You are on page 1of 20

‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬


‫دراسة في الجغرافية السياسية‬

‫م‪.‬م تغريد رامز هاشم العذاري‬


‫جامعة بابل‪ /‬كلية التربية االساسية‬
‫المقدمـــــــة‬
‫ً‬
‫شكل السودان معرضا حيا لصنوف األحداث والظوواهر اججتماييةواجتتصوادية والسياسوية منوذ يدود توديم‬ ‫ً‬
‫مما جعله تب لة للباحثين والدارسين ججراء دراساتدم في هذه التغيرات المميـزة لدذا الوونن الااسوا المتنوو‬
‫والمتعدد الثقافات ومدخالتدا ولم يخل األمر من خيرات وفيرة لم تحصي ولم تعد جعلت مون السوودان هودفا ً‬
‫ألنما الطامعين ‪.‬وإن تناولنا العدد القريب فكـــــان الحكم التركي ثم يقبه اجستعمار اجنجليزي وما خلفه‬
‫من ويالت وتداييات وإنقسامات داخـــل كل مجتما وكيان تائم في السودان‪.‬‬
‫تمثلت ماكلة جنوب السودان أساسا ً من نابا اجختالفات الطبيعية في الكيان اججتماييوالثقافية والبيئة التي‬
‫شكلت موتعا ً جغرافيا ً مميزا ً واستطا االستعمار أن يجعلــــدا معضولة عوعبة الحول وأدت إلوي أكبور حودث‬
‫سياسي في تاريـــوـ السوودان بعـــوـد االستـوـقالـ وهــــــــوـو اجنفصواـ الكامول وتيوام دولوة جنووب السوودان‬
‫المستقلة سياسيا ً وسيادياً‪ .‬ولـــــم تتوتـــــــــــف األنمـــــــا الخارجيوة الباحثوة يون المصوالخ الخاعوة ينود‬
‫هذا االنفصاـ بــــــــل سعت المتداد الاقاق وبُعد الوحدة أو حتى التعاون فيما بين الدولتين وحملت أجندتدا‬
‫الخاعة معــــــاوـ الفرتــــــــة لتضرب في كل اجتجاهات حتى كانت تضية ترسيم الحدود‪.‬‬
‫تناوـ هذا البحث األبعاد التوي شوكلت تضوية ترسويم الحودود وتودايياتدا التوي لـــوـم تـــــوـكن عونا االنفصواـ‬
‫الحديث بل هي اختالفات في الحدود االتتصاديةواالجتمايية والثقافية ثـــــم الحدود السياسيـــة التوي أشوعلت‬
‫فتيل الحرب مجددا ً وأيادت لألذهان تاري إنقضى منذ اكثر من يار سنوات ولـــــــم تاكل إتفاتية السالم‬
‫الاامل أو المفاوضات التي تلتدا فيه أي حل جــــــذري للماكلة ‪.‬‬
‫وتتمثل أهمية البحث في أنه ال مناص من الجلوس والتاواور وحسوم تضوية الحودود العالقـــــوـة بالدبلوماسوية‬
‫والتفاوض والحكمة فيما يحقق االستقرار ومدخالت السالم الااملـــة للدولتين بال عرايات‪.‬‬
‫ومازالووت تووداييات منطقووة أبيووي الحدوديووة تتوور يلووى تبائوول المنطقووة وحكومووات الوودولتين وكووذا الحوواـ فووي‬
‫منانق أخر مثل كوافي كنجوي وحفورة النحواس وإن حسوم أمور منطقوة هجلويـ رخـــــوـر المنوانق المتنواز‬
‫يليدا يسكريا ً فدوذا الخيوار ريور مقبووـ وياوكل حلقوة ريوب ال ناتوة للاــوـعب السووداني أو شوعب جنووب‬
‫السووودان بدووا فدووي منووانق مترابطووة ومتعووددة ومتداخلووة القبائــــــــــووـل والعاووائر ناهيووم يوون أندووا منووانق‬
‫شاسعة إن تم خوض حرب فيدا ستنقلب ياجالً إلي منـــانق لحروب العصابات وتطا الطرق فضالً ين‬
‫اجستنزاف التام لخيرات ومـــــوارد الـــــــدولتين بال نائل‪.‬‬

‫ماكلة البحث‪-:‬‬
‫تسبب يدم التنمية اجتليمية في تردي األحواـ االتتصادية والسياسوية فوي أتواليم السوودان المختلفوة هوذا‬
‫حركووات التموورد التووي حملووت السووالو فووي وجــــووـه الحكومووات المركزيووة‬ ‫التووردي أد إلووى دووور بع و‬
‫المتعاتبة أفرزت تلوم الحركوات حسوا انفصواليا لوبع سوكان تلوم األتواليم الجنووب – الغورب – الاورق –‬
‫الاماـ )‪.‬‬
‫ومن هنا برز سؤاـ البحث الرئيسي التالي‪-:‬‬
‫_ ماهي االثارالتي تترتب يلى الصرا الحدودي بين السودان وجنوب السودان‪.‬‬
‫فرضية الدراسة‪-:‬‬
‫‪ -‬للمااكل الحدودية أثار سلبية يلى النواحي االتتصادية والثقافية واالتتصادية‪.‬‬
‫‪-‬يصنف السودان ضمن اكبر يار دوـ مساحة في العالم مليون ميل مربا) وهو بذلم يفوق مساحة دوـ‬
‫ررب أوربا مجتمعة ‪.‬‬
‫أهمية البحث‪-:‬‬
‫تنبا أهمية البحث من المعرفة والويي باألمور التالية‪-:‬‬
‫‪ / 1‬التفووريف فووي بع و أتوواليم السووودان الحاليووة تحووت كوول الظووروف) يفقوود السووودان أهووم مقومووات التنميووة‬
‫واالستقرار ويحوله إلي دويالت ضعيفة تخضا لسيطرة وهيمنة الدوـ الكبر ‪.‬‬
‫‪981‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫‪ / 2‬التمسم بوحدة أراضي السودان الحالية ضورورة وحوق للاوعب يلوى المؤسسوات السوودانية السياسوية‬
‫مندا والعسكرية‪.‬‬
‫حدود البحث‪-:‬‬
‫يمتد السودان في مساحة جغرافية واسعة تمتد من الاماـ إلوى الجنووب لتغطيوة ‪ 11‬دائورة يرضوية وهوو‬
‫بذلم يحتوي يلى معظم األتاليم الجغرافية ‪.‬خريطة ‪ )1‬توضخ موتا السودان‪.‬وخريطة ‪ )2‬توضخ جنوب‬
‫السودان‪.‬‬
‫مندجية البحث‪-:‬‬
‫تبنوووووووووووت هوووووووووووذه الدراسوووووووووووة يلوووووووووووى اسوووووووووووتخدام الموووووووووووندـ ‪-:‬أ) الموووووووووووندـ التووووووووووواريخي‪-:‬‬
‫ويأتي استخدام المندـ التاريخيبسبب نبيعة الموضو وهو حل ماكلة الحدود بين السودان ودولة‬
‫جنووووب السوووودان يبووور مراحووول تاريخيوووة معينوووة ووفقوووا ً التفاتيوووات مختلفوووة‪.‬ب) الموووندـ التحليلوووي‪:-‬‬
‫فقد تم استخدام هذا المندـ في معالجة وتحليل األساليب والطرق واججوراءات التوي توم اللجووء إليدوا‬
‫في تسوية النزا الحدودي بين السودان ودولة جنوب السوودان اسوتنادا ً إلوى مبواد وتوايود القوانون‬
‫الدولي العام‪.‬‬

‫خريطة ‪ )1‬الموتا الجغرافي للسودان‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪ -1‬موسوية ويكيبيديا الحرة‪.www.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫‪ -2‬الابكة الدولية االنترنت يلى الموتا ‪forums.selze.net -:‬‬

‫‪911‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫خريطة ‪)2‬‬
‫الموتا الجغرافي لجنوب السودان‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪ 1‬محمد يمر موسى في دراسة بمعدد الدراسات األفريقية واآلسويوية مقدموة تعريفيوة للجنووب مناوورة فوي‬
‫كتاب د‪ .‬يبد هللا السريا سنوات في جنوب السودان ص ‪.21-22‬‬
‫والهمية البحث تم تقسيمه الى ثالثة مباحث االوـ تناوـ التعريف بالحدود السياسية اما المبحث الثاني تناوـ‬
‫ال نزا الحدودي بين السوودان ودولوة جنووب السوودان بينموا تنواوـ المبحوث الثالوث واتوا النوزا الحودودي –‬
‫اسباب النزا الحدودي ‪.‬‬
‫المبحـــــث االوـ‬
‫الحدود السياسية‬
‫تعرف "الحدود السياسية" تعريف يتسم باقين األوـ يتناوـ كلمة الحدود والتي هي جما "حد" وهي لغويوا ً‬
‫"الفصل بين الايئين لئال يختلف أحدهما باآلخر أو لئال يتعد أحدهمـــــا يلى اآلخر" ومنتدى كل شئ هوو‬
‫حده‪ 1.‬وفيما يخص الاق الثاني كلمة "السياسية" فالمــعنى المعروف هي ساس يسوس وساس الريية أي‬
‫تولي رئاستدم وتيادتدم وهي تدبير أمــــور الدولــــــــــــة وحاعول الجموا بوين الاوقين هوو أن " الحودود‬
‫السياسية هي الفاعول بوين نطواتين مون نطاتــــــــوـات ممارسوة النفووذ والقووة أو هوي العالموات الدالوة يلوى‬
‫نداية إنار مــــــــن تلم األنـــــــر التي تمارس خاللدا يملية التخصيص السولطوي للقويم أو القووة والنفووذ‬
‫وبــــــداية اآلخر"‪.2‬‬
‫هناك إتجاهات لتعريف الحدود السياسية تعريفا ً إعطالحيا ً بعيدا ً ين اجتفاق شبـــــه العام يــلى إيتبار الحد‬
‫السياسي بأنه " ذلم الخف المتصور الفاعل بين إتليم دولوة موا يون إتلويم دولـــوـة أخور " فاجتجواه األوـ‬
‫وضا الحدود السياسوية فوي إنوار الظواهرة السياسوية المحكوموة بوـعالتات مؤتتوة بتووازن القوو وال تخضوا‬
‫لإلسووتقرار أو الثبووات بينمووا يــووـر اجتجوواه الثوواني أن الحـــووـدود السياسووية وواهرة تعكو توودرا ً موون الثبووات‬
‫واجستقرار وحين يتم تعيين الحدود فــــــال مجاـ جمكانية إيادة النظر فيدا بينما اجتجاه الثالث يجما شويئا ً‬
‫مــــــن اجتجاهين السابقيــن ويخلـــــــص إلى أن الحدود السياسية هي اهرة سياسية ألندا خطوون للفصول‬
‫بــــين سويادات الودوـ المتجواورة وهوي واهرة تانونيوة ألندوا تتضومن إمتوداد القوانون الوداخلي للدولوة يوـبر‬
‫أرجائدا يلى النحو الذي يعبر ين وحدة وتماسم الدولة‪.3‬‬

‫‪919‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫وباووكل يووام فوودن الحوودود السياسووية هووي التووي تحوودد موتووا الدولووة بالنسووبة للوودوـ األخوور وموود ممارسووتدا‬
‫الختصاعاتدا اجتليمية وبداية االختصاص اجتليمي للدوـ األخر ‪.‬‬
‫تصنيف الحدود‪-:‬‬
‫هنالم العديد من اجتجاهات لتصنيف الحدود السياسية يمكن تلخيصدا في اآلتي‪:‬‬
‫اجتجاه الجغرافي في تصنيف الحدود‪ :‬ويرتكز يلى مد اجسوتعانة بالظواهرات الطبيعيوة فوي تحديود الحودود‬
‫ممووا يقسوووم الحووودود إلووي نبيعيوووة وعووونايية فالطبيعيووة كالجبووواـ والوووتالـ واألندووار والبحوووار والصوووحاري‬
‫والمستنقعات والغابات بينما الصونايية تنقسوم إلوى حودود باورية اي تتماشوي والظواهرات الباورية كوالعرق‬
‫والدين واللغة ‪ )..‬والحدود الدندسية وهي حدود فلكية تستند يلى دوائر العرض والطووـ وتبودو فوي أشوكاـ‬
‫مختلفة هي ‪:1‬‬
‫حدود فلكية بحتة تتفق ما خطون الطوـ ودوائر العرض ويايا هذا النمف في أفريقيا وأمريكا الامالية‪.‬‬
‫الحدود يلى أبعاد متساوية من ساحل أو سلسلة جبلية‪.‬‬
‫وتتميز الحودود الدندسوية باالسوتقامة الواضوحة وتجاهلدوا للظوروف الطبيعيوة والباورية التوي تمور بدوا وإن‬
‫تميزت كذلم بسدولة التخطيف‪ .‬فقد درت يلى تطايات مـــــن تلم الحـــــــدود الدندسية ماكالت الفصول‬
‫بين منانق متصلة باريا ً واتتصاديا ً كالـــــحد المـــصريالسوداني الذي يسير موا دائورة يورض ‪ 22‬درجوة‬
‫شماالً وفي نرفه الارتي تكمن ماــــكلة مثلــث حاليب القاننة بقبائل البااريةوالعبابدةوالبجا التي تجوـ‬
‫ما بين مصر والسودان دون ايتــــــــبار للحدود‪.‬‬
‫اجتجاه القانوني في تصنيف الحدود‪ :‬وهي ما يرفوت بأندوا الحودود المعتورف بدوا فوي القوانون الودولي والتوي‬
‫اليثار حولدا أي نزا وحدود ال تحظى بالمارويية الدولية ومعظمدا ين الحدود التي تقوم نسبة جنفصاـ‬
‫منطقة أو اتليم ين الدولــــة األم أو ناتجة ين ضم منطقوة معينوة مثول ضوم اثيوبيوا ألريتريوا بموجوب القورار‬
‫اجمبرانـووـوري يووام ‪1692‬م وضووم ليبيووا جتلوويم أوزو) التاووادي فووي منتصووف التسووعينات موون القــووـرن‬
‫الماضي‪.‬‬
‫اجتجاه السياسوي فوي تصونيف الحودود‪ :‬ويرتكوز هوذا اجتجواه يلوى دور اجرادة السياسوية فوي تعيوين الحودود‬
‫وبووذلم ينطلووق موون ثووالث أنوووا رئيسووية هووي حوودود مفروضووة بوواجرادة المنفووردة وهووي مووا يقصوود بدووا تجسوويد‬
‫لنظريوووة القووووة فوووي العالتوووات الدوليوووة‪ 2‬وحـــــــوووـدود اجتفاتيوووة وهوووي موووا يتوعووول إليدوووا مووون خوووالـ إبووورام‬
‫معاهدةأوإتفاق باأن الوضا الندائي لخف الحدود والنوو الثالوث هوو الحودود الموروثوة ويقصود بدوا الحودود‬
‫التووي ناووأت موون الخطووون اجداريووة بووين المسووتعمرات والتووي ورثتدووا الدولووة المسووتقلة مـــــــووـن اجسووتعمار‬
‫األوروبوووووي وهووووووذا النوووووو األخيوووووور هوووووو الووووووذي اسوووووفرت ينووووووه معظــــوووووـم الماوووووواكل الحدوديــــووووووـة‬
‫واجتتصاديةواججتمايية والسياسية بين الدوـ المستقلة وخير مثاـ ما يدور اآلن بين دولوة السوودان ودولوة‬
‫جنوب السودان حوـ الحدود وتاريخدا ووضعدا ومـــد إرضائدا للطرفين ‪.‬‬
‫مراحل تخطيف الحد السياسي‪-:‬‬
‫مرحلة التعريف‪ :‬وهي مرحلة عيارـــــــة معاهدة الحدود بوين الودوـ األنوراف وتتضومن المعاهودة وعوفا ً‬
‫للحد والمنطقة التي يخترتدا ومساره‪ .‬وكلما كان الوعف تفصيليا ً ودتيقا ً ومتضمنا ً إحوداثيات جغرافيوة تحودد‬
‫مسار الحد السياسي كلما كانت احتماالت النزا بين الدولتين تليلة‪.‬‬
‫مرحلة التحديد‪ :‬وهي تتضمن يملية توتيا الحد من مجرد نص في المعاهدة إلى خف يلوى الخورائف‪ .‬ويمكون‬
‫تضمين هذه المرحلة ضمن المرحلة السابقة‪.‬‬
‫مرحلة التعيوين‪ :‬تتضومن تلوم المرحلوة تحديود خوف الحودود أو تعيينوه يلوى الطبيعوة باسوتخدام نورق مختلفوة‬
‫كاألسالك الاائكة أو األيمدة الخرسانية أو األسوار ورير ذلم‪.‬‬
‫مرحلووة إدارة الحوود‪ :‬وهووي مرحلووة دائمووة تتضوومن المحافظووة يلووى الحوود الخطووي السياسووي ودوام فايليتووه‬
‫وحراسته‪.3‬‬
‫ـ و ائف الحدود ‪:‬ـ‬
‫إن للحدود السياسية و ائف يديدة ‪ ,‬وتد حدد بوجز ‪ )Boggs‬بع هذه الو ائف التي يمكن تلخيصدا بما‬
‫يأتي ‪:‬ـ‬
‫‪ -1‬الو يفة الدفايية أو األمنية ‪:‬‬

‫‪911‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫يعوود هولوودو) أوـ موون أنوور لدووذه الو يفووة تووأنيرا ً نظري وا ً إذ توواـ إن الوودفا هووو الدوودف األساسووي‬
‫للحدود ‪ ,‬وإن اجنسان حيوان مقاتل يقتضي أياتته يون اجتصوالواجحتكاك بوسوائل نبيعيوة ‪ ,‬وكوان يور أن‬
‫الحدود ينبغي أن تتماشـى ما منانق الجباـ بوعفدا فواعل نبيعية) ‪.‬‬

‫‪ -2‬الو يفة االتتصادية ‪:‬ـ‬


‫أن الحدود بدذا الوعف تدخل ضمن التنظيم االتتصادي للدولة ‪ ,‬ومن الناحية التجارية والصنايية ‪,‬‬
‫تد تلجأ الدولة إلى إتامة حواجز جمركية لمنا منافسة البضائا األجنبية للبضوائا المحليوة وحمايتدوا ‪ ,‬كموا إن‬
‫إخوووتالف أسوووعار البضوووائا يبووور الحووودود يوووؤثر يلوووى مواتوووا الصووونايات التوووي تتوووأثر بالتعرفوووة الجمركيوووة ‪,‬‬
‫فالصنايات المتأثرة بالتعرفة الجمركية يادة ما تتونن بالقرب من منانق الحدود ‪.‬‬
‫‪ -3‬الو يفة الدستورية والقانونية ‪:‬ـ‬
‫تبرز أهميوة الحودود فوي هوذه الو يفوة فوي سويادة مفعووـ القووانين الخاعوة بالدولوة يلوى جميوا مسواحتدا‬
‫ضمن حدودها السياسية ‪ ,‬بحيث تستطيا الدولة أن تسري القوانين الخاعوة بالضورائب والتجنيود والعقوبوات‬
‫يلى جميا أفراد السكان ‪.‬‬
‫أن منانق الحدود نالت أهمية من الدوـ ألندا تمثل نقان الدفا ين السويادة اجتليميوة ‪ ,‬فأتاموت يليدوا‬
‫األستحكامات العسكرية لمنا الغزو الخارجي ويتجلى ذلم بوضوو في العصور السابقة ‪.‬‬
‫إن التقدم التكنولوجي خاعة ما يتعلق بأساليب الحرب واألسلحة الحربية تد تلول مون و يفوة الحودود‬
‫الدفايية بحيث لم تعد الدوـ تعتمد يلى تحصين حدودها لضومان أمندوا خاعوة بالنسوبة للودوـ العظموى التوي‬
‫تمتلم معدات يسكرية متطورة ‪ ,‬أما أتامة مخافر للارنة يلى نقان معينة من الحدود فتعود بوديالً للحصوون‬
‫الدفايية وال يتعد كوندا تعزيوزا ً لسويادة الدولوة وسويطرتدا يلوى إتليمدوا ‪ ,‬وال تقتصور و يفوة الحودود يلوى‬
‫الناحية الدفايية بمعناها العسكري فحسب بل الدفا بمعنواه الواسوا يون سوكان الوحودة السياسوية يسوكريا ً أو‬
‫من األمراض المعدية واألوبئة الوافدة أو تسلل المخربين من وحدات سياسية مجواورة ‪ ,‬لوذلم أنتاورت نقوان‬
‫الدفا والمحاجر الصحية ونقان الحراسة لتحقيق هذ ِه األهداف ‪.‬‬
‫إال إن التطورات ا التتصادية التي شددها العالم تود ريورت مون المفدووم التقليودي للحودود ‪ ,‬إذ شوددت‬
‫جميا مواتا الكرة األرضية تحوالت جذرية في العالتات الدولية تميزت بالسرية والامولية لصالخ العامول‬
‫االتتصووادي ‪ ,‬وتمكنووت التطووورات التكنولوجيووة موون التغلووب يلووى يقبووات جغرافيووة وفكريووة وسياسووية لخلووق‬
‫معوامالت تجاريوة يبوور الحودود ‪ ,‬وإن هووذه التحووالت تتمثوول بسودولة حركووة النواس والمعلومووات والسولا بووين‬
‫الدوـ يلى النطاق العالمي ‪ ,‬أي تذويب الحدود القومية للدوـ ‪.‬‬
‫إن التطورات في البيئة الدولية الجديدة تد يملت يلى أحوداث تحووالت فوي مفواهيم الحودود والسويادة‬
‫التي ست فرض يلى الكثير من الدوـ القومية تنازالت ين إيتبارات السيادة لصالخ سيادة إتليميوة والتزاموات‬
‫اتتصادية تفرض يليدا اللجوء واجنضومام إلوى التكوتالت التجاريوة والتوي بودأت تظدور يلوى خارنوة العوالم‬
‫الجغرافية لعالمنا المعاعر وباوكل واضوخ تؤشور إيوادة توزيوا مصوادر الثوروة والقووة دون إيتبوار للحودود‬
‫السياسووية مؤديووة إلووى أنوووا جديوودة موون السوويادة ‪ ,‬كالسوويادة الناتصووة فووي مواجدووة السوويادة المطلقووة ‪ ,‬والسوويادة‬
‫المرنة في مواجدة السيادة القسرية والسيادة االتتصادية في مواجدة السيادة القانونية ‪.‬‬
‫روافد النزا ‪-:‬‬
‫إن الماكلة التي نفحت يلى الصعيد السياسي في السودان والتي سوميت ماوكلة الجنووب ال تخور مون أندوا‬
‫تعبير سياسي ين واحد أو أكثر من العوامل اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬التباين الثقافي الموروث بين الاوماـ القوائم تماسوكه يلوى الودين اجسوالمي ‪-‬واللغوة العربيوة بدرجوة أتول‪-‬‬
‫وبين أتاليم راب يندا أو ضعف فيدا هذان العوامالن‪ .‬زائودا االخوتالف المكتسوب بسوبب سياسوة الجنووب‬
‫واستحداث الثقافة المسيحية األنجلوفونية‪ .‬وهو اختالف جديد رذتوه مورارة ومخواوف موروثوة مون يدود‬
‫الرق واالسترتاق‪.‬‬
‫‪ .2‬التبوواين االتتصووادي واالجتمووايي الووذي أدت إليووه التنميووة ريوور المتوازنووة واجحسوواس الووذي زاد مووا نمووو‬
‫الويي السياسي لدي بع أبناء المنانق السودانية بأن منانقدم مدملة ومتخلفة ومحرومة‪.‬‬
‫‪ .3‬القسمة رير العادلوة فوي السولطة فوي الوبالد واجحسواس الوذي تغلوب يلوى تفكيور وماواير أبنواء المنوانق‬
‫المدماة بأن مااركتدم في حياة البالد السياسية واالتتصادية واالجتمايية ال تتناسب موا حجوم منوانقدم‬
‫السكاني والجغرافي‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫‪ .4‬النزايات في األتاليم التي ينتمي إليدا السودان جيوسياسيا خاعة‪ :‬القرن اجفريقوي ومنطقوة البحيورات‬
‫وشرق إفريقيا وإتليم البحر األبي المتوسف‪.‬‬
‫‪ .5‬وجود السودان في خارنة االستقطابات إبان الحرب الباردة ثم اكتااف النفف كسلعة إسوتراتيجية هاموة‬
‫دوليا مؤخرا البعد الدولي)‪.‬‬
‫هذه ال عوامل كامنة بصورة أو أخوري فوي كول مظواهر الصورا بوين الاوماـ والجنووب‪ .‬وهوو عورا انفجور‬
‫بحدة ثالث مرات في تاري السودان الحديث هي‪:‬‬
‫‪ -‬التمرد األوـ أرسط ‪1655‬م وأنيانيا ‪1693‬م)‬
‫‪ -‬التمرد الثاني‪ :‬حرب أنيانيا الثانية ‪1625‬م‪.‬‬
‫‪ -‬التمرد الثالث‪ :‬حرب الحركة الاعبية لتحرير السودان ‪2005-1613‬م‪.‬‬

‫المبحــــــــث الثاني‬
‫النزا الحدودي بين السودان ودولة جنوب السودان‬
‫شووددت دولووة السووودان حوواالت موون النزايووات الحدوديووة مووا الوودوـ المجوواورة فحـــــووـدود السووودان مووا دوـ‬
‫الجوار التسا معظمدا يبارة ين خطون وهمية تمر يبر منانق كاشفـوـة ال تحوددها معوالم نبيعيوة واضوحة‬
‫ومتصلة كاألندار) مما يسدل التسولل مون خاللدوا كموا فوي حوـدود السوودان الاورتية خاعوة موا اريتريوا ـ‬
‫أثيوبيا ـ كينيوا وكوذلم تاواد ‪ .‬فالحركوة ميسوورة للقبائـــوـل الحدوديوة هنواك وال تسوتطيا الدولوة حمايوة هوذه‬
‫الحدود أو السيطرة يليدا األمر الذي يترتب يليه تاجيا الحركة رير الاريية يبر الحدود مثول التدريوب‬
‫وتجارة السالو وريرهــــــــا من مدددات األمن القومي السوداني مما يؤدي لحدوث منازيوات خاعوة موا‬
‫دوـ لدووا أنمــــــــووـا بالتعوودي يلووى أراضووي السووودان مثوول الوضووا مووا دولووة أثيوبيووا والنووزا المسووتمر‬
‫يلــــــــووـى منطقووة "الفاووقة" وررووم إيتووراف أثيوبيووا ايترافووا ً تانونيووا ً فووي اتفاتيووة الحوودود لعووام ‪1602‬م‬
‫وبروتوكوـ الحدود لسنة ‪1603‬م واتفاتيوة يوام ‪1622‬م بوأن منطقوة "الفاوقة" أرضوا ً داخول الحـــــــــوـدود‬
‫السووودانية إال أنووه منووذ العووام ‪ 1652‬بوودأ تسوولل المووزاريين األثيوووبيين للمنطقووة الغنيووة بوفـــــــــووـرة األمطووار‬
‫واألراضي الااسعة الخصبة‪ 1‬ومن ثم بدأ النزا الحدودي حوـ المنطقة ولم يحسم حتي اآلن‪.‬‬
‫وشووددت منطقووة "حاليووب" نزايوا ً حوودوديا ً بووين السووودان ومصوور وكووذلم لووم يحسووم بعوود بررـــووـم العديوود موون‬
‫المفاوضات والمداوالت لحسمه وبع اجتفاتيات لتسديل التعايش والخدمة اجدارية لسكان المنطقة كما أن‬
‫النووزا الحوودودي بووين السووودان ويورنوودا الووذي أثيوور بعوود إعوودار دولــــــووـة يورنوودا لدسووتورها يووام ‪1692‬م‬
‫وألحقت به جدوالً خاعا ً بالحدود ما دوـ جوارها أ دور تعوديدا يلوى بعو المنوانق الحدوديوة السوودانية‬
‫وتد شددت الدولتان العديد من المفاوضات التوي أدت إلوي إتفواق فوي يوام‪1616‬م حووـ وضووو هوذه الحودود‬
‫يبر إيالن ‪ 1629‬م والقاضي بتعيينــدا إال أن تدهور العالتات بين البلدين أد إلى تعدي النظام اليورنودي‬
‫يلى األراضي السوودانية متجواوزا ً اي أتفواق األمور الوذي جعول الحودود الماوتركة يوامالً موؤثرا ً فوي تووتر‬
‫العالتات بين البلدين وزيزية الثقة بيندما وتدهور يالتات حسن الجوار‪.‬‬
‫*نبيعة الدولتين تبل اجنفصاـ‪-:‬‬
‫شوودد العووالم منووذ يقوود التسووعينيات موون القوورن الماضووي العديوود موون حـــووـاالت التفكووم وتيووام الكيانووات‬
‫والدويالت المستقلة مثل دويالت يورسالفيا واجتحاد السوفيتي سابقا ً حيث شــددت هذه الحقبة القضاء بحق‬
‫تقرير المصير كأمر من المسلمات واألوامر النافوذة فـــــــوـي القانـوـون الدولــــــــوـي والملزموة للودوـ وهوو‬
‫أمور يووتم إمووا باجتفوواق بووين األنووراف المعنيووة أو بالتســــووـليم واجنقسووام السوول "اجنفصوواـ بالتراضووي" أي‬
‫باجستفتاء وهو ما تم في تصويت الجنوبيين يلى حق تقرير المصير في يناير ‪2011‬م وأد إلوي تيوام دولوة‬
‫جنوب السودان‪.‬‬
‫يوورف السووودان تبوول إنفصوواـ الجنوووب بدسووتراتيجيته المدمووة فووي الخارنـــووـة السياسووية فووي إفريقيووا‬ ‫ُ‬
‫بمساحة تقدر بمليون ميل مربا تتضمن إمكانيات هائلـــــــــة ومتنوية مـــــن المصادر والموارد الطبيعيوة‬
‫وتميز بقاننية من القبائل المقدر يددها بخمسمائة وسبعين تبيلة تنقســـم إلي خمسين مجموية موزية يلوى‬
‫أتاليم السودان وتتحدث أكثر مــــن مائـــــة ويارين لــغة ولدجــــــــة وتعتنق ياورات األديوان باجضوافة‬
‫إلى تنو المااريا الزرايية وثـــراء السودان بندر النيل واألراضي الخصبة الااسعة والمرايوـي المتعوددة‬

‫‪911‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫و الغنيوـة والغابـــــــووـات مووا رنواء السووودان بووالثروة الحيوانيـووـة والثوروة السوومكية والصوونايات المختلفووة‬
‫باجضافة إلــــى إحتياني البالد الكبير من النفف والغــاز الطبيعي والعديد من المعادن النفيسة‪.‬‬
‫اجمكانيات الدائلة في السودان باجضافة إلى التباين الجدوي والعرتي واألثني أحدث فيه العديد من‬
‫المااكل مثل الوعوـ إلى كيفية واضحة للتعايش السلمي واجنـــــدما الونني بوين مواننيوه وجعلوت مون‬
‫األنما التى تسعى للنيل من هذه الخيرات سببا ً لناؤ الصرايــــات والنزايات والحروب خاعة وأن هذه‬
‫اجمكانيات لم تستثمر باكل يُعطي التنمية الااملـــــــة والمتوازنة في المنطقة إمتودادها وأدت إلوي تدمويش‬
‫يدد كبير مـــــــن تطايات البالد مما كان سببا ً رخر للنزايات والصرايات‪.‬‬
‫يرفت دولة جنوب السودان المنفصلة بأندا تقا في المنطقة المداريوة بوين خطوي نووـ‪ 35-3‬درجوة‬ ‫ُ‬
‫شرتا ً ودائرتوي يورض‪12-2‬درجوة شورتا ً وتحودها خمـــــوـ دوـ هــوـي إثيوبيوا ويورنودا وكينيوا وإفريقيوا‬
‫الوسطي والكنغو الديموترانية ) وتبلغ مساحته ‪ 900‬ألف كم مربا تقريبا ً وتتميز بمناخدا المانر والدافئ‬
‫والغابووات ا لبكوور والثووروات والموووارد الطبيعيووة ويعتنووق معظووم سووكان الجنوووب معتقوودات محليووة ومسوويحية‬
‫وإسالمية حيث أشارت إحصائية يام ‪ 1619‬إلوى أن نحوو ‪ %31‬مون الجنووبيين هوم مون المسولمين وترابوة‬
‫‪ %41‬مون المسوويحيين والبقيووة تتووز بووين األرواحيينوووالالدينيين وأعوحاب الووديانات األفريقيووة األخور ‪1‬‬
‫وبدووا مجمويووات يرتيووة متباينووة لدووا لغاتدووا المحليووة المتعووددة وموون أشوودر تبائوول الجنوووب الوودينكا والاوولم‬
‫والنويروالبارياواألشولي والجور والالتوكا والمورلي والزاندىوالفرتيت وهي موزية يلى سوتين تبيلوة ذات‬
‫أعوـ إفريقية وسودانية‪.2‬‬
‫‪ ‬أنظمة النزا اجتليمية ودورها في حرب الجنوب‬

‫هذه االتجاهات اجتليميوة عوبت فوي تغذيوة يوامول الصورا بطريوق أو رخور ولكون هنالوم يوامول وأحوداث‬
‫رذت الصرا بصورة مباشرة فدخوـ السودان كطرف في العديد من أنظمة النزا اجتليمية عب مباشورة‬
‫لصالخ الحرب في الجنوب من ذلم‪:‬‬
‫‪ -‬نظام نزا القرن اجفريقي‪.‬‬
‫‪ -‬نظام نزا منطقة البحيرات العظمى‪.‬‬
‫‪ -‬نظام نزا الارق األوسف‪.‬‬
‫‪ -‬نظام نزا الحزام السوداني‪.‬‬
‫إن مفدوم "نظم النزا " نور النظر للنزايوات التوي كوان ينظور لدوا باوكل منفصول مون التوداخالت اجتليميوة‬
‫والدولية إلى النظر للنزايوات بايتبارهوا كائنوات يضووية لدوا دورة حيواة شوبيدة باألميبيوا وتود وتوا النظور‬
‫لماكلة الجنوب ما تبل ‪ 1613‬م في هذا القصور وذلم بالنظر لدا كقضية داخلية بدون وتائا يوابرة للحودود‪.‬‬
‫إن مفدوم "نظام النزا " يناعر فكرة أن أي نزا له يالتات وثيقة إتليميا وما يبدو كنزايات منفصلة بدءا‬
‫تكون في الحقيقة أجزاء من نموذ نزا أوسا يلى مستو اجتليم‪ .3‬لدذا فدن الحلوـ ألي نظام نزا والتي‬
‫ال تأخووذ فووي االيتبووار حقووائق نظووام النووزا اجتليميووة) ال تكووون فووي الغالووب نوواجزة وتكووون نتائجدووا أتوول ثباتووا‬
‫واستمرارية وهذا يعني أن حل النزا الذي ال يارك األنراف األخر فوي نظوام النوزا األوسوا ال تحقوق‬
‫النجاو المناود‪.4‬‬
‫لقد زاد من حدة وخطورة البعد اجتليمي في النزا نوـ الحدود السودانية واتسايدا ما يدم وجوود حوواجز‬
‫نبيعيووة فووي الغالووب إضووافة إلووى اشووتراك السووودان مووا جيرانووه فووي القبائوول الحدوديووة شووماال وشوورتا ورربووا‬
‫وجنوبووا‪ .‬تسووبب كوول هووذا وذاك فووي وجووود ماوواكل حدوديووة وفووي سوودولة انتقوواـ النزايووات موون السووودان إلووى‬
‫جيرانووه وبووالعك ‪ .‬ومووا اتخوواذ نظووام الخرنوووم لسياسووات توسووعية "رسووالية" بناوور اجسووالم والعروبووة فووي‬
‫الجيران عارت بع الدوـ المجاورة مراكز لديم المقاومة الجنوبية المسلحة‪.‬‬
‫سنناتش هنا إيجازا أهم األبعاد اجتليمية في حرب الجنوب‪:‬‬

‫القرن اجفريقي‪:‬‬

‫‪911‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫يتكون القرن اجفريقي من إثيوبيا إرتريا الصوماـ السودان جيبووتي وبعو أجوزاء مون كينيوا وياوكل‬
‫األخدود اجفريقي العظيم أهم المظاهر الجيوموروفولجية به حيوث يقطعوه مون الاوماـ الاورتي إلوى الجنووب‬
‫الغربي ويحده من ناحية الارق البحر األحمر وخليـ يدن ومن ناحية الجنوب المحيف الدنودي‪ .1‬وتود يوـ‬
‫القرن اجفريقي بالصرا وذلم يرجا لعدة أسباب مندا تفجر وانتقاـ المااكل الداخلية لدوـ في نور تكوين‬
‫األموة أو بسوبب ماواكل الدويوة أو بسوبب الحالوة المترديوة للبيئوة واالتتصواد أو نسوبة لماواكل الحودود التووي‬
‫تسووببت مووا يواموول أخوور فووي تفجيوور الحوورب اجثيوبي وة األرتريووة بووين يووامي ‪ 1661‬و‪2000‬م أو كنتيجووة‬
‫لسياسووات داخليووة توسووعية كتلووم التووي اتخووذها نظووام "اجنقوواذ" لناوور اجسووالم فووي إفريقيووا بريايووة الحركووات‬
‫المعارضة لدولدا في اجتليم إضافة للتدخل الخارجي نسوبة للموتوا االسوتراتيجي للقورن اجفريقوي‪ .‬وتود ول‬
‫نظام النزا في القرن اجفريقي يؤثر يلى جميوا األنوراف إذ يبودو وكموا تواـ أحود البواحثين‪ :‬أن بوالد القورن‬
‫األفريقي "ذات يالتة ببعضدا اآلخر يبر تاارك النزايات أكثر من تااركدا في الحدود"!‪.2‬‬
‫بالنسبة لحرب الجنوب فقد كانت بعو دوـ القورن اجفريقوي خاعوة أثيوبيوا وكينيوا نرفوا مباشورا فوي هوذه‬
‫الحرب منذ تفجرها فوي حورب أنيانيوا األولوى إبوان الحكوم العسوكري األوـ فقود فور يودد كبيور مون الالجئوين‬
‫الجنوبيين إلى دوـ الجوار وأداروا التمرد مندا كموا حصولوا يلوى المسوايدات مون تلوم الودوـ خاعوة موا‬
‫تصعيد حكم يبود للقضية في شكل مواجدة بين المبارين وبين اجسالم وما توام بوه مون إجوراءات حرضوت‬
‫الكنووائ والحكومووات التووي يلووى رأسوودا مسوويحيون فووي دوـ الجوووار يلووى الوتوووف بجانووب حوواملي السووالو‬
‫الجنوبيين‪ .‬وتد ورثت حكومات الديمقرانية الثانية ‪1696-1695‬م) هذا الوضوا وحاولوت التحورك إتليميوا‬
‫فقد تام السيد محمد أحمد محجوب رئي الوزراء في يام ‪1695‬م بعدة زيارات إلوى شورق إفريقيوا أثيوبيوا‬
‫ويورندا وكينيا) لارو جدود الحكومة في حل ماكلة الجنوب‪ .‬وفي ذلم الوتت كانت جثيوبيا أسباب أخور‬
‫لديم التمرد فوي السوودان وأولدوا ماواكل الحودود موا يودم ايتوراف إثيوبيوا باالتفاتيوة المبرموة بوين بريطانيوا‬
‫وممثل أثيوبيا فوي ‪1602‬م وديوتدوا جيوادة النظور فوي تلوم الحودود‪ .3‬إضوافة للنوزا حووـ الفاوقة) الناشوئ‬
‫أيضا من مااكل الحدود إضافة لمااكل الالجئين األرتريين واتدام أثيوبيا السودان بديواء الثوار األرتوريين‬
‫ومسايدتدم وما التوعل جتفاتيات لوتف العدائيات إال أن التقوارير الرسومية دلوت يلوى أن األنيانيوا لوت‬
‫تستلم األسلحة والمعونات األخر يبر األتطار المجاورة‪.4‬‬
‫دور إثيوبيا في الحرب هو الذي أد إلى سعي الحكومة الديمقرانيوة الثانيوة لوتفوه دبلوماسويا وإبورام اتفاتيوة‬
‫بدذا الخصوص ما إثيوبيا في ‪ 21‬يونيو ‪1695‬م وفيه "أال يقوم أي مون الطورفين أو أي مون ريايواه أو أيوة‬
‫دولة أجنبية أو أي شخص أو تنظيم تائم في البلدين بأي نو من األناوطة الضوارة أو التوي تدودف لإلضورار‬
‫بالمصالخ الوننية للطرف اآلخر" فقد كانت إثيوبيا تعاني من ماكلة إرتريا حيوث شوددت السونوات ‪-1690‬‬
‫‪ 1695‬م بزوغ تنظيم جبدة التحرير األرترية و لت أثيوبيا تأخذ يلوى السوودان مسوايدتدا وإيواءهوا خاعوة‬
‫يقب ثورة أكتوبر ‪ 1694‬م كما ل السودان يعاني من ماكلة الجنوب وتد شددت سنوات الحكم العسوكري‬
‫خاعة في الفترة ‪ 1694-1656‬تدهورا متزايدا في الموتف األمني في الجنووب وكوان السوودان يأخوذ يلوى‬
‫أثيوبيا المسايدات التي لت تقدمدا لألنيانيا أو تلم التي كانت تصل لدم من جدات أجنبية يبر أثيوبيا‪ .5‬وتد‬
‫فاتم من مخاوف إثيوبيا بررم االتفاتات والزيارات المتبادلة أن اجمبرانور هيالسيالسى لم يجد لود زيوارة‬
‫السودان في فبراير ‪ 1692‬م ترحيبا من جانوب األخووان المسولمين والاويوييين وحوزب الاوعب الوديمقراني‬
‫واالشووتراكيين العوورب الووذين توواموا بمظوواهرة لوود وعوووله‪ ..6‬الوودور األثيوووبي أيضووا خوووـ ألثيوبيووا التوودخل‬
‫بفايليوة للتوسوف بمسووايدة مجلو الكنوائ العووالمي واستضوافة مباحثووات السوالم إبوان العدوود الموايوي وإبوورام‬
‫اتفاتية أدي أبابا للسالم يام ‪1622‬م‪.‬‬
‫بير في إيواء الحركوة وديمدوا‬ ‫دور ك ٌ‬
‫الحقا وما تفجر حرب الحركة الاعبية لتحرير السودان كان جثيوبيا ٌ‬
‫وكان ذلم من ناحية أحد مالمخ الحرب الباردة حيث وتف السودان ومصر بجانب المعسكر الغربي وكانت‬
‫إثيوبيا واليمن وليبيا حلفاء للمعسكر الارتي حلف يدن)‪.‬‬

‫‪911‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫النزا في البحيرات العظمى‪:‬‬


‫تتكون منطقة البحيرات العظمى من ست دوـ هي بورنودي جمدوريوة الكنغوو الديمقرانيوة كينيوا روانودا‬
‫تنزانيا ويورندا وأحد مالمخ اجتٌليم الجيوسياسية أنه منطقة الجئين من دوـ المنطقة نفسدا وخارجدوا فيموا‬
‫يدا كينيا وتنزانيا فدما ال يستقبالن الجئين وال يصودراندم‪ .1‬السوودان كموا هوو واهر يجواور ثالثوا مون دوـ‬
‫اجتليم هي‪ :‬كينيا‪ -‬يورندا‪ -‬والكنغو‪ .‬وتد اتسم الصرا في هذه المنطقة بانتاوار واهرة الصورايات اجثنيوة‪.‬‬
‫وتوود دخوول السووودان نرفووا فووي النزايووات التووي تجووري فووي اجتلوويم منووذ وتووت مبكوور وعووار جووزءا موون نظووام‬
‫النزايات فيوه كموا شواركت دوـ اجتلويم المجواورة للسوودان فوي حورب الجنووب‪ .‬لقود استضوافت هوذه الودوـ‬
‫أيدادا كبيرة من الالجئين السودانيين إثر تفجر الحرب األولى وتدهور الحالة األمنية بوالجنوب حيوث حودثت‬
‫هجرة جماييوة فوي يوام ‪ 1690‬م مون االسوتوائية إلوى يورنودا والكنغوو وكوان مون بوين المدواجرين شخصويات‬
‫مرموتة بارزة من السياسيين وأيضاء البرلموان وأناوأ المدواجرون يودة تنظيموات مندوا رابطوة المسويحيين‬
‫السودانيين واالتحاد السوداني األفريقي الونني لجنوب السوودان وتود ريور حوزب سوكدنو اسومه إلوى حوزب‬
‫سانو يام ‪1693‬م وكانت رئاسته في ليوبولدفيل بالكنغو ويدد من تياداته بكمباال في يورندا‪ .‬ومون المقودر‬
‫شوخص بول تجواوز الورتم فوي تقودير‬ ‫ب‬ ‫أن يدد الالجئين السودانيين ليورندا في سبتمبر ‪1694‬م كانوا ‪ 12‬ألوف‬
‫رخرين الخمسين ألفا من الجنوبيين‪.2‬‬
‫وتود اسووتخدمت األنيانيووا بعو موون كووانوا فووي أسور الجوويش وبعو المتمووردين المدوزومين فووي الكنغووو الووذين‬
‫هاجروا للسودان في عيف ‪1695‬م لبدء رارات يلى الطرق والكباري والقر والجيش والبولي ‪.3‬‬
‫وتد سجل سكرتير مؤتمر المائدة المستديرة الذي يقد لحل القضوية سولميا مالحظاتوه لود زيارتوه لجوبوا فوي‬
‫‪ 1695‬م لبحووث جاهزيووة المدينووة السووتقباـ المووؤتمر توواـ "ولمووا مووررت بجولووة حوووـ المدينووة راينووي موورور‬
‫العربات الحربية يبر الطرق ويندما تساءلت ين أسوباب ذلوم أفدموت أن ذلوم يتعلوق بحمول األسولحة لنقلدوا‬
‫إلى الكنغو" وتاـ "وأد االتجاه الجديد للحكومة االنتقالية باأن السياسة الخارجية وإيالندا المتكورر للوديم‬
‫اجيجابي للحركات الثورية في إفريقيا إلوى ناووء العوداوة بوين السوودان وكول مون الكنغوو وإثيوبيوا"‪" ..‬وفوي‬
‫بداية العام أرسلت األسلحة من الجزائور ومصور يبور الخرنووم والجنووب للمتموردين فوي الكنغوو"‪ .4‬و لوت‬
‫المنظمات الكنسية الكاثوليكية في الكنغو تمد يد العون والتأييد للمتمردين الجنوبيين ‪.5‬‬
‫لقد وتف الدور اليورندي في ديم األنيانيوا‪ 1-‬بعود ثوورة أكتووبر ووافقوت يورنودا يلوى التعواون لدرجوة القيوام‬
‫بأيموواـ ماووتركة بووين توووات الجوويش السوووداني وتوووات الجوويش األورنوودي فووي مواجدووة المتمووردين وأبعوود‬
‫الالجئوون الجنوبيووون موون الحوودود بوين البلوودين وأنووذر القووادة السياسويون الجنوبيووون لعوودم ممارسووة أي ناووان‬
‫يدائي ضد السودان ولكن الحقا توتف ذلم التعاون وفي ‪1691‬م شكت السلطات السودانية من يدم تعواون‬
‫حكومة يورند ا وتد ريرت يورندا موتفدا استجابة لناان الجمايات التبايرية وبعو الضوبان المتعوانفين‬
‫ما متمردي الجنوب‪.6‬‬
‫الحقا وما تفجر حرب الجيش الاعبي لتحرير السودان وما تسلم حكومة "اجنقاذ" الحكم بعد انقالبدا يلوى‬
‫الديمقرانية بدأت العالتات ما بلدان إتليم البحيرات المتاخمة للسودان تأخذ أبعادا جديدة‪.‬‬
‫ففي ‪ 1663‬بدأت الخرنوم بمسايدة جيش الرب للمقاومة الذي يعمل في الحدود السوودانية اليورنديوة شوماـ‬
‫يورندا ومن أرض تبيلة األشولي تحت تيادة النبيّة) ألي الكوينا التي بدأ تمردهوا ضود الحكوموة اليورنديوة‬
‫فووي ‪1612‬م ولجووأت إلووى كينيووا بعوود أن هزم وت‪ .‬وتوود أيقبدووا فووي تيووادة التموورد جوزيووف كوووني‪ 7‬الووذي يووديي‬
‫مقدرات روحية خارتة في حفظ المحاربين من الرعاص‪ ..‬سايدت الخرنوم كوني باكل تفزت فيه يدديوة‬
‫جياه من مائتين إلى ‪ 3‬رالف جندي في حوالي ‪ 3‬سنوات ونصف‪ .‬وفي أوائول يوام ‪1669‬أتاموت الخرنووم‬
‫يالتات ما منظمة يدائية أخر ليورندا يوري موسفيني وإن كانت أتل ينفا من جويش الورب وهوي جبدوة‬
‫تحرير ضفة ررب النيل ‪ .Nile West Bank Liberation Front‬التي تعمول مون الحودود الزائيريوة فوي‬
‫منطقة كايا وهي تحتوي يلى مسلمين من القبائل المحلية النوبي‪ -‬الكاكواواألرينقوا) وضوباندا فوي الغالوب‬
‫كانوا في جيش ي يدي أمين سابقا‪ .‬والمنظمة األخيرة التي ساندتدا اجنقاذ) ضد موسفيني كانت تجما القوو‬

‫‪911‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫الديمقرانيووة ‪ Alliance of Democratic Forces ADF‬والتووي شووكلت بمبووادرة سووودانية – زائيريووة‬


‫وتتكون من أربا مجمويات‪ :‬مقاتلين مسلمين وهم أفراد من جمايوة التبليوغ‪ -‬ويوانلين يون العمول مون يودة‬
‫تبائل باتاندا بانيورووباتورو) ومقاتلي الباكونجو وبع الدوتوالراونديين‪.‬‬
‫وفي المقابل فقد احتضنت يورندا الحركة الاعبية لتحريور السوودان وتودمت لدوا المسوايدات خاعوة لعالتوة‬
‫الزمالة التي جمعت بين الرئي يووري موسوفيني والودكتور جوون ترنوق دي موابيور هوذا إضوافة لتوجدوات‬
‫موسفيني المذكورة في ديم الوحدة البانتونيلية والشتراكدما في التوجدات العلمانية‪.‬‬
‫في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1666‬وبوسانة من الرئي األمريكي األسبق جيمي كارتر ويبر منظمة مركز كارتر) توم‬
‫إبرام اتفاتية نيروبي بين كل من السودان ويورندا بوتف العدائيات وشوجب اسوتخدام العنوف ضود المودنيين‬
‫وبالررم من اتفواق يوام ‪ 1666‬م فقود تبوادـ البلودان االتداموات بخورق ذلوم االتفواق وفوي يوام ‪2002‬م وتوا‬
‫الطرفان اتفاتية وتد نجم ين ذلم تنظيم يملية أيرون فيست‪ Iron Fist‬التي سمحت للجيش اليورندي يبور‬
‫الحوودود السووودانية لتعقووب جوويش الوورب‪.1‬ولكوون وبووالررم موون ذلووم فووال زالووت بع و أعووابا االتدووام تتوجووه‬
‫للخرنوم أو بع المتنفذين في حكومتدا بمسايدة جويش الورب ويودم الجديوة فوي محاربتوه كوسويلة جتوالق‬
‫الوضا في الجنوب‪.2‬‬
‫كما أن الخرنوم اشتركت تحت رياية فرنسية في حروب البحيرات العظمى التي انفجرت في التسعينيات‬
‫مون القوورن العاورين‪ .‬الحوورب األهليوة فووي روانداوبورونودي حوورب إثنيوة بووين التوتسويوالدوتو‪ .‬هووذه الحوورب‬
‫امتدت نحو الكنغوودخلت يورندا نرفا هاما فيدا‪ .‬ثم دخلت الكنغووأربوا دوـ أخور فوي الحورب فأعوبحت‬
‫حربا تارية تخوضدا ‪ 9‬دوـ‪ .‬لقد اختلفت مواتف أمريكاوفرنسا مون الحورب األهليوة فوي الكنغوو اختالفوا أدي‬
‫إلى أن تصبخ حرب البحيرات الكبر القارية ذات أبعاد دولية‪.‬‬
‫وفوووي يوووام ‪ 1666‬وتعوووت األنوووراف المقتتلوووة اتفووواق سوووالم فوووي مدينوووة لوسووواكا‪ .‬اتفاتيوووة لوسووواكا لوووم تحقوووق‬
‫السالموالنتيجة أن توترا داخل هذه الدوـ وفي اجتلويم ويلوى نطواق شورق ووسوف أفريقيوا موا زاـ مسوتمرا‬
‫تغذيه تناتضات بين الاركات المتعدية للحدود الدوليةوتسندها دولدا‪.‬‬
‫حكومة الخرنوم كونت تحالفا ما تنزانيا والدوتو الروانديين مما جعل ماكلة الجنوب جوزءا ال يتجوزأ مون‬
‫نظام النزا في اجتليم والمنافسة الدولية بين الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا‪.‬‬

‫المبحث الثالــــــــث‬
‫واتا النزا الحدودي‬
‫*أسباب النزا الحدودي بين الدولتين‪-:‬‬
‫تختلف األسباب التي تؤدي إلى ناوء النزايات بين الدوـ بصورة يامة وداخل تارة إفريقيا ال يخلو األمر‬
‫من بع األسباب التي تختلف من حالة إلى أخر فقد شكلت ماكلة جنوب السودان الحضوور البوارز فوي‬
‫السياسة السوودانية يبور مراحول مختلفوة كموا كانوت األكثور تعقيودا ً منوذ اجسوتقالـ وهوي تمثول المثواـ األكثور‬
‫وضوحا ً ألثر التعدد العرتي يلــــــى اجستقرار السياسي لي فوي السوودان فحسوب بول فوي القوارة اجفريقيوة‬
‫يموماً‪ .‬وتد تدايت هذه الماكلة حتى وعولت إلوى حود اجنفصواـ الكامول لدولوة جنووب السوودان يون الدولوة‬
‫األم وتد كان من أبرز أسباب إستمرارها لردو من الزمان سوء السياسات المتخذة من تبل الحكوموات التوي‬
‫توالت يلى حكم السودان منذ اجسوتقاللوإختالف نظورات القوادة السياسويين بوالبالد للماوكلة مموا أدىإلخوتالف‬
‫المداخل واألساليب لحلدا فمن حكومة تسعى لدمـ وإستيعاب الجنوبيين في إنار الثقافوة العربيوة اجسوالمية‬
‫تسرا ً إلى حكومات وجمايات تر فصل الجنوب وإستبعاده من الدولة السودانية إلوى أنظموة اخور تور‬
‫التأكيد يلى وحدة السودان ما تمكين جماياته المختلفة من التعبير ين إختالفاتدا العرتية والثقافية من خالـ‬
‫نظام سياسي يتراوو ما بين الحكم الذاتي والفيدرالية وحتى الكونفدرلية‪.3‬‬
‫ُ‬
‫تبل حدوث اجنفصاـ ‪ -‬باكله الحالي‪ -‬لم تتوعل الدولتان إلى حلوـ لكل المسائل التوي تعطوي الخاتموة لقيوام‬
‫الدولة الحديثة وإستقاللدا الكامل وسويادتدا وإسوتقرارها لتوتمكن مون القيوام بمدامدوا كدولوة ذات سويادة وهوذه‬
‫المسووائل تمثلووت فووي العديوود موون النقووان المدمووة كقضووية الوونفف والميوواه والجنسووية والمواننووة والحوودود وبعو‬
‫القضايا األخر بعضدا توم التوعول فيوه إلوى حلووـ فوي المفاوضوات التوي تلوت اجنفصواـ وبعضودا موازاـ‬

‫‪918‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫يالقا ً مندا مسألة الحدود التي لم يتم التوعل فيدا لفصل حاسم وتد يصل فيدا األمر إلى اللجووء إلوى التحكويم‬
‫الدولي‪.‬‬
‫يقوووووـ الدكتور"حموووود يموووور حوووواوي"‪ :‬ال توجـــووووـد دولووووة توميـــــووووـة إفريقيــــــووووـة إذ ان المجمويووووات‬
‫يرفت بالدولة فالدولة في إفريقيا ليست‬ ‫"تبائل نوائف ‪ "...‬تد وجدت نفسدا وتد حارت تسرا ً داخل حدود ُ‬
‫نتا للتطور التاريخي اجفريقي بقودر موا هوي عويغة استعماريةرسومت يول الوورق ثوم نبقوت يلوى األرض‬
‫دون مراياة للواتا االجتمايي‪ .‬ويموما ً وبعد أن نالت الدولة اجفريقية استقاللدا فدي إما أن تعيد النظور فوي‬
‫حدودها السياسية لتطابق الحدود االجتمايية وإما أن تقبل هذه الحدود باورن أن تسوعى لبنواء أسو جديودة‬
‫للعضوووية فووي هووذه الدولووة وأن تخلووق نظام وا ً جديوودا ً لتوزيووا القوويم النووادرة وأن تسووتحدث نمووف جديوود للدويووة‬
‫الجمايية)‪ .1‬وهو أمر لم يرايى في تخطيف الحدود الجنوبية للسودان منذ االستقالـ ونوـ فترة الحكوموات‬
‫المتعاتبة يليه‪.‬‬
‫أوـ تاكيل للحدود الجغرافية للسوودان كوان مون الخوف‪3‬جنووب خوف االسوتواء والخوف ‪22.5‬شوماـ ومون خوف‬
‫الطوـ ‪ 21‬شرتا ً حتى ‪ 45‬شورتا ً وذلوم فوي يدود الخوديوي إسوماييل باشوا وأوائول يدود الخوديوي توفيوق ثوم‬
‫انحصرت اراضيه بين خوف يورض‪ 3‬درجوة و‪ 21‬دتيقوة شوماـ ودائورة يورض‪ 22‬درجوة و‪ 21‬دتيقوة شوماـ‬
‫وخوف الطووـ‪ 31‬درجووة و‪ 46‬دتيقوة –و‪ 31‬درجوة و‪ 34‬دتيقووة‪ 2‬إال أن حودود السوودان انكماووت شوماالً بعوود‬
‫انفصووواـ جنووووب السوووودان إلىووودائرة يووورض ‪ 10‬موووا لسوووان يووودخل فوووي واليوووة النيووول األبوووي حتوووى دائووورة‬
‫العرض‪12‬شماـ مما حدد حدود جنوبية جديدة‪.‬‬
‫تضية الحدود لم تكن مسار نقاو في إي مرحلة من مراحل الحكوموات السابقـــــــوـة التوي يقبوت اجسوتعمار‬
‫ل تحديوود حوودود األتوواليم الجنوبيووة موون دولووة السووودان باووكل مفصوول أو مطبووق يلووى أرض الجنوووب وتوود أثووار‬
‫مؤتمر األحزاب السياسية في السودان يام ‪ 1699‬مسألة التقسيـــــم الجغرافي لألتاليم حيث ترر البقاء يلوى‬
‫التقسيم الذي كان تائما ً للمديريات منذ اجستقالـ ما دمـ للمديريات الجنوبية الثالث في إتليم واحد وتد سواند‬
‫هذا الرأي جبدة الجنوب وحزب سانو في ذلم الوتت‪.3‬‬
‫وفي تقرير للجنوة كوندوا الورئي السوابق لجمدوريوة السوودان جعفور محمود نميوري) لتقصوي الحقوائق حووـ‬
‫حدود اجتليم الجنوبي كما نصت يليوه الموادة ‪"2‬ب" مون توانون الحكوم الوذاتي اجتليموي للموديريات الجنوبيوة‬
‫لسنة ‪1622‬م) بالقرار الجمدوري رتم ‪ )151‬لسونة‪1610‬م وتود كوان المطلووب مون اللجنوة تحديود ضورورة‬
‫البحث في المسائل المتعلقة ببع التداخل في الحدود وتد خلصت اللجنوة إلوى توعويات كوان أهمدوا موايلي‬
‫‪:4‬‬
‫توضيخ الحدود للمديريات الجنوبية كما كانوت فوي األوـ مون ينواير ‪1659‬م وهوذا يعنوي إيوادة منطقوة حفورة‬
‫النحاس وكافي كانجي إلي مديرية بحر الغزاـ وهي المنطقة التي سبق أن أضيفت إلى مديرية دارفوور وفقوا ً‬
‫لوعوووووف الحووووودود المعدلوووووة المناوووووور فوووووي رازيتوووووة جمدوريوووووة السوووووودان الديموترانيوووووة رتوووووم ‪)642‬‬
‫بتاري ‪15‬يونيو‪1690‬م وهذا يتفق تماما ً ما تانون الحكم الذاتي اجتليمي للمديريات الجنوبية للعام ‪1622‬م‪.‬‬
‫أن تخطيف حدود الموديريات الجنوبيوة ال يمثول مطلبوا ً ملحوا ً فوي الوتوت الحاضور نسوبة لوجوود أسوبقيات أكثور‬
‫أهميووة مثوول الحوودود السووودانية الدوليووة لووذلم فوودن ماوواكل الحوودود اجتليمية الداخليووة) يمكوون أن تعووالـ يلووى‬
‫المستويات اجدارية و في المنانق التي التجدي فيدا اججراءات اجدارية في تسوية النزا حيث يمكون القيوام‬
‫بتخطيف حدود في المنانق محل النزا ‪.‬‬
‫كما توام الورئي السوابق جعفور نميوري) بدعودار تورار جمدووري بوالرتم ‪ )1‬فوي ‪5‬يونيوو‪1613‬م والخواص‬
‫بتقسيم الجنوب حيث تم تقسيمه إلى ثالث أتاليم هي ‪-:5‬‬
‫إتليم بحر الغزاـ‪ :‬ويضم مديريات البحيرات وشرق بحر العزاـ وررب بحر الغزاـ وياعمته واو‪.‬‬
‫إتليم اجستوائية‪ :‬ويضم شرق اجستوائية وررب اجستوائية وياعمته جوبا‪.‬‬
‫إتليم أيالي النيل‪ :‬ويضم مديريتي أيالي النيل وجونقلي وياعمته ملكاـ‪.‬‬
‫وتد كان من أهم األسباب التي أدت جتخاذ هوذا القورار هوو أن السياسويين الجنووبيين رأوا أن توحيود الجنووب‬
‫في ذلم الوتت شكل فرعة لديمنة تبيلة الدينكا ذات األكثرية وكان من أبرز هؤالء جوزيقالتو) الذي ذكر‬
‫أن "بعد إثنتي يار من إتفاتية أدي أبابا فبراير‪1622‬م) زاد الوضا تفاتما ً ولم تصل األموور إلوي األفضول‬

‫‪911‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫ألن تبيلة الدينكا ورثت دور الاماـ السلطوي وأستأثرت بالحكم فالتقسيم نالب بوه الوذين يوانوا مون تسولف‬
‫الدينكا"‪.1‬‬
‫كانت هذه من المحاوالت لتقسيم األتاليم الجنوبية وتاكيل حدودها إال أن ذلم لوم يكون لوه أثور كبيور فوي حول‬
‫الماكلة القائمة حاليا ً لتقسيم الحدود بين الدولتين باكل تانا إذ أن وضا النقان الحدودية بعالمات اهرة لم‬
‫يكن مثار جدـ أو ضرورة تصو في ذلم الزمان فعليه لم تسدم تلم القرارات بحل القضية‪.‬‬
‫تعتبر الحدود الجنوبية الجديدة بعد اجنفصاـ للسودان الامالي هي الثانية في الطوـ بعد الحدود الغربية تلتدا‬
‫الحدود الامالية ثم الارتية وتد أعبخ شكل السودان متوازنا ً تحده دولة واحدة شماالً مصر) ودولة و احودة‬
‫جنوبا ً دولة جنوب السودان) وثوالث دوـ رربا ً ليبيا تاواد إفريقيا الوسطى)وشورتا ً دولتان إريتريا أثيوبيوا)‬
‫والبحر األحمر وأعبحت واليات النيل األزرق وسونار والنيول األبوي وجنووب كردفوان وجنووب دارفوور‬
‫واليوات حدوديوة مون جدوة الجنووب للسوودان وواليووات أيوالي النيول والوحودة وواراب وشوماـ بحور الغووزاـ‬
‫وررب بحر الغزاـ هي الواليات التي تكون في الحدود الامالية لدولة جنوب السودان‪.2‬‬
‫فيما يخص النزايات الحدودية بين الدوـ اجفريقية فدى إما تورتبف بودختالف الظوروف التاريخيوة والطبيعيوة‬
‫واجتتصادية التوي عواحبت ناووء الحودود أو إخوتالف نبيعوة هوذه الحودود وتودرتدا يلوى الوفواء بو ائفدوا‬
‫اجتتصوواديةواججتمايية والسياسووية ممووا يقلوول موون خطوور التنوواز حوووـ الحوودود نفسوودا ويحفووظ كيووان الدولووة‬
‫وإستمراريتدا‪ .‬وتد تمثل األمرين السابقين في أسباب ناوء النزا بين دولة السودان ودولة جنووب السوودان‬
‫حوـ هذه الحدود مما جعل األمر راية في األهمية يبر مدخلين ‪:‬‬
‫المدخل األوـ ‪:‬‬
‫نبيعة الحدود وناأتدا التاريخية والطبيعية والتي يقصد بدا الخصائص والسومات الجغرافيوة وكوذلم األبعواد‬
‫القانونيووة التووي بوورزت بدووا هووذه الحوودود السياسووية إلووي الوجووود ومنحدووا الماوورويية يبوور األدوات القانونيووة‬
‫والفنية‪ .‬وتد كوون الطرفوان لجنتوان لترسويم الحودود بوين الودولتين بغورض رسوم وتخطويف الحودود ونالبوت‬
‫الجدتان بتعديلدا بما يناسبدا ومن هنا أدت إلى النزا الذي ناأ حوـ الاريف الحدودي بين البلدين‪.‬‬
‫وفي الفقة العام لط رق تحديد الحدود بين نرفين يتم يبر تبنوي حود دولوي توديم بونف الحودود السوابقة أو يون‬
‫نريق تقرير حدود جديدة بناء يلى تسويات سلمية ين نريق التنازـ اجختيواري أو التحكويم أو اجسوتفتاء‬
‫إال أن الماكلة تكمن في أن الجدود التوي تموت مون تبول اللجوان المتخصصوة لجنوة ترسويم الحودود) مون تبول‬
‫الطرفين في شأن تخطيف وتعيين وتحديد هذه الحدود وبما تدمتوه مون الرسوومات والتخطيطوات الالزموة تود‬
‫توعولت إلووي إتفوواق حووـ بعو المنووانق ولووم تتوعول إلووي إتفوواق حقيقووي حووـ التخطوويف الحقيقووي والتعيووين‬
‫المعين والمحدد لحدود منانق ذات أهميوة رروم أن اجتفواق تود توم بوين الجدتوين فوي الاوكل األولوي ورسوما‬
‫أماكن األيمدة يلى الخريطة وتموت زيوارة المنوانق المتفوق يليدوا ولوم توذهب اللجنتوان للمنوانق المختلوف‬
‫يليدا و لكن وضعت العالمات يلى الخرائف وبدا هذه المنانق وإحوداثيات العالموات يلوى األرض‪ 3‬إال‬
‫أن ما زاد خطورة األمور أن هوذه الحودود مون أنووـ الحودود فوي القوارة اجفريقيوة وأن منوانق التمواس التوي‬
‫تادد حالة من يدم االستقرار السياسي واألمني تد يطلت يمل اللجنة كثيرا ً كما أن الطرفين لما يتفقا يلوى‬
‫الخف اجداري المعروف بخف ‪1659/1/1‬م لبع المنانق كما أشرنا‪.‬‬
‫هذا الخف ّمثل الخطون اجدارية التي تفصل شماـ السودان ين جنوبه منذ بدايات الحقبة اجستعمارية وكان‬
‫موون المفتوورض أن يتحوووـ هووذا الخووف إلووى الحوودود السياسووية بووين دولووة السووودان ودولووة جنوووب السووودان بعوود‬
‫اجنفصاـ وفقا ً جتفاتية السالم الاامل الموتعة في التاسا من يناير‪2005‬م حيث أشارت اجتفاتية فوي الجوزء‬
‫الثالث‪-‬الفقرة ‪ )3‬حكومة جنوب السودان‪-‬المادة ‪)1-3‬يلى إنااء حكومة جنوب السودان يلى أساس الحدود‬
‫القائمووة بتوواري ‪1659/1/1‬م‪ 4‬وفووي ذات السووياق جوواء دسووتور السووودان اجنتقووالي لسوونة ‪2005‬م فووي البوواب‬
‫الحادي يار‪ -‬الفصل األوـ القاضي بدنااء حكومة جنوب السودان‪ -‬الفقرة ‪ )156‬إنااء حكومة في جنووب‬
‫السودان بحدوده في األوـ من ينواير‪1659‬م تُعورف بحكوموة جنووب السوودان وتتكوون مون أجدوزة تاوريعية‬
‫وتنفيذية وتضائية)‪.5‬‬
‫ً‬
‫يليه يكون هذا الخف اجداري بين الاماـ والجنوب السوداني رير تابل للتعديل إال حسبما يُقرر وفقا للموادة‬
‫‪)113‬البنوود ‪ )3‬موون الدسووتور اجنتقووالي لسوونة‪2005‬والخوواص بحسووم النووزا يلووى منطقووة أبيووي التووي تضووم‬

‫‪111‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫موواننين موون شووماـ وجنوووب السوودان وتحديوودا ً موون منووانق جنووب كردفووان وبحوور الغووزاـ‪ .‬إال ان الماووكلة‬
‫تمثلت في وعف وترسيم حدود يناير ‪1659‬م بعد اجنفصاـ حوـ منطقوة أبيوي و أعوبخ األمور يمثول نزايوا ً‬
‫حوـ حدود دولية بين دولتين حوـ ملكية منطقة أبيي)‪ .‬وتد تُو النزا حوـ المنطقة إلوي إتتتواـ بوين تبيلوة‬
‫المسيرية وتبيلة دينكا نقوك وأسفرت الصرايات ين مقتل العارات من المواننين والجنود من الجانبين في‬
‫مايو ‪2001‬م وتوالت هذه األحداث في العديد من المرات‪ 1‬حيوث لجوأ الاوريكان وتتدوا إلوي التحكويم الودولي‬
‫في المحكمة الدائمة للتحكيم في الهاي ديسومبر‪2001‬م لحسوم الخوالف وتود تضوت المحكموة بتقلويص حودود‬
‫المنطقة من ‪11.500‬كم) بحسب خريطة أعدرتدا المحكمة بوعفدا حدودا ً جديدة لمنطقة أبيي وبناءا ً يليوه‬
‫أعبحت الحدود الاومالية للمنطقوة الجنوبيوة للسوودان ينود دائورة يورض‪ 10‬درجوة و‪ 10‬دتوايق‪ .‬أموا بالنسوبة‬
‫للحدود الجنوبية فقد أشار ترار المحكمة إلى أن لجنة الخبراء لم تتجاوز الحدود التي جري رسمدا في يناير‬
‫‪1659‬م وبالتالي تصبخ حدود ثابتة‪.‬‬
‫بالنسبة للحدود الارتية التي تمتد يلى نوـ كردفان وأيالي النيل يند خف نوـ‪ 26‬درجة و‪ 32‬دتيقة وتمتد‬
‫شماالً إلوى أن تصول إلىودائرة يورض ‪ 10‬درجوات و‪ 22‬دتيقوة فلوم يتغيور تورار المحكموة باوأندا وتبقوي كموا‬
‫جري تحديدها في يناير‪1659‬م‪.‬‬
‫أما الحدود الغربية فقد إيتمدت المحكمة حدود ‪1605‬م فيما يخص مايخات دينكوا نقووك التسوا المحالوة إلوي‬
‫كردفان والتي تمتد يلى خف نوـ‪22‬درجةو‪50‬دتيقةشورتاًودائرة يورض ‪10‬درجوات و‪10‬دتيقوة شوماالً إلوى‬
‫حدود كردفان ودارفور يلى ما جر تحديده في يناير‪1659‬م‪.‬‬
‫وتد أشار ترار المحكمة إلوى أن تبيلتوي دينكوا نقووك والمسويرية فوي منطقوة أبيوي سووف يحتفظوان بحقوتدموا‬
‫التاريخيووة الراسووخة فووي إسووتخدام األرض شووماـ هووذه الحوودود وجنوبدووا كمووا أكوودت المحكمووة يلوى ضوورورة‬
‫التفاهم بين سكان المنطقة حتى ال يتم تقوي الحياة الطبيعية التي كانت سائدة بسبب الترسيم الجديد للحدود‪.‬‬
‫وتد تقرر اللجوء إلى االستفتاء الاوعبي الهوالي المنوانق المتنواز يليدوا وهوو االسوتفتاء الوذي ول موضوا‬
‫نزا وتفسيرات مختلفة بين الاوريكين وتوم تأجيلوه يون مويوده المقورر موا اسوتفتاء الجنووب فوي التاسوا مون‬
‫يناير‪ 2011‬م ولم يحودد بروتوكووـ أبيوي بصوورة تانعوه مون يحوق لوه أن يصووت فوي االسوتفتاء‪ .‬اذ تطالوب‬
‫حكومة الجنوب بأن يكون من يحوق لوه التصوويت هوو مون كوان مقيموا لمودة يوام بالمنطقوة االمور الوذي يعنوي‬
‫إستبعاد تبائل المسيرية الامالية التي تقيم في المنطقة في موسم الريي وترتحول شوماال موا موسوم االمطوار‬
‫وهذا اجستفتاء تد يتحقق بنداية العام ‪2012‬م‪.‬‬
‫أما المنانق األخر المتناز يليدا والتي تتمثل في منطقة كافي كانجي) و منطقــــــة حفرة النحاس والتوي‬
‫تقا بين حدود واليتي جنوب دارفور وبحر الغزاـ ومنطقوة كاكوا) التجاريوة التوي تقوا بوين واليتوي جنووب‬
‫هووذه المنووانق مووازاـ‬ ‫كردفووان وأيووالي النيوول ومنطقووة جووودة والمقيوونص) فووي واليـــــــــووـة النيوول األبووي‬
‫النزا حولدا مستمرا ً وتد أضافت حكومة دولة جنوب السودان ضومن منوانق النوزا بوين البلودين منوانق‬
‫كدندي هجلويـ الخرعوانة الميورم أبيوي‬ ‫أخري هي منانق الزراية اآللية بسنار بحـــــــــيرة األبي‬
‫المتعارف يليدا من تبول اآلليوة‬ ‫َ‬ ‫سماحة بجنوب دارفور بالررـــــم من أن منانق النزا واالختالف األعلية‬
‫اجفريقية هي‪ :‬منطقة جودة والمقينص في النيل األبي ومنطقة كاكا ومنطقوة حفورة النحواس ومنطقوة كوافي‬
‫كانجي ‪.‬‬
‫فالتحوديات التووى تواجووه اللجنتووان الحوودوديتان‪ -‬وإن سوولمنا بالمنووانق المتفووق يليدووا‪ -‬فتواجددووا يقبووات متباينووة‬
‫فووالمتتبا لدووذه الحوودود يلووى الخوورائف القديمووة التووي فصوولت األتوواليم الجنوبيووة يوون األتالـــــــووـيم الاوومالية تبوول‬
‫اجنفصاـ يجد أندا متعرجة باكل كبير وتفتقر للمثالية أو اجستقامــــــة مما يعني التداخل الكبيور والواضوخ‬
‫لدذه المنانق في العديد من النقان‪ .‬ويودم إسوتقرار المنطقوة يجعول مـوـن الصوعب وضوا العالموات الحدوديوة‬
‫الفاعلة باجضافة إلى إيتمادالتتعيين للحدود يلى تقاريـــر المفاوضات فوي المنوانق محول النقواو التوي لوم‬
‫يتم التوعل جتفاق حولدا بعد‪.‬‬
‫هذا الخالف الحدودي والقضايا العالقة األخر بين الدولتين شوددت مفاوضوات لحلدوا وحسومدا وتود جورت‬
‫تلم المفاوضات في مدينة أدي أبابا بدولة أثيوبيا منذ بداية العام الحــــالي ‪2012‬م وذلم رضوخا ً للمطالوب‬
‫الدولية يبر مجل األمن الدولي الذ اعدر ترارا ً رتـــــــم ‪ )2049‬الصوادر فوي الثواني مون موايو‪2012‬م‬
‫محددا ً ثالث أشدر للمفاوضات وحل تلم القضايا من مـــايو وحتوى أرسوط ‪2012‬م ‪ .‬هوذه المفاوضوات لوم‬
‫تسوور كمووا هووو مووأموـ مندووا فقوود أختلووف الطرفووان يلووى العديوود موون النقووان محوول النقوواو ممووا أوتفدووا لعوودد موون‬
‫المرات وتـــــــد وتــــــا الطرفــــان في ‪ 10‬فبراير‪2012‬م بالعاعمة اجثيوبية "اتفاق يدم ايتوداء" باوأن‬

‫‪119‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫خالفدمووا الحوودودي وباــووـأن أمووواـ الوونفف إال أن يضووو الفريووق المفوواوض فووي الحكومووة السووودانية يحيووى‬
‫الحسين) ذكر أن اتفاق ترسيم الحدود لن يامل خم منانق ال تزاـ موضا نزا بين الجانبين‪.1‬‬
‫وتد أستمرت هذه المفاوضات لجلسات ثانية بدأت يونيو‪2012‬م ولم يتوعل وفودي الودولتين إلوى أي نتوائـ‬
‫ماووتركة حوووـ القضووايا العالقووة بيندمووا وفووي مقوودمتدا الحوودود‪ .‬حيووث فاوول الطرفووان فووي الوعوووـ إلووى إتفوواق‬
‫ماترك بعد وتف توعيف حودود أوـ ينواير ‪ 1659‬وتحديود نقطوة الصوفر لترسويم المنطقوة العازلوة منزويوة‬
‫السالو ومنطقة ‪ 14‬ميل التي ضمتدا خريطة رئوي اآلليوة األفريقيوة ثوامبومبيكي) لدولوة جنووب السوودان‬
‫األمر الذ حاـ دون التوعل ألي نقطة التقاء‪.2‬‬
‫ً‬
‫ثم كان أن دارت المفاوضات في يوليو‪2012‬م وشكل الملف الحدودي فيدوا اساسوا للوعووـ إلوى حول أمنوي‬
‫إال أن حالة يدم األتفاق المالزمة لجوالت التفاوض بين الدولتين حملت الطرفين يلوى التوتوف مورة أخور‬
‫يند معضلة الحدود وهي من القضايا األساسية التي البد من االتفاق حولدا لوتف النزا ‪ .‬وما زالت جووالت‬
‫المفاوضات دائرة بين الطرفين حتى كتابة هذا البحث في كانون الثاني ‪.2013‬‬
‫المدخل الثاني‪ :‬و ائف الحدود الدفايية واجتتصاديةواججتمايية والسياسية‬
‫معروفا ً أن الحدود السياسية تاكل اجنار الخارجي جتلويم الدولوة فدوي تحودد مقودار موا يتمتوا بوه اجتلويم مون‬
‫موارد وثروات إتتصادية إضافة إلى أندا تتحكم في درجة اجتساتاججتمايي فوي ضووء المحتوو الباوري‬
‫لإلتليم ونبيعة الروابف اججتمايية فيما بيوندم وبيوندم وبوين اآلخورين يبور الحودود مون ناحيوة أخور تبعوا ً‬
‫لذلم فدذه الحدود تتأثر إيجابا ً أو سلبا ً إستقرارا ً أو توترا ً بطبيعة وتدرة هذه الحدود يلوى الوفواء بالمتطلبوات‬
‫والو ووائف حيووث إنووه بمقوودار مووا تووند بووه الحوودود بووأداء تلووم الو ووائف تقوول النزيووة إلووي زحزحووة الحوودود‬
‫وتغييرها ويلى النقي من ذلم فدنه بقدر ما يكون سوء التوزيا وإتسوا الفووارق والفجووات فيموا يتصول‬
‫بو ائف الحدود جميعدا أو بعضدا يكون الميل للتغيير والمنازية في شريية الحدود وماروييتدا‪.3‬‬
‫وتجسد الحدود السياسية في إفريقيا بصورة يامة واتا يدم اجتساق بين دوـ القارة مما أد إلوى العديود مون‬
‫أمثلة النزايات والصرايات الحدودية حوـ الموارد والثروات اجتتصادية باجضافة إلي النزيات المطالبة‬
‫بالتحرر واجستقاللية أو لمجرد الطموحات الاخصية أو اجيتبارات التاريخية‪.‬‬
‫ماذكر أياله يتمثل في واتا النزا الحدودي بوين دولوة السوودان ودولوة جنووب السوودان والوذي يتضومن فوي‬
‫يدة نقان أهمدا ما يلي‪-:‬‬
‫أوالً‪ :‬الو يفة الدفايية‬
‫ارتبطت الو يفة األمنية والدفايية بفكرة إنااء الحدود السياسية الخطيّة وكان الددف هو تحقيق حدود رمنة‬
‫بدتامة تحصينات يسكرية دفاييوة ومراتبوة المنوانق المتاخموة للودوـ األخوري حتوى ال يحودث أي نوو مون‬
‫التعدي يلى تلم المنانق وحماية أراضي الدولة ومنا هروب المواننين أو دخوـ مووانني الودوـ األخوري‬
‫دون إذن كما أن الحدود تعمل يلى حماية الدولة من النواحي المدنية يبر إنااء المحاجر والتفتيش الصحي‬
‫حتى ال تتعرض الدولة إلى أي نو من أنوا األوبئة أو األمراض وريرهوا‪ .4‬هوذه الو يفوة لوم تجود موتعدوا‬
‫بين الو ائف المنونة بالحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان حتي كتابة هذه الورتة إذ أن أمر ترسيم‬
‫وتخطيف وتعيين هذه الحدود وإن تم اجتفاق يلى جزء منه إال انه لم يحسم بعد مما يجعلدا رير مؤهلوة جداء‬
‫هذه الو يفة باكلدا الكامل فمازالت منانق التماس تادد توتر ويدم إستقرار‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬األسباب االتتصادية‬
‫النزا الحدودي يتمثل في أموور اهمدوا التوي تاوكل حوافزا ً تويوا ً للنوزا وهوي الميواه سوواء مون ندور النيول أو‬
‫راوفووده أو العيووون ومووا يتمتووا بووه موون ثووروة سوومكية هائلووة وكووذلم المعووادن السووائلة و الغازيووة والصوولبة مثوول‬
‫البتروـ والغاز الطبيعي والفوسفات والنحاس واليورانيوم وبع المعادن اآلخر ذات األهمية اجتتصادية‬
‫للدولتين خاعة وأن المنانق التي تقا بدا هذه المعادن تتوسف منوانق التمواس المتنواز حولدوا والتوي تفتقور‬
‫إلي تعيين وتخطيف دتيق للحدود فكال الدولتين تعمالن إلى فرض سيادتدا يلى تلم المنوانق الوذاخرة بدوذه‬
‫الموووارد‪ .‬باجضووافة إلووى أن الخووف المتعوور لدووذه الحوودود يوورتبف بحقووائق جيولوجيووة بدحتموواالت وجووود الميوواه‬
‫الجوفية و لم يرايي الحقوق التاريخية للريي والزراية لسكان منانق التماس و ما لدا من أثر يلى حياتدم‬
‫ونبيعة إتتصادهم‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫ثالثاً‪:‬األسباب اججتمايية‬
‫أسفر التقسيم السياسي للمنانق الحدوديوة المتنواز يليدوا إلوى تمزيوق وحودات إجتماييوة وباورية تاموت منوذ‬
‫يدود نويلة بالسكن في تلم المنانق وتعايات باكل كامول فيموا بيندوا أهمدوا القبائول التوي توداخلت فوي هوذه‬
‫ال حدود مندا تبائل تمتدن الزراية وتبائل تمتدن الريي وأخر تمتدن الصيد وربما نجد في تبيلة واحدة كل‬
‫هووذه المدن فاوورتا ً تبائوول المابانواألدوكواجنقسناوالبرونوالسوويلوك معدووا تبائوول الوودينكا شوورق النيوول األبووي‬
‫وشوماالً تبائول رفايووة فوي شوماـ النيوول األزرق وسونار ويلوى الحوودود موا أيوالي النيوول وتمتود موراييدم إلووى‬
‫الجنوب في أيالي النيل وكذلم تبيلة دار محارب وإذا يبرنا النيل األبي ثم إتجدنا جنوبا ً فوي واليوة النيول‬
‫األبي نجد سليم وأوالد حميد الذين تمتد موراييدم حتوى أنوراف ملكواـ ويتوداخلون موا تبائول الاولم الوذين‬
‫يمتدن بعضدم الصيد وينتاورون حتوى جزيورة مصوران داخول واليوة النيول األبوي ‪ 1‬ثوم كنانوة والحوازموة‬
‫الذين ينتارون من والية جنوب كردفان عوب النيل األبي ووجودهما في هذه المنانق توديم حيوث كانوت‬
‫يلى الضفة الغربية تبيلة من تبائل البقارة وحكومة كردفان أما الضفة الارتية فكانت تسوكندا تبيلوة الودينكا‬
‫هاتان القبيلتان ايتادتا السكن بضفتي الندر في فصل الصيف واجنسوحاب إلوى داخول اجتلويم أثنواء الاوتاء ثم‬
‫هناك تبائل الالم في ررب الندر وذلم بعد اجتتراب من مصب ندر السوبان وإذا إتجدنا جنوبا ً نجود تبائول‬
‫النوير في منطقة السدود وبداية بحر الجبل وفي جنوب جباـ النوبة وشماـ بحور العورب نجود تبائول الودينكا‬
‫وتبائوول النوووير فووي واليووة الوحوودة ثم تتووداخل تبيلووة المسوويرية الحموور جنوووب بحوور العوورب وفووي الاووماـ تبيلووة‬
‫الرزيقات ونجد أن هناك تداخالً بين القبائول العربيوة وتبائول دينكوا نقووك فوي منطقوة "أبيوي" جنووب كردفوان‬
‫وفي جنوب دارفور وشماـ بحر العرب تبائل الرزيقاتوالدبانيةوالتعاياة الذين تتداخل معدم تبائول الفرتيوت‬
‫شرق "حفرة النحاس" ويمتدون حتي جنوب بحر العرب ما تبائل كريش وفورتي يلوى الحودود موا إفريقيوا‬
‫الوسوووطي كووول هوووذا التوووداخل أد إلوووى التوووزاو والتعوووايش والمعاشووورة واالخوووتالن بوووين القبائووول مموووا دفوووا‬
‫باجستعمارجتخاذ إجر اءات لفصل هوذا التوداخل فقوام بنقول القبائول المتداخلوة موا القبائول العربيوة فوي المنطقوة‬
‫بعيدا ً ين تأثير يرب دارفور وتأثير الحضارة العربية واجسالمية وكان أبرز تلم اججراءات نقل السكان‬
‫المختلطين في المنطقة الغربية حوـ "كافي كانجي" إلي جنوب الطريوق الممتود بوين راجوا وكوافي كوانجي‪.2‬‬
‫كل تلم اججراءات لم تمنا التداخل بين القبائل العربية والجنوبية في المنطقة وكول ذلوم شوكل يائقوا ً حقيقيوا ً‬
‫في تحديد هذه الحدود‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬األسباب السياسية للنزا‬
‫حيث إستبار السودانيون كافة بدتفاتية السالم الاامل التي وتعتدا حكومة السودان والحركة الاعبية لتحريور‬
‫جنوب السودان الموتعة في التاسا من يوليو‪2005‬م إال أن األمر لم يخلو من الكثير من النقاشات بين نرفي‬
‫اجتفاتيووة بسووبب اجختالفووات فووي اآلراء والتووي عووعدت كثيوورا ً موون العنووف وكانووت تبعاتدووا المباشوورة إنفصوواـ‬
‫جنوب السودان ليكون دولوة مسوتقلة حاملوة لوذات االسوم وبوررم سالسوة اجنفصوالواجيتراف مون تبول دولوة‬
‫السودان األم بالدولة الوليدة إال أن األمر لم يخلو من المناتاات بين الدولتين نتيجة لوجود العديد من الملفات‬
‫والقضووايا العالقووة حيث نجوود أن الخووالف الحوودودي كووان موون تبعووات اجختالفووات الجوهريووة و لووه العديوود موون‬
‫الدالالت والتحليالت السياسية التي تد تضعه موضا جدـ ونقاو واختصارا ً نوردها كما يلي‪-:‬‬
‫ررم أن الحدود تم إدراجدا في الخف اجداري لتقسيم الحدود في يناير‪1659‬م إال أن دولة جنوب السوودان لوم‬
‫ترض لذلم األمر ببسانه وررم اجيتراف السل لدولة السودان األم بدذا اجنفصاـ دون ايتراضوات إال‬
‫أن ذلم يقود إلي رؤية أن هذا النزا الحدودي لم يكون إال احودي المخوار المالئموة للنظوام الحواكم فوي دولوة‬
‫جنوووب السووودان المفتقوور إلووي الاووريية والوحوودة الداخليووة فتمسووم بدووذا النووزا نمع وا ً فووي توحيوود مواننيووه‬
‫لمواجه العدو الخارجي المتمثل حاليا ً في دولة السودان‪.‬‬
‫يوودم توا فووق حكومووة جنوووب السووودان مووا النظووام الحوواكم فووي دولووة السووودان موون حيووث األهووداف والتحالفووات‬
‫واجختالفات الثقافية والعرتية والدينية باجضافة إلي مساندة كل من النظامين للحركوات المتموردة للجوانبين‬
‫أدي إلي سوء العالتات بين الدولتين كموا أن األمور ال يخلوو مون أن يكوون رطواء لضوغونا ً سياسوية لتحقيوق‬
‫رايات تسعي لدا دولوة جنووب السوودان لتخضوا لدوا دولوة السوودان فتحققدوا يبور النوزا أو يبور اللجوؤ إلوي‬
‫الضووغف الوودولي حتووي يووتم لدووا مووا تريوود مثوول وضووا حلوووـ مرضووية لدووا فووي مسووألة الووديون أو ماوواكل الوونفف‬
‫كمثاـ)‪ .‬هذا األمر تكرر في النزا الحودودي بوين السوودان ومصور يوام ‪ 1651‬باوأن الحودود كأحود سوبل‬
‫الضغف من جانوب الحكوموة المصورية يلوى السوودان لتقوديم تنوازالت يلوى عوعيد مفاوضوات تعوديل إتفاتيوة‬

‫‪111‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫‪ 1626‬م باان مياه النيل وإيادة تونين السكان المتضررين من يملية بنواء السود العوالي وهوي المفاوضوات‬
‫التي كانت تد وعلت إلي نريق مسدود تبل أسابيا من إثارة الماكلة الحدودية بين البلدين)‪.1‬‬
‫تووأثرت منطقووة القوورن األفريقووى بكوول التحوووالت العالميووة بدوودف عوويارتدا موون جديوود لتحقيووق مصووالخ القووو‬
‫الكبري فيدا فدذه القو لم يكن إندفايدا للتوسف لحل النزا القائم فى السودان يبر رلية اجيقاد سو إنداء‬
‫هووذا الصوورا بصووورة سوولمية تمكوون الحركووة الاووعبية لتحريوور السووودان المتمووردة موون السوويطرة يلووى كاموول‬
‫الجنوب السودانى ومن ثوم خلوق العديود مون الماواكل والقضوايا ريور المحلولوة مثول ماوكلة الحودود بغورض‬
‫التدخل في الاؤون الداخلية لدوـ المنطقة وبالتالى السيطرة ويلي حوض النفف الذ يمتد من واليوة الوحودة‬
‫مرورا ً بدجليجوأبيى ودارفور وبحيرة شاد وحقل حووض تواودينىفى شوماـ موالى وعووالً إلوى مسوتود خوام‬
‫النفف فى خليـ رينيا‪.‬‬
‫السودان مستددف لعدة أسباب سياسية وأمنية وإتتصوادية ديوت مسواندة إسورائيل لدولوة جنووب السوودان فوي‬
‫زيزيووة إسووتقرار المنطقووة األمنووي والسياسووي الحوودودي نتيجووة جهتمووام إسوورائيل بميوواه النيوول فقوود نووورت‬
‫إستراتيجية التحالفات ما الدوـ الكبري من أجل مصادر الماـ والطاتوة وتوأمين الممورات المائيوة واجسوتفادة‬
‫مووون المووووارد الطبيعيوووة فوووي الووودوـ النيليوووة مثووول الوووذهب واليورانيووووم والووونفف والغوووذاء وبعووو األهوووداف‬
‫اجتتصوواديةاألخري فووي المنطقووة ‪ )2‬فالس وودان الاوومالي ال يمكنووه الوودخوـ فووي يالتووات مووا إسوورائيل تخوودم‬
‫مصالحدا في المنطقة نسبة جختالف التوجدات العديدة بين البلدين مما أدي إلى لجؤ إسرائيل لدولة جنوب‬
‫السودان وبالتالي مساندتدا ‪)3‬في تضاياها العالقة مثل تضية الحدود‪.‬‬
‫*األثر المباشر للنزا الحدودي بين البلدين‪:‬‬

‫ياووكل يوودم اجيتووراف بووالخف الحوودودي فووي ينوواير ‪1659‬م خطوورا ً حقيقي وا ً يلووى الحوود الفاعوول بووين الجنوووب‬
‫والاماـ حيث أن اجدياءات التاريخية يلى هذا الخوف سووف تكوون بوابوة للصورا والنوزا المسوتمر حووـ‬
‫الحيازات التي تقوا بجوانبي الحودود وهوذا األمور يسوتديي تودخل ومسواندة أنوراف كثيورة خارجيوة ومحليوة‬
‫وإتليميوة فووي الاوأن السوووداني باوقيه الاوومالي والجنووبي وينوودها لون يتوتووف الصورا ينوود منوانق التموواس‬
‫وسووتدور الحووروب موورة أخوور لتخلووق إنعداملإلسووتقرار وضوويا للتنميووة الاوواملة للوودولتين وهوودر لمواردهمووا‬
‫وإمكانيتدما باجضافة إلى ضيا هويتدما والتفريف في الموارد الباورية التوي سوتكون حطبوا ً لدوذه الحوروب‬
‫باجضووافة إلووي انعوودام العالتووات الجواريووة بووين البلوودين السياسووية واجتتصوواديةواججتمايية و الثقافيووة التووي ال‬
‫يمكن تجاهلدا خاعة وأن العديد من تبائل الدولتين تربطدما عالت تاريخية راسخة‪.‬‬
‫‪-‬توتيا السودان وجنوب السودان التفاتيتي ترسيم الحدود والجنسية‬
‫وتعووت دولتووا السووودان وجنوووب السووودان اتفوواتيتي ترسوويم الحوودود وحالووة موووانني كوول دولووة فووي الدولووة‬
‫األخر الجنسية) بحضور رئي اآللية الرفيعة المستو التابعوة لالتحواد األفريقوي رئوي جنووب أفريقيوا‬
‫السابق ثابومبيكي ورمضان العمامرة نائب رئي مفووض السولم واألمون فوي االتحواد األفريقوي ويودد مون‬
‫أيضاء السلم الدبلوماسي المعتمدين لد إثيوبيا‪.‬‬
‫ونصت االتفاتية األولى يلى تاكيل لجنة يليا ماتركة من وزيري الداخليوة فوي البلودين تتوابا االتفاتيوة‬
‫وتنفيذها ومعالجة مااكل الجنسية وأن تعقد اللجنة أوـ اجتماياتدا بعد أسبويين من توتيا االتفاتية لوضا‬
‫برنامـ يمل والقوانين الداخليوة‪ .‬وأن تخوتص اللجنوة بمعالجوة تضوية الجنسوية لمووانني كول بلود فوي اآلخور‬
‫واالتفاق يلى حرية اجتامة وحق التكسوب والتملوم والتصورف والتكيوف فوي الناوان االتتصوادي‪ .‬ونصوت‬
‫االتفاتية يلى أن يتم تصديقدا في رضون ‪ 30‬يوما كتابة يلى أن يخطر كل نرف اآلخر تبل ‪ 90‬يوما فوي‬
‫حاـ وجود خلل أو تراجا‪ .‬كما توم التوتيوا يلوى اتفاتيوة تتعلوق بالترتيبوات اججرائيوة ووضوا األسو العاموة‬
‫لترسيم الحدود بين البلدين‪41.‬‬
‫وايتبر باتان أموم كبير مفاوضي دولة جنوب السودان في حديثه لـ«الارق األوسف» أن االتفاتيتين‬
‫اللتين تم توتيعدما تفتحان األجواء للوعوـ إلى حل ندائي لكول القضوايا العالقوة‪ .‬وتواـ إن هوذه بدايوة لطريوق‬
‫نويل في مسار تديئة األجواء في المفاوضات بين البلدين لحل القضايا بما فيدوا الونفف ماويرا إلوى أن القموة‬
‫الرئاسية التي ستعقد بين الرئيسين السوداني يمر الباير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت ستدفا في حل‬
‫القضايا لكي تفتخ الطريق لتأسي يالتوات بوين دولتوين متجواورتين ومتعواونتين‪ .‬وأوضوخ أن الباوير وكيور‬

‫‪111‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫سيصادتان يلى االتفاتيتين‪ .‬وأضاف أن وفدي التفاوض سيعودان إلى المباحثوات بعود انعقواد القموة الرئاسوية‬
‫التي ينتظر أن تكون في أترب وتت ممكن‪46.‬‬
‫من جدته تاـ الوسيف األفريقي ثابومبيكي في تصريحات عوحافية إنوه وفريوق الوسوانة سويزورون‬
‫كال من الخرنووم وجوبوا ججوراء لقواءات موا الرئيسوين الباوير وسولفا كيور جناليدموا يلوى موا توم فوي هوذه‬
‫الجولة والتحضير لعقد القمة الرئاسية والجولة القادمة‪ .‬مون جانبوه تواـ العبيود أحمود موروو المتحودث باسوم‬
‫وزارة الخارجية السودانية لـ«الارق األوسف» أم «إن التوتيوا يلوى االتفواتيتين اجنواريتين باوأن ملفوي‬
‫الجنسية والحدود خالـ المفاوضات بين السودان وجنوب السودان في إنار الوسانة األفريقيوة التوي يقودهوا‬
‫رئي دولة جنوب أفريقيا السابق ثابومبيكي في أدي أبابا ينظر إليه كخطوة مدموة لتديئوة األجوواء النعقواد‬
‫القمة الرئاسية المرتقبة بين الرئيسين يمر الباوير وسولفا كيور ميارديوت بجوبوا لحول القضوايا العالقوة ومون‬
‫بيندا النزا المرير بين البلدين باأن النفف»‪ .‬وتاـ إن الوتت مدم في هذه المسألة وإن الجنوبيين سيعاملون‬
‫كأجانب بعد الثامن من أبريل‪2012‬م‪50.‬‬
‫واستبعد السودان منخ جنسية مزدوجة للجنوبيين بعد االنفصاـ وتاـ إنه بحلوـ شدر ابريل يتعين يلى‬
‫ما يقدر بنحو ‪ 500‬ألف موندم االختيوار بوين العوودة إلوى ونوندم أو تقنوين وضوعدم كأجانوب‪ .‬وتالوت المنظموة‬
‫الدولية للدجرة إن المدلة تاكل تحديا أمام الحكومتين والمجتما الدولي في ما يتعلق بدنداء اججراءات‪.‬‬
‫أما االتفاتية اجنارية الثانية المتعلقة بالترتيبات اججرائية واألس العاموة لترسويم الحودود فقواـ العبيود‬
‫«إن هذه االتفاتية أترت الوثيقة التي وتا يليدا الطرفان تبل االنفصاـ وتوافقا فيدا يلى ‪ 10‬فوي المائوة مون‬
‫الترتيبات اججرائية واألس التي يلى ضوئدا سيتم ترسيم الحدود يلى واتوا األرض بوين البلودين»‪ .‬واتفوق‬
‫الجانبان في فبراير ‪ 2012‬م يلى ترسيم أرلب الحدود ويستددفان إنجاز العمول فوي هوذا الاوأن فوي رضوون‬
‫ثالثة شدور ررم أن هذا سيستثني خم منانق محل نزا ‪.‬‬
‫ومن جانبه تاـ ستيفن ديو داو وزير النفف بجنوب السودان إن تضية النفف تركت للمااورات بوين‬
‫الطرفين وإلى تمة الباير وسلفا كير معتبرا أن االتفاتيات التي تم توتيعدا خطووة كبيورة للجوانبين‪ .‬وأضواف‬
‫«الطرفان يجب أن ينظرا إلى ما تم ال توتيا يليه بواتعية وأنه خطووة إيجابيوة سوتتلوها خطووات أخور بموا‬
‫فيدا تضية النفف» مايرا إلى أن وفدي البلدين تداوال حوـ مقترحات وأفكار كثيرة حوـ النفف‪ .‬وتاـ «لكون‬
‫نتوورك األمووور لقمووة الباووير وسوولفا كيوور واألهووم اآلن أننووا نظفنووا األجووواء والووروو الحاليووة التووي اتسوومت بدووا‬
‫الجولووة تضووا الطريووق للوعوووـ إلووى اتفاتيووة حوووـ الوونفف»‪ .‬وأضوواف «إننووا نناوود اجرادة السياسووية وااللتووزام‬
‫والتفواهم وأال ننظور لموا يوتم التوتيوا يليوه بمنتصور ومدوزوم بول لتحقيوق اتفاتيوة حقيقيوة مرضوي يندوا مون‬
‫الجانبين وشعبي البلدين)‪.‬‬
‫وتاـ داو إن المااورات حوـ النفف ما زالت مستمرة‪ .‬وأضاف «لن يكون الونفف يصويا يلوى الطورفين‬
‫وفي النداية فدن الواتعية هي التي تفرض نفسدا ولي األوهام»‪ .‬وإن بالده ال تريود أن تسوتخدم خطوون نفوف‬
‫السودان بالمجان وأن يلى الطرف اآلخر أال يفرض رسوما مبالغا فيدا‪ .‬وتوابا المعوايير الدوليوة هوي التوي‬
‫تحكم ألننا سوندفا مقابول خطوون الونفف الوذي ال نريود اسوتخدامه مجانوا والجانوب اآلخور ال يمكون أن يفورض‬
‫جباية بل األسعار المعقولة لتقود إلى يالتات جوار جيدة‪51.‬‬

‫االستنتاجات‬
‫تُوضخ اجيتداءات األخيرة لدولة جنوب السودان يلى الحدود السوودانية خاعوة يلوى حقول هجليجوالنفطىفى‬
‫أبريل ‪2012‬م‪ ,‬ومن ت بله إندال القتاـ فى جباـ النوبة والنيول األزرق وأبيوى وموا تاودده العديود مون منوانق‬
‫التماس الحدودية من مناوشات متكرره بين الجانبين‪ ,‬أن إتفاتية السالم الاوامل ‪ )CPA‬لوم تكون ذات فايليوة‬
‫في تحقيق السالم الاامل ولم تحقق اجستقرار للسودان باوقيه ولوم تجود الوديم الكامول مون تبول الودوـ التوي‬
‫سوعت جبوورام هووذه اجتفاتيةكضووامنى لعمليووة اجسووتقرار والسووالم السووودانية مثوول الواليووات المتحوودة األمريكيووة‬
‫وشركاء اجيقاد إيطاليا‪ ,‬فرنسا‪ ,‬بريطانيا‪ ,‬السويد والنرويـ) باجضافة لعدم حل العديود مون القضوايا العالقوة‬
‫أو تسويتدا األمر الذ يديو للتساؤـ ين يودم جديوة دولوة الجنووب جحتورام المفاوضوات ومبوادرات اآلليوة‬
‫األفريقية لحل هذه القضايا ويرف إحترام تراراتدا‪ .‬فعدم اجتفاق بين الطورفين لحول كول القضوايا الحدوديوة‬
‫مندا أو تضية النفف والمياه وريرها باجضافة إلوي الحورب اجتتصوادية والسياسوية والعسوكرية التوى ياوندا‬
‫يلى جم دورية السوودان فوى الوتوت الوراهن‪ ,‬تؤكود أن إتفاتيةنيفاشوا أخفقوت بول وسواهمت باوكل مباشور فوي‬
‫إنفصاـ الجنوب األمر الذ لوم يكون الغورض منوه خلوق دولوة فوي جنووب السوودان كدولوة مسوتقرة رمنوة ذات‬
‫سيادة ينعم شعبدا الجنوبي يبور حودودها المحوددة بخيراتدوا أو يسوعي لتنميتدوا إتتصواديا ً وسياسويا ً وإجتماييوا ً‬
‫‪111‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫وثقافيا ً بل أُسست لتغيير األوضا الجيوسياسية فى منطقة القرن األفريقي وإتليم حوض ندور النيول لتحقيوق‬
‫مصالخ لقو كبري‪ .‬فنجاو المفاوضات والمبوادرات اجتليميوة واجفريقيوة والمحليوة للتوعول إلوي حول لدوذا‬
‫النووزا الحوودودي وحسووم أمووره حتووي توونعم الوودولتين بدسووتقرار حوودودي يمكندمووا موون توفيووق أوضووايدما بعوود‬
‫اجنفصوواـ يتطلووب تقووديم التنووازالت موون الطوورفين وضوورورة مرايوواة الوضووا الجيوسياسوويواألثني لمنووانق‬
‫التداخل والتماس الحدودية‪.‬‬

‫التوعيـــــات‪-:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة حسم تضية الحدود العالقة بالدبلوماسية والتفاوض والحكمة‪.‬‬

‫العمل يلى تأكيد ما تم في المرجعيات المحددة والوعف المعين للحدود‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬وضا ضمانات دولية يلى اجتفاق الحدودي بين الطرفين حتى اليحدث تراجا من أيدما‪.‬‬

‫اجتفاق يلى وضا رلية ماتركة لمراتبة الحدود‪.‬‬ ‫‪-4‬‬


‫‪-5‬الوودفا لإلتفوواق يلووى مووا لووم يووتم اجتفوواق يليووه وفقوا ً لتفكيوور إسووتراتيجي ورليووة مدروسووة بمووا يحقووق الثقووة بووين‬
‫الطرفين وأمن المنطقة ‪.‬‬
‫‪ -9‬اجستفادة من منانق التداخل لخلق تعاون إتتصادي تبادلي دايم للتجارة في الاريف الحدودي‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل يلى تحقيق التنمية المستدامة لإلستفادة الماتركة من الموارد الضخمة في المنطقة الحدودية يبر‬
‫اجهتمام المباشر بالتعليم وتحقيق األمن المعرفي لتلم المنانق لنار السالم اججتماييواجتتصوادي المعرفوي‬
‫األكثر رسوخا ً بين البار‪.‬‬
‫‪ -1‬وضا حدود تقوم بو يفتدا األمنية و تمنا مااكل الحدود التقليدية لد الطرفين‪.‬‬

‫المصادر ‪-:‬‬
‫‪-1‬إبن منظور لسان العرب دار المعارف القاهرة ‪1611 )1‬م‪.‬‬
‫‪-2‬م حمووووود ياشوووووور مددي الحووووودود السياسوووووية وواتوووووا الدولوووووة فوووووي إفريقيوووووا مركز دراسوووووات المسوووووتقبل‬
‫القاهرة ‪1669‬م‪.‬‬
‫‪-3‬محمد محمود إبراهيم الديب الجغرافيا السياسية‪:‬منظرمعاعر مكتبة األنجلو المصرية القاهرة ‪1612‬م‪.‬‬
‫‪-4‬محمد زاهر سعيد السماك‪ :‬الجغرافيا السياسية المعاعرة دار األمل للنار والتوزيا أربد الطبعة ‪)11‬‬
‫‪1661‬م‪.‬‬
‫‪-5‬جريدة الارق األوسف ‪ :‬االحـد ‪ 3‬عفـر ‪ 1432‬هـ ‪ 6‬يناير ‪ 2011‬العدد ‪.11230‬‬
‫‪-9‬أحمد يبدهللا ردم‪ :‬تبائل السودان نموذ التماز والتعايش الدار الوننية لإليالم الخرنوم ‪1669‬م‪.‬‬
‫‪-2‬إكوورام محموود عووالخ دتوواو‪ :‬مقوواـ االحووتالـ االثيوووبي ألراضووي الفاووقة السووودانية ‪2002-1652‬م يوليووو‬
‫‪2002‬م ‪.www.iua.edu.sd/iua_magazine/african_studiesc‬‬
‫‪ -1‬بدوووواء الوووودين مكوووواوي محموووود تيلووووي‪ :‬تسوووووية النزايووووات فووووي السودان شووووركة مطووووابا السووووودان للعملووووة‬
‫المحدودة الخرنوم نوفمبر‪2009‬م‪.‬‬
‫‪-6‬حموود يموور حوواوي‪ :‬مقومووات بنوواء الدولووة فووي إفريقيووا التووداخل والتواعوول فووي إفريقيووا ‪ -‬ملتقووي الجامعووات‬
‫اجفريقية جامعة إفريقيا العالمية الخرنوم يناير‪2009‬م‪.‬‬
‫‪-10‬عالو السيد‪ :‬تقرير مساحات واليات السودان الديئة القومية للمساحة السودانية ‪2011‬م‪.‬‬
‫‪-11‬مؤتمر األحزاب‪ :‬تقرير األحزاب ‪1‬أكتوبر ‪10-1699‬أكتوبر‪1699‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬أسامة يلي زين العابدين‪ :‬واتوا الحودود السياسوية بوين شوماـ وجنووب السوودان بعود اجسوتفتاء الجمعيوة‬
‫السودانية للعلوم السياسية مؤتمر تضايا ما بعد اجستفتاء الخرنوم ‪26-21‬نوفمبر‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬إبوووووووووووراهيم محمووووووووووود نصووووووووووور الووووووووووودين‪ :‬اجنووووووووووودما ا لوووووووووووونني فوووووووووووي إفريقيوووووووووووا والخيوووووووووووار‬
‫السوداني المستقباللعربي العدد ‪ )93‬مايو‪1614‬م‪.‬‬
‫‪-14‬يبداللطيف البوني‪ :‬البعد الديني لقضية جنوب السودان ‪ )1616-1600‬مركز الدراسات اجستراتيجية‬
‫الخرنوم ‪1669‬م‪.‬‬
‫‪ -15‬محمد إبراهيم شوطة‪ :‬المنظوور االسوترايجي لتوأمين حودود السوودان الجنوبية مجلةاجسوتراتيجية واألمون‬
‫الونني أكاديمية األمن العليا العدد ‪ )5‬يونيو‪2011‬م‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫الحدود السياسية بين السودان ودولة جنوب السودان‬

‫لجنوووة ترسووويم الحووودود الخرنوم‬ ‫‪ -19‬عوووحيفة السووووداني‪ :‬لقووواء موووا بروفسوووير يبووودهللا الصوووادق رئوووي‬
‫الخمي ‪24‬مايو ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪-12‬إتفاتية السوالم الاوامل ‪ 2005‬م بوين السوودان والحركوة الاوعبية لتحريور جنووب السودان) أتفاتيةنيفاشوا‪-‬‬
‫كينيا ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪-11‬دستور جمدورية السودان اجنتقالي لسنة ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -16‬حووووووارص يمار‪:‬تصووووووة الصوووووورا حوووووووـ أبيووووووي ومسووووووتقبل السووووووودان مجلووووووة ندوووووور العلووووووم‬
‫‪.kenanaonline.com/users/HaresAmmar/posts‬‬
‫‪-20‬موتا الجزيرة نت ‪.www.aljazeera.net‬‬
‫‪-21‬موسوية ويكيبيديا الحرة‪.www.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫‪-22‬محمد يوض محمد‪ :‬السودان الامالي وتبائله األكاديمية للنار والتوزيا الخرنوم ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪-23‬محمد يمر باير‪ :‬جنوب السودان‪ -‬دراسة ألسباب النزا ترجموة أسوعد حلويم الديئوة المصورية العاموة‬
‫للتأليف والنار القاهرة ‪1621‬م‪.‬‬
‫‪-24‬يموور يووز الرجوواـ‪ :‬جامعووة الوودوـ العربيووة ومنازيووات الحوودود العربيووة مجلووة السياسووة الدوليووة مركووز‬
‫الدراسات السياسية واجستراتيجية العدد ‪ )111‬القاهرة يناير ‪1663‬م‪.‬‬
‫‪-25‬حسن محمد يوسف‪ :‬دوـ حوض النيل واألمن المائي مجلةاجستراتيجية واألمن الونني أكاديمية األمون‬
‫العليا العدد ‪ )5‬يونيو‪2011‬م‪.‬‬
‫‪-29‬الصووحف السووودانية اليوميووة ‪ –:‬الصووحافة – أخرلحظووة – الووراي العووام – الووونن‪ -‬السوووداني‪ -‬االهوورام‬
‫اليوم ‪.‬‬
‫‪-22‬وكالة االنباء السودانية ‪ -:‬سونا – المركز السوداني للخدمات الصحفية‪.‬‬
‫‪-21‬الصحف العربية واالجنبية ‪ -:‬الارق االوسف –القدس –القب ‪-‬الدستور‪-‬الونن ‪.‬‬
‫وكالة االنباء العربية و االجنبية‬
‫‪-26‬القنوات الفضائية ‪ -:‬الجزيرة – الحرة – تناة الاروق ‪ -‬البي بي سي – راديو سواء –‬
‫‪MakumiMwagiru The Greater Horn of Africa Conflict System: Conflict .-30‬‬
‫‪Patterns, Strategies and Management Practices, April 1997, paper prepared for‬‬
‫‪USAID Project on Conflict and Conflict Management in the Greater Horn of‬‬
‫‪Africa‬‬
‫يلى الموتا‬
‫‪http://www.cidcm.umd.edu/ICT/research/ICT_and_Conflict/DEC20%Post20%C‬‬
‫‪onfli2%31-valuations/Horn20%conflict20%system20%Mwagiru.pdf‬‬

‫‪ . 32‬يبوود الحميوود بلووة الحركووات السووكانية فووي القوورن األفريقووي ورتووة توودمت لمووؤتمر أركويووت الثالووث ياوور‪:‬‬
‫السودان ودوـ الجوار‪ :‬يوامل االستقرار والتنمية‪ -‬الخرنوم ‪ .2000‬ص ‪ /1.1‬إبراهيم محمد نصور الودين‪:‬‬
‫اجندما الونني في إفريقيا والخيار السوداني المستقبل العربي العدد ‪ )93‬مايو‪1614‬م ص‪.50‬‬
‫‪ -33‬يبووووداللطيف البوووووني‪ :‬البعوووود الووووديني لقضووووية جنوووووب السووووودان ‪ )1616-1600‬مركووووز الدراسووووات‬
‫اجستراتيجية الخرنوم ‪1669‬م ص ‪20.‬‬
‫‪ /_ 34‬محمد إبراهيم شطة‪ :‬المنظور االسترايجي لتأمين حدود السودان الجنوبية مجلةاجستراتيجية واألمون‬
‫لونني أكاديمية األمن العليا العدد ‪ )5‬يونيو‪ 2011‬ص‪.54‬‬
‫‪ _ 35‬عوووحيفة السووووداني‪ :‬لقووواء موووا بروفسوووير يبووودهللا الصوووادق رئوووي لجنوووة ترسووويم الحووودود الخرنوم‬
‫الخمي ‪ 24‬مايو ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ _39‬إتفاتية السالم الاامل ‪ 2005‬م بين السودان والحركوة الاوعبية لتحريور جنووب السودان) أتفاتيةنيفاشوا‪-‬‬
‫كينيا ‪ 2005‬ص‪34.‬‬
‫‪ _ 32‬دستور جمدورية السودان اجنتقالي لسنة ‪2005‬م ص ‪26.‬‬
‫‪_ 31‬حوووووارص يموووووار‪ :‬تصوووووة الصووووورا حووووووـ أبيوووووي ومسوووووتقبل السوووووودان مجلوووووة ندووووور العلوووووم‬
‫‪.kenanaonline.com/users/HaresAmmar/posts‬‬
‫‪ _36‬موتا الجزيرة نت ‪ :‬السبت ‪ 1433/3/25‬هـ ‪ -‬الموافق ‪2012/2/11‬م ‪.www.aljazeera.net‬‬
‫‪_40‬موتا الجزيرة نت‪ :‬الخمي ‪ 1433/1/1‬هـ ‪ -‬الموافق ‪2012/9/21‬م ‪.www.aljazeera.net‬‬
‫‪111‬‬
‫مجلة العلوم االنسانية ‪/‬عدد خاص بالمؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية للعلوم االنسانية‬

‫‪_ 41‬محمد ياشور مددي مرجا سابق ص ‪104.‬‬


‫‪ _ 42‬موسوية ويكيبيديا الحرة‪ :‬حدود_سياسية ‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬
‫‪_ 43‬محموووووووووووووود يوووووووووووووووض محموووووووووووووود‪ :‬السووووووووووووووودان الاوووووووووووووومالي وتبائله األكاديميووووووووووووووة للناوووووووووووووور‬
‫والتوزيا الخرنوم ‪ 2006‬ص‪20‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ _44.‬محمد يمر باير‪ :‬جنوب السودان‪ -‬دراسة ألسباب النزا ترجمة أسعد حليم الديئة المصورية العاموة‬
‫للتأليف والنار القاهرة ‪ 1621‬ص‪21.‬‬
‫‪ _ 45‬يمر يز الرجاـ‪ :‬جامعة الدوـ العربيوة ومنازيوات الحودود العربيوة مجلوة السياسوة الدوليوة القاهرة‬
‫مركز الدراسات السياسية واجستراتيجية العدد ‪ )111‬يناير ‪ 1663‬ص‪.203‬‬
‫‪ _ 49‬حسن محمد يوسف‪ :‬دوـ حوض النيل واألمن الموائي مجلوة اجسوتراتيجية واألمون الوونني أكاديميوة‬
‫األمن العليا العدد ‪ )5‬يونيو‪ 2011‬ص‪.12‬‬
‫‪_ 42‬يوودنان أبويووامر ‪ :‬الفوائوود الصووديونية موون إتامووة دولووة جنوووب السووودان مجلووة البيووان العوودد )‪)216‬‬
‫‪.www.albayan.com‬‬
‫‪ _41‬الصووحف السووودانية اليوميووة ‪ –:‬الصووحافة – أخرلحظووة – الووراي العووام – الووونن‪ -‬السوووداني‪ -‬االهوورام‬
‫اليوم‬
‫‪ -46‬وكالة االنباء السودانية ‪ -:‬سونا – المركز السوداني للخدمات الصحفية‪.‬‬
‫‪ -50‬الصحف العربية واالجنبية ‪ -:‬الارق االوسف –القدس –القب ‪-‬الدستور‪-‬الو‬
‫‪ -51‬القنوات الفضائية ‪ -:‬الجزيرة – الحرة – تناة الاروق ‪ -‬البي بي سي – راديو سواء ‪. -‬‬

‫‪118‬‬

You might also like