You are on page 1of 10

‫** مسلك الدراسات اإلفريقية**‬

‫عـ ـرض بعن ـ ـ ـ ـوان‪:‬‬

‫المرتكزات الجغرافية و التاريخية‬

‫في العالقـات المغربية االفريقية‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫دة‪ :‬عهد أكردوع‬ ‫•‬ ‫• أسامة لحموزي‬
‫• وصال داودي‬
‫• اكرام خياط‬
‫• نعمة الهداج‬
‫• نوفل قريش‬

‫الموسم الجـ ـ ـامعي‪2023/2022 :‬‬


‫الفهرس‬

‫مقدمة‪........................................................................................... .‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المرتكزات الجغرافية والتاريخية في العالقات المغربية االفريقية‬
‫المحور األول‪ :‬المحددات الطبيعية و التاريخية لسياسة المغرب اإلفريقية‬
‫المطلب األول‪ :‬المحدد الجغرافي والطبيعي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المحدد التاريخي و الثقافي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬العالقات المغربية االفريقية‬
‫المحور األول‪ :‬تاريخ العالقات المغربية االفريقية‬
‫المحور الثاني‪ :‬واقع العالقات المغربية االفريقية‬
‫خاتمة‪...................................................................................... .‬‬
‫المصادر والمراجع ‪.........................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫في أدبيات السياسة الخارجية املغربية تخضع املحددات الداخلية لصنع القرار الخارجي إلى عدة‬
‫تقسيمات‪ ،‬فهناك من يميزبين املحددات املوضوعية واملحددات الذاتية‪ ،‬وهناك من يميزبين املحددات‬
‫الكمية و املحددات الكيفية‪ ،‬وهناك من يميزبين الثوابت و املتغيرات‪.‬‬

‫حثم املوقع الجيوسياس ي املغربي في سياسته الخارجية أن يكون متفاعال وفاعال مع القضايا اإلفريقية‪،‬‬
‫الش يء الذي جعل العالقات املغربية‪-‬اإلفريقية متجذرة في تاريخها‪ ،‬فاملغرب فعال دائما على املستوى‬
‫املغاربي‪ ،‬العربي وفي الشؤون األفريقية‪.‬‬
‫وتمثل أفريقيا أولوية من أولويات الدبلوماسية املغربية‪ ،‬فهي تنطوي على فرص (اقتصادية وسياسية)‬
‫بقدر ما تنطوي على عوامل تهديد (االتجار باملخدرات والشبكات اإلرهابية العابرة ملنطقة الساحل‬
‫وتدفقات الهجرة)‪ ،‬ناهيك عن االنقسامات اإلفريقية فيما يخص مو اقفها بشأن قضية الصحراء‬
‫املغربية التي تضعف موقع املغرب في هذه املجموعة اإلقليمية‪.‬‬

‫كما أن أسس السياسة الخارجية للبالد‪ ،‬أصبحت تستند إلى مقتضيات الدستور الجديد‪ ،‬الذي حدد‬
‫في ديباجته أولوياتها‪ ،‬وجعل في مقدمتها دائرة الجواراملغاربي والعربي واإلسالمي واإلفريقي‪ ،‬كما تستلهم‬
‫هذه السياسة تصوراتها من التوجيهات امللكية السامية‪ ،‬ومن العزم األكيد على االستفادة من‬
‫الدينامكية الجديدة بسبب التحوالت الجهوية املؤثرة باملشهد السياس ي على الصعيد اإلقليمي‪.‬‬

‫ومن هنا فأهمية املوضوع تتمثل في إبراز دور كل هذه املحددات التاريخية والجيوسياسية في صياغة‬
‫توجه صانع القرارالسياس ي الخارجي املغربي نحو إفريقيا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المرتكزات الجغرافية والتاريخية في العالقات‬
‫المغربية االفريقية‬
‫المحور األول‪ :‬المحددات الطبيعية والتاريخية لسياسة المغرب اإلفريقية‪:‬‬

‫تعد املحددات املادية من أهم املحددات التي تحكم السياسة الخارجية املغربية إفريقيا‪ ،‬وتتفاوت‬
‫أهمية هاته املحددات‪ ،‬إذ ازدادت قيمة بعضها بفعل التحوالت الدولية الجديدة مقابل تراجع أهمية‬
‫البعض اآلخر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المحدد الجغرافي والطبيعي‬


‫تعتبر العوامل الجغر افية من أهم املعايير األساسية التي تجعل الدولة في موقع قوة وتختلف هذه‬
‫العناصر من دولة إلى أخرى تبعا للتباينات بمختلف املجالت التي لها عالقة مباشرة بالدولة‪ ،‬إذ تحتل‬
‫الجغر افيا مقدمة العوامل املادية الدائمة في السياسة الخارجية وهي من أكثر مقومات سياسة األمة‬
‫ثباتا وتأثيرا على سلوكها الخارجي‪ .‬فاملوقع الجغرافي من أهم عناصر قوة الدولة التقليدية التي لم تتأثر‬
‫كثيرا بما وصل إليه اإلنسان من تقدم في تكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬فهو ال يزال يحتفظ بأهمية كبيرة في‬
‫تحديد موازين القوى الدولية ‪ ،‬ويعتبر املغرب من الدول القليلة في العالم التي يشكل موقعها الجغرافي‬
‫على الخريطة العاملية متغيرا دائما في سياسته الخارجية وعالقاته الدولية‪ ،‬بحيث أن املوقع‬
‫الجيواستراتيجي للمغرب يعد ورقة رابحة بالنسبة لسياسته الخارجية بوجوده في منطقة تماس‬
‫حضاري ونقطة التقاء بين بحرين وثالث قارات‪ ،‬إذ ينتمي جغر افيا إلى إفريقيا التي تشكل بالنسبة له‬
‫الفضاء الطبيعي واالمتداد اإلستراتيجي‪ ،‬فقد شبه امللك الراحل الحسن الثاني املغرب بالشجرة التي‬
‫تمتد جذورها املغذية امتدادا عميقا في التراب اإلفريقي وتتنفس بفضل أور اقها التي يقويها النسيم‬
‫األوروبي”‪ ،‬وهو ما يتجسد من خالل التنصيص في كافة الدساتير املغربية املتعاقبة على اعتبار املغرب‬
‫دولة افريقية‪.‬‬

‫وقد سمح هذا املوقع الجغرافي االستراتيجي للمغرب بنهج سياسة االنفتاح على كثيرمن الفضاءات‪ ،‬من‬
‫بينها الفضاء اإلفريقي بحيث نجد أن املغرب في مختلف مراحل تاريخه قام بتوسيع وترسيخ نفوذه في‬
‫القارة اإلفريقية‪ ،‬فقد كان دائما هو الرابط بين اإلسالم و افريقيا السوداء‪.‬‬

‫وهو ما أكد عليه العاهل املغربي محمد السادس في خطاباته في السنوات األولى العتالئه العرش‪ ،‬حين‬
‫أشار إلى أنه "إذا كان املغرب ينتمي إلى العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬فإن موقعه الجغرافي على رأس القارة‬

‫‪3‬‬
‫اإلفريقية…يحتم علينا متابعة سياسة والدنا املتسمة بالتفتح والحوار وبتقوية روابط التعاون مع‬
‫أشقائنا األفارقة"‬

‫وفي نفس السياق فقد أكد في خطابه املوجه إلى القمة العربية اإلفريقية املنعقدة بالكويت سنة ‪2013‬‬
‫على أن املوقع الجغرافي للمغرب يجعله يضع القارة اإلفريقية التي تشكل أحد جذوره العميقة في صلب‬
‫سياسته الخارجية‪ ،‬كما يسعى إلى تسخير عالقاته وشراكاته في سبيل مد جسور التقارب والتعاون بين‬
‫أشقاءه األفارقة‪.‬‬

‫كما أن وفرة املوارد الطبيعية في دولة معينة يوفر لها األساس املادي للنمو االقتصادي مما يمكن في‬
‫تكثيف عالقاتها الخارجية و تحسين قدرتها العسكرية‪ .‬بالنسبة للمغرب فإن قلة املوارد الطبيعية كانت‬
‫لها انعكاسات سلبية على السياسة الخارجية املغربية مقارنة مع نظيرتها الجزائرية على سبيل املثال‬
‫التي عملت منذ سنوات على توظيف عائدات الهيدروكربونات لتعزيز مكانتها على املستوى اإلفريقي‬
‫خصوصا مع الدول البرغماتية العميقة بإفريقيا كنيجيريا و جنوب إفريقيا ‪ ، .‬الش يء الذي أثرسلبا على‬
‫ملف الوحدة الترابية باعتبارها املحدد األساس ي لسياسة املغرب اإلفريقية‪ .‬ومن بين الثروات الطبيعية‬
‫التي لعبت دورا مهما في السياسة الخارجية املغربية نجد الفوسفاط و الثروة السمكية والفحم و الثروة‬
‫املائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المحدد التاريخي‬


‫تاريخيا تعتبرالدولة املغربية مقارنة بباقي دول املنطقة املحيطة بها من أكثردول املنطقة تاريخانية‪ ،‬وذلك‬
‫راجع إلى الدور القيادي الذي اضطلعت به الدولة املغربية منذ عهد الدولة اإلدريسية‪ ،‬حيث بلغ هذا‬
‫الدورأوجه بمجيء الدولة املوحدية التي في عهدها وألول مرة توحدت املنطقة وامتد نفوذ الدولة املغربية‬
‫من املحيط األطلس ي إلى طرابلس مما سمح للمغرب الظهور بصفة بارزة على الساحة اإلفريقية‬
‫واألوروبية في عهد الدولة املرابطية فلقد منحت الظروف التاريخية املجال الخصب لقيام عالقات‬
‫دبلوماسية مغربية بتعدد أبعاده ومصالحه‪ ،‬كما أنها كانت متنوعة بتنوع انتماءاته القومية الحضارية‬
‫و القارية بشكل سمح بتعزيزمكانته الجغر افية التي سهلت و يسرت بشكل واضح تعاطيه و تواصله مع‬
‫مختلف الفضاءات التي عمل على التقارب والتقرب منها و معها‪ ،‬فاعال ومتفاعال معها ومع قضاياها ‪.‬‬

‫وقد شكل التاريخ املشترك للمغرب والدول اإلفريقية فيما يتعلق بخضوعه لالستعمارعامال أساسيا في‬
‫توجه سياسته الخارجية نحو هاته الدول‪ ،‬حيث كان املغرب منذ سنوات استقالله األولى من املدافعين‬

‫‪4‬‬
‫عن وحدة واستقالل الدول اإلفريقية وترسيخ عالقاته معها وهذا ما أكد عليه العاهل املغربي في العديد‬
‫من خطاباته‪:‬‬

‫‪ “.‬إنها عالقات ينسجها التاريخ العريق الغني بشتى املبادالت وبأواصر اللحمة والقرابة‪ ،‬والقيم الثقافية‬
‫والدينية املشتركة‪ ،‬عالقات ترسخ تعبر املؤسسات منذ استقالل بالدنا ثم توطدت وتطورت‪ ،‬وتم إغناؤها‬
‫على مر العقود األخيرة بفضل تضامن نموذجي وتعاون خاصة بين دول الجنوب خدمة ملصالح كل شعوبنا‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬العالقات المغربية االفريقية‬


‫المحور األول‪ :‬تاريخ العالقات المغربية االفريقية‬
‫بدأ تاريخ العالقة املغربية اإلفريقية بتوغل الرباطات اإلسالمية للدولة املرابطية في قعر الجنوب‬
‫املغربي لنشر الدعوة اإلسالمية ومحاربة البدع والعقائد القديمة امللحدة ثم أسس يوسف بن تاشفين‬
‫املرابطي دولته من أقص ى شمال املغرب إلى نهر النيجر جنوبا‪ ،‬كما توجهت الدولة السعدية نحو أقص ى‬
‫جنوب املغرب وعزم املنصور الذهبي السعدي على غزو السودان‪ ،‬وهو ما يعبر عنه اليوم بالسنغال‬
‫ومالي والنيجر ‪.‬وعلى غرار الجيش السعدي غزا الجيش اإلسماعيلي العلوي السودان أي السنغال‬
‫ومالي بعد أن ضم الصحراء إلى مغربها‪ ،‬وقد جلب املولى إسماعيل عددا كبيرا من أهل السودان إلى‬
‫املغرب‪ ،‬وكون منهم جيشا جرارا وحكم بهم املغرب من وادي السنغال جنوبا إلى حدود تلمسان‪ ،‬وطرد‬
‫اإلسبانيين من الشواطئ املغربية املتوسطية‬

‫وقد استمر نشر التعاليم اإلسالمية بالقارة اإلفريقية انطالقا من جنوب املغرب عن طريق القو افل‬
‫التجارية‪ ،‬والجماعات الروحية التي عملت على نشر املذهب املالكي في ربوع القارة رغم عوا الغزو‬
‫‪.‬األجنبي‪.‬‬

‫وملا للمغرب من موقع استراتيجي هام بين القارتين اإلفريقية واألوروبية الذي ل يتغير ألن الجغر افيا ل‬
‫تتغير‪ ،‬بقي املغرب يلعب دوره املتميز كمعبر قاري الذي ل يمكن إل أن يؤدي إلى التفاعل املثمر السياس ي‬
‫والقتصادي والجتماعي بين القارتين‪ ،‬وهذا مما جلب على املغرب أطماع الطامعين األوروبيين ‪.‬وملا‬
‫تخلص املغرب من عقد الحمايتين الفرنسية واإلسبانية أحيى دوره البارز التاريخي إلرساء قواعد راسخة‬
‫بينه وبين الدول اإلفريقية فعقد املغفور له محمد الخامس رحمه هللا‪ ،‬أول مؤتمر إفريقي بالدار‬

‫‪5‬‬
‫البيضاء يوم ‪ 3‬يناير سنة ‪ ،1961‬الذي وضعت فيه أسس التحاد اإلفريقي ‪.‬وعندما استكمل املغرب‬
‫وحدته الترابية باسترجاع إفني وطرفاية وصحرائه بواسطة املسيرة الخضراء بقيادة املغفور له الحسن‬
‫الثاني طيب هللا ثراه‪ ،‬احتضن على أرضه اجتماع لجنة تحرير األقطار اإلفريقية التي كانت مازالت تئن‬
‫تحت وطأة الستعمار سنة ‪1976‬م‪.‬‬

‫ولم يزد مرور السنين على العالقة املتينة بين املغرب والقارة اإلفريقية إل رسوخا وتطورا ذلك‪ ،‬أن‬
‫زيارات العمل والصداقة التي قام بها جاللة امللك محمد السادس نصره هللا‪ ،‬ملجموعة من الدول‬
‫اإلفريقية خالل السنوات األخيرة‪ ،‬لتقدم الحجة الدامغة على مدى تشبث جاللته على عزمه الراسخ‬
‫على ضمان النجاعة للتعاون جنوب جنوب متضامن وفعال قائم على النفع املتبادل‪ ،‬وعلى النهوض‬
‫بأوضاع املواطن اإلفريقي مما قد يضمن تنمية القارة اإلفريقية وتقدم ساكنتها‬

‫المحور الثاني‪ :‬واقع العالقات المغربية االفريقية‬


‫بقي العالم العربي بعيدا نسبيا عن نسج عالقات جيدة وقوية مع إفريقيا باستثناء بعض املحاولت‬
‫املتواضعة لدول كاإلمارات وليبيا والكويت واملغرب ومصر‪ ،‬بالنظر إلى عوامل عدة مرتبطة بطبيعة‬
‫القتصاد الذي يعرف مشاكل وتحديات بهذه الدول وخاصة مصر واملغرب والذي لم يسمح لها‬
‫بالستثمارات الضخمة في دول إفريقيا‪ ،‬ومن جهة أخرى بسبب األوضاع السياسية الغير مستقرة‬
‫بالدول اإلفريقية والتي تشهد انقالبات عسكرية و انقاسامات داخل الدولة أو حروب أهلية بشكل كبير‬
‫ومستمر‪ ،‬وهو ما جعل تخوف املستثمرين والدول من املجازفة باستثمارات ضخمة بهده الدول حيث‬
‫تبقى الدول املستقرة هي البيئة األنسب للدول املستثمرة ولرجال األعمال‪.‬‬

‫ولعل ما دفع املغرب إلى أن يفكر في خوض غمار التبادلت الدبلوماسية و أيضا القتصادية‪ ،‬هو رغبته‬
‫في نهج سياسة جديدة تهتم بالتركيز على عالقة جنوب‪/‬جنوب‪ ،‬وخاصة مع وجود روابط وعالقات‬
‫تاريخية أساسها جغرافي وأحيانا عرقي وديني‪.‬‬

‫ويشترك املغرب مع إفريقيا في العديد من القواسم املشتركة‪ ،‬كالدين والطبيعة القتصادية والبشرية‬
‫والطبيعية والحضارة‪ ،‬وهو ما يجعل من سياسة التعاون بين الجانبين أمرا ملحا ويخدم مصلحة‬
‫‪.‬الطرفين‬

‫‪6‬‬
‫غيرأن املتتبع للعالقات املغربية‪/‬اإلفريقية يالحظ كيف أن التبادلت التجارية والعالقات الدبلوماسية‬
‫ال ترقى إلى مستوى العالقات اإلفريقية املغربية التي يجب أن تكون عليها بالنظر إلى انتمائها لنفس‬
‫املنطقة‪ ،‬ونجد أنها لزالت متواضعة جدا وأغلبها يقتصرعلى الدول الفرنكفونية أو التي كانت خاضعة‬
‫لالحتالل الفرنس ي والبريطاني‪ .‬كما أن استثمارات املغرب في إفريقيا ضعيفة جدا مقارنة مع استثماراتها‬
‫ً‬
‫في جهات أخرى بالعالم‪ .‬وفي حال توفق املغرب في نسج عالقات اقتصادية وسياسية مهمة فإنه سيشكل‬
‫قوة حقيقية داخل القارة اإلفريقية‪ .‬كما سيلعب اإلقالع القتصادي دورا هاما من أجل تذويب حالة‬
‫الجمود التي تسيطرعلى عالقات املغرب بدول إفريقيا منذ زمن لعتبارات سياسية بالدرجة األولى‪.‬‬

‫إن إحياء البعد اإلفريقي كأحد أهم مكونات الهوية املغربية بعيدا عن الحسابات السياسية أصبح‬
‫ضرورة ملحة‪ ،‬وخصوصا في ظل تزايد الحاجة لتنمية حقيقية بالقارة السمراء‪ ،‬وفي ظل تزايد مخاطر‬
‫اإلرهاب والحركات املتطرفة التي انتشرت بشكل مقلق بالعديد من الدول اإلفريقية‬

‫‪7‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن حاضر إفريقيا استمرار ملاضيها التاريخي‪ ،‬كما أن الوحدة الجغرافية تفرض قوة الترابط بين‬
‫جنوب ما وراء الصحراء وشمالها‪ ،‬فالدين اإلسالمي جمع املسلمين األفارقة على وحدة التفاهم‬
‫باللغة العربية لغة القرآن الكريم‪ ،‬غير أننا ال ننس ى ما تبذله املدرسة الغربية من جهد ملزاحمة‬
‫العربية‪ ،‬وإقصائها عن املجاالت الحية في إفريقيا‪ ،‬فاملدرسة الفرنسية واإلنجليزية متعاونة مع‬
‫الكنيسة‪ ،‬توحدان خطتهما ملضايقة العربية واإلسالم عن طريق مضايقة لغة القرآن باستبدال‬
‫الحرف الالتيني وحروف اللغات اإلفريقية بالحروف العربية‪.‬‬
‫وهذا ما جعل تاريخ إفريقيا املعاصر يخضع لتحوالت اجتماعية واقتصادية وسياسية نتيجة‬
‫التغريب الثقافي‪ ،‬ويخضع للهجمة الغربية التي كان لها تأثير قوي في تحويل مسيرة تاريخ إفريقيا‬
‫بتغيير العالقات والروابط التي تجمعها‪ ،‬فتغير أساس وحدتها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫سعيد الصديقي‪ ,‬صنع السياسة الخارجية المغربية‪ ,‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬ ‫•‬
‫القانون العام‪ ,‬جامعة محمد الأول‪ ,‬كلية العلوم القانونية والاقتصادية‬
‫والاجتماعية‪-‬وجدة‪ ,‬مارس ‪ ،2002‬ص ‪.262/261‬‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪.1999‬‬ ‫•‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي الموجه إلى القمة العربية الإفريقية المنعقدة في‬ ‫•‬
‫دولة الكويت بتاريخ ‪ 20‬نونبر ‪.2013‬‬
‫د‪ .‬عبد الهادي التازي‪“ ،‬تاريخ العلاقات الدولية للمملكة المغربية”‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬ ‫•‬
‫‪ ،1985‬ص ‪.31‬‬
‫محمد الخليل العلوي‪“ ،‬الرهانات الجيوسياسية للدبلوماسية المغربية”‪ ،‬رسالة‬ ‫•‬
‫لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫السويسي‪ ،‬كلية الحقوق سلا ‪ ،2007-2006‬ص‪.11‬‬
‫عبد الحق المريني‪ ,‬الزيارة الملكية السنية لأربعة بلدان افريقية ‪ ,‬المطبعة الملكية‬ ‫•‬
‫الرباط ‪ , 2014‬صفحة ‪7‬و ‪ 38‬و ‪.194‬‬

‫‪9‬‬

You might also like