You are on page 1of 32

‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫اثر االتفاقية املشرتكة على االستقرار واألمن يف السودان‬

‫إعداد‬

‫الدكتور‪ /‬إبراهيم برمة أحمد‬


‫أستاذ مساعد في التاريخ السياسي المعاصر‬

‫جامعة الملك فيصل بتشاد‬

‫ومدير الشؤون االكاديمية والدراسة بالجامعة‪.‬‬


‫البريد اإللكتروني‪abouahmatibrahim@gmail.com :‬‬

‫‪493‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫إبراهيم برمة أحمد‬/‫د‬

:‫المستخلص‬
‫تعتبر العالقات التشادية السودانية عبر العصور وخاصة في الفترة األخيرة حالة من االضطرابات السياسية‬
‫وعدم االستقرار علي الحدود بسبب التركيبة االثنية والظروف البيئية الجغرافية حيث تقيم مجموعة من القبائل‬
‫المتداخلة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا مما أدي إلي إشعال الصراعات في دارفور وانعكس سلبا على أمن‬
‫ وظل كل من البلدين يلعبن دو ار محوريا في التأثير األمني وعلي الحدود بينهما حتى االتفاق علي‬، ‫البلدين‬
.‫بروتوكول أمني أدى إلي تكوين قوات مشتركة من الجيش التشادي والسوداني‬
‫تكمن أهمية البحث في توضيح دور القوات المشتركة وتسخير المتداخل القبلي علي طول الحدود لخدمة‬
. ‫ إضافة إلي وضع رؤية مستقبلية للقوات المشتركة‬، ‫وضمان أمن واستقرار المنطقة‬
، ‫ويهدف البحث علي معرفة أثر الجغرافيا السياسية والروابط المشتركة والتداخل القبلي علي األمن واالستقرار‬
.‫إضافة إلي التعرف علي خلفية الصراع في المنطقة واثر القوات المشتركة علي األمن واالستقرار‬
: ‫وتوصل البحث إلي النتائج التالية‬
‫تكوين القوات المشتركة ال يحقق التوازن والتماسك المطلوب للقيام بواجباتها في ظل تهديد الحركات‬ -
.‫المسلحة والجماعات المتفلتة‬
.‫المشاكل األمنية علي حدود السودان الغربية ساهمت في توتر العالقات‬ -
.‫الحدود الطويلة المفتوحة مع ضعف هيبة الدول في المنطقة يحتاج إلي تعاون أمني مكثف‬ -
Abstract :
Chadian-Sudanese relations through the ages, especially in the recent period, are considered a
state of political turmoil and instability on the borders due to the ethnic composition and the
geographical environmental conditions where a group of overlapping tribes reside socially,
culturally and economically, which led to the ignition of conflicts in Darfur and reflected
negatively on the security of the two countries, and both countries remained. They play a
pivotal role in influencing security and on the borders between them until agreement on a
security protocol that led to the formation of joint forces from the Chadian and Sudanese army.

The importance of the research lies in clarifying the role of the joint forces and harnessing the
tribal interfering along the borders to serve and ensure the security and stability of the region,
in addition to developing a future vision for the joint forces.
The research aims to know the impact of geopolitics, joint ties and tribal overlapping on
security and stability, in addition to identifying the background of conflict in the region and the
impact of joint forces on security and stability.
The research reached the following results:
The formation of the joint forces does not achieve the balance and cohesion required to carry
out their duties in light of the threat of armed movements and breakaway groups.
Security problems on Sudan's western borders have contributed to strained relations.
The long, open borders with the weakening of the prestige of states in the region requires
intense security cooperation
.

494
)‫م‬2023 ‫ (يناير –مارس‬66‫ع‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على أشرف خلق هللا وعلى آله وصحبه وبعد‪:‬‬

‫يرتبط السودان بتشاد بصلة الجوار ويشترك معهم في حدود مفتوحة بطول ‪1360‬كلم مع‬
‫تشاد وتتشابه هذه الحدود في كل من المواقع الطبيعية وتتعايش المجموعات العرقية‬
‫والسالالت بمنطقة الحدود بتداخل طبيعي دون شعور بانتمائها إلى بلدان مختلفة ويجمع‬
‫هذه المجموعات خصائص مشتركة دينية ولغوية وثقافية واجتماعية شكلتها الممالك‬
‫اإلسالمية القديمة التي تكونت في هذه المنطقة خاصة بين السودان وتشاد‪ ،‬بما تربطها‬
‫من عالقات تجارية وسياسية واجتماعية مثل مملكة كانم برنو اإلسالمية في الفترة من‬
‫‪1894-1085‬م ومملكة الفور اإلسالمية في الفترة من ‪1894-1650‬م ومملكة سنار في‬
‫الفترة من ‪1505‬م – ‪1821‬م ومملكة باقرمي في الفترة من ‪1561‬م – ‪1920‬م ومملكة‬
‫وادي في الفترة من ‪1675‬م – ‪1917‬م ولقد أثرت كل هذه الممالك في تكوين النسيج‬
‫السكاني في هذه المنطقة الممتدة من السودان وحتى تشاد‪.‬‬

‫تتميز العالقات السودانية التشادية على مر التاريخ بعد االستقرار بالرغم من أهميتها‬
‫وتتأجح بين التحسن والتوتر رغم ما يجمع البلدين من مصالح مشتركة أملتها ظروف‬
‫الجوار والتداخل القبلي والثقافي إضافة للمصالح التجارية المشتركة وتتبع أهمية العالقات‬
‫بين تشاد والسودان من المصالح والروابط المشتركة بينهما تلك المصالح التي فرضتها‬
‫ظروف الجغرافيا والتاريخ المشتركة وجميعها تشترك في حدود طويلة مفتوحة خالية من‬
‫الموانع الطبيعية بين السودان وتشاد عدد كبير من القبائل المشتركة بينهما‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪ :‬تتلخص مشكلة البحث في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تواجه تشاد انعكاسات مباش ار نتيجة للص ارع الموجود في دارفور‪ ،‬وذلك نظ ار ألن‬
‫تشاد ضمن دول الجوار لدارفور وبها قبائل مشتركة على حدود التماس بين تشاد‬
‫وإقليم دارفور‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫‪ .2‬الصراعات القبلية وعدم وجود العدل والمساواة أيضا يمثالن عنص ار رئيسيا في‬
‫األزمة التشادية السودانية‪.‬‬

‫أهمية البحث‪ :‬تتمثل أهمية البحث في التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفير وجود األمن واالستقرار في دولة تشاد‪.‬‬


‫‪ .2‬تكمن أهمية البحث في وجود حل مناسب يوقف الصراعات بين تشاد والسودان‪.‬‬

‫أهداف البحث‪ :‬تتمثل أهداف البحث في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تسليط الضوء على تاريخ الصراع بين تشاد والسودان‪.‬‬


‫‪ .2‬تسليط الضوء على نقاط الضعف والقوى بين الدولتين (تشاد – السودان)‪.‬‬
‫‪ .3‬توفير معلومات عن المشاكل الحدودية وتوضيح الروابط المشتركة والتداخل‬
‫القبلي بين تشاد والسودان‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التاريخ بين تشاد والسودان‬

‫قامت أول مملكة عربية إسالمية في تشاد في القرن الثاني الهجري‪ ،‬الثامن الميالدي‪،‬‬
‫وهي مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشاد ثم استع نفوذها في القرن الثالث الهجري التاسع‬
‫الميالدي‪ ،‬حتى شمل منطقة السودان األوسط بأكملها‪ ،‬وقد كانت اللغة العربية هي لغة‬
‫المملكة والممالك التشادية األخرى‪.1‬‬

‫قامت ممالك أخرى في حوض بحيرة تشاد مثل مملكة كانم برنو ومملكة باقرمي وكذلك‬
‫مملكة عويضي‪ ،‬التي قامت في القرن العاشر الهجري‪ ،‬السادس الميالدي‪ ،‬وظلت حتى‬
‫وصول االستعمار الفرنسي لتشاد في مطلع القرن العشرين الحرب األهلية ‪-1979‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬

‫الشعب التشادي متمسك بتراثه وهويته‪ ،‬وفيه نسبة كبيرة من العرب كأوالد راشد وأوالد‬
‫حميدو والسالمات والخزام وقبائل أخرى مما يجعل العربية لغة رسمية في عهد السيادة‬

‫‪ www.wikipedia.org 1‬تشاد‪ ،‬ويكيبيداي املوسوعة احلرة‪ ،‬السبت ‪ 11‬يونيو ‪2013‬م‪.‬‬


‫‪496‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫الوطنية‪ ،‬واللغة العربية منتشرة بين سكان تشاد حتى غير العرب‪ ،‬والبالغ عددهم سبعة‬
‫ماليين نسمة بنسبة ‪ %90‬ونتشر اإلسالم بنسبة ‪ ،%85‬وهذه النسب قابلة للزيادة‬
‫والنقصان‪ ،‬بناء على الظروف والمعطيات المحيطة بالتعليم في تشاد‪.‬‬

‫الصراع بين السودان وتشاد‪:‬‬

‫تعاني العالقات السودانية التشادية منذ سنوات من االضطراب والتأرجح ما بين الهدوء‬
‫النسبي والتصعيد من جهة أخرى‪ ،‬فتشاد توجه اتهامات تجاه الخرطوم بانتهاك سيادة‬
‫أراضيها والتدخل في شأنها بل والسعي لإلطاحة بنظامها والخرطوم تتهم العاصمة‬
‫ا لتشادية بدعم المسلحين في دارفور بتوفير المساحة والدعم المباشر وغير المباشر في‬
‫تفجير األوضاع في دارفور‪.‬‬

‫التعقيدات التي تكتتف ملف الحرب في دارفور وتقاطعاته مع األوضاع في تشاد تلقي‬
‫بظاللها أيضا على العالقات بين البلدين‪ ،‬حيث ينتمي معظم قادة حركتي التمرد الرئيسين‬
‫في دارفور إلى قبيلة الزغاوة التي ينحدر منها الرئيس إدريس ديبي إتنو وقادة الحكم‬
‫والجيش في بالده‪.‬‬

‫تواجه تشاد انعكاسات مباشرة نتيجة للصراع الموجود في دارفور‪ ،‬وذلك نظ ار ألن تشاد‬
‫ضمن دول الجوار لدارفور‪ ،‬وبها قبائل مشتركة على حدود التماس بين تشاد وإقليم‬
‫دارفور‪ ،‬الصراعات القبلية أيضا تمثل عنص ار رئيسيا في األزمة التشادية السودانية‬
‫فالرئيس التشادي‪ ،‬ديبي ينتمي إلى قبيلة زغاوة‪ ،‬الموزعة بين تشاد والسودان والتي تعد‬
‫واحدة من القبائل المتمردة الرئيسية في دارفور‪ ،‬ويما تحظى الحكومة التشادية بدعم قوي‬
‫من قبيلة زغاوة وقبيلة السارا‪ ،‬التي تتركز في جنوب البالد‪ ،‬فإن المعارضة تساندها العديد‬
‫من القبائل العربية التي تتوزع بين تشاد والسودان‪ ،‬وعلى رأسها قبائل التاما‪ ،‬والقمر‪،‬‬
‫والقرعان‪ ،‬وتضم هذه المعارضة بين صفوفها جنودا هاربين من الخدمة وقادة سابقين في‬
‫الجيش سبق أن ساعدوا ديبي‪ ،‬في االستيالء على السلطة في تمرد عام ‪1990‬م‪،‬‬
‫ويتهمونه اآلن بالفساد ويسعون إلى اإلطاحة به‪.‬‬
‫‪497‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫وكانت معارك عنيفة وقعت بين ‪ 26‬نوفمبر و‪ 4‬ديسمبر سنة ‪2007‬م بين الجيش‬
‫التشادي ومجموعات التمرد الرئيسية في شرق تشاد ومنذ ذلك الوقت بدأت مجموعات‬
‫التمرد التشادية في إعادة تنظيم صفوفها واعترفت بعضها بأن الجزء األكبر من فواتها‬
‫‪1‬‬
‫موجود حاليا على خط الحدود بين السودان وتشاد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الروابط المشتركة والتداخل القبلي‬

‫يرتبط السودان بتشاد بصلة الجوار ويشترك معهم في حدود مفتوحة بطول ‪1360‬كلم مع‬
‫تشاد وتتشابه هذه الحدود في كل من المواقع الطبيعية وتتعايش المجموعات العرقية‬
‫والسالالت بمنطقة الحدود بتداخل طبيعي دون شعور بانتمائها إلى بلدان مختلفة ويجمع‬
‫هذه المجموعات خصائص مشتركة دينية ولغوية وثقافية واجتماعية شكلتها الممالك‬
‫اإلسالمية القديمة التي تكونت في هذه المنطقة خاصة بين السودان وتشاد‪ ،‬بما تربطها‬
‫من عالقات تجارية وسياسية واجتماعية مثل مملكة كانم برنو اإلسالمية في الفترة من‬
‫‪1894-1085‬م ومملكة الفور اإلسالمية في الفترة من ‪1894-1650‬م ومملكة سنار في‬
‫الفترة من ‪1505‬م – ‪1821‬م ومملكة باقرمي في الفترة من ‪1561‬م – ‪1920‬م ومملكة‬
‫وادي في الفترة من ‪1675‬م – ‪1917‬م ولقد أثرت كل هذه الممالك في تكوين النسيج‬
‫‪2‬‬
‫السكاني في هذه المنطقة الممتدة من السودان وحتى تشاد‪.‬‬

‫الحدود بين تشاد والسودان‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫هناك ثالثة أنماط لرسم الحدود السياسية بين الدول وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحدود الطبيعية‪ :‬وهي مظاهر الطبيعة التي تقضي بعض الظروف الطبيعية‬
‫استخدامها للفصل بين الشعوب‪.‬‬

‫‪ 1‬آدم حممددد د ددد عبدددد‪ ،‬اددددال اين ددل الددوات‪ ،‬يةددة ا سد اتي ية‪ ،‬واين ددل الددوات‪ ،‬ديادايددة اين ددل‪ ،‬الخلةيددا‪ ،‬لادراددوم‪ ،‬الخلدددد اينو ‪ ،‬د ريد ‪2008 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.50-49:‬‬
‫‪ 2‬آدم حممد د د عبدد‪ ،‬اددال اين ل الوات‪ ،‬يةة ا س اتي ية‪ ،‬واين ل الوات‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫‪ 3‬البخاري عبدد اجلخلةي‪ ،‬حدود السودان الغر ية‪ ،‬الشرية الخلاملية لةطباعة والنشر‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.18-17:‬‬
‫‪498‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫‪ .2‬الحدود البشرية‪ :‬هي الحدود التي تضع في اعتبارها اإلنسان أوال قبل كل شيء‬
‫وهذه الحدود تضم وتلم شمل الذين تجمعهم أواصر معينة وتشدهم إلى الفكر التي‬
‫نمت حولها الفكرة السياسية ويرى الكثيرون أن التناقض بين الحد السياسي والواقع‬
‫البشري يكون سببا لقيام المشكالت ووضع الجذور العميقة لها ورسم الحد السياسي‬
‫ليس مطلبا منه الفصل بين أرض وأرض بقدر ما يطلب منه الفصل بين الناس في‬
‫وحدة سياسية هكذا فإن الحدود التي ال تتناسق مع الواقع البشري وال تضع هذا‬
‫الواقع في اعتبارها تؤدي إلى أنماط من المشكالت التي تجعل وجودها مشحونا‬
‫للخطر القابل لالنفجار في أي وقت مع إمكانية استقالله سلبا بواسطة الدول‬
‫المعادية ضد الدولة بما يؤثر على أمنها الوطني‪.‬‬
‫‪ .3‬الحدود الهندسية والفلكية‪ :‬وهي حدود ترسم على شكل مستقيمة يوضع الفاصل‬
‫واإلطار بين وحدة سياسية وأخرى وتعتمد على خطوط الطول والعرض وتستند على‬
‫الوثائق والمعاهدات بين الوحدة السياسية‪.‬‬

‫لقد جاء ترسيم الحدود بين كل الدول اإلفريقية في الفترة االستعمارية نتيجة للتحول في‬
‫طبيعة التقاسم االستعماري ألفريقيا فيما عرفت بظاهرة التكالب االستعماري وأخذت ذلك‬
‫الشكل من الوحدات السياسية التي لم تراعي أي اعتبارات طبيعية أو بشرية لذلك التقسيم‬
‫إن هذا التفتت الذي أوجده التقسيم التحكمي من جانب الدول المستعمرة استنادا على‬
‫خطوط الطول والعرض أو على توافر موارد طبيعية أو بشرية مما كرس االضطرابات‬
‫‪1‬‬
‫الداخلية في تلك الدول‪.‬‬

‫تعتبر الحدود السودانية التشادية من أطول الحدود المشتركة للسودان ‪1360‬كلم وتمر‬
‫عبر أراضي سهلية ومنبسطة وتوصف بأنها زراعة خصبة وغنية بالمراعي الجيدة واآلن‬
‫هذه األراضي سهلة العبور فهي مأهولة بالقبائل المشتركة ذات االحتكاك والتواصل‬
‫المستمر على جانبي الحدود ممارسين نشاطهم البدوي في جميع المجاالت التجارية‬

‫‪ 1‬فوذي درويش‪ ،‬التقييم اإلداري إلفريقيا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫‪499‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫واالجتماعية والثقافية وذلك ألن الحدود السياسية مثلها مثل أي خطوط وهمية تفصل بين‬
‫أي بلدين ال تشكل حاج از يمنع التداخل والتعايش المتبادل بين المواطنين‪ 1،‬من إفريقيا‬
‫الوسطى تمددت عبر الحدود داخل السودانية بمنطقة أم دافوك والمنطقة التي حولها شرقا‬
‫شماال‪.‬‬

‫الروابط المشتركة‪:‬‬

‫الروابط االقتصادية‪ :‬دولة تشاد حبيسة وتحتاج للسودان لتحقيق االتصال بالعالم الخارجي‬
‫عن طريق البحر الستجالب احتياجاتها وترتبط تشاد والسودان بمصالح اقتصادية مشترك‬
‫منذ القدم حيث كانت قوافل التجارة تجوب تلك البقاع من مملكة وادي التشادية إلى‬
‫سلطنة الفور ودار مساليت في السودان وفي فترة الحكومات الوطنية استمرت العالقات‬
‫االقتصادية بين البلدين واستمر تبادل السلع عبر الحدود دون االلتزام بالبنود الجمركية‬
‫والضريبية األمر الذي سهل عمليات تهريب السلع من وإلى تشاد ومن السودان إلى‬
‫إفريقي ا الوسطى كذلك ولقد تم تشكيل عدد من اللجان الو ازرية المشتركة بين السودان‬
‫وتشاد وتوقيع عدد كبير من البروتوكوالت االقتصادية التي تنظم العالقات بين البلدين‪،‬‬
‫إال أن حجم التبادل التجاري الرسمي بين البلدان الثالث بين رؤساء كل من السودان‬
‫وتشاد بتاريخ ‪ 23‬مايو ‪2011‬م على إنشاء منطقة تجارية تفصيلية بين الدول الثالث‬
‫وإقرار بروتوكول لتنظيم تجارة واتفاقية لتجارة الترانزيت وااللتزام برفع معدالت التبادل‬
‫التجاري بين الدول الثالثة وتشجيع االستثمارات المشتركة بتحويل منطقة الحدود الثالثة‬
‫‪2‬‬
‫إلى منطقة تكامل بين هذه الدول‪.‬‬

‫الروابط السياسية‪ :‬العالقات السياسية بين السودان وتشاد ذات أهمية كبرى وذلك بغرض‬
‫توجيه وتنسيق جهودها في المحافل الدولية واإلقليمية من أجل خدمة القضايا والمصالح‬
‫المشتركة بدال من حالة التنافر والمكايدة وتأليب المجتمع الدولي ضد اآلخر والتي أدت‬

‫‪ 1‬سةيمان قناوي اد‪ ،‬اإلشكالية اإلثنية يف دو اجلوار‪ ،‬حبث رسالة اجستري غري نشور‪2001-2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫ل تشاد وإفريقيا الوسطى‪ ،‬د‪ /‬رمي حممد وسى‪ 4 ،‬يناير ‪2013‬م‪.‬‬ ‫روتويو أت ني احلدود ودوره يف سار عالقال السودان يف ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪500‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫إلى التدخل الدولي في المنطقة ولقد لعبت أزمة دارفور دو ار محوريا في سير العالقات‬
‫بين السودان وتشاد نسبة لالرتباطات الوثيقة ما بين دارفور ما بين دارفور في السودان‬
‫وشرق تشاد‪ ،‬ولقد شكلت هذه األزمة محور العالقات السودانية التشادية التباعد السياسي‬
‫بين الدولتين واألهمية الروابط السياسية جاء إعالن الخرطوم بتاريخ ‪ 13‬مايو ‪2011‬م في‬
‫هذا الجانب ليشمل اآلتي‪1:‬‬

‫‪ .1‬تبادل الدول الثالثة التشاور حول القضايا اإلقليمية والدولية والمساندة في المنابر‬
‫اإلقليمية والدولية والسعي لتعزيز التواصل بين األجهزة السياسية والمنظمات‬
‫الشعبية‪.‬‬
‫واآلليات المناسبة لتعزيز التعاون بين الواليات والمحافظات‬ ‫‪ .2‬إقامة األطر‬
‫الحدودية للدول الثالثة بغرض تحويل الحدود المشتركة إلى منطقة تكامل ثالثة‬
‫شامل‪.‬‬
‫‪ .3‬االتفاق على عقد القمة الثالثة سنويا بالتناوب بين عواصم الدول الثالثة‪.‬‬

‫الروابط األمنية والعسكرية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تكسب العالقات الثنائية بين السودان وتشاد أهمية أمنية وعسكرية كبيرة بسبب‬
‫االضطرابات‪.‬‬

‫االضطرابات الكثيرة التي تتسم بها المنطقة بسبب التركيبة اإلثنية والظروف البيئية‬
‫والجغرافية والواع إنما يحدث في تشاد يؤثر في السودان ولقد كانت األوضاع مضطربة‬
‫في تشاد السبب الرئيسي للتفلتات األمنية الصراع في دارفور‪.‬‬

‫ب‪ -‬عوامل يظل أمن الحدود بين السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى من أهم وأبرز الهموم‬
‫المشتركة بين هذه البلدان وهذه الحدود عبر تاريخ الطويل لم تشهد سوى الجرائم‬

‫‪www.sudunile.com 1‬‬
‫‪501‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫العادية مثل االعتداء على األفراد وكانت تحل هذه المشاكل بين السودان وتشاد في‬
‫إطارها التقليدي نسبة للتداخل العرقي والثقافي بين كل منهما‪.‬‬
‫ج‪ -‬دخلت العالقات السودانية مع تشاد أعتاب مرحلة جديدة في تعاونها السياسي‬
‫واألمني وذلك باالتفاق على بروتوكول تأمين الحدود بواسطة القوات المشتركة‬
‫(البروتوكول األمني) في مايو ‪2011‬م لحماية الحدود المشتركة بين كل من‬
‫السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى والعمل على إنشاء آلية استشارية ثالثية للتفاعل‬
‫مع القضايا األمنية ومن قبل ذلك البروتوكول األمني بين السودان وتشاد وقد جاء‬
‫إعالن الخرطوم متعدد الجوانب بين البلدان الثالثة ليعمل على ترسيخ السلم‬
‫واالستقرار بينها في ما يتعلق بالجانب األمني فقد جاء اإلعالن حول الشراكة‬
‫الثالثية من أجل السلم والتنمية ليشمل اآلتي‪1:‬‬
‫‪ .1‬تفعيل اتفاقية إنشاء القوات المشتركة الثالثية بغرض حماية وتأمين الحدود‪.‬‬
‫‪ .2‬التنسيق الثالثي بين و ازرات الداخلية للسيطرة على عمليات النهب والتهريب والتسلل‬
‫عبر الحدود والصيد الجائر ومكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل على تشجيع االنصهار والتعايش السلمي بين القبائل الحدودية المشتركة‬
‫ومعالجة الخالفات بين القبائل الرعوية العابرة للحدود بطرق سليمة‪.‬‬
‫‪ .4‬تشجيع العودة الطوعية لالجئين في الدول الثالثة والسماح لسلطات الدول المعنية‬
‫بالزيارات الميدانية لمعسكرات الالجئين من مواطنيهم في إطار القوانين واألعراف‬
‫الدولية التي تحكم ذلك والعمل على حماية الالجئين من االستغالل وممارسة‬
‫االتجار بالبشر‪.‬‬

‫‪ Htt:www.arrasid.com 1‬يموعة الرصد لةبحوث والخلةوم‪ ،‬اينحد ‪2013/04/27‬م‪.‬‬


‫‪502‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫د‪ -‬إنشاء آلية ثالثية للتعامل مع القضايا األمنية والعسكرية تجتمع دوريا لتقييم وتقديم‬
‫المشورة وتطوير هذه اآللية إلى آلية تنفيذية على أسس تكنها من ممارسة صالحياتها‬
‫التنفيذية واإلدارة الفعلية آلليات االتفاقيات الثالثية‪1 .‬‬

‫الروابط االجتماعية‪ :‬ارتبطت العالقة االجتماعية بين السودان وتشاد منذ القدم بحكم‬
‫حركة القبائل السودان وإفريقيا الوسطى والتمازج مع تشاد بسبب الحدود المفتوحة‪ ،‬وليس‬
‫من قبل المبالغة القول أن الشعب التشادي هو أقرب الشعوب للسودان وتعتبر تشاد‬
‫الصورة المصغرة للسودان في إفريقيا‪ ،‬فالحدود بين البلدين ترسم بوضوح تماثل الشعبين‬
‫وتعيش القبائل المشتركة على هذه الحدود والعناصر المشتركة بين الشعبين قوية إلى‬
‫درجة انعدام الفروق بينهم‬

‫والمالمح الشخصية مشتركة يصعب معها إيجاد اختالف كبير‪ ،‬فهي تبدأ بالعناصر‬
‫العربية مرو ار بالهجين وانتهاء بالعنصر الزنجي‪ ،‬وهذه السحنات المشتركة هي نتاج‬
‫تداخل وتفاعل اجتماعي تاريخي بل امتداد ألعراف وقبائل ظلت منذ أزمات طويلة تعيش‬
‫على تلك المنطقة ولقد نشأت هذه العالقة بين السودان وتشاد منذ قديم الزمان إذا ترجع‬
‫بدايتها إلى عهد دولة وداي منذ العام ‪1615‬م والتي تواصلت مع سلطنتي الفور‬
‫والمساليت في غرب السودان حيث كانت هذه الممالك تتبادل المنافع وعلماء الدين‬
‫اإلسالمي وظلت هذه العالقة قائمة إلى يومنا هذا وهناك مؤسسات فاعلة تعمل على‬
‫تقوية العالقات االجتماعية والتنموية بين السودان وتشاد والتي من أهمها‪2 :‬‬

‫‪ .1‬مدرسة الصداقة السودانية ومقرها العاصمة أنجمينا والتي استطاعت أن تعمق‬


‫أواصر التواصل بين الشعبين والتي تم افتتاحها في عهد الرئيس السوداني‬
‫األسبق جعفر محمد نميري في العام ‪1970‬م‪.‬‬

‫‪ Htt:www.arrasid.com 1‬يموعة الرصد لةبحوث والخلةوم‪ ،‬اينحد ‪2013/04/27‬م‪.‬‬


‫‪ Htt:www.arrasid.com 2‬يموعة الرصد لةبحوث والخلةوم‪ ،‬اينحد ‪2013/04/27‬م‪.‬‬
‫‪503‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫‪ .2‬النادي السوداني بتشاد والذي يعتبر من أهم المؤسسات االجتماعية التي عملتا‬
‫على دعم العالقات وتنميتها بين الدولتين‪.‬‬
‫‪ .3‬جمعية الصداقة التشادية التي تأسست في أبريل ‪1992‬م والتي حققت الكثير في‬
‫سبيل التواصل الشعبي بين البلدين‪.‬‬

‫الروابط الثقافية‪ :‬تعتبر اللغة العربية أهم مكون ثقافي يربط بين سكان المنطقة بالرغم من‬
‫اختالف ألسنتهم ولكنها أصبحت اللغة العملية واألداة السائدة للتخاطب بين المجموعات‬
‫المتداخلة على الحدود خاصة بين السودان وتشاد ورغم تعدد القبائل في البلدين لجانب‬
‫ما تعرضت له اللغة العربية في تشاد من تعميم من قبل سلطات االستعمار الفرنسي وأن‬
‫شعبي البلدين يشتركان في استخدام اللغةالعربية أداة للتواصل ‪ 1‬وإضافة لذلك أن اللغة‬
‫العربية والدين اإلسالمي هما اللذان جعال الهجرة التشادية شرقا إلى السودان خالفا‬
‫للهجرات إلى داخل البلدان اإلفريقية األخرى وفي أغلب األحوال كان بسبب عامل اللغة‬
‫هذا إذا ما غضضنا الطرف عن عنصر الدين الذي يظل دائما أبرز هذه المكونات‬
‫الثقافية وبكل المقاييس فإن تشاد تعتبر امتداد ثقافي طبيعي للسودان من حيث الشكل‬
‫‪2‬‬
‫والمضمون في جميع مناحي الحياة والمكونات العرقية واالجتماعية والجذور اإلسالمية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الصراع في دار فور‬

‫تضافرت عدة أسباب لتقف خلف الصراع في القارة االفريقية ومنها تقسيم القارة بين القوى‬
‫االستعمار األوروبية الكبرى في مؤتمر برلين عام ‪1885-1884‬م والذي كان نقطة فارقة‬
‫في التدهور السياسي واالجتماعي اإلفريقي‪ ،‬حيث من المالحظ أن الحدود االستعمارية‬
‫التي رسمت على خرائط في أوروبا عكست باألساس مصالح القوة االستعمارية ولم‬
‫تعترف بالمصالح اإلفريقية ولقد أدت هذه الحدود إلى تقسييم الجماعات العريقة بين‬

‫‪ 1‬عبدد صند السنوسي د د‪ ،‬سدتقب الخلالقدال التشدادية السدودانية‪ ،‬حبدث إجدالة ل الدة‪ ،‬غدري نشدور‪ ،‬يةيدة الددفاد الدوات‪ ،‬الددورة رقدم ‪2012 ،24‬م‪،‬‬
‫ص‪.45-43:‬‬
‫‪ 2‬إمساعيد احلدداس يوسددد‪ ،‬التددداي الخلرقددي ددني السددودان وتشدداد‪ ،‬ودثددره عةددى اين ددل القددو ي السددودال‪ ،‬حبددث إجددالة ل الددة غددري نشددور‪ ،‬اينيادايددة الخلسددكرية‬
‫الخلةيا‪ ،‬ادراوم‪ ،‬يةية الدفاد الوات‪ ،‬الدورة رقم ‪1993 ،10‬م‪ ،‬ص‪.57:‬‬
‫‪504‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫دولتين أو أكثر‪ ،‬كما أنها من جهة أخرة أدات إلى وجود جماعات عرقية بين دولتين أو‬
‫أكثر‪ ،‬كما أنها من جهة أخرى أدت إلى وجود جماعات عرقية ذات تاريخ من العداء‬
‫والصراع داخل حدود إقليمية واحدة‪.1‬‬

‫تأثرت كل من تشاد والسودان بالصراعات التي جرت فيها وانعكس ذلك على أمنها‬
‫الوطني بشكل كبير‪ ،‬ولقد كان لصراع الدول االستعمارية على موارد تلك الدول أث ار‬
‫واضحا في إذكاء نار الصراع والزيادة من حده خاصة الصراعات في إفريقيا في الغالب‬
‫إما بسبب التداخالت الخارجية أو ألسباب اقتصادية مثل التنافس على اقتسام بعض‬
‫الثروات والموارد الطبيعية أو ألسباب سياسية مثل التنازل على السلطة إضافية ألسباب‬
‫أخرى‪.‬‬

‫الصراع في دارفور‬

‫بداية الصراع‪ :‬في بداية التسعينيات من القرن العشرين كان الفور وخاصة في منطقة‬
‫وادي صالح وبعض األجزاء في جبل مرة يتعرضون لغارات وحشية من عرب تشاد‬
‫الفارين من جيش هبري‪ ،‬ومن ناحية أخرى يتعرضون لحمالن عسكرية من قبل قوات‬
‫الفليق اإلسالمي الذي يقوده الشيخ ابن عمر‪ ،‬ومن قوات الحكومة التشادية تارة أخرى‬
‫وكان للفور حلفا قويا مع نظام جيش حين هبري الذي فتح لهم مكاتب معارضة للحكومة‬
‫السودانية بانجمينا‪ ،2‬وقام بتدريب بعضهم ومدهم بالسالح والعتاد بهدف القضاء على‬
‫الوجود العربي التشادي بدار فور وخاصة قوات الشيخ ابن عمر وقد ساهمت الحركة‬
‫الشعب ية لتحرير السودان في تأزم الوضع حيث تم مدهم بالسالح وتعيين قمر حسن‬

‫‪ www.islamstory.com -1‬د‪ .‬ارغبب السبرجاني ‪ ،‬بدايبة الصبراع فبي دار فبور ‪ ،‬الثالثباء ‪2013/04/30‬م سبعت(‪)2130‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬عيسى حممد صاحل‪ ،‬البخلد الدويل لقضية دار فور ‪ ،‬جذور اينل ة و آ هتا ‪ ،‬ط‪ ،1‬ادراوم الخلام ‪ 2007‬ة‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪505‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫الطاهر من المساليط ضابط اتصال مع داوود يحيى بوالد‪ ،‬وذلك في إطار إستراتيجياتها‬
‫الرامية لشد اطراف السودان بهدف الوصول إلى السلطة والثورة في الخرطوم‪.1‬‬

‫أبعاد الصراع في دار فور‪ :‬ألزمة دارفور أبعاد داخلية محلية وإقليمية ودولية على النحو‬
‫‪2‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬األبعاد الداخلية‪ :‬أن أزمة دارفور من حيث مسباتها والعوامل التي أدت إليها‬
‫يبدو أن أزمة دارفور في بعدها الداخلي تعبر عن أزمة المشروع الوطني وطرح إشكالية‬
‫الهوية والمواطنة‪ ،‬وأن مطالب اقتسام السلطة والثروة يعد مطلبا أساسيا لدى الحركات‬
‫التمرد في دار فور ‪ ،‬مع االعتراف بأهمية البعد التنموي واالقتصادي في قضية دارفور‪.‬‬

‫‪ .2‬األبعاد اإلقليمية ‪ :‬تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬الوضع التشادي هو األكثر تأثي ار إقليميا على قضية دار فور وذلك لقرب المسافة‬
‫والتداخل القبلي بين تشاد ودارفور ‪ ،‬وقد اثر على طبيعة النسيج االجتماعي كما أن‬
‫هناك ثالثة رؤساء تشاديين آخرهم إدريس ديبي إتنو جاءوا للسلطة عبر بوابة‬
‫السودانية الغربية من دارفور‪.‬‬

‫ب‪ .‬كذلك الصراع جنوب السودان حيث ألقي بظالله على القضية‪ ،‬إذا اعتادت‬
‫الحركة أن تلج اإلقليم عبر بوابة إفريقيا الوسطى من أجل تطويق الحكومة المركزية‬
‫بالخرطوم ونظ ار لعدم استقرار العالقات مع دول الجوار السوداني والسيما المتاخمة‬
‫لدارفور فقد استخدمت أراضيها لخوض حرب بالوكالة‪ ،‬أي أن معارضة كل دولة تنطلق‬
‫من أراضي الدولة المجاورة لها‪ ،‬ولقد نظر االتحاد االفريقي إلى الصراع في دار فور‬
‫على أنه مشكلة إفريقية تتطلب حال إفريقيا فأرسل قواته لحفظ السالم في اإلقليم في عام‬
‫‪2004‬م ‪ ،‬والتي تحولت فيما بعد في ديسمبر ‪2007‬م إلى قوة هجين مشتركة مع األمم‬
‫المتحدة(‪.)UNAMID‬‬

‫‪ -1‬إدريس املبارك الشيخ‪ ،‬جترب القوال املش ية ني السودان والتشادية واثرها عةى حتقيق اين ل عةى احلدود‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -2‬إدريس املبارك الشيخ‪ ،‬جترب القوال املش ية ني السودان والتشادية واثرها عةى حتقيق اين ل عةى احلدود‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص‪.73-72‬‬
‫‪506‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫ت‪ .‬األبعاد الدولية‪ :‬كثير من منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق االنسان‬
‫تطرح األزمة على أنها عمليات تطهير عرقي منظمة تقودها الحكومة السودانية في‬
‫مواجهة السكان األفارقة‪ ،‬عليه فإن عبارات أسوأ أزمة إنسانية وأخطر جرائم لتطهير‬
‫العرقي في القرن الحادي والعشرين هي مفردات أساسية تميز هذا التدخل الدولي المكثف‬
‫في أزمة دارفور‪:1‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬نشأة وتكوين القوات المشتركة‬

‫تحتل مسائل الحدود الدولية مكان كبيرة في العالقات الدولية بين الدول المتجاورة‬
‫الرتباطها بالحيز المكاني الذي تمارس عليه الدول اختصاصها وجاءت نزاعات الحدود‬
‫في العقود األخيرة من الزمان في مقدمة أسباب التوتر الدولي والتأثير على العالقات‬
‫الدولية بين أطرافها‪ ،‬وربما تتحول إلى مواجهات عسكرية إذا لم تفض بالطرق السليمة‪.‬‬

‫يظل أمن الحدود بين تشاد والسودان وإفريقيا الوسطى من أهم وأبرز الهموم المشتركة بين‬
‫هذه البلدان النعكاسه على األمن الوطني لهذه البلدان‪ ،‬ويعد من أكثر القضايا حساسية‬
‫في المنطقة نظ ار الرتباطه باألوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية فيها‪.‬‬

‫لقد دخلت العالقات السودانية بكل من تشاد وإفريقيا الوسطى أعتاب مرحلة جديدة في‬
‫تعاونها السياسي واألمني وذلك باالتفاق على بروتوكول تأمين الحدود والقوات المشتركة‬
‫(البروتوكول األمني) في مايو ‪2011‬م لحماية الحدود المشتركة بين كل من تشاد‬
‫والسودان وإفريقيا الوسطى والعمل على إنشاء استشارية ثالثية للتفاعل مع القضايا‬
‫األمنية‪ 2‬ومن قبل ذلك البروتوكول األمني لتأمين الحدود بين تشد والسودان‪.‬‬

‫تجربة تكون القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫‪ -1‬إدريس املبارك الشيخ‪ ،‬املرجع السا ق‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪ -2‬رتويددو أت ددني ودوره يف سددار عالقددال السددودان ك د ددل تشدداد وإفريقيددا الوسددطى‪ ،‬صددحيلة سددوداني ‪ ،‬ادراددوم ادمدديس ‪2013/5/9‬م سددخلت‬
‫‪.www.sadanile.com ،00700‬‬
‫‪507‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫اللجنة العسكرية المشتركة‪ :‬مكونة من رؤساء األركان األمنية في البلدين‪ ،‬تمثل المرجعين‬
‫العليا للقوات المشتركة وتتبع قوات كل بلد رئيس األركان مباشرة‪.‬‬

‫المراقبين‪ :‬هناك مراقبين يشرفون على انفتاح القوات في بدايتها يعملون على تكملة‬
‫تجهيزاتها ونواقصها ويلزم كل جانب بتوقير عدد (‪ )26‬مراقب‪.‬‬

‫‪ .1‬قوات الجانب التشادي‪ :‬جاء تكوين القوات المشتركة الجانب التشادي متفقا‬
‫والجانب السوادني عدا أن يتكون من القوات المسلحة باإلضافة لقوات الشرطة على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أ‪ /‬القوات المسلحة ‪1500‬فرد‪.‬‬

‫ب‪ /‬قوات الشرطة‪ 270 :‬فرد‪.‬‬

‫ج‪ /‬اإلجمالي‪1770 :‬فرد‪.‬‬

‫‪ .2‬قوات الجانب السوداني‪ :‬جاء تكوين القوات المشتركة الجانب السوداني ليتالءم‬
‫مع المهام والواجبات المكلفة بها‪ ،‬لذلك نجد أن قوات الجانب السوداني تتكون من القوات‬
‫‪1‬‬
‫المسلحة وقوات األمن وقوات الشرطة الموحدة على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ /‬القوات المسلحة‪:‬‬

‫كتيبة مشاه بقوة ‪45‬و‪700‬فرد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪ .2‬وحدات إسناد وخدمات بقوة ‪ 2‬ضابط و‪120‬فرد‪.‬‬
‫‪ .3‬كتيبة أمن بقوة‪39 :‬ضابط و‪700‬فرد‪.‬‬

‫‪ .4‬قوات الشرطة المودة ‪ 10‬ضابط و‪300‬فرد‪.‬‬

‫‪ .5‬اإلجمالي ‪ 96‬ضابط و‪1820‬فرد‪.‬‬

‫‪ -1‬رتويددو أت ددني ودوره يف سددار عالقددال السددودان ك د ددل تشدداد وإفريقيددا الوسددطى‪ ،‬صددحيلة سددوداني ‪ ،‬ادراددوم ادمدديس ‪2013/5/9‬م سددخلت‬
‫‪.www.sadanile.com ،00700‬‬
‫‪508‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫أوصت مؤتمرات تقييم األداء الثاني والثالث بزيادة القوات المقابلة فتح بعض‬
‫المحطات الجديدة ولكن ذلك يتم حتى اآلن وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤتمر األداء الثاني أوصى بزيادة ‪ 500‬فرد من كل جانب خالف القوات‬
‫الشرطة لمقابلة فتح محطات حجر مرفعين وبئركيت في الجانب التشادي‪ .‬ومحطات‬
‫مسترى وبئر سليية في الجانب السوداني‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤتمر األداء الثالث زيادة القوة ‪ 250‬فرد من كل جانب خالف قوات الشرطة‬
‫لمقابلة فت ح محطات الطينية التشادية في الجانب التشادي والطينية السودانية في الجانب‬
‫السوداني‪.‬‬
‫القوات المشتركة الثنائية بتكوينها الحالي تعتبر غير متماسكة وضعيفة للقيام‬
‫بواجباتها‪ ،‬خاصة قوات الجانب السوداني( استطالع ‪ ،‬أمن ‪ ،‬شرطة) والتي ال يوجد‬
‫ضمن تكوينها أو أسلحة اسناد أو معاونة ( مدفعية‪ ،‬هاون‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫نشأت قوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪:‬‬

‫أ‪ .‬نسبة العتبار الحالة األمنية على الحدود للدول الثالث والرغبة في تحقيق االستقرار‬
‫على الحدود المشتركة بما يمكن المواطنين على الحدود من العيش بحرية مقابلة حياتهم‬
‫اليومية وتحقيق األمن على الحدود وضبط الحركة عليها بحريو ومقابلة حياتهم اليومية‬
‫وتحقيق األمن على الحدود وضبط الحركية عليها بين الدول الثالث ووفقا لتوجيهات‬
‫رؤساء الدول الثالثة على هامش مؤتمر الفرنكوفونية بواقادوقو في عام ‪2004‬م تم‬
‫االتفاق في ‪18‬يناير ‪2005‬م على بروتوكول عسكري نص على تكوين قوات مشتركة‬
‫‪1‬‬
‫ثالثية من البلدان الثالث تنفتح على الحدود بينها‪.‬‬
‫ب ‪.‬على كل طرف المشاركة في هذه القوات بعدد (‪)300‬فرد بكامل معداتهم ليصبح‪:‬‬

‫‪ -1‬رتويددو أت ددني ودوره يف سددار عالقددال السددودان ك د ددل تشدداد وإفريقيددا الوسددطى‪ ،‬صددحيلة سددوداني ‪ ،‬ادراددوم ادمدديس ‪2013/5/9‬م سددخلت‬
‫‪.www.sadanile.com ،00700‬‬
‫‪509‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫إجمالي القوة المشتركة ‪900‬فرد تنفتح على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬قوة مشتركة من (‪ )300‬فرد تنفتح في األراضي السودانية ومقرها دافوق‪.‬‬


‫‪ .2‬قوة مشتركة من (‪ )300‬فرد تنفتح في األراضي التشادية ومقرها حراز‪.‬‬
‫‪ .3‬قوة مشتركة من (‪ )300‬فرد تنفتح في األراضي األفرووسطية ومقرها فيبيرو‪.‬‬
‫ج‪ .‬نسبة للظروف المحيطة الداخلية الخاصة بكل من البلدان لم يفعل ولم ينفذ‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪:1‬‬

‫أ‪ .‬استناد على البروتوكول العسكري السوداني التشادي األفرووسطي لتشكل‬


‫القوات المشتركة بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪2005‬م الموقع بين الدول الثالث وتنشيط البروتوكول‬
‫بما يخدم مصالح الدول الثالثة أدخلت بعض التعديالت البروتوكول بما بتاريخ ‪ 18‬يناير‬
‫‪2005‬م الموقع بين الدول الثالث وتنشيط البروتوكول بما يخدم مصالح الدول الثالث‬
‫أدخلت بعض التعديالت البروتوكول بتاريخ ‪5‬افريل ‪2011‬م وبدأ تنفيذه‪ ،‬ولقد نص‬
‫البروتوكول المعدل على اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إنشاء مجلس وزاري من وزراء الدفاع بالدول الثالث بتولي وضع الخطط‬
‫والسياسات االستراتيجية لتنفيذ البروتوكول وتذليل كافة المعضالت التي تواجهه‪ ،‬ويجتمع‬
‫سنويا أو كلما تطلب الموقف للنظر في تنفيذ البروتوكول‪.‬‬
‫‪ .2‬إنشاء لجنة عسكرية أمنية مشتركة من رؤساء األركان في البلدان لتكون هي‬
‫المرجعية العسكرية العلياء للقوات المشتركة تقوم على اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تذليل المسائل اإلدارية والقيادية الخاصة بالقوات الخاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقويم األداء كل ثالث أشهر ورفعه للجنة الو ازرية المشتركة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إصدار التوجيهات الخاصة بالتنسيق بين القوات المشتركة للدول الثالث‬
‫والقوات المشتركة التشادية السودانية‪.‬‬
‫‪ .3‬إنشاء وتكوين قوات مشتركة بين بلدان الثالثة لتعمل على الحدود‪.‬‬

‫‪ -1‬قا ةة ع خلض قادة قوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪510‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫أ‪ .‬تتكون القوات المشتركة من (‪ )1500‬فرد (ضابط ورتب أخرى) (‪ )500‬فرد من‬
‫كل دولة بكامل أسلحتهم وذخائرهم ومعداتهم قابلة للزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫ب‪ .‬يلتزم كل طرف بتوفير عدد من (‪ )6‬ضباط و(‪ )90‬فرد من الشرطة المدنية‬
‫للقيام باألعمال الشرطية كل في حدود بلده‪.‬‬
‫ج‪ .‬يتكفل كل طرف بتوفير عناصر االسناد والخدمات ضمن قوتها المشتركة‪.‬‬
‫د‪ .‬تنفتح القوات المشتركة على النقاط التالية‪( :‬الملحق ز)‬
‫‪ .1‬الجانب التشادي‪ :‬تيسي وحراز‪.‬‬
‫‪ .2‬الجانب السوداني‪ :‬في أم دافون ودفاق‬
‫‪ .3‬الجانب األفرووسطي‪ :‬في بيروا وسقيقيدا‬
‫بدأت عملية التنفيذ فو ار بنهاية التوقيع على البروتوكول‪ ،‬حيث جمعت القوات‬
‫‪1‬‬
‫وتحركت لمناطق انفتاحها المحددة خاصة الجانب السوداني‪.‬‬

‫القيادة والسيطرة‪:‬‬

‫على مستوى القوات المشتركة تكون القيادة والسيطرة على النحو التالي‪:2‬‬

‫أ‪ -‬قادة قوات المشتركة‪.‬‬


‫ب‪ )2( -‬مساعدين للقائد من الدول غير دولة قائد القوات المشتركة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ركن أول عمليات ومساعدين من غير دولة ركن أول عمليات‪.‬‬
‫د‪ -‬ركن أول استخبارات و(‪ )2‬مساعدين من غير الدولة ركن أول استخبارات‪.‬‬
‫ركن أول إدارة وامتداد و(‪ )2‬مساعدين له من غير الدولة ركن‬ ‫ه‪-‬‬
‫إدارة واالمداد‪.‬‬
‫عناصر اتصاالت من كل جانب‪.‬‬ ‫و‪-‬‬

‫‪ -1‬قا ةة ع خلض قادة قوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪ -2‬جمهورية السبودان‪ ،‬و ازرة البدفاع والمباحثبات العسبكرية األمنيبة ببين السبودان وتشباد وإفريقيبا الوسبطى ‪ ،‬البروتوكبول األمنبي‬
‫لتأمين الحدود ‪ ،‬مايو ‪ ،2011‬ص ‪.4-3‬‬
‫‪511‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫عناصر إسناد طبي من كل جانب‪.‬‬ ‫ز‪-‬‬
‫تدكون القيادة والسيطرة على مستوى المجموعات القتالية‬ ‫ح‪-‬‬
‫المشتركة كاالتي‪:‬‬
‫‪ .1‬تتكون القيادة من قائد و‪ 2‬مساعدين له و‪ 3‬ضباط استخبارات‪.‬‬
‫‪ .2‬يكون القائد من الدولة التي تعمل المجموعة القتالية في حدودها ومساعديه من‬
‫الدولتين‪.‬‬
‫‪ .3‬يكون القائد كل موقع من الدولة التي تنفتح فيها‪.‬‬
‫تكون مقرات قيادة القوات بالسودان في منطقة أم دافوق وبتشاد في منطقة تيسي‬
‫وفي إفريقيا الوسطى في منطقة بيرا‪.‬‬

‫يكون قائد القوات المشتركة برتبة العقيدة والذي تحدد فتراته بأربعة أشهر بصورة‬
‫دورية تشاد‪ ،‬السودان‪ ،‬إفريقيا الوسطى على التوالي‪.‬‬

‫تكوين القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫المجلس الوزاري‪ :‬يتكون من وزراء الدفاع بالدول الثالث يتولى وضع الموجهات‬
‫السياسية واالستراتيجية لعمل قوات ويمثل المرجعية السياسية‪.‬‬

‫اللجنة العسكرية األمنية المشتركة‪ :‬تتكون من رؤساء األركان في البلدان الثالث‬


‫وتمثل المرجعية العسكرية العليا للقوات المشتركة وحيث تتبع كل قوات لرئاسة أركان‬
‫دولتها‪.‬‬

‫تكوين القوات‪ :‬جاء تكوين القوات ليتالءم مع المهام المكلفة بها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬الجانب التشادي‪ :‬يتكون من (‪ )56‬ضابط (‪ )6‬منهم شرطة وتفاصيل األفراد‬


‫كاآلتي‪:‬‬

‫‪512‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬قوات مسلحة ‪ 490 :‬فرد‪.‬‬
‫ب‪ .‬شرطة‪90 :‬فرد‪.‬‬
‫‪ .2‬الجانب السوداني‪ :‬يتكون من ‪ 42‬ضابط ‪6‬منهم شرطة وتفاصيل األفراد‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬كتيبة مشاه قوات مسلحة‪220 .‬فرد‪.‬‬
‫‪ .2‬كتيبة قوات أمن ‪220‬فرد‪.‬‬
‫‪ .3‬وحدات إسناد وخدمات‪ 60‬فرد‪.‬‬
‫‪ .4‬شرطة مدنية‪ 90 :‬فرد‪.‬‬

‫تجربة انفتاح القوات المشتركة التشادية‬

‫االنفتاح‪ :‬جاء االنفتاح في عدة مراحل على النحو التالي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬بناء على بروتوكول الترتيبات األمنية الموقعة بين تشاد والسودان‬
‫تمت هذه المرحلة على النحو التالي‪.2‬‬

‫الجانب السوداني‪:‬‬

‫أ‪ .‬حسب االتفاق ينفتح الجانب السوداني في كل من أمبرو‪ ،‬كلبس‪ ،‬بيضة‪ ،‬هبيلة‪،‬‬
‫فوربرنقا‪ ،‬وأم دخن ‪.‬‬
‫ب‪ .‬وصلت مقدمة القوات المشتركة السودانية إلى مدينة الجنينة في األول من فبراير‬
‫‪2010‬م ‪.‬‬
‫ج‪ .‬في الفترة من ‪11‬إلى ‪22‬فبراير تم استطالع المواقع التي تم االتفاق عليها جوا‬
‫بالطائرة الهل وهي أم دخن‪ ،‬فوربرنقا‪ ،‬بيضة‪ ،‬أم بر وتم استطالع محطة كلبس الحقا‬
‫ألسباب أمنية‪.1‬‬

‫‪ -1‬جمهورية السبودان‪ ،‬و ازرة البدفاع والمباحثبات العسبكرية األمنيبة ببين السبودان وتشباد وإفريقيبا الوسبطى ‪ ،‬البروتوكبول األمنبي‬
‫لتأمين الحدود ‪ ،‬مايو ‪ ،2011‬ص ‪.4-3‬‬
‫‪ -2‬عاد حسل حا د اجلمري ‪ ،‬ال تيبال اين نية السوادنية ودثرها عةى اين ل الوات ‪ ،‬السودان رجع سبق ذيره‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪513‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫د‪ .‬تمركزت طائرة هل ومسيطر جوي بمفزة الجنينة لتكوين اسناد القوات المشتركة الجانب‬
‫السوداني لتؤدي مهامها بفعالية داخل الحدود السودانية ولقد تك االستفادة منها في أحيان‬
‫ذن بالدخول مما ساعد في‬ ‫كثيرة حتى داخل الحدود التشادية بعد الحصول باإل‬
‫عملية تنفيذ االستطالع المشترك والوصول لمواقع بعض األحداث‪.‬‬

‫ه‪ .‬أكملت القوات عملية استطالع المواقع وبدأت عملية االنفتاح في تاريخ ‪/17‬مارس‬
‫‪2010‬م واكتملت بتاريخ ‪/28‬أبريل ‪2010‬م عدا موقع كورياري لم يتم االنفتاح فيه بسبب‬
‫أنه كان خارج سيطرة القوات التشادية إضافة لوجود عناصر من حركة العدل والمساواة‬
‫بمدينة كرياري السودانية‪.‬‬

‫‪ /2‬الجانب السوداني‪:‬‬

‫أ‪ .‬حسب االتفاق ينفتح الجانب التشادي في كل من كرياري‪ ،‬أم جرس‪ ،‬بهاري‪ ،‬برك‪،‬‬
‫أدي‪ ،‬وأم جريمة ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تجمعت القوات المشتركة في مدينة أدي الواقعة قرب الحدود مع السودان بتاريخ‬
‫‪/13‬فبراير ‪2010‬م واندفعت رئاستها وقوة الحماية االحتياطية إلى مدينة الجنينة‬
‫بتاريخ ‪/18‬مايو‪2010‬م وتأخر االنفتاح على الجانب‪.‬‬
‫ج‪ .‬بدأت عملية االنفتاح بالمواقع المقترحة بعد استطالعها بتاريخ ‪/10‬أبريل ‪2010‬م‬
‫لتكتمل بتاريخ ‪13‬مايو ‪2010‬م وتأخر االنفتاح على الجانب السوداني لكل من‬
‫بيضة‪ ،‬هبيال‪ ،‬فوربرنقا‪ ،‬بسبب النقص في األفراد والمركبات ولكنه اكتمل فيها بعد‬
‫قبل نهاية العام‪.‬‬
‫د‪ .‬تم تخصيص طائرة هيل من الجانب التشادي حسب نص البروتوكول إال أنها‬
‫سقطت واحتقرت وبالتالي أصبح االعتماد بصورة أساسية على الطائرة الهيل‬
‫السودانية حتى اآلن‪.‬‬

‫‪ -1‬عاد حسل حا د اجلمري‪ ،‬ال تيبال اين نية السودانية التشادية ودثرها عةى اين ل الوات‪ ،‬رجع سا ق‪ ،‬ص ‪.98-87‬‬
‫‪514‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫ب‪ /‬المرحلة الثانية‪ :‬إنفاذا لتوصيات مؤتمر تقييم األداء الثالث في العام ‪2012‬م تم‬
‫زيادة القوات وفتح عدد أربع محطات جديدة ليصبح عدد المحطات المنفتح على‬
‫الحدود ‪ 16‬محطة إضافة لموقعين لالحتياط كما يلي‪:1‬‬

‫‪ .1‬الجانب السوداني‪ :‬انفتح في معسكرة مستري ومحطة بئر سبيل وموقع الشهيد‬
‫الجراح والذي تنفتح به قوة احتياطي الجانب السوداني‪.‬‬
‫‪ .2‬الجانب التشادي‪ :‬انفتح في محطة حلة كيت ومحطة جميزة حمرة أو حجر‬
‫مرفعين‪ ،‬وموقع االحتياطي بأدري‪.‬‬
‫ج‪ .‬المرحلة الثالثة‪ :‬إنقاذ التوصيات مؤتمر تقييم األداء الثالث بتاريخ‬
‫مارس‪2013‬م تم زيادة القوات بقوة ‪ 250‬فرد من كل جانب لفتح محطتين بكل من الطينة‬
‫التشادية والسودانية ليصبح عدد المحطات ‪18‬محطة إضافية لموقعي القوة االحتياطية‪.2‬‬

‫القوات المنفتحة بكل موقع بحجم (‪ )6‬ضباط و(‪ )120‬فرد من القوات المسلحة من‬
‫كل جانب والقوات بموقع االحتياط بحجم كتيبة مشاة (‪ )-‬مدعمة تقريبا كما يوجد بكل‬
‫موقع قوة من الشرطة المدنية بحجم (‪ )1‬ضباط و(‪ )30‬فرد من الطرف الذي ينفتح‬
‫الموقع داخل أرضيه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أثر القوات المشتركة التشادية السودانية على األمن الوطني للبلدين‬

‫أ‪ .‬اآلثار األمنية ‪ :‬وشملت تفكيك المعارضة التشادية داخل السودان وعودة‬
‫معظم أفرادها إلى تشاد وإخراج المعارضة السودانية من تشاد ومنعها من مزاولة أي‬
‫نشاط هناك واستتباب األمن على الحدود‪ ،‬ومنع تجارة المخدرات واألسلحة وعمليات‬

‫‪ -1‬إدريس املبارك‪ ،‬الشيخ إدريس‪ ،‬جتر ة القوال املش ية ني السودان وتشاد ودثرها يف حتقيق اين ل عةى احلدود‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص ‪102‬‬
‫‪ -2‬عاد حسل حا د اجلمري‪ ،‬ال تيبال اين ينة السودانية التشادية ودثرها عةى اين ل الوات السودال‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص ص‪.96-95‬‬
‫‪ -3‬عاد حسل حا د اجلمري‪ ،‬ال تيبال اين ينة السودانية التشادية ودثرها عةى اين ل الوات السودال‪ ،‬رجع سبق ذيره‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪515‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫االختطاف واالتجار في البشر والعربات وعمليات التسلل والهجرة غير الشرعية وظاهرة‬
‫التهريب وتحجيم زهرة النهب المسلح عبر الحدود‪.‬‬
‫ب‪ .‬اآلثار االقتصادية‪ :‬وشملت فتح تجارة الحدود بين البلدين وعودة تنقل‬
‫المزارعين والرعاة بين البلدين وانخفاض الفجوة الغذائية على الحدوج والتصديق بإنشاء‬
‫مصفاة بترول في تشاد بدعم من الجانب السوداني لنقل صادر البترول التشادي عبر‬
‫الموانئ البحرية السودانية في المستقبل‪.‬‬
‫ت‪ .‬اآلثار االجتماعية‪ :‬وشملت إعادة التوصيل االجتماعي بين المواطنين على‬
‫الحدود ورتق النسيج االجتماعي‪.‬‬
‫انفتاح القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫الجانب التشادي‪ :‬استناد على بروتوكول تكوين أو تشكيل القوات المشتركة الثالثية‬
‫الموقع التشادي بتجميع قواته بتيسي في مايو ‪2012‬م وبعد استطالع المنطقة تحركت‬
‫القوات إلى موقعها تكمل عملية انفتاحها في كل من تيسي وحراز وأم دافوق وبيراو‪.‬‬

‫الجانب السوداني‪ :‬استنادا على البروتوكول العسكري السوداني التشادي واألفرووسطي‬


‫الخاص بتشكيل القوات المشتركة الموقع بأنجمينا بتاريخ ‪18‬يناير ‪2005‬م والمعدل‬
‫بالخرطوم في يناير ‪2011‬م قام الجانب السوداني بتجميع قواته بأم دافوق في يوليو‬
‫‪2011‬م‪ ،‬وبعد استطالع المنطقة حركة القوات إلى موقعها لتكمل عملية انفتاحها في كل‬
‫من أم دافوق ودفاق وتيسي وبيروا‪.‬‬

‫مهام وواجبات القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫تقوم القوات الثالثية وفق البروتوكول بالواجبات والمهام التالية‪:1‬‬

‫أ‪ -‬منع األنشطة غير المشروعة ألي قوى مسلحة تنطلق من أراضي أي دولة من الدول‬
‫الثالثة تجاه أي منها‪.‬‬

‫‪ -1‬ع خلض‪ ،‬قادة القوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪516‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫ب‪ -‬منع التهريب بمختلف أشكاله‪.‬‬


‫ج‪ -‬منع االعتداء على المواطنين واسترداد ممتلكاتهم المنهوبة ومنع الصيد الجائر‬
‫للحدود‪.‬‬
‫د‪ -‬تسيير الدوريات المشتركة ب ار وجوا لالستطالع ومراقبة الحدود‪.‬‬
‫ه‪ -‬جمع السالح المستولى عليه كم قبل المواطنين بطريقة غير مشروعة‪.‬‬
‫و‪ -‬تجهيز التقارير ورفعها إلى اللجنة العسكرية المشتركة حسب البروتوكول‪.‬‬
‫ز‪ -‬بالرغم من أن بعض لم تفي بالقوات المطلوبة منها حسب البروتوكول خاصة‬
‫األفروسطي التي لم تفي سوى (‪ )15‬ضابط و(‪ )186‬فرد حتى اآلن ولكنها استطاعت‬
‫فترة عملها القصير من ضبط الحدود بين البلدين الثالثة وجني منها السودان الكثير‬
‫يصعب في مصلحة أمنه الوطني والذي سيعزز من خالل إنجازات هذه القوات الحقا‪.‬‬
‫المعوقات والسلبيات التي تواجه القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫المعوقات التي واجهة القوات‪ :‬وجهت القوات المشتركة التشادية السودانية مجموعة من‬
‫المعوقات التي وقفت عقبة في سبيل تنفيذها لمامها وتتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬النقص الكبير في القوات والمركبات واألسلحة بسبب عدم إفاء بعد البلدان‬
‫المطلوبة منها حسب البروتوكول وعدم استعواض خسائر الهجوم على القوات المشتركة‬
‫في العام ‪2012‬م فضال عن المهام المطلوب القيام بها‪.‬‬
‫‪ .2‬طول فترة الخريف في المنطقة والتي تلغ ‪8‬أشهر مما يؤثر على حركة القوات‬
‫ويؤدي إلى عزل المحطات وعدم القيام بمهامها بشكل المطلوب‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم توفير طائرة هل بصورة مستديمة لتساعد في تنفيذ عمليات االستطالع‬
‫في كثير من األحيان على المنطقة والقيام ببعض األعمال‪.‬‬
‫‪ .4‬بعد المسافة بين مواقع انفتاح القوات يخلق ثغرات على الحدود ينفذ منها على‬
‫القانون ويعزل المحطات عن بعضها‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫‪ .5‬طول المسافة بين المواقع الرئيسية للبلدان الثالثة أم دافوق‪ ،‬تيسي‪ ،‬وبيروا‬
‫والمدن الكبيرة التي يتم االستعواض منها (نياال‪ ،‬أنجمينا)‪ .‬مع العلم أن الحكومة الجديدة‬
‫وافقت على استمرار البروتوكول‪.‬‬
‫‪ .6‬ضعف الظل اإلداري والحكومي في منطقة عمل القوات للبلدان الثالث‪.‬‬
‫‪ .7‬عدم توفر المياه الصالحة للشرب وانتشار األمراض بسببها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .8‬انتشار األمراض واألوبئة والنقص في األدوية‬
‫‪ .9‬ضعف الميزانية المخصصة لتسيير عمل القوات‪.‬‬
‫‪ .10‬ضعف البنية التحتية بكافة أشكالها في المنطقة‪.‬‬
‫سلبيات القوات المشتركة التشادية السودانية‪:‬‬

‫صاحب انفتاح وعمل القوات المشتركة بعض السلبيات نجملها في اآلتي‪:2‬‬

‫أ‪ -‬عدم االنفتاح الكامل بالمحطات حسب البروتوكول حيث نجن أن هناكم ثالث‬
‫محطات تنفتح فيها قوات الجانب التابعة له فقط وهي دافاق وحراز وبيروا‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم التمكن من عقد مؤتمر لتقييم األداء‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضعف التنسيق والتعاون بين القوة الثنائية والثالثية‪.‬‬
‫د‪ -‬اعتماد قوات البلدان األخرى على إمكانيات القوات السودانية فيما يخص مواد تموين‬
‫(ذخائر‪ ،‬مواد تعيينات)‪.‬‬
‫تمكنت القوات المشتركة خالل فترة عملها رغم المعوقات والسلبيات التي صاحبتها من‬
‫تحقيق بعض اإليجابيات واإلنجازات التي تصب في مصلحة األمن الوطني‪.‬‬

‫أ‪ -‬استيعاب األمن على الشريط الحدودي بين البلدي‪.‬‬


‫تنشيط التجارة الدولية من خالل تبسيط وتسهيل اإلجراءات الجمركية بالتنسيق‬ ‫ب‪-‬‬
‫مع السلطات المحلية األمر الذي عاد بفائدة اقتصادية كبيرة على السودان‪.‬‬

‫‪ -1‬ع خلض‪ ،‬قادة القوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪ -2‬ع خلض‪ ،‬قادة القواد املش ية التشادية السودانية‪.‬‬
‫‪518‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫ج‪ -‬التعاون والتنسيق التام القوات المشتركة في البروتوكول والنجاح في إزالة الحواجز‬
‫النفسية بينهما‪ ،‬والناتجة عن اختالف العادات والتقاليد‪.‬‬
‫د‪ -‬تعميق معاني األخوة والعالقات األزلية والمصلحة االستراتيجية التي تربط بين دول‬
‫البروتوكول لدى األفراد‪.‬‬
‫ه‪ -‬الفصل في العديد ممن النزاعات التي تحدث بين الرعاة والمزارعين على الحدود‬
‫بالتنسيق التام مع السلطات المحلية واإلدارية واألهلية‪.‬‬
‫و‪ -‬تعميق وترسيخ االحترام المتبادل للقوانين السائدة في البلدان الثالثة‪.‬‬
‫تنشيط الروابط االجتماعية بين أفراد القوات المشتركة والمواطنين في المنقطة‬ ‫ز‪-‬‬
‫الحدودية من خالل البرامج الترفيهية والمهرجانات الرياضية والثقافية‪.‬‬
‫ح‪ -‬دعم العملية من خالل فتح فصول محو األمية واالشتراك في التدريس‪.‬‬
‫أثر القوات المشتركة الثالثية على األمن الوطني والسوداني‪:‬‬

‫أ‪ -‬اآلثار األمنية‪ :‬وتمثلت في منع كل المحاالت المعارضة السودانية من إيجاد موطئ‬
‫قدم لها بإدخال إفريقيا الوسطى والحد من عمليات التهريب بأشكالها المختلفة والحد من‬
‫عملية الهجرة غير الشرعية والتسلل عبر الحدود‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلثار االقتصادية‪ :‬وتمثلت في تنشيط التجارة الحدودية األمر الذي عاد بفائدة‬
‫اقتصادية كبيرة على السودان من خالل تبسيط الرسوم الجمركية والحد من عمليات‬
‫التهريب السلع والمواد االستراتيجية(وقود) عبر الحدود‪.‬‬
‫ج‪ -‬اآلثار االجتماعية‪ :‬وتمثلت في رتق النسيج االجتماعي على طوال الحدود وعودة‬
‫المواطنين إلى قراهم التي هجروها على الحدود واالستقرار فيها‪.‬‬
‫القوات المشتركة يحجمها وتسليحها الحالي مقارنة مع انفتاحها والواجبات المطلوبة منها‬
‫والتهديدات المحتملة تعتبر ضعيفة وغير كافية ‪ ،‬ويعتبر تكوينها بصورته الحالية ال‬
‫يحقق لها التوازن والتماسك المطلوب للقيام بواجباتها في ظل تهديد الحركات المسلحة‬

‫‪519‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫واالنفالت األمني كما أن االنفتاح الحالي يجعل كثير من المحطات والمواقع معزولة‬
‫وغير قادرة على تعزيز وإسناد بعضها لمقابلة أي تهديد‪.‬‬

‫دور القوات المشتركة خالل الفترة منذ إنشائها وحتى انحصر بشكل كبير في العمل‬
‫االجتماعي والذي جاء غير متوازنا حيث تم أغلبه في الجانب التشادي األمر الذي ربما‬
‫أضر بمستوى الوالء الوطني للمواطنين على الحدود ولعب جانب سلبي في عودة‬
‫‪1‬‬
‫الالجئين السودانيين من تشاد لقراهم الحدودية‪.‬‬

‫انفتاح محطات جديدة دون اإليفاء بالقوات المطلوبة وفقا لتوصيات ومقررات ومؤتمرات‬
‫التقييم لألداء عالوة على فتح هذه المحطات على حساب المحطات القديمة األمر الذي‬
‫أضعفها‪ ،‬كما وأنه لم يكتمل االنفتاح للقوات الثالثية بسبب عدم إيفاء بعض البلدان‬
‫بالقوات المطلوبة منها حسب البروتوكول والظروف الطبيعية والطقس واألمراض‬
‫واألوبئة‪.‬‬

‫نظام القيادة والسيطرة الحالي للقوات المشتركة ال يحقق التعاون والتنسيق المطلوب‬
‫لالست فادة من إمكانيات هذه القوات للقيام بواجباتها ومواجهة المهددات األمنية المتوقعة‬
‫من الحركات المتمردة والمتفلتين والنزاعات القبلية‪ ،‬كما ويحتاج عمل القوات المشتركة‬
‫مزيدا من التنسيق مع القوات األخرى المنفتحة على الحدود والسلطات واإلدارات‬
‫‪2‬‬
‫المحلية‪.‬‬

‫المبحث ال اربع‪ :‬آفاق ومستقبل عمل القوات المشتركة‬

‫لقد مثل تكوين القوات المشتركة الثنائية التشادية السودانية في يناير من العام ‪2010‬م‬
‫ومن بعده تكوين القوات المشتركة الثنائية السودانية التشادية يناير ‪2011‬م تعبي ار صادقا‬
‫ورغبة أكيدة من قيادة البلدين في النهوض بالعالقات بينهما إلى مجال واسع خاصة‬
‫ذلك الجانب المتعلق بمحاربة الجريمة على الحدود لتقيق أمن وسامة ورفاهية المواكن‬

‫‪ -1‬ع خلض‪ ،‬قادة القوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪ -2‬ع خلض‪ ،‬قادة القوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬
‫‪520‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫هناك حماية أمنها الوطني من المخاطر العابرة للحدود بمختلف أشكالها وأنواعها وأحكام‬
‫التنسيق الثنائي وصوال لهذا الهدف‪.‬‬

‫تمكنت القوات المشتركة بشقيها الثنائية التشادية السودانية خالل فترة عمرها القصير من‬
‫تحقيق إنجازات كثيرة فاقت التوقعات رغم المعوقات والسلبيات الكثيرة التي صاحبت‬
‫عمل تلك القوات ووقفت عقبة أمامها دون تحقيق هدفها النهائي بالوقوف الكامل‬
‫للجريمة عبر الحدود والقضاء على نشاط الحركات المسلحة والجماعات المتلفتة‪.‬‬

‫إن المهام بالواجبات المطلوبة من القوات المشتركة القيام بها لتحقيق األمن واالستقرار‬
‫ومكافحة الجريمة العابرة للحدود في ظل التهديد الكبير للحركات المسلحة والجماعات‬
‫والمفلتة وتطور الجريمة وطرق تنفيذها مما يطلب بالضرورة إعادة النظر في تكوين هذه‬
‫القوات وانفتاحها والسيطرة عليها وإعدادها وتجهيزها حتى تواكب التطور ومتطلبات‬
‫األمن على الحدود وتحقيق التفوق العسكري على الحركات المتمردة في األقاليم وحتى‬
‫يتضمن لها النجاح واالستمرار في مهامها‪.‬‬

‫لقد جاءت إنشاء القوات المشتركة امتدادا لتجربة القوات الثنائية ومكمال لها والتنسيق‬
‫بين القوتين مطلوب في مجال العمليات وتبادل المعلومات والتدريب واالتصال بنص‬
‫البروتوكول‪ ،‬ولقد جاءت المعوقات والسلبيات التي صاحبت تجربة القوى الثالثية خالل‬
‫عمرها القصير مشابهة ومطابقة لتلك الموجودة في بالقوى الثنائية لذلك يطلب نجاح‬
‫‪1‬‬
‫دور القوة الثالثية ومعالجة متداخلة تشمل القوتين حتى تتكامل األدوار‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لقد جاء ترسيم الحدود بين كل الدول اإلفريقية في الفترة االستعمارية نتيجة للتحول في‬
‫طبيعة التقاسم االستعماري ألفريقيا فيما عرفت بظاهرة التكالب االستعماري وأخذت ذلك‬
‫الشكل من الوحدات السياسية التي لم تراعي أي اعتبارات طبيعية أو بشرية لذلك التقسيم‬

‫‪ -1‬ع خلض‪ ،‬قادة القوال املش ية التشادية السودانية‪.‬‬


‫‪521‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫إن هذا التفتت الذي أوجده التقسيم التحكمي من جانب الدول المستعمرة استنادا على‬
‫خطوط الطول والعرض أو على توافر موارد طبيعية أو بشرية مما كرس االضطرابات‬
‫‪1‬‬
‫الداخلية في تلك الدول‪.‬‬

‫تعتبر الحدود السودانية التشادية من أطول الحدود المشتركة للسودان ‪1360‬كلم وتمر‬
‫عبر أراضي سهلية ومنبسطة وتوصف بأنها زراعة خصبة وغنية بالمراعي الجيدة واآلن‬
‫هذه األراضي سهلة العبور فهي مأهولة بالقبائل المشتركة ذات االحتكاك والتواصل‬
‫المستمر على جانبي الحدود ممارسين نشاطهم البدوي في جميع المجاالت التجارية‬
‫واالجتماعية والثقافية وذلك ألن الحدود السياسية مثلها مثل أي خطوط وهمية تفصل بين‬
‫أي بلدين ال تشكل حاج از يمنع التداخل والتعايش المتبادل بين المواطنين‪ 2،‬من إفريقيا‬
‫الوسطى تمددت عبر الحدود داخل السودانية بمنطقة أم دافوك والمنطقة التي حولها شرقا‬
‫شماال‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪ .1‬تنمية وتطوير المناطق الحدودية وتكثيف تواجد المواطنين من خالل تكثيف رحيل‬
‫النازحين والالجئين لقراهم المهجورة للحفاظ على االستقرار واألمن بالمناطق‬
‫الحدودية‪.‬‬

‫‪ .2‬تقوية العالقات الثنائية بين تشاد والسودان وتوسيع مجاالتها لتشمل كافة المجاالت‬
‫‪ .3‬زيادة حجم وتسليح القوات المشتركة‬
‫‪ .4‬تنشيط وتفعيل القوات المشتركة لتلعب دو ار كامال من خالل واجباتها ومهامها التي‬
‫عليها في البروتوكول للحد من مهددات األمن ‪.‬‬

‫‪ 1‬فوذي درويش‪ ،‬التقييم اإلداري إلفريقيا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪.26:‬‬
‫‪ 2‬سةيمان قناوي اد‪ ،‬اإلشكالية اإلثنية يف دو اجلوار‪ ،‬حبث رسالة اجستري غري نشور‪2001-2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫‪522‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫( البحوث التاريخية والجغرافية)‬

‫‪ .5‬ضرورة إيفاء الطرفين السودان وتشاد بااللتزامات المنصوص عليها في البروتوكول‬


‫والخاصة بتكوين وتأليف القوات واحتياجاتها وتجهيزاتها والعمل على تحقيق‬
‫االكتفاء الذاتي للقوات بقدر اإلمكان خاصة مواد تموين القتال‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬آدم محمد أحمد عبدهللا‪ ،‬محددات األمن الوطني‪ ،‬مجلة االستراتيجية‪ ،‬واألمن الوطني‪ ،‬أكاديمية‬
‫األمن‪ ،‬العليا‪( ،‬الخرطوم) العدد األول‪ ،‬أبريل‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬إسماعيل الحاج يوسف‪ ،‬التداخل العرقي بين السودان وتشاد‪ ،‬وأثره على األمن القومي السوداني‪،‬‬
‫بحث إجازة زمالة غير منشور‪ ،‬األكاديمية العسكرية العليا‪ ،‬الخرطوم‪ ،‬كلية الدفاع الوطني‪ ،‬الدورة‬
‫رقم ‪1993 ،10‬م‪.‬‬

‫‪ .3‬البخاري عبدهللا الجعلي‪ ،‬حدود السودان الغربية‪ ،‬الشركة العالمية للطباعة والنشر‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬برتوكول تأمين ودوره في مسار عالقات السودان بكل من تشاد وإفريقيا الوسطى‪ ،‬صحيفة‬
‫سودانيل‪ ،‬الخرطوم الخميس ‪2013/5/9‬م سعت ‪.www.sadanile.com ،00700‬‬

‫‪ Htt:www.arrasid.com .5‬مجموعة الرصد للبحوث والعلوم‪ ،‬األحد‬

‫د‪ .‬راغب السرجاني ‪ ،‬بداية الصراع في دار فور ‪ ،‬الثالثاء‬ ‫‪www.islamstory.com .6‬‬
‫‪2013/04/30‬م سعت(‪. )2130‬‬

‫‪ www.wikipedia.org .7‬تشاد‪ ،‬ويكيبيديا الموسوعة الحرة‪ ،‬السبت ‪ 11‬يونيو ‪2013‬م‪.‬‬

‫‪ .8‬بروتوكول تأمين الحدود ودوره في مسار عالقات السودان في كل من تشاد وإفريقيا الوسطى‪ ،‬د‪/‬‬
‫مريم محمد موسى‪ 4 ،‬يناير ‪2013‬م‪.‬‬

‫‪ .9‬جمهورية السودان‪ ،‬و ازرة الدفاع والمباحثات العسكرية األمنية بين السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى‬
‫‪ ،‬البروتوكول األمني لتأمين الحدود ‪ ،‬مايو ‪2011‬م‪.‬‬

‫‪ .10‬سليمان قناوي حماد‪ ،‬اإلشكالية اإلثنية في دول الجوار‪ ،‬بحث رسالة ماجستير غير منشور‪،‬‬
‫‪2001-2000‬م‪.‬‬

‫‪523‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬
‫أثر االتفاقية المشتركة على االستقرار واألمن في السودان‬ ‫د‪/‬إبراهيم برمة أحمد‬
‫‪ .11‬عادل حسن حامد الجمري‪ ،‬التركيبات األمنية السودانية التشادية وأثرها على األمن الوطني‬
‫السوداني‪.‬‬

‫‪ .12‬عبدهللا صندل السنوسي أحمد‪ ،‬مستقبل العالقات التشادية السودانية‪ ،‬بحث إجازة زمالة‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬كلية الدفاع الوطني‪ ،‬الدورة رقم ‪2012 ،24‬م‪.‬‬

‫‪ .13‬علي أحمد حقار‪ ،‬البعد السياسي للصراع القبلي في دار فور‪ ،‬شركة مطابع السودان للعملة ‪،‬‬
‫الخرطوم ‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .14‬عيسى محمد صالح‪ ،‬البعد الدولي لقضية دار فور ‪ ،‬جذور األزمة ومآالتها ‪ ،‬ط‪ ،1‬الخرطوم‬
‫العام ‪2007‬م‪.‬‬

‫‪ .15‬فوذي درويش‪ ،‬التقييم اإلداري إلفريقيا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتب‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪524‬‬
‫ع‪( 66‬يناير –مارس ‪2023‬م)‬ ‫مجلة كلية اآلداب – جامعة بني سويف‬

You might also like