Professional Documents
Culture Documents
210 Book
210 Book
معتمداً على المصادر األصلية التي كانت، حاول الباحث التعرض لهذا الموضوع دون تحيز أو تعصب:الملخص
الذي قد، لكن دون التقيد بالتسلسل التاريخي،ً ومعتمداً على المنهج التجريبي والتاريخي معا،قريبةً من فترة الدراسة
:ً أوال: شمل البحث أربعة محاور أساسية. شريطة أال يخرج ذلك عن فترة الدراسة،يعطي الدراسة نوعا ً من التكرار
اآلثار االجتماعية المترتبة على االختالفات المذهبية:ً ثانيا.الخارطة المذهبية خارج اليمن وداخلها في فترة البحث
:ً رابعا. اآلثار االجتماعية أثناء المعارك والحروب بين القوى المذهبية المتنازعة:ً ثالثا.في اليمن في فترة البحث
واعتمد، وتوصل البحث للعديد من النتائج.اآلثار االجتماعية بعد المعارك والحروب بين الفرق المذهبية المتنافسة
.على العديد من المخطوطات والمصادر والمراجع العربية واألجنبية
Abstract: The researcher tried to discuss this topic with any kind of bias or fanaticism.
The researcher depended on the original sources that were written closely to the period
of the study. The researcher used both quantitative and historical approaches of
investigation. The chronological order is not used because it may cause repetition. The
main condition is to examine the period of the study. The research includes four major
sections: First, the outline of religious doctrines outside and inside Yemen within during
the research period. Second, the social effects caused by the religious doctrine conflicts
in Yemen in during the research period. Third, the social effects during the battles and
wars between the conflicting doctrines sects. Fourth, the social effects after the battles
and wars between the conflicting doctrine sects. The study revealed a number of
findings. The researcher depended on several old manuscripts and resources both in
Arabic and foreign languages.
malwageh@hotmail.com . قسم التاريخ كلية التربية جامعة صنعاء، أستاذ مشارك قسم التاريخ كلية اآلداب واإلدارة جامعة بيشة- 1
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 132
المقدمة:
لقد كان لظهور الفرق المذهبية في اليمن أثراً اجتماعيا ً كبيراً نتيجةةً لصةراع الفةرق المذهبيةة
المختلفة من الرابع حتى السادس الهجري/العاشر حتى الثاني عشر الميالدي ،وقد تزامن ظهور هذه
القوى بشكل كبير في فترة البحث ما زاد من نسبة الخالف والتداخل والصراع.
أما عن أهم اآلثار االجتماعية لصراع هذه القوى المختلفة فتمثل فةي تعصةب أتبةاع كةل فرية
لمذهبةةه وتعسةةفه علةةى أتبةةاع المةةذاهب األخةةرى ،واسةةتخدام أنةةواع شةةتى مةةن الوسةةائل والطةةرق مثةةل
المنةةاظرات ،والتحالفةةات ،واسةةتخدام القةةوة لنشةةر المةةذهب ،واال تيةةاالت ،وأسةةر النسةةاء ،وإحةةراق
المدن...وفتاوى التكفير للخصم ،و ير ذلك.
يُ َعد هذا البحث من البحوث المهمة حيةث يتنةاول :األثةر االجتمةاعي لصةراع الفةرق المذهبيةة
فةي الةةيمن فةةي الفتةرة مةةن الرابةةع حتةةى السةادس الهجري/العاشةةر حتةةى الثةاني عشةةر المةةيالدي ،وتعةةد
الكتابةةة فةةي هةةذا الجانةةب قليلةةة بالنسةةبة لمةةا ُكتِة َ
ةب عةةن األثةةر السياسةةي بصةةفة عامةةة ،سةةوا ًء فةةي عهةةد
الدويالت السنية ،أو اإلسماعيلية أو الزيدية.
يحاول البحث التركيز على األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية الةثالث فةي الةيمن سةوا ًء
السنة أو اإلسماعيلية أو الزيدية ،والتي كان تأثيرها يأتي أحيانا من الخارطة المذهبية خةارج الةيمن،
والتي أرسلت العديد من الدعاة لمذهب بعينه فساعدت على نشر التعصةب المةذهبي ،و ِعةدَاء الخصةم
المخالف إما باللسان عن طري المنةاظرات ،أو بةالتحرك العملةي عةن طرية التحالفةات ،أو بالحسةم
العسكري والحربي ،األمر الذي ترك أسوأ األثر اجتماعيا ً في مراحل عدة من تاريخ اليمن فةي فتةرة
البحث.
حاول البحث التركيز على صةراع الفةرق المذهبيةة مةن عةدة جوانةب سةوا ًء مةا قبةل المعةارك
والحةةروب أو أثناءهةةا أو مةةا بعةةدها ،مةةن قتةةل وأسةةر وحصةةار للمةةدن و ةةالء األسةةعار ،أو مةةا يتعل ة
بمسائل الشرف من أسر للنساء أو استباحتهن ،أو أخذهن كرهائن ،أو اال تياالت للمعارضين ،أو ما
يتعل بفتاوى التكفير وإباحة قتل الخصوم ،وال شك أن كل طةرف قةد كةال الةتهم لاخةر المخةالف لةه
كنوع من محاولة كسب المعركة لصالحه سوا ًء في فترة السلم أو الحرب.
المذاهب السنية :ظهرت المذاهب اإلسالمية في العالم اإلسالمي وكان لها تأثير علةى الةيمن مثلةه
مثل بقية األقاليم اإلسةالمية ،ولعةل أول مةا بةرز فةي هةذا الجانةب المةدارس الفقهيةة والتةي كةان أولهةا
ظهةةوراً مدرسةةة الحةةديث ( ،)2فةةي الحجةةاز ،وكةةان ُجةةل اعتمةةاد أصةةحابها علةةى الحةةديث ،ثةةم مدرسةةة
الةةرأ ( )3فةةي العةةراق ،ثةةم ظهةةور المةةذاهب السةةنية األربعةةة بعةةد ذلةةك :وكةةان أولهةةا المةةذهب الحنفةةي
وينسةةب إلةةى اإلمةةام أب ةي حنيفةةة النعمةةان بةةن ثابةةت( ،)4المتةةوفى سةةنة 150ه ة 787/م واشةةتهر باألخةةذ
بالقياس والرأي في المسألة التي لم يحسمها النص ،واستطاع الجمع في أرائه بين مدرستي الحةديث
والةةرأي ،وانتشةةر مذهبةةه فةةي العديةةد مةةن األقطةةار اإلسةةالمية( )5النتشةةار العديةةد مةةن تالمذتةةه( )6فةةي
األمصار اإلسالمية ولكونه المذهب الرسمي للدولة العباسية.
ثم ظهر المذهب المالكي الذي يُنسب إلى اإلمةام مالةك بةن أنةم المتةوفى سةنة 179هة 795/م،
تعلم العلم في المدينةة المنةورة حتة ى أصةب مةن كبةار علمائهةا ،فةذاع صةيته وطبقةت شةهرته اآلفةاق،
ورحةةل إليةةه النةةاس يتعلَ ُمةةون الحةةديث ويتفقهةةون فةةي الةةدين حتةةى كةةان بحة إمةةام دار الهجةةرة ،وفقيةةه
األمة()7وقد اشتهر العديد من تالمذته( ،)8وانتشةر مذهبةه فةي منةاط عةدة مةن العةالم اإلسةالمي(،)9ثةم
ظهر بعد ذلك المذهب الشافعي والذي يُنسب إلةى اإلمةام محمةد بةن إدريةم الشةافعي ،المتةوفى سةنة
204ه 819/م ،تعلم العلم في مكة ثم المدينة ،ثم انتقل إلى باداد سةنة 195هة 810/م ،ثةم رحةل إلةى
مصر سنة 199ه 814/م ،فجمع بين مةذهب مالةك ومةذهب أبةي حنيفةة ،واسةتطاع أن يخةرج بة راء
تجمع بين االتجاهين( ،)10وبرز على يديه العديد مةن التالميةذ ،وقةد انتشةر مذهبةه فةي منةاط واسةعة
( - )2مدرسة الحديث :هي المدرسة األولى ،وقد سميت بمدرسة المدين ة ،أو مدرسة الحجاز ،وتأثرت هذه المدرسة بعدد من الصحابة الذين
كانوا يعيشون في الحجاز أمثال :زيد بن ثابت ،وعبد هللا بن عمر ،وممن اشتهر من علماء هذه المدرسة :سعيد بن المسيب ،ثم كثير من
تالمذته ،حتى ظهر األمام مالك الذي حمل لواء هذه المدرسة.
( - )3مدرسة الرأي :تمثل هذه المدرسة االتجاه القائل بالرأي في االجتهاد ،ونَ َشأَت هذه المدرسة في العراق ،وقد تأثر علماء هذه المدرسة
ببعت الصحابة الذين انتقلوا إلى العراق ،وعاشوا فيه ،أمثال :عبد هللا بن مسعود ،وسعد بن أبي وقاص ،وأبو موسى األشعري ،والمايرة
بن شعبة ،و يرهم ،ولما ظهر أبو حنيفة نسبت زعامة هذه المدرسة إليه ،نظرا لمكانته الفقهية الواسعة.
( - )4فيت هللا ،محمد فوزي .)2001( ،المذاهب الفقهية ،دار القلم ،دمش ،ط ،1ص.39
( - )5مثل :العراق ،فارس ،مصر ،الشام ،المارب ،خراسان ،سجستان ،طبرستان ،الديلم ،أذربيجان ،أرمينية و يرها .انظر( :فيت هللا:
المرجع الساب ،ص.)67
( - )6وممن اشتهر من تالمذة اإلمام أبو حنيفة :أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ،المتوفى سنة 182ه 798/م ،الذي شال منصب القضاء،
وأول من عين في هذا المنصب ،ومحمد بن حسن الشيباني ،المتوفى سنة 189ه 805/م ،ودون كثير من الكتب التي تعد المصادر األساسية
للمذهب الحنفي مثل :ظاهر الرواية ،والجامع الصاير ،والجامع الكبير ،والسير الصاير ،والسير الكبير ،والمبسوط ،ويسمى األصل
والزيادات( .فيت هللا :المرجع الساب ،ص.)63
( - )7فيت هللا :المرجع الساب ،ص.75
( - )8منهم :عبد هللا بن وهب ،وعبد الرحمن بن القاسم ،واإلمام الشافعي ،وعبد هللا بن المبارك ،ومحمد بن الحسن الشيباني ،و يرهم.
(فيت هللا :المرجع الساب ،ص.)98 ،87 ،81
( - )9منها :الحجاز ،العراق ،المارب ،األندلم ،مصر ،و يرها ،انظر( :فيت هللا :المرجع الساب ،ص.)101 ،99
( - )10فيت هللا :المرجع الساب ،ص.109 ،108 -107
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 134
من العالم اإلسالمي( ،)11ثم ظهر بعد ذلك المذهب الحنبلي ويُنسب إلى اإلمام أحمد بن حنبل المتوفى
في باداد سنة 241ه 855/م ،ارتحل إلى األمصار اإلسالمية المختلفةة ،والتقةى بالعديةد مةن العلمةاء
والفقهاء ومنه م اإلمام الشافعي الذي أخذ عنه في الحجاز الفقه واألصول ،وقةام بةرحالت علميةة إلةى
البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام واليمن( ،)12واشتهر العديد من تالمذته ،كما انتشر مذهبه فةي
()13
مناط واسعة من العالم اإلسالمي.
المذهب االسماعيلي:
()14
اإلسماعيلية :حركة فلسفية سياسية يدعون إيصال نسبهم إلى السيدة فاطمةة واإلمةام علةي
()15
،و ُس ِّميَت بهذا االسم ألنها وقفت بسلسلة األئمة عند إسماعيل االبن األكبر لجعفر الص ادق ،الةذي َ
()17 ()16
لم يلبث أن تُوفي في حياة أبيه فنودي بإمامة ابنةه محمةد بةن إسةماعيل ،فكةان أول أئمةة السةتر
وسابع األئمة عند هذه الفرقة التي أُطلِ َ عليها اس م السبعية لتميزها عن طائف ة االثنا عشرية .
()18
انتشرت اإلسماعيلية في المرحلة السةرية فةي سةلمية( )19فةي بةالد الشةام ،ثةم انتقلةت فةي عهةد الخليفةة
الفاطمي األول عبيد هللا المهدي( )20إلى بالد الماةرب ،ودخلةت فةي مرحلةة الجهةر ثةم أقامةت الدولةة
الفاطمية هناك سنة 909/ 297م( ،)21وجعلت من المهدية( )22عاصمة لها ،ثم انتقلةت إلةى مصةر فةي
عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين هللا بعد أن سيطروا عليهةا عةن طرية قائةدهم جةوهر الصةقلى سةنة
969/358م ،وإن كان الخليفة الفاطمي لم ينتقل إليهةا إال بعةد أربةع سةنوات( ،)23ثةم منهةا انتقلةت إلةى
()24
مناط عدة في العالم اإلسالمي وأصبحت تنافم الخالفة العباسية في باداد في المذهب والنفوذ.
الحجاز وطبرستان ،وكذلك في مناط عدة من العالم اإلسالمي فيما بعد ،وإن كانت قد دخلةت الةيمن
عن طري الحجاز بفعل األئمة الذين دخلوها في مراحل عدة وعملوا على نشر الزيدية في المناط
()27
الشمالية الشرقية من اليمن.
المذاهب السنية :شهد القرن الثاني والثالث الهجري انتشار فقه األئمة األربعة ،فقد كان مذهب أبي
()28
حنيفة هو المذهب الاالب في اليمن في القرن الثالث الهجري/التاسع الميالدي ،كما انتشر مذهب
اإلمام الشافعي الذي أصب على ضوئه يطل على أهل تهامة بالشوافع وذلك من نهاية القرن الثاني
الهجري وحتى اآلن لتمسكهم بمذهب اإلمام الشافعي ،وكان اإلمام الشافعي قد وصل إلى اليمن
خالل القرن الثاني الهجري وأخذ الحديث عن عدد من العلماء اليمنيين( ،)29بينما كانت المناط
الداخلية المعروفة بمخاليف صنعاء موطنا ً النتشار مذهب أبي حنيفة النعمان ،ومذهب اإلمام
مالك(،)30كما دخل إلى اليمن اإلمام أحمد بن حنبل وتلقى الحديث عن عدد من العلماء أيضا ً(،)31
ولعل ذلك ساعد على انتشار هذه المذاهب السنية في المناط الوسطى والجنوبية ثم فيما بعد في
المناط الاربية من اليمن فظهرت العديد من الدويالت فيها تتبنى المذهب السني مثل :الدولة
الزيادية والنجاحية في تهامة ،والدولة اليعفرية في شبام كوكبان وصنعاء ،ثم الدولة األيوبية في
تهامة وتعز وعدن ومخالف جعفر.
المذهب االسماعيلي:
انتشر الفكر االسماعيلي في اليمن في منتصف القرن الثالث الهجري على يد ابن الفضل في مناط
اليمن الوسطى والجنوبية الاربية( ،)32بينما امتد نفوذ ابن حوشب في المناط الشمالية الشرقية من
()33
اليمن.
بيروت ،ج ،15ص ،35-33كحالة ،عمر رضا(،د.ت) .معجم المؤلفين ،مطبعة الترقي دمش 1961،م،ج ،4ص ،190الكتبي ،محمد بن
شاكر(،د.ت) .فوات الوفيات ،تحقي :در.إحسان عباس ،طبعة دار الثقافة ،بيروت ،ج ،2ص ،37-35محمد أبو زهرة .)1959( ،اإلمام زيد
حياته وعصره – آراؤه وفقهه ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ص.40-22
( -)26األشعري ،أبو الحسن علي .)1413(،مقاالت اإلسالميين واختالف المصليين،تحقي :هلموت ريتر ،دار إحياء التراث العربي،
بيروت ،ط ،3ج ،1ص ،65الموسوعة العربية الميسرة ،دار الجيل ،بيروت ،القاهرة ،تونم ،ط2001 ،2م ،المجلد الثالث،
ص،1278محمد يحي سالم عزان( .)2001( ،جمع وتحقي ) مجموع رسائل اإلمام زيد بن علي ،دار الحكمة اليمانية ،صنعاء،الطبعة
األولى ،صفحات( .)10-20وانظر:
Strothman, R.,(1910-1911). Die Literature der Zaiditen ,Der Islam,,P.68.69., Madelung, Imama the
Encyclopaedia of IsLam,VOL1III.P.1163.1169., Wilferd Madelung, (25 April 1987 to 5 April 1988).
Islam in Yemen, Yemen 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix, at The Staatilches Musesm
Fur Volkerkunde Munchen, Published by Pinguin-verlag, Innsbruch Umschau-Verlag,
Franlkfurt/Main,PP.174-177, P.176.
( - )27أ لب أئمة الزيدية قدموا من الحجاز سواء الهادي يحي بن الحسين الرسي والذي أقام الدولة الزيدية األولى في اليمن سنة 284ه ،أو
القاسم العياني وابنه الحسين اللذان يقيمان الدولة الزيدية الثانية سنة 386ه .
( -)28ابن سمرة الجعدي .)1981( ،طبقات فقهاء اليمن،تحقي :قؤاد سيد ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط ،2ص.79
( - )29مثل :أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم ال َدبَري ،نسبة إلى قرية َدبَرة بالقرب من صنعاء ،وكذلك أبي حنيفة ابن الفقيه بن سماك بن
الفضل الشهابي ،ومحمد بن خالد وآخرين .انظر :الحريري ،محمد عيسى .)1977( ،االتجاهات المذهبية في اليمن ،عالم الكتب ،بيروت،
ص.)81
( - )30الحريري :االتجاهات المذهبية،ص.82
(
( - )31مثل :عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري في صنعاء وعبد الملك الذماري في ذمار ،وإبراهيم بن أبان في عدن .الحريري:
االتجاهات المذهبية،ص.)81
( - )32امتداداً من عدن أبين وسرو يافع ولحج حتى إب والعدين والمذيخرة ،ثم فيما بعد مد نفوذه ولو لفترة قصيرة إلى ذمار وصنعاء،
ويجعل من المذيخرة عاصمة له.
( - )33امتداداً من عدن العة في وادي العة وجبل مسور في حجة حتى شبام كوكبان المقابل لحصن ثال الشهير ولو لفترة من الوقت أيضاً،
حيث يستقر في مسور وعدن العة.
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 136
ير أن االسماعيلية انتشرت في عهد الدولة الصليحية في مناط واسعة من اليمن عندما اتجه
علي الصليحي بجيوشه سنة 450ه 1058/م ( )34للسيطرة على اليمن األسفل مبتدءاً بيعفر بن أحمد
الكرندي( )35الذى كان مسيطراً على المعافر( )36والدملوة ( ،) 37والجند( ،)38والتعكر( ،)39فحاصره
فى السوا( )40لمدة تسعة أشهر انتهى بتسليم يعفر الكرندي نفسه لعلى الصليحى( )41ثم أت لم على
ب ( )42وبعدان ( ،)43والسحول ( ،)44والشوافى ( )45ودخل الصليحى السيطرة على حصن َح ل
الجند ( ،)46ثم صال بني معن في المناط الجنوبية من ال َمهَ َرة حتى لَحج على مبلغ من المال يدفعوه
سنويا ويترك لهم حكم أنفسهم بأنفسهم ،ثم انقسم االسماعيلية في اليمن على أنفسهم بعد ضعف
الدولة الصليحية في عهد السيدة بنت أحمد الصليحي لتظهر العديد من الدول الشيعية اإلسماعيلية
مثل :الدولة الزريعية في عدن ،والدولة الحاتمية في صنعاء.
المذهب الزيد :دخلت الزيدية إلى اليمن واستقرت في صعدة ،ثم كان امتدادها في اليمن حسب
حالة القوة والضعف التي كانت عليها ،فبينما تصل من صعدة( )47شماال حتى ذمار( )48جنوبا ً ومن
الجوف شرقا حتى شبام كوكبان ربا ً في حال قوتها ،نجدها في حاالت ضعفها تعود مرة أخرى
وتنكمش في صعدة ،وهي ما يعرف بالزيدية الهادوية.
(- )34الربعي ،مفري بن أحمد . )1993( ،سيرة األميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر ابن اإلمام القاسم بن علي
العياني ،نص تاريخي يمني من القرن الخامم الهجري ،تحقي :د .عبد الاني عبد العاطي ،ورضوان السيد ،دار المنتخب ،بيروت،
ص.109
(- )35الجرافى ،عبد هللا عبد الكريم :)1984( ،المقتطف من تاريخ اليمن ،دار الكتاب الحديث ،بيروت ،ط ،2ص ،78الهمداني ،حسين بن
فيت هللا .)1955( ،الصليحييون والحركة الفاطمية في اليمن من 268حتى 626ه ،دار المختار ،دمش ،ص ،85الحداد ،محمد يحي،
( .)1976تاريخ اليمن السياسي ،دار الهناء ،ص ،198الفقي ،عصام الدين .)1982(،اليمن في ظل اإلسالم ،دار الفكر الربي ،القاهرة ،ط،1
ص ،150عارف تامر( ،د.ت) .تاريخ اإلسماعيلية ،رياض الريم ،لندن ،قبرص ،ج ،3ص.161
) -(36المعافر :بفت أوله وثانيه ،موضع باليمن ،والمعافر هم ولد يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن كهالن ،وهم االسم القديم لبالد
الحجرية( .البكري األندلسي :معجم ما استعجم ،ج ،4ص ،1241الحجري ،محمد أحمد .)1984( ،مجموع بلدان اليمن وقبائلها تحقي :
اسماعيل بن علي األكوع ،وزارة اإلعالم والثقافة ،مشروع الكتاب ،1/16صنعاء ،ط ،1ج ،4ص.)711
) -(37حصن يعتبر فرع من جبل الصلو في بالد الحجرية ،وهي اليوم خرائب وأطالل( .المقحفي ،إبراهيم .)1985( ،معجم المدن والقبائل
اليمنية ،دار الكلمة ،صنعاء ،ص.)160
) -(38الجند :بفتحات بلد مشهورة بالشرق الشمالي من مدينة تعز بمسافة 22ك.م ،سميت بجند بن شهران أحد بطون المعافر .انظر:
(المقحفي:معجم المدن،ص.)95
) ( (
) - (39التعكر :قلعة حصينة من مخالف جعفر ،مطل على ذى جبلة فى الجنوب الاربي من مدينة إب .ابن د ثم ،أبي فراس: 1993 ،
السيرة الشريفة المنصورية ،سيرة اإلمام عبد هللا بن حمزة ،تحقي :عبد الاني عبد العاطي ،دار الفكر المعاصر ،بيروت ،ط،1ج،118 ،3
هامش ،2الحمزي ،عماد الدين إدريم . )1992( ،تاريخ المين من كن ز األخيار في معرفة السير واألخبار ،تحقي :عبد المحسن مدعج
المدعج ،الشراع العربي ،الكويت ،ط ،1ص ،47هامش ،6الحريري ،محمد عيسى .)1998( ،دراسات وبحوث في تاريخ اليمن اإلسالمي،
عالم الكتب ،بيروت ،ط ،217 ،189 ،1هامش.)2
( )40السوا :عزلة من بالد الحجرية ،مركزها النشمة ،وتقع بين التربة وتعز .الحمزى :كن ز األخيار ،ص ،47هامش. 1
) (
لكنها عاودت االنتشار من جديد في القرن الخامم الهجري عندما ظهرت الفِ َرق الزيدية الثالث
المخترعة والمطرفية والحسينية ،فقد انتشرت الفرقة المخترعة في مناط عدة امتداداً من صعدة
حتى صنعاء ،أما الفرقة المطرفية( )49انتشرت في مطلع القرن الخامم الهجري في المناط القريبة
من صنعاء في ال ِه َجر( )50العلمية معلنةً تفر ها للعلم والعبادة ،وظلت محصورة في مناط تمتد من
عمران إلى صنعاء في الاالب ،ذلك أن المطرفية بدأت بنشر أفكارها في مناط صنعاء وما
جاورها مثل :بيت حنبص التي كان يسكنها مطرف بن شهاب ( ،)51ثم انتقلت إلى سناع( ،)52وابتنت
بها هجرة ومسجدا ومطاهر( ،)53مما يؤكد أن انتشار المطرفية في المناط القريبة من
صنعاء( ،)54أما الفرقة الحسينية الزيدية فقد ظلت محصورة االتباع في الحسين بن القاسم العياني
()55
وأوالد أخيه وتالشت بنهايتهم.
ثانياً :اآلثار االجتماعية المترتبة على االختالفات المذهبية في اليمن في فترة البحث:
المناظرات ودورها في إثارة الخالفات بين القوى المتنازعة: -
لقد استُخ ِد َمت المناظرة من قبل كل القوى في الساحة اليمنية لعدة أهداف منها اإلعالم عن فكرها
أمام العامة ،ومحاولة دحت حجة الخصم وإظهاره على أنه األضعف ،وفي بعت األحيان لو كان
الخصم أقوى حجة ودليالً فيتم الدخول في مرحلة المجادلة والمراء التي ال طائل منه ،مما يؤدي إلى
نتائج عكسية تماماً ،ولعل أول المناظرات كانت بين السنة والزيدية وذلك عندما دخل الهادي يحي
بن الحسين الزيدي صنعاء سنة 293ه 905/م فاجتمع نحو من سبعين شيخا ً من أهل السنة
()56
لمناظرته ،يتزعمهم قاضي صنعاء يحي بن عبد هللا بن كليب.
ً
لما لم تؤت المناظرات ثمارها بين الخصوم المتنافسين خاصة عندما يكون كل طرف مقتنع بفكره
ومذهبه لجأت بعت الفرق المذهبية في اليمن إلى طريقة أخرى قد تكون أكثر تأثيرا في الخصم،
ومن ذلك أئمة الزيدية الذين اعتمدوا طريقة تأليف المصنفات التي تندد بالخصوم اإلسماعيلية ،حيث
ألفُوا عدداً من الكتب التي تندد باإلسماعيلية وتحاربها ،ومنها كتب لإلمام الهادي مثل :الرد على
اإلمامية وبوار القرامطة ،كما نجد كتب أخرى لمحمد المرتضى( )57منها :جواب ابن الفضل
القرمطي ،والرد على القرامطة أتباع على ابن الفضل ،إال أنها جميعا ً من الكتب المامورة حتى
) -(49تباينت اآلراء حول نشأة المذهب المطرفي حيث يذكر عبد هللا العنسي عن زمن ومكان ظهور المطرفية قائال":إن الزيدية قد طبقت
اآلفاق شرقا و ربا ،وهذا المذهب..مذهب المطرفية ال يُس َمع إال في هذه البالد من حدود بالد بني شريف إلى نقيل صيد طوالَ،ومن بالد بني
جبر إلى عنم عرضا ،وما عدا ذلك ال يعرف فيه اسم المطرفية( .العنسي ،عبد هللا بن زيد :التمييز بين اإلسالم والمطرفية الطفام ،مخطوط
مصور عن صورة لدى الباحث محمد جعفر الباحث في جامعة أسيوط،ورقة،6لوحةب) ،ومؤسم المذهب المطرفي يدعى مطرف بن
شهاب .انظر(:ويلفرد ماديلونغ .)2002( ،أصول الهجرة اليمنية ،مجلة دراسات في تاريخ اليمن اإلسالمي ،ترجمة:نهى صادق ،المعهد
األمريكي للدراسات اليمنية،صنعاء،،ص.)20
) (
(ِ - )50هج َرة :هي مفرد ِهج َرات ،وهو موضع يسكنه العباد وأهل العلم .الدجيلي :الحياة الفكرية في اليمن ،ص. 60
( - )51بيت حنبص :قرية في الارب الجنوبي من صنعاء( .المقحفي :المرجع الساب ،ص.)61
( - )52سناع :قرية على بعد 8ك.م .من صنعاء ،كانت مقرا للمطرفية( .المقحفي :المرجع الساب ،ص. 214
)
( - )53يحي بن الحسين :طبقات الزيدية الصارى ،مخطوط مصور بمكتبة الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع ،ورقة .80
( - )54يظهر من المواقع التي انتشرت فيها هجر المطرفية أنها كانت في معظمها تقع في مناط قريبة من صنعاء وفي تهامة ،وفي أرض
بكيل على الجانب الشرقي للخط الممتد بين صنعاء وصعدة ( .الحريري ،محمد عيسى ،ربيع ( .)1987تطور المذهب الزيدي في اليمن،
قطعة منتزعة من كتاب شفاء صدور الناس ألحمد بن محمد بن صالي الشرفي ،المجلة العربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة الكويت ،العدد
السادس والعشرون ،المجلد السابع ،صفحات( .)44-75ص.)55
) -(55انظر :الربعي :سيرة األميرين الجليلين الشريفين ،ص.49-47
( -)56يحي بن الحسين:طبقات الزيدية ،ورقة .41
) -(57هو محمد المرتضى بن الهادي يحي بن الحسين الرسي ،بويع باإلمامة الزيدية في اليمن بعد أبيه في صعدة سنة 298ه 911/م ،ولم
يستمر طويالً إذ سرعان ما يعتزل اإلمامة لقلة األنصار سنة 299ه 912/م،ولزم منزله في صعدة حتى وفاته ،ليتولى اإلمامة أخوه أحمد
الناصر .انظر بتصرف(:العلو،علي بن محمد.)1981( ،سيرة الهادي إلى الح يحي بن الحسين ،تحقي :سهيل زكار ،بيروت،الطبعة
الثانية1981،م،ص.)400
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 138
اآلن( ،)58وبعد فترة الهادي وأبنائه ظهرت العديد من الكتب المناهضة لإلسماعيلية في زمن اإلمام
يحي بن حمزة( )59مثل :مشكاة األنوار الهادمة لقواعد الباطنية األشرار ،واإلفحام ألفئدة الباطنية
الطاام( ،)60وهذه المصنفات صنفت للرد على اإلسماعيلية بصورة مباشرة ،وال شك أن هذه الكتب
لم تصنف إال بعد المناظرات المتعددة بين المذهبين والتي جعلت أئمة الزيدية يتصدرون الرد على
اإلسماعيلية بأنفسهم.
لكن قد تقوم المناظرات داخل المذهب الواحد ،نتيجة النقسامه إلى فرق عدة ،ولعل من ذلك انتشار
المناظرات في القرن الخامم الهجري/الحادي عشر الميالدي بين فرق الزيدية بعضها البعت ،فلم
يطل اسم المخترعة( )61عل ى الفرقة الزيدية القائلة بذلك إال بعد الخالفات والمناظرات بين علي بن
حرب( )62وعلي بن شهر( ،)63وهما من معاصري مطرف بن شهاب الذي يُنسب إليه المذهب
المطرلفي ،فصاروا فرقتين وتعصلب كل واحد منهم آلرائه ولم يزل مطرلف ينشر آراءه المعارضة
()64
لالختراع حتى تكون لديه العديد من األتباع وبهم ظهر المعتقد الجديد لهذه الفرقة.
تعد المناظرات في تلك الفترة من أفضل الطرق لكسب األنصار ،ومن ذلك المجلم العام الذي كان
()65
يعقد في وقش مرة كل عام للدراسة والمناظرة ،فيُذكر أن شخصا ً يدعى عليان بن سعد توجه
إلى ِسنَاع( )66مقر المطرفية ولما سمع الحجج والبراهين من شيوخ المطرلفية انضم إليهم وانقطع
لدعوتهم فقال":فأتينا ِسنَاع وبها المشائخ ...ثم طالبتهم على ما يعلمون ويتعلمون من االعتقاد
ُ
فانقطعت إليهم بعد ذلك، باألدلة ،فأتوا بما ال مزيد عليه من البرهان ،وال شك معه في البيان،
()67
فنتج عن إقامة المناظرات اتساع ورفضت أهلي ووطني إال من الزيارة في الحين والحين" ُ
شهرت سناع في الجانب العلمي بشكل كبير ،فتوجه إليها العلماء والطالب ،حتى قيل عنها":كان
()68
ص َد من كل جهة َو َحي".ذلك مما ازدادت به شهرة الموضع عند الناس بالعلم والعبادة والتعلم ،فَقُ ِ
عمل المطرفية على مبايعة اإلمام أحمد بن سليمان( )69عند خروجه ،لكن ذلك لم يدم طويال ،إذ
سرعان ما دبل الخالف بين الطرفين ،ولكنه لم يستمر على وتيرة واحدة ،بل كانت سياسة الشدة
واللين هي السائدة ،حتى حدث الخالف بين المطرفية والقاضي جعفر بن عبد السالم( )70في سناع،
ثم في وقش( ،)71وهو الذي ذهب إلى العراق وعاد بكتب كثيرة من كتب المعتزلة ،وبدأ بمناظرة
المطرفية وتكفيرهم مدعوما بمساندة من اإلمام أحمد بن سليمان ،الذي أوشك على الخروج لحربهم
()72
في وقش ،لوال عودة المطرفية لإلقرار بإمامته ،وطلبهم الصف ،فقبل منهم ذلك.
لم يكن المطرلفية يخشون من المناظرات ،لكنهم كانوا يخشون من االضطهاد الذي قد يلح بهم من
خصومهم ،ومن ذلك ما تم من مكاتبة بين الفقيه المطرفي على بن يحي البحيري واإلمام عبد هللا بن
()74
حمزة( )73فيها مدي وعتاب ،ودعوة للمناظرة والمناقشة ،وقد أبدى اإلمام استعداده لذلك ،وطلب
منهم القدوم بجماعة من أهل العقل والعلم إلجراء ذلك( ،)75ير أن المناظرات تحتاج إلى نوع من
األمان وعدم الخوف ،وعندما يشعر أحد الطرفين بالخوف فال تقام المناظرات ،ومن ذلك تر ُّدد
المطرفية في بادئ األمر في القدوم لمناظرة اإلمام عبد هللا بن حمزة لخوفهم على أنفسهم ف "كانوا
يظهرون أنهم يخافون على أنفسهم ،وأن ذلك هو العائ لهم عن الوصول إلى اإلمام
()76
لمناظرته، "..ثم أظهروا العزم على القدوم جميعا ً إلى اإلمام إلجراء تلك المناظرة ،وحددوا اللقاء
إلى ِذي مرمر( ،)77أو إلى ثال( ،)78ولكن اإلمام اشترط إن أرادوا ذلك أن يكون وصولهم إلى
( - )68مسلم اللحجي :أخبار األئمة من أهل البيت وشيعتهم باليمن ،ج ،4ورقة ،52ر م أن مسلم اللحجي يذكر أن المطرفية تركتها
لتحريت أحد المقرب ين من سبأ الصليحي ويدعى محمد بن حميد للهجوم عليها ،لكن ليم هناك ما يؤكد تقدم سبأ الصليحي إلى سناع
وتدميرها.
) - (69بويع لإلمام أحمد بن سليمان باإلمامة في صفر سنة532ه 1137/م .انظر :الثقفي ،سليمان.)2002( ،سيرة اإلمام أحمد بن سليمان،
تحقي :عبد الاني عبد العاطي ،عين للدراسات ،القاهرة ،ط ،1ص ،18وإن كان البعت يذهب إلى أن خروجه كان في
سنة533ه 1138/م .انظر:
H.A.R. Gibb And J.H.Kramerst, Shorter Encyclopaedia of Islam,.P.652.
) - (70هو القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السالم ،كان في مرحلة مبكرة من حياته يتبع المذهب المطرفي ،ثم لم يلبث أن خرج منه والتح
بالفرقة المخترعة ،وناصر اإلمام أحمد بن سليمان،وتوفي بسناع حده جنوبي صنعاء سنة573ه .انظر ترجمته في( :إبراهيم بن القاسم،
( . )2001طبقات الزيدية الكبرى،ويسمى بلوغ المراد إلى معرفة اإلسناد ،تحقي :عبد السالم عباس الوجيه ،مؤسسة اإلمام زيد الثقافية،
عمان ،األردن ،ط ،1القسم الثالث ،المجلد األول ،ص ،278-276الوجيه ،عبد السالم عباس .)1999( ،أعالم المؤلفين الزيدية،مؤسسة
اإلمام زيد الثقافية ،األردن،ط ،1ص.)279-278
) ( (
) - (71وقش :قرية بالقرب من صنعاء إلى جهة الارب .ياقوت ،الحموي ،د.ت .معجم البلدان ،دار الفكر ،بيروت،ج ،5ص ،381األكوع،
إسماعيل . )1988( ،البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي،مكتبة الجيل الجديد ،صنعاء ،مؤسسة الرسالة ،بيروت،ط ،2ص.)301
( - )72الثقفي :سيرة اإلمام أحمد بن سليمان ،ص.298 ،297
) - (73هو اإلمام المنصور باهلل عبد هللا بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحي بن
عبد هللا بن الحسين بن القاسم .انظر( :الزحيف ،محمد بن علي .)2002( ،م ثر األبرار في في تفصيل مجمالت جواهر األخبار ،ويسمى
اللواح الندية بالحدائ الوردية( ،شري بسامة سيد صارم الدين الوزير) ،تحقي :عبد السالم عباس الوجيه ،خالد القاسم المتوكل،مؤسسة
اإلمام زيد الثقافية ،عمان ،األردن ،ط،،1ج ،2ص ،)800-799ولد سنة 561ه 1165/م ،وبويع له باإلمامة سنة 593ه 1196/م ،وتوفي
سنة 614ه 1216/م(.العرشي ،حسين بن أحمد .)1939( ،بلوغ المرام ،تحقي :األب أنستاس الكرملي ،مطبعة البرتيري ،القاهرة،
ص.)409
( -)74ابن دعثم :السيرة ،ج ،3ص.536
( -)75ابن دعثم :المصدر الساب ،ج ،3ص.541
( -)76ابن دعثم :المصدر الساب ،ج ،3ص.550
(
) - (77حصن ذي َمر َمر :من الحصون الهامة في منطقة صنعاء،ويقع إلى الشمال منها على مسافة نصف يوم .ياقوت الحموي:معجم
البلدان،ج ،3ص.)7
) - (78ثُال :بالضم ،وفي ألسنة أهل اليمن بكسر الثاء،حصن مشهور في الارب الشمالي من صنعاء ،على مسافة خمسة وأربعين كيلو مترا،
وفي سفحه الشرقي تقوم مدينة ثُال ،وهي من المدن المشهورة بالعلم(.األكوع:البلدان اليمانية،ص،67هامش.)1
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 140
()79
صعدة ،وهكذا أخذ الفريقان يتخاذالن ويتباطأن عن المناظرة ،واتهم كل منهما اآلخر بالتهرب
والخوف(.)80
ت المناظرة ثمارها عند اإلكراه بل يسلم الطرف الخائف بكل النتائج التي يريدها الطرف لهذا ال تؤ ِ
القوي ،فعندما قام اإلمام عبد هللا بن حمزة بتكفير المطرفية وقضى عليهم وهزمهم حاججه أهل
بعت البلدان عنهم وسألوه عن السبب الذي استحقت به المطرفية اسم الردة؟ فألزمهم إحضار علماء
أهل هجرة قاعة( )81إن أرادوا ذلك ،وإن لم فيتبرؤوا من مذهب المطرفية ،وأمهلهم حتى صباي
اليوم التالي ،فلما حضروا دانوا لإلمام وسلموا له ،ثم أرسل اإلمام رجل من قبله إلى قاعة يعرض
على أهلها من المطرفية العودة عن مذهبهم ،وأمهلهم ثالثة أيام ،فعقدوا مناظرة في مسجد قاعة ،أقر
المطرفية خاللها لإلمام بكل مسائل الخالف ،ما عدا مسألة واحدة وهي قولهم بأن فعل العبد ال
يعدوه ،وال يوجد في يره لظنهم أنهم ال يكفرون بااللتزام بهذه المسألة(.)82
ولذلك ال يستارب أن يتهاوى علماء المطرفية في المناظرات التي عقدوها مع اإلمام بتلك السرعة،
ومع أن تخليهم عن معتقدات مذهبهم وهم المشهور عنهم السعة والتبحر في العلوم أمر يثير الحيرة،
ومن ثم فإننا أمام أحد احتمالين :أن تكون هذه المناظرات قد تمت تحت تهديد السالي ،أو أن يكون
أبو فراس بن د ثم(- )83مؤلف سيرة اإلمام ابن حمزة -قد بالغ في وصف انتصار اإلمام و لبته في
هذه المناظرات(.)84
لم تقتصر المناظرات بين فرق الزيدية ،بل قامت كذلك بين االسماعيلية والزيدية ،فقد أقيمت مناظرة
بين علي بن محمد الصليحي( )85وبين الشريف الفاضل( )86الزيدي عندما كان أسيرا لدى
ت المناظرة ثمارها لعدم توفر األجواء المناسبة لها ،فقد كان الشريف الصليحين( ،)87ولهذا لم تؤ ِ
الزيدي مكرهاً ،يتض ذلك من قوله عن نفسه": :المحنة التي قد نالتني ولم يمتحن بها أحد فيما
علمت قبلي ،امتُ ِحنَ الحسين بن علي بمنع الماء يوما ً واحداً ..واستُش ِه َد في ذلك اليوم وأفضى إلى
ُ
أفضيت من المحنة إلى ما هو أعظم من ذلك ..أسي ُر حيث ُ ً ُ
منعت الماء سبعين يوما ،ثم الراحة ،وأنا
()88
ال أحبُ ،وأدخ ُل تحت ما ال يجو ُز وال يجب".
وقد تكون المناظرة في المذهب الواحد حول مسائل االعتقاد والفقه ،ومن ذلك أن المناظرات
والمدارسات أقيمت في علوم المذهب الزيدي في شبام مما أدى إلى ازدهار الفكر الزيدي فيها ،ففي
القرن الخامم الهجري أدت هذه المناظرات إلى اختالف الرأي بين علماء الزيدية في شبام حول
بعت المسائل ،فكتبوا إلى الشريف محمد بن جعفر بن القاسم العياني ،ليساعدهم على حل هذا
ت ما ذكرتم يا أخوتي وسادتي رفع هللا من ذكركم وأصل بلطفه الخالف فرد عليهم قائالًَ ..":وفَ ِهم ُ
أمركم من الخالف الذي وقع بين من يدعي التشيع في مسائل ذكرتموها في كتابكم ...وقد نظرت في
مسائلكم ،فإذا هي على وجهين :أحدهما ما ال ياني المتعبد عن المراجعة فيه واالستفادة لمعانيه،
والثاني :ما يسع المتعبد جهله ،ويكفي عن فروعه أصله ،فأما ما ال نى عنه في الدين وما ال يسع
جهله أحد من المتعبدين ،فبيانه من كتب أئمتنا عليهم السالم واض ونور برهانه بين الئ ،فانظروا
في تلك الكتب وقفوا عليها ،تجدوا بيان ما تحتاجون إليه لديها ،وأنا أسميها لكم لتسهل عليكم في
()89
الحال في ابتاائها."...
كما قام المطرفية بعقد مناظرات مع االباضية فقد حدث أن رحل رزام بن أحمد من علماء
المطرفية إلى شظب( )90قاعدة األباضية فصلى بأصحابه في جماعة منفصلة عن جماعة األباضية،
ص لدنَا عنكم ما نَرى من تبرج نسائكم ولما استنكر عليه أحد علمائهم ذلك قال لهم :رزام :إنما َ
()91
وإباحتكم دخولهن األسواق،ومزاحمة الرجال،ثم جرت بينهم مناظرة فلم يستطيعوا إجابته ،كما
ناظر مطرف بن شهاب القاضي الشافعي سليمان بن عبد هللا النقوي أكبر قضاة الشافعية في صنعاء
فأقنعه مطرف بمذهبه وحكم بمذهب مطرف وأصب من أنصاره ،بل ناظر المطرفية الفرقة
اإلسماعيلية ،وقد اتسمت العالقة بين المطرفية واإلسماعيلية بالعالقة السلمية حيث كان الصليحيون
ير بون في انخراط المطرفية في جيوشهم لذلك اعترفت بمذهبهم في أول األمر ،إال أن المطرفية
تجنبوا سياستها ،بل نجد منهم من يسفه مذهب الصليحيين مثل أبي السعود بن زيد بن الحسن ،األمر
الذي سيدفع بالدولة الصليحية إلى إرسال ابن أحمد الهليجي ليقتل أبو السعود بن زيد وهو ياسل
()92
ثيابه.
كما قامت عدة مناظرات بين جعفر بن عبد السالم الزيدي وبين أهل السنة ،وهو األمر الذي دعا
العالم السني يحي بن أبي الخير العمراني الحنبلي أن يتصدى لهذا القاضي ،وقد وضع كل واحد
()93
منهما ُمؤَ للفَا َ يرد فيه على االتهامات التي أوردها كل منهما على معتقدات اآلخر.
( -)89ابن أبي الرجال ،أحمد بن صال :مطلع البدور ومجمع البحور ،مخطوط مصور لدى الباحث عن صورة لدى الدكتور /عبد الرحمن
عبد الواحد الشجاع،ج ،4ورقة ،164 -163وقد ذكر من هذه الكتب كتاب التفريع وكتاب المسائل لإلمام القاسم بن علي العياني ،وكتاب
المختصر لإلمام الحسين بن القاسم العياني(.المصدر الساب ،ج ،4ورقة.)164
(
) -(90شظب :بالظاء المعجمة ،جبل كبير فوق السُودة ،وتنسب إليه السودة ،فيقال :سُودة شظب .األكوع:البلدان اليمانية ،ص،167
هامش.)3
( - )91عبد هللا الحبشي :المطرفية مذهب مجهول في اليمن ،مجلة اليمن الجديد ،العدد الثالث ،السنة السادسة ،نوفمبر -ديسمبر 1977م،
صفحات (،)47-51ص.50
( - )92أنظر( :عبد هللا الحبشي:المطرفية مذهب مجهول،ص.)51
( - )93أحمد عارف . )1991( ،االتجاهات الفكرية في اليمن فيما بين القرن الثالث والقرن الخامم الهجري ،المؤسسة الجامعية ،بيروت،1 ،
ص.186
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 142
لعل بداية هذه التحالفات كانت زمن ابن الفضل الذي هُزم من قبل حاكم لحج وعدن ابن أبي
()95
العالء( )94فاستفاد من التحالفات مع القوى السنية في تلك المنطقة حيث كتب جعفر المناخي
يعرض استعداده لمناصرة ابن الفضل "لشحناء كانت بينه و بين أبى العالء"( )96فاستال ابن الفضل
()97
ذلك ،وجمع فلول عسكره المنهزم ،وبا ت ابن أبي العالء على حين فلة ،وهجم عليه فى خنفر
()98
سنة 291ه 903 /م فقتله مع طائفة من أصحابه.
ير أن ابن الفضل انقلب على حليفه باألمم جعفر المناخي وتقدم لقتاله إلى المعافر فى العام المقبل
سنة 292ه 904/م ( ، ،)99فلزم المناخي نقيل بردان( )100مما أدى إلى هزيمة ابن الفضل وعودته
إلى بالد يافع( )101ير أن ابن الفضل جمع جموعه وتقدم للمذيخرة( )102فملكها ،عندها هرب
المناخي إلى تهامة ،فأمده صاحب زبيد بجيش كثيف ،رجع به لمقاتلة ابن الفضل حيث التقيا فى
()104
وادى نخلة( ،)103فقتل المناخى ،وانهزم جيشه.
عندما عاد ابن الفضل من صنعاء إلى عاصمته المذيخرة قامت تحالفات جديدة بين أهل صنعاء
والهادي يحي بن الحسين الرسي الزيدي في صعدة ،حيث أرسل وجهاء صنعاء للهادي يطلبون منه
التقدم لحكم صنعاء بدال من ابن الفضل ،وقد اشترط عليهم الهادي تقديم األموال الالزمة( ،)105وقد
يكون الهادي وجد فى ذلك فرصة لتوطيد سلطانه وتوسيع دولته ،وفى الوقت نفسه الحفاظ على
حدود دولته من توسعات ابن الفضل( ،)106فتمكنت قواته من دخول صنعاء ،وهزيمة قوات ابن
الفضل ،وباشر الهادى سلطانه فيها( )107وبعث ابنه محمد المرتضى واليا ً على ذمار ،وأرسل والة
()108
آخرين للمناط التابعة لصنعاء.
استطاع الهادي أثناء تواجده في صنعاء إقامة تحالف بينه وبين القوى السنية وخاصة مع الدعام بن
إبراهيم ،وكون من ذلك الحلف جيشا ً موحداً استطاع إخراج أنصار ابن الفضل من صنعاء فى 19
رجب 297ه 909/م( ،)109ولم يلبث أن لح بهم بقية القوى القادمة من صعدة والقبائل المجاورة لها
()110
من خوالن وهمدان بقيادة محمد بن الهادي الذي دخل صنعاء فى 10شعبان 297ه 909/م.
)
( - )94ابن أبي العالء :هو محمد بن أبي العالء األصبحي (ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،189هامش2
)
( )95جعفر المناخي :هو األمير جعفر بن إبراهيم بن ذى المثلة الحميري( .ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،191هامش . 1
( )96الحمادى ،محمد بن مالك .)1986( ،كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ،تحقي :محمد زينهم محمد عزب ،دار الصحوة ،القاهرة،
ص.54
( )97خنفر :فى مقاطعة يافع السفلى ،وتبعد عن أبين نحو خمسة عشر ميالً (ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،190هامش .)1
( )98الخزرجي :العسجد ،ورقة ،48الرسولي :فاكهة الزمن ،ورقة ،86ابن الديبع :قرة العيون ،ص،190
( )99الخزرجي :العسجد ،ورقة ،49الرسولي :فاكهة الزمن ،ورقة ،87الكبسي ،محمد .)1984( ،اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية،
مطبعة السعادة ،القاهرة ،ص ،14الجرافى :المقتطف ،ص ،72شرف الدين ،أحمد حسين .)1986(،تاريخ الفكر اإلسالمي في اليمن ،مطبعة
الكيالني ،القاهرة ،ص.87 ،86
( )100نقيل بردان :يقول األكوع :إنه النقيل الذى يسمى اليوم نقيل المحرس أو نقيل األحمر ،وفيه قرية بَ َردَان ،بفتحات .وبينه وبين مدينة
إب ،ساعتين ونصف ،إلى الجنوب الاربي منها( .ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،192هامش ،2الحمزى :كن ز األخيار ،ص ،58هامش.)2
( )101الرسولى :فاكهة الزمن ،ورقة ،87ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،192 ،191يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص.193
) -(102ال ُم َذي ِخ َرة:بلدة عامرة في العدين من أعمال محافظة إب ،وهي مركز ناحية ,وليست في جبل صبر(.األكوع:البلدان
اليمانية،ص،265هامش.)1
( )103وادى نخلة :أحد أودية السراة باليمن ،يقع فى الشرق الشمالي من تعز .يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،195هامش ،3ابن
(
الديبع :قرة ،ص ،193هامش ،3الوصابى ،وجيه الدين .)1983( ،تاريخ وصاب المسمى االعتبار في التواريخ واآلثار ،تحقي :عبد هللا
محمد الحبشي ،مركز الدراسات والبحوث ،صنعاء ،ص ،23هامش .)6
( )104الحمادى :كشف ،ص ،56يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص. 159
)
( )105على زيد( ،د.ت) .معتزلة اليمن ،دولة الهادي وفكره ،مركز الدراسات والبحوث اليمني ،صنعاء ،دار الكلمة ،ص.118
( )106أشواق مهدى .)1997( ،التجديد فى فكر اإلمامة الزيدية في اليمن ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،ط ،1ص ،74على زيد :معتزلة اليمن،
ص.118
( )107ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،199الكبسي :اللطائف ،ص.14
( )108يحى بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،198الكبسي :اللطائف ،ص.14
( )109العلوى ،علي بن محمد .)1981( ،سيرة الهادى إلى الح يحي بن الحسين ،تحقي :سهيل زكار ،بيروت ،ط ،2ص.395
( )110العلوى :سيرة الهادى ،ص ،395المحلي :الحدائ الوردية ،ج ،2ورقة ،24الكبسي :اللطائف ،ص ،15على زيد :معتزلة اليمن،
ص.121
143 األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن....د .محمد قائد الوجيه
لما كانت التحالفات هي وراء دخول محمد بن الهادي لصنعاء فقد كانت كذلك وراء خروجه منها،
فقد تمت تحالفات أخرى اجتمعت ضده ،مما دفع أبيه الهادي أن يطلب منه الخروج من صنعاء حتى
ال تجتمع عليه القوى المتحالفة ضده قوات القبائل وقوات ابن الفضل ( ، )111فخرج منها فى شوال
297ه 909/م ،متوجها ً إلى صعدة ،األمر الذي سهل ألسعد بن يعفر دخول صنعاء ،وتولى السلطة
فيها لمدة عام( )112محاوالً الدفاع عنها من الخطر الشيعى الزيدى من الشمال ،واإلسماعيلى من
()113
الجنوب.
استطاع أسعد بن يعفر حماية صنعاء من القوى الزيدية لكنه فشل في الوقوف أمام قوة ابن الفضل
الضاربة ،الذي تمرد حتى على زميله في المذهب ابن حوشب بعد أن دخل صنعاء فى 9محرم
(299ه 911/م) ( )114مستفيداً من موت الهادي فى 10ذى الحجة 298ه 911/م( ،)115ير أن خطته
في التحالفات اختلفت هذه المرة ،فقد حاول إيجاد نوع من التوازن فى المناط الشمالية ،بعد أن فقد
القوة العقائدية المتمثلة فى قوة زميله ابن حوشب التي كانت قائمة فى تلك المناط ،فعقد صلحا ً مع
اسعد بن يعفر على أن يتولى األخير أمر صنعاء باسم ابن الفضل ،ونيابة عنه ،شريطة الخطبة له
ولبم البياض ،وقطع الخطبة لبنى العباس(،)116فأعلن والءه له مر ماً ،حيث كان اسعد خائفا ً من
()117
در ابن الفضل وهجومه عليه.
ظل أسعد بن يعفر يعمل الحيلة في القضاء على خصمه اللدود ابن الفضل وقد تمكن من ذلك عن
طري طبيب عراقي اتف معه على فصده ووضع السم في عروقه( ،)118فكانت وفاة ابن الفضل
()119
الخميم النصف من ربيع اآلخر سنة 303ه 915/م.
()120
حتى تكون لديه جيش استال اسعد بن يعفر هذه الفرصة ،فعمل على استنفار القبائل للحرب
()122
وانظمت جرار من صنعاء ونواحيها( )121خرج به من صنعاء فى رجب سنة 303ه 915/م
إليه قبائل ذمار ثم انضم إليهم زعماء الكالع( )123في كحالن خبان( ،)124وأضاف إليهم أهل الجند
والمعافر( )125وأهل مخالف جعفر ( ،)126وتوجه بهم نحو المذيخرة فحاصرها لمدة عام كامل ثم
()128
دخلها عنوة( )127فى رجب سنة 304ه 916/م .
وفي القرن الخامم الهجري استفاد المطرلفية الزيدية كثيراً من مساندة القبائل المجاورة ل ِه َج َرهم،
عن طري إبرام اتفاق مع هذه القوى القبلية ،وكان من أهم بنود هذا االتفاق:
-تلتزم جميع القبائل بالكف عن االعتداء على هذه ال ِه َجر ويلتزموا بحقوقها.
( )111العلوى :سيرة الهادى ،ص ،395علي زيد :معتزلة اليمن ،ص.121
( )112يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،198الكبسي :اللطائف ،ص.14
( )113على زيد :معتزلة اليمن ،ص.120
( )114العلوى :سيرة الهادى ،ص ،397علي زيد :معتزلة اليمن ،ص.153
( )115العلوى :سيرة الهادي ،ص ،397يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،201الحريرى :االتجاهات المذهبية ،ص.75
( )116يحى بن الحسين :اية األماني :ج ،1ص ،202علي زيد :معتزلة اليمن ،ص.157 ،156
( )117ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،205األهدل ،الحسين بن عبد الرحمن .)1986( ،تحفة الزمن في تاريخ اليمن ،تحقي :عبد هللا الحبشي،
منشورات المدينة ،بيروت ،ط ،1ص.161
(- )118الحمادى :كشف ،ص ،69 ،68الجندى :السلوك ،ج،1ص.244 ،243
( )119الجندى :السلوك ،ج ،1ص ،244الرسولى :فاكهة الزمن ،ورقة .95
( )120الجرافي :المقتطف ،ص ،73الكبسي :اللطائف ،ص.16
( )121الجندي :السلوك ،ج ،1ص ،244االهدل :تحفة الزمن ،ص.162
( )122الحميري ،نشوان .)1985( ،الحور العين ،تحقي :كمال مصطفى ،تحقي :كمال مصطفى ،المكتبة اليمنية ،صنعاء ،ط ،2ص،،254
ابن الديبع :قرة العيون ،تعلي االكوع ،ص ،207هامش .4
( )123ابن الديبع :قرة العيون ،تعلي االكوع ،ص ،207هامش ،4الوصابي :االعتبار ،ص.25
( )124العلوي :سيرة الهادي ،ص ،403يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص.209
( )125الخزرجي :العسجد ،ورقة ،54الرسولي :فاكهة الزمن ،ورقة .95
( -)126العلوي :سيرة الهادي ،ص ،403يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص.209
( )127ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،209د .الحريرى :االتجاهات ،ص.58
( )128العلوي :سيرة الهادي ،ص ،403نشوان الحميري :الحور العين ،ص ،254وبذلك تم سح انصار ابن الفضل سنة .915
Moncelon. Lada’w fatimid.www. univ-aix. 1995. 10. p
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 144
-لهذه ال ِه َجر عدم االلتزام بالعادات القبلية ،وبالتالي يجب عليها االبتعاد عن المنازعات القبلية.
-يجب على هذه ال ِه َجر أن تتمسك بأحكام الشريعة اإلسالمية وتعمل على تطبيقها.
لكل ذلك كانت الهجرة تزخر بالعلماء والقضاة وفي نفم الوقت كانت آمنة مؤمنة لكل من ورد إليها
()129
في ليل أو نهار سواء كان ظالما أو مظلوما حتى يؤخذ الح منه أو له.
()130
الكثير من أنصاره عندما ظهر على الصليحى أحجم عن تأييد اإلمام الزيدي أبى الفت الديلمى
()131
كما حاول أ لب فحاول االستعانة بنجاي صاحب زبيد ،والتحالف معه ضد على الصليحى
قبائل اليمن األعلى من همدان وحمير ،ورؤساء ماارب اليمن األعلى ووجوه االحبوب االستعانة
باألشراف الزيدية لمقاتلة على الصليحى ،فتوجهوا إلى جعفر بن القاسم العياني ،وسألوه القيام معهم
لحماية بلدانهم من هجمات على الصليحى ،فخرج معهم إلى صيد الب رار( ،)132وفيها التقوا بجيوش
()133
على الصليحى ،التى هزمتهم سنة 443ه 1051/م.
-األثر االجتماعي المترتب على نشر الفكر أو المذهب باإلكراه:
نتيجةً لما حققةه ابةن الفضةل مةن انتصةارات أخةذه الكبةر والاةرور فتعصةب لفكةره ومذهبةه ومةارس
الشدة المفرطة ضد خصومه من المذاهب األخرى سوا ًء سنة أو زيديةة ،فلمةا دخةل صةنعاء فةى أول
ً)134(.
رجب 294ه 906/م ،نال من أهلها مناالً عظيما
وبعد سقوط الدولة الصليحية 532ه 1137/م ضةعفت الةدعوة الطيبيةة االسةماعيلية كثيةرا ،وقويةت
الدعوة الحافظية االسماعيلية على حسابها ،مما جعل أنصار الدعوتان يدخالن في صراع مرير كل
()135
طرف يحاول القضاء على اآلخر بالقوة ،فمنذ سنة 561ه 1166/م دخل السلطان علي بن حاتم
الذي تبنى الدعوة الحافظيةة فةي صةراع مةع السةلطان الطيبةي حةاتم بةن إبةراهيم الحامةدي( ،)136الةذي
()137
هزم وطورد من قبل بني حاتم حتى حصن كوكبان.
ولما دخل اإلمام عبةد هللا بةن حمةزة هجةرة قاعةة 603هة 1206/م عةرض علةى أهلهةا البةراءة مةن
مذهب المطرفية ولعن كبارها ،والدخول في اإلسالم باللفظ ،وقبضت دور وأمالك الذين أُجلُوا عنهةا
لبيت المسةلمين ،واعتبةر مسةجد قاعةة مسةجد ضةرار ،عنةدها سةلمت بقيةت الهجةر لإلمةام بةالقوة
()138
فأقبلةةةت المطرفيةةةة مةةةن هجرهةةةا أفةةةرادا وأزواجةةةا ودخلةةةوا فةةةي طاعةةةة اإلمةةةام ،واعتنقةةةوا مةةةذهب
اإلختراع( ،)139واستمر الهدوء بين الطرفين حتى قيام محمد بن منصور بن مفضل بجمةع المطرفيةة
في وقش و يرها من المناط ،وأنكروا ما قام به اإلمام عبد هللا بن حمزة من تكفير المطرفيةة(،)140
( - )129سيد مصطفى سالم .)1982( ،وثائ يمنية ،دراسة وثائ تاريخية ،طبعة دار لكتب المصرية ،القاهرة ،ص221-220
) -(130هو أبو الفت بن ناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبد هللا بن أحمد بن عبد هللا بن علي بن الحسين بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب(.المحلي ،حسام الدين حميد:الحدائ الوردية في مناقب أئمة الزيدية ،مخطوط مصور لدى الباحث عن صورة
لدى الدكتور عبد الرحمن الشجاع ،صورة باألوفست ،،ج ،2ص.)99
( -)131العقيلى ،محمد أحمد( ،د.ت) .المخالف السليماني ،دار اليمامة ،الرياض ،ط ،2د.ت ،ص ،153الهمدانى :الصليحييون ،ص.82
( - )132صيد البرار :الب رار األسفل ،والبرار األعلى من قرى عزلة حمدة ،ناحية ريدة( .الربعى :سيرة األميرين ،ص ،74هامش 2للمحق .
)
عنةةدها ق ةرلر اإلمةةام حسةةم أمةةر المطرفيةةة عسةةكريا عةةن طري ة القتةةال ،فقةةتلهم وسةةباهم ،وأمةةر بهةةدم
()141
مساجدهم.
هناك إشارات تؤكد أن بنى نجاي فى دهلك( )142كانوا سنة 459ه 1067/م على اتصال بعاصمتهم
زبيد عن طري بعت الشخصيات الهامة فى المدينة ،وأن تقاريراً كاملة عن تحركات على
الصليحى كانت تنقل إليهم ،فتذكر رواية بامخرمة أن أخبار على الصليحى كانت عند سعيد االحول
بن نجاي(" )143فى كل وقت وحين من جواسيم له بزبيد وأعمالها"( ،)144ويبدو أن مؤامرة قد
حيكت من المالوب على أمرهم فى موكب الصليحى ،وامتدت خيوطها إلى االحول ،كما قاموا
()145
بتصاير شأن االحول وتسهيل أمره فى عين الصليحى كلما أعد لألمر عدته.
كما كان للنساء دور في التحريت على القتال ،ففي سنة 460ه 1068/م كتبت أسماء بنت
شهاب( )146كتابا ً البنها المكرم من سجنها فى زبيد مع رجل مشرقي( )147شحاذ ،أعطته ر يفا ً به
رسالة إلى المكرم ،حاولت فيها إستثارة الحمية والايرة لدى القبائل اليمنية ضد بنى نجاي ،بأن
ادعت كذبا ً أنها حبلى من سعي د االحول ،وطلبت من المكرم أن يدركها وإال فهو العار
()148
والفضيحة.
وعندما استطاع المكرم الصليحي قتل سعيد األحول سنة 461ه 1069/م عاد أخوه جياش إلى زبيد
وبث العيون الستطالع األمر فيها ،فعرف أن األحباش"في البالد كثيرون ،وأنهم يُع َد ُمون رأسا ًل
()149
يثورون معه" ،األمر الذي دفعه للتخطيط إلعادة دولته بعد أن جمع حوله ما يقارب خمسة
آالف مقاتل يحملون الحراب ،وبهم استطاع جياش طرد الوالي الصليحي من زبيد واستولى
()151
عليها( ،)150وبعد قيام دولته أكثَ َر من الحبشة حتى كان يركب في عشرين ألفا ً منهم ،وهو ما
يدلل على األعداد الكبيرة التي وصل إليها الحبشة في بالد اليمن.
وفي سنة 551ه 1156/م تقدم اإلمام أحمد بن سلميان نحو زبيد ،إلنجاد بني نجاي من ابن
مهدي( ،)152ولما وصل إلى مناط نفوذ ابن مهدي ،وأخبره من أرسلهم عيونا ً وطالئع للقوم أن ابن
مهدي في مكان قريب مع عدد قليل من أصحابه ،فَهَ لم لإل ارة عليه ،ففضلت القبائل اإل ارة على
()153
زبيد لنهبها.
ل لما هُزم ابن حوشب من قبل صاحبه سابقا علي بن الفضل ،وانسحب إلى بلد العة( ،)154ثم صعد
جبل الجميمة القريب من مسور( ،)155لحقه ابن الفضل سنة 302ه 914/م ،وحاصره فيه ثمانية
أشهر( ،)156وفي سنة 306ه 918/م تقدم جند اإلمام الناصر أحمد بن الهادي يحي بن الحسين
الزيدي وطارد بقايا اإلسماعيلية حتى دخلوا المصانع ،ثم أجلتهم عن حصن ُمدَع،وحاصرتهم في
()157
جبل تخلى،وهو حصنهم األعظم ،واشتد حصار اإلسماعيلية فيه" ،حتى أيقنوا بالهالك "فلجئوا
()158
إلى الزياديين في زبيد يطلبون منهم إنقاذه م.
وفي سنة448ه 1056/استطاع علي الصليحي هزيمة الزيدية ومن معها من القبائل فى موقعة
حاز( ، )159ففر الشريف الفاضل الزيدي ومن معه من رؤساء القبائل واألنصار ،الذين بلاوا ألف
مقاتل إلى حصن الهرابة( )160لتحصين أنفسهم من قوات الصليحى التى لم تلبث أن لحقت بهم
وأحكمت الطوق والحصار عليهم فى الهرابة سبعين يوما ً( )161ثم رمتهم بالمنجنيقات
()162
والعرادات.
()163
حاول الشريف الفاضل خالل هذا الحصار استنجاد شريف مكة شكر بن أبى الفتوي الحسنى
حيث أرسل إليه الشريف عيسى بن عياش ،ير أنه لم ينجد بمال وال رجال( )164واستمر الحصار
خالل شهرى جمادى األولى واآلخرة ،وحتى العاشر من رجب 448ه 1056/م ،انتهى هذا الحصار
()165
باستسالم الشريف الفاضل وأنصاره ،وأخذ الشريف الفاضل أسيراً إلى صنعاء
) - (152هو علي بن مهدي بن محمد ينسب إلى رعين من حمير بدأ حياته بإظهار الزهد والتنسك ،والتزود بالعلوم الدينية ،وكان يسكن قرية
العنبرة ،في أسفل وادي زبيد ،على مقربة من سف البحر(.ابن الديبع:قرة العيون،ص،360يحي بن الحسين :اية األماني،ج ،1ص،)299
وبدأ نشاطه بدعوة أهل تهامة إلى اعتزال الحكام باعتبارهم ظلمة ،و ير متقيدين بالدين ،وبالتالي رأى وجوب مقاومتهم(.د .محمد
الحريري :معالم التطور السياسي في دولة بني نجاي باليمن وعالقاتهم بالصليحيين،دار القلم ،الكويت،ط1،1984م،ص،)78
( -)153الثقفي :سيرة اإلمام أحمد بن سليمان،ص.235
)َ - (154عدَن العَة :قرية تقع شمال رب صنعاء ،في عزلة بني علي ،لواء حجة( .الحجري :مجموع بلدان اليمن وقبائلها،ج ،4ص،677
الحمزي:كن ز األخيار،ص ،55هامش ،)3وهي اآلن أطالل قد خربت(.ال َجنَ ِدي:السلوك ،ج ،1ص ،233تعلي األكوع ،هامش ،)4وهى
منطقة تقع على مسافة يوميين من الارب لصنعاء ،وفي المرتفعات العليا لوادي العة .انظرC.L. Geddes ,The Apostasy , :
of``Ali b. al-Fadl, Arabean and Islamic Studies, Longman London and New York,1983.PP.80 -85..P.80.
) - (155حصن من أعمال صنعاء اليمن( .ياقوت :معجم البلدان ،ج ،5ص.)129
( )156األهدل :تحفة الزمن ،ص ،160ابن الديبع :قرة العيون ،ص.205
( -)157مسلم اللحجي :المصدر الساب ،ص.117
( -)158العلوي:سيرة الهادي،ص ،405يحي بن الحسين :اية األماني،ج ،1ص.212
)َ - (159حاز:قرية من عزلة َجشَم ناحية همدان ،تقع على وادي َحاز على بعد 28كيلو متراً ،في الشمال الاربي لمدينة صنعاء(.الربعي:
سيرة األميرين،ص،94هامش 1للمحق ).
( )160الهرابة :أكمة فى بالد وادعة الظاهر ،بين وادعة وبنى يثمة ،ببالد حاشد الكبسى :اللطائف ،ص ،32الهمدانى :الصليحييون،
(
ص ،82هامش.)3
( )161يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص ،252الكبسى :اللطائف ،32 ،العقيلى :المخالف ،ص 153الهمدانى :الصليحييون ،ص ،83حسن
سليمان محمود .)1969(،تاريخ اليمن السياسى في العصر اإلسالمي ،المجمع العراقي ،ط1969 ،1م ،ص.180 ،189
( )162يحيى بن الحسين :اية ،ج ،252 ،1الكبسى :اللطائف ،ص ،32د .السرورى :الحياة السياسية ،ص.51
( )163هو فجر المعالى أو تاج المعالى ،أبو عبد هللا شكر بن أبى الفتوي ،أصله من ملوك مكة السليمانيين ،من بنى حسن ،نسبة إلى سليمان
بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ،تولى والية مكة بعد أبيه 430ه (الهمدانى :الصليحييون ،ص ،89هامش.)1
( )164الربعى :سيرة األميرين ،ص ،104د.السرورى :الحياة السياسية ،ص.51
( )165الربعى :سيرة األميرين ،ص ،104د .السرورى :الحياة السياسية ،ص.51
147 األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن....د .محمد قائد الوجيه
استمر الشريف الفاضل مع علي الصليحي فترة تسعة أشهر ،وهي الفترة التي حاصر بها علي
()166
،وانتهى الحصار بتسليم يعفر الكرندي نفسه لعلي الصليحي في رمضان الصليحي حصن السوا
ً
سنة 450ه 1058/م ،زامن ذلك وصول الشريف جعفر بن القاسم العياني من صعدة ،طالبا من
الصليحي اإلفراج عن ابنه الفاضل(.)167
عندما خرج المكرم إلى شهارة في سنة 461ه 1068/م ،فرض الحصار على جميع جهاتها ير أنه
لم يلبث أن عاد إلى صنعاء ،وترك استمرار الحصار لبعت قواده مثل سبأ بن أحمد الصليحي،
وأبي الحسن بن الجناي ،وقد استمر الحصار لمدة خمسة أشهر انسحب بعدها الصليحيون إلى
()168
صنعاء
لما أعادت الزيدية رص صفوفها استطاع الشريف الفاضل السيطرة على ثال ،ثم زحف إلى صنعاء
وحاصرها سنة 466ه ،وشن عليها عدة ارات من حصن ذى مرمر ،فاشتد الحصار على من
فيها ،وقلت األقوات ،وارتفعت األسعار ،وقاسى أهل صنعاء الجوع وويالت الحصار( ،)169وفي
نفم الوقت عمل ذو الشرفين على مهاجمة صنعاء من جهة الارب ..فوصلت اراته إلى يل
البرمكى بصنعاء( )170وقد دفع هذا الهجوم بالصليحيين للتفكير فى نقل عاصمتهم من صنعاء لى ذى
جبلة( ،)171وهو الذي تم بالفعل بعد ذلك.
وفي سنة 553ه 1158/م شدد ابن مهدي الحصار على زبيد ،واستبسل أهلها في الدفاع عنها ،حتى
قال عمارة":أنه لم تصبر أمة على الحصار والقتال مثل ما صبر عليه أهل زبيد ،ألنهم قاتلوا ابن
()172
مهدي قتاالً شديداً ،وقُتِل منهم الكثير،ونالهم الجوع حتى أكلوا الميتة من شدة الجهد والبالء" ،
وذكر الثقفي أنه قتل من أهل زبيد في اليوم األول من هذا الحصار ألف قتيل على سور المدينة،
وفي اليوم الثاني ثمانمائة رجل فما فلهم ذلك وال كسرهم( ،)173إال أن زبيد في نهاية األمر سقطت
تحت ضربات ابن مهدي فدخلها وأسقط حكم بني نجاي.
-األثر االجتماعي الناتج عن األسر سواء في المعارك أو خارجها:
قام آل طريف بمهاجمة الهادي يحي بن الحسين بجموع كثيرة في رجب 290ه 903/م ،وألحقوا به
()175 ()174
،واضطر اإلمام الهادي إلى العودة إلى صعدة، ،وأَ َسرُوا ابنه محمد المرتضى
َ هزيمة منكرة
()176
في السنة نفسها ،تاركا ً ابنه في يد أعدائه الذي لم يخرج من سجنه إال بفضل الجهود التي بذلها
أسعد بن أبي يعفر الذي عمل على تخليصه من األسر ،بعد أن تجمع حوله كثير من الجند فهاجم بهم
( -)166السوا:عزلة من بالد الحجرية ،مركزها النشمة ،وتقع بين التربة وتعز(.الحمزي:كن ز األخيار،ص ،47هامش.)1
(-)167الربعي:سيرة األميرين،ص .115،116انظر:
Wilferd Madelung, The sirat Al-Amirayn,Volume1,Part1.P.72.
( -)168الربعي :سيرة األميرين،ص،174لكبسي:اللطائف،ص،36الفقي:اليمن،ص.183
Wilferd Madelung,OP.Cit.P.76.
( )169الربعى :سيرة األميرين ،ص ،231يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص ،267 ،266د .الفقى :اليمن ،ص .185
( )170الربعى :سيرة األميرين ،ص ،237د .السرورى :األحوال السياسية ،ص ،502يل البرمكى :من يول صنعاء ،يسقى مزارع بيت
ميعاد ،جنوبى صنعاء ،ومنابعه من بالد سنحان( .الربعى :سيرة األميرين ،ص ،237هامش 1للمحق ).
( )171د .السرورى :الحياة السياسية ،ص ، 130ومدينة ذى جبلة :اختطها عبد هللا بن محمد الصليحى سنة 458ه 1066 /م ،وهى
مدينة بين نهرين جاريين فى الصيف والش تاء ،يقال أنها تسمت باسم يهودي كان يبيع الفخار .انظر ( :عمارة :تاريخ اليمن،
ص ،46ابن الديبع :قرة العيون ،ص .)261
( -)172عمارة :تاريخ اليمن،ص،123
Joesph chelhod, L'Arabie du Sud Histoire et Civilisation, Tomell,La Societe Yemenite De L'hegire Aux
Ideologies Modernes,P.39.
( -)173الثقفي:سيرة اإلمام أحمد بن سليمان،ص.233
( -)174المصدر الساب ،ص.36
( -)175الهمداني ،الحسن بن يعقوب.)1986( ،اإلكليل ،تحقي :محمد على األكوع ،منشورات المدينة ،بيروت ،ط ،3ج ،10ص.67
( -)176العلوي :المصدر الساب ،ص،250يحي بن الحسين :المصدر الساب ،ص.37-35
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 148
()177
،وأطل سراي محمد بن الهادي وأرسله في حراسة قلعة بُوس في صفر سنة 291ه 903/م
()178
مشددة إلى ِشبَام.
في سنة 302ه /لم يرفع ابن الفضل الحصار عن زميله ابن حوشب في مسور حجة إال بعد أن
()179
قدم ابن حوشب ولداً من أوالده رهينة عند ابن الفضل ،كدليل على دخوله فى طاعته.
كما قام علي الصليحي بأسر جعفر بن القاسم العياني الزيدي وظل معه أثناء انتقاله إلى المناط
()180
الوسطى للسيطرة عليها سنة 450ه 1058/م ،فح اول استمالته إلى صفه.
وفي سنة 536ه 1141/م قام محمد بن القدمي من قبيلة بني حي بالسطو على قافلة التجارة في
الطري ما بين نجران وصعدة ،فسلبها وقتل أحد رجالها ،فخرج إليه اإلمام أحمد بن سليمان واحكم
الحصار عليه ،فَ ُسلِّم أخوه الحسن بن القُ َد ِمي ،وأربعة معه ،بينما هرب محمد بن القُ َد ِمي ،فتقدم اإلمام
إلى حصن ابن القُ َد ِمي وأحرقه،ولم يلبث ابن القُ َد ِمي أن جمع جموعه فالتقى بقوات اإلمام التي
()181
هزمته وفرقت جموعه.
استنجد أوالد اإلمام أحمد بن سليمان بالسلطان علي بن حاتم ضد األشراف القاسمين ،بعد أن قبضوا
على اإلمام وسجنوه في مصنعة أثافت( )182سنة565ه 1175/م ،وفي ذلك يقول صاحب سيرة
اإلمام ..":وقعت المكاتبة والمطالبة من السلطان علي بن حاتم اليامي إلى فليته[الذي سجن اإلمام في
أثافت من آل القاسم] في أمر اإلمامَ ،ويُقَبِّ عليهم لَز ُمه ،ويشير بإطالقه ،ويطالع السالطين من نَه م
وبني َد لعام ،والشيخ األجل علي بن دعفان البحيري ،ويأمرهم باالجتماع والحركة إلى جهة فليته
إلخراج اإلمام"(.)183
شن ابن مهدي الاارات على أ لب مناطقها بعد أن التف حوله الكثير من األنصار أما في تهامة فقد ل
()184
حتى "أجلى جميع أهل البوادي ،وقطع الحرث والقوافل التجارية" " ،فانقطع الناس عن السفر
من زبيد إلى عدن ،ومن عدن إلى زبيد ،مدة ثالث سنين ،فقضى ذلك برخص بضائع كل بلد منهما،
و الئها في البلد اآلخر ،حتى صار ما يساوي دينارا بربع دينار ،وما يساوي ديناراً في البلد اآلخر
()185
،كما شدد ابن مهدي الحصار على زبيد 553ه 1158/م ،واستبسل أهلها في بأربعة دنانير"
الدفاع عنها ،حتى قال عمارة":أنه لم تصبر أمة على الحصار والقتال مثل ما صبر عليه أهل زبيد،
ألنهم قاتلوا ابن مهدي قتاالً شديداً ،وقُتِل منهم الكثير،ونالهم الجوع حتى أكلوا الميتة من شدة الجهد
()186
والبالء".
لما خرجت قوات ابن الفضل باتجاه ذمار294ه 906 /م ،دخلتها بعد أن هرب الزيدية منها،
واستطاع ذو الطوق اليافعى -أحد قواد ابن الفضل -تعقب محمد بن الروية -أحد قواد اإلمام
()188
الهادى -فى بالد رداع( )187وقتله.
كما اشتد القتل في االسماعيلية من قبل الزيدية في عهد الناصر الزيدي ،وفي ذلك يقول صاحب
سيرة الناصر عن معركة نفاش( )189مع اإلسماعيلية سنة 306ه 918/م":لقد شهدت الحروب
وعاينتها منذ بلات ال ُحلُم فما رأيت يوما كيوم نُفَاش ،أكثر قتالً ممن رأيته وعلمته ،قتل من أعداء هللا
()190
القرامطة..فقد سمعت للدماء خريرا كخرير الماء إذا هبط من صعود" ،ويقول":وكان القتل
()191
للقرامطة في كل شعب وواد وشرف..ولقد اجتهدنا أن نعرف مبلغ القتلى فما ق درنا".
وفي عهد أسعد بن يعفر استطاع حصار عاصمة ابن الفضل المذيخرة ودخولها والقضاء على من
بها من االسماعيلية ،ثم عاد إلى صنعاء سنة 305ه 917/م ثم قام بقَت ََل أسراه ومن ضمنهم ولدين
البن الفضل ،وقطع رؤوسهم ،وبعث برؤوسهم إلى أمير مكة ،فعرضت فى موسم الحج( )192ثم بعث
به ا إلى العراق.
ً()193
من قبائل صنعاء وأهل ولما ظهر علي الصليحي خرج جعفر بن عباس الشاورى بثالثين ألفا
انتهت بقتل ()194
ال ُسنلة لقتاله ،فدارت معركة شديدة بين الطرفين فى شعبان سنة 439ه 1047/م
جعفر الشاورى( )195وكثير من أصحابه.
كما التقى الصليحى مع اإلمام أبى الفت الديلمى فى منطقة نجد الجاي شرقى مدينة رداع ،فدارت
معركة كبيرة بين الطرفين ،انتهت بقتل اإلمام الديلمى ونيف وسبعين من أنصاره ،فى سنة
444ه 1052/م ،)196(.وظل جيش علي الصليحي يترقب الشريف الفاضل الزيدي وأعوانه من
قبائل همدان فى قراتل( )197بالقرب من حاز( )198وفيها دارت معركة كبيرة فى المحرم سنة
448ه 1056/م ،انتهت بهزيمة قاسية للشريف الفاضل وأعوانه من القبائل ،وقتل كثير من
()199
زعمائهم.
ولما جمع بني نجاي عددا كبيرا من السودان ،قدر بنحو عشرين ألف رجل ،تقدم إليهم على
الصليحى فى 450ه 1058/م( )200بجنده الذى بلغ حوالي ألفين وسبعمائة فارس( )201فالتقى الجمعان
( )187رداع :بفت الراء والدال ،وتعرف برداع العرش ،وتقع إلى الشرق من مدينة ذمار ،وهي إداريا ً تابعة لمحافظة البيضاء( .ابن د ثم:
السيرة المنصورية ،ج ،2ص ،110هامش 1للمحق ،الحمزى :كن ز األخيار ،ص ،60هامش 4للمحق ،كحالة :شبه جزيرة العرب،
ص ،56هامش.)11
( )188العلوى :سيرة الهادى ،ص ،392الخزرجي :العسجد ،ورقة .51
) - (189نُفَاش:موضع في بلد همدان باليمن(.يحي بن الحسين :اية األماني،ج ،1ص،211هامش.)2
( -)190اللحجي ،مسلم .)1990( ،سيرة اإلمام أحمد بن يحي الناصر لدين هللا منتزعة من كتاب أخبار الزيدية من أهل البيت عليهم السالم
وشيعتهم باليمن ،تحقي :ويلفرد ماديلونغ ،اثياكابوس اكسبتر ،مع المعهد الشرقي بجامعة أكسفورد ،الطبعة األولى،،ص.111
( -)191المصدر الساب ،ص ، 112الاريب أن صاحب سيرة الناصر يذكر أن معسكر الناصر لم يقتل منهم أحدا ،سوى رجل واحد أخطأ به
بعت أصحابه بضربة فمات منها(.المصدر الساب ،ص ،)112بينما حصر في قتلى اإلسماعيلية خمسة وأربعون داعياً ،كل داع منهم آمر
ناه(.المصدر الساب ،ص ،)114أما المقاتلين العاديين فليم للقتلى منهم َع لد لكثرتهم.
( )192االهدل :تحفة الزمن ،ص ،165الوصابي :االعتبار ،ص.25
( )193الخزرجى :العسجد ،ورقة ،72الرسولى :فاكهة ،ورقة ،130ابن الديبع :قرة العيون ،ص.244
( )194المصادر السابقة ،نفم الصفحات.
( )195إدريم ،عماد الدين بن الحسين :نزهة األفكار وروضة األخبار في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة األخيار ،مخطوط
بدار الكتب المصرية رقم ( )29219عقائد تيمور ،ورقة ،16الجرافى :المقتطف ،ص ،77الهمدانى :الصليحييون ،ص.78
( )196ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،240هامش ،1يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص.250
) - (197قَ َراتِل:قرية من عزلة الربع ،ناحية همدان ،تقع على بعد 18كيلو مترا في الشمال الاربي لمدينة صنعاء .الربعي :سيرة
(
األميرين،ص،94هامش،2للمحق ).
( -)198يحيى بن الحسين :اية األمانى ،ج ،1ص .252و َحاز:قرية من عزلة َجشَم ناحية همدان ،تقع على وادي َحاز على بعد 28كيلو مترا
في الشمال الاربي لمدينة صنعاء(.الربعي:المصدر الساب ،ص،94هامش 1للمحق ).
( )199الربعى :سيرة األميرين ،ص ،95 ،94د .السرورى ،الحياة السياسية ،ص.50
( )200الهمدانى :الصليحيون ،83 ،نقالً عن إدريم :عيون ،السبع السابع ،ص ،14حسن سليمان :اليمن السياسى.180 ،
( )201الوصابى :االعتبار ،ص ،34العقيلى :المخالف ،ص ،154الهمدانى :الصليحييون ،ص.84
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 150
فى منطقة الزرائب( )202من أعمال ابن طرف ،فكان اليوم األول للنجاحين ،ير أن الدائرة دارة
عليهم ،فهزموا شر هزيمة "فلم يب منهم إال ألف رجل"( ،)203ور م المبالاة هنا إال أنها تدلل على
ارتفاع عدد القتلى.
()205 ()204
بتحصين نفسه بوادى الملوى ،إال أن وعلى الر م من قيام اإلمام حمزة بن أبى هاشم
الجيش الصليحى أحكم عليه وعلى أنصاره الحصار أعلى الوادى وأسفله ،ورموهم بالنبل
والحجارة( )206حتى أثخنوهم ،وقتلوا منهم ثمانمائة رجل( )207كما وقف مع اإلمام سبعون شيخا ً من
همدان يقاتلون دونه حتى قتلوا عن آخرهم ،وقتل اإلمام حمزة وولده( )208وكانت هذه المعركة فى
()209
22ذى الحجة 459ه 1067/م.
ولما أحكم ابن مهدي الحصار على زبيد 553ه 1158/م ذكر الثقفي أنه قتل من أهل زبيد في اليوم
()210
األول من هذا الحصار ألف قتيل على سور المدينة ،وفي اليوم الثاني ثمانمائة رجل.
-األثر االجتماعي المتمثل في الفرار والهجرة لمناطق أكثر أماناً:
لما تقدم ابن الفضل إلى المذيخرة سنة 292ه 905/م ف لر منها صاحبها جعفر المناخي( )211إلى
الزياديين في تهامة( ،)212ولما قدم ابن الفضل إلى صنعاء سنة 293ه 906/م اضطر أسعد بن يعفر
إلى الخروج من شبام بأهله وأوالده إلى الدعام بن إبراهيم فى بالد همدان( ،)213ولما دخل ابن
الفضل إلى زبيد 294ه 907/م هرب صاحبها أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم الزيادى( )214إلى
مناط خارجها.
كما ترك المطرفية مناطقهم وهاجروا إلى مناط أخرى نتيجة لخوفهم على أنفسهم من خصومهم،
ومن أجل تبرير ذلك فقد نادوا بوجوب هجر الظالمين واعتزالهم ،ورأوا أنه يجب على اإلنسان أن
يفر بنفسه وولده عن مجامع الناس وقراهم ومدنهم لظهور الفساد ،بل اعتبروا ذلك فرض من رب
العالمين( ،)215لهذا السبب قاموا بإنشاء العديد من هذه الهجر( ،)216فكانت بالنسبة للمطرفية مالذا
آمنا يضمنون فيه التمتع بالحرية الفكرية المطلقة في عرض أفكارهم ،وفي إقامة مدارسهم التي
()217
يلقنُون فيها مذاهبهم لتالميذهم
) - (202الزرائب من طقة من أعمال ابن طرف ،حدثت فيها معركة شهيرة حملة اسم نفم المكان انتصر فيها علي الصليحي على بني نجاي
ومن تحالف معهم سنة 450ه .انظر( :الهمداني :الصليحيون ،ص.)83
( )203عمارة :تاريخ اليمن ،ص ،37الوصابى :االعتبار ،ص ،34تامر :اإلسماعيلية ،ج ،3ص.160
( )204هو حمزة بن أبى هاشم بن عبد الرحمن بن عبد هلل بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى
طالب( .إدريم :نزهة األفكار ،ورقة ،19لوحة أ ،الكبسى :اللطائف ،ص ،32العرشى :بلوغ المرام ،ص.)37
) - (205ال َمل ِوي:من بالد أرحب في بالد الخشب(.الزحيف :اللواح الندية،ج ،2ص،725الجرافي :المقتطف ،ص.)78
( )206يحيى بن الحسين :اية األمانى ،ج ،1ص ،255د .السرورى :الحياة السياسية ،ص .112
( )207إدريم :نزهة األفكار ،ورقة ،19لوحة ب ،الهمدانى :الصليحيون ،ص ،118نقالً عن إدريم :عيون ،السبع السابع.95 ،
( )208يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص ،255الكبسى :اللطائف ،ص ،34 ،33الجرافى :المقتطف ،ص.78
( )209العقيلى :المخالف ،ص ،162الهمدانى :الصليحيون ،ص .118
( -)210الثقفي:سيرة اإلمام أحمد بن سليمان،ص.233
) (
( - )211جعفر المناخي :هو األمير جعفر بن إبراهيم بن ذى المثلة الحميري .ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،191هامش . 1
( - )212ينظر بتصرف :الحمادى :كشف ،ص ،56يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،159الجرافى :المقتطف ،ص.)72
( )213العلوى :سيرة الهادى ،ص ،391الجرافى :المقتطف ،ص.72
( )214فى أول عهد أبو الجيش ،كان أسعد بن يعفر يخطب له ،ويعترف له بالسيادة .الوصابي :االعتبار ،ص ،25د .الحريري :دراسات
(
وبحوث ،ص.)181
( - )215سليمان المحلي :البرهان الرائ ،ورقة ،237لوحة أ.
(
( - )216مثل :هجرة الروعة بالطرف من حضور األحبوب ،وهجرة جنب التي تعرف بمعين .اللحجي :أخبار األئمة ،ج ،4ورقة ،98
،)104وهجرة ريدة البون على مسافة 70ك.م .من صنعاء شماال( .اسماعيل األكوع :البلدان ،ص ،135هامش ،)1وهجرة مدر في أرحب
على بعد عشرين ميال شمال صنعاء(.األكوع :المرجع الساب ،ص ،264هامش ،)1وهجرة قاعة التي تبعد عن عمران بنحو 12ك.م .في
عزلة عيال حاتم من جبل عيال يزيد( .األكوع :هجر العلم ،ج ،4ص.)2303وهجرة شظب ،شمال صنعاء في منطقة السودة( .األكوع:
البلدان اليمانية ،ص،167هامش.)3
( - )217سيد مصطفى :وثائ يمنية ،ص.221-220
151 األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن....د .محمد قائد الوجيه
على الر م من أن المطرلفية اتخذوا من سناع مقرا لهم فقد اضطروا إلى الخروج عنها(،)218
وبدؤوا البحث عن مكان بديل فوجدوا وادي وقش خاليا من السكان فاتخذوها ِهج َرة( ،)219ف "تسامع
بها الناس ..نحو ما كانت السمعة بسناع ،فانتهى ذكرها إلى أطراف اآلفاق ،فضربت إليها آباط اإلبل
()220
وطويت إليها المراحل".
نم علي بن الفضل من خزائن ابن أبي العالء الخنفري سبعين بدرة ،والبدرة عشرة آالف
درهم( )221فعظم شأنه ،وشاع ذكره( ،)222ولما دخل علي بن الفضل ذمار( )223وجد جيشا ً لألمير
()226
الحوالى اسعد بن يعفر( ،)224ب هران( )225فكتب إلى والى هران عيسى بن معان اليافعى
يستميله ،فأجابه اليافعى ،ودخل فى مذهبه )227(.ما بين سنتي 293-292ه 906-905/م.
أما في عهد علي الصليحي دخ ل بنى مع ن فى طاعته ،فقب ل طاعتهم وترك لهم عدن
()229
وفرضتها (م ينائها)( )228مع المناط التابعة لهم مثل لحج وأبين والشحر وحضرموت.
بعد أن فرض عليهم دفع مائة ألف دينار سنويا ً مقابل ذلك (، )230ثم عاد إلى مخالف جعفر،
ومنه عاد إلى صنعاء(،)231كما استولى سعيد االحول بعد قتله لعلي الصليحي سنة 459ه 1067/م
()232
على ألفى فرس وثالثة آالف جمل
عندما ضي المكرم الحصار على الشريف الفاضل وأخيه ذي الشرفيين في شهارة سنة
462ه 1069/م لمدة خمسة أشهر ،عمد األمير جياش بن نجاي على إفشال هذه الحصار عن طري
()233
،ولما لم يجد هذا الحصار نتيجة لهذه األموال و يرها تقديمه لهما في كل شهر ألف دينار
()234
،وقد يكون الهدف الذي دفع جياش بن نجاي لتقديم هذه انسحب الصليحيون إلى صنعاء
والنهب ،زيادة عدد أتباعه ،وإرهاب القبائل األخرى( .سلطان ناجى :الدولة القرمطية ،3مجلة الحكمة ،صنعاء ،العدد الرابع والعشرون،
السنة الثالثة ،ا سطم1973 ،م ،ص.)40
( )222ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،190يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،193الحمزى :كن ز األخيار ،ص ،58العرشى :بلوغ
المرام ،ص.22
( )223ذمار :بفت أوله و ثانيه ،المدينة المعروفة جنوب صنعاء ،سميت بذمار بن يحصب بن وهمان بن سب أ األصار ،وهي اآلن عاصمة
فحافظة ذمار( ،زبارة :أئمة اليمن ،المطبعة الناصرية ،تعز1952،م ،القسم األول ،ص ،46ص ،21ابن د ثم :السيرة المنصورية ،ج،2
ص ،59هامش.)1
( )224هو أسعد بن إبراهيم بن يعفر الحوالي ،تنسب أسرته إلى عامر ذى حوال األصار الحميري ،توفى فى سنة 332ه 743 /ه ،
(العمري،حسين عبد هللا .)1992( ،أسعد بن يعفر ،ص،103الموسوعة اليمنية،ج،1مؤسسة عفيف الثقافية ،صنعاء ،ط 1992 ،1م.
( )225هران :بكسر الهاء وتشديد الراء ،حصن شمال مدينة ذمار( ،الجندى :السلوك ،ج ،1ص ،237هامش.8
( )226العلوى :سيرة الهادى ،ص ،390ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،194هامش.3
( )227الرسولى :فاكهة ورقة ،88ابن الديبع :قرة العيون ،ص.194
( )228الهمدانى :الصليحييون ،ص ،86نقالً عن رسائل القمى ،22-19 ،د .السرورى :الحياة السياسية ،ص.53
( )229الخزرجى :العسجد ،ورقة ،105ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،304حسن صال شهاب :عدن فرضة اليمن ،ص ،111مركز
الدراسات والبحوث اليمنى ،صنعاء ،الطبعة األولى1990 ،م .حضرموت :ناحية واسعة فى شرقى عدن بقرب البحر ،وهى على شاطئ
بحر عمان ،وحولها رمال ،وتعرف باألحقاف ،من أهم مدنها تريم وشبام( .ابن سمرة الجعدى :طبقات فقهاء اليمن ،ص.)313
( )230أحمد حسين :اليمن عبر التاريخ ،ص ،205د .السرورى :الحياة السياسية ،ص.53
( )231الهمدانى :الصليحيون ،ص ،86نقالً عن رسائل القمى ،ص.22-19
( )232ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،255هامش ،2الوصابى :االعتبار ،ص ،49د .الحريرى :دراسات ،ص.201
( -)233الربعي :سيرة األميرين،ص..Wilferd Madelung,OP.Cit.P.76 .175
( -)234المصدر الساب ،ص،174الكبسي:اللطائف،ص.36
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 152
األموال تقوية الصف الزيدي في محاربته للمكرم الصليحي وإضعافه ،أو شاله عن محاربة
النجاحيين خالل هذه الفترة.
بوفاة أروى الصليحي ضعفت الدولة الصليحية كثيرا فورثها آل زريع الذين اشتروا سنة
547ه 1152/م ،جميع المعاقل والحصون والمدن التي كانت تابعة للدولة الصليحية بمائة ألف
دينار ،وكانت أكثر من ثمانية وعشرين حصنا ومدينة ،منها مدينة ذي جبلة( ،)235وقد يكون للعامل
المذهبي دور في هذا البيع وإال لماذا بيعت لبني زريع دون سواهم فكالهما اسماعيلية؟
تمت نهاية ابن الفضل عن طري طبيب عراقي ماهراً بفت العروق ،ومداواة الجروي ،وصناعة
الدواء ،يسمى الشريف البادادي ،وقد اتف مع اسعد بن يعفر على أن يقتل ابن الفضل شريطة أن
يقاسمه أسعد نصف ملكه إن بقي على قيد الحياة،وبالفعل توجه إلى المذيخرة ،ومارس مهنته الطبية
فيها ،فأصب بعد قليل ذا شهرة واسعة ،فاستدعاه ابن الفضل يوما ً ليتولى فصده ،فوضع السم فى
شعر لحيته أو مقدم شعر رأسه ،ولما انتهى من فصده ،وضع له من السم حاجته وهرب ،فأحم ابن
(،)236
الفضل بالسم بعد ساعة ،فطلب الطبيب فلم يجده فمات مسموما ً ..وأُد ِركَ الطبيب بنقيل صيد
()237
فتوفي ابن الفضل فى ليلة الخميم النصف من ربيع اآلخر سنة 303ه 915/م.
لم يسلم الصف الزيدي أيضا ً من اال تياالت ،فتذكر المصادر اليمنية أن ولدا البن حوشب قام بقتل
ابن العباس الشاوري دراً حين دخل عليه يوما ً فى بعت الافالت ،فرآه بمفرده فقتله ،واستولى
على البالد(،)238وإن كان البعت منها قد حدد ذلك بسنة 333ه 944/م( ،)239ثم تحول عن المذهب
االسماعيلي ألهل السنة وقام بقتل الكثير من أنصار أبيه "وشردهم حتى لم يب حوله إال من ال
يعرف"( ،)240ومهما يكن فقد تم الت مر عليه والتخلص منه عندما وثب عليه نائبه ابن أبي
()243
العرجاء( )241أثناء دخوله بلدة عين محرم( )242فقتله فيها.
وفي عهد الصليحيين حاول علي الصليحي مهادات نجاي الحبشي وتحسين العالقة معه ،ومالطفته
مما أوجد عالقات شبه ودية بينهما( )244عندها قدم الصليحى جارية حسناء لنجاي أسقته سما ً
()246
فقتلته( )245فى 452ه 1060/م بمدينة الكدراء.
وفي سنة 459ه 1067/م قام أبناء نجاي بالثأر ألبيهم من علي الصليحى عندما توجه للحج فتتبعوه
حتى ساحل تهامة فى ظاهر المهجم فى ضيعة تعرف باسم الدهيم وبئر أم معبد( )247ثم دخال
( - )235عمارة :تاريخ اليمن ،ص ،72ابن الديبع :قرة العيون ،ص.314
( )236نقيل صيد :هو المعروف اليوم بنقيل سمارة ،ويقع وسطا ً بين السحول ربا ً وحقل يحصب شرقاً( .األكوع :البلدان اليمانية ،ص ،290
هامش ،3ابن الديبع :قرة العيون ،ص ،396هامش.)1
( )237الجندى :السلوك ،ج ،1ص ،244الرسولى :فاكهة الزمن ،ورقة ،95الخزرجى :العسجد ،ورقة ،54واكتفت بقية المصادر بذكر سنة
وفاته فقط( .الحمادى :كشف ،ص ،68الشجاع ،عبد الرحمن .)1993( ،اليمن فى عيون الرحالة ،دار الفكر ،دمش ،بيروت،ط ،1ص.41
( )238الحمادي :كشف ،ص ،77الجندي :السلوك ،ج ،1ص.246
( )239اية األماني ،ج ،1ص.220 ،219
( )240الجندي :السلوك ،ج ،1ص ،247الهمداني :الصليحيون ،ص.52
( )241لم يرد له أي تفصيل ال فى المصادر اليمنية وال فى يرها ،سوى أنه من سالطين تلك الناحية .الجندي :السلوك ،ج ،1ص ،247
(
معسكره سرا وهاجماه في خيمته ،لدرجة أنه فوجئ بهم ،فقتله سعيد األحول وأخوه جياش ،واجتزا
()248
رأسه ورأس أخيه عبد هللا وقتل االحول باقي أقاربهما.
ولما توجه الشريف الفاضل إلى الجوف ،واستقر فى ضيعة عمران ليقوم بأعمال الزراعة ،حيث
قسم المزرعة ثالثا ً بينه وبين بنى نهم وبنى الدعام ،ير أن بنى نهم لم يرضوا بهذه القسمة فهجموا
()249
عليه أثناء نزوله الايل ليستحم ،وقتلوه فى ذى الحجة سنة 468ه 1076/م.
لعل أكبر التهم المتعلقة بالشرف واألخالق يتهم بها ابن الفضل خاصة ما يتعل بالنساء ،فتنسب
المصادر له كثير من التهم ،فعندما دخل صنعاء قام با تصاب النساء الالتي أسرهن فى جامع
صنعاء( )250بعد أن حوله إلى اصطبل للخيول( ،)251أما فى زبيد يأسر أربع آالف امرأة ،ويستبيحهن
لجنوده ،ثم يأمرهم بذبحهن حتى اليشالنهم عن القتال( ،)252ولما يتوجه إلى زبيد للمرة الثانية سنة
()253
297ه 909/م يأمر بقتل أهلها ،وسبى نساءها ويلبث فيها سبعة أيام ،ثم يعود إلى المذيخرة
،ولما دخل أسعد بن يعفر مدينة المذيخرة بعد مقتل علي ابن الفضل سنة 304ه /نم أمواالً
()254
عظيمة منها وأسر بنات ابن الفضل.
ولما قتل علي الصليحي من قبل بني نجاي سنة 459ه 1067/م ،قام سعيد األحول بن نجاي بأسر
أسماء بنت شهاب ،وجعل رأس زوجها وأخيه عبدهلل أمام هودجها( ،)255وعندما استطاع المكرم
الصليحي حصار سعيد األحول في حصن الشرف سنة 463ه 1070/م قاموا بقتله وأسر زوجته
()256
أم المعارك:
اشتد العداء بين المطرفية وبين اإلمام عبد هللا بن حمزة وزادت المراسالت بالسب والشتم ،وتبارى
شعراء كل فري في تفنيد معتقدات الفري اآلخر( ،)257األمر الذي دفع اإلمام إلى الحكم بكفرهم
وقرلر مواجهتهم لِ َما أصبحوا يشكلونه من خطورة على إمامته ،بعد أن رفضوا شرط العلوية في
اإلمامة ،مما يعني عدم شرعيته فيها على مقتضى القواعد الزيدية ،خاصة إذا علمنا أن اإلمام عبد
هللا بن حمزة كان شخصا طموحاً ،فقد كان يفكر بأن تصل دولته إلى الحجاز والشام( ، )258عندها
أصدر اإلمام الزيدي ابن حمزة حكمه بكفر المطرفية ،وجعل دارهم دار حرب( ،)259وأمر بقتل كل
العيون ،ص ،198هامش ،2الوصابى :االعتبار ،23 ،هامش( ،11أم الدهيم :موضع قرب المهجم (يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص ،256
هامش )3بئر أم معبد :هى بئر الدهيم بن عنم ..وموضع خيمة أم معبد بنت الحارث العنسى( .ياقوت الحموى :معجم البلدان ،ج ،3ص
.)503 ،502
( )248عمارة :تاريخ اليمن ،ص ،77 ،76ابن المجاور :صفة ،ص ،75ابن الديبع :الفضل المزيد ،ص ،57الوصابى :االعتبار ،ص،47
،48
Farhad Daftary The Isma’ilis, p.207..
( )249يحيى بن الحسين :اية ،ج ،1ص ،268الكبسى :اللطائف ،ص ،37د .السرورى :األحوال السياسية ،ص.504
( )250الجندى :السلوك ،ج ،1ص ،238األهدل :تحفة الزمن ،ص.159
( )251الكبسى :اللطائف السنية ،ص.14
( )252الجندى :السلوك ،ج ،1ص ،240 ،239يحي بن الحسين :اية األماني ،ج ،1ص ،198ابن الديبع :الفضل المزيد ،ص ،52بينما
يجعلها العلوي خمسة وثالثين ألف امرأة -كما مر سابقا ً ( -سيرة الهادي ،ص.)394
( )253العلوى :سيرة الهادى ،ص ،394يحى بن الحسين :اية األمانى ،ج ،1ص.201
( )254نشوان الحميري :الحور العين ،ص ،254االهدل :تحفة الزمن.163 ،162 ،
( )255عمارة :تاريخ اليمن ،ص ،38يحيى بن الحسين :اية األمانى ،ج ،1ص ،258الكبسى:اللطائف ،ص .35
( )256عمارة :تاريخ اليمن ،ص ،47الخزرجى :العسجد ،ورقة .80
( - )257ابن دعثم :السيرة ،ج ،3ص.837-826
(- )258أحمد عبد هللا عارف :االتجاهات،ص.183
( - )259ابن دعثم :المصدر الساب ،ج ،3ص.837
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 154
مطرفي يتم القبت عليه ،ويقر بتطريفه األمر الذي أفزع المطرفية فقرلروا إسقاط إمامة عبد هللا بن
حمزة ،وعينوا لهم الشريف يحي بن منصور بن مفضل إماماً ،وأيدهم السلطان بشر بن حاتم(،)260
فكتب اإلمام عبد هللا بن حمزة رسالة عامة لكافة الناس يصرِّ ي فيها بكفر المطرفية ور لدتهم ،وأنه إن
()261
أظهره هللا عليهم سيقوم بقتل المقاتلة وسبي الذرية وبيع النساء واألطفال كما يفعل بالمشركين.
بدأ اإلمام عبد هللا بن حمزة بقتل المطرفية في هجرة قاعة عن طري أخيه عماد الدين يحي بن
حمزة الذي قتل من أمكنه منهم ،وقطع موادهم ،وأخافهم في طرقاتهم( ،)262ثم تقدم اإلمام إلى هجرة
ضت قاعة وعرض على أهلها البراءة من المطرفية ولعن كبارها ،والدخول في اإلسالم باللفظ ،وقُبِ َ
()263
دور وأمالك الذين أُخرجوا منها لبيت مال اإلمام ،واعتبر مسجد قاعة مسجد ضرار.
الخاتمـــة
بظهور العديد من الفرق المذهبية في اليمن في فترة البحث -من القرن الرابع حتى السادس
الهجري/العاشر حتى الثاني عشر الميالدي -سواء سنية أو شيعية في اليمن ،مع وجود عوامل
عديدة تناولها البحث أذكت الصراع المذهبي حتى وصل إلى مرحلة الصراع المسل ،مثل :الجهل
بالدين ،واستاالل للفتاوى المكفرة للمخالفين ،والعامل الخارجي المحرض لطرف على آخر ،مما
نت عنه آثار اجتماعية عديدة على مستوى الفرد أو األسرة أو المجتمع ككل.
ظهرت اآلثار االجتماعية المصاحبة لصراع الفرق المذهبية في اليمن في فترة البحث في صور
عديدة فإلى جانب اال تياالت للشخصيات المخالفة ،كان لفتاوى التكفير عمل السحر في التخلص من
الخصوم تحت ستار الدين ،حيث استالت هذه الفتاوى الستباحت دماء المخالفين لها ،وإلى جانب
ذلك كانت اآلثار االقتصادية حاضرة وبقوة من ياب لرب األسرة إما بالفقدان الكامل أو الاياب
القسري مما يفقد األسرة من يعولها ويتحول األبناء إلى أيتام والزوجة إلى أرملة ،كذلك ما ظهر
خالل فترة البحث من حصار للمدن أو تهديم للمنازل ،أو اختطاف النساء كمحاولة للضاط على
أقاربهن للرضوخ أو لتسليم أنفسهم.
كل ذلك أدى إلى آثار اجتماعية كارثية على المجتمع اليمني في فترة البحث ،وهو ما يعاني منه
اآلن بفعل التعصب األعمى ومحاولة إزاحة اآلخر ،وكأنهم نسوا أو تناسوا المقولة الشهيرة "الوطن
يتسع للجميع".
االستنتاجات:
-المعتقدات المذهبية في العالم اإلسالمي في فترة البحث أ لبها وصل إلى اليمن ،ير أن البعت
منها كان يدار من خارج اليمن ويتم شحنه شحنا ً طائفيا ً مما أدى الى التعصب المذهبي وعدم
القبول باآلخر.
-كثير من رجال القبائل اليمينة انخرط في الفرق والمذاهب في فترة البحث إما عن تعصب أو
جهل أو مصلحة ما ،ما جعل أمر استااللهم بيد دعاة تلك الفرق والمذاهب ،إما بذم المخالف
سوا ًء كان على ح أم باطل ،وهو األمر الذي أوجد نطاقا ً اجتماعيا ً ير متسام مع اآلخر،
فكانت المناظرات ال معنى لها سوى إيجاد مزيد من الكراهية بعد أن بهتت الحقائ والبراهين
فيها ،خاصة بعد استخدام الشتم واللعن والتكفير ضد الخصوم ،األمر الذي جعل بعت الفرق
تستمرئ الفتاوى التكفيرية ،واال تياالت ،واستباحة قتل الخصوم مما مهد لنشوء النزاع المسل
لحسم الخالف الفكري مع المخالفين.
-بدخول اليمن في دوامة النزاع المسل تفاقمت النتائج االجتماعية المصاحبة لذلك ،فكثير من
األسر فقدت من يعولها ،أو بارتفاع األسعار ،أو بحصار المدن أو نهب المنازل للمخالفين
مذهبياً ،إضافة لما قد ينجم عن مثل هكذا تصرفات بعيدة عن الدين اإلسالمي الحنيف من
اختطاف للنساء أو أسرهن ،واستخدامهن كورقة ضاط على المخالفين.
-اآلثار االجتماعية المصاحبة لصراع الفرق المذهبية في اليمن لم يقتصر على جانب معين ،بل
حاول البحث التطرق له من عدة جوانب ،سوا ًء ما قبل المعارك والحروب أو أثناءها أو ما
بعدها ،وهو ما يمكن أن نسميه مجازاً فترة السلم أو الحرب.
التوصيات:
.1أن يطلع المثقفون اليمنيون عمو ًما واألكاديميون منهم خص وصًا على هذه الدراسة ،للوقوف
على خطورة التعصب المذهبي وما ينجم عنه من آثار اجتماعية خطيرة على المجتمع ككل.
.2أن تعقد ندوات فكرية عامة وتخصصية لتوضي سماحة اإلسالم ويسره في المسائل الفرعية
وقبول اآلخر فيما ال يناقت نص ،وخطورة أخذ الجوانب الفكرية كقوالب جاهزة من خارج
اليمن لما ينجم عنه من شحن طائفي ينتج عنه مباشرة التعصب المذهبي وعدم القبول باآلخر.
.3أن تتضمن المناهج التعليمية وخاصة الدينية منها دروسا ً أو إشارات واضحة تبين خطورة
التعصب المذهبي وما ينجم عنه من آثار اجتماعية على المجتمع ككل ،وبالمقابل تشير هذه
المقررات لسماحة اإلسالم وقبول أبنائه االختالف في الفروع التي ال تناقت نصا ً صريحاً.
.4أن يتم وضع دورات لمعلمي المرحلة األساسية عن خطورة التعصب المذهبي وتحميل النص
فوق ما يحتمل وإذكاء الكراهية لاخر وف نصوص ضعيفة ،وبالمقابل إظهار الصورة
المشرقة لإلسالم في احترام اآلخر وتقديم المصلحة العامة على الخاصة في بعت األحيان لما
فيه من تقديم لح الحياة في وطن يتسع للجميع وف شرع هللا.
.5االهتمام بمعلمي التربية اإلسالمية خصوصا ً والعلوم الدينية عموما ً في اإلطار المدرسي وأئمة
المساجد في اإلطار المجتمعي فيما يطرحونه على الجيل والمجتمع من أراء و ُشبَه قد تدفع
للتعصب المذهبي وكراهية اآلخر بعلم أو دون علم.
المقترحات:
.1االستفادة من وسائل اإلعالم المفتوي الذي جعل من العالم عبارة عن قرية ،فيجدر حسن
مخاطبة المجتمع عن الوطن والوطنية والتسام والعفو والصف ،والبعد عن التعصب المذهبي
وما يؤدي إليه ،وذلك حريا ً بنا أن نبدأ به قبل أن نهتم بمخاطبة اآلخر خارج مجتمعاتنا.
.2أن يتم توظيف اإلمكانات الهائلة التي تتمتع بها بعت المؤسسات اإلسالمية مثل :منظمة العالم
اإلسالمي ،أو بعت البلدان اإلسالمية وما لديها من إمكانات تساعد على إظهار الجانب
المتسام لإلسالم ،وتعمل على استاالل الوسائل االجتماعية الهائلة (النت وما به من شبكات
اجتماعية هائلة -القنوات )..في إظهار الوجه القبي لبعت الجماعات المتطرفة واإلرهابية التي
جعلت من ستار الدين وسيلة الصطياد أبناء المسلمين عبر الفتاوى المجانية الاير مسنودة بدليل
شرعي أو مسوغ عقلي أو أثر نقلي ،وتوضي بعت الحاالت للشباب الذين خدعوا في هذا
الجانب وما ينتج عنه من آثار اجتماعية تهز النسيج االجتماعي واللحمة الوطنية والتنا م
الديني.
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 156
.3أن يتم تناول موضوع البحث في دراسة علمية ،ماجستير أو دكتوراه ،حتى يمكن اإلحاطة ب فاق
الموضوع بصورة أعم وأشمل ،بحيث تستقصي جميع اآلثار االجتماعية الناجمة عن الصراع
الفكري والمذهبي وما نشاهد في بعت البلدان العربية اليوم خير دليل على اهمية الموضوع.
-اللحجي،مسلم بن محمد بن جعفر :أخبار األئمة من أهل البيت وشيعتهم باليمن،الجزء الرابع ،مخطوط مصور لدى
الباحث عن صورة لدى الدكتور /عبد الرحمن الشجاع.
-الخزرجي ،الحسن بن علي بن الحسن المعروف بابن وهاس :العسجد المسبوك فيمن ولي اليمن من الملوك ،مخطوط
بمعهد المخطوطات العربية ،رقم ( )736تاريخ.
-الرسولي ،الملك األشرف أبو العباس إسماعيل بن العباس :فاكهة الزمن ومفاكهة ذوي اآلداب والفطن في أخبار من
ملك اليمن ،مخطوط بدار الكتب المصرية ،رقم( )1409تاريخ تيمور ،ميكروفلم رقم(.)27809
-ابن أبي الرجال ،أحمد بن صال بن محمد :مطلع البدور ومجمع البحور ،مخطوط مصور لدى الباحث عن مخطوط
مصور لدى الدكتور /عبد الرحمن الشجاع.
-العنسي ،عبد هللا بن زيد العنسي :التمييز بين اإلسالم والمطرفية الطاام ،مخطوط مصور عن مخطوط لدى الباحث/
محمد جعفر الباحث بجامعة أسيوط.
المحلي ،حسام الدين حميد أحمد المحلي :الحدائ الوردية في مناقب أئمة الزيدية ،مخطوط مصور لدى الباحث عن
مخطوط مصور لدى الدكتور/عبد الرحمن الشجاع ،مخطوط مصور باألوفست.
-المحلي،سليمان بن محمد بن أحمد المحلي :البرهان الرائ المخلص من ورط المضاي ،مخطوط مصور لدى الباحث
عن صورة لدى الدكتور/عبد الرحمن الشجاع ،عن نسخة دار المخطوطات اليمنية ،صنعاء.
-يحي بن الحسين ابن اإلمام المنصور باهلل القاسم بن محمد الحسني :طبقات الزيدية الصارى ،مخطوط مصور لدى
الباحث عن مخطوط مصور لدى الدكتور /عبد الرحمن الشجاع.
المصادر:
-إبراهيم بن القاسم .)2001(،طبقات الزيدية الكبرى ،القسم الثالث ،ويسمى بلوغ المراد إلى معرفة اإلسناد ،تحقي :عبد
السالم بن عباس الوجيه ،مؤسسة اإلمام زيد بن علي الثقافية ،عمان،األردن ،الطبعة األولى.
-األشعري،أبو الحسن علي بن إسماعيل .)1413(،مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين ،تحقي :هلموت ريتر ،دار
إحياء التراث العربي ،بيروت ،الطبعة الثالثة.
-األهدل ،بدر الدين أبو عبد هللا الحسين بن عبد الرحمن.)1986(،تحفة الزمن في تاريخ اليمن ،تحقي :عبد هللا
الحبشي ،شركة دار التنوير ،منشورات المدينة ،بيروت ،الطبعة األولى.
-البكري،عبد هللا بن عبد العزيز البكري األندلسي.)1982(،معجم ما استعجم ،تحقي :مصطفى السقا ،عالم الكتب،
بيروت ،الطبعة الثالثة.
-الثقفي ،سليمان بن يحي.)2002(،سيرة اإلمام أحمد بن سليمان ،تحقي :د.عبد الاني عبد العاطي،عين للدراسات،
القاهرة،الطبعة األولى.
-الجرافي ،عبدهللا عبد الكريم .)1984(،المقتطف من تاريخ اليمن ،دار الكتاب الحديث ،بيروت ،الطبعة الثانية.
-الجندي ،أبو عبد هللا بهاء الدين السكسكي.)1983( ،السلوك في طبقات العلماء والملوك ،تحقي :محمد بن علي
األكوع ،نشر وزارة الثقافة اليمنية ،صنعاء ،الطبعة األولى.
-الحسن بن يعقوب.)1996(،سيرة اإلمام القاسم العياني ،تحقي :عبدهللا الحبشي ،دار الحكمة اليمانية،صنعاء ،الطبعة
األولى.
-الحمادي،محمد بن مالك.)1986(،كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة ،تحقي :محمد زينهم محمد عزب ،دار
الصحوة ،القاهرة.
157 األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن....د .محمد قائد الوجيه
-الحمزي،عماد الدين إدريم بن عبد هللا.)1992(،تاريخ اليمن من كتاب كنز األخيار في معرفة السير واألخبار،
تحقي :عبد هللا المحسن مدعج المدعج ،الشراع العربي ،الكويت ،الطبعة األولى.
-الحموي ،شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت الحموي(،د.ت).معجم البلدان ،دار الفكر ،بيروت.
-الحميري ،نشوان بن سعيد.)1985(،الحور العين ،تحقي :كمال مصطفى ،المكتبة اليمنية ،صنعاء ،الطبعة الثانية.
-ابن الديبع ،عبد الرحمن بن علي بن عمر الشيباني.)1979(،الفضل المزيد على باية المستفيد في أخبار مدينة زبيد،
تحقي :يوسف شلحد ،مركز الدراسات والبحوث اليمني ،صنعاء ،الطبعة األولى.
.)1954(.........................قرة العيون في أخبار اليمن الميمون ،تحقي :محمد بن علي األكوع،
المطبعة السلفية ،القاهرة.
-ابن د ثم ،أبي فراس ابن دعثم.)1993(،السيرة الشريفة المنصورية ،سيرة اإلمام عبد هللا بن حمزة ،تحقي :عبد الاني
عبد العاطي ،دار الفكر المعاصر ،بيروت ،الطبعة األولى.
-الربعي،مفري بن أحمد.)1993(،سيرة األميرين الجليلين الشريفين الفاضلين القاسم ومحمد ابني جعفر ابن اإلمام
القاسم بن علي العياني ،نص تاريخي يمني من القرن الخامم الهجري ،تحقي :عبد الاني عبد العاطي ،ورضوان
السيد ،دار المنتخب ،بيروت.
-الزحيف،محمد علي بن يونم .)2002(،م ثر األبرار في تفصيل مجمالت جواهر األخبار ،ويسمى اللواح الندية
با لحدائ الوردية(،شري بسامة سيد صارم الدين الوزير) ،تحقي :عبد السالم عباس الوجيه ،خالد القاسم المتوكل،
مؤسسة اإلمام زيد الثقافية ،عمان الطبعة األولى.
-الخليفةةة المستنصةةر الفةةاطمي.) 1954( ،السةةجالت المستنصةةرية ،سةةجالت وتوقيعةةات وكتةةب لموالنةةا االمةةام
المستنصر باهلل أ مير المؤمنين الى دعاة اليمن و يةرهم ،تحقية :د .عبةد المةنعم ماجةد ،دار الفكةر العربةي ،
مصر.
-ابن سمرة الجعدي.)1981(،طبقات فقهاء اليمن ،تحقي :فؤاد سيد ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة الثانية.
-الصفدي ،صالي الدين خليل بن أيبك.)1993(،الوافي بالوفيات ،تحقي :مجموعة من العلماء ،طبعة دمش ،بيروت.
-العنسي،عبد هللا بن زيد :الرسالة الموسومة بالتوقيف على توبة أهل التطريف( ،ضمن كتاب الصراع الفكري في
اليمن) صفحات(.)299-303
-العلوي،علي بن محمد.)1981(،سيرة الهادي إلى الح يحي بن الحسين ،تحقي :سهيل زكار ،بيروت ،الطبعة
الثانية1981،م.
-الكتبي،محمد بن شاكر(،د.ت).فوات الوفيات ،تحقي :إحسان عباس ،طبعة دار الثقافة ،بيروت.
-اللحجي،مسلم بن محمد.)1990(،سيرة اإلمام أحمد بن يحي الناصر لدين هللا منتزعة من كتاب أخبار الزيدية من أهل
البيت عليهم السالم وشيعتهم باليمن ،تحقي :ويلفرد ماديلونغ ،اثياكابوس اكسبتر ،مع المعهد الشرقي بجامعة
أكسفورد ،الطبعة األولى.
ابن المجاور ،يوسف بن يعقوب.)1986(،صفة بالد اليمن ،تحقي :أوسكر لو فارين ،دار التنوير ،بيروت ،الطبعة
الثانية.
-أبي مخرمة ،أبي محمد عبد هللا .)1991(،تاريخ ثار عدن،مكتبة مدبولي ،القاهرة،ط.2
المقريزي ،أحمد بن علي :المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار المعروف بالخطط المقريزية،دار صادر،
بيروت،د.ت .
الرسي ،الهادي يحي بن الحسين .)2001(،مجموع رسائل اإلمام زيد بن علي ،محمد يحي سالم عزان( :جمع وتحقي ):
دار الحكمة اليمانية ،صنعاء ،الطبعة األولى.
الهمداني ،الحسن بن يعقوب.)1986(،اإلكليل ،الجزء األول ،تحقي :محمد بن علي األكوع ،منشورات المدينة،
بيروت ،الطبعة الثالثة.
الوصابي،وجيه الدين عبد الرحمن.)1983(،تاريخ وصاب المسمى االعتبار في التواريخ واآلثار ،تحقي :عبد هللا محمد
الحبشي ،مركز الدراسات والبحوث اليمني،صنعاء.
يحي بن الحسين بن القاسم .)1968(،اية األماني في أخبار القطر اليماني ،تحقي :سعيد عبد الفتاي عاشور ،دار
الكتاب العربي ،القاهرة،القسم األول.
اليماني ،ابن عبد المجيد اليماني.)1985(،تاريخ اليمن المسمى بهجة الزمن في تاريخ اليمن ،تحقي :مصطفى حجازي،
دار الكلمة ،صنعاء ،الطبعة الثانية.
اليمني ،عمارة بن أبي الحسن الحكمي.)1992(،تاريخ اليمن،تحقي :محمد زينهم محمد عزب،دار
الجيل،بيروت،الطبعة األولى.
.)1991(..........................-النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية ،تصحي :هرتويغ درنبرغ ،مكتبة
مدبولي ،القاهرة ،الطبعة الثانية.
أماراباك -مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا2016 )23( 7 ، 158
المراجع:
-إبراهيم المقحفي .)1985(،معجم المدن والقائل اليمنية ،دار الكلمة ،صنعاء.
-أحمد حسين شرف الدين.)1986(،تاريخ الفكر اإلسالمي في اليمن ،مطبعة الكيالني ،القاهرة.
-أحمد صبحي .)1990(،اإلمام المجتهد يحي بن حمزة وآراءه الكالمية ،منشورات العصر الحديث ،الطبعة األولى.
-أحمد عبد هللا عارف .)1991(،االتجاهات الفكرية في اليمن فيما بين القرن الثالث والقرن الخامم الهجري
،المؤسسة الجامعية ،بيروت ،الطبعة األولى.
-أحمد عبد هللا عارف .)1982(،أصول االتفاق في القضايا الكالمية بين الزيدية والمعتزلة ،رسالة ماجستير ،قسم
فلسفة ،كلية دار العلوم ،جامعة القاهرة.
إسماعيل بن علي األكوع .)1988(،البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،مكتبة الجيل الجديد،
صنعاء ،الطبعة الثانية.
.)1995(،........................هجر العلم ومعاقله في اليمن ،دار الفكر ،بيروت ،دمش ،الطبعة األولى.
-أشواق أحمد مهدي :التجديد فى فكر االمامة عند الزيدية فى اليمن،مكتبة مدبولي،القاهرة ،ط1997 ،1م.
-أيمن فؤاد سيد.)1988(،المذاهب الدينية في اليمن ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة ،ط.1
.)1974(،............... -مصادر تاريخ اليمن في العصر اإلسالمي ،المعهد الفرنسي لاثار الشرقية ،القاهرة.
-حسن إبراهيم حسن .)1991(،تاريخ اإلسالم السياسي ،دار النهضة ،القاهرة ،ط.3
-حسن سليمان محمود.)1969(،تاريخ اليمن السياسي في العصر اإلسالمي ،المجمع العراقي ،الطبعة األولى.
-حسن صادق .)1993(،جذور الفتنة في الفِ َرق اإلسالمية ،مكتبة مدبولي ،القاهرة.
-حسن صال شهاب.)1990(،عدن فرضة اليمن ،مركز الدراسات والبحوث اليمنى ،صنعاء ،الطبعة األولى.
-حسين بن أحمد العرشي .)1939(،بلوغ المرام ،تحقي :األب أنستاس الكرملي ،مطبعة البرتيري ،القاهرة.
-حسين بن فيت هللا الهمداني.)1955(،الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن من 268حتى 626ه ،دار المختار،
دمش .
-سيد مصطفى سالم .)1982(،وثائ يمنية ،دراسة وثائ تاريخية ،طبعة دار الكتب المصرية ،القاهرة.
-عارف تامر.)1980(،تاريخ االسماعيلية ،الدعوة والعقيدة ،ج ،1رياض الريم ،لندن قبرص ،د.ت.
.)1980(،.............. -الخليفة األول عبيد هللا المهدي ،دار الجيل ،دار دمش ،ط.1
-عبد هللا الحبشي.)1988(،معجم النساء اليمنيات ،دارا لحكمة اليمانية ،صنعاء ،ط.1
-عبد الرحمن الشجاع.)1993(،اليمن في عيون الرحالة ،دار الفكر ،دمش ،بيروت ،الطبعة األولى.
-عبد السالم عباس الوجيه.)1999(،أعالم المؤلفين الزيدية ،مؤسسة اإلمام زيد الثقافية ،األردن،ط.1
-عبد الاني عبد العاطي .)2002(،الصراع الفكري في اليمن بين الزيدية والمطرفية ،دراسة ونصوص ،عين
للدراسات ،القاهرة ،الطبعة األولى.
عبدهللا عبد الكريم الجرافي.)1984(،المقتطف من تاريخ اليمن،دار الكتاب الحديث،بيروت ،الطبعة الثانية.
-عصام الدين الفقي.)1982(،اليمن في ظل اإلسالم ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،الطبعة األولى.
-عمر رضا كحالة(،د.ت).جارافية شبه جزيرة العرب ،مكتبة النهضة الحديثة ،مكة ،مطبعة الفجالة الحديثة ،القاهرة.
-على محمد زيد(،د.ت).معتزلة اليمن ،دولة الهادى وفكره ،نشر مركز الدراسات والبحوث اليمني ،صنعاء ،دار
الكلمة.
-محمد أبو زهرة.)1959(،اإلمام زيد حياته وعصره – آرائه وفقهه ،دار الفكر العربي ،القاهرة1959 ،م.
-محمد أحمد الحجري .)1984(،مجموع بلدان اليمن وقبائلها ،تحقي :إسماعيل بن علي األكوع ،وزارة اإلعالم
والثقافة ،مشروع الكتاب 1/16صنعاء،ط.1
-محمد بن أحمد العقيلي(،د.ت).المخالف السليماني،ج ،1دار اليمامة ،الرياض ،الطبعة الثانية.
-محمد بن إسماعيل الكبسي .)1984(،اللطائف السنية في أخبار الممالك اليمنية ،مطبعة السعادة ،القاهرة.
-محمد جمال الدين سرور.)1995(،تاريخ الدولة الفاطمية ،دار الفكر العربي ،القاهرة.
محمد عبده السروري.) 1997(،الحياة السياسية ومظاهر الحضارة في اليمن في عهد الدويالت المستقلة من
سنة429ه 37-1/م إلى 626ه 1228/م ،الطبعة األولى.
159 األثر االجتماعي لصراع الفرق المذهبية في اليمن....د .محمد قائد الوجيه
الدوريات:
-سلطان ناجي :الدولة القرمطية(،)3مجلة الحكمة ،صنعاء ،العدد الرابع والعشرون ،السنة الثالثة،أ سطم1973م
،صفحات(.)32-43
-عبد هللا الحبشي :المطرفية مذهب مجهول في اليمن ،مجلة اليمن الجديد ،العدد الثالث ،السنة السادسة،نوفمبر
ديسمبر1977،م ،صفحات(.)47-51
-محمد عيسى الحريري(الدكتور) :تطور المذهب الزيدي في اليمن قطعة منتزعة من كتاب شفاء صدور الناس
ألحمد بن محمد بن صالي الشرفي ،المجلة العربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة الكويت ،العدد السادس والعشرون،
المجلد السابع ،ربيع1987م،صفحات(.)44-75
-ويلفورد ماديلونغ :أصول الهجرة اليمنية ،مجلة دراسات في تاريخ اليمن اإلسالمي،ترجمة :نهى صادق ،المعهد
األمريكي للدراسات اليمنية،صنعاء2002،م ،صفحات(.)12-38
الموسوعات
-بطرس البستاني :دائرة المعارف اإلسالمية،دار المعرفة ،بيروت1978 ،م
-حسين عبد هللا العمري :أسعد بن يعفر ،ص،103الموسوعة اليمنية،ج،1مؤسسة عفيف الثقافية ،صنعاء ،ط ،1
1992م
-الموسوعة العربية الميسرة ،دار الجيل ،بيروت ،القاهرة ،تونم ،ط2001 ،2م ،المجلد الثالث
المراجع االجنبية:
Al-Qadi Ismaial Bin Ali Al-Akwa', Nashwa'n Ibn Sai'd Al-Himyary' and the Spiritual,
Religious and Political Conflicts of his Era, PP.212-231
C.L.Geddes,(1983). The Apostasy of Ali b. al-Fadl, Arabean and Islamic Studies,
Longman London and New York, PP.80-85.
Gamal-Eddine, Al-Yemen A General Social,.P.11. , Manfred W. Wenner, Modern
yemen.
H.A.R. Gibb And J.H.Kramerst, Shorter Encyclopaedia of Islam,.P.652. -
Joesph chelhod, L'Arabie du Sud Histoire et Civilisation, Tomell,La Societe Yemenite
De L'hegire Aux Ideologies Modernes,
Madelung, Imama the Encyclopaedia of IsLam,VOL1III.-
Moncelon.(1995). Lada’w fatimid.www. univ-aix. 10. P-
Rom Landau,(1955). Islam And The Arabs, Rudkin House George Allen & Unwin Ltd
Museum Street London.
2016 )23( 7 ، مجلة األكاديمية األمريكية العربية للعلوم والتكنولوجيا-أماراباك 160
Schnieider, M. steles funeraires musulmanes des lles Dahlak , lecaive – Ifao 1980,
lofgrin , o. EL.,art. Dahlak, I I ,p. 32.
Strothman,R., Die Literature der Zaiditen, Der Islam .(1910-1911) Tht New
Encuclopaedia Britannica,Volume 4-
Wilferd Madelung, Islam in Yemen, Yemen 3000 Years of Art and Civilisation in
Arabia Felix, at The Staatilches Musesm Fur Volkerkunde Munchen(25 April
1987 to 5 April 1988), Published by Pinguin-verlag, Innsbruch Umschau-
Verlag, Franlkfurt/Main,PP.174-177.
Wilferd Madelung, The Sirat Al-Amirayn Al-Ajallayn Al-Sharifayn Al-Fadilayn Al-
Qasim Wa-Mohammad Ibnay Jafar Ibn Al-Imam Al-Qasim B. Ali Al-Iyani As A
Hiatorical Source, Studies In The History of Arabia, Proceedings of First
Intirnational Symposium on Studies in The History of Arabia.23 rd.-28 tu of
April.1977, Sponsored By The Department of History, Faculty of
Arts.University of Riyadh, Saudi Arabia, Volume.1.Part.1.PP.69-87.