذ المشاريع األمريكية اإلستراتيجية في
المنطقة.
()2
ويمثل السودان للواليات المتحدة األمريكية أهمية كبرى لموقفه االستراتيجي حيث له حدود
مع سبعة دول ،و قد زاد االهتمام بها ،بعد أن تمكن من استخراج النفط و تصديره رغم حروبه
األهلية ،و عدم استق ارره ،باإلضافة فان الواليات المتحدة األمريكية لم تتقبل حقيقة النفط السوداني
الذي تستغله الشركات الصينية و اآلسيوية األخرى ،و الذي أتى من الحقول التي سبق اكتشافها
81
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
من شركتها شيفرون chovronفي عام 0512م و سيبدو أن استباق الصين ألمريكا في استخراج
()1
نفط السودان و تصديره قد آثار حفيظتها و أجج صراعا خفيا بينهما.
فأمريكا بتدخلها ف ي إقليم دارفور فهي تهدف للسيطرة على نفطة و نقله عن طريق أنبوب
تشاد عبر المحيط األطلسي إلى ساحلها الشرقي ،و كذلك االستيالء ما باإلقليم من يورانيوم و
نحاس و سلب نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة ،حيث تبلورت مرتكزات السياسة األمريكية في
ما يلي:
-الحصول على البترول حيث تستهدف أمريكا الحصول على % 52من استهالكها اليوميمن
البترول البالغ 51مليون برميل يوميا.
-الحرب األمريكية لحملته على اإلرهاب بعد أحداث 00سبتمبر 5110حيث إفريقيا تعد الحلقة
األضعف في سلسلة اإلرهاب الدولي ،مع سهولة اختراق الحدود.
()2
و بالتالي إيجاد حكم جديد في السودان و رسم خريطة جديدة للمنطقة من خالل االهتمام به ومنه
االهتمام بإفريقيا .خاصة بظهور مصطلح القرن اإلفريقي الكبير الذي يضم إقليمي البحيرات
الكبرى ،و دول القرن اإلفريقي و النظر إليه كمنطقة تحتوي على قدر كبير من الموارد الحيوية
و إيجاد حكم جديد للسودان و رسم خريطة جديدة للمنطقة.
()3
و من جانب آخر وافق الكونغرس األمريكي على تقديم مساعدة مقدارها 51مليون دوالر لحل
مشكلة دارفور اإلنسانية ،بحيث يتم صرف 12مليون دوالر منها على قوات حفظ السالم التابعة
لالتحاد اإلفريقي و تخصيص ال 09مليون دوالر الباقية للمساعدات اإلنسانية .و من جانب آخر
قدمت واشنطن أيضا 511ألف طن من القمح حسب إعالن الوكالة األمريكية للتنمية الدولية
عبده موسى مختار ،دارفور من أزم الدولة إلى صراع القوى العظمى ،دار العربية للعلوم والناشرين ،لبنان ،بيروت5115 ، ()2
ص.511
( )3محمد عبد اهلل سيد أحمد" ،تدخل أمريكا في أزمة دارفور دافع إنساني أم إندفاع نفطي؟" ،صحيفةالسوداني ،السودان العدد501
، )5119(،ص.02
81
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
لكي تلبي حاجة ما يقرب من ثالثة ماليين من سكان اإلقليم و النازحين إلى تشاد و جنوب دارفور
()1
لمدة خمسة شهور.
و بالتالي فان الدور األمريكي فيما يجري في إقليم دارفور خالل وصفه انه بمثابة إبادة
جماعية و تصعيد الضغوط على الحكومة السودانية ،من اجل فتح المنافذ السودانية أمام معونات
اإلغاثة اإلنسانية إلى أهالي هذا اإلقليم ،و نزع أسلحة الميلشيات المسلحة(الجنجويد) ،باإلضافة
إلى وقف العمليات العسك رية الحكومية على أهالي اإلقليم ،لما يمثله من انتهاك صارخ لحقوق
إنسان من وجهة نظرها و تسليم المسؤولين عن جرائم الحرب في اإلقليم إلى المحكمة الجنائية
الدولية حتى يحاكمون و أن تباينت و تعددت أسباب التدخل و اتخاذها لعدة أغطية إنسانية أمنية
فإنها ستبقى حبيسة مفاهيم المصلحة و الموارد و هي من المحاور األساسية التي تقربنا لفهم
()2
السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية تجاه الصراع في إقليم لدارفور.
-2-3-3بريطانيا:
تأتي بريطانيا في مقدمة الدول االوروبية االكثر اهتماما بقضية دارفور من مطلق انها كانت
صاحبة اوسع ا لمستعمرات في افريقيا كلها ،و ألنها كانت الدولة المستعمرة للسودان و المطلعة
على جمع شؤونه ،بمعنى آخر ان بريطانيا تعتبر السودان منطقة نفوذ لها ،و ينبغي ان تلعب
دو ار فيها ،و قد كان موقف بريطانيا اتجاه احداث دارفور مثل الموقف االمريكي شديدا و عنيفا
و اعتبر ان ما يحدث في دارفور هو اسوأ كارثة انسانية يشهدها العالم.
()3
فانطلق الموقف البريطاني بدعوة الحكومة السودانية الى العمل الحثيث و الحاسم من اجل تجنب
التدهور االوضاع في اقليم دارفور ،و لم تقف عند هذا الحد ،بل عملت بريطانيا على تدفق
( )1زكي البحري ،مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص ص . 521-525
( )2عبد القادر رزيق المخادمي "،قيادة أفريكوم"األمريكية ،حرب باردة أم سباق للتسلح؟ ،المرجع السابق ،ص.88
( )3محمد السيد ،إفريقيا واألطماع الغربية ،مؤسسة الشباب الجامعية ،مصر ،القاهرة ، 5115 ،ص.50
81
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
المساعدات االنسانية كمحاولة للتخفيف من وطأة االحداث فقد خصصت الحكومة البريطانية في
البداية بشكل عاجل 52مليون جنيه استرليني ،ثم بلغت تلك المساعدات التي
خصصتها نحو 15.2مليون جنيه استرليني منذ سبتمبر 5111م ،و يعتبر اداة تنظيم دولي
()1
للجهود االنسانية في االقليم.
وقد اتضح التحول في الموقف البريطاني حينما هددت الحكومة البريطانية بفرض عقوبات
على الخرطوم ،في حال امتناعها عن ايصال المساعدات االنسانية الى سكان دارفور باالضافة
الى نزع أسلحة الميليشات المسلحة في االقليم ،مما يوضح تناغم الذي حدث في موقف كل من
بريطانيا و الواليات المتحدة االمريكي ة ،اتجاه االحداث التي يمر بها اقليم دارفور ،و تتمثل في
االختالف يكاد يكون الوحيد بين الواليات المتحدة االمريكية و بريطانيا ،هو أن بريطانيا لم تصف
()2
ما يجري في اقليم دارفور بانه ابادة جماعية او تطهر عرقي.
و لما جاء موعد تحديد قرار مجلس االمن بخصوص دارفور في اواخر اوت ،5112اعلنت
الخارجية البريطانية انها متضامنة مع الموقف الذي يحبذه غالبية اعضاء المجلس ،و هو معارضة
فرض حظر على تصدير البترول او التهديد بفرض عقوبات قاسية على الحكومة السودانية حيال
فشلها.
ولما كان السودان دولة تحتل اهمية كبيرة بالنسبة لبريطانيا قام توني بلير رئيس الوزراء
البريطاني بزيارته كأول مسؤول بريطاني يزور السودان منذ االستقالل و تقابل مع الرئيس
الجمهورية الفريق عمر البشير حيث أكد سويا التزامها الكامل بالحل السلمي للمشكلة عن طريق
()3
التفاوض.
وبالتالي فان الموقف البريطاني انه بدا اكثر تعقال ،ثم ما لبث ما اتجه صوب التصعيد
وأ خذ نفس المسلك االمريكي في التعامل مع احداث دارفور ،و بالرغم من اختالف االطراف او
زكي البحيري ،جذور دارفور الجذور التاريخية االبعاد االجتماعية التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص.522 ()1
87
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
الدول فان مطالبها (فرنسا و بريطانيا) تكاد تكون واحدة فضال عن بدء بهدوء بعض االطراف ثم
اجتمعوا جميعا على تشدد تجاه السودان و قد تمثلت مطالبهم في االتي:
-وقف هجمات ميلشيات المتاحة ونزع أسلحتها.
-وقف العمليات التي تقوم بها الحكومة السودانية تجاه المدنيين او الحركات المتمردة لما
تسببه ،من انتهاك لحقوق االنسان.
-تسهيل تدفق المعونات الى االقليم.
-التهديد بفرض العقوبات الى االقليم.
-التهديد بفرض العقوبات في حالة عدم تنفيذ و تطبيق ق اررات مجلس االمن الدولي
-مطالبة الحكومة السودانية بتسليم المسئولين عن ارتكاب جرائم حرب في االقليم الى
المحكمة الجنائية الدولية.
()1
-العمل على عودة الالجئين.
-3-3-3فرنسا:
يتمثل الموقف الفرنسي في الصراع في إقليم دارفور ،بتوفير الدعم المادي و اللوجيستي لجمهور
اإلغاثة الدولية و في نفس الوقت تشجيع جهود التفاوض التي راعاها كل من الرئيس التشادي
إدريس ديي و االتحاد اإلفريقي ،و قد أكدت الحكومة الفرنسية دوما أهمية ممارسة الضغوط بدال
من فرض العقوبات ،وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي
ميشيل بارنييه بقوله" :ال يمكن التوصل إلى تسوية بدون السودان أو ضد السودان ،و لكن يمكن
فقط عمل ذلك من خالل مشاركة السودان".
()2
و يمكن إرجاع اهتمام فرنسا بالصراع في إقليم دارفور إلى تقاطع دارفور مع مجموعة الدول
الفرنكوفونية و هي التشاد و إفريقيا الوسطى ،و هي تحتل الدولتين المجاورتين لإلقليم ،و األمر
زكي البحي ري ،جذور دارفور التاريخية ،االبعاد االجتماعية و التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص .529 ()1
88
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
يهمها ألن لها مصالح اقتصادية في تشاد ،باإلضافة إلى أن البعض يرى أن السودان يمثل تقاطعا
للتنافس الخفي بين فرنسا و الواليات المتحدة األمريكية ،للتواجد و السيطرة على
موارد هذه المنطقة ،باإلضافة إلى الموقف الفرنسي من تدفق الالجئين إلى تشاد ،و من تهديد
الواليات المتحدة األمريكية بالتدخل المباشر ،مما يشير إلى احتمالية تغيير الوضع اإلقليمي في
دارفور ،و هو أمر ذو صلة فرنسا ،لذا تدخلت في دارفور لحماية مصالحها ،و أخذ نصيب
مناسب من ثروة دارفور و السودان البترولية الكبيرة.
()1
و منه يمكن فهم الموقف الفرنسي من أحداث في إقليم دارفور ،سوف يكون مع الحكومة لضمان
مصالحها و شريكها االقتصادي المهم ،لذلك من ضرورة مساعدة السودان ،و االمتناع عن
استعمال القوة،فكان تعامل فرنسا مع أحداث دارفور يرتكز على أبعاد ثالثة:
-البعد السياسي :يظهر هذا البعد بجالء من خالل تأييد فرنسا لكل ما يصدر عن االتحاد
اإلفريقي من ق اررات ،كمحاولة إليجاد حل سياسي لهذه القضية ،و كذلك من خالل تدخلها في
مجلس األمن و إصدار قرار ،0212و عملها على استبدال كلمة عقوبات بكلمة ضغط ،و
عملت على إقناع الحكومية السودانية على المشاركة في مفاوضات أديسا أبابا في 02جويلية
5112م.
-البعد األمني :ساهمت فرنسا في مراقبته تنفيذ اتفاق إطالق النار بين الطرفين وارسالها 511
جندي إلى حدود تشاد مع دارفور الستخدامهم في أعمال إنسانية في خدمة سكان اإلقليم.
-البعد اإلنساني :بعث العديد من المساعدات اإلنسانية إلى اإلقليم كمحاولة لتخفيف حدة
()2
األوضاع اإلنسانية هناك.
و أكد الموقف الفرنسي على ضرورة تشجيع التحاور بين جميع األطراف المرتبطة بالنزاع
عن طريق االتحاد اإلفريقي ،و هذا ال يتم إال من خالل :احترام التعهدات التي تم اتخاذها
فالمجموعة الدولية حشدت جهودا طائلة سياسية و مالية لتسوية الوضع.
-ال بد من تنفيذ سياسة تأخذ الواقع الميداني في الحسبان وتخفف التوتر و تشجع على استعمال
المحادثات.
-يتعين على االتحاد اإلفريقي و المجموعة الدولية إلى جانبه إقامة جهاز مراقبة من اجل السهر
()1
على تطبيق اتفاق وقف إطالق النار و زيادة عدد القوات حفظ السالم.
-لكن كان الموقف الفرنسي مستقال عن الموقف األمريكي في بداية األمر ،إال أن حكومة
ساركوزي أدركت انه من الصعب في االستمرار على هذه الوتيرة خاصة بعد نجاح السياسة
الصينية في المنطقة ،حيث غيرت من موقفها و رأت أن مصالحها في التحالف مع أمريكا ،و
هذا من خالل جهود التعاون وانشاء مبادرة الساحل الكبير عام 5115و في هذه المبادرة األمنية
إلى تنسيق و تطوير جهود مكافحة اإلرهاب و عمليات تامين حدود دول الساحل و جميعها
مستعمرات فرنسية سابقة ،و كشفت فرنسا عن إمكانية إرسال قوات ضمن القوات الدولية لحماية
قوافل إغاثة المذكورين على الحدود التشاد و السودان.
()2
و بدأت الحكومة الفرنسية تأخذ اتجاه التصعيد ،مدعمة للموقف األمريكي كالتهديد بالعقوبات في
ق اررات مجلس األمن الالحقة ،و بالتالي تلعب فرنسا دو ار مهما في الصراع في إقليم دارفور ،لما
لها من مصالح حيوية في المنطقة و خاصة و أنها تأوي "عبد الواحد محمد نور" زعيم إحدى أهم
الحركات المتمردة على حكومة الخرطوم و قد شهدت العالقات بين الطرفين شدا و جذبا بسبب
موقف و دور فرنسا من الصراع في إقليم دارفور.
()3
91
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
-4-3موقف اسراييل:
لقد لعبت اسرائيل واليهود دو ار كبي ار في تضخيم مشكلة دارفور ،و دعم المتمردين في هذا
االقليم ،حيث عقدت 21منظمة يهودية ندوة برئاسة ياناي برس حول دارفور دروس و عبر
االبادة الجماعية ،وفي تورط واضح للوبي الصهيوني في دعم حركات التمرد في
دارفور أعلن المنبر اليهودي للعدالة و حقوق االنسان تنبيه لحملة جمع التبرعات لصالح حركات
التمرد فياالقليم و قد وجد ان هناك عالقة بين بعض المتمردين في دارفور و اسرائيل ،و انهمت
()1
الحكومة السودانية في اكثر من مناسبة اسرائيل رسميا بمساندة التمرد و توسيع الطاقة
اضافة الى ذلك فمخططات صهيونية و االمريكية تاخذ الصراع في اقليم دارفور ذريعة
لدخول السودان من اجل تحقيق هدفهم و مصالحهم في المنطقة ،و ذلك من خالل الترويج بمسالة
التطهير العرقي ،وانتهاكات حقوق االنسان و االبادة الجماعية و جرائم الحرب و هذا من خالل
وضع خطتها للتدخل االسرائيلي في دارفور منذ 5111م ،و قامت الجاليات اليهودية في الواليات
المتحدة و دول اوروبا بتوزيع منشورات على اعضائها قائلة بان دارفور تعتبر قضية يهودية
اسرائيلية ،وزاد من دعم اسرائيل الرئيس األريتيري و عمله كحلقة وصل من قيادات حركات التمرد
()2
و اسرائيل ،فوجدت اسرائيل في الصراع الدائر في السودان فرصة لتسويق السالح اإلسرائيلي
وكان الرئيس السوداني عمر الشريف في عدة تصريحات يؤكد على وجود مؤامرة تدبر ضد
السودان من طرف اسرائيل ،الن كل من يحمل السالح ضد الحكوة يضف انه ارهابي إال في
السودان ،و اعلن وجود تنسيق بين اس ارئيل و حركة عبد الواحد محمد نور ،كشف ان اسرئيل
تقوم بتدريب عدد كبير من كوادر عبد الواحد بصحراء النقبو منه فاسرائيل تسعى لزعزعة استقرار
السودان من خالل مخططاتها المتمثلة في نشرمعلومات مضخمة عن االوضاع باالقليم
()1زكي البحيري ،جذور دارفور التاريخية ،االبعاد االجتماعية و التطورات السياسية ،المرجع السابق ،ص ص .171-171
عبده مختار موسى ،المرجع السابق ،ص ص .190-191 ( )2
90
تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه 4112-0891م الفصل الثاني:
وتشجيعهإلصدار الق اررات االممية والى ذلكيقول وزير الخارجية االسرائيلي ان اسرائيل نواصل
()1
مساعيها لمساعدة الجهود الدولية المتعلقة بالماساة االنسانية بدارفور
و ان اسرائيل التي كانت لها نفس المعاناة عظيمة في الماضي ال يمكن ان تقف مكتوفة االيدي،
ازاء اآلالم التي تعصف باآلخرين ،و الواقع ان ذلك و غيره يجعلنا نقر بان السرائيل دور غير
محدود في مشكلة دارفور ،سواء في تعقيد او تضخيم المشكلة وفي تدويلها او في دعم المتمردين
()2
ماديا و سياسيا و إعالميا
-5-3موقف الصين:
بالنسبة للموقف الصين في الصراع الدارفوري ،فقد انطلقت من موقف اساسه الحفاظ على
مصالح الصين في السودان حيث ان شراكتها تعمل هناك ،و هناك بين الواليات المتحدة و الصين
في السودان مسرحه دارفور ،و لذلك كان الصين مع فكرة حل مشاكل دارفورالسودان عن طريق
االتحاد االفريقي ،و طبقا لهذا لم يوافق الصين على مشروع قرار مجلس االمن لفرض عقوبات
()3
على السودان ألن ذلك يضر بمصالحها ضر ار كبيرا.
فثمة اعتبارات و مصالح استراتيجية مهمة تحكم عالقة الصين ليس فقط بدولة السودان و
انما بالقوى الدولية الكبرى ،و هذا من خالل محاولة الصين التصدي للضغوط الغربية المتزايدة،
فثمة اعتبارات و مصالح استراتيجية مهمة تحكم عالقة الصين ليس فقط بدولة السودان ،و انما
بالقوى الدولية الكبرى ،و من خالل هذا محاولة الصين التصدي للضغوط العربية المتزايدة ،و
هذا نظ ار للشراكة االستراتيجية مع الصين ،فالسودان دولة نفطية واحدة ،و هي تصدر اكثر من
%12من اجمالي صادراتها النفطية الى الصين قد استفادت الصين من الفراغ الذي تركته
الشركات الغربية برحيلها من السودان في اوائل تسعينات من القرن الماضي ،الن السودان بات
يمثل الشريك االستراتيجي بالنسبة للصين ،فقد لوحت هذه االخيرة ،عدى مرات باستخدام حق
الفيتو في مجلس االمن لمنع الدول الغربية من فرض عقوبت على السودان ،النها تسعى لنفط
( )1
دارفور ،و عليه ال تود ان ترى وجه الواليات المتحدة االمريكية منافسا لها دارفوروتشاد.
ف الصين ال ترى هناك ابادة جماعية و اتما يكن حل لمشكلة ضمن االطار السياسي ،دون
الحاجة الى تدخل دولي ،فاتهمت الدول الغربية الصين بتزويد السودان باسلحة متطورة ،ورد
الصين على ان مبيعات االسلحة ال تتجاوز % 9من حجم مشتريات الخرطوم من االسلحة،
ورغم ظروف الصراع استمرت الصين تدعم السودان حيث قدمت مساعدات بلغت قيمتها 11
ميلون يوان في اطار البرنامج التنموي التي تسعى الصين لتقديمه لشعب اقليم دارفور العمار ما
))2
دمره النزاع
و يتلخص موقف الصين حول الصراع في اقليم دارفور باآلتي:
الحكومة الصينية تعرب عن قلقها البالغ ازاء تدهور االوضاع في دارفور،فعلى الحكومة السودانية
بذل جهد اكبر لحل النزاع سلميا،ودعم جهود االمم المتحدة و االتحاد االفريقي و جامعة الدول
العربيةوعلى كل اطراف النزاع العمل على موقف تدهور األوضاع و التوصل الى حلول
سلمية،وبالتالي نستنتج أن الموقف الصيني من الصراع في اقليم دارفور ،ينطلق من مصالح
()3
الصين البترولية في السودان ،حيث ان شركاتها البترولية تعمل هناك.
و لذلك كان الصين مع فكرة حل مشكلة دارفور في السودان عن طريق االتحاد االفريقي ،حتى
ال تجد الواليات المتحدة االمريكية لها منفذا للتغلغل بشكل اكبر في دارفور و السودان ،و لم
توافق الصين على قرار مجلس االمن بفرض عقوبات على السودان ،الن ذلك يضر بمصالحها
ضر ار بليغا ،تشير التقارير على ان الشراكة بين الصين و السودان في مجال النفط يرتفع بانتاج
دولة خليجية مثل قطر الى 911الف برميل ميل يوميا ،و بالتالي فان احتياطات النفط السوداني
مذهلة.
()1
()1أمين مشاقبة الطيب مير غني أبكر ،المرجع السابق ،ص ص .111-119
91
الفصل الثالث :نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في
حله.
()1جالل رأفت و اخرون ،السودان على مفترق الطرق بعد الحرب قبل السالم ،مركز الدراسات الوحدة العربية ، ،لبنان ،بيروت
،5111ص.011
91
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
لذا تجد قصو ار كبي ار في البنية التحتية باالقليم ،و حتى وقت كبير ،فان والية دارفور ليس بها اال
()1
طريق واحد معبد بين نياال و كاس زالنجي.
-كما ان خط السكة الحديدية الذي يربط والية جنوب دارفور بكردفان ثم باقي السودان يعاني
في تذبذب شديد في تشغيله ،نتيجة ألعمال مسلحة ،أما طريق االنقاذ الغربي و الذي يرىالكثيرون
من س كان دارفور أنه من اسباب المشكلة ،فال يزال العمل جاريا به لكن بغير انتظام نتيجة
()2
ألحداث المنطقة
-تفاقم المشكالت االجتماعية :من مخلفاتها التأثيرات السلبية الناجمة عن تصاعد المشاكل داخل
هذا االقليم بين أبناء شعب الوطن الواحد ،من قتلى و جرحى و متشردين و نازحين و الجئين،
و ضياع فرص التنمية و غيرها ،الى احداث أزمة عانت منها العديد من دول الجوار و منها
التشاد و افريقيا الوسطى ،ما أدى إلى الخلخلة الديمغرافية لإلقليم من خالل تأثير عمليات النزوح
في النسيج االجتماعي و أحداث خلل في التوازنات االجتماعية القبلية و التركيبة الديمغرافية في
مناطق االقليم ،و ارتفاع ذلك في المناطق المجاورة داخل السودان لإلقليم ،و مناطق الدول
المجاورة ،ف هناك عدد من النازحين نحو التشاد و افريقيا الوسطى و ليبيا و مصر ،و هذا ما
يجعل للصراع بعدا دوليا و يضع السودان تحت ضغوط الدول االقليمية و الكبرى ،ما دفع
بالمنظمات غير الحكومية الى التحرك من خالل مبدأ التدخل االنساني ،لتوفير الرعاية الصحية
و التغذية الالزمة لهم ،مع األخذ بالحسبان أن خمس مساحة السودان ممثلة في اقليم دارفور
أيضا خمس سكانه أصبحت منطقة نزوح.
مصعب الطيب أبكر" ،أحداث دارفور السودانية" ،مجلة البيان( ،د.م) ،العدد ،)5112( ،511ص.51 ( )1
97
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
-االثار االجتماعية :ارتفاع معدالت الج ارئم و تنوعها ،سرقة ،قتل ،اغتصاب...و هجر
المواطنون المدن و من اشهرها مدينة مليط التجارية الحدودية مع ليبيا التي اصبحت تعاني
()1
اوضاعا مأساوية بسبب اغالق الطرق الكبرى ،فهاجر أغلب سكانها الى الخرطوم
االبعاد االنسانية :توجد في اإلقليم معاناة انسانية نتيجة هذا الصراع بغض النظر عن
خلفيات الصراع اطرافه و االهداف من ورائه ،فهناك ضحايا ،فهذا في حد ذاته مشكلة انسانية
تتطلب التدخل و لكن وفق معطيات محددة و مضبوطة،وفي ظل الظروف الدولية و تنامي
األصوات النادية بالقضاء على االرهاب ،فقد وجدت االطراف الدولية الطامعة خيوطها للعب في
احداث دارفور السودانية ،فوجدت الظروف سانحة للتدخل في هذا الجزء من العالم العربي
واالسالمي ،و كانت تحمل في ثناياها األسباب التالية:
-االبادة الجماعية* لبعض سكان االقليم :و هذا ما نفاه " بيترفت" مستشار " خافيير سوالتا"
منسق الشؤون الخارجية و األمنية باالتحاد األوروبي ،و مبعوث لجنة تقصي الحقائق التابعة
لالتحاد حيث قال االتحاد" :ان بعثة تقصي الحقائق التابعة له في السودان لم تجد دليال على
()2
حدوث ابادة جماعية في منطقة دارفور المضطربة.
-عدم استقرار في االقليم حيث تخشى بعض األطراف الدولية على مصالحها ،و خصوصا
بعد أن اصبح االقليم مساحة لرواج تجارة االسلحة كما هو مساحة للصراعات القبلية ،األمر الذي
أصبح فيه االقليم بحاجة الى من يضبط ايقاع حركات الصراع حتى ال تمتد للخارج و يضبط
()3
مصادر توريد السالح هناك.
-التوظيف السياسي للنزاعات :تحول الصراع حول الموارد إلى حروب اثنية ،وماهو قلي تقليدي
الى مشروع حرب الشاملة ،وهذا يعزز اهمية السالم والتعايش السلمي والتنمية الريفية التي تشمل
الموارد البشرية.
()1امين مشاقبة ،الطيب مير عبد الغني أبكر ،المرجع السابق ،ص.512
99
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
او لتحقيق اهداف حزبية ،وعقيدية ما ادى الى تنامي الصراع وتصاعده ،وزاد من طابعة العسكري
العنيف.
-تنامي الوعي السياسي عند القوى المعارضة،وقد ترتب عنها انشغال الصراع واستم ارره،
وتعدد االطراف المتورطة فيه عامة،وتنامي الميول والنزاعات االقتصادية ،يخلف احساس عام
بأن السالح هو القوة الكفيلة باسترجاع الحقوق وتحقيق المطالب،ما أدى إلى تزايد القوى
المتصارعة :وهذا من خالل ظهور الملثيات المعروفة بالجنجويد .والتي نشرت الرعب واسعا،
وبالتالي الفشل في ادارة الصراع في دارفور،من خالل تباين معاملة النظام الحاكم مع حملة
السالح بدرجة من االحترام ورد الحقوق ،وتجاهل من استعملوا اساليب سياسية ومدنية ،فأدى إلى
()1
تدني فاعلية االرادة المدنية واالهلية.
-و تبنت بعض الدول سياسات ذات تأثير مباشر على الوضع السوداني .فبريطانيا مثال اتخذت
موقفا مواليا لإلدارة األمريكية في سعيها لعزل السودان ،باعتباره دولة راعية لإلرهاب خاصة بعد
احداث 00سبتمبر .5110
-عزل اقليم دارفور الذي يشكل خمس مساحة السودان و هو غني بمصادر طبيعية ،فان لم
يحصل على الحكم الذاتي ،أو االستقالل فسوف يشهد قوات تدخل اجنبية ،تضمن الحفاظ على
()2
المصالح الغربية هناك.
010
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
()1عدنان السيد حسين ،و آخرون ،النزاعات األهلية العربية ،العوامل الداخلية و الخارجية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان
بيروت ،0551 ،ص .051
()2المرجع نفسه ،ص .059
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
ان الصراع في اقليم دافور اثر على بلدان المنطقة العربية ،وهذا من خالل ما تخلفه من
عواقب يعاني منها االمن لدى الدول في جميع انحاءالوطن العربي .اضافة الى ذلك فان طبيعة
طرف االخرى ،والمتتبع
الصراع التي تمس الهوية والتنمية والعالقات بين الحكومات المركزية واأل ا
للصراع في اقليم دارفور بأبعاده الخارجية ،فهو يعتبر من حين اهم المشاريع المطروحة التي
تستهدف وحدة الدول العربية ،على المستوى القومي من خالل تفتيت واعادة تركيب منطقة الشرق
()1
االوسط ،وضرب العمق االستراتيجي بين المنطقة العربية وافريقيا عموما.
وبما ان مشكلة دارفور تؤثر على كثير من دول الجوار فان أي خلل في الجغرافيا السياسية
سوف ينعكس سلبا على دول المنطقة ،فتقرير ارسال قوات اجنبية الى دارفور ،ستكون كارثة
تستعص الحل ،لذلك يكون الحل عن طريق االتحاد االفريقي والجامعة العربية حتى ال نعطي
حجة لتدخل الجانب الخارجي ،فإضعاف مشروع الدولة الوطنية من خالل اثارة النزاعات العرقية
و تكريس االنتماءات و الطائفية ،و يظهر لك جليا في الدول التي تعاني أصال من ازمة اندماج
وطني و هذا التوجه على اعتبارين اساسيين أولهما التوظيف السياسي لمبدأ حق التدخل الدولي
()2
االنساني و اضطهاد الديني حول العالم .
وجود قوات عسكرية دولية دائمة في بعض الدول العربية وهو ما يشكل خط ار على نظام االمن
الجماعي و العربي ،و بالتالي تقويض االرادة عربية،و تغذية روح المقاومة و الجهاد على المستوى
الشعبي حيث تتسع الفجوة بين النخبة العربية الحاكمة و الشعوب العربية ازاء السياسات الغربية
بالسودان ،و عليه يصبح الشعورباالضطهاد مبر ار لظهور حركات شعبوية للمقاومة ،و هو ما
يعني استم ار ب ذور التوتر و عدم االستقرار على المدى البعيد ومن الواضح ان الصراع في اقليم
دارفور السوداني له تأثيرعلى المنطقة العربية من خالل استمرار الجهود الغربية الدامية إلعادة
( )1عبد الخالق عبد اهلل وآخرون ،الدبلوماسية العربية في العالم المتغير ،مركز الدراسات الوحدة العربية ،دار الخليج للصحافة
والطباعة ،لبنان ،بيروت ،ص.52
()2مصطفى فرح "،عدم تدويل دارفور" ،قمة الجزائر ،نشرة يومية تصدر بمناسبة القمة العادية 01 ،لمجلس جامعة الدول العربية
العدد ،1الجزائر 01( ،مارس ،)5112ص.11
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
صوغ العالم غير الغربي فكا و تركيبا ،بما يخدم مصالحهم و اهدافهم العليا ،و التي تعبر عن
()1
محورية التمركز الغربي حول الذات ،و النظر الى االخر غير الغربي.
وبالتالي فإن تلك الدول أثرت على مجريات االحداث في دارفور ،من خالل االستقرارعلى المستوى
االقليمي الواسع ،فأثرت على تشاد و ليبيا و مصر و حتى دول البحيرات العظمى خاصة شمال
افريقيا و غربها باإلضافة الى ان دارفور بوابة الدخول لوسط افريقيا جنوب الصحراء ،و هي نقطة
التماس بين الغرب و األفارقة ،و تمثل بوابة لجيرانها على مناطق استراتيجية ،فليبيا تعتبر مدخال
لشمال افريقي و غرب اوروبا و التشاد و مدخال للقرن االفريقي في المحيط االطلنطي،أما افريقيا
الوسطى فهي مدخل لوسط افريقيا و منطقة البحيرات ،و من ثم تشابكت المصالح الفرنسية
واالمريكية عند دارفور في افريقيا ،و ما ان انتشر الجفاف حتى توجهت العديد من القبائل
الدارفورية الى الدول المجاورة لها الثالث،فكانت دارفور مسرحا خلفيا لعدة صراعات حيث تم
()2
استخدام هذا االقليم اما كمخزن للسالح و للتأييد القبلي أو حتى االستعداد العسكري.
و على المستوى االجتماعي فظاهرة اللجوء بسبب عدم وجود حواجز طبيعية لدارفور مع
دول الجوار ما انعكس الهجرات عل دول الجوار،فتشاد اكثر الدول المتأثرة بالمشكلة ،اما ليبيا
فتصاعد الصراع قد يهدد االمن القومي الليبي خاصة وجود امتداد لقبائل الزغاوة ،كما يمثل
()3
التدخل الدولي في حال وقوعه تعقيدا للحركة الليبية الفاعلة في منطقة الساحل و الصحراء
اما عن افريقيا الوسطى فهي تخشى أن يستغل أنصار الرئيس السابق الموجود في دارفور
ليقضوا على الرئيس الحالي ،الذي جاء للحكم بانقالب عسكري في مارس 5111و لذلك تعتبر
مصر دارفور االمتداد االستراتيجي لها عبر السودان ،و عمق افريقيا ،كما يقع تحت رمال دارفور
( )1عاشور محمد مهدي ،المحكمة الجنائية الدولية والسودان جدل السياسة والقانون ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت
،5101ص.15
()2سعيدان قفزوطي فضي ،تراث السودان 5102/05/01 ،http://www.gadaef.net/ rb/showthereedphp ? ،على
الساعة .01:52
()3عاشور محمد مهدي ،المرجع السابق ،ص.01
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
خزان جوفي تشترك في مياهه الجوفية كل من مصر و ليبيا و السودان و التشاد ،و من ثم فوجود
قوى دولية في دارفور ،يهدد مصالحها الما ئية من طرف الدول الكبرى بصورة مباشرة،و تهديد
امن الدول المجاورة االفريقية بتسريب السالح و المسلحين ،اضافة الى تشجيع المجموعات الشعبية
في الدول االفريقية على ممارسة التمرد لتحقيق مطالبها،و زيادة اعباء الصرف على االوضاع
()1
االمنية على الحدود.
كما ان فرض عقوبات على السودان يطرح تأثيرات اقتصادية سلبية على انسياب حركة
التبادل التجاري ،بين السودان و دول الجوار بشكل طبيعي حتى لو كانت هذه العقوبات ال تمس
هذا الجانب بصورة مباشرة ،اما في حالة تدخل عسكري اجنبي في المنطقة فان الدول المجاورة
في هذه الحالة ستصبح بوضع صعب جراء تفجير العنف ،بدرجة اكبر من منطقة النزاع ووجود
مقاومات مسلحة يمكن ان تتحرك عبر الحدود مدعومة بالعالقات القبلية ،باإلضافة الى ما يمثله
()2
الوجود األجنبي من ضغوطات على بقية دول المنطقة .
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
و قد اصبح االهتمام العربي بصراع اقليم دارفور بتأزمه ،و عدم السماح بتكرر خطأ ترك
الحكومة السودانية ،وحدها في مواجهة صعبة ،كما حدث في مفاوضات مشاكوس و نيفاشا وسط
ضغوط امريكية و غربية ،و التدخل االجنبي واضح في شؤون السودان ،و الواقع ان الدور العربي
و االسالمي جاء إلعادة كفة التوازن مع التواجد االجنبي المكثف في دارفور ،عبر عشرات
()2
المنظمات االغاثية ذات الصلة الواضحة بأجهزة المخابرات العربية.
اجتمع مجلس الجامعة العربية لمناقشة المشكلة في أوت 5112و دعا مجلس األمن
والمجتمع الدولي إلتاحة فرصة زمنية مناسبة للحكومة السودانية ،وحتى تتمكن من تنفيذ تعهداتها
بالسعي لحل الصراع في دارفور،فجامعة الدول العربية حققت نجاحا ملحوظا فقد استطاعت ان
تفتح االنظمة العربية بضرورة ماندتها للوقوف ضد الهجمة األمريكية الصهيونية المسؤولة ،والجدير
بالمالحظة أن الرأي العام العربي قد توحد مع حكوماته في هذه الرؤية ،وظهر الموقف جليا في
القمة العربية التي عقدت في القاهرة في سنة 6004م من خالل دعم الحكومة السودانية ومدها
بالوسائل اللوجيستية و الح اررة الدبلوماسي لمساعدتها الجتياز الواقع ،كما نجد هناك استقطاب
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
االنتماء االسالمي .الغالب في المنطقة العربية وايران ،وذلك بحراك نشط لدى اتحاد علماء
()1
المسلمين ،والهيئة االسالمية العالمية للدعوة واالغاثة ،وغيرهامن المنظمات االسالمية.
االتجاه العربي االسالمي الموالي لموقف الحكومة السودانية في الشهادات الشفوية التي
ادلى بها بعض العلماء الدين من خالل زيارتهم القليم دارفور بدعوة من الحكومة السودانية.
واتخذ اهتمام جامعة الدول العربية بشأن الصراع أشكاال ومستويات مختلفة ،فقد ارسلت خالل
فترة من 62أفريل إلى 51ماي 6004بعثة لتفضي الحقائق ،ووقفت هذه البعثة على خطورة
()2
األوضاع االنسانية في معسكرات النازحين في االقليم ومعسكرات الالجئين في الشاد.
ولم يمنع الجامعة من النشاط في سبيل تجنب السودان احتمال تعرضها الى عقوبات
اقتصادية وذلك من خالل ارسال قوات تشارك قوات االتحاد االفريقي ،واكدت في ردها على القرار
5112على لسان مندوبها في االمم المتحدة يحي المحماني وقارئ موضوع الصراع في اقليم
()3
دارفور ،لم يكن يستدعي اصدار قرار يهدد بفرض عقوبات على السودان.
طالبت الدول العربية بعقد مؤتمر دولي تشرف عليه الجامعة العربية باليقين مع االتحاد
اإلفريقي واالمم المتحدة يتضمن الوضع خارطة طريق وجدول زمني لتسوية االزمة ،مع اعطاء
أولوية للتسوية السلمية،و بحث وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية ،في النصف
األول من اوت ،5112الوضع في دارفور ،و شكلت الجامعة لجنة لمساندة السودان على
()4
المستوى الدولي برئاسة تونس و عضوية مصر و موريتانيا ،الجزائر و السودان.
فاثنى السودان على موقف الدول العربية الرافض ألي تلويح بتدخل عسكري في السودان
أو فرض عقوبات عليه ،و دعا الدول العربية و المنظمات الدولية و األمم المتحدة لتقديم الدعم
المالي و الصحي و اللوجستي للمتضررين في دارفور ،و من جانبه قرر مجلس وزراء الخارجية
العرب تقديم الدعم الممكن الستعادة األمن و االستقرار في االقليم مع دعوة المنظمات األهلية
العربية لتقديم المساعدات له ،فكانت الشخصيات العربية و االسالمية التي زارت دارفور تتمثل
في وزير الخارجية المصري ،و األمين العام لجامعة الدول العربية ،و رئيس اتحاد األطباء العرب
و رئيس اتحاد المحامين العرب ،و اخرون من مديري المنظمات و الجمعيات ،و تأتي أهمية
()1
الدور العربي النه الوسيط الوحيد المقبول عند الطرفين.
فلم تعد تسوية النزاعات و الصراعات مطلبا عالميا فحسب ،بل صارت مطلبا عربيا بحكم
تفاقم النزاعات داخل المنطقة العربية ،او على أطرافها ،و استمرار النزاعات و اطالة أمرها ،هي
تهديد النظام الغربي الشامل في كافة مقاوماته الدفاعية و االقتصادية و الثقافية و االجتماعية
()2
والسياسية.
ان الجهود االقليمية لم تملك رؤية استراتيجية ازاء ادراك حجم المهددات المترتبة على وجود
صراع ملح في دارفور و التأثيرات السلبية التساعه ،و تم حصر في اطار محاولة مساندة الدولة
الوطنية في السودان خشية التفتت ،او ذلك من دون التعامل مع المعطيات التي فجرت الصراع
المسلح بشكل موازي ،فتأخر التفاعل مع الحركات المسلحة ،و اصبحت االطراف الدولية العبا
اساسيا في التحكم في الصراع ،و كانت ردات الفعل العربية موسمية ،خاصة لقرارت مجلس
االمن المتتالية ،و كانت القمم تنعقد قبيل أو عقبى صدور ق اررات دولية ،واللجان التي تقررها
()3
غير ناجحة
فوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في ختام االجتماع الطارئ لوزراء الخارجية
العرب بأن الحكومة تسعى إلعادة االوضاع لطبيعتها في هذا االقليم ،و تعني ان األرقام التي
تحدثت عن سقوط ما بين 11الى 21الف قتيل ،مشي ار الى ان عدد القتلى ،أقل من ذلك توجهت
الطائرات العربية الى دارفور محملة بالمواد الغذائية واالفرشة ،المالبس ،و االدوية للمساهمة في
انقاذ الموقف المتدهور و قام اتحاد االطباء العرب بتقديم المساعدات االغاثية بتجهيز الخيام
واألماكن االيواء و استقبال الالجئين و المشردين ،و ارسل فريقا من االطباء بمشاركة جامعة
الدول العربية ،و قد مثل االتحادات و المؤتمرات العربية على رأسه ممثلو اتحاد المحامين العرب
بزيارة للسودان للوقوف على حقيقية االوضاع في االقليم منتصف اوت 5112م أو تأكد الوفد من
عدم وجود مما سمي بالتطهير العرقي و االغتصاب الجماعي للنساء في دارفور كما ادعت
()1
الدوائر الغربية
وزار الخرطوم وفد من االتحاد العالمي لعلماء المسلمين على راسهم الداعية الكبير الدكتور
يوسف القرضاوي الذي شدد على ضرورة توعية سكان دارفور بااللتزام بأصول دينهم ،تابعت
جامعة الدول العربية تطورات الصراع و اوفدت في ماي 5112م ،بعثة خاصة لدراسة الحقائق
في دارفور و قدمت تقريرها الى مجلس الجامعة في أوت 5112و قرر المجلس في نهاية
المشاورات تقديم الدعم الكامل لالتحاد االفريقي لجهوده في حل الصراع ،مع توفير االموال
()2
الالزمة.
أما التعامل مع االزمة االنسانية في دارفور قد واجه مشكالت متعلقة بتوظيفها على الصعيد
الدولي فاهمل العرب الشق االنساني ،و اعتبرها من ذرائع الغرب،و غياب المنظمات للتعامل مع
ما يجري في دارفور،وقدنتج هذا الوضع غيابا عربيا واضحا في مساندة السكان بدارفور ،و كان
له انعكاس سلبي في امرين ادانة الموقف االخالقي العربي على الصعيد الدارفوري و الدولي
واعتبار ان غياب تعبير عن دعم عربي للحكومة في تجاوزاتها ناتجا عن ضعف خبرات وقدرات
()3
هذه المنظمات في التعامل مع اوضاع معقدة في مناطق الصراع المسلح.
()1زكي البحيري ،مشكلة درفور أص ول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية ،المرجع السابق ،ص ص. 502 ،501
()2سرحان عالم حسين العباسي ،المرجع السابق ،ص152
()3عاشور محمد مهدي ،المرجع السابق ،ص.00
019
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
()1األمين محمد النحاس عباس" ،أزمة دارفور بدايتها وتطورها" ،مجلة المستقبل العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان
بيروت ، ،العدد( ،105فيفري ،)5112ص.91
()2عبده مختار موسى ،المرجع السابق ،ص ص.051-095
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
السماح بالتدخل على حاالت جرائم الحرب و االبادة الجماعيةو قد جاء تدخله في دارفور لمحاولة
()1
منع أي تدخل خارجي في شؤون القارة ودول االعضاء
لقد قام االتحاد االفريقي بجهد واضح لمحاولة انهاء الصراع في اقليم دارفور ،و الحيلولة
دون فرض عقوبات اقتصادية او سياسية على السودان ،و لمنع أي تدخالت دولية في األزمة
ولمعالجة النتائج التي ترتبت عن الصراع و في مقدمتها مشكلة الالجئين الذين تضاعفت أعدادهم
في الدول المجاورة للسودان ،حتى أعلنت هذه الدول عجزها عن سد متطلباتهم ،او توفير المأوى
او الغذاء او العالج الضروري لهم ،وقد دعى االتحاد االفريقي الدول االفريقية للمساهمة الفعالة
الكفيلة بسد العجز الواضح في الجهود المبذولة العانة هؤالء المهاجرين ،و للمساهمة في اعادة
توطينهم ،و رجوعهم الى أوطانهم االصلية لمباشرة حياتهم كمواطنين عاديين ،وعلى الحكومة
السودانية اصدار عفو شامل عن جميع الذين اشتركوا في أحداث دارفور و طلبوها باتخاذ
()2
االجراءات الكفيلة بجمع االسلحة من جميع افراد المجتمع في دارفور و منع تداولها.
توجيه عناية خاصة لالقاليم المهمشة و مضاعفة الجهود لالصالح و التنمية فيها لتيسير
الحياة لسكانها و لربطهم بالحكومة المركزية في الخرطوم ،و تقوية انتمائهم القومي بدال من
()3
االنتماءات القبلية و العرقية
على الرغم من ان االتحاد االفريقي لم يكن قد بلور بعد موقفا محددا بخصوص الصراع في
المراحل األولى من تطوره أواخر عام 5111م ،اال انه اصبح موجودا في المباحثات االولية التي
جرت في أوائل 5112م ،في العاصمة التشادية ،انجامينا ،و كان الف عمر كونارى رئيس مجلس
السلم و االمن التابع لالتحاد االفريقي متواجد في المباحثاتوطرح االتحاد االفريقي موضوع ارسال
قوات لحماية مراقبي وقف اطالق النار في دارفور ،ووافقت الحكومة السودانية على ذلك بعد
( )1ليلى انقوال الرحباني ،التدخل الدولي مفهوم في طور التبدل ،منشورات حلى الحقوقية ،لبنان ،بيروت ،5100 ،ص.029
()2شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص.959
()3الهاشمي كمرشو ،المرجع السابق ،ص.12
000
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
تردد ،فخلقت مناخ التفاوض ،ما بين الحركات المسلحة و الحكومة السودانية ،التي اجرت
()1
المحادثات ،والمفاوضات ألول مرة مع حاملي السالح.
-1-2-2اتفاق ابشي 03سبتمبر :2003
حدثت هذه االتفاقية في مدينة ابشي الحدودية التشادية في 11سبتمبر 5111و كانت بين
الحكومة السودانية و الحركات المسلحة في دارفور ،و كانت األمر األول في التعامل فيما بينهما
،فبعد ان ادركت الحكومة السودانية أن توالي األحداث بدأ ينذر بخروج األوضاع عن السيطرة،
اتجه النظام لالنقاذ في الخرطوم على االعتراف بوجود طابع سياسي للصراع في محاولة الحتوائها
قبل أن تستفحل ،خاصة ان المفاوضات التي كانت تجرى مع الحركة الشعبية في نقاش أنذاك
()2
كانت تمثل األولية األولى للنظام.
تم ترتيب اتفاق ابشي من خالل واسطة الرئيس التشادي ادريس ديبي ،الذي كان ينتمي
الى قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها عدد كبير من المتمردين مما جعله يعاني حرجا كبيرا ،و قد
حاول الخروج من هذا المأزق من خالل جهود الوساطة مستخدما صالته الشخصية مع زعماء
الزغاوة و نجح في عقد اجتماعات مشتركة بين حكومة الخرطوم و المجموعة المتمردة في مجموعة
ابشي ،و توصل هذا االجتماع الى عقد اتفاقية وقف اطالق النار في سبتمبر ،5111و مدت
فترة سريانة وجمع سالح من ايدي األطراف المتصارعة ،ومواصلة برامج التنمية ،واستعادت كل
()3
من حمل السالح في مؤسسات المجتمع.
و الواقع ان الذين وقعوا على اتفاق ابشي من المتمردين سرعان ما تراجعوا عما اتفقوا عليه
و لم يكتفوا بذلك بل عادوا لالعتداء على الجيش الحكومي و قتلوا حوالي 111من قواته ،و في
الوقت نفسه قتلت قوات الحكومة 012شخص من المتمردين حسبما ذكر عبد الواحد محمد نور
()1زكي البحيري ،مشكلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية ،المرجع السابق ،ص.505
()2عبده مختار موسى ،المرجع السابق ،ص ص.051-095
()3فتحي دياب سبيتان ،قضايا عالمية معاصرة ،الجنادرية ،األردن ،عمان (،د.ت)،ص .511
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
زعيم حركة تحرير السودان في دارفور ،و ذكر المتمردون ان القوات الحكومية قذفت مناطق شرق
جبل مرة بطائرات و مدفعيات ثقيلة مما ادى الى لجوء السكان و تنقلهم الى التشاد اوائل عام
،5112و قد اعلنت المفوضية العليا لشؤون الالجئين التابعة لألممالمتحدة ،ان عدد هؤالء
الالجئين خالل شهري فيفري و مارس 5112قد بلغ نحو 0211الجئ ،و قد كان أهم بنود
اتفاق ابشي ما يلي:
-يدخل وقت اطالق النار حيز التنفيذ بتاريخ 11ديسمبر 5111م على الساعة السادسة بتوقيت
السودان.
-تحديد موقع تجمع القوات و اطالق سراح أسرى المعتقلين.
-انسحاب المجموعات المسلحة متزامنا مع تجمع القوات.
()1
-تكوين لجنة ثالثية.
و كان من المفترض ان يتم هذا في األيام الخمسة عشر األولى من التوقيع على االتفاقية،
و في اليوم الخامس عشر من وقف اطالق النار يتم انجاز الجدول الزمني المكمل ألعمال الفترة
المتبقية حتى 22يوما ،ففي أي خلل يقوم الطرف الثالث و هو الحكومة التشاديةبمهمة التوقيف
()2
بين الطرفين
-2-2-2اتفاقية ابشي الثانية :بدأ هذا اللقاء استكماال إلحدى نقاط اتفاق ابشي األولى ،و
ظهر الحديث فيه عن ضرورة وجود مالحق التفاقية ابشي األولى ،و طرحت الحركات المطالبة
خارج االتفاق السابق ،شملت بروتوكوالت لحماية المدنيين و آخر لإلغاثة و الحماية الدولية ،و
المراقبة و تجريد الميليشيات من السالح ،مع مالحظة حركة العدل و المساواة هي التي تتحدث
()3
بينما حركة تحرير السودان غائبة ،انعقدت في 51اكتوبر حتى نوفمبر 5111م و جاء فيها:
()1زهرة بوسراج" ،التدخل اإلنساني في مجلس السلم واألمن اإلفريقي في أزمة دارفور" ،مجلة المفكر ،العدد ،9الجزائر ،عنابة(،د.ت)
،ص.019
()2جالل رأفت و آخرون ،المرجع السابق ،ص ص .011 -025
( )3موسى إبراهيم ،قضايا عربية معاصرة ،دار المنهل،لبنان ،بيروت ،ص.511
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
-تجديد الثقة في اللجنة الثالثية و تعزيز ما بين األطراف الثالثة و مراقبة تنفيذ هذا البيان
مضمونا ميدانيا،تأمين الطرقات حرية تنقل االفراد و الممتلكات.
-السماح للمنظمات اإلنسانية الوطنية و الدولية للدخول للمناطق التي تأثرت بالحرب و في
حالة وقوع الخالف او عدم احترام نصوص هذا البيان من قبل احد الطرفية يقوم الطرف
()1
االخر للجوء الى الوسيط التشادي .و التزام الطرفين بالتقيد التام بما ورد في البيان
-3-2-2اتفاقية انجامينا في افريل :2004
الثامن افريل عام 5112م تقرر عقد مفاوضات بين الحكومة السودانية و متمردي دارفور
في العاصمة التشاديةانجامينا تحت وساطة الرئيس التشادي ادريس ديبي بحضور مراقبين من
التحاد االفريقي ،واالتحاد االوروبي ،والواليات المتحدة االمريكية ،و قدم الطرفان المتفاوضان
مقترحاتهما ،ث م االتحاد االفريقي اقتراحا بشأن الية مراقبة وقف اطالق النار ،الذي تم اق ارره من
قبل االتفاق الذي عقد بين الجانبين ،و كانت أهم بنوده:
()2
-نشر قوة االتحاد االفريقي مؤلفة من حوالي 111جندي في دارفور.
-تشكيل لجنة من ممثلي أطراف النزاع و مشاركة الرئيس التشادي و حضور مراقبين افارقة من
نيجيريا غانا و السنغال ،و الجزائر و موزمبيق مع اشتراك ممثلين لالتحاد االوروبي و الواليات
المتحدة في فريق التحقيق في احداث دارفور.
-تشكيل لجنة سياسية من اثنين كل من حكومة سودانية ،و من حركتي التمرد ،العدل و المساواة
و تحرير السودان و االتحاد االفريقي ،و االتحاد االوروبي ،و الواليات المتحدة االمريكية ،يكون
مقرها العاصمة التشادية انجامينا لمتابعة تطور الموقف.
( )1هاني رسالن" ،ازمة دارفور جهود التسويه بين تعدد االدوار و الحدود الفاعلة" ،السلسلة اإلستراتيجية ،مصر ،القاهرة ،األهرام
للنشر والتوزيع ،العدد ( ،21د.ت) ،ص ص .05-00
()2أمين مشاقبة ،الطيب ميرغني أبكر ،المرجع السابق ،ص .051
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
-تأسيس مقر لرئاسة مفوضية األمم المتحدة لوقف اطالق النار في مدينة الفاشر.
-دعوة االطراف الدولية و االقليمية االخرى للمشاركة في تمويل عملية نشر قوات المراقبة
()1
الدولية
و قد أدى هذا اإلتفاق إلى تهدئة األمور ،و بدأت الحكومة السودانية في تنفيذ مبادرة للسلم
والتعايش االجتماعي لطمأنينة سكان دارفور ،و تقديم المساعدات االنسانية لهم ،و من جانبها
قررت االمم المتحدة ارسال بعثة إنسانية رفيعة المستوى لإلقليم للوقوف على حقيقة االوضاع
()2
هناك.
و يمكن القول أن مفاوضات انجامينا الثانية قد مثلت قطيعة مع الجهود السابقة ،حيث
اصبحت الوساطة التشادية أقرب الى الدور الذي تلعبه كينيا تحت مظلة ايجاد في رعاية مفاوضات
السالم في جنوب السودان ،و اصبح هيكل المفاوضات يشمل على مشراقين من االتحاد االفرريقي
و االتحاد االوروبي و الواليات المتحدة االمريكية ،كما شاركت فيها حركة العدالة و المساواة التي
لم تشارك في اتفاقية ابشي و التي كانت تصر في السابق على اعطاء االولوية لمناقشة الطالب
السياسية قبل القضايا االنسانية ،على عكس موقف حركة تحرير السودان التي كانت تسعى الى
تناغم مع مواقف داعميها الدوليين ،كما تجدر االشارة ايضا ان انجامينا لم تبدا حيث تعثرت
المفاوضات السابقةو تناولت أجندة جديدة ،اصبحت االولوية فيها لحل القضايا االنسانية ،طبقا
()3
الولوية المجتمع الدولي و هكذا بدأت خطوة جديدة في تدويل قضية دارفور
-4-2-2اديسا بابا:
دعى االتحاد االفريقي الى جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السودانية و الجماعات
المعارضة في 02جوان 5112م العاصمة االثيوبية اديسا بابا لحل ازمة في اقليم دارفور ،اال
()1زكي البحيري ،مشكلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية،المرجع السابق ،ص ص . 011 ،021
()2أحمد إبراهيم محمود" ،المسألة األمنية في مفاوضات دارفور" ،مجلة السياسة الدولية ،مركز األهرام ،مصر ،القاهرة ،العدد012
(جويلية ،)5111ص .025
()3فتحي دياب سبتيان ،المرجع السابق ،ص ص . 519-511
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
أن هذه الجولة تعرضت لمشكالت عديدة حتى قبل انعقادها ،الحكومة وافقت بينما جماعات
المعارضة قطعت المفاوضات حجة ضم عدد كبير من ميليشيات الجنجويد و تقديم قادتها
للمحاكمة.
و جاء فيها ما يلي:
-تفكيك و نزع السالح من ميليشيات الجنجويد و تقديم قادتها للمحاكمة.
-انسياب مواد االغاثة على النازحين و الالجئين.
-اجراء تحقيق دولي ونزيه للنظر في كافة الجرائم.
-اختيار مكان مناسب الجراء المفاوضات يتفق عليه الطرفين.
-اجراء مفاوضات سياسية تتم بحضور و اشراف المجتمع الدولي فقد قامت بتكرير نفس المطالب
التي سبق طرحها قبل انعقاد المفاوضات ،و افصح رئيس وفق حركة العدل و المسواة عن راي
سلبي بجهود االتحاد االفريقي ،و انتهت المفاوضات بعد يومين من االنعقاد ،انسحاب وفدي
()1
التمرد ،دون الوصول الى نتائج محددة
مفاوضات أبوجا االولى في 51اوت الى سبتمبر 5112في العاصمة النيجيرية بزعامة
االتحاد االفريقي و الحكومة السودانية و حركة تحرير السودان المتمردة ،و اقتصت بالقضايا من
بينها االتفاق على تقاسم السلطة و الثروة ووقف اطالق النار ،و الترتيبات االمنية النهائية ،فضال
عن سبل الحوار الدارفوري و التشاور فيما يخص القضايا الرئيسية ،و القضايا األمنية و االنسانية،
و الموافقة على زيادة حجم قوات االتحاد االفريقي ،لكن لالسف فقد رفض التوقيع على االتفاق
()2
من وفود التمرد و جاء االتفاق بعد اكثر من سنتين من المفاوضات الشاقة
( )1هاني رسالن "،أزمة دارفور و االنتقال الى التدويل" ،مجلة السياسية الدولية ،مصر ،القاهرة ،العدد (،029اكتوبر )5112
ص .515
()2شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص.951
001
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
ثم عقدت جولة جديدة من مفاوضات ابوجا اواخر شهر اكتوبر حيث طرح االتحاد االفريقي
اقتراحات لالستفادة من تجربة مفاوضات نيفاشا في كينيا و بين الحكومة السودانية و الحركة
الشعبية لتحرير السودان في الجنوب ،و هي التجربة التي تمخضت عن مفاوضات مثمرة للطرفين
و لقد شملت المفاوضات في أبوجا حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة ،اذن ان
الحكومة رغبت في الجلوس مع جمع االطراف لحسم الوضع دفعة واحدة ،اال انها فشلت في
()1
المرحلة األولى
و أهم ما جاء فيها:
-بروتوكوالت االنساني و االمني :تركز اهم بنودها في النقاط التالية:
-تحسين الوضع االنساني في اقليم دارفور ،و تعزيز الوضع األمني فيه.
-منع طيران الحكومة المعادي فوق اقليم دارفور
-على الجانبين أن يجددا اماكن و جود قواتهما المراقبة وفق اطالق النار
-نزع اسلحة الجنجويد
مشروع اعالن المبادئ السياسية :بحسب تصريحات المبادرة عن فريق الوساطة في هذه المحادثات
وافقت الحكومة على المشروع بعد تعديل صياغته دون أن تعترضعلى اي بند من بنوده.
االلتزام بالتنفيذ البروتوكولي تحسين الوضع االنساني و تعزيز الوضع األمني في اقليم دارفور
-للتاكيد على ان المواطنة هي اساس الحقوق و الواجبات بما في ذلك حرية التعبير
والعقيدة.
-اعتبار النظام يفيد والي الحكم امر اساسي لضمان مشاركة محلية وفعلية منصفة للسودان
((2
لضمان فعالية تعويض السلطة في اقليم دارفور.
-للالجئين و النازحين الحق غير قابل للتصرف في العودة الى اماكنهم االصلية و لهذا
الغرض يجب تهيئة البيئة المواتية و تقديم المساعدة الضرورية.
-ان تعزيز المصالحة و استعادة التعايش السلمي التقليدي على اساس مبدأ االحترام
()1
المتبادل و االلتزام بتفادي حوادث انتقامات مستقلية
وقد اهتم االتحاد االفريقي منذ البداية بما يجري في اقليم دارفور ،ففي بادئ االمر اهتم بمتابعة
المفاوضات التي تجري حول دارفور دون التدخل ،بعدها تدخل في الصراع ،ولعب دو ار في
حله،لكنه كان يشكو من ضعف التمويل وقلة الجنود ،رغم الجهود المبذولة من طرف الحكومة
السودانية ،لكي يستمر االتحاد في حل المشكلة في االطار االقليمي ،وكل ذلك لتجنب نقل المهمة
للقوات االممية التي تخشاها الحكومة السودانية لكونها تحمل أجندة جفية وانها خطرة على المجتمع
()2
السوداني.
وهكذا دخل االتحاد االفريقي بثقله في مشكلة دافور سواء عن طريق ،تنبيه لمفاوضات
اسالم في زدتانا او في اديس ابابا او في ايوجا او عن طريق عقد مؤتمرات القمة االفريقية المعفرة
في طرابلس وغيرها ،او في تصديه للقيام بتشكيل قوة عسكرية تابعة له لمراقبة وقف اطالق النار
()3
في االقليم.
وحرصت اتفاقيات االتحاد االفريقي على احتواء الصراع في االقليم ،كي ال تفلت من السيطرة
وتنتشر الى ما حولها ،وبخاصة ان البيئة االفريقية ،والجاهزية الستقبال وتصدير النزاعات البيئية
()4
الداخلية.
008
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
و لقد دخل ميثاق االمم المتحدة لمجلس األمن مسؤولية حفظ السلم و األمن الدوليين ،و منحه
سلطة اتخاذ التدابير الالزمة لردع أية دولة أو طرف يهدد السلم او يخل به ،و ذلك بإصدار
()3
ق اررات ملزمة تحت البند السابع.
فالهدف حفظ األمن و السلم الدولي ،و اعادت الى نصابه حسب ما نصت عليه المادة 15من
الميثاق ،التي جاء في نصها انه :يقرر مجلس األمن اما اذا كان قد وقع تهديد للسلم او االخالل
()1حسين حنفي عمر ،التدخل في شؤون الدول بذريعة حماية حقوق االنسان ،دار النهضة العربية ،مصر ،القاهرة،5112 5112 ،
ص115
( )2أحمد عبد اهلل أبو العال ،تطور مجلس األمن في حفظ السلم و األمن الدوليين ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،اإلسكندرية
،5119ص20
()3سعد عبد الرحمان جلل قاسم ،تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي ،دار الجامعة الجديدة للنشر
)د.م)(،د.س) ،ص.529
009
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
به او كان ما وقع من اعمال العدوان ،يقدم في ذلك توصيات او يقرر ما يجب اتخاذه من تدابير
()1
طبقا الحكام المادتين 25،*20لحفظ السلم و األمن الدوليين أو إعادت نصابه.
بدأ تدويل* الصراع في اقليم دارفور ،من خالل دور هيئة األمم المتحدة في حله ،وبناءا
على ذلك صدرت عن مجلس األمن عدة ق اررات متتالية بخصوص قضية دارفور كانت كلها
تقريبا بمثابة إدانة للحكومة السودانية ،و اعتبارها المسؤولة عن األزمة و عن الجرائم التي ارتكبت
و صفت بأنها ابشع ما ارتكب من جرائم ضد االنسانية*.
و قد صدر عن مجلس االمن القرار 0221في 11يوليو 5112الذي استند على الفصل
السابق من الميثاق الذي يسمح باستخدام القوات المسلحة في التعامل مع االزمة مع مطالبة
األمين العام لألمم المتحدة هذا القرار باعتبار الوضع في دارفور يشكل تهديدا للسالم و األمن
()2
الدوليين بتقديم تقرير لمجلس األمن عن تطورات االحداث كل ثالثين يوما.
و بدأ التقرير خالل شهرين من 11جويلية ،5112من طرف الممثل السكرتير العام لألمم
المتحدة في السودان ،ليحدد مدى التزام حكومة السودان بقرار مجلس األمن ،وفي حالة عدم تنفيذ
( )1حسام احمد محمد هنداوي ،حدود سلطات مجلس األمن في ضوء قواعد النظام العالمي الجديد ،جامعة القاهرة ،مصر ،القاهرة
،0552ص92
()2شوقي الجمل ،المرجع السابق،ص ص .911-155
التدويل :هو تدخل دولة في شأن داخلي لدولة أخرى وذلك لغرض المح افظة على مصالحها الثقافية واإلقتصادية والسياسية.
ينظر أحمد سعيفان ،المرجع السابق ،ص .011
جرائم ضد اإلنسانية :هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين وعن علم بالهجوم ،القتل
العمد،اإلبادة الجماعية ،اإلسترقاق ،الحرمان الشديد .ينظر عاشور محمد مهدي ،المرجع السابق ،ص.11
المادة 20تشرع انه عندما يعجز مجلس األمن إيجاد حلول سلمية نتيجة تعذر إقناع أحد االطراف أو الطرفين معا على اإلحتكام
إلى الطرق السلمية فإنه من حق مجلس األمن اللجوء إلى وسائل القسر بما في ذلك إستخدام القوة المسلحة .ينظر عالء ابو
عامر ،المرجع السابق ،ص.551
011
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
الخرطوم لهذه المطال ب فان المجلس يحذر من أنه ينظر في اتخاذ تدابير اخرى ضد الحكومة
السودانية ،و لم يتضمن قرار مجلس األمن فرض عقوبات بترولية على السودان
()1
و كانت الواليات المتحدة االمريكية ،قد قدمت بعد انتهاء مهلة الشهر المحددة للحكومة
السودانية من مجلس األمن مشروعا لفرض عقوبات ضد السودان في مجال تصدير البترول
وهي تهدف وراء هذا الى شل قدرة الحكومة السودانية حتى في محاولتها لتحسين أحوال السودان
بما فيه اقليم دارفور ،ذلك ألن البترول الذي يصدره السودان و مقداره وقتها حوالي 111الف
برميل يوميا يشكل عمودا فقري لميزانية الحكومة ،فاذا ما استبعد هذا المورد بدا العجز الشديد في
()2
ميزانية البالد و استحال عليها اجراء اي اصالح او تقدم.
و قام كوفي عنان بزيارة اقليم دارفور في جوان 5112م ثم زار مدينة الخرطوم و تقابل مع
مسؤولي الحكومة السودانية حيث صدر بيان مشترك جاء فيه:
.0تتعهد الحكومة السودانية بإلغاء القيود على العمل االنساني و السماح للطائرات
والمساعدات االنسانية بالمرور الى دارفور.
.5التأكيد على ان األفراد و المجموعات المتهمة بانتهاك حقوق االنسان سيواجهون محاكم
عادلة .
.1نشر قوات حكومية بمعسكرات النازحين و في مناطق الهجمات المحتملة .
.2التأكيد على عدم وجود أية ميليشيات مسلحة في المناطق المحيطة بمعسكرات النازحين.
()3
.2استئناف المحادثات السلمية للوصول الى تسوية شاملة بين اطراف الصراع
()1بدر حسين شافعي" ،الرؤية االمريكية ألزمة السودان" ،مجلة السياسة الدولية ،مركز االهرام للدراسات االستراتيجية ،مصر
القاهرة ،)5111( ،ص. 511
()2أمين مشاقبة ،الطيب مير عبد الغني أبكر ،المرجع السابق،ص ص.521 -521
()3زكي البحيري،مش كلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية ،المرجع السابق ،ص ص 0221 -022
010
نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله الفصل الثالث:
التدخل في الحالة السودانية عمل مأمون الجانب ألنه سوف يتم من خالل قوات افريقية
وتحت مظلة االتحاد االفريقي حيث أن مج لس األمن و السلم االفريقي التابع له يسمح بالتدخل
لحفظ السلم ،و ايقاف جرائم الحرب و جرائم ضد االنسانية ،و نجد االشارة هنا الى ان الواليات
المتحدة قد أقرت منذ عام 0551بالتزاماته اللوجيستية لدعم و تدريب قوات حفظ السالم االفريقية
()1
و هذا ما حدث في اقليم دارفور
و تأكيد مجلس األمن قلقه العميق اتجاه صراع اقليم دارفور ،و تفشي استعماالت العنف.
خصوصا تلك الموجهة للمدنيين خاصة القصر و المرأة،فأعاد مجلس األمن تأكيده بعد شهر واحد
من صدور القرار السابق باصدار القرار رقم 0212في 09سبتمبر 5112م.واضافت عناصره
أهمها :تسليط اللوم على الحكومة السودانية لعدم وفائها بالتزاماتها الواردة في القرار السابق
والمتعلقة بالحالة االمنية للسكان المدنيين بدارفور ،نزع السالح من ميليشيات الجنجويد ،و طالب
()2
بقرار االمين العام بتشكيل لجة تحقيق دولية الكشف ما جاء في الصراع
اال ان اهم ما اكد عليه هذا القرار ،هو ان الوضع في دارفور ما ازل يشكل تهديدا للسلم
واألمن الدوليين ،و هدد الحكومة السودانية بأنه في حالة عدم امتثالها امتثاال كامال للقرار رقم
،0221ينظر في اتخاذ تدابير اضافية التي تنص عليها المادة 20من الميثاق ،و قد تصل الى
الحصار االقتصادي.
و هكذا صدرت ق اررات مجلس األمن بشأن الصراع في اقليم دارفور تدين ما يجري من انتهاكات
()3
لحقوق االنسان و القانون الدولي االنساني.
وقد صدر قرار عن مجلس األمن رقم ،5112في 00جويلية 6004م ،وجاء في ديباجته
أن المجلس يدين جميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق االنسان ،والقانون االنساني الدولي من
جميع اطرافه ،وخاصة الجنجويد ،ويشير المجلس أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية الرئيسية
من احترام حقوق االنسان ،مع القيام في الوقت نفسه في الحفاظ على القانون ونظام الحماية
سكانها الموجودين داخل اقليمها .كما أن عليها االلتزام بتعبئة القوات المسلحة السودانية على
الفور من أجل نزع السالح الجنجويد واعتقال قادتهم وتقديمهم إلى العدالة وطلب األمين العام
تقديم تقرير في غضون ثالثين يوم ،تلبية تقارير دورية كل شهرين بما في ذلك التدابير المنصوص
()1
عليها في المادة 45من ميثاق األمم المتحدة
ثم صدور قرار مجلس األمن رقم 5124في 51سبتمبر ،6004وجاء فيه :مطالبة األمن
العام وعلى وجه السرعة ،تشكيل لجنة تحقيق دولية ،فيما يتعلق بانتهاك حقوق االنسان والقانون
الدولي االنساني في دارفور مع زيادة عدد مراقبي االمم المتحدة لحقوق االنسان.
واالمر الثاني :انطواء القرار على تهديد لحكومة السودان في حال عدم التزامها بهذا القرار والقرار
()2
5612باتخاذ تدابير اضافية في السودان تنص عليها المادة 45من ميثاق االمم المتحدة
الخاتمة
من خالل هذه الدراسة والتي تناولنا فيها الصراعات والحروب األهلية في السودان دارفور
أنموذجا ،وربطها بالتدخل اإلقليمي والدولي،خاصة بعد أحداث 00سبتمبر 5110فقد توصلنا
إلى النتائج التالية:
أن السودان يحتل موقع استراتيجي في قلب قارة إفريقيا فإن لدارفور أهمية إستراتيجية
واقتصادية خاصة ،مكنته من أن يصبح محل أنظار بعض القوى اإلقليمية والدولية.
ان الصراع في اقليم دارفور يرجع بسبب التنافس على الثروة والسلطة في هذا األساس،
وجاء على رأسه الصراع بين المزارعين المستقرين األفارقة ،والبدو والرحل العرب ،وساهم
في تأجيج تلك األحداث انتشار السالح.
ان دول الجوار تشاد وليبيا بالتحديد لعبت دو ار في تأجيج األحداث وذلك من خالل مد
القبائل بالسالح ،والدعم اللوجيستي .أما دور الحكومة السودانية فهو أقرب إلى توجيه اللوم
من مواقف دولية مسؤولة عن رعاياها ظلت متمسكة بسيادتها ،بدون تدارك ألسباب
األحداث السياسية ومحاولة التغلب عليها وعالجها.
ويمكن إعتبار أن الصراع في اقليم دارفور مركب بسبب وجود عدة أبعاد أدت إلى تعقيدها
من أهمها البعد التاريخي ،الذي يمكن تلخيصه في عدم التعامل العقالني مع الحقائق
الموضوعية والواقعية ليبقى السودان كله في انتظار الحل البعيد.
ان الصراع في اقليم دارفور لم تصنعه القوى الخارجية ،ولكنها تشغله من أجل مصالحها،
وهي ال تتفعل مع القضية من أجل المواطن السوداني في دارفور ،بشكل عام والسودان
بشكل خاص،كحماية األمن القومي اإلسرائيلي ،بتطويق البالد العربية ورغبة منها في
الحصول على نصيب من مياه نهر النيل وتحويل جزء منها إلى صحراء النقب عبر سناء،
والرغبة في إبعاد الضوء عنها في ممارساتها العنصرية ضد الفلسطنيين.
باالضافة إلى غياب دول االعالم العربي ،لتوضيح الموقف في االقليم بدال من ترويج
الدول األجنبية لإلشاعات الكاذبة.
011
الخاتمــــــــــــــــة
ونظ ار ألن اقليم دارفور له اعتباراته التاريخية والدينية ،وله خصائصه السياسية واإلدارية،
وله سيماته االجتماعية والثقافية ،فإن التعامل مع الصراع يتطلب بذل المساعي والجهود
الرامية إلشاعةاألمن واالستقرار في اإلقليم ،وفقا لما ورد في لقاءات اإلتحاد اإلفريقي
وجامعة الدول العربية أواخر عام 1111بما يلي:
-على المستوى السياسي واإلداري ،ان ينتفع االقليم بحكم فيدالي حقيقي تستحب في ظله
قيادات ذات األجهزة التنفيذية ،والتشريعية والقضائية وادارة محلية.
-على المستوى اإلقتصادي :اإلهتمام على البعد والمجال اإلقتصادي في االقليم إنطالقا
من الدراسة المتأنية لقدرات االقليم االقتصادية ومقوماته.
-على المستوى اإلجتماعي :ضرورة إزالة النزاعات بين القبائل،واشاعة ثقافة السالم ،والسعي
الحياء الروابط اإلجتماعية ،كما أن نظام الحواكير ،بحاجة للبحث عن كيفية للتراضي
عليها ،وأبعاد الحكومة من التدخل في األعراف السائدة في المنطقة ،ووضع خرائط واضحة
للحواكير والمسارات والمراعي ،والمناطق الزراعية.
وأخي ار نجد أن الصراعات الدولية تحولت بعد نهاية الحرب الباردة من حيث طبيعة
الصراعاتوالفواعل واألطراف المتنازعة ،كما تتفاوت مستويات الصراع من حيث الوسائل
األطرف بسبب
ا المستخدمة ،وقد تنوعت إلى صراعات داخلية كالحروب األهلية في شكلها ودولية
تشابك المصالح ،ما أدى إلى تغير مفهوم األمن ،من األمن داخل الدولة إلى األمن االنساني،
كما ارتبطت بتغيرات التي عرفها العالم من بينها متغير انتهاك حقوق اإلنسان خاصة بعد أحداث
00سبتمبر 5110م ،وعلى جميع المجاالت التي تمس حياة االنسان ،ولم يعد التدخل االنساني
مقيد بالسيادة الوطنية والحدود اإلقليمية.
ومن خالل تناولنا بالدراسة إلى الجذور التاريخية للصراع في اقليم دارفور على المستويين
االقليمي والدولي ،فقد اتضح لنا من أول وهلة أن الصراع في اقليم دارفور هو صراع داخلي
محض و كان من الممكن أن يستمر صراعا محليا لوال تدخل العديد من القوى صاحبة المصالح
في االقليم.
011
الملحق رقم10
خريطة توضح الموقع الجغرافي للسودان
خريطة توضح موقع إقليم دارفور
إقليم دارفور
019
الملحق رقم10
خريطة توضح حدود إقليم دارفور
011
الملحق رقم12
خريطة توضح توزيع القبائل في إقليم دارفور
نص اتفاق وقف إطالق النار بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان في دارفور
سرجان غالم حسين العباسي ،المرجع السابق ،ص 121 0
011
الملحق رقم10
نص بييان وقف إطالق النار في إقليم دارفور
011
الملحق رقم11
قرار مجلس األمن رقم 0111الصادر في 11جويلية 1111بشأن الوضع في إقليم دارفور
011
011
011
017
018
قائمة المصادر والمراجع
011
قائمة المصادر والمراجع
-02جمال بشير ،دور مجلس األمن في حل النزاعات الدوليةمسألة دارفور نموذجا ،معهد البحوث
والدراسات العربية ،مصر،القاهرة.5115،
-02الجمل شوقي ،تاريخ السودان و وادي النيل حضارته بمصر من أقدم العصور إلى الوقت
الحاضر ،ط،0مكتبة االنجلو مصرية ،مصر،القاهرة . 5119،
-01حسوني لزهر ،اطلس الدول العربية ،نوميديا للمنشورات للطباعة والنشر والتوزيع ،قسنطينة
الجزائر. 5101 ،
-01حسوني جدوع عبد اهلل ،تصحر االراضي و مياه مشكلة بيئية خطيرة،األردن ،عمان ،دار
الدجلة. 5100 ،
-09حسن يوسف يوسف ،الجريمة الدولية المنظمة في القانون الدولي ،مكتبة الوفاء القانونية،
مصر ،اإلسكندرية.5100 ،
-05حقار علي أحمد ،البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور ،شركة مطابع العملة ،السودان
الخرطوم.5111،
-51حماد كمال ،النزاعات الدولية،الدار الوطنية للدراسات و النشر،لبنان ،بيروت.0555 ،
-50حمدي عبد الرحمان ،افريقيا و تحديات عصر الهيمنة ،أي المستقبل؟ ،مكتبة مدبولي
مصر ،القاهرة. 5119 ،
-55حني في عمر حسين ،التدخل في شؤون الدول بذريعة حماية حقوق االنسان ،دار القصبة
العربية ،مصر ،القاهرة. 5112،
-51دروتي جيمس ،روبرت بالستغراف ،النظريات المتضاربة في العالقات الدولية ،تر :وليد
عبد الحي ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر ،بيروت.0592 ،
-52ديدار فوزي روسانو ،السودان الى اين ،تقديم آالن جريش ،تر :مراد خالف ،الشركة العالمية
للطباعة و النشر و التوزيع،السودان. 5115 ،
-52راغب شاهين عبد العزيز ،الصراع القبلي وسياسي في مجتمعات حوض النيل،الهيئة
المصرية العامة للكتاب ،مصر ،القاهرة.5100،
-51ربيع عبد العاطي عبيد ،دور منظمة الوحدة االفريقية و بعض المنازاعات األخرى في فض
المنازعات ،دار القومية العربية للثقافة و النشر ،مصر ،القاهرة(،د .ت).
010
قائمة المصادر والمراجع
-51الرحباني ليلى انقوال ،التدخل الدولي مفهوم في طور التبدل، ،منشورات الحلبي الحقوقية
لبنان ،بيروت. 5100 ،
-59رأفت جالل ،وآخرون ،السودان على مفترق الطرق بعد الحرب...قبل السالم ،مركز دراسات
الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.5111 ،
-55رأفت جالل ،رسالن هاني ،مالمح النزاع في دارفور االزمة وافق المستقبل ،مركز البحوث
والدراسات ،مصر ،القاهرة.5112 ،
-11رسالن هاني ،أزمة دارفور بين األبعاد الداخلية والتصعيد الدولي،مركز البحوث والدراسات
السياسية ،مصر،القاهرة .5112،
-10زهدي عيد المجيد سمور،تاريخ العرب المعاصر،الشركة العربية المتحدة ،مصر
القاهرة5115،
-15سبيتان ذياب فتحي ،قضايا عالمية معاصرة ،دار الجنادرية ،االردن ،عمان( ،د .ت).
-11سعد عبد الرحمان ،جلل قاسم ،تدخل االمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع
الدولي ،القاهرة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،االسكندرية( ،د .ت).
-12سالمة رمزي،مشكلة المياه في الوطن العربي ،احتمالت الصراع و التسوية( ،د.د) ،مصر
االسكندرية ( ،د.ت).
-12سعودي محمد عبد الغني ،السودان ،دار الرائد للطباعة،مصر ،القاهرة (،د.ت).
-11سوادي هاشم هشام ،تاريخ العرب الحديث والمعاصر0509-0201من الفتح العثماني حتى
نهاية الحرب العالمية األولى ،دار الفكر ناشرون وموزعون ،األردن ،عمان.5115 ،
-11السيد محمد ،إفريقيا واألطماع الغربية ،مؤسسة شباب جامعة ،مصر ،اإلسكندرية .5115،
-19السيد محمود ،تاريخ افريقيا القديم والحديث ،مؤسسة الشباب الجامعية ،مصر ،اإلسكندرية،
.5111
-15السيد ولد باه ،اتجاهات العولمة ،المركز الثقافي العربي ،المغرب.5111 ،
-21شعبان ماهر عطية ،مشاكل افريقيا المعاصرة ،دار المعرفة الجامعية للنشر والتوزيع ،مصر
.5100
-20صبح علي ،النزاعات اإلقليمية في نصف قرن ،0552-0522ط ،5دار المنهل اللبناني
لبنان ،بيروت.5111،
011
قائمة المصادر والمراجع
-25صلوخ فوزي ،مقاربات دبلوماسية لنزاعات اقليمية ودولية،دار المنهل اللبناني،لبنان ،بيروت
5111
-21العباسي سرحان غالم حسين ،التطورات السياسية في السودان المعاصر 5115-0521
دراسة تاريخية وثائقية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.5100،
-22عبد الخالق عبد اهلل وآخرون ،الدبلوماسية العربية في العالم المتغير ،مركز دراسات الوحدة
العربية ،دار الخليج للصحافة والطباعة ،لبنان ،بيروت(،د.ت).
-22عبد الغفار احمد ،فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية ،دار الهومة ،الجزائر.5111 ،
-21عبد اهلل عبدالرازق ،شوقي عطاء اهلل الجمل ،تاريخ شمال وغرب إفريقيا الحديث والمعاصر،
دار المعرفة الجامعية ،مصر ،اإلسكندرية(،د.ت).
-21عثمان اسماعيل مصطفى ،دارفور الماضي ،الحاضر المستقبل ،دار األصالة للنشر والتوزيع
اإلعالمي(،د.م).5111،
-29عدنان السيد ح سينوآخرون ،النزاعات األهلية العربية العوامل الداخلية الخارجية ،مركز
الدراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.0551،
-25عدنان السيد حسين ،العرب في دائرة النزاعات الدولية،ط،0مطبعة سيكو ،لبنان ،بيروت
.5110
-21غانم علي أحمد ،المناخ التطبيقي ،دار الميسرة ،األردن ،عمان.5115،
-20الفاعوري ابراهيم ،تاريخ الوطن العربي ،دار الحامد للنشر والتوزيع،األردن ،عمان.5110،
-25فضل صالح ،مشكلة دارفور والسالم في السودان ،كتاب الجمهورية ،مصر القاهرة.5112،
-21فليفل السيد ،مشكلة دارفور بين تدخل الدول واألزمة الداخليةالمركز العالمي للدراسات
واألبحاث(،د.م).5111،
-22اندرياس فيرايكة وآخرون ،أطلس العلوم السياسية ،النظرية السياسية ،األنظمة السياسية،
العالقات الدولية،نز :سامي ابو يحي،المكتبة الشرقية ،لبنان ،بيروت . 5105،
-22قطش الهادي عبد الرحمان أحمد ادريس ،اطلس الجزائر و العالم طبعيا اقتصاديا سياسيا،
دار الهدى ،الجزائر ،عين مليلة.5100 ،
-21قاسم محمد عبد الرحمان ،تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخلية غير ذات
الطابع الدولي ،دار النهضة الجديدة للنشر ،مصر ،اإلسكندرية.5111 ،
011
قائمة المصادر والمراجع
-21قادري حسين ،النزاعات الدولية دراسة وتحليل ،منشورات خير الجليس ،الجزائر ،باتنة،
.5111
-29كاركالزو فيتش ،عن الحرب ،تر :سليم شاكر األساسي ،المؤسسة العربية للدراسات ،لبنان
بيروت.0551 ،
-25محمد جابر سامية ،قضايا العالم العربي المعاصر ،دار النهضة الحديثة ،لبنان ،بيروت،
.5111
-11محمد عبد الرحمان زيدان قاسم ،تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخليةغير
ذات طابع دولي ،دار النهضة الجديدة للنشر ،مصر.5111 ،
-10المخادمي عبد القادر رزيق ،النزاعات في القارة االفريقية و انكسار دائم ام انحصار مؤقت،
دار الفجر و النشر و التوزيع ،مصر ،القاهرة.5112 ،
-15المخادمي عبد القادر رزيق ،قيادة أفريكون األمريكية حرب باردة أم سباق بالتسلح؟ Le
comandenemt américain pour l’afrique(Africon), guerre froide ou
?,course à l’Armentديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،بن عكنون.1100 ،
-11المدني توفيق ،تاريخ الصراعات السياسية في السودان والصومال ،منشورات الهيئة العامة
السورية للكتاب،سوريا ،دمشق.5105 ،
-12مشاقبة أمين مير غني أبكر الطيب ،دارفور الواقع الجيو سياسي الصراع والمستقبل ،دار
الحامد ،األردن ،عمان .5105،
-12مقلد اسماعيل صبري ،نظريات السياسة الدولية ،دراسة تحليلية مقارنة( ،د.د)
الكويت.0595،
-11ممداني محمود ،دارفور منقذون وناجون السياسة والحرب على اإلرهاب ،لبنان ،مركز
الدراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.5101 ،
-11مهدي عاشور محمد ،المحكمة الجنائية الدولية والسودان جدل سياسية والقانون ،ط ،0مركز
دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.5101 ،
-19موسى عبده مختار،دارفور من أزمة دولة إلى صراع القوى العظمى ،دار العربية للعلوم
الناشرون ،لبنان ،بيروت.5115،
011
قائمة المصادر والمراجع
-15مصباح زايد عبيد اهلل ،السياسة الدولية بين النظرية والممارسة ،دار الكتب العلمية ،لبنان،
بيروت.5115 ،
-11نمير طه ياسين ،تاريخ العرب الحديث والمعاصر ،دار الفكر ،،األردن ،عمان 5101.
–-10هنداوي حسام أحمد محمد ،حدود سلطات مجلس األمن في ضوء قواعد النظام العالمي
الجديد ،جامعة القاهرة ،مصر ،القاهرة.0552 ،
-15وهيب السيد محمود ،السودان على مفترق الطرق بعد الحرب...قبل السالم ،مركز دراسات
الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت.5111 ،
-11وهبي صالح ،قضايا عالمية معاصرة(،د.د.ن) ،سوريا ،دمشق5110 ،
-12يحيى جالل،العالم العربي الحديث والمعاصر ،دار اال ازربطة المكتب الجامعي مصر
.5110
المجالت والدوريات
-0أبو الفضل محمد "،المحكمة الجنائية والخيارات السودانية" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة
العدد ،011المجلد(،22أفريل.)5115
-5األمين محمد النحاس عباس " ،أزمة دارفور بدايتها وتطورها " ،مجلة المستقبل العربي ،لبنان
بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،عدد (،105فيفري ).5112
-1بوسراج زهرة" ،التدخل اإلنساني لمجلس السلم واألمن اإلفريقي في أزمة دارفور" ،مجلة المفكر
العدد ،19عنابة(،د.ت).
-2جالل رأفت" ،أبعاد أزمنة دارفور السياسية والثقافية" ،مجلة المستقبل العربي ،لبنان ،بيروت،
العدد .)5112( ،105
-2الحازولي كمال" ،الحقيقة في دارفور" ،سلسلة قضايا حركية ،العدد،55مركز القاهرة للدراسات
حقوق اإلنسان،مصر ،القاهرة( ،د.ت).
-1الحسني أسماء" ،العالقات المصرية السودانية في عالم متغير"،السياسة الدولية ،مصر،
القاهرة ،المجلد،25العدد (،019أكتوبر.)5115
-1حسين حمدي عبد الرحمان" ،التنافس الدولي في القرن اإلفريقي" ،السياسة الدولية ،العدد،011
المجلد( ،20جويلية .)5115
011
قائمة المصادر والمراجع
-9حسيني سمير ،الصبيان زيد "،إتفاق دارفور ،ودور الجامعة العربية"،مجلة السياسةالدولية،
مصر ،القاهرة ،مركز األهرام عدد ( ،012جويلية .)5111
-5رسالن هاني" ،أزمة دارفور واإلنتقال إلى التدويل" ،مجلة السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة،
العدد( ،029أكتوبر.)5112
-01رسالن هاني " ،ازمة دارفور والعالقات السودانية التشادية" ،مجلة السياسة الدولية ،مصر،
القاهرة ،العدد ،011المجلد ( ،22جويلية .)5115
-00رسالن هاني" ،ازمة دارفور جهود التسوية بين تعدد األدوار والحدود الفاعلة" ،السلسلة
االستراتيجية ،مصر ،القاهرة ،االهرام للنشر والتوزيع ،العدد ( ،21د.ت).
-05سيد أحمد محمد عبد اهلل "،تدخل أمريكا في دارفور دافع إنساني أم إندفاع نفطي؟ " ،صحيفة
السوداني ،السودان ،الخرطوم.)5119 ( ،501 ،
-01شافعي بدر حسن" ،أزمة دارفور بين األفرقة والتدويل" ،السياسة الدولية ،مصر ،القاهرة
مجلد ،20عدد ( ،012افريل .)5111
-02شافعي بدر حسين" ،الرؤية األمريكية ألزمة دارفور" ،مجلة السياسية الدولية ،مصر ،القاهرة
مركز األهرام للدراسات اإلستراتيجية ،العدد .)5111( ،021
-02شافعي بدرحسين"،تطبيع العالقات السودانية لماذا اآلن؟" ،مجلة السياسية الدولية ،مصر
القاهرة ،مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية ،العدد (،011جانفي .)5111
-01شافعي بدر حسين "،السودان ودول الجوار عالقات المد والجزر" ،السياسة الدولية ،مصر
القاهرة ،العدد ( ،012جانفي .)5115
-01صبحي علي قنصوه "،العنف االثني في روندا" ،سلسلة دراسات مصرية افريقية ،مصر
القاهرة ،جامعة القاهرة( ،سبتمبر .)5110
-09علي حيدر إبراهيم " ،دارفور إلى أين؟" ،كتابات سودانية ،السودان ،مركز الدراسات السودانية
العدد( ،25ديسمبر.)5111
-05فرح مصطفى "،عدم تدويل دارفور" ،قمة الجزائر ،مجلة نشرة يومية ،تصدر بمناسبة القمة
العادية 01لمجلس جامعة الدول العربية بالجزائر،العدد ، 11الجزائر 01( ،مارس.)5112
-51كاظم هاشم نعمة "،أزمة دارفور السودانية ،العروبة والتدويل واألفرقة" ،مجلة المستقبل
العربي ،مركز الدراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت ،عدد ( ،102جويلية .)5115
011
قائمة المصادر والمراجع
-50كامل أحمد خميس "،دارفور بين الضغوط الخارجية واإلستجابة الداخلية" ،مجلة السياسة
الدولية ،العدد ( ،011جويلية .)5115
-55محمود أحمد إبراهيم "،المسألة األمنية في مفاوضات دارفور" ،مجلة السياسة الدولية ،مصر،
القاهرة ،مركز األهرام،العدد( ،012جويلية .)5111
-51محمود خليل "،االمن القومي سوداني و مشكلة الجنوب" ،مجلة السياسية الدولية ،العدد
( ، 20سبتمبر .)0599
-52مصعب الطيب أبكر" ،أحداث دارفور السودانية" ،مجلة البيان( ،د.م) ،العدد .)5112( ،25
-52مكاوي بهاء الدين" ،التنوع اإلثني والوحدة الوطنية في السودان" ،السياسة الدولية ،مصر
القاهرة ،العدد( ،012جانفي .)5115
الموسوعات والمعاجم:
-1الجسور ناظم عبد الواحد ،موسوعة علم السياسة ،مركز الدراسات الدولية ،األردن ،عمان
.5112
-5الزيدي مفيد ،موسوعة التاريخ العربي المعاصر و الحديث ،دار أسامة،األردن ،عمان
.5112
-1سعيفان أحمد ،قاموس المصطلحات السياسية والدستورية والدولية عربي ،انجليزي ،فرنسي
مكتبة لبنان ،لبنان ،بيروت.5112 ،
-2الكيالي عبد الوهاب ،الموسوعة السياسية ،ط ،5مؤسسة عربية للدراسات والنشر ،لبنان
بيروت .0551
-2محمد موسى محمود ،موسوعة الوطن العربي ، ،دار الدجلة ،األردن ،عمان.5119 ،
017
قائمة المصادر والمراجع
018
قائمة المصادر والمراجع
019
011
فهــــرس المحتويات
مقدمـــة .........................................................................أ
المبحث الرابع :الصراعات والحروب األهلية التي عرفها السودان22 ............. :
011
-2-2-2الصراع القبلي في إقليم دارفور52 ................................... :
-2-7-3-2إسراييل24 .......................................................:
011
-5-7-3-2ألمانيا25 ........................................................ :
011
-4-3موقف اسراييل21 ....................................................... :
الفصل الثالث :نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في
حله22 ........................................................................ :
011
المالحــق 121 ..................................................................
011
فهرس المالحــــــق
فهرس المالحــــــق
018