Professional Documents
Culture Documents
مقدمة........................................................................................... .
المبحث األول :المرتكزات الجغرافية والتاريخية في العالقات المغربية االفريقية
المحور األول :المحددات الطبيعية و التاريخية لسياسة المغرب اإلفريقية
المطلب األول :المحدد الجغرافي والطبيعي
المطلب الثاني :المحدد التاريخي و الثقافي
المبحث الثاني :العالقات المغربية االفريقية
المحور األول :تاريخ العالقات المغربية االفريقية
المحور الثاني :واقع العالقات المغربية االفريقية
خاتمة...................................................................................... .
المصادر والمراجع .........................................................................
1
مقدمة:
في أدبيات السياسة الخارجية املغربية تخضع املحددات الداخلية لصنع القرار الخارجي إلى عدة
تقسيمات ،فهناك من يميزبين املحددات املوضوعية واملحددات الذاتية ،وهناك من يميزبين املحددات
الكمية و املحددات الكيفية ،وهناك من يميزبين الثوابت و املتغيرات.
حثم املوقع الجيوسياس ي املغربي في سياسته الخارجية أن يكون متفاعال وفاعال مع القضايا اإلفريقية،
الش يء الذي جعل العالقات املغربية-اإلفريقية متجذرة في تاريخها ،فاملغرب فعال دائما على املستوى
املغاربي ،العربي وفي الشؤون األفريقية.
وتمثل أفريقيا أولوية من أولويات الدبلوماسية املغربية ،فهي تنطوي على فرص (اقتصادية وسياسية)
بقدر ما تنطوي على عوامل تهديد (االتجار باملخدرات والشبكات اإلرهابية العابرة ملنطقة الساحل
وتدفقات الهجرة) ،ناهيك عن االنقسامات اإلفريقية فيما يخص مو اقفها بشأن قضية الصحراء
املغربية التي تضعف موقع املغرب في هذه املجموعة اإلقليمية.
كما أن أسس السياسة الخارجية للبالد ،أصبحت تستند إلى مقتضيات الدستور الجديد ،الذي حدد
في ديباجته أولوياتها ،وجعل في مقدمتها دائرة الجواراملغاربي والعربي واإلسالمي واإلفريقي ،كما تستلهم
هذه السياسة تصوراتها من التوجيهات امللكية السامية ،ومن العزم األكيد على االستفادة من
الدينامكية الجديدة بسبب التحوالت الجهوية املؤثرة باملشهد السياس ي على الصعيد اإلقليمي.
ومن هنا فأهمية املوضوع تتمثل في إبراز دور كل هذه املحددات التاريخية والجيوسياسية في صياغة
توجه صانع القرارالسياس ي الخارجي املغربي نحو إفريقيا.
2
المبحث األول :المرتكزات الجغرافية والتاريخية في العالقات
المغربية االفريقية
المحور األول :المحددات الطبيعية والتاريخية لسياسة المغرب اإلفريقية:
تعد املحددات املادية من أهم املحددات التي تحكم السياسة الخارجية املغربية إفريقيا ،وتتفاوت
أهمية هاته املحددات ،إذ ازدادت قيمة بعضها بفعل التحوالت الدولية الجديدة مقابل تراجع أهمية
البعض اآلخر.
وقد سمح هذا املوقع الجغرافي االستراتيجي للمغرب بنهج سياسة االنفتاح على كثيرمن الفضاءات ،من
بينها الفضاء اإلفريقي بحيث نجد أن املغرب في مختلف مراحل تاريخه قام بتوسيع وترسيخ نفوذه في
القارة اإلفريقية ،فقد كان دائما هو الرابط بين اإلسالم و افريقيا السوداء.
وهو ما أكد عليه العاهل املغربي محمد السادس في خطاباته في السنوات األولى العتالئه العرش ،حين
أشار إلى أنه "إذا كان املغرب ينتمي إلى العالم العربي واإلسالمي ،فإن موقعه الجغرافي على رأس القارة
3
اإلفريقية…يحتم علينا متابعة سياسة والدنا املتسمة بالتفتح والحوار وبتقوية روابط التعاون مع
أشقائنا األفارقة"
وفي نفس السياق فقد أكد في خطابه املوجه إلى القمة العربية اإلفريقية املنعقدة بالكويت سنة 2013
على أن املوقع الجغرافي للمغرب يجعله يضع القارة اإلفريقية التي تشكل أحد جذوره العميقة في صلب
سياسته الخارجية ،كما يسعى إلى تسخير عالقاته وشراكاته في سبيل مد جسور التقارب والتعاون بين
أشقاءه األفارقة.
كما أن وفرة املوارد الطبيعية في دولة معينة يوفر لها األساس املادي للنمو االقتصادي مما يمكن في
تكثيف عالقاتها الخارجية و تحسين قدرتها العسكرية .بالنسبة للمغرب فإن قلة املوارد الطبيعية كانت
لها انعكاسات سلبية على السياسة الخارجية املغربية مقارنة مع نظيرتها الجزائرية على سبيل املثال
التي عملت منذ سنوات على توظيف عائدات الهيدروكربونات لتعزيز مكانتها على املستوى اإلفريقي
خصوصا مع الدول البرغماتية العميقة بإفريقيا كنيجيريا و جنوب إفريقيا ، .الش يء الذي أثرسلبا على
ملف الوحدة الترابية باعتبارها املحدد األساس ي لسياسة املغرب اإلفريقية .ومن بين الثروات الطبيعية
التي لعبت دورا مهما في السياسة الخارجية املغربية نجد الفوسفاط و الثروة السمكية والفحم و الثروة
املائية
وقد شكل التاريخ املشترك للمغرب والدول اإلفريقية فيما يتعلق بخضوعه لالستعمارعامال أساسيا في
توجه سياسته الخارجية نحو هاته الدول ،حيث كان املغرب منذ سنوات استقالله األولى من املدافعين
4
عن وحدة واستقالل الدول اإلفريقية وترسيخ عالقاته معها وهذا ما أكد عليه العاهل املغربي في العديد
من خطاباته:
“.إنها عالقات ينسجها التاريخ العريق الغني بشتى املبادالت وبأواصر اللحمة والقرابة ،والقيم الثقافية
والدينية املشتركة ،عالقات ترسخ تعبر املؤسسات منذ استقالل بالدنا ثم توطدت وتطورت ،وتم إغناؤها
على مر العقود األخيرة بفضل تضامن نموذجي وتعاون خاصة بين دول الجنوب خدمة ملصالح كل شعوبنا.
وقد استمر نشر التعاليم اإلسالمية بالقارة اإلفريقية انطالقا من جنوب املغرب عن طريق القو افل
التجارية ،والجماعات الروحية التي عملت على نشر املذهب املالكي في ربوع القارة رغم عوا الغزو
.األجنبي.
وملا للمغرب من موقع استراتيجي هام بين القارتين اإلفريقية واألوروبية الذي ل يتغير ألن الجغر افيا ل
تتغير ،بقي املغرب يلعب دوره املتميز كمعبر قاري الذي ل يمكن إل أن يؤدي إلى التفاعل املثمر السياس ي
والقتصادي والجتماعي بين القارتين ،وهذا مما جلب على املغرب أطماع الطامعين األوروبيين .وملا
تخلص املغرب من عقد الحمايتين الفرنسية واإلسبانية أحيى دوره البارز التاريخي إلرساء قواعد راسخة
بينه وبين الدول اإلفريقية فعقد املغفور له محمد الخامس رحمه هللا ،أول مؤتمر إفريقي بالدار
5
البيضاء يوم 3يناير سنة ،1961الذي وضعت فيه أسس التحاد اإلفريقي .وعندما استكمل املغرب
وحدته الترابية باسترجاع إفني وطرفاية وصحرائه بواسطة املسيرة الخضراء بقيادة املغفور له الحسن
الثاني طيب هللا ثراه ،احتضن على أرضه اجتماع لجنة تحرير األقطار اإلفريقية التي كانت مازالت تئن
تحت وطأة الستعمار سنة 1976م.
ولم يزد مرور السنين على العالقة املتينة بين املغرب والقارة اإلفريقية إل رسوخا وتطورا ذلك ،أن
زيارات العمل والصداقة التي قام بها جاللة امللك محمد السادس نصره هللا ،ملجموعة من الدول
اإلفريقية خالل السنوات األخيرة ،لتقدم الحجة الدامغة على مدى تشبث جاللته على عزمه الراسخ
على ضمان النجاعة للتعاون جنوب جنوب متضامن وفعال قائم على النفع املتبادل ،وعلى النهوض
بأوضاع املواطن اإلفريقي مما قد يضمن تنمية القارة اإلفريقية وتقدم ساكنتها
ولعل ما دفع املغرب إلى أن يفكر في خوض غمار التبادلت الدبلوماسية و أيضا القتصادية ،هو رغبته
في نهج سياسة جديدة تهتم بالتركيز على عالقة جنوب/جنوب ،وخاصة مع وجود روابط وعالقات
تاريخية أساسها جغرافي وأحيانا عرقي وديني.
ويشترك املغرب مع إفريقيا في العديد من القواسم املشتركة ،كالدين والطبيعة القتصادية والبشرية
والطبيعية والحضارة ،وهو ما يجعل من سياسة التعاون بين الجانبين أمرا ملحا ويخدم مصلحة
.الطرفين
6
غيرأن املتتبع للعالقات املغربية/اإلفريقية يالحظ كيف أن التبادلت التجارية والعالقات الدبلوماسية
ال ترقى إلى مستوى العالقات اإلفريقية املغربية التي يجب أن تكون عليها بالنظر إلى انتمائها لنفس
املنطقة ،ونجد أنها لزالت متواضعة جدا وأغلبها يقتصرعلى الدول الفرنكفونية أو التي كانت خاضعة
لالحتالل الفرنس ي والبريطاني .كما أن استثمارات املغرب في إفريقيا ضعيفة جدا مقارنة مع استثماراتها
ً
في جهات أخرى بالعالم .وفي حال توفق املغرب في نسج عالقات اقتصادية وسياسية مهمة فإنه سيشكل
قوة حقيقية داخل القارة اإلفريقية .كما سيلعب اإلقالع القتصادي دورا هاما من أجل تذويب حالة
الجمود التي تسيطرعلى عالقات املغرب بدول إفريقيا منذ زمن لعتبارات سياسية بالدرجة األولى.
إن إحياء البعد اإلفريقي كأحد أهم مكونات الهوية املغربية بعيدا عن الحسابات السياسية أصبح
ضرورة ملحة ،وخصوصا في ظل تزايد الحاجة لتنمية حقيقية بالقارة السمراء ،وفي ظل تزايد مخاطر
اإلرهاب والحركات املتطرفة التي انتشرت بشكل مقلق بالعديد من الدول اإلفريقية
7
خاتمة:
إن حاضر إفريقيا استمرار ملاضيها التاريخي ،كما أن الوحدة الجغرافية تفرض قوة الترابط بين
جنوب ما وراء الصحراء وشمالها ،فالدين اإلسالمي جمع املسلمين األفارقة على وحدة التفاهم
باللغة العربية لغة القرآن الكريم ،غير أننا ال ننس ى ما تبذله املدرسة الغربية من جهد ملزاحمة
العربية ،وإقصائها عن املجاالت الحية في إفريقيا ،فاملدرسة الفرنسية واإلنجليزية متعاونة مع
الكنيسة ،توحدان خطتهما ملضايقة العربية واإلسالم عن طريق مضايقة لغة القرآن باستبدال
الحرف الالتيني وحروف اللغات اإلفريقية بالحروف العربية.
وهذا ما جعل تاريخ إفريقيا املعاصر يخضع لتحوالت اجتماعية واقتصادية وسياسية نتيجة
التغريب الثقافي ،ويخضع للهجمة الغربية التي كان لها تأثير قوي في تحويل مسيرة تاريخ إفريقيا
بتغيير العالقات والروابط التي تجمعها ،فتغير أساس وحدتها.
8
المصادر والمراجع:
سعيد الصديقي ,صنع السياسة الخارجية المغربية ,أطروحة لنيل الدكتوراه في •
القانون العام ,جامعة محمد الأول ,كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية-وجدة ,مارس ،2002ص .262/261
مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش بتاريخ 30يوليوز .1999 •
مقتطف من الخطاب الملكي الموجه إلى القمة العربية الإفريقية المنعقدة في •
دولة الكويت بتاريخ 20نونبر .2013
د .عبد الهادي التازي“ ،تاريخ العلاقات الدولية للمملكة المغربية” ،بدون طبعة، •
،1985ص .31
محمد الخليل العلوي“ ،الرهانات الجيوسياسية للدبلوماسية المغربية” ،رسالة •
لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس
السويسي ،كلية الحقوق سلا ،2007-2006ص.11
عبد الحق المريني ,الزيارة الملكية السنية لأربعة بلدان افريقية ,المطبعة الملكية •
الرباط , 2014صفحة 7و 38و .194
9