You are on page 1of 164

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد خيضر"بسكرة"‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪-‬قطب شتمة‪-‬‬
‫قسم العلوم اإلنسانية‬
‫شعبة التاريخ‬

‫عنوان المذكرة‬

‫الصراعات والحـــــــروب األهليـــــة في الســــودان‬


‫دارفورـ أنموذجاـ‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في تخصص التاريخ المعاصر‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬
‫سميحة دعاس‬
‫فاتح حاجي‬

‫السنةالجامعية‪4102/4102:‬م‬
‫قال تعاىل‬
‫﴿قَالُوا ُس ْب َحان َ َك ال ِع َْلْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لَنَا االَّ َما عَل ْم َتنَا ان َّك أنْتَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َعل ُمي ال َحك ُمي ﴾‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫صدق هللا العظمي‬

‫سورة البقرة‪ ،‬الاية ‪23‬‬


‫أحمد اهلل وأشكره عز وجل على كل شيء صاحب النعمة التي أنعمنا بها‪ ،‬والذي أمدني‬

‫بالعقل والصبر والتوفيق إلنجاز هذه المذكرة‬

‫أرفع تحيات شكر وتقدير وعرفان إلى األستاذ الذي راع هذه الثمرة حتى استوت‬

‫األستاذ حاجي فاتح‪ ،‬الذي أكن له كل االحترام والتقدير‪ ،‬والذي كان لي العون الكبير في‬

‫سبيل إنجاز هذه المذكرة وتوجيهي ومساندتي‪ ،‬ولم يبخل عليا بمختلف النصائح‪ ،‬وكذا صبره‬

‫الطويل معي منذ مناقشة الفكرة األولى حتى إتمام هذا العمل‪ ،‬و أتوجه بالشكر إلى أساتذتي‬

‫الذين أفادوني بتوجيهاتهم القيمة بقسم التاريخ جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬خاصة األستاذ‬

‫بنادي محمد الطاهر‪.‬‬

‫وأشكر كل من ساعدني من قريب وبعيد‪ ،‬أساتذة و طلبة من خالل الكلمة الطيبة أو المراجع‪.‬‬

‫سميحة دعاس‬
‫إهداء‬
‫إلهي ال يطيب الليل إال بذكرك وال يطيب النهار اال بطاعتك والتطيب االخرة اال بعفوك وال‬
‫تطيب الجنة اال برؤيتك‪،‬‬
‫الى من بلغ الرسالة وأدى األمانة ونصح االمة‪ ،‬نبي الرحمة محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الرْح َم ِة َوُق ْل َّر ِّ‬
‫ب ْارَح ْمهُ َما َك َما‬ ‫الذ ِّل ِم ْن َّ‬
‫ض َلهما جَناح ُّ‬
‫اخف ْ ُ َ َ َ‬
‫الى من قال فيهما رب العزة‪﴿:‬و ْ ِ‬
‫َ‬
‫ص ِغي ا‬
‫ر﴾‬ ‫ِ‬
‫َرَّبَياني َ‬
‫الى من اسقاني قطرة الحب وطالت انامله ليقدم لنا لحظة السعادة‪ ،‬وحصد االشواك عن دربي‬
‫ليهدي لي طريق العلم‪ ،‬وعلمني العطاء بدون انتظار‪ ،‬واتقن دور االب و المعلم في نفس الوقت‬
‫بجدارة‪ ،‬علمني ان الحياة معركة‪ ،‬الى ابي اطال اهلل في عمره‪.‬‬
‫الى من ارضعتني الحب والحنان وهي رمز الحب وبلسم الشفاء‪ ،‬الى القلب الناصع بالبياض‪،‬‬
‫ومالكي في الحياة‪ ،‬وبسمة الحياة وسر الوجود ‪ ،‬وكان دعائها سر نجاحي‪ ،‬وحنانها بلسم‬
‫جراحي‪ ،‬هي من ربتني وانارت دربي واعانتني بدعواتها‪.‬‬
‫الى اغلى كائن في الوجود والتي لم يكفها دور االم الحنون فكانت الصديقة وزهرة االمل‪.‬‬
‫امي العزيزة اطال اهلل في عمرها‪.‬‬
‫الى من تقاسمت معهم الحياة بحلوها ومرها الى سندي وركيزتي وشعلة الحب والهناء‪ ،‬الىاخوتي‬
‫مراد‪ ،‬أتوجه اليه بالشكر الخاص‪ ،‬واخي الحنون محمد( حفصي) أتمنى له النجاح في حياته‪.‬‬
‫الى من تلعب دور االم امال وزوجها العربي في ديار المهجر‪.‬‬
‫الى من شاركتني الحياة بجميع احوالها‪ ،‬توام روحي اختي سمية ‪.‬الى كتكوتة العائلة بسمة‪.‬‬
‫الى أصدقائي وصديقاتي ‪ :‬أسماء ‪ ،‬فاطمة‪ ،‬هاجر‪ ،‬أسماء‪ ،‬فتيحة‪ ،‬راضية ‪ ،‬نوال‪ ،‬محمد‪،‬‬
‫أنس‪ ،‬لطفي‪ ،‬ميلود‪ ،‬معاد‪ ،‬الطاهر‪.‬‬
‫الى كل من بذلوا من جهد وعطاء الصل الى هذه اللحظة اساتذتي المحترمين‪.‬‬
‫الى كل من ساعدني من قريب او بعيد ولو بالكلمة الطيبة الى طلبة قسم التاريخ بجامعة محمد‬
‫خيضر – بسكرة ‪ ،‬دفعة ‪.5102‬‬
‫وفي األخير ارجو من اهلل تعالى ان يجعل عملي هذا نفعا يستفيد منه جميع الطلبة والباحثين‬
‫سميحة دعاس‬
‫مقدمــــــة‬

‫مقدمـــة‬
‫شهد العالم العديد من الصراعات التي خلفت آالف الضحايا ما بين قتلى وجرحى‪ ،‬سواء‬
‫في صفوف المدنيين أو العسكريين‪ ،‬فالصراعات ليست بالظاهرة الجديدة‪ ،‬فهي قديمة قدم اإلنسان‬
‫وتعقدت بتعقد الحياة البشرية‪ ،‬حيث عرف العالم صراعات بسيطة بين القبائل‪ ،‬كما عرف صراعات‬
‫معقدة أدت إلى حروب إقليمية وحتى عالمية‪ ،‬إضافة إلى حروب أهلية‪ ،‬التي تعرف في غالب‬
‫األحيان بالدافع اإلثني‪ ،‬والتي تتسم بطابع متفجر‪ ،‬مثل تلك التي نشبت في العديد من الدول‬
‫اإلفريقية‪ ،‬هذه األخيرة التي تعاني كثي ار من االضطرابات وعدم االستق ارر‪ ،‬واالنتفاضات ألسباب‬
‫عرقية وسياسية وقبلية‪ ،‬تحركها التدخالت األجنبية مما جعلها ألن تصبح مسرحا للصراعات‪.‬‬
‫ومن بين هاته الدول اإلفريقية السودان‪ ،‬الذي يعتبر من أهم الدول الغنية باإلمكانيات‬
‫البشرية والطبيعية ‪ ،‬الهائلة الذي أصبح من الدول التي تعاني الصراعات والحروب األهلية من‬
‫بينها الصراع القائم في إقليم دارفور وهو واحد من أبرز القضايا اإلفريقية الدولية المعاصرة األكثر‬
‫تعقيدا‪ ،‬التي طفت على سطح األحداث التاريخية والسياسية العالمية‪،‬فانشغلت بها الدول اإلفريقية‬
‫والعربية والغربية وأصبحت في مقدمة القضايا المطروحة على المنظمات اإلقليمية‬
‫والدولية‪،‬ودارفور إقليم واسع ذو إمكانيات بشرية كبيرة وثروات طبيعية هائلة‪،‬التي أغرت الدول‬
‫الكبرى من اجل إيجاد منفذ للسيطرة فأصبحت من أهم المعوقات التي تواجه الدولة السودانية‬
‫والتي ال تتوقف تأثيراتها على إحداث حالة من حاالت عدم االستقرار الداخلي‪،‬وانما تتعداها إلى‬
‫تهديد كيان الدولة ونظامها السياسي ذاته‪.‬‬
‫من خالل توسيع دائرة األطراف المتصارعة والمشاركة والداعمة لها‪ ،‬او بالترويح للصراعات‬
‫والميول االنفصالية‪ ،‬بهدف تفتيت السالمة اإلقليمية للدولة سعيا لتحقيق مصالحها السياسية‬
‫واالقتصادية الخاصة‪ ،‬وبات الصراع في إقليم دارفور ال يخرج من كونه مشكلة محلية لها أسبابها‬
‫التاريخية واالقتصادية فحسب بل أصبحت العديد من األطراف والقوى داخليا وخارجيا مدعوة‬
‫للمشاركة في كيفية التغلب على ذلك الصراع على الرغم من انعقاد العديد من المؤتمرات والتوقيع‬
‫على عدد من االتفاقيات وصدور الكثير من الق اررات من جانب عدة منظمات‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمــــــة‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تكمن أهمية الدراسة في العديد من األمور أهمها‪:‬‬
‫‪-‬أن السودان يحتل موقع إستراتيجي بقلب إفريقيا‪ ،‬وهذا من جهة‪ ،‬كما أن لدارفور أهمية استراتيجية‬
‫و إقتصادية خاصة‪ ،‬جعلته محل أنظار بعض القوى اإلقليمية والدولية‪ ،‬حيث تعد منطقة دارفور‬
‫جزء من الساحل اإلفريقي الكبير‪ ،‬ولها ارتباط وثيق بما تمر به المنطقة من أحداث كالصراع‬
‫على الموارد الطبيعية والصراع الحضاري‪ ،‬فهناك من يحاول الفصل بين العرب واألفارقة‪.‬‬
‫‪-‬وتوضيح كيفية نجاح الضغوط الخارجية على الحكومة السودانية وتصعيد األحداث مما أخرجها‬
‫من نطاقها المحلي السوداني‪ ،‬إلى حيزها اإلقليمي اإلفريقي‪ ،‬وصوال إلى الحيز الدولي هيئة األمم‬
‫المتحدة والدول الكبرى‪ ،‬وتوضيح محابات دولة ما لجزء من المجتمع لحساب األجزاء األخرى مما‬
‫يؤدي إلى حدوث إضطرابات‪ ،‬قد تتالقى مصالحها مع مصالح أطراف خارجية‪ ،‬وتعمل على‬
‫إستغاللها وتأجيجها‪ ،‬ذلك أن معظم أقاليم السودان ودارفور خاصة يعانون التهميش في مختلف‬
‫الميادين‪ ،‬مما يؤدي إلى حالة الالإستقرار‪ ،‬التي تؤثر سلبا على وحدة البالد‪.‬‬
‫أهداف الموضوع‪:‬‬
‫إن موضوع الصراعات والحروب األهلية عرف اهتماما متزايدا في الدراسات األكاديمية‬
‫من زوايا مختلفة حسب اهتمام كل باحث وتوجهاته الفكرية والمعرفية‪،‬والهدف من دراسة موضوع‬
‫الصراع في اقليم دارفور هو التعرف على منطقة دارفور ‪ ،‬وجذور الصراع فيه ‪ ،‬والوقوف على‬
‫طبيعة الصراع في اإلقليم والمراحل التي مرت بها‪،‬األحداث واألطراف الحقيقية في الصراع‬
‫ومعرفة دور المنظمات المحلية واإلقليمية والدولية منه والسعي في إيجاد الحل وابراز العوامل التي‬
‫أدت إلى نشوب الحرب األهلية في إقليم دارفور ‪ ،‬وتوضيح أهم النتائج المترتبة في الصراع في‬
‫اقليم دارفور‪ ،‬وتبيان كيفية مساهمـة هذه المنظمات في وضع الحلول الممكنة من أجل تحقق‬
‫السلم‪ ،‬واألمن في اقليم دارفور‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫لعل اهتمام الباحث ورغبته في تناول موضوع معين عما سواه ‪ ،‬هو في الحقيقة مبني على‬
‫اعتبارات ذاتية ترتبط بشخص الباحث وتوجه اهتماماته بحكم الميل نحو موضوعات معينة‬
‫وأخرى موضوعية ترتبط بمواصفات موضوع الدراسة من حيث قيمته العلمية ‪ ،‬وكذا حداثة البحث‬
‫أو الموضوع وصالحية البحث فيه‪،‬ومن األسباب الموضوعية لتناول الموضوع بالبحث هو أن‬
‫ب‬
‫مقدمــــــة‬

‫الدراسة تحاول أن تقدم تصو ار تحليليا للصراعات والحروب األهلية ‪ ،‬خالل دراسة نموذج مهم من‬
‫الصراعات والحروب األهلية في البالد العربية وافريقيا وهو الصراع في السودان واقليم دارفور‬
‫نظ ار لما للمنطقة من أهمية جغرافية وعلمية واقتصادية و استراتيجية‪ ،‬خاصة لدى بعض القوى‬
‫اإلقليمية والدولية وتحليل الصراع والحرب األهلية في اقليم دارفور وكل الظروف المحيطة به‬
‫أثناء الصراع باإلضافة إلى الكثير من الدراسات التي تناولت الصراعات والحروب األهلية في‬
‫السودان واهتمت بالدراسة في الجنوب بالمقابل نجد القليل من الدراسات التي اهتمت بالصراع في‬
‫اقليم دارفور‪،‬على الرغم من أن الصراع مازال متواصل حتى اآلن‪ ،‬وان وجدت فهي قليلة‪.‬‬
‫أيضا من بين األسباب الموضوعية الختيار الموضوع هو كون الدراسات التاريخية تناولت‬
‫موضوع الص ارعات والحروب األهلية كموضوعين منفصلين من حيث اإلطار العام‪ ،‬ولهذا أردنا‬
‫من خال ل هذه الدراسة ربط بشكل تحليلي ما بين الصراعات والحروب األهلية في دولة السودان‬
‫واقليم دارفور خاصة‪.‬‬
‫ومن األسباب الذاتية التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع الميول الشخصي لموضوع الصراعات‬
‫والحروب األهلية ‪ ،‬وكذا رغبتي في تنمية معارفي في هذا المجال باإلضافة إلى رؤيتي الطبيعية‬
‫وأسباب الصراع في إقليم دارفور من أثنية عرقية إلى اقتصادية سياسية‪ ،‬خاصة وأن الدولة العربية‬
‫التي تعتبر على وشك االنهيار بعد العراق‪ ،‬فإنه من الضروري التعمق في هذه المواضيع إلبراز‬
‫خطورتها على الدول األخرى‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫إن الخاصية األساسية للصراع في إقليم دارفور هو التعقد والتشعب للعناصر المكونة له‪،‬مما‬
‫أدى إلى تعدد القراءات‪ ،‬بدءا باألسباب التاريخية‪ ،‬مرو ار بالعوامل الجغرافية‪ ،‬وصوال إلى السياق‬
‫اإلقليمي والدولي‪ ،‬وبناءا على ما سبق‪ ،‬فإن الموضوع يرتكز على اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهي طبيعة الصراع القائم في إقليم دارفور السوداني؟ وماهي أبعاده؟ وما هي أطرافه‬
‫الحقيقية؟ وماهي الصعوبات التي حالت دون إيجاد حل مستدام ؟‬
‫وتندرج تحت هذه اإلشكالية التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫ماهي الصراعات والحروب األهلية ؟‬
‫ما طبيعة الصراعات والحروب األهلية في السودان؟‬
‫فيما تكمن جذور الصراع في اقليم دارفور؟‬
‫ت‬
‫مقدمــــــة‬

‫وما هي أهم التطورات الحاصلة ؟‬


‫ماهي أطراف الصراع ومن هم الفاعلين فيه؟‬
‫ماهو الدور الذي لعبته المنظمات المحلية واالقليمية والدولية في تسوية الصراع في اقليم دارفور؟‬
‫ماهي أسباب عدم نجاح هذه التسويات؟‬
‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫تعتمد هذه الدراسة على المنهج التاريخي‪ ،‬الذي يقدم لنا المادة التاريخية والتي تكشف على‬
‫العالقات والعوامل التي أسهمت في تشكيل الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬وبإعتبار أن الدراسة تاريخية‬
‫بالدرجة األولى‪ ،‬من خالل سرد الوقائع واألحداث والوقوف على التطورات التي رافقت الصراع‬
‫والحرب األهلية في دارفور المقدم للتطور الكونولوجي لألحداث‪ ،‬فكان من الضروري فهم األحداث‬
‫التاريخية التي كانت سببا في ظهور الصراع في إقليم دارفور‪.‬‬
‫اعتمدنا على مجموعة من المراجع أهمها‪:‬‬
‫‪-‬البحيري زكي ‪ ،‬مشكلة دارفور‪ ،‬اصول االزمة و تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪-‬ممداني محمود ‪ ،‬دارفور منقذون وناجون السياسة والحرب على اإلرهاب‬
‫‪-‬مشاقبة أمين ميرغني أبكرالطيب‪ ،‬دارفور الواقع الجيوسياسي الصراع والمستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬ديدار فوزي روسانو‪،‬السودان إلى اين؟‪ ،‬تقديم آالن جريش‪ ،‬تر‪ :‬مراد خالف‪.‬‬
‫‪-‬العباس سرحان غالم حسين‪ ،‬التطورات السياسية في السودان المعاصر‪5115-0521‬‬
‫دراسة تاريخية وثائقية‪.‬‬
‫قسم البحث إلى ثالثة فصول‪ ،‬وكل فصل قسم لعناصر مرقمة‪ ،‬فالفصل األول خصص‬
‫لإلطار النظري للدراسة‪ ،‬والهيكل العام للموضوع حيث تم التطرق إلى الصراعات والحروب األهلية‬
‫في السودان‪ ،‬وتناولنا في البداية ماهية الصراعات والحروب األهلية من خالل محاولة ضبط‬
‫مفهوم الصراع ثم مفهوم الحروب األهلية‪،‬بعدها تناولنا لمحة عن السودان‪،‬من ناحية جغرافية‬
‫السودان‪ ،‬والجانب التاريخي للسودان‪،‬ثم تم التطرق إلى أسباب الصراعات والحروب األهلية في‬
‫السودان وفي العنصر األخير تناولنا فيه الصراعات والحروب األهلية التي عرفها السودان من‬
‫خالل التطرق إلى الصراع في الجنوب ثم الصراع في اقليم دارفور ‪.‬‬
‫في الفصل الثاني تم تخصيصه لتطورات الصراع في إقليم دارفور‪5112-0591‬م والمواقف‬
‫منه‪ ،‬وتم التطرق فيه للتعريف بإقليم دارفور تحديد اإلطار الطبيعي واإلطار البشري‪،‬ثم الصراع‬
‫ث‬
‫مقدمــــــة‬

‫في إقليم دارفور وتناولنا فيه جذور الصراع في إقليم دارفور‪،‬وأسباب الصراع فيه والتطورات‬
‫الصراع في إقليم دارفور‪،‬وفي األخير المواقف المختلفة من الصراع‪ ،‬من خالل إدارة الدول‬
‫اإلقليمية والدولية للنزاع‪ ،‬والمتمثلة في الدول المؤيدة لحكومة الخرطوم من جهة والدول المعارضة‬
‫لها من جهة أخرى‪.‬‬
‫وفي الفصل الثالث واألخير تم التطرق فيه لنتائج الصراع في إقليم دارفور ‪ ،‬وتم التطرق‬
‫فيه إلى التعرف على نتائج الصراع في إقليم دارفور على سكان دارفور وعلى السودان كدولة ‪،‬‬
‫ثم نتائج الصراع في إقليم دارفور على المنطقة العربية و اإلفريقية‪،‬كما تناولنا فيه دور الهيئات‬
‫اإلقليمية ودولية في الصراع من خالل دور جامعة الدول العربية في حل الصراع في إقليم‬
‫دارفور‪.‬ودور اإلتحاد اإلفريقي وفي األخير دور هيئة األمم المتحدة‪.‬ثم الخاتمة‪.‬‬
‫وككل عمل بحث منجز فقد واجهتنا مجموعة من الصعوبات هي‪:‬‬
‫‪-‬قلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع‪ ،‬وبالتالي ندرة المصادر والمراجع‪ ،‬سواء كانت باللغة‬
‫العربية أو باللغة األجنبية‪ ،‬وان وجدت تكون من الجانب السياسي أكثر من الجانب التاريخي‪.‬‬
‫‪-‬حداثة الموضوع وتشعب التحليالت‪ ،‬وغياب األدلة والشواهد التاريخية‪ ،‬تؤكد دور األطراف‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصــل األول‪ :‬الصراعات والحروب األهلية في السودان‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصراعات و الحروب األهلية‪.‬‬


‫‪-1-1‬مفهوم الصراع‪.‬‬
‫‪1‬ـ‪-2‬مفهوم الحروب األهلية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬لمحة عن السودان‪.‬‬
‫‪-1-2‬جغرافية السودان‪.‬‬
‫‪-2-2‬نبذة تاريخية عن السودان‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اسباب الصراعات في السودان‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الصراعات و الحروب االهلية التى عرفها السودان‪.‬‬
‫‪ -1-4‬الصراع في جنوب السودان‪.‬‬
‫‪ -2-4‬الصراع في اقليم دارفور‪.‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصراعات والحروب األهلية‪:‬‬
‫‪-1-1‬مفهوم الصراع‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى صعوبة التوصل إلى مفهوم الصراع‪ ،‬وهذا لغياب قاعدة اإلجماع حول‬
‫مفهومه‪ ،‬فكل تعريف يخضع لمعيار معين يختلف عن التعريف أو المفهوم اآلخر‪ ،‬لذا نجد أنفسنا‬
‫مضطرين لتقديم عدد من المفاهيم في أدبيات الصراع منها‪:‬‬
‫هناك من يذهب إلى وضع تعريف لكل من النزاع والصراع رغم أن الكثير‪ ،‬يعتبرها شيء‬
‫واحد‪ ،‬ففي تعريف لكمال حماد يقدم تعريف للنزاع‪" :‬هو خالف حاد وتاريخي حول منافع محددة‬
‫مثل الحدود المياه بين دولتين‪ ،‬يكون موضوعها‪ ،‬أحد المصالح الحيوية‪ ،‬ويتشعب النزاع أو يتقلص‬
‫نظ ار للتدخل الخارجي فيه‪ ،‬أما الصراع فيتناول الوجود اآلخر سواء كان شعبا‪ ،‬أو دولة‪ ،‬ويمكن‬
‫(‪)1‬‬
‫للصراع أن يكون على حدود أو الثروات‪ ،‬ولكن يتناول بعد إيديولوجيا أو دينيا‪ ،‬أو عقائديا"‪.‬‬
‫أما لويس كوسر فيعرف الصراع بأنه "تنافس على القيم وعلى القوة والموارد يكون الهدف‬
‫(‪)2‬‬
‫فيه بين المتنافسين تحييد أو تصفية‪ ،‬أو اإلضرار بالخصوم"‪.‬‬
‫فالصراع هو تعبير عن عدم التوافق في المصالح والقيم والمعتقدات‪ ،‬والتي تتخذ أشكاال‬
‫جديدة تسبب ف يها عملية التغيير في مواجهة الضغوط الموروثة‪ ،‬كما يعد الصراع صدام بين‬
‫طرفين أو أكثر من القوى أو األشخاص الحقيقيين أو االعتباريين‪ ،‬يحاول فيه الطرف تحقيق‬
‫أهدافه ومنع الطرف اآلخر من تحقيق ذلك بمختلف الوسائل وقد يكون مباش ار أو غير مباشر‬
‫(‪)3‬‬
‫سلميا‪ ،‬أو مسلحا واضحا أو كامنا‪.‬‬

‫(‪)1‬كمال حماد‪ ،‬النزاعات الدولية‪ ،‬الدار الوطنية للدراسات والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،0559 ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪)2‬جيمس دروتي‪ ،‬روبيرت ب الستغراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ ،‬تر‪ :‬وليد عبد الحي‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر‪،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،0592 ،‬ص‪.021‬‬
‫(‪)3‬حسين قادري‪ ،‬النزاعات الدولية دراسة وتحليل‪ ،‬منشورات خير الجليس‪،‬الجزائر‪ ،‬باتنة‪ ،5111،‬ص‪.05‬‬
‫‪7‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك نجد تعريف "ريمون آرون"‪ :‬الذي يرى أن الصراع هو تنازع بين شخصين أو جماعتين‪،‬‬
‫أو وحدتين سياسيتين للسيطرة على نفس الهدف‪ ،‬أو السعي لتحقيق أهداف غير متجانسة‪ ،‬وعلى‬
‫أن اإلنسان عدواني بطبيعته إال أنه ليس من الضروري أن تكون الحرب هي التعبير عن هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫العدوانية‪.‬‬
‫نالحظ من تعريف ريمون آرون أنه مؤمن بالطبيعة اإلنسانية الشريرة‪ ،‬ولكن نبذ الوسائل‬
‫العسكرية العنيفة الحرب‪ ،‬وتفعيله للوسائل السلمية‪ ،‬كالديبلوماسية‪ ،‬واإلعالم‪.‬‬
‫فالصراع هو أحد مظاهر النشاط اإلنساني‪ ،‬ويرتبط في جوهره بتنازع أو تضارب اإلرادات‪،‬‬
‫وقد يحدث الصراع بين شخصين أو أكثر‪ ،‬أو بين مجموعات من الناس‪ ،‬كاألسر والقبائل‪،‬‬
‫الطوائق‪ ،‬األحزاب‪ ،‬الدول‪.‬‬
‫والنقطة األساسية في تحديد الظاهرة الصراعية تتمثل في عنصري الرغبة والحاجة المنطلقين‬
‫من بواعث الوعي أو العقالنية لطرفي أو أطراف الصراع‪.‬‬
‫ويعرف الصراع عادة بتنازع اإلرادات الوطنية‪ ،‬وهو الناتج عن االختالف في دوافع الدول‬
‫وأهدافها وتطلعاتها وفي مواردها مما يؤدي‪ ،‬في األخير إلى اتخاذ ق اررات‪ ،‬خارجية تختلف أكثر‬
‫(‪)2‬‬
‫مما تتفق‪.‬‬
‫وذهب عطية حسن أفندي‪ ،‬في تعريفه للصراع إلى القول بأنه‪ :‬تصادم اإلرادات بكل ما‬
‫تحمل من أفكار وقوى بين خصمين أو أكثر فيكون هدف كل خصم في هذا التصادم تحطيم‬
‫اآلخر كليا أو جزئيا‪ ،‬بحيث تسود إرادته على إرادة ذلك الخصم‪ ،‬وذلك بمعنى أن القتال ليس إال‬
‫مظه ار واحدا من مظاهر الصراع‪.‬‬
‫أما جوزيف فرانكل فيعتبر الصراع موقفا ناجما عن االختالف في األهداف والمصالح‬
‫القومية‪.‬‬

‫(‪)1‬حسين قادري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬


‫(‪)2‬أبو عامر عالء‪ ،‬العالقات الدولية الظاهرة وعلم الدبلوماسية واالستراتيجية ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان ‪،5112‬‬
‫ص‪.051‬‬
‫‪8‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك يعرف أمين هويدي الصراع بأنه تصادم إرادات وقوى خصمين أو أكثر يكون فيه‬
‫(‪)1‬‬
‫هدف كل طرف من األطراف تليين إرادة اآلخر‪.‬‬
‫كما أن الصراع أعمق من النزاع وكذلك عادة ما يكون الحديث عن إرادة الصراع وليس‬
‫حله خالفا للنزاع الذي يمكن حله باستخدام مختلف الوسائل‪ ،‬كما أن الصراع أوسع مثل الصراع‬
‫الحضاري بين اإلسالم والغرب وصراع الحضارات‪ ،‬والصراع اإليديولوجي‪ ،‬إذ غالبا ما يمتد‬
‫الصراع لعقود طويلة أو أحيانا إلى قرون‪.‬‬
‫أما عن مفهوم الصراع الدولي‪ :‬فهو تنازع في اإلرادات الوطنية‪ ،‬والناتج عن اختالف في‬
‫الدوافع‪ ،‬وفيتصورات الدول حول األهداف‪ ،‬والتطلعات‪ ،‬وفي الموارد واإلمكانيات‪ ،‬نتيجة لذلك تتخذ‬
‫(‪)2‬‬
‫الدول ق اررات سياسية خارجية تتناقض أكثر مما تتفق‪.‬‬
‫والصراع يكون شامال لألطراف‪ ،‬والمستويات والوسائل‪ ،‬فهو تنافس وتعارض واع على‬
‫القيم‪ ،‬القوة والموارد وتنوع وسائله حسب مستوياته من الدبلوماسية إلى االقتصادية حتى العسكرية‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حيث تحدد ظواهر الصراع بناء على الرغبة والحاجة المحددة‪.‬‬
‫ومن خالل عرض هذه النماذج من التعاريف التي ظهرت في أدبيات العالقات الدولية بشأن‬
‫مفهوم الصراع يمكن استخالص جملة من النتائج بخصوص الصراع‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬أن الصراع يحدث بين طرفين أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬أن الصراع ينطلق من بواعث الوعي والعقالنية لطرفي أو أطراف الصراع‬
‫‪ -‬أن جوهر الصراع يتمثل أساسا في تصادم أو تضارب اإلرادات واختالف األهداف بين‬
‫الطرفي أو أطراف الصراع‪.‬‬

‫(‪ )1‬زايد عبيد اهلل مصباح‪ ،‬السياسة الدولية بين النظرية والممارسة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5115 ،‬ص ص ‪-021‬‬
‫‪020‬‬
‫(‪)2‬حسين قادري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪)3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.10-11‬‬

‫‪9‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬أن القيم المادية والمعنوية بصورها ومستوياتها المختلفة تشكل المواضيع أو األساليب‬
‫الرئيسية للظواهر الصراعية‪.‬‬
‫‪ -‬إن القتال هو أحد مظاهر الصراع وليس المظهر الوحيد له‪.‬‬
‫‪ -‬إن الهدف كل طرف من طرفي أو أطراف الصراع هو تحطيم الطرف اآلخر أو األطراف‬
‫(‪)1‬‬
‫األخرى جزئيا أو كليا‪.‬‬
‫فطبيعة الصراع الدولي في العالقات الدولية فريدة من نوعها حيث أنها تختلف عن بقية‬
‫ظواهر العالقات الدولية وهذا يرجع بالدرجة األولى إلى تنوع وكثرة أبعاده في ظاهرة الصراع‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولي‪.‬‬
‫كذلك فإن الصراع يمكن أن تتنوع مظاهره وأشكاله‪ ،‬فهو قد يكون صراعا سياسيا أو اقتصاديا‬
‫أو مذهبيا أو دعائيا أو حتى تكنولوجيا‪،‬كما أن أدوات الصراع يمكن أن تندرج من أكثرها فاعلية‬
‫إلى أكثرها سلبية ومن نماذجها على سبيل المثال‪ :‬الضغط والحصارواالحتواء‪ ،‬والتهديد‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والعقاب‪،‬والتفاوض‪ ،‬والمساومة‪ ،‬واإلغراء‪ ،‬والتنازل والتحالف‪ ،‬والتحريض والتخريب والتآمر‪.‬‬
‫المصطلحات المقاربة لمصطلح الصراع‪:‬كما سبق الذكر فإن مفهوم الصراع يتداخل ويتقارب مع‬
‫العديد من المفاهيم أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التنافس‪ :‬فنجد أن األفراد يتنافسون فيما بينهم حول مسألة أو هدف معين دون إدراكهم‬
‫لهذا التنافس‪ ،‬عكس الصراع الذي يكون فيه وعي بالتنافس ولهذا‪ ،‬نجد أن التنافس هو‬
‫مستوى أقل من صراع حيث نجد أن األفراد يتنافسون دون أن يسعى أحدهم إلى منع‬
‫اآلخر تحقيق هدفه‪.‬‬

‫(‪ )1‬زايد عبيد اهلل مصباح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.020‬‬


‫(‪)2‬حسين بوقارة‪ ،‬تحليل النزاعات الدولية‪ ،‬مقاربة نظرية سلسلة الدراسات الدولية‪ ،‬مخبر بحوث والد ارسات في العالقات الدولية‬
‫الجزائر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪)3‬اسماعيل صبري مقلد‪ ،‬نظريات السياسة الدولية دراسة تحليلية مقارنة‪ ( ،‬د‪ ،‬د)‪ ،‬الكويت‪ ،0595 ،‬ص‪.501‬‬
‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬التوتر‪ :‬هو حالة من القلق‪ ،‬وعدم الثقة المتبادلة بين دولتين أو أكثر قد يكون سابقا‪ ،‬أو‬
‫سيأتي النزاع‪ ،‬واألزمات الدولية‪،‬كما أنه يشير إلى حالة عداء وتخوف وشكوك وتصور‬
‫بتباين المصالح‪ ،‬أو ربما الرغبة في السيطرة أو تحقيق االنتقام‪ ،‬غير أنه يبقى في هذا‬
‫اإلطار دون أن يتعداه ليشمل تعارضا فعليا وصريحا وتهديدا متبادال‪ ،‬من األطراف للتأثير‬
‫على بعضهم البعض‪ ،‬وهنا التوتر حالة سابقة على النزاع‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫األزمة‪ :‬تفترض األزمة وجود صانع قرار‪ ،‬وتبدأ األزمة عندما تقوم دولة بفعل تكون تكلفته‬ ‫‪-‬‬

‫كبيرة لدولة أخرى‪،‬ويعرف جون سبانير‪" :‬األزمة بأنها موقف تطالب فيه دولة ما بتغيير‬
‫الوضع القائم‪ ،‬وهو األمر الذي تقاومه دولة أخرى‪ ،‬مما يخلق درجة عالية من اإلدراك‬
‫باحتمال اندالع الحرب"‪،‬فاألزمة هي جعل الطرف اآلخر فجأة في وضع ال يطاق‪ ،‬ويقضي‬
‫(‪)2‬‬
‫منه اتخاذ ق اررات سريعة‪ ،‬والقيام بردود فعل عنيفة‪ ،‬إذا كان قابل لفقدان قيمته‪.‬‬
‫وحالة األزمة تتميز بوجود صانع القرار في محيط تسوده العاطفة والالعقالنية ما يمكن أن يشوه‬
‫(‪)3‬‬
‫إدراكه‪ ،‬فيصبح ذاتيا وخاليا من العقالنية مصدره القلق واإلثارة واإلرتباك‪.‬‬
‫وتتميز األزمة بثالث خصائص رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المفاجئة‪ :‬حيث تحمل طابع المفاجئة لصانع القرار أو حتى للمالحظة البسيطة‬
‫‪ -‬التهديد العالي لألهداف‪ :‬أي أن الفعل تكون تكلفته كبيرة بالنسبة للطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬ضيق الوقت المتاح للتصرف‪ :‬أي أن صانع القرار لديه اهتمامات أخرى وليس له وقت‬
‫(‪)4‬‬
‫ومعلومات كافية‪،‬إلى جانب ذلك تتميز بكثرة األحداث فيها وقصر مدتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد عبد الرحمان قاسم‪ ،‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخلية غير ذات طابع دولي‪ ،‬دار النهضة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5111 ،‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )2‬أحمد عبد الغفار‪ ،‬فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية‪ ،‬دار الهومة‪ ،‬الجزائر‪ ،5111 ،‬ص‪.511‬‬
‫(‪ )3‬عبد العزيز جراد‪ ،‬العالقات الدولية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0555 ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪)4‬محمد بوعشة‪ ،‬مدخل إلى إدارة النزاعات الدولية‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬الجزائر‪ ،5111 ،‬ص‪.020‬‬
‫‪00‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬النزاع‪ :‬ظاهرة ديناميكية متناهية التعقيد‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تعدد أبعادها‪ ،‬وتداخل مسبباتها‬
‫ومصادرها‪ ،‬وتشابك تفاعالتها‪ ،‬وتأثيرها المباشر وغير المباشر‪ ،‬وتفاوت المستويات التي‬
‫تحدث عندها‪ ،‬وذلك من حيث المدى‪ ،‬أو الكثافة‪ ،‬والعنف‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫لكن نالحظ عن هذا التعريف الصيغة العمومية‪ ،‬وغيابنوع من الدقة‪ ،‬و ربط ظاهرة الصراع‬
‫بالبعد الديناميكي المقيد بالكثافة‪ ،‬والعنف‪ ،‬والتقاضي عن اعتبارات عديدة قد تكون أكثر أهمية‪.‬‬
‫أما آالن فيرجيسون‪ ALLEN VERGUESON‬فيرى أن النزاع الدولي يبدأ عندما تقوم‬
‫دولة بفعل تكون تكلفته كبيرة لدولة أخرى‪ ،‬وفي نفس الوقت تعتقد الدولة األخرى أن بإمكانها تقليل‬
‫خسارتها بالقيام بفعل مضاد اتجاه الدولة األولى‪ ،‬التي بدأت المبادرة بالفعل‪.‬‬
‫لكن نالحظ على هذا التعريف أنه مرتبط بالخسارة‪ ،‬والتكلفة أي بالناتج النزاعي في حين‬
‫نجد نزاعات ال تقبل الخسارة‪ ،‬وانما تستوجب فرض قيم معينة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن أن نعرف النزاع أنه اختالف‪ ،‬أو تعارض في قيم‪ ،‬ومصالح سواء‬
‫مادية أو معنوية من أطراف متعددة‪ ،‬وال يشترط أن يكون أشخاص‪ ،‬أو منظمات أو دول حيث‬
‫يسعى كل طرف فرض مركزه على اآلخر باستعمال أساليب قد تكون سلمية أو عسكرية‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬

‫(‪)1‬جيمس دروتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫(‪ )2‬زايد عبيد اهلل مصباح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.025‬‬
‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-1‬مفهوم الحروب األهلية‪:‬‬


‫‪-1-2-1‬مفهوم الحرب‪:‬‬
‫إن الحرب ليست بظاهرة جديدة بل هي قديمة قدم اإلنسان‪ ،‬إال أن أشكالها اختلفت مع‬
‫تطور السنينفكلمة حرب قد تكون بسيطة من حيث الحروف التي تتكون منها‪ ،‬ولكن من حيث‬
‫المعنى لها أثرها البالغ في نفس السامع والقارئ‪ ،‬نظ ار لما ينجم عن ظاهرة الحرب من مآسي‬
‫وآالم مختلفة على مستويات كافة‪.‬‬
‫فنجد هناك من عرفها بأنها سلوك عنفي سائد بين الجماعات البشرية‪ ،‬وتعتبر مظه ار من‬
‫مظاهر الصراع‪ ،‬يتم فيها استعمال السالح بين المتصارعين‪،‬فهي تعني استخدام القوة المسلحة‬
‫(‪)1‬‬
‫بين جماعتين من البشر تخضعان لنظامين متعارضين ولهما مصالح متضاربة‪.‬‬
‫أما قاموس العالقات الدولية فيعرف الحرب‪ :‬عبارة عن نزاع بين أكثر من حكومة أو داخل‬
‫حكومة واحدة تستخدم فيه القوات المسلحة حيث تأخذ صورتين‪:‬‬
‫الحروب الهجومية‪ :‬تتمثل في انتهاك السيادة اإلقليمية لدولة من الدول أو االعتداء على استقاللها‬
‫السياسي لغرض تح قيق هدف قد يكون شامال أو االستسالم الكامل غير المشروط للدولة‬
‫المستهدفة‪ ،‬أو يكون هدفا محدودا الذي يراه الطرف اآلخر على الرضوخ لمطلب معين مثل‬
‫الحرب اإلسرائيلية العربية‪.‬‬
‫الحرب الدفاعية‪ :‬وهي الحرب التي يقوم بموجبها طرف ما بالمبادرة بالحرب‪ ،‬من أجل حماية‬
‫(‪)2‬‬
‫نفسه‪.‬‬
‫بالتالي الحرب هي‪ :‬فعل صراعي يستخدم فيه األطراف سواء كانوا أفراد‪ ،‬جماعات أو دوال‪،‬‬
‫القوة العسكرية تدعمها قوة إقتصادية‪ ،‬ودبلوماسية‪ ،‬واعالمية من أجل إرغام المنافسين تنفيذ‬
‫اإليرادات أو تحييدهم‪ ،‬أو القضاء عليهم‪ ،‬واستخدام السالح كوسيلة لحماية المصالحأو توسيع‬

‫(‪)1‬زايد عبيد اهلل مصباح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.021‬‬


‫حسن قادري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا لنفوذ‪ ،‬أو سيطرة وحسم الخالف حول القيم‪ ،‬ومطالب متعارضة بين جماعتين من الشيء‬
‫نفسه‪،‬تندرج ضمنأيواقعة لها جذور‪،‬وارتباطات سابقة تقود إلىالحرب‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬

‫وهناك من يرى أن الحرب تغير مفهومها حيث أصبحت تعرف بالحروب الجديدة‪ ،‬فمن هذا‬
‫المنظور لم تعد مجرد نزاع بين بلدين مناوئين‪"،‬الشكل التقليدي للحرب"وال هي صراع بين معسكرين‬
‫النمط السائد في الحرب الباردة‪ ،‬وانما هي مواجهة متعددة السيمات‪ ،‬واألبعاد‪ ،‬يتغير شرحها‬
‫بحسب الوضعيات والساحات فتكون تارة فتنة قومية بين األمم‪ ،‬كما تكون نزاعا شامال ضد قوى‬
‫عابرة للقارات والدول كاإلرهاب والمخدرات أو صراعا رخوا غير مسلح مداره المؤتمرات الدولية‬
‫(‪)2‬‬
‫والتكتالت اإلقليمية‪.‬‬
‫أما كارلكلوزفينش* فيعرف الحرب بأنها أداة للنشاط السياسي وال تنفصل عنه بأي شكل من‬
‫(‪)3‬‬
‫األشكال وأن الحرب ليست االستمرار للسياسة بوسائل أخرى‪.‬‬
‫وهناك الحرب التي يمكن أن تنشأ بين الدول الصغيرة تتدخل فيها قوى النووية مباشرة أو‬
‫غير مباشرة‪ ،‬مع بقاء هذا التدخل في النطاق الجغرافي المحدود‪ ،‬دون اللجوء إلى استعمال‬
‫األسلحة النووية‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬

‫فالحرب حالة صراع مسلح بين دولتين أو عدة دول‪ ،‬ينطلق من إعالن الحرب ويستمر إلى حين‬
‫(‪)5‬‬
‫استسالم أحد األطراف أو توقع معاهدة سالم بين هذه الدول‪.‬‬

‫(‪)1‬اسماعيل صبري‪ ،‬مقلد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.501‬‬


‫(‪)2‬ولد باه السيد‪ ،‬اتجاهات العولمة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب ‪ ،5111،‬ص‪.11‬‬
‫كارل فون كالوزوفيتش‪ :‬جنرال ومفكر(‪ )0910-0191‬قام بعد حصاراته لنابليون بإنشاء أكاديمية عسكرية في برلين ووضع‬
‫مؤلفه الضخم عن "الحرب" التي أثرت فيما بعد في عقيدة أركان الحرب األلمانية ثم الذين انشؤوا الجيش األلماني‪ .‬ينظر كاظم‬
‫عبد الواحد الجسور‪ ،‬موسوعة علم السياسة عمان‪ ،‬مركز الدراسات الدولية‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5112 ،‬ص‪.015‬‬
‫(‪)3‬كار كالزوفيش عن الحرب‪ ،‬تر‪ :‬سلم شاكر األساسي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات ‪ ،0551‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪112‬‬
‫(‪)4‬علي صبح‪ ،‬النزاعات اإلقليمية في نصف القرن ‪ ،0552 -0522‬ط‪ ،5‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5111 ،‬ص‪.015‬‬
‫(‪)5‬احمد سعيفان‪ ،‬قاموس المصطلحات السياسية والدستورية والدولية‪ ،‬عربي انجليزي فرنسي‪ ،‬مكتبة لبنان الناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،5112‬ص‪.025‬‬

‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-2-1‬مفهوم الحروب األهلية‪:‬‬


‫وهي ما تعرف بالعنف اإلثني‪ ،‬الذي كانت دوافعه أو أطرافه أو ضحاياه‪ ،‬تتحدد أساسا نتيجة‬
‫االنتماء إلى جماعة إثنية‪ ،‬حيث تتميز الجماعة اإلثنية عن غيرها من الجماعات استنادا إلى‬
‫معايير ثقافية وأهمها اللغة‪ ،‬الدين‪ ،‬العادات‪ ،‬والتقاليد المشتركة‪ ،‬أو البيولوجية كالمالمح البدنية‪،‬‬
‫واالعتقاد باألصل الواحد المشترك‪ ،‬الذي كانت معايير سواء حقيقية أو غير حقيقية‪ ،‬الذي يعتقد‬
‫(‪)1‬‬
‫كثير الجماعات اإلثنية في إفريقيا‪.‬‬
‫به ا‬
‫كما تعرف بالصراعات الداخلية التي تكون بين أفراد الدولة وفئاتها‪ ،‬التي تكون المجتمع‪ ،‬إذ‬
‫أن المجتمع الدولي يتكون من دول متساوية الحقوق‪ ،‬والواجبات واحترام هذه المساواة والعمل بها‬
‫يفرض على كل دولة عدم التدخل في شؤون الدول األخرى‪،‬كما أنها تتعلق بالنظام السياسي‬
‫الداخلي الحكم الديكتاتوري‪ ،‬الهوية‪ ،‬وكذلك األحزاب السياسية‪ ،‬النخب‪ ،‬جماعات الضغط‪،‬حيث‬
‫تشكل في العالم الثالث ‪ %51‬من مجموع النزاعات العالمية‪ ،‬ومعظمها طويلة األمد نتيجة اندالع‬
‫أزمات اجتماعية‪،‬وأثنية تدخل فيها‪ ،‬اللغة والحضارة‪ ،‬الهوية‪ ،‬الدين‪ ،‬االنتماء القبلي والعرقي حيث‬
‫يمكن أن نطلق على القرن العشرين قرن الحركات اإلثنية‪،‬حيث أصبح هذا النوع من النزاع الداخلي‬
‫يصنف على أنه نزاع دولي فيقول‪ :‬نيد جار‪" :‬أن الصراعات األثنية سياسية ذات طبيعة كونية‬
‫(‪)2‬‬
‫وليست قص ار على المناطق أو أجزاء محددة من العالم"‪.‬‬
‫فالنزاع اإلثني يستخدم لتحديد حاالت التصعيد ضمن مجموعة معينة أو بين المجموعتين‬
‫بحيث يكون االنتماءاإلثني قاعدة للتبعية‪ ،‬واذا كانت هذه االختالفات في حد ذاتها ال تؤدي‬

‫(‪)1‬صبحي علي قنصوه‪" ،‬العنف اإلثني في روندا"‪ ،‬سلسلة دراسات مصرية إفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫(سبتمبر‪ ،)5110‬ص‪.10‬‬
‫(‪)2‬كمال حماد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.11-12‬‬
‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالضرورة إلى النزوع لمستوى التصادم فإن إضفاء الطابع السياسي عليها واستحضار صورة‬
‫(‪)1‬‬
‫الضحية‪ ،‬زيادة على تداول الخطابات ومزاوجتها بوعود ومصالح مادية‪ ،‬لمنظمي العنف اإلثني‪.‬‬
‫فقد أشارت الدراسات إلى أنه هناك حوالي ‪ 055‬جماعة عرقية سياسية مشتركة‪ ،‬بين دولة‬
‫ودولة أخرى مجاورة لها‪ ،‬ومرتبطة معها لغويا‪ ،‬وبالتالي اندالع صراع في الدولة الواحدة بالضرورة‬
‫له انعكاس وأثر في الدولة األخرى ولعل أدق مثال‪ :‬هو الصراع بين جماعات التوتيوالبورندي‬
‫بمقع الهوتو‪ ،‬بالمقابل الهوتو في روندا بقمع التونسي‪ ،‬وهذا ينطلق في حالةتعدد األعراق ومحاولة‬
‫االنفصال أو المطالبة بالحكم الذاتي‪.‬‬
‫فالحروب األهلية وليدة حالة من الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االستعمار‬
‫‪ -‬إخفاق الدول المستقلة في تحقيق التقدم والنمو‪.‬‬
‫‪ -‬الفشل في تحقيق السلم واألمن ودعم الجماعات المتصارعة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬رفض االعتراف بهوية مجموعة إثنية معينة واندالع أعمال العنف‪.‬‬
‫وقد تكون متعلقة بالتهديدات البيئية‪ :‬والتي تتدرج منها الموارد النادرة كالنفط‪ ،‬الغذاء‪ ،‬المياه‪،‬‬
‫فالتحكم في هذه المعطيات والتي تمثل انتماء بيئيا ومصد ار طبيعيا في الدول‪ ،‬كذلك نجد أن‬
‫العوامل المناخية ا لبيئية الصعبة‪ ،‬والتي تؤدي إلى اللجوء للبحث عن أماكن أخرى فيها ظروف‬
‫(‪)3‬‬
‫أكثر مالئمة‪ ،‬وهذا ما يولد نزاعا حول الموارد بسبب عدم كفايتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد العاطي عبيد ربيع‪ ،‬دور منظمة الوحدة اإلفريقية وبعض المنظمات األخرى في فض المنازعات‪ ،‬دار القومية العربية للثقافة‬
‫والنشر‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،5115 ،‬ص ‪.052‬‬
‫(‪)2‬عبد القادر رزيق المخادمي‪ ،‬النزاعات في القارة اإلفريقية إنكسار دائم أم انحسار مؤقت؟ ‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،‬ص ص‪.021-021‬‬
‫(‪)3‬اسماعيل صبري مقلد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.555‬‬
‫‪01‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فأصبحت حدود الدولة الوطنية ال تشمل إال في الحاالت النادرة‪ ،‬مناطق سكنية متجانسة‬
‫عرقيا‪ ،‬فداخل الدول التي يبلغ عددها حوالي ‪ 051‬دولة في العالم وفقا للتعديالت يعيش مواطنون‬
‫ينتمون إلى ما بين حوالي ‪ 1111‬و‪ 9111‬إثنية بشرية معظمها اثنيات محلية‪.‬‬
‫وتوصف األزمات االثنية إذا كانت إحدى الجماعات الشعبية المتصارعة على األقل تبرر‬
‫موقعها بطرح يتضمن أن األزمة الناشئة عن الفرق االثنية‪ ،‬تنجم عن مقاومة االندماج عندما‬
‫تشعر أقلية اال ثنية أن هويتها الثقافية مهددة بسبب الضغط الذي تمارسه عليها األغلبية لكي‬
‫(‪)1‬‬
‫تتماثل معها‪.‬‬
‫و الصراعات االثنية التي يتم فيها استخدام العنف تتسم دائما بعالمات منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم احترام القوانين اإلنسانية في الحرب‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التمييز بين المقاتلين والسكان المدنيين‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة أعمال فضيعة جسدية ونفسية بمنهجية بما في ذلك ارتكاب مقصود بجرائم‬
‫االغتصاب‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لتصعيد العنف في ظروف معينة إلى درجة اإلبادة الجماعية‪.‬‬
‫ومن الممكن أن تؤدي الصراعات االثنية إلى تهديد السالم العالمي‪ ،‬خاصة إذا كانت دول عديدة‬
‫(‪)2‬‬
‫متورطة فيها‪ ،‬نظ ار إلى التوزيع الجغرافي للسكان‪.‬‬

‫(‪)1‬أندريا فيرايكه وآخرون‪ ،‬أطلس العلوم السياسية النظرية السياسية‪ ،‬األنظمة السياسية‪ ،‬العالقات الدولية تر‪ :‬سامي أبو يحي‬
‫المكتبة الشرقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5105 ،‬ص‪.505‬‬
‫(‪)2‬عبد العاطي عبيد ربيع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.052‬‬
‫‪07‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬لمحة عن السودان‪:‬‬


‫‪-1-2‬جغرافية السودان‪:‬‬
‫السودان كلمة عربية مشتقة من تعبير بالد السودان أي بالد السود وهو اللفظ الذي كان‬
‫يطلقه العرب في العصور الوسطى علي سكان المساحات واألقاليم الشاسعة من افريقية‪ ،‬فيما‬
‫وراء الصحراء الكبرى‪ ،‬من البحر األحمر والمحيط الهندي إلي المحيط االطلسي‪ ،‬لما الحظه‬
‫(‪)1‬‬
‫العرب على لون البشرة الغالب على سكان هذا اإلقليم‪،‬الكبير‪،‬ومازال اللفظ يستعمل حتي اآلن‪.‬‬
‫كان شمال البالد بين الشاللين السادس واألول للنيل‪ ،‬يعرف بالنوبة أي بلد الذهب باللغة‬
‫المحلية‪ ،‬وكان السودان يسمى مملكة مروة ثم مملكة شنغار من ‪ 0112‬إلى ‪0950‬م‪ ،‬وبعدها‬
‫(‪)2‬‬
‫السودان اإلنجليزي المصري‪.‬‬
‫‪ -‬الموقع‪ :‬يقع السودان شمال شرق افريقيا‪ ،‬يحده مصر وليبيا شماال‪ ،‬تشاد وجمهورية افريقيا‬
‫الوسطى غربا وزائير وأوغندا جنوبا‪ ،‬اثيوبيا والبحر األحمر شرقا‪ ،‬ويمتد من خط عرض ‪°55‬‬
‫(‪)3‬‬
‫شماال إلى خط العرض ‪ °12‬قرب خط اإلستواء‪.‬‬
‫‪ -‬الحدود الدولية الكلية‪:‬‬
‫‪1151‬كلم منها ‪ 0012‬كلم مع جمهورية افريقيا الوسطى و‪0111‬كلم مع مع تشاد‪0511 ،‬كلم‬
‫مع مصر‪ ،‬و‪ 550‬كلم مع اثيوبيا و‪ 515‬كلم مع كينيا و‪191‬كلم ليبيا و‪ 212‬كلم مع أوغندا‬
‫و‪ 159‬كلم مع الكونغو‪.‬‬
‫المساحة اإلجمالية‪ 5.2122.901 :‬كلم‪ ،5‬مساحة األرض‪ 5.111.111 :‬كلم‪،5‬طول الشريط‬
‫(‪)4‬‬
‫الساحلي‪ 921 :‬كلم‪.‬‬
‫أهم المدن‪ :‬يور سودان‪ ،‬جوبا‪ ،‬عطيرة‪ ،‬مدني‪ ،‬األبيض‪ ،‬كويستي‪ ،‬كساال‪.‬‬

‫(‪)1‬محمد عبد الغني سعودي‪ ،‬السودان‪ ،‬دار الرائد للطباعة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫(‪)2‬لزهر حسناوي‪ ،‬أطلس الدول العربية‪ ،‬منشورات نوميديا للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،5101 ،‬ص‪.99‬‬
‫(‪)3‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ط‪ ،5‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،0551 ،‬ص‪.551‬‬
‫(‪)4‬محمود محمد موسى‪ ،‬موسوعة الوطن العربي ‪ ،‬دار الدجلة‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.091‬‬
‫‪08‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أهم الجبال‪ :‬جبل مرة‪ ،‬العوينات‪ ،‬كدفان‪ ،‬دارفور‪ ،‬هضبة بالد النوبة‪ ،‬أعلى قمة‪ :‬قمة كينيني‬
‫‪ 1019‬كلم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أهم األنهار‪ :‬النيل األبيض‪ 1111 ،‬كلم‪ ،‬النيل األزرق‪ ،‬السوباط‪ ،‬عطيرة‪.‬‬
‫وينقسم السودان إلى أربعة مناطق كبرى هي‪ :‬الشمال‪ :‬منطقة مطلة على البحر األحمر‬
‫محدد بتالل جبل الحمايات ‪ 5111‬كلم‪ ،‬وهي سهبية متكونة من قاعدة رملية مغطاة بطبقة رقيقة‬
‫من الرمل مرملة‪ ،‬والمنطقة الغربية الوسطى "القوز"‪ ،‬حول جبل مرة وتقدر ب‪1111‬متر‪ ،‬المنطقة‬
‫الوسطى للخرطوم‪ ،‬سهول أرضية شاسعة‪ ،‬موجودة بين النيل األبيض والنيل األزرق‪ ،‬وأكثر‬
‫(‪)2‬‬
‫خصوبة‪ ،‬بها مزرعة الفالحية الكبرى الجزيرة‪.‬‬
‫النبات الطبيعي‪ :‬تنمو حشائش اإلستبس في القسم األوسط من السودان أما حشائش السفانا فتنمو‬
‫في القسم الجنوبي و الحشائش اإلستوائية في أقصى الجنوب‪ ،‬الغابات اإلستوائية في القسم‬
‫(‪)3‬‬
‫الجنوبي بسبب المناخ الموسمي‪.‬‬
‫السودان غني بمالموارد‪ ،‬تقدرالمساحة القابلة للزراعة بحوالي ‪ 25‬مليون هكتار المساحة‬
‫المزروعة حوالي ‪ 1‬ماليين هكتار‪ ،‬وأراضي الغابات حوالي ‪ 50.2‬مليون هكتار وأراضي المراعي‬
‫حوالي ‪ 001.12‬مليون هكتار‪ ،‬وتقدر المياه المتاحة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 51.2‬مليار م‪ 1‬حصة السودان في نهر النيل ‪ 12.1،‬مليار م‪ 1‬من األنهار غير النيلية‪0.2،‬‬
‫مليار م‪ 1‬من المياه الجوفية‪،‬وألراضي المراعي الطبيعية تمتد من الجنوب إلى الشمال حوالي‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ 001.12‬مليون هكتار رأي نصف المساحة الكلية للسودان‪.‬‬
‫المناخ‪:‬مناخ السودان مداري بوجه عام‪ ،‬فال يوجد بالسودان جزء ال تمر عليه أشعة الشمس‬
‫العمودية‪ ،‬وبذلك فإن مناخه يتدرج من الصحراء في أقصى الشمال‪ ،‬حيث يعز المطر إلى المناخ‬

‫(‪)1‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪Messaoud jir , soudan trent ans d’indépendance préssence africaine , paris,1987 , p14 .‬‬
‫(‪)3‬لزهر حسناوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫(‪)4‬عبد اهلل حسوني جذوع ‪ ،‬تصحر األراضي ومياه مشكلة بيئية خطيرة‪ ،‬دار الدجلة ‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5110،‬ص‪.520‬‬
‫‪09‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المداري ذي المطر الصيفي‪ ،‬والذي تتفاوت فيه شهور المطر إلى المناخ دون اإلستوائي‪ ،‬أو شبه‬
‫االستوائي في أقصى الجنوب‪ ،‬ونظ ار لعدم وجود كتل جبلية تمتد من الشرق إلى الغرب فإن اتجاه‬
‫الرياح نحو الشمال أو الجنوب ال يقف في سبيله حاجز‪ ،‬ومن ثم تمييز المناخ بالتدرج وأصبحت‬
‫الحدود الفاصلة بين اقليم وآخر غير واضحةوبالتالي السودان يعتبر من أكثر المناطق اإلستوائية‬
‫في العالم ارتفاعا في درجات الح اررة‪ ،‬وتصل متوسطاتها الشهرية القصوى حوالي ‪ 21‬درجة‬
‫(‪)1‬‬
‫مئوية‪.‬‬
‫وهذا راجع لشساعة البالد ماجعلها تتمتع بمناخ متنوع‪ ،‬تتأرجح بين المناخ المداري الرطب‬
‫في الجنوب البالد غزير األمطار‪ ،‬ومناخ صح اروي جاف في شمالي البالد‪ ،‬فمناخ جاف طول‬
‫(‪)2‬‬
‫السنة وأمطار صيفية موسمية‪.‬‬
‫‪-1-1-2‬اإلطار البشري‪:‬‬
‫يبلغ عدد سكان السودان أكثرمن‪ 11‬نسمة‪ ،‬خالل سنة‪ ،5119‬وتقدر الكثافة السكانية‪:‬‬
‫‪02‬نسمة‪/‬كلم‪ 5‬أما عدد السكان بأهم المدن‪ :‬أم درمان‪ 0511111:‬نسمة‪ ،‬الخرطوم‪510119 :‬‬
‫نسمة بورسودان‪ 501192 :‬نسمة‪ ،‬األبيض‪ 511.51:‬نسمة‪،‬نسبة عدد سكان المدن‪،%12 :‬‬
‫نسبة عدد سكان األرياف‪ ،%12:‬اللغة العربية الرسمية‪ :‬النوبية‪-‬اإلنجليزية–لهجات محلية‪،‬‬
‫الديانة‪ :‬مسلمون ‪ ،%11‬معتقدات محلية ‪ ،%52‬مسيحيون ‪ ،%12‬األعراق البشرية‪ :‬العرب‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫النوبيين‪ ،‬الحاميون‪ ،‬الزنوج‪ ،‬قبائل الدجة‪.‬‬
‫وتلعب الظروف الطبيعية باإلضافة إلى العوامل القبلية دو ار هاما في توزيع السكان‪ ،‬حيث‬
‫يحتل نصف السكان مديريات البالد التسع وهي دارفور‪ ،‬وكردفان والنيل األزرق‪ ،‬نسبة‬
‫سكان الحضر ‪ %51‬من السكان كما أن هناك ‪ %02‬من القبائل الرحل‪ ،‬وبالنسبة للتركيب‬
‫العمري وقوة العمل‪ ،‬تبلغ نسبة الشباب األقل ‪ 02‬سنة ‪ %25‬من مجموع السكان بينما نسبة‬

‫(‪)1‬محمد عبد الغني سعودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫(‪ )2‬نبيل موسى جبايلي‪ ،‬جغرافية الوطن العربي‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5105 ،‬ص‪.522‬‬
‫(‪)3‬محمود محمد موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.091-091‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السكان القادريين على العمل حوالي ‪ %21‬يتوزعون بين القطاعات الزراعة والصناعة والخدمات‬
‫بنسب ‪ %15‬و‪%2‬و‪%5‬بالترتيب‪ ،‬أما عن ظروف الحياة المعيشة في السودان‪ ،‬فنجد توقع األجل‬
‫عند الميالد ال يتجاوز‪ 21‬عاما كما ترتفع نسبة األميةّ إلى حوالي ‪%11‬بما يعكس بوضوح تدني‬
‫(‪)1‬‬
‫معدالت التنمية بالبالد‪.‬‬
‫‪-2-1-2‬التركيب العرقي اللغوي و الديني‪:‬‬
‫ينقسم السودانيون بين أكثر من ‪ 211‬قبيلة تختلف أصولها العرقية بين العروبة والزنجية‬
‫كما تختلف لغاتها ولهجاتها المحلية‪ ،‬وتنقسم تلك القبائل إلى قبائل منطقة البحر األحمروقبائل‬
‫بني عامرالتي تتكلم بلغاتها القديمة المشتقة من الحامية والسامية كما نجد قبائل النوبية في شمال‬
‫وادي النيل وهي تتكلم العربية المختلطة ببقايا اللغة النوبية‪ ،‬أما في وسط بالد فهناك مجموعة‬
‫من القبائل العربية كالكباش والكواهلةوالجعليينوالرشايدة‪ ،‬بينما يعج الجنوب بالقبائل الزنجية كالنوير‬
‫والشيك والكاوك باإلضافة إلى الدنكا أكبرالقبائل الزنجية في البالد‪.‬‬
‫ويعتبر اإلسالم الدين السائد في السودان إذ يتجاوز اتباعه ثالثة أرباع السكان‪ ،‬وهناك‬
‫العديد من الطرق الصوفية‪ ،‬وأهمها الطريقة المهدية‪ ،‬باإلضافة إلى القادرية والسمانية‪ ،‬وهناك‬
‫الوثنية خصوصا في الجنوب تصل إلى خمس السكان‪ ،‬باإلضافةّ إلى األقلية المسيحية ‪%2‬‬
‫تنقسم بين البروتستانت والكاثوليك واألرثودوكس‪.‬‬
‫ويعد السودان بتكوينه االجتماعي هذا أكثر البالد العربية تفرقا في ثقافته السياسية‪،‬فهو‬
‫الدولة العربية الوحيدة التي تنقسم فيها الهوية‪ ،‬الثقافية والقومية بين العروبةواالفريقية‬
‫(‪)2‬‬
‫باإلضافة التقسيم البريطاني خالل فترة الحكم االستعماري بين الشمال والجنوب‪.‬‬

‫محمود خليل‪" ،‬األمن القومي السوداني ومشكلة الجنوب"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪( 20‬سبتمبر‪)0599‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.512‬‬
‫(‪)2‬محمد عبد الغني سعودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪10‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المؤشرات السياسية‪:‬اسم البلد الجمهورية السودانية‪،‬تاريخ االستقالل ‪0521‬م‪ ،‬نظام الحكم‪:‬‬


‫جمهوري‪،‬العاصمةالخرطوم‪ ،‬ومنذ ‪ 0550‬أصبحت الشريعة اإلسالمية قانون البالد‪،‬تاريخ‬
‫(‪)1‬‬
‫االنضمام إلى األمم المتحدة ‪.0521‬‬
‫المؤشرات االقتصادية‪:‬تعتبر الوحدة النقدية الوحدة النقدية‪ :‬الجنيه السوداني =‪ 011‬قرش‬
‫أما إجمالي الناتج المحلي‪ 12.1 :‬بليون دوالر‪ ،‬بينما معدل الدخل الفردي‪ 121:‬دوالر‬
‫فيما تكمن المساهمة في إجمالي الناتج المحلي‪:‬الزراعة‪،%15.9 :‬الصناعة‪ ،%09.2 :‬التجارة‬
‫والخدمات‪.%20.9 :‬‬
‫القوة البشرية العاملة في الزراعة ‪،%91‬بينما في الصناعة‪% 9‬والتجارة والخدمات ‪ %05‬و معدل‬
‫البطالة ‪%2‬وبلغ معدل التضخم‪ ،%01‬ومن بين أهم الصناعات في السودان القطن والمنتوجات‬
‫اإلسمنت‪ ،‬تكرير البترول الكمياويات الدوائية‪ ،‬الصابون واألحذية والسكر‪ ،‬بينما المنتوجات‬
‫الزراعية فنجد القطن‪ ،‬الصمغ الغربي‪ ،‬الزيوت‪ ،‬الحبوب والذرة‪،‬الثروة الحيوانية‪ 51:‬مليون رأسا‬
‫اإلبل ‪ 5.5‬مليون‪.‬‬
‫وفيما يخص انتاج النفط نجد حوالي ‪ 211.011‬برميل‪ ،‬واحتياطي الذهب والفضة ‪ 0.119‬مليار‬
‫(‪)2‬‬
‫دوالر‪ ،‬تصدير النفط‪ 595 ،011:‬برميل‪ ،‬بينما بلغ احتياطي الغاز‪ 92.52 :‬مليار متر مكعب‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Fawzy Didar ,La Republique du Soudan 1956-1966,Alger,socritenatitioonnale,pp11-12.‬‬
‫(‪ )2‬الهادي قطش ‪ ،‬عبد الرحمان أحمد إدريس‪ ،‬أطلس الجزائر والعالم‪ ،‬طبيعيا وبشريا‪ ،‬اقتصاديا‪ ،‬سياسيا‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‬
‫عين مليلة‪ ،5100 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-2‬نبذة تاريخية عن السودان‪:‬‬


‫أثناء الفتح اإلسالمي دخل المسلمون إلى مصر عام ‪ 111‬م فعقدوا معاهدة مع الدولة‬
‫النوبية ‪ ،‬ودامت طويال‪ ،‬فإنتشر الدين اإلسالمي بسبب تنقل التجار المسلمين بين هذه المناطق‪،‬‬
‫وازداد ت خاصة أيام الدولة الفاطمية‪ ،‬وبعدها الدولة األيوبية‪ ،‬كذلك عهد المماليك عام ‪0521‬هـ‪.‬‬
‫وأصبحت المنطقة بأكملها مسلمة تتكلم اللغة عربية رغم القضاء على الدولة النوبية المسيحية‬
‫عام ‪ 0212‬وقيام دولة الفونج‪ ،‬أو السلطة الزرقاء عام ‪ 0212‬إلى ‪ 0950‬نتيجة تحالف بين‬
‫(‪)1‬‬
‫عرب القواسمة والفونج‪ ،‬وامتدت على قسم كبير من السودان وخاصة على عهد عمارة‬
‫واتخذت شعا ار لها‪ ،‬بعد أن قضت على مملكة علوة ومع هذه الدولة بدأ انتشار المذهب‬
‫المالكي‪ ،‬وبدأ تفكك هذه الدولة في ق ‪ 09‬بسبب تمرد عدد من القبائل على السلطة بينما بدأت‬
‫تنشأ غربي السودان قوة جديدة عرفت بمملكة دارفور وعاصمتها طرة‪ ،‬وصمدت المملكة الجديدة‬
‫(‪)2‬‬
‫قرنين من الزمن حتى فتحت قوات محمد علي السودان‪.‬‬
‫‪-‬اإلحتالل اإلنجليزي‪:‬‬
‫اجبرت انكلت ار حكومة مصر على سحب جيشها من السودان بعد انتصار ثورة المهدي‪ ،‬في‬
‫‪ 02‬سبتمبر ‪ 0990‬بزعامة محمد أحمد مهدي تدعوا إلى قيام دولة سياسية إسالمية واستقالل‬
‫البالد وتحريره فأصبح يعرف بالمهدي المنتظر‪ ،‬وقاد كينشز عدد منضباط االنجليز حملة الجيش‬
‫المصري إلعادة دخول السودان ‪ ،0951‬حتى عام ‪ ،0959‬حيث انهزم المهديون في معركة أم‬
‫درمان‪،‬فعقدت اتفاقية بين مصر واالنجليز ‪ 0955‬حجة أن السودان قد أعيد فتحه بدعم من‬
‫البلدين‪ ،‬ورفع العلم المصري واالنجليزي وتعيين حاكم عسكري للسودان‪ ،‬تختاره بريطانيا ويعينه‬
‫(‪)3‬‬
‫الخديوي‪.‬‬

‫(‪)1‬إبراهيم الفاعوري‪ ،‬تاريخ الوطن العربي‪ ،‬دار الحامد للنشر التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5100 ،‬ص‪.125‬‬
‫(‪)2‬محمود محمد موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.051‬‬
‫(‪)3‬هشام سوادي هاشم‪ ،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر‪ ،0509-0201 ،‬من الفتح العثماني حتى نهاية الحرب العالمية األولى‬
‫دار الفكر ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،5115 ،‬ص ص‪.550-551‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبدأت المظاهرات واالحتجاجات تعم مصر والسودان‪ ،‬وتنامت حركات المعارضة‪ ،‬في‬
‫السودان ففي عام ‪ 0519‬قام مؤتمر الجريجين وهو اتحاد المعلمين السودانيين بقيادة إسماعيل‬
‫األزهري باالندماج مع الحزب الوطني اإلتحادي‪،‬في‪0520‬تم تأسيس حزب األشقاء ثم ‪0521‬‬
‫تأسس حزب األمة بقيادة عبد الرحمان المهدي‪ 0521 ،‬تأسس الحزب الشيوعي‪ ،‬وتبع إخوان‬
‫المسلمين‪،‬وبدأ البريطانيون مع مطلع العشرينات في تكوين تيار سوداني قوي معاد لمصر‪،‬وحمل‬
‫شعار السودان للسودانيين‪ ،‬وكانت مطالب مؤتمر الخريجين المنعقد ‪ 0521‬بمصر يطلب عونها‬
‫في تحسين أوضاع السودان‪ ،‬إال أن الحكومة البريطانية عارضته وقاومته‪ ،‬وفي‪ 0525‬قدم المؤتمر‬
‫للسلطات البريطانية في السودان بمذكرة شرح بها أماني البالد‪:‬‬
‫‪ -‬اصدار تصريح مشترك مصري انجليزي يمنح السودان حق تقرير المصير بعد الحرب‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس هيئة سودانية تمثل الشعب السوداني إلقرار القوانين‪.‬‬
‫‪ -‬فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس مجلس سوداني أعلى للتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬الغاء قانون المناطق المغلقة في جنوب السودان‬
‫‪ -‬وقف المعونات عن اإلرباليات التبشيرية في الجنوب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لكن هذه المذكرة قوبلت بالرفض من طرف الحاكم السوداني االنجليزي‪.‬‬
‫بقيت بريطانيا تحاصر السودان‪ ،‬حيث اصدرت اوامر لقواتها في مصر بتعبئة الجيش المصري‬
‫والزحف به الحتالل السودان‪ ،‬واذا كان السودان قد أصبح خاليا فان بقية السواحل المصرية لهذه‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولة االفريقية قد اقسمت بين ايطاليا وفرنسا وانجلترا‪.‬‬
‫اتجهت الحركة الوطنية في السودان عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية باتجاهين‪ ،‬األول‬
‫ذهب إلى تأييد االتحاد مع مصر "حزب االتحادين"والثاني دعا إلى قيام حكومة سودانية حرة‬

‫(‪)1‬زهدي عبد المجيد سمور‪ ،‬تاريخ العرب المعاصر‪ ،‬الشركة العربية المتحدة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،5115 ،‬ص‪.011‬‬
‫(‪)2‬جالل يحي العالم العربي الحديث والمعاصر ج‪ ،0‬مكتبة دار الجامعي الحديث‪،‬مصر‪ ،‬االزاريطة‪ ،5110 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫متحدة مع التاج المصري بينما الحزب الوطني من أهدافه اقامة حكومة سودانية ديمقراطية متحدة‬
‫مع مصر‪ .‬أما االتحاد الثاني حزب األمة السوداني يهدف إلى استقالل السودان بمعزل عن‬
‫مصر‪ ،‬وبعد قيام الثورة المصرية أرسلت الحكومة مذكرة إلى الحكومة البريطانية أعلنت فيها‬
‫اعترافها بحق السودانيين بتقرير مصيرهم‪ ،‬كما سعت إلى توحيد األحزاب االتحادية السودانية في‬
‫حزب واحد تحت اسم الحزب الوطني االتحادي في ‪ ،0525‬وكان موقف األحزاب السودانية مؤيدا‬
‫للمذكرة‪ ،‬أما الحكومة البريطانية فقد أفشلت االتفاق وأعلنت تحفظاتها على القرار‪ .‬فدخلت‬
‫الحكومتان المصرية والبريطانية ‪ 0521‬في مباحثات حول الحكم الذاتي‪ ،‬وفيه تم تحديد فترة‬
‫االنتقال بان ال تتعدى ثالث سنوات لمنح السودان حكم ذاتي‪.‬‬
‫تم تشكيل لجان‪ ،‬ففاز الحزب الوطني و قام بتأليف الو ازرة برئاسة اسماعيل األزهري‪ ،‬لكن‬
‫أخذت المعارضة باإلطاحة ضد اسماعيل األزهري وفقدت الحكومة استقاللها‪ ،‬ففشلت حكومةجديدة‬
‫بأغلبية ضئيلة‪ ،‬وناشدت البرلمانبإعالن استقالل السودان وصدور القرار ‪ 0522‬وصادق مجلس‬
‫(‪)1‬‬
‫الشيوخ على القرار ‪ 0521‬ورفع العلم السوداني وأنزل العلم البريطاني‪.‬‬
‫وأصبحت ا لسودان عضوا في جامعة الدول العربية‪ ،‬وعضوا في األمم المتحدة ومنظمة الوحدة‬
‫االفريقية‪ ،‬لكن في ‪01‬نوفمبر ‪ 0521‬قام انقالب عسكري بقيادة ابراهيمعبود قضى على النظام‬
‫القائم وحل األحزاب السياسية‪ ،‬ثم انتقل الحكم في أعقاب حركة شعبية ‪ 0512‬من المجلس االعلى‬
‫للقوات المسلحة إلى حكومة مدينة يرأسها ختم الخليفة وبقي عبودرئيسا للدولة‪ ،‬وشكل خليفة و ازرة‬
‫(‪)2‬‬
‫ائتالفية فيها الجنوب‪.‬‬

‫(‪)1‬طه ياسين نمير‪،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر‪ ،‬دار الفكر‪،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5101 ،‬ص ص‪.502-501‬‬
‫(‪)2‬مفيد الزيدي‪ ،‬موسوعة التاريخ العربي المعاصر والحديث‪ ،‬دار األسامة‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5112 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب الصراعات في السودان‪:‬‬


‫إن من أسباب الصراعات والحروب األهلية في السودان متعددة ومتنوعة‪ ،‬وفقا لطبيعة‬
‫الصراعات المتواجدة فيها واألسباب التي أدت إلى نشوبها‪ ،‬فيبدو أن مستقبل التناحر والحروب‬
‫السودانية ال يخرج عن واحد من السيناريوهات الثالثة ‪ :‬فإما التركيب القائم على معايير االنتماء‬
‫الجغرافي بعيدا عن الهوية الدينية‪ ،‬أو التفكيك وتقسيم السودان إلى مجموعة من الكيانات ذات‬
‫إرتباطات إقليمية مختلفة واماإعادة التفكيك والتركيب معا‪ ،‬وقد مثلت اشكالية السلطة و توزيع‬
‫الثروة فيالسودان محورالصراعات والحروب األهلية التي شهدها في الجنوب والغرب و الشرق‪،‬فقد‬
‫رفعت جماعات التمرد مطالب ملحة ضد سياسات التهميش واإلقصاء التي تعرضت لها مجتمعاتها‬
‫(‪)1‬‬
‫طيلة سنوات ما بعداالستقالل‪.‬‬
‫‪ -‬لم يمتلك السودان قبل االستقالل تقاليد الدولة الوطنية المتجانسة‪ ،‬وانما شهد تعددا وتنوعا‬
‫في الثقافات والديانات واألعراق‪ ،‬حتى أنه استحق وصف مرآة إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -‬التعددية اإلثنية في السودان‪ ،‬فمن الناحية الطبيعية والعرقية والثقافية يمثل عالما إفريقيا‬
‫مصغرا‪ ،‬سكانه من األجناس واأللوان‪،‬ويتبع ذلك التنوع في اللغات والتقاليد والمعتقدات‬
‫(‪)2‬‬
‫وبالتالي فهو مجتمع متنوع وليس له مطالب مشتركة ‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى العوامل االقتصادية وتقسيم الثروة والموارد يتضح ذلك بجالء من تطور‬
‫مشروع قناة جونجلي‪ ،‬والنظر إليه الجنوبيين على أنهم سوف يحرمون من مواردهم الطبيعية‬
‫لصالح الشمال‪ ،‬واكتشاف النفط في الجنوب أضاف بعدا مهما لفهم الصراعات في‬
‫السودان‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫(‪)1‬عبد الرحمان حسين حمدي‪ "،‬التنافس الدولي في القرن اإلفريقي"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،011‬المجلد‪ (،22‬جويلية ‪)5115‬‬
‫ص‪.525‬‬
‫(‪ )2‬عبد العزيز راغب شاهين‪ ،‬الصراع القبلي والسياسي في المجتمعات حوض النيل‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة ‪ ،5100 ،‬ص‪.511‬‬
‫(‪)3‬عبد الرحمان حسين حمدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.525‬‬
‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن مسببات الصراع في السودان يكمن في البعد الخارجي للصراعات فيه ودوره في تأجيج‬
‫الصراعات فيه‪ ،‬إذ ال يمكن إنكار دور االمتداد اإلقليمي لبعض القبائل‪،‬فالرئيس تشادي ادريس‬
‫ديبي وبعض وزرائه‪ ،‬ينتمون إلى قبائل الزغاوةولقد كان أول قائد ميداني في الجيش التحريري‬
‫دارفور الذي أطلق ش اررة التمرد األول ‪ ،5111‬والسيد عبد اهلل ابكر أحد قادة الهجوم الناجح الذي‬
‫انطلق من دارفور ‪ ،0551‬ليدفع بإدريس ديبي إلى سدة السلطة في تشاد فيبقى المتغير الخارجي‬
‫في دعم أطراف الصراع‪ ،‬والتدخل في تفاعالته المختلفة وكذلك التحكم في آليات التسوية يشكل‬
‫المتغير األهم في الصراعات القائمة في السودان‪ ،‬ألن القوى الغربية تحاول دائما صياغة وتشكيل‬
‫(‪)1‬‬
‫المنطقتين العربية واإلفريقية بما يخدم مصالحها وأهدافها االستعمارية‪.‬‬
‫وظاهرة الحروب األهلية مستمرة في الدولة وغيرها من البلدان االفريقية‪ ،‬وهو دليل واضح‬
‫على عدم فهم جميع أبعاد هذه الظاهرة‪ ،‬وثمة عدة مالحظات أساسية تعد مقدمات ضرورية لتفهم‬
‫ظاهرة الصراعات والحروب األهلية في دولة السودان‪:‬‬
‫األولى أنها تشهدوجود انقسامات اثنية‪ ،‬وعرقية‪ ،‬وقبلية منوعة‪ ،‬وتباين هذه المجموعات ثقافيا‬
‫واجتماعيا‪ ،‬وقد تملك هوية ذاتية تضعها في مرتبة أسمى من االنتماء إلى الهوية القومية‪ ،‬وهو‬
‫ما يدعم قناعتها باالستقالل والتمايز العرقي‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن هذه االنقسامات تتسم بالكثير من المستويات العالية من العنف والتسيس‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في جنوب السودان‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أنه عادة في ظل هذا التوتر العرقي ما يتصاعد العداء بين مجموعتين إثنيتين على‬
‫نحو مكثف‪ ،‬ويزداد الشك بين هاتين الجماعتين‪ ،‬بحيث تعتقد كل جماعة أنها مهددة من قبل‬
‫الجماعة األخرى‪ ،‬وتتوالى األفعال العنيفة وردود األفعال المضادة‪.‬‬
‫(‪(2‬‬

‫(‪)1‬محمود محمد موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫(‪ )2‬عبد الرحمان حمدي‪ ،‬افريقيا وتحديات عصر الهيمنة أي المستقبل؟‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،5119،‬ص ص ‪-051‬‬
‫‪.050‬‬
‫‪17‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الرابعة‪ :‬وجود وعي اثني متزايد‪ ،‬سواء من حيث مداه أو ثقافته‪ ،‬ومن ثم فإن المناخ‬
‫االقتصادي واالجتماعي والسياسي المصاحب له سيتم بالتوتر‪ ،‬وفي ظل هذه الظروفواألوضاع‬
‫يكتسب العامل االثني نوعا من االشباع والتدعيم‪ ،‬ويورث االنتماء العرقي عبر االجيال المتتالية‪،‬‬
‫فالثغرة اإلثنية تسيطر على العائلة‪ ،‬وأجهزة االعالم‪ ،‬والحوارات الخاصة والعامة‪ ،‬ومختلف الوسائط‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلعالمية االجتماعية‬

‫(‪)1‬عبد الرحمان حمدي‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.050‬‬

‫‪18‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الصراعات والحروب األهلية التي عرفها السودان‪:‬‬


‫تشهد دولةالسودان تباينا عرقيا واختالفا اثنيا واضح المعالم‪ ،‬تم توظيفه في معظم األحيان‬
‫لتحقيق أهداف ومآرب سياسية داخلية لمصلحة جماعة حاكمة دون أخرى‪ ،‬وهو ما أدى إلى‬
‫تصعيد التوترات االجتماعية والسياسية بين الجماعات المتمايزة‪.‬‬
‫‪-1-4‬الصراع في جنوب السودان‪:‬‬
‫يعد البريطانيون أول من سمى جنوب السودان وكان ذلك في عام ‪ 0550‬بهدف ايجاد كيان‬
‫مستقل بهم‪ ،‬تبلغ مساحة جنوب السودان حوالي ‪ 111‬ألف كيلو متر مربع من مساحة السودان‬
‫البالغة ‪ 5.2‬مليون كيلومتر مربع تقريبا أي ما يعادل ‪% 59‬من المساحة الكلية للبالد وللجنوب‬
‫حدود تمتد الى ‪5111‬كلم تقريبا‪ ،‬مع خمس دول هي اثيوبيا وكينيا أوغندا الكونغو وافريقيا‬
‫الوسطى‪ ،‬ويعرف جنوب السودان بانه الجزء الذي يمتد جنوبا حتى بحيرة ألبرت بأوغندا ويشتمل‬
‫على ثالث مبريات هي بحر الغزال االستوائية‪ .‬اعالي النيل‪ ،‬وتشكل المراسمي ‪%21‬‬
‫منالجنوب السوداني واالراضي الزراعية ‪ %11‬يمنا نشغل الغابات الطبيعية ‪ %51‬والسطوح‬
‫(‪)1‬‬
‫المائية ‪ %1‬من جملة المساحة‪.‬‬
‫تعتبر مشكلة الحرب األهلية في جنوب السودان‪ ،‬والتي جاوز أعوامها الثالثين‪ ،‬من أهم‬
‫التهديدات ألمن واستقرار هذا البلد الشقيق‪ ،‬الذي يضم بين حدوده العمالقة العديد من الجماعات‬
‫(‪)2‬‬
‫ذوات األصول العرقية المختلفة‪.‬‬
‫لقد بدأت الحرب األهلية عام ‪ 0522‬إثر تمرد بعض الجنوبيين بقيادة يوسف الجو ولجوء‬
‫الحكومة إلى قمع التمرد بقسوة‪ ،‬مما أدى إلى فرار تلك القوات إلى المرتفعات الجنوبية الفاصلة‬
‫بين السودان عام ‪ ،0521‬حاول ممثلوا الجنوب في الجمعية التشريعية من خالل الحزب الليبرالي‬

‫(‪)1‬توفيق المديني‪ ،‬تاريخ الصراعات السياسية السودان والصومال‪ ،‬منشورات الهيئة العامة السورية ‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪5105 ،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Messaoud jir,op cit,p68‬‬
‫‪19‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمرير مشروع لتطبيق الحكم الذاتي في محافظات الجنوب‪ ،‬لكن المشروع واجه معارضة شديدة‬
‫(‪)1‬‬
‫من األحزاب‪.‬‬
‫وبعد اجراء االنتخابات التشريعية عام ‪ ،0529‬طالب نفس الحزب الليبيرالي‪ ،‬أثناء مناقشة‬
‫الدستور الجديد باتباع نظام حكم فدرالي مع التهديد باالنفصال في حالة رفض مطلبه‪ ،‬وقد أدى‬
‫إلى احترام الخالف‪ ،‬وحل البرلمان‪ ،‬وتجميد الحياة السياسية مما مهد الطريق أمام االنقالب‬
‫العسكري األول في نوفمبر من نفس العام‪ ،‬وبعد تولي عيود السلطة استمرت األوضاع على‬
‫توترها في الجنوب‪ ،‬ولجأ النظام إلى استخدام العنف مع المتمردين‪ ،‬مما أدى إلى استمرار القتال‬
‫وتشريد اآلالف من سكانالجنوب ولجوئهم إلى أوغندا حيث تم تشكيل أول حزب سياسي‪ ،‬يمثل‬
‫المتمردين الجنوبيين‪ ،‬هو حزب االتحاد الوطني اإلفريقي السوداني الذي عرف باسم "سانو" عام‬
‫‪.0515‬‬
‫عند سقوط النظام العسكري في أكتوبر ‪ 0512‬تمت أول محاولة جديدة للمصالحة الوطنية‬
‫من خالل مؤتمر المائدة المستديرة في خرطوم مارس ‪ ،0512‬حضرته األحزاب السياسية‪ ،‬وقادة‬
‫التمرد في الجنوب‪ ،‬وبعض المراقبين من الدول الصديقة مثل‪ :‬مصر وغانا‪ ،‬كينيا‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬تانزانيا‬
‫والجزائر‪ ،‬وتم االتفاق فيه عن عودة الالجئين حرية االعتقاد‪ ،‬واقامة جامعة في الجنوب‪ ،‬واقامة‬
‫(‪)2‬‬
‫لجنة لدراسة الوضع المستقبلي‪.‬‬
‫وبظهور البترول في أرض السودان وخاصة في الجنوب‪ ،‬بدأ صراع مع الحكومة وثوار‬
‫الجنوب فالمواقع الجغرافية‪ ،‬أ صبحت عامال جديدا للصراع بين الحدود المشتركة بين الشمال‬
‫والجنوب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪)1‬جالل رأفت وآخرون‪ ،‬السودان على مفترق الطرق بعد الحرب ‪......‬قبل السالم‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،5111‬ص‪.01‬‬
‫(‪)2‬محمود خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫(‪ )3‬محمود السيد‪ ،‬تاريخ افريقيا القديم والحديث‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،‬االسكندرية‪ ،5111 ،‬ص‪.051‬‬

‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لكن اندلعت أعمال العنف من جديد في جويلية ‪ 0512‬ما زاد من العديد من التعنت في‬
‫الجنوب ونشأة حركات سياسية أكثر تطرفا مثل جبهة تحرير أنزانيا التي أصبحت تنادي باالنفصال‬
‫التام‪ ،‬باإلضافة إلى حركة أنيانيا‪،‬مما أدى إلى عودة النظام العسكري عندما استولى النميري على‬
‫السلطة ‪ ،0515‬كانت الفوضى تعم الجنوب‪ ،‬لم يعد الجيش قادر على السيطرة‪ ،‬وبسط ثوار‬
‫األنيانيا نفوذهم في بقية المناطق‪ ،‬مما أدى بالنميري إلى االعتماد بأسلوب المهادنة والتهدئة‬
‫(‪)1‬‬
‫واعالن العفو العام عن جميع السياسيين ومقاتلين الجنوب وعين وز ارئهم للشؤون الجنوبية‪.‬‬
‫وفي بداية عام ‪ 0515‬التي نصت على منح الحكم الذاتي لمحافظات الجنوب الثالث تحت‬
‫إشراف مجلس التنفيذي األعلى‪ ،‬يعين رئيسه بقرار من رئيس الجمهورية‪ ،‬كما نصت على تشكيل‬
‫جمعية تشريعية خاصة لإلقليم مع إحكام سلطات المجلس التنفيذي على التعليم والصحة‪ ،‬والموارد‬
‫المعدنية وقوات الشرطة المحلية‪ ،‬كما ضمت مالحق االتفاقية نصوصا حول إعادة توطين‬
‫الالجئين وترتيبات وقف إطالق النار وتشكيل قوة عسكرية محلية من ‪ 05‬ألف رجل نصفهم على‬
‫(‪)2‬‬
‫األقل من أبناء اإلقليم‪.‬‬
‫بعدها أدت مجموعة من الق اررات العاملة في الجنوب إلى إحياء التوتر من جديد‪ ،‬ففي عام‬
‫‪ 0595‬قرر إعادة تدوير القوات العامة في الجنوب مما أدى إلى هروب الكثير من الضباط‬
‫الجنوبيينمن ا لخدمة‪ ،‬كما قام النظام بمحاولة تعديل حدود الجنوب لضم منطقة بانتيو البترولية‬
‫إلى االقليم الشمالي‪ ،‬مما أثار استياء أهالي الجنوب خصوصا وأن الحكومة السودانية‪ ،‬كانت قد‬
‫قررت تصدير البترول المستخرج خاما دون تكريره‪ ،‬مما يعني حرمان أهالي الجنوب من فرص‬
‫العمل‪ ،‬باإلضافة إلى إعالن تقسيم الجنوب إلى ثالث محافظات‪ ،‬والتطبيق الناقص للشريعة‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬في أقاليم الجنوب ذات األغلبية غير المسلمة‪.‬‬

‫(‪)1‬محمود خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬


‫(‪ )2‬سامية محمد جابر‪ ،‬قضايا العالم العربي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5111 ،‬ص ص‪.119-111‬‬
‫(‪)3‬محمود خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.519‬‬
‫‪10‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وقد أسفر ذلك كله عن تمرد حامية مدينة يور الجنوبية في ماي ‪ 0591‬معلنا بدء الحرب‬
‫األهلية من جديد بتمرد من قوات الجيش كما حدث عام ‪ ،0522‬صدر البيان األول لحركة تحرير‬
‫السودان بزعامة العقيد جون جارانج‪ ،‬فقد عمد على توحيد صفوف التيارات المختلقة العاملة في‬
‫الجنوب‪ ،‬تحت قيادته‪ ،‬كما تجنب الدعوة إلى االنفصال اإلقليم الجنوبي بل أعلن بإصرار تمسكه‬
‫بوحدة السودان وتماسك أراضيه‪ ،‬كما استطاع خالل ثالثة أشهر تجنيد كتائب كاملة من المقاتلين‬
‫مشكلين الجناح العسكري‪ ،‬لحركته باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان‪ ،‬وتلقي الدعم الليبي‬
‫فقاموا بتدمير حقول التنقيب عن النفط‪ ،‬وقام بتحقيق مجموعة مناألهداف‪ ،‬فعلى الجانب‬
‫المعنوياكتسب مزيدا من التأييد بين أبناء الجنوب إلستغالل الحكومة المركزية لموارد إقليمهم‬
‫( ‪)1‬‬
‫والناحية اإلدعائية جلب أنظار العالم لمجابهة الشركات األجنبية‪.‬‬
‫وبالتالي فقد اصطلح المراقبون على أن نسبة جذور مشكلة جنوب السودان إلى‬
‫السياسةاالستعمارية البريطانية في السودان‪ ،‬وخاصة بين عامي ‪ ،0529-0555‬حيث اتبعت‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلدارة االستعمارية سياسة متعمدة إلغالق الجنوب وفصله‪ ،‬عن بقية أجزاء القطر‪.‬‬
‫وفي سبيل تحقيق هذاالغرض‪ ،‬قامت االدارة بسن قوانين المناطق المنغلقة في عام ‪0555‬‬
‫وطبقته في جنوب السودان‪ ،‬ومنطقة جبال النوبة في جنوب كردفان‪ ،‬وشمل التطبيق أبعادالموظفين‬
‫السودانيين والمصريين من الجنوب‪ ،‬واقتصاد التجار العرب والمسلمين‪ ،‬واستبدالهم باإلغريق‬
‫وغيرهم من الجاليات‪ ،‬ومنع تعلم اللغة العربية واستخدام اللغة اإلنجليزية واحتكار التعليم في‬
‫الجنوب‪ ،‬واإلرساليات المسيحية‪ ،‬حيث قسم الجنوب إلى اقطاعيات منحت كل كنيسة من الكنائس‬
‫(‪)3‬‬
‫العربية مساحة فيها‪.‬‬

‫(‪)1‬محمود خليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.519‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪Richard Gray,History of the Sawthen Sodan 1879-1889,pruss,Oxford university,1961p166‬‬
‫(‪)3‬جالل رأفت وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.01-05‬‬

‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما نجد المبادرة المصرية السياسية في حل مشكلة السودان في الجنوب من أجل تحقيق‬
‫الوفاق والسالم الوطني الشامل تقوم على المبادئ واألسس التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وحدة السودان أرضا وشعبا‪ ،‬المواطنة في السودان هي األساس في ممارسة الحقوق وأداء‬
‫الواجب‪.‬‬
‫‪ -‬االعتراف بالتعدد العرقي والديني والثقافي للشعب السوداني‬
‫‪ -‬ضمان مبدأ الديمقراطية التعددية‬
‫‪ -‬استقالل القضاء‬
‫‪ -‬الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية‬
‫‪ -‬كفالة حرية التعبير والتنظيم وفقا للقانون‬
‫‪ -‬كفالة الحريات األساسية‪ ،‬وضمان ممارستها‪ ،‬وااللتزام برعاية حقوق اإلنسان‬
‫‪ -‬إقامة نظام حكم ال مركزي في اطارة وحدة السودان‪.‬‬
‫‪ -‬انتاج سياسة خارجية تراعي تحقيق المصالح القومية للبالد‪.‬‬
‫وقد القت هذه المبادرة تأييد المعارضة الشمالية بزعامة حزب االمة على اعتبار أنها تلي‬
‫(‪)1‬‬
‫مطالبها‪.‬‬
‫وبناءا على معدالت النمو السكاني‪ ،‬اصبحت هناك حاجة لزيادة المساحة المزروعة فطالب‬
‫السودان بزيادة حصته من مياه نهر النيل حتى تقي بمتطلباته‪ ،‬ونتيجة للحرب االهلية في الجنوب‬
‫توقف مشروع قناة جونجلي بعد انجاز الجزء االكبر منه‪ ،‬والذي قدر في مليار متر مكعب سنويا‪،‬‬
‫وتفهم السودان إلثيوبيا من خالل تغذية هذا النزاع ومساندتها للزعيم جون جرنج الذي يقود حربا‬
‫(‪)2‬‬
‫ضد نظام الحكم في السودان للحصول على االستقالل‪.‬‬

‫(‪)1‬سامية محمد جابر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬


‫(‪)2‬رمزي سالمة‪ ،‬مشكلة المياه في الوطن العربي‪ ،‬احتماالت الصراع والتسوية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬االسكندرية‪5110،‬‬
‫ص‪.15‬‬

‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 2-4‬الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫إقليم دارفور يشكل خمس مساحة السودان‪ ،‬وهو اإلقليم الذي يعكس الصراع في السودان‬
‫الذي يعود ألسباب يرجعها البعض الى تقسيم مساحات الرعي والمناطق الزراعية من اجل‬
‫االستحواذ على هذه المنا طق لكن نجد الصراع يعد عرقي يقوم على أساس ان القبائل العربية‬
‫تضطهد القبائل االفريقية‪ ،‬وهذا يعود للخلفية التاريخية التي زرعت فكرة ان ساللة القبائل العربية‬
‫انقى وأرقى من الساللة االفريقية‪ ،‬هذا ما أثر على الصراع في إقليم دارفور الذي تميز بالتنوع‬
‫(‪)1‬‬
‫العرقي وكثرة القبائل‪.‬‬
‫كذلك مشكلة انتشار السالح في اإلقليم خاصة وان إقليم دارفور يقع على حدود دول عديدة‬
‫كليبيا وتشاد وافريقيا الوسطى‪ ،‬مما أدى الى تدفق السالح في اإلقليم خاصة في ظل الصراعات‬
‫اإلقليمية‪ ،‬ففي أواخر السبعينات قامت ليبيا بتسليح القبائل الغربية في دارفور لالستقواء بها في‬
‫صراعها مع التشاد الى جانب تفكك جيش جمهورية افريقيا الوسطى الذي دخل الكثير من أعضائه‬
‫الى إقليم دارفور ونتيجة لهذا الوضع كثرت العمليات االجرامية‪ ،‬وبالتالي أصبحت حركة السالح‬
‫عادية في اإلقليم‪.‬‬
‫يضاف الى ذلك عدم إتمام الحكومات السودانية المتعاقبة جزء الكبير من المسؤولية من‬
‫هذا الصراع لعدم اهتمامها بتنمية إقليم دارفور بمناطقه المختلفة‪ ،‬وانتشار البطالة وسوء السياسة‬
‫التعليمية باإلقليم‪ ،‬مما أدى الى تضارب القوى السياسية السودانية في مواقفها اتجاه الصراع في‬
‫(‪)2‬‬
‫إقليم دارفور‪ ،‬والتركيز على المشاكل في الجنوب‪.‬‬
‫وتتحمل النخبة السياسية و الفكرية في السودان جانبا كبي ار من المسؤولية في الصراع وذلك بتبني‬
‫بعض النخب االثنية المركزة‪ ،‬والتي تفضل نمطا ثقافيا من غير األنماط الثقافية األخرى‪ ،‬وعدم‬

‫(‪)1‬محمد عوض ألهزايمية‪ ،‬قضايا دولية تركة قرن مضى وحمولة قرن أتى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪1117 ،‬‬
‫ص ص‪.078-077‬‬
‫(‪)2‬توفيق المديني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪11‬‬
‫الصراعات والحروب األهلية في السودان‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اتفاق هذه النخبة على طريقة أسلوب في التعايش مع األنماط الثقافية السودانية‪ ،‬ووضع نمط‬
‫واحد معترف به من قبل الجميع‪.‬‬
‫مما أدى الى تفاقم الصراع وانتشاره في دارفور منذ ‪0591‬م واشتدت ش اررته في اإلقليم في أوائل‬
‫عام ‪5110‬م عندما اعتدى العرب على الزغاوة وقتلوا حوالي ‪ 11‬شخصا منهم‪ ،‬ومن ثم بدات‬
‫عمليات القتل واالنتقام بين القبائل وضد اإلدارة في اإلقليم‪ ،‬رغم دخولها في مفاوضات مع‬
‫المتمردين اال ان الوضع زاد سوء خاصة في ظل نقص المياه والموارد الغذائية‪ ،‬فادى الىسقوط‬
‫العديد من القتلى واحراق الكثير من القرى‪ ،‬ما دفع بالقوات العسكرية الحكومية للقيام بعمليات‬
‫عسكرية ضد المتمردين‪ ،‬وما زاد سوء الوضع في إقليم دارفور هو التدخل األجنبي والتفاقم‬
‫اإلعالمي مما أدى الى عقد العديد من المؤتمرات و االتفاق على العديد من االتفاقيات من بينها‬
‫(‪)1‬‬
‫اتفاقية انجيمنا‪.‬‬

‫(‪)1‬محمد عوض الهزايمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.015—019‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصــل الثاني‪ :‬تطورات الصراع في إقليم دارفور والمواقف منه‪4112-0891‬م‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بإقليم دارفور‬


‫‪ 1-1‬تحديد اإلطار الطبيعي‬
‫‪ -2-1‬تحديد اإلطار البشري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الصراع في اقليم دارفور‬
‫‪ -1-2‬جذور الصراع في إقليم دارفور‬
‫‪ -2-2‬أسباب الصراع في إقليم دارفور‬
‫‪ -3-2‬أطراف الصراع في إقليم دارفور‬
‫‪ -4-2‬تطورات الصراع في إقليم دارفور‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المواقف المختلفة من الصراع في إقليم دارفور‪.‬‬
‫‪ -1-3‬موقف الحكومة السودانية من الصراع في إقليم دارفور‬
‫‪ -2-3‬مواقف دول الجوار الدول العربية واإلفريقية من الصراع في إقليم دارفور‬
‫(مصر– ليبيا ‪ -‬تشاد‪-‬إفريقيا الوسطى)‬
‫‪ -3-3‬ﻤو اﻗف اﻟدول اﻟﻐرﺒﯿﺔ ﻤن اﻟﺼراع ﻓﻲ إﻗﻠﯿم دارﻓور )اﻟوﻻﯿﺎت اﻟﻤﺘﺤدة‬
‫اﻷﻤرﯿﻛﯿﺔ‪-‬ﺒرﯿطﺎﻨﯿﺎ‪ -‬ﻓرﻨﺴﺎ( ‪.‬‬
‫‪ -4-3‬ﻤوﻗف اﺴراﺌﯿل ‪.‬‬
‫‪-5-3‬ﻤوﻗف اﻟﺼﯿن‪.‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه‪2004-1891‬م‬


‫المبحث األول‪ :‬التعريف بإقليم دارفور‪:‬‬
‫‪-1-1‬تحديداإلطار الطبيعي‪:‬‬
‫فورلى قبيلة الفور ودارفور تعني موطن الفور وهي إحدى أكبر قبائل‬
‫يرجع سبب تسمية دار ا‬
‫اإلقليم‪ ،‬شمال‪ ،‬دارفور وعاصمتها الفاشر وجنوب دارفوروعاصمتها مدينة نياال وغرب‬
‫دارفوروعاصمتها مدينة الجنينة وشرق دارفور وعاصمتها مدينة الضغين ووسط دارفور وعاصمتها‬
‫مدينة زالنجي‪ ،‬يدين سكان دارفور باالسالم الذي دخله قديما قبل سلطنة الفور التي اهتم سالطينها‬
‫ببناء المساجد والخالوي واستقدام العلماء " تمبكتو" في غرب إفريقيا‪ ،‬وتفرد أبنائه بطريقة لحفظ‬
‫القرآن بجبال الفور‪ ،‬وهي التي تستعين الحافظ فيها بالجبال وحروف القرآن‪ ،‬والفور هي كلمة‬
‫( ‪)1‬‬
‫تعني الغمالق لكونهم طوال القامة‪،‬بيوتهم يطلق عليها البيوت العمالقة‪،‬لتواجدها بالجبال‪.‬‬
‫‪-1-1-1‬الموقع‪ :‬تمثل دارفور خمس مساحة السودان و هي تعادل مساحة فرنسا‪ ،‬و يمتد‬
‫اإلقليم تاريخيا من خط عرض ‪ °01‬شماال الى خط العرض ‪ °01‬شماال‪ ،‬و من خط الطول ‪°55‬‬
‫شرقا الى خط الطول ‪ °51‬شرقا‪ ،‬مشكال مثلثا تمتد مساحته على ‪ 221‬ميال طوال و ‪ 121‬ميال‬
‫عرضا في أوسع حدودها السياسية(‪،)2‬و تقع والية دارفور غرب السودان‪ ،‬في مساحة تقدر بنحو‬
‫‪ 051,212‬ميال مربعا‪ ،‬و تجاورها من ناحية الشرق الوالية الشمالية ووالية كردفان ومن الجنوب‬
‫والية شمال بحر الغزال‪ ،‬وغرب بحر الغزال ومن الشمال الغرب تحدها ليبيا‪ ،‬ومن الغرب جمهورية‬
‫التشاد و من الجنوب الغربي جمهورية إفريقياالوسطى(‪.)3‬‬
‫هذا الموقع جعل المنطقة مفتوحة على ثالث أقطار متداخلة إثنيا وثقافيا‪.‬‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬دارفور الواقع الجيوسياسي الصراع والمستقبل ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،5105‬ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪5111 ،‬‬
‫ص‪.12‬‬
‫(‪)3‬محمد عوض الهزايمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.019-011‬‬
‫‪17‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتنقسم دارفو ارلى ثالث واليات هي الشمالية والغربية والجنوبية‪ ،‬ومساحة دارفور حوالي واحد‬
‫وخمسون ألف مليون كلم‪ 5‬أي حوالي ‪ % 51‬من مساحة السودان‪ ،‬ومن جهة السطح يعتبر جبل‬
‫مرة أهم ظاهرة تضاريسية في اإلقليم بجانب كتلة جبل مرة توجد مرتفعات بركانية أخرى مثل كتلة‬
‫جبل يدون والى جانب المرتفعات توجد السهول وهي أراضي متوسطة االرتفاع‪ ،‬والى الغرب من‬
‫جبل مرة توجد منطقة سهلة‪ ،‬وفي الجنوب توجد سهول رملية‪ ،‬وفي الشرق توجد سهول وكثبان‬
‫(‪)1‬‬
‫رملية‪.‬‬
‫مما ترتب عن هذه التضاريس‪ :‬وجود بعض المعادن ومن أهمها البترول في دارفور وجود‬
‫المياه الجوفية والسطحية في بعض المناطق مما ساعد على قيام حرفتي الرعي والزراعة‪ ،‬وشكلت‬
‫(‪)2‬‬
‫المرتفعات مناطق عملية واعتصام صالحة للمتمردين‪.‬‬
‫أما الظروف المناخية‪ :‬الح اررة متوسطة أو مرتفعة في معظم شهور السنة خاصة في الصيف‬
‫وتختلف تبعا لالرتفاع‪ ،‬والشتاء وهو فصل الجفاف‪ ،‬وتغزر األمطار على مناطق المرتفعات في‬
‫جبل مرة وتقل كلّما اتجهنا شماال‪ ،‬والتربة متنوعة‪ ،‬ولذا تتنوع النباتات حسب الح اررة واألمطار(‪.)3‬‬
‫مساحة الغابات بوالية شمال دارفور حوالي خمسة أالف فدان‪ ،‬وعموما فان الجفاف الذي‬
‫ضرب الوالية منذ الستينات قد أثر سلبا على الكثافة الغابية‪ ،‬أما في والية غرب دارفور فيسود‬
‫الغطاء النباتي الكثيف والغابات الغنية بأشجار السرو والقميل‪ ،‬وتقدر الغابات في شمال بـ ‪%12‬‬

‫(‪ )1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية‪ ،‬التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)5‬شعبان ماهر عطية‪ ،‬مشاكل إفريقيا المعاصرة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،5100 ،‬ص‪.521‬‬
‫(‪)1‬شوقي الجمل‪ ،‬تاريخ السودان وادي النيل‪ ،‬حضارته بمصر من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‬
‫مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،5119 ،‬ص‪.901‬‬

‫‪18‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والجنوب بـ ‪% 29‬وهي تساهم بقدر كبير في صادرات البالد من الصمغ العربي والحطب‬
‫الوقودوالفحم الحريق‪ ،‬وانتاج الصمغ(‪.)1‬‬
‫ويحتوي اإلقليم على ثروة حيوانية هائلة حوالي ‪ 11‬مليون رأسا موزعة على والياتها الثالث‬
‫وتزخر والية الشمال دارفور بالثروة خاصة اإلبل والضأن حيث يوجد حوالي ‪ 05‬مليون رأس‪.‬‬
‫ووالية الغرب بحوالي ‪ 2,2‬مليون رأس وواليات الجنوب دارفور بحولي ‪ 0,2‬مليون رأس‪ ،‬وبالواليات‬
‫الثالث بحيرات موسمية هي بحيرة كندي بمحافظة برام الصافية بنياال وبحيرة كلنق بمحافظة عد‬
‫الفرسان‪ ،‬والتي توجد بها كميات مقدرة من أسماك البليوط(‪.)2‬‬
‫وتمتلك دارفور ثروة معدنية هائلة تأتي على رأس هذه الثروة البترول في الجنوب وجنوب‬
‫كردفان‪ ،‬وشماال بحر الغزال ويقدرها البعض بأكثر من ‪ 51‬مليون برميل‪ ،‬مما يؤكد على توفر‬
‫البترول في دارفور بكميات كبيرة استخراجه على نطاق واسع في منطقة شرق التشاد المجاورة‬
‫لدارفور مباشرة والذي يقوم على استغالله الشركات الغربية التي مدت خط أنابيب ضخم لنقله‬
‫إلىمناطق التصدير على المحيط األطلسي‪ ،‬والبترول في دارفور هو جزء من قصة البترول في‬
‫(‪)3‬‬
‫السودان كله‪.‬‬
‫‪-2-1‬اإلطار البشري‪:‬‬
‫يبلغ سكان دارفور حوالي ‪ 1‬مليون نسمة من سكان السودان‪ ،‬البالغ عددهم حوالي ‪10‬‬
‫مليون نسمة‪ ،‬أي أن سكان دارفور أكثر من ربع سكان السودان منذ سنة ‪ ،0552‬وينتمي السكان‬
‫إلى مجموعتين كبيرتين‪ ،‬ويستخدمون لغات محلية الى جانب اللغة العربية(‪،)4‬و يسكن دارفور‬
‫عدد كبير من القبائل المستقرة في المناطق الريفية مثل الفور‪ ،‬المساليت‪ ،‬الزغاوة‪ ،‬الداجو‪ ،‬التذجر‬
‫التامة‪ ،‬باإلضافةإلى مجموعات القبائل الرّحل التي تنتقل من مكان آلخر مثل األيالة‪ ،‬المحاميد‬
‫و ّ‬

‫(‪)0‬جالل رأفت هاني راسالن‪ ،‬مالمح النزاع في دارفور األزمة وأفق المستقبل‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪5112 ،‬‬
‫ص‪.51‬‬
‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪. 90-91‬‬
‫(‪)3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.11-12‬‬
‫(‪)4‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.952‬‬
‫‪19‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مهرية‪ ،‬بني حسين‪ ،‬الرزيقات‪ ،‬المعالية‪ ،‬و السالمات والبني هلبة والحيماتوالترجم والقمر والميدوب‬
‫وغالبية القبائل المستقرة من األفارقة ويتكلمون لغات محليةباإلضافة للعربية‪ ،‬و بعضهم من‬
‫(‪)1‬‬
‫العرب‪ ،‬أما غالبية قبائل الرّحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية‪ ،‬ومن بينهم أيضا األفارقة‬
‫وبالتالي نجد تقسيم القبائل الى مجموعتين‪:‬‬
‫فالمجموعة العربية وتمثل‪:‬‬
‫‪ -‬البقارة‪ :‬ومنهم الرزيقات‪ ،‬ويعيشون في أقصى الجنوب الشرقي من دارفور‪.‬‬
‫‪ -‬التعايشية‪ :‬ويعيشون في الركن الجنوبي الغربي من دارفور‪.‬‬
‫‪ -‬الهبانية‪ :‬يعيشون بين الرزيقات والتعايشية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬الكبابيش‪ :‬يعيشون في شمال دارفور وكردفان‪.‬‬
‫المجموعة غير العربية وتمثل‪:‬‬
‫مرة‪.‬‬
‫‪ -‬الزغاوة‪ :‬وهم منتشرون شمال مرتفعات جبل ّ‬
‫‪ -‬المتدوب‪ :‬الواقعة شمال شرقي دارفور معزولة تماما أي شمال الصحراء‪.‬‬
‫‪ -‬الداجو‪ :‬يعيشون على التالل الواقعة شمال شرق وجنوب نياال*‪.‬‬
‫‪ -‬التنجور‪ :‬حلوا محل الداجو بوصفهم ساللة متفوقة في دارفور‪.‬‬
‫‪ -‬الربو‪.‬‬
‫‪ -‬التكازنة‪.‬‬
‫مرة‪.‬‬
‫‪ -‬الفور‪ :‬وهم من أهم سكان دارفور وقد سمياإلقليم باسمهم وتعيش على جبل ّ‬
‫‪ -‬المساليت‪ :‬وهم يعيشون في الحداألقصى الغربي لدارفور‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫(‪ )1‬فوزي روسانو ديدار ‪ ،‬االسودان الى اين؟‪ ،‬تقديم االن جريش‪ ،‬تر‪ :‬مراد خالف‪ ،‬الشركة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫السودان‪ ،5115 ،‬ص‪.052‬‬
‫(‪)2‬بهاء الدين مكاوي‪" ،‬التنوع اإلثني والوحدة الوطنية في السودان"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‪( ،011‬أفريل ‪)5115‬‬
‫ص‪.522‬‬
‫* نياال ‪ :‬في لغة الداجو تعني الثرثرة‪ ،‬ينظر شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.952‬‬
‫(‪)3‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.952‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عدة محاصيل‪ ،‬باإلضافة لألمطار‪ ،‬توجد المياه الجوفية‪.‬‬


‫‪-1-2-1‬الموارد الزراعية‪ :‬حيث تزرع ّ‬
‫المراعي‪ :‬وتربى عليهااألبقار‪ ،‬والضأن والماعز واإلبل‪ ،‬وتقدر الثروةالحيوانية في دارفور بـ ‪01‬‬
‫‪ %‬من ثروة السودان الحيوانية‪.‬‬
‫الثروة المعدنية‪ :‬أهمها الحديد الرصاص والجرانيت والكروم‪ ،‬الرخام‪ ،‬الحجر الجيري وقد كثف‬
‫البترول في األجزاء الشرقية من الوالية‪.‬‬
‫الغابات‪ :‬توجد الغابات في مساحات شاسعة ومن أهم منتجاتها‪ ،‬القمح العربي باإلضافةإلى خشب‬
‫(‪)1‬‬
‫األثاث‪.‬‬
‫‪-2-2-1‬نبذة تاريخية‪:‬‬
‫دارفور معروف عنها أرض القرآن فمنها خرج المحمل وكسوة الكعبة‪ ،‬فكانت منارة لنشر‬
‫اإلسالم في إفريقيا غربا وجنوبا‪ ،‬وبالتالي مثلت خطا فاصال بين العالم العربي اإلسالمي‪ ،‬والعالم‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلفريقي المسيحي‪.‬‬
‫لقد حكمت سلطنة الفور اإلسالمية هذا اإلقليم من عام ‪0121‬م وحتى ‪0912‬م‪ ،‬حيث دخلت في‬
‫سلطة الدولة العثمانية الذي لم يدم حكمها إال بضع سنين‪ ،‬ثم استمرت السلطنة من زوال السلطنة‬
‫من زوال الدولة المهدية عام ‪0959‬م وحتى سقوطها بيد اإلنجليز عام ‪0501‬م كآخر منطقة‬
‫معتبر‪ .‬فابتداء‬
‫ا‬ ‫تنظم لدولة السودان‪ ،‬لم تشهد منطقة دارفور في تاريخها الحديث هدوءاواستق ار ار‬
‫بحروب الزبير باشا على المنطقة عام ‪0912‬م‪ ،‬ثم الثورات المتتالية على حكمه‪ ،‬وثورة أبو الجميرة‬
‫على الدولة المهدية عام ‪0999‬م‪ ،‬ثم ثورات الفكي عبد اهلل السجيني عام ‪0550‬م والسلطان‬
‫مرة‪ ،‬وماديو بالضغين‪ ،‬والبقارة ضد الحكم اإلنجليزي‪ ،‬ثم انتفاضة باوالد األمين العام‬
‫هارون بجبل ّ‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.010‬‬


‫(‪)2‬عبد القادر رزيق المخادمي‪ ،‬قيادة أفريكوم األمريكية‪ ،‬حرب باردة أم سباق التسلح؟‬
‫)‪ ،Le cammandemant américan pour l’afrique(Africon‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بن عكنون‬
‫‪،1100‬ص‪.87‬‬
‫‪10‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للجبهة اإلسالمية في دارفور على حكومة اإلنقاذ عام ‪0550‬م‪ ،‬وهذا فضال عن النزاعات القبلية‬
‫واالنفالت األمني والصراعات اإلقليمية(‪.)1‬‬
‫وينقسم إقليم دارفور إداريا منذ عام ‪ 0552‬إلى ثالث واليات هي‪ :‬شمال دارفور وعاصمتها‬
‫الفاشر‪ ،‬بمساحة تقدر ‪ 551.25‬كلم‪ ،5‬وتعتبر المدينة التاريخية السياسية لإلقليم كله‪ ،‬ويقطنها‬
‫اإليالة الرحل وغالبيتهم من الزغاوة غير العرب‪.‬‬
‫ووالية الجنوب وعاصمتها نياال‪ 051.111 ،‬كلم‪ ،5‬ويقطنها البدو ومربيوا اإلبل واألنعام‪ ،‬ثم والية‬
‫غرب د ارفور وعاصمتها الجنية‪ ،‬وهي مدينة تجارية بالقرب من الحدود التشادية والتي تقع على‬
‫(‪)2‬‬
‫جانبي الكتلة البركانية لجبال مرة‪.‬‬

‫(‪)1‬محمد عوض الهزايمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪019‬‬


‫(‪ )2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫‪-1-2‬جذور الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬
‫يعود الصراع في إقليم دارفور إلى تعمق الخالف بين قبائل الفوروالدنكاملوال الجنوبية التي‬
‫كانت تنشأ على أراضي المراعي والصيد‪ ،‬أثناء الحكم الثنائي تم إصدارقانون المناطق المغلقة‬
‫‪0555‬م والذي نص على منع نزول القبائل الغربية الشمالية إلى خط ‪ °01‬شمال خط االستواء‬
‫أو صعود القبائل الجنوبية الزنجية إلى الشمال‪ ،‬هذا الخط إال بأمر هذا الحاكم العام أو ممثله‬
‫خلق هذا القانون فاصل جغرافي وبشري ونفسي بين القبائل الشمالية العربية والجنوبية غير‬
‫العربية(‪،)1‬وفي عام‪0552‬م تم ترسيم الحدود بين الفور و الدنكاملوال و الرزيقات بموجب اتفاقية‬
‫اعترفت بحق الرزيقات التاريخي في التواجد في البقعة من األرض الممتدة جنوب بحر العرب ب‬
‫‪ 02‬ميال وقد أعطت االتفاقية في ذات الوقت الدنكا الحق في الورود إلى بحر الغزال بإعادة‬
‫النظر في االتفاقية العتبارات سياسية‪)2(،‬فخلق هذا القانون فاصال جغرافيا و بشريا و نفسيا بين‬
‫القبائل الشمالية العربية و بين العناصر الزنجية أو غير العربية‪ ،‬فأعطت االتفاقية في الوقت‬
‫نفسه الدنكا الحق في الورود الى بحر العرب و الصيد فيه‪،‬في سنة ‪0510‬م طالب المسؤولون‬
‫في بحر الغزال بإعادة النظر في االتفاقية العتبارات سياسية‪ ،‬بينما رفض مدير دارفور ذلك‬
‫حرصا على مصالح الرزيقات‪ ،‬وفي عام ‪0515‬م وقعت حوادث الشغب بين دار المساليت وقبائل‬
‫الفور‪ ،‬عام ‪0520‬م وقعت حوادث خطف لألطفال‪ ،‬وفي سنة ‪ 0521‬زادت حاالت السرقة نتيجة‬
‫ندرة المياه و قلة العمل وزيادة‬

‫(‪)1‬شعبان ماهر عطية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.521‬‬


‫(‪)2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،5101‬ص ص‪.21-25‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫البطالة‪ ،‬فبدأ الناس يهاجرون الى الجنوب في عام ‪ 0525‬فوقعت منازعاتعلى الحدود بين قبائل‬
‫(‪)1‬‬
‫الهباينة والرزيقات‬
‫ولقد استمرت عمليات النزاع في إقليم دارفور بين القبائل الرعوية ومعظمها من العرب‬
‫والقبائل المزارعةومعظمها من العناصر اإلفريقية نتيجة الظروف المناخية المرتبطة بهذا اإلقليم(‪.)2‬‬
‫وقد ساعد على انتشار الصراع في إقليم دارفور انتشار التقاليد القبلية‪ ،‬وسيادة ثقافة‬
‫الفروسية‪ ،‬ولكن هذه الصراعات كانت محدودة‪ ،‬ويتم تسويقها من خالل األطر واألعراف المحلية‪.‬‬
‫إال أن هذه األوضاع تغيرت نتيجة النعكاسات الحرب األهلية في تشاد في السبعينات‬
‫الحدة‬
‫والثمانينات‪ .‬تميزت النزاعات في فترة ما قبل منتصف الثمانينات انها كانت منخفضة ّ‬
‫ومحلية في قضاياها وأطرافها ومتقطعة في تكرارها‪ ،‬فكان من النادر تورط أكثر من طرفين في‬
‫النزاع الواحد‪ ،‬مثل نزاعات الزغاوةوالمهدية في ‪0519‬م والمهدية والرزيقات في ‪0519‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الرزيقاتوالميرية في ‪ 0512_0515‬وبني هلبةوالماهرية في ‪0511_0512‬‬
‫وسويت جميعا عن طريق الوساطة التقليدية‪ ،‬ألن‬ ‫الحدة‪ّ ،‬‬
‫وكانت الصراعات غير متوالية ومتدنية ّ‬
‫( ‪)4‬‬
‫أشدها فتكا كان محليّا‪.‬‬
‫معظم الصراعات في دارفور تقع بين الجي ارن بل أن ّ‬
‫‪ -2-2‬أسباب الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬
‫الواقع أن تفاقم الصراع في إقليم دارفور يرجع إلى أسباب مختلفة وعوامل متعددة داخلية‬
‫وخارجية وسوف تتعرض بالتفصيل فيما يلي عن أهم هذه األسباب والعوامل‪:‬‬
‫‪-1-2-2‬أسباب اقتصادية‪:‬أن االقتصاد هو المحرك األساسي لألحداث في كل زمان ومكان‬
‫فإن أحوال دارفور االقتصادية تأتي على رأس مسببات الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬إذ كانت الزراعة‬

‫(‪ )1‬عبد القادر إسماعيل‪ ،‬مشكلة دارفور أصول تاريخية ومحاولة الحل السياسيوالتدخل الدولي‪ ،‬مؤسسة طوبجي للتجارة والطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،5119 ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )2‬فوزي صلوخ‪ ،‬مقاربات دبلوماسية‪ ،‬صراعات إقليمية ودولية‪ ،‬دار المنهل‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5111 ،‬ص‪.12‬‬
‫(‪)3‬أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.052‬‬
‫(‪)4‬محمود ممداني‪ ،‬دارفور منتقدون وناجون السياسةوالحرب على اإلرهاب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪5101 ،‬‬
‫ص‪.591‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والرعي يشكالن أهم نواحي النشاط االقتصادي‪،‬فهناك محاصيل الزراعة الغذائية كانت السبب‬
‫الرئيسي في قيام النزاع في دارفور والواقع أنه ال تتوفر فيه مشاريع تنموية زراعية أو صناعية‬
‫بالمعنى المعروف‪ ،‬التنمية رغم كثرة موارد اإلقليم الطبيعية واتساع مساحتهوالتي تبلغ ‪ % 51‬من‬
‫مساحة السودان الكلية(‪.)1‬‬
‫‪ -2-2-2‬مشكالت الملكية وحيازة األرض‪:‬‬
‫اسم نظام ملكية األرض و حيازتها في دارفور لفترة طويلة يسير حسب التقاليد الموروثة فلكل‬
‫قبيلة منطقة خاصة بها تسمى دار‪ ،‬وغالبا ما تكون ملكية األرض جماعية لجميع أفراد القبيلة‬
‫وكأن هناك نظام الحواكير الذي بموجبه تستوي الصفوة و رجال السلطة ومشايخ القبائل على‬
‫ومع ظهور مفهوم الدولة الحديثة بعد االستقالل‪ ،‬ووقوع‬ ‫(‪)2‬‬
‫مساحات من األراضي بنظام الحكر*‬
‫أدت إلى نزوح بعض القبائل الكبرى من ديارها التقليدية لالستقرار‬
‫بعض المتغيرات البيئية التي ّ‬
‫غير في التشكيلة السكانية واختالل النظام القبلي‬
‫في ديار قبائل أخرى أو في المدن الكبرى مما ّ‬
‫القديم‪ ،‬وطرح مفاهيم حديثة كالمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات على أساس حقوق‬
‫المواطنة‪ .‬فقد ألقى بظالله على مسرح األحداث في‬
‫منطقة دافور وكما كانت معظم القبائل التي تمتلك الحواكير ليس لها مصلحة في إجراء أي تغيير‬
‫في األوضاع الموروثة‪ ،‬حفاظا على ما تستحوذ عليه من أراضي وحواكير‪ ،‬لذلك فهي ضد أي‬
‫محاولة النتزاع أراضيها‪ )3(،‬بحجة الحداثة أو إقامة مشاريع اقتصادية أي الزراعية وتطالب بعدم‬
‫المساس بالنظم و األعراف التقليدية حفاظا عن مصالحها‪ ،‬فحدثت صراعات مسلحة‪ ،‬ظهور‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫لعدة سنوات تصل‬
‫*نظام الحكر‪ :‬يرخص لبعض األفراد إمكانية استغالل و احتكار مساحات من أراضي في الزراعة أو غيرها ّ‬
‫إلى ‪ 02‬سنة و ربما أكثر من ذلك مقابل إيجار رمزي يدفع للحكومة‪.‬ينظر زكي البحيري‪،‬مشكلة دارفور أصول األزمة وتدعيات‬
‫المحكمة الجنائية الدولية‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫صالح فضل‪ ،‬مشكلة دارفوروالسالم في السودان‪ ،‬كتاب الجمهورية ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،5112 ،‬ص‪.51‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة وتدعيات المحكمة الجنائية الدولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االتجاهات العنصرية بين المزارعين و من أصحاباألراضي والرعاة وبين مالك األراضي أو‬
‫(‪)1‬‬
‫الحائزين لها من جانب والراغبين في التمّلك‪ ،‬أو الحيازة من جانب آخر‪.‬‬
‫‪-3-2-2‬إلغاءاإلدارة األهلية‪:‬‬
‫كان إلغاء اإلدارة األهلية سببا من أسباب الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬فخالل فترة الحكم‬
‫الثنائي طبق االنجليز نظام الحكم غير المباشر الذي بموجبه ال يقوم الرجل األبيض بإدارةوحكم‬
‫السكاناألفارقة السود وانما يستعين بزعماء القبائل اإلفريقية لكي تدير شؤونها لحسابه وتنفذ أوامره‪،‬‬
‫ظل لزعماء القبائل األساسي ليس فقط في‬
‫وتطور هذا النظام إلى ما سمي باإلدارة األهلية‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬
‫إدارة األقاليم والمناطق بل في حل المشاكل اّلتي تنشأ فيه القبائل واألفراد عن طريق مجالس‬
‫(‪)2‬‬
‫الكبار أو مجالس األجاويد‪.‬‬
‫وقد بدأت الدعوة إللغاءاإلدارة األهلية في أكتوبر ‪ ،0512‬وهي دعوة تبناها بعض المثقفين الذين‬
‫ال يعرفون الواقع االجتماعي لبعض مناطق السودان ومنها دارفور‪.‬‬

‫(‪)1‬صالح فضل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.52-51‬‬


‫(‪)2‬أمين مشاقبة الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪015‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعندما جاءت حكومة النميري* تبنت الدعوات السابقة لدل اإلدارة األهلية مما حرم زعماء‬
‫وشيوخ قبائل دارفور من كثير من االختصاصات‪ ،‬الواسعة‪ ،‬وقام النميري بإصدارقانون اإلدارة‬
‫المحلية لألقاليم‪ ،‬واستخدمت بذلكاإلدارة الجديدة شرطة ضعيفة‪ ،‬وعدم تواجد قوات الجيش وغابت‬
‫محل القانون‪ ،‬ومع ظهور الجفاف والمجاعة‬
‫ّ‬ ‫فحل السالح والصراع القبليوالعنف‬
‫سلطة الدولة ّ‬
‫عل ما‬
‫أدىإلى مزيد من التناقض حول الموارد المحدودة‪ ،‬فكانت دارفور تحتاج الى إدارة قوية‪،‬ول ّ‬
‫ّ‬
‫زاد اإلمتعاض لدى بعض قبائل دارفور في عام ‪ 0552‬عندما أعيد تنظيم إقليم دارفور إداريا تم‬
‫تخصيص مناصب عديدة ألفراد المجموعات العربية في السلطة الجديدة وهو ما رأته قبائل‬
‫(‪)1‬‬
‫المساليتوالفور بمثابة تجاهل أو تعويض لدورها التاريخي القبلي في اإلقليم‪.‬‬
‫‪-4-2-2‬الصراع على الموارد الطبيعية‪:‬‬
‫حدته موجات‬
‫الرعاة والمزارعين على مناطق الكأل والماء وزادت من ّ‬
‫لقد بدأ الصراع بين ّ‬
‫الرعاة على الهجرة إلى المناطق األكثر خصوبة‬
‫التصحر‪ ،‬التي اجتاحت البالد وأجبرت ّ‬
‫ّ‬ ‫الجفاف و‬
‫(‪)2‬‬
‫والتي يتوفر بها العشب والماء‪.‬‬
‫ويعد الجفاف على ّأنه نتاج العالقة بين المياه المتوافرة والحاجة إليها‪ ،‬وعندما تكون المياه‬
‫ّ‬
‫كمية الهطوالت يحدث الجفاف‪.‬‬
‫الضائعة عن طريق التبخر أكثر من ّ‬

‫جعفر محمد النميري‪ ،)5115-0511( :‬دخل الكلية الحربية وتخرج برتبة مالزم ثاني ‪ ،‬اشترك في دورة بمدرسة التدريب العسكري‬
‫المقامة في مصر‪ ،‬كان من المشاركين في اإلنتفاضة الشعبية ضد إبراهيم عبود‪ ،‬درس في كلية األركان في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬استولى عن السلطة عام ‪ ،0515‬اسقطه الشعب بإنتفاضة شعبية عام ‪ .0592‬ينظر سرحان غالم حسين العباسي‬
‫التطورات السياسية في السودان المعاصر ‪ ، 5115-0521‬دراسة تاريخية وثائقية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت‪ ،5100،‬ص‪.551‬‬
‫(‪)1‬زكي البحري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.55 -50‬‬
‫(‪)2‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.952‬‬

‫‪17‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التصحر هو تدني في قدرة األرض اإلنتاجية بسبب إختالل التوازن الطبيعي بين‬
‫ّ‬ ‫بينما‬
‫التغير في خصائصها الطبيعية‬
‫ّ‬ ‫المناخ والتربة والنبات وفقدان األراضي لتربتها الغنية نتيجة‬
‫‪)1(.‬‬
‫والظروف المحيطة‬
‫يعرض التربة‬
‫هاذين العاملين يؤديان إلى تدهور المراعي وتناقص الغطاء النباتي مما ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫للتعرية‪ ،‬والزيادة في النباتات العصيرية والشوكية مما ال يستسيغه الحيوان‪.‬‬
‫ويتميز هذااإلقليم‬
‫ّ‬ ‫وتزداد الحالة في المناطق الجافة الواقعة في نطاق الصحراء الكبرى‪،‬‬
‫أدىسوء استغالل‬
‫بانتشار الكثبان الرملية المحركة التي تؤثر بدورها على الغطاء النباتي‪ ،‬وقد ّ‬
‫أراضي المراعي وازالة بعضها لالستزراع إلى زيادة معدل انجراف التربة وزحف الكثبان الرملية‬
‫التصحر‪ ،‬وفي الوقت الذي زاد فيه اإلنتاج الحيواني تنقص فيه مساحة‬
‫ّ‬ ‫مما زاد معه زيادة‬
‫(‪)3‬‬
‫المراعي‪.‬‬
‫ولهذا فقد اشتد الصراع في دارفور وبدأ من القبائل الشمالية بعد ما كانت األمطار تسقط‬
‫تغير المناخ(‪.)4‬‬
‫بشكل طبيعي وكانت مناطق الشمال تسقط فيها أمطار كثيرة ّ‬
‫تقل في الوقت الذي كانت فيه قبائل الجنوب مساحات الزراعة بها‬
‫وبدأت نسبةاألمطار ّ‬
‫محدودة وتسمح بسير القطعان في المراحيل* بشكل سهل‪ ،‬ثم ازداد األمر صعوبة مع قلّة‬
‫األمطاروالجفاف مما اضطر الرعاة للنزول للجنوب والمرور من المناطق الضيقة ومن هنا بدأ‬
‫(‪)5‬‬
‫يحدث التّعدي على األراضي الزراعية مما أوجد خالفا بين القبائل‪.‬‬

‫(‪)1‬غانم علي أحمد‪ ،‬المناخ التطبيقي‪ ،‬دار الميسرة ‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،5115 ،‬ص‪.519‬‬
‫(‪)2‬صالح وهبي ‪ ،‬قضايا عالمية معاصرة‪ ،‬المشكلة السكانية‪ ،‬موارد المياه العذبة‪ ،‬التلوث البيئي‪ ،‬التصحر‪ ،‬الطاقة‪ ،‬العولمة دار‬
‫الفكر‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪ ،5112 ،‬ص ‪.515‬‬
‫(‪)3‬عبد اهلل حسوني جذوع‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫)‪)4‬عبداهلل عبد الرازق‪ ،‬شوقي عطا اهلل الجمل‪ ،‬تاريخ شمال وغرب إفريقيا الحديث والمعاصر‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‬
‫اإلسكندرية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.525‬‬
‫(‪)5‬علي أحمد حقار‪ ،‬البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور‪ ،‬شركة المطابع‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪ ،5111 ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪18‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فالصراع في دارفور قديم بسبب مشكلة المياه والرغبة في إيجاد مناطق للرعي‪ ،‬أدى ذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى نشوب النزاعات منذ أيام سلطنة الفور بين قبائل ألفور الزراعية و الرعوية‪.‬‬
‫وكان سالطين الفور يرون أن األرض التي ينزل فيها الرزيقات ملكا لهم‪ ،‬بالتالي عليهم‬
‫أن يدفعوا ضرائب عن فترة إقامتهم‪ ،‬وكان رزيقات يتهربون من الضرائب أدى ذلك إلى حدوث‬
‫صراع مرير بين رزيقات وغيرهم من الرعاة‪ ،‬وقد إعتادت حكومات دارفور عبر التاريخ أن ترسم‬
‫للرعاة مسارات بحيث ال يعتدوا على أراضي المزارعين‪ ،‬ومع ذلك كثي ار ما يحدث التعدي من‬
‫جانب الرعاة مما يستوجب عقد المجالس العرفية والمؤتمرات القبلية‪ ،‬التي تتحكم فيها شيوخ القبائل‬
‫واألجاويد‪ ،‬وفرض دية يدفعها المعتدي أو المعتدون على المحاصيل الزراعية‪ ،‬أو على أصحابها‬
‫(‪)2‬‬
‫المزارعين‪ ،‬خاصة في حالة وقوع حوادث‪.‬‬
‫‪-5-2-2‬تشابك الحدود وانتشار السالح في اإلقليم‪:‬‬
‫تمتد حدود إقليم دارفور بغرب السودان لمسافة طويلة تشترك مع ثالث دول هي ليبيا‬
‫التشاد وافريقيا الوسطى‪ ،‬ورغم أن هذه الحدود طويلة بدرجة ملحوظة فال توجد عليها حراسات‬
‫أمنية كافية‪ ،‬وقد رسمت من طرف االستعمار بطريقة عشوائية مما أدىإلى تقسيم بعض القبائل‬
‫مع دول الجوار‪ ،‬فأصبح جزء من هذه القبائل في دارفور وجزء آخر منها موجود في دول الجوار‬
‫مما أدىإلى سهولة االنتقال على جانبي الحدود من دولة ألخرى‪ ،‬وعندما عادت الحكومة الثنائية‬
‫ضم دارفور إلى حكومة الخرطوم لم تنتزع السالح من يد القبائل‪ ،‬فاستمر وجود رقابة أمنية عليها‬
‫مما خلق دائما جوا من الصراع والقتال في هذه المنطقة‪ ،‬وأول دخول للسالح في اإلقليم في‬
‫منتصف السبعينات عندما كانت الجبهة الوطنية بقيادة الصادق المهدي تقود المعارضة ضد‬
‫وتستعد النتفاضةجويلية ‪ ،0511‬حيث خزنت لهذا‬
‫ّ‬ ‫الحكومة في ماي بزعامة جعفر النميري‪،‬‬

‫السيد فليفل‪ ،‬مشكلة دارفور بين التدخل الدول واألزمة الداخلية‪ ،‬المركز العالمي واألبحاث‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬ص‪. 011‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫المراحيل‪ :‬أو المرحال أنه الطريق أو الملك الخاص بالمواشي بمختلف أنواعها أو أعدادها‪.‬ينظر علي أحمد الحقار‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ص‪.011‬‬
‫(‪)2‬السيد فليفل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 012‬‬
‫‪19‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الغرض في دارفور‪ ،‬فلما جرى الحوار فيما بعد بين الجبهة الوطنية ونظام النميري حول المصالحة‬
‫تنازلت الجبهة عن السالح لجيش الحكومة‪ ،‬لكن تسربت كميات كبيرة منه ألهالي دارفور‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ولعل ما ساعد على انتشار السالح في اإلقليم هو قيام ليبيا بتسليح القبائل العربية في‬
‫دارفور لالستقواء صراعها مع تشاد دخول شريط "أوزو"‪ ،‬كذلك تفكك جيش جمهورية إفريقيا‬
‫الوسطى ودخول معظمه إلى دارفور‪ ،‬ما دفعهم للتسابق للحصول على السالح األحدث لحماية‬
‫أنفسهم خاصة وان اإلقليم أصبح قبلة لتجار السالح‪ ،‬حيث أصبح عدد قطع السالح الموجود في‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلقليم عند بدء الصراع المسلح نصف مليون قطعة سالح‪.‬‬
‫‪-6-2-2‬السياسات التعليمية والبطالة‪:‬‬
‫تعرضت لإلهمال والتهميش‬
‫لما كانت دارفور منطقة بعيدة و متطرفة عند وسط السودان‪ ،‬فقد ّ‬
‫من جانب الحكومات الثنائية و الوطنية بعد االستقالل وحتى اآلن‪ ،‬فإنه ليس غريبا أن تصبح‬
‫الصحية واالجتماعية غير كافية أو غير موجودة بالمرة‪ ،‬فقد كانت دارفور‬
‫ّ‬ ‫الخدمات التعليمية و‬
‫أقل مديريات السودان نصيبا في عدد الطالب أو في عدد المدارس‪ ،‬وخالل عقد التسعينات من‬
‫القرن العشرين أدارت الدولة سياسة تعليمية‪ ،‬لتوفير التعليم العالي في العاصمة ودول الكبرى‬
‫بينما المدارس األهلية وغير الحكومية في مديريات شمال السودان‪ ،‬و لم يكن في دارفور مدرسة‬
‫(‪)3‬‬
‫أهلية واحدة‪.‬‬
‫وقد كانت دارفور من أهم الركائز األساسية للعمالة المؤهلة ومصد ار للرجال المجندين في‬
‫الجيش السوداني‪ ،‬وقد مثلت الهجرة إلى البالد العربية خاصة ليبيا منفذا مهما لجزء من فائض‬
‫ظل آالف الخريجين بال عمل نتيجة لعجز الدولة عن إيجاد‬
‫األيدي العاملة في دارفور ومع ذلك ّ‬
‫فرص العمل لتوظيف تلك الطاقة البشرية الكبرى في اإلقليم‪ ،‬خاصة بعدما زاولوا دراستهم في‬

‫(‪)1‬محمد جمال عرفة‪ ،‬بعنوان"دارفور التاريخ والقبائل العنصرية"‪ ،،‬مأخوذة من موقع ‪ 15،w.w.w.islamonline.net‬ديسمبر‬
‫‪ ،5102‬على الساعة ‪.02:11‬‬
‫(‪)2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة التداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(‪)3‬اسماعيل مصطفى عثمان‪ ،‬دارفور ماضي حاضر مستقبل‪،‬دار األصالة للنشر والتوزيع اإلعالمي‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪5111 ،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ضد الدولة يش ّكل‬


‫التمرد ّ‬
‫تفجر الصراع في دارفور وجد العديد من هؤالء أن ّ‬
‫الخرطوم‪ ،‬وعندما ّ‬
‫ال لمعاناتهم الممتدة مع البطالة فكان لهم دور فعال في تنشيط الحرب والصراع في دارفور‬
‫حّ‬
‫الذي أصبح ناتج عن فوارق اجتماعية واقتصادية بين الشمال‪.‬‬
‫أما من الناحية الثقافية فإن الواقع الذي يعيشه سكان إقليم دارفور‪ ،‬نجد أن القبائل اإلفريقية‬
‫قد تأثرت بالقبائل العربية من ناحية النسب وتأثروا باللغة العربية وأصبحت هي اللغة السائدة‬
‫(‪)1‬‬
‫باعتبارها لغة القرآن‪ ،‬هذا ما أ ّدى إلى االختالط الوثيق بينهم‪.‬‬
‫‪-1-2-2‬عزلة اإلقليم وصعوبة المواصالت‪:‬‬
‫ما زاد من عزلة دارفور عن كل التطورات االقتصادية واالجتماعية الكبرى عدم وجود طرق‬
‫حديثة بين هذا اإلقليم ووسط السودان‪ ،‬وعدم توفر وسائل مواصالت سهلة سريعة‪ ،‬فمنذ وجود‬
‫حكومة اإلدارة الثنائية أقامت خطوط السكك الحديدية في بالد السودان‪ ،‬وأوقفت الخط المتّجه‬
‫غربا عند مدينة األبيض عاصمة كردفان‪ ،‬لكي يأتي بالصمغ العربي الالزم للصناعة البريطانية‬
‫توجه نحو الجنوب الغربي إلى مدينة الضغينوزالنجي‬
‫ولم يصل إلى الفاشر عاصمة دارفور‪ ،‬بعدها ّ‬
‫ظل األمر هكذا حتّى اآلن‪ ،‬كذلك ال تتوفر في دارفور األعداد الكافية‬
‫يمر على الفاشر و ّ‬
‫دون أن ّ‬
‫لخطوط التلفون‪ ،‬والتلغراف التي تربط هذا اإلقليم بعاصمة السودان وأقاليمه أو بالعالم الخارجي‬
‫بشكل أوسع‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-9-2-2‬تجاهل الحكومة لألزمة ّأول األمر‪:‬‬


‫الحد من العنف أن الحكومة قد استهانت بها‬
‫التمرد في دارفور تبلغ هذا ّ‬
‫مما جعل حركة ّ‬
‫ّأول األمر‪ ،‬واعتبرتها عملية بسيطة خارجة عن القانون وانشغلت الحكومة بمشاكل حربها وصراعها‬
‫بأنهم قطاّع طرق‪ ،‬وأخطأت فيإدارة الصراع سياسيا‬
‫متمردي دارفور ّ‬
‫مع الجنوب‪ ،‬ووصفت الحكومة ّ‬

‫(‪)1‬إسماعيل مصطفى عثمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬


‫الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.021-021‬‬
‫أمين مشاقبة ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫‪10‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واعالميا‪،‬كذلك انقسام حزب الحاكم الى حزبين حزب المؤتمر الوطني بزعامة عمر البشير وحزب‬
‫المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي*‪ .‬فكان زعماء من إقليم دارفور مع الجيش الترابيأي من أنصار‬
‫تأزم‬
‫التوجه االسالمي‪ ،‬ما زاد من ّ‬
‫ّ‬
‫أدى الى اشتداد الصراع‬
‫أدى إلى عملية اعتقاله‪ّ ،‬‬
‫التمرد مما ّ‬
‫المشكلة بتأشير الترابي على حركات ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫في دارفور وتضخمه مع نفي الترابي عن نفسه هذا االتهام‪.‬‬
‫‪-8-2-2‬الصراع القبلي في إقليم دارفور‪:‬‬
‫مصغر‬
‫ّ‬ ‫إن إقليم دارفور له تركيبة متنوعة عرقيا واجتماعيا وقبليا‪ ،‬وهو عبارة عن نموذج‬
‫أدى الى‬
‫لدولة السودان‪ ،‬وهذا ما يفسر وجود قبائل مشتركة ومتنوعة مع الدول المجاورة‪ ،‬مما ّ‬
‫سلسة من الصراعات القبلية بين القبائل المختلفة في اإلقليم‪ ،‬وأهم هذه المعارك القتال الدائر بين‬
‫قبيلتي الزرقاتوألماليا في عام ‪ .0519‬ومعركة بين السالمات والتعايشية في عام ‪ ،0591‬وبين‬
‫الزرقاوة والقمر عام ‪ .0551‬كل هذه الصراعات كان خلفها العصبية القبلية التّي كانت سببا في‬
‫تحالف القبائل العربية ضد قبيلة الزرقة اإلفريقية‪ ،‬وكذلك غياب السلطة الفاعلة للحكومة السودانية‬
‫في إقليم دارفور‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬

‫‪-10-2-2‬الحروب األهلية في األقاليم المجاورة إلقليم دارفور‪:‬‬


‫إن الحروب األهلية من األسباب التي نفخت النار في الصراع الدائر بإقليم دارفور وجعلته‬
‫يختلف عن العديد من الصراعات التي حدثت به سابقا‪ ،‬والتي أهمها الصراع الليبي التشادي‬
‫الشهير حول اإلقليم التشادي الشهير "أوزو" والصراع التشادي الذي انطلق من دارفور بالحدود‬
‫الشاسعة الممتدة بين ليبيا والتشاد‪ ،‬وافريقيا الوسطىوتأثر اإلقليم بذلك فتوفر بحوزة سكانه السالح‬

‫حسن الترابي‪ ،) 0511(:‬كان أمينا عاما لإلخوان المسلمين قي السودان‪ ،‬بعدها مستشا ار لرئيس الجمهورية جعفر النميري‪ ،‬أعتقل‬
‫عام ‪ ، 0592‬وأصبح أمينا عاما للجبهة القومية اإلسالمية‪ .‬ينظر سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.552‬‬
‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.012- 012‬‬
‫(‪)2‬محمد األمين عباس النحاس‪" ،‬أزمة دارفور بدايتها وتطورها"‪،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬لبنان‪،‬العدد‬
‫‪(،505‬فيفري ‪ ،)5112‬ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفضال عن ذلك فإن اإلقليم تعيش فيه قبائل متالصقة بين الدول المجاورة‪ ،‬كان له دور في‬
‫انتشار السالح(‪.)1‬‬
‫‪-11-2-2‬إضعاف اإلدارة المحلية في إقليم دارفور‪:‬‬
‫اعتمدت السودان في تنظيمها الدستوري واإلداري علىأسلوب السياسة المركزية مما نتج‬
‫عنه إضعاف اإلدارة المحلية وعدم تجسيد مبدا الالمركزية اإلدارية‪ ،‬حيث قامت بتعيين إدارة محلية‬
‫لتسيير اإلقليم رغم صدور القانون الحكم الشعبي المحلي عام ‪ ،0590‬ولم ينقد حتى بعد صدور‬
‫حل مجلس الشعبي النيابي‪ ،‬وجردت الواليات من سلطتها مما‬
‫تعديل دستوري عام ‪ 0559‬حيث ّ‬
‫ساهم في إضعاف االدارة المركزية في مواجهة الصراع‪ ،‬ومنح بعض القبائل مناصب في السلطة‬
‫(‪)2‬‬
‫دون غيرها من القبائل األخرى‪.‬‬
‫ادى إلى تعطيل المؤسسات المدنية وجعل القبائل‬
‫األمر الذي أجج نار الفتنة بين القبائل و ّ‬
‫تنتظم في مؤسسات عرقية قبلية استقلت من قبل السياسيين في الضغط على الحكومةوكان‬
‫(‪)3‬‬
‫هذااألمر نتيجة للسياسة الخاطئة للحكومات المتعاقبة في السودان‪.‬‬
‫‪-12-2-2‬التهميش وغياب التنمية في السودان‪:‬‬
‫إن التوزيع غير العادل للثروة من قبل الحكومة السودانية ورفض المشاركة الفعلية ألطراف‬
‫المعارضة في السلطة‪ ،‬و تطبيق سياسات التهميش والقمع ومصادرة الحريات واعطاء األهمية‬
‫لألمن دون التنمية جعل من سكان اإلقليم يشعرون بأن هناك تهميشا حقيقيا وغيابا للتنمية وهذا‬
‫من خالل تصفية المشاريع‪ ،‬مثل مشروع ساق النعام وطريق األنفاق الغربي حيث صدر قانون‬
‫‪ 0552‬في شكل مرسوم مؤقت من المجلس الوطني االنتقالي على أن يتم تنفيذه بحلول عام‬

‫(‪)1‬بشير جمال ‪ ،‬دور مجلس األمن في حل النزاعات الدولية‪ ،‬مسألة دارفور أنموذجا‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،5115 ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫المعتصم أحمد علي األمين‪ ،‬لجنة لفتح المسارات ومعالجة أوضاع المراحيل في إقليم دارفور‪ ،‬على‬ ‫(‪)3‬‬

‫الموقع‪ ،http :w.w.w.darfournews.net‬يوم‪ 02‬فيفري ‪ 5102‬على الساعة ‪.01:02‬‬


‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أدى إلى تفاقم الوضع العام في‬


‫‪ 0551‬و قد اصبح منسيا‪ ،‬فأصبح هناك إهمال في اإلقليم‪ ،‬مما ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقليم‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس كان للحكومة‪ ،‬دور في تهميش اقليم دارفور فحسب يعاني اإلقليم من عدم‬
‫وجود بنية تحتية من المزروعات اإلستثمارية من إهمال التنمية الزراعية والصناعية والحيوانية‪،‬‬
‫وانتشار البطالة‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬

‫‪-13-2-2‬خالف الحكومة السودانية مع األحزاب السياسية في السودان‪:‬‬


‫أدى إلى استنفار‬
‫إن الخالف الذي حدث بين األصدقاء الرئيس البشير وحسن الترابي‪ّ ،‬‬
‫ضد الحكومة السودانية مع جون جارنج‬
‫أنصاره في كامل الوطن ودخوله في الصراع السياسي ّ‬
‫زعيم الحكومة الشعبية لتحرير السودان ‪ ،‬ومن جهةأخرى حركة العدل والمساواة التي كانت موالية‬
‫لحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي إلى درجة أن اعتبره البعض أنه جناح من هذا الحزب‪.‬‬
‫واالختالف مع حزب المؤتمر والحركة الشعبية لتحرير السودان حول منح و ازرة الطاقة إلى الحركة‪،‬‬
‫ودخول أطرافأخرى في السلطة موالية للنظام‪.‬‬
‫‪ -‬أما من ناحية السياسة االقتصادية فقد بدأت آثارها السلبية بتشجيع من الصندوق الدولي للحكومة‬
‫أدى‬
‫التي عملت على تصدير االنتاج الزراعي الغذائي في أواخر حكم الرئيس جعفر النميري ما ّ‬
‫الى انهيار العالقة بين المزارعين والرعاة‪ ،‬بتراجع سعر القطن الذي يعتمد عليه السودان في دخلها‬
‫القومي في األسواق العالمية ووجد تنافس مع اللحوم في ‪.0592‬‬
‫( ‪)3‬‬

‫ويا‬
‫ممر عربي إلى داخل القارة اإلفريقية يعطي دعما معن ّ‬
‫‪ -‬تشجيع معمر القذافي فكرة إنشاء ّ‬
‫للغزو الذي كان يقوم به عرب دارفور لالستيالء على األراضي الخصبة‪ ،‬التي كان يحتلها الفور‬

‫(‪ )1‬الهاشمي كمرشو‪ " ،‬مجلس األمن في اإلحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬دراسة قانونية لقضية إقليم دارفور السوداني‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬اشراف األستاذ‪ ،‬عبد الحليم بن مشري‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،5101 ،‬ص‪.00‬‬
‫(‪)2‬علي محي الدين داغي‪ ،‬قضية دارفور في السودان‪ ،‬مأخوذة من موقع‪01، http:\\www.imsonline .net/article/‬‬
‫فيفري‪،1101‬على الساعة ‪.07:01‬‬
‫(‪)3‬مصطفى عثمان إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مرة والجنوب الغربي‬


‫مرة‪ ،‬وتقاتل العربوالفور بضراوةوسفك الدماء حول منطقتي جبل ّ‬
‫حول جبل ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ما بين ‪.0595-0599‬‬
‫تدخل القوى الخارجية‪:‬‬
‫‪ّ -14-2-2‬‬
‫االهتمام العالمي بالصراع في إقليم دارفور ليس هدفه إنساني فقط‪ ،‬بل هناك أطماع من‬
‫تتصدرها الضغوط الدولية من أجل بسط الهيمنة‪ ،‬من خالل مساندتها في‬
‫ّ‬ ‫قبل القوى الكبرى التي‬
‫ألطراف النزاع في دارفور والتي تأتي في مقدمتها الواليات المتّحدة األمريكية‪ ،‬وبعض الدول‬
‫األوروبية هذا من جهة ومن جهةأخرى فقد كان لدول الجوار كالتشاد و ليبياوأريتيريا دور كبير‬
‫في تأجيج الصراع‪ ،‬وهذا يعود الى ما يزخر به اإلقليم من ثروات طبيعية ومتنوعة أهمها الثروة‬
‫المقدر‬
‫ّ‬ ‫المعدنية الهائلة والمتمثلة في جبال الحديد التي تصل درجة نقائها إلى ‪ % 091‬والنفط‬
‫(‪)2‬‬
‫بحوالي ‪ % 22‬باإلضافةإلى النحاس‪ ،‬هذا ما جعل اإلقليم يحظى باالهتمام العالمي‪.‬‬

‫(‪)1‬فوزي صلوخ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫(‪)2‬مصطفى عثمان إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويمكن تلخيص ماسبق في الجدول التالي الذي يبين األسباب والعوامل التي أدت إلى قيام‬
‫(‪(1‬‬
‫الصراع في إقليم دارفور السوداني‪.‬‬

‫عوامل الصراع‬ ‫أسباب الصراع‬

‫دور الحكومة‪ ،‬سوء التسيير‪ ،‬التهميش‪ ،‬إلغاء المشاييخ‪ ،‬الهوية‪ ،‬انتشار السالح‪.‬‬ ‫المنشأة للصراع‬

‫البيئية‪ ،‬نقص الموارد الغذائية والبيئية‪ ،‬التنوع اإلثني القبلي‪ ،‬العامل الجغرافي‪.‬‬ ‫المغذية للصراع‬

‫مصالح دول الجوار‪ ،‬مصالح الدول الكبرى مثل الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا‬
‫المستغلة للصراع‬
‫وفرنسا‪ ،‬الصين‪ ،‬اإلعالم العالمي وخاصة الغربي في تدويل الصراع‪.‬‬

‫(‪)1‬من إنجاز الطالبة‪ ،‬باإلعتماد على مرجع زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية وأمين مشاقبة‬
‫الطيب مير غني أبكر‪ ،‬أزمة دارفور الواقع الجيوسياسي الصراع والمستقبل‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3-2‬أطراف الصراع في إقليم دارفور ‪:‬‬


‫عدة تنظيمات عربية وافريقية‬
‫إن الصراعات والحروب التي وقعت في إقليم دارفور‪ ،‬نتج عنها ّ‬
‫معينة من اإلقليم والتي وجدت الفرصة في اإلطار‬
‫لتعبر مصالح ومطالب جماعات أو طوائف ّ‬
‫الدولي لطرح مطالبها بأقصى صورة ممكنة وايجاد جسور للتواصل مع القوى الخارجية التي تسعى‬
‫لتدويل القضية ولهذا خصصنا هذا العنصر لبيان أهم أطراف النزاع في إقليم دارفور‪.‬‬
‫‪-1-3-2‬حركة تحرير السودان‪:‬‬
‫األول‪ ،‬ثم عادت‬
‫بدأت تلك الحركة تحت اسم جبهة تحرير دارفور وهذا ما ظهر في بيانها ّ‬
‫الحركة لتعدل اسمها في بيانها الثاني الى حركة تحرير السودان‪ ،‬وهذا ألنها أرادت اسما يجنبها‬
‫شبهة النوايا االنفصالية عن الحكومة المركزية‪ ،‬وتأث ار باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في‬
‫الجنوب بزعامة جون جارانج‪ ،‬وللحركة جناح عسكري هو جيش تحرير السودان وكانت عضوية‬
‫الحركة في البداية ألبناء قبيلة الفور ثم انضم إليها أبناء القبائل الدارفوريةاألخرى‪ ،‬وتتكون الحركة‬
‫من مقاتلين ينتمون إلى قبائل الزغاوة و المساليت والفور‪ ،‬وهي من ابرز القبائل اإلفريقيةباإلقليم‪،‬‬
‫وزعيم الحركة تحرير السودان هو المحامي "عبد الواحد محمد تور" ويتولى منصب األمين العام‬
‫للحركة "منى اركوي مناوى" وهو من قبيلة الزغاوة واشتهر كقائد ميداني له عالقة وثيقة بالنظام‬
‫اإلريتري‪ ،‬ومعظم القادة العسكريين في صفوف الحركة كانوا من الضباط السابقين في الجيش‬
‫السوداني أو التشادي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وبداية نشاط الحركة يرجع لعام ‪ 5110‬عندما تشكلّت ّأول خلية عسكرية في منطقة زالنجي‬
‫قوامها ‪ 01‬من الشباب يقودهم ويدربهم المحامي عبد الواحد محمد نورالذي تم إطالق سراحه من‬
‫االعتقال التحفظي جراء قيامه بتوزيع منشورات باسم القوى الديموقراطية الثورية تدعو‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)1‬تقرير عن حركة تحرير السودان‪ ،‬قسم البحوث والدراسات‪ ،‬موقع قناة الجزيرة الفضائية ‪ www.aljazeera.net‬يوم‬
‫‪،1101/11/11‬على الساعة ‪.08:11‬‬
‫(‪)2‬فوزي روسانو ديدار‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.011‬‬
‫‪17‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إلثارةالنعرات القبلية والعنصرية وأبلغت السلطاتاألمنية عبد الواحد تور بخطورة إقدامه على‬
‫تدريب الشباب في جنح الظالم‪ ،‬فانتقل من زالنجي موطنه األصليإلى منطقة "مرتجلو" بجبل‬
‫مرةوينتمي تور منذ دراسته للقانون للتيار اليساري‪ ،‬وكان عضوا في الحزب الشيوعي‬
‫ّ‬
‫السوداني‪،‬وحركة تحرير السودان بقيادة تور هي المسؤولة عن القيام بكثير من العمليات العسكرية‬
‫في اإلقليم ضد الحكومة أو ضد الميليشيات التي كونتها بعض العناصر العربية‪ ،‬بعدها تكونت‬
‫تنظيمات سياسية جديدة ذات اتجاهات انفصلت عن الحركة‪ ،‬وهي محدودة األثر في الغالبوهدد‬
‫القائمين عليها تحقيق بعض المكاسب السياسية واالقتصادية عندما تتم التسوية السلمية بين‬
‫المتمردة في دارفور‪ ،‬و أهم هذه التنظيمات المنفصلة عن حركة تحرير‬
‫ّ‬ ‫الحكومة و الحركات‬
‫السودان هي فيصل أحمد عبد الشافع‪ ،‬وتنظيم الوحدة‪ ،‬والقوى الثورية المتحدة والتنظيم الديمقراطي‬
‫(‪)1‬‬
‫الوحدوي‪.‬‬
‫‪-2-3-2‬حركة العدل والمساواة‪:‬‬
‫طيب خليل إبراهيم* الذي كان مقيما في لندن‪ ،‬ويقود العمليات‬
‫أسس هذه الحركة الدكتور ّ‬
‫العسكرية الضابط "التيجاني سالم دور"‪ ،‬ومعظم مقاتلي الحركة من قبيلة الزغاوةوكذلك الدكتور‬
‫ظل ظروف األزمة القائمة في دارفور أعلن د‪ .‬خليل إبراهيم في مارس ‪5111‬م‬
‫خليل نفسه‪ ،‬وفي ّ‬
‫تأسيس حركة العدل والمساواة التيأصدرت بيانها األول من لندن باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وانتقلمؤسس‬
‫الحركة من االتجاه اإلسالمي األصولي إلىاالتجاه العلماني‪ ،‬وبدا‬
‫حريصا على إبعاد نفسه وحركته بقدر كاف عن الثقافة العربية اإلسالمية‪ ،‬وخفت نبرة خطابه‬
‫(‪)2‬‬
‫الديني لحساب الخطاب االثني والقبلي‪.‬‬
‫وتدعو حركة العدل والمساواة لفصل الدين عن الدولة‪ ،‬وخلق سودان ديمقراطي جديد وتنادي‬
‫بقيام تحالف من المناطق المهمشة ضد سيطرة الحكومة المركزية‪ ،‬ولم يدعو زعيم الحركة‬

‫زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.055-059‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬جالل رأفت‪"،‬أبعاد أزمة دارفور السياسية والثقافية"‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪( 105‬فيفري ‪.)5112‬ص‪. 51‬‬

‫‪18‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خليل ابراهيم* ألي مواقف انفصالية عن الحكومة السودانية المركزية وبهذاالمعنىيقول"أنأهم‬


‫ونحنضدانفصاألي جزء من‬
‫ّ‬ ‫تمزق البلد‬
‫اهداف حركتنا لحمل السالح وهو الخوف من ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫السودان‪.‬نحنالنريد سلطنة في دارفور ألننا نعيش في عصر الكتل"‪.‬‬
‫ومن قيادات تنظيم العدل والمساواة المهندسأبو بكر حامد والمحامي" ياور صندل" ورئيس‬
‫اتحاد الطالب جامعة النيلين األسبق احمد حسين‪ ،‬وهناك تنسيق بين الحركة والحركة الشعبية‬
‫بزعامة جون جارانج‪ ،‬وكانت له عالقة قوية جدا بالحركة اإلسالمية وحسن الترابي‪ ،‬وللحركة دور‬
‫(‪)2‬‬
‫عسكري وسياسي كبير في إدارة الصراع في اإلقليم‪.‬‬
‫‪-3-3-2‬التحالف الفيدرالي‪:‬‬
‫يتزعم التحالف الفيدرالي احمد إبراهيمدريج الذي كان واليا على دارفور من قبل حكومة‬
‫ماي باعتباره أحدأبناء دارفور‪ ،‬وقد حدثت اختالفات بين دريجوالرئيس جعفر نميري‪ ،‬بسبب اتصال‬
‫دريج بجهات خارجية‪( ،‬في مقاطعة سكسونيا األلمانية) دون الرجوع‬
‫للحكومة المركزية‪ ،‬ومثلت الخالفات بين دريجوالنميري واحدة من حلقات الصراع العنيف بين‬
‫المركز واقليم دارفور‪ ،‬حيث ترك دريج وظيفته الرسمية كحاكم لإلقليم وذهب للخارج لتكوين تيار‬
‫(‪)3‬‬
‫سياسي منادي للخرطوم‪ ،‬وابراهيم دريج ينتمي إلى قبيلة الفور ويقيم في لندن‪.‬‬

‫بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم و كان وزي ار والئيالفترة طويلة في عهد حكومة اإلنقاذ‬
‫*الدكتور خليل إبراهيم كان عضوا ا‬
‫و قياديا في الجبهة القومية االسالمية ‪ ،‬يعد من القيادات التي اسهمت بصورة فاعلة في العمليات العسكرية في جنوب البالد‪ ،‬كما‬
‫تولى مهمة التصدي لقوات المهندس داؤود يوالد‪ ،‬الذي قاد تم ّرد مسّلح ضد الحكومة في دارفور‪ ،‬وكان خليل من المقربين للدكتور‬
‫لمدة عام‪..‬وأصدر د‪.‬‬
‫حسن الترابي‪.‬وبعد إعفائه من منصبه كوزير ‪ 0599‬تم منحه مبلغا ‪ 021‬ألف دوالر للدراسة في بولندا ّ‬
‫خليل ابراهيم قبل تأسيس الحركة مؤلفا بعنوان الكتاب االسود عام ‪ 0555‬ولم يكن يحمل اسم مؤلفه‪.‬ويحتوي هذا الكتاب على‬
‫تقويم عرقي للوظائف والمناصب العليا في السودان‪ ،‬اغلب المناطق األخرىوعلى أرسها دارفور مهمشون‪.‬ينظرأمين مشاقبة الطيب‬
‫مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.029‬‬
‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.011-055‬‬
‫(‪)5‬فوزي روسانو ديدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.019‬‬

‫(‪)3‬الهاشمي كمرشو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪19‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويعمل الباحث األنثروبولوجي دكتور شريف حرير* نائبا لرئيس التحالف الفيديرالي وهو األكثر‬
‫نشاطا‪ .‬وكان من القيادات المؤثرة في رابطة دارفور‪ ،‬وهو ذو توجهات علمانية وكان ناشطا في‬
‫التنظيمات القوى الدمقراطية المناهضة وبنشوب أزمة دارفور تولّى حرير مهمة تسويق الحركات‬
‫الدارفورية المتمردة في األوساط األوروبية وتقديمها المنظمات الطوعية األجنبية وتوفير الدعم‬
‫المالي لها‪ ،‬وتشير المعلومات إلى أن شريف حرير تسعى قوى دولية كثرة إلسناد القيادة السياسية‬
‫(‪)1‬‬
‫له كمعبر عن كل فصائل المعارضة في دارفور‬
‫‪-4-3-2‬جماعات الجنجويد‪:‬‬
‫الجنجويد مصطلح تناولته جميع الصحف السودانية والعالمية مع اندالع مشكلة دارفور‬
‫متمردي الجنوب إلى تسليح القبائل العربية‬
‫ضد ّ‬‫وكانت الحكومة السودانية فقد لجأت خالل حربها ّ‬
‫لصد هجمات الحركة الشعبية بزعامة جون جارانجومع مجيء حكومة اإلنقاذ ارتكب‬
‫في دارفور ّ‬
‫حسن الترابي زعيم الحركة اإلسالمية أخطاء فادحة انعكست على األوضاع في دارفور‪ ،‬ومن‬
‫هذه األخطاء أثارت النعرات الجهوية في نشاط الحركة حيث اعتمد على قبائل غرب السودان‬
‫بالتدين وحفظ القرآن وخصال‬
‫ّ‬ ‫يتميزون‬
‫واستخدمها كوقود لهذا النشاط‪ ،‬وخاصة أن سكان الغرب ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الفروسية‬

‫التمرد ماذا يريدون؟‪ ،‬مأخوذة من موقع ‪www.islamonline.net‬‬


‫ّ‬ ‫(‪)1‬ضياء الدين بالل‪ ،‬بعنوان من هم قادة حركات‬
‫‪ 1101/11/11‬على الساعة‪.10:01‬‬
‫*الحرير ي نتمى الى مدرسة الغابة التي كانت تدعو لالفريقانية‪ ،‬غير أن شريف حرير ينظر لألفريقانية من أبعادهاأنها أكثر من‬
‫نظرته ألبعادها الثقافية أو الفكرية وسنحت لشريف حرير فرصة الدراسة في النرويج‪ .‬ينظر أمين مشاقبة الطيب مير غني‬
‫أبكر‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.025‬‬
‫(‪)2‬أحمد فهمي‪،‬ماهي أسباب أزمة دارفور؟‪ http :\\www .alhewar.org .debat/shouartaspaid193694‬في ‪ 11‬فيفري‬
‫‪ ،1101‬على الساعة‪.01:11‬‬
‫*الجنجويد ‪ :‬اختلف الك تاب في تفسير مدلولها و الجنجويد هو جندي يحمل سالحا و يركب جوادا‪ .‬والبعض ذكر انهم جماعة‬
‫المتمردة‬
‫ّ‬ ‫ضد العناصر‬
‫من القبائل العربية‪ ،‬وان الحكومة السودانية شكلت في سنة ‪ 5111‬معسكرات إلعدادهم ثالث تقاتل عنها ّ‬
‫في دارفور‪ ،‬وقيل إن عدد الذين جندتهم الحكومة من الجنجويد بلغ ‪ ،511,111‬وأن هذه الفرق مارست أعماال من القتل والتمدير‬
‫استهدفت المدنيين األبرياءوقدمت لهم الدولة الدعم والتغطية فأبدت قرى بأكملها‪ .‬ينظرشوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 952‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لكي ينجح الترابي في هذه الثغرات واثارتها ضد جارانج رفع راية الجهاد في حرب الجنوب‬
‫وأقدم على فتح الحدود للمسلمين المهاجرين من دول غرب ووسط افريقيا تحت عنوان ان ديار‬
‫المسلمين بال أبودعاهم لنصرة العروبة والدين اإلسالمي في السودان مقابل المال فدخلت العديد‬
‫من المرتزقة والوافدين ومن هؤالء تكونت ميليشيات الدفاع الشعبي التابعة للحكومة السودانية‪ ،‬ثم‬
‫بعضهم ومن عناصرأخرى فيما بعد أظهرت أسطورة ميليشيا الجنجويد‪ ،‬ومن المتواتر ذكره عن‬
‫جذور نشأة الجنجويد*أنها جماعة غير منظمة ال تنتمي إلى أعراق محددة‪ ،‬وكان قد ظهر في‬
‫كل القبائل العربية أطلق عليه اسم "التجمع العربي"‪ ،‬ولما‬
‫دارفور عام ‪ 0591‬تحالف موسع يشمل ّ‬
‫اخذ الصراع في دارفور منحنى تبين منه أنه صراع بين العرب والعناصر اإلفريقية بعد أن كان‬
‫(‪)1‬‬
‫بين الرعاة والمزارعين‪ ،‬فقد تش ّكلت ميليشيات الجنجويد‬
‫التي تهتم على انها الذراع العسكري للقبائل العربية في دارفور‪ ،‬وهو امر دأبت القبائل العربية‬
‫على نفي و يربط البعض المراقبين نشأة الجنجويد أيضا بظروف الحرب الشادية في الثمانينات‬
‫حيث واجه الرئيس التشادي الحالي "إدريس الديبي" خصمه حسين الجيري فجند كل طرف منهما‬
‫بعض الميليشيات من انباء القبائل العربية القاطنة في دارفور وشرق التشاد فبرزت من بعضهم‬
‫(‪)2‬‬
‫ميليشيات*الجنجويد‪.‬‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.015-010‬‬
‫* الميليشيات‪ :‬تنتسب للحكومة بشكل فضفاض فتتلقى منها اسلحتها و لوازمها االخرى‪ ،‬و يعتقد أنها تعمل اساسا تحت عباءة‬
‫التنظيم القبلي لكنها تشن هجوماتها بإيعاز من الدولة‪ ،‬و مع ذلك فثمة شك في أنها تقوم احيانا بعمليات نهب صغيرة لفائدتها‬
‫هي ‪ :‬الفئة الثانية ‪ :‬ميلشيات تنظيمية شبه عسكرية ‪ .‬توازي القوات النظامية منها القوة الضاربة والمجاهدون والفرسان‪ ،‬وقد‬
‫يعمل بعضها تحت إمرت ضباط الجيش النظامي‪ ،‬لكنها تخضع في الوقت نفسه لكبار زعماء القبائل‪ ،‬ورغم أنها تعمل وفق‬
‫تشكيل قيادي محدد لكنها تفتقر تماما الى األسس القانونية‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬قوات الدفاع الشعبي ومخابرات الحدود‪ ،‬وكلتاهما لهاأساس قانوني وتجارب قوات الدفاع الشعبي إلى جانب القوات‬
‫المسلحة النظامية‪ .‬وتوجد صالت بين ه ذه الفئات الثالث‪ ،‬فقد تلقت لجنة التحقيق الدولية بشأن دارفور إفادات مستقلة بأن قوات‬
‫الدفاع الشعبي توفر الزي الرسمي واألسلحة والذخائر‪ ،‬والمال إلى الميلشيات القبلية والعربية من الفئة األولى‪ ،‬كما يجتمع زعماء‬
‫هه القبائل بانتظام مع المنسق المدني لقوات الدفاع الشعبي‪ ،‬ويتولى المنسق نقل همومهم إلى لجنة األمن في المحليات ينظر‬
‫سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.501‬‬
‫(‪)2‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.952‬‬
‫‪10‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جيدا بالرشاشات‬
‫يتعدى بضعة آالف ولكنهم مسلحون تسليحا ّ‬
‫يقال أن عدد الجندويد صغير جدا ال ّ‬
‫ويركبون الخيولوالجمال‪ ،‬ويقال أيضا أن هدفهم من مهاجمة القبائل االفريقية هو طردها من بيوتها‬
‫واجبارها على التخلي عن موارد المياه والمراعي المهمة التي يسيطرون عليها وتركها للقبائل‬
‫المترحلة ذات األصول العربية والسبب في هذا هو حدوث الجفاف والتصحر وقلة المياه في‬
‫وصرح وزير خارجية السودان مصطفى عثمان اسماعيل انه‬
‫ّ‬ ‫المراعي في دارفور بشكل واضح‪،‬‬
‫ال توجد عالقة تربط الجنجويد بالحكومة‪ ،‬كما أن الحكومة غير مسؤولة عن تسليمهم‪ ،‬وأن هجمات‬
‫الحركة الشعبية بقيادة جون جارانج خالل التسعينات على مناطق الجنوب بدارفور كانت سببا‬
‫رئيسيا في تسليح بعض القبائل هناك لحماية مصلحها مما مهّد لوجود جماعات الجنوبية‪ .‬بل‬
‫(‪)1‬‬
‫وحتى جماعات التمرد االخرى‪.‬‬
‫تمرد المسلحة في دارفور حيث وجدوا السالح جاه از في أيديهم الستخدامه في أي‬
‫فجماعة ال ّ‬
‫تجمع العرب مطالبة الزرقة بحقوقهم في التنمية‬
‫صراع أو صدام‪ .‬وبالتالي فان الجنجويد هو ّ‬
‫والخدمات والمشاركة في القرار السياسي هو قول غير صحيح على اإلطالق‪ ،‬كما أن الجنجويد‬
‫ال‬
‫ما هم إال عبارة عن مجموعة متفلتة من قبائلها‪ ،‬بالرغم من جريان الدم العربي في عروقهما ا ّ‬
‫أنهم ال يمثّلون رأى القبائل العربية في دارفور قاطبة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-5-3-2‬حزب المؤتمر الشعبي‪:‬‬


‫يترأس حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي‪ ،‬الذي تربطه عالقة فكرية وحزبية مع رئيس‬
‫حركة العدل والمساواة‪ ،‬وبعد االنقالب الدستوري الذي قاده الرئيس البشير ضده‪ ،‬االمر الذي دفعه‬
‫الى التحالف مع حركة العدل والمساواة في العمل العسكري إلسقاط حكومة الخرطوم‪ ،‬وما يؤكد‬
‫هذه الرغبة عند الحسن الترابي في عالقة بالتحركات العسكرية هو تورط بعض أعضاء‬
‫عدة‬
‫أدى إلى اعتقال الدكتور حسن الترابي ّ‬
‫حزب المؤتمر الشعبي في محاولة االنقالب‪ ،‬وهذا مما ّ‬
‫عدة حركات جنوبية اخرى كان لها آثار في نزاعات دارفور أهمها‬
‫مرات‪ ،‬ولإلشارة فإن هناك ّ‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.012-011‬‬
‫(‪)2‬الهاشمي كمرشو‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.51‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحركة الشعبية لتحرير السودان‪ ،‬والتي كانت تقدم الدعم اللوجيستي والسياسي لحركة تحرير‬
‫(‪)1‬‬
‫السودان بإقليم دارفور‪.‬‬
‫التمرد األخرى‪:‬‬
‫‪-6-3-2‬جماعات ّ‬
‫التمرد االخرى منها الحركة الوطنية لإلصالحوالتنمية‬
‫ظهر عام ‪5112‬م عدد من جماعات ّ‬
‫معظمقادة هذه الحركة من قبيلة الزغاوة كوبي ار‪ ،‬وتنشط تلك الحركة بشكل خاص في مدنية طنية‬
‫على الحدود التشاديةوفي منطقة جبل مون بوالية غرب دارفور‪ ،‬أيضا‬
‫جماعة تدعى الكرباج التي يفترض أنها تتألف من أفراد القبائل العربية‪ ،‬وأيضا جماعة الشهامة‬
‫التي توجد في والية غربي كردفان المتاخمة لدارفور من جهة الشرق وتطالب بإتاحة فرص عادلة‬
‫للتنمية في المنطقة واعادة النظر في اتفاق تقاسم السلطة والثروة الذي‬
‫وقعته الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان‪ ،‬و تنقيح اتفاق الترتيبات اإلدارية لجبال النوبة‬
‫النيل األزرق الجنوبية‪ ،‬وفي ديسمبر ‪5112‬م ظهرت جماعة تدعى الحركة الوطنية السودانية‬
‫(‪)2‬‬
‫للقضاء على التهميش التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على جيش غربي كردفان‪.‬‬
‫‪-1-3-2‬أطرافه الخارجية‪:‬‬
‫المتحدة األمريكية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1-1-3-2‬الواليات‬
‫قامت العديد من األطراف العالمية بلعب دورهم في تفاقم مشكلة دارفور‪ ،‬وتحولها إلى‬
‫صراع دولي‪ ،‬وقد تنوعت تلك األطراف حسب تبعا لمصلحة كل دولة في اإلقليم ومدى استفادتها‬
‫من الوضع القائم في اإلقليم ومنها‪:‬‬
‫المتحدة األمريكية إلى تحقيق استراتيجية عالمية‬
‫ّ‬ ‫المتحدة األمريكية‪ :‬تهدف الواليات‬
‫ّ‬ ‫الواليات‬
‫للسيطرة على العالم بعد سقوط االتحاد السوفياتي ‪0550‬م عن طريق السيطرة على منابع النفط‬
‫بما في ذلك القارة السمراء‪ ،‬وترجع أهمية السودان بالنسبة لها في تحقيق استراتيجيتها الخاصة‬

‫(‪)1‬بشير جمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫(‪)2‬فوزي روسانو ديدار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.015‬‬
‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالسيطرة على قلب العالم‪ ،‬والتحكم في مصادر المياه‪ ،‬وابعاد رؤوس األموال العربية من االستثمار‬
‫(‪)1‬‬
‫في السودان‪ ،‬وابعاد الشركات الصينية والماليزية من االستثمار‪ ،‬السيطرة على مصالح اإلقليم‪.‬‬
‫وبدأت الواليات المتحدة االهتمام بالملف السوداني في إطار استراتيجية االحتواء بآليات‬
‫فتم استخدام دارفور كورقة ضغط‪ ،‬كما قامت بتدعيم القوات‬ ‫الترهيب والترعيب‪ّ ،‬‬
‫المسلحة مثل العدل والمساواة التي يقودها خليل إبراهيم والتحالف الفيديرالي وحركة تحرير السودان‬
‫حتى تقوم هذه الحركات بعمليات عسكرية تحرج السودان‪ ،‬أو الحكومة السودانية واعتبر أحد‬
‫أسباب الصراع في دارفور‪ ،‬وخاصة عندما استعملت وسائل اإلعالم التي جعلت بعض الناس‬
‫(‪)2‬‬
‫يظنون بأن هناك ابادة جماعية في دارفور‪.‬‬
‫‪-2-1-3-2‬إسراييل‪ :‬إلسرائيل العديد من األهداف تريد تحقيقها في دارفور‪ ،‬وبذلك أصبحت‬
‫أحد أطراف الصراع فيه وهذا راجعإلى‪:‬‬
‫‪ -‬حماية األمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬وذلك بتطويق البالد العربية من الجنوب الحتماالت وقوع‬
‫حروب مستقبلية لتصبح دارفور ومعظم دول جنوب الصحراء ساحة كبرى لتصفية الخالفات‬
‫والصراعات بينإسرائيل والعرب‪ ،‬ورغبة إسرائيل في الحصول على نصيب من المياه‪ ،‬وتحويل‬
‫(‪)3‬‬
‫جزء منها إلى صحراء النقب عبر سيناء‪.‬‬
‫‪ -‬واستغالل البترول واليورانيوم والصمغ العربي بكميات كبيرة‪ ،‬وألجل تحقيق هذا قامت بإقامة‬
‫المتحدة‬
‫ّ‬ ‫المتمردة‪ ،‬وتقديم الدعم لهم بالتنسيق مع الواليات‬
‫ّ‬ ‫عالقات تحالفية مع الجماعات اإلثنية‬
‫األمريكية‪ ،‬من خالل تدريبهم وتسليحهم وذلك باستغالل الوجود اإلسرائيلي في إيريتريا‪ ،‬وشن‬
‫المتحدة االمريكية‪ ،‬على أساس‬
‫ّ‬ ‫حمالت إعالمية بمساعدة المنضمات اليهودية في الواليات‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.029‬‬
‫الطيب مير غني أبكر‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.029‬‬
‫أمين مشاقبة‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬شعبان ماهر عطية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.512 511‬‬


‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أن الصراع في دارفور سببه الجماعات العربية الممثلة في ميليشيات الجنجويد تقوم بحملة‬
‫أدى إلى تأسيس تحالف إلنقاذ دارفور‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إبادة عرقية ألفارقة دارفور‪ ،‬مما ّ‬
‫‪-3-1-3-2‬فرنسا‪:‬‬
‫لقد كانت فرنسا طرف فاعل في الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬للحفاظ على مصالحها في تشاد‬
‫وافريقيا الوسطى‪ ،‬التي ستتضرر من تفاقم االمور على الحدود بين البلدين‪ ،‬قامت فرنسا‬
‫بإرسال قوات ضمن القوة الدولية‪ ،‬وذلك لتمكينها من اإلشراف عن مصالحها في المنطقة‪ ،‬تسعى‬
‫فرنسا إلصدار قرار يحول قواتها في تشاد‪ ،‬وبذلك تكاملت المصالح األمريكية والفرنسية في تشاد‬
‫حيث تهتم الواليات المتحدة بالنفط المتدفق عبر األنابيب وتهتم فرنسا بمصالح شركاتها التي‬
‫تسيطر على بناء الطرق والجسور‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-4-1-3-2‬بريطانيا‪:‬‬
‫ارتبط اال ستعمار البريطاني للقارة االفريقية على الشكل القديم الذي يقوم على سلب خيرات‬
‫القارة لمصلحته‪ .‬هذا ما جعل بريطانيا تعلن استعدادها إلرسال قوات عسكرية لدارفور‪ ،‬ولكن‬
‫رفضت الحكومة السودانية وكذلك الجامعة العربية‪ ،‬ولما جاء قرار مجلس األمن عارضت بريطانيا‬
‫فرض حظر على تصدير البترول ولما كان السودان دولة تحتل أهمية كبيرة لدى بريطانيا‪ ،‬كانت‬
‫هناك زيارات متبادلة بين بريطانيا رغم البشير وأكدوا التزامهم بالحل السلمي عن طريق التفاوض‪.‬‬
‫‪-5-1-3-2‬ألمانيا‪:‬‬
‫يمكن تقي يم الطرف األلماني في صراع في دارفور‪ ،‬بأنها بعد الحرب العالمية الثانية ظلّت‬
‫تنأى بنفسها عن االعتراك السياسي‪ ،‬اال أن الصراع االقتصادي العالمي على األسواق ومناطق‬
‫الطاقة جعلها تسعى إليجاد موطن لها في افريقيا‪.‬‬

‫(‪)1‬الهاشمي كمرشو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬


‫لطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.552- 552‬‬
‫أمين مشاقبة ا ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتعد السودان واقليم دارفور على األخص هو البيئة المناسبة لتحقيق األهداف‬
‫المتحدة وفرنسا‬
‫ّ‬ ‫األلمانيةوخاصة أن الوجود األلماني في القارة ضعيف مقارنة بدور الواليات‬
‫وبريطانيا وحتى إسرائيل‪ ،‬ولعل أبرز ما يمكن ذكره في هذا الصدد هو استضافة ألمانيا لمؤتمر‬
‫(‪)1‬‬
‫المهمشين عام ‪5112‬م والذي شارك فيه أبناء دارفور والحركة الشعبية‪.‬‬
‫ان تدخل القوى الخارجية وفي مقدمتها الواليات المتحدة األمريكية واسرائيل‪ ،‬وبريطانيا كان‬
‫له األثر السلبي الذي أدى على اشتداد الصراع‪ .‬وانتقاله من صراع محلي إلى مشكلة إقليمية‬
‫ودولية‪ ،‬ألن اإلعالم الغربي عمل على تحريفهم المشكلة‪ ،‬وعرضها بالصورة التي تخدم مصالحه‬
‫وتبرز تدخله في غياب اإلعالم الوطني‪ ،‬محاولة توصيفه بأنه عرقي وابادة جماعية منظمة تقوم‬
‫بها القبائل العربية بدعم حكومي ضد العناصر اإلفريقية في اإلقليم‪ ،‬أضفى مزيدا من التعقيد‬
‫والتشابك على الصراع الدارفوري‪ ،‬ألن أطماع هذه الدول واضحة تسعى لكسب موطئ قدم لها‬
‫في اإلقليم فدارفور غنية بالثروات الطبيعية‪ ،‬باالضافة الى تواجد دور المنظمات األجنبية‬
‫والسيطرة على المعسكرات من خالل الصراع في إقليم دارفور فالحديث عن دور المنظمات‬
‫التطوعية كطرف فاعل في الصراع فوجدت ظالتها فيما يحدث في اإلقليم‪.‬‬
‫أهمها هيومان رايتس ووتش وأمنستي إنترناشيونال المنظمات األخرى‪ ،‬كمنظمة أطباء بال حدود‬
‫فوجدت ظالتها فيما يجري في اإلقليم منخالل الضوء األخضر الذي منحته األمم المتحدة من‬
‫(‪)2‬‬
‫أجل حماية حقوق اإلنسان وتقديم اإلغاثة والعون للمتضريرين من الصراع في اقليم دافور‪.‬‬

‫(‪ )1‬شعبان ماهر عطية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪511‬‬


‫الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.525‬‬
‫أمين مشاقبة ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫‪11‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-4-2‬تطورات الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫بعدة مراحل أهمها‪:‬‬
‫مر الصراع في إقليم دارفور ّ‬
‫لقد ّ‬
‫‪-1-4-2‬المرحلة األولى ‪1891‬إلى‪1898‬م‪ :‬بدأ الصراع في إقليم دارفور في أواسط‬
‫الثمانينات كحرب أهلية عرفت باسم الحرب بين العرب و الفور‪ ،‬و استمرت هذه الحرب بين‬
‫العرب و الفور على رغم من مؤتمرات المصالحة العديدة التي عقدت من أجل اخمادها‪ ،‬و هذا‬
‫راجع الى التدهور غير المسبوق للظروف البيئية في القسم الشمالي من دارفور الى انتقال جماعي‬
‫للمجموعات السكانية و المواشي الى الحزام الزراعي‪ ،‬االرض األساسية للقور و المجموعات‬
‫األخرى " البرقيد و البرتي و الداجو" الذين لديهم تراث طويل من الزراعة المطرية‪ ،‬و حول المراكز‬
‫البيطرية‪ ،‬حيث اعتاد البقارة أن يركزوا قطعانهم حول المراكز البيطرية‪ ،‬فنزح ما مجموعه ‪192,01‬‬
‫نسمة من شمال دارفور الى جنوبها‪ ،‬فتفاعلت تأثيرات االزمة اإليكولوجية بالنسبة إلى كل‬
‫(‪)1‬‬
‫المجموعات السكانية‪.‬‬
‫فقد كانت المسألة أكثر تعقيدا على األرض‪ ،‬بين القبائل ذات الدور والقبائل المفتقرة إلى‬
‫الدور وهو تقسيم بين القبائل المستقرة والرّحل‪ ،‬واتسع نطاق الصدام المسلح بين قبائل العرب من‬
‫جهة وبين أبناءالفورفانغمست تلك األطراف في كافة مناطق الصراع بشكل كامل ومستمر‪ ،‬وبذلك‬
‫أدت ظروف‬
‫حدتها وشموليتها واستم ارريتها‪ ،‬ولقد ّ‬
‫يختلف هذا النزاع عن النزاعات السابقة من حيث ّ‬
‫الصراع الجديد بين القبائل غير العربية‪،‬المزارعين من جهة وبين القبائل الرعوية من العرب وغير‬
‫العرب‪ ،‬من أجل المرعى‪ ،‬وضاق بها الترحال ‪ ،‬الى تراكم احساس لدى العقل البدوي العربي في‬
‫دارفور بأنه غير مرغوب ولن يكون له نصيب في المشيخة أو سلطة ومطلوب منه أن يخرج من‬
‫دارفور‪ ،‬بينما تراكم لدى مجموعة من القبائل غير العربية (الرزقة) اعتقاد موازن أن هناك خطة‬
‫مدبرة الستئصاله‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪010‬‬
‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.059 -051‬‬

‫‪17‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فتورطت القبائل في موجة حرب دموية غير مسبوقة‪ ،‬وفقدت أرواح البشر حيث أحرقت قرى‬
‫ودمرت بكاملها‪ ،‬وغنمت الممتلكات ونهبت وتطورت هذه الحرب إلى جولتين األولى كانت بين‬
‫الزغاوة ورعاة اإلبل في منطقة الشمال األقصى شبه الصحراوية (قبائل المهرية‪ ،‬المحاميد‬
‫العريقات‪،‬العطيفات‪ ،‬أوالد رشيد)‪،‬والجولة الثانية شملت مجتمعات الفور الزراعية المستقرة حول‬
‫مرة الشرقية في مواجهة تحالف عريض يضم عمليا كل البدووالعرب‬
‫منطقة كيكابية وسهول جبل ّ‬
‫على طول حدود أيكولوجية متميزة‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت ورغم جهود بذلتها أربع حكومات متعاقبة‬
‫(‪)1‬‬
‫ظلت الحرب مستمرة دون توقف‬
‫‪ -2-4-2‬المرحلة الثانية‪ 1880 :‬الى ‪:2001‬‬
‫خربت ذروة الجفاف المنطقة معلنة بدء الحرب الكبرى بين القبائل التي لديها دور‪ ،‬والقبائل‬
‫التي ليست لديها دور‪ ،‬كانت الجولة األولى بين األيالة من شبه الصحراء الشمالية‪ ،‬وهم يتكونون‬
‫من مجموعات العرب(المهرية والمحاميد‪ ،‬العريفات والعطيفات وأوالد راشد)‪ .‬وغير العرب الزغاوة‬
‫مرة‪ ،‬وفي الجولة‬
‫ضد المزارعين الفور‪ ،‬المستقرين حول الكبية واألراضي الشمالية الغربية بجبل ّ‬
‫مرة بأكملها‪ ،‬ولم يكن من‬
‫الثانية دار الصراع بين مجتمعات الفور الزراعية في منطقة جبل ّ‬
‫التوصإللى اتفاقات‬
‫ّ‬ ‫السهل حل الصراع بين ميلشيات الفورومقاتلين الرّحل‪ ،‬وعقد مؤتمران‪ ،‬وتم‬
‫تبين أن التطبيق صعب‪ :‬فطور كل جانب دفاعه عن حقوق الحصول على الموارد الطبيعية‬
‫لكن ّ‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫مرة ليصل إلى الحدود‬
‫وانتشر الصراع المنظم حول االثنيات خارج أراضي الفور حول جبل ّ‬
‫وزع الليبيون السالح على الالجئين البيديات والزغاوة الذين وصلوا إلى تشاد‬
‫التشادية‪ ،‬وعندما ّ‬
‫مرة كل القبائل الرعوية في‬
‫حد بعيد‪ .‬فقد اجتمعت ألول ّ‬
‫وجد الفورأنفسهم أمام قوة أكبر منهم الى ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫دارفور العربية وغير العربية تحت راية عروبة تدعمها ليبيا‬

‫الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.059‬‬ ‫أمين مشاقبة‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.009‬‬
‫‪18‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تصاعد مستوى الوحشية التي أطلقتها الميليشيات في الجانبين ما يؤكد ان المجتمع المدني‬
‫في الحرب اشد وحشية من النزاع بين الدول كما انتهك العرب مزارع الفورواحرقواغاللهم ورد الفور‬
‫بإحارق المراعي وحرمان أعدائهم من الوصول الى مصادر المياه تزايد ادخال الصراع في‬
‫المجاالت الوطنية واإلقليمية‪ ،‬تتطلع المغرب إلى ليبيا وألقوا إلى جيش تحرير السودان وقوات‬
‫حسين جبري في التشاد‪،‬وفي عام ‪ 0555‬استخدمت الحكومة الميليشيات العربية إلخماد شورته‬
‫بعدة محاوالت لمعالجة شكاوى القبائل العربية إلخماد ثورته‪،‬وفي عام ‪0552‬‬
‫ثم قامت الحكومة ّ‬
‫عندما أصدر حاكم غرب دارفور مرسوما بتقسيم الدور التقليدية للمساليت إلى ثالث عشر‬
‫إمارة‪،‬وكذلك في عام ‪ 0552‬عينت حكومة غرب دارفور بعض القادة العرب في مناصب في‬
‫نظام السلطة المحلية‪ ،‬لمنحهم سلطة على قبائلهم دون االرض‪ ،‬فاعترضت بشدة المجموعات‬
‫المستقرة التي لديها الدور‬
‫(‪)1‬‬

‫وفي الخرطوم بشأن الحكم المحلي طالب بعض القبائل العربية في دارفور وكردفان بإدارات‬
‫محلية خاصة بهم‪ ،‬واسندوا مطالبهم بهذا الحق إلى المواطنة والمشاركة الفعلية في االقتصاد‬
‫الوطني‪،‬اما المجموعات التي ال دور لها في غرب دارفور معظمها رحل ولكن بعضها مستقر فقد‬
‫(‪)2‬‬
‫طالبت بإدارات محلية من السلطات المحلية ومن الواليأي الحاكم‪.‬‬
‫وجهت اإلصالحات التي جرت من أعلى الى أسفل الصراع على المستوى المحلي بين‬
‫المالية و جيرانهم العرب و هو صراع تفاقم بين عامي ‪ 0552‬و ‪ 0555‬و بلغ ذروته في فرض‬
‫حالة طوارئ و مع أن مشكلة القبائل التي ال دور لها حقيقية و ملحة تتطلب النظر‬
‫فيها فقرار الحكومة زاد المشكلة سوءا ألنها انتهت الى تثبيت النظام بدال من اصالحه فميلها الى‬
‫العرب ابعد عنها صفة الحكم النزيه في عيون المساليت الذين تبين بالنسبة إليهم ان الفترة ‪0552‬‬

‫(‪)1‬محمود ممداني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.115-110‬‬


‫(‪ )2‬سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109‬‬

‫‪19‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ 0555‬كانت سلسة من النكسات المدمرة‪ ،‬وفي النهاية عانى الجانبين من خسائر قتل مئات‬
‫وفقدت آالف العائالت مواشيها‪ ،‬وممتلكاتها‪ ،‬و في ‪011,111‬الجئ على األقل إلى التشاد‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير خسائر المساليت ‪ 0551 0552‬إلى الحروب القبلية مع العرب‪:‬‬
‫البيوت‬ ‫الحيوانات‬
‫القرى المحروقة‬ ‫عدد الجرحى‬ ‫عدد القتلى‬ ‫السنوات‬
‫المحروقة‬ ‫المسروقة‬
‫‪111‬‬ ‫‪5121‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪105 0551-0552‬‬
‫‪5551‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪112 0551-0551‬‬
‫‪0911‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪015‬‬ ‫‪191‬‬ ‫االجمالي‬
‫‪ ‬تفاصيل الحيوانات المسروقة من المساليت ‪0551 0552‬م‬
‫االجمالي‬ ‫اغنام‬ ‫ماعز‬ ‫حمير‬ ‫جياد‬ ‫جمال‬ ‫ماشية‬ ‫السنوات‬
‫‪5121‬‬ ‫‪021‬‬ ‫‪0221‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪025‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪0551-0552‬‬
‫‪1111‬‬ ‫‪2100‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0150 0190‬‬ ‫‪0551-0551‬‬
‫‪9911‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪2221‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪001‬‬ ‫‪095 5225‬‬ ‫االجمالي‬
‫ففشلت عدة محاوالت إلطالق اآللية التقليدية لمؤتمرات المصالحة واحدة في عام ‪ 0552‬واثنتان‬
‫في أوت ونوفمبر ‪ 0551‬عندما لم تعد تلوح في األفق نهاية للصراع‪ ،‬بدأت مختلف المجموعات‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلثنية تنثي ميليشياتها وتدربها وتسلحها‪ ،‬ما مهد الطريق آلخر جولة من العنف وأكثرها تدمي ار‬
‫‪-3-4-2‬المرحلة الثالثة ‪ 2001‬إلى ‪:2004‬‬
‫في اوائل عام ‪ 5110‬اعتدى العرب من أوالد زيد على الزغاوة من دارقال في منطقة فرحى‬
‫فقتلوا حوالي ‪ 91‬شخصا منهم‪ ،‬فتم عقد مؤتمر للصلح في الفاشر بين الشرتاي آدم صبحي زعيم‬
‫قبائل الزغاوة دارقال وبين زعيم قبائل العرب محمد خليل شبب‪ ،‬فأساء بعض شباب الزغاوة الظن‬
‫مرة من المطاردة وانظموا الى‬
‫في زعيمهم فكمنوا له و اشتبكوا مع حرسه‪ ،‬و اتجهوا الى جبل ّ‬

‫(‪ )1‬محمود ممداني‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪111 -115‬‬


‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫معسكرات سابقيهم‪ ،‬و جاءت بعدهم مجموعات اخرى‪ ،‬و توحدت كل هذه المجموعات و تم تدريبها‬
‫في جبل مرة منذ منتصف عام ‪ ،5115‬و بدأت النشاط الفعلي لها بحادث االعتداء على رئاسات‬
‫محافظات دارفور الثالث‪ ،‬و قطع الطريق بين نياال و زالنجي‪،‬فحاول الرئيس حفظ االمن بدارفور‬
‫معالجة القضية عن طريق التفاوض الذي امتد لعدة أيام ووافق المتمردون من أبناءالزغاوة‬
‫والمسلحون من أبناء الفور إلى الخروج من جبل مرة إلى قراهم واخالء الجبل في نوفمبر‬
‫‪،5115‬غير أن المسلحين عادوا إلى الجبل مرة ثانية بعد شهر واحد‪ ،‬وقاموا باالعتداء حتى على‬
‫قوات األمن في عدة مناطق رغم سعي والي غرب دارفور للتفاوض مع هؤالء المسلحين إال أنه‬
‫انتشرت بعد ذلك حوادث تمرد وقتل في شمال دارفور حول مناطق "واد سيرة" و "كرونوى" ودار‬
‫(‪)1‬‬
‫الزغاوة وعمت حاالت النهب والسرقة وقطع الطرق تحت تهديد السالح‬
‫وعندما استؤنف الصراع بعد عام ‪ 5115‬الى عام ‪ 5111‬بلغ العنف مستويات مرتفعة‬
‫جديدة فقد آالف األبرياءأرواحهم عندما أحرقت قرى بأكملهاوأبيدت ونهبت الممتلكات‪ ،‬وفي هذه‬
‫المرة تحالفت الرعاة الزغاوة مع الفور المستقرين وجندوا المقاتلين من التشاد عبر الحدود‪ ،‬وفي‬
‫الجانب اآلخر اجتمع أياال شمال دارفور مع بعض القبائل الصغيرة من البكارة في جبل مّرة والبدو‬
‫التشاديين‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وعندما تطور الصراع إلى حرب أصبحت التعبئة القبلية تتدرج تحت هويات الكبرى في‬
‫الجانبين‪ ،‬حيث قاد التمرد مجموعتان مسلحتان جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة‬
‫(‪)3‬‬
‫وقادت مكافحة التمرد الحكومة التي ساعدت ميليشيا الجنوبية وسلحتها‬
‫و مع استمرار ظروف الجفاف استمرت األزمات و انشغلت الحكومة في مفاوضاتها مع‬
‫الجنوبيين‪ ،‬فوقعت االعتداءات الواسعة في دارفور في مارس عام ‪ 5111‬مما أسفر عن مقتل‬
‫‪ 1111‬شخص و إحراق حوالي ‪ 111‬قرية‪ ،‬و دخل الصراع بين المتمردين من جانب القبائل‬

‫زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.021 015‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬محمود ممداني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.112-111‬‬


‫(‪ )3‬سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.109‬‬
‫‪70‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العربية من البدو و الرحل من جانب آخر و جاءت هجمات المتمردين الذين دعمتهم قوى خارجية‬
‫و أمدتهم بالسالح‪ ،‬و قامت الميليشيات المسلحة لقبائل الفور و الزغاوة التي قادت عناصرها للقوة‬
‫المسلحة لجيش تحرير السودان و حركة العدل و المساواة لالستيالء على مناطق كبيرة من المدن‬
‫الثالث الكبرى في إقليم دارفور (الفاشر و جنينة و نياال) و احتلت قواتها مطار الفاشر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫و دمرت سبع طائرات عسكرية فيه تابعة لقوات الحكومة السودانية‪ ،‬فقامت الحكومة بضرب‬
‫المتمردين خوفا من فقدان السيطرة في إقليم دارفور‪ ،‬ضربا عنيفا باستخدام أشد أنواعاألسلحة من‬
‫ال طيران و المدفعية‪ ،‬فعمت الفوضى و زاد الدمار في انحاء دارفور‪ ،‬و بذلك أصبحت الحكومة‬
‫مضطرة طرفا مشاركا في النزاع و اتهمت جماعات المتمردين من قبائل المساليت و الفوروالزغاوة‬
‫الحكومة بمعاداتها و بوقوف بقوة لصالح القبائل العربية ضدها‪ ،‬و على كل حال فان القوات‬
‫العسكرية الحكومية قامت في ديسمبر ‪ 5111‬سند على قوات الدفاع الشعبي النظامي بتطهير‬
‫دارفور من كثير من المتمردين الذي استعانوا‬
‫بالمساعدات الخارجية و القوى األجنبية التي وجهت حمالت إعالمية ضد حكومة السودان‬
‫(‪)2‬‬
‫واتهمتها بالتطهير العرقي و اإلبادة الجماعية بشكل أدىإلى نزوح السكان و هجرتهم‬
‫و باتساع هجرة سكان دارفور قيام قوات المتمردين باستخدام القرى و المدن الفقيرة كمواقع تمركز‬
‫و انطالق عملياتها العسكرية ضد الحكومة و القوات الموالية لها‪ ،‬مما جعل تلك القرى هدفا‬
‫للهجمات و التدمير ما عصف باستقرار المدنيين‪ ،‬و أدىإلى افتقاد المواطن‬
‫العادي الشعور باألمن واالطمئنان بسبب االنفالت األمني ووقوع الصدام المسلح في كل مكان‬
‫بعد أن سحبت الحكومة قوات الشرطة من القرى والمدن‪ ،‬وزادت المعاناة اإلنسانية نتيجة لما وقع‬

‫(‪ )1‬منظمة هيومان رايتش ووتش‪.‬‬


‫‪،5102/05/52 http://hrw.ong/Arabic/dogs/dahtuh1543.TxT.hTm‬على الساعة ‪.01:11‬‬
‫(‪ )2‬سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪.151-105‬‬
‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من تدمير في البنية األساسية وسرقة األموال ودفن آبار المياه‪ ،‬وغيرها من االنتهاكات غير‬
‫(‪)1‬‬
‫القانونية وغير اإلنسانية‪.‬‬
‫وجاءت التبعات التي نتجت عن هذه الهجمات بعيدة المدى وأسفرت حالة النزاع واالنتهاكات‬
‫المنهجية للقوات السودانية عن تشريد حوالي مليوني شخص حتى بداية عام ‪ 5112‬وبقدر عدد‬
‫القرى التي تم تدميرها كليا وجزئيا بحدود ‪ 111‬قرية‪ ،‬أما عدد سكان دارفور المتضررين من هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫االقتتال يقدر بحدود ‪ 1,2‬مليون شخص‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪025‬‬
‫(‪ )2‬محمود ممداني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المواقف المختلفة من الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫‪-1-3‬موقف الحكومة السودانية من الصراع في اقليم دارفور‪:‬‬
‫ليس المجتمع الدولي وحده الذي طالب بوقف النتهاكات الواقعة في إقليم دارفور‪ ،‬و محاكمة‬
‫مرتكبيها‪ ،‬و لكن طالب بذلك الشعب السوداني الحكومة السودانية‪ ،‬رغم أن الحكومة السودانية لم‬
‫تكن قادرة على معالجة الصراع‪ ،‬وأخذت مجموعة من التدابير الخاصة فيما يتعلق بالتحقيق في‬
‫الجرائم و مرتكبيها و دور وكاالت اإلنقاذ القانوني السيما الشرطة‪ .‬و بعض جوانب االنتظام‬
‫القانوني و القضائي‪ ،‬واآلليات غير القضائية‪ .‬كلجنة التحقيق الوطنية و اللجان المعنية‬
‫(‪)1‬‬
‫باالغتصاب‪.‬‬
‫في‪ 15‬فيفري اصدر الرئيس السوداني عمر البشير بيانا يتضمن العفو عن المتمردين‬
‫واعادة توطين النازحين‪ ،‬و ضبط خطة تنموية لإلقليم‪ ،‬لكن لم يتجسد ذلك على ارض الواقع بل‬
‫تقرر الدخول في مفاوضات و هو ما تم فعال في مفاوضات انجامينا في أفريل ‪ 5112‬و توالت‬
‫زيارات دبلوماسية في المنطقة‪،‬كما قامت الحكومة بالتعهد بقيام مفوضات سياسية بإشراف دولي‬
‫مع متمردي دارفور‪ ،‬هدفها األول مراقبة دولية لوقف إطالق النار‪ ،‬و األمر الفوري يوقف هجمات‬
‫القوات و الميليشيات الحكومية على المدنيي ن‪ ،‬و األهداف المدنية في دارفور‪ ،‬و نزع سالح‬
‫الجنجويد و محاكمة من يستمر في مواجهة المدنيين‪ ،‬و توجيه األمر لقوات األمن الحكومية‬
‫(‪)2‬‬
‫بحماية المدنيين ضد الجماعات المسلحة‪.‬‬

‫(‪)0‬كمال الحزولي‪" ،‬الحقيقة في دارفور" ‪ ،‬سلسلة قضايا حركية‪ ،‬العدد ‪ ،55‬الصادرة عن مركز القاهرة لدراسات حقوق اإلنسان‬
‫مصر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت) ص ص ‪.021-015‬‬
‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.021-015‬‬

‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السماح للتدخل اإلنساني في كامل المناطق المتضررة‪ ،‬و ايعال المساعدات العاجلة واإلغاثة‬
‫بإشراف و مراقبة دولية حول كيفية استخدام هذه المساعدات العاجلة باشراف و مراقبة دولية‬
‫(‪)1‬‬
‫وضمان عودة آمنة للقرويين النازحين و مساعدتهم في إعادة بناء قراهم‬
‫التفاوض بشأن إقامة مجالس محايدة تتألف من ممثلين عن الحكومة و متمردي دارفور‪ ،‬والمجتمع‬
‫المدني‪ ،‬بمشاركة األمم المتحدة‪ ،‬و مهام هذه المجالس ما يلي‪ :‬تسجيل الشكاوى الجنائية المتعلقة‬
‫باإليذاء الجماعي أو الفردي‪ ،‬القتل الخطأ‪ ،‬المفقودات المادية‪ ،‬و إيجاد آلية للتعويض و التحقيق‬
‫في دعاوى الضحايا‪ ،‬واشراك طرف ثالث مسؤول في التحقيقات كفريق مراقبة حماية المدنيين‬
‫حول انتهاك القانون اإلنساني الدولي‪ ،‬والسماح له بالبدء الفوري بالتحقيق في هجمات المدنيين‬
‫في دارفور‪.‬‬
‫بالنسبة للحكومة الداعمة لميليشيات الجنجويد‪ :‬وقف عمليات االعتداء على األهداف‬
‫المدنية‪ ،‬و احترام القانون اإلنساني الدولي بالنسبة إلى المتمردين من الحركة الشعبية و حركة‬
‫العدالة و المساواة‪ ،‬التعهد بالمفاوضات السياسية مع الحكومة تهدف باالساس الى مراقبة دولية‬
‫لوقف إطالق النار‪ ،‬و السماح بالتدخل اإلنساني إلى المناطق المتضررة إليصال اإلغاثات العاجلة‬
‫إلعادة البناء‪،‬أمابالنسبة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان قبول الصلة بين الصراعيين‬
‫والمساعدة في جهود تقرير قرار السالم في دارفور‪،‬مع مناقشات القضايا األخرى‪ ،‬ضمن محادثات‬
‫(‪)2‬‬
‫السالم‬
‫أما عن دور األحزاب الوطنية‪ :‬فحزب االتحاد الديمقراطي أطلق رئيس حزب‬
‫االتحادالديمقراطي في أوت ‪ 5111‬مناشدة لحاملي السالح في دارفور بتجنب كل فعل يمكن أن‬
‫يكون ضريعة للتدخل الخارجي و دعا الرئيس عمر البشير الى اتخاذ المزيد من الخطوات التي‬
‫تجمع الصف الوطني‪.‬‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.021 ، 015‬‬
‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.011‬‬

‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حزب األمة القومي‪ :‬في جويلية ‪ 5115‬دعا إلى لقاء جامع لكل القوى السياسية و الفكرية واألهلية‬
‫داخل و خارج اإلقليم‪ ،‬بتكوين لجنة قوية و استمر ذلك النهج فتم التقاء القوى السياسية بعد عودتها‬
‫في مارس ‪ 5111‬فقدم الحزب مبادرة متكاملة في أول ديسمبر ‪ 5111‬لكل القوى السياسية و‬
‫حدد المبادرة في ‪ 5‬فيفري ‪5112‬م‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫التعهد بمفاوضات سياسية باشراف دولي مع تمردي دارفور‪ ،‬للمراقبة الدولية لوقف إطالق‬
‫النار‪ ،‬األمر الفوري يوقف هجمات القوات والميلثيات الحكومية على المدنيين بدارفور‪ ،‬والقاء‬
‫القبض على كل من يساعد الجنجويدوالميلثيات األخرى‪ ،‬ونزع أسلحتهم ومحاكمة من يستمر في‬
‫مهاجمة المدنيين السماح بالتدخل االنساني كامل للمناطق المتضررة وايصال المساعدات لهم‬
‫وتكوين مجالس تتكون من ممثلين عن الحكومة ومتمردي دارفور‪ ،‬وكذا ممثلي المجتمع المدني‬
‫وممثلي االمم المتحدة‪ :‬كتسجيل الشكاوى الجنائية ضد االيذاء الجماعي‪ .‬أو الفردي‪ ،‬خلق آلية‬
‫للتعويض والتحقيق في دعاوى الضحايا اشراك طرف آخر كمراقب لحماية المدنيين والسماح‬
‫الفوري بالتحقيق في الهجمات ضد المدنيين بدارفور‪ ،‬ووقف العمليات االعتداء على االهداف‬
‫(‪)2‬‬
‫المدنية واحترام القانون الدولي االنساني‪.‬‬

‫(‪)1‬أحمد األمين‪ ،‬موقف األحزاب الوطنية‪/52 ،www.alrawnaq.net.//vh/shout reread.php/t34686،‬فيفري‪5102/‬‬


‫على الساعة ‪.01:02‬‬
‫(‪)2‬راغب شاهين عبد العزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.642—642‬‬
‫‪71‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2-3‬مواقف دول الجوار الدول العربية واإلفريقية من الصراع في إقليم دارفور(مصر‪-‬ليبيا‪-‬‬


‫تشاد‪-‬إفريقيا الوسطى)‪:‬‬
‫‪-1-2-3‬مصر‪ :‬عالقة مصر بالسودان عالقة قوية تضرب بجذورها اعماق التاريخ و ارتباط‬
‫مصر بالسودان ارتباط ال خيار فيه بالنسبة للبلدين‪ ،‬و هذا لالعتبارات اآلتية‪:‬‬
‫ان مصر بلد افريقي و السودان هو مدخلها على قلب القارة االفريقية‪ ،‬ومما ال شك فيه ان نهر‬
‫النيل مصدر حياة و النماء بالنسبة للبلدين‪ ،‬فقط ربط بين مصالحها ربطا قويا‪ ،‬و المنطقة العربية‬
‫االفريقية بما فيها مصر و السودان الساحل العربي الى البحرين المتوسط و االحمر مستهدفة من‬
‫(‪)1‬‬
‫طرف القوى االجنبية‬
‫و قد أدرك الساسة المصريين بشكل كبير أهمية السودان‪ ،‬فعلى سبيل المثال خرج '' محمد‬
‫شريف باشا '' رئيس لوزراء السابق بقوله '' أن السودان ألزم لمصر من اإلسكندرية و ليس‬
‫المقصود باألمن القومي هنا األمن المصري وحده‪ ،‬واألمن القومي السوداني وحده‪ ،‬وانما "األمن‬
‫المشترك"‪،‬ويؤكد هذه الحقيقة الدور المصري كسب وضع وحدة التراب الوطني السوداني فحسب‬
‫( ‪)2‬‬
‫وانما في المحافظة عليه‬
‫و ترى مصر ان دارفور جزء من السودان و تنظر البناء االقليم جميعا سواء من ينتمي الى‬
‫جذور عربية او الى جذور افريقية باعتبارهم مواطنين سودانيين‪ ،‬و ليس وفقا للتصنيفات التي‬
‫قسمت سكان االقليم الى عرب و افارقة و صورت الصراع على انه عربي و افريقي‪،‬وتعاملت‬
‫مصر مع الصراع يمنع التصعيد العسكري و ابقاء المشكلة في اطارها االقليمي والتصدي‬
‫للتدخالت الخارجية من جهة فعملت على دعم الحكومة السودانية‪ ،‬رفضت قرارفرض عقوبات‬
‫على السودان‪ ،‬و التلويح بها كوسيلة للعامل معه‪ ،‬مع ذلك عملت على ادراك الحكومة السودانية‬
‫لقررات مجلس االمن الدولي وتحركت فو ار‬
‫الهمية االنصياع ا‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.071‬‬
‫(‪)2‬أسماء الحسني‪ " ،‬العالقات المصرية السودانية في عالم متغير"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‬
‫‪(،078‬أكتوبر ‪ )1119‬ص‪.118‬‬
‫‪77‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عندما اصدر مجلس االمن ‪ 0221‬في ‪ 5112‬م‪ ،‬و بذلك صر جهودا كبير الرفض فرض‬
‫عقوبات على السودان(‪ ،)1‬بل اعتبرت أي تدخل في دارفور و السودان هو بمثابة تدخل في شؤون‬
‫مصر ذاتها‪ ،‬و تمثلت الجهود التي قامت بها اتجاه السودان في قضية دارفور في العديد من‬
‫االبعاد منها‪:‬‬
‫البعد االمني‪ :‬تهديم الدعم لالجهزة االمنية السودانية‪ ،‬و تقديم مشاركين في مجموعة المرافقين من‬
‫االتحاد االفريقي‪ ،‬و محاولة اقناع المثلثات المسلحة بالتخلي عن العمل و الدخول في مفاوضات‬
‫السالم‪ ،‬البعد السياسي ‪ :‬تمثل في معارضة فرض عقوبات او التهديد بها و دعم السودان في‬
‫االمم المتحدة و استقطاب دعم الدول العربية بها‪ ،‬و مساعدة جهود االتحاد االفريقي و اجراء‬
‫العديد من االتصاالت و المشاورات مع العديد من الدول االقليمية او الدولية مع الحكومة السودانية‬
‫البعد اإلنساني‪ :‬تقديم العديد من المساعدات‬ ‫و المتمردين من اجل تعريب وجهات النظر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫لالجئين من قبل المساعدات الطبية و الغذائية من اجل التخفيف من معاناتهم‪.‬‬
‫ولالشتغال المصري بقضايا السودان و دارفور خصصت كثي ار من الجرائد المصرية مساحة كبيرة‬
‫من صفحاتها كاالهرام و الوفد و االسبوع العربي الناصري‪......‬الخ‪.‬‬
‫و قد انشا البيان الختامي لللجنة البرلمانية المصرية السودانية المشتركة بالدور المصري في اعمال‬
‫فقد شهدت فترة اوائل القرن الحادي و العشرين تطو ار كبي ار في عالقات‬ ‫(‪)3‬‬
‫االغاثة في دارفور‪،‬‬
‫البلدين في جميع المستويات رغم االستراتيجية االسرائيلية في افريقيا‪ ،‬نتيجة لعودة العالقات‬
‫الطبيعية بين مصر و السودان في هطه الفترة مما زاد الدور المصري في دارفور‪ ،‬فرغم ابعاد‬
‫مصر عن مفاوضات ماشوكس ونفاشا‪ ،‬فان مصر لن تسمح بتهميش‬

‫بدر حسن الشافعي‪" ،‬أزمة دارفور بين األفرقة والتدويل"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جلد ‪ ،10‬العدد ‪( ،011‬أفريل‬ ‫( ‪)1‬‬

‫‪ )1111‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )2‬أحمد خميس كامل‪ "،‬دارفور بين الضغوط الخارجية واالستجابة الداخلية"‪ ،‬سياسية الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪( ،077‬جولية‬
‫‪ ،)1119‬المجلد ‪ ،11‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )3‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية واألبعاد االجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪78‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دورها في السودان‪ ،‬ألن قضية دارفور مازالت تحتاج لدول الجوار الن الواقع ان الحفاظ على‬
‫وحدة السودان حفاظ على كيان مصر ذاتها على بعدها االستراتيجي‪ ،‬وان مؤسسات و مشروعات‬
‫(‪)1‬‬
‫التكامل بين مصر والسودان تسير سي ار سريعا نحو تحقيق االهداف المشتركة‪.‬‬
‫لم تدخر جهدا من اجل تسوية القضية في اقليم دارفور السوداني و كانت جهودها تقوم على ابعاد‬
‫ثالثة‪ :‬سياسية‪ ،‬امنية و انسانية ولكنها في نظر البعض لم ترق الى التسوية المطلوبة‬
‫وعموما فان التحرك الديبلوماسي نحو مصر‪ ،‬فقد اعلنت و ازرة الخارجية المصرية بوضوح‬
‫تأييدها لموقف الحكومة السودانية كما اخذت على عاتقها قيادة الحظ العربي نحو‬
‫دعمها‪ ،‬سياسيا وانسانيا ودبلوماسيا في المحافل الدولية‪ ،‬ودعت مصر المجتمع الدولي الى رفع‬
‫(‪)2‬‬
‫الضغوط عن الخرطوم و مساعدتها الحتياز الكارثة المتصاعدة على دارفور‬
‫‪-2-2-3‬ليبيا‪ :‬ان االهتمام الليبي بالصراع في اقليم دارفور يرجع الى التدخل في الصراع‬
‫الداخلي للسودان‪ ،‬و كذلك في اطار الصراع الليبي التشادي و التخوف الليبي الكبير من التواجد‬
‫العسكري الدولي على حدوده مع السودان‪ ،‬و على هذا االساس ينطلق الدور الليبي في احداث‬
‫دارفور من منطلق تاثير االحداث على االمن القومي الليبي نتيجة للتجاوز الجغرافي‪ ،‬و ترى‬
‫ضرورة حل القضية في االطار االفريقي مجلس السلم و االمن التابع لالتحاد االفريقي‪ ،‬الن‬
‫خروجها من نطاقها االفريقي من شانه ان يحدث تعقيا لالحداث و تزيد من شدة الماساة اإلنسانية‬
‫باالضافة إلى ذلك تعتبر قضية دارفور أول قضية تواجه مجلس السلم و األمن اإلفريقي(‪ ، )3‬ولقد‬
‫سمحت ليبيا بمرور مواد اإلغاثة إلى النازحين و الالجئين من دارفور سواء في التشاد أو في‬
‫السودان‪ ،‬فضال عن تقديمها المساعدات للعناصر السالف‬

‫أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.077-071‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(‪)2‬محمود وهيب السيد‪ ،‬السودان على مفترق الطرق بعد الحرب ‪ ...‬قبل السالم‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،5111‬ص‪.071‬‬
‫(‪)3‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.081‬‬
‫‪79‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ذكرها‪،‬وعليه فالدور الليبي في احداث دارفور على الرغم من انه كان عامال في تاجيج الصراع‬
‫في بدايته‪ ،‬إال انه عمل على التخفيف من حدته سواء عبر وساطتها عبر قمة سيرت أكتوبر‪5112‬‬
‫لحاللصراع في اقليم دارفور حيث ضمت كال من رؤساء السودان و نيجيريا ومصر و تشاد وليبيا‬
‫في أكتوبر‪5112‬م(‪ ،)1‬و اسفرت عن التاكيد على رفض أي تدخل اجنبي في دارفور باعتبارها‬
‫قضية افريقية و دعوة حركتي التمرد الى توقيع البروتوكول االنساني و تعهد معمر القذافي للقيام‬
‫باتصاالت مع زعماء المعارضة في اإلقليم لتضيق الهوة بين كل االطراف من اجل التوصل الى‬
‫حل نهائي للصراع‪ ،‬ثم استضافت ليبيا ايضا مؤتمر القمة السياسية في مدينة طرابلس في‬
‫(‪)2‬‬
‫‪01‬ماي‪ 5112‬في اطار محاوالت االتحاد االفريقي‪.‬‬
‫وهذا ما يفسر محاوالت القذافي االخيرة للتوسط في الصراع بقبولها لدى الزغاوة مني‬
‫أركومناوي و خليل ابراهيم‪ ،‬على نحو افضل من قبول عناصر الفور والمساليت بقيادة عبد الواحد‬
‫و خميس‪ ،‬وعقد في جولتي مشاورات لجميع ابناء دارفور في اكتوبر ‪5112‬م‪ ،‬و فيفري ‪5112‬‬
‫بهدف توفير منبر ألبناء دارفور‪،‬و يقدم المساعدات لالجئين‪ ،‬كما ترفض ليبيا التدخل االجنبي‬
‫في الشؤون السودانية و تدعو إلى ترك الفرصة للحكومة السودانية لتسوية القضية على المستوى‬
‫الوطني أو اإلقليمي عن طريق االتحاد اإلفريقي‪ ،‬لكن ما يحدث اليوم فيليبيا قلص دورها في‬
‫(‪)3‬‬
‫دارفور إن لم نقل انتهى‬
‫‪-3-2-3‬تشاد‪ :‬منذ أن برزت قضية دارفور على الوجود‪ ،‬مرت العالقات السودانية التشادية‬
‫بمجموعة من العثرات‪ ،‬فوصلت إلى حد إعالن حالة الحرب بين البلدين‪ ،‬ما أدى إلى تدخل‬
‫الوسطاء‪ ،‬لكي ال يتدخل كل منها في شؤون اآلخر‪ ،‬لكن سرعان ما تنهار هذه االتفاقيات بسبب‬
‫معالجة األسباب الظاهرية المتعلقة بالتوتر في العالقات‪ ،‬فتشاد تتشابك قبائلها عبر الحدود‪،‬خاصة‬

‫(‪)1‬جالل أرفت‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.070‬‬


‫(‪ )2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية واألبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪101-101‬‬
‫(‪ )3‬بدر حسن الشافعي‪" ،‬السودان ودول الجوار عالقات المد والجزر"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪( ،071‬جانفي‬
‫‪ ،)1119‬ص‪.111‬‬

‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القبائل التي ينتمي إليها المتمردون‪ ،‬فيوجد قرابة ‪ 01‬قبيلة ينتمي إليها األفراد المنحدرين منها إلى‬
‫الدولتين تشاد و السودان كقبيلة الزغاوة و المساليت‪ ،‬التي تنتمي إليها معظم أفراد الحكومة‬
‫(‪)1‬‬
‫التشادية‪ ،‬و أفراد الحركات المتمردة‪.‬‬
‫إن تجاور جمهورية تشاد إلقليم دارفور ووجود قبائل مشتركة بينهما‪ ،‬ونزوح عشرات اآلالف من‬
‫السكان إلى أماكن استق ارر القبائل التشادية‪ ،‬و لذلك قامت التشاد بدور أساسي في محادثات‬
‫السالم بين الحكومة و المتمردين مفوضة من قبل اإلتحاد اإلفريقي فاستضافت العاصمة التشادية‬
‫أنجيمينا ومدينة ابشي المفاوضات التي أدت إلى عقد اتفاق وفق إطالق النار في إقليم دارفور‬
‫(‪)2‬‬
‫في أفريل ‪5112‬م‬
‫و قد سعت الحكومة التشادية الى عدم تقديم أي دعم للمتمردين في دارفور تلبية لطلب الحكومة‬
‫السودانية‪،‬و ذلك الدراك الحكومة السودانية لمدى المكانة و الدور الذي يمكن ان تلعبه الدولة‬
‫التشادية في احداث دارفور‪ ،‬هذا باالضافة الى ان التشاد وجدت ضالتها في عدم إثارة السودان‬
‫لقبائل لها غير الحركة المتمردة والمعارضة للحكومة التشادية خاصة قبيلة القرعان‪ ،‬الممتدة لحدود‬
‫دارفور و تشاد‬
‫(‪)3‬‬

‫و لكن السودان دائما كانت تقدم اتهامات للتشاد بأنه لم يوف بما قطعه على نفسه من عدم‬
‫مساعدة المتمردين الدارفوريين‪ ،‬و يرجع ذلك الوضع إلى ‪:‬‬
‫‪-‬وصول الرئيس التشادي '' ديبي '' بفضل قبيلة الزغاوة والحكومة السودانية عليه الوصول الى‬
‫السلطة مما ادى الى وجود صعوبة في التعامل هل يميل الى اوالد عمومته ام الى الحكومة‬
‫السودانية‪.‬‬

‫هاني رسالن‪" ،‬ازمة دارفور والعالقات السودانية التشادية"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،077‬المجلد ‪11‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(جويلية ‪ ،)1119‬ص ‪.171‬‬


‫زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية واألبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫(‪)3‬هاني رسالن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪80‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬ادراك السودان انه يمكن ان يلعب دو ار في عدم استقرار التشاد من خالل المتمردين بالمال‬
‫والسالح و اتخاذ اإلقليم كقاعدة لعمليات عسكرية للمعارضة التشادية‪.‬‬
‫ان الحكومتين السودانية و التشادية لديهما عالقات متعددة و اتفاقيات مشتركة لضبط‬
‫مشكالت الحدود و تنظيم عمليات التنقل و تهريب السالح بينهما و كان ديبي يخشى ايضا من‬
‫رد فعل الخرطوم بسبب روابط القوية بين الزغادة السودانيين و التشاديين‪ ،‬الن الزغاوة كان لهم‬
‫فقام ديبي بقيام الوساطة‬ ‫الدور األساسي في حملة ديبي السقاط الرئيس السابق حسين هيري‬
‫(‪)1‬‬

‫مع زعماء الزغاوة توصلت الى عقد اتفاق وقف اطالق النار باالضافة الى الضغط الدبلوماسي‬
‫من جانب الخرطوم على الرئيس التشادي بدعمها للمتمردين التشاديين في دارفور على ابقاء‬
‫انجامينا‪.‬‬
‫و بالتالي فان االرتباط بين تشاد و أحداث دارفور الى العالقات المصلحية بين بعض‬
‫المجموعات القبلية و ا لحكومتين التشادية و السودانية‪ ،‬بحكم موقعها الجغرافي‪ ،‬و اتصال الشيخ‬
‫االجتماعي مع الجانبين‪ ،‬تلعب التشاد دو ار مهما في التأثير و التأثر بالصراع في إقليم دارفور‬
‫(‪)2‬‬
‫و ال سيما في الفترة األولى من النزاع‬
‫‪-4-2-3‬جمهورية افريقيا الوسطى‪ :‬تخشى افريقيا الوسطى و نظامها الحاكم على ان تشغل‬
‫بعض القرى المعارضة فيها صراع دارفور في القيام بانقالب او تمرد ضدها نظ ار لالرتباطات‬
‫القبلية بين تشاد و دارفور و جمهورية افريقيا الوسطى‪ ،‬و لذلك فمصلحتها حل الصراع في اقليم‬
‫دارفور‪ ،‬إقليميا و منع التدخالت الدولية فيها و لتحقيق ذلك تحركت على مستويين ‪:‬‬
‫‪-‬توثيق مع جارتها السودان وتشاد لضبط الحدود‪.‬‬

‫أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.081‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(‪)2‬محمود وهيب السيد وآخرون‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪.071 -019‬‬


‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-‬تأييد التحركات اإلقليمية لحل الصراع في إقليم دارفور سلميا حيث صدرت تعليقات من مسؤولين‬
‫من و ازرة الخارجية و إلفريقيا الوسطى تؤيد الجهود السلمية التي تقوم بها دول الجوار و االتحاد‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلفريقي‬
‫‪-3-3‬مواقف الدول الغربية من الصراع في اقليم دارفور(الواليات المتحدة األمريكية‪-‬‬
‫بريطانيا‪-‬فرنسا)‪:‬‬
‫تعددت الدول األجنبية التي تدخلت في الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬وأصبح لها موقف في‬
‫األحداث الدائرة فيه‪ ،‬و دور في تحديد اتجاهات المنظمات العالمية و حتى اإلقليمية و بالطبع‬
‫فقد ت دخلت كل جهة أو دولة بحجة معينة و األهداف محددة ظاهرة أو خفية و رددت بعض‬
‫الدول الغربية خاصة األوروبية أن جنوب إقليم دارفور السوداني يمكنها من أن تشكل دولة ذات‬
‫إمكانات اقتصادية و بترولية عظيمة و يكون شريطا أو دولة حاجزة بعيدا عن الشرق األوسط‬
‫(‪)2‬‬
‫والمنطقة العربية المضطربة‪ ،‬و من بين المواقف القوى من الصراع في إقليم دارفور نجد‪:‬‬
‫‪-1-3-3‬الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬
‫لقد وجدت القوى الغربية خاصة الواليات المتحدة أن الفرصة قد سنحت لها للتدخل في الشأن‬
‫السوداني لتحقيق عدة أهداف أهمها استغالل إمكانيات السودان االقتصادية الهائلة‪ ،‬و فتح ثغرة‬
‫جديدة في قلب القارة اإلفريقية ليكون السودان المعبر الذي تدخل منه إلى باقي دول القارة التي‬
‫(‪)3‬‬
‫تسعى للسيطرة عليها‪.‬‬
‫فالمصالح اإلستراتيجية للواليات المتحدة األمريكية ال تشمل فقط الحصول على واردات‬
‫النفط و لكن محاصرة كل من الصين و اإلرهاب حيث تشكل إفريقيا جهة جديدة في الحرب ضد‬
‫اإلسالم‪ ،‬وخاصة منطقة الساحل التي تحتل مكانة بارزة في التفكير األمريكي االستراتيجي الجديد‪،‬‬

‫زكي البحري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.119-118‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(‪)2‬حيدر إبراهيم علي‪ " ،‬دارفور إلى أين"‪ ،‬كتابات سودانية‪ ،‬مركز الدراسات السودانية‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬العدد ‪( ،25‬ديسمبر‬
‫‪ )5111‬ص‪.19‬‬
‫زكي الحيري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فقد اتسم موقفها في البداية بالتساهل و عدم تصعيد األحداث‪ ،‬ثم اخذ اتجاها في بعد زيارة وزير‬
‫(‪)1‬‬
‫الخارجية األسبق "كولن باول" في جويلية ‪.5112‬‬
‫وقد كثف تقرير "ولفوفيتز" أن األهداف اإلستراتيجية األمريكية للمرحلة القادمة هي المحافظة‬
‫على موقع الواليات المتحدة األمريكية كدولة كبرى و وحيدة بعد االتحاد السوفياتي‪ ،‬و منذ أحداث‬
‫‪ 00‬سبتمبر ‪ 5110‬حتى عام ‪ 5112‬بنيت السياسة األمريكية تجاه السودان على محورين أولهما‪:‬‬
‫عملية السالم بين الشمال و الجنوب و ثانيهما التعاون األمني في مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫ومن خاللها هاجز اإلرهاب جاء االهتمام األمريكي بدارفور‪ ،‬ألنها منطقة تماس مع دول‬
‫يمكن أن تكون معقال لإلسالميين‪ ،‬لوعرة مناطقها و انتشار الصبغة اإلسالمية التي تتسم بها‬
‫وارتفا ع درجة التدين عامة لدى شعوب تلك الدول‪ ،‬و هي أيضا منطقة تختلف عن كل المناطق‬
‫األخرى حيث أنها كانت ملتقى العلماء اإلسالميين و نقطة عبور هامة جدا للممالك اإلسالمية‬
‫القديمة للحجاز‪ ،‬باإلضافة الرتباط دارفور بالعالم اإلسالمي القديم‪ ،‬و عموما وفرت أحداث ‪00‬‬
‫سبتمبر‪ 5110‬الغطاء الشرعي لتسريع خطوات تنفيذ المشاريع األمريكية اإلستراتيجية في‬
‫المنطقة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ويمثل السودان للواليات المتحدة األمريكية أهمية كبرى لموقفه االستراتيجي حيث له حدود‬
‫مع سبعة دول‪ ،‬و قد زاد االهتمام بها‪ ،‬بعد أن تمكن من استخراج النفط و تصديره رغم حروبه‬
‫األهلية‪ ،‬و عدم استق ارره‪ ،‬باإلضافة فان الواليات المتحدة األمريكية لم تتقبل حقيقة النفط السوداني‬
‫الذي تستغله الشركات الصينية و اآلسيوية األخرى‪ ،‬و الذي أتى من الحقول التي سبق اكتشافها‬

‫(‪)1‬حمدي عبد الرحمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.021‬‬


‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب ميرغني أبكر‪،‬ص ص‪.511-512‬‬

‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من شركتها شيفرون ‪ chovron‬في عام ‪0512‬م و سيبدو أن استباق الصين ألمريكا في استخراج‬
‫(‪)1‬‬
‫نفط السودان و تصديره قد آثار حفيظتها و أجج صراعا خفيا بينهما‪.‬‬
‫فأمريكا بتدخلها ف ي إقليم دارفور فهي تهدف للسيطرة على نفطة و نقله عن طريق أنبوب‬
‫تشاد عبر المحيط األطلسي إلى ساحلها الشرقي‪ ،‬و كذلك االستيالء ما باإلقليم من يورانيوم و‬
‫نحاس و سلب نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة‪ ،‬حيث تبلورت مرتكزات السياسة األمريكية في‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الحصول على البترول حيث تستهدف أمريكا الحصول على ‪ % 52‬من استهالكها اليوميمن‬
‫البترول البالغ ‪ 51‬مليون برميل يوميا‪.‬‬
‫‪-‬الحرب األمريكية لحملته على اإلرهاب بعد أحداث ‪ 00‬سبتمبر ‪ 5110‬حيث إفريقيا تعد الحلقة‬
‫األضعف في سلسلة اإلرهاب الدولي‪ ،‬مع سهولة اختراق الحدود‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫و بالتالي إيجاد حكم جديد في السودان و رسم خريطة جديدة للمنطقة من خالل االهتمام به ومنه‬
‫االهتمام بإفريقيا‪ .‬خاصة بظهور مصطلح القرن اإلفريقي الكبير الذي يضم إقليمي البحيرات‬
‫الكبرى‪ ،‬و دول القرن اإلفريقي و النظر إليه كمنطقة تحتوي على قدر كبير من الموارد الحيوية‬
‫و إيجاد حكم جديد للسودان و رسم خريطة جديدة للمنطقة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫و من جانب آخر وافق الكونغرس األمريكي على تقديم مساعدة مقدارها ‪ 51‬مليون دوالر لحل‬
‫مشكلة دارفور اإلنسانية‪ ،‬بحيث يتم صرف ‪ 12‬مليون دوالر منها على قوات حفظ السالم التابعة‬
‫لالتحاد اإلفريقي و تخصيص ال‪ 09‬مليون دوالر الباقية للمساعدات اإلنسانية‪ .‬و من جانب آخر‬
‫قدمت واشنطن أيضا ‪ 511‬ألف طن من القمح حسب إعالن الوكالة األمريكية للتنمية الدولية‬

‫محمود وهيب السيد و آخرون ‪ ،‬المرجع السابقص ‪.011‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫عبده موسى مختار ‪ ،‬دارفور من أزم الدولة إلى صراع القوى العظمى‪ ،‬دار العربية للعلوم والناشرين‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪5115 ،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص‪.511‬‬
‫(‪ )3‬محمد عبد اهلل سيد أحمد‪" ،‬تدخل أمريكا في أزمة دارفور دافع إنساني أم إندفاع نفطي؟"‪ ،‬صحيفةالسوداني‪ ،‬السودان العدد‪501‬‬
‫‪ ، )5119(،‬ص‪.02‬‬
‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لكي تلبي حاجة ما يقرب من ثالثة ماليين من سكان اإلقليم و النازحين إلى تشاد و جنوب دارفور‬
‫(‪)1‬‬
‫لمدة خمسة شهور‪.‬‬
‫و بالتالي فان الدور األمريكي فيما يجري في إقليم دارفور خالل وصفه انه بمثابة إبادة‬
‫جماعية و تصعيد الضغوط على الحكومة السودانية‪ ،‬من اجل فتح المنافذ السودانية أمام معونات‬
‫اإلغاثة اإلنسانية إلى أهالي هذا اإلقليم‪ ،‬و نزع أسلحة الميلشيات المسلحة(الجنجويد)‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى وقف العمليات العسك رية الحكومية على أهالي اإلقليم‪ ،‬لما يمثله من انتهاك صارخ لحقوق‬
‫إنسان من وجهة نظرها و تسليم المسؤولين عن جرائم الحرب في اإلقليم إلى المحكمة الجنائية‬
‫الدولية حتى يحاكمون و أن تباينت و تعددت أسباب التدخل و اتخاذها لعدة أغطية إنسانية أمنية‬
‫فإنها ستبقى حبيسة مفاهيم المصلحة و الموارد و هي من المحاور األساسية التي تقربنا لفهم‬
‫(‪)2‬‬
‫السياسة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية تجاه الصراع في إقليم لدارفور‪.‬‬
‫‪-2-3-3‬بريطانيا‪:‬‬
‫تأتي بريطانيا في مقدمة الدول االوروبية االكثر اهتماما بقضية دارفور من مطلق انها كانت‬
‫صاحبة اوسع ا لمستعمرات في افريقيا كلها‪ ،‬و ألنها كانت الدولة المستعمرة للسودان و المطلعة‬
‫على جمع شؤونه‪ ،‬بمعنى آخر ان بريطانيا تعتبر السودان منطقة نفوذ لها‪ ،‬و ينبغي ان تلعب‬
‫دو ار فيها‪ ،‬و قد كان موقف بريطانيا اتجاه احداث دارفور مثل الموقف االمريكي شديدا و عنيفا‬
‫و اعتبر ان ما يحدث في دارفور هو اسوأ كارثة انسانية يشهدها العالم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫فانطلق الموقف البريطاني بدعوة الحكومة السودانية الى العمل الحثيث و الحاسم من اجل تجنب‬
‫التدهور االوضاع في اقليم دارفور‪ ،‬و لم تقف عند هذا الحد‪ ،‬بل عملت بريطانيا على تدفق‬

‫(‪ )1‬زكي البحري‪ ،‬مشكلة دارفور الجذور التاريخية األبعاد اإلجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 521-525‬‬
‫(‪ )2‬عبد القادر رزيق المخادمي‪ "،‬قيادة أفريكوم"األمريكية‪ ،‬حرب باردة أم سباق للتسلح؟‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫(‪ )3‬محمد السيد‪ ،‬إفريقيا واألطماع الغربية‪ ،‬مؤسسة الشباب الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ، 5115 ،‬ص‪.50‬‬

‫‪81‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المساعدات االنسانية كمحاولة للتخفيف من وطأة االحداث فقد خصصت الحكومة البريطانية في‬
‫البداية بشكل عاجل ‪ 52‬مليون جنيه استرليني‪ ،‬ثم بلغت تلك المساعدات التي‬
‫خصصتها نحو ‪ 15.2‬مليون جنيه استرليني منذ سبتمبر ‪5111‬م‪ ،‬و يعتبر اداة تنظيم دولي‬
‫(‪)1‬‬
‫للجهود االنسانية في االقليم‪.‬‬
‫وقد اتضح التحول في الموقف البريطاني حينما هددت الحكومة البريطانية بفرض عقوبات‬
‫على الخرطوم‪ ،‬في حال امتناعها عن ايصال المساعدات االنسانية الى سكان دارفور باالضافة‬
‫الى نزع أسلحة الميليشات المسلحة في االقليم‪ ،‬مما يوضح تناغم الذي حدث في موقف كل من‬
‫بريطانيا و الواليات المتحدة االمريكي ة‪ ،‬اتجاه االحداث التي يمر بها اقليم دارفور‪ ،‬و تتمثل في‬
‫االختالف يكاد يكون الوحيد بين الواليات المتحدة االمريكية و بريطانيا‪ ،‬هو أن بريطانيا لم تصف‬
‫(‪)2‬‬
‫ما يجري في اقليم دارفور بانه ابادة جماعية او تطهر عرقي‪.‬‬
‫و لما جاء موعد تحديد قرار مجلس االمن بخصوص دارفور في اواخر اوت ‪ ،5112‬اعلنت‬
‫الخارجية البريطانية انها متضامنة مع الموقف الذي يحبذه غالبية اعضاء المجلس‪ ،‬و هو معارضة‬
‫فرض حظر على تصدير البترول او التهديد بفرض عقوبات قاسية على الحكومة السودانية حيال‬
‫فشلها‪.‬‬
‫ولما كان السودان دولة تحتل اهمية كبيرة بالنسبة لبريطانيا قام توني بلير رئيس الوزراء‬
‫البريطاني بزيارته كأول مسؤول بريطاني يزور السودان منذ االستقالل و تقابل مع الرئيس‬
‫الجمهورية الفريق عمر البشير حيث أكد سويا التزامها الكامل بالحل السلمي للمشكلة عن طريق‬
‫(‪)3‬‬
‫التفاوض‪.‬‬
‫وبالتالي فان الموقف البريطاني انه بدا اكثر تعقال‪ ،‬ثم ما لبث ما اتجه صوب التصعيد‬
‫وأ خذ نفس المسلك االمريكي في التعامل مع احداث دارفور‪ ،‬و بالرغم من اختالف االطراف او‬

‫زكي البحيري‪ ،‬جذور دارفور الجذور التاريخية االبعاد االجتماعية التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.522‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫أمين مشاقية‪ ،‬الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.555‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫زكي البحيري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.515-510‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪87‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الدول فان مطالبها (فرنسا و بريطانيا) تكاد تكون واحدة فضال عن بدء بهدوء بعض االطراف ثم‬
‫اجتمعوا جميعا على تشدد تجاه السودان و قد تمثلت مطالبهم في االتي‪:‬‬
‫‪ -‬وقف هجمات ميلشيات المتاحة ونزع أسلحتها‪.‬‬
‫‪ -‬وقف العمليات التي تقوم بها الحكومة السودانية تجاه المدنيين او الحركات المتمردة لما‬
‫تسببه‪ ،‬من انتهاك لحقوق االنسان‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل تدفق المعونات الى االقليم‪.‬‬
‫‪ -‬التهديد بفرض العقوبات الى االقليم‪.‬‬
‫‪ -‬التهديد بفرض العقوبات في حالة عدم تنفيذ و تطبيق ق اررات مجلس االمن الدولي‬
‫‪ -‬مطالبة الحكومة السودانية بتسليم المسئولين عن ارتكاب جرائم حرب في االقليم الى‬
‫المحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬العمل على عودة الالجئين‪.‬‬
‫‪-3-3-3‬فرنسا‪:‬‬
‫يتمثل الموقف الفرنسي في الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬بتوفير الدعم المادي و اللوجيستي لجمهور‬
‫اإلغاثة الدولية و في نفس الوقت تشجيع جهود التفاوض التي راعاها كل من الرئيس التشادي‬
‫إدريس ديي و االتحاد اإلفريقي‪ ،‬و قد أكدت الحكومة الفرنسية دوما أهمية ممارسة الضغوط بدال‬
‫من فرض العقوبات‪ ،‬وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي‬
‫ميشيل بارنييه بقوله‪" :‬ال يمكن التوصل إلى تسوية بدون السودان أو ضد السودان‪ ،‬و لكن يمكن‬
‫فقط عمل ذلك من خالل مشاركة السودان"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫و يمكن إرجاع اهتمام فرنسا بالصراع في إقليم دارفور إلى تقاطع دارفور مع مجموعة الدول‬
‫الفرنكوفونية و هي التشاد و إفريقيا الوسطى‪ ،‬و هي تحتل الدولتين المجاورتين لإلقليم‪ ،‬و األمر‬

‫زكي البحي ري‪ ،‬جذور دارفور التاريخية‪ ،‬االبعاد االجتماعية و التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.529‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حمدي عبد الرحمان‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.025‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪88‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يهمها ألن لها مصالح اقتصادية في تشاد‪ ،‬باإلضافة إلى أن البعض يرى أن السودان يمثل تقاطعا‬
‫للتنافس الخفي بين فرنسا و الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬للتواجد و السيطرة على‬
‫موارد هذه المنطقة‪ ،‬باإلضافة إلى الموقف الفرنسي من تدفق الالجئين إلى تشاد‪ ،‬و من تهديد‬
‫الواليات المتحدة األمريكية بالتدخل المباشر‪ ،‬مما يشير إلى احتمالية تغيير الوضع اإلقليمي في‬
‫دارفور‪ ،‬و هو أمر ذو صلة فرنسا‪ ،‬لذا تدخلت في دارفور لحماية مصالحها‪ ،‬و أخذ نصيب‬
‫مناسب من ثروة دارفور و السودان البترولية الكبيرة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫و منه يمكن فهم الموقف الفرنسي من أحداث في إقليم دارفور‪ ،‬سوف يكون مع الحكومة لضمان‬
‫مصالحها و شريكها االقتصادي المهم‪ ،‬لذلك من ضرورة مساعدة السودان‪ ،‬و االمتناع عن‬
‫استعمال القوة‪،‬فكان تعامل فرنسا مع أحداث دارفور يرتكز على أبعاد ثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬البعد السياسي‪ :‬يظهر هذا البعد بجالء من خالل تأييد فرنسا لكل ما يصدر عن االتحاد‬
‫اإلفريقي من ق اررات‪ ،‬كمحاولة إليجاد حل سياسي لهذه القضية‪ ،‬و كذلك من خالل تدخلها في‬
‫مجلس األمن و إصدار قرار ‪ ،0212‬و عملها على استبدال كلمة عقوبات بكلمة ضغط‪ ،‬و‬
‫عملت على إقناع الحكومية السودانية على المشاركة في مفاوضات أديسا أبابا في ‪ 02‬جويلية‬
‫‪5112‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البعد األمني‪ :‬ساهمت فرنسا في مراقبته تنفيذ اتفاق إطالق النار بين الطرفين وارسالها ‪511‬‬
‫جندي إلى حدود تشاد مع دارفور الستخدامهم في أعمال إنسانية في خدمة سكان اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -‬البعد اإلنساني‪ :‬بعث العديد من المساعدات اإلنسانية إلى اإلقليم كمحاولة لتخفيف حدة‬
‫(‪)2‬‬
‫األوضاع اإلنسانية هناك‪.‬‬

‫زكي البحيري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب ميرغني ابكر‪ ،‬ص ص ‪.552 -552‬‬


‫‪89‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و أكد الموقف الفرنسي على ضرورة تشجيع التحاور بين جميع األطراف المرتبطة بالنزاع‬
‫عن طريق االتحاد اإلفريقي‪ ،‬و هذا ال يتم إال من خالل‪ :‬احترام التعهدات التي تم اتخاذها‬
‫فالمجموعة الدولية حشدت جهودا طائلة سياسية و مالية لتسوية الوضع‪.‬‬
‫‪-‬ال بد من تنفيذ سياسة تأخذ الواقع الميداني في الحسبان وتخفف التوتر و تشجع على استعمال‬
‫المحادثات‪.‬‬
‫‪-‬يتعين على االتحاد اإلفريقي و المجموعة الدولية إلى جانبه إقامة جهاز مراقبة من اجل السهر‬
‫(‪)1‬‬
‫على تطبيق اتفاق وقف إطالق النار و زيادة عدد القوات حفظ السالم‪.‬‬
‫‪ -‬لكن كان الموقف الفرنسي مستقال عن الموقف األمريكي في بداية األمر‪ ،‬إال أن حكومة‬
‫ساركوزي أدركت انه من الصعب في االستمرار على هذه الوتيرة خاصة بعد نجاح السياسة‬
‫الصينية في المنطقة‪ ،‬حيث غيرت من موقفها و رأت أن مصالحها في التحالف مع أمريكا‪ ،‬و‬
‫هذا من خالل جهود التعاون وانشاء مبادرة الساحل الكبير عام ‪ 5115‬و في هذه المبادرة األمنية‬
‫إلى تنسيق و تطوير جهود مكافحة اإلرهاب و عمليات تامين حدود دول الساحل و جميعها‬
‫مستعمرات فرنسية سابقة‪ ،‬و كشفت فرنسا عن إمكانية إرسال قوات ضمن القوات الدولية لحماية‬
‫قوافل إغاثة المذكورين على الحدود التشاد و السودان‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫و بدأت الحكومة الفرنسية تأخذ اتجاه التصعيد‪ ،‬مدعمة للموقف األمريكي كالتهديد بالعقوبات في‬
‫ق اررات مجلس األمن الالحقة‪ ،‬و بالتالي تلعب فرنسا دو ار مهما في الصراع في إقليم دارفور‪ ،‬لما‬
‫لها من مصالح حيوية في المنطقة و خاصة و أنها تأوي "عبد الواحد محمد نور" زعيم إحدى أهم‬
‫الحركات المتمردة على حكومة الخرطوم و قد شهدت العالقات بين الطرفين شدا و جذبا بسبب‬
‫موقف و دور فرنسا من الصراع في إقليم دارفور‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫زكي البحيري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.512-511‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حمدي عبد الرحمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.020‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.021‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪91‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-4-3‬موقف اسراييل‪:‬‬
‫لقد لعبت اسرائيل واليهود دو ار كبي ار في تضخيم مشكلة دارفور‪ ،‬و دعم المتمردين في هذا‬
‫االقليم‪ ،‬حيث عقدت ‪ 21‬منظمة يهودية ندوة برئاسة ياناي برس حول دارفور دروس و عبر‬
‫االبادة الجماعية‪ ،‬وفي تورط واضح للوبي الصهيوني في دعم حركات التمرد في‬
‫دارفور أعلن المنبر اليهودي للعدالة و حقوق االنسان تنبيه لحملة جمع التبرعات لصالح حركات‬
‫التمرد فياالقليم و قد وجد ان هناك عالقة بين بعض المتمردين في دارفور و اسرائيل‪ ،‬و انهمت‬
‫(‪)1‬‬
‫الحكومة السودانية في اكثر من مناسبة اسرائيل رسميا بمساندة التمرد و توسيع الطاقة‬
‫اضافة الى ذلك فمخططات صهيونية و االمريكية تاخذ الصراع في اقليم دارفور ذريعة‬
‫لدخول السودان من اجل تحقيق هدفهم و مصالحهم في المنطقة‪ ،‬و ذلك من خالل الترويج بمسالة‬
‫التطهير العرقي‪ ،‬وانتهاكات حقوق االنسان و االبادة الجماعية و جرائم الحرب و هذا من خالل‬
‫وضع خطتها للتدخل االسرائيلي في دارفور منذ ‪5111‬م‪ ،‬و قامت الجاليات اليهودية في الواليات‬
‫المتحدة و دول اوروبا بتوزيع منشورات على اعضائها قائلة بان دارفور تعتبر قضية يهودية‬
‫اسرائيلية‪ ،‬وزاد من دعم اسرائيل الرئيس األريتيري و عمله كحلقة وصل من قيادات حركات التمرد‬
‫(‪)2‬‬
‫و اسرائيل‪ ،‬فوجدت اسرائيل في الصراع الدائر في السودان فرصة لتسويق السالح اإلسرائيلي‬
‫وكان الرئيس السوداني عمر الشريف في عدة تصريحات يؤكد على وجود مؤامرة تدبر ضد‬
‫السودان من طرف اسرائيل‪ ،‬الن كل من يحمل السالح ضد الحكوة يضف انه ارهابي إال في‬
‫السودان‪ ،‬و اعلن وجود تنسيق بين اس ارئيل و حركة عبد الواحد محمد نور‪ ،‬كشف ان اسرئيل‬
‫تقوم بتدريب عدد كبير من كوادر عبد الواحد بصحراء النقبو منه فاسرائيل تسعى لزعزعة استقرار‬
‫السودان من خالل مخططاتها المتمثلة في نشرمعلومات مضخمة عن االوضاع باالقليم‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬جذور دارفور التاريخية‪ ،‬االبعاد االجتماعية و التطورات السياسية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.171-171‬‬
‫عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.190-191‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫‪90‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وتشجيعهإلصدار الق اررات االممية والى ذلكيقول وزير الخارجية االسرائيلي ان اسرائيل نواصل‬
‫(‪)1‬‬
‫مساعيها لمساعدة الجهود الدولية المتعلقة بالماساة االنسانية بدارفور‬
‫و ان اسرائيل التي كانت لها نفس المعاناة عظيمة في الماضي ال يمكن ان تقف مكتوفة االيدي‪،‬‬
‫ازاء اآلالم التي تعصف باآلخرين‪ ،‬و الواقع ان ذلك و غيره يجعلنا نقر بان السرائيل دور غير‬
‫محدود في مشكلة دارفور‪ ،‬سواء في تعقيد او تضخيم المشكلة وفي تدويلها او في دعم المتمردين‬
‫(‪)2‬‬
‫ماديا و سياسيا و إعالميا‬
‫‪-5-3‬موقف الصين‪:‬‬
‫بالنسبة للموقف الصين في الصراع الدارفوري‪ ،‬فقد انطلقت من موقف اساسه الحفاظ على‬
‫مصالح الصين في السودان حيث ان شراكتها تعمل هناك‪ ،‬و هناك بين الواليات المتحدة و الصين‬
‫في السودان مسرحه دارفور‪ ،‬و لذلك كان الصين مع فكرة حل مشاكل دارفورالسودان عن طريق‬
‫االتحاد االفريقي‪ ،‬و طبقا لهذا لم يوافق الصين على مشروع قرار مجلس االمن لفرض عقوبات‬
‫(‪)3‬‬
‫على السودان ألن ذلك يضر بمصالحها ضر ار كبيرا‪.‬‬
‫فثمة اعتبارات و مصالح استراتيجية مهمة تحكم عالقة الصين ليس فقط بدولة السودان و‬
‫انما بالقوى الدولية الكبرى‪ ،‬و هذا من خالل محاولة الصين التصدي للضغوط الغربية المتزايدة‪،‬‬
‫فثمة اعتبارات و مصالح استراتيجية مهمة تحكم عالقة الصين ليس فقط بدولة السودان‪ ،‬و انما‬
‫بالقوى الدولية الكبرى‪ ،‬و من خالل هذا محاولة الصين التصدي للضغوط العربية المتزايدة‪ ،‬و‬
‫هذا نظ ار للشراكة االستراتيجية مع الصين‪ ،‬فالسودان دولة نفطية واحدة‪ ،‬و هي تصدر اكثر من‬
‫‪ %12‬من اجمالي صادراتها النفطية الى الصين قد استفادت الصين من الفراغ الذي تركته‬
‫الشركات الغربية برحيلها من السودان في اوائل تسعينات من القرن الماضي‪ ،‬الن السودان بات‬
‫يمثل الشريك االستراتيجي بالنسبة للصين‪ ،‬فقد لوحت هذه االخيرة‪ ،‬عدى مرات باستخدام حق‬

‫(‪)1‬محمود وهيب السيد وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫(‪)2‬زكي البحيري‪،‬جذور دارفور التاريخية‪ ،‬االبعاد االجتماعية و التطورات السياسية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫(‪)3‬عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪91‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفيتو في مجلس االمن لمنع الدول الغربية من فرض عقوبت على السودان ‪ ،‬النها تسعى لنفط‬
‫( ‪)1‬‬
‫دارفور‪ ،‬و عليه ال تود ان ترى وجه الواليات المتحدة االمريكية منافسا لها دارفوروتشاد‪.‬‬
‫ف الصين ال ترى هناك ابادة جماعية و اتما يكن حل لمشكلة ضمن االطار السياسي‪ ،‬دون‬
‫الحاجة الى تدخل دولي‪ ،‬فاتهمت الدول الغربية الصين بتزويد السودان باسلحة متطورة‪ ،‬ورد‬
‫الصين على ان مبيعات االسلحة ال تتجاوز ‪ % 9‬من حجم مشتريات الخرطوم من االسلحة‪،‬‬
‫ورغم ظروف الصراع استمرت الصين تدعم السودان حيث قدمت مساعدات بلغت قيمتها ‪11‬‬
‫ميلون يوان في اطار البرنامج التنموي التي تسعى الصين لتقديمه لشعب اقليم دارفور العمار ما‬
‫)‪)2‬‬
‫دمره النزاع‬
‫و يتلخص موقف الصين حول الصراع في اقليم دارفور باآلتي‪:‬‬
‫الحكومة الصينية تعرب عن قلقها البالغ ازاء تدهور االوضاع في دارفور‪،‬فعلى الحكومة السودانية‬
‫بذل جهد اكبر لحل النزاع سلميا‪،‬ودعم جهود االمم المتحدة و االتحاد االفريقي و جامعة الدول‬
‫العربيةوعلى كل اطراف النزاع العمل على موقف تدهور األوضاع و التوصل الى حلول‬
‫سلمية‪،‬وبالتالي نستنتج أن الموقف الصيني من الصراع في اقليم دارفور‪ ،‬ينطلق من مصالح‬
‫(‪)3‬‬
‫الصين البترولية في السودان‪ ،‬حيث ان شركاتها البترولية تعمل هناك‪.‬‬
‫و لذلك كان الصين مع فكرة حل مشكلة دارفور في السودان عن طريق االتحاد االفريقي‪ ،‬حتى‬
‫ال تجد الواليات المتحدة االمريكية لها منفذا للتغلغل بشكل اكبر في دارفور و السودان‪ ،‬و لم‬
‫توافق الصين على قرار مجلس االمن بفرض عقوبات على السودان‪ ،‬الن ذلك يضر بمصالحها‬
‫ضر ار بليغا‪ ،‬تشير التقارير على ان الشراكة بين الصين و السودان في مجال النفط يرتفع بانتاج‬

‫(‪)1‬عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫(‪)2‬محمد أبو الفضل‪" ،‬المحكمة الجنائية والخيارات السودانية"‪ ،‬السياسية الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،071‬المجلد ‪( ،11‬أفريل‬
‫‪ ،)1119‬ص‪.111‬‬
‫(‪)3‬عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪91‬‬
‫تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه ‪4112-0891‬م‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دولة خليجية مثل قطر الى ‪ 911‬الف برميل ميل يوميا‪ ،‬و بالتالي فان احتياطات النفط السوداني‬
‫مذهلة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-119‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في‬
‫حله‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نتايج الصراع في اقليم دارفور‬

‫‪ -1-1‬نتايج الصراع على سكان دارفور‬

‫‪-2-1‬نتايج الصراع على السودان كدولة‬

‫‪-3-1‬نتايج الصراع على المنطقة العربية واإلفريقية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الهييات اإلقليمية والدولية في حل الصراع في إقليم دارفور‬

‫‪-1-2‬دور جامعة الدول العربية في حل الصراع في إقليم دارفور‬

‫‪-2-2‬دور االتحاد االفريقي في حل الصراع في اقليم دارفور‬

‫‪-3-2‬دور هيية االمم المتحدة في حل الصراع في اقليم دارفور‬


‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬نتايج الصراع في اقليم دارفور‪:‬‬
‫‪ -1-1‬نتايج الصراع على سكان دارفور‪:‬‬
‫لق د ترتب عن وجود الصراع في اقليم دارفور مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تزايد المشاكل و النزاع الداخلي على الموارد بسبب الجفاف الذي ضرب المناطق الشمالية في‬
‫دارفور في نزوح كثير من القبائل الزغاوة الى جنوب دارفور‪ ،‬لتوفر أراضي جبل مرة و بعض‬
‫قبائل الزغاوة الى جنوب دارفور‪ ،‬و لكنها تعتبر حواكير أ ارضي مملوكة تاريخيا لقبيلة القور‪ ،‬كما‬
‫نزح من الرزيقات‪ ،‬ماهرية‪ ،‬محاميد‪ ،‬وغيرها الى مناطق حول جبل مرة فنازعوا أهلها من قبيلة‬
‫المساليت كما ان قبائل الزغاوة التي تمتهن الزراعة اجبرها الجفاف للنزوح جنوبا الى اراضي‬
‫(‪)1‬‬
‫يسكنها رزيقات الجنوب‪ ،‬ووقعت نزاعات و حروب بلغت حد االقتتال‪.‬‬
‫‪ -‬التخريب و التدمير للقرى و المنشآت نتيجة لألوضاع األمنية غير المستقرة‪ ،‬وحرق اعداد كبيرة‬
‫من القرى‪ ،‬و تدمير العديد من الممتلكات و المؤسسات الخدماتية مما ادى الى توقف العمل في‬
‫مشروعات التنمية المختلفة‪ ،‬و نهب المحاربون أعدادا كبيرة من قطعان الموانئ و اإلبل و بالتالي‬
‫توقف حركة الزراعة و التجارة في المدن الكبيرة اآلمنة‪،‬و ما نتج عن هذا نزوح أعداد كبيرة من‬
‫السكان‪ ،‬أي أيدي العاملة التي تقوم باألنشطة االقتصادية و لجوئهم الى المعسكرات‪ ،‬حيث وصل‬
‫الى ‪ 50‬معسكروعدد المتضررين فاق أربعة ماليين‪.‬‬
‫‪ -‬انهيار األبنية التحتية رغم االهتمام المتواضع الذي توليه الحكومة السودانية لمنطقة دارفور‪،‬اال‬
‫ان هذا االهتمام تقلص نتيجة لعدم االستقرار االمني‪ ،‬و انشغال الحكومة بالصراع في االقليم‪ ،‬و‬

‫(‪)1‬جالل رأفت و اخرون‪ ،‬السودان على مفترق الطرق بعد الحرب قبل السالم‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ، ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،5111‬ص‪.011‬‬
‫‪91‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لذا تجد قصو ار كبي ار في البنية التحتية باالقليم‪ ،‬و حتى وقت كبير‪ ،‬فان والية دارفور ليس بها اال‬
‫(‪)1‬‬
‫طريق واحد معبد بين نياال و كاس زالنجي‪.‬‬
‫‪ -‬كما ان خط السكة الحديدية الذي يربط والية جنوب دارفور بكردفان ثم باقي السودان يعاني‬
‫في تذبذب شديد في تشغيله‪ ،‬نتيجة ألعمال مسلحة‪ ،‬أما طريق االنقاذ الغربي و الذي يرىالكثيرون‬
‫من س كان دارفور أنه من اسباب المشكلة‪ ،‬فال يزال العمل جاريا به لكن بغير انتظام نتيجة‬
‫(‪)2‬‬
‫ألحداث المنطقة‬
‫‪ -‬تفاقم المشكالت االجتماعية‪ :‬من مخلفاتها التأثيرات السلبية الناجمة عن تصاعد المشاكل داخل‬
‫هذا االقليم بين أبناء شعب الوطن الواحد‪ ،‬من قتلى و جرحى و متشردين و نازحين و الجئين‪،‬‬
‫و ضياع فرص التنمية و غيرها‪ ،‬الى احداث أزمة عانت منها العديد من دول الجوار و منها‬
‫التشاد و افريقيا الوسطى‪ ،‬ما أدى إلى الخلخلة الديمغرافية لإلقليم من خالل تأثير عمليات النزوح‬
‫في النسيج االجتماعي و أحداث خلل في التوازنات االجتماعية القبلية و التركيبة الديمغرافية في‬
‫مناطق االقليم‪ ،‬و ارتفاع ذلك في المناطق المجاورة داخل السودان لإلقليم‪ ،‬و مناطق الدول‬
‫المجاورة‪ ،‬ف هناك عدد من النازحين نحو التشاد و افريقيا الوسطى و ليبيا و مصر‪ ،‬و هذا ما‬
‫يجعل للصراع بعدا دوليا و يضع السودان تحت ضغوط الدول االقليمية و الكبرى‪ ،‬ما دفع‬
‫بالمنظمات غير الحكومية الى التحرك من خالل مبدأ التدخل االنساني‪ ،‬لتوفير الرعاية الصحية‬
‫و التغذية الالزمة لهم‪ ،‬مع األخذ بالحسبان أن خمس مساحة السودان ممثلة في اقليم دارفور‬
‫أيضا خمس سكانه أصبحت منطقة نزوح‪.‬‬

‫مصعب الطيب أبكر‪" ،‬أحداث دارفور السودانية"‪ ،‬مجلة البيان‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬العدد‪ ،)5112( ،511‬ص‪.51‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫محمد عوض الهزايمية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.091‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫‪97‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬االثار االجتماعية‪ :‬ارتفاع معدالت الج ارئم و تنوعها‪ ،‬سرقة‪ ،‬قتل‪ ،‬اغتصاب‪...‬و هجر‬
‫المواطنون المدن و من اشهرها مدينة مليط التجارية الحدودية مع ليبيا التي اصبحت تعاني‬
‫(‪)1‬‬
‫اوضاعا مأساوية بسبب اغالق الطرق الكبرى‪ ،‬فهاجر أغلب سكانها الى الخرطوم‬
‫االبعاد االنسانية‪ :‬توجد في اإلقليم معاناة انسانية نتيجة هذا الصراع بغض النظر عن‬
‫خلفيات الصراع اطرافه و االهداف من ورائه‪ ،‬فهناك ضحايا‪ ،‬فهذا في حد ذاته مشكلة انسانية‬
‫تتطلب التدخل و لكن وفق معطيات محددة و مضبوطة‪،‬وفي ظل الظروف الدولية و تنامي‬
‫األصوات النادية بالقضاء على االرهاب‪ ،‬فقد وجدت االطراف الدولية الطامعة خيوطها للعب في‬
‫احداث دارفور السودانية‪ ،‬فوجدت الظروف سانحة للتدخل في هذا الجزء من العالم العربي‬
‫واالسالمي‪ ،‬و كانت تحمل في ثناياها األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االبادة الجماعية* لبعض سكان االقليم‪ :‬و هذا ما نفاه " بيترفت" مستشار " خافيير سوالتا"‬
‫منسق الشؤون الخارجية و األمنية باالتحاد األوروبي‪ ،‬و مبعوث لجنة تقصي الحقائق التابعة‬
‫لالتحاد حيث قال االتحاد‪" :‬ان بعثة تقصي الحقائق التابعة له في السودان لم تجد دليال على‬
‫(‪)2‬‬
‫حدوث ابادة جماعية في منطقة دارفور المضطربة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار في االقليم حيث تخشى بعض األطراف الدولية على مصالحها‪ ،‬و خصوصا‬
‫بعد أن اصبح االقليم مساحة لرواج تجارة االسلحة كما هو مساحة للصراعات القبلية‪ ،‬األمر الذي‬
‫أصبح فيه االقليم بحاجة الى من يضبط ايقاع حركات الصراع حتى ال تمتد للخارج و يضبط‬
‫(‪)3‬‬
‫مصادر توريد السالح هناك‪.‬‬

‫(‪ )1‬جالل رأفت وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬


‫*اإلبادة الجماعية‪ :‬هي التعدي بالقتل على أمة أو جيش أو جماعة‪ ،‬ومحاولة إستئصالها بإتباع عملية القتل الجماعي العمدي‬
‫بغية القضاء على مجموعة بأكملها‪ ،‬كعرق على سبيل المثال‪ .‬ينظر يوسف حسن يوسف‪ ،‬الجريمة الدولية المنظمة في القانون‬
‫الدولي‪ ،‬ط‪ ،0‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،5100 ،‬ص‪.000‬‬
‫(‪ )2‬كاظم هاشم نعمة‪" ،‬ازمة دارفور السودانية العروبة و التدويل واألفرقة"‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‬
‫لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪ ،)5112( ،102‬ص ‪.011‬‬
‫(‪)3‬محمد عوض الهزايمية‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص‪.092-091‬‬
‫‪98‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬السيطرة الواضحة لعدد كبير من المنظمات األجنبية في اواسط معسكرات الالجئين‬


‫السودانيين الدارفوريين‪ ،‬على رغم من أن دورها كان احتواء صراع دارفور‪ ،‬اال أن هذا ال يخلو‬
‫من المهام الخفية التي تسعى لتحقيق مصالحها‪ ،‬و تستهدف المنظمات الوطنية و يقلل من دورها‬
‫مثل منظمة الهالل األحمر السوداني ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-‬التوظيف السياسي للنزاعات‪ :‬تحول الصراع حول الموارد إلى حروب اثنية‪ ،‬وماهو قلي تقليدي‬
‫الى مشروع حرب الشاملة‪ ،‬وهذا يعزز اهمية السالم والتعايش السلمي والتنمية الريفية التي تشمل‬
‫الموارد البشرية‪.‬‬

‫(‪)1‬امين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير عبد الغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.512‬‬

‫‪99‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-2-1‬نتايج الصراع على السودان كدولة‪:‬‬


‫أصبحت الحكومة السودانية تواجه العديد من المشاكل نتيجة للصراع القائم في اقليم دارفور‪،‬‬
‫و خاصة في المعارضة المتصاعدة في المركز و األطراف‪ ،‬و صارت الحكومة السودانية متهمة‬
‫في مجاالت عدة منها انتهاك حقوق االنسان‪ ،‬و حرق قرى المدنيين األفارقة‪ ،‬و اغتصاب نسائهم‪،‬‬
‫و الترحيل القصري للقبائل‪ ،‬و حفر المقابر الجماعية للمدنيين األفارقة التي تحاول الحكومة طمس‬
‫معالمها‪ ،‬و نتج عن ذلك ان طالبت الحركتان العسكريتان المعارضتان في دارفور في احدى‬
‫جوالت مفاوضاتها مع الحكومة السودانية بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق فيما يخص ذلك‬
‫االنتهاكات االنسانية المذكورة‪ ،‬و قد أرفق المتمردون مطالبهم الى االمم المتحدة بوثائق و أفالم‬
‫مسجلة تحدد عدد القتلى في كل قرية و معسكر‪ ،‬و اسمائهم و تاريخ استشهادهم‪ ،‬مما يدل على‬
‫(‪)1‬‬
‫صحة ما يدعون‬
‫‪ -‬أصبحت الحكومة السودانية غير قادرة على ادراك قبضتها على الحكم و باتت مهددة من‬
‫جميع القرى السياسية داخل السودان‪ ،‬و اذا حدثت هذه الفوضى و استمرت قد تؤدي الى تدخل‬
‫عسكري دولي فتكرر مأساة العراق في قلب القارة االفريقية و على الحدود الجنوبية للدولة‬
‫(‪)2‬‬
‫المصرية‬
‫‪ -‬دخول الواليات المتحدة كطرف فاعل في الشأن السوداني‪ ،‬و هذا باكتشاف النفط و ما يعنيه‬
‫من تحوالت مهمة في المشهد السوداني‪ ،‬ووجود ضغوط من قبل الشركات الغربية للعودة مرة‬
‫اخرى للسودان من اجل االستفادة من قطاعاته النفطية و موارده الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬تسييس الخالفات وما فتأت الحكومات المتعاقبة في السودان‪ ،‬والقوى واألحزاب السياسية لسنوات‬
‫طويلة الى تبيين االختالفات االجتماعية واالقتصادية واستغاللها اما لتسوية بعض القضايا القومية‬

‫(‪)1‬جالل رافت و اخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪012‬‬


‫(‪)2‬المرجع نفسه‪091 ،‬‬
‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫او لتحقيق اهداف حزبية‪ ،‬وعقيدية ما ادى الى تنامي الصراع وتصاعده‪ ،‬وزاد من طابعة العسكري‬
‫العنيف‪.‬‬
‫‪ -‬تنامي الوعي السياسي عند القوى المعارضة‪،‬وقد ترتب عنها انشغال الصراع واستم ارره‪،‬‬
‫وتعدد االطراف المتورطة فيه عامة‪،‬وتنامي الميول والنزاعات االقتصادية‪ ،‬يخلف احساس عام‬
‫بأن السالح هو القوة الكفيلة باسترجاع الحقوق وتحقيق المطالب‪،‬ما أدى إلى تزايد القوى‬
‫المتصارعة‪ :‬وهذا من خالل ظهور الملثيات المعروفة بالجنجويد‪ .‬والتي نشرت الرعب واسعا‪،‬‬
‫وبالتالي الفشل في ادارة الصراع في دارفور‪،‬من خالل تباين معاملة النظام الحاكم مع حملة‬
‫السالح بدرجة من االحترام ورد الحقوق‪ ،‬وتجاهل من استعملوا اساليب سياسية ومدنية‪ ،‬فأدى إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫تدني فاعلية االرادة المدنية واالهلية‪.‬‬
‫‪ -‬و تبنت بعض الدول سياسات ذات تأثير مباشر على الوضع السوداني‪ .‬فبريطانيا مثال اتخذت‬
‫موقفا مواليا لإلدارة األمريكية في سعيها لعزل السودان‪ ،‬باعتباره دولة راعية لإلرهاب خاصة بعد‬
‫احداث ‪ 00‬سبتمبر ‪.5110‬‬
‫‪ -‬عزل اقليم دارفور الذي يشكل خمس مساحة السودان و هو غني بمصادر طبيعية‪ ،‬فان لم‬
‫يحصل على الحكم الذاتي‪ ،‬أو االستقالل فسوف يشهد قوات تدخل اجنبية‪ ،‬تضمن الحفاظ على‬
‫(‪)2‬‬
‫المصالح الغربية هناك‪.‬‬

‫(‪)1‬امين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬


‫(‪)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.512‬‬

‫‪010‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-3-1‬نتايج الصراع على المنطقة العربية واإلفريقية‪:‬‬


‫لقد اثر الصراع في اقليم دارفور على االستقرار لدى الدول العربية‪ ،‬و هذا من خالل التنافس‬
‫بين القوى الكبرى حول المزيد من النفوذ و السيطرة في المنطقة العربية‪ ،‬بشكل خاص بعد الحرب‬
‫الباردة بين امريكا و فرنسا خاصة‪،‬و اذا اخذنا في االعتبار أن الدول العربية في الشمال االفريقي‬
‫هي جزء من مشروع الشرق األوسط الكبير وفقا للرؤية االمريكية اتضحت لنا أبعاد عملية اعادة‬
‫صياغة المنطقة أمريكيا‪ ،‬فتدمير المنظمات الرئيسية بالمنطقة العربية و السيما جامعة الدول‬
‫العربية تستهدف باألساس النظام العربي‪ ،‬و تدفع قدما نحو التخلي عن األهداف و المصالح‬
‫(‪)1‬‬
‫الجماعية لكل من العرب‪.‬‬
‫و لتمهيد الطريق امام ترتيبات اخرى ال تنبع من المنطقة و الشك ان هذا يدعو الى استبدال‬
‫االبعاد التكاملية و التحريرية لنظام االمن الجماعي االقليمي‪ ،...‬لمنظومة اخرى تعتمد على‬
‫ضمان مصالح القوى الغربية‪ ،‬و محاربة كل حركات االسالم السياسي و القضاء عليها في دول‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬و قد ظهر ذلك بجالء من تجربة اتحاد المحاكم االسالمية في الصومال‪ ،‬وتهدف‬
‫الدول الكبرى من خالل تدخلها في الصراع في اقليم دارفور السوداني‪ ،‬ان تقصي التوجهات‬
‫العروبة االسالمية في مقابل طرح توجهات علمانية غير عربية‪ ،‬او التركيز على المنطقة العربية‪،‬‬
‫حيث توجد معظم ابار النفط بما فيها السودان ما ادى الى الفكير في اقامة تحالف كونفدرالي‬
‫بضم جنوب السودان‪ ،‬اوغندا و اثيوبيا و هو ما يشكل تهديدا خطي ار ألمن مصر المائي‪ ،‬و في‬
‫نفس الوقت تدعيم تحالفات هذه الدول االستراتيجية بالدول العربية إلضعاف مشروع الدولة‬
‫(‪)2‬‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫(‪)1‬عدنان السيد حسين‪ ،‬و آخرون‪ ،‬النزاعات األهلية العربية‪ ،‬العوامل الداخلية و الخارجية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت‪ ،0551 ،‬ص ‪.051‬‬
‫(‪)2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.059‬‬

‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ان الصراع في اقليم دافور اثر على بلدان المنطقة العربية‪ ،‬وهذا من خالل ما تخلفه من‬
‫عواقب يعاني منها االمن لدى الدول في جميع انحاءالوطن العربي‪ .‬اضافة الى ذلك فان طبيعة‬
‫طرف االخرى‪ ،‬والمتتبع‬
‫الصراع التي تمس الهوية والتنمية والعالقات بين الحكومات المركزية واأل ا‬
‫للصراع في اقليم دارفور بأبعاده الخارجية‪ ،‬فهو يعتبر من حين اهم المشاريع المطروحة التي‬
‫تستهدف وحدة الدول العربية‪ ،‬على المستوى القومي من خالل تفتيت واعادة تركيب منطقة الشرق‬
‫(‪)1‬‬
‫االوسط‪ ،‬وضرب العمق االستراتيجي بين المنطقة العربية وافريقيا عموما‪.‬‬
‫وبما ان مشكلة دارفور تؤثر على كثير من دول الجوار فان أي خلل في الجغرافيا السياسية‬
‫سوف ينعكس سلبا على دول المنطقة‪ ،‬فتقرير ارسال قوات اجنبية الى دارفور‪ ،‬ستكون كارثة‬
‫تستعص الحل‪ ،‬لذلك يكون الحل عن طريق االتحاد االفريقي والجامعة العربية حتى ال نعطي‬
‫حجة لتدخل الجانب الخارجي‪ ،‬فإضعاف مشروع الدولة الوطنية من خالل اثارة النزاعات العرقية‬
‫و تكريس االنتماءات و الطائفية‪ ،‬و يظهر لك جليا في الدول التي تعاني أصال من ازمة اندماج‬
‫وطني و هذا التوجه على اعتبارين اساسيين أولهما التوظيف السياسي لمبدأ حق التدخل الدولي‬
‫(‪)2‬‬
‫االنساني و اضطهاد الديني حول العالم ‪.‬‬
‫وجود قوات عسكرية دولية دائمة في بعض الدول العربية وهو ما يشكل خط ار على نظام االمن‬
‫الجماعي و العربي‪ ،‬و بالتالي تقويض االرادة عربية‪،‬و تغذية روح المقاومة و الجهاد على المستوى‬
‫الشعبي حيث تتسع الفجوة بين النخبة العربية الحاكمة و الشعوب العربية ازاء السياسات الغربية‬
‫بالسودان‪ ،‬و عليه يصبح الشعورباالضطهاد مبر ار لظهور حركات شعبوية للمقاومة‪ ،‬و هو ما‬
‫يعني استم ار ب ذور التوتر و عدم االستقرار على المدى البعيد ومن الواضح ان الصراع في اقليم‬
‫دارفور السوداني له تأثيرعلى المنطقة العربية من خالل استمرار الجهود الغربية الدامية إلعادة‬

‫(‪ )1‬عبد الخالق عبد اهلل وآخرون‪ ،‬الدبلوماسية العربية في العالم المتغير‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬دار الخليج للصحافة‬
‫والطباعة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪)2‬مصطفى فرح ‪"،‬عدم تدويل دارفور"‪ ،‬قمة الجزائر‪ ،‬نشرة يومية تصدر بمناسبة القمة العادية‪ 01 ،‬لمجلس جامعة الدول العربية‬
‫العدد‪ ،1‬الجزائر‪ 01( ،‬مارس ‪ ،)5112‬ص‪.11‬‬
‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫صوغ العالم غير الغربي فكا و تركيبا‪ ،‬بما يخدم مصالحهم و اهدافهم العليا‪ ،‬و التي تعبر عن‬
‫(‪)1‬‬
‫محورية التمركز الغربي حول الذات‪ ،‬و النظر الى االخر غير الغربي‪.‬‬
‫وبالتالي فإن تلك الدول أثرت على مجريات االحداث في دارفور‪ ،‬من خالل االستقرارعلى المستوى‬
‫االقليمي الواسع‪ ،‬فأثرت على تشاد و ليبيا و مصر و حتى دول البحيرات العظمى خاصة شمال‬
‫افريقيا و غربها باإلضافة الى ان دارفور بوابة الدخول لوسط افريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬و هي نقطة‬
‫التماس بين الغرب و األفارقة‪ ،‬و تمثل بوابة لجيرانها على مناطق استراتيجية‪ ،‬فليبيا تعتبر مدخال‬
‫لشمال افريقي و غرب اوروبا و التشاد و مدخال للقرن االفريقي في المحيط االطلنطي‪،‬أما افريقيا‬
‫الوسطى فهي مدخل لوسط افريقيا و منطقة البحيرات‪ ،‬و من ثم تشابكت المصالح الفرنسية‬
‫واالمريكية عند دارفور في افريقيا‪ ،‬و ما ان انتشر الجفاف حتى توجهت العديد من القبائل‬
‫الدارفورية الى الدول المجاورة لها الثالث‪،‬فكانت دارفور مسرحا خلفيا لعدة صراعات حيث تم‬
‫(‪)2‬‬
‫استخدام هذا االقليم اما كمخزن للسالح و للتأييد القبلي أو حتى االستعداد العسكري‪.‬‬
‫و على المستوى االجتماعي فظاهرة اللجوء بسبب عدم وجود حواجز طبيعية لدارفور مع‬
‫دول الجوار ما انعكس الهجرات عل دول الجوار‪،‬فتشاد اكثر الدول المتأثرة بالمشكلة‪ ،‬اما ليبيا‬
‫فتصاعد الصراع قد يهدد االمن القومي الليبي خاصة وجود امتداد لقبائل الزغاوة‪ ،‬كما يمثل‬
‫(‪)3‬‬
‫التدخل الدولي في حال وقوعه تعقيدا للحركة الليبية الفاعلة في منطقة الساحل و الصحراء‬
‫اما عن افريقيا الوسطى فهي تخشى أن يستغل أنصار الرئيس السابق الموجود في دارفور‬
‫ليقضوا على الرئيس الحالي‪ ،‬الذي جاء للحكم بانقالب عسكري في مارس ‪ 5111‬و لذلك تعتبر‬
‫مصر دارفور االمتداد االستراتيجي لها عبر السودان‪ ،‬و عمق افريقيا‪ ،‬كما يقع تحت رمال دارفور‬

‫(‪ )1‬عاشور محمد مهدي‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية والسودان جدل السياسة والقانون‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،5101‬ص‪.15‬‬
‫(‪)2‬سعيدان قفزوطي فضي‪ ،‬تراث السودان‪ 5102/05/01 ،http://www.gadaef.net/ rb/showthereedphp ? ،‬على‬
‫الساعة ‪.01:52‬‬
‫(‪)3‬عاشور محمد مهدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خزان جوفي تشترك في مياهه الجوفية كل من مصر و ليبيا و السودان و التشاد‪ ،‬و من ثم فوجود‬
‫قوى دولية في دارفور‪ ،‬يهدد مصالحها الما ئية من طرف الدول الكبرى بصورة مباشرة‪،‬و تهديد‬
‫امن الدول المجاورة االفريقية بتسريب السالح و المسلحين‪ ،‬اضافة الى تشجيع المجموعات الشعبية‬
‫في الدول االفريقية على ممارسة التمرد لتحقيق مطالبها‪،‬و زيادة اعباء الصرف على االوضاع‬
‫(‪)1‬‬
‫االمنية على الحدود‪.‬‬
‫كما ان فرض عقوبات على السودان يطرح تأثيرات اقتصادية سلبية على انسياب حركة‬
‫التبادل التجاري‪ ،‬بين السودان و دول الجوار بشكل طبيعي حتى لو كانت هذه العقوبات ال تمس‬
‫هذا الجانب بصورة مباشرة‪ ،‬اما في حالة تدخل عسكري اجنبي في المنطقة فان الدول المجاورة‬
‫في هذه الحالة ستصبح بوضع صعب جراء تفجير العنف‪ ،‬بدرجة اكبر من منطقة النزاع ووجود‬
‫مقاومات مسلحة يمكن ان تتحرك عبر الحدود مدعومة بالعالقات القبلية‪ ،‬باإلضافة الى ما يمثله‬
‫(‪)2‬‬
‫الوجود األجنبي من ضغوطات على بقية دول المنطقة ‪.‬‬

‫(‪)1‬سرحان غالم حسين العباسي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪102‬‬


‫(‪)2‬عبد الفادر رزيق المخادمي‪ ،‬قيادة أفريكوم األمريكية‪ ،‬حرب باردة أم سباق التسلح؟‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الهييات اإلقليمية والدولية في حل الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫‪-1-2‬دور جامعة الدول العربية في حل الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬
‫بعد تفاقم الحرب األهلية بين جنوب السودان و شماله‪ ،‬و ظهور المسألة السودانية على‬
‫سطح األحداث العالمية‪ ،‬تم طرح المبادرة العربية المصرية الليبية‪ ،‬التي تضمنت تصو ار عن كيفية‬
‫حل مشكالت السودان السي اسية‪ ،‬اال انه لم يأخذ بهذه البادرة‪ ،‬و ذلك أن القوى األجنبية و على‬
‫رأسها الواليات المتحدة االمريكية عملت على استبعاد الدور العربي‪ ،‬من القعل السياسي للصراع‬
‫(‪)1‬‬

‫و قد اصبح االهتمام العربي بصراع اقليم دارفور بتأزمه‪ ،‬و عدم السماح بتكرر خطأ ترك‬
‫الحكومة السودانية‪ ،‬وحدها في مواجهة صعبة‪ ،‬كما حدث في مفاوضات مشاكوس و نيفاشا وسط‬
‫ضغوط امريكية و غربية‪ ،‬و التدخل االجنبي واضح في شؤون السودان‪ ،‬و الواقع ان الدور العربي‬
‫و االسالمي جاء إلعادة كفة التوازن مع التواجد االجنبي المكثف في دارفور‪ ،‬عبر عشرات‬
‫(‪)2‬‬
‫المنظمات االغاثية ذات الصلة الواضحة بأجهزة المخابرات العربية‪.‬‬
‫اجتمع مجلس الجامعة العربية لمناقشة المشكلة في أوت ‪ 5112‬و دعا مجلس األمن‬
‫والمجتمع الدولي إلتاحة فرصة زمنية مناسبة للحكومة السودانية‪ ،‬وحتى تتمكن من تنفيذ تعهداتها‬
‫بالسعي لحل الصراع في دارفور‪،‬فجامعة الدول العربية حققت نجاحا ملحوظا فقد استطاعت ان‬
‫تفتح االنظمة العربية بضرورة ماندتها للوقوف ضد الهجمة األمريكية الصهيونية المسؤولة‪ ،‬والجدير‬
‫بالمالحظة أن الرأي العام العربي قد توحد مع حكوماته في هذه الرؤية‪ ،‬وظهر الموقف جليا في‬
‫القمة العربية التي عقدت في القاهرة في سنة ‪6004‬م من خالل دعم الحكومة السودانية ومدها‬
‫بالوسائل اللوجيستية و الح اررة الدبلوماسي لمساعدتها الجتياز الواقع‪ ،‬كما نجد هناك استقطاب‬

‫(‪)1‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير غني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.051‬‬


‫(‪)2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكالت دارفور أصول األزمة تداعيات المجكمة الجنائية الدولية ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.512‬‬

‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫االنتماء االسالمي‪ .‬الغالب في المنطقة العربية وايران‪ ،‬وذلك بحراك نشط لدى اتحاد علماء‬
‫(‪)1‬‬
‫المسلمين‪ ،‬والهيئة االسالمية العالمية للدعوة واالغاثة‪ ،‬وغيرهامن المنظمات االسالمية‪.‬‬
‫االتجاه العربي االسالمي الموالي لموقف الحكومة السودانية في الشهادات الشفوية التي‬
‫ادلى بها بعض العلماء الدين من خالل زيارتهم القليم دارفور بدعوة من الحكومة السودانية‪.‬‬
‫واتخذ اهتمام جامعة الدول العربية بشأن الصراع أشكاال ومستويات مختلفة‪ ،‬فقد ارسلت خالل‬
‫فترة من ‪ 62‬أفريل إلى ‪ 51‬ماي ‪ 6004‬بعثة لتفضي الحقائق‪ ،‬ووقفت هذه البعثة على خطورة‬
‫(‪)2‬‬
‫األوضاع االنسانية في معسكرات النازحين في االقليم ومعسكرات الالجئين في الشاد‪.‬‬
‫ولم يمنع الجامعة من النشاط في سبيل تجنب السودان احتمال تعرضها الى عقوبات‬
‫اقتصادية وذلك من خالل ارسال قوات تشارك قوات االتحاد االفريقي‪ ،‬واكدت في ردها على القرار‬
‫‪ 5112‬على لسان مندوبها في االمم المتحدة يحي المحماني وقارئ موضوع الصراع في اقليم‬
‫(‪)3‬‬
‫دارفور ‪،‬لم يكن يستدعي اصدار قرار يهدد بفرض عقوبات على السودان‪.‬‬
‫طالبت الدول العربية بعقد مؤتمر دولي تشرف عليه الجامعة العربية باليقين مع االتحاد‬
‫اإلفريقي واالمم المتحدة يتضمن الوضع خارطة طريق وجدول زمني لتسوية االزمة‪ ،‬مع اعطاء‬
‫أولوية للتسوية السلمية‪،‬و بحث وزراء الخارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية‪ ،‬في النصف‬
‫األول من اوت ‪ ،5112‬الوضع في دارفور‪ ،‬و شكلت الجامعة لجنة لمساندة السودان على‬
‫(‪)4‬‬
‫المستوى الدولي برئاسة تونس و عضوية مصر و موريتانيا‪ ،‬الجزائر و السودان‪.‬‬
‫فاثنى السودان على موقف الدول العربية الرافض ألي تلويح بتدخل عسكري في السودان‬
‫أو فرض عقوبات عليه‪ ،‬و دعا الدول العربية و المنظمات الدولية و األمم المتحدة لتقديم الدعم‬
‫المالي و الصحي و اللوجستي للمتضررين في دارفور‪ ،‬و من جانبه قرر مجلس وزراء الخارجية‬

‫(‪)1‬جالل رأفت وآخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.521-522‬‬


‫(‪)2‬زكي البحيري‪ ،‬مشكالت درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.604‬‬
‫(‪)3‬محمود ممداني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫(‪)4‬امين مشاقية‪ ،‬الطيب مير غني ابكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.051‬‬
‫‪017‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫العرب تقديم الدعم الممكن الستعادة األمن و االستقرار في االقليم مع دعوة المنظمات األهلية‬
‫العربية لتقديم المساعدات له‪ ،‬فكانت الشخصيات العربية و االسالمية التي زارت دارفور تتمثل‬
‫في وزير الخارجية المصري‪ ،‬و األمين العام لجامعة الدول العربية‪ ،‬و رئيس اتحاد األطباء العرب‬
‫و رئيس اتحاد المحامين العرب‪ ،‬و اخرون من مديري المنظمات و الجمعيات‪ ،‬و تأتي أهمية‬
‫(‪)1‬‬
‫الدور العربي النه الوسيط الوحيد المقبول عند الطرفين‪.‬‬
‫فلم تعد تسوية النزاعات و الصراعات مطلبا عالميا فحسب‪ ،‬بل صارت مطلبا عربيا بحكم‬
‫تفاقم النزاعات داخل المنطقة العربية‪ ،‬او على أطرافها‪ ،‬و استمرار النزاعات و اطالة أمرها‪ ،‬هي‬
‫تهديد النظام الغربي الشامل في كافة مقاوماته الدفاعية و االقتصادية و الثقافية و االجتماعية‬
‫(‪)2‬‬
‫والسياسية‪.‬‬
‫ان الجهود االقليمية لم تملك رؤية استراتيجية ازاء ادراك حجم المهددات المترتبة على وجود‬
‫صراع ملح في دارفور و التأثيرات السلبية التساعه‪ ،‬و تم حصر في اطار محاولة مساندة الدولة‬
‫الوطنية في السودان خشية التفتت‪ ،‬او ذلك من دون التعامل مع المعطيات التي فجرت الصراع‬
‫المسلح بشكل موازي‪ ،‬فتأخر التفاعل مع الحركات المسلحة‪ ،‬و اصبحت االطراف الدولية العبا‬
‫اساسيا في التحكم في الصراع‪ ،‬و كانت ردات الفعل العربية موسمية‪ ،‬خاصة لقرارت مجلس‬
‫االمن المتتالية‪ ،‬و كانت القمم تنعقد قبيل أو عقبى صدور ق اررات دولية‪ ،‬واللجان التي تقررها‬
‫(‪)3‬‬
‫غير ناجحة‬
‫فوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في ختام االجتماع الطارئ لوزراء الخارجية‬
‫العرب بأن الحكومة تسعى إلعادة االوضاع لطبيعتها في هذا االقليم‪ ،‬و تعني ان األرقام التي‬
‫تحدثت عن سقوط ما بين ‪ 11‬الى ‪ 21‬الف قتيل‪ ،‬مشي ار الى ان عدد القتلى‪ ،‬أقل من ذلك توجهت‬

‫(‪)1‬محمود ممداني‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.051‬‬


‫(‪)2‬عدنان السيد حسين‪ ،‬العرب في دائرة النزاعات الدولية‪ ،‬مطبعة سيكو‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت ‪ ،5110،‬ص‪.019‬‬
‫(‪ )3‬سمير حسني‪ ،‬زيد الصبيان‪" ،‬اتفاق دارفور و دور الجامعة العربية"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مركز األهرام‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫عدد‪( ،012‬جويلية‪ ،)5111‬ص‪.021‬‬
‫‪018‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الطائرات العربية الى دارفور محملة بالمواد الغذائية واالفرشة‪ ،‬المالبس‪ ،‬و االدوية للمساهمة في‬
‫انقاذ الموقف المتدهور و قام اتحاد االطباء العرب بتقديم المساعدات االغاثية بتجهيز الخيام‬
‫واألماكن االيواء و استقبال الالجئين و المشردين‪ ،‬و ارسل فريقا من االطباء بمشاركة جامعة‬
‫الدول العربية‪ ،‬و قد مثل االتحادات و المؤتمرات العربية على رأسه ممثلو اتحاد المحامين العرب‬
‫بزيارة للسودان للوقوف على حقيقية االوضاع في االقليم منتصف اوت ‪5112‬م أو تأكد الوفد من‬
‫عدم وجود مما سمي بالتطهير العرقي و االغتصاب الجماعي للنساء في دارفور كما ادعت‬
‫(‪)1‬‬
‫الدوائر الغربية‬
‫وزار الخرطوم وفد من االتحاد العالمي لعلماء المسلمين على راسهم الداعية الكبير الدكتور‬
‫يوسف القرضاوي الذي شدد على ضرورة توعية سكان دارفور بااللتزام بأصول دينهم‪ ،‬تابعت‬
‫جامعة الدول العربية تطورات الصراع و اوفدت في ماي ‪5112‬م‪ ،‬بعثة خاصة لدراسة الحقائق‬
‫في دارفور و قدمت تقريرها الى مجلس الجامعة في أوت ‪ 5112‬و قرر المجلس في نهاية‬
‫المشاورات تقديم الدعم الكامل لالتحاد االفريقي لجهوده في حل الصراع‪ ،‬مع توفير االموال‬
‫(‪)2‬‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫أما التعامل مع االزمة االنسانية في دارفور قد واجه مشكالت متعلقة بتوظيفها على الصعيد‬
‫الدولي فاهمل العرب الشق االنساني‪ ،‬و اعتبرها من ذرائع الغرب‪،‬و غياب المنظمات للتعامل مع‬
‫ما يجري في دارفور‪،‬وقدنتج هذا الوضع غيابا عربيا واضحا في مساندة السكان بدارفور‪ ،‬و كان‬
‫له انعكاس سلبي في امرين ادانة الموقف االخالقي العربي على الصعيد الدارفوري و الدولي‬
‫واعتبار ان غياب تعبير عن دعم عربي للحكومة في تجاوزاتها ناتجا عن ضعف خبرات وقدرات‬
‫(‪)3‬‬
‫هذه المنظمات في التعامل مع اوضاع معقدة في مناطق الصراع المسلح‪.‬‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة درفور أص ول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص‪. 502 ،501‬‬
‫(‪)2‬سرحان عالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪152‬‬
‫(‪)3‬عاشور محمد مهدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪019‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-2-2‬دور االتحاد االفريقي في حل الصراع في اقليم دارفور‪:‬‬


‫لقد عمل االتحا د االفريقي منذ البداية على افرقة الصراع‪ ،‬و حصره في نطاقها االقليمي‪،‬‬
‫وعدم تدويلها‪ ،‬فمن الجانب السياسي و الدبلوماسي اعطى االولوية الى الحل السلمي‪ ،‬و السعي‬
‫الى ايجاد حل نهائي للصراع من دون التفريط بوحدة السودان‪ ،‬حيث كان له دور كبير في رعاية‬
‫(‪)1‬‬
‫المفاوضات الى جانب بعض الدول المجاورة للسودان‪.‬‬
‫اما من الجانب االنساني‪ ،‬فوصف االتحاد االفريقي ما يحدث في اقليم دارفور بأنه صراع‬
‫انساني‪ ،‬و بذل جهدا كبي ار للحد من تفاقمها‪ ،‬رغم حداثة نشأته‪ ،‬و ذلك من خالل متابعة‬
‫المفاوضات التي تجري حول صراع في دارفور‪ ،‬برعاية بعض الدول االفريقية التي في مقدمتها‬
‫تشاد‪،‬اال انه لم يرغب في التدخل في بادئ االمر حتى تأزم الوضع‪ ،‬و بدأ االتحاد االفريقي يستعد‬
‫لخوض اولى تجاربه في فض النزاعات االفريقية‪ ،‬و الدراك دوره في تعامله مع الصراع بكل‬
‫خصوصياته‪ ،‬يجب التطرق الى االجراءات التي اقدم عليها‪ ،‬و التي تتمثل في رعاية المفاوضات‬
‫(‪)2‬‬
‫و ارسال بعثة الى االقليم و المشاركة مع القوات االممية‪.‬‬
‫لقد لعب االتحاد االفريقي دو ار كبي ار في خلق مناخ للتفاوض ما بين الحركات المسلحة و‬
‫الحكومة السودانية‪ ،‬التي اجرت المحادثات و المفاوضات‪ ،‬ألول مرة مع حاملي السالح‪ ،‬في‬
‫مدينة ابشي الحدودية التشادية في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،5111‬و بعده مباشرة أقيمت محادثات عامة‬
‫بمدينة انجمينا بالتشاد‪ ،‬و قد شكل تدخل االتحاد االفريقي في الصراع الدارفوري‪ ،‬تحوال هاما في‬
‫سياسة االتحاد التي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول االعضاء‪ ،‬و الذي اقتصر‬

‫(‪)1‬األمين محمد النحاس عباس‪" ،‬أزمة دارفور بدايتها وتطورها"‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت‪ ، ،‬العدد‪( ،105‬فيفري‪ ،)5112‬ص‪.91‬‬
‫(‪)2‬عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.051-095‬‬

‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السماح بالتدخل على حاالت جرائم الحرب و االبادة الجماعيةو قد جاء تدخله في دارفور لمحاولة‬
‫(‪)1‬‬
‫منع أي تدخل خارجي في شؤون القارة ودول االعضاء‬
‫لقد قام االتحاد االفريقي بجهد واضح لمحاولة انهاء الصراع في اقليم دارفور‪ ،‬و الحيلولة‬
‫دون فرض عقوبات اقتصادية او سياسية على السودان‪ ،‬و لمنع أي تدخالت دولية في األزمة‬
‫ولمعالجة النتائج التي ترتبت عن الصراع و في مقدمتها مشكلة الالجئين الذين تضاعفت أعدادهم‬
‫في الدول المجاورة للسودان‪ ،‬حتى أعلنت هذه الدول عجزها عن سد متطلباتهم‪ ،‬او توفير المأوى‬
‫او الغذاء او العالج الضروري لهم‪ ،‬وقد دعى االتحاد االفريقي الدول االفريقية للمساهمة الفعالة‬
‫الكفيلة بسد العجز الواضح في الجهود المبذولة العانة هؤالء المهاجرين‪ ،‬و للمساهمة في اعادة‬
‫توطينهم‪ ،‬و رجوعهم الى أوطانهم االصلية لمباشرة حياتهم كمواطنين عاديين‪ ،‬وعلى الحكومة‬
‫السودانية اصدار عفو شامل عن جميع الذين اشتركوا في أحداث دارفور و طلبوها باتخاذ‬
‫(‪)2‬‬
‫االجراءات الكفيلة بجمع االسلحة من جميع افراد المجتمع في دارفور و منع تداولها‪.‬‬
‫توجيه عناية خاصة لالقاليم المهمشة و مضاعفة الجهود لالصالح و التنمية فيها لتيسير‬
‫الحياة لسكانها و لربطهم بالحكومة المركزية في الخرطوم‪ ،‬و تقوية انتمائهم القومي بدال من‬
‫(‪)3‬‬
‫االنتماءات القبلية و العرقية‬
‫على الرغم من ان االتحاد االفريقي لم يكن قد بلور بعد موقفا محددا بخصوص الصراع في‬
‫المراحل األولى من تطوره أواخر عام ‪5111‬م‪ ،‬اال انه اصبح موجودا في المباحثات االولية التي‬
‫جرت في أوائل ‪5112‬م‪ ،‬في العاصمة التشادية‪ ،‬انجامينا‪ ،‬و كان الف عمر كونارى رئيس مجلس‬
‫السلم و االمن التابع لالتحاد االفريقي متواجد في المباحثاتوطرح االتحاد االفريقي موضوع ارسال‬
‫قوات لحماية مراقبي وقف اطالق النار في دارفور‪ ،‬ووافقت الحكومة السودانية على ذلك بعد‬

‫(‪ )1‬ليلى انقوال الرحباني‪ ،‬التدخل الدولي مفهوم في طور التبدل‪ ،‬منشورات حلى الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،5100 ،‬ص‪.029‬‬
‫(‪)2‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.959‬‬
‫(‪)3‬الهاشمي كمرشو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪000‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تردد‪ ،‬فخلقت مناخ التفاوض‪ ،‬ما بين الحركات المسلحة و الحكومة السودانية‪ ،‬التي اجرت‬
‫(‪)1‬‬
‫المحادثات‪ ،‬والمفاوضات ألول مرة مع حاملي السالح‪.‬‬
‫‪-1-2-2‬اتفاق ابشي ‪ 03‬سبتمبر ‪:2003‬‬
‫حدثت هذه االتفاقية في مدينة ابشي الحدودية التشادية في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 5111‬و كانت بين‬
‫الحكومة السودانية و الحركات المسلحة في دارفور‪ ،‬و كانت األمر األول في التعامل فيما بينهما‬
‫‪ ،‬فبعد ان ادركت الحكومة السودانية أن توالي األحداث بدأ ينذر بخروج األوضاع عن السيطرة‪،‬‬
‫اتجه النظام لالنقاذ في الخرطوم على االعتراف بوجود طابع سياسي للصراع في محاولة الحتوائها‬
‫قبل أن تستفحل‪ ،‬خاصة ان المفاوضات التي كانت تجرى مع الحركة الشعبية في نقاش أنذاك‬
‫(‪)2‬‬
‫كانت تمثل األولية األولى للنظام‪.‬‬
‫تم ترتيب اتفاق ابشي من خالل واسطة الرئيس التشادي ادريس ديبي‪ ،‬الذي كان ينتمي‬
‫الى قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها عدد كبير من المتمردين مما جعله يعاني حرجا كبيرا‪ ،‬و قد‬
‫حاول الخروج من هذا المأزق من خالل جهود الوساطة مستخدما صالته الشخصية مع زعماء‬
‫الزغاوة و نجح في عقد اجتماعات مشتركة بين حكومة الخرطوم و المجموعة المتمردة في مجموعة‬
‫ابشي‪ ،‬و توصل هذا االجتماع الى عقد اتفاقية وقف اطالق النار في سبتمبر ‪ ،5111‬و مدت‬
‫فترة سريانة وجمع سالح من ايدي األطراف المتصارعة‪ ،‬ومواصلة برامج التنمية‪ ،‬واستعادت كل‬
‫(‪)3‬‬
‫من حمل السالح في مؤسسات المجتمع‪.‬‬
‫و الواقع ان الذين وقعوا على اتفاق ابشي من المتمردين سرعان ما تراجعوا عما اتفقوا عليه‬
‫و لم يكتفوا بذلك بل عادوا لالعتداء على الجيش الحكومي و قتلوا حوالي ‪ 111‬من قواته‪ ،‬و في‬
‫الوقت نفسه قتلت قوات الحكومة ‪ 012‬شخص من المتمردين حسبما ذكر عبد الواحد محمد نور‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.505‬‬
‫(‪)2‬عبده مختار موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.051-095‬‬
‫(‪)3‬فتحي دياب سبيتان‪ ،‬قضايا عالمية معاصرة‪ ،‬الجنادرية‪ ،‬األردن ‪،‬عمان ‪(،‬د‪.‬ت)‪،‬ص ‪.511‬‬

‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫زعيم حركة تحرير السودان في دارفور‪ ،‬و ذكر المتمردون ان القوات الحكومية قذفت مناطق شرق‬
‫جبل مرة بطائرات و مدفعيات ثقيلة مما ادى الى لجوء السكان و تنقلهم الى التشاد اوائل عام‬
‫‪ ،5112‬و قد اعلنت المفوضية العليا لشؤون الالجئين التابعة لألممالمتحدة‪ ،‬ان عدد هؤالء‬
‫الالجئين خالل شهري فيفري و مارس ‪ 5112‬قد بلغ نحو ‪ 0211‬الجئ‪ ،‬و قد كان أهم بنود‬
‫اتفاق ابشي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يدخل وقت اطالق النار حيز التنفيذ بتاريخ ‪ 11‬ديسمبر ‪5111‬م على الساعة السادسة بتوقيت‬
‫السودان‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد موقع تجمع القوات و اطالق سراح أسرى المعتقلين‪.‬‬
‫‪-‬انسحاب المجموعات المسلحة متزامنا مع تجمع القوات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-‬تكوين لجنة ثالثية‪.‬‬
‫و كان من المفترض ان يتم هذا في األيام الخمسة عشر األولى من التوقيع على االتفاقية‪،‬‬
‫و في اليوم الخامس عشر من وقف اطالق النار يتم انجاز الجدول الزمني المكمل ألعمال الفترة‬
‫المتبقية حتى ‪ 22‬يوما‪ ،‬ففي أي خلل يقوم الطرف الثالث و هو الحكومة التشاديةبمهمة التوقيف‬
‫(‪)2‬‬
‫بين الطرفين‬
‫‪-2-2-2‬اتفاقية ابشي الثانية‪ :‬بدأ هذا اللقاء استكماال إلحدى نقاط اتفاق ابشي األولى‪ ،‬و‬
‫ظهر الحديث فيه عن ضرورة وجود مالحق التفاقية ابشي األولى‪ ،‬و طرحت الحركات المطالبة‬
‫خارج االتفاق السابق‪ ،‬شملت بروتوكوالت لحماية المدنيين و آخر لإلغاثة و الحماية الدولية‪ ،‬و‬
‫المراقبة و تجريد الميليشيات من السالح‪ ،‬مع مالحظة حركة العدل و المساواة هي التي تتحدث‬
‫(‪)3‬‬
‫بينما حركة تحرير السودان غائبة‪ ،‬انعقدت في ‪ 51‬اكتوبر حتى نوفمبر ‪5111‬م و جاء فيها‪:‬‬

‫(‪)1‬زهرة بوسراج‪" ،‬التدخل اإلنساني في مجلس السلم واألمن اإلفريقي في أزمة دارفور"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد‪ ،9‬الجزائر‪ ،‬عنابة‪(،‬د‪.‬ت)‬
‫‪ ،‬ص‪.019‬‬
‫(‪)2‬جالل رأفت و آخرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.011 -025‬‬
‫(‪ )3‬موسى إبراهيم‪ ،‬قضايا عربية معاصرة ‪ ،‬دار المنهل‪،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تجديد الثقة في اللجنة الثالثية و تعزيز ما بين األطراف الثالثة و مراقبة تنفيذ هذا البيان‬
‫مضمونا ميدانيا‪،‬تأمين الطرقات حرية تنقل االفراد و الممتلكات‪.‬‬
‫‪ -‬السماح للمنظمات اإلنسانية الوطنية و الدولية للدخول للمناطق التي تأثرت بالحرب و في‬
‫حالة وقوع الخالف او عدم احترام نصوص هذا البيان من قبل احد الطرفية يقوم الطرف‬
‫(‪)1‬‬
‫االخر للجوء الى الوسيط التشادي‪ .‬و التزام الطرفين بالتقيد التام بما ورد في البيان‬
‫‪-3-2-2‬اتفاقية انجامينا في افريل ‪:2004‬‬
‫الثامن افريل عام ‪ 5112‬م تقرر عقد مفاوضات بين الحكومة السودانية و متمردي دارفور‬
‫في العاصمة التشاديةانجامينا تحت وساطة الرئيس التشادي ادريس ديبي بحضور مراقبين من‬
‫التحاد االفريقي‪ ،‬واالتحاد االوروبي‪ ،‬والواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬و قدم الطرفان المتفاوضان‬
‫مقترحاتهما‪ ،‬ث م االتحاد االفريقي اقتراحا بشأن الية مراقبة وقف اطالق النار‪ ،‬الذي تم اق ارره من‬
‫قبل االتفاق الذي عقد بين الجانبين‪ ،‬و كانت أهم بنوده‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-‬نشر قوة االتحاد االفريقي مؤلفة من حوالي ‪ 111‬جندي في دارفور‪.‬‬
‫‪-‬تشكيل لجنة من ممثلي أطراف النزاع و مشاركة الرئيس التشادي و حضور مراقبين افارقة من‬
‫نيجيريا غانا و السنغال‪ ،‬و الجزائر و موزمبيق مع اشتراك ممثلين لالتحاد االوروبي و الواليات‬
‫المتحدة في فريق التحقيق في احداث دارفور‪.‬‬
‫‪-‬تشكيل لجنة سياسية من اثنين كل من حكومة سودانية‪ ،‬و من حركتي التمرد‪ ،‬العدل و المساواة‬
‫و تحرير السودان و االتحاد االفريقي‪ ،‬و االتحاد االوروبي‪ ،‬و الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬يكون‬
‫مقرها العاصمة التشادية انجامينا لمتابعة تطور الموقف‪.‬‬

‫(‪ )1‬هاني رسالن‪" ،‬ازمة دارفور جهود التسويه بين تعدد االدوار و الحدود الفاعلة" ‪ ،‬السلسلة اإلستراتيجية ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬األهرام‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬العدد ‪( ،21‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ص ‪.05-00‬‬
‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب ميرغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.051‬‬

‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-‬تأسيس مقر لرئاسة مفوضية األمم المتحدة لوقف اطالق النار في مدينة الفاشر‪.‬‬
‫‪-‬دعوة االطراف الدولية و االقليمية االخرى للمشاركة في تمويل عملية نشر قوات المراقبة‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولية‬
‫و قد أدى هذا اإلتفاق إلى تهدئة األمور‪ ،‬و بدأت الحكومة السودانية في تنفيذ مبادرة للسلم‬
‫والتعايش االجتماعي لطمأنينة سكان دارفور‪ ،‬و تقديم المساعدات االنسانية لهم‪ ،‬و من جانبها‬
‫قررت االمم المتحدة ارسال بعثة إنسانية رفيعة المستوى لإلقليم للوقوف على حقيقة االوضاع‬
‫(‪)2‬‬
‫هناك‪.‬‬
‫و يمكن القول أن مفاوضات انجامينا الثانية قد مثلت قطيعة مع الجهود السابقة‪ ،‬حيث‬
‫اصبحت الوساطة التشادية أقرب الى الدور الذي تلعبه كينيا تحت مظلة ايجاد في رعاية مفاوضات‬
‫السالم في جنوب السودان‪ ،‬و اصبح هيكل المفاوضات يشمل على مشراقين من االتحاد االفرريقي‬
‫و االتحاد االوروبي و الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬كما شاركت فيها حركة العدالة و المساواة التي‬
‫لم تشارك في اتفاقية ابشي و التي كانت تصر في السابق على اعطاء االولوية لمناقشة الطالب‬
‫السياسية قبل القضايا االنسانية‪ ،‬على عكس موقف حركة تحرير السودان التي كانت تسعى الى‬
‫تناغم مع مواقف داعميها الدوليين‪ ،‬كما تجدر االشارة ايضا ان انجامينا لم تبدا حيث تعثرت‬
‫المفاوضات السابقةو تناولت أجندة جديدة‪ ،‬اصبحت االولوية فيها لحل القضايا االنسانية‪ ،‬طبقا‬
‫(‪)3‬‬
‫الولوية المجتمع الدولي و هكذا بدأت خطوة جديدة في تدويل قضية دارفور‬
‫‪-4-2-2‬اديسا بابا‪:‬‬
‫دعى االتحاد االفريقي الى جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السودانية و الجماعات‬
‫المعارضة في ‪ 02‬جوان ‪ 5112‬م العاصمة االثيوبية اديسا بابا لحل ازمة في اقليم دارفور‪ ،‬اال‬

‫(‪)1‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 011 ،021‬‬
‫(‪)2‬أحمد إبراهيم محمود‪" ،‬المسألة األمنية في مفاوضات دارفور"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مركز األهرام‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد‪012‬‬
‫(جويلية‪ ،)5111‬ص ‪.025‬‬
‫(‪)3‬فتحي دياب سبتيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪. 519-511‬‬
‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أن هذه الجولة تعرضت لمشكالت عديدة حتى قبل انعقادها‪ ،‬الحكومة وافقت بينما جماعات‬
‫المعارضة قطعت المفاوضات حجة ضم عدد كبير من ميليشيات الجنجويد و تقديم قادتها‬
‫للمحاكمة‪.‬‬
‫و جاء فيها ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تفكيك و نزع السالح من ميليشيات الجنجويد و تقديم قادتها للمحاكمة‪.‬‬
‫‪-‬انسياب مواد االغاثة على النازحين و الالجئين‪.‬‬
‫‪-‬اجراء تحقيق دولي ونزيه للنظر في كافة الجرائم‪.‬‬
‫‪-‬اختيار مكان مناسب الجراء المفاوضات يتفق عليه الطرفين‪.‬‬
‫‪ -‬اجراء مفاوضات سياسية تتم بحضور و اشراف المجتمع الدولي فقد قامت بتكرير نفس المطالب‬
‫التي سبق طرحها قبل انعقاد المفاوضات‪ ،‬و افصح رئيس وفق حركة العدل و المسواة عن راي‬
‫سلبي بجهود االتحاد االفريقي‪ ،‬و انتهت المفاوضات بعد يومين من االنعقاد‪ ،‬انسحاب وفدي‬
‫(‪)1‬‬
‫التمرد‪ ،‬دون الوصول الى نتائج محددة‬
‫مفاوضات أبوجا االولى في ‪ 51‬اوت الى سبتمبر ‪ 5112‬في العاصمة النيجيرية بزعامة‬
‫االتحاد االفريقي و الحكومة السودانية و حركة تحرير السودان المتمردة‪ ،‬و اقتصت بالقضايا من‬
‫بينها االتفاق على تقاسم السلطة و الثروة ووقف اطالق النار‪ ،‬و الترتيبات االمنية النهائية‪ ،‬فضال‬
‫عن سبل الحوار الدارفوري و التشاور فيما يخص القضايا الرئيسية‪ ،‬و القضايا األمنية و االنسانية‪،‬‬
‫و الموافقة على زيادة حجم قوات االتحاد االفريقي‪ ،‬لكن لالسف فقد رفض التوقيع على االتفاق‬
‫(‪)2‬‬
‫من وفود التمرد و جاء االتفاق بعد اكثر من سنتين من المفاوضات الشاقة‬

‫(‪ )1‬هاني رسالن‪ "،‬أزمة دارفور و االنتقال الى التدويل"‪ ،‬مجلة السياسية الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪ (،029‬اكتوبر ‪)5112‬‬
‫ص ‪.515‬‬
‫(‪)2‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.951‬‬
‫‪001‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثم عقدت جولة جديدة من مفاوضات ابوجا اواخر شهر اكتوبر حيث طرح االتحاد االفريقي‬
‫اقتراحات لالستفادة من تجربة مفاوضات نيفاشا في كينيا و بين الحكومة السودانية و الحركة‬
‫الشعبية لتحرير السودان في الجنوب‪ ،‬و هي التجربة التي تمخضت عن مفاوضات مثمرة للطرفين‬
‫و لقد شملت المفاوضات في أبوجا حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة‪ ،‬اذن ان‬
‫الحكومة رغبت في الجلوس مع جمع االطراف لحسم الوضع دفعة واحدة‪ ،‬اال انها فشلت في‬
‫(‪)1‬‬
‫المرحلة األولى‬
‫و أهم ما جاء فيها‪:‬‬
‫‪-‬بروتوكوالت االنساني و االمني‪ :‬تركز اهم بنودها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين الوضع االنساني في اقليم دارفور‪ ،‬و تعزيز الوضع األمني فيه‪.‬‬
‫‪ -‬منع طيران الحكومة المعادي فوق اقليم دارفور‬
‫‪ -‬على الجانبين أن يجددا اماكن و جود قواتهما المراقبة وفق اطالق النار‬
‫‪ -‬نزع اسلحة الجنجويد‬
‫مشروع اعالن المبادئ السياسية‪ :‬بحسب تصريحات المبادرة عن فريق الوساطة في هذه المحادثات‬
‫وافقت الحكومة على المشروع بعد تعديل صياغته دون أن تعترضعلى اي بند من بنوده‪.‬‬
‫االلتزام بالتنفيذ البروتوكولي تحسين الوضع االنساني و تعزيز الوضع األمني في اقليم دارفور‬
‫‪ -‬للتاكيد على ان المواطنة هي اساس الحقوق و الواجبات بما في ذلك حرية التعبير‬
‫والعقيدة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار النظام يفيد والي الحكم امر اساسي لضمان مشاركة محلية وفعلية منصفة للسودان‬
‫(‪(2‬‬
‫لضمان فعالية تعويض السلطة في اقليم دارفور‪.‬‬

‫(‪)1‬سرحان غالم‪ ،‬عباس حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫(‪ ) 2‬زهرة بوسراج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.015‬‬
‫‪007‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬للالجئين و النازحين الحق غير قابل للتصرف في العودة الى اماكنهم االصلية و لهذا‬
‫الغرض يجب تهيئة البيئة المواتية و تقديم المساعدة الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬ان تعزيز المصالحة و استعادة التعايش السلمي التقليدي على اساس مبدأ االحترام‬
‫(‪)1‬‬
‫المتبادل و االلتزام بتفادي حوادث انتقامات مستقلية‬
‫وقد اهتم االتحاد االفريقي منذ البداية بما يجري في اقليم دارفور‪ ،‬ففي بادئ االمر اهتم بمتابعة‬
‫المفاوضات التي تجري حول دارفور دون التدخل‪ ،‬بعدها تدخل في الصراع‪ ،‬ولعب دو ار في‬
‫حله‪،‬لكنه كان يشكو من ضعف التمويل وقلة الجنود‪ ،‬رغم الجهود المبذولة من طرف الحكومة‬
‫السودانية‪ ،‬لكي يستمر االتحاد في حل المشكلة في االطار االقليمي‪ ،‬وكل ذلك لتجنب نقل المهمة‬
‫للقوات االممية التي تخشاها الحكومة السودانية لكونها تحمل أجندة جفية وانها خطرة على المجتمع‬
‫(‪)2‬‬
‫السوداني‪.‬‬
‫وهكذا دخل االتحاد االفريقي بثقله في مشكلة دافور سواء عن طريق‪ ،‬تنبيه لمفاوضات‬
‫اسالم في زدتانا او في اديس ابابا او في ايوجا او عن طريق عقد مؤتمرات القمة االفريقية المعفرة‬
‫في طرابلس وغيرها‪ ،‬او في تصديه للقيام بتشكيل قوة عسكرية تابعة له لمراقبة وقف اطالق النار‬
‫(‪)3‬‬
‫في االقليم‪.‬‬
‫وحرصت اتفاقيات االتحاد االفريقي على احتواء الصراع في االقليم ‪ ،‬كي ال تفلت من السيطرة‬
‫وتنتشر الى ما حولها‪ ،‬وبخاصة ان البيئة االفريقية ‪ ،‬والجاهزية الستقبال وتصدير النزاعات البيئية‬
‫(‪)4‬‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫(‪)1‬زهرة بوسراج‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪.001-015‬‬


‫(‪)2‬بدر حسن شافعي‪ "،‬أزمة دارفور بين االفرقة والتدويل"‪ ،‬السياسية الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬العدد ‪ (،524‬افريل ‪ ،)6002‬ص‬
‫ص ‪.515 ،510‬‬
‫(‪ )3‬بدر حسين الشافعي‪ "،‬تطبيع العالقات السودانية لماذا اآلن؟" ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مؤسسة األهرام‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،20‬العدد‪(،011‬جانفي ‪ ،)5111‬ص‪.501‬‬
‫(‪)4‬زكي البحيري‪ ،‬مشكلة دارفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.011-021‬‬

‫‪008‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-3-2‬دورهيية االمم المتحدة في حل الصراع في اقليم دارفور‪:‬‬


‫كان مجلس األمن مؤيدا و داعما لدور االتحاد االفريقي و تمسك هذا األخير بالشرعية في‬
‫معالجتها‪ ،‬اال انه بعد تصاعد أحداث باإلقليم التي أدت إلى ظهور عدة افراد فاعلة في الصراع‪،‬‬
‫و تصوير‬ ‫فبدا تدفق المنظمات الطوعية ووكاالت االعالم قصد تقديم المساعدة اإلنسانية‬
‫مشهد باإلقليم للعالم بأنه يشكل كارثة انسانية‪ ،‬و كان هذا بالموازاة مع زيارة الوفود الدولية لالتحاد‬
‫االوروبي و االمم المتحدة و الواليات المتحدة االمريكية الذين كانوا يطلقون تصريحات بشأن ما‬
‫(‪)1‬‬
‫يحدث في االقليم‪.‬‬
‫و نتيجة للضغط الدولي المكثف‪ ،‬تدخل مجلس األمن بقوة من خالل اصدار عدة ق اررات‬
‫الحتواء األراضي في اقليم دارفور‪ ،‬التي استند عليها من قواعد و نصوص قانونية‪ ،‬في اصدار‬
‫لق اررات أثناء مباشرة مهامه في حل الصراع‪ ،‬يشير فيها الى أن ما يحدث باإلقليم يمثل انتهاكا‬
‫لحقوق االنسان و القانون الدولي االنساني‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫و لقد دخل ميثاق االمم المتحدة لمجلس األمن مسؤولية حفظ السلم و األمن الدوليين‪ ،‬و منحه‬
‫سلطة اتخاذ التدابير الالزمة لردع أية دولة أو طرف يهدد السلم او يخل به‪ ،‬و ذلك بإصدار‬
‫(‪)3‬‬
‫ق اررات ملزمة تحت البند السابع‪.‬‬
‫فالهدف حفظ األمن و السلم الدولي‪ ،‬و اعادت الى نصابه حسب ما نصت عليه المادة ‪ 15‬من‬
‫الميثاق‪ ،‬التي جاء في نصها انه‪ :‬يقرر مجلس األمن اما اذا كان قد وقع تهديد للسلم او االخالل‬

‫(‪)1‬حسين حنفي عمر‪ ،‬التدخل في شؤون الدول بذريعة حماية حقوق االنسان ‪،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،5112 5112 ،‬‬
‫ص‪115‬‬
‫(‪ )2‬أحمد عبد اهلل أبو العال‪ ،‬تطور مجلس األمن في حفظ السلم و األمن الدوليين‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ،5119‬ص‪20‬‬
‫(‪)3‬سعد عبد الرحمان جلل قاسم ‪ ،‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‬
‫)د‪.‬م)‪(،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص‪.529‬‬
‫‪009‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫به او كان ما وقع من اعمال العدوان‪ ،‬يقدم في ذلك توصيات او يقرر ما يجب اتخاذه من تدابير‬
‫(‪)1‬‬
‫طبقا الحكام المادتين ‪ 25،*20‬لحفظ السلم و األمن الدوليين أو إعادت نصابه‪.‬‬
‫بدأ تدويل* الصراع في اقليم دارفور‪ ،‬من خالل دور هيئة األمم المتحدة في حله‪ ،‬وبناءا‬
‫على ذلك صدرت عن مجلس األمن عدة ق اررات متتالية بخصوص قضية دارفور كانت كلها‬
‫تقريبا بمثابة إدانة للحكومة السودانية‪ ،‬و اعتبارها المسؤولة عن األزمة و عن الجرائم التي ارتكبت‬
‫و صفت بأنها ابشع ما ارتكب من جرائم ضد االنسانية*‪.‬‬
‫و قد صدر عن مجلس االمن القرار ‪ 0221‬في ‪ 11‬يوليو ‪ 5112‬الذي استند على الفصل‬
‫السابق من الميثاق الذي يسمح باستخدام القوات المسلحة في التعامل مع االزمة مع مطالبة‬
‫األمين العام لألمم المتحدة هذا القرار باعتبار الوضع في دارفور يشكل تهديدا للسالم و األمن‬
‫(‪)2‬‬
‫الدوليين بتقديم تقرير لمجلس األمن عن تطورات االحداث كل ثالثين يوما‪.‬‬
‫و بدأ التقرير خالل شهرين من ‪ 11‬جويلية ‪ ،5112‬من طرف الممثل السكرتير العام لألمم‬
‫المتحدة في السودان‪ ،‬ليحدد مدى التزام حكومة السودان بقرار مجلس األمن‪ ،‬وفي حالة عدم تنفيذ‬

‫(‪ )1‬حسام احمد محمد هنداوي‪ ،‬حدود سلطات مجلس األمن في ضوء قواعد النظام العالمي الجديد‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،0552‬ص‪92‬‬
‫(‪)2‬شوقي الجمل‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.911-155‬‬
‫التدويل‪ :‬هو تدخل دولة في شأن داخلي لدولة أخرى وذلك لغرض المح افظة على مصالحها الثقافية واإلقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫ينظر أحمد سعيفان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫جرائم ضد اإلنسانية‪ :‬هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين وعن علم بالهجوم‪ ،‬القتل‬
‫العمد‪،‬اإلبادة الجماعية‪ ،‬اإلسترقاق‪ ،‬الحرمان الشديد‪ .‬ينظر عاشور محمد مهدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫المادة ‪ 20‬تشرع انه عندما يعجز مجلس األمن إيجاد حلول سلمية نتيجة تعذر إقناع أحد االطراف أو الطرفين معا على اإلحتكام‬
‫إلى الطرق السلمية فإنه من حق مجلس األمن اللجوء إلى وسائل القسر بما في ذلك إستخدام القوة المسلحة‪ .‬ينظر عالء ابو‬
‫عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.551‬‬
‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الخرطوم لهذه المطال ب فان المجلس يحذر من أنه ينظر في اتخاذ تدابير اخرى ضد الحكومة‬
‫السودانية‪ ،‬و لم يتضمن قرار مجلس األمن فرض عقوبات بترولية على السودان‬
‫(‪)1‬‬

‫و كانت الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬قد قدمت بعد انتهاء مهلة الشهر المحددة للحكومة‬
‫السودانية من مجلس األمن مشروعا لفرض عقوبات ضد السودان في مجال تصدير البترول‬
‫وهي تهدف وراء هذا الى شل قدرة الحكومة السودانية حتى في محاولتها لتحسين أحوال السودان‬
‫بما فيه اقليم دارفور‪ ،‬ذلك ألن البترول الذي يصدره السودان و مقداره وقتها حوالي ‪ 111‬الف‬
‫برميل يوميا يشكل عمودا فقري لميزانية الحكومة‪ ،‬فاذا ما استبعد هذا المورد بدا العجز الشديد في‬
‫(‪)2‬‬
‫ميزانية البالد و استحال عليها اجراء اي اصالح او تقدم‪.‬‬
‫و قام كوفي عنان بزيارة اقليم دارفور في جوان ‪5112‬م ثم زار مدينة الخرطوم و تقابل مع‬
‫مسؤولي الحكومة السودانية حيث صدر بيان مشترك جاء فيه‪:‬‬
‫‪ .0‬تتعهد الحكومة السودانية بإلغاء القيود على العمل االنساني و السماح للطائرات‬
‫والمساعدات االنسانية بالمرور الى دارفور‪.‬‬
‫‪ .5‬التأكيد على ان األفراد و المجموعات المتهمة بانتهاك حقوق االنسان سيواجهون محاكم‬
‫عادلة ‪.‬‬
‫‪ .1‬نشر قوات حكومية بمعسكرات النازحين و في مناطق الهجمات المحتملة ‪.‬‬
‫‪ .2‬التأكيد على عدم وجود أية ميليشيات مسلحة في المناطق المحيطة بمعسكرات النازحين‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .2‬استئناف المحادثات السلمية للوصول الى تسوية شاملة بين اطراف الصراع‬

‫(‪)1‬بدر حسين شافعي‪" ،‬الرؤية االمريكية ألزمة السودان"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مركز االهرام للدراسات االستراتيجية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،)5111( ،‬ص‪. 511‬‬
‫(‪)2‬أمين مشاقبة‪ ،‬الطيب مير عبد الغني أبكر‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‪.521 -521‬‬
‫(‪)3‬زكي البحيري‪،‬مش كلة درفور أصول األزمة تداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪0221 -022‬‬

‫‪010‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التدخل في الحالة السودانية عمل مأمون الجانب ألنه سوف يتم من خالل قوات افريقية‬
‫وتحت مظلة االتحاد االفريقي حيث أن مج لس األمن و السلم االفريقي التابع له يسمح بالتدخل‬
‫لحفظ السلم‪ ،‬و ايقاف جرائم الحرب و جرائم ضد االنسانية‪ ،‬و نجد االشارة هنا الى ان الواليات‬
‫المتحدة قد أقرت منذ عام ‪ 0551‬بالتزاماته اللوجيستية لدعم و تدريب قوات حفظ السالم االفريقية‬
‫(‪)1‬‬
‫و هذا ما حدث في اقليم دارفور‬
‫و تأكيد مجلس األمن قلقه العميق اتجاه صراع اقليم دارفور‪ ،‬و تفشي استعماالت العنف‪.‬‬
‫خصوصا تلك الموجهة للمدنيين خاصة القصر و المرأة‪،‬فأعاد مجلس األمن تأكيده بعد شهر واحد‬
‫من صدور القرار السابق باصدار القرار رقم ‪ 0212‬في ‪ 09‬سبتمبر ‪5112‬م‪.‬واضافت عناصره‬
‫أهمها‪ :‬تسليط اللوم على الحكومة السودانية لعدم وفائها بالتزاماتها الواردة في القرار السابق‬
‫والمتعلقة بالحالة االمنية للسكان المدنيين بدارفور‪ ،‬نزع السالح من ميليشيات الجنجويد‪ ،‬و طالب‬
‫(‪)2‬‬
‫بقرار االمين العام بتشكيل لجة تحقيق دولية الكشف ما جاء في الصراع‬
‫اال ان اهم ما اكد عليه هذا القرار‪ ،‬هو ان الوضع في دارفور ما ازل يشكل تهديدا للسلم‬
‫واألمن الدوليين‪ ،‬و هدد الحكومة السودانية بأنه في حالة عدم امتثالها امتثاال كامال للقرار رقم‬
‫‪ ،0221‬ينظر في اتخاذ تدابير اضافية التي تنص عليها المادة ‪ 20‬من الميثاق‪ ،‬و قد تصل الى‬
‫الحصار االقتصادي‪.‬‬
‫و هكذا صدرت ق اررات مجلس األمن بشأن الصراع في اقليم دارفور تدين ما يجري من انتهاكات‬
‫(‪)3‬‬
‫لحقوق االنسان و القانون الدولي االنساني‪.‬‬

‫(‪)1‬حمدي عبد الرحمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪21‬‬


‫(‪ )2‬هاني رسالن‪ ،‬ازمة دارفور بين األبعاد الداخلية و التصعيد الدولي‪ ،‬مركز البحوث و الدراسات السياسية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة ‪،5112‬‬
‫ص‪002‬‬
‫(‪)3‬هاني رسالن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪022‬‬
‫‪011‬‬
‫نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في حله‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وقد صدر قرار عن مجلس األمن رقم ‪ ،5112‬في ‪ 00‬جويلية ‪6004‬م ‪ ،‬وجاء في ديباجته‬
‫أن المجلس يدين جميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق االنسان‪ ،‬والقانون االنساني الدولي من‬
‫جميع اطرافه‪ ،‬وخاصة الجنجويد‪ ،‬ويشير المجلس أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية الرئيسية‬
‫من احترام حقوق االنسان‪ ،‬مع القيام في الوقت نفسه في الحفاظ على القانون ونظام الحماية‬
‫سكانها الموجودين داخل اقليمها‪ .‬كما أن عليها االلتزام بتعبئة القوات المسلحة السودانية على‬
‫الفور من أجل نزع السالح الجنجويد واعتقال قادتهم وتقديمهم إلى العدالة وطلب األمين العام‬
‫تقديم تقرير في غضون ثالثين يوم‪ ،‬تلبية تقارير دورية كل شهرين بما في ذلك التدابير المنصوص‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها في المادة ‪ 45‬من ميثاق األمم المتحدة‬
‫ثم صدور قرار مجلس األمن رقم ‪ 5124‬في ‪ 51‬سبتمبر ‪ ،6004‬وجاء فيه‪ :‬مطالبة األمن‬
‫العام وعلى وجه السرعة‪ ،‬تشكيل لجنة تحقيق دولية‪ ،‬فيما يتعلق بانتهاك حقوق االنسان والقانون‬
‫الدولي االنساني في دارفور مع زيادة عدد مراقبي االمم المتحدة لحقوق االنسان‪.‬‬
‫واالمر الثاني‪ :‬انطواء القرار على تهديد لحكومة السودان في حال عدم التزامها بهذا القرار والقرار‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 5612‬باتخاذ تدابير اضافية في السودان تنص عليها المادة ‪ 45‬من ميثاق االمم المتحدة‬

‫(‪)1‬امحمد وهيب السيد‪،‬المرجع السابق ص‪.510‬‬


‫(‪)2‬عاشور محمد مهدي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪011‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــة‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل هذه الدراسة والتي تناولنا فيها الصراعات والحروب األهلية في السودان دارفور‬
‫أنموذجا‪ ،‬وربطها بالتدخل اإلقليمي والدولي‪،‬خاصة بعد أحداث ‪ 00‬سبتمبر ‪ 5110‬فقد توصلنا‬
‫إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن السودان يحتل موقع استراتيجي في قلب قارة إفريقيا فإن لدارفور أهمية إستراتيجية‬
‫واقتصادية خاصة‪ ،‬مكنته من أن يصبح محل أنظار بعض القوى اإلقليمية والدولية‪.‬‬
‫‪ ‬ان الصراع في اقليم دارفور يرجع بسبب التنافس على الثروة والسلطة في هذا األساس‪،‬‬
‫وجاء على رأسه الصراع بين المزارعين المستقرين األفارقة‪ ،‬والبدو والرحل العرب‪ ،‬وساهم‬
‫في تأجيج تلك األحداث انتشار السالح‪.‬‬
‫‪ ‬ان دول الجوار تشاد وليبيا بالتحديد لعبت دو ار في تأجيج األحداث وذلك من خالل مد‬
‫القبائل بالسالح‪ ،‬والدعم اللوجيستي ‪.‬أما دور الحكومة السودانية فهو أقرب إلى توجيه اللوم‬
‫من مواقف دولية مسؤولة عن رعاياها ظلت متمسكة بسيادتها‪ ،‬بدون تدارك ألسباب‬
‫األحداث السياسية ومحاولة التغلب عليها وعالجها‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن إعتبار أن الصراع في اقليم دارفور مركب بسبب وجود عدة أبعاد أدت إلى تعقيدها‬
‫من أهمها البعد التاريخي‪ ،‬الذي يمكن تلخيصه في عدم التعامل العقالني مع الحقائق‬
‫الموضوعية والواقعية ليبقى السودان كله في انتظار الحل البعيد‪.‬‬
‫‪ ‬ان الصراع في اقليم دارفور لم تصنعه القوى الخارجية‪ ،‬ولكنها تشغله من أجل مصالحها‪،‬‬
‫وهي ال تتفعل مع القضية من أجل المواطن السوداني في دارفور‪ ،‬بشكل عام والسودان‬
‫بشكل خاص‪،‬كحماية األمن القومي اإلسرائيلي‪ ،‬بتطويق البالد العربية ورغبة منها في‬
‫الحصول على نصيب من مياه نهر النيل وتحويل جزء منها إلى صحراء النقب عبر سناء‪،‬‬
‫والرغبة في إبعاد الضوء عنها في ممارساتها العنصرية ضد الفلسطنيين‪.‬‬
‫‪ ‬باالضافة إلى غياب دول االعالم العربي‪ ،‬لتوضيح الموقف في االقليم بدال من ترويج‬
‫الدول األجنبية لإلشاعات الكاذبة‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــة‬

‫‪ ‬ونظ ار ألن اقليم دارفور له اعتباراته التاريخية والدينية‪ ،‬وله خصائصه السياسية واإلدارية‪،‬‬
‫وله سيماته االجتماعية والثقافية ‪ ،‬فإن التعامل مع الصراع يتطلب بذل المساعي والجهود‬
‫الرامية إلشاعةاألمن واالستقرار في اإلقليم‪ ،‬وفقا لما ورد في لقاءات اإلتحاد اإلفريقي‬
‫وجامعة الدول العربية أواخر عام ‪ 1111‬بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬على المستوى السياسي واإلداري‪ ،‬ان ينتفع االقليم بحكم فيدالي حقيقي تستحب في ظله‬
‫قيادات ذات األجهزة التنفيذية‪ ،‬والتشريعية والقضائية وادارة محلية‪.‬‬
‫‪ -‬على المستوى اإلقتصادي‪ :‬اإلهتمام على البعد والمجال اإلقتصادي في االقليم إنطالقا‬
‫من الدراسة المتأنية لقدرات االقليم االقتصادية ومقوماته‪.‬‬
‫‪ -‬على المستوى اإلجتماعي‪ :‬ضرورة إزالة النزاعات بين القبائل‪،‬واشاعة ثقافة السالم‪ ،‬والسعي‬
‫الحياء الروابط اإلجتماعية‪ ،‬كما أن نظام الحواكير‪ ،‬بحاجة للبحث عن كيفية للتراضي‬
‫عليها‪ ،‬وأبعاد الحكومة من التدخل في األعراف السائدة في المنطقة‪ ،‬ووضع خرائط واضحة‬
‫للحواكير والمسارات والمراعي‪ ،‬والمناطق الزراعية‪.‬‬
‫وأخي ار نجد أن الصراعات الدولية تحولت بعد نهاية الحرب الباردة من حيث طبيعة‬
‫الصراعاتوالفواعل واألطراف المتنازعة‪ ،‬كما تتفاوت مستويات الصراع من حيث الوسائل‬
‫األطرف بسبب‬
‫ا‬ ‫المستخدمة‪ ،‬وقد تنوعت إلى صراعات داخلية كالحروب األهلية في شكلها ودولية‬
‫تشابك المصالح‪ ،‬ما أدى إلى تغير مفهوم األمن‪ ،‬من األمن داخل الدولة إلى األمن االنساني‪،‬‬
‫كما ارتبطت بتغيرات التي عرفها العالم من بينها متغير انتهاك حقوق اإلنسان خاصة بعد أحداث‬
‫‪ 00‬سبتمبر‪ 5110‬م‪ ،‬وعلى جميع المجاالت التي تمس حياة االنسان‪ ،‬ولم يعد التدخل االنساني‬
‫مقيد بالسيادة الوطنية والحدود اإلقليمية‪.‬‬
‫ومن خالل تناولنا بالدراسة إلى الجذور التاريخية للصراع في اقليم دارفور على المستويين‬
‫االقليمي والدولي‪ ،‬فقد اتضح لنا من أول وهلة أن الصراع في اقليم دارفور هو صراع داخلي‬
‫محض و كان من الممكن أن يستمر صراعا محليا لوال تدخل العديد من القوى صاحبة المصالح‬
‫في االقليم‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫الملحق رقم‪10‬‬

‫‪‬‬
‫خريطة توضح الموقع الجغرافي للسودان‬

‫‪ 0 ‬لزهر حسناوي‪ ،‬المرجع السسابق‪ ،‬ص‪.87‬‬


‫‪018‬‬
‫الملحق رقم‪14‬‬

‫‪‬‬
‫خريطة توضح موقع إقليم دارفور‬

‫إقليم دارفور‬

‫‪ 0‬إقليم دارفور‪www.moqatel.net/openshne/behothsiassia2/darfeur/mpou.jp-cvt.htm ،‬‬


‫‪ 11‬مارس ‪،1101‬على الساعة ‪01:11‬‬

‫‪019‬‬
‫الملحق رقم‪10‬‬
‫‪‬‬
‫خريطة توضح حدود إقليم دارفور‬

‫حدود إقليم دارفور‪www.moqatel.net/openshne/behothsiassia2/darfeur/mpou.jp-cvt.htm ،‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 11‬مارس ‪،1101‬على الساعة ‪.01:11‬‬

‫‪011‬‬
‫الملحق رقم‪12‬‬

‫‪‬‬
‫خريطة توضح توزيع القبائل في إقليم دارفور‬

‫‪ 0 ‬زكي البحيري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.181‬‬


‫‪010‬‬
‫الملحق رقم ‪12‬‬

‫‪‬‬
‫نص اتفاق وقف إطالق النار بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان في دارفور‬

‫سرجان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪121‬‬ ‫‪0 ‬‬

‫‪011‬‬
‫الملحق رقم‪10‬‬

‫‪‬‬
‫نص بييان وقف إطالق النار في إقليم دارفور‬

‫سرحان غالم حسين العباسي‪،‬االمرجع السابق‪ ،‬ص‪177-171‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪011‬‬
‫الملحق رقم‪11‬‬

‫‪‬‬
‫قرار مجلس األمن رقم ‪ 0111‬الصادر في ‪ 11‬جويلية ‪ 1111‬بشأن الوضع في إقليم دارفور‬

‫‪ 0 ‬سرحان غالم حسين العباسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-119‬‬

‫‪011‬‬
011
011
017
018
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قايمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال باللغة العربية‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪-0‬ابراهيم موسى‪ ،‬قضايا عربية معاصرة‪ ،‬ط‪ ،0‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5101،‬‬
‫‪ -5‬أبو عامر عالء‪،‬العالقات الدولية الظاهرة والعلم الدبلوماسية واالستراتيجية‪ ،‬دار النشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردن‪ ،‬عمان‪.5112،‬‬
‫‪ -1‬أحمد عبد اهلل أبو العال‪،‬تطور مجلس األمن في حفظ السلم واألمن الدوليين‪،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪،‬مصر‪ ،‬االسكندرية‪.5119،‬‬
‫‪ -2‬إسماعيل عب د القادر‪،‬مشكلة دارفور أصول تاريخية‪ ،‬محاوالت الحل السياسي والتدخل الدولي‪،‬‬
‫مؤسسة طوبجي للتجارة والطباعة والنشر‪،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.5119،‬‬
‫‪-1‬ألهزايمية محمد عوض‪ ،‬قضايا دولية تركة قرن مضى وحمولة قرن أتى‪ ،‬دارالحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردن‪،‬عمان‪.1117،‬‬
‫‪ -1‬البحيري زكي ‪ ،‬مشكلة دارفور‪،‬اصول االزمة وتداعيات المحكمة الجنائية الدولية‪،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬القاهرة‪. 5101 ،‬‬
‫‪ -1‬البحيري زكي‪ ،‬مشكلة دارفور‪ ،‬جذور تاريخية أبعاد إجتماعية تطو ارت سياسية‪ ،‬مكتبة مدبولي‬
‫مصر‪ ،‬القاهرة ‪.5111 ،‬‬
‫‪-9‬بوقارة حسين‪ ،‬تحليل النزاعات الدولية مقاربة نظرية‪،‬سلسلة الدراسات الدولية‪ ،‬مخبر البحوث‬
‫والدراسات في العالقات الدولية‪،‬الجزائر‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -5‬بوعشة محمد‪ ،‬مدخل الى ادارة النزاعات الدولية‪ ،‬دار القصبة للنشر و التوزيع‪،‬الجزائر ‪5111‬‬
‫‪ -01‬الجبالي نبيل موسى‪،‬جغرافيا الوطن العربي‪،‬مكتبة المجتمع العربي‪،‬األردن‪(،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -00‬الجراد عبدالعزيز‪،‬العالقات الدولية‪،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪،‬الجزائر‪0555،‬‬
‫‪-05‬جالل رأفت هاني راسالن‪،‬مالمح النزاع في دارفور األزمة األفق المستقبلية‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‪.5112،‬‬
‫‪-01‬جالل قاسم‪ ،‬سعد عبد الرحمان‪ ،‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع‬
‫الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ( ،‬د‪.‬م)‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-02‬جمال بشير‪ ،‬دور مجلس األمن في حل النزاعات الدوليةمسألة دارفور نموذجا‪ ،‬معهد البحوث‬
‫والدراسات العربية‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة‪.5115،‬‬
‫‪ -02‬الجمل شوقي‪ ،‬تاريخ السودان و وادي النيل حضارته بمصر من أقدم العصور إلى الوقت‬
‫الحاضر ‪،‬ط‪،0‬مكتبة االنجلو مصرية‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة ‪. 5119،‬‬
‫‪ -01‬حسوني لزهر‪ ،‬اطلس الدول العربية ‪ ،‬نوميديا للمنشورات للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‬
‫الجزائر‪. 5101 ،‬‬
‫‪ -01‬حسوني جدوع عبد اهلل‪ ،‬تصحر االراضي و مياه مشكلة بيئية خطيرة‪،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬دار‬
‫الدجلة‪. 5100 ،‬‬
‫‪-09‬حسن يوسف يوسف‪ ،‬الجريمة الدولية المنظمة في القانون الدولي‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪.5100 ،‬‬
‫‪-05‬حقار علي أحمد ‪ ،‬البعد السياسي للصراع القبلي في دارفور ‪ ،‬شركة مطابع العملة‪ ،‬السودان‬
‫الخرطوم‪.5111،‬‬
‫‪ -51‬حماد كمال‪ ،‬النزاعات الدولية‪،‬الدار الوطنية للدراسات و النشر‪،‬لبنان ‪ ،‬بيروت‪.0555 ،‬‬
‫‪ -50‬حمدي عبد الرحمان‪ ،‬افريقيا و تحديات عصر الهيمنة‪ ،‬أي المستقبل؟ ‪ ،‬مكتبة مدبولي‬
‫مصر‪ ،‬القاهرة‪. 5119 ،‬‬
‫‪-55‬حني في عمر حسين‪ ،‬التدخل في شؤون الدول بذريعة حماية حقوق االنسان‪ ،‬دار القصبة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪. 5112،‬‬
‫‪ -51‬دروتي جيمس‪ ،‬روبرت بالستغراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ ،‬تر‪ :‬وليد‬
‫عبد الحي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر‪ ،‬بيروت‪.0592 ،‬‬
‫‪ -52‬ديدار فوزي روسانو‪ ،‬السودان الى اين‪ ،‬تقديم آالن جريش‪ ،‬تر‪ :‬مراد خالف‪ ،‬الشركة العالمية‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬السودان‪. 5115 ،‬‬
‫‪ -52‬راغب شاهين عبد العزيز‪ ،‬الصراع القبلي وسياسي في مجتمعات حوض النيل‪،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.5100،‬‬
‫‪ -51‬ربيع عبد العاطي عبيد‪ ،‬دور منظمة الوحدة االفريقية و بعض المنازاعات األخرى في فض‬
‫المنازعات‪ ،‬دار القومية العربية للثقافة و النشر‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪(،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -51‬الرحباني ليلى انقوال‪ ،‬التدخل الدولي مفهوم في طور التبدل‪، ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‬
‫لبنان‪ ،‬بيروت‪. 5100 ،‬‬
‫‪-59‬رأفت جالل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬السودان على مفترق الطرق بعد الحرب‪...‬قبل السالم‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5111 ،‬‬
‫‪ -55‬رأفت جالل‪ ،‬رسالن هاني‪ ،‬مالمح النزاع في دارفور االزمة وافق المستقبل‪ ،‬مركز البحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.5112 ،‬‬
‫‪ -11‬رسالن هاني‪ ،‬أزمة دارفور بين األبعاد الداخلية والتصعيد الدولي‪،‬مركز البحوث والدراسات‬
‫السياسية‪ ،‬مصر‪،‬القاهرة ‪.5112،‬‬
‫‪ -10‬زهدي عيد المجيد سمور‪،‬تاريخ العرب المعاصر‪،‬الشركة العربية المتحدة‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪5115،‬‬
‫‪-15‬سبيتان ذياب فتحي‪ ،‬قضايا عالمية معاصرة ‪ ،‬دار الجنادرية‪ ،‬االردن‪ ،‬عمان‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -11‬سعد عبد الرحمان‪ ،‬جلل قاسم‪ ،‬تدخل االمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع‬
‫الدولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ -12‬سالمة رمزي‪،‬مشكلة المياه في الوطن العربي‪ ،‬احتمالت الصراع و التسوية‪( ،‬د‪.‬د)‪ ،‬مصر‬
‫االسكندرية‪ ( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -12‬سعودي محمد عبد الغني‪ ،‬السودان‪ ،‬دار الرائد للطباعة‪،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ (،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-11‬سوادي هاشم هشام‪ ،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر‪0509-0201‬من الفتح العثماني حتى‬
‫نهاية الحرب العالمية األولى‪ ،‬دار الفكر ناشرون وموزعون‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪.5115 ،‬‬
‫‪-11‬السيد محمد‪ ،‬إفريقيا واألطماع الغربية‪ ،‬مؤسسة شباب جامعة‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية ‪.5115،‬‬
‫‪-19‬السيد محمود‪ ،‬تاريخ افريقيا القديم والحديث‪ ،‬مؤسسة الشباب الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.5111‬‬
‫‪-15‬السيد ولد باه‪ ،‬اتجاهات العولمة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪.5111 ،‬‬
‫‪-21‬شعبان ماهر عطية‪ ،‬مشاكل افريقيا المعاصرة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‬
‫‪.5100‬‬
‫‪ -20‬صبح علي‪ ،‬النزاعات اإلقليمية في نصف قرن ‪ ،0552-0522‬ط‪ ،5‬دار المنهل اللبناني‬
‫لبنان‪ ،‬بيروت‪.5111،‬‬
‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-25‬صلوخ فوزي ‪ ،‬مقاربات دبلوماسية لنزاعات اقليمية ودولية‪،‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪ ،‬بيروت‬
‫‪5111‬‬
‫‪ -21‬العباسي سرحان غالم حسين‪ ،‬التطورات السياسية في السودان المعاصر ‪5115-0521‬‬
‫دراسة تاريخية وثائقية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5100،‬‬
‫‪ -22‬عبد الخالق عبد اهلل وآخرون‪ ،‬الدبلوماسية العربية في العالم المتغير‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬دار الخليج للصحافة والطباعة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-22‬عبد الغفار احمد‪ ،‬فض النزاعات في الفكر والممارسة الغربية‪ ،‬دار الهومة‪ ،‬الجزائر‪.5111 ،‬‬
‫‪-21‬عبد اهلل عبدالرازق‪ ،‬شوقي عطاء اهلل الجمل‪ ،‬تاريخ شمال وغرب إفريقيا الحديث والمعاصر‪،‬‬
‫دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-21‬عثمان اسماعيل مصطفى‪ ،‬دارفور الماضي‪ ،‬الحاضر المستقبل‪ ،‬دار األصالة للنشر والتوزيع‬
‫اإلعالمي‪(،‬د‪.‬م)‪.5111،‬‬
‫‪-29‬عدنان السيد ح سينوآخرون‪ ،‬النزاعات األهلية العربية العوامل الداخلية الخارجية‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.0551،‬‬
‫‪-25‬عدنان السيد حسين‪ ،‬العرب في دائرة النزاعات الدولية‪،‬ط‪،0‬مطبعة سيكو‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بيروت‬
‫‪.5110‬‬
‫‪ -21‬غانم علي أحمد‪ ،‬المناخ التطبيقي‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪.5115،‬‬
‫‪ -20‬الفاعوري ابراهيم‪ ،‬تاريخ الوطن العربي‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬األردن‪ ،‬عمان‪.5110،‬‬
‫‪ -25‬فضل صالح‪ ،‬مشكلة دارفور والسالم في السودان‪ ،‬كتاب الجمهورية‪ ،‬مصر القاهرة‪.5112،‬‬
‫‪ -21‬فليفل السيد‪ ،‬مشكلة دارفور بين تدخل الدول واألزمة الداخليةالمركز العالمي للدراسات‬
‫واألبحاث‪(،‬د‪.‬م)‪.5111،‬‬
‫‪-22‬اندرياس فيرايكة وآخرون‪ ،‬أطلس العلوم السياسية‪ ،‬النظرية السياسية‪ ،‬األنظمة السياسية‪،‬‬
‫العالقات الدولية‪،‬نز‪ :‬سامي ابو يحي‪،‬المكتبة الشرقية‪ ،‬لبنان ‪ ،‬بيروت ‪. 5105،‬‬
‫‪-22‬قطش الهادي عبد الرحمان أحمد ادريس‪ ،‬اطلس الجزائر و العالم طبعيا اقتصاديا سياسيا‪،‬‬
‫دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عين مليلة‪.5100 ،‬‬
‫‪ -21‬قاسم محمد عبد الرحمان‪ ،‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخلية غير ذات‬
‫الطابع الدولي‪ ،‬دار النهضة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪.5111 ،‬‬
‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-21‬قادري حسين‪ ،‬النزاعات الدولية دراسة وتحليل‪ ،‬منشورات خير الجليس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.5111‬‬
‫‪-29‬كاركالزو فيتش‪ ،‬عن الحرب‪ ،‬تر‪ :‬سليم شاكر األساسي‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت‪.0551 ،‬‬
‫‪-25‬محمد جابر سامية‪ ،‬قضايا العالم العربي المعاصر‪ ،‬دار النهضة الحديثة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.5111‬‬
‫‪-11‬محمد عبد الرحمان زيدان قاسم‪ ،‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة الداخليةغير‬
‫ذات طابع دولي‪ ،‬دار النهضة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪.5111 ،‬‬
‫‪ -10‬المخادمي عبد القادر رزيق‪ ،‬النزاعات في القارة االفريقية و انكسار دائم ام انحصار مؤقت‪،‬‬
‫دار الفجر و النشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.5112 ،‬‬
‫‪-15‬المخادمي عبد القادر رزيق‪ ،‬قيادة أفريكون األمريكية حرب باردة أم سباق بالتسلح؟ ‪Le‬‬
‫‪comandenemt américain pour l’afrique(Africon), guerre froide ou‬‬
‫?‪,course à l’Arment‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بن عكنون‪.1100 ،‬‬
‫‪-11‬المدني توفيق ‪ ،‬تاريخ الصراعات السياسية في السودان والصومال ‪ ،‬منشورات الهيئة العامة‬
‫السورية للكتاب‪،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪.5105 ،‬‬
‫‪-12‬مشاقبة أمين مير غني أبكر الطيب‪ ،‬دارفور الواقع الجيو سياسي الصراع والمستقبل‪ ،‬دار‬
‫الحامد‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان ‪.5105،‬‬
‫‪-12‬مقلد اسماعيل صبري‪ ،‬نظريات السياسة الدولية‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة‪( ،‬د‪.‬د)‬
‫الكويت‪.0595،‬‬
‫‪-11‬ممداني محمود‪ ،‬دارفور منقذون وناجون السياسة والحرب على اإلرهاب‪ ،‬لبنان‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5101 ،‬‬
‫‪-11‬مهدي عاشور محمد‪ ،‬المحكمة الجنائية الدولية والسودان جدل سياسية والقانون‪ ،‬ط‪ ،0‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5101 ،‬‬
‫‪ -19‬موسى عبده مختار‪،‬دارفور من أزمة دولة إلى صراع القوى العظمى‪ ،‬دار العربية للعلوم‬
‫الناشرون‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5115،‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-15‬مصباح زايد عبيد اهلل‪ ،‬السياسة الدولية بين النظرية والممارسة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫بيروت‪.5115 ،‬‬
‫‪-11‬نمير طه ياسين ‪ ،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر‪ ،‬دار الفكر‪ ،،‬األردن‪ ،‬عمان ‪5101.‬‬
‫‪ –-10‬هنداوي حسام أحمد محمد‪ ،‬حدود سلطات مجلس األمن في ضوء قواعد النظام العالمي‬
‫الجديد‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪.0552 ،‬‬
‫‪ -15‬وهيب السيد محمود‪ ،‬السودان على مفترق الطرق بعد الحرب‪...‬قبل السالم‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5111 ،‬‬
‫‪-11‬وهبي صالح ‪،‬قضايا عالمية معاصرة‪(،‬د‪.‬د‪.‬ن)‪ ،‬سوريا‪ ،‬دمشق‪5110 ،‬‬
‫‪ -12‬يحيى جالل‪،‬العالم العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬دار اال ازربطة المكتب الجامعي مصر‬
‫‪.5110‬‬
‫المجالت والدوريات‬
‫‪-0‬أبو الفضل محمد‪ "،‬المحكمة الجنائية والخيارات السودانية"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫العدد‪ ،011‬المجلد‪(،22‬أفريل‪.)5115‬‬
‫‪-5‬األمين محمد النحاس عباس ‪" ،‬أزمة دارفور بدايتها وتطورها "‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬عدد ‪ (،105‬فيفري )‪.5112‬‬
‫‪-1‬بوسراج زهرة‪" ،‬التدخل اإلنساني لمجلس السلم واألمن اإلفريقي في أزمة دارفور"‪ ،‬مجلة المفكر‬
‫العدد ‪ ،19‬عنابة‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪-2‬جالل رأفت‪" ،‬أبعاد أزمنة دارفور السياسية والثقافية"‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫العدد ‪.)5112( ،105‬‬
‫‪ -2‬الحازولي كمال‪" ،‬الحقيقة في دارفور"‪ ،‬سلسلة قضايا حركية‪ ،‬العدد‪،55‬مركز القاهرة للدراسات‬
‫حقوق اإلنسان‪،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -1‬الحسني أسماء‪" ،‬العالقات المصرية السودانية في عالم متغير"‪،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬المجلد‪،25‬العدد‪ (،019‬أكتوبر‪.)5115‬‬
‫‪ -1‬حسين حمدي عبد الرحمان‪" ،‬التنافس الدولي في القرن اإلفريقي"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬العدد‪،011‬‬
‫المجلد‪( ،20‬جويلية ‪.)5115‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -9‬حسيني سمير‪ ،‬الصبيان زيد‪ "،‬إتفاق دارفور‪ ،‬ودور الجامعة العربية"‪،‬مجلة السياسةالدولية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز األهرام عدد ‪( ،012‬جويلية ‪.)5111‬‬
‫‪-5‬رسالن هاني‪" ،‬أزمة دارفور واإلنتقال إلى التدويل"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫العدد‪( ،029‬أكتوبر‪.)5112‬‬
‫‪-01‬رسالن هاني‪ " ،‬ازمة دارفور والعالقات السودانية التشادية" ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬العدد ‪ ،011‬المجلد ‪( ،22‬جويلية ‪.)5115‬‬
‫‪ -00‬رسالن هاني‪" ،‬ازمة دارفور جهود التسوية بين تعدد األدوار والحدود الفاعلة"‪ ،‬السلسلة‬
‫االستراتيجية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬االهرام للنشر والتوزيع‪ ،‬العدد ‪( ،21‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -05‬سيد أحمد محمد عبد اهلل‪ "،‬تدخل أمريكا في دارفور دافع إنساني أم إندفاع نفطي؟ "‪ ،‬صحيفة‬
‫السوداني‪ ،‬السودان‪ ،‬الخرطوم‪.)5119 ( ،501 ،‬‬
‫‪ -01‬شافعي بدر حسن‪" ،‬أزمة دارفور بين األفرقة والتدويل" ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫مجلد ‪ ،20‬عدد ‪( ،012‬افريل ‪.)5111‬‬
‫‪ -02‬شافعي بدر حسين‪" ،‬الرؤية األمريكية ألزمة دارفور"‪ ،‬مجلة السياسية الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‬
‫مركز األهرام للدراسات اإلستراتيجية ‪ ،‬العدد ‪.)5111( ،021‬‬
‫‪-02‬شافعي بدرحسين‪"،‬تطبيع العالقات السودانية لماذا اآلن؟"‪ ،‬مجلة السياسية الدولية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،‬مؤسسة األهرام للدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬العدد ‪(،011‬جانفي ‪.)5111‬‬
‫‪-01‬شافعي بدر حسين‪ "،‬السودان ودول الجوار عالقات المد والجزر"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،‬العدد ‪( ،012‬جانفي ‪.)5115‬‬
‫‪-01‬صبحي علي قنصوه‪ "،‬العنف االثني في روندا"‪ ،‬سلسلة دراسات مصرية افريقية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،‬جامعة القاهرة‪( ،‬سبتمبر ‪.)5110‬‬
‫‪-09‬علي حيدر إبراهيم‪ " ،‬دارفور إلى أين؟"‪ ،‬كتابات سودانية‪ ،‬السودان‪ ،‬مركز الدراسات السودانية‬
‫العدد‪( ،25‬ديسمبر‪.)5111‬‬
‫‪ -05‬فرح مصطفى‪ "،‬عدم تدويل دارفور"‪ ،‬قمة الجزائر‪ ،‬مجلة نشرة يومية‪ ،‬تصدر بمناسبة القمة‬
‫العادية ‪ 01‬لمجلس جامعة الدول العربية بالجزائر‪،‬العدد ‪ ، 11‬الجزائر‪ 01( ،‬مارس‪.)5112‬‬
‫‪ -51‬كاظم هاشم نعمة‪ "،‬أزمة دارفور السودانية‪ ،‬العروبة والتدويل واألفرقة"‪ ،‬مجلة المستقبل‬
‫العربي‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت ‪ ،‬عدد ‪ ( ،102‬جويلية ‪.)5115‬‬
‫‪011‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-50‬كامل أحمد خميس‪ "،‬دارفور بين الضغوط الخارجية واإلستجابة الداخلية"‪ ،‬مجلة السياسة‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪( ،011‬جويلية ‪.)5115‬‬
‫‪-55‬محمود أحمد إبراهيم‪ "،‬المسألة األمنية في مفاوضات دارفور"‪ ،‬مجلة السياسة الدولية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مركز األهرام‪،‬العدد‪( ،012‬جويلية ‪.)5111‬‬
‫‪-51‬محمود خليل‪ "،‬االمن القومي سوداني و مشكلة الجنوب" ‪ ،‬مجلة السياسية الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪( ، 20‬سبتمبر ‪.)0599‬‬
‫‪-52‬مصعب الطيب أبكر‪" ،‬أحداث دارفور السودانية"‪ ،‬مجلة البيان‪( ،‬د‪.‬م)‪ ،‬العدد ‪.)5112( ،25‬‬
‫‪-52‬مكاوي بهاء الدين‪" ،‬التنوع اإلثني والوحدة الوطنية في السودان"‪ ،‬السياسة الدولية‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة ‪ ،‬العدد‪( ،012‬جانفي ‪.)5115‬‬
‫الموسوعات والمعاجم‪:‬‬
‫‪-1‬الجسور ناظم عبد الواحد‪ ،‬موسوعة علم السياسة‪ ،‬مركز الدراسات الدولية‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‬
‫‪.5112‬‬
‫‪ -5‬الزيدي مفيد‪ ،‬موسوعة التاريخ العربي المعاصر و الحديث‪ ،‬دار أسامة‪،‬األردن‪ ،‬عمان‬
‫‪.5112‬‬
‫‪ -1‬سعيفان أحمد ‪ ،‬قاموس المصطلحات السياسية والدستورية والدولية عربي‪ ،‬انجليزي‪ ،‬فرنسي‬
‫مكتبة لبنان‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪.5112 ،‬‬
‫‪ -2‬الكيالي عبد الوهاب‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ط‪ ،5‬مؤسسة عربية للدراسات والنشر‪ ،‬لبنان‬
‫بيروت ‪.0551‬‬
‫‪ -2‬محمد موسى محمود‪ ،‬موسوعة الوطن العربي‪ ، ،‬دار الدجلة‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪.5119 ،‬‬

‫الرسايل واألطروحات الجامعية‪:‬‬


‫‪-0‬كمرشو الهاشمي "مجلس األمن في االحالة الى المحكمة الجنائية الدولية دراسة قانونية لقضية‬
‫اقليم درفورالسوداني"‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬اشراف األستاذ عبد الحليم بن مشري‪،‬‬
‫قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬قسم الحقوق ‪.5101‬‬

‫‪017‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ثانيا‪ :‬كتب باللغات األجنبية‪:‬‬


‫‪1-Didar Fawzy, la republique du soudan,5212.5222‬‬ ‫‪Alger, Societe‬‬
‫‪national dection et de diffusion.‬‬

‫‪2- Jir Messaoud , Soudantrent ans d’indépendance préssence africaine ,‬‬


‫‪Paris.‬‬
‫‪3-Gray Richard ,History of the SawthenSodan 1879-1889, pruss,Oxford‬‬
‫‪university.‬‬

‫ثالثا المواقع اإللكترونية‪:‬‬


‫‪w.w.w.aljazeera .net///vh/shout‬‬ ‫‪-0‬أحمد أمين‪ ،‬موقف األحزاب الوطنية‪،‬‬
‫‪ 52 ، reread/php/t34686‬فيفري ‪ ،5102‬على الساعة ‪. 01 :02‬‬
‫‪-5‬احمد فهمي‪ ،‬ما هي أسباب ازمة دارفور؟‪،‬‬
‫‪ http://www.alhewar.org.debat/shouartaspaid193694‬في ‪ 51‬فيفري ‪،5102‬‬
‫‪.02:11‬‬
‫‪-1‬تقرير عن حركة تحرير السودان‪ ،‬قسم البحوث والدراسات‪ ،‬موقع قناة الجزيرة الفضائية‪.‬‬
‫‪ 11 w.w.w.aljazeera .net‬مارس ‪ ،5102‬على الساعة ‪.09:51‬‬
‫السودان‬ ‫جمهورية‬ ‫تراث‬ ‫فضي‪،‬‬ ‫قفزوطي‬ ‫‪-2‬سعيدان‬
‫?‪ 5101/05/ 01، http://w.w.w.gadaef.netrb/showthereed php‬على الساعة‬
‫‪.01:52‬‬
‫‪-2‬ضياء الدين بالل‪ ،‬من هم قادة حركات التمرد‪ ،‬ماذا يريدون؟‬
‫‪ 5102/11/11،‬على الساعة ‪http://w.w.w.islamonline.net .50:02‬‬
‫‪5102‬‬ ‫فيفري‬ ‫السودان ‪01‬‬ ‫في‬ ‫دارفور‬ ‫قضية‬ ‫داغي‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫‪-1‬علي محي‬
‫‪http://w.w.w.imsonbne.net/article‬على الساعة ‪.01:02‬‬
‫‪-1‬محمد جمال عرفة‪ ،‬دارفور التاريخ والقبائل العنصرية موقع اسالم أون الين‬
‫‪ 15،http://w.w.w.islamornlime.net‬ديسمبر‪ 5102‬على الساعة ‪.02:11‬‬
‫‪-9‬المعتصم علي األمين‪ ،‬لجنة لفتح المسارات ومعالجة أوضاع المراحيل بإقليم دارفور‪ ،‬مقال‬
‫منشور ‪ 02 WWW.DARFOURNEUS.NET‬فيفري‪ ،5102‬على الساعة ‪.01:02‬‬

‫‪018‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ على‬5102/05/52، http://w.w.w.org/arabic/dogs،‫منظمة هيومان رايتشووتش‬-5


.01:11 ‫الساعة‬
،‫موقع حدود اقليم دارفور‬-01
WWW .MOQATEL.NET/OPENSHNE/BEHOTHSAISIA2/DARFEUR/MPOU.J
P-CVT .HTM
،‫موقع اقليم دارفور‬-00
WWW .MOQATEL.NET/OPENSHNE/BEHOTHSAISIA2/DARFEUR/MPOU.J
P-CVT .HTM

019
011
‫فهــــرس المحتويات‬

‫مقدمـــة‪ .........................................................................‬أ‬

‫الفصل االول ‪ :‬الصراعات والحروب األهلية في السودان‪7 ....................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصراعات والحروب األهلية‪7 ............................. :‬‬

‫‪-1-1‬مفهوم الصراع‪7 ......................................................... :‬‬

‫‪-2-1‬مفهوم الحروب األهلية‪13 .............................................. :‬‬

‫‪-1-2-1‬مفهوم الحرب‪13 .................................................... :‬‬

‫‪-2-2-1‬مفهوم الحروب األهلية‪15 ........................................... :‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬لمحة عن السودان‪11 ......................................... :‬‬

‫‪-1-2‬جغرافية السودان‪11 .................................................... :‬‬

‫‪-1-1-2‬اإلطار البشري‪22 ................................................... :‬‬

‫‪-2-1-2‬التركيب العرقي اللغوي و الديني‪21 .................................. :‬‬

‫‪-2-2‬نبذة تاريخية عن السودان‪23 ........................................... :‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب الصراعات في السودان‪22 .............................. :‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الصراعات والحروب األهلية التي عرفها السودان‪22 ............. :‬‬

‫‪-1-4‬الصراع في جنوب السودان‪22 .......................................... :‬‬

‫‪ 2-4‬الصراع في إقليم دارفور‪34 .............................................. :‬‬


‫‪010‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تطورات الصراع في إقليم دارفوروالمواقف منه‪2224-1217‬م ‪37‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بإقليم دارفور‪37 ....................................... :‬‬

‫‪-1-1‬تحديداإلطار الطبيعي‪37 ................................................ :‬‬

‫‪-1-1-1‬الموقع‪37 ........................................................... :‬‬

‫‪-2-1‬اإلطار البشري‪32 ....................................................... :‬‬

‫‪-1-2-1‬الموارد الزراعية ‪41 ...................................................‬‬

‫‪-2-2-1‬نبذة تاريخية‪41 ..................................................... :‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬الصراع في إقليم دارفور‪43 ..................................... :‬‬

‫‪-1-2‬جذور الصراع في إقليم دارفور‪43 ....................................... :‬‬

‫‪ -2-2‬أسباب الصراع في إقليم دارفور‪44 ..................................... :‬‬

‫‪-1-2-2‬أسباب اقتصادية‪44 ................................................. :‬‬

‫‪ -2-2-2‬مشكالت الملكية وحيازة األرض‪45 .................................. :‬‬

‫‪-3-2-2‬إلغاءاإلدارة األهلية‪42 ............................................... :‬‬

‫‪-4-2-2‬الصراع على الموارد الطبيعية‪47 ..................................... :‬‬

‫‪-5-2-2‬تشابك الحدود وانتشار السالح في اإلقليم‪42 ......................... :‬‬

‫‪-2-2-2‬السياسات التعليمية والبطالة‪52 ..................................... :‬‬

‫‪-7-2-2‬عزلة اإلقليم وصعوبة المواصالت‪51 ................................. :‬‬

‫‪-1-2-2‬تجاهل الحكومة لألزمة ّأول األمر‪51 ................................. :‬‬

‫‪011‬‬
‫‪-2-2-2‬الصراع القبلي في إقليم دارفور‪52 ................................... :‬‬

‫‪-12-2-2‬الحروب األهلية في األقاليم المجاورة إلقليم دارفور‪52 .............. :‬‬

‫‪-11-2-2‬إضعاف اإلدارة المحلية في إقليم دارفور‪53 ......................... :‬‬

‫‪-12-2-2‬التهميش وغياب التنمية في السودان‪53 ........................... :‬‬

‫‪-13-2-2‬خالف الحكومة السودانية مع األحزاب السياسية في السودان‪54 .... :‬‬

‫‪-14-2-2‬تد ّخل القوى الخارجية‪55 .......................................... :‬‬

‫‪ -3-2‬أطراف الصراع في إقليم دارفور ‪57 .................................... :‬‬

‫‪-1-3-2‬حركة تحرير السودان‪57 ............................................ :‬‬

‫‪-2-3-2‬حركة العدل والمساواة‪51 ............................................ :‬‬

‫‪-3-3-2‬التحالف الفيدرالي‪52 ................................................ :‬‬

‫‪-4-3-2‬جماعات الجنجويد‪22 ............................................... :‬‬

‫‪-5-3-2‬حزب المؤتمر الشعبي‪22 ............................................ :‬‬

‫التمرد األخرى‪23 ........................................... :‬‬


‫‪-2-3-2‬جماعات ّ‬
‫‪-7-3-2‬أطرافه الخارجية‪23 .................................................. :‬‬

‫المتحدة األمريكية‪23 .................................... :‬‬


‫ّ‬ ‫‪-1-7-3-2‬الواليات‬

‫‪-2-7-3-2‬إسراييل‪24 .......................................................:‬‬

‫‪-3-7-3-2‬فرنسا‪25 ........................................................ :‬‬

‫‪-4-7-3-2‬بريطانيا‪25 ...................................................... :‬‬

‫‪011‬‬
‫‪-5-7-3-2‬ألمانيا‪25 ........................................................ :‬‬

‫‪-4-2‬تطورات الصراع في إقليم دارفور‪27 ..................................... :‬‬

‫‪-1-4-2‬المرحلة األولى ‪1217‬إلى‪1212‬م‪27 ................................:‬‬

‫‪ -2-4-2‬المرحلة الثانية‪ 1222 :‬الى ‪21 ............................. :2221‬‬

‫‪-3-4-2‬المرحلة الثالثة ‪ 2221‬إلى ‪72 ............................... :2224‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المواقف المختلفة من الصراع في إقليم دارفور‪74 ...............:‬‬

‫‪-1-3‬موقف الحكومة السودانية من الصراع في اقليم دارفور‪74 ............... :‬‬

‫‪ -2-3‬مواقف دول الجوار الدول العربية واإلفريقية من الصراع في إقليم‬


‫دارفور(مصر‪-‬ليبيا‪-‬تشاد‪-‬إفريقيا الوسطى)‪77 ................................. :‬‬

‫‪-1-2-3‬مصر‪77 ............................................................ :‬‬

‫‪-2-2-3‬ليبيا ‪72 ..............................................................‬‬

‫‪-3-2-3‬تشاد‪12 ............................................................ :‬‬

‫‪-4-2-3‬جمهورية افريقيا الوسطى‪12 ........................................ :‬‬

‫‪-3-3‬مواقف الدول الغربية من الصراع في اقليم دارفور(الواليات المتحدة‬


‫األمريكية‪ -‬بريطانيا‪-‬فرنسا)‪13 ................................................ :‬‬

‫‪-1-3-3‬الواليات المتحدة األمريكية‪13 ........................................ :‬‬

‫‪-2-3-3‬بريطانيا‪12 ......................................................... :‬‬

‫‪-3-3-3‬فرنسا‪11 ............................................................ :‬‬

‫‪011‬‬
‫‪-4-3‬موقف اسراييل‪21 ....................................................... :‬‬

‫‪-5-3‬موقف الصين‪22 ....................................................... :‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬نتايج الصراع في إقليم دارفور ودور الهييات اإلقليمية والدولية في‬
‫حله‪22 ........................................................................ :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نتايج الصراع في اقليم دارفور‪22 ............................... :‬‬

‫‪ -1-1‬نتايج الصراع على سكان دارفور‪22 .................................... :‬‬

‫‪-2-1‬نتايج الصراع على السودان كدولة‪122 ................................. :‬‬

‫‪-3-1‬نتايج الصراع على المنطقة العربية واإلفريقية‪122 ...................... :‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الهييات اإلقليمية والدولية في حل الصراع في إقليم دارفور‪:‬‬


‫‪122 ...........................................................................‬‬

‫‪-1-2‬دور جامعة الدول العربية في حل الصراع في إقليم دارفور‪122 .......... :‬‬

‫‪-2-2‬دور االتحاد االفريقي في حل الصراع في اقليم دارفور‪112 .............. :‬‬

‫‪-1-2-2‬اتفاق ابشي ‪ 23‬سبتمبر ‪112 ............................... :2223‬‬

‫‪-2-2-2‬اتفاقية ابشي الثانية‪113 ........................................... :‬‬

‫‪-3-2-2‬اتفاقية انجامينا في افريل ‪114 .............................. :2224‬‬

‫‪-4-2-2‬اديسا بابا‪115 ...................................................... :‬‬

‫‪-3-2‬دورهيية االمم المتحدة في حل الصراع في اقليم دارفور‪112 ............. :‬‬

‫الخاتمة ‪125 ...................................................................‬‬

‫‪011‬‬
‫المالحــق ‪121 ..................................................................‬‬

‫قايمة المصادر والمراجع‪142 .................................................. :‬‬

‫فهــــرس المحتويات ‪151 .......................................................‬‬

‫فهرس المالحــــــق ‪151 .........................................................‬‬

‫‪011‬‬
‫فهرس المالحــــــق‬
‫فهرس المالحــــــق‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الملحق‬


‫‪018‬‬ ‫خريطة توضح الموقع الجغرافي للسودان‬ ‫الملحق رقم‪10‬‬
‫‪019‬‬ ‫خريطة توضح موقع إقليم دارفور‬ ‫الملحق رقم‪11‬‬
‫‪011‬‬ ‫خريطة توضح حدود إقليم دارفور‬ ‫الملحق رقم‪11‬‬
‫‪010‬‬ ‫خريطة توضح توزيع القبائل في إقليم دارفور‬ ‫الملحق رقم‪11‬‬
‫نص إتفاق وقف إطالق النار بين الحكومة‬
‫‪011‬‬ ‫الملحق رقم‪11‬‬
‫السودانية وحركة تحرير السودان في دارفور‬
‫‪011‬‬ ‫نص بيان وقف إطالق النار في إقليم دارفور‬ ‫الملحق رقم‪11‬‬
‫قرار مجلس األمن رقم ‪ 0111‬الصادر في ‪11‬‬
‫‪011‬‬ ‫الملحق رقم‪17‬‬
‫جويلية ‪ 1111‬بشأن الوضع في إقليم دارفور‬

‫‪018‬‬

You might also like