You are on page 1of 29

‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫األبعاد الجغرافية السياسية للصراع البيئي في دارفور‬
‫‪Political Geographys dimensions for the Environmental conflict in Darfur‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الجغرافية السياسية‬
‫‪Dr. Ibraheem Qasim Darwash Al-Palani‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم قاسم درويش الباالني‬
‫‪ASSiSt. prof.‬‬ ‫استاذ مساعد‬
‫جامعة كرميان ‪/‬كلية التربية ‪/‬قسم الجغرافيا‬
‫‪University of Garmyan - collage of Education – Geography Department.‬‬
‫‪Ibra_palani@yahoo.com‬‬

‫الملخص‬
‫ارتبطت مشكلة دارفور منذ البداية بالتنافس واالحتكاك حول الموارد وتزايد معدالت الفقر‬
‫بين أبنائه والسيما األجزاء الشمالية منها ‪ ،‬إثر موجات الجفاف التي اجتاحت منطقة‬
‫الساحل االفريقي جنوب الصحراء والتي شكل اقليم دارفور جزءا منها ‪ ،‬وقد أسهمت سياسة‬
‫االستقطاب الحزبي في تفاقم االزمة والفجوة بين النسيج االجتماعي لسكان دارفور ‪ ،‬اذ عمد‬
‫الحزب الحاكم الى دعم القبائل العربية ‪ ،‬في حين دعم حزب االتحادي الديمقراطي القبائل‬
‫االفريقية غير العربية ‪ ،‬مما حول الصراع من دائرة المحاولة للحصول على الموارد الى‬
‫صراع قبلي – قبلي على طول خطوط التقسيم العرقي العربي –األفريقي الذي تطور الى‬
‫مجابهة بين المجموعات القبلية االفريقية ضد الدولة عام ‪ 2991‬ثم شهدت مجابهة ثانية‬
‫من هذا النوع في بداية شباط ‪ . 1002‬لتمتد مديات االزمة والصراع لتشمل جميع أجزاء‬
‫اقليم دارفور‪.‬‬
‫تمثل مواقف الفاعلين االقليمين في كل من مصر وليبيا وتشاد في ايجاد حالة من التوازن‬
‫ما بين الحكومة المركزية في الخرطوم والمعارضة ‪ ،‬خوفا من انعكاسات األزمة على دولهم‬
‫اذ تمثل تلك الدول الجوار الجغرافي االقليمي لدارفور‪.‬‬
‫شكل البعد الدولي تأثي ﹰار سلبيا في تأجيج حدة التوتر السياسي والعسكري‪ ،‬والذي تمثل على‬
‫نحو رئيس بالواليات المتحدة االمريكية التي عملت على تدويل قضية دارفور في مجلس‬
‫األمن‬

‫‪55‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدولي فضال عن فرض العقوبات االقتصادية والسياسية التي كانت تسعى فيها للسيطرة‬
‫على حقول النفط وسط وغرب أفريقيا بما فيها دارفور وربط االخيرة مع خط تشاد –‬
‫كاميرون الى جانب ابعاد المنافسة الصينية لها في السودان ‪ ،‬في حين تمثل الدور‬
‫الصيني والفرنسي في المحافظة على مصالحهما االقتصادية والمتمثلة في الحصول على‬
‫امتيازات النفط في السودان اال أن مسار السياسة الفرنسية تغيرت على نحو تتوافق مع‬
‫االجندة االمريكية‪.‬‬
‫وخلف الصراع في دارفور اكثر من (‪ )100000‬قتيل وما يقارب عن (‪ )1،5‬مليون الجئ‬
‫داخل السودان وخارجه والذي انعكس على البنية االجتماعية واالقتصادية والسياسية في‬
‫دارفور والدولة السودانية التي اصبحت مهددة بالتفكك‪.‬‬
‫‪ ،‬الصراع البيئي‪ ،‬الموارد الطبيعية‪ ،‬دارفور‬
‫المقدمة‬
‫ترتبط سبل العيش في اقليم دارفور غرب السودان ارتباطا وثيقا بالموارد الطبيعية‬
‫والعامل االيكولوجي‪ ،‬اذ تعد دارفور واحدة من أكبر مواطن التجمعات الرعوية في السودان‬
‫بل في افريقيا كذلك ‪،‬على نحو تكيفت تلك الجماعات في ثقافة الرعي واالنتجاع والعيش‬
‫مع المجتمعات الزراعية المستقرة‪.‬‬
‫بيد أن التدهور البيئي‪ ،‬الذي أصاب اقليم دارفور نتيجة لنوبات الجفاف المتكررة‬
‫خالل سبعينيات القرن المنصرم‪ ،‬والذي اشتد في جفاف عام ‪ ،2995-2991‬ولدت‬
‫ضغوطات كبيرة على سبل العيش واستدامتها‪ ،‬والسيما مع زيادة عدد السكان الذي بلغ‬
‫(‪)5،9,2،559‬مليون نسمة عام ‪ ،2991‬في حين لم يتجاوز تعداده (‪)1،219،555‬‬
‫مليون نسمة عام ‪ ،29,2‬أي بمعدل نمو مقداره (‪)2،1‬نسمة للمدة ‪ ،2991 -29,2‬فضال‬
‫عن زيادة اعداد رؤوس الماشية اذ بلغت (‪)225‬مليون رأس عام‪ ،1001‬في حين لم‬
‫يتجاوز عددها (‪ )19‬مليون رأس عام ‪.29,2‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم ‪،‬يسعى البحث لإلجابة عن السؤال الرئيس االتي‪-:‬‬
‫ما أثر تقويض البنية االقتصادية إلقليم دارفور‪ ،‬نتيجة للتدهور البيئي ‪،‬في زيادة المنافسة‬
‫واالحتكاك على المراعي الطبيعية‪ ،‬الذي تطور الى صراع مسلح شمل جميع أنحاء االقليم‬
‫منذ عام ‪.1002‬‬

‫‪55‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولإلجابة عن هذا السؤال يفترض البحث‪-:‬‬
‫‪ – 2‬يرتبط الصراع في دارفور بندرة الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪ – 1‬زيادة فاعلية الصراع واستم ارره في دارفور بالتدخالت الخارجية‪.‬‬
‫تهدف الدراسة الى إبراز أحد العناصر الجغرافية الرئيسة وهي (البيئة) التي يؤثر تدهورها‬
‫في الموارد االرضية المتجددة‪ ،‬ومن ثم تحفيز أو انفجار الصراعات المحلية‪ .‬اذ يؤدي عدم‬
‫ضبط التدهور البيئي‪ ،‬او السيطرة عليه من قبل الدولة نتيجة لسياساتها او ضعفها‪ ،‬الى‬
‫جانب وجود االنقسامات االجتماعية واالقتصادية والسياسية القائمة‪ ،‬الى ان تتحول هذه‬
‫الصراعات المحلية الى صراعات عنيفة كما هو الحال في دارفور‪.‬‬
‫وتعتمد الدراسة على المنهج التأريخي ‪،‬في تتبعه لتطور حجم السكان في منطقة‬
‫الدراسة ‪،‬فضال عن متابعة التدهور البيئي وتطوره خالل مدد زمنية متعاقبة(‪-2915‬‬
‫‪ )29,5‬و(‪)1005-29,5‬الى جانب اعتماده منهج النظمي(‪،)system approach‬اذ‬
‫تضم عالقات تفاعلية بين مدخالت ومخرجات النظام ‪،‬اذ تركز الدراسة هنا على المخرجات‬
‫المتمثلة في اثر التدهور البيئي في طبيعة الصراع وأبعاده في دارفور‪ ،‬خالل التحليل‬
‫الشامل‪ ،‬الذي يكشف عن الوضع الذي ينطوي عليه العديد من اصحاب المصلحة خالل‬
‫مستويات متعددة عمودية (جماعات‪/‬الدولة) وأفقية (محلية واقليمية ودولية) مع أجندتهم‬
‫الخاصة ‪.‬‬
‫اوال‪ //‬خصائص الموقع والحدود الجغرافية‪-:‬‬
‫يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان بين دائرتي عرض (‪10-20‬ﹾﹾ) شماال وخطي‬
‫طول (‪1,-11‬ﹾ) شرقا وتمثل حدودها الشمالية الغربية والغربية والجنوبية الغربية حدودا‬
‫دولية لجمهورية السودان واالقليم‪ ،‬اذ تحده ثالث دول افريقية هي ليبيا وتشاد وجمهورية‬
‫أفريقيا الوسطى بالترتيب‪ ،‬في حين تمثل حدوده الشرقية وجنوبها الشرقي حدودا محلية‪ ،‬اذ‬
‫يحف به واليتي كردفان والوالية الشمالية على التوالي خارطة (‪.)2‬‬
‫وهو في موقعه هذا يعد اقليما قاريا حبيسا‪ ،‬نظ ار لعدم إطاللته على أي ممر أو سطح‬
‫ما ئي‪ ،‬مما جعلته في عزلة على امتداد تاريخه‪ ،‬والذي انعكس على السياسات المتخذة‬
‫اتجاهه من قبل األنظمة المركزية الحاكمة في الخرطوم‪ ،‬فضال عن تأثيراتها االجتماعية‬
‫التي جعلت منه إقليما ساكنا غير متحرك مع التحوالت االجتماعية واالقتصادية التي‬

‫‪5,‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شهدتها القارة أو السودان‪ .‬ونظ ار لالمتداد الواسع لإلقليم الذي يبلغ اكثر من (‪)2000‬كم‬
‫بين شماله وجنوبه و(‪)500‬كم من الشرق الى الغرب‪ ،‬فقد اعطاه شكال اشبه بالمستطيل‬
‫الذي يبلغ مساحته ما يقارب عن (‪ )190،000‬كم‪ ،)2(1‬والذي يشكل نسبة الخمس من‬
‫مساحة جمهورية السودان قبل استقالل الجنوب عام ‪، 1022‬وما يقارب عن نصف مساحة‬
‫جمهورية مصر ويقارب مساحة فرنسا‪ ،‬واكبر بقليل من مساحة العراق‪.‬‬
‫ثانيا‪ //‬تاريخية اقليم دارفور ونشأتها ‪-:‬‬
‫تكونت دارفور بحكم الهياكل االجتماعية والسياسية السائدة تاريخيا في افريقيا‪ ،‬والسيما‬
‫منطقة جنوب الصحراء‪ ،‬اذ ارتبطت عدد من الجماعات العرقية لتشكيل مملكة او سلطنة‪،‬‬
‫وهكذا تكونت دارفور من ارتباط اثنتين من الجماعات العرقية التي التزال موجودة في‬
‫دارفور‪ ،‬وهما (الدايجو والتنجر وكالهما من غير العرب) ويعود تحالفهما الى القرن الثاني‬
‫عشر الميالدي(‪ .)1‬اال إن قيام مملكة دارفور على نحو تام كان عام ‪2115‬م التي ظلت‬
‫مستقلة عن السودان‪ ،‬مع وجود عالقات تجارية معها‪ ،‬و لم تعط للخرطوم أية وظيفة‬
‫(‪)2‬‬
‫سياسية في إدارة السلطنة‬

‫‪59‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الخارطة رقم (‪)1‬‬
‫موقع اقليم دارفور بالنسبة للسودان و دول الجوار الجغرافي‬

‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا على‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد علي الف ار و زمالئه‪ ،‬أطلس الوطن العربي و العالم‪ ،‬ط ‪ ،5‬مؤسسة جيو برو‬
‫جكتس‪ ،‬بيروت‪ ،2999 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -5‬مارينا اوتاوي و مي السعدني‪ ،‬السودان من صراع الى صراع‪ ،‬ط ‪ ،2‬مؤسسه كارنيغي‬
‫للسالم الدولي‪ ،‬بيروت‪ ،1021 ،‬ص‪.,‬‬
‫وفي ظل حملة محمد علي باشا الكبير‪ ،‬الذي سيطر على السودان نيابة عن‬
‫االمبراطورية العثمانية في الربع األول من القرن التاسع عشر والذي كان هدفه اكتشاف‬
‫منابع نهر النيل واستثمار مواردها الطبيعية‪ ،‬ظلت دارفور مملكة مستقلة (‪.)5‬‬
‫يتسع مجالها الجغرافي وينكمش بحسب ميزان القوى بينها و جيرانها من المملكات‬
‫والسلطنات ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وفي اثناء الحكم الثنائي (البريطاني ‪ -‬المصري) للسودان عام ‪2999‬لم تخضع دارفور‬
‫لتلك السلطة‪ ،‬اذ توجه السلطان علي دينار الى الفاشر وحكم سلطنة (دارفور) التي بقيت‬
‫مملكة قبلية مستقلة‪ .‬ومع نشوب الحرب العالمية األولى‪ ،‬اتخذت مملكة دارفور موقفا معاديا‬
‫للنظام الثنائي الحاكم للسودان (البريطاني – المصري) ‪ ،‬ووقفت مع الدولة العثمانية متأثرة‬
‫بنزعتها الدينية‪ ،‬التي طغت على كل االنتماءات االخرى في تلك المرحلة‪ ،‬بفضل انتشار‬
‫الحركة المهدية بينهم‪ ،‬والتي كان من بينها انتشار (الخالوي) لتعليم حفظ القرآن الكريم (‪.),‬‬
‫ونتيجةﹰ لموقف السلطنة وشعبها في دعم االمبراطورية العثمانية‪ ،‬فقد اثارت حفيظة وغضب‬
‫السياسة البريطانية التي دفعتها للتغلغل الى غرب السودان وألول مرة‪ ،‬فضال عن الجنوب‪،‬‬
‫اذ ضمت مملكة كردفان ودارفور الى السودان (المصري‪ -‬االنكليزي)‪ ،‬وذلك عام ‪،2925‬‬
‫بعد مقتل علي دينار سلطان مملكة دارفور(‪.)9‬‬
‫ثالثاً‪ :‬البيئة االيكولوجية إلقليم دارفور‬
‫تتكون تضاريس الجزء الشمالي إلقليم دارفور من هضبة متموجة‪ ،‬وفي كثير من‬
‫بين ‪900 -500‬م فوق مستوى سطح البحر ‪ ،‬اذ‬ ‫االماكن مستوية‪ ،‬يتراوح ارتفاعها‬
‫يسودها المناخ الصحراوي الجاف ‪ ،‬حيث تتراوح معدالت االمطار السنوية بين (‪-50‬‬
‫‪200‬ملم) سنويا(‪ ، )9‬مما جعلت منها اكثر المناطق هشاشة من الناحية االيكولوجية‪ ،‬اذ ال‬
‫تنمو فيها سوى بعض األعشاب والشجيرات الصغيرة التي تصلح لرعي األبل (الجمل) التي‬
‫لديها القدرة على تحمل الظروف الجافة ‪.‬‬
‫وتكسو المنطقة ترب رملية تالئم زراعة بعض المحاصيل مثل الدخن والفول السوداني‬
‫والسمسم‪ ،‬اذ يبلغ مجموع المساحات الصالحة ما يقارب عن (‪ ),‬ماليين (دونم) اال إن‬
‫نصف تلك المساحة هي المستغلة على نحو فعلي‪ ،‬نتيجة لتناقص كميات االمطار‬
‫والصراعات الدائمة(‪.)20‬‬
‫اما وسط اقليم دارفور فتتمركز فيه سلسلة جبل مرة اذ يصل ارتفاعه الى ما يقارب ‪2011‬م‬
‫فوق مستوى سطح البحر مما يجعلها اعلى قمة في السودان واكثر المظاهر التضاريسية‬
‫برو از فيها ‪ ،‬و تمثل األراضي الواقعة شرقها من الرمال القارية او ما يطلق عليه محليا‬
‫اسم (القيزان)‪ ،‬التي تكون من المناطق الخصبة للزراعة(‪ ، )22‬لذا كانت من اكثر المناطق‬
‫ترك از بالسكان والى الغرب من جبل مرة‪ ،‬يتواجد عدد من األودية التي تمتلئ في مواسم‬

‫‪50‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفيضانات‪ ،‬حيث تسيل مياه االمطار التي تتدفق لمئات األميال غرب دارفور ‪،‬‬
‫ونتيجة لتلك المسيالت المائية وما تحمله من طمى ورسوبيات‪ ،‬فأن الترب في ذلك الشريط‬
‫وبطون األودية توفر مراعي جيدة فضال عن مساحات للزراعة‪.‬‬
‫ويشابه مناخ جبل مرة مناخ البحر المتوسط ‪ ،‬من حيث اعتدال درجات الح اررة وكميات‬
‫االمطار الساقطة‪ ،‬التي تبلغ كمعدل سنوي بين (‪ ),00-100‬ملم سنويا ‪ ،‬اذ تسمح تلك‬
‫الظروف بز ارعة محاصيل متنوعة من الحمضيات والخضروات فضال عن الصمغ العربي‬
‫والسمسم‪ ،‬كما وفرت مراعي طبيعية دائمة‪ ،‬ومناشط اقتصادية متنوعة‪ ،‬أدت الى تكوين‬
‫مستقرات حضرية فضال عن الريف‪.‬‬
‫وتتباين الصفات االيكولوجية في القسم الجنوبي من دارفور‪ ،‬اذ يغطي أجزاءه الشمالية‬
‫السافانا الغنية والسهول الطينية‪ ،‬في حين تحتل الغابات المدارية أجزاءه الجنوبية والجنوبية‬
‫الغربية‪ ،‬التي تقل خصوبة الترب الغرينية فيها لكونها نقطة التقاء لعدد من المجاري‬
‫المائية(‪ .)21‬ويوصف المناخ بكونه متقلبا وغير منتظم‪ ،‬اال أنه اكثر استق ار ار وثباتا من الجزء‬
‫الشمالي من دارفور‪ .‬وقد اتاحت هذه الظروف امكانيات جيدة للرعي‪ ،‬وعلى نحو خاص‬
‫تربية االبقار‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬السكان والمجموعات األثنية‪ -‬القبلية في دارفور‪.‬‬
‫يشكل السكان العامل المحوري في جغرافية الدولة‪ ،‬والذي ال تتوقف قيمته عند‬
‫حجمه المطلق حسب‪ ،‬بل تتعداها للتفاعل مع العناصر األخرى في مقومات الدولة‪ ،‬والتي‬
‫تشكل توافر الموارد الطبيعية القادرة على تحقيق االكتفاء الدعامة الفاعلة لالستقرار‬
‫الجيوسياسي في أي اقليم‪ .‬اذ إن نظرية ضغط السكان هي في االساس رؤية الى (العوز)‬
‫أو (االكتفاء) وبذلك فهي اقتصادية أكثر من كونها ديموغرافية(‪.)22‬‬
‫وعلى الرغم من عدم توافر البيانات الكافية والدقيقة عن اقليم دارفور قبل عقد‬
‫بعيدا عن خطط‬
‫ﹰ‬ ‫السبعينيات نتيجة لتهميشه السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬الذي جعله‬
‫الحكومة المركزية في الخرطوم‪ ،‬اال إنه يمكن إعطاء صورة واضحة عن تطور حجم‬
‫السكان وتوزيعه في اإلقليم خالل المدة ‪ ،2991-29,2‬كما يظهر من الجدول (‪ )2‬والذي‬
‫يمكن أن نلخص منه ما يلي ‪-:‬‬

‫‪52‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ – 2‬بلغ عدد السكان اإلقليم نحو(‪ )1،219،555‬نسمة عام ‪29,2‬ثم ازداد في عام‬
‫‪2992‬ليصبح (‪ )2،222،552‬مليون نسمة‪ ،‬أي بزيادة مطلقة مقدارها (‪ )952999‬نسمة‬
‫وبمعدل نمو مقدارها (‪ )%1،1‬للمدة ‪.2992-29,2‬‬
‫‪ -1‬استمر السكان بالزيادة عام ‪ ،2991‬اذ بلغ مجموعهم (‪ )5،9,2،559‬مليون نسمة‪،‬‬
‫أي بزيادة مطلقة مقدارها (‪)2959905‬مليون نسمة وبمعدل نمو (‪)2،9‬و(‪ )2،1‬للمدة‬
‫‪2991-2992‬و‪2991-29,2‬على الترتيب‪ .‬على نحو يشير ان الزيادة تضاعف بصورة‬
‫(‪)%50‬تقريبا‪ ،‬خالل المدة ‪ 2991-29,2‬وقد تركزت هذه الزيادة في الجزء الغربي‬
‫والجنوبي بنمو اكبر نتيجة للهجرة والسيما من الجزء الشمالي من دارفور‪.‬‬
‫‪ -2‬نظ ار لصغر مساحة القسم الجنوبي والغربي نسبيا‪ ،‬اللذين يبلغان (‪21,200‬كم‪)1‬‬
‫و(‪910,9‬كم‪)1‬بالترتيب(‪ ،)25‬فأنهما استحوذا على النسب االعلى من حيث الكثافة‬
‫السكانية عام ‪ 2991‬اذ بلغت (‪2,‬نسمة كم‪ )1‬و(‪21‬نسمة كم‪ )1‬في القسم الجنوبي والغربي‬
‫على التوالي‪ ،‬ويعود ذلك الى البنية االيكولوجية المالئمة من حيث توافر مصادر المياه‬
‫واألعشاب‪ .‬في حين بلغت الكثافة السكانية في القسم الشمالي (‪1‬نسمة كم‪)1‬لهشاشة البنية‬
‫االيكولوجة والسيما تدني المطر وتذبذبه وارتفاع درجات الح اررة‪ .‬على نحو جعلتها منطقة‬
‫طاردة للسكان بصورة مستمرة‪.‬‬
‫وتشكل دارفور أنموذجا مصغ ار للتعقد االثني في السودان‪ ،‬والسيما ان توزيعها تمايز على‬
‫نحو وثيق وفق التمايز االيكولوجي‪ ،‬الذي رسم خارطة تقسيم العمل لسكانه‪.‬‬
‫الجدول (‪)1‬‬
‫توزيع الجغرافي لسكان إقليم دارفور‪.‬‬
‫المعدالت السنوي‬ ‫‪3771‬‬ ‫‪3791‬‬ ‫‪3791‬‬ ‫المنطقة‬
‫النسبة‪٪‬‬ ‫المدة‬ ‫الجغرافية‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪3791-3791‬‬ ‫‪3,983,1,9‬‬ ‫‪3,1,9,719‬‬ ‫‪798,939‬‬ ‫شمال دارفور‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3771-3791‬‬
‫‪1,,‬‬ ‫‪3791-3791‬‬ ‫‪3,938,991‬‬ ‫‪179,733‬‬ ‫‪198,,9,‬‬ ‫وسط وغرب‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪3771-3791‬‬ ‫دارفور‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3771-3791‬‬
‫‪,,9‬‬ ‫‪3791-3791‬‬ ‫‪1,177,178‬‬ ‫‪3,1,9,377‬‬ ‫‪988,811‬‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪3771-3791‬‬ ‫جنوب دارفور‬
‫‪1.9‬‬ ‫‪3771-3791‬‬
‫‪,,8‬‬ ‫‪3791-3791‬‬ ‫‪8,791,777‬‬ ‫‪1,331,871‬‬ ‫‪,,317,877‬‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪3771-3791‬‬ ‫المجموع‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪3771-3791‬‬
‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا على‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ - 21‬احمد وهبان ‪ ،‬الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر ‪ ،‬دراسة في االقليات‬
‫والجماعات والحركات العرقية ‪ ،‬ط‪ ، 5‬ليكس لتكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬االسكندرية ‪100, ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪109‬‬
‫*لم يجر اي تعداد رسمي للسكان في السودان ومنها اقليم دارفور بعد عام ‪.2991‬‬
‫فكما يبدو من الخارطة (‪ ،)1‬ان قبائل التعايشة والرزيقات والمبانية وبني هلبة وهم قبائل‬
‫عربية تركزوا في القسم الشمالي من دارفور‪ ،‬لمواءمة البيئة الطبيعية االقتصادية لهم في‬
‫ممارسة حرفتهم االصلية المتمثلة برعي االبل فضال عن نشاط زراعي صغير تتركز عند‬
‫منطقة ميدوب في الجزء الشمال الشرقي من شمال دارفور‪ ،‬وينتقل رعاة هذا القسم في‬
‫فصل الصيف بحثا عن الماء والكأل حول األودية و اآلبار الى االجزاء الوسطى والغربية‬
‫والتي تكون مكتظة بالسكان اذ يمارس غالبيتهم الزراعة المستقرة‪.‬‬
‫اما في وسط وغرب دارفور وعند جبال مرة فتتركز قبائل الفور غير العربية‪ ،‬وهي اكبر‬
‫القبائل في اإلقليم وقد سمي اإلقليم باسمهم وهم سكان مستقرون يمارسون النشاط الزراعي‬
‫فضال عن التجارة ويعود هذا االستقرار الى غنى البنى االيكولوجية فيها‪ ،‬وعدم تأثرها‬
‫بالتغيرات المناخية اال بشكل طفيف‪ .‬والى جانب قبائل الفور فان هنالك عدداﹰ من القبائل‬
‫األخرى األصغر حجما مثل المساليت والبرتي والتاما والتنجر وهي قبائل غيرعربية‪،‬‬
‫استقرت منذ القدم في هذا الجزء من دارفور‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الخارطة (‪)2‬‬
‫التوزيع القبلي لسكان إقليم دارفور‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬عمل الباحث اعتمادا علي‪:‬‬


‫‪Dr. James Morton, A Darfur Compendium, A review of the Geographical, Historica-61‬‬
‫‪and Economic, Thames field House, UK, 2009, p. 20.‬‬

‫اما الجزء الجنوبي من اقليم دارفور فيقطن فيه رعاة األبقار والتي تشكل غالبية سكانها من‬
‫القبائل العربية‪ ،‬مثل الرزيقات والهبانية وبنى هلبة والتعايشه والمسيرية والحوطية والثعالبة‬
‫والمسيرة والفالشة وغيرها ينظر خارطة (‪ )1‬نفسها‪ .‬ويرتكز اقتصاد هذا الجزء على نحو‬
‫رئيس على الرعي و على نحو خاص األبقار لتوفر الغطاء النباتي الكثيف‪ ،‬اذ تسود‬
‫األنماط والقيم السلوكية الرعوية(‪.)2,‬‬
‫خامساً‪ :‬المدخالت البيئية للصراع في دارفور‪.‬‬
‫ترتبط الموارد الطبيعية والسيما الموارد المتجددة مثل األرض الخصبة والماء‪ ،‬بقضايا بنيوية‬
‫(‪)29‬‬
‫التي تحتدم النزاعات من أجلها على نحو مباشر في‬ ‫ذات عالقة مباشرة بنظم العيش‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البيئات الجافة‪ ،‬اذ يكون التركيب االقتصادي واالجتماعي للسكان انعكاسا لتلك البيئات‬
‫لكونها تحدد نوعية العمل وامكانات العيش‪.‬‬
‫اذ تشكل دول جنوب الصحراء الكبرى نموذجا واضحا لألقاليم الجافة التي تبدو شدة التغير‬
‫المناخي واضحة فيها‪ ،‬ومنها اقليم دارفور في غرب السودان فقد عانى االقليم فترات من‬
‫الجفاف خالل المدد(‪ )29,2-2959‬و (‪ ، )2995-29,9‬على نحو شهد تساقط المطر‬
‫انخفاضا ملحوظا لمدة (‪ )15‬سنة من ‪ ،2990-2955‬بمقدار يتراوح ما بين ‪ 10‬و‪%10‬‬
‫عما كانت عليه(‪.)29‬‬
‫ويتباين اثر الجفاف نتيجة النخفاض تساقط االمطار في اقليم دارفور زمانيا ومكانيا للمدة‬
‫(‪ )29,5-2915‬و(‪ )1005-29,5‬كما يظهر في الجدول (‪ )1‬الذي يمكن ان نلخص‬
‫منه النقاط الرئيسة االتية ‪-:‬‬
‫‪ –2‬سجلت اعلى المعدالت السنوية للمطر خالل مدد الدراسة في محطة الجنينة التي تقع‬
‫في غرب دارفور‪ ،‬اذ بلغ المعدل السنوي للمطر (‪551،10‬ملم) و(‪110،,‬ملم) للمدتين‬
‫على التوالي‪ ،‬مما جعلتها من االقاليم الرطبة ذات الوفرة المائية التي لم تتأثر األنماط‬
‫المعاشية واالجتماعية فيها كثي ار بتناقص االمطار‪.‬‬
‫‪ -1‬جاءت محطة نياال التي تقع جنوب دارفور في المرتبة الثانية بمعدل سنوي‬
‫(‪119،,2‬ملم) و(‪2,5،50‬ملم) خالل مدد الدراسة‪ ،‬وعلى الرغم من ان كمية الهطول لم‬
‫تتناقص بشكل كبير‪ ،‬اال ان ارتفاع درجات الح اررة في هذا الجزء فضال عن سنوات الجفاف‬
‫دفع بجزء من السكان الى االنتقال والسيما في موسم الخريف‪.‬‬
‫الجدول (‪)2‬‬
‫المعدل السنوي للمطر في اقليم دارفور للمدة (‪)2002 - 1491‬‬
‫نسبة التغيير‬ ‫تناقص‬ ‫المعدل السنوى للمطر‬ ‫المعدل السنوي‬ ‫المحطة المناخية‬
‫(‪),997-3798‬‬ ‫للمطر(‪-3718‬‬
‫‪)3797‬‬
‫‪%11-‬‬ ‫‪71,18-‬‬ ‫‪399,79‬‬ ‫‪,9,,18‬‬ ‫الفاشر(شمال دارفور)‬

‫‪%38-‬‬ ‫‪9,,,3-‬‬ ‫‪198,79‬‬ ‫‪119,93‬‬ ‫نياال(جنوب دارفور)‬

‫‪%,1-‬‬ ‫‪318,79-‬‬ ‫‪1,9,99‬‬ ‫‪781,,9‬‬ ‫الجنينة(غرب دارفور)‬

‫‪Jon Barnett & W. Neil Adger, Climate Change, Human security and violent conflict in -20‬‬
‫‪Darfur, University of Melbourne, Australia, 2007, pp 639-655, www.elsevier.com‬‬

‫‪55‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ – 2‬سجلت أوطأ المعدالت السنوية للمطر في محطة (الفاشر) شمال دارفور اذ بلغت‬
‫(‪)1,1،25‬و(‪2,9،90‬ملم) خالل مدد الدراسة والتي تظهر الصفة شبه الصحراوية‬
‫والصحراوية لهذا الجزء من االقليم ‪ .‬على نحو أثرت بنيويا وبصورة سلبية على الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية فيه‪.‬‬
‫‪ -1‬شهدت المحطات الثالث تغي ار سلبيا في معدالتها ‪ ،‬خالل المدة (‪)1005-29,5‬‬
‫مقارنة بالمدة (‪ )29,5-915‬والتي كانت اشدها في محطة جنينة اذ بلغت (‪ )%225‬ثم‬
‫محطة الفاشر بنسبة (‪ )92،10‬ثم محطة نياال بنسبة (‪.)%,1،12‬‬
‫‪ -5‬على الرغم من تفاوت شدة التغير في اقسام دارفور كما أشرنا في النقطة (‪ )1‬اال أن‬
‫القسم الشمالي كان أكثر تأث ار‪ ،‬الرتباط الحياة االقتصادية فيها الذي يعتمد حياة الرعاة‬
‫والزراعة المحدودة في معدالت انتاجها على معدالت األمطار الساقطة‪.‬‬
‫ان االختالالت البيئية العميقة‪ ،‬أجبرت الرعاة وعلى نحو خاص في الجزء الشمالي من‬
‫دارفور الى الترحال بعيدا عن مناطقهم والدخول في حدود وتخوم القبائل األخرى التي تعمل‬
‫في الزراعة المستقرة‪ ،‬والسيما في المنطقة الشرقية حول جبل مرة بحثا عن الماء والكأل‪،‬‬
‫مما ولد نوعا من االحتكاكات نتيجة لزيادة المنافسة على تلك الموارد‪ ،‬الى جانب زيادة‬
‫أعداد السكان وأعداد رؤوس الماشية التي تطورت الى صراعات بمستويات مختلفة‪.‬‬
‫اذ يشير الباحث السوداني (د‪ .‬محمد سليمان) إلى إن هناك عالقة ارتباطية كبيرة بين زيادة‬
‫االحتكاك والصراعات مع انخفاض كمية المطر في دارفور ‪.‬اذ يمكن تمييز مرحلتين من‬
‫الجفاف انعكس تأثيرها على الصراع واستم ارره في دارفور(‪.)12‬‬
‫‪ – 2‬جفاف في منتصف السبعينيات (‪ ،)29,5- 29,1‬ويوصف بانه جفاف شديد نسبيا‪،‬‬
‫اال ان تأثيراته على حدة الصراعات كانت متوسط الوطأة‪ ،‬لكون انتاج الغذاء في السودان‬
‫ومنها دارفور‪ ،‬كان موجها نحو تلبية احتياجات االسواق المحلية‪ .‬بصورة امكن المخزون‬
‫من تخفيف شدة تأثير الجفاف‪.‬‬
‫‪ – 1‬جفاف في منتصف الثمانينيات (‪ )2995-2991‬ويوصف بانه جفاف شديد جدا‪ ،‬وقد‬
‫كان تأثيره كبي ار نسبةﹰ لتوجه االنتاج والسيما الرعوي للتصدير الى جانب انفجار الحرب‬
‫األهلية في السودان فضال عن الحرب التشادية ‪ -‬الليبية ‪.‬التي اتسع مداها الى مناطق‬
‫دارفور بحكم الموقع الجغرافي وتداخل القبائل من جهة تشاد مع دارفور ‪،‬وانتشار السالح‬

‫‪55‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والجماعات المسلحة في االقليم‪ .‬مما ادى الى زيادة حدة التوتر والصراع القبلي‪ ،‬مع تداخل‬
‫الهوية الثقافية القبلية في دارفور و االنقسامات المناطقية‪ ،‬ذات الحدود البيئية‪ ،‬الذي كشف‬
‫التدهور البيئي المستمر فيها عن المنافسة واالحتكاك من أجل الحصول على االرض‬
‫والمياه‪ ،‬العنصرين الحاسمين لسبل العيش المستدامة في دارفور ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬مستويات الصراع البيئي في دارفور‬
‫ان استمرار النزاعات واالشتباكات المتفرقة منذ عقد الثمانينيات من القرن المنصرم حول‬
‫المياه والمراعي في دارفور‪ ،‬اخذت وتيرتها بالتصاعد والشدة الى مرحلة امتد الصراع في‬
‫مداياها الى مستويات اجتماعية وسياسية فضال عن أبعادها وتدخالتها االقليمية والدولية‪،‬‬
‫مفرزة نمطا من الصراعات تمثل الموارد والتدهور البيئي اساسا لتفاقمها وتعدد أبعادها‪ .‬مما‬
‫يهدد األمن البيئي للدولة*‪ ،‬الذي يعد أحد ركائز األمن القومي لها‪.‬‬
‫اذ يشير الباحث العراقي (د‪ .‬عباس غالي الحديثي)‪ ،‬إلى أن ندرة المصادر الطبيعية‬
‫(المنافسة) والقحط البيئي وتدهورها‪ ،‬تمثل نماذج أساسية مسببة للصراعات البيئية في‬
‫أفريقيا‪ .‬والذي يصنف تلك الصراعات الى ثالثة أنماط ومستويات(‪.)11‬‬
‫أ_ مجموعة مقابل مجموعة ‪.‬‬
‫ب – مجموعة مقابل دولة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬دولة مقابل دولة‪.‬‬
‫ولغرض اإلحاطة بالعوامل المتشابكة واف ارزاتها الجيوبوليتكية فقد تمت دراسة مستويات‬
‫الصراع البيئي في دارفور على مستويين‪-:‬‬
‫‪ -2‬المستوى االجتماعي – السياسي للصراع‬
‫‪ -1‬المستويات المكانية للصراع‬
‫‪ -2‬المستوى االجتماعي – السياسي‬
‫تتضافر ثالث قوى رئيسة لصنع مشكلة الندرة واحتماالت تحفيزها للصراعات‪ ،‬وهي استنفاد‬
‫أو تدهور الموارد والنمو السكاني واخي ار عدم المساوات في التوزيع الذي يعني حصول‬
‫بعضهم على جزء اكبر مما يحصل عليه اآلخرون‪.‬‬

‫‪5,‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتمثل هذه العوامل االبعاد االجتماعية والسياسية للصراع لذا فضلنا دراسة هذا المستوى‬
‫على النحو الذي اعتمده الباحث العراقي (د‪ .‬عباس غالي الحديثي) كما ذكرنا سابقا وعلى‬
‫النحو االتي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬مجموعة مقابل مجموعة‪-:‬‬
‫تعود االحتكاكات بين القبائل في دارفور الى مدد سابقة‪ ،‬والتي برزت على نحو كبير منذ‬
‫عقد السبعينيات‪ ،‬من القرن المنصرم نتيجة للجفاف والتصحر‪ ،‬والذي كان القسم الشمالي‬
‫منه اكثر تأث ار كما اوضحنا سابقا‪.‬‬
‫وقد تميزت طبيعة تلك االحتكاكات ونمطها في البدء‪ ،‬بأنها لم تكن على أسس قبلية‪ ،‬بل إن‬
‫التنافس كان من أ جل الحصول على الماء والكأل لذا نجد ان صراعات محلية بين القبائل‬
‫ذات تكوينات عرقية عربية‪ -‬عربية أو أفريقية – أفريقية هي طابعها العام ‪ ،‬نتيجة للتوزيع‬
‫الجغرافي لتلك القبائل في دارفور ‪،‬ينظر خارطة (‪ )1‬فنجد ان صراعا بين قبيلتي بني هلبة‬
‫والمهرية قد حدثت عام ‪2991‬وهما من القبائل العربية‪ ،‬كما ان الصراع بين دار القمر‬
‫والفالته التي حدثت عام ‪ 2995‬كانا من القبائل االفريقية(‪ ،)12‬اال ان تعاظم الجفاف مع‬
‫نهايات عقد الثمانينيات وبالتحديد بعد عام ‪ 2995‬دفعت إلى هجرة اعداد كبيرة من رعاة‬
‫القسم الشمالي الى االجزاء الوسطى والشرقية وحول منطقة جبل مرة‪ ،‬فضال عن رعاة‬
‫الجنوب الى تلك المنطقة ومكثوا فيها بشكل دائم‪ .‬والتي دفعت قبائل الفور (غير عربية)‬
‫الى التحالف مع القبائل االفريقية االخرى للوقوف امام هجمات الرعاة من الشمال والجنوب‪.‬‬
‫وقد ادى هذا التحول في نمط االحتكاك والصراع‪ ،‬الى ايجاد تحالفات قبلية على‬
‫اسس عرقية‪ ،‬اذ تحالفت غالبية الرعاة من الشمال والجنوب وهم من العرب (ضد) القبائل‬
‫غير العربية وهم قبائل الفور والزراع المستقرين (‪.)11‬‬
‫ب‪ -‬مجموعة مقابل دولة ‪-:‬‬
‫ان تصاعد االحداث في دارفور بعد عام ‪ ،2995‬نتيجة النعكاس مديات الجفاف‬
‫والتصحر على االقليم‪ ،‬قاد الى انفالت امني‪ ،‬حيث شاعت ظاهرة السطو والنهب المسلح‬
‫التي شكلت صدعا مستم ار للحكومة المركزية وحكومة الواليات في دارفور ‪.‬‬
‫وقد تزامن مع هذا التصدع االقتصادي واالمني بروز حركة االستقطاب الحزبي‪ ،‬التي‬
‫وقعت خالل عهد الديمقراطية الثالثة في السودان بين عامي ‪ ،2999 -2995‬اثناء والية‬

‫‪59‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصادق المهدي اذ عمد الحزبان الكبيران في دولة السودان‪ ،‬وهما حزب اآلمة الذي وقف‬
‫باتجاه دعم القبائل العربية‪ ،‬في حين تركز استقطاب ونشاط الحزب االتحادي الديمقراطي‬
‫على القبائل األفريقية(‪.)15‬‬
‫كما عمد حزب األمة الحاكم الى فكرة الميليشيات القبلية من خالل تشكيل قوات‬
‫الجنجويد‪ ،‬التي ضمت في صفوفها فضال عن مقاتلي القبائل الرعوية في دارفور بقايا‬
‫(الفيلق االسالمي) الذي أسسه الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في الثمانينيات القرن‬
‫المنصرم‪ ،‬كرأس حربة في االستراتيجية الليبية لنشر القومية العربية واالسالمية في أفريقيا‪،‬‬
‫وبعد تخلي ليبيا عن الفكرة حلت هذه الميليشيات الذي عاد معظم افرادها الى دارفور‪ .‬والتي‬
‫استخدمتها الحكومة السودانية في الحرب على القبائل االفريقية في االقليم(‪.)15‬‬
‫وعلى الرغم من وصول حركة االنقاذ الى السلطة عام ‪2999‬وخطابها اإلصالحي‪،‬‬
‫اال ان االستمرار في دعم المركز للقبائل العربية ضد القبائل االفريقية‪ ،‬واصرار عملية‬
‫التهميش االقتصادي والسياسي‪ ،‬تحولت وألول مرة مطالب االحتجاج او الصراعات القبلية‬
‫– القبلية الى مواجهة ضد الدولة عام ‪ .2991‬اذ وقع التمرد بقيادة عضو الحركة‬
‫االسالمية داود يحيى بوالد ومعه القبائل االفريقية في محاولة للسيطرة والوصول الى جبل‬
‫مرة الذي اصبح تحت سيطرة وحكم القبائل العربية المدعومة من الحكومة اال ان تلك‬
‫المحاولة فشلت(‪.)1,‬‬
‫ان نتيجة التسيس االثني والقبلي في دارفور‪ ،‬قادت الى تحول نمط الصراع في إطار دائرة‬
‫القبلية‪ -‬القبلية الى مواجهة مجموعات ذات تكوينات عرقية متماثلة والتي تمثلت بالقبائل‬
‫االفريقية في دارفور ضد الدولة في صراع عسكري منذ شباط عام ‪ 1002‬التي كانت‬
‫والتزال تداعياتها السلبية على دارفور والسودان كبيرة‪ ،‬فضال عن امتداد مجاالتها الجغرافية‬
‫الى االطار االقليمي والدولي‪.‬‬
‫ج‪ -‬دولة مقابل دولة‪-:‬‬
‫وضعت الجغرافية اقليم دارفور في تداخل حدودي بين السكان وجوارها الجغرافي‪،‬‬
‫المتمثل بليبيا وتشاد على نحو ال تشكل الحدود عائقا امام انتقال السكان من والى دارفور‬
‫مع هذه الدول‪ ،‬نتيجةﹰ لطبيعتها الصحراوية الذي سهلت ذلك االنتقال والسيما مع تداخل‬

‫‪59‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الجماعات العرقية عند الحدود الى جانب ضعف دول هذه المجموعة في ضبط الحدود‬
‫السياسية بينها‪.‬‬
‫لذلك فأن مؤشر نمط صراع الدولة ضد دولة يكون ضعيفا‪ ،‬لكون هذه الدول ال‬
‫تملك استراتيجيات بيئية‪ ،‬بل تمتلك اجندة سياسية تحاول ان تالئمها مع متطلبات بنية‬
‫النظام العالمي الذي تقوده الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬
‫فمحاوالت التدخل التشادي‪ ،‬تمثل في ايجاد حلول لالجئين البيئيين**من دارفور‪ ،‬الذي بلغ‬
‫عددهم في تشاد ما يقارب عن ‪ 100000‬شخص‪ ،‬اذ يؤدي التدهور البيئي الى تزايد أعداد‬
‫الالجئين البيئيين والذي يزيد من الطلب على الموارد الطبيعية‪ .‬مما يشكل عبئا ثقيال على‬
‫الدول المضيفة (تشاد) ‪.‬‬
‫ان الصراع االجتماعي‪-‬السياسي وتطوره مكانيا‪ ،‬قد قاد الى ضرورة تحليله وتفكيكه عبر‬
‫مستويات مكانية ثالثة‪:‬‬
‫اوالً ‪ //‬المستوى المحلي‬
‫شكلت ازمة دارفور‪ ،‬نقطة وهن في السياسة السودانية‪ ،‬في أثناء مفاوضات (نيفاشا) مع‬
‫معارضي الجنوب‪ ،‬الذين كونوا صالت وثيقة مع معارضي دارفور من خالل دعمهم‬
‫باإلمكانات اللوجستية والمادية‪ ،‬مما جعل الحزب الحاكم (حركة االنقاذ) تحت ضغوط تلك‬
‫األ زمة بالموافقة على نقاط (نيفاشا) التي بلغت مرحلة االستفتاء حول تقرير مصير شعب‬
‫جنوب السودان واعالن استقالله في ‪.1022‬‬
‫ان استقالل الجنوب واستمرار الصراع واألزمة في دارفور‪ ،‬جعل األجزاء الشرقية من‬
‫السودان تطالب بتحسين أوضاعها االجتماعية واالقتصادية والسياسية وظهور حركات‬
‫معارضة فيها للسلطة حتى في الخرطوم‪ ،‬الى جانب اعتراف الحكومة بالمعارضة في‬
‫دارفور كما حدث في مفاوضات عام(‪ )1005‬بعد ما كانت تطلق عليهم بالمتمردين ‪.‬‬
‫وامام هذه الصورة الجيوبولتيكية المعقدة التي بلغت فيها السودان المرتبة (‪ )21,‬ضمن‬
‫مستويات التنمية بحسب تقرير التنمية البشرية لعام ‪ .)19( 1022‬فان ميزان القوى للحكومة‬
‫المركزية في الخرطوم‪ ،‬يضعف في السيطرة على دارفور واالجزاء االخر من الدولة‬
‫السودانية‪ ،‬الى أن أصبحت دولة هشة قابله للتفكك‪.‬‬

‫‪,0‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثانياً ‪ //‬المستوى االقليمي‬
‫يتركز المستوى االقليمي على دول الجوار الجغرافي لدارفور والمتمثل بتشاد وليبيا‬
‫فضال عن مصر‪.‬‬
‫تلبية لطلب الحكومة‬
‫فبالنسبة لتشاد‪ ،‬فقد سعت الى عدم تقديم أية مساعدات للمعارضة ﹰ‬
‫السودانية وذلك سعيا لتحقيق النقاط الرئيسة االتية في عالقاتها مع الخرطوم‪-:‬‬
‫‪ – 2‬ضمان عدم إثارة الخرطوم مشكالت لها عند حدودها الشرقية الممتدة بينها والسودان‬
‫‪،‬وبالتحديد عند حدود دارفور وتشاد من خالل التعهد من الجانب السوداني بعدم دعم‬
‫المعارضة التشادية‪.‬‬
‫‪ – 1‬ان زعزعة االستقرار في السودان وعلى نحو خاص في دارفور سينعكس سلبا على‬
‫االستقرار السياسي واالجتماعي واالقتصادي في تشاد‪ .‬فمثال وصل عدد الالجئين من‬
‫دارفور الى تشاد الى اكثر من‪ 100000‬شخص‪.‬‬
‫في حين اتسم الدور الليبي بالغموض‪ ،‬ويعود ذلك آلرتباط ليبيا بجميع أطراف النزاع‪ ،‬وقد‬
‫حاولت ان تأخذ دور الوسيط بين الفرقاء السياسيين في دارفور وحكومة الخرطوم ‪.‬وقد‬
‫توارت ليبيا عن دارفور بعد ثورة الربيع العربي التي أطاحت بالرئيس السابق‪.‬‬
‫اما الموقف المصري فغلب عليه الحيادية واالرتكان الى لعب دور توافقي من خالل‬
‫االرتكاز الى منطلقات رئيسة بشأن االزمة تمثلت في(‪-:)19‬‬
‫‪ –2‬الوقوف ضد أي مسعى لتدويل األزمة وضرورة التزام كافة الجهود الدولية خطا ثابتا‬
‫يحافظ على وحدة السودان وسيادته‪.‬‬
‫‪ –1‬الحرص على معالجة األزمة تحت مظلة االتحاد االفريقي وفي إطار افريقي– عربي‪.‬‬
‫‪ –2‬ضرورة التوصل الى اتفاق شامل بين الحكومة السودانية واطراف النزاع بشكل نهائي‪.‬‬
‫ويأتي الموقف المصري‪ ،‬من خالل ادراكه بأن ضعف الحكومة السودانية وزعزعة‬
‫استق ارره سينعكس سلبا على االمن القومي المصري‪ ،‬والسيما منذ بداية األزمة شهد الواقع‬
‫الجيوسياسي السوداني تحديات كبيرة‪ ،‬كان اكبرها حق تقرير مصير الجنوب التي ستكون‬
‫ورقة ضغط جيوبولتيكية على السودان الشمالي وبمقدار أكبر على مصر‪ ،‬من خالل ارتباط‬
‫األمن المائي المصري الذي يعتمد على نهر النيل و التي تكون منابعه من السودان‬

‫‪,2‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واالمريكية‪ ،‬اللتين تستطيعان‬ ‫الجنوبي‪ ،‬اذ تدور االخيرة في فلك المصالح االسرائيلية‬
‫استخدام المياه كورقة ضاغطة على التوجهات الجيوبولتيكية لمصر‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ //‬المستوى الدولي‪:‬‬
‫يمثل المشهد الدولي للصراع على دارفور الصورة المصغرة‪ ،‬في اعادة صياغة القارة‬
‫االفريقية‪ ،‬بما يخدم أهداف واستراتيجيات القوى الفاعلة في عالم ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬اذ‬
‫تمثل الواليات المتحدة االمريكية والصين وفرنسا فضال عن األمم المتحدة‪ ،‬التي أوجدت‬
‫ق اررتها في إطار ميزان القوى المتحكم بها من قبل الواليات المتحدة االمريكية الالعبين‬
‫الرئيسيين في التنافس على دارفور‪ ،‬لذا سيتم التركيز على هذه القوى وعلى النحو االتي‪-:‬‬
‫أ– الواليات المتحدة االمريكية ‪-:‬‬
‫اتخذت الواليات المتحدة االمريكية موقفا عدائيا حاسما ضد الحكومة السودانية منذ اندالع‬
‫الصراع في دارفور ‪.‬‬
‫وتجسد هذا الموقف من خالل مجموعة من العقوبات والحمالت التحريضية التي تأتي في‬
‫مقدمتها تدويل مشكلة دارفور من خالل إدراجها على جدول أعمال األمم المتحدة‪،‬‬
‫واعطائها مساحة كبيرة من المناقشات ودعم واصدار الق اررات الدولية من خالل مجلس‬
‫االمن ‪ ،‬إذ تم اصدار (‪ )22‬ق ار ﹰار منذ القرار االول رقم (‪ )2555‬الصادر في عام (‪)1001‬‬
‫وحتى عام (‪ ) 1005‬بشأن قضية دارفور‪ ،‬الذي يدور في إطار الحد من اإلبادة الجماعية‬
‫ضد سكان دارفور من قبل السلطة المركزية في الخرطوم والتدخل االممي وامكانية استخدام‬
‫القوة (‪ . )20‬اال إن ايديولوجية الخطاب السياسي االمريكي يرمي في حقيقته الى ابعاد‬
‫جيوبوليتيكية‪-:‬‬
‫‪ –2‬االحتكام بالجغرافيا السياسية الحيوية في العالم ومنها القارة االفريقية التي تمثل السودان‬
‫جزءاﹰ مهما منها‪ ،‬الحتوائها على كميات هائلة من النفط‪ ،‬اذ بلغ االحتياطي المؤكد فيها‬
‫(‪ ),،9‬مليار برميل عام ‪ ،1020‬وهو بهذا يحتل الرقم العشرين بين دول العالم من حيث‬
‫احتياطي النفط(‪.)22‬‬
‫‪ -1‬األهمية الجيوستراتيجية لموقع السودان في الحرب االمريكية على اإلرهاب‪ ،‬اذ ركزت‬
‫الواليات المتحدة االمريكية على منطقة القرن االفريقي حيث توجد أكبر قاعدة أمريكية في‬

‫‪,1‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جيبوتي‪ .‬اال إن االستراتيجية االمريكية وسعت من اعتباراتها االمنية لتشمل منطقة الساحل‬
‫االفريقي والصحراء الكبرى وغرب افريقيا‪ ،‬بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر عام ‪.1002‬‬
‫‪ -2‬أضعاف وتفتيت الدولة السودانية‪ ،‬من خالل فرض العقوبات االقتصادية والسياسية‬
‫والتدخل االممي‪ ،‬على نحو ساقت الخرطوم الى توقيع اتفاقية (نيفاشا) عام ‪ ،1005‬واعالن‬
‫دولة جنوب السودان‪ ،‬الذي امتد البعد الستراتيجي لبزوغها الى ما وراء التأثير على االمن‬
‫القومي السوداني الشمالي والمصري في إبعاد الصين من المنافسة على النفط السوداني‪،‬‬
‫والسيما وان نسبة (‪ )%91‬من االنتاج كان يأتي من الجنوب قبل االستقالل‪.‬‬
‫‪ -1‬التخطيط لربط نفط دارفور مع خط تشاد – كاميرون الذي يتم تصديره عبر ميناء‬
‫كريبي على المحيط االطلسي‪ ،‬والذي يشكل بديال عن النفط الشرق االوسط عند األزمات‬
‫فضال عن تقليل تكاليف النقل‪ ،‬ويمول البنك الدولي هذا المشروع الذي تديره أحدى أكبر‬
‫الشركات االمريكية وهي اكسون موبيل(‪.)21‬‬
‫ب – الصين ‪-:‬‬
‫يأتي اهتمام الصين بقضية دارفور نتيجة للشراكة النفطية المتميزة لها مع السودان‪ ،‬اذ‬
‫حصلت مؤسسة النفط الوطنية الصينية على حق االستكشاف النفطي في عدة مناطق‬
‫مهمة من السودان عام ‪ .2995‬وبعد قطع واشنطن لعالقاتها مع الخرطوم عام ‪،299,‬‬
‫أ سرعت بكين الى ملء ذلك الفراغ‪ ،‬وعملت على توطيد عالقاتها االقتصادية مع الخرطوم‬
‫على نحو بلغ ت نسبة االستثمار الصيني في القطاع النفطي السوداني ما يقارب عن‬
‫(‪) %10‬من أسهم شركة بترول النيل األعظم السودانية‪ ،‬فضال عن حصة الشركة الصينية‬
‫من النفط حوالي ‪250‬الف برميل يوميا ‪،‬ويغطي مشروع الصيني المشترك مساحة تصل‬
‫الى خمسين ألف ميل مربع في الجنوب ويؤمن النفط السوداني حوالي ‪ %9‬من االحتياجات‬
‫النفطية الصينية (‪.)22‬‬
‫وقد اكدت بكين انها تقف بوجه أية عقوبات تفرض على الخرطوم وحتى لو استدعى‬
‫استخدام حق الفيتو وهذا ما حدث في القرار االممي (‪ )2551‬عام ‪ ، 1001‬الذي نص‬
‫على تطبيق البند السابع وهو ما يتيح استخدام القوة ضد الخرطوم‪ ،‬اال إن وقوف الصين‬
‫وروسيا عمل على تغيير صيغته‪.‬‬

‫‪,2‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لذا تمثل مواقف بكين من أزمة دارفور مصالحها الحيوية االقتصادية مع السودان‪ ،‬وفي‬
‫اطار توجهاتها الجيوستراتيجية في التنافس والحصول على الطاقة في افريقيا‪.‬‬
‫ج ‪ -‬فرنسا‪-:‬‬
‫يعود اهتمام فرنسا بقضية دارفور الى ارتباطها التاريخي والسياسي بالمنطقة‬
‫االفريقية‪ ،‬والسيما إن دارفور تشمل الرقعة الجغرافية الفاصلة بين مصالح المستعمرات‬
‫االنكلوسكسونية والفرانكفونية (تشاد وافريفيا الوسطى والنيجر والكاميرون) كما تشكل فرنسا‬
‫الشريك االقتصادي الثاني للسودان في شرق افريقيا والمستثمر الخامس فيها بعد الدول‬
‫االسيوية(‪.)21‬‬
‫لذا فان الرؤيا الفرنسية في أحداث دارفور جاءت في صنع توازنات ما بين الحكومة‬
‫ومطالبات المعارضة في دارفور‪ ،‬من خالل دعم الجهات االقليمية ومنها االتحاد االفريقي‬
‫والدول العربية في حل النزاع الى جانب رفض قتل المدنيين و انتشار السالح بين‬
‫الميليشيات‪.‬‬
‫ويأتي التوجه الفرنسي للمحافظة على مصالحها مع الحكومة السودانية التي ترتبط بعالقات‬
‫اقتصادية متينة‪ .‬كما تحاول مقاومة النفوذ االمريكي ومراقبته في دول غرب افريقيا‪ ،‬فضال‬
‫عن المحافظة على النظام التشادي والنظام القائم في افريقيا الوسطى نظ ار الى وجودها‬
‫التاريخي فيهما على المستويين االقتصادي والثقافي‪ .‬و تمثل دارفور جوارهما الجغرافي‬
‫اللتين تتأثران بنتائج الصراع فيها‪.‬‬
‫االنعكاسات الجيوبوليتيكية للصراع البيئي في دارفور‪-:‬‬
‫ان محصلة الصراع في دارفور الذي لم يكتمل مشهده الجيوسياسي وحسمه لحد اللحظة‪،‬‬
‫إال انه ترك اثار جيوبوليتيكية عميقة في بنيان الدولة السودانية وعلى اقليم دارفور نفسها‪،‬‬
‫الذي يمكن رصد نقاط رئيسة منها‪-:‬‬
‫‪ - 2‬بلغ عدد القتلى نتيجة للصراع المسلح الى ما يقارب عن ‪ 2000‬الف شخص شهريا‬
‫في ذروة الصراع بين سنتي ‪ ،1001 -1002‬ثم انخفض الى ما بين ‪ 250-220‬شخص‬
‫شهريا في نهاية مدة الصراع العسكري ما بين عامي ‪.)25(1009-1009‬على نحو يقدر‬
‫عدد القتلى بما يقارب (‪ )100،000‬شخص ويمثل هذا تدمي ار للقوى البشرية في االقليم‪،‬‬
‫والسيما وان الحرب تجعل من القوة الشابة وقودها الدائم‪.‬‬

‫‪,1‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -1‬ادى الصراع العنيف في دارفور منذ عام ‪ ،1002‬الى الهجرة القسرية (النزوح) لما‬
‫يقارب عن (‪ )1،5‬مليون شخص والذي يشكل نسبة (‪ )%50‬من اجمالي النازحين في‬
‫نتيجة للحروب الداخلية بين الشمال والجنوب‬
‫ﹰ‬ ‫السودان الذي وصل الى خمسة ماليين نازح‬
‫وبين الشمال ودارفور‪ ،‬وهي اكبر االعداد على المستوى العالمي‪ .‬وتعيش غالبية المشردين‬
‫(النازحين) في مخيمات غير قادرة على مواصلة الحياة اليومية‪ ،‬اذ تعتمد اعتمادا كليا على‬
‫المساعدات الخارجية من أجل البقاء‪ ،‬إذ إن استمرار انخفاض هطول االمطار وتدني‬
‫خصوبة االراضي وقلة االنتاجية الى مستوى الكفاف‪ ،‬انعكست على سوء التغذية وتفاقم‬
‫أزمة االمن الغذائي في االقليم ‪.‬‬
‫‪ -2‬انعدام األمن واالستقرار االجتماعي في المخيمات‪ ،‬نتيجةﹰ الكتظاظها بالسكان وعدم‬
‫كفاية الطعام والمياه‪ ،‬وانخفاض فرص العمل على نحو تفشت ظاهرة السطو والسرقة والقتل‬
‫بشكل كبير في تلك المخيمات ‪.‬‬
‫‪ -1‬وضع السودان في إطار عزلة جيوبوليتيكية‪ ،‬من خالل فرض العقوبات الدولية عليها‪،‬‬
‫وهوما انعكس على البنية السياسية – االقتصادية وحتى التماسك االجتماعي ‪ .‬الذي برزت‬
‫من خالل المظاهرات في العاصمة الخرطوم على غالء المعيشة والبطالة وكبت الحريات‬
‫واعاقة عمل مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬
‫الخالصة‬
‫إن تضاؤل الموارد الطبيعية في اقليم دارفور‪ ،‬نتيجة للتدهور البيئي الذي أصاب منطقة‬
‫الصحراء الكبرى في افريقياوالذي يشكل اقليم دارفورجزءاﹰ منها‪ ،‬عملت على توثيق الصلة‬
‫بين الصراعات والتغيرات البيئية على مر السنين في اشكال عدة وللمدد طويلة بسب‬
‫الجفاف التي اتصف بها االقليم على مدى العقود األربعة الماضية‪ ،‬مما ادى الى زيادة‬
‫الفقر وانتشار أنماط من الهجرة الموسمية والدائمة بين سكان االقليم‪ ،‬وبحركة عمودية من‬
‫الجزء الشمالي ذات النطاق الفقير ايكولوجيا‪ ،‬نحو االجزاء الغربية والجنوبية االكثر وفرة‪.‬‬
‫على نحو اصبحت هنالك منافسة بين البدو (الجمالة) والزراع المستقرين‪ ،‬الذين يتنافسون‬
‫على األودية أو مجاري االنهار الموسمية ‪ ،‬وقد ارتبط هذا المشهد مع نظام االنتاج‬
‫االقتصادي – االجتماعي الذي يتمثل بتوزيع المجموعات السكانية على أسس قبلية ‪-‬‬
‫عرقية حيث تتوزع الرعاة وغالبيتهم من االصول العربية في نطاق الجزء الشمالي والجنوبي‪،‬‬

‫‪,5‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في حين يستقر السكان ذو االصول االفريقية وهم يزاولون الزراعة المستقرة في االجزاء‬
‫الوسطى والغربية من دارفور‪ ،‬مما ولدت احتكاكات وتصادمات عسكرية نتيجة لهجرة الرعاة‬
‫نحو المناطق الزراعية للمنافسة على الماء واالرض الخصبة وهما العنصران الحاسمان‬
‫للحياة المستدامة في دارفور‪ .‬وعلى نحو عام فان نمط تلك الصراعات كانت تأخذ شكل‬
‫مجموعات ضد أخرى في البداية‪.‬‬
‫اال أن نمط تلك الصراعات أخذ بعدا اجتماعيا – سياسيا خطي اﹰر‪ ،‬من خالل سياسة‬
‫االستقطاب الحزبي القبلي التي مارسها النظام الحاكم في السودان خالل المدة(‪-2995‬‬
‫‪ ،)2999‬فبدال من ايجاده لحلول جذرية لمشكلة نقص الموارد فانه عمل على تزويد القبائل‬
‫العربية بالسالح مما عمل على تكثيف النزاع‪.‬‬
‫كما أخذت مشكلة دارفور‪ ،‬اتجاها ونمطا اخر عما كانت عليه صراعاتها السابقة‪ ،‬اذ‬
‫أصبحت هذه الصراعات على طول خطوط (القبلية ‪ -‬العرقية)‪.‬‬
‫وقد ظهرت أولى المجابهات بين المجموعات االفريقية ضد الدولة عام ‪ ،2991‬ولتشهد‬
‫مجابهة ثانية بينهما عام ‪ 1002‬والتي شملت جميع اقليم دارفور‪ ،‬اذ وضعت تلك القبائل‬
‫على طول الفجوة العربي ‪ -‬االفريقي ومواءمة أو التعاون مع أحد االتجاهين‪.‬‬
‫وشكل البعد الدولي تأثي اَر سلبيا في تأجيج حدة التوتر السياسي والعسكري‪ ،‬والذي تمثل على‬
‫نحو رئيس بالواليات المتحدة االمريكية التي عملت على تدويل قضية دارفور في مجلس‬
‫االمن الدولي بحسب القرار االممي (‪ )2555‬في ‪ ،1001‬فضال عن فرض العقوبات‬
‫االقتصادية والسياسية التي كانت تسعى فيها الى السيطرة على حقول نفط وسط وغرب‬
‫افريقيا وربط نفط دارفور مع خط تشاد – كاميرون المقترح‪ ،‬وابعاد المنافسة الصينية لها في‬
‫السودان‪ ،‬فضال عن توسع استراتيجيتها في محاربة (اإلرهاب)‪ .‬وسعت فرنسا في المحافظة‬
‫على مصالحها االقتصادية واالمنية في السودان وتشاد والمحافظة على مناطق نفوذها في‬
‫افريقيا من االمتداد االمريكي‪ ،‬اال ان مسار سياساتها تغير لتتوافق مع السياسة االمريكية‪،‬‬
‫في حين كان التوجه الصيني يعمل من أجل الحصول على امتيازات اكبر من نفط دارفور‬
‫والسودان وفي اطار المنافسة مع الواليات المتحدة األمريكية في االستحواذ على مجاالت‬
‫اوسع لمصادر الطاقة في افريقيا‪.‬‬

‫‪,5‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتمثل مواقف الفاعلين االقليمين في كل من مصر وليبيا وتشاد‪ ،‬في ايجاد حالة من التوازن‬
‫ما بين الحكومة المركزية في الخرطوم والمعارضة‪ ،‬خوفا من انعكاسات االزمة على دولهم‪،‬‬
‫اذ تمثل تلك الدول الجوار الجغرافي االقليمي لدارفور‪.‬‬
‫وقد خلف الصراع في دارفور‪ ،‬اكثر من (‪ )100،000‬قتيل‪ ،‬وما يقارب عن (‪ )1،5‬مليون‬
‫نازح داخل وخارج السودان فضال عن اضعاف البنية االقتصادية واالجتماعية في دارفور‬
‫وبروز ظاهرة السطو والنهب وانعكاس حالة االنفالت األمني واالصطدام في دارفور على‬
‫الوزن السياسي للسودان‪ ،‬التي باتت مهددة بالتفكك والسيما بعد اعالن استقالل الجنوب في‬
‫عام ‪.1022‬‬
‫التوصيات‬
‫اوال ‪ -‬تفعيل اتفاقية سالم دارفور عام ‪1005‬الذي يضع حال سياسيا للنزاع ‪ ،‬ويعطي‬
‫مساحة كبيرة للتفاوض بين االطراف المتنازعة التي أصبحت على جبهات متعددة ومتعقدة‬
‫من أجل االسهام في عودة النازحين الدارفوريين الى ديارهم ‪ ،‬وهذا يتطلب تأييدا دوليا‬
‫للجهود االنسانية ‪،‬فضال عن جهود الوسيط الدولي واالتحاد االفريقي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬توفير رأس المال الكافي وتوظيفه من أجل توليد ما يكفي من الموارد للتقليل من أثر‬
‫التغيرات المناخية وشحة الموارد التي تقع مسؤولية توفيرها على عاتق الحكومة المركزية في‬
‫الخرطوم ‪ ،‬فضال عن الدعم االنساني من الدول الصديقة والكبرى ‪ ،‬اذ ان مآالت‬
‫الصراعات واستم ارره ينعكس على تقويض شرعية السلطة والهياكل االجتماعية التي تؤدي‬
‫الى صراع مفتوح‪.‬‬
‫ثالثا – ان المشكلة االثنية تكون شديدة التعقيد في اطارها التركيبي القبلي أو القومي أو‬
‫الديني ‪،‬مما يتطلب اصالحا سياسيا يضمن حقوق االعتراف بالتنوع والمناقشة العلنية‬
‫لحقوق االقليات لذا فإن مبدأ المشاركة السياسية واعادة توزيع الثروات وضمان االنتماءات‬
‫الهوياتي في اطار تنموي هي النقاط الرئيسة لبوادر االنفراج السياسي لألزمة في دارفور‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬زيادة االهتمام بالبحوث الجيوسياسية التي تبحث العالقة بين البيئة السياسية والبيئة‬
‫الطبيعية وتغيراتها والخروج من هاجس الدراسات التي تبحث عن موضوعات االمن في‬
‫اطار الصراع والقوات المسلحة ‪ ،‬والركون الى المقاربات التي تتناول العوامل الدافعة‬
‫للصراع ‪ ،‬بدال من مناقشة نتائج الصراع حسب‪.‬‬

‫‪,,‬‬
5102 / ‫جملة دياىل‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
Abstract:
The diminishing of natural resources in the region of Darfur, due to the
environmental crash that included the great in Africa in which Darfur is
apart of it, had made a hug impact to strengthen the relation between the
conflict and the environmental changes along the years and ages because
of the severe drought that dominated the region for four decades, this long
drought caused increasing of the poverty rate and spreading kinds of
seasonal and perennial migration and continues ones among the people of
the region. The migration performed in a vertical movement from
northern part, which is very poor ecologically, to southern and western
productive part, thus, as a result, a kind of competition happened between
the nomads and the settled farmers. Also, the struggle of Darfur became a
tribal ethnic struggle. The first confrontation between the African tribal
groups against the government was in 1991, and the second one was in
2003, that included all region of Darfur.
As a result of the conflict in Darfur more than 200, 000 small groups and
around 2,5milion of emigrants both inside and outside Sudan, which led to
a weakening in the economical and social bases and also led to the
emergence of burglary and looting, it reflected the unstable condition of
security and confrontation in Darfur and in the political importance of
Sudan, which became very dangerous to be disassembled especially after
the announcing of the independence of southern Sudan in 2011.

‫الهوامش‬
www.eyesondarfur.org -1
، ‫ المركز القومي للنشر‬، ‫ ترجمة مصطفى الجمال‬، ‫ تاريخ السودان الحديث‬، ‫ روبرت‬،‫ كونيال‬-1
.119‫ ص‬، 1020 ، ‫القاهرة‬
.122‫ ص‬، ‫ المصدر نفسه‬، ‫ روبرت‬،‫ كونيال‬-2
،‫ مؤسسة جيو برو جكتس‬،5 ‫ ط‬،‫ أطلس الوطن العربي و العالم‬،‫ محمد علي و زمالؤه‬،‫ الفرا‬-1
.12‫ ص‬،2999،‫بيروت‬
‫ مؤسسة كارنيغي للسالم الدولي‬،2‫ ط‬،‫ السودان من صراع الى صراع‬،‫ مارينا ومي السعدني‬،‫أوتاوي‬-5
. ,‫ص‬،1021، ‫بيروت‬،
. 52‫ ص‬، 2992 ، ‫ بيروت‬، ‫ المكتبة االسالمية‬، 1‫ ط‬، ‫ السودان‬، ‫ محمود‬،‫ شاكر‬-5
.51‫ ص‬، 1005 ، ‫ بيروت‬، ‫ الشركة الكونية‬، 1‫ ط‬، ‫ االقليات المسلمة في العالم‬،‫ مسعود‬،‫ الخوند‬-,

,9
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -9‬ابراهيم‪ ،‬موسى‪ ،‬قضايا عربية ودولية معاصرة ‪ ،‬ط‪، 2‬دار المنهل العربي ‪،‬بيروت‪، 1020،‬‬
‫ص‪.2,5‬‬
‫‪ -9‬الصياد‪ ،‬محمد محمود و محمد عبدالغني سعودي ‪ ،‬السودان ‪ :‬دراسة في الوضع الطبيعي والبشري‬
‫والبناء االجتماعي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دارالمعارف الجامعية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‪. 122‬‬
‫‪ -20‬بوش‪ ،‬احمد ادم‪ ،‬جدلية العالقة بين العوامل البيئية والنزاعات في دارفور ‪ ،‬ملف السالم (‪ )1‬مركز‬
‫دراسات الشرق االوسط ‪ ، 1002 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -22‬الصياد‪ ،‬محمد محمود‪ ،‬معالم جغرافية الوطن العربي ‪ ،‬المجلد االول ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت‬
‫‪ ، 29,0 ،‬ص‪. 2,9‬‬
‫‪ -21‬العاني‪ ،‬خطاب صكار و ابراهيم عبدالجبار المشهداني ‪ ،‬جغرافية الوطن العربي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬جامعة‬
‫بغداد ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2999 ،‬ص‪. 222‬‬
‫‪ -22‬دوفرايجية‪ ،‬موريس‪ ،‬مدخل الى علم السياسية ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬سامي الدروبي واخرون ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار‬
‫دمشق ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬بدون سنة الطبع ‪ ،‬ص‪. 5,‬‬
‫‪ – 21‬وهبان‪ ،‬احمد‪ ،‬الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر ‪ ،‬دراسة في االقليات والجماعات‬
‫والحركات العرقية ‪ ،‬ط‪ ، 5‬ليكس لتكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 100, ،‬ص‪. 109‬‬
‫‪www.bbcarabic.com -25‬‬
‫‪Dr. James Morton, A Darfur Compendium, A review of the Geographical, -25‬‬
‫‪Historical and Economic, Thames field House, UK, 2009, p, 20.‬‬
‫‪ -2,‬وهب‪ ،‬علي‪ ،‬المجتمعات البشرية واالنماط المعاشبة والسلوكية ( منهجية الجغرافيا االجتماعية ) ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬دار الفكر اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2995 ،‬ص‪.299‬‬
‫‪ -29‬دوماى‪ ،‬اس‪ ،‬االقتصاد السياسي للحروب االهلية ‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬عبد االله النعيمي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دراسات‬
‫عراقية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1009 ،‬ص‪. 52‬‬
‫‪ -29‬عبدالعال‪ ،‬محمد‪ ،‬البيئة والسكان في السودان ‪،‬‬
‫‪Jon Barnett & W. Neil Adger , Climate change, human security and‬‬ ‫‪-10‬‬
‫‪Darfur , University of Melbourne , Australia , 2007 , pp‬‬ ‫‪violent conflict in‬‬
‫‪639-655 ,‬‬
‫‪www.elsevier.com‬‬
‫‪ -12‬سليمان‪ ،‬محمد‪ ،‬الحرب في دارفور ‪ :‬تأثير عنصر الموارد ‪ ،‬المجلة السودانية لثقافة حقوق‬
‫االنسان ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ، 1009 ،‬ص ‪.22‬‬
‫* االمن البيئي ( ‪ ) environment security‬يعنى بالتهديد المفروض من قبل االحداث البيئية‬
‫والمتجهة نحو االفراد والمجتمعات المحلية واالمم ‪ .‬انه يركز ايضا على تأثير الصراع البشري والعالقات‬

‫‪,9‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدولية على البيئة أو على كيفية ان المشاكل البيئية تتعدى حدود الدولة و في مجال االكاديمي يعرف‬
‫ينظر‪:‬‬ ‫االمن البيئي بانه العالقة بين االهتمامات الرئيسة مثل الصراع المسلح والبيئة الطبيعة‬
‫(‪)wilcipedia the free encyclopedia : environment security‬‬
‫‪ -11‬الحديثي‪ ،‬عباس غالي‪ ،‬الصراعات البيئية في القارة االفريقية ‪ ،‬االنماط والنتائج ‪ ،‬مجلة الجمعية‬
‫الجغرافية العراقية ‪ ،‬العدد (‪ ، 1022 ، )52‬ص‪. 292‬‬
‫‪-12‬أحمد وهبان‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.11,‬‬
‫‪ -11‬العوض‪ ،‬سناء حمد ‪ ،‬الخريطة الديموغرافية إلقليم دارفور ‪ ،‬السياسة الدولية ‪ ، 100, ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ -15‬النحاس‪ ،‬محمد االمين عباس‪ ،‬أزمة دارفور ‪ ،‬بدايتها وتطورها ‪ ،‬المستقبل العربي ‪ ،‬العدد (‪) 221‬‬
‫‪ ،‬بيروت ‪ ، 1005 ،‬ص‪. ,9‬‬
‫‪ -15‬رأفت‪ ،‬إجالل‪ ،‬أزمة دارفور بين التجاذبات الداخلية والمصالح الخارجية ‪ ،‬شؤون العربية ‪ ،‬العدد‬
‫(‪ ، )21,‬القاهرة ‪ ، 1005 ،‬ص‪.205‬‬
‫‪ -1,‬عبداهلل‪ ،‬ادم محمد احمد ‪ ،‬قضية دارفور‪ :‬االسباب والتداعيات وسبل المعالجة ‪ ،‬المجلة العربية‬
‫للعلوم السياسية ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ، ) 11‬بيروت ‪ ، 1009 ،‬ص‪. 2,‬‬
‫* تم وصف الالجئتين البيئيين بأنهم االشخاص الذين لم يستطيعوا تأمين سبل عيشهم في اوطانهم‬
‫التقليدية بسبب عوامل بيئية غير اعتيادية بشكل اساسي ( ‪Norman myers and J. kent‬‬
‫‪environmental exodus: an emergent crisis in the global arena the climate :‬‬
‫‪insfitute , Washington , D.C , 1995,p18‬‬
‫‪ -19‬برنامج االمم المتحدة االنمائي ‪ ،‬تقرير التنمية البشرية لعام ‪ ، 100,‬نيورك ‪ ،100, ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ -19‬كامل‪ ،‬أحمد خميس ‪ ،‬دارفور بين الضغوط الخارجية واالستجابة الداخلية ‪ ،‬السياسة الدولية ‪،‬‬
‫العدد (‪ ، 1009 ، ) 2,,‬ص‪. 12‬‬
‫‪ -20‬ازمة دارفور‪ ،‬وثائق دولية‪،‬هدية مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪. 1005 ،252‬‬
‫‪ -22‬عبدان‪ ،‬محمد‪ ،‬ازمةدارفور ‪ :‬وابعاد التدخل االمريكي في المنطقة ‪ ،‬دراسات الشرق االوسطية ‪،‬‬
‫السنة التاسعة ‪ ،‬العددان ( ‪ 19‬و ‪ ، ) 20‬المؤسسة االردنية للبحوث والمعلومات ‪ ، 1001 ،‬ص‪.22,‬‬
‫‪ -21‬السوداني‪ ،‬ابو اسكندر‪ ،‬السودان ومستقبل الصراع الجيوبوليتيكي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مركز الغد العربي ‪،‬‬
‫دمشق ‪ ، 1009 ،‬ص‪.195‬‬
‫‪ -22‬باكير‪ ،‬علي حسين ‪ ،‬ديبلوماسية الصين النفطية ‪ ،‬االبعاد واالنعكاسات ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المنهل‬
‫اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1020 ،‬ص‪.21,‬‬
‫‪ -21‬كامل‪ ،‬احمد خميس‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪90‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المصادر‬

‫أوال‪ :‬المصادر العربية‬


‫‪ ‬ابراهيم‪،‬موسى ‪ ،‬قضايا عربية ودولية معاصرة ‪ ،‬ط‪، 2‬دار المنهل العربي ‪،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1020‬‬
‫‪ ‬اوتاوي‪،‬مارينا ومي السعدني‪،‬السودان من صراع الى صراع‪ ،‬ط‪ ،2‬مؤسسة كارنيغي‬
‫للسالم الدولي ‪،‬بيروت ‪. 1021،‬‬
‫‪ ‬باكير ‪،‬علي حسين ‪ ،‬ديبلوماسية الصين النفطية ‪ ،‬االبعاد واالنعكاسات ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار‬
‫المنهل اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪. 1020 ،‬‬
‫‪ ‬بوش‪،‬احمد ادم ‪ ،‬جدلية العالقة بين العوامل البيئية والنزاعات في دارفور ‪ ،‬ملف السالم‬
‫(‪ )1‬مركز دراسات الشرق االوسط ‪. 1002 ،‬‬
‫‪ ‬الحديثي ‪،‬عباس غالي ‪ ،‬الصراعات البيئية في القارة االفريقية ‪ ،‬االنماط والنتائج ‪ ،‬مجلة‬
‫الجمعية الجعرافية العراقية ‪ ،‬العدد (‪. 1022 ، )52‬‬
‫‪ ‬الخوند ‪،‬مسعود ‪ ،‬االقليات المسلمة في العالم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬الشركة الكونية ‪ ،‬بيروت ‪1005 ،‬‬
‫‪ ‬دوفرايجية‪ ،‬موريس ‪ ،‬مدخل الى علم السياسية ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬سامي الدروبي واخرون ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬دار دمشق ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬بدون سنة الطبع ‪.‬‬
‫‪ ‬دوما ‪،‬ى ‪.‬اس ‪ ، .‬االقتصاد السياسي للحروب االهلية ‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬عبد االله النعيمي ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬دراسات عراقية ‪ ،‬بيروت ‪. 1009 ،‬‬
‫‪ ‬رأفت ‪،‬إجالل ‪ ،‬ازمة دارفور بين التجاذبات الداخلية والمصالح الخارجية ‪ ،‬شؤون العربية‬
‫‪ ،‬العدد (‪ ، )21,‬القاهرة ‪. 1005 ،‬‬
‫‪ ‬سليمان ‪،‬محمد ‪ ،‬الحرب في دارفور ‪ :‬تأثير عنصر الموارد ‪ ،‬المجلة السودانية لثقافة‬
‫حقوق االنسان ‪ ،‬العدد الثامن ‪. 1009 ،‬‬
‫‪ ‬السوداني ‪،‬ابو اسكندر ‪ ،‬السودان ومستقبل الصراع الجيوبوليتيكي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مركز الغد‬
‫العربي ‪ ،‬دمشق ‪.1009 ،‬‬

‫‪92‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬شاكر‪ ،‬محمود ‪ ،‬السودان ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المكتبة االسالمية ‪ ،‬بيروت ‪.2992 ،‬‬
‫‪ ‬الصياد‪،‬محمد محمود و محمد عبدالغني سعودي ‪ ،‬السودان ‪ :‬دراسة في الوضع‬
‫الطبيعي والبشري والبناء االجتماعي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دارالمعارف الجامعية ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ ‬الصياد ‪،‬محمد محمود ‪ ،‬معالم جغرافية الوطن العربي ‪ ،‬المجلد االول ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪،‬‬
‫‪.29,0‬‬
‫‪ ‬العاني‪،‬خطاب صكار و ابراهيم عبدالجبار المشهداني ‪ ،‬جغرافية الوطن العربي ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬بغداد ‪. 2999 ،‬‬
‫‪ ‬عبداهلل ‪،‬ادم محمد احمد ‪ ،‬قضية دارفور‪ :‬االسباب والتداعيات وسبل المعالجة ‪ ،‬المجلة‬
‫العربية للعلوم السياسية ‪ ،‬العدد ( ‪ ، ، ) 11‬بيروت ‪. 1009 ،‬‬
‫‪ ‬عبدالعال ‪،‬محمد ‪ ،‬البيئة والسكان في السودان ‪،‬‬
‫‪ ‬عبدان ‪،‬محمد ‪ ،‬ازمةدارفور ‪ :‬وابعاد التدخل االمريكي في المنطقة ‪ ،‬دراسات الشرق‬
‫االوسطية ‪ ،‬السنة التاسعة ‪ ،‬العددان ( ‪ 19‬و ‪ ، ) 20‬المؤسسة االردنية للبحوث‬
‫والمعلومات ‪. 1001 ،‬‬
‫‪ ‬العوض‪ ،‬سناء حمد ‪ ،‬الخريطة الديموغرافية إلقليم دارفور ‪ ،‬السياسة الدولية ‪. 100, ،‬‬
‫‪ ‬الفرا‪ ،‬محمد علي و زمالئه‪ ،‬أطلس الوطن العربي و العالم‪ ،‬ط ‪ ،5‬مؤسسة جيو برو‬
‫جكتس‪ ،‬بيروت‪. 2999 ،‬‬
‫‪ ‬كامل ‪،‬أحمد خميس ‪ ،‬دارفور بين الضغوط الخارجية واالستجابة الداخلية ‪ ،‬السياسة‬
‫الدولية ‪ ،‬العدد (‪. 1009 ، ) 2,,‬‬
‫‪ ‬كونيال ‪،‬روبرت ‪ ،‬تاريخ السودان الحديث ‪ ،‬ترجمة مصطفى الجمال ‪ ،‬المركز القومي‬
‫للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪. 1020 ،‬‬
‫‪ ‬النحاس ‪،‬محمد االمين عباس ‪ ،‬أزمة دارفور ‪ ،‬بدايتها وتطورها ‪ ،‬المستقبل العربي ‪،‬‬
‫العدد (‪ ، ) 221‬بيروت ‪.1005 ،‬‬

‫‪91‬‬
‫جملة دياىل ‪5102 /‬‬ ‫العدد اخلامس والستون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬وهب ‪،‬علي ‪ ،‬المجتمعات البشرية واألنماط المعاشية والسلوكية ( منهجية الجغرافيا‬
‫االجتماعية ) ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الفكر اللبناني ‪ ،‬بيروت ‪. 2995 ،‬‬
‫‪ ‬وهبان‪،‬احمد ‪ ،‬الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر ‪ ،‬دراسة في االقليات‬
‫والجماعات والحركات العرقية ‪ ،‬ط‪ ، 5‬ليكس لتكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬‬
‫‪.100,‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر االجنبية‬


‫‪James Morton, A Darfur Compendium, A review of the Geographical, Historical‬‬
‫‪and Economic, Thames field House, UK, 2009 .‬‬
‫‪Jon Barnett & W. Neil Adger , Climate change, human security and Darfur ,‬‬
‫‪violent conflict in University of Melbourne , Australia , 2007.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االنترنيت‬
‫‪www.eyesondarfur.org‬‬
‫‪www.bbcarabic.com‬‬

‫‪92‬‬

You might also like