Professional Documents
Culture Documents
كوثر أبوالعيد /أستاذة باحثة بجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل -فاس /المملكة المغربية
الملخص
إن هوّي ة أي!!ة أم!!ة هي ص!!فاتها ال!!تي تميزه!!ا عن ب!!اقي األمم لتعّب ر عن شخص!!يتها الحض!!ارية المبني!!ة على نق!!ط
ثالث :ال!!دين ال!!ذي ب!!ه يفس!!ر الوج!!ود و اللغ!!ة الواس!!طة التعبيري!!ة الطّيع!!ة لنق!!ل الخط!!اب و الت!!اريخ ال!!ذي يحف!!ظ
ال!!ذاكرة و ينعش اإلحس!!اس باإلنتم!!اء .و ال!!وطن الع!!ربي من الخليج إلى المحي!!ط تجمع!!ه هوّي ة ال!!روح و اللغ!!ة و
الت!!اريخ المش!!ترك ،و لم يكن بع!!د الواجه!!تين بم!!برر إلحج!!ام المغ!!رب عن االهتم!!ام به!!ذه الناحي!!ة .ب!!ل أن!!ه على
العكس من ذل!!ك ك!!ان يت!!وق إلى الت!!وفر على معلوم!!ات أك!!ثر عن تل!!ك الجه!!ات النائي!!ة ال!!تي تربط!!ه به!!ا رابط!!ة
الروح أوال و رابطة اللغة ثانيا.
الروح ،ألن الطرفين و لو أنهما متباعدان مسافة لكنهما يعتنقان دينا واحدا هو دين اإلسالم الحنيف ،وفي أكثر
الجهات و في أغلب الظروف كان الطرفان يتحدان أيضا في المذهب اإلس!المي ك!ذلك ،فالم!ذهب الم!الكي ال!ذي
استقر عليه األمر في المغرب األقصى منذ فجر اإلسالم هو المذهب الذي وج!د في المش!رق مالذا يحتمي في!ه
من المنافسين له ممن ك!انوا يري!دون ف!رض م!ذاهب أخ!رى لهم ب!الجزيرة العربي!ة ،و هك!ذا فكم!ا تحص!ن م!ذهب
مالك بديار المغرب منذ البداية وجد مكانا له في شعاب الجزي!!رة و أطرافه!!ا كي!!ف و ه!!و الم!!ذهب ال!!ذي نش!!أ في
أحضان مدينة الرسول صلى اهلل عليه وسلم .أما اآلصرة الثانية فهي اللغة الواحدة التي تعزز االنتم!!اء بال!!ذات
و المواطنة العربية و التي يرجع لها أكبر الفضل في تمتين الصالت الروحية التي تحدثنا عنها .و لع!ل أيض!ا
من أبرز مظاهر الوحدة العربي!ة اإلس!المية ه!و ذل!ك التواص!!ل الحض!!اري ال!ذي رب!ط الخليج بالمحي!ط من خالل
الرحلة المغربي!ة إلى المش!رق ال!تي وص!لت بين ش!قي العروب!ة ،ف!رحالت المغارب!ة في مختل!ف العص!ور تعطين!ا
ص!!!ورة عن م !!دى إس !!هام الفك !!ر الع !!ربي المس !!لم في ه !!ذا الش !!ق الغ !!ربي من ال !!وطن الع !!ربي في دعم مقوم !!ات
المواطنة العربية التي هي من أبرز مفاخر تراثنا و مظاهر وحدتنا.
1
مقدمة
تعتبر الرحلة من أهم الفن!ون األدبي!ة ال!تي تمتن االتص!ال بين الش!عوب و التفاع!ل بين األمم و م!ا ينجم عن ذل!ك
من تالقح فك !!ري و خ !!دمات اقتص !!ادية و اجتماعي !!ة ،كم !!ا تبقى الرحل !!ة مص !!درا مهم !!ا للتع !!رف على البل !!دان و
الخصائص البشرية ،و من خاللها يكتشف اإلنسان العالم فهي قناة لمعرفة اآلخر و وسيلة من وسائل التواص!!ل
الحضاري بين البل!دان .لق!د رس!خت ك!ل العوام!ل والمف!اهيم ال!تي ب!نيت عليه!ا مس!ألة وح!دة البش!ر على األرض،
بل لقد فجرت في اإلنسان استشعار المصالح المشتركة ال!تي وثقت ع!رى ه!ذه الوح!دة على األرض ،ومن غ!ير
الرحل!!ة ينف!!رط عق!!د ه!!ذه الوح!!دة وتتض!!رر حرك!!ة الحي!!اة ومص!!يرها المش!!ترك .إنه!!ا إذن الحكم!!ة اإللهي!!ة الداعي!!ة
إلي االتصال والتواصل ،مصداق ذلك قوله تعالىَ ﴿:يا َأُّيَها الَّن اُس ِإَّن ا َخ َلْقَن اُك ْم ِم ْن َذ َك ٍر َو ُأْن َثى َو َج َع ْلَن اُك ْم ُش ُعوًبا
َو َقَباِئ َل ِلَتَع اَر ُفوا ِإَّن َأْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد الَّلِه َأْتَق اُك ْم ِإَّن الَّل َه َع ِليٌم َخ ِب يٌر ﴾(الق!!رآن الك!!ريم ،س!!ورة الحج!!رات آي!!ة . )14
فال!دعوة إذن عام!ة لكاف!ة الن!اس للتواص!ل والح!وار .والش!ك أن ه!ذا التع!ارف ال!ذي ت!دعو إلي!ه اآلي!ة الكريم!ة لن
يتم إال باتص !!ال الش !!عوب ببعض !!ها البعض ،ومن ثم !!ة ك !!انت الرحل !!ة الي !!د ال !!تي تمت !!د لتق !!رب ش !!عوبا تن !!اءت عن
أخ! !!رى تفص! !!ل بينه! !!ا البح! !!ار والقف! !!ار ،إذ س! !!عت إلى وح! !!دة البش! !!ر وتواص! !!ل األمم في عص! !!ر خال من وس! !!ائل
االتصال الحديثة التي تجاوزت حد التصور.
فالرحلة إذن رمت إلى معرفة اآلخر ،لذلك عني الرحالة في أسفارهم باألمور االجتماعية عناية بالغة ،فتح!!دثوا
عن ش!عوب البالد ال!تي زاروه!ا واص!فين عاداته!ا وطب!اع أهله!ا الم!ألوف منه!ا وغ!ير الم!ألوف ،كم!ا تح!دثوا عن
أصولهم .ومن ثمة كانت الرحلة أيضا منهال لعلماء االجتماع و األنثربولوجيا و اإلثنوغرافيا.
وينطبق هذا على الرحلة المغربية نحو المشرق منذ القرون الوسطى ،فقد حقق المغاربة الحظ األوفر
في هذا المضمار ،بل يمكن أن نصرح بكل ثقة واطمئنان أن المغاربة تفوقوا وحازوا فضل السبق والريادة
في مجال الرحلة (نواب ،1996ص )71فال غرو إذن أن يكون أشهر الرحالين الملقب بشيخ الرحالة (زيادة
،1980صص )11-12وأمير الرحالين المسلمين وماركو بولو العرب (أرينسون ،2005ص ،)173هو
رحالة مغربي ويتعلق األمر بابن بطوطة الذي غذت رحلته موضوعا للدراسة والترجمة منذ النصف الثاني
2
من القرن التاسع عشر ( .)Sanguinetti 1968ولعل ما يفسر تفوق المغاربة واالهتمام بالرحلة ،أنهم كانوا
يرون في السفر رمزا للتحرر بمفهومه الوجودي والطبيعي (األحرش ،2004ص ،)31ولكونهم جبلوا على
زيارة المقدسات اإلسالمية واألخذ عن الشيوخ والتجوال من أجل البحث واالطالع والتواصل مع اآلخر،
فضال عن مآرب أخرى استدعت تغربهم كالتجارة ،لذلك كانت قائمة الرحالت في المكتبات المغربية تكاد ال
تحصى خاصة تلك التي كانت صوب المشرق ،فالحضور المغربي بالمشرق شكل ظاهرة متميزة على
الصعيد السياسي واالقتصادي والثقافي والديني واالجتماعي (عبد الرحمان ،1977ص .)99فقد أقام
المغاربة في مصر والشام والحجاز وشاركوا في الحياة السياسية والعسكرية واالقتصادية والفكرية
واالجتماعية (ط .عبد الرحمان ،2000ص ،)15-16فالشرق كان والزال بغض النظر عن األسباب التي
كانت وراء رحالت المغاربة صوبه ،يشكل رحلة في الزمان والمجال من حيث كونه يختزن ذاكرة تاريخية
جماعية وتضم أرضه األماكن المقدسة اإلسالمية .كما أنه من بين أسرار ارتباط المغاربة بالمشرق :هو
رغبتهم في ربط أواصر األخوة والتعاون واالندماج في األمة اإلسالمية (تاويت ،1970ص )62و االبتعاد
لقد كان اإلنسان المغربي يحس بأن الفضاء الذي يعيش فيه لم يكن كافيا إلرضاء كل رغباته ،بكل ما
كان يحتضنه هذا الفضاء من محامد و مناقب ،و لذلك فإن عليه أن يسعى لرؤية العالم اآلخر :عالم المشرق
الذي كان مصدر سعادته ،و الذي كان يجسد له مركز اإلشعاع الروحي و الفكري و الحضاري بشكل عام.
وإ ذا كانت المصادر التاريخية قد دونت أسماء عدد كبير من الرحالة المغاربة الذين جابوا اآلفاق،
فإن هناك من ال نجد له ذكرا فيها ،نذكر على سبيل المثال أبو هارون األغماتي الذي فارق وطنه في أواخر
القرن الخامس وزار مصر والحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر ودخل سمرقند وكان شاعرا وخطيبا
.
بليغا (الكتاني ،2005ص )7
هذه الشخصية ال نجد لها ذكرا في المصادر المغربية وهو الذي فتح سلسلة العلماء واألدباء الذين
3
هك! !!ذا يمكن الق!!!ول أن ع!!!ددا كب! !!يرا من ال! !!رحالت المغربي! !!ة ق! !!د تع! !!رض للض! !!ياع أو م! !!ازال منزوي! !!ا في
انطالقا من هذه المعطيات سنتطرق في موضوعنا عن دور الرحلة الحجية المغربية في تجسيد روح المواطنة
و ربط الصلة بين المغرب و المشرق ،مع تقديم نماذج من الرحالت المغربية الموثقة لهذه الصالت
الحضارية.
تعتبر العالقات بين المغرب و المشرق من العالقات المنسية و هو ما جعل المؤرخ المغربي "ابن زيدان"
يقول في معرض حديثه عنها بأنها :كاد يصيبها االضمحالل لوال أقالم الرحالة أمثال "الزياني" و "ابن عثمان"
و غيرهم .مالحظا في نفس الوقت أن العالقات األوربية مع المغرب "وجدت من تنافس من أجلها و بنى لها
صروحا من الدعاية" (التازي ،في تاريخ المغرب الدبلوماسي _ عدد 135السنة .)1989
وإ ذا عدنا إلى هذه العالقات ،فإننا سنجدها عالوة على ذلك تمتاز عن باقي العالقات المغربية الخارجية،
بكونها تتجاوز المضامين السياسية لتشمل الروابط الجغرافية (جوليان ،تاريخ إفريقيا الشمالية ،تونس،
الجزائر ،المغرب األقصى من البدء إلى الفتح اإلسالمي )1969و التجارية (ع .منصور )1961و البشرية
(زرع ،األنيس المطرب )1972إضافة إلى رابطة اللغة (الفاسي )1985و الدين (جوليان ،تاريخ إفريقيا
الشمالية ،تونس ،الجزائر ،المغرب األقصى من البدء إلى الفتح اإلسالمي .)1969
وبشكل عام يمكن مالحظة أن العالقات المغربية المشرقية قد مرت بمرحلتين أساسيتين ،قبل أن تأخذ طابعا و
مضمونا سياسيا ،بعد االنقسام الذي عرفه العالم االسالمي ،و بعد ضعف الخالفة اإلسالمية في الشرق .وهما
أما مرحلة ما قبل الفتح اإلسالمي ،فقد كانت الرابطة التجارية ،أبرز تلك الروابط مما جعل عالقة المغرب
بالمشرق تكتسي طابعا تجاريا ،جعل من بالد المغرب منطقة عبور و من سكانه وسطاء ،و بقيت وظيفة
التعامل السياسي مع الخارج من اختصاص الدول التي سيطرت على المغرب الذي عاش حالة تبعية لم يبدأ
4
العمل على التخلص منها إال بقيام اإلمارات و الدول المستقلة بالغرب اإلسالمي ،و من بينها دولة األدارسة
بالمغرب(172ه 788-م).
أما المرحلة الثانية و التي ابتدأت مع الفتح اإلسالمي ،فتتميز بكون المغرب فيها لم يعد يكتفي بدور
الوساطة التجارية بل تعداها إلى القيام بوظائف روحية دينية ،تمثلت في حمل لواء اإلسالم و الثقافة العربية،
مع قيام األدارسة و بعد التطورات التي عرفها العالم اإلسالمي بشكل عام ،دخلت العالقات المغربية المشرقية
مرحلة المواجهة و االصطدام ،لكون األدارسة لم يهدفوا إلى إقامة دولة مستقلة عن الخالفات اإلسالمية
بالمشرق فقط .بل اعتبروا المغرب خطوة أولى فقط لتحقيق هدفهم األكبر و هو إعادة وحدة العالم اإلسالمي
تحت رايتهم .حيث راسل المولى إدريس أهل مصر يدعوهم لبيعته (بنمنصور بال تاريخ) كما كانت أولى
خطواته العملية في اتجاه تحقيق هذا الهدف ،ضم تلمسان (أحمد بن خالد الناصري )1955مما حرك ردود
فعل عنيفة من طرف الخالفة في المشرق تمثلت في قتل المولى إدريس من طرف أحد حلفاء الرشيد بعدما
صرح بأن"...الرجل فتح تلمسان ،وهي باب إفريقيا ،و من ملك الباب يوشك أن يدخل الدار( "...الزياني
.)1967
مع قيام الفاطميين سيزداد الصراع بين المشرق و المغرب حدة نتيجة عامل االحتكاك الناتج أوال عن الجوار
الجغرافي بين الطرفين بعدما أصبح نفوذ الفاطميين يضم إلى جانب الشمال اإلفريقي مصر و فلسطين و
سوريا .ثانيا ،نتيجة الصراع العقائدي بين الطرفين فالفاطميين شيعة و األدارسة سنة (زرع ،األنيس المطرب
بروض القرطاس في تاريخ المغرب و مدينة فاس .)1973و الصراع بين الطرفين تحول إلى صراع
إيديولوجي ،جعل كل طرف يبرر موقفه السياسي من اآلخر تبريرا مذهبيا ،خاصة و أن األدارسة بالمغرب و
المروانيين باألندلس أصبحوا يمثلون قاعدة اإلسالم السني في الغرب اإلسالمي (زرع ،األنيس المطرب
.
بروض القرطاس في تاريخ المغرب و مدينة فاس ،1973ص )89-90
مع المرابطين دخلت العالقات بين المغرب و المشرق مرحلة التميز و االستقالل النهائي عن المشرق ،ذلك
أن يوسف بن تاشفين الذي بايع في البداية الخليفة العباسي في المشرق نجده فيما بعد يتلقب بلقب "أمير
5
المسلمين و ناصر الدين" بعد انتصاره في معركة الزالقة ،و بعث بأحد سفرائه إلى المشرق (بنمنصور بال
تاريخ ،ص )204و هي سفارة و إن كان الغرض منها تأكيد سلطة يوسف بن تاشفين على ماهو موجود
تحت سلطته الفعلية و تبرير شرعية أعماله بالنسبة لملوك الطوائف فإنها تدل أيضا على بداية مرحلة
االستقالل النهائي عن المشرق خاصة بعد ازدياد األخطار الخارجية على العالم اإلسالمي و خاصة على
منطقة الغرب اإلسالمي حيث حمل المرابطون لواء الجهاد باألندلس ،وهو ظرف كان يتطلب استقالال في
القرار السياسي لمواجهة األخطار المسيحية بالمنطقة (بنمنصور بال تاريخ ،ص.)178
في العصر الموحدي أصبح التقارب السياسي بين المشرق و المغرب ضرورة موضوعية و استراتيجية
لمجابهة األطماع الخارجية بالنسبة للجانبين و تجاوز التمزق السياسي الداخلي خاصة بمنطقة الشمال
اإلفريقي ،حيث انفصل الحفصيون بتونس (حسني ،1976ص .)123و بنو عبد الواد بالمغرب األوسط (
المنوني ،1979ص .)5مع الدولة المرينية ازدادت شروط التقارب بين المغرب و المشرق بعدما تكتلت
اإلمارات و تحالفت مع ما بقي من ملوك الطوائف ضد السلطة المرينية و بعدما عرف المشرق بدوره هجوما
من طرف التتر مهد إلقامة اتصاالت ديبلوماسية بين الطرفين ،حيث كاتب السلطان المريني أبو الحسن،
الملك الناصر محمد قالوون (القلقشندي ،1992ج ،7ص )395و قد تناولت تلك الرسائل الأحوال في
المشرق و المغرب كما حملت تفاصيل أخبار هجوم تيمورالنك على الشام و الوضع في مصر .و قد مهدت
تلك االتصاالت إلى بداية التفكير في بناء حلف عسكري بين المرينيين و ممالك مصر لمجابهة األخطار
الخارجية حيث عرض السلطان أبوسعيد عثمان على الملك الناصر ،مساعدة عسكرية إذا استمر الزحف على
مع بداية العصر الحديث و نظرا للتغيرات التي عرفها العالم آنذاك و المرتبطة ببداية تفوق الجانب المسيحي
على الجانب اإلسالمي و بداية االكتساح العثماني لمصر و بلدان الشمال اإلفريقي ،جعلت العالقات المغربية
المشرقية تدخل مرة أخرى مرحلة من مراحل المجابهة المباشرة بين المغرب و المشرق خاصة عندما أعلن
محمد الشيخ السعدي حربه على األتراك الذين بدورهم بعثوا من اغتاله سنة 1557م (,Meinier 1982
.)p459
6
و تبقى فترة حكم سيدي محمد بن عبد اهلل من أهم فترات الوفاق السياسي في العالقات المغربية المشرقية و
يأتي ذلك نتيجة جهوده التي بذلها من أجل تطوير العالقات المغربية الخارجية و من بينها عالقته مع السلطة
العثمانية بالمشرق .لكن مع حكم السلطان المولى سليمان الذي تعاطف مع تعاليم الحركة الوهابية و ارتبط
بدعاتها ستأخذ العالقات المغربية المشرقية مضمونا روحيا و دينيا خاصة بعد أن استجاب السلطان العلوي
لتعاليم الوهابية (الزياني ،1967ص ص )470 -466مؤكدا بذلك األسس الموضوعية و الدينية التي بنى
عليها سياسته المشرقية و هي األسس التي هدفت إلى إقامة وحدة إسالمية مبنية على وحدة القاعدة الدينية ،و
ذلك بالرجوع باإلسالم إلى صفائه و نقائه األصلي .الجدير بالذكر أن أخبار الحركة اإلصالحية الوهابية
وصلت إلى المغرب عن طريق الرحلة المغربية الحجية لسنة 1217ه1802/م (Mohamed s.d., p
)266مما يدل على أن رابطة الروح والدين و اللغة كانت حاضرة ،يرجع لها الفضل في تمتين الصالت
الحضارية و من الطريف أن نجد أن بني سليم و بني هالل الذين تحيزوا إلى عمان و البحرين و صاروا
جندا للقرامطة ،هم أنفسهم الذين صاروا إلى المغرب عن هذا الطريق بعد أن انتقلت دولة العبيديين المغاربة
إلى مصر و غلبوا القرامطة على الشام و ردوهم إلى البحرين (التازي ،في تاريخ المغرب الدبلوماسي _ عدد
135السنة .)1989
إن هذا الواقع الذي أصبحت تعرفه العالقات المغربية المشرقية ستغيره األحداث التي عرفتها نهاية القرن
الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر ،خاصة أحداث الحملة الفرنسية على مصر التي أصبح مشروع
غزوها ضرورة استراتيجية بالنسبة لفرنسا في حربها مع أنجلترا .وهو ما انعكس سلبا على عالقات المغرب
بالمشرق حيث أصبح من المتعذر على الطرفين االتصال ببعضهما البعض و أصبح من الصعب على
الرحالة ،الوصول إلى المشرق عبر الطريقين البري و البحري ،و حتى ركب الحاج المغربي و الذي كان
مروره ال يرتبط و ال يتأثر بتقلبات الظروف السياسية في المشرق ،نجد الفرنسيين قد فرضوا عليه عدة
إجراءات لمنعه من المرور ،و يورد لنا المؤرخ المصري :الجبرتي عن هذه الحادثة قائال " :حيث نادوا على
األغراب من المغاربة و غيرهم من الخدامين أو البطاليين ليسافروا إلى بلدهم ،و كل من وجد بعد ثالثة أيام
يستأهل الذي يجري عليه( "...الجبرتي ،1978ص .)198ثم يذكر الجبرتي -في نفس السياق -أن
حضور المغاربة إلى الحج في ذي القعدة سنة 1213ه ،أشاع حالة استنفار بمصر لكون الناس أذاعوا بأنهم
7
عشرون ألفا حضروا لتخليص مصر من الفرنسسين (الجبرتي ،1978ص .)269وقد أرسل الفرنسيون من
استطلع األمر فوجدوهم" ...طائفة من خاليا و قرى فاس فصادروا أسلحتهم و احتفظوا بكبيرهم كرهينة
عندهم حتى يمروا و يلحق بهم بعد يوم" (الجبرتي ،1978ص .)269
أوال :رغم الظروف السياسية التي كان يمر بها العالم اإلسالمي -في هذه الظرفية التاريخية من توسع
الحركة اإلمبريالية– لم ينقطع ركب الحاج المغرب إلى المشرق ،مما يدل على رغبة المغاربة الجامحة في
ثانيا :رحلة المغاربة إلى المشرق من أجل الحج أو لقاء العلماء أو المجاورة بالحرمين الشريفين و الحرم
األقصى ،لم تكن تثنيهم عن القيام بالعمل الخلقي تجاه إخوانهم المشارقة و المتمثل في الجهاد ضد االستعمار
الفرنسي في مصر و هذا يذكرنا بما ورد في المصادر التاريخية مثل موسوعة مجير الدين العليمي "األنس
الجليل في تاريخ القدس و الخليل" عن مشاركة المغاربة لصالح الدين األيوبي في استرجاع القدس من
الصليبيين وهو األمر الذي جعله يتمّس ك بهم و يقطعهم األرض التي ستصبح فيما بعد "حارة المغاربة".
و بعودتنا إلى الجبرتي ندرك أن فرنسا كانت تحتاط من المغاربة على الخصوص من كون بعضهم تزعم
حركة الجهاد ضد الفرنسيين بمصر و نورد في هذا الصدد كالم الجبرتي عندما ذكر أن الفرنسيين في ذي
الحجة من عام 1213ه توحهوا إلى دامنهور لقتل بني عدي "...لكونهم عصوا عليهم بسبب أنه ورد عليهم
رجل مغربي يدعي المهدوية و يدعو الناس و يحرضهم على الجهاد فاجتمع عليه أهل البحيرة و غيرهم و
حضروا إلى دامنهور و قاتلوا من بها من الفرنساوية( "...الجبرتي ،1978ص .)274ولم يكن هذا
الشخص هو المغربي الوحيد الذي تزعم جهادا ضد الفرنسيين بعد دخولهم إلى مصر ،إذ نجد شخصا آخر
بشبه الجزيرة العربية عندما سمع بقدوم الفرنسيين إلى مصر فقام بالحجاز و نادى بجهادهم (الجبرتي 1978
،ص .)250كما يخبرنا الجبرتي أيضا في مؤلفه المذكور في الجزء الثالث منه عن شخص مغربي يدعى
السباعي ،مّر بمصر في طريقه إلى الحجاز لكنه اصطدم باالستعمار الفرنسي فقطع حجته و استقر بمنطقة
8
لذك كان الفرنسيون يحتاطون لمرور المغاربة بمصر و يراقبون عملية االتصال بينهم و بين المشارقة لمنع
أي ارتباط بين الطرفين خاصة و أن حركة جهاد المتطوعين المغاربة و من انضم إليها من المصريين -رغم
ضعفها و تفرقها -أثرت على مخططات الفرنسيين بمصر و الشام ،و قد كانت عملية الجهاد هذه من بين
األسباب التي دفعت نابليون إلى رفع الحصار على مدينة عكا حسب التقرير الذي بعثه إلى الجيش الفرنسي
بمصر ،إذ يذكر أن من بين األسباب :المغربي محمد األحرش الذي جمع المتطوعة و حارب بهم الفرنسيين
بمصر و عاد لينضم إلى حركة المقاومة في الجزائر سنة 1805إلى أن قتل سنة 1807م (الجزائري 1964
،ج ،1صص .)117-118مما جعل نابليون يضطر إلى التفاوض مع العثمانيين و حلفائهم األنجليز ،فكانت
اتفاقية العريش عام 1224ه1800/م التي تقضي بانسحاب الفرنسيين من مصر و إعادتها للعثمانيين.
وهناك ناحية هامة من تاريخ المنطقة ظلت مجهولة إلى اآلن ،و نعني بها تالقي المحيط مع الخليج في
اإلجهاز على السيطرة األجنبية التي تتمثل في سيطرة البرتغال على القالع الحساسة المشرفة على الخليج و
الساحل.
ويتعلق األمر بالفترة المظلمة التي مر بها ساحل عمان و مضيق هرمز و ساحل الخليج ،فقد تمكنت البرتغال
من بسط نفوذها في الخليج منذ بداية القرن السادس عشر الميالدي( 1507و في سنة ،)1522عين
مسؤولون برتغاليون لتحصيل الضرائب الجمركية من هرمز و البحرين و مسقط (التازي ،في تاريخ المغرب
وقد كانت البرتغال عمدت إلى محاولة إنزال الضربة القاضية بالمغرب الذي ما فتئ يقدم العون إلخوانه في
المشرق بالرغم من بعد الدار ..هكذا استولى البرتغاليون عام( )1416-1415على مدينة سبتة المغربية بعد
محاصرة ست سنوات .و ليس صحيحا أن الباعث النسياب البرتغال في أطراف آسيا كان فقط بدافع االتجار
في البهارات و لكن هنالك باعثا وراء ذلك الغزو ..و ال نعتقده إّال الحرب الصليبية التي كشرت عن أنيابها
ضد مختلف الجهات التي كان فيها اإلسالم سائدا .وهذا يذكرنا بما وقع زمن صالح الدين األيوبي الذي بعث
سفارة للعاهل المغربي المنصور الموحدي و رجوع السفارة بما طلبته في مائة و ثمانين أسطوال منعت
9
لقد تمكن البرتغال هنا و هناك ،و في هدا الوقت كان المغرب كان على علم تام بما يجري على أطراف
عمان و بالتالي على شاطئ الخليج من خالل سفرائه العديدين الذين كان يبعث بهم إلى الدولة العثمانية .نذكر
على سبيل المثال :سفارة التامجروتي (الغربي )1970وقد حكى عن القمع الذي كان يمارسه البرتغال سواء
مع القوى المحلية للمنطقة أو مع األتراك أنفسهم).ferrand s.d( .و في هذا الوقت بالذات كان البرتغاليون
يطمحون إلى أن يستحوذوا على الساحل المغربي كله ،فقدموا لغزوه حيث كانت معركة وادي المخازن( عام
986ه1578 -م) التي حاول التاريخ األوربي عن عمد كتم أنفاسها و إخفاء أبعادها عن الناس .هذه األحداث
وهذا التاريخ المشترك بين الخليج و المحيط يعكس روح الوحدة التي قادتهما إلى روح المواطنة العربية التي
ربطتهما منذ فجر التاريخ .و من المشرف حقا أن الجهود كانت تضافرت كلها من أجل طرد األجنبي عن
البالد ،و لم يبق هناك أي شعور بالمذهبية و ال أي شعور بالطائفية أمام الغزاة .و كما كان األمر باألمس فقد
تناسى الناس كل المنافسات المذهبية و تكتلوا صفا واحدا ضد الوجود األجنبي و لم يبق هناك أي شعور
بالنعرات الطائفية كذلك ،هكذا لبى المالكية نداء األباضية للجهاد كما وقفت إلى جانبهم مختلف المذاهب
إن هذا االهتمام و االرتباط بالمشرق ،ظل قائما إلى يومنا هذا و هو ما يجسده التفاعل مع تطورات و أحداث
عديدة عرفها المشرق العربي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،لعّل أهمها على اإلطالق تقسيم فلسطين و
نكبة العرب في حرب 1948م أمام إسرائيل ،مما ألقى بثقله على المنطقة طوال عقد الخمسينات من القرن
الماضي و ما تاله ،وهو ما ظل قائما إلى اآلن .و قد تفاعل المغاربة معها بحكم الوشائج التاريخية و الدينية
و العاطفية و اإلنتماء المشترك مع أقطار المشرق العربي إلى المؤسسة ذاتها أي الجامعة العربية .إضافة إلى
عّب ر المغاربة عن تفاعلهم مع قضايا المشرق العربي في الخمسينات عبر أدوات مختلفة:
-رحالت إلى بلدان مشرقية ،من أبرزها رحالت عبد الهادي بوطالب (بوطالب )1993و التهامي
الوزاني (الوزاني )2013و أبي بكر القادري (القادري .)1995و إذا كانت رحلة الوزاني
اقتصرت على مصر فإن رحلتي بوطالب و القادري شملت باإلضافة إلى مصر ،أقطارا عربية
أخرى .مما جعلهما يقفان على الفوارق و التجاذبات القطرية و البين قطرية .قدم القادري تقريره إلى
10
الملك محمد الخامس فور عودته من رحلته إلى المشرق ،و ما من شك أن السلطات المغربية
استفادت من هذا التقرير حول أوضاع أقطار مشرقية في ترتيب دخولها للجامعة العربية و تنظيم
عالقاتها بهذه األقطار ،و في اإلعداد الحقا لزيارة محمد الخامس لدول مشرقية في أوائل سنة 1960
-شهادات و مذكرات طلبة مغاربة في دول عربية خاصة في مصر و سورية ،فقد عاش هؤالء و عايشوا
أمثال عبد الكريم غالب ،محمد التازي ،محمد برادة ،محمد عبد الجابري أحداثا جسيمة ،منها :ثورة
-شهادات و مذكرات شخصيات مغربية عملت في السلك الديبلوماسي أو تقلدت مناصب وزارية :منهم
-صحف و دوريات مغربية غطت أحداث أقطار عربية مشرقية و تفاعلت معها من منطلقات مختلفة
سواء في أواخر عهد الحماية أم بعد حصول المغرب على استقالله ،نذكر منها:العلم ،صحراء
-مناقشات و استفسارات تمت إبان انعقاد المجلس الوطني االستشاري فيما بين سنتي 1956و ،1959
عن تأخر انضمام المغرب للجامعة العربية ،و اإلنزال األمريكي في لبنان و التدخل البريطاني في
األردن.
-بيانات رسمية وردود فعل السلطات المغربية إزاء قضايا مشرقية مثل مساندة المغرب لمصر إبان
حرب السويس ،أو استنكار انطالق جنود اإلنزال األمريكي في لبنان من قواعد عسكرية أمريكية
و يمكن التقاط تفاعل المغاربة مع قضايا مشرقية من مصادر شرقية أو من مصادر أوربية السيما فرنسية
فقد كانت فرنسا على سبيل المثال ،حريصة على رصد ردود فعل المغاربة و مواقفهم إزاء إسهامها في
العملية الثالثية ( حرب السويس) ضد مصر ،دون أن يغيب عن األذهان ،ربط فرنسا لهجومها على هذا
القطر بدعمه للثورة الجزائرية ،مع إرهاب المغاربة حديثي العهد باالستقالل مع استمرار أعداد هائلة من
11
- 2من مظاهر الوحدة العربية اإلسالمية :الرحالت الحجازية وصلت بين شقي العروبة
ال يوجد في تاريخ اإلنسانية موقع جغرافي حج إليه ماليين البشر في كل جيل مثل الجزيرة العربية ،و ال
يوجد موطن استقطب خمس اإلنسانية في طموحاتها الفكرية و تطلعاتها الروحية مثل الحجاز ،الوطن الروحي
األول لكل مؤمن ،فادعاء االغتراب في مهبط الوحي و منطلق الرسالة المحمدية هو شذوذ في عقيدة كل
مؤمن يستشف في مثوى الرسول رمز الرحمة و المثالية و إشعاع الروح و الوجدان ،فلذلك لم تعرف و لن
تعرف مواقع السياحة الدولية مسارا أكثر استراحا و أشد استمراحا من هذه األرض الطاهرة التي ظلت كعبة
الرواد منذ انطلقت دعوة ابراهيم الخليل األب الثاني للبشرية ،تذكي األفئدة و المشاعر خالل أربعة آالف من
السنين ،وشاء القدر الذي هيأ لهذه البقعة المقدسة أن تكون منارا لإلنسانية جمعاء -أن تكون أيضا منطلق
الحضارات التي أشعت على الرافدين و نهر "بارادا" و البحر المتوسط ،و قد جمعــنا الحجج التاريخية النابعـ ــة
من الحفريـ ــات األثـ ـ ـ ـ ــرية و مقارنة اللهجات السامية الدالة على أن الجزيرة العربية هي منبثق الحضارات
السامية التي كيفت أقاليم الهالل الخصيب و ما وراءه اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ،و لذلك يمكن القول بأن
العرب البائدة األصيلة هي التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية حول األلف الثانية قبل الميالد إلى جنوب
العراق و استقرت في مناطق بابل إلى آسيا الصغرى و منها انطلق اآلخيون و الدوريون في القرن الثالث
عشر قبل الميالد إلى بحر إيجة لتأسيس ممتدنات اليونان (التازي ،اللغة األم .)1990فال بد إذن أن تستكمل
الجزيرة العربية مسارها الحضاري في تاريخ المستقبل ألنها هي النبع الوحيد الذي يفيض ليغمر تواريخ
اإلنسانية في كل مكان و خاصة في المعمور الذي رفرفت عليه ألوية اإلسالم .و قد تجلت هذه النفحات في
آالف الرحالت التي دونها المسلمون طوال أزيد من ألف عام في مختلف بقاع األرض ليسجلوا انطباعاتهم و
و قد يكون من العبث محاولة تقصي هذه النفحات بالنسبة إلقليم بذاته فضال عن المجموع ،غير أن
استعراضا موجزا لرحالت ضمن مكان مخصوص كرحالت المغاربة في مختلف العصور ،تعطينا صورة
عن مدى إسهام الفكر العربي المسلم في هذا الشق الغربي للعالم العربي في دعم مقومات المواطنة العربية
التي هي من أبرز مفاخر تراثنا و مظاهر وحدتنا.
12
-ابن أبي عس !!رية أحم !!د الفاس !!ي الفه !!ري(1137ه1724/م) .ل !!ه رحل !!ة حجازي !!ة نق !!ل عنه !!ا ص !!احب "نش !!ر
المتاني" (القزويني )1977في ترجمة ابراهيم بن محمد الشاوي السريفي و نسبها ل!ه س!لطان المغ!رب م!والي
سليمان في كتابه "عناية أولي المجد" .
-األزرقي أحمد بن محمد أبو محمد إسحاق الخزاعي الفاسي .له "تاريخ مكة" ( نسخة بألمانيا عدد.)1705
-أبو الحسن محمد بن أحمد ابن جبير ،رحلة ابن جبير في مصر و بالد العرب و الع!راق و الش!ام و ص!قلية
:عصر الحروب الصليبية .تحقيق ،حسين نصار ،دار مصر للطباعة ،بدون تاريخ.
-محمد بن محمد العبدري الحيحي ،رحلة العبدري المسماة :الرحلة المغربية ،تحقيق و تق!ديم و تعلي!ق ،محم!د
الفاسي الرباط . 1968 ،
-رحلة الحسن بن محمد الغسال :الرحلة الطنجوية الممزوجة بالمناسك المالكية -قام بها عام (1315هـ)،
وهي من تقديم وتحقيق :عبد الخلوق التمسماني ،مطبعة فضالة ،ط ، 1المحمدية 1998م.
-رحل!ة أب!و عب!د اهلل محم!د بن جعف!ر الكت!اني :الرحل!ة الس!امية إلى اإلس!كندرية ومص!ر والحج!از
والبالد الش!!امية ق!!ام به!!ا س!!نة ( 1321هـ 1904/م) وهي من تخ!!ريج الش!!ريف محم!!د حم!!زة بن علي الكت!!اني،
تقديم وتعليق محمد بن عزوز ،ط ،1دار ابن حزم ،بيروت 2005 ،م.
-رحلة الشيخ ماء العينين بن العتيق :الرحلة المعينية .قام بها سنة ( 1911م) وهي من تحقيق :شبيهنا
حمداني ،منشورات مؤسسة الشيخ مربيه ربه إلحياء التراث والتبادل الثقافي ،ط ،1الرباط 1998 ،م.
_ رحل !!ة ابن بطوط !!ة محم !!د بن عب !!د اهلل بن محم !!د بن إب !!راهيم الل !!واتي الطنجي(1377-779م).طبعت م !!رارا
أع!!وام 1278ه و 1322ه و 1346ه .و هي الرحل!!ة المعروف!!ة باس!!م :تحف!!ة النظ!!ار في غ!!رائب األمص!!ار و
عجائب األمصار.
-رحل !!ة محم !!د حجي بوش !!عرة إلى الحج !!از س !!نة 1348ه و هي من تحقي !!ق د .ك !!وثر أبوالعي !!د من منش !!ورات
المركز العربي لألدب الجغرافي ،دار السويدي ،أبوظبي2022 ،م.
هنالك رحالت أخرى غير هذه يتعذر استيفاؤها و إنما أعطينا نماذج لنلمس م!!دى أهمي!!ة ه!!ذا الن!!وع من ال!!تراث
في إلقاء أضواء كاشفة على جوانب خاصة من تاريخ الجزيرة العربية و األقطار الواقعة في طريق الحجيج.
13
و ال توج! !!د في جغرافي! !!ة المس! !!الك و الممال! !!ك قطع! !!ة من األرض حظيت بعناي! !!ة الرح! !!الين و الم! !!ؤرخين مث! !!ل
الط !!رق الك !!برى المؤدي !!ة إلى الحج !!از ال !!تي ص !!نفت فيه !!ا مئ !!ات الكتب المختلف !!ة المن !!ازع و األس !!اليب و م !!آت
القصائد الحافلة بوص!ف المن!ازل و المراح!ل ،عالوة على م!ا تطفح ب!ه من مش!اعر الح!نين ال!تي جعلت من ه!ذه
الطرق ال متعبدات فقط بل مجمعات استوثقت عبرها الصالت بين الش!عوب اإلس!المية و مبادل!ة اإلج!ازات بين
العلماء و تالقح معطيات الفكر العربي و اإلسالمي مما لم يعرف له نظير حتى بعد عص!!ر النهض!!ة و م!ا ط!رأ
من سهولة و سرعة على المواصالت .بل طرقا صوفية سنية كطريق أبي محمد صالح دفين آسفي( و هو من
رج!االت الق!رن الث!امن امتدح!ه ش!عراء الش!رق مث!ل البوص!يري) اقتص!ر ش!عارها الص!وفي على ترحي!ل الحجيج
من المغ! !!رب إلى الحج! !!از و توف ! !!ير محط! !!ات االس ! !!تراحة و متطلب! !!ات الس! !!فر على ط! !!ول المراح! !!ل و خاص ! !!ة
الصحراء ،و كان هؤالء الحجيج الذين لم تكن تخل!و منهم الج!ادات و الس!بل الك!برى ط!وال الس!نة يتواكب!ون في
ركب موصول يسمى "ال!ركب الص!!الحي" (التازي ،في تاريخ المغرب الدبلوماسي _ عدد 135السنة )1989
يس !!تهدف باإلض !!افة إلى أداء فريض !!ة الحج ،توثي !!ق الرب !!اط بين الش !!عوب اإلس !!المية ،و ك !!انت ألف !!واج الحجيج
قواف !!ل تنح !!در من ش !!نقيط و كبري !!ات عواص !!م المغ !!رب لتتجم !!ع بسجلماس !!ة أو م !!راكش أو ف !!اس و منه !!ا تتخ !!ذ
طريقها متكاثفة عبر ما سماه الرحالة ابن مليح بطريق الفقهاء أي فقهاء المذهب الم!الكي ال!ذين ك!انوا ينح!ازون
عن متجمع! !!ات الخ! !!وارج في بعض من! !!اطق المغ! !!ربين األوس! !!ط و األدنى لإلنس! !!الل من بالد ف ! !!زان إلى أرض
الكنانة.
وق!!!د تبل!!!ور نت!!!اج ه!!!ذه الرواب!!!ط عالوة على ال!!!رحالت فيم!!!ا ص!!!نفه العلم !!اء من فه !!ارس و أثب !!ات س!!!جلوا فيه!!!ا
إجازاتهم و ارتساماتهم و ما جنوه من ثمار خالل رحالتهم ،فلم يقل هذا النوع من المعلومات فائ!دة و ال عائ!دة
عن مض! !!امين ال!!!رحالت ،و ك!!!انت الص! !!الت حق!!!ا متبادل!!!ة إال أنه !!ا ن !!ادرة بالنس !!بة لل !!واردين على المغ!!!رب من
المش !!رق ،و م !!ع ذل !!ك ف !!إن فك !!رهم الن !!ابع من إج !!ازاتهم و دروس !!هم و مؤلف !!اتهم ،ك !!ان يرح !!ل إلى المغ !!رب م !!ع
العائدين فيهم بحظ وافر في إثراء المكتبة العربية اإلسالمية في المغرب العربي و م!!ا زالت مكتباتن!!ا العام!!ة و
الخاصة تزخر بنوادر المخطوطات الشرقية التي ضاع بعضها في الشرق و احتفظ المغ!!رب بأص!!ولها الفري!!دة،
و ين !!دهش المش !!رقي عن !!دما يتص !!فح فه !!ارس المخطوط !!ات ب !!المغرب فيج !!د مئ !!ات المص !!نفات األص !!لية ال !!تي ال
تع!!رف مكتب!!ات المش!!رق إال عناوينه!!ا محفوظ!!ة مص!!ونة تنتظ!!ر توثي!!ق التع!!اون بين ش!!قي العروب!!ة إلحي!!اء ه!!ذه
المعالم الناصعة لترتثنا المشترك و هو عمل يحب أّال نتوانى في وضع التخطيطات الرصينة لبعثه ألنه ال يق!!ل
أهمية عن باقي مقومات تراثنا و دعامات كياننا الحضاري.
14
إن رحالت المغارب !!ة إلى الش !!رق للحج أو الج !!وار ،جس !!دت مفه !!وم المواطن !!ة العربي !!ة من خالل ال !!دور
الطالئعي ال!!ذي ق!!ام ب!!ه الرحال!!ة في بل!!ورة التب!!ادل الفك!!ري بين أج!!زاء الع!!الم اإلس!!المي ،و من ه!!ؤالء :محم!!د
حجي الهاشمي بوشعرة الذي عّر ج على العديد من الدول المشرقية في رحلته الحجي!ة س!نة 1348ه1929/م–
ال!!تي س!!بق ذكره!!ا -و التقى هن!!اك برج!!االت الفك!!ر و األدب كالش!!يخ الخطيب "محم!!د المحمص!!از" وه!!و ش!!افعي
المذهب ،والعالمة "يوسف النبهاني" قاضي بيروت الذي زود بوشعرة بآخر إنتاجاته الفكرية (بوشعرة 2022
،ص )17فالحج إذن فضال عن كونه شعيرة دينية ،كان أيضا مناسبة اجتماعية و ثقافية (لمليح ،2005ص
.)33-60بل كان على م!ر الت!اريخ ذل!ك الش!ريان ال!ذي يرب!ط المغ!رب بالمش!رق رغم المحن والح!وادث ال!تي
عرفه !!ا الع !!الم اإلس !!المي ،فك !!انت الرحل !!ة المغربي !!ة ص !!وب الحج !!از نعم الس !!فير والوس !!يط في توطي !!د العالق !!ات
التاريخي! !!ة بين المغ! !!رب والمش! !!رق الس! !!يما على المس! !!توى الفك! !!ري واالجتم! !!اعي و السياس! !!ي ( ferrandبال
تاريخ).
-أحمد بن عبد اهلل الغربي الرباطي الدكالي(1178ه1764 /م) رحل إلى المشرق عام 1140ه1727/م ،و
أخذ عنه شيوخ مصر و الحرمين و ذاع صيته في الحجاز فأصبح أحد س!!فراء الش!!رق ال في المغ!!رب األقص!!ى
وحده بل من فاس إلى دكار نظرا للّد ور الذي ك!انت تق!وم ب!ه جامع!ة الق!رويين و علماؤه!ا بين الش!ناقطة و أه!ل
السنغال من خالل مذهب واحد تغلغلت جذوره في قلب الحواضر و الصحاري و هو مذهب إمام المدين!!ة مال!!ك
بن أنس ،و يكفي أن نالح!!ظ أن المس!!مى علي بن عب!!د الق!!ادر الش!!رقي باش!!ا الس!!ودان الغ!!ربي ،ه!!و ال!!ذي ت!!رأس
ركب حجيج الس!!ودان ع!!ام 1040ه1630/م ص!!حبة الرحال!!ة المغ!!ربي :ابن مليح .حيث ك!!انت م!!واكب الحجيج
من داك!!ار إلى ف!!اس تتجم!!ع لت!!آليف قواف!!ل م!!ا يمكن أن تس!!ميه الي!!وم بإفريقي!!ا الش!!مالية الغربي!!ة .و بعض ه!!ؤالء
الحج! !!اج ال! !!ذين لم يس! !!جلوا ال! !!رحالت ص! !!نفوا في "مناس! !!ك الحج و آداب الزي! !!ارة" كأحم! !!د ابن قاس! !!م جس! !!وس(
1331ه1912/م).
و من المغاربة الذين جاوروا في الحج!از و ط!افوا المعم!ور ن!اقلين روائ!ع الفك!ر اإلس!المي الحج!ازي و خاص!!ة
المكي و المدني إلى مختلف الجهات:
15
-علي بن عتيق بن عبد الرحمان الفاسي األص!ولي المفس!ر الحاف!ظ ( ك!ان حي!ا ع!ام 726ه1315/م) ال!ذي
استقر بعد في "صفد" قبل العودة إلى المغرب( .العزيز .)2001
-محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الشاعر المحاضر دفين المدينة المنورة (1311ه1893م).
ل! !!ه ت! !!اريخ في علم! !!اء عص! !!ره و ق! !!د افتتح! !!ه بش! !!يخه علي بن ظ! !!اهر ال! !!وتري مس! !!ند المدين! !!ة المن! !!ورة
1261ه1922/م) الذي زار المغرب مرتين و أخذ عن مغاربة جلة .و ابن ظاهر ه!!ذا ه!!و ال!!ذي أحي!!ا
موات الرواية بالمغرب و أنعشها بالمشرق (إبراهيم .)1993
_ محمد المجي!دري اليعق!وبي ال!ذي ك!ان أح!د أربع!ة لم يبل!غ أح!د مبلغهم في عص!ره و ه!و الق!رن الث!اني
عشر الهجري و كانت له جوالت في الحجاز و سائر أقطار الشرق( .العزيز ،2001ص.)64
و هنال!!ك كتب أخ!!رى انتش!!ر خالله!!ا ت!!اريخ الفك!!ر من علم!!اء الحج!!از ككت!!اب " إيم!!اض ال!!برق في أدب!!اء
الشرق" البن األبار البلنسي.
تل!!ك فذلك!!ة مقتض!!بة يتض!!ح لن!!ا من خالله!!ا م!!دى م!!ا يمكن أن نس!!تفيده من بعث تراثن!!ا الع!!ربي اإلس!!المي
في مختل! !!ف مظ! !!اهره و معطيات! !!ه و ه! !!و بعث كفي! !!ل بالمس! !!اهمة في دعم ت! !!اريخ العروب! !!ة و اإلس! !!الم و
توطيد الصالت و تعميقها بين شقي العروبة شرقا و غربا.
خالصة عامة
و بعد ،إن هناك فترات في تاريخنا البعيد و القريب ما تزال في حاجة إلى البحث و التنقيب ،و أن في صدر
تلك الفترات ما يوحد في تلك الظروف العصيبة التي استهدفت فيها بالد المشرق و المغرب للغزو األجنبي ،و
أنه إذا كان من مصلحة الذين غزونا و هاجمونا في عقر دارنا أن يطمسوا معالم قوتنا و أن يكتموا جوانب
16
تضامننا مشرقا و مغربا فإنه ال يحق بحال لمؤرخينا أن يغفلوا عن أي آصرة من األواصر التي جعلت منا
مناضلين على أرض متباعدة و لهدف واحد و جعلت منا منتصرين هنا و هناك ألن هدفنا كان واحدا .و
للتعبير من مؤرخينا عن اهتمامهم بذلك ينبغي أن يبرزوا في مناهج التاريخ ،روح الوطنية و التاريخ
المصادر العربية
17
-ابن أبي زرع ،األنيس المط! !!رب ب! !!روض القرط! !!اس في أخب! !!ار المغ! !!رب و ت! !!ا ريخ مدين! !!ة ف ! !!اس .الرب! !!اط،
.1973
-أبو العباس أحمد القلقشندي .صبح األعشى في صناعة اإلنشا .القاهرة :دار الكتب المصرية.1992 ،
-أب !!وبكر الق !!ادري .رحالتي الحجازي !!ة ( ارتس !!امات و ذكري !!ات عن ثالث رحالت إلى ال !!ديار المقدس !!ة .ال !!دار
البيضاء :مطبعة النجاج الجديدة.1995 ،
-أحم !!د المك !!اوي .المغ !!رب و المش !!رق الع !!ربي( )1960-1950ص !!الت و مواق !!ف .الطبع !!ة األولى .طنج !!ة:
الفاصلة للنشر.2020 ،
-أحمد بن خالد الناصري .االستقصا ألخبار المغرب الألقصى .الدار البيضاء :دار الكتاب.1955 ،
-التهامي الوزاني .الرحلة الخاطفة (مشاهدات و لقاءات في القاهرة س!!نة .)1957تط!!وان :منش!!ورات جمعي!!ة
تطوان اسمير.2013 ،
-الجبرتي .تاريخ عجائب اآلثار في التراجم و األخبار .ط .2المجلد ج .2بيروت :دار الجبل.1978 ،
-الزياني .الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا و بحرا .المحمدية :مطبعة فضالة.1967 ،
-الس!!عيد لمليح .التواص!!ل الفك!!ري و ال!!روحي بين المغ!!رب و المش!!رق اإلس!!الميين(مص!!ر ،الحج!!از) أسس!!ه و
مظاهره من بداية القرن السابع إلى أواخر الثامن الهجريين .الطبعة األولى .أبوظبي :المجم!ع الثق!افي،
.2005
-السماللي المراكشي العباس بن إبراهيم .اإلعالم بمن ح!!ل بم!!راكش و أغم!!ات من األعالم .الرب!!اط :المطبع!!ة
الملكية.1993 ،
-بنعبد اهلل عبد العزيز .الرحالت من المغرب و إليه عبر التاريخ .الرباط :دار نشر المعرفة.2001 ،
-حسن حسني عبد الوهاب .خالصة تاريخ تونس .تونس :الدار التونسية للنشر.1976 ،
-سارة أرينسون” .االكتشافات و المالحة البحرية في العالم الوسيط ”.عالم المعرفة.173-123 :2005 ،
18
-عبد العزيز بنعبد اهلل .الرحالت من المغرب و إليه عبر التاريخ .الرباط :دار نشر المعرفة.2001 ،
-س!!عيد األح!!رش .ال!!رحالت المغربي!!ة إلى ال!!ديار المقدس!!ة و تركي!!ا خالل الق!!رن التاس!!ع عش!!ر و بداي!!ة الق!!رن
العش!!رين :مص!!در من مص!!ادر المعلوم!!ات ع!بر الع!!الم اإلس!!المي .الطبع!!ة األولى .المجل!!د .2الري!!اض:
مكتبة الملك عبد العزيز.2004 ،
-ش!!ارل أندري!!ه .ت!!اريخ إفريقي!!ا الش!!مالية ،ت!!ونس ،الجزائ!!ر ،المغ!!رب األقص!!ى من الب!!دء إلى الفتح اإلس!!المي.
تونس :الدار التونسية للنشر .1969 ،
-ط!ه عب!د عب!د الرحم!ان” .اإلس!هام المغ!ربي في ال!تراث اإلس!المي ،إس!هام أخالقي ،عم!ل المغارب!ة الخلقي في
مصر نموذجا ”.مجلة التاريخ العربي ،عدد.54-20 :2000 ,14
-عب!!د ال!!رحيم عب!!د الرحم!!ان عب!!د عب!!د ال!!رحيم” .دور المغارب!!ة في ت!!اريخ مص!!ر في العص!!ر الح!!ديث ”.المجل!!ة
التاريخية المغربية.2001 ،
-عبد الهادي التازي ” .في تاريخ المغرب الدبلوماسي ”.دعوة الحق _ ،عدد 135السنة .35 -20 :1989
-عب !!د اله !!ادي بوط !!الب .ذكري !!ات ...ش !!هادات و وج !!وه .الطبع !!ة األولى .ج !!دة :الش !!ركة الس !!عودية لألبح !!اث و
النشر.1993 ،
-عبد الوهاب بن منصور .العز و الصولة في معللم نظم الدولة .الرباط :المطبعة الملكية.1961 ،
-عبد الوهاب حسن حسني .خالصة تاريخ تونس .تونس :الدار التونسية للنشر.1976 ،
-عواطف محمد يوسف نواب .الرحالت المغربية و األندلسية مص!در من مص!ادر ت!اريخ الحج!از في الق!رنين
السابع و الثامن للهجرة :دراسة تحليلية مقارنة .الرياض :مكتبة الملك فهد الوطنية.1996 ،
-محمد الغربي” .معركة وادي المخازن ”.مجلة اللقاء ،يوليو.54-25 :1970 ,
-محمد الفاسي” .من تاريخ األدب المغربي ”.مجلة تطوان.64 _16 :1985 ،
-محمد القزويني .نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر و الثاني .الرباط.1977 ،
19
-محمد المنوني .ورقات عن الحضارة المغربية في عهد بني مرين .الرباط :كلية األداب .1979 ،
-محمد بن تاويت” .المغرب األقصى و المشرق العربي ”.دعوة الحق.62 :1970 ,3 ،
-محم!!د بن جعف!!ر بن إدريس الكت!!اني .الرحل!!ة الس!!امية إلى اإلس!!كندرية و مص!!ر و الحج!!از و البالد الش!!امية.
الطبعة األولى .بيروت :دار ابن حزم.2005 ،
-محمد بن عبد القادر الجزائري .تحفة الزائر في ت!!اريخ الجزائ!!ر و األم!ير عب!!د الق!ادر .ب!!يروت :دار اليقظ!!ة،
.1964
-محمد حجي بوشعرة .الرحلة الحجية .أبوظبي :دار السويدي ،مركز ارتياد اآلفاق.2022 ،
-نقوال زيادة .الجغرافية و الرحالت عند العرب .الطبعة الثانية .بيروت :األهلية للنشر و التوزيع.1980 ،
-le maroc Saharien des origines. J Meinier .libr Klineksick، 1982 .
20
21