You are on page 1of 30

131 ‫قائد الوجيه‬

www.amarabac.com ‫والتكنولوجيا‬ ‫محمدللعلوم‬ .‫د‬....


‫العربية‬ ‫األكاديمية اليمن‬
‫األمريكية‬ ‫المذهبية في‬ ‫محكمةالفرق‬
‫تصدر عن‬ ‫لصراع‬ ‫ مجلة‬:‫أماراباك‬
‫االجتماعي‬
‫علمية‬ ‫األثر‬
160-131 ‫ ص ص‬.)2016( 23 ‫ العدد‬،7 ‫المجلد‬

‫ من القرن الرابع حتى السادس‬:‫األثر االجتماعي لصراع الفرق املذهبية يف اليمن‬


‫ العاشر حتى الثاني عشر امليالدي‬/‫اهلجري‬
)1(
‫محمد قائد حسن الوجيه‬

‫ معتمداً على المصادر األصلية التي كانت‬،‫ حاول الباحث التعرض لهذا الموضوع دون تحيز أو تعصب‬:‫الملخص‬
‫ الذي قد‬،‫ لكن دون التقيد بالتسلسل التاريخي‬،ً‫ ومعتمداً على المنهج التجريبي والتاريخي معا‬،‫قريبةً من فترة الدراسة‬
:ً‫ أوال‬:‫ شمل البحث أربعة محاور أساسية‬.‫ شريطة أال يخرج ذلك عن فترة الدراسة‬،‫يعطي الدراسة نوعا ً من التكرار‬
‫ اآلثار االجتماعية المترتبة على االختالفات المذهبية‬:ً‫ ثانيا‬.‫الخارطة المذهبية خارج اليمن وداخلها في فترة البحث‬
:ً‫ رابعا‬.‫ اآلثار االجتماعية أثناء المعارك والحروب بين القوى المذهبية المتنازعة‬:ً‫ ثالثا‬.‫في اليمن في فترة البحث‬
‫ واعتمد‬،‫ وتوصل البحث للعديد من النتائج‬.‫اآلثار االجتماعية بعد المعارك والحروب بين الفرق المذهبية المتنافسة‬
.‫على العديد من المخطوطات والمصادر والمراجع العربية واألجنبية‬

.‫ اليمن‬-‫ الفرق المذهبية‬-‫ صراع‬-‫ االجتماعي‬-‫ األثر‬:‫الكلمات المفتاحية‬

The Social Effect of Doctrine Conflict of Sects in Yemen: from 4th AH


century to 6th AH century/10th AD century to 12th AD century
Mohammed Qaed Hassan Al-Wajeeh

Abstract: The researcher tried to discuss this topic with any kind of bias or fanaticism.
The researcher depended on the original sources that were written closely to the period
of the study. The researcher used both quantitative and historical approaches of
investigation. The chronological order is not used because it may cause repetition. The
main condition is to examine the period of the study. The research includes four major
sections: First, the outline of religious doctrines outside and inside Yemen within during
the research period. Second, the social effects caused by the religious doctrine conflicts
in Yemen in during the research period. Third, the social effects during the battles and
wars between the conflicting doctrines sects. Fourth, the social effects after the battles
and wars between the conflicting doctrine sects. The study revealed a number of
findings. The researcher depended on several old manuscripts and resources both in
Arabic and foreign languages.

Keywords: Effect, Social, Conflict, Sects, Yemen

malwageh@hotmail.com .‫ قسم التاريخ كلية التربية جامعة صنعاء‬،‫ أستاذ مشارك قسم التاريخ كلية اآلداب واإلدارة جامعة بيشة‬- 1
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪132‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫لقد كان لظهور الفرق المذهبية في اليمن أثراً اجتماعيا ً كبيراً نتيجةةً لصةراع الفةرق المذهبيةة‬
‫المختلفة من الرابع حتى السادس الهجري‪/‬العاشر حتى الثاني عشر الميالدي‪ ،‬وقد تزامن ظهور هذه‬
‫القوى بشكل كبير في فترة البحث ما زاد من نسبة الخالف والتداخل والصراع‪.‬‬
‫أما عن أهم اآلثار االجتماعية لصراع هذه القوى المختلفة فتمثل فةي تعصةب أتبةاع كةل فرية‬
‫لمذهبةةه وتعسةةفه علةةى أتبةةاع المةةذاهب األخةةرى‪ ،‬واسةةتخدام أنةةواع شةةتى مةةن الوسةةائل والطةةرق مثةةل‬
‫المنةةاظرات‪ ،‬والتحالفةةات‪ ،‬واسةةتخدام القةةوة لنشةةر المةةذهب‪ ،‬واال تيةةاالت‪ ،‬وأسةةر النسةةاء‪ ،‬وإحةةراق‬
‫المدن‪...‬وفتاوى التكفير للخصم‪ ،‬و ير ذلك‪.‬‬
‫يُ َعد هذا البحث من البحوث المهمة حيةث يتنةاول‪ :‬األثةر االجتمةاعي لصةراع الفةرق المذهبيةة‬
‫فةي الةةيمن فةةي الفتةرة مةةن الرابةةع حتةةى السةادس الهجري‪/‬العاشةةر حتةةى الثةاني عشةةر المةةيالدي‪ ،‬وتعةةد‬
‫الكتابةةة فةةي هةةذا الجانةةب قليلةةة بالنسةةبة لمةةا ُكتِة َ‬
‫ةب عةةن األثةةر السياسةةي بصةةفة عامةةة‪ ،‬سةةوا ًء فةةي عهةةد‬
‫الدويالت السنية‪ ،‬أو اإلسماعيلية أو الزيدية‪.‬‬
‫يحاول البحث التركيز على األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية الةثالث فةي الةيمن سةوا ًء‬
‫السنة أو اإلسماعيلية أو الزيدية‪ ،‬والتي كان تأثيرها يأتي أحيانا من الخارطة المذهبية خةارج الةيمن‪،‬‬
‫والتي أرسلت العديد من الدعاة لمذهب بعينه فساعدت على نشر التعصةب المةذهبي‪ ،‬و ِعةدَاء الخصةم‬
‫المخالف إما باللسان عن طري المنةاظرات‪ ،‬أو بةالتحرك العملةي عةن طرية التحالفةات‪ ،‬أو بالحسةم‬
‫العسكري والحربي‪ ،‬األمر الذي ترك أسوأ األثر اجتماعيا ً في مراحل عدة من تاريخ اليمن فةي فتةرة‬
‫البحث‪.‬‬
‫حاول البحث التركيز على صةراع الفةرق المذهبيةة مةن عةدة جوانةب سةوا ًء مةا قبةل المعةارك‬
‫والحةةروب أو أثناءهةةا أو مةةا بعةةدها‪ ،‬مةةن قتةةل وأسةةر وحصةةار للمةةدن و ةةالء األسةةعار‪ ،‬أو مةةا يتعل ة‬
‫بمسائل الشرف من أسر للنساء أو استباحتهن‪ ،‬أو أخذهن كرهائن‪ ،‬أو اال تياالت للمعارضين‪ ،‬أو ما‬
‫يتعل بفتاوى التكفير وإباحة قتل الخصوم‪ ،‬وال شك أن كل طةرف قةد كةال الةتهم لاخةر المخةالف لةه‬
‫كنوع من محاولة كسب المعركة لصالحه سوا ًء في فترة السلم أو الحرب‪.‬‬

‫وقد جاء اختيار الموضوع لعدة أسباب منها‪:‬‬


‫ل‬ ‫َ‬
‫يُعد هذا البحث من أوائل البحوث في هذا المجال –حسب علمي‪ -‬حيث لةم أطلِةع علةى أي مةن‬
‫الدراسات السابقة التي تتناول األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبيةة فةي الةيمن فةي فتةرة البحةث‪،‬‬
‫وإن كان كثيراً منها قد تعرض للعالقات السياسية أو المذهبية ونتائجها‪ ،‬إال أن أيا ً منها لم يُفرد لألثر‬
‫االجتماعي جانبا ً مستقالً بذاته‪.‬‬
‫أهمية هذا البحث كونه يُسلط الضوء على األثةر االجتمةاعي لصةراع الفةرق المذهبيةة الةثالث‬
‫فةةي الةةيمن سةةوا ًء السةةنة أو اإلسةةماعيلية أو الزيديةةة‪ ،‬والتةةي كةةان تأثيرهةةا يةةأتي أحيانةةا مةةن الخارطةةة‬
‫المذهبية خارج اليمن‪ ،‬األمر الذي ترك أسوء األثر اجتماعيةا ً فةي مراحةل عةدة مةن تةاريخ الةيمن فةي‬
‫فترة البحث‪.‬‬
‫ً‬
‫حاول الباحث التعرض لهذا الموضوع دون تحيز أو تعصب‪ ،‬معتمدا على المصادر األصةلية‬
‫التي كانت قريبةً من فترة الدراسة‪ ،‬ومعتمداً على المنهج التجريبي والتةاريخي معةاً‪ ،‬لكةن دون التقيةد‬
‫بالتسلسل التاريخي‪ ،‬الذي قد يعطي الدراسة نوعا ً من التكرار‪ ،‬بحيث يتم االستشةهاد بمةا يخةدم األثةر‬
‫االجتمةةاعي فةةي كةةل جانةةب مةةن جوانبةةه باةةت النظةةر عةةن الفتةةرة الزمنيةةة التةةي حةةدثت فيهةةا اآلثةةار‬
‫االجتماعية‪ ،‬شريطة أن ال يخرج ذلك عن فترة الدراسة‪ ،‬وكل ذلك يصب في محاولة إلظهار اآلثار‬
‫الكارثية التي عانى منها أهل الةيمن نتيجةة للتعصةب للمةذهب أو الةرأي فةي تلةك المرحلةة‪ ،‬وقةد القةى‬
‫الباحث صعوبات عدة‪ ،‬منهةا‪ :‬ضةرورة الرجةوع أحيانةا ً إلةى المصةادر التةي تناولةت هةذه الفتةرة‪ ،‬مةع‬
‫ضرورة استنباط الحقائ وتمحيصةها عنةدما تكةون فةي كتةب المخةالفين لمةا يظهةر أحيانةا ً عليهةا مةن‬
‫مبالاة في تمجيد المذهب أو زعمائه وقادته خاصة أثناء الحروب والمعارك‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫يشمل البحث أربعة محاور أساسية هي‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬الخارطة المذهبية خارج اليمن وداخلها في فترة البحث‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬اآلثار االجتماعية المترتبة على االختالفات المذهبية في اليمن في فترة البحث‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬اآلثار االجتماعية أثناء المعارك والحروب بين القوى المتنافسة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬اآلثار االجتماعية بعد المعارك والحروب بين الفرق المذهبية المتنازعة‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬الخارطة المذهبية خارج اليمن وداخلها في فترة البحث‪:‬‬


‫‪ -‬الخارطة المذهبية في العالم اإلسالمي في فترة البحث‪:‬‬

‫المذاهب السنية‪ :‬ظهرت المذاهب اإلسالمية في العالم اإلسالمي وكان لها تأثير علةى الةيمن مثلةه‬
‫مثل بقية األقاليم اإلسةالمية‪ ،‬ولعةل أول مةا بةرز فةي هةذا الجانةب المةدارس الفقهيةة والتةي كةان أولهةا‬
‫ظهةةوراً مدرسةةة الحةةديث (‪ ،)2‬فةةي الحجةةاز‪ ،‬وكةةان ُجةةل اعتمةةاد أصةةحابها علةةى الحةةديث‪ ،‬ثةةم مدرسةةة‬
‫الةةرأ (‪ )3‬فةةي العةةراق‪ ،‬ثةةم ظهةةور المةةذاهب السةةنية األربعةةة بعةةد ذلةةك‪ :‬وكةةان أولهةةا المةةذهب الحنفةةي‬
‫وينسةةب إلةةى اإلمةةام أب ةي حنيفةةة النعمةةان بةةن ثابةةت(‪ ،)4‬المتةةوفى سةةنة ‪150‬ه ة ‪787/‬م واشةةتهر باألخةةذ‬
‫بالقياس والرأي في المسألة التي لم يحسمها النص‪ ،‬واستطاع الجمع في أرائه بين مدرستي الحةديث‬
‫والةةرأي‪ ،‬وانتشةةر مذهبةةه فةةي العديةةد مةةن األقطةةار اإلسةةالمية(‪ )5‬النتشةةار العديةةد مةةن تالمذتةةه(‪ )6‬فةةي‬
‫األمصار اإلسالمية ولكونه المذهب الرسمي للدولة العباسية‪.‬‬
‫ثم ظهر المذهب المالكي الذي يُنسب إلى اإلمةام مالةك بةن أنةم المتةوفى سةنة ‪179‬هة ‪795/‬م‪،‬‬
‫تعلم العلم في المدينةة المنةورة حتة ى أصةب مةن كبةار علمائهةا‪ ،‬فةذاع صةيته وطبقةت شةهرته اآلفةاق‪،‬‬
‫ورحةةل إليةةه النةةاس يتعلَ ُمةةون الحةةديث ويتفقهةةون فةةي الةةدين حتةةى كةةان بحة إمةةام دار الهجةةرة‪ ،‬وفقيةةه‬
‫األمة(‪)7‬وقد اشتهر العديد من تالمذته(‪ ،)8‬وانتشةر مذهبةه فةي منةاط عةدة مةن العةالم اإلسةالمي(‪،)9‬ثةم‬
‫ظهر بعد ذلك المذهب الشافعي والذي يُنسب إلةى اإلمةام محمةد بةن إدريةم الشةافعي‪ ،‬المتةوفى سةنة‬
‫‪204‬ه ‪ 819/‬م‪ ،‬تعلم العلم في مكة ثم المدينة‪ ،‬ثم انتقل إلى باداد سةنة ‪195‬هة ‪810/‬م ‪ ،‬ثةم رحةل إلةى‬
‫مصر سنة ‪199‬ه ‪814/‬م ‪ ،‬فجمع بين مةذهب مالةك ومةذهب أبةي حنيفةة‪ ،‬واسةتطاع أن يخةرج بة راء‬
‫تجمع بين االتجاهين(‪ ،)10‬وبرز على يديه العديد مةن التالميةذ‪ ،‬وقةد انتشةر مذهبةه فةي منةاط واسةعة‬

‫(‪ - )2‬مدرسة الحديث‪ :‬هي المدرسة األولى‪ ،‬وقد سميت بمدرسة المدين ة‪ ،‬أو مدرسة الحجاز‪ ،‬وتأثرت هذه المدرسة بعدد من الصحابة الذين‬
‫كانوا يعيشون في الحجاز أمثال‪ :‬زيد بن ثابت‪ ،‬وعبد هللا بن عمر‪ ،‬وممن اشتهر من علماء هذه المدرسة ‪ :‬سعيد بن المسيب‪ ،‬ثم كثير من‬
‫تالمذته‪ ،‬حتى ظهر األمام مالك الذي حمل لواء هذه المدرسة‪.‬‬
‫(‪ - )3‬مدرسة الرأي‪ :‬تمثل هذه المدرسة االتجاه القائل بالرأي في االجتهاد‪ ،‬ونَ َشأَت هذه المدرسة في العراق‪ ،‬وقد تأثر علماء هذه المدرسة‬
‫ببعت الصحابة الذين انتقلوا إلى العراق‪ ،‬وعاشوا فيه‪ ،‬أمثال‪ :‬عبد هللا بن مسعود‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬وأبو موسى األشعري‪ ،‬والمايرة‬
‫بن شعبة‪ ،‬و يرهم‪ ،‬ولما ظهر أبو حنيفة نسبت زعامة هذه المدرسة إليه‪ ،‬نظرا لمكانته الفقهية الواسعة‪.‬‬
‫(‪ - )4‬فيت هللا‪ ،‬محمد فوزي‪ .)2001( ،‬المذاهب الفقهية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمش ‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص‪.39‬‬
‫(‪ - )5‬مثل‪ :‬العراق‪ ،‬فارس‪ ،‬مصر‪ ،‬الشام‪ ،‬المارب‪ ،‬خراسان‪ ،‬سجستان‪ ،‬طبرستان‪ ،‬الديلم‪ ،‬أذربيجان‪ ،‬أرمينية و يرها‪ .‬انظر‪( :‬فيت هللا‪:‬‬
‫المرجع الساب ‪،‬ص‪.)67‬‬
‫(‪ - )6‬وممن اشتهر من تالمذة اإلمام أبو حنيفة‪ :‬أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم‪ ،‬المتوفى سنة ‪182‬ه ‪798/‬م‪ ،‬الذي شال منصب القضاء‪،‬‬
‫وأول من عين في هذا المنصب‪ ،‬ومحمد بن حسن الشيباني‪ ،‬المتوفى سنة ‪189‬ه ‪805/‬م‪ ،‬ودون كثير من الكتب التي تعد المصادر األساسية‬
‫للمذهب الحنفي مثل‪ :‬ظاهر الرواية‪ ،‬والجامع الصاير‪ ،‬والجامع الكبير‪ ،‬والسير الصاير‪ ،‬والسير الكبير‪ ،‬والمبسوط‪ ،‬ويسمى األصل‬
‫والزيادات‪( .‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.)63‬‬
‫(‪ - )7‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫(‪ - )8‬منهم‪ :‬عبد هللا بن وهب‪ ،‬وعبد الرحمن بن القاسم‪ ،‬واإلمام الشافعي‪ ،‬وعبد هللا بن المبارك‪ ،‬ومحمد بن الحسن الشيباني‪ ،‬و يرهم‪.‬‬
‫(فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.)98 ،87 ،81‬‬
‫(‪ - )9‬منها‪ :‬الحجاز‪ ،‬العراق‪ ،‬المارب‪ ،‬األندلم‪ ،‬مصر‪ ،‬و يرها‪ ،‬انظر‪( :‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.)101 ،99‬‬
‫(‪ - )10‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.109 ،108 -107‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪134‬‬

‫من العالم اإلسالمي(‪ ،)11‬ثم ظهر بعد ذلك المذهب الحنبلي ويُنسب إلى اإلمام أحمد بن حنبل المتوفى‬
‫في باداد سنة ‪241‬ه ‪855/‬م‪ ،‬ارتحل إلى األمصار اإلسالمية المختلفةة‪ ،‬والتقةى بالعديةد مةن العلمةاء‬
‫والفقهاء ومنه م اإلمام الشافعي الذي أخذ عنه في الحجاز الفقه واألصول‪ ،‬وقةام بةرحالت علميةة إلةى‬
‫البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام واليمن(‪ ،)12‬واشتهر العديد من تالمذته‪ ،‬كما انتشر مذهبه فةي‬
‫(‪)13‬‬
‫مناط واسعة من العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫المذهب االسماعيلي‪:‬‬
‫(‪)14‬‬
‫اإلسماعيلية‪ :‬حركة فلسفية سياسية يدعون إيصال نسبهم إلى السيدة فاطمةة واإلمةام علةي‬
‫(‪)15‬‬
‫‪،‬و ُس ِّميَت بهذا االسم ألنها وقفت بسلسلة األئمة عند إسماعيل االبن األكبر لجعفر الص ادق ‪ ،‬الةذي‬ ‫َ‬
‫(‪)17‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫لم يلبث أن تُوفي في حياة أبيه فنودي بإمامة ابنةه محمةد بةن إسةماعيل ‪،‬فكةان أول أئمةة السةتر‬
‫وسابع األئمة عند هذه الفرقة التي أُطلِ َ عليها اس م السبعية لتميزها عن طائف ة االثنا عشرية ‪.‬‬
‫(‪)18‬‬

‫انتشرت اإلسماعيلية في المرحلة السةرية فةي سةلمية(‪ )19‬فةي بةالد الشةام‪ ،‬ثةم انتقلةت فةي عهةد الخليفةة‬
‫الفاطمي األول عبيد هللا المهدي(‪ )20‬إلى بالد الماةرب‪ ،‬ودخلةت فةي مرحلةة الجهةر ثةم أقامةت الدولةة‬
‫الفاطمية هناك سنة ‪909/ 297‬م(‪ ،)21‬وجعلت من المهدية(‪ )22‬عاصمة لها‪ ،‬ثم انتقلةت إلةى مصةر فةي‬
‫عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين هللا بعد أن سيطروا عليهةا عةن طرية قائةدهم جةوهر الصةقلى سةنة‬
‫‪969/358‬م‪ ،‬وإن كان الخليفة الفاطمي لم ينتقل إليهةا إال بعةد أربةع سةنوات(‪ ،)23‬ثةم منهةا انتقلةت إلةى‬
‫(‪)24‬‬
‫مناط عدة في العالم اإلسالمي وأصبحت تنافم الخالفة العباسية في باداد في المذهب والنفوذ‪.‬‬

‫المذهب الزيد ‪:‬‬


‫الزيدية فِرقَة من فِ َرق الشةيعة‪ ،‬ظهةرت بوضةوي فةي بدايةة القةرن الثةاني الهجري‪/‬الثةامن المةيالدي‪،‬‬
‫(‪)26‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪،‬ويُن َسبُون إليه ‪ ،‬ظهرت الزيدية في‬‫َ‬ ‫وهم أتباع زيد ب ن علي بن الحسين ب ن علي بن أبي طالب‬
‫(‪ - )11‬مثل‪ :‬الحجاز‪ ،‬العراق‪ ،‬مصر‪ ،‬الشام‪ ،‬خراسان‪ ،‬فارس‪ ،‬وبعت بالد الهند‪ ،‬واألندلم بعد سنة ‪300‬ه ‪ ،/‬ومن تالمذته‪ :‬أبو يعقوب‬
‫يوسف بن يحي‪ ،‬والربيع بن سليمان‪ ،‬والحسين بن علي بن زيد‪،‬وأحمد بن عمر و يرهم‪ .‬انظر‪( :‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪-129‬‬
‫‪.)130‬‬
‫(‪ - )12‬فيت هللا‪ :‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.139‬‬
‫(‪ - )13‬مثل ‪ :‬العراق‪ ،‬الشام‪ ،‬مصر أيام األيوبيين‪ ،‬الجزيرة العربية‪ ،‬و يرها‪ ،‬ومن تالمذته‪ :‬أبو يعقوب إسحاق بن منصور‪ ،‬ومحمد بن على‬
‫بن عبد هللا البادادي‪،‬ومحمد بن هانئ الخراساني‪،‬و يرهم انظر‪(:‬فيت هللا‪:‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.)158-157‬‬
‫)‪(14‬‬
‫( ‪Tht New Encuclopaedia Britannica,Volume 4.P697. , Rom Landau,(1955). Islam And The Arabs,‬‬
‫‪Rudkin House George Allen & Unwin Ltd Museum Street London,P.62.‬‬
‫(‪ – )15‬أيمن فؤاد سيد‪ .)1988( ،‬المذاهب الدينية في اليمن‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.19‬هامش‪ .2‬بطرس البستاني‪،‬‬
‫(‪ .)1998‬دائرة المعارف اإلسالمية‪ ،‬ط‪،1‬ج ‪،3‬ص‪ ،757‬للمزيد أنظر‪:‬‬
‫‪Gamal-Eddine, Al-Yemen A General Social,.P.11. , Manfred W. Wenner, Modern yemen , P.34.‬‬
‫(‪ – )16‬مصطفى الب‪.)1982( ،‬الحركات الباطنية في اإلسالم‪ ،‬دار ألندلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪ ،73‬أحمد عارف‪ .)1991( ،‬االتجاهات‬
‫الفكرية في اليمن بين القرن الثالث والخامم الهجري‪ ،‬المؤسسة الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪ ،39‬أيمن فؤاد سيد‪ :‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫(‪ – )17‬بطرس البستاني‪ :‬دائرة المعارف اإلسالمية‪،،‬ج ‪،3‬ص‪.627‬‬
‫(‪ -)18‬حسن إبراهيم حسن‪ .)1991( ،‬تاريخ اإلسالم السياسي‪ ،‬دار النهضة‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،3‬ج ‪،3‬ص‪ ،200‬حسن صادق‪ .)1993( ،‬جذور الفتنة‬
‫في الفِ َرق اإلسالمية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪،،‬ص‪.88‬‬
‫(‪ - )19‬سلمية‪ :‬بفت أوله وثانيه‪ ،‬وكسر الميم‪ ،‬بلدة عامرة من أعمال حمص الشام‪ ،‬تبعد عن حماة حوالي ‪ 34‬كم‪ ،‬على ارتفاع ‪ 1500‬م عن‬
‫سط البحر‪( .‬البكري األندلسي‪ .)1982( ،‬معجم ما استعجم‪ ،‬تحقي ‪ :‬مصطفى السقا‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،3‬ج‪ ،3‬ص‪.)751‬‬
‫(‪ - )20‬عبيد هللا المهدي‪ :‬الخليفة الفاطمي األول‪ ،‬ولد في سلمية سنة‪259‬ه ‪872/‬م‪ ،‬ومات ودفن في المهدية سنة‪322‬ه ‪933/‬م‪ ،‬فيكون قد‬
‫ُع ِّمر ثالثة وستين عاماً‪ ،‬أ لما مدة خالفته فخمسة وعشرون عاماً‪ ،‬تبدأ من سنة ‪297‬ه ‪909/‬م‪ ،‬وتنهي سنة ‪322‬ه ‪933/‬م‪( .‬عارف تامر‪،‬‬
‫(‪ .)1980‬الخليفة األول‪ ،‬عبيد هللا المهدي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬دار دمش ‪ ،‬ط‪،،1‬ص‪.)42‬‬
‫(‪ - )21‬سرور‪ ،‬محمد جمال الدين‪ .)1995( ،‬تاريخ الدولة الفاطمية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫(‪ - )22‬المهدية‪ :‬بناها الخليفة الفاطمي عبيد هللا المهدي في مكان يتوسط أجزاء دولته‪ ،‬تبعد ستين ميال جنوبي القيروان‪ ،‬ويحيط بها البحر من‬
‫ثالث جهات‪ ،‬وقد انتقل إليها سنة ‪308‬ه ‪ ،‬وجعلها عاصمة لدولته‪( .‬سرور‪ :‬تاريخ الدولة الفاطمية‪ ،‬ص‪.)65-64 ،29 ،28‬‬
‫(‪ - )24‬انظر‪ :‬سرور‪ :‬تاريخ الدولة الفاطمية‪ ،‬صفحات (‪.)324-344‬‬
‫(‪ -)25‬انظر ترجمته في‪ :‬المقريزي‪ ،‬أحمد بن علي‪(،‬د‪ .‬ت) ‪ .‬المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار المعروف بالخطط المقريزية‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪،‬ج ‪،2‬ص‪ ،437-436‬الصفدي‪ ،‬صالي الدين خليل‪ . )1993( ،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬تحقي ‪ :‬مجموعة من العلماء‪ ،‬طبعة دمش ‪،‬‬
‫‪135‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫الحجاز وطبرستان‪ ،‬وكذلك في مناط عدة من العالم اإلسالمي فيما بعد‪ ،‬وإن كانت قد دخلةت الةيمن‬
‫عن طري الحجاز بفعل األئمة الذين دخلوها في مراحل عدة وعملوا على نشر الزيدية في المناط‬
‫(‪)27‬‬
‫الشمالية الشرقية من اليمن‪.‬‬

‫‪ -‬الخارطة المذهبية في اليمن في فترة البحث‪:‬‬

‫المذاهب السنية‪ :‬شهد القرن الثاني والثالث الهجري انتشار فقه األئمة األربعة‪ ،‬فقد كان مذهب أبي‬
‫(‪)28‬‬
‫حنيفة هو المذهب الاالب في اليمن في القرن الثالث الهجري‪/‬التاسع الميالدي ‪ ،‬كما انتشر مذهب‬
‫اإلمام الشافعي الذي أصب على ضوئه يطل على أهل تهامة بالشوافع وذلك من نهاية القرن الثاني‬
‫الهجري وحتى اآلن لتمسكهم بمذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬وكان اإلمام الشافعي قد وصل إلى اليمن‬
‫خالل القرن الثاني الهجري وأخذ الحديث عن عدد من العلماء اليمنيين(‪ ،)29‬بينما كانت المناط‬
‫الداخلية المعروفة بمخاليف صنعاء موطنا ً النتشار مذهب أبي حنيفة النعمان‪ ،‬ومذهب اإلمام‬
‫مالك(‪،)30‬كما دخل إلى اليمن اإلمام أحمد بن حنبل وتلقى الحديث عن عدد من العلماء أيضا ً(‪،)31‬‬
‫ولعل ذلك ساعد على انتشار هذه المذاهب السنية في المناط الوسطى والجنوبية ثم فيما بعد في‬
‫المناط الاربية من اليمن فظهرت العديد من الدويالت فيها تتبنى المذهب السني مثل‪ :‬الدولة‬
‫الزيادية والنجاحية في تهامة‪ ،‬والدولة اليعفرية في شبام كوكبان وصنعاء‪ ،‬ثم الدولة األيوبية في‬
‫تهامة وتعز وعدن ومخالف جعفر‪.‬‬

‫المذهب االسماعيلي‪:‬‬
‫انتشر الفكر االسماعيلي في اليمن في منتصف القرن الثالث الهجري على يد ابن الفضل في مناط‬
‫اليمن الوسطى والجنوبية الاربية(‪ ،)32‬بينما امتد نفوذ ابن حوشب في المناط الشمالية الشرقية من‬
‫(‪)33‬‬
‫اليمن‪.‬‬

‫بيروت‪ ،‬ج ‪ ،15‬ص‪ ،35-33‬كحالة‪ ،‬عمر رضا‪(،‬د‪.‬ت)‪ .‬معجم المؤلفين‪ ،‬مطبعة الترقي دمش ‪1961،‬م‪،‬ج ‪،4‬ص‪ ،190‬الكتبي‪ ،‬محمد بن‬
‫شاكر‪(،‬د‪.‬ت)‪ .‬فوات الوفيات‪ ،‬تحقي ‪ :‬در‪.‬إحسان عباس‪ ،‬طبعة دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج ‪،2‬ص‪ ،37-35‬محمد أبو زهرة‪ .)1959( ،‬اإلمام زيد‬
‫حياته وعصره – آراؤه وفقهه‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.40-22‬‬
‫(‪ -)26‬األشعري‪ ،‬أبو الحسن علي‪ .)1413(،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصليين‪،‬تحقي ‪ :‬هلموت ريتر‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪ ،3‬ج ‪ ،1‬ص‪ ،65‬الموسوعة العربية الميسرة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬تونم‪ ،‬ط‪2001 ،2‬م‪ ،‬المجلد الثالث‪،‬‬
‫ص‪،1278‬محمد يحي سالم عزان‪( .)2001( ،‬جمع وتحقي ) مجموع رسائل اإلمام زيد بن علي‪ ،‬دار الحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬صفحات(‪ .)10-20‬وانظر‪:‬‬
‫‪Strothman, R.,(1910-1911). Die Literature der Zaiditen ,Der Islam,,P.68.69., Madelung, Imama the‬‬
‫‪Encyclopaedia of IsLam,VOL1III.P.1163.1169., Wilferd Madelung, (25 April 1987 to 5 April 1988).‬‬
‫‪Islam in Yemen, Yemen 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix, at The Staatilches Musesm‬‬
‫‪Fur Volkerkunde Munchen, Published by Pinguin-verlag, Innsbruch Umschau-Verlag,‬‬
‫‪Franlkfurt/Main,PP.174-177, P.176.‬‬
‫(‪ - )27‬أ لب أئمة الزيدية قدموا من الحجاز سواء الهادي يحي بن الحسين الرسي والذي أقام الدولة الزيدية األولى في اليمن سنة ‪284‬ه ‪ ،‬أو‬
‫القاسم العياني وابنه الحسين اللذان يقيمان الدولة الزيدية الثانية سنة ‪386‬ه ‪.‬‬
‫(‪ -)28‬ابن سمرة الجعدي‪ .)1981( ،‬طبقات فقهاء اليمن‪،‬تحقي ‪ :‬قؤاد سيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪.79‬‬
‫(‪ - )29‬مثل‪ :‬أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم ال َدبَري‪ ،‬نسبة إلى قرية َدبَرة بالقرب من صنعاء‪ ،‬وكذلك أبي حنيفة ابن الفقيه بن سماك بن‬
‫الفضل الشهابي‪ ،‬ومحمد بن خالد وآخرين‪ .‬انظر‪ :‬الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪ .)1977( ،‬االتجاهات المذهبية في اليمن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ص‪.)81‬‬
‫(‪ - )30‬الحريري‪ :‬االتجاهات المذهبية‪،‬ص‪.82‬‬
‫(‬
‫(‪ - )31‬مثل‪ :‬عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري في صنعاء وعبد الملك الذماري في ذمار‪ ،‬وإبراهيم بن أبان في عدن‪ .‬الحريري‪:‬‬
‫االتجاهات المذهبية‪،‬ص‪.)81‬‬
‫(‪ - )32‬امتداداً من عدن أبين وسرو يافع ولحج حتى إب والعدين والمذيخرة‪ ،‬ثم فيما بعد مد نفوذه ولو لفترة قصيرة إلى ذمار وصنعاء‪،‬‬
‫ويجعل من المذيخرة عاصمة له‪.‬‬
‫(‪ - )33‬امتداداً من عدن العة في وادي العة وجبل مسور في حجة حتى شبام كوكبان المقابل لحصن ثال الشهير ولو لفترة من الوقت أيضاً‪،‬‬
‫حيث يستقر في مسور وعدن العة‪.‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪136‬‬

‫ير أن االسماعيلية انتشرت في عهد الدولة الصليحية في مناط واسعة من اليمن عندما اتجه‬
‫علي الصليحي بجيوشه سنة ‪450‬ه ‪1058/‬م (‪ )34‬للسيطرة على اليمن األسفل مبتدءاً بيعفر بن أحمد‬
‫الكرندي(‪ )35‬الذى كان مسيطراً على المعافر(‪ )36‬والدملوة (‪ ،) 37‬والجند(‪ ،)38‬والتعكر(‪ ،)39‬فحاصره‬
‫فى السوا(‪ )40‬لمدة تسعة أشهر انتهى بتسليم يعفر الكرندي نفسه لعلى الصليحى(‪ )41‬ثم أت لم على‬
‫ب (‪ )42‬وبعدان (‪ ،)43‬والسحول (‪ ،)44‬والشوافى (‪ )45‬ودخل‬ ‫الصليحى السيطرة على حصن َح ل‬
‫الجند (‪ ،)46‬ثم صال بني معن في المناط الجنوبية من ال َمهَ َرة حتى لَحج على مبلغ من المال يدفعوه‬
‫سنويا ويترك لهم حكم أنفسهم بأنفسهم‪ ،‬ثم انقسم االسماعيلية في اليمن على أنفسهم بعد ضعف‬
‫الدولة الصليحية في عهد السيدة بنت أحمد الصليحي لتظهر العديد من الدول الشيعية اإلسماعيلية‬
‫مثل‪ :‬الدولة الزريعية في عدن‪ ،‬والدولة الحاتمية في صنعاء‪.‬‬
‫المذهب الزيد ‪ :‬دخلت الزيدية إلى اليمن واستقرت في صعدة‪ ،‬ثم كان امتدادها في اليمن حسب‬
‫حالة القوة والضعف التي كانت عليها‪ ،‬فبينما تصل من صعدة(‪ )47‬شماال حتى ذمار(‪ )48‬جنوبا ً ومن‬
‫الجوف شرقا حتى شبام كوكبان ربا ً في حال قوتها‪ ،‬نجدها في حاالت ضعفها تعود مرة أخرى‬
‫وتنكمش في صعدة‪ ،‬وهي ما يعرف بالزيدية الهادوية‪.‬‬

‫(‪- )34‬الربعي‪ ،‬مفري بن أحمد‪ . )1993( ،‬سيرة األميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر ابن اإلمام القاسم بن علي‬
‫العياني‪ ،‬نص تاريخي يمني من القرن الخامم الهجري‪ ،‬تحقي ‪ :‬د‪ .‬عبد الاني عبد العاطي‪ ،‬ورضوان السيد‪ ،‬دار المنتخب‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ص‪.109‬‬
‫(‪- )35‬الجرافى‪ ،‬عبد هللا عبد الكريم‪ :)1984( ،‬المقتطف من تاريخ اليمن‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪ ،78‬الهمداني‪ ،‬حسين بن‬
‫فيت هللا‪ .)1955( ،‬الصليحييون والحركة الفاطمية في اليمن من ‪ 268‬حتى ‪626‬ه ‪ ،‬دار المختار‪ ،‬دمش ‪ ،‬ص‪ ،85‬الحداد‪ ،‬محمد يحي‪،‬‬
‫(‪ .)1976‬تاريخ اليمن السياسي‪ ،‬دار الهناء‪ ،‬ص‪ ،198‬الفقي‪ ،‬عصام الدين‪ .)1982(،‬اليمن في ظل اإلسالم‪ ،‬دار الفكر الربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ص‪ ،150‬عارف تامر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ .‬تاريخ اإلسماعيلية‪ ،‬رياض الريم‪ ،‬لندن‪ ،‬قبرص‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.161‬‬
‫)‪ -(36‬المعافر‪ :‬بفت أوله وثانيه‪ ،‬موضع باليمن‪ ،‬والمعافر هم ولد يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن كهالن‪ ،‬وهم االسم القديم لبالد‬
‫الحجرية‪( .‬البكري األندلسي‪ :‬معجم ما استعجم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪ ،1241‬الحجري‪ ،‬محمد أحمد‪ .)1984( ،‬مجموع بلدان اليمن وقبائلها تحقي ‪:‬‬
‫اسماعيل بن علي األكوع‪ ،‬وزارة اإلعالم والثقافة‪ ،‬مشروع الكتاب ‪،1/16‬صنعاء‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،4‬ص‪.)711‬‬
‫)‪ -(37‬حصن يعتبر فرع من جبل الصلو في بالد الحجرية‪ ،‬وهي اليوم خرائب وأطالل‪( .‬المقحفي‪ ،‬إبراهيم‪ .)1985( ،‬معجم المدن والقبائل‬
‫اليمنية‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ص‪.)160‬‬
‫)‪ -(38‬الجند‪ :‬بفتحات بلد مشهورة بالشرق الشمالي من مدينة تعز بمسافة ‪ 22‬ك‪.‬م‪ ،‬سميت بجند بن شهران أحد بطون المعافر‪ .‬انظر‪:‬‬
‫(المقحفي‪:‬معجم المدن‪،‬ص‪.)95‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫(‬
‫)‪ - (39‬التعكر‪ :‬قلعة حصينة من مخالف جعفر‪ ،‬مطل على ذى جبلة فى الجنوب الاربي من مدينة إب‪ .‬ابن د ثم‪ ،‬أبي فراس‪: 1993 ،‬‬
‫السيرة الشريفة المنصورية‪ ،‬سيرة اإلمام عبد هللا بن حمزة‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد الاني عبد العاطي‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬ج‪،118 ،3‬‬
‫هامش‪ ،2‬الحمزي‪ ،‬عماد الدين إدريم‪ . )1992( ،‬تاريخ المين من كن ز األخيار في معرفة السير واألخبار‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد المحسن مدعج‬
‫المدعج‪ ،‬الشراع العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪ ،47‬هامش‪ ،6‬الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪ .)1998( ،‬دراسات وبحوث في تاريخ اليمن اإلسالمي‪،‬‬
‫عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،217 ،189 ،1‬هامش‪.)2‬‬
‫(‪ )40‬السوا‪ :‬عزلة من بالد الحجرية‪ ،‬مركزها النشمة‪ ،‬وتقع بين التربة وتعز‪ .‬الحمزى‪ :‬كن ز األخيار‪ ،‬ص‪ ،47‬هامش‪. 1‬‬
‫)‬ ‫(‬

‫(‪ )41‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪.116‬‬


‫)‪ - (42‬حب‪ :‬بالفت والتشديد‪ ،‬حصن منيع على ارتفاع ‪1500‬م‪ ،‬أقيم فى سرة جبل بعدان من أعمال إب‪( .‬ابن د ثم‪ :‬السيرة المنصورية‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪ ،102‬هامش‪ ،1‬ابن الديبع‪ ،‬عبد الرحمن بن علي‪ :.)1954( ،‬قرة العيون في أخبار اليمن الميمون‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد علي األكوع‪،‬‬
‫المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪ ،283‬هامش‪ ،1‬الحمزي‪ :‬كن ز‪ ،‬ص‪ ،48‬هامش‪ ،1‬الهمداني‪ :‬الصليحيون‪،‬ص ‪ ،63‬هامش‪.)5‬‬
‫(‬
‫)‪ - (43‬بعدان‪ :‬بالفت ثم السكون‪ ،‬مخالف مشهور من أعمال مدينة إب‪ ،‬نسبة إلى بعدان بن جشم بن عبد شمم بن وائل‪ ...‬الجندى‪ ،‬ابو عبد‬
‫هللا بهاء الدين‪ . )1983( ،‬السلوك في طبقات العلماء والملوك‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد علي األكوع‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪،290‬‬
‫هامش‪ ،1‬كحالة‪ ،‬عمر رضا‪( ،‬د‪.‬ت)‪ .‬جارافية شبه جزيرة العرب‪ ،‬مطبعة الفجالة‪ ،‬الحديثة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪ ،257‬هامش‪ ،3‬المقحفى‪ :‬معجم‬
‫المدن‪ ،‬ص‪ ،54‬اسماعيل األكوع‪ :‬البلدان‪،‬ص‪ ،45‬هامش‪.)3‬‬
‫)‪ - (44‬وادي السحول‪ :‬بفت السين المهملة‪ ،‬وآخره الم‪ ،‬مخالف من ناحية المخادر‪ ،‬محافظة إب‪ ،‬وسمي بسحول بن ناجي بن اسعد التباعي‬
‫الحميري‪( .‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،207‬هامش‪ ،1‬ابن د ثم‪ :‬السيرة المنصورية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،285‬هامش‪ ،4‬الهمدانى‪ :‬الصليحيون‪،‬‬
‫ص‪ ،63‬هامش‪.)7‬‬
‫(‪ )45‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪ ،78‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪ ،85‬حسن سليمان‪ :‬اليمن السياسى‪ ،‬ص‪ ،181‬د‪ .‬الفقى‪ :‬اليمن‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫)‬
‫(‪ )46‬الخزرجى‪ ،‬الحسن بن علي‪ ،‬العسجد المسبوك فيمن ولي اليمن من الملوك‪ ،‬مخطوط بمعهد المخطوطات العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬رقم (‪736‬‬
‫تاريخ‪ ،‬ورقة ‪ ، 73 ،72‬الرسولى‪ ،‬األشرف إسماعيل بن العباس‪ .‬فاكهة الزمن ومفاكهة ذوي اآلداب والفطن في أخبار من ملك اليمن‪،‬‬
‫مخطوط بدار الكتب المصرية‪ ،‬رقم (‪ )1409‬تاريخ تيمور‪ ،‬ورقة ‪.131‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫ً(‬
‫صعدَة‪ :‬بالفت ثم السكون‪ ،‬مخالف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخا يحي بن الحسين‪ . 1968 ،‬اية األماني في اخبار القطر‬ ‫)‪َ - (47‬‬
‫اليماني‪ ،‬تحقي ‪ :‬سعيد عبد الفتاي عاشور‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ج‪ ،،1‬ج ‪،1‬ص‪،149‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪ - )48‬ذمار‪ :‬بفت أوله و ثانيه‪ ،‬المدينة المعروفة جنوب صنعاء‪ ،‬سميت بذمار بن يحصب بن وهمان بن سب أ األصار‪ ،‬وهي اآلن عاصمة‬
‫فحافظة ذمار‪( ،‬زبارة محمد بن محمد‪ .)1952( ،‬أئمة اليمن‪ ،‬المطبعة الناصرية‪ ،‬تعز‪1952،‬م‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ص‪ ،46‬ص‪.)21‬‬
‫‪137‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫لكنها عاودت االنتشار من جديد في القرن الخامم الهجري عندما ظهرت الفِ َرق الزيدية الثالث‬
‫المخترعة والمطرفية والحسينية‪ ،‬فقد انتشرت الفرقة المخترعة في مناط عدة امتداداً من صعدة‬
‫حتى صنعاء‪ ،‬أما الفرقة المطرفية(‪ )49‬انتشرت في مطلع القرن الخامم الهجري في المناط القريبة‬
‫من صنعاء في ال ِه َجر(‪ )50‬العلمية معلنةً تفر ها للعلم والعبادة‪ ،‬وظلت محصورة في مناط تمتد من‬
‫عمران إلى صنعاء في الاالب‪ ،‬ذلك أن المطرفية بدأت بنشر أفكارها في مناط صنعاء وما‬
‫جاورها مثل‪ :‬بيت حنبص التي كان يسكنها مطرف بن شهاب (‪ ،)51‬ثم انتقلت إلى سناع(‪ ،)52‬وابتنت‬
‫بها هجرة ومسجدا ومطاهر(‪ ،)53‬مما يؤكد أن انتشار المطرفية في المناط القريبة من‬
‫صنعاء(‪ ،)54‬أما الفرقة الحسينية الزيدية فقد ظلت محصورة االتباع في الحسين بن القاسم العياني‬
‫(‪)55‬‬
‫وأوالد أخيه وتالشت بنهايتهم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬اآلثار االجتماعية المترتبة على االختالفات المذهبية في اليمن في فترة البحث‪:‬‬
‫المناظرات ودورها في إثارة الخالفات بين القوى المتنازعة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫لقد استُخ ِد َمت المناظرة من قبل كل القوى في الساحة اليمنية لعدة أهداف منها اإلعالم عن فكرها‬
‫أمام العامة‪ ،‬ومحاولة دحت حجة الخصم وإظهاره على أنه األضعف‪ ،‬وفي بعت األحيان لو كان‬
‫الخصم أقوى حجة ودليالً فيتم الدخول في مرحلة المجادلة والمراء التي ال طائل منه‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫نتائج عكسية تماماً‪ ،‬ولعل أول المناظرات كانت بين السنة والزيدية وذلك عندما دخل الهادي يحي‬
‫بن الحسين الزيدي صنعاء سنة ‪293‬ه ‪905/‬م فاجتمع نحو من سبعين شيخا ً من أهل السنة‬
‫(‪)56‬‬
‫لمناظرته‪ ،‬يتزعمهم قاضي صنعاء يحي بن عبد هللا بن كليب‪.‬‬
‫ً‬
‫لما لم تؤت المناظرات ثمارها بين الخصوم المتنافسين خاصة عندما يكون كل طرف مقتنع بفكره‬
‫ومذهبه لجأت بعت الفرق المذهبية في اليمن إلى طريقة أخرى قد تكون أكثر تأثيرا في الخصم‪،‬‬
‫ومن ذلك أئمة الزيدية الذين اعتمدوا طريقة تأليف المصنفات التي تندد بالخصوم اإلسماعيلية‪ ،‬حيث‬
‫ألفُوا عدداً من الكتب التي تندد باإلسماعيلية وتحاربها‪ ،‬ومنها كتب لإلمام الهادي مثل‪ :‬الرد على‬
‫اإلمامية وبوار القرامطة‪ ،‬كما نجد كتب أخرى لمحمد المرتضى(‪ )57‬منها‪ :‬جواب ابن الفضل‬
‫القرمطي‪ ،‬والرد على القرامطة أتباع على ابن الفضل‪ ،‬إال أنها جميعا ً من الكتب المامورة حتى‬

‫)‪ -(49‬تباينت اآلراء حول نشأة المذهب المطرفي حيث يذكر عبد هللا العنسي عن زمن ومكان ظهور المطرفية قائال‪":‬إن الزيدية قد طبقت‬
‫اآلفاق شرقا و ربا‪ ،‬وهذا المذهب‪..‬مذهب المطرفية ال يُس َمع إال في هذه البالد من حدود بالد بني شريف إلى نقيل صيد طوالَ‪،‬ومن بالد بني‬
‫جبر إلى عنم عرضا‪ ،‬وما عدا ذلك ال يعرف فيه اسم المطرفية‪( .‬العنسي‪ ،‬عبد هللا بن زيد‪ :‬التمييز بين اإلسالم والمطرفية الطفام‪ ،‬مخطوط‬
‫مصور عن صورة لدى الباحث محمد جعفر الباحث في جامعة أسيوط‪،‬ورقة‪،6‬لوحةب)‪ ،‬ومؤسم المذهب المطرفي يدعى مطرف بن‬
‫شهاب‪ .‬انظر‪(:‬ويلفرد ماديلونغ‪ .)2002( ،‬أصول الهجرة اليمنية‪ ،‬مجلة دراسات في تاريخ اليمن اإلسالمي‪ ،‬ترجمة‪:‬نهى صادق‪ ،‬المعهد‬
‫األمريكي للدراسات اليمنية‪،‬صنعاء‪،،‬ص‪.)20‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫(‪ِ - )50‬هج َرة‪ :‬هي مفرد ِهج َرات‪ ،‬وهو موضع يسكنه العباد وأهل العلم‪ .‬الدجيلي‪ :‬الحياة الفكرية في اليمن‪ ،‬ص‪. 60‬‬
‫(‪ - )51‬بيت حنبص‪ :‬قرية في الارب الجنوبي من صنعاء‪( .‬المقحفي‪ :‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.)61‬‬
‫(‪ - )52‬سناع‪ :‬قرية على بعد ‪ 8‬ك‪.‬م‪ .‬من صنعاء‪ ،‬كانت مقرا للمطرفية‪( .‬المقحفي‪ :‬المرجع الساب ‪،‬ص‪. 214‬‬
‫)‬

‫(‪ - )53‬يحي بن الحسين‪ :‬طبقات الزيدية الصارى‪ ،‬مخطوط مصور بمكتبة الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع‪ ،‬ورقة ‪.80‬‬
‫(‪ - )54‬يظهر من المواقع التي انتشرت فيها هجر المطرفية أنها كانت في معظمها تقع في مناط قريبة من صنعاء وفي تهامة‪ ،‬وفي أرض‬
‫بكيل على الجانب الشرقي للخط الممتد بين صنعاء وصعدة‪ ( .‬الحريري‪ ،‬محمد عيسى‪ ،‬ربيع (‪ .)1987‬تطور المذهب الزيدي في اليمن‪،‬‬
‫قطعة منتزعة من كتاب شفاء صدور الناس ألحمد بن محمد بن صالي الشرفي‪ ،‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد‬
‫السادس والعشرون‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬صفحات(‪ .)44-75‬ص‪.)55‬‬
‫)‪ -(55‬انظر‪ :‬الربعي‪ :‬سيرة األميرين الجليلين الشريفين‪ ،‬ص‪.49-47‬‬
‫(‪ -)56‬يحي بن الحسين‪:‬طبقات الزيدية‪ ،‬ورقة ‪.41‬‬
‫)‪ -(57‬هو محمد المرتضى بن الهادي يحي بن الحسين الرسي‪ ،‬بويع باإلمامة الزيدية في اليمن بعد أبيه في صعدة سنة ‪298‬ه ‪911/‬م‪ ،‬ولم‬
‫يستمر طويالً إذ سرعان ما يعتزل اإلمامة لقلة األنصار سنة ‪299‬ه ‪912/‬م‪،‬ولزم منزله في صعدة حتى وفاته‪ ،‬ليتولى اإلمامة أخوه أحمد‬
‫الناصر‪ .‬انظر بتصرف‪(:‬العلو‪،‬علي بن محمد‪.)1981( ،‬سيرة الهادي إلى الح يحي بن الحسين‪ ،‬تحقي ‪:‬سهيل زكار‪ ،‬بيروت‪،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1981،‬م‪،‬ص‪.)400‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪138‬‬

‫اآلن(‪ ،)58‬وبعد فترة الهادي وأبنائه ظهرت العديد من الكتب المناهضة لإلسماعيلية في زمن اإلمام‬
‫يحي بن حمزة(‪ )59‬مثل‪ :‬مشكاة األنوار الهادمة لقواعد الباطنية األشرار‪ ،‬واإلفحام ألفئدة الباطنية‬
‫الطاام(‪ ،)60‬وهذه المصنفات صنفت للرد على اإلسماعيلية بصورة مباشرة‪ ،‬وال شك أن هذه الكتب‬
‫لم تصنف إال بعد المناظرات المتعددة بين المذهبين والتي جعلت أئمة الزيدية يتصدرون الرد على‬
‫اإلسماعيلية بأنفسهم‪.‬‬
‫لكن قد تقوم المناظرات داخل المذهب الواحد‪ ،‬نتيجة النقسامه إلى فرق عدة‪ ،‬ولعل من ذلك انتشار‬
‫المناظرات في القرن الخامم الهجري‪/‬الحادي عشر الميالدي بين فرق الزيدية بعضها البعت‪ ،‬فلم‬
‫يطل اسم المخترعة(‪ )61‬عل ى الفرقة الزيدية القائلة بذلك إال بعد الخالفات والمناظرات بين علي بن‬
‫حرب(‪ )62‬وعلي بن شهر(‪ ،)63‬وهما من معاصري مطرف بن شهاب الذي يُنسب إليه المذهب‬
‫المطرلفي‪ ،‬فصاروا فرقتين وتعصلب كل واحد منهم آلرائه ولم يزل مطرلف ينشر آراءه المعارضة‬
‫(‪)64‬‬
‫لالختراع حتى تكون لديه العديد من األتباع وبهم ظهر المعتقد الجديد لهذه الفرقة‪.‬‬
‫تعد المناظرات في تلك الفترة من أفضل الطرق لكسب األنصار‪ ،‬ومن ذلك المجلم العام الذي كان‬
‫(‪)65‬‬
‫يعقد في وقش مرة كل عام للدراسة والمناظرة ‪ ،‬فيُذكر أن شخصا ً يدعى عليان بن سعد توجه‬
‫إلى ِسنَاع(‪ )66‬مقر المطرفية ولما سمع الحجج والبراهين من شيوخ المطرلفية انضم إليهم وانقطع‬
‫لدعوتهم فقال‪":‬فأتينا ِسنَاع وبها المشائخ‪ ...‬ثم طالبتهم على ما يعلمون ويتعلمون من االعتقاد‬
‫ُ‬
‫فانقطعت إليهم بعد ذلك‪،‬‬ ‫باألدلة‪ ،‬فأتوا بما ال مزيد عليه من البرهان‪ ،‬وال شك معه في البيان‪،‬‬
‫(‪)67‬‬
‫فنتج عن إقامة المناظرات اتساع‬ ‫ورفضت أهلي ووطني إال من الزيارة في الحين والحين"‬ ‫ُ‬

‫(‪ - )58‬الحريرى‪ :‬االتجاهات‪ ،‬ص‪.76‬‬


‫(‪ - )59‬هو يحي بن حمزة بن إبراهيم بن يوسف‪ ،‬ولد بصنعاء في صفر سنة ‪669‬ه ‪1270/‬م‪ ،‬وتولى اإلمامة الزيدية في اليمن في الفترة‬
‫(‪749-729‬ه ‪1348-1328/‬م)‪ ،‬بلات مؤلفاته نحواً من مائة مجلد بعضها في الدفاع عن الصحابة‪ ،‬توفي سنة ‪749‬ه ‪1348/‬م‪ ،‬ودفن في‬
‫مدينة ذمار‪ .‬انظر‪( :‬صبحي‪ ،‬أحمد‪.)1990( ،‬اإلمام المجتهد يحي بن حمزة وآراءه الكالمية‪ ،‬منشورات العصر الحديث‪،‬الطبعة‬
‫األولى‪.،‬ص‪.)23-22‬‬
‫(‪ - )60‬الكتابان هما‪ :‬يحي بن حمزة‪. )1971( ،‬اإلفحام ألفئدة الباطنية الطاام‪ ،‬نشر علي سامي النشار‪ ،‬وفيصل عون‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬يحي بن حمزة‪ . )1983( ،‬مشكاة األنوار الهادمة لقواعد الباطنية األشرار‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد السيد الجلنيد‪ ،‬الدار اليمنية‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫ط ‪.3‬‬
‫)‪ُ -(61‬س ِّميَت المخترعة ب هذا االسم لقولها باختراع هللا األعراض في األجسام‪.‬انظر‪ ( :‬أيمن فؤاد سيد‪ :‬مصادر تاريخ اليمن في العصر‬
‫اإلسالمي‪،‬المعهد الفرنسي لاثار الشرقية‪،‬القاهرة‪1974،‬م‪،.‬ص‪:،)91‬و"هذه الطريقة تنبني على أصلين موجودين بالقوة في فطر الناس‪،‬‬
‫أحدهما‪:‬أن هذه الم وجودات مخت رعة‪ ،‬وهذا معروف بنفسه في الحيوان والنبات‪ ،‬وكما قال تعالى‪":‬إن الذين يدعون من دون هللا لن يخلقوا‬
‫ذبابا ً ولو اجتمعوا له"(الحج‪ )73/‬فإنا نرى أجساما ً جمادية تحدث فيها الحياة‪،‬فنعلم قطعا ً أن هاهنا موجد للحياة ومنعما ً بها‪..‬أما األصل‬
‫الثاني‪:‬فهو أن كل ُمختَ َرع فله ُمخت َِرع‪ ،‬فيص من هذين األصليين أن للموجودين فاعالً مخترعا ً له‪ ،‬وفي هذا الجنم دالئل كثيرة على عدد‬
‫المخترعات كان واجبا ً على من أراد معرفة هللا أن يعرف جواهر األشياء‪ ،‬ليقف على حقيقة االختراع الحقيقي في جميع الموجودات‪(.‬أحمد‬
‫عارف‪:‬أصول االتفاق في الق ضايا الكالمية بين الزيدية والمعتزلة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم فلسفة‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬جامعة القاهرة‪1982،‬م‪،‬‬
‫ص‪.)147،148‬‬
‫(‪ - )62‬كان أحد كبار علماء المطرفية في ريددة وعنه أخذ علماء المطرفية وفي مقدمتهم مطرف بن شهاب الذي تنسب إليه هذه الفرقة‪.‬‬
‫‪and the Spiritual, Religious and Political Conflicts of his Era, PP.212-231, P.215.‬‬
‫(‪- )63‬يحي بن الحسين‪ :‬طبقات الزيدية الصارى‪ ،‬ورقة ‪.82‬‬
‫(‪ - )64‬معتقدات المطرفية التي َح َك َم عليها المخترعة بالكفر لم يب أي أثر من كتبهم حتى يتم التحق من كفرهم على ضوء ذلك من عدمه‪،‬‬
‫ولم يب سوى كتا ب ‪" :‬البرهان الرائ المخلص من ورط المضائ "‪ ،‬والذي لم يحق حتى اآلن وتوجد نسخه منه في إدارة المخطوطات‬
‫اليمنية‪ ،‬ومع ذلك فمن معتقدات المطرفية التي تنسب إليهم قولهم بأن للعالم أصول أربعة (الماء والهواء والرياي والنار)‪ ،‬وهي أصل ما‬
‫مخل هللا ثم جاءت الفروع من األصول كالحيوان من الماء المهين‪ ،‬واألشجار من الماء‪ ،‬والطين والمطر من السحاب‪ ،‬فتبين عندها أن من‬
‫األشياء فرعا ومنها أصال‪ .‬انظر‪( :‬سليمان المحلي‪ :‬البرهان الرائ ‪ ،‬مخطوط بدار المخطوطات اليمنية‪ ،‬ورقة ‪،63‬لوحة ب‪ ،‬ورقة ‪،64‬‬
‫لوحة أ)‪ ،‬لذلك نسب خصومهم إليهم القول بأن األع مال واآلجال والموت والحياة تقع بحسب الطبائع والمواد‪ ،‬ومن ذلك أن موت الطفل ليم‬
‫من رب العباد‪ ،‬وأن بإمكان اإلنسان أن يؤخر عمره إلى ‪ 120‬سنة بعرفة دائه من دوائه‪ .‬راجع في ذلك‪( :‬عبد هللا العنسي‪ :‬الرسالة الموسومة‬
‫بالتوقيف على توبة أهل التطريف‪ ،‬ضمن كتاب الصراع الفكري في اليمن بين الزيدية والمطرفية‪،‬دراسة ونصوص‪ ،‬عين للدراسات‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬ص‪2002‬م‪ ،‬صفحات (‪ )274-289‬ورقة ‪.)33‬‬
‫(‪ -)65‬ابن دعثم‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،2‬ص‪.89‬‬
‫(‪ِ - ( 66‬سنَاع‪:‬قرية على بعد ‪ 8‬كيلو مترا من صنعاء‪ ،‬كانت مقرا للمطرفية‪(.‬المقحفي‪ :‬معجم المدن‪ ،‬ص‪.)214‬‬
‫(‪ -)67‬مسلم اللحجي‪ :‬أخبار األئمة من أهل البيت وشيعتهم باليمن‪،‬مخطوط مصور لدى الباحث عن صورة لدى الدكتور‪/‬‬
‫عبد الرحمن الشجاع‪،‬ج ‪،4‬ورقة‪.99‬‬
‫‪139‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫شهرت سناع في الجانب العلمي بشكل كبير‪ ،‬فتوجه إليها العلماء والطالب‪ ،‬حتى قيل عنها‪":‬كان‬
‫(‪)68‬‬
‫ص َد من كل جهة َو َحي"‪.‬‬‫ذلك مما ازدادت به شهرة الموضع عند الناس بالعلم والعبادة والتعلم‪ ،‬فَقُ ِ‬
‫عمل المطرفية على مبايعة اإلمام أحمد بن سليمان(‪ )69‬عند خروجه‪ ،‬لكن ذلك لم يدم طويال‪ ،‬إذ‬
‫سرعان ما دبل الخالف بين الطرفين‪ ،‬ولكنه لم يستمر على وتيرة واحدة‪ ،‬بل كانت سياسة الشدة‬
‫واللين هي السائدة‪ ،‬حتى حدث الخالف بين المطرفية والقاضي جعفر بن عبد السالم(‪ )70‬في سناع‪،‬‬
‫ثم في وقش(‪ ،)71‬وهو الذي ذهب إلى العراق وعاد بكتب كثيرة من كتب المعتزلة‪ ،‬وبدأ بمناظرة‬
‫المطرفية وتكفيرهم مدعوما بمساندة من اإلمام أحمد بن سليمان‪ ،‬الذي أوشك على الخروج لحربهم‬
‫(‪)72‬‬
‫في وقش‪ ،‬لوال عودة المطرفية لإلقرار بإمامته‪ ،‬وطلبهم الصف ‪ ،‬فقبل منهم ذلك‪.‬‬
‫لم يكن المطرلفية يخشون من المناظرات‪ ،‬لكنهم كانوا يخشون من االضطهاد الذي قد يلح بهم من‬
‫خصومهم‪ ،‬ومن ذلك ما تم من مكاتبة بين الفقيه المطرفي على بن يحي البحيري واإلمام عبد هللا بن‬
‫(‪)74‬‬
‫حمزة(‪ )73‬فيها مدي وعتاب‪ ،‬ودعوة للمناظرة والمناقشة ‪،‬وقد أبدى اإلمام استعداده لذلك‪ ،‬وطلب‬
‫منهم القدوم بجماعة من أهل العقل والعلم إلجراء ذلك(‪ ،)75‬ير أن المناظرات تحتاج إلى نوع من‬
‫األمان وعدم الخوف‪ ،‬وعندما يشعر أحد الطرفين بالخوف فال تقام المناظرات‪ ،‬ومن ذلك تر ُّدد‬
‫المطرفية في بادئ األمر في القدوم لمناظرة اإلمام عبد هللا بن حمزة لخوفهم على أنفسهم ف "كانوا‬
‫يظهرون أنهم يخافون على أنفسهم‪ ،‬وأن ذلك هو العائ لهم عن الوصول إلى اإلمام‬
‫(‪)76‬‬
‫لمناظرته‪، "..‬ثم أظهروا العزم على القدوم جميعا ً إلى اإلمام إلجراء تلك المناظرة‪ ،‬وحددوا اللقاء‬
‫إلى ِذي مرمر(‪ ،)77‬أو إلى ثال(‪ ،)78‬ولكن اإلمام اشترط إن أرادوا ذلك أن يكون وصولهم إلى‬

‫(‪ - )68‬مسلم اللحجي‪ :‬أخبار األئمة من أهل البيت وشيعتهم باليمن‪ ،‬ج ‪،4‬ورقة ‪ ،52‬ر م أن مسلم اللحجي يذكر أن المطرفية تركتها‬
‫لتحريت أحد المقرب ين من سبأ الصليحي ويدعى محمد بن حميد للهجوم عليها‪ ،‬لكن ليم هناك ما يؤكد تقدم سبأ الصليحي إلى سناع‬
‫وتدميرها‪.‬‬
‫)‪ - (69‬بويع لإلمام أحمد بن سليمان باإلمامة في صفر سنة‪532‬ه ‪1137/‬م‪ .‬انظر‪ :‬الثقفي‪ ،‬سليمان‪.)2002( ،‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪،‬‬
‫تحقي ‪ :‬عبد الاني عبد العاطي‪ ،‬عين للدراسات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪ ،18‬وإن كان البعت يذهب إلى أن خروجه كان في‬
‫سنة‪533‬ه ‪1138/‬م‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪H.A.R. Gibb And J.H.Kramerst, Shorter Encyclopaedia of Islam,.P.652.‬‬
‫)‪ - (70‬هو القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السالم‪ ،‬كان في مرحلة مبكرة من حياته يتبع المذهب المطرفي‪ ،‬ثم لم يلبث أن خرج منه والتح‬
‫بالفرقة المخترعة‪ ،‬وناصر اإلمام أحمد بن سليمان‪،‬وتوفي بسناع حده جنوبي صنعاء سنة‪573‬ه ‪ .‬انظر ترجمته في‪( :‬إبراهيم بن القاسم‪،‬‬
‫(‪ . )2001‬طبقات الزيدية الكبرى‪،‬ويسمى بلوغ المراد إلى معرفة اإلسناد‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد السالم عباس الوجيه‪ ،‬مؤسسة اإلمام زيد الثقافية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1‬القسم الثالث‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬ص‪ ،278-276‬الوجيه‪ ،‬عبد السالم عباس‪ .)1999( ،‬أعالم المؤلفين الزيدية‪،‬مؤسسة‬
‫اإلمام زيد الثقافية‪ ،‬األردن‪،‬ط‪ ،1‬ص‪.)279-278‬‬
‫)‬ ‫(‬ ‫(‬
‫)‪ - (71‬وقش‪ :‬قرية بالقرب من صنعاء إلى جهة الارب‪ .‬ياقوت‪ ،‬الحموي‪ ،‬د‪.‬ت ‪ .‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪،‬ج ‪،5‬ص‪ ،381‬األكوع‪،‬‬
‫إسماعيل‪ . )1988( ،‬البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي‪،‬مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪ ،2‬ص‪.)301‬‬
‫(‪ - )72‬الثقفي‪ :‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪ ،‬ص‪.298 ،297‬‬
‫)‪ - (73‬هو اإلمام المنصور باهلل عبد هللا بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحي بن‬
‫عبد هللا بن الحسين بن القاسم‪ .‬انظر‪( :‬الزحيف‪ ،‬محمد بن علي‪ .)2002( ،‬م ثر األبرار في في تفصيل مجمالت جواهر األخبار‪ ،‬ويسمى‬
‫اللواح الندية بالحدائ الوردية‪( ،‬شري بسامة سيد صارم الدين الوزير)‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد السالم عباس الوجيه‪ ،‬خالد القاسم المتوكل‪،‬مؤسسة‬
‫اإلمام زيد الثقافية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،،1‬ج ‪،2‬ص‪ ،)800-799‬ولد سنة ‪561‬ه ‪1165/‬م‪ ،‬وبويع له باإلمامة سنة‪ 593‬ه ‪1196/‬م‪ ،‬وتوفي‬
‫سنة‪ 614‬ه ‪1216/‬م‪(.‬العرشي‪ ،‬حسين بن أحمد‪ .)1939( ،‬بلوغ المرام‪ ،‬تحقي ‪ :‬األب أنستاس الكرملي‪ ،‬مطبعة البرتيري‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص‪.)409‬‬
‫(‪ -)74‬ابن دعثم‪ :‬السيرة‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.536‬‬
‫(‪ -)75‬ابن دعثم‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.541‬‬
‫(‪ -)76‬ابن دعثم‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،3‬ص‪.550‬‬
‫(‬
‫)‪ - (77‬حصن ذي َمر َمر‪ :‬من الحصون الهامة في منطقة صنعاء‪،‬ويقع إلى الشمال منها على مسافة نصف يوم‪ .‬ياقوت الحموي‪:‬معجم‬
‫البلدان‪،‬ج ‪،3‬ص‪.)7‬‬
‫)‪ - (78‬ثُال‪ :‬بالضم‪ ،‬وفي ألسنة أهل اليمن بكسر الثاء‪،‬حصن مشهور في الارب الشمالي من صنعاء‪ ،‬على مسافة خمسة وأربعين كيلو مترا‪،‬‬
‫وفي سفحه الشرقي تقوم مدينة ثُال‪ ،‬وهي من المدن المشهورة بالعلم‪(.‬األكوع‪:‬البلدان اليمانية‪،‬ص‪،67‬هامش‪.)1‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪140‬‬

‫(‪)79‬‬
‫صعدة ‪،‬وهكذا أخذ الفريقان يتخاذالن ويتباطأن عن المناظرة‪ ،‬واتهم كل منهما اآلخر بالتهرب‬
‫والخوف(‪.)80‬‬
‫ت المناظرة ثمارها عند اإلكراه بل يسلم الطرف الخائف بكل النتائج التي يريدها الطرف‬ ‫لهذا ال تؤ ِ‬
‫القوي‪ ،‬فعندما قام اإلمام عبد هللا بن حمزة بتكفير المطرفية وقضى عليهم وهزمهم حاججه أهل‬
‫بعت البلدان عنهم وسألوه عن السبب الذي استحقت به المطرفية اسم الردة؟ فألزمهم إحضار علماء‬
‫أهل هجرة قاعة(‪ )81‬إن أرادوا ذلك‪ ،‬وإن لم فيتبرؤوا من مذهب المطرفية‪ ،‬وأمهلهم حتى صباي‬
‫اليوم التالي‪ ،‬فلما حضروا دانوا لإلمام وسلموا له‪ ،‬ثم أرسل اإلمام رجل من قبله إلى قاعة يعرض‬
‫على أهلها من المطرفية العودة عن مذهبهم‪ ،‬وأمهلهم ثالثة أيام‪ ،‬فعقدوا مناظرة في مسجد قاعة‪ ،‬أقر‬
‫المطرفية خاللها لإلمام بكل مسائل الخالف‪ ،‬ما عدا مسألة واحدة وهي قولهم بأن فعل العبد ال‬
‫يعدوه‪ ،‬وال يوجد في يره لظنهم أنهم ال يكفرون بااللتزام بهذه المسألة(‪.)82‬‬
‫ولذلك ال يستارب أن يتهاوى علماء المطرفية في المناظرات التي عقدوها مع اإلمام بتلك السرعة‪،‬‬
‫ومع أن تخليهم عن معتقدات مذهبهم وهم المشهور عنهم السعة والتبحر في العلوم أمر يثير الحيرة‪،‬‬
‫ومن ثم فإننا أمام أحد احتمالين‪ :‬أن تكون هذه المناظرات قد تمت تحت تهديد السالي‪ ،‬أو أن يكون‬
‫أبو فراس بن د ثم(‪- )83‬مؤلف سيرة اإلمام ابن حمزة‪ -‬قد بالغ في وصف انتصار اإلمام و لبته في‬
‫هذه المناظرات(‪.)84‬‬
‫لم تقتصر المناظرات بين فرق الزيدية‪ ،‬بل قامت كذلك بين االسماعيلية والزيدية‪ ،‬فقد أقيمت مناظرة‬
‫بين علي بن محمد الصليحي(‪ )85‬وبين الشريف الفاضل(‪ )86‬الزيدي عندما كان أسيرا لدى‬
‫ت المناظرة ثمارها لعدم توفر األجواء المناسبة لها ‪ ،‬فقد كان الشريف‬ ‫الصليحين(‪ ،)87‬ولهذا لم تؤ ِ‬
‫الزيدي مكرهاً‪ ،‬يتض ذلك من قوله عن نفسه‪": :‬المحنة التي قد نالتني ولم يمتحن بها أحد فيما‬
‫علمت قبلي‪ ،‬امتُ ِحنَ الحسين بن علي بمنع الماء يوما ً واحداً‪ ..‬واستُش ِه َد في ذلك اليوم وأفضى إلى‬
‫ُ‬
‫أفضيت من المحنة إلى ما هو أعظم من ذلك ‪ ..‬أسي ُر حيث‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫منعت الماء سبعين يوما‪ ،‬ثم‬ ‫الراحة‪ ،‬وأنا‬
‫(‪)88‬‬
‫ال أحبُ ‪ ،‬وأدخ ُل تحت ما ال يجو ُز وال يجب"‪.‬‬

‫(‪ -)79‬ابن دعثم‪:‬السيرة المنصورية‪،‬ج ‪،3‬ص‪.550‬‬


‫(‪ -)80‬عبد الاني عبد العاطي‪:‬الصراع الفكري في اليمن‪،‬ص‪.37‬‬
‫(‬
‫)‪ - (81‬قاعة‪:‬قرية صايرة آهلة بالسكان من عزلة عيال حاتم من جبل عيال يزيد‪ ،‬تبعد عن محافظة عمران بنحو‪ 12‬كيلو مترا‪ .‬األكوع‪،‬‬
‫إسماعيل‪ . )1995( ،‬هجر العلم ومعاقله في اليمن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمش ‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج ‪،4‬ص‪.)2303‬‬
‫(‪ -)82‬ابن دعثم‪:‬السيرة المنصورية‪ ،‬ج ‪،3‬ص ‪.964 ،963 ،962‬‬
‫)‪ - (83‬هو أبو فراس فاضل بن عباس بن د ثم‪ ،‬مؤلف سيرة اإلمام عبد هللا بن حمزة المسماة السيرة الشريفة المنصورية‪ .‬انظر‪( :‬الحسين‬
‫بن أحمد بن يعقوب‪ :‬سيرة اإلمام المنصور باهلل القاسم بن علي العياني‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد هللا بن محمد الحبشي‪ ،‬ص‪ ،7‬مقدمة المحق )‪.‬‬
‫(‪ -)84‬د‪.‬عبد الاني عبد العاطي‪:‬الصراع الفكري في اليمن‪،‬ص‪،43‬‬
‫)‪ - (85‬علي بن محمد الصليحي مؤسم الدولة الصليحية في اليمن‪ ،‬أعلن قيام دولته سنة ‪439‬ه ‪ ،‬وكانت تبعيته للخالفة الفاطمية في مصر‬
‫في عهد الخليفة المستنصر ال فاطمي‪ ،‬اتسع نطاق حكمه ليشمل أ لب مناط اليمن‪ ،‬ثم قتل على يد أوالد نجاي الحبشي سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م‪،‬‬
‫عن ترجمته انظر‪( :‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،246-244‬الهمداني‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص‪ ،76 ,75‬د‪ .‬الحريري‪ :‬دراسات وبحوث‪،‬‬
‫ص‪.)192‬‬
‫(‪ - )86‬هو الشريف الفاضل بن جعفر بن القاسم العياني‪ ،‬كان أحد محتسبي الزيدية في عهد علي بن محمد الصليحي الذي استطاع أسره في‬
‫المعارك‪ ،‬ثم ظل في أسره ما يقارب من العام ثم أطل سراحه‪ ،‬وهناك من ينسب للمكرم اإليعاز للقبائل بقتل الشريف الفاضل‪ ،‬حيث أشارت‬
‫السجالت المستنصرية لذلك‪ .‬انظر‪( :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،9‬السجالت المستنصرية‪ ،‬سجالت وتوقيعات وكتب لموالنا االمام المستنصر باهلل‬
‫أمير المؤمنين الى دعاة اليمن و يرهم‪ ،‬تحقي ‪ :‬د‪.‬عبد المنعم ماجد‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪1954 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،189‬سجل رقم ‪ ،57‬وانظر‪:‬‬
‫‪-Wilferd Madelung, The Sirat Al-Amirayn Al-Ajallayn Al-Sharifayn Al-Fadilayn Al-Qasim Wa-‬‬
‫‪Mohammad Ibnay Jafar Ibn Al-Imam Al-Qasim B. Ali Al-Iyani As A Hiatorical Source, Studies In The‬‬
‫‪History of Arabia, Proceedings of First Intirnational Symposium on Studies in The History of Arabia.23‬‬
‫‪rd.-28 tu of April.1977, Sponsored By The Department of History, Faculty of Arts.University of Riyadh,‬‬
‫‪Saudi Arabia, Volume.1.Part.1.PP.69-87. P72.‬‬
‫(‪ - )87‬انظر‪:‬الربعي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ص‪،112-111‬‬
‫(‪ -)88‬الربعي‪ :‬سيرة األميريين‪،‬ص‪ ،113‬الزحيف‪ :‬اللواح الندية‪،‬ج ‪،2‬ص‪.718‬‬
‫‪141‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫وقد تكون المناظرة في المذهب الواحد حول مسائل االعتقاد والفقه‪ ،‬ومن ذلك أن المناظرات‬
‫والمدارسات أقيمت في علوم المذهب الزيدي في شبام مما أدى إلى ازدهار الفكر الزيدي فيها‪ ،‬ففي‬
‫القرن الخامم الهجري أدت هذه المناظرات إلى اختالف الرأي بين علماء الزيدية في شبام حول‬
‫بعت المسائل‪ ،‬فكتبوا إلى الشريف محمد بن جعفر بن القاسم العياني‪ ،‬ليساعدهم على حل هذا‬
‫ت ما ذكرتم يا أخوتي وسادتي رفع هللا من ذكركم وأصل بلطفه‬ ‫الخالف فرد عليهم قائالً‪َ ..":‬وفَ ِهم ُ‬
‫أمركم من الخالف الذي وقع بين من يدعي التشيع في مسائل ذكرتموها في كتابكم‪ ...‬وقد نظرت في‬
‫مسائلكم‪ ،‬فإذا هي على وجهين‪ :‬أحدهما ما ال ياني المتعبد عن المراجعة فيه واالستفادة لمعانيه‪،‬‬
‫والثاني‪ :‬ما يسع المتعبد جهله‪ ،‬ويكفي عن فروعه أصله‪ ،‬فأما ما ال نى عنه في الدين وما ال يسع‬
‫جهله أحد من المتعبدين‪ ،‬فبيانه من كتب أئمتنا عليهم السالم واض ونور برهانه بين الئ ‪ ،‬فانظروا‬
‫في تلك الكتب وقفوا عليها‪ ،‬تجدوا بيان ما تحتاجون إليه لديها‪ ،‬وأنا أسميها لكم لتسهل عليكم في‬
‫(‪)89‬‬
‫الحال في ابتاائها‪."...‬‬
‫كما قام المطرفية بعقد مناظرات مع االباضية فقد حدث أن رحل رزام بن أحمد من علماء‬
‫المطرفية إلى شظب(‪ )90‬قاعدة األباضية فصلى بأصحابه في جماعة منفصلة عن جماعة األباضية‪،‬‬
‫ص لدنَا عنكم ما نَرى من تبرج نسائكم‬ ‫ولما استنكر عليه أحد علمائهم ذلك قال لهم‪ :‬رزام‪ :‬إنما َ‬
‫(‪)91‬‬
‫وإباحتكم دخولهن األسواق‪،‬ومزاحمة الرجال‪،‬ثم جرت بينهم مناظرة فلم يستطيعوا إجابته ‪ ،‬كما‬
‫ناظر مطرف بن شهاب القاضي الشافعي سليمان بن عبد هللا النقوي أكبر قضاة الشافعية في صنعاء‬
‫فأقنعه مطرف بمذهبه وحكم بمذهب مطرف وأصب من أنصاره‪ ،‬بل ناظر المطرفية الفرقة‬
‫اإلسماعيلية‪ ،‬وقد اتسمت العالقة بين المطرفية واإلسماعيلية بالعالقة السلمية حيث كان الصليحيون‬
‫ير بون في انخراط المطرفية في جيوشهم لذلك اعترفت بمذهبهم في أول األمر‪ ،‬إال أن المطرفية‬
‫تجنبوا سياستها‪ ،‬بل نجد منهم من يسفه مذهب الصليحيين مثل أبي السعود بن زيد بن الحسن‪ ،‬األمر‬
‫الذي سيدفع بالدولة الصليحية إلى إرسال ابن أحمد الهليجي ليقتل أبو السعود بن زيد وهو ياسل‬
‫(‪)92‬‬
‫ثيابه‪.‬‬
‫كما قامت عدة مناظرات بين جعفر بن عبد السالم الزيدي وبين أهل السنة‪ ،‬وهو األمر الذي دعا‬
‫العالم السني يحي بن أبي الخير العمراني الحنبلي أن يتصدى لهذا القاضي‪ ،‬وقد وضع كل واحد‬
‫(‪)93‬‬
‫منهما ُمؤَ للفَا َ يرد فيه على االتهامات التي أوردها كل منهما على معتقدات اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬التحالفات ودورها في عدم االستقرار في المجتمع‪:‬‬


‫عندما لم تؤدي المناظرات نتيجتها المطلوبة من أجل الوقوف أمام الخصم‪ ،‬تم اعتماد خطوة أكثر‬
‫أهمية متمثلة بالتحالفات بين القوى المتنازعة‪ ،‬سواء من داخل المذهب أو من خارجه‪ ،‬فما أبرز هذه‬
‫التحالفات في فترة البحث وما هي أبرز النتائج المتربة على الجانب االجتماعي؟‬

‫(‪ -)89‬ابن أبي الرجال‪ ،‬أحمد بن صال ‪ :‬مطلع البدور ومجمع البحور‪ ،‬مخطوط مصور لدى الباحث عن صورة لدى الدكتور‪ /‬عبد الرحمن‬
‫عبد الواحد الشجاع‪،‬ج ‪،4‬ورقة‪ ،164 -163‬وقد ذكر من هذه الكتب كتاب التفريع وكتاب المسائل لإلمام القاسم بن علي العياني‪ ،‬وكتاب‬
‫المختصر لإلمام الحسين بن القاسم العياني‪(.‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،4‬ورقة‪.)164‬‬
‫(‬
‫)‪ -(90‬شظب‪ :‬بالظاء المعجمة‪ ،‬جبل كبير فوق السُودة‪ ،‬وتنسب إليه السودة‪ ،‬فيقال‪ :‬سُودة شظب‪ .‬األكوع‪:‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪،167‬‬
‫هامش‪.)3‬‬
‫(‪ - )91‬عبد هللا الحبشي‪ :‬المطرفية مذهب مجهول في اليمن‪ ،‬مجلة اليمن الجديد‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة السادسة‪ ،‬نوفمبر‪ -‬ديسمبر ‪1977‬م‪،‬‬
‫صفحات (‪،)47-51‬ص‪.50‬‬
‫(‪ - )92‬أنظر‪( :‬عبد هللا الحبشي‪:‬المطرفية مذهب مجهول‪،‬ص‪.)51‬‬
‫(‪ - )93‬أحمد عارف‪ . )1991( ،‬االتجاهات الفكرية في اليمن فيما بين القرن الثالث والقرن الخامم الهجري‪ ،‬المؤسسة الجامعية‪ ،‬بيروت‪،1 ،‬‬
‫ص‪.186‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪142‬‬

‫لعل بداية هذه التحالفات كانت زمن ابن الفضل الذي هُزم من قبل حاكم لحج وعدن ابن أبي‬
‫(‪)95‬‬
‫العالء(‪ )94‬فاستفاد من التحالفات مع القوى السنية في تلك المنطقة حيث كتب جعفر المناخي‬
‫يعرض استعداده لمناصرة ابن الفضل "لشحناء كانت بينه و بين أبى العالء"(‪ )96‬فاستال ابن الفضل‬
‫(‪)97‬‬
‫ذلك‪ ،‬وجمع فلول عسكره المنهزم‪ ،‬وبا ت ابن أبي العالء على حين فلة‪ ،‬وهجم عليه فى خنفر‬
‫(‪)98‬‬
‫سنة ‪291‬ه ‪903 /‬م فقتله مع طائفة من أصحابه‪.‬‬
‫ير أن ابن الفضل انقلب على حليفه باألمم جعفر المناخي وتقدم لقتاله إلى المعافر فى العام المقبل‬
‫سنة ‪292‬ه ‪904/‬م (‪ ، ،)99‬فلزم المناخي نقيل بردان(‪ )100‬مما أدى إلى هزيمة ابن الفضل وعودته‬
‫إلى بالد يافع(‪ )101‬ير أن ابن الفضل جمع جموعه وتقدم للمذيخرة(‪ )102‬فملكها‪ ،‬عندها هرب‬
‫المناخي إلى تهامة‪ ،‬فأمده صاحب زبيد بجيش كثيف‪ ،‬رجع به لمقاتلة ابن الفضل حيث التقيا فى‬
‫(‪)104‬‬
‫وادى نخلة(‪ ،)103‬فقتل المناخى‪ ،‬وانهزم جيشه‪.‬‬
‫عندما عاد ابن الفضل من صنعاء إلى عاصمته المذيخرة قامت تحالفات جديدة بين أهل صنعاء‬
‫والهادي يحي بن الحسين الرسي الزيدي في صعدة‪ ،‬حيث أرسل وجهاء صنعاء للهادي يطلبون منه‬
‫التقدم لحكم صنعاء بدال من ابن الفضل‪ ،‬وقد اشترط عليهم الهادي تقديم األموال الالزمة(‪ ،)105‬وقد‬
‫يكون الهادي وجد فى ذلك فرصة لتوطيد سلطانه وتوسيع دولته‪ ،‬وفى الوقت نفسه الحفاظ على‬
‫حدود دولته من توسعات ابن الفضل(‪ ،)106‬فتمكنت قواته من دخول صنعاء‪ ،‬وهزيمة قوات ابن‬
‫الفضل‪ ،‬وباشر الهادى سلطانه فيها(‪ )107‬وبعث ابنه محمد المرتضى واليا ً على ذمار‪ ،‬وأرسل والة‬
‫(‪)108‬‬
‫آخرين للمناط التابعة لصنعاء‪.‬‬
‫استطاع الهادي أثناء تواجده في صنعاء إقامة تحالف بينه وبين القوى السنية وخاصة مع الدعام بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وكون من ذلك الحلف جيشا ً موحداً استطاع إخراج أنصار ابن الفضل من صنعاء فى ‪19‬‬
‫رجب ‪297‬ه ‪909/‬م(‪ ،)109‬ولم يلبث أن لح بهم بقية القوى القادمة من صعدة والقبائل المجاورة لها‬
‫(‪)110‬‬
‫من خوالن وهمدان بقيادة محمد بن الهادي الذي دخل صنعاء فى ‪ 10‬شعبان ‪297‬ه ‪909/‬م‪.‬‬

‫)‬
‫(‪ - )94‬ابن أبي العالء‪ :‬هو محمد بن أبي العالء األصبحي (ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،189‬هامش‪2‬‬
‫)‬
‫(‪ )95‬جعفر المناخي‪ :‬هو األمير جعفر بن إبراهيم بن ذى المثلة الحميري‪( .‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،191‬هامش ‪. 1‬‬
‫(‪ )96‬الحمادى‪ ،‬محمد بن مالك‪ .)1986( ،‬كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬دار الصحوة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ص‪.54‬‬
‫(‪ )97‬خنفر‪ :‬فى مقاطعة يافع السفلى‪ ،‬وتبعد عن أبين نحو خمسة عشر ميالً (ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،190‬هامش ‪.)1‬‬
‫(‪ )98‬الخزرجي‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،48‬الرسولي‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪ ،86‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪،190‬‬
‫(‪ )99‬الخزرجي‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪،49‬الرسولي‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪ ،87‬الكبسي‪ ،‬محمد‪ .)1984( ،‬اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية‪،‬‬
‫مطبعة السعادة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪ ،14‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪ ،72‬شرف الدين‪ ،‬أحمد حسين‪ .)1986(،‬تاريخ الفكر اإلسالمي في اليمن‪ ،‬مطبعة‬
‫الكيالني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.87 ،86‬‬
‫(‪ )100‬نقيل بردان‪ :‬يقول األكوع‪ :‬إنه النقيل الذى يسمى اليوم نقيل المحرس أو نقيل األحمر‪ ،‬وفيه قرية بَ َردَان‪ ،‬بفتحات‪ .‬وبينه وبين مدينة‬
‫إب‪ ،‬ساعتين ونصف‪ ،‬إلى الجنوب الاربي منها‪( .‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،192‬هامش ‪ ،2‬الحمزى‪ :‬كن ز األخيار‪ ،‬ص‪ ،58‬هامش‪.)2‬‬
‫(‪ )101‬الرسولى‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪ ،87‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،192 ،191‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.193‬‬
‫)‪ -(102‬ال ُم َذي ِخ َرة‪:‬بلدة عامرة في العدين من أعمال محافظة إب‪ ،‬وهي مركز ناحية‪ ,‬وليست في جبل صبر‪(.‬األكوع‪:‬البلدان‬
‫اليمانية‪،‬ص‪،265‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪ )103‬وادى نخلة‪ :‬أحد أودية السراة باليمن‪ ،‬يقع فى الشرق الشمالي من تعز‪ .‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،195‬هامش ‪ ،3‬ابن‬
‫(‬

‫الديبع‪ :‬قرة‪ ،‬ص‪ ،193‬هامش‪ ،3‬الوصابى‪ ،‬وجيه الدين‪ .)1983( ،‬تاريخ وصاب المسمى االعتبار في التواريخ واآلثار‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد هللا‬
‫محمد الحبشي‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ص‪ ،23‬هامش ‪.)6‬‬
‫(‪ )104‬الحمادى‪ :‬كشف‪ ،‬ص‪ ،56‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 159‬‬
‫)‬

‫(‪ )105‬على زيد‪( ،‬د‪.‬ت) ‪ .‬معتزلة اليمن‪ ،‬دولة الهادي وفكره‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬صنعاء‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫(‪ )106‬أشواق مهدى‪ .)1997( ،‬التجديد فى فكر اإلمامة الزيدية في اليمن‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪ ،74‬على زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪،‬‬
‫ص‪.118‬‬
‫(‪ )107‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،199‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )108‬يحى بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،198‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )109‬العلوى‪ ،‬علي بن محمد‪ .)1981( ،‬سيرة الهادى إلى الح يحي بن الحسين‪ ،‬تحقي ‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪.395‬‬
‫(‪ )110‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،395‬المحلي‪ :‬الحدائ الوردية‪ ،‬ج‪ ،2‬ورقة ‪ ،24‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،15‬على زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪،‬‬
‫ص‪.121‬‬
‫‪143‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫لما كانت التحالفات هي وراء دخول محمد بن الهادي لصنعاء فقد كانت كذلك وراء خروجه منها‪،‬‬
‫فقد تمت تحالفات أخرى اجتمعت ضده‪ ،‬مما دفع أبيه الهادي أن يطلب منه الخروج من صنعاء حتى‬
‫ال تجتمع عليه القوى المتحالفة ضده قوات القبائل وقوات ابن الفضل (‪ ، )111‬فخرج منها فى شوال‬
‫‪297‬ه ‪909/‬م‪ ،‬متوجها ً إلى صعدة‪ ،‬األمر الذي سهل ألسعد بن يعفر دخول صنعاء‪ ،‬وتولى السلطة‬
‫فيها لمدة عام(‪ )112‬محاوالً الدفاع عنها من الخطر الشيعى الزيدى من الشمال‪ ،‬واإلسماعيلى من‬
‫(‪)113‬‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫استطاع أسعد بن يعفر حماية صنعاء من القوى الزيدية لكنه فشل في الوقوف أمام قوة ابن الفضل‬
‫الضاربة‪ ،‬الذي تمرد حتى على زميله في المذهب ابن حوشب بعد أن دخل صنعاء فى ‪ 9‬محرم‬
‫(‪299‬ه ‪911/‬م) (‪ )114‬مستفيداً من موت الهادي فى ‪ 10‬ذى الحجة ‪298‬ه ‪911/‬م(‪ ،)115‬ير أن خطته‬
‫في التحالفات اختلفت هذه المرة‪ ،‬فقد حاول إيجاد نوع من التوازن فى المناط الشمالية‪ ،‬بعد أن فقد‬
‫القوة العقائدية المتمثلة فى قوة زميله ابن حوشب التي كانت قائمة فى تلك المناط ‪ ،‬فعقد صلحا ً مع‬
‫اسعد بن يعفر على أن يتولى األخير أمر صنعاء باسم ابن الفضل‪ ،‬ونيابة عنه‪ ،‬شريطة الخطبة له‬
‫ولبم البياض‪ ،‬وقطع الخطبة لبنى العباس(‪،)116‬فأعلن والءه له مر ماً‪ ،‬حيث كان اسعد خائفا ً من‬
‫(‪)117‬‬
‫در ابن الفضل وهجومه عليه‪.‬‬
‫ظل أسعد بن يعفر يعمل الحيلة في القضاء على خصمه اللدود ابن الفضل وقد تمكن من ذلك عن‬
‫طري طبيب عراقي اتف معه على فصده ووضع السم في عروقه(‪ ،)118‬فكانت وفاة ابن الفضل‬
‫(‪)119‬‬
‫الخميم النصف من ربيع اآلخر سنة ‪303‬ه ‪915/‬م‪.‬‬
‫(‪)120‬‬
‫حتى تكون لديه جيش‬ ‫استال اسعد بن يعفر هذه الفرصة‪ ،‬فعمل على استنفار القبائل للحرب‬
‫(‪)122‬‬
‫وانظمت‬ ‫جرار من صنعاء ونواحيها(‪ )121‬خرج به من صنعاء فى رجب سنة ‪303‬ه ‪915/‬م‬
‫إليه قبائل ذمار ثم انضم إليهم زعماء الكالع(‪ )123‬في كحالن خبان(‪ ،)124‬وأضاف إليهم أهل الجند‬
‫والمعافر(‪ )125‬وأهل مخالف جعفر (‪ ،)126‬وتوجه بهم نحو المذيخرة فحاصرها لمدة عام كامل ثم‬
‫(‪)128‬‬
‫دخلها عنوة(‪ )127‬فى رجب سنة ‪304‬ه ‪916/‬م ‪.‬‬
‫وفي القرن الخامم الهجري استفاد المطرلفية الزيدية كثيراً من مساندة القبائل المجاورة ل ِه َج َرهم‪،‬‬
‫عن طري إبرام اتفاق مع هذه القوى القبلية‪ ،‬وكان من أهم بنود هذا االتفاق‪:‬‬
‫‪ -‬تلتزم جميع القبائل بالكف عن االعتداء على هذه ال ِه َجر ويلتزموا بحقوقها‪.‬‬

‫(‪ )111‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،395‬علي زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )112‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،198‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )113‬على زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫(‪ )114‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،397‬علي زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫(‪ )115‬العلوى‪ :‬سيرة الهادي‪ ،‬ص‪ ،397‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،201‬الحريرى‪ :‬االتجاهات المذهبية‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫(‪ )116‬يحى بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ :‬ج‪ ،1‬ص‪ ،202‬علي زيد‪ :‬معتزلة اليمن‪ ،‬ص‪.157 ،156‬‬
‫(‪ )117‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،205‬األهدل‪ ،‬الحسين بن عبد الرحمن‪ .)1986( ،‬تحفة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد هللا الحبشي‪،‬‬
‫منشورات المدينة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.161‬‬
‫(‪- )118‬الحمادى‪ :‬كشف‪ ،‬ص‪ ،69 ،68‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪،1‬ص‪.244 ،243‬‬
‫(‪ )119‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،244‬الرسولى‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪.95‬‬
‫(‪ )120‬الجرافي‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪ ،73‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )121‬الجندي‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،244‬االهدل‪ :‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫(‪ )122‬الحميري‪ ،‬نشوان‪ .)1985( ،‬الحور العين‪ ،‬تحقي ‪ :‬كمال مصطفى‪ ،‬تحقي ‪ :‬كمال مصطفى‪ ،‬المكتبة اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪،،254‬‬
‫ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬تعلي االكوع‪ ،‬ص‪ ،207‬هامش ‪.4‬‬
‫(‪ )123‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬تعلي االكوع‪ ،‬ص‪ ،207‬هامش ‪ ،4‬الوصابي‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )124‬العلوي‪ :‬سيرة الهادي‪ ،‬ص‪ ،403‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.209‬‬
‫(‪ )125‬الخزرجي‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،54‬الرسولي‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪.95‬‬
‫(‪ -)126‬العلوي‪ :‬سيرة الهادي‪ ،‬ص‪ ،403‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.209‬‬
‫(‪ )127‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،209‬د‪ .‬الحريرى‪ :‬االتجاهات‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫(‪ )128‬العلوي‪ :‬سيرة الهادي‪ ،‬ص‪ ،403‬نشوان الحميري‪ :‬الحور العين‪ ،‬ص‪ ،254‬وبذلك تم سح انصار ابن الفضل سنة ‪.915‬‬
‫‪Moncelon. Lada’w fatimid.www. univ-aix. 1995. 10. p‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -‬لهذه ال ِه َجر عدم االلتزام بالعادات القبلية‪ ،‬وبالتالي يجب عليها االبتعاد عن المنازعات القبلية‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على هذه ال ِه َجر أن تتمسك بأحكام الشريعة اإلسالمية وتعمل على تطبيقها‪.‬‬

‫لكل ذلك كانت الهجرة تزخر بالعلماء والقضاة وفي نفم الوقت كانت آمنة مؤمنة لكل من ورد إليها‬
‫(‪)129‬‬
‫في ليل أو نهار سواء كان ظالما أو مظلوما حتى يؤخذ الح منه أو له‪.‬‬
‫(‪)130‬‬
‫الكثير من أنصاره‬ ‫عندما ظهر على الصليحى أحجم عن تأييد اإلمام الزيدي أبى الفت الديلمى‬
‫(‪)131‬‬
‫كما حاول أ لب‬ ‫فحاول االستعانة بنجاي صاحب زبيد‪ ،‬والتحالف معه ضد على الصليحى‬
‫قبائل اليمن األعلى من همدان وحمير‪ ،‬ورؤساء ماارب اليمن األعلى ووجوه االحبوب االستعانة‬
‫باألشراف الزيدية لمقاتلة على الصليحى‪ ،‬فتوجهوا إلى جعفر بن القاسم العياني‪ ،‬وسألوه القيام معهم‬
‫لحماية بلدانهم من هجمات على الصليحى‪ ،‬فخرج معهم إلى صيد الب رار(‪ ،)132‬وفيها التقوا بجيوش‬
‫(‪)133‬‬
‫على الصليحى‪ ،‬التى هزمتهم سنة ‪443‬ه ‪1051/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األثر االجتماعي المترتب على نشر الفكر أو المذهب باإلكراه‪:‬‬
‫نتيجةً لما حققةه ابةن الفضةل مةن انتصةارات أخةذه الكبةر والاةرور فتعصةب لفكةره ومذهبةه ومةارس‬
‫الشدة المفرطة ضد خصومه من المذاهب األخرى سوا ًء سنة أو زيديةة‪ ،‬فلمةا دخةل صةنعاء فةى أول‬
‫ً‪)134(.‬‬
‫رجب ‪294‬ه ‪906/‬م‪ ،‬نال من أهلها مناالً عظيما‬
‫وبعد سقوط الدولة الصليحية ‪532‬ه ‪1137/‬م ضةعفت الةدعوة الطيبيةة االسةماعيلية كثيةرا ‪ ،‬وقويةت‬
‫الدعوة الحافظية االسماعيلية على حسابها‪ ،‬مما جعل أنصار الدعوتان يدخالن في صراع مرير كل‬
‫(‪)135‬‬
‫طرف يحاول القضاء على اآلخر بالقوة‪ ،‬فمنذ سنة ‪561‬ه ‪1166/‬م دخل السلطان علي بن حاتم‬
‫الذي تبنى الدعوة الحافظيةة فةي صةراع مةع السةلطان الطيبةي حةاتم بةن إبةراهيم الحامةدي(‪ ،)136‬الةذي‬
‫(‪)137‬‬
‫هزم وطورد من قبل بني حاتم حتى حصن كوكبان‪.‬‬
‫ولما دخل اإلمام عبةد هللا بةن حمةزة هجةرة قاعةة ‪603‬هة ‪1206/‬م عةرض علةى أهلهةا البةراءة مةن‬
‫مذهب المطرفية ولعن كبارها‪ ،‬والدخول في اإلسالم باللفظ‪ ،‬وقبضت دور وأمالك الذين أُجلُوا عنهةا‬
‫لبيت المسةلمين‪ ،‬واعتبةر مسةجد قاعةة مسةجد ضةرار ‪ ،‬عنةدها سةلمت بقيةت الهجةر لإلمةام بةالقوة‬
‫(‪)138‬‬

‫فأقبلةةةت المطرفيةةةة مةةةن هجرهةةةا أفةةةرادا وأزواجةةةا ودخلةةةوا فةةةي طاعةةةة اإلمةةةام‪ ،‬واعتنقةةةوا مةةةذهب‬
‫اإلختراع(‪ ،)139‬واستمر الهدوء بين الطرفين حتى قيام محمد بن منصور بن مفضل بجمةع المطرفيةة‬
‫في وقش و يرها من المناط ‪ ،‬وأنكروا ما قام به اإلمام عبد هللا بن حمزة من تكفير المطرفيةة(‪،)140‬‬

‫(‪ - )129‬سيد مصطفى سالم‪ .)1982( ،‬وثائ يمنية‪ ،‬دراسة وثائ تاريخية‪ ،‬طبعة دار لكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪221-220‬‬
‫)‪ -(130‬هو أبو الفت بن ناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبد هللا بن أحمد بن عبد هللا بن علي بن الحسين بن زيد بن‬
‫الحسن بن علي بن أبي طالب‪(.‬المحلي‪ ،‬حسام الدين حميد‪:‬الحدائ الوردية في مناقب أئمة الزيدية‪ ،‬مخطوط مصور لدى الباحث عن صورة‬
‫لدى الدكتور عبد الرحمن الشجاع‪ ،‬صورة باألوفست‪ ،،‬ج ‪،2‬ص‪.)99‬‬
‫(‪ -)131‬العقيلى‪ ،‬محمد أحمد‪( ،‬د‪.‬ت)‪ .‬المخالف السليماني‪ ،‬دار اليمامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪ ،153‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫(‪ - )132‬صيد البرار‪ :‬الب رار األسفل‪ ،‬والبرار األعلى من قرى عزلة حمدة‪ ،‬ناحية ريدة‪( .‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،74‬هامش‪ 2‬للمحق ‪.‬‬
‫)‬

‫(‪ - )133‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.49 ،48‬‬


‫(‪ - )134‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪.394‬‬
‫)‪ - (135‬السلطان على بن حاتم من أسرة الياميين‪ ،‬استقل بحكم صنعاء عن الدولة الصليحية في أواخر عهد السيدة بنت أحمد الصليحي‬
‫ور م أنه من أحد قادة اإلسماعيلية فى اليمن‪ ،‬إال أنه سيدخل فى صراع مع دعاتهم‪ (.‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.)209‬‬
‫)‪ - (136‬الداعى إلسماعيلى حاتم بن إبراهيم الحامدى‪ ،‬الذى تولى أمر الدعوة اإلسماعيلية الطيبية فى اليمن سنة ‪557‬ه ‪1162/‬م خلفا ً ألبيه‪،‬‬
‫وكان مقيما ً فى شبام حراز‪ ( .‬محمد السروري‪ :‬الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في اليمن في عهد الدويالت المستقلة من سنة‪429‬ه ‪-1/‬‬
‫‪37‬م إلى ‪626‬ه ‪1228/‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪1997 ،‬م‪ ،‬ص‪.)210‬‬
‫(‪ - )137‬الدجيلي‪ :‬الحياة الفكرية‪ ،‬ص‪ ،48‬الحداد‪ :‬تاريخ اليمن‪،‬ص‪.226‬‬
‫(‪ -)138‬ابن دعثم‪ :‬السيرة الشريفة المنصورية‪،‬ج ‪،3‬ص‪.965‬‬
‫(‪ - )139‬ابن دعثم‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬نفم الجزء والصفحة‪.‬‬
‫(‪- )140‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج ‪،1‬ص‪.397‬‬
‫‪145‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫عنةةدها ق ةرلر اإلمةةام حسةةم أمةةر المطرفيةةة عسةةكريا عةةن طري ة القتةةال‪ ،‬فقةةتلهم وسةةباهم‪ ،‬وأمةةر بهةةدم‬
‫(‪)141‬‬
‫مساجدهم‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اآلثار االجتماعية أثناء المعارك والحروب بين القوى المتنافسة‪:‬‬


‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن استخدام العيون والجواسيس‪:‬‬

‫هناك إشارات تؤكد أن بنى نجاي فى دهلك(‪ )142‬كانوا سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م على اتصال بعاصمتهم‬
‫زبيد عن طري بعت الشخصيات الهامة فى المدينة‪ ،‬وأن تقاريراً كاملة عن تحركات على‬
‫الصليحى كانت تنقل إليهم‪ ،‬فتذكر رواية بامخرمة أن أخبار على الصليحى كانت عند سعيد االحول‬
‫بن نجاي(‪" )143‬فى كل وقت وحين من جواسيم له بزبيد وأعمالها"(‪ ،)144‬ويبدو أن مؤامرة قد‬
‫حيكت من المالوب على أمرهم فى موكب الصليحى‪ ،‬وامتدت خيوطها إلى االحول‪ ،‬كما قاموا‬
‫(‪)145‬‬
‫بتصاير شأن االحول وتسهيل أمره فى عين الصليحى كلما أعد لألمر عدته‪.‬‬
‫كما كان للنساء دور في التحريت على القتال‪ ،‬ففي سنة ‪460‬ه ‪1068/‬م كتبت أسماء بنت‬
‫شهاب(‪ )146‬كتابا ً البنها المكرم من سجنها فى زبيد مع رجل مشرقي(‪ )147‬شحاذ‪ ،‬أعطته ر يفا ً به‬
‫رسالة إلى المكرم‪ ،‬حاولت فيها إستثارة الحمية والايرة لدى القبائل اليمنية ضد بنى نجاي‪ ،‬بأن‬
‫ادعت كذبا ً أنها حبلى من سعي د االحول‪ ،‬وطلبت من المكرم أن يدركها وإال فهو العار‬
‫(‪)148‬‬
‫والفضيحة‪.‬‬
‫وعندما استطاع المكرم الصليحي قتل سعيد األحول سنة ‪461‬ه ‪1069/‬م عاد أخوه جياش إلى زبيد‬
‫وبث العيون الستطالع األمر فيها‪ ،‬فعرف أن األحباش"في البالد كثيرون‪ ،‬وأنهم يُع َد ُمون رأسا ً‬‫ل‬
‫(‪)149‬‬
‫يثورون معه" ‪ ،‬األمر الذي دفعه للتخطيط إلعادة دولته بعد أن جمع حوله ما يقارب خمسة‬
‫آالف مقاتل يحملون الحراب‪ ،‬وبهم استطاع جياش طرد الوالي الصليحي من زبيد واستولى‬
‫(‪)151‬‬
‫عليها(‪ ،)150‬وبعد قيام دولته أكثَ َر من الحبشة حتى كان يركب في عشرين ألفا ً منهم ‪ ،‬وهو ما‬
‫يدلل على األعداد الكبيرة التي وصل إليها الحبشة في بالد اليمن‪.‬‬

‫(‪ - )141‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،1‬ص‪.400‬‬


‫(‪ - ) 142‬دهلك ‪ :‬بفت أوله وسكون ثانيه‪ ،‬والم مفتوحة‪ ،‬وآخره كةاف‪ ،‬اسةم أعجمةى معةرب‪ ،‬مجموعةة جةزر قبالةة جزيةرة كمةران‪،‬‬
‫تابعة إلرتريا‪ ( .‬ياقوت الحموى ‪ :‬البلدان‪ ،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪ ، 114‬األكوع ‪ :‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص ‪ ، 12‬هامش ‪ ، ) 6‬وقد اهتم ال مستشرقون‬
‫ب ثار دهلك اإلسالمية‪ ،‬وشواهد قبورها أمثال‪ :‬جيوفانى أومان‪ ،‬والمستشرقة الفرنسية مارلين شنيدر‪ ،‬ولمعلو مات أكثر عن‬
‫دهلك أنظر‪:‬‬
‫‪Schnieider, M. steles funeraires musulmanes des lles Dahlak , lecaive – Ifao 1980, lofgrin , o. EL.,art.‬‬
‫‪Dahlak, I I ,p. 32.‬‬
‫)‪ - (143‬هو سعيد األحول بن نجاي الحبشي‪ ،‬استطاع قتل علي بن محمد الصليحي عندما كمن له في طري الحج سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م‪،‬‬
‫وأسر زوجته أسماء بنت شهاب‪ ،‬وأعاد ملك النجاحين في تهامة‪ .‬انظر‪( :‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،77 ،76‬عبد هللا الحبشي‪ :‬معجم النساء‬
‫اليمنيات‪ ،‬دارا لحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪1988 ،1‬م‪ ،‬ص‪.)15‬‬
‫(‪ -)144‬الحريرى‪ :‬دراسات وبحوث‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫(‪ - )145‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،252‬هامش‪.1‬‬
‫)‪ - (146‬أسماء بنت شهاب هي زوجة علي بن محمد الصليحي‪ ،‬ولما قام أوالد جياش بن نجاي بقتل زوجها أثناء توجهه للحج سنة‬
‫‪459‬ه ‪ 1067/‬م أخذوها معهم أسيرة إلى زبيد وظلت هناك حتى استطاع ابنها المكرم تخليصها من األسر‪ .‬انظر بتصرف (عمارة‪ :‬تاريخ‬
‫اليمن‪ ،‬ص‪ ،38‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،258‬عبد هللا الحبشي‪ :‬معجم النساء اليمنيات‪ ،‬ص‪.)15‬‬
‫(‪ )147‬انظر‪( :‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬تعلي المحق ‪ ،‬ص ‪ ،256‬هامش ‪.)1‬‬
‫(‪ )148‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪ ،39‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪2‬ص‪ ،488‬ابن الديبع‪ :‬الفضل المزيد على باية المستفيد في أخبار مدينة زبيد‪،‬‬
‫تحقي ‪ :‬يوسف شلحد‪ ،‬المركز اليمني‪ ،‬للدراسات والبحوث‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ -)149‬بامخرمة‪ :‬تاريخ ثار عدن‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1991 ،2‬م‪،‬ج ‪،2‬ص‪.44‬‬
‫(‪ -)150‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،2‬ص‪.44‬‬
‫(‪ -)151‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،2‬ص‪.45‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪146‬‬

‫وفي سنة ‪551‬ه ‪ 1156/‬م تقدم اإلمام أحمد بن سلميان نحو زبيد‪ ،‬إلنجاد بني نجاي من ابن‬
‫مهدي(‪ ،)152‬ولما وصل إلى مناط نفوذ ابن مهدي‪ ،‬وأخبره من أرسلهم عيونا ً وطالئع للقوم أن ابن‬
‫مهدي في مكان قريب مع عدد قليل من أصحابه‪ ،‬فَهَ لم لإل ارة عليه‪ ،‬ففضلت القبائل اإل ارة على‬
‫(‪)153‬‬
‫زبيد لنهبها‪.‬‬

‫‪ -‬اآلثار االجتماعية الناتجة عن الحصار‪:‬‬

‫ل لما هُزم ابن حوشب من قبل صاحبه سابقا علي بن الفضل‪ ،‬وانسحب إلى بلد العة(‪ ،)154‬ثم صعد‬
‫جبل الجميمة القريب من مسور(‪ ،)155‬لحقه ابن الفضل سنة ‪302‬ه ‪914/‬م‪ ،‬وحاصره فيه ثمانية‬
‫أشهر(‪ ،)156‬وفي سنة‪ 306‬ه ‪918/‬م تقدم جند اإلمام الناصر أحمد بن الهادي يحي بن الحسين‬
‫الزيدي وطارد بقايا اإلسماعيلية حتى دخلوا المصانع‪ ،‬ثم أجلتهم عن حصن ُمدَع‪،‬وحاصرتهم في‬
‫(‪)157‬‬
‫جبل تخلى‪،‬وهو حصنهم األعظم ‪،‬واشتد حصار اإلسماعيلية فيه‪" ،‬حتى أيقنوا بالهالك "فلجئوا‬
‫(‪)158‬‬
‫إلى الزياديين في زبيد يطلبون منهم إنقاذه م‪.‬‬
‫وفي سنة‪448‬ه ‪ 1056/‬استطاع علي الصليحي هزيمة الزيدية ومن معها من القبائل فى موقعة‬
‫حاز(‪ ، )159‬ففر الشريف الفاضل الزيدي ومن معه من رؤساء القبائل واألنصار‪ ،‬الذين بلاوا ألف‬
‫مقاتل إلى حصن الهرابة(‪ )160‬لتحصين أنفسهم من قوات الصليحى التى لم تلبث أن لحقت بهم‬
‫وأحكمت الطوق والحصار عليهم فى الهرابة سبعين يوما ً(‪ )161‬ثم رمتهم بالمنجنيقات‬
‫(‪)162‬‬
‫والعرادات‪.‬‬
‫(‪)163‬‬
‫حاول الشريف الفاضل خالل هذا الحصار استنجاد شريف مكة شكر بن أبى الفتوي الحسنى‬
‫حيث أرسل إليه الشريف عيسى بن عياش‪ ،‬ير أنه لم ينجد بمال وال رجال(‪ )164‬واستمر الحصار‬
‫خالل شهرى جمادى األولى واآلخرة‪ ،‬وحتى العاشر من رجب ‪448‬ه ‪1056/‬م‪ ،‬انتهى هذا الحصار‬
‫(‪)165‬‬
‫باستسالم الشريف الفاضل وأنصاره‪ ،‬وأخذ الشريف الفاضل أسيراً إلى صنعاء‬

‫)‪ - (152‬هو علي بن مهدي بن محمد ينسب إلى رعين من حمير بدأ حياته بإظهار الزهد والتنسك‪ ،‬والتزود بالعلوم الدينية‪ ،‬وكان يسكن قرية‬
‫العنبرة‪ ،‬في أسفل وادي زبيد‪ ،‬على مقربة من سف البحر‪(.‬ابن الديبع‪:‬قرة العيون‪،‬ص‪،360‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪،‬ج ‪،1‬ص‪،)299‬‬
‫وبدأ نشاطه بدعوة أهل تهامة إلى اعتزال الحكام باعتبارهم ظلمة‪ ،‬و ير متقيدين بالدين‪ ،‬وبالتالي رأى وجوب مقاومتهم‪(.‬د‪ .‬محمد‬
‫الحريري‪ :‬معالم التطور السياسي في دولة بني نجاي باليمن وعالقاتهم بالصليحيين‪،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪،‬ط‪1،1984‬م‪،‬ص‪،)78‬‬
‫(‪ -)153‬الثقفي‪ :‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪،‬ص‪.235‬‬
‫)‪َ - (154‬عدَن العَة‪ :‬قرية تقع شمال رب صنعاء‪ ،‬في عزلة بني علي‪ ،‬لواء حجة‪( .‬الحجري‪ :‬مجموع بلدان اليمن وقبائلها‪،‬ج ‪،4‬ص‪،677‬‬
‫الحمزي‪:‬كن ز األخيار‪،‬ص‪ ،55‬هامش‪ ،)3‬وهي اآلن أطالل قد خربت‪(.‬ال َجنَ ِدي‪:‬السلوك‪ ،‬ج ‪،1‬ص‪ ،233‬تعلي األكوع‪ ،‬هامش‪ ،)4‬وهى‬
‫منطقة تقع على مسافة يوميين من الارب لصنعاء‪ ،‬وفي المرتفعات العليا لوادي العة‪ .‬انظر‪C.L. Geddes ,The Apostasy , :‬‬
‫‪of``Ali b. al-Fadl, Arabean and Islamic Studies, Longman London and New York,1983.PP.80 -85..P.80.‬‬
‫)‪ - (155‬حصن من أعمال صنعاء اليمن‪( .‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج ‪،5‬ص‪.)129‬‬
‫(‪ )156‬األهدل‪ :‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪ ،160‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫(‪ -)157‬مسلم اللحجي‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ -)158‬العلوي‪:‬سيرة الهادي‪،‬ص‪ ،405‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪،‬ج ‪،1‬ص‪.212‬‬
‫)‪َ - (159‬حاز‪:‬قرية من عزلة َجشَم ناحية همدان‪ ،‬تقع على وادي َحاز على بعد ‪28‬كيلو متراً‪ ،‬في الشمال الاربي لمدينة صنعاء‪(.‬الربعي‪:‬‬
‫سيرة األميرين‪،‬ص‪،94‬هامش‪ 1‬للمحق )‪.‬‬
‫(‪ )160‬الهرابة‪ :‬أكمة فى بالد وادعة الظاهر‪ ،‬بين وادعة وبنى يثمة‪ ،‬ببالد حاشد الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،32‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪،‬‬
‫(‬

‫ص‪ ،82‬هامش‪.)3‬‬
‫(‪ )161‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،252‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،32 ،‬العقيلى‪ :‬المخالف‪ ،‬ص‪ 153‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪ ،83‬حسن‬
‫سليمان محمود‪ .)1969(،‬تاريخ اليمن السياسى في العصر اإلسالمي‪ ،‬المجمع العراقي‪ ،‬ط‪1969 ،1‬م‪ ،‬ص‪.180 ،189‬‬
‫(‪ )162‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،252 ،1‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،32‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )163‬هو فجر المعالى أو تاج المعالى‪ ،‬أبو عبد هللا شكر بن أبى الفتوي‪ ،‬أصله من ملوك مكة السليمانيين‪ ،‬من بنى حسن‪ ،‬نسبة إلى سليمان‬
‫بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط‪ ،‬تولى والية مكة بعد أبيه ‪430‬ه (الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪ ،89‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪ )164‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،104‬د‪.‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )165‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،104‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪147‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫استمر الشريف الفاضل مع علي الصليحي فترة تسعة أشهر‪ ،‬وهي الفترة التي حاصر بها علي‬
‫(‪)166‬‬
‫‪،‬وانتهى الحصار بتسليم يعفر الكرندي نفسه لعلي الصليحي في رمضان‬ ‫الصليحي حصن السوا‬
‫ً‬
‫سنة ‪450‬ه ‪1058/‬م‪ ،‬زامن ذلك وصول الشريف جعفر بن القاسم العياني من صعدة‪ ،‬طالبا من‬
‫الصليحي اإلفراج عن ابنه الفاضل(‪.)167‬‬
‫عندما خرج المكرم إلى شهارة في سنة ‪461‬ه ‪1068/‬م‪ ،‬فرض الحصار على جميع جهاتها ير أنه‬
‫لم يلبث أن عاد إلى صنعاء‪ ،‬وترك استمرار الحصار لبعت قواده مثل سبأ بن أحمد الصليحي‪،‬‬
‫وأبي الحسن بن الجناي‪ ،‬وقد استمر الحصار لمدة خمسة أشهر انسحب بعدها الصليحيون إلى‬
‫(‪)168‬‬
‫صنعاء‬
‫لما أعادت الزيدية رص صفوفها استطاع الشريف الفاضل السيطرة على ثال‪ ،‬ثم زحف إلى صنعاء‬
‫وحاصرها سنة ‪ 466‬ه ‪ ،‬وشن عليها عدة ارات من حصن ذى مرمر‪ ،‬فاشتد الحصار على من‬
‫فيها‪ ،‬وقلت األقوات‪ ،‬وارتفعت األسعار‪ ،‬وقاسى أهل صنعاء الجوع وويالت الحصار(‪ ،)169‬وفي‬
‫نفم الوقت عمل ذو الشرفين على مهاجمة صنعاء من جهة الارب ‪ ..‬فوصلت اراته إلى يل‬
‫البرمكى بصنعاء(‪ )170‬وقد دفع هذا الهجوم بالصليحيين للتفكير فى نقل عاصمتهم من صنعاء لى ذى‬
‫جبلة(‪ ،)171‬وهو الذي تم بالفعل بعد ذلك‪.‬‬
‫وفي سنة ‪553‬ه ‪1158/‬م شدد ابن مهدي الحصار على زبيد‪ ،‬واستبسل أهلها في الدفاع عنها‪ ،‬حتى‬
‫قال عمارة‪":‬أنه لم تصبر أمة على الحصار والقتال مثل ما صبر عليه أهل زبيد‪ ،‬ألنهم قاتلوا ابن‬
‫(‪)172‬‬
‫مهدي قتاالً شديداً‪ ،‬وقُتِل منهم الكثير‪،‬ونالهم الجوع حتى أكلوا الميتة من شدة الجهد والبالء" ‪،‬‬
‫وذكر الثقفي أنه قتل من أهل زبيد في اليوم األول من هذا الحصار ألف قتيل على سور المدينة‪،‬‬
‫وفي اليوم الثاني ثمانمائة رجل فما فلهم ذلك وال كسرهم(‪ ،)173‬إال أن زبيد في نهاية األمر سقطت‬
‫تحت ضربات ابن مهدي فدخلها وأسقط حكم بني نجاي‪.‬‬
‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن األسر سواء في المعارك أو خارجها‪:‬‬

‫قام آل طريف بمهاجمة الهادي يحي بن الحسين بجموع كثيرة في رجب ‪290‬ه ‪903/‬م‪ ،‬وألحقوا به‬
‫(‪)175‬‬ ‫(‪)174‬‬
‫‪،‬واضطر اإلمام الهادي إلى العودة إلى صعدة‪،‬‬ ‫‪،‬وأَ َسرُوا ابنه محمد المرتضى‬
‫َ‬ ‫هزيمة منكرة‬
‫(‪)176‬‬
‫في السنة نفسها ‪،‬تاركا ً ابنه في يد أعدائه الذي لم يخرج من سجنه إال بفضل الجهود التي بذلها‬
‫أسعد بن أبي يعفر الذي عمل على تخليصه من األسر‪ ،‬بعد أن تجمع حوله كثير من الجند فهاجم بهم‬
‫(‪ -)166‬السوا‪:‬عزلة من بالد الحجرية‪ ،‬مركزها النشمة‪ ،‬وتقع بين التربة وتعز‪(.‬الحمزي‪:‬كن ز األخيار‪،‬ص‪ ،47‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪-)167‬الربعي‪:‬سيرة األميرين‪،‬ص‪ .115،116‬انظر‪:‬‬
‫‪Wilferd Madelung, The sirat Al-Amirayn,Volume1,Part1.P.72.‬‬
‫(‪ -)168‬الربعي‪ :‬سيرة األميرين‪،‬ص‪،174‬لكبسي‪:‬اللطائف‪،‬ص‪،36‬الفقي‪:‬اليمن‪،‬ص‪.183‬‬
‫‪Wilferd Madelung,OP.Cit.P.76.‬‬
‫(‪ )169‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،231‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،267 ،266‬د‪ .‬الفقى‪ :‬اليمن‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫(‪ )170‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص ‪ ،237‬د‪ .‬السرورى‪ :‬األحوال السياسية‪ ،‬ص ‪ ،502‬يل البرمكى‪ :‬من يول صنعاء‪ ،‬يسقى مزارع بيت‬
‫ميعاد‪ ،‬جنوبى صنعاء‪ ،‬ومنابعه من بالد سنحان‪( .‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص ‪ ،237‬هامش ‪ 1‬للمحق )‪.‬‬
‫(‪ )171‬د‪ .‬السرورى ‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص ‪ ، 130‬ومدينة ذى جبلة‪ :‬اختطها عبد هللا بن محمد الصليحى سنة ‪ 458‬ه ‪ 1066 /‬م‪ ،‬وهى‬
‫مدينة بين نهرين جاريين فى الصيف والش تاء‪ ،‬يقال أنها تسمت باسم يهودي كان يبيع الفخار‪ .‬انظر‪ ( :‬عمارة ‪ :‬تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص ‪ ،46‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص ‪.)261‬‬
‫(‪ -)172‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪،‬ص‪،123‬‬
‫‪Joesph chelhod, L'Arabie du Sud Histoire et Civilisation, Tomell,La Societe Yemenite De L'hegire Aux‬‬
‫‪Ideologies Modernes,P.39.‬‬
‫(‪ -)173‬الثقفي‪:‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪،‬ص‪.233‬‬
‫(‪ -)174‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪ -)175‬الهمداني‪ ،‬الحسن بن يعقوب‪.)1986( ،‬اإلكليل‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد على األكوع‪ ،‬منشورات المدينة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،3‬ج ‪،10‬ص‪.67‬‬
‫(‪ -)176‬العلوي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ص‪،250‬يحي بن الحسين‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪.37-35‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪148‬‬

‫(‪)177‬‬
‫‪،‬وأطل سراي محمد بن الهادي وأرسله في حراسة‬ ‫قلعة بُوس في صفر سنة ‪291‬ه ‪903/‬م‬
‫(‪)178‬‬
‫مشددة إلى ِشبَام‪.‬‬
‫في سنة ‪ 302‬ه ‪ /‬لم يرفع ابن الفضل الحصار عن زميله ابن حوشب في مسور حجة إال بعد أن‬
‫(‪)179‬‬
‫قدم ابن حوشب ولداً من أوالده رهينة عند ابن الفضل‪ ،‬كدليل على دخوله فى طاعته‪.‬‬
‫كما قام علي الصليحي بأسر جعفر بن القاسم العياني الزيدي وظل معه أثناء انتقاله إلى المناط‬
‫(‪)180‬‬
‫الوسطى للسيطرة عليها سنة ‪450‬ه ‪1058/‬م‪ ،‬فح اول استمالته إلى صفه‪.‬‬
‫وفي سنة ‪536‬ه ‪1141/‬م قام محمد بن القدمي من قبيلة بني حي بالسطو على قافلة التجارة في‬
‫الطري ما بين نجران وصعدة‪ ،‬فسلبها وقتل أحد رجالها‪ ،‬فخرج إليه اإلمام أحمد بن سليمان واحكم‬
‫الحصار عليه‪ ،‬فَ ُسلِّم أخوه الحسن بن القُ َد ِمي‪ ،‬وأربعة معه‪ ،‬بينما هرب محمد بن القُ َد ِمي‪ ،‬فتقدم اإلمام‬
‫إلى حصن ابن القُ َد ِمي وأحرقه‪،‬ولم يلبث ابن القُ َد ِمي أن جمع جموعه فالتقى بقوات اإلمام التي‬
‫(‪)181‬‬
‫هزمته وفرقت جموعه‪.‬‬
‫استنجد أوالد اإلمام أحمد بن سليمان بالسلطان علي بن حاتم ضد األشراف القاسمين‪ ،‬بعد أن قبضوا‬
‫على اإلمام وسجنوه في مصنعة أثافت(‪ )182‬سنة‪565‬ه ‪1175/‬م‪ ،‬وفي ذلك يقول صاحب سيرة‬
‫اإلمام‪ ..":‬وقعت المكاتبة والمطالبة من السلطان علي بن حاتم اليامي إلى فليته[الذي سجن اإلمام في‬
‫أثافت من آل القاسم] في أمر اإلمام‪َ ،‬ويُقَبِّ عليهم لَز ُمه‪ ،‬ويشير بإطالقه‪ ،‬ويطالع السالطين من نَه م‬
‫وبني َد لعام‪ ،‬والشيخ األجل علي بن دعفان البحيري‪ ،‬ويأمرهم باالجتماع والحركة إلى جهة فليته‬
‫إلخراج اإلمام"(‪.)183‬‬
‫شن ابن مهدي الاارات على أ لب مناطقها بعد أن التف حوله الكثير من األنصار‬ ‫أما في تهامة فقد ل‬
‫(‪)184‬‬
‫حتى "أجلى جميع أهل البوادي‪ ،‬وقطع الحرث والقوافل التجارية" ‪" ،‬فانقطع الناس عن السفر‬
‫من زبيد إلى عدن‪ ،‬ومن عدن إلى زبيد‪ ،‬مدة ثالث سنين‪ ،‬فقضى ذلك برخص بضائع كل بلد منهما‪،‬‬
‫و الئها في البلد اآلخر‪ ،‬حتى صار ما يساوي دينارا بربع دينار‪ ،‬وما يساوي ديناراً في البلد اآلخر‬
‫(‪)185‬‬
‫‪ ،‬كما شدد ابن مهدي الحصار على زبيد ‪553‬ه ‪1158/‬م ‪ ،‬واستبسل أهلها في‬ ‫بأربعة دنانير"‬
‫الدفاع عنها‪ ،‬حتى قال عمارة‪":‬أنه لم تصبر أمة على الحصار والقتال مثل ما صبر عليه أهل زبيد‪،‬‬
‫ألنهم قاتلوا ابن مهدي قتاالً شديداً‪ ،‬وقُتِل منهم الكثير‪،‬ونالهم الجوع حتى أكلوا الميتة من شدة الجهد‬
‫(‪)186‬‬
‫والبالء"‪.‬‬

‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن القتل في المعارك المختلفة‪:‬‬

‫(‪ -)177‬المصدر الساب ‪،‬ص‪.272 ،271‬‬


‫(‪ -)178‬المصدر الساب ‪،‬ص‪.273‬‬
‫(‪ )179‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،205‬د‪ .‬محمد الحريرى‪ :‬االتجاهات‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫(‪ )180‬ابن الديبع‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ص‪ ،115-110‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ص‪ ،252‬حاول على الصليحى مناضرة الشريف الفاضل فى‬
‫الطري ‪ ،‬محاوالً كسبه إلى صفه‪( .‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪.)112 ،111‬‬
‫(‪ -)181‬الثقفي‪ :‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪ ،‬ص‪ ،108-101‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪،‬ج ‪،1‬ص‪.300‬‬
‫)‪ -(182‬أَثَافِت‪:‬قرية باليمن ذات كروم كثيرة وكانت تسمى في الجاهلية دُرنَا بضم الدال‪(.‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪،‬‬
‫ج ‪ ،1‬ص‪.)170‬‬
‫(‪ -)183‬الثقفي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ص‪.Al-Akwa, OP.Cit.P.215 ،308‬‬
‫(‪ -)184‬اليماني‪ ،‬ابن عبد المجيد‪ . )1985(،‬تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬دار الكملة‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬ص ‪ ،74‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪،‬ص‪،362-361‬الوصابي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ص‪ ،106‬ويذكر الثقفي أن ابن مهدي "كان يأمر أصحابه‬
‫أن يازوا قرى تهامة‪ ،‬وهي خيام فيحرقونها في الليل‪ ،‬ومن فيها‪ ،‬فما زال كذلك حتى أقفروا أكثر تهامة"‪(.‬الثقفي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ص‪.)233‬‬
‫(‪ -)185‬اليمني‪ ،‬عمارة بن أبي الحسن‪.)1991(،‬النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية‪،‬تصحي ‪:‬هرتويغ درنبرغ‪،‬مكتبة‬
‫مدبولي‪،‬القاهرة‪،‬الطبعة الثانية‪،،‬ص‪.27-26‬‬
‫(‪ -)186‬اليمني‪ ،‬عمارة‪ .)1992( ،‬تاريخ اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد زينهم محد عزب‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،،1‬ص‪،123‬‬
‫‪Joesph chelhod, L'Arabie du Sud Histoire et Civilisation,P.39.‬‬
‫‪149‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫لما خرجت قوات ابن الفضل باتجاه ذمار‪294‬ه ‪906 /‬م ‪ ،‬دخلتها بعد أن هرب الزيدية منها‪،‬‬
‫واستطاع ذو الطوق اليافعى ‪ -‬أحد قواد ابن الفضل ‪ -‬تعقب محمد بن الروية ‪ -‬أحد قواد اإلمام‬
‫(‪)188‬‬
‫الهادى ‪ -‬فى بالد رداع(‪ )187‬وقتله‪.‬‬
‫كما اشتد القتل في االسماعيلية من قبل الزيدية في عهد الناصر الزيدي‪ ،‬وفي ذلك يقول صاحب‬
‫سيرة الناصر عن معركة نفاش(‪ )189‬مع اإلسماعيلية سنة‪ 306‬ه ‪918/‬م‪":‬لقد شهدت الحروب‬
‫وعاينتها منذ بلات ال ُحلُم فما رأيت يوما كيوم نُفَاش‪ ،‬أكثر قتالً ممن رأيته وعلمته‪ ،‬قتل من أعداء هللا‬
‫(‪)190‬‬
‫القرامطة‪..‬فقد سمعت للدماء خريرا كخرير الماء إذا هبط من صعود" ‪ ،‬ويقول‪":‬وكان القتل‬
‫(‪)191‬‬
‫للقرامطة في كل شعب وواد وشرف‪..‬ولقد اجتهدنا أن نعرف مبلغ القتلى فما ق درنا"‪.‬‬
‫وفي عهد أسعد بن يعفر استطاع حصار عاصمة ابن الفضل المذيخرة ودخولها والقضاء على من‬
‫بها من االسماعيلية‪ ،‬ثم عاد إلى صنعاء سنة ‪305‬ه ‪917/‬م ثم قام بقَت ََل أسراه ومن ضمنهم ولدين‬
‫البن الفضل‪ ،‬وقطع رؤوسهم‪ ،‬وبعث برؤوسهم إلى أمير مكة‪ ،‬فعرضت فى موسم الحج(‪ )192‬ثم بعث‬
‫به ا إلى العراق‪.‬‬
‫ً(‪)193‬‬
‫من قبائل صنعاء وأهل‬ ‫ولما ظهر علي الصليحي خرج جعفر بن عباس الشاورى بثالثين ألفا‬
‫انتهت بقتل‬ ‫(‪)194‬‬
‫ال ُسنلة لقتاله‪ ،‬فدارت معركة شديدة بين الطرفين فى شعبان سنة ‪439‬ه ‪1047/‬م‬
‫جعفر الشاورى(‪ )195‬وكثير من أصحابه‪.‬‬
‫كما التقى الصليحى مع اإلمام أبى الفت الديلمى فى منطقة نجد الجاي شرقى مدينة رداع‪ ،‬فدارت‬
‫معركة كبيرة بين الطرفين‪ ،‬انتهت بقتل اإلمام الديلمى ونيف وسبعين من أنصاره‪ ،‬فى سنة‬
‫‪444‬ه ‪1052/‬م‪ ،)196(.‬وظل جيش علي الصليحي يترقب الشريف الفاضل الزيدي وأعوانه من‬
‫قبائل همدان فى قراتل(‪ )197‬بالقرب من حاز(‪ )198‬وفيها دارت معركة كبيرة فى المحرم سنة‬
‫‪448‬ه ‪1056/‬م‪ ،‬انتهت بهزيمة قاسية للشريف الفاضل وأعوانه من القبائل‪ ،‬وقتل كثير من‬
‫(‪)199‬‬
‫زعمائهم‪.‬‬
‫ولما جمع بني نجاي عددا كبيرا من السودان‪ ،‬قدر بنحو عشرين ألف رجل‪ ،‬تقدم إليهم على‬
‫الصليحى فى ‪450‬ه ‪1058/‬م(‪ )200‬بجنده الذى بلغ حوالي ألفين وسبعمائة فارس(‪ )201‬فالتقى الجمعان‬

‫(‪ )187‬رداع‪ :‬بفت الراء والدال‪ ،‬وتعرف برداع العرش‪ ،‬وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار‪ ،‬وهي إداريا ً تابعة لمحافظة البيضاء‪( .‬ابن د ثم‪:‬‬
‫السيرة المنصورية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،110‬هامش‪ 1‬للمحق ‪ ،‬الحمزى‪ :‬كن ز األخيار‪ ،‬ص‪ ،60‬هامش‪ 4‬للمحق ‪ ،‬كحالة‪ :‬شبه جزيرة العرب‪،‬‬
‫ص‪ ،56‬هامش‪.)11‬‬
‫(‪ )188‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،392‬الخزرجي‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪.51‬‬
‫)‪ - (189‬نُفَاش‪:‬موضع في بلد همدان باليمن‪(.‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪،‬ج ‪،1‬ص‪،211‬هامش‪.)2‬‬
‫(‪ -)190‬اللحجي‪ ،‬مسلم‪ .)1990( ،‬سيرة اإلمام أحمد بن يحي الناصر لدين هللا منتزعة من كتاب أخبار الزيدية من أهل البيت عليهم السالم‬
‫وشيعتهم باليمن‪ ،‬تحقي ‪:‬ويلفرد ماديلونغ‪ ،‬اثياكابوس اكسبتر‪ ،‬مع المعهد الشرقي بجامعة أكسفورد‪ ،‬الطبعة األولى‪،،‬ص‪.111‬‬
‫(‪ -)191‬المصدر الساب ‪،‬ص‪ ، 112‬الاريب أن صاحب سيرة الناصر يذكر أن معسكر الناصر لم يقتل منهم أحدا‪ ،‬سوى رجل واحد أخطأ به‬
‫بعت أصحابه بضربة فمات منها‪(.‬المصدر الساب ‪،‬ص‪ ،)112‬بينما حصر في قتلى اإلسماعيلية خمسة وأربعون داعياً‪ ،‬كل داع منهم آمر‬
‫ناه‪(.‬المصدر الساب ‪،‬ص‪ ،)114‬أما المقاتلين العاديين فليم للقتلى منهم َع لد لكثرتهم‪.‬‬
‫(‪ )192‬االهدل‪ :‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪ ،165‬الوصابي‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫(‪ )193‬الخزرجى‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،72‬الرسولى‪ :‬فاكهة‪ ،‬ورقة ‪ ،130‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫(‪ )194‬المصادر السابقة‪ ،‬نفم الصفحات‪.‬‬
‫(‪ )195‬إدريم‪ ،‬عماد الدين بن الحسين‪ :‬نزهة األفكار وروضة األخبار في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة األخيار‪ ،‬مخطوط‬
‫بدار الكتب المصرية رقم (‪ )29219‬عقائد تيمور‪ ،‬ورقة ‪ ،16‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪ ،77‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )196‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،240‬هامش ‪ ،1‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.250‬‬
‫)‪ - (197‬قَ َراتِل‪:‬قرية من عزلة الربع‪ ،‬ناحية همدان‪ ،‬تقع على بعد ‪ 18‬كيلو مترا في الشمال الاربي لمدينة صنعاء‪ .‬الربعي‪ :‬سيرة‬
‫(‬

‫األميرين‪،‬ص‪،94‬هامش‪،2‬للمحق )‪.‬‬
‫(‪ -)198‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية األمانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .252‬و َحاز‪:‬قرية من عزلة َجشَم ناحية همدان‪ ،‬تقع على وادي َحاز على بعد ‪28‬كيلو مترا‬
‫في الشمال الاربي لمدينة صنعاء‪(.‬الربعي‪:‬المصدر الساب ‪،‬ص‪،94‬هامش‪ 1‬للمحق )‪.‬‬
‫(‪ )199‬الربعى‪ :‬سيرة األميرين‪ ،‬ص‪ ،95 ،94‬د‪ .‬السرورى‪ ،‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )200‬الهمدانى‪ :‬الصليحيون‪ ،83 ،‬نقالً عن إدريم‪ :‬عيون‪ ،‬السبع السابع‪ ،‬ص‪ ،14‬حسن سليمان‪ :‬اليمن السياسى‪.180 ،‬‬
‫(‪ )201‬الوصابى‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪ ،34‬العقيلى‪ :‬المخالف‪ ،‬ص‪ ،154‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪150‬‬

‫فى منطقة الزرائب(‪ )202‬من أعمال ابن طرف‪ ،‬فكان اليوم األول للنجاحين‪ ،‬ير أن الدائرة دارة‬
‫عليهم‪ ،‬فهزموا شر هزيمة "فلم يب منهم إال ألف رجل"(‪ ،)203‬ور م المبالاة هنا إال أنها تدلل على‬
‫ارتفاع عدد القتلى‪.‬‬
‫(‪)205‬‬ ‫(‪)204‬‬
‫بتحصين نفسه بوادى الملوى ‪ ،‬إال أن‬ ‫وعلى الر م من قيام اإلمام حمزة بن أبى هاشم‬
‫الجيش الصليحى أحكم عليه وعلى أنصاره الحصار أعلى الوادى وأسفله‪ ،‬ورموهم بالنبل‬
‫والحجارة(‪ )206‬حتى أثخنوهم‪ ،‬وقتلوا منهم ثمانمائة رجل(‪ )207‬كما وقف مع اإلمام سبعون شيخا ً من‬
‫همدان يقاتلون دونه حتى قتلوا عن آخرهم‪ ،‬وقتل اإلمام حمزة وولده(‪ )208‬وكانت هذه المعركة فى‬
‫(‪)209‬‬
‫‪ 22‬ذى الحجة ‪459‬ه ‪1067/‬م‪.‬‬
‫ولما أحكم ابن مهدي الحصار على زبيد ‪553‬ه ‪1158/‬م ذكر الثقفي أنه قتل من أهل زبيد في اليوم‬
‫(‪)210‬‬
‫األول من هذا الحصار ألف قتيل على سور المدينة‪ ،‬وفي اليوم الثاني ثمانمائة رجل‪.‬‬
‫‪ -‬األثر االجتماعي المتمثل في الفرار والهجرة لمناطق أكثر أماناً‪:‬‬

‫لما تقدم ابن الفضل إلى المذيخرة سنة ‪292‬ه ‪905/‬م ف لر منها صاحبها جعفر المناخي(‪ )211‬إلى‬
‫الزياديين في تهامة(‪ ،)212‬ولما قدم ابن الفضل إلى صنعاء سنة ‪293‬ه ‪906/‬م اضطر أسعد بن يعفر‬
‫إلى الخروج من شبام بأهله وأوالده إلى الدعام بن إبراهيم فى بالد همدان(‪ ،)213‬ولما دخل ابن‬
‫الفضل إلى زبيد ‪294‬ه ‪907/‬م هرب صاحبها أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم الزيادى(‪ )214‬إلى‬
‫مناط خارجها‪.‬‬
‫كما ترك المطرفية مناطقهم وهاجروا إلى مناط أخرى نتيجة لخوفهم على أنفسهم من خصومهم‪،‬‬
‫ومن أجل تبرير ذلك فقد نادوا بوجوب هجر الظالمين واعتزالهم‪ ،‬ورأوا أنه يجب على اإلنسان أن‬
‫يفر بنفسه وولده عن مجامع الناس وقراهم ومدنهم لظهور الفساد‪ ،‬بل اعتبروا ذلك فرض من رب‬
‫العالمين(‪ ،)215‬لهذا السبب قاموا بإنشاء العديد من هذه الهجر(‪ ،)216‬فكانت بالنسبة للمطرفية مالذا‬
‫آمنا يضمنون فيه التمتع بالحرية الفكرية المطلقة في عرض أفكارهم‪ ،‬وفي إقامة مدارسهم التي‬
‫(‪)217‬‬
‫يلقنُون فيها مذاهبهم لتالميذهم‬

‫)‪ - (202‬الزرائب من طقة من أعمال ابن طرف‪ ،‬حدثت فيها معركة شهيرة حملة اسم نفم المكان انتصر فيها علي الصليحي على بني نجاي‬
‫ومن تحالف معهم سنة ‪450‬ه ‪ .‬انظر‪( :‬الهمداني‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص‪.)83‬‬
‫(‪ )203‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،37‬الوصابى‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪ ،34‬تامر‪ :‬اإلسماعيلية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.160‬‬
‫(‪ )204‬هو حمزة بن أبى هاشم بن عبد الرحمن بن عبد هلل بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى‬
‫طالب‪( .‬إدريم‪ :‬نزهة األفكار‪ ،‬ورقة ‪ ،19‬لوحة أ‪ ،‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،32‬العرشى‪ :‬بلوغ المرام‪ ،‬ص‪.)37‬‬
‫)‪ - (205‬ال َمل ِوي‪:‬من بالد أرحب في بالد الخشب‪(.‬الزحيف‪ :‬اللواح الندية‪،‬ج ‪،2‬ص‪،725‬الجرافي ‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪.)78‬‬
‫(‪ )206‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية األمانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،255‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )207‬إدريم‪ :‬نزهة األفكار‪ ،‬ورقة ‪ ،19‬لوحة ب‪ ،‬الهمدانى‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص ‪ ،118‬نقالً عن إدريم‪ :‬عيون‪ ،‬السبع السابع‪.95 ،‬‬
‫(‪ )208‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،255‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص ‪ ،34 ،33‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫(‪ )209‬العقيلى‪ :‬المخالف‪ ،‬ص‪ ،162‬الهمدانى‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ -)210‬الثقفي‪:‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪،‬ص‪.233‬‬
‫)‬ ‫(‬
‫(‪ - )211‬جعفر المناخي‪ :‬هو األمير جعفر بن إبراهيم بن ذى المثلة الحميري‪ .‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،191‬هامش ‪. 1‬‬
‫(‪ - )212‬ينظر بتصرف‪ :‬الحمادى‪ :‬كشف‪ ،‬ص‪ ،56‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،159‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪.)72‬‬
‫(‪ )213‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،391‬الجرافى‪ :‬المقتطف‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )214‬فى أول عهد أبو الجيش‪ ،‬كان أسعد بن يعفر يخطب له‪ ،‬ويعترف له بالسيادة‪ .‬الوصابي‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص ‪ ،25‬د‪ .‬الحريري‪ :‬دراسات‬
‫(‬

‫وبحوث‪ ،‬ص‪.)181‬‬
‫(‪ - )215‬سليمان المحلي‪ :‬البرهان الرائ ‪ ،‬ورقة ‪ ،237‬لوحة أ‪.‬‬
‫(‬
‫(‪ - )216‬مثل‪ :‬هجرة الروعة بالطرف من حضور األحبوب‪ ،‬وهجرة جنب التي تعرف بمعين‪ .‬اللحجي‪ :‬أخبار األئمة‪ ،‬ج ‪،4‬ورقة ‪،98‬‬
‫‪ ،)104‬وهجرة ريدة البون على مسافة ‪ 70‬ك‪.‬م‪ .‬من صنعاء شماال‪( .‬اسماعيل األكوع‪ :‬البلدان‪ ،‬ص‪ ،135‬هامش‪ ،)1‬وهجرة مدر في أرحب‬
‫على بعد عشرين ميال شمال صنعاء‪(.‬األكوع‪ :‬المرجع الساب ‪،‬ص‪ ،264‬هامش‪ ،)1‬وهجرة قاعة التي تبعد عن عمران بنحو ‪ 12‬ك‪.‬م‪ .‬في‬
‫عزلة عيال حاتم من جبل عيال يزيد‪( .‬األكوع‪ :‬هجر العلم‪ ،‬ج ‪،4‬ص‪.)2303‬وهجرة شظب‪ ،‬شمال صنعاء في منطقة السودة‪( .‬األكوع‪:‬‬
‫البلدان اليمانية‪ ،‬ص‪،167‬هامش‪.)3‬‬
‫(‪ - )217‬سيد مصطفى‪ :‬وثائ يمنية‪ ،‬ص‪.221-220‬‬
‫‪151‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫على الر م من أن المطرلفية اتخذوا من سناع مقرا لهم فقد اضطروا إلى الخروج عنها(‪،)218‬‬
‫وبدؤوا البحث عن مكان بديل فوجدوا وادي وقش خاليا من السكان فاتخذوها ِهج َرة(‪ ،)219‬ف "تسامع‬
‫بها الناس ‪..‬نحو ما كانت السمعة بسناع‪ ،‬فانتهى ذكرها إلى أطراف اآلفاق‪ ،‬فضربت إليها آباط اإلبل‬
‫(‪)220‬‬
‫وطويت إليها المراحل"‪.‬‬

‫رابعاً‪:‬اآلثار االجتماعية بعد الحروب والمعارك بين الفرق المذهبية المتنازعة‪:‬‬


‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن جمع األموال سواء كغنمية من الخصم أو كمصالحة‪:‬‬

‫نم علي بن الفضل من خزائن ابن أبي العالء الخنفري سبعين بدرة‪ ،‬والبدرة عشرة آالف‬
‫درهم(‪ )221‬فعظم شأنه‪ ،‬وشاع ذكره(‪ ،)222‬ولما دخل علي بن الفضل ذمار(‪ )223‬وجد جيشا ً لألمير‬
‫(‪)226‬‬
‫الحوالى اسعد بن يعفر(‪ ،)224‬ب هران(‪ )225‬فكتب إلى والى هران عيسى بن معان اليافعى‬
‫يستميله‪ ،‬فأجابه اليافعى‪ ،‬ودخل فى مذهبه‪ )227(.‬ما بين سنتي ‪293-292‬ه ‪906-905/‬م‪.‬‬
‫أما في عهد علي الصليحي دخ ل بنى مع ن فى طاعته‪ ،‬فقب ل طاعتهم وترك لهم عدن‬
‫(‪)229‬‬
‫وفرضتها (م ينائها)(‪ )228‬مع المناط التابعة لهم مثل لحج وأبين والشحر وحضرموت‪.‬‬
‫بعد أن فرض عليهم دفع مائة ألف دينار سنويا ً مقابل ذلك (‪، )230‬ثم عاد إلى مخالف جعفر‪،‬‬
‫ومنه عاد إلى صنعاء(‪،)231‬كما استولى سعيد االحول بعد قتله لعلي الصليحي سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م‬
‫(‪)232‬‬
‫على ألفى فرس وثالثة آالف جمل‬
‫عندما ضي المكرم الحصار على الشريف الفاضل وأخيه ذي الشرفيين في شهارة سنة‬
‫‪462‬ه ‪1069/‬م لمدة خمسة أشهر‪ ،‬عمد األمير جياش بن نجاي على إفشال هذه الحصار عن طري‬
‫(‪)233‬‬
‫‪،‬ولما لم يجد هذا الحصار نتيجة لهذه األموال و يرها‬ ‫تقديمه لهما في كل شهر ألف دينار‬
‫(‪)234‬‬
‫‪ ،‬وقد يكون الهدف الذي دفع جياش بن نجاي لتقديم هذه‬ ‫انسحب الصليحيون إلى صنعاء‬

‫(‪ - )218‬اللحجي‪ :‬أخبار األئمة‪ ،‬ج ‪،4‬ورقة ‪.77‬‬


‫(‬
‫(‪ - )219‬اللحجي‪ :‬لمصدر الساب ‪ ،‬ج ‪،4‬ورقة ‪ ،78 ،77‬ووقش‪ :‬قرية بالقرب من صنعاء إلى جهة الارب‪ .‬ياقوت الحموي‪ :‬معجم البلدان‪،‬‬
‫ج ‪،5‬ص‪.)381‬‬
‫(‪ - )220‬اللحجي‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،4‬ورقة ‪.78‬‬
‫(‪" )221‬و ير ذلك من األمتعة والحلي والفراش‪ ،‬والثياب‪ ،‬والدواب" الوصابي‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪ 23‬وكان هدف ابن الفضل من التنكيل‬
‫)‬ ‫(‬

‫والنهب‪ ،‬زيادة عدد أتباعه‪ ،‬وإرهاب القبائل األخرى‪( .‬سلطان ناجى‪ :‬الدولة القرمطية ‪،3‬مجلة الحكمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪،‬‬
‫السنة الثالثة‪ ،‬ا سطم‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪.)40‬‬
‫(‪ )222‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،190‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،193‬الحمزى‪ :‬كن ز األخيار‪ ،‬ص‪ ،58‬العرشى‪ :‬بلوغ‬
‫المرام‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )223‬ذمار‪ :‬بفت أوله و ثانيه‪ ،‬المدينة المعروفة جنوب صنعاء‪ ،‬سميت بذمار بن يحصب بن وهمان بن سب أ األصار‪ ،‬وهي اآلن عاصمة‬
‫فحافظة ذمار‪( ،‬زبارة‪ :‬أئمة اليمن‪ ،‬المطبعة الناصرية‪ ،‬تعز‪1952،‬م‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ص‪ ،46‬ص‪ ،21‬ابن د ثم‪ :‬السيرة المنصورية‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ ،59‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪ )224‬هو أسعد بن إبراهيم بن يعفر الحوالي‪ ،‬تنسب أسرته إلى عامر ذى حوال األصار الحميري‪ ،‬توفى فى سنة ‪332‬ه ‪743 /‬ه ‪،‬‬
‫(العمري‪،‬حسين عبد هللا‪ .)1992( ،‬أسعد بن يعفر‪ ،‬ص‪،103‬الموسوعة اليمنية‪،‬ج‪،1‬مؤسسة عفيف الثقافية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط ‪ 1992 ،1‬م‪.‬‬
‫(‪ )225‬هران‪ :‬بكسر الهاء وتشديد الراء‪ ،‬حصن شمال مدينة ذمار‪( ،‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،237‬هامش‪.8‬‬
‫(‪ )226‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،390‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،194‬هامش‪.3‬‬
‫(‪ )227‬الرسولى‪ :‬فاكهة ورقة ‪ ،88‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫(‪ )228‬الهمدانى‪ :‬الصليحييون‪ ،‬ص‪ ،86‬نقالً عن رسائل القمى‪ ،22-19 ،‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )229‬الخزرجى‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،105‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،304‬حسن صال شهاب‪ :‬عدن فرضة اليمن‪ ،‬ص‪ ،111‬مركز‬
‫الدراسات والبحوث اليمنى‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪1990 ،‬م‪ .‬حضرموت‪ :‬ناحية واسعة فى شرقى عدن بقرب البحر‪ ،‬وهى على شاطئ‬
‫بحر عمان‪ ،‬وحولها رمال‪ ،‬وتعرف باألحقاف‪ ،‬من أهم مدنها تريم وشبام‪( .‬ابن سمرة الجعدى‪ :‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬ص‪.)313‬‬
‫(‪ )230‬أحمد حسين‪ :‬اليمن عبر التاريخ‪ ،‬ص‪ ،205‬د‪ .‬السرورى‪ :‬الحياة السياسية‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫(‪ )231‬الهمدانى‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص‪ ،86‬نقالً عن رسائل القمى‪ ،‬ص‪.22-19‬‬
‫(‪ )232‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،255‬هامش ‪ ،2‬الوصابى‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪ ،49‬د‪ .‬الحريرى‪ :‬دراسات‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫(‪ -)233‬الربعي‪ :‬سيرة األميرين‪،‬ص‪..Wilferd Madelung,OP.Cit.P.76 .175‬‬
‫(‪ -)234‬المصدر الساب ‪،‬ص‪،174‬الكبسي‪:‬اللطائف‪،‬ص‪.36‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪152‬‬

‫األموال تقوية الصف الزيدي في محاربته للمكرم الصليحي وإضعافه‪ ،‬أو شاله عن محاربة‬
‫النجاحيين خالل هذه الفترة‪.‬‬
‫بوفاة أروى الصليحي ضعفت الدولة الصليحية كثيرا فورثها آل زريع الذين اشتروا سنة‬
‫‪547‬ه ‪ 1152/‬م‪ ،‬جميع المعاقل والحصون والمدن التي كانت تابعة للدولة الصليحية بمائة ألف‬
‫دينار‪ ،‬وكانت أكثر من ثمانية وعشرين حصنا ومدينة‪ ،‬منها مدينة ذي جبلة(‪ ،)235‬وقد يكون للعامل‬
‫المذهبي دور في هذا البيع وإال لماذا بيعت لبني زريع دون سواهم فكالهما اسماعيلية؟‬

‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن االغتياالت بعد الحروب‪:‬‬

‫تمت نهاية ابن الفضل عن طري طبيب عراقي ماهراً بفت العروق‪ ،‬ومداواة الجروي‪ ،‬وصناعة‬
‫الدواء‪ ،‬يسمى الشريف البادادي‪ ،‬وقد اتف مع اسعد بن يعفر على أن يقتل ابن الفضل شريطة أن‬
‫يقاسمه أسعد نصف ملكه إن بقي على قيد الحياة‪،‬وبالفعل توجه إلى المذيخرة‪ ،‬ومارس مهنته الطبية‬
‫فيها‪ ،‬فأصب بعد قليل ذا شهرة واسعة‪ ،‬فاستدعاه ابن الفضل يوما ً ليتولى فصده‪ ،‬فوضع السم فى‬
‫شعر لحيته أو مقدم شعر رأسه‪ ،‬ولما انتهى من فصده‪ ،‬وضع له من السم حاجته وهرب‪ ،‬فأحم ابن‬
‫(‪،)236‬‬
‫الفضل بالسم بعد ساعة‪ ،‬فطلب الطبيب فلم يجده فمات مسموما ً ‪ ..‬وأُد ِركَ الطبيب بنقيل صيد‬
‫(‪)237‬‬
‫فتوفي ابن الفضل فى ليلة الخميم النصف من ربيع اآلخر سنة ‪303‬ه ‪915/‬م‪.‬‬
‫لم يسلم الصف الزيدي أيضا ً من اال تياالت‪ ،‬فتذكر المصادر اليمنية أن ولدا البن حوشب قام بقتل‬
‫ابن العباس الشاوري دراً حين دخل عليه يوما ً فى بعت الافالت‪ ،‬فرآه بمفرده فقتله‪ ،‬واستولى‬
‫على البالد(‪،)238‬وإن كان البعت منها قد حدد ذلك بسنة ‪333‬ه ‪944/‬م(‪ ،)239‬ثم تحول عن المذهب‬
‫االسماعيلي ألهل السنة وقام بقتل الكثير من أنصار أبيه "وشردهم حتى لم يب حوله إال من ال‬
‫يعرف"(‪ ،)240‬ومهما يكن فقد تم الت مر عليه والتخلص منه عندما وثب عليه نائبه ابن أبي‬
‫(‪)243‬‬
‫العرجاء(‪ )241‬أثناء دخوله بلدة عين محرم(‪ )242‬فقتله فيها‪.‬‬
‫وفي عهد الصليحيين حاول علي الصليحي مهادات نجاي الحبشي وتحسين العالقة معه‪ ،‬ومالطفته‬
‫مما أوجد عالقات شبه ودية بينهما(‪ )244‬عندها قدم الصليحى جارية حسناء لنجاي أسقته سما ً‬
‫(‪)246‬‬
‫فقتلته(‪ )245‬فى ‪452‬ه ‪1060/‬م بمدينة الكدراء‪.‬‬
‫وفي سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م قام أبناء نجاي بالثأر ألبيهم من علي الصليحى عندما توجه للحج فتتبعوه‬
‫حتى ساحل تهامة فى ظاهر المهجم فى ضيعة تعرف باسم الدهيم وبئر أم معبد(‪ )247‬ثم دخال‬

‫(‪ - )235‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،72‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫(‪ )236‬نقيل صيد‪ :‬هو المعروف اليوم بنقيل سمارة‪ ،‬ويقع وسطا ً بين السحول ربا ً وحقل يحصب شرقاً‪( .‬األكوع‪ :‬البلدان اليمانية‪ ،‬ص ‪،290‬‬
‫هامش‪ ،3‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،396‬هامش‪.)1‬‬
‫(‪ )237‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،244‬الرسولى‪ :‬فاكهة الزمن‪ ،‬ورقة ‪ ،95‬الخزرجى‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،54‬واكتفت بقية المصادر بذكر سنة‬
‫وفاته فقط‪( .‬الحمادى‪ :‬كشف‪ ،‬ص‪ ،68‬الشجاع‪ ،‬عبد الرحمن‪ .)1993( ،‬اليمن فى عيون الرحالة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمش ‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪ ،1‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )238‬الحمادي‪ :‬كشف‪ ،‬ص‪ ،77‬الجندي‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.246‬‬
‫(‪ )239‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.220 ،219‬‬
‫(‪ )240‬الجندي‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،247‬الهمداني‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫(‪ )241‬لم يرد له أي تفصيل ال فى المصادر اليمنية وال فى يرها‪ ،‬سوى أنه من سالطين تلك الناحية‪ .‬الجندي‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪،247‬‬
‫(‬

‫االهدل‪ :‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪ ،164‬الجرافي‪ :‬لمقتطف‪ ،‬ص‪.)37‬‬


‫(‪ )242‬وردت فى كشف أسرار الباطنية‪( ،‬عثر محرم‪ ،‬ص‪.)77‬‬
‫(‪ )243‬الخزرجي‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪ ،56‬الرسولي‪ :‬فاكهة‪ ،‬ورقة ‪ ،98‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،220‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪،‬‬
‫ص‪ ،215‬الكبسي‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،18‬وجعل البعت زمن مقتله ‪336‬ه ‪ ،‬انظر‪( :‬الهمداني‪ :‬الصليحيون‪ ،‬ص‪ ،55‬هامش ‪.)2‬‬
‫(‪ )244‬العقيلى‪ :‬المخالف‪ ،‬ص‪ ،143‬أيمن‪ :‬االتجاهات‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫(‪ )245‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،75 ،‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،24‬د‪ .‬الحريرى‪ :‬دراسات‪ ،‬ص‪.236 ،193‬‬
‫(‪ )246‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،34‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪،486‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،246‬يحيى بن لحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ ،Farhad Daftary The Isma’ilis, p.208. ،253‬يورد الوصابى مقتل نجاي فى سنة ‪453‬ه (االعتبار‪ ،‬ص ‪.)47‬‬
‫(‪ )247‬ابن المجاور‪ ،‬يوسف بن يعقوب‪ .)1986( ،‬صفة بالد اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬أوسكر لوفارين‪،‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪ ،75‬إدريم‪:‬‬
‫نزهة األفكار‪ ،‬ص‪ ،17‬ابن الديبع‪ :‬قرة العيون‪ ،‬ص‪ ،250‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية األمانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،256‬المهجم‪ :‬بفت وسكون‪ ،‬أحد المدن‬
‫التهامية‪ ،‬بينها وبين زبيد ثالثة أيام‪ ،‬وهى مقابلة لساحل اللحية‪ ،‬وهى اليوم مقفرة فى وادى سردد‪ ،‬رب مدينة الزيدية‪( .‬ابن الديبع‪ :‬قرة‬
‫‪153‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫معسكره سرا وهاجماه في خيمته‪ ،‬لدرجة أنه فوجئ بهم‪ ،‬فقتله سعيد األحول وأخوه جياش‪ ،‬واجتزا‬
‫(‪)248‬‬
‫رأسه ورأس أخيه عبد هللا وقتل االحول باقي أقاربهما‪.‬‬
‫ولما توجه الشريف الفاضل إلى الجوف‪ ،‬واستقر فى ضيعة عمران ليقوم بأعمال الزراعة‪ ،‬حيث‬
‫قسم المزرعة ثالثا ً بينه وبين بنى نهم وبنى الدعام‪ ،‬ير أن بنى نهم لم يرضوا بهذه القسمة فهجموا‬
‫(‪)249‬‬
‫عليه أثناء نزوله الايل ليستحم‪ ،‬وقتلوه فى ذى الحجة سنة ‪468‬ه ‪1076/‬م‪.‬‬

‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن اقتراف القضايا التي تمس الشرف واألخالق‪:‬‬

‫لعل أكبر التهم المتعلقة بالشرف واألخالق يتهم بها ابن الفضل خاصة ما يتعل بالنساء‪ ،‬فتنسب‬
‫المصادر له كثير من التهم‪ ،‬فعندما دخل صنعاء قام با تصاب النساء الالتي أسرهن فى جامع‬
‫صنعاء(‪ )250‬بعد أن حوله إلى اصطبل للخيول(‪ ،)251‬أما فى زبيد يأسر أربع آالف امرأة‪ ،‬ويستبيحهن‬
‫لجنوده‪ ،‬ثم يأمرهم بذبحهن حتى اليشالنهم عن القتال(‪ ،)252‬ولما يتوجه إلى زبيد للمرة الثانية سنة‬
‫(‪)253‬‬
‫‪297‬ه ‪ 909/‬م يأمر بقتل أهلها‪ ،‬وسبى نساءها ويلبث فيها سبعة أيام‪ ،‬ثم يعود إلى المذيخرة‬
‫‪،‬ولما دخل أسعد بن يعفر مدينة المذيخرة بعد مقتل علي ابن الفضل سنة ‪304‬ه ‪ /‬نم أمواالً‬
‫(‪)254‬‬
‫عظيمة منها وأسر بنات ابن الفضل‪.‬‬
‫ولما قتل علي الصليحي من قبل بني نجاي سنة ‪459‬ه ‪1067/‬م ‪ ،‬قام سعيد األحول بن نجاي بأسر‬
‫أسماء بنت شهاب‪ ،‬وجعل رأس زوجها وأخيه عبدهلل أمام هودجها(‪ ،)255‬وعندما استطاع المكرم‬
‫الصليحي حصار سعيد األحول في حصن الشرف سنة ‪463‬ه ‪1070/‬م قاموا بقتله وأسر زوجته‬
‫(‪)256‬‬
‫أم المعارك‪:‬‬

‫‪ -‬األثر االجتماعي الناتج عن فتاوى التكفير واستباحة القتل للخصوم‪:‬‬

‫اشتد العداء بين المطرفية وبين اإلمام عبد هللا بن حمزة وزادت المراسالت بالسب والشتم‪ ،‬وتبارى‬
‫شعراء كل فري في تفنيد معتقدات الفري اآلخر(‪ ،)257‬األمر الذي دفع اإلمام إلى الحكم بكفرهم‬
‫وقرلر مواجهتهم لِ َما أصبحوا يشكلونه من خطورة على إمامته‪ ،‬بعد أن رفضوا شرط العلوية في‬
‫اإلمامة‪ ،‬مما يعني عدم شرعيته فيها على مقتضى القواعد الزيدية‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن اإلمام عبد‬
‫هللا بن حمزة كان شخصا طموحاً‪ ،‬فقد كان يفكر بأن تصل دولته إلى الحجاز والشام(‪ ، )258‬عندها‬
‫أصدر اإلمام الزيدي ابن حمزة حكمه بكفر المطرفية‪ ،‬وجعل دارهم دار حرب(‪ ،)259‬وأمر بقتل كل‬
‫العيون‪ ،‬ص‪ ،198‬هامش‪ ،2‬الوصابى‪ :‬االعتبار‪ ،23 ،‬هامش‪( ،11‬أم الدهيم‪ :‬موضع قرب المهجم (يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪،256‬‬
‫هامش‪ )3‬بئر أم معبد ‪ :‬هى بئر الدهيم بن عنم‪ ..‬وموضع خيمة أم معبد بنت الحارث العنسى‪( .‬ياقوت الحموى‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‬
‫‪.)503 ،502‬‬
‫(‪ )248‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،77 ،76‬ابن المجاور‪ :‬صفة‪ ،‬ص‪ ،75‬ابن الديبع‪ :‬الفضل المزيد‪ ،‬ص‪ ،57‬الوصابى‪ :‬االعتبار‪ ،‬ص‪،47‬‬
‫‪،48‬‬
‫‪Farhad Daftary The Isma’ilis, p.207..‬‬
‫(‪ )249‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،268‬الكبسى‪ :‬اللطائف‪ ،‬ص‪ ،37‬د‪ .‬السرورى‪ :‬األحوال السياسية‪ ،‬ص‪.504‬‬
‫(‪ )250‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،238‬األهدل‪ :‬تحفة الزمن‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫(‪ )251‬الكبسى‪ :‬اللطائف السنية‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )252‬الجندى‪ :‬السلوك‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،240 ،239‬يحي بن الحسين‪ :‬اية األماني‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،198‬ابن الديبع‪ :‬الفضل المزيد‪ ،‬ص‪ ،52‬بينما‬
‫يجعلها العلوي خمسة وثالثين ألف امرأة ‪ -‬كما مر سابقا ً ‪( -‬سيرة الهادي‪ ،‬ص‪.)394‬‬
‫(‪ )253‬العلوى‪ :‬سيرة الهادى‪ ،‬ص‪ ،394‬يحى بن الحسين‪ :‬اية األمانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.201‬‬
‫(‪ )254‬نشوان الحميري‪ :‬الحور العين‪ ،‬ص‪ ،254‬االهدل‪ :‬تحفة الزمن‪.163 ،162 ،‬‬
‫(‪ )255‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،38‬يحيى بن الحسين‪ :‬اية األمانى‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،258‬الكبسى‪:‬اللطائف‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫(‪ )256‬عمارة‪ :‬تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪ ،47‬الخزرجى‪ :‬العسجد‪ ،‬ورقة ‪.80‬‬
‫(‪ - )257‬ابن دعثم‪ :‬السيرة‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.837-826‬‬
‫(‪- )258‬أحمد عبد هللا عارف‪ :‬االتجاهات‪،‬ص‪.183‬‬
‫(‪ - )259‬ابن دعثم‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.837‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪154‬‬

‫مطرفي يتم القبت عليه‪ ،‬ويقر بتطريفه األمر الذي أفزع المطرفية فقرلروا إسقاط إمامة عبد هللا بن‬
‫حمزة‪ ،‬وعينوا لهم الشريف يحي بن منصور بن مفضل إماماً‪ ،‬وأيدهم السلطان بشر بن حاتم(‪،)260‬‬
‫فكتب اإلمام عبد هللا بن حمزة رسالة عامة لكافة الناس يصرِّ ي فيها بكفر المطرفية ور لدتهم‪ ،‬وأنه إن‬
‫(‪)261‬‬
‫أظهره هللا عليهم سيقوم بقتل المقاتلة وسبي الذرية وبيع النساء واألطفال كما يفعل بالمشركين‪.‬‬
‫بدأ اإلمام عبد هللا بن حمزة بقتل المطرفية في هجرة قاعة عن طري أخيه عماد الدين يحي بن‬
‫حمزة الذي قتل من أمكنه منهم‪ ،‬وقطع موادهم‪ ،‬وأخافهم في طرقاتهم(‪ ،)262‬ثم تقدم اإلمام إلى هجرة‬
‫ضت‬ ‫قاعة وعرض على أهلها البراءة من المطرفية ولعن كبارها‪ ،‬والدخول في اإلسالم باللفظ‪ ،‬وقُبِ َ‬
‫(‪)263‬‬
‫دور وأمالك الذين أُخرجوا منها لبيت مال اإلمام‪ ،‬واعتبر مسجد قاعة مسجد ضرار‪.‬‬

‫الخاتمـــة‬
‫بظهور العديد من الفرق المذهبية في اليمن في فترة البحث ‪-‬من القرن الرابع حتى السادس‬
‫الهجري‪/‬العاشر حتى الثاني عشر الميالدي‪ -‬سواء سنية أو شيعية في اليمن‪ ،‬مع وجود عوامل‬
‫عديدة تناولها البحث أذكت الصراع المذهبي حتى وصل إلى مرحلة الصراع المسل ‪ ،‬مثل‪ :‬الجهل‬
‫بالدين‪ ،‬واستاالل للفتاوى المكفرة للمخالفين‪ ،‬والعامل الخارجي المحرض لطرف على آخر‪ ،‬مما‬
‫نت عنه آثار اجتماعية عديدة على مستوى الفرد أو األسرة أو المجتمع ككل‪.‬‬
‫ظهرت اآلثار االجتماعية المصاحبة لصراع الفرق المذهبية في اليمن في فترة البحث في صور‬
‫عديدة فإلى جانب اال تياالت للشخصيات المخالفة‪ ،‬كان لفتاوى التكفير عمل السحر في التخلص من‬
‫الخصوم تحت ستار الدين‪ ،‬حيث استالت هذه الفتاوى الستباحت دماء المخالفين لها‪ ،‬وإلى جانب‬
‫ذلك كانت اآلثار االقتصادية حاضرة وبقوة من ياب لرب األسرة إما بالفقدان الكامل أو الاياب‬
‫القسري مما يفقد األسرة من يعولها ويتحول األبناء إلى أيتام والزوجة إلى أرملة‪ ،‬كذلك ما ظهر‬
‫خالل فترة البحث من حصار للمدن أو تهديم للمنازل‪ ،‬أو اختطاف النساء كمحاولة للضاط على‬
‫أقاربهن للرضوخ أو لتسليم أنفسهم‪.‬‬
‫كل ذلك أدى إلى آثار اجتماعية كارثية على المجتمع اليمني في فترة البحث‪ ،‬وهو ما يعاني منه‬
‫اآلن بفعل التعصب األعمى ومحاولة إزاحة اآلخر‪ ،‬وكأنهم نسوا أو تناسوا المقولة الشهيرة "الوطن‬
‫يتسع للجميع"‪.‬‬

‫االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -‬المعتقدات المذهبية في العالم اإلسالمي في فترة البحث أ لبها وصل إلى اليمن‪ ،‬ير أن البعت‬
‫منها كان يدار من خارج اليمن ويتم شحنه شحنا ً طائفيا ً مما أدى الى التعصب المذهبي وعدم‬
‫القبول باآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬كثير من رجال القبائل اليمينة انخرط في الفرق والمذاهب في فترة البحث إما عن تعصب أو‬
‫جهل أو مصلحة ما‪ ،‬ما جعل أمر استااللهم بيد دعاة تلك الفرق والمذاهب‪ ،‬إما بذم المخالف‬
‫سوا ًء كان على ح أم باطل‪ ،‬وهو األمر الذي أوجد نطاقا ً اجتماعيا ً ير متسام مع اآلخر‪،‬‬
‫فكانت المناظرات ال معنى لها سوى إيجاد مزيد من الكراهية بعد أن بهتت الحقائ والبراهين‬
‫فيها‪ ،‬خاصة بعد استخدام الشتم واللعن والتكفير ضد الخصوم‪ ،‬األمر الذي جعل بعت الفرق‬
‫تستمرئ الفتاوى التكفيرية‪ ،‬واال تياالت‪ ،‬واستباحة قتل الخصوم مما مهد لنشوء النزاع المسل‬
‫لحسم الخالف الفكري مع المخالفين‪.‬‬

‫(‪ - )260‬ابن د ثم‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.849 ،848‬‬


‫(‪ - )261‬ابن د ثم‪ :‬المصدر الساب ‪،‬ج ‪،3‬ص‪.865‬‬
‫(‪ - )262‬ابن دعثم‪ :‬السيرة الشريفة‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.891 ،890‬‬
‫(‪ - )263‬ابن د ثم‪ :‬المصدر الساب ‪ ،‬ج ‪،3‬ص‪.970‬‬
‫‪155‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫‪ -‬بدخول اليمن في دوامة النزاع المسل تفاقمت النتائج االجتماعية المصاحبة لذلك‪ ،‬فكثير من‬
‫األسر فقدت من يعولها‪ ،‬أو بارتفاع األسعار‪ ،‬أو بحصار المدن أو نهب المنازل للمخالفين‬
‫مذهبياً‪ ،‬إضافة لما قد ينجم عن مثل هكذا تصرفات بعيدة عن الدين اإلسالمي الحنيف من‬
‫اختطاف للنساء أو أسرهن‪ ،‬واستخدامهن كورقة ضاط على المخالفين‪.‬‬
‫‪ -‬اآلثار االجتماعية المصاحبة لصراع الفرق المذهبية في اليمن لم يقتصر على جانب معين‪ ،‬بل‬
‫حاول البحث التطرق له من عدة جوانب‪ ،‬سوا ًء ما قبل المعارك والحروب أو أثناءها أو ما‬
‫بعدها‪ ،‬وهو ما يمكن أن نسميه مجازاً فترة السلم أو الحرب‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يطلع المثقفون اليمنيون عمو ًما واألكاديميون منهم خص وصًا على هذه الدراسة‪ ،‬للوقوف‬
‫على خطورة التعصب المذهبي وما ينجم عنه من آثار اجتماعية خطيرة على المجتمع ككل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تعقد ندوات فكرية عامة وتخصصية لتوضي سماحة اإلسالم ويسره في المسائل الفرعية‬
‫وقبول اآلخر فيما ال يناقت نص‪ ،‬وخطورة أخذ الجوانب الفكرية كقوالب جاهزة من خارج‬
‫اليمن لما ينجم عنه من شحن طائفي ينتج عنه مباشرة التعصب المذهبي وعدم القبول باآلخر‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تتضمن المناهج التعليمية وخاصة الدينية منها دروسا ً أو إشارات واضحة تبين خطورة‬
‫التعصب المذهبي وما ينجم عنه من آثار اجتماعية على المجتمع ككل‪ ،‬وبالمقابل تشير هذه‬
‫المقررات لسماحة اإلسالم وقبول أبنائه االختالف في الفروع التي ال تناقت نصا ً صريحاً‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يتم وضع دورات لمعلمي المرحلة األساسية عن خطورة التعصب المذهبي وتحميل النص‬
‫فوق ما يحتمل وإذكاء الكراهية لاخر وف نصوص ضعيفة‪ ،‬وبالمقابل إظهار الصورة‬
‫المشرقة لإلسالم في احترام اآلخر وتقديم المصلحة العامة على الخاصة في بعت األحيان لما‬
‫فيه من تقديم لح الحياة في وطن يتسع للجميع وف شرع هللا‪.‬‬
‫‪ .5‬االهتمام بمعلمي التربية اإلسالمية خصوصا ً والعلوم الدينية عموما ً في اإلطار المدرسي وأئمة‬
‫المساجد في اإلطار المجتمعي فيما يطرحونه على الجيل والمجتمع من أراء و ُشبَه قد تدفع‬
‫للتعصب المذهبي وكراهية اآلخر بعلم أو دون علم‪.‬‬
‫المقترحات‪:‬‬
‫‪ .1‬االستفادة من وسائل اإلعالم المفتوي الذي جعل من العالم عبارة عن قرية‪ ،‬فيجدر حسن‬
‫مخاطبة المجتمع عن الوطن والوطنية والتسام والعفو والصف ‪ ،‬والبعد عن التعصب المذهبي‬
‫وما يؤدي إليه‪ ،‬وذلك حريا ً بنا أن نبدأ به قبل أن نهتم بمخاطبة اآلخر خارج مجتمعاتنا‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتم توظيف اإلمكانات الهائلة التي تتمتع بها بعت المؤسسات اإلسالمية مثل‪ :‬منظمة العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أو بعت البلدان اإلسالمية وما لديها من إمكانات تساعد على إظهار الجانب‬
‫المتسام لإلسالم‪ ،‬وتعمل على استاالل الوسائل االجتماعية الهائلة (النت وما به من شبكات‬
‫اجتماعية هائلة‪ -‬القنوات‪ )..‬في إظهار الوجه القبي لبعت الجماعات المتطرفة واإلرهابية التي‬
‫جعلت من ستار الدين وسيلة الصطياد أبناء المسلمين عبر الفتاوى المجانية الاير مسنودة بدليل‬
‫شرعي أو مسوغ عقلي أو أثر نقلي‪ ،‬وتوضي بعت الحاالت للشباب الذين خدعوا في هذا‬
‫الجانب وما ينتج عنه من آثار اجتماعية تهز النسيج االجتماعي واللحمة الوطنية والتنا م‬
‫الديني‪.‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪156‬‬

‫‪ .3‬أن يتم تناول موضوع البحث في دراسة علمية‪ ،‬ماجستير أو دكتوراه‪ ،‬حتى يمكن اإلحاطة ب فاق‬
‫الموضوع بصورة أعم وأشمل‪ ،‬بحيث تستقصي جميع اآلثار االجتماعية الناجمة عن الصراع‬
‫الفكري والمذهبي وما نشاهد في بعت البلدان العربية اليوم خير دليل على اهمية الموضوع‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫المخطوطات‪:‬‬
‫‪ -‬إدريم‪ ،‬عماد الدين بن الحسين‪:‬نزهة األفكار وروضة األخبار في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة‬
‫األخيار‪ ،‬مخطوط دار الكتب المصرية رقم(‪)29219‬عقائد تيمور‪،‬ميكروفلم رق م (‪.)45899‬‬

‫‪ -‬اللحجي‪،‬مسلم بن محمد بن جعفر‪ :‬أخبار األئمة من أهل البيت وشيعتهم باليمن‪،‬الجزء الرابع‪ ،‬مخطوط مصور لدى‬
‫الباحث عن صورة لدى الدكتور‪ /‬عبد الرحمن الشجاع‪.‬‬

‫‪ -‬الخزرجي‪ ،‬الحسن بن علي بن الحسن المعروف بابن وهاس‪ :‬العسجد المسبوك فيمن ولي اليمن من الملوك‪ ،‬مخطوط‬
‫بمعهد المخطوطات العربية‪ ،‬رقم (‪ )736‬تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬الرسولي‪ ،‬الملك األشرف أبو العباس إسماعيل بن العباس‪ :‬فاكهة الزمن ومفاكهة ذوي اآلداب والفطن في أخبار من‬
‫ملك اليمن‪ ،‬مخطوط بدار الكتب المصرية‪ ،‬رقم(‪ )1409‬تاريخ تيمور‪ ،‬ميكروفلم رقم(‪.)27809‬‬
‫‪ -‬ابن أبي الرجال‪ ،‬أحمد بن صال بن محمد‪ :‬مطلع البدور ومجمع البحور‪ ،‬مخطوط مصور لدى الباحث عن مخطوط‬
‫مصور لدى الدكتور‪ /‬عبد الرحمن الشجاع‪.‬‬
‫‪ -‬العنسي‪ ،‬عبد هللا بن زيد العنسي‪ :‬التمييز بين اإلسالم والمطرفية الطاام‪ ،‬مخطوط مصور عن مخطوط لدى الباحث‪/‬‬
‫محمد جعفر الباحث بجامعة أسيوط‪.‬‬
‫المحلي‪ ،‬حسام الدين حميد أحمد المحلي‪ :‬الحدائ الوردية في مناقب أئمة الزيدية‪ ،‬مخطوط مصور لدى الباحث عن‬
‫مخطوط مصور لدى الدكتور‪/‬عبد الرحمن الشجاع‪ ،‬مخطوط مصور باألوفست‪.‬‬
‫‪ -‬المحلي‪،‬سليمان بن محمد بن أحمد المحلي‪ :‬البرهان الرائ المخلص من ورط المضاي ‪ ،‬مخطوط مصور لدى الباحث‬
‫عن صورة لدى الدكتور‪/‬عبد الرحمن الشجاع‪ ،‬عن نسخة دار المخطوطات اليمنية‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫‪ -‬يحي بن الحسين ابن اإلمام المنصور باهلل القاسم بن محمد الحسني‪ :‬طبقات الزيدية الصارى‪ ،‬مخطوط مصور لدى‬
‫الباحث عن مخطوط مصور لدى الدكتور‪ /‬عبد الرحمن الشجاع‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن القاسم‪ .)2001(،‬طبقات الزيدية الكبرى‪ ،‬القسم الثالث‪ ،‬ويسمى بلوغ المراد إلى معرفة اإلسناد‪ ،‬تحقي ‪:‬عبد‬
‫السالم بن عباس الوجيه‪ ،‬مؤسسة اإلمام زيد بن علي الثقافية‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬األشعري‪،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل‪ .)1413(،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬تحقي ‪ :‬هلموت ريتر‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -‬األهدل‪ ،‬بدر الدين أبو عبد هللا الحسين بن عبد الرحمن‪.)1986(،‬تحفة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد هللا‬
‫الحبشي‪ ،‬شركة دار التنوير‪ ،‬منشورات المدينة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬البكري‪،‬عبد هللا بن عبد العزيز البكري األندلسي‪.)1982(،‬معجم ما استعجم‪ ،‬تحقي ‪:‬مصطفى السقا‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -‬الثقفي‪ ،‬سليمان بن يحي‪.)2002(،‬سيرة اإلمام أحمد بن سليمان‪ ،‬تحقي ‪:‬د‪.‬عبد الاني عبد العاطي‪،‬عين للدراسات‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الجرافي‪ ،‬عبدهللا عبد الكريم‪ .)1984(،‬المقتطف من تاريخ اليمن‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬الجندي‪ ،‬أبو عبد هللا بهاء الدين السكسكي‪.)1983( ،‬السلوك في طبقات العلماء والملوك‪ ،‬تحقي ‪:‬محمد بن علي‬
‫األكوع‪ ،‬نشر وزارة الثقافة اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الحسن بن يعقوب‪.)1996(،‬سيرة اإلمام القاسم العياني‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبدهللا الحبشي‪ ،‬دار الحكمة اليمانية‪،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الحمادي‪،‬محمد بن مالك‪.)1986(،‬كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪ ،‬دار‬
‫الصحوة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪157‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫‪ -‬الحمزي‪،‬عماد الدين إدريم بن عبد هللا‪.)1992(،‬تاريخ اليمن من كتاب كنز األخيار في معرفة السير واألخبار‪،‬‬
‫تحقي ‪ :‬عبد هللا المحسن مدعج المدعج‪ ،‬الشراع العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت الحموي‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الحميري‪ ،‬نشوان بن سعيد‪.)1985(،‬الحور العين‪ ،‬تحقي ‪ :‬كمال مصطفى‪ ،‬المكتبة اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الديبع‪ ،‬عبد الرحمن بن علي بن عمر الشيباني‪.)1979(،‬الفضل المزيد على باية المستفيد في أخبار مدينة زبيد‪،‬‬
‫تحقي ‪ :‬يوسف شلحد‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .)1954(.........................‬قرة العيون في أخبار اليمن الميمون‪ ،‬تحقي ‪:‬محمد بن علي األكوع‪،‬‬
‫المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ابن د ثم‪ ،‬أبي فراس ابن دعثم‪.)1993(،‬السيرة الشريفة المنصورية‪ ،‬سيرة اإلمام عبد هللا بن حمزة‪ ،‬تحقي ‪:‬عبد الاني‬
‫عبد العاطي‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الربعي‪،‬مفري بن أحمد‪.)1993(،‬سيرة األميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر ابن اإلمام‬
‫القاسم بن علي العياني‪ ،‬نص تاريخي يمني من القرن الخامم الهجري‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد الاني عبد العاطي‪ ،‬ورضوان‬
‫السيد‪ ،‬دار المنتخب‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الزحيف‪،‬محمد علي بن يونم‪ .)2002(،‬م ثر األبرار في تفصيل مجمالت جواهر األخبار‪ ،‬ويسمى اللواح الندية‬
‫با لحدائ الوردية‪(،‬شري بسامة سيد صارم الدين الوزير)‪ ،‬تحقي ‪ :‬عبد السالم عباس الوجيه‪ ،‬خالد القاسم المتوكل‪،‬‬
‫مؤسسة اإلمام زيد الثقافية‪ ،‬عمان الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬الخليفةةة المستنصةةر الفةةاطمي‪.) 1954( ،‬السةةجالت المستنصةةرية ‪ ،‬سةةجالت وتوقيعةةات وكتةةب لموالنةةا االمةةام‬
‫المستنصر باهلل أ مير المؤمنين الى دعاة اليمن و يةرهم‪ ،‬تحقية ‪ :‬د‪ .‬عبةد المةنعم ماجةد ‪ ،‬دار الفكةر العربةي ‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -‬ابن سمرة الجعدي‪.)1981(،‬طبقات فقهاء اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬فؤاد سيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬الصفدي‪ ،‬صالي الدين خليل بن أيبك‪.)1993(،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬تحقي ‪ :‬مجموعة من العلماء‪ ،‬طبعة دمش ‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬العنسي‪،‬عبد هللا بن زيد‪ :‬الرسالة الموسومة بالتوقيف على توبة أهل التطريف‪( ،‬ضمن كتاب الصراع الفكري في‬
‫اليمن) صفحات(‪.)299-303‬‬
‫‪ -‬العلوي‪،‬علي بن محمد‪.)1981(،‬سيرة الهادي إلى الح يحي بن الحسين‪ ،‬تحقي ‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1981،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الكتبي‪،‬محمد بن شاكر‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬فوات الوفيات‪ ،‬تحقي ‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬طبعة دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬اللحجي‪،‬مسلم بن محمد‪.)1990(،‬سيرة اإلمام أحمد بن يحي الناصر لدين هللا منتزعة من كتاب أخبار الزيدية من أهل‬
‫البيت عليهم السالم وشيعتهم باليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬ويلفرد ماديلونغ‪ ،‬اثياكابوس اكسبتر‪ ،‬مع المعهد الشرقي بجامعة‬
‫أكسفورد‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫ابن المجاور‪ ،‬يوسف بن يعقوب‪.)1986(،‬صفة بالد اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬أوسكر لو فارين‪ ،‬دار التنوير‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪-‬أبي مخرمة‪ ،‬أبي محمد عبد هللا‪ .)1991(،‬تاريخ ثار عدن‪،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪،‬ط‪.2‬‬
‫المقريزي‪ ،‬أحمد بن علي‪ :‬المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار المعروف بالخطط المقريزية‪،‬دار صادر‪،‬‬
‫بيروت‪،‬د‪.‬ت ‪.‬‬
‫الرسي‪ ،‬الهادي يحي بن الحسين‪ .)2001(،‬مجموع رسائل اإلمام زيد بن علي‪ ،‬محمد يحي سالم عزان‪( :‬جمع وتحقي )‪:‬‬
‫دار الحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫الهمداني‪ ،‬الحسن بن يعقوب‪.)1986(،‬اإلكليل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬تحقي ‪ :‬محمد بن علي األكوع‪ ،‬منشورات المدينة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫الوصابي‪،‬وجيه الدين عبد الرحمن‪.)1983(،‬تاريخ وصاب المسمى االعتبار في التواريخ واآلثار‪ ،‬تحقي ‪:‬عبد هللا محمد‬
‫الحبشي‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪،‬صنعاء‪.‬‬
‫يحي بن الحسين بن القاسم‪ .)1968(،‬اية األماني في أخبار القطر اليماني‪ ،‬تحقي ‪ :‬سعيد عبد الفتاي عاشور‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬القسم األول‪.‬‬
‫اليماني‪ ،‬ابن عبد المجيد اليماني‪.)1985(،‬تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن‪ ،‬تحقي ‪ :‬مصطفى حجازي‪،‬‬
‫دار الكلمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫اليمني‪ ،‬عمارة بن أبي الحسن الحكمي‪.)1992(،‬تاريخ اليمن‪،‬تحقي ‪ :‬محمد زينهم محمد عزب‪،‬دار‬
‫الجيل‪،‬بيروت‪،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .)1991(..........................-‬النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية‪ ،‬تصحي ‪ :‬هرتويغ درنبرغ‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫أماراباك‪ -‬مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‪2016 )23( 7 ،‬‬ ‫‪158‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم المقحفي‪ .)1985(،‬معجم المدن والقائل اليمنية‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬صنعاء‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد حسين شرف الدين‪.)1986(،‬تاريخ الفكر اإلسالمي في اليمن‪ ،‬مطبعة الكيالني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد صبحي‪ .)1990(،‬اإلمام المجتهد يحي بن حمزة وآراءه الكالمية‪ ،‬منشورات العصر الحديث‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد هللا عارف‪ .)1991(،‬االتجاهات الفكرية في اليمن فيما بين القرن الثالث والقرن الخامم الهجري‬
‫‪،‬المؤسسة الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد هللا عارف‪ .)1982(،‬أصول االتفاق في القضايا الكالمية بين الزيدية والمعتزلة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم‬
‫فلسفة‪ ،‬كلية دار العلوم‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫إسماعيل بن علي األكوع‪ .)1988(،‬البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة الجيل الجديد‪،‬‬
‫صنعاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .)1995(،........................‬هجر العلم ومعاقله في اليمن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دمش ‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬أشواق أحمد مهدي ‪:‬التجديد فى فكر االمامة عند الزيدية فى اليمن‪،‬مكتبة مدبولي‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أيمن فؤاد سيد‪.)1988(،‬المذاهب الدينية في اليمن‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪.)1974(،............... -‬مصادر تاريخ اليمن في العصر اإلسالمي‪ ،‬المعهد الفرنسي لاثار الشرقية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬حسن إبراهيم حسن‪ .)1991(،‬تاريخ اإلسالم السياسي‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪ -‬حسن سليمان محمود‪.)1969(،‬تاريخ اليمن السياسي في العصر اإلسالمي‪ ،‬المجمع العراقي‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬حسن صادق‪ .)1993(،‬جذور الفتنة في الفِ َرق اإلسالمية‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬حسن صال شهاب‪.)1990(،‬عدن فرضة اليمن‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمنى‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬حسين بن أحمد العرشي‪ .)1939(،‬بلوغ المرام‪ ،‬تحقي ‪ :‬األب أنستاس الكرملي‪ ،‬مطبعة البرتيري‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬حسين بن فيت هللا الهمداني‪.)1955(،‬الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن من ‪ 268‬حتى ‪626‬ه ‪ ،‬دار المختار‪،‬‬
‫دمش ‪.‬‬
‫‪ -‬سيد مصطفى سالم‪ .)1982(،‬وثائ يمنية‪ ،‬دراسة وثائ تاريخية‪ ،‬طبعة دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬عارف تامر‪.)1980(،‬تاريخ االسماعيلية ‪ ،‬الدعوة والعقيدة ‪ ،‬ج‪ ،1‬رياض الريم‪ ،‬لندن قبرص ‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪.)1980(،.............. -‬الخليفة األول عبيد هللا المهدي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬دار دمش ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬عبد هللا الحبشي‪.)1988(،‬معجم النساء اليمنيات‪ ،‬دارا لحكمة اليمانية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن الشجاع‪.)1993(،‬اليمن في عيون الرحالة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمش ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬عبد السالم عباس الوجيه‪.)1999(،‬أعالم المؤلفين الزيدية‪ ،‬مؤسسة اإلمام زيد الثقافية‪ ،‬األردن‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬عبد الاني عبد العاطي‪ .)2002(،‬الصراع الفكري في اليمن بين الزيدية والمطرفية‪ ،‬دراسة ونصوص‪ ،‬عين‬
‫للدراسات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫عبدهللا عبد الكريم الجرافي‪.)1984(،‬المقتطف من تاريخ اليمن‪،‬دار الكتاب الحديث‪،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬عصام الدين الفقي‪.)1982(،‬اليمن في ظل اإلسالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪ -‬عمر رضا كحالة‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬جارافية شبه جزيرة العرب‪ ،‬مكتبة النهضة الحديثة‪ ،‬مكة‪ ،‬مطبعة الفجالة الحديثة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.)1961(،.................. -‬معجم المؤلفين‪ ،‬مطبعة الترقي‪ ،‬دمش ‪.‬‬

‫‪ -‬على محمد زيد‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬معتزلة اليمن‪ ،‬دولة الهادى وفكره‪ ،‬نشر مركز الدراسات والبحوث اليمني ‪ ،‬صنعاء‪ ،‬دار‬
‫الكلمة‪.‬‬

‫‪ -‬محمد أبو زهرة‪.)1959(،‬اإلمام زيد حياته وعصره – آرائه وفقهه‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪1959 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬محمد أحمد الحجري‪ .)1984(،‬مجموع بلدان اليمن وقبائلها‪ ،‬تحقي ‪ :‬إسماعيل بن علي األكوع‪ ،‬وزارة اإلعالم‬
‫والثقافة‪ ،‬مشروع الكتاب‪ 1/16‬صنعاء‪،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬محمد بن أحمد العقيلي‪(،‬د‪.‬ت)‪.‬المخالف السليماني‪،‬ج ‪ ،1‬دار اليمامة ‪،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬محمد بن إسماعيل الكبسي‪ .)1984(،‬اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬محمد جمال الدين سرور‪.)1995(،‬تاريخ الدولة الفاطمية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫محمد عبده السروري‪.) 1997(،‬الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في اليمن في عهد الدويالت المستقلة من‬
‫سنة‪429‬ه ‪37-1/‬م إلى ‪626‬ه ‪1228/‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن‪....‬د‪ .‬محمد قائد الوجيه‬

‫‪ -‬محمد عيسى الحريري‪.)1997(،‬االتجاهات المذهبية في اليمن‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪.‬‬


‫‪.)1998(،.............. -‬دراسات وبحوث في تاريخ اليمن اإلسالمي‪،‬عالم الكتب‪،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .)1984(،...............-‬معالم التطور السياسي في دولة بني نجاي باليمن وعالقاتهم بالصليحيين‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ -‬محمد فوزي فيت هللا‪.)2001(،‬المذاهب الفقهية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمش ‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬محمد بن محمد زبارة‪.)1952(،‬أئمة اليمن‪ ،‬المطبعة الناصرية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ج ‪، 1‬تعز‪.‬‬
‫‪ -‬محمد يحي الحداد‪.)1976(،‬تاريخ اليمن السياسي‪ ،‬دار الهناء‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬

‫الدوريات‪:‬‬
‫‪ -‬سلطان ناجي‪ :‬الدولة القرمطية(‪،)3‬مجلة الحكمة‪ ،‬صنعاء‪ ،‬العدد الرابع والعشرون‪ ،‬السنة الثالثة‪،‬أ سطم‪1973‬م‬
‫‪،‬صفحات(‪.)32-43‬‬

‫‪ -‬عبد هللا الحبشي‪ :‬المطرفية مذهب مجهول في اليمن‪ ،‬مجلة اليمن الجديد‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة السادسة‪،‬نوفمبر‬
‫ديسمبر‪1977،‬م‪ ،‬صفحات(‪.)47-51‬‬

‫‪ -‬محمد عيسى الحريري(الدكتور)‪ :‬تطور المذهب الزيدي في اليمن قطعة منتزعة من كتاب شفاء صدور الناس‬
‫ألحمد بن محمد بن صالي الشرفي‪ ،‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬العدد السادس والعشرون‪،‬‬
‫المجلد السابع‪ ،‬ربيع‪1987‬م‪،‬صفحات(‪.)44-75‬‬

‫‪ -‬ويلفورد ماديلونغ‪ :‬أصول الهجرة اليمنية‪ ،‬مجلة دراسات في تاريخ اليمن اإلسالمي‪،‬ترجمة‪ :‬نهى صادق‪ ،‬المعهد‬
‫األمريكي للدراسات اليمنية‪،‬صنعاء‪2002،‬م‪ ،‬صفحات(‪.)12-38‬‬

‫الموسوعات‬
‫‪ -‬بطرس البستاني‪ :‬دائرة المعارف اإلسالمية‪،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1978 ،‬م‬

‫‪ -‬حسين عبد هللا العمري‪ :‬أسعد بن يعفر‪ ،‬ص‪،103‬الموسوعة اليمنية‪،‬ج‪،1‬مؤسسة عفيف الثقافية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪ 1992‬م‬

‫‪ -‬دائرة المعارف اإلسالمية‪،‬ط‪1،1998‬م‪،‬ج ‪3‬‬

‫‪ -‬الموسوعة العربية الميسرة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬تونم‪ ،‬ط‪2001 ،2‬م‪ ،‬المجلد الثالث‬

‫المراجع االجنبية‪:‬‬
‫‪Al-Qadi Ismaial Bin Ali Al-Akwa', Nashwa'n Ibn Sai'd Al-Himyary' and the Spiritual,‬‬
‫‪Religious and Political Conflicts of his Era, PP.212-231‬‬
‫‪C.L.Geddes,(1983). The Apostasy of Ali b. al-Fadl, Arabean and Islamic Studies,‬‬
‫‪Longman London and New York, PP.80-85.‬‬
‫‪Gamal-Eddine, Al-Yemen A General Social,.P.11. , Manfred W. Wenner, Modern‬‬
‫‪yemen.‬‬
‫‪H.A.R. Gibb And J.H.Kramerst, Shorter Encyclopaedia of Islam,.P.652. -‬‬
‫‪Joesph chelhod, L'Arabie du Sud Histoire et Civilisation, Tomell,La Societe Yemenite‬‬
‫‪De L'hegire Aux Ideologies Modernes,‬‬
‫‪Madelung, Imama the Encyclopaedia of IsLam,VOL1III.-‬‬
‫‪Moncelon.(1995). Lada’w fatimid.www. univ-aix. 10. P-‬‬
‫‪Rom Landau,(1955). Islam And The Arabs, Rudkin House George Allen & Unwin Ltd‬‬
‫‪Museum Street London.‬‬
2016 )23( 7 ،‫ مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا‬-‫أماراباك‬ 160

Schnieider, M. steles funeraires musulmanes des lles Dahlak , lecaive – Ifao 1980,
lofgrin , o. EL.,art. Dahlak, I I ,p. 32.
Strothman,R., Die Literature der Zaiditen, Der Islam .(1910-1911) Tht New
Encuclopaedia Britannica,Volume 4-
Wilferd Madelung, Islam in Yemen, Yemen 3000 Years of Art and Civilisation in
Arabia Felix, at The Staatilches Musesm Fur Volkerkunde Munchen(25 April
1987 to 5 April 1988), Published by Pinguin-verlag, Innsbruch Umschau-
Verlag, Franlkfurt/Main,PP.174-177.
Wilferd Madelung, The Sirat Al-Amirayn Al-Ajallayn Al-Sharifayn Al-Fadilayn Al-
Qasim Wa-Mohammad Ibnay Jafar Ibn Al-Imam Al-Qasim B. Ali Al-Iyani As A
Hiatorical Source, Studies In The History of Arabia, Proceedings of First
Intirnational Symposium on Studies in The History of Arabia.23 rd.-28 tu of
April.1977, Sponsored By The Department of History, Faculty of
Arts.University of Riyadh, Saudi Arabia, Volume.1.Part.1.PP.69-87.

You might also like