Professional Documents
Culture Documents
1 الصفحة
محاور العرض
كاتب المقال
التعريف بصاحب الرحلة
التعريف بالكتاب
1ـ السياق التاريخي للرحلة
2ـ مسار الرحلة
3ـ مظاهر مختلفة من خالل المرحلة
أ ـ المظاهر االجتماعية
ب ـ المظاهر السياسية
ج ـ المظاهر الدينية
خاتمة
صاحب المقال
الدكتور محمد مفتاح ،ولد في الدار البيضاء عام 1942حاصل على دكتوراه الدولة في اآلداب عام 1981الرباط
توفي بتاريخ 10مارس .2022
مؤلفاته .
خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف :وصف رحلة مدتها 21يوم من غرناطة إلى المريّة برفقة السلطان أبو
الحجاج يوسف األول ،ويتكون من أبيات لها قافية.
معيار االختيار في ذكر المعاهد والديار :مقامة وصف فيها ابن الخطيب 34مدن أندلسية ،منها مالقة وغرناطة ورندة
ويقارنها بمدن مغربية مثل طنجة ومكناس وفاس وسبتة التي زارها وهو منفى في المغرب
كناسة الدكان بعد انتقال السكان :العالقات السياسية بين مملكتي غرناطة والمغرب في القرن الثامن الهجري ،من
تراسله مع قادة مغاربة ،الكتاب في موقع أرشيف
2 الصفحة
التعريف بالكتاب
الكتاب "نفاضة الجراب في عاللة االغتراب" هو عبارة عن مجموعة من األشعار والكتابات التي تناولت
التاريخ والجغرافيا ألفه ابن الحطيب وهو في منفاه بالمغرب للمرة األولى .يتناول المؤلف رحلته من األطلس الكبير
عودة إلى األندلس ،ويقدم مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في المغرب واألندلس ،ويقارن بين مدينة مالقة ومدينة
سال.ويقدم معلومات تاريخية كانت متاحة في زمنه .الكتاب درس وحققته الباحثة السعدية فاغية في أطروحتها
الجامعية التي قدمتها للدكتوراه في كلية اآلداب بجامعة مدريد في عام ..1985
1السياق التاريخي للرحلة:
نقصد بالرحلة «نفاضة الجراب في عاللة االغتراب» للسان الدين بن الخطيب السلماني ،و هو الجزء اليسير الذي
قضاه منفيا في المغرب مستقرا في سال من 764-760هـ ؛ ففي هذه المدة سجل ابن الخطيب انطباعاته ومشاهداته
في تامسنا /الشاوية .فقد صدرت عدة ظهائر ملكية من المتوكل على هللا للعناية بابن الخطيب وتخصيص مرتب
شهري له واالذن له للقيام برحالت عبر ربوع المغرب ،وهكذا ،فحينما عزم على الرحلة الى مراكش وأسفي استأذن
فأذن له ؛
ابتدأت الرحلة يوم 23ربيع الثاني 763هـ /فبراير 1362وانتهت برجوعه الى سال في 11رجب 763هـ 28 /
مايو 1362م .وقد خرج من سال قاصدا مراكش ثم غادر مراكش متوجها الى اسفي وقد طريقا داخلية .ولما رجع من
أسفي الى سال رباط الفتح سلك الطريق الموازي الى الشاطيء الى ان وصل الى تيط انقطر ( عين القطر) ( موال ي
عبد هللا ) فسار في الطريق الشاطيء,
- 2مسار الرحلة:
ما يهمنا من هذه الرحلة هو مشاهداته في «تامسنا» ومعناها بالبربرية البسيط الخالي ،وهي المنطقة التي تقع بين
نهري ام الربيع و«ابي رقراق» وجبال درن والبحر المحيط ؛ على أنه لعهد رحلة ابن الخطيب بدأ تداول لفظ
«الشاوية» ،وحينما تذكر الشاوية ينصرف معناها على االقاليم الواقعة تحت تأثير انفا (الدار البيضاء الى تادال) ،ثم
بدأ االقتطاع من اطرافها عبر الزمان الى ان صارت على ماهي عليه اآلن .
وعلى هذا ،فإن لفظ «تامسنا» عام ولفظ «الشاوية» خاص ولذلك ،فاننا سنجتزىء من رحلة ابن الخطيب المدعوة بـ
«نفاضة الجراب» ما يتعلق بالشاوية بمدلولها الحالي :
أول ما تزل به :
عين غبولة ( تمارة حاليا ) التي توجد جنوبي غربي الرباط بنحو تسعة عشر كيلومترا ،وقد جلب منها الموحدون
الماء الى «شاال» .
دشار مكول :وربما كان موقعه بين ابن سليمان والكارة حاليا كان معروف على مقربة من (جمعة مليلة) حسب
اإلدريسي .في نزهة المشتاق.
ماغوس :ويسميها بعض الرحالة دار المرابطين ،واذا كان موقعها غير معروف بالضبط ،فان مسار الرحلة يجعلها
الكارة ،واذا سارت الرحلة موازية للشاطيء فقد تكون مديونة ؛ هذا الموضع يصفه ابن الخطيب بانه :دشار
الزاوية ومركز الخطوط المتوازنة ومناخ الرفق السارية ،وحاضرة تامسنا حيث مجلس قاضيها وتشاجر ساخطها
3 الصفحة
وراضيها وحمام متوضيها ،دشار كبير يأكل من هري ويشرب من بير ( )...اال انه على االختزان امين ،ولحفظ
الحبوب ضمين ( )...فاتخذ به مسجد ( )...بتنافي كنف شاهده العدل
وهي انه كان :زاوية فيها قاض وفيها مسجد ـ ملتقى لعدة طرق -فيه وفرة ما يؤكل ماؤه غير عذب مكان ال اشجار
فيه .لغة أهله مبربرة.
إن أغلب االوصاف ترجح انه «الكارة» حاليا ،ولكن اللغة المبربرة تنميه الى مديونة حاليا أو الى ما حولها ،الن هذا
المجال كانت تقطنه قبائل مصمودية ثم قبائل صنهاجية ،وهي ذات لسان بربري.
مستنزاية :قرب سيدي بنور حاليا يتكلمون البربرية ،ووجد كثيرا من سكان أزمور يتحدثون بها .وقد سجل ذلك
الحسن الوزان في وصف افريقيا.
حلة سفيان :وبعد ماغوس دخل ركب ابن الخطيب الى حلة سفيان ولكنه لم ينزل عندهم لمرض الطاعون الذي
كان بهم فتوجه الى :البروج
البروج :وقتئذ ،كانت عبارة عن خيام ضخمة تجاورها برك مائية ومروج .و هي الدخول إلى قبائل الخلط الذي
كان مركزا أساسيا النه كان به شيخ قبائل الخلط مبارك الذي كان له دور سياسي كبير في دولة بني مرين.
تيط افوران :وقد يكون يقصد به ابن الخطيب ما يدعى اليوم بأفورار ،وكانت به حلة الشيخ ابي كثير .وقد اثنى
ابن الخطيب على تيط أفوران .يقول ابن الخطيب :تفجرت للزالل بها عين كما سال لجين وتسلم ذروة البيوت منها
قصر مشيد ،يبرز من خالل هذه األوصاف موقع تيط أفوران الجامع بين الجبل والسهل وكثرة المياه ووجود بناء
يدور حول قصر مشيد وملتقى الطرق :طريق «الجهاد» التي سلكها ابن الخطيب ،وطريق «النحاس».
هذه بعض المعالم التي مر بها ابن الخطيب في رحلته ،وكانت تقع على طريق «الجهاد» التي تربط بين رباط الفتح
ومراكش ،وقد كان بعضها له أهمية كبرى مثل «مكول» ،و «تبط افوران» ،وكان بعضها أقل أهمية،
و قد وصف الرحالة “ شارل دو فوكو” مسار رحلته في تامسنا في« كتابه التعرف» على المغرب و ذكر أبي الجعد
آيت اعتاب من واويزغت الى انتيفة و كان ذكر األماكن بمسمياتها الحالية .
ثم هناك قبائل سفيان العربية التي كانت تتحرك في المجال الممتد ما بين مديونة وإلى أم الربيع جنوبا والى تادال
في الشمال الشرقي .أما الخلط فكانت تتموقع فيما بعد مهدي بن موسى ( إقليم بنسليمان ) إلى تيط افوران وتمتد الى
مراكش وتنحدر متجهة نحو المحيط الى تخوم صنهاجة ،مالئة ما بين مراكش واسفي وبالد الحوز واغلبية دكالة.
4 الصفحة
وفي ضوء معطيات الرحلة يمكن للباحث أن يستخلص أن سفيان وفروعها هي التي كانت تتوطن الشاوية وأن الخلط
لم يكن لها اال النزر اليسير من مجالها :على أنه لم تكن ذلك الوقت حدود قارة وانما كان هناك تداخل بين القبائل .
بمعنى أن قبيلة الخلط كان أكثر عددا وأشسع مجاال واهم منزلة لدى السلطة المرينية،
وأما عالقة القبائل العربية بقبائل المصامدة الجبلية فكانت بين من وزجر تبعا السنوات السمان والعجاف ،فقد كان
المصامدة يتوسعون في أرض الشاوية لما فيها من مرعى ومحرث ،وقد كانت القبائل العربية بأحالفها تصعد الى
سفوح جبال درن وقت االزمة ،كما كان للعوامل السياسية دور كبير في تكييف تلك العالقة .
لم تكتف الرحلة بتقديم معلومات حول المجال القبلي للشاوية فحسب ،ولكنه -تعرضت بجانب ذلك الى نظام عيشهم،
فقد كان في «ماغوس» هري لخزن الحبوب وبئر يشرب منها ،وبناء متجل في الزاوية والمسجد الذي تهكم ان
الخطيب من هندسته ،ولكنه لم يخف إعجابه أمام قصر «تيط أفوران» .واما الحيوانات التي كانت تملكها الشاوية فهي
الخيل والنعم ..فالخيل كانت تستعمل غالبا لتلبية حاجات -الحرب والفروسية ..وكانت النعم تستغل لسد الحاجات
الغذائية،
ففي سنة 1186م ،خرج "يعقوب المنصور" من مراكش إلى مدينة قفصة بأفريقيا (تونس الحالية) ،ولما فتحها سنة
1187م خرج لغزو عرب افريقيا من المساندين ل"يحي بن غانية" ضد الموحدين ................ ،تم جلب قبائل عربية
من أفريقية ،فاستوطنوا بسائط تامسنا وأزغار والهبط ،فكان لبني جابر بسيط تادال يشاركهم فيها الخلط وبعض
البطون .وكان لالثبج ولرياح بالد الهبط وآزغار منطقة الغرب حاليا ،ولسفيان بسيط تامسنا واقطاعات مما يلي آسفي
وأزمور .يقول "ابن خلدون"" :ظلت تامسنا مهجورة مائة وثمانين سنة إلى الوقت الذي رجع فيه المنصور من مملكة
تونس وصحب معه بعض الفرق من قبائل األعراب مع رؤسائهم وأسكنهم تامسنا .فمكثوا فيه خمسين عاما إلى أن
ذهب الملكُ عن آل المنصور (المصامدة الموحّدين) .وكان سقوط هذه األسرة كارثة عظمى على األعراب الذين
وهوارة جزاء لما لقوه منهم من
مدقع ،وطردهُم ملوك بني مرين من هذا اإلقليم ،وأعطوه لقبائل زناتَة ّ
ٍ وقعوا في فقر
يتصرفون
ّ مناصرة ،ألنهم كانوا جميعا يؤازرونهم ضد ملوك مراكش الموحدين .وهكذا أصبح الزناتيون والهواريون
في هذا اإلقليم ،وتكاثروا فيه حتّى إنّهم اليوم ،وربما كان ذلك منذ مائة سنة ،يخيفون ملوك فاس ويرعدون فرائصهم،
إذ يقدّر أن عددهم يص ُل إلى ستّين ألف فارس ومائتي ألف راجل".
5 الصفحة
ب -المظهر السياسي .
تمتلئ رحلة تامسنا الشاوية بمظاهر سياسية مهمة ،تركز على عالقة الشاوية بالسلطة المركزية المرينية في فاس.
نظرا لموقعها الجغرافي وثرواتها .القبائل الخلطية كانت تسيطر على
محورا استراتيجيًا للمرينيين ً
ً كانت الشاوية
طرق تجارية حيوية ،بما في ذلك الطريق بين فاس والصحراء ،حيث كانت تدور تجارة الملح والذهب .قطع هذه
الطرق كان يشكل ضربة لالقتصاد والسياسة المغربية.
وجود الشاوية كوصلة بين الشمال والجنوب ،والغرب والشرق ،جعلها هدفًا للمرينيين ،الذين كانوا يسعون للسيطرة
على ثرواتها وتوظيفها لصالحهم .كانت هناك عالقات وثيقة بين شيوخ العرب في المنطقة ،مثل مبارك الخلطي،
والسلطة المركزية في فاس .يُظهر ذلك تواجدهم في مجالس السالطين المرينيين والعالقات الزوجية بين أفراد
العائالت.
على الرغم من العالقات الوثيقة ،كانت هناك لحظات توتر بين الشاوية والسلطة المركزية ،حيث جهز المرينيون
جيوشهم لتمهيد الطريق نحو تامسنا ،بسبب مقاومة سكانها للجباية والسعاة.
قبائل تامسنا الشاوية كانت ركيزة أساسية للدولة المرينية ،وتحالفاتها مع هنتاتة (قبائل مصمودية) كانت جوهرية في
توثيق العالقة بين العرب والمرينيين خالل فترة حكم أبي الفضل كبير.
ج -المظهر الديني:
تقدم الرحلة بعض المؤشرات القليلة لدراسة الحركة الدينية والثقافية بتامسنا /الشاوية.
فهل كان هذا المجال خاليا من كل نشاط ديني ؟ هل يمكن افتراض أن القبائل العربية المترحلة قليلة التدين ؟
أم كان هناك نشاط تديني وتصوفي وانما لم تسجله الكتب ؟
هذه الفرض تعززها بعض الدراسات االنثروبولوجية التي أنجزت على القبائل الرحل ،ولكن سكان الشاوية لم يكونوا
من الرحل بكل ما تعنيه الكلمة ،فلم يكونوا ينتقلون في مسافات طويلة طلبا والكال والمرعى ،كما تعززه بعض
االطروحات العرقية التي تجعل التصوف مرتبطا ً بعرق من االعراق في المغرب ،وقد اتضح عدم صحة هذا الفرض.
مهما يكن ،فان المصادر القديمة الراجعة الى ما قبل الرحلة سكتت عن النشاط الديني والثقافي للشاوية ما عدا ما كان
في الشواطىء التي كانت مسكونة .
ومع أن ابن زيان التادلي صاحب التشوف إلى رجال التصوف احتوى على معلومات غزيرة حول الحركة الدينية
بتادال ونواحيها فان ما اشار اليه في الشاوية هو رابطة انفا ورابطة قريبة منها قد تكون مديونة ، .ونوه ابن الخطيب
بـ "دشار الزاوية ومركز الخطوط المتوازية" .عندما اتصل بمبارك الخلطي ،أشار إلى أن النزول بالزاوية يثبت
وجود حركة دينية ،ولكن لم تسجلها المصادر التاريخية.
خاتمة
باختصار ،المعطيات التي قدمها ابن الخطيب في رحلته خالل ديار الشاوية توضح امتزاج األعراق في المنطقة،
وتعكس دورها السياسي واالقتصادي بالنسبة للدولة المرينية.
المراجع
التعرف على المغرب 1884 -1883الفرنسي شارل دو فوكو ،نُشر في باريس عام 1888 •
نفاضة الجراب في عاللة االغتراب الجزء الثالث ،تقديم وتحقيق د .السعدية فاغية ،ص.68 . •
روضة اآلس العاطرة األنفاس في ذكر من لقيته من أعالم الحضرتين مراكش وفاس أحمد بن محمد المقري •
الحسن الوزان ،وصف افريقيا ج 1 •
6 الصفحة