You are on page 1of 33

‫المملكة المغربية‬ ‫شعبة التاريخ‬

‫جامعة محمد الخامس – أكدال‬ ‫وحدة التكوين والبحث‬


‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية – الرباط‬ ‫المتوسط والعالم اإلسالمي ‪2000-1500‬‬

‫الحياة العلمية في اليمن في عهد الدولة‬


‫القاسمية‬
‫(‪1045-1256‬هـ‪1840-1636/‬م)‬

‫أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في التاريخ‬

‫إنجاز الطالب الباحث‪:‬‬ ‫إشراف األستاذ الدكتور‪ :‬عبد الرحيم بنحادة‬


‫عبد القوي علي أحمد سعيد المخالفي‬ ‫واألستاذ الدكتــور‪ :‬عبد العزيز الخمليشي‬

‫السنــة الجامعـية‬
‫‪2012 -2011‬‬
‫المــقدمــة‬
‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 1‬من ‪33‬‬
‫الحم د هلل ال ذي حث على طلب العلم‪ ،‬ورف ع أج ر العلم اء‪ ،‬ق ائال في محكم التنزي ل‪﴿ ،‬‬
‫َيْر َفْع ُهَّللا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ِم ْنُك ْم َو اَّل ِذ يَن ُأوُت وا اْلِع ْلَم َد َرَج اٍت ﴾(‪ ،)1‬والقائ ل‪ِ ﴿ :‬إَّنَم ا َيْخ َش ى َهَّللا ِم ْن‬
‫ِع َباِدِه اْلُعَلَم اُء ﴾(‪ )2‬والصالة والسالم على أشرف خلق اهلل س يدنا محم د وعلى آل ه وص حبه أَّم ا‬
‫بعد‪:‬‬
‫ف إن البحث في المي دان العلمي والفك ري لت اريخ األمم والش عوب من الدراس ات الش يقة‬
‫والمحببة إلى النفس‪ ،‬ألنه يكشف عن الركائز الحقيقية لحضارات األمم ومدى سموها الفكري‬
‫واإلب داعي‪ ،‬حيث إن العلم هــو أهم ال دعائم ال تي تب نى عليه ا حض ارات األمم في ك ل الحقب‬
‫التاريخي ة‪ ،‬وعالم ة من عالم ات رقيه ا وازدهاره ا‪ ،‬وتطوره ا السياس ي واالقتص ادي‬
‫واالجتماعي والثقافي‪.‬‬
‫وال شك أَّن األم ة اإلس المية منذ نش أتها جعلت من العلم الركيزة األولى لبن اء أمجادها‬
‫ون الت من ذل ك حظًا واف رًا لم تح َظ ب ه أم ٌة من األمم‪ .‬وق د لعب اليمن دورًا أساس يًا في تط ور‬
‫العل وم واآلداب في الدول ة اإلس المية من ذ بواك ير نش أتها وامت دادها‪ ،‬فق د ك انت ص نعاء وزبي د‬
‫وحض رموت في بداي ة الت اريخ الح ديث مراك ز رئيس ة لإلش عاع الفك ري والعلمي‪ ،‬وظل اليمن‬
‫ط وال العص ور الحديث ة المتتابع ة من ارًا للعلم وم وئًال للعلم اء على اختالف توجه اتهم‬
‫وتخصص اتهم‪ ،‬وتض اعف ال دور العلمي بع د الخ روج األول للعثم انيين من اليمن‪ ،‬حيث نش أت‬
‫م دارس العلم وأربطت ه وازده رت هج ر العلم وبيوت ه‪ ،‬وه و م ا جع ل اليمن تعيش عص ر‬
‫االزدهار العلمي الذهبي خالل فترة حكم الدولة القاسمية التي نحن بصدد دراستها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عنوان الدراسة وأسباب اختيارها‬
‫نظرًا ألهمية الجانب الفكري والعلمي باعتباره جانبًا مشرقًا من تاريخ وحض ارة اليمن‪،‬‬
‫تم اختي ار موض وع (الحيــاة العلميــة في اليمن في عهــد الدولــة القاســمية (‪1256-1045‬هـ‪/‬‬
‫‪1636‬م‪1840-‬م) للدوافع واألسباب اآلتية‪:‬‬
‫ندرة الكتابات التي تناولت الحياة العلمية في تاريخ اليمن الحديث‪ ،‬إذ انصرف الكثير من‬ ‫‪-1‬‬
‫الب احثين والدارس ين إلى دراس ة الحي اة السياس ية والعس كرية واالجتماعي ة في ف ترة م ا‪ ،‬أو‬
‫الكتاب ة عن عه د إم ام زي دي أو واٍل عثم اني‪ ،‬وأك ثر م ا ُك تب عن الحي اة العلمي ة يتمث ل في‬
‫العص ر اإلس المي (الوس يط)‪ .‬أم ا العص ر الح ديث – حس ب اطالعن ا– فلم ُي درس دراس ة‬
‫علمية كما هو حال العصر اإلسالمي الذي تناوله بالدراسة أكثر من باحث‪ .‬ومن ثم كان‬
‫الهتمام أغلب المؤرخين والباحثين في كتاباتهم بالجانب السياسي والعسكري أثر في ندرة‬

‫() سورة المجادلة‪ ،‬اآلية (‪.)11‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سورة فاطر‪ ،‬اآلية (‪.)28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 2‬من ‪33‬‬


‫الكتابة عن أوجه النشاط العلمي والفكري‪ ،‬الذي ال نكاد نجد لهما من بين مصادر التاريخ‬
‫اليمني مصدرًا وافيًا يوليهما حقهما من العناية‪.‬‬
‫تعت بر ه ذه الدراس ة امت دادًا لدراس ات س ابقة ق ام به ا ب احثون يم نيون‪ ،‬خّص ص وها لدراس ة‬ ‫‪-2‬‬
‫الحياة العلمية والفكرية في قرون سابقة من تاريخ اليمن‪.‬‬
‫الرغب ة في دراس ة ه ذا الج انب من ج وانب ال تراث اإلس المي المهم والمتن وع والغزي ر في‬ ‫‪-3‬‬
‫هذا العصر من تاريخ أمتنا العربية واإلسالمية بصفة عامة‪ ،‬وتاريخ اليمن بصفة خاصة‪،‬‬
‫وإ براز ما كان مجهوال منه‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن هذا الجانب لم يلق االهتمام المطلوب من‬
‫قب ل الم ؤرخين والدارس ين‪ ،‬وه ذا م ا س تتطرق إلي ه الدراس ة لس د النقص ب إبراز معالم ه‬
‫وأهميت ه‪ .‬ومن خالل ذل ك سيتض ح دور المراك ز العلمي ة المختلف ة واالهتم ام بالعلم اء‬
‫ودورهم السياسي واالجتماعي في تلك الفترة وانعكاساتها على المحيط االجتماعي‪.‬‬
‫محاول ة إع ادة ت رتيب الم ادة العلمي ة المبع ثرة في المص ادر القديم ة وتفهم ط رق الرواي ة‬ ‫‪-4‬‬
‫والتعليم التي ك انت س ائدة في العه د القاس مي‪ ،‬ومعرف ة كيفي ة إدارة مج الس العلم‪ ،‬وأس اليب‬
‫التدريس فيها‪ ،‬وإ زالة الغموض عن جوانب كثيرة من أوضاعنا الفكرية والعلمية‪.‬‬
‫تس ليط الض وء على حقب ة من حقب االزده ار العلمي في اليمن ال تي ك ان منح نى التط ور‬ ‫‪-5‬‬
‫الفك ري والثق افي فيه ا مرتفع ًا‪ ،‬وه و اختي ار ن ابع من اقتناعن ا بأهمي ة األخ ذ بمب دأ ش مولية‬
‫التاريخ لجميع مناحي الحياة االقتصادية والسياسية والعلمية والفكرية والثقافية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهميــة الـــدراسة‪:‬‬
‫تعد الحياة العلمية من أهم الجوانب الحضارية المشرقة والمهمة التي تميزت بها اليمن‪،‬‬
‫الس يما في عه د الدول ة القاس مية ال تي دام حكمه ا ح والي ق رنين ورب ع الق رن من ال زمن‪ ،‬ويع د‬
‫عهدها أكثر العهود اهتمامًا بالعلم والمعرفة واالجتهاد والتجديد‪ ،‬حيث وَّر ث القاسميون لألجيال‬
‫نتاجًا علميًا ضخمًا ومتميزًا‪ ،‬مستفيدين من طول حكمهم واستقراره‪ ،‬فبنوا المؤسسات التعليمية‬
‫والدينية التي شملت أغلب مدن اليمن‪ ،‬وأولوا العلماء على اختالف مذاهبهم وتخصصاتهم كل‬
‫رعاية واهتمام‪.‬‬
‫ولقد امتازت اليمن في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميالدي) وما يليه‪،‬‬
‫بكثرة عدد العلماء والفقهاء والصلحاء وازدهار العلوم‪ ،‬وقيام العلماء بدور بارز في األحداث‬
‫السياسية‪ .‬فمنهم من تعاون مع السلطة القائمة‪ ،‬ومنهم من عارضها‪ ،‬ومنهم من اعتزلها‪ .‬ومن‬
‫هن ا‪ ،‬ف إَّن أهمي ة ه ذه الدراس ة تكمن في أنه ا ت بين منزل ة العلم اء ومن لهم ارتب اط بالحرك ة‬
‫العلمي ة‪ ،‬س واًء ك انوا من اليمن أو من خارجه ا‪ ،‬دون الش رائح االجتماعي ة األخ رى‪ ،‬خصوص ا‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 3‬من ‪33‬‬


‫ال ذين ب ذلوا جه ودًا كب يرة في الدراس ة والبحث والت أليف في مختل ف العل وم اإلس المية واللغوي ة‬
‫واإلنسانية والعقلية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية الدراسة –أيض ًا‪ -‬في أنها تقدم صورًة أولي ًة عن واقع الحياة العلمية في‬
‫اليمن في عه د الدول ة القاس مية من حيث التعري ف ب أهم المراك ز التعليمي ة والمؤسس ات الديني ة‬
‫والعلمي ة‪ ،‬والوس ائل ال تي اتبعته ا في نش ر العلم‪ ،‬وال دور ال ذي اض طلع ب ه العلم اء في إدارة‬
‫ش ؤون المجتم ع‪ ،‬كم ا تس تهدف في ال وقت نفس ه معرف ة المس توى ال ذي وص لت إلي ه العالق ات‬
‫العلمية بين العلماء ونظرائهم في الدول الشقيقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهــــداف الـــدراسة‪:‬‬


‫تهدف الدراسة إلى‪:‬‬
‫تن اول الحي اة العلمي ة في اليمن في عه د الدول ة القاس مية (‪1840-1636‬م)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وخصوص ا بين عه دي الحكم العثم اني (األول والث اني)‪ ،‬وهي محاول ة للكش ف عن‬
‫الدور المتميز الذي لعبته الدولة القاسمية – التي تسلمت الحكم من العثمانيين – في‬
‫إرس اء أس س الحي اة العلمي ة في اليمن‪ ،‬واهتمامه ا بالمؤسس ات التعليمي ة والعلم اء‬
‫وطالب العلم‪ ،‬والمكتبات‪.‬‬
‫تحلي ل الخريط ة العلمي ة والفكري ة لليمن تحليًال تاريخي ًا يس تهدف في األس اس‬ ‫‪-‬‬
‫استكشاف العالقة بين تطور الحياة العلمية والفكرية والتطور التاريخي العام لليمن‬
‫في ظل الس لطة الحاكم ة‪ ،‬وذل ك من خالل مقارن ة العالق ة بين المك ونين الفك ري‬
‫والسياس ي‪ ،‬وت أثير ك ل منهم ا في اآلخ ر‪ .‬فالس لطة السياس ية ال تي حكمت اليمن في‬
‫الف ترة ال تي تغطيه ا الدراس ة تأسس ت على منظوم ة فكري ة‪ ،‬ذات تص ورات معين ة‬
‫لنظرية الحكم‪ ،‬وهو ما يجعل الموضوع ذا حيوية وديناميكية‪.‬‬
‫لفت نظر القائمين على المؤسسات العلمية والثقافية والدينية في الجمهورية اليمنية‬ ‫‪-‬‬
‫إلى أهمي ة الحف اظ على المخ زون الهائ ل من ال تراث الفك ري والعلمي ال ذي خَّلف ه‬
‫علم اء الق رن الح ادي عش ر والث اني عش ر الهج ريين (الس ابع عش ر والث امن عش ر‬
‫الميالديين) وال ذي م ا ي زال معظم ه ح بيس المكتب ات العام ة والخاص ة ودور‬
‫المخطوطات‪ ،‬وكذلك االهتمام المتواصل بالمؤسسات العلمية التي ظهرت في عهد‬
‫الدولة القاسمية وما زالت تمثل عالمة من عالمات تطور الحياة الفكرية‪.‬‬
‫رص د مش اهير علم اء اليمن وتتبعهم وتقص يهم‪ ،‬خصوص ًا العلم اء ال ذين نبغ وا‬ ‫‪-‬‬
‫وساهموا في تطوير الحياة العلمية خالل الفترة المعنية بالدراسة‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 4‬من ‪33‬‬


‫رابعا‪ :‬إشكـــاليات الـــدراسة‪:‬‬
‫تفرض طبيعة كل دراسٍة إشكالياٍت وتساؤالٍت معينٍة ‪ ،‬وانسجامًا مع أهمية هذه الدراسة‬
‫وأهدافها نرى أن اإلشكالية الرئيسة لهذه الدراسة تتمحور حول السؤال اآلتي‪:‬‬
‫لم اذا ازده رت الحي اة العلمي ة والفكري ة في اليمن في عه د الدول ة القاس مية؟ وم ا هي‬
‫مظاهر وسمات هذا االزدهار؟‬
‫ويتفرع عن هذه اإلشكالية الرئيسة العديد من التساؤالت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫ه ل ك ان لألوض اع السياس ية واالجتماعي ة والفكري ة ال تي ش هدتها اليمن في عه د الدول ة‬ ‫‪-‬‬
‫القاسمية انعكاس على الحياة العلمية؟‬
‫هل كانت هذه الفترة مرحلة لترويج أفكار المذاهب السنية أو الشيعية أو هما معًا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما األسس والمعايير المعتمدة لرصد الحياة الفكرية والعلمية في اليمن‪ ،‬وهل كانت ذاتية أو‬ ‫‪-‬‬
‫موضوعية؟‬
‫ما الدور الذي لعبه حكام الدولة القاسمية في خلق الُم َن اخ المالئم للتطور الفكري والعلمي‬ ‫‪-‬‬
‫باليمن الذي وصل إشعاعه إلى البلدان المجاورة لها عن طريق توافد الرحالت العلمية؟‬
‫ما هي أبرز مراكز العلم في اليمن‪ ،‬وما هي أهم مؤسساتها؟ وما هو النظام التعليمي المتبع‬ ‫‪-‬‬
‫في التدريس في المراحل العلمية المختلفة؟‬
‫م ا هي أب رز س مات حرك ة الت أليف ال تي ظه رت في العه د القاس مي؟ وم ا هي األص ناف‬ ‫‪-‬‬
‫المعرفية التي نالت اهتمام اليمنيين تدريسًا وتأليفًا؟‬
‫تل ك إذًا هي أهم القض ايا والمحط ات األساس ية ال تي تط رقت له ا الدراس ة وغيره ا من‬
‫القضايا واإلشكاالت المتصلة بها والمتناسلة عنها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫من الطبيعي أن يعترض كل عمل علمي بعض الصعوبات والمشاكل التي تعيق إتمامه‬
‫على أكمل وجه‪ ،‬فض ًال عن الظروف الخاصة التي عشناها أثناء إعداد هذه الدراسة‪ ،‬وبعض‬
‫الحواجز المرتبطة بطريقة تناول الموضوع أو المادة العلمية‪.‬‬
‫وبم ا أن تن اول موض وعًا علمي ًا واس عًا فق د واجهتن ا الكث ير من الص عوبات والمعوق ات‬
‫ال تي لم تثنن عن مواص لة الدراس ة‪ ،‬ح تى إتمامه ا‪ ،‬من ذل ك‪ :‬معض لة الحص ول على المص ادر‬
‫والمراجع المتعلقة بالدراسة بسبب غيابها أو قلة توفرها بالشكل المطلوب في مكتباتنا؛ وض عف‬
‫مس توى التب ادل الثق افي بين اليمن والمغ رب‪ ،‬نتج عن ذل ك ن درة وج ود المص ادر والمراج ع‬
‫اليمنية النفيسة في المكتبات العامة والخاصة في المغرب الشقيق‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 5‬من ‪33‬‬


‫هذا إلى جانب طبيعة الكتابة المناقبية في كتب المناقب واألنساب‪ ،‬وبعض كتب التراجم‬
‫والطبق ات ال تي كتبت في الف ترة المدروس ة‪ ،‬وال تي تم يزت بكونه ا كتاب ة "منمط ة" حيث تك رر‬
‫األلقاب والصفات نفسها في تراجم عديدة‪ ،‬يصعب معها استنباط معطيات دقيقة عن مستويات‬
‫الم ترجم لهم من العلم اء والفقه اء والص لحاء واألئم ة‪ ،‬أو درج اتهم العلمي ة‪ ،‬أو مك انتهم‬
‫االجتماعية‪ ...‬وغيرها‪.‬‬
‫وتمثلت ص عوبتها أيض ا بتق ديم ه ذه الكتاب ة لمادته ا التاريخي ة مغلف ة بالكرام ات‬
‫والخوارق‪ ،‬مما يصعب معه أحيانا إدراك المغزى الواضح والشامل لهذه المادة‪.‬‬
‫ومع ذلك لم نجد لهذا النوع من المادة المصدرية بديال‪ ،‬وحاولنا تجاوز تلك الصعوبات‬
‫بتنويع المعلومات‪ ،‬فوجدنا العون في مصادر ومراجع أخرى‪.‬‬
‫أم ا الص عوبات الخاص ة بالمخطوط ات فق د تمثلت في تع دد أم اكن حفظه ا‪ ،‬وفي لغ ة‬
‫كتابتها وأسلوبها‪ ،‬حيث إنها كتبت بأسلوب ولغة عصرها‪ ،‬وكثير منها بخط غير واضح وغير‬
‫مرقم‪ ،‬مما تطلب بذل كثير من الجهد والوقت للحصول على تلك المخطوطات والتعامل الجيد‬
‫معه ا‪ .‬والح ق أن المخطوط ات ال تي حص لنا عليه ا ق د أت احت لن ا ‪ -‬رغم ص عوبتها‪ -‬فرص ة‬
‫االتص ال بتراثن ا الثق افي والت اريخي من ناحي ة‪ ،‬وفرص ة التع رف على أن واع تل ك المؤلف ات‪،‬‬
‫وكيفية االستعانة بها واالستفادة منها من ناحية ثانية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اإلطار الزماني والمكاني للدراسة‪:‬‬


‫تغطي الدراس ة مرحل ة زمني ة تمت د من س نة ‪1045‬هـ‪1636/‬م‪ ،‬إلى س نة ‪1256‬هـ‪/‬‬
‫‪1840‬م‪ ،‬وهي ف ترة حكم الدول ة القاس مية ال تي ك انت بص ماتها واض حة في مختل ف مج االت‬
‫الحياة الفكرية والعلمية‪.‬‬
‫أَّم ا بالنسبة لإلطار المكاني‪ ،‬فيشمل المنطقة التي سيطرت عليها الدولة القاسمية فعلي ًا‬
‫من الناحي ة المجالي ة(‪ )3‬وال تي تمت د من ج يزان وعس ير في الش مال‪ ،‬إلى خليج ع دن والبح ر‬
‫العربي في الجنوب‪ ،‬ومن حدود عمان والربع الخالي شرقا‪ ،‬إلى البحر األحمر ومضيق باب‬
‫المندب غربا‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫() شمل حكم الدولة القاسمية مناطق تتعدى الحدود السياسية للجمهورية اليمنية في تاريخها المعاصر كمنطقة جيزان وعسير التابعة للمملكة‬ ‫‪3‬‬

‫العربية السعودية‪ ،‬ومنطقة ظفار الحيوضي التابعة لسلطنة عمان‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 6‬من ‪33‬‬


‫س بقت اإلش ارة إلى أن ه ذه الدراس ة تع د امت دادا لجه ود ع دد من الب احثين خصص ت‬
‫لدراس ة الحي اة العلمي ة في اليمن في ق رون س ابقة من تاريخه ا اإلس المي والع ربي‪ ،‬من ذل ك‬
‫الدراسات التالية‪:‬‬
‫الحيــاة العلميــة في اليمن في القــرنين الثــالث والرابــع للهجــرة‪ ،‬لعب د ال رحمن عب د الواح د‬ ‫‪.1‬‬
‫محمد الشجاع‪ ،‬رسالة دكتوراه في التاريخ والحضارة‪ ،‬كلية اللغة العربية بجامعة األزهر‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986/‬م‪.‬‬
‫الحياة الفكرية في اليمن في القرن السادس الهجـري‪ ،‬لمحم د رضـا الدجـيلي‪ ،‬نش ر مرك ز‬ ‫‪.2‬‬
‫دراسات الخليج العربي‪ ،‬جامعة البصرة‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫الحياة العلمية في مدينة تعز وأعمالها في عصر الدولة الرسولية‪ ،‬لعلي بن علي بن أحمد‬ ‫‪.3‬‬
‫حس ين‪ ،‬رس الة ماجس تير في الحض ارة والنظم اإلس المية‪ ،‬كلي ة الش ريعة والدراس ات‬
‫اإلسالمية بجامعة أم القرى‪1414 ،‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬
‫الحياة العلمية في زبيد في عهد الدولة الرسولية‪ ،‬لعب د اهلل قائ د العب ادي‪ ،‬رس الة ماجس تير‬ ‫‪.4‬‬
‫في الحض ارة والنظم اإلس المية‪ ،‬كلي ة الش ريعة والدراس ات اإلس المية بجامع ة أم الق رى‪،‬‬
‫‪1416‬هـ‪1995/‬م‪.‬‬
‫الحيــاة العلميــة في اليمن في القــرنين الخــامس والســادس الهجــريين‪ ،‬لعب د ال رحمن أحم د‬ ‫‪.5‬‬
‫المختار‪ ،‬رسالة دكتوراه في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬كلية اآلداب بجامعة صنعاء‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫الحي ــاة العلمي ــة في اليمن في عه ــد الدول ــة الطاهري ــة (‪923-858‬هـ‪1519-1454/‬م)‬ ‫‪.6‬‬
‫لعاش ور عب ود ف ييح‪ ،‬رس الة ماجس تير بالت اريخ اإلس المي‪ ،‬كلي ة اآلداب بجامع ة ع دن‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪2003/‬م)‪.‬‬
‫الحياة الفكرية في اليمن في القرن السابع الهجري‪ /‬الثالث عشر الميالدي‪ ،‬لحسين ص الح‬ ‫‪.7‬‬
‫العنس ي رس الة ماجس تير في الت اريخ اإلس المي‪ ،‬كلي ة اآلداب واأللس ن بجامع ة ذم ار‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004-‬م‪.‬‬
‫الحياة العلمية في اليمن في القرن الثامن الهجــري‪ /‬الرابــع عشــر الميالدي (عص ر الدول ة‬ ‫‪.8‬‬
‫الرس ولية)‪ ،‬لفض ل ص الح‪ ،‬رس الة ماجس تير في الت اريخ اإلس المي‪ ،‬كلي ة اآلداب بجامع ة‬
‫عدن‪1427 ،‬هـ‪2006/‬م‪.‬‬
‫الحياة العلميـة في مدينـة جبلـة في عهـد الدولـة الصـليحية‪ ،‬لش وقي درهم الفض لي‪ ،‬رس الة‬ ‫‪.9‬‬
‫ماجستير في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬كلية اآلداب بجامعة أسيوط ‪2006‬م‪.‬‬
‫الحياة العلميـة في حضـرموت في القــرنين الســابع والثــامن للهجــرة (الث الث عش ر والراب ع‬ ‫‪.10‬‬
‫عش ر للميالد) لمحم د يس لم رس الة دكت وراه في الت اريخ اإلس المي وحض ارته‪ ،‬كلي ة اآلداب‬
‫بجامعة صنعاء ‪1429‬هـ‪2008/‬م‪.‬‬
‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 7‬من ‪33‬‬
‫الحياة العلمية في اليمن من بداية القرن التاسع الهجري حتى سيطرة العثمــانيين عليهــا (‬ ‫‪.11‬‬
‫‪945-801‬هـ‪.1538-1397 /‬م) لعب د الغ ني علي ع ائض األهج ري‪ ،‬رس الة دكت وراه في‬
‫التاريخ اإلسالمي‪ ،‬كلية اآلداب بجامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪1942 ،‬هـ‪.2008-‬‬
‫ثامنا‪ :‬المنهج والخطوات المتبعة في الدراسة‪:‬‬
‫فرض موضوع الدراسة علينا االلتزام ب المنهج التاريخي في كلياته وجزئياته والمتمثل‬
‫في آلي ات االس تقراء والوص ف والتحلي ل‪ .‬حيث حرص نا على تجمي ع المعلوم ات المتعلق ة‬
‫بالموض وع‪ ،‬ثم تص نيفها وتحليله ا ومقارنته ا والتعلي ق عليه ا واالس تدالل به ا‪ ،‬وف رز الحق ائق‬
‫المتعلق ة بك ل عنص ر من عناص ر الدراس ة‪ ،‬وتحدي د العالق ة بينه ا‪ ،‬وتق ديم بعض االس تنتاجات‪،‬‬
‫كلم ا اس تدعى األم ر ذل ك‪ ،‬وذل ك به دف الوص ول إلى نت ائج واس تنتاجات منطقي ة بعي دًا عن‬
‫التأثيرات واألهواء‪.‬‬
‫وقد قمنا بتحليل الروايات التاريخية المختلفة متجنبين بذلك الروايات التي تحتوي على‬
‫المبالغات الشديدة‪ ،‬أو التناقضات المتعارضة مع مضمون المنطق السليم‪ ،‬أو تلك التي تحكمت‬
‫في كتابته ا المكائ د السياس ية أو المذهبي ة‪ ،‬وق د حاولن ا االبتع اد ك ل البع د عن دائ رة التح يز أو‬
‫التعص ب لألح داث أو لألش خاص‪ ،‬ت اركين للمص ادر وال تراجم التاريخي ة المعاص رة المج ال‬
‫لإلدالء بشهاداتها على وقائع عصرها ليأخذ منها ما اقتنع به وأطمأن إليه‪.‬‬
‫وبما أن هدف الدراسة هو تتبع وجرد ألعداد العلماء الذين نبغوا وشاركوا في الحياة‬
‫العلمي ة في عه د الدول ة القاس مية‪ ،‬وك ذا العلم اء الواف دين إلى اليمن‪ ،‬فقد تم االعتم اد على آليتي‬
‫الج رد واإلحص اء‪ ،‬وأس فر ذل ك عن ثالث ل وائح‪ :‬األولى‪ :‬للعلم اء المش اهير بمختل ف‬
‫تخصص اتهم(‪ ،)4‬والثاني ة‪ :‬للعلم اء المش اهير من أس رة آل القاس م الحاكم ة(‪ ،)5‬والثالث ة‪ :‬للعلم اء‬
‫الوافدين إلى اليمن من األقطار اإلسالمية(‪.)6‬‬
‫كما اتبعنا في هذه الدراس ة بعض اإلجراءات والخطوات التي ال بد من توجيه النظر‬
‫إليها؛ يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬
‫ترجمة األعالم المذكورين في الدراسة إال َم ن ال ترجمة له‪ ،‬وقد اقتصر األمر أحيان ًا على‬ ‫‪-1‬‬
‫ذكر تاريخ الوفاة‪ ،‬والسيما في من تكرر ذكره تجنبا لإلسهاب‪.‬‬
‫االض طرار لتك رار أس ماء بعض العلم اء في أك ثر من علم لع دم وج ود التخص ص ال دقيق‬ ‫‪-2‬‬
‫كما هو معروف اليوم‪ .‬فاإلمام الشوكاني مثًال كان إمامًا مجتهدًا في العلوم النقلية كالحديث‬

‫() الملحق رقم (‪ ،)4‬ص ‪.331 -318‬‬ ‫‪4‬‬

‫()الملحق رقم (‪ )3‬من ص ‪.317 -313‬‬ ‫‪5‬‬

‫() الملحق رقم (‪ )2‬من ص ‪.312 -311‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 8‬من ‪33‬‬


‫والفق ه والتفس ير واللغ ة واآلداب والرق ائق‪ ،‬وك ذا العل وم العقلي ة كعلم الكالم والمنط ق‬
‫والفلسفة وغيرها‪ ،‬لذلك تكرر اسمه عند الحديث عن كل هذه العلوم‪.‬‬
‫وبم ا أن الم ؤرخين اليمن يين ك انوا يعتم دون الت اريخ الهج ري‪ ،‬مثلهم في ذل ك مث ل بقي ة‬ ‫‪-3‬‬
‫المؤرخين المسلمين‪ ،‬فقد كتبنا ما يقابله بالتاريخ الميالدي‪.‬‬
‫وألن بعض مص ادر الدراس ة مخطوط ة فإنن ا حاولن ا أن ي ذكر إلى ج انب تل ك المص ادر‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مص درًا أو مرجع ًا واح دًا على األق ل مطبوع ًا ليس هل االطالع علي ه لكون ه في متن اول‬
‫الجميع‪.‬‬
‫االضطرار لإلطناب والتفصيل في ترجمة بعض العلماء المشهورين‪ ،‬سيما أعالم حركة‬ ‫‪-5‬‬
‫التجدي د واالجته اد واإلص الح‪ ،‬ألن ت أثيرهم في ازده ار الحي اة العلمي ة في العه د القاس مي‬
‫ك ان كب يرا‪ ،‬وق د حاولن ا ق در اإلمك ان التخلي عن األه واء والمي ول‪ ،‬م ترجمين لهم‬
‫بموضوعية وعلمية مجردة‪ ،‬كما سبقت اإلشارة دون التجني على أحد أو مجاملته‪.‬‬
‫إن ه ذا الكم ال وافر من الشخص يات ال تي تناولته ا الدراس ة من أئم ة ووزراء وأم راء‬ ‫‪-6‬‬
‫وأعي ان‪ ،‬وعلم اء وفقه اء وأدب اء وغ يرهم‪ ،‬لم يكن على س بيل الحش و‪ ،‬ب ل إلثب ات النش اط‬
‫العلمي في اليمن‪ ،‬وهي ش واهد ت دل على أن العه د القاس مي في اليمن ك ان عص ر العلم‬
‫والمعرفة‪.‬‬
‫العمل على توظيف اله وامش في التعريف ببعض المص طلحات‪ ،‬وق د أفردنا بعض ا منها‬ ‫‪-7‬‬
‫لمناقشة بعض القضايا أو للتعريف ببعض أسماء األعالم واألماكن الجغرافية الواردة في‬
‫بعض النصوص المستشهد بها‪.‬‬
‫الخ روج – أحيان ا‪ -‬عن اإلط ار الزم ني المح دد‪ ،‬حيث فرض ت علين ا طبيع ة الموض وع‬ ‫‪-8‬‬
‫نهج أسلوب آخر في معالجة بعض القضايا‪ ،‬ونقصد تأصيل الظاهرة التي نود مناقشتها‪،‬‬
‫وذلك بالرجوع إلى الفترات السابقة للوجود القاسمي باليمن‪ ،‬وهو ما حاولنا القيام به عند‬
‫مناقشة كل المعطيات ذات الصلة بميادين الحياة العلمية سواء تعلق األمر بالعلوم الدينية‬
‫وما ارتبط بها‪ ،‬أو بالعلوم العقلية والطبيعية‪.‬‬
‫نشير أيضا‪ ،‬إلى أن حجم فصول الدراسة غير متساو تماما‪ ،‬نظرا لطبيعة الموضوعات‬ ‫‪-9‬‬
‫والقضايا المطروحة‪ ،‬وتبعًا لوفرة المادة التاريخية المتعلقة بذلك‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير إلى أننا حاولنا قدر اإلمكان مناقشة العديد من القضايا التي‬
‫تصب في موضوع العلم والمعرفة باليمن فضاءًا وأشخاص ًا‪ ،‬مع طرح موضوع الحياة العلمية‬
‫باليمن في العهد القاسمي في سياق أبعاد متعددة‪ ،‬ولتحقيق ذلك تطلب األمر ضرورة الرجوع‬
‫إلى مصادر مخطوطة ومطبوعة متنوعة‪ ،‬عززناها باالطالع على جملة من المراجع العربية‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 9‬من ‪33‬‬


‫وتنفرد من بين مجموع المصادر مجموعة على قدر بالغ من القيمة واألهمية اعتمدنا عليها في‬
‫إثراء وإ نارة بعض فصول الدراسة‪ ،‬ومن هذه المصادر ما يعد أساسيًا سيتم تناول نماذج منها‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬المصادر األساسية المعتمدة‪:‬‬


‫تعترض الدارسين للتاريخ الخاص بالحياة العلمية بعض العوائق‪ ،‬منها ندرة المصادر‬
‫والمراج ع ال تي يمكن الرج وع إليه ا‪ ،‬واالس تعانة به ا في الدراس ة والبحث‪ ،‬وإ ن ت وافرت أحيان ًَا‬
‫فإننا نجد صعوبة في التعامل معها‪.‬‬
‫ويص طدم الب احثون في الت اريخ العلمي والفك ري اليم ني بعقب ات أخ رى تتمث ل في‬
‫ص عوبة الوق وف على تل ك المص ادر ال تي م ا ي زال بعض ها مخطوط ًا‪ ،‬وص عوبة العث ور على‬
‫إدراك المطلوب منها إال بعد جهد شاق‪ ،‬وقد سبق الحديث عن بعض الصعوبات التي واجهتنا‬
‫في هذا الجانب‪ ،‬لذا سنقصر الحديث هنا عن أهم المصادر المعتمدة‪.‬‬
‫تع د كتب ال تراجم العم ود الفق ري ال ذي اس تندت إلي ه ه ذه الدراس ة‪ ،‬ثم كتب الس ير‬
‫والفضائل والمناقب‪ ،‬وكتب التاريخ العام‪ ،‬وكتب األنساب والوفيات‪...‬وغيرها‪.‬‬
‫وقب ل الخ وض في تحلي ل أب رز ه ذه المص ادر ال تي اطلعت عليه ا ألك ثر من أرب ع‬
‫سنوات‪ ،‬أجد لزامًا علينا أن نبين بعض الخصائص التي تميزت بها تلك المصادر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الترك يز على الكرام ات لمش ايخ التص وف‪ ،‬وبعض علم اء الزيدي ة إلى ح د اإلف راط في‬ ‫‪-1‬‬
‫وصفها‪ ،‬وقد أوردنا في ثنايا فصول الدراسة بعض تلك الروايات بألفاظ أصحابها كنماذج‪.‬‬
‫التكل ف في اإلطن اب الوص في والم ديح للم ترجم لهم‪ ،‬حيث ك انت لس ان ذل ك العص ر‬ ‫‪-2‬‬
‫وأسلوبه ومرادفاته وقاموسه‪ ،‬مما يصعب معه أحيانا إدراك المغزى الواضح والشامل له ذه‬
‫الكتابات‪.‬‬
‫السجع والمرادفات والمحسنات البديعية‪ ،‬واختيار الكلمات والمفردات الغريبة م ع غاي ة في‬ ‫‪-3‬‬
‫البراعة اللفظية‪ ،‬وهو ما شكى منه اإلمام الشوكاني أحد كبار مؤرخي هذا العصر فاظهر‬
‫أسفه في أكثر من موضع في كتابه "البدر الطالع"(‪ ،)7‬ومثل ه الي افعي كم ا ذك ر ذل ك ص احب‬
‫غربال الزمن(‪.)8‬‬

‫() البدر الطــالع محاســن من جــاء بعــد القــرن الســابع ‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ال دكتور حس ين عب د اهلل العم ري‪ ،‬دار الفك ر‪ ،‬دمش ق‪ ،‬ودار الفك ر ب يروت‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪1998‬م‪ ،‬ص ‪.211 ،11،89،143-10‬‬


‫( ) الع امري‪ ،‬يح يى بن أبي بك ر محم د بن يح يى الحرض ي اليم ني (ت ‪893‬هـ)‪ :‬غربال الزمان في وفيات األعيان‪ :‬تص حيح وتعلي ق‪ :‬محم د‬ ‫‪8‬‬

‫ناجي العمري‪ ،‬إشراف القاضي عبد الرحمن اإلرياني‪ ،‬دار الخير للنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.618‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 10‬من ‪33‬‬


‫استعمال التعابير الدارجة واأللفاظ العامية‪ ،‬التي يقتصر فهم المرادف منها على بل د وزمن‬ ‫‪-4‬‬
‫موق وت‪ ،‬فهي لغ ة مش تملة على كلم ات ملغ زة وت راكيب ض عيفة وعلى أس لوب الع رض‬
‫السريع القائم على اإليجاز في التعبير‪.‬‬
‫اشتمالها على تفصيالت مطولة وغير مهمة‪ ،‬مع الخلو من التحليل والنقد والتقييم وإ بداء‬ ‫‪-5‬‬
‫ال رأي‪ ،‬كم ا أنه ا كتبت على نهج ت اريخ الحولي ات ال تي تعتم د على ت دوين األح داث حس ب‬
‫السنوات التي وقعت فيها‪ ،‬مما يخل بترابط الوقائع والمعلومات‪.‬‬
‫االقتب اس من الق رآن الك ريم والح ديث الش ريف‪ ،‬واس تخدام الش عر إلظه ار المق درة على‬ ‫‪-6‬‬
‫الكتابة‪ ،‬وسعة الثقافة واإلطالع‪.‬‬
‫النقل الحرفي مما سبق من الكتب‪ ،‬فضًال عن أن مؤلفيها يزيدون على ما يخص الحوادث‬ ‫‪-7‬‬
‫والتراجم المعاصرة لهم‪.‬‬
‫ليس ت لتل ك المص ادر‪ -‬في الغ الب‪ -‬المخط وط منه ا والمطب وع‪ ،‬فه ارس فني ة وال عن اوين‬ ‫‪-8‬‬
‫يسهل األخذ منها‪ ،‬والرجوع إليها عند الحاجة‪ ،‬إذ أن البحث عن معلومة ما‪ ،‬يكلف قراءة‬
‫الكتاب من الغالف إلى الغالف للعثور على المطلوب‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن تنوع المصادر المعتمدة في الدراسة قد مكنت من بناء جوانب الموضوع‬
‫وترتيبه وتنسيقه وهيكلته‪ ،‬وال مندوحة من التعريف بمضامينها األساسية ومعرفة مدى إفادتها‬
‫لقض ايا البحث ومح اوره بترك يز واقتض اب وتوس ع في الجدي د منه ا‪ ،‬وس يكون نق د المص ادر‬
‫والتعريف بها مرتبا حسب أهميتها في الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬كتب التراجم والطبقات‬
‫تعت بر كتب ال تراجم والطبق ات من أغ نى مص ادر الت اريخ الفك ري والعلمي في إن ارة‬
‫البحث‪ ،‬إذ تم التاريخ للفكر من خالل رواده في مختلف مجاالت الفكر‪ ،‬والتدقيق في أنشطتهم‬
‫الفكري ة والعلمي ة من ذ مرحل ة التلقي العلمي إلى الوف اة‪ ،‬كم ا ترص د كتب ال تراجم ال رحالت‬
‫العلمي ة‪ ،‬والمؤلف ات المدروس ة والمص نفة‪ ،‬والش يوخ واألس انيد‪ ،‬وط رق الت دريس ال تي ك انت‬
‫متبعة في الفترة المدروسة‪ ،‬ومواقف العلماء من السلطة‪ ،‬والعالقة العلمية والفكرية بين علماء‬
‫اإلسالم من مختلف األوطان‪ ،‬باإلضافة إلى االستفادة منها على امتداد فصول الدراسة‪.‬‬
‫ومن خالل المادة العلمية‪ ،‬يظهر أن أهم كتب التراجم التي ألفت في هذه المرحلة كت اب‬
‫"البدر الطالع" – السالف الذكر‪ -‬لإلمام المؤرخ الشوكاني‪ .‬وهو من الكتب التي ال غنى عنها‬
‫في دراسة تاريخ الفكر والثقافة باليمن‪ .‬ويعد هذا الكتاب من أشمل كتب التراجم اليمنية‪ .‬تناول‬
‫في ه الش وكاني ت راجم العلم اء والمل وك واألعي ان‪ ،‬وال ش ك في أن ت راجم معاص ريه‪ ،‬وبخاص ة‬
‫ش يوخه وأص دقائه وتالمي ذه‪ ،‬أك ثر إحاط ة‪ ،‬كم ا أن في ه ذا الكت اب م ادة غزي رة عن مؤلف ات‬
‫العلماء ومكانتهم العلمية‪ ،‬ومصنفاتهم‪ ،‬ووصف مختصر لبعض محتويات هذه المصنفات‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 11‬من ‪33‬‬


‫وطب ع الكت اب في الق اهرة س نة ‪1348‬هـ‪1929/‬م في مجل دين أش رف على طبعهم ا‪،‬‬
‫وت ذييلهما‪ ،‬الم ؤرخ المرح وم محم د بن محم د زب ارة‪ .‬وق د ق ام ال دكتور حس ين بن عب د اهلل‬
‫العم ري‪ ،‬بإع ادة نش ر الكت اب محقق ًا‪ ،‬وص در عن دار الفك ر بدمش ق‪( ،‬س وريا)‪ ،‬ودار الفك ر‬
‫ببيروت (لبنان)‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫وقد شمل البدر الطالع ستمائة وعشر (‪ )610‬ترجمة‪ ،‬جعلها تقريبا مناصفة بين أعالم‬
‫وطنه (اليمن)‪ ،‬وأعالم األمة العربية واإلسالمية‪ ،‬من مطلع سنة (‪700‬هـ‪1300/‬م) حتى أواخر‬
‫عصره (ت‪1250 :‬هـ‪1834/‬م) مرتبة حسب حروف المعجم‪ .‬وكان أمين ًا في نقله‪ ،‬مشيرًا إلى‬
‫مص ادره في الغ الب إال في ال نزر اليس ير‪ .‬كم ا ت رجم لع دد كب ير من الم ؤرخين من ع رب‬
‫ويمنيين‪ ،‬ناقدًا ومنبهًا إلى بعض ما وجد في كتاباتهم من مبالغة أو تناقض أو عدم إنصاف(‪.)9‬‬
‫وألهمي ة الكتاب‪ ،‬ف إن الم ؤرخين المت أخرين لم يجدوا ُب دا من االعتماد علي ه‪ ،‬وق د ذيله‬
‫المؤرخ المرحوم زبارة بذيل شمل ‪ 450‬ترجمة‪ .‬معتمدًا في ترجمته لملحق البدر الطالع على‬
‫كتب التاريخ العام‪ ،‬وكتب التراجم والطبقات التي عاصر مؤلفوها الدول القاسمية‪.‬‬
‫هن اك كت اب آخ ر غاي ة في األهمي ة في فن ال تراجم العلمي ة وه و كت اب "مطل ع الب دور‬
‫ومجمع البحور"‪ ،‬للعالمة أحمد بن صالح بن أبي الرجال (ت‪1093 :‬هـ‪1681/‬م)‪ .‬يقع الكتاب‬
‫في أربع ة مجل دات مخطوط ة(‪ ،)10‬تحت وي على أك ثر من ‪ 1300‬ترجم ة مرتب ة وف ق ح روف‬
‫المعجم‪ ،‬ويعت بر من أهم كتب ت راجم الزيدي ة في اليمن‪ ،‬فمادت ه وف يرة عن علم اء الزيدي ة‬
‫ومص نفاتهم‪ ،‬ومراك زهم‪ .‬وق د اعتم د في ه المؤل ف على ع دد كب ير من مص ادر الت اريخ وكتب‬
‫التراجم‪ ،‬وقد نقد كتب التراجم والمصادر التي اعتمد عليها وأشار إلى مواضع التناقض فيها‪،‬‬
‫وقصورها في كثير من المعلومات والتواريخ التي عانى منها هو نفسه(‪.)11‬‬
‫كما يعد كتاب "المستطاب في طبقات علماء الزيدية األطياب" للعالمة يحيى بن الحس ين‬
‫بن القاس م (ت‪1100‬هـ‪1688/‬م) ال ذي ال ي زال مخطوط ًا أيض ا من كتب الطبق ات‪ ،‬وق د اعتم د‬
‫مؤلفه على اثنين وأربعين (‪ )42‬مصدرًا من تاريخ اليمن أغلبها مفقود(‪ ،)12‬وهذا الكتاب يحتوي‬
‫على م ادة تاريخي ة ن ادرة عن الم ذاهب والفرق اإلس المية والحرك ات الفكري ة في اليمن‪ ،‬وعلى‬
‫أكثر من خمسة آالف من أعالم الفقهاء واألدباء والعلماء والمفكرين‪ ،‬مع ذكر مكانتهم العلمية‬
‫ومصنفاتهم‪.‬‬

‫( ) للمزيد عن منهجه‪ ،‬أنظر‪ :‬العمري‪ ،‬حسين بن عبد اهلل‪ :‬المؤرخون اليمنيون في العصر الحديث‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار‬ ‫‪9‬‬

‫الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪ ،‬ط ‪1422 ،2‬هـ‪2001 -‬م‪ ،‬ص ‪.276-271‬‬


‫() نسخة مخطوطة بقلم المؤلف في المكتبة الوطنية بالجامع الكبير بصنعاء‪ ،‬تحت رقم (‪/378‬تاريخ)‬ ‫‪10‬‬

‫() الشوكاني‪ :‬البدر الطالع‪ ،‬ص ‪.78.‬‬ ‫‪11‬‬

‫() العم ري‪ :‬المؤرخون‪ ،‬ص ‪250‬؛ الس يد‪ ،‬أيمن ف ؤاد‪ :‬مصادر تاريخ اليمن في العصـر اإلسـالمي‪ ،‬مطبوع ات المعه د العلمي الفرنس ي لآلث ار‬ ‫‪12‬‬

‫الشرقية‪1974 ،‬م‪ ،‬ص ‪.248‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 12‬من ‪33‬‬


‫إلبراهيم بن القاسم بن المؤيد (ت‪11:‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫وهناك أيضا كتاب "طبقات الزيدية الكبرى"‬
‫وضعه علـى حروف المعجم في ثالثة‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪25‬هـ ‪1740/‬م)‪ ،‬وهـو كتاب لـم يؤلف "في بابه مثله"‬
‫من ه في ثالث ة مجل دات‪ ،‬جم ع في ه أس ماء ال رواة الموج ودين في كتب‬ ‫(‪)15‬‬
‫أج زاء‪ ،‬الج زء الث الث‬
‫األئمة الزيدية فأوعى‪ ،‬واستوفى جميع طبقاتهم من القرن ‪ 5‬هـ‪11/‬م حتى أوائل القرن ‪ 12‬هـ‪/‬‬
‫‪18‬م‪ ،‬وجعله في ثالث طبقات(‪.)16‬‬
‫ويعت بر ه ذا الكت اب بح ق من أهم موس وعات ال تراجم اليمني ة الخاص ة ب الفترة الزمني ة‬
‫التي نحن بصددها وما قبلها؛ ألنه شمل مادة وفيرة عن العلماء وبيان اتصال تلك الكتب بأولئك‬
‫العلم اء رواي ة وس ندا‪ ،‬وق د أف اد الب احث من المؤلف ات المتناقل ة في اليمن‪ ،‬الس يما في أوس اط‬
‫الزيدية‪.‬‬
‫ومن أهم كتب التراجم التي اعتمدنا عليها أيضا كت اب "إتحاف األحباب بدمي ة القصر‬
‫للمؤرخ العالمة أحمد بن محمد قاطن (ت‪1199:‬هـ‪17/‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫الناعتة لمحاسن بعض أهل العصر"‬
‫‪84‬م) ويكتسب هذا الكتاب‪ ،‬الذي يقع في جزأين قيمة علمية وأدبية وتاريخية عالية عن فترة‬
‫تاريخي ة عاش ها المؤل ف‪ ،‬وق د أب ان عن آث ار أعالمه ا وأخب ارهم وأح والهم وإ نت اجهم العلمي‬
‫واألدبي مع نماذج من أشعارهم‪ ،‬كما أبان عن وقائع تاريخية وسياسية واجتماعية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫بعض المعلومات الجغرافية(‪.)18‬‬
‫ويكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة لشهرة مؤلفه‪ ،‬حيث تولى مناصب عليا في الدولة‬
‫كرئاسة القضاء والشورى‪ ،‬مما أتاح له اللقاء بالكثير من علماء الذين كانوا يفدون إلى صنعاء‬
‫عاصمة الدولة‪ ،‬فترجم لبعضهم‪ ،‬وذكر ما دار بينه وبينهم من مكاتبات(‪.)19‬‬
‫احت وى كت اب "إتح اف األحب اب" على مائ ة وثم ان (‪ )108‬ترجم ات لكب ار العلم اء‬
‫واألدب اء والش عراء‪ ،‬فض ال عن ال تراجم الض منية ال تي ك ان يتط رق إليه ا المؤل ف بين الفين ة‬
‫وألهمي ة ت راجم ه ذا الكت اب فق د اعتم د علي ه ع دد من الم ؤرخين‬ ‫(‪)20‬‬
‫واألخ رى في ثناي ا الكت اب‬

‫() ابن المؤيد‪ ،‬إبراهيم بن القاسم (ت‪1125:‬هـ)‪ :‬طبقات الزيدية الكبرى‪ ،‬القسم الثالث ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم الوجيه‪ ،‬مؤسسة اإلمام زيد‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪13‬‬

‫األردن‪ ،‬ط‪2001 ،1‬م‪.‬‬


‫() الشوكاني‪ :‬البدر الطالع‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪14‬‬

‫() وهو الذي اعتمدنا عليه في هذه الدراسة ‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫() سيأتي الحديث عنها في الفصل السادس‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫() حققه‪ :‬عبد الرحمن عبد القادر المعلمي‪ ،‬ونشرته مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪2008 ،‬م‬ ‫‪17‬‬

‫( ) المعلمي‪ :‬مقدمة إتحاف األحباب‪ ،‬ص ‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫() نفسه‪ ،‬ص ‪20‬‬ ‫‪19‬‬

‫( ) نفسه‪ ،‬ص ‪22-2‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 13‬من ‪33‬‬


‫المعاص رين للف ترة المعني ة ب البحث؛ منهم على س بيل المث ال الم ؤرخ الش وكاني(‪ ،)21‬والم ؤرخ‬
‫لطف اهلل جحاف‪ ،‬وغيرهم(‪.)22‬‬
‫ومن كتب التراجم المهمة التي اعتمدنا عليها أيضا‪ ،‬كتاب "نفحات العنبر بفضالء اليمن‬
‫في القرن الثاني عشر" إلبراهيم بن عبد اهلل الحوثي (ت‪1223:‬هـ‪1808/‬م) الذي يقع في ثالثة‬
‫أج زاء كب يرة‪ .‬فق د احت وى ه و اآلخ ر على ت راجم لمش اهير علم اء وفض الء ونبالء اليمن في‬
‫الق رن الث اني عش ر للهج رة‪ ،‬بكاف ة تخصص اتهم رج اَال ونس اء‪ ،‬مرتب ة تص اعديًا حس ب س نوات‬
‫وف اتهم‪ ،‬ب دأ الج زء األول من س نة (‪1101‬هـ‪1689/‬م) وانتهى الج زء األخ ير بس نة (‪1200‬هـ‪/‬‬
‫‪1785‬م)‪.‬‬
‫كم ا ع ني الك اتب ب الكثير من الن واحي الديني ة والفكري ة والعلمي ة‪ ،‬فض ًَال عن الن واحي‬
‫السياس ية واالجتماعي ة‪ ،‬وت رجم ألش خاص ال نج د أث رًا لس يرهم عن د غ يره‪ ،‬وب الرغم من أن‬
‫الكتاب ال يزال مخطوطًا‪ ،‬فإنه يعتبر من أحسن كتب العصر وأنفسها(‪.)23‬‬
‫وتأتي تراجم متأخرة أقل أهمية لتكرر الروايات السابقة‪ ،‬لكن ال يمكن االستغناء عنها‬
‫لما لها من أهمية في المجال الفكري والعلمي‪ ،‬منها كتاب "نشر العرف لنبالء اليمن بعد األل ف"‬
‫(إلى س نة ‪1375‬هـ) للعالم ة الم ؤرخ محم د بن محم د زب ارة (ت‪1380:‬هـ‪1960/‬م) وه و في‬
‫ثالث ة أج زاء احت وت على س تمائة وإ ح دى عش ر (‪ )611‬ترجم ة للعلم اء واألم راء وال وزراء‬
‫واألئم ة واألعيان الذين ب رزوا في اليمن في القرن الحادي عشر والثاني عشر والث الث عشر‬
‫للهجرة‪ -‬أي في سياق الفترة التي تغطيها الدراسة‪ ،‬ويتميز هذا الكتاب بترجمته للعلماء الذين‬
‫وف دوا إلى اليمن من البالد العربي ة واإلس المية‪ ،‬ومك انتهم العلمي ة‪ ،‬وق د وج دنا في ه ذا الكت اب‬
‫م ادة غزي رة ووف يرة عن العلم اء ومؤلف اتهم‪ ،‬إلى ج انب كتاب ه اآلخ ر المس مى "ني ل ال وطر من‬
‫تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر" الذي هو بنفس مستوى كتاب "نشر العرف" السابق‬
‫ال ذكر‪ .‬وق د اعتم د المؤل ف في ترجمت ه لألعالم ال واردة في ه ذين الكت ابين على كتب ال تراجم‬
‫المشهورة للمؤرخين المعاصرين للمترجم لهم‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن المؤرخ (زبارة) قد دون مصادره في فترة بعي دة من األح داث‪ ،‬إال‬
‫أنه رواها عن مصادر وثيقة ولصيقة بالفترة التي هي قيد الدراسة‪ ،‬عالوة على انتمائه لمذهب‬
‫الزيدية وتضلعه فيه‪.‬‬
‫كم ا اعتم دت الدراس ة على كتب ال تراجم األدبي ة لم ا تقدم ه من معلوم ات فكري ة‬
‫للقاضي العالمة األديب شهاب الدين‬ ‫(‪)24‬‬
‫وسياسية‪ ،‬منها كتاب "طيب السمر في أوقات السحر"‬

‫( ) اعتمد عليه في كتابه "البدر الطالع" الذي سبق الحديث عنه‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫( ) اعتمد عليه في كتابه "درر نحو الحور العين" الذي سيأتي الحديث عنه ضمن كتب السير‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫( ) العمري‪ :‬المؤرخون اليمنيون في العصر الحديث‪ ،‬ص ‪.288‬‬ ‫‪23‬‬

‫( ) حققه‪ :‬ونشره المؤرخ الباحث عبد اهلل محمد الحبشي‪ ،‬مكتبة اإلرشاد‪ ،‬صنعاء‪1410،‬هـ‪1990/‬م‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 14‬من ‪33‬‬


‫أحم د بن محم د بن الحس ن الحيمي (ت‪1151:‬هـ‪1738/‬م)‪ ،‬وه و عب ارة عن كت اب أدبي ض خم‬
‫ذو قيمة تاريخية غاية في األهمية‪ ،‬شمل أكثر من مائتين وخمسين (‪ )250‬ترجمة لمعاصرين‬
‫ل ه وس ابقين لعص ره‪ ،‬وبالتحدي د للنص ف الث اني من الق رن الح ادي عش ر والنص ف األول من‬
‫القرن الثاني عشر للهجرة‪.‬‬
‫وقد ذيل كتابه الذي يقع في مجلدين كبيرين بتراجم مختارة بنحو خمسة وعشرين علم ًا‬
‫من علم اء الش ام ومص ر والحج از وأدبائه ا ممن يع رفهم المؤل ف شخص يًا‪ ،‬إم ا بالمراس لة أو‬
‫الذي‬ ‫(‪)25‬‬
‫بزيارة بعضهم اليمن‪ ،‬كالمحبي (ت‪1111 :‬هـ‪1699/‬م) صاحب كتاب "خالصة األثر"‬
‫ض من ه و نفس ه (خالص ته) ع ددًا من ت راجم اليمن يين‪ ،‬وق د س مى الحيمي ذل ك ال ذيل "نفح ة من‬
‫نفحات الشام‪ ،‬ولمعة برق نظرها المشتام"(‪ !)26‬وجعله على أربعة أقسام ضخمة‪ ،‬كل قسم يشكل‬
‫جزءًا مستقًال‪ .‬فالقسم األول في (إيراد محاسن كوكبان المنيف‪ ،‬وذكر من برز من قطره الرفيع‬
‫الش ريف) ت رجم في ه ألربع ة وس تين (‪ )64‬من أعالم األدب اء في ذل ك القط ر‪ ،‬والقس م الث اني في‬
‫(ذك ر أفاض ل ص نعاء اليمن من ك ل من تقل د من عمل ه وأدب ه س مطًا غ الي الثمن وس ما بمعالي ه‬
‫قدرًا وبدرًا وبرز في سماء الفضل بدرًا) ترجم فيه الثنين وثمانين (‪ )82‬أديبًا من أهل ص نعاء‪،‬‬
‫والقس م الث الث في (ذك ر فض الء مدين ة ش بام من ك ل من فتح من العلم واألدب المفض ل وتفرق‬
‫س كونهم في الجه ات من ل دن ص نعاء‪ ،‬إلى منتهى اليمن األس فل) ت رجم في ه لس بعة وخمس ين (‬
‫‪ )57‬أديبًا‪ ،‬والقسم الرابع في (ذكر األفاضل مما يسامت بالد كوكبان من الثالث الجهات التي‬
‫كشف معمورها عن نجابة فضالئها وأبان إلى منتهى بالد صعدة)‪ ،‬ترجم فيه لتس عة وأربعين (‬
‫‪ )49‬أديبًا(‪.)27‬‬
‫يعت بر ه ذا الكت اب من أهم كتب ال تراث اليم ني قاطب ة‪ ،‬ول ه أهمي ة في دراس تنا هــذه‪،‬‬
‫غ ير أن عيب ه الوحي د أن ه كتب بأس لوب الس جع والتج نيس والطب اق وغ ير ذل ك‪ ،‬مم ا يقل ل من‬
‫أهميت ه‪ ،‬وه ذا م ا أك ده الم ؤرخ الناق د إب راهيم الح وثي حيث ق ال أثن اء ترجمت ه‪« :‬ومؤلف ه طيب‬
‫الس مر في أوق ات الس حر من أحس ن كتب الت اريخ المت أخرة؛ جم ع ف أوعى لكن ه ال يتم يز ح ال‬
‫الرجل المترجم له كلية اللتزامه بالسجع من أوله إلى آخره»(‪.)28‬‬
‫وقد أفاد كتاب طيب السمر كثيرًا في ترجمة مشاهير األدباء لما يتضمنه من نصوص‬
‫نثرية وشعرية ألدباء كوكبان وصنعاء بصفة خاصة‪ ،‬وأدباء اليمن وغيرهم بصفة عامة‪.‬‬

‫( ) اعتمدنا عليه ضمن المصادر األساسية للدراسة‪ ،‬أنظر قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫( ) الحيمي‪ ،‬أحمد بن محمد (ت‪1151:‬هـ)‪ :‬طيب السمر في أوقات السحر‪ ،‬تحقي ق عبد اهلل بن محم د الحبش ي‪ ،‬مكتب ة اإلرش اد‪ ،‬ص نعاء‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪1990 -1410‬م‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫( ) نفسه‪ :‬ص ‪.15-14‬‬ ‫‪27‬‬

‫( ) الحوثي‪ :‬نفحات العنبر‪( ،‬مخ) ج‪ ،1‬ق ‪.112‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 15‬من ‪33‬‬


‫من كتب التراجم األدبية األخرى المعتمدة في هذه الدراسة كتاب "نسمة السحر في ذكر‬
‫وض عه في‬ ‫(‪)29‬‬
‫من تشيع وشعر" ليوسف بن يحيى بن الحسن بن المؤي د (ت‪1121:‬هـ‪1709/‬م)‪،‬‬
‫تراجم لطبقات من الشعراء‪ ،‬ترجم فيه لنحو مائتي شاعر متقدم حتى عصره‪ ،‬وهو كتاب قيم‬
‫ج دًا أث نى علي ه اإلم ام الش وكاني بقول ه‪« :‬فكتاب ه الم ذكور من أحس ن الكتب المص نفة في األدب‬
‫(‪)30‬‬
‫وأنفسها‪ ،‬وكثيرًا ما يفوته الترتيب باعتبار األب والجد»‪.‬‬
‫ويكمل كتاب "نسمة السحر" كتاب "طيب السمر" للحيمي‪ ،‬ورغم جنوحه إلى استطراد‬
‫سجعي‪ ،‬حتى أن الحقائق لتصطاد منه اصطيادًا‪ ،‬فإنه يعد كتابا ذا أهمية لهذه الدراسة؛ الهتمام‬
‫يوس ف بن يح يى بأخب ار الش عراء من األئم ة وال وزراء والق ادة وال والة‪ ،‬فاس تطراداته فيه ا‬
‫معلومات عن نشاطاتهم ومشاركتهم السياسية‪.‬‬
‫عمومًا فقد تضمنت هذه المصنفات وغيرها تراجم غنية ومسهبة في بعض األحيان عن‬
‫حي اة األئم ة واألم راء وال وزراء والق ادة‪ ،‬وتتب ع أخب ار أه ل العلم من الكت اب والعلم اء والفقه اء‬
‫والنحاة واألدباء والش عراء والحكماء والمؤرخين‪ ،‬وأب انت عن انتم اءاتهم الفكري ة واالجتماعية‬
‫والمذهبية‪.‬‬
‫ويأتي بعد كتب التراجم والطبقات من حيث األهمية كتب سير األئمة وأخبارهم‪.‬‬
‫‪ -2‬كتب السير الذاتية ألئمة الزيدية‬
‫ما من شك أن كتب السير تعتبر من المصادر التاريخية التي ال يمكن اإلستغناء عنها‬
‫لم ا له ا من أهمي ة في مج ال البحث الت اريخي‪ ،‬ورغم تمح ور األح داث فيه ا ح ول األش خاص‪،‬‬
‫فإنها تضم معلومات ذات فائدة كبيرة من الناحية الفكرية واالجتماعية‪.‬‬
‫وتتف رد من بين مجم وع الس ير فئ ة على ق در ب الغ من األهمي ة هي الس ير الزيدي ة‬
‫المخطوطة منها والمطبوعة‪ ،‬والتي قدر لنا االطالع عليها واعتمادها في إثراء وإ نارة بعض‬
‫فصول الدراسة‪.‬‬
‫ومن أهم الس ير الزيدي ة ال تي اعتم دنا عليه ا واس تفدنا منه ا كث يرا "تحف ة األس ماع‬
‫للمطهر بن محمد الجرموزي (ت‪:‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫واألبصار بما في السيرة المتوكلية من غرائب األخبار"‬
‫‪1077‬هـ‪1667/‬م)‪ .‬وق د أف رد ه ذه الس يرة لإلم ام إس ماعيل بن القاس م بن محم د (ت‪1087:‬هـ‪/‬‬

‫( ) حققه ودرسه‪ ،‬كامل سليمان الجبوري‪ ،‬دار المؤرخ العربي‪ ،‬بيروت‪1999 ،‬م‬ ‫‪29‬‬

‫( ) الشوكاني‪ :‬البدر الطالع‪ ،‬ص ‪889‬‬ ‫‪30‬‬

‫( ) كانت هذه السيرة‪ ،‬مصدر مادة تاريخية نالت بها الباحثة السعودية سلوى سعد سليمان الغالبي درجة الماجستير من جامعة الملك عبد‬ ‫‪31‬‬

‫العزيز‬
‫بجدة تحت عنوان " اإلمام المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم ودوره في توحيد اليمن‪ ".‬منشورات جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪1411 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 16‬من ‪33‬‬


‫‪1676‬م) أشهر أئم ة الدول ة‪ ،‬الذي حكم أكثر من خمس ة وثالثين عام َا‪ ،‬وش هدت اليمن في ظل‬
‫حكمه نهضة علمية شاملة‪.‬‬
‫كم ا أف رد س يرة خاص ة لوال ده اإلم ام القاس م بن محم د مؤس س الدول ة‪ ،‬س ماها‪" :‬النب ذة‬
‫المشيرة إلى جمل من عيون السيرة في أخبار المنصور باهلل رب العالمين القاسم بن محمد" (‪.)32‬‬
‫وق د أف رد أيض َا س يرة ثالث ة ألخي ه المؤي د باهلل محم د بن القاس م س ماها "الج وهرة المض يئة في‬
‫تاريخ الخالفة المؤيدية"(‪.)33‬‬
‫وُتظهر تلك السير الثالث تاريخًا حافًَال لليمن ولألئمة الثالثة ودولهم وحروبهم وتراجم‬
‫لمعاص ريهم من العلم اء والفقه اء واألدب اء‪ ،‬وس جال لح وادث ك ان الجرم وزي ممن ش اهدها أو‬
‫عاصرها‪ ،‬وكانت له منزلته المرموقة في الدولة حتى وفاته(‪.)34‬‬
‫كما لم يغفل الجرموزي األعمال اإلصالحية‪ ،‬والنهض ة العلمية والثقافي ة التي شهدتها‬
‫بالد اليمن في عهد هؤالء األئمة‪ .‬وتعود أهمية هذه السير إلى أنها أمدتنا بمعلومات قيمة عن‬
‫العهد القاسمي‪ ،‬السيما السيرة الخاصة باإلمام القاسم‪ ،‬والجهود التي قام بها هذا اإلمام وأوالده‬
‫إلخراج العثمانيين من البالد‪ .‬وقد شملت هذه السير فنون ًا مختلفة من أدب وحديث ولغة ونقد‪،‬‬
‫ووثائق حساسة ومعاهدات ومراسالت متبادلة مع بعض الحكام‪.‬‬
‫وترجع أهمية كتب السيرة أنها تتضمن أحيانا وثائق رسمية مهمة‪ ،‬وتراجم شخصيات‬
‫أخرى سياسية أو علمية وتفاصيل عن العلم والعلماء‪.‬‬
‫ومن كتب الس ير ك ذلك كت اب "درر نحــور الحــور العين بســيرة المنصــور علي وأعالم‬
‫دولتــه الميــامين" للط ف اهلل جح اف (ت‪1243 :‬هـ‪1828/‬م)(‪ ،)35‬ال ذي يع د أهم كت اب لدراس ة‬
‫الحياة العلمية والفكرية بعد كتاب البدر الطالع لشوكاني‪ ،‬وعلى الرغم من أنه سيرة ذاتية لإلمام‬
‫المنص ور باهلل علي بن المه دي عب اس ال ذي حكم في الف ترة من س نة (‪1189‬هـ‪1775/‬م) إلى‬
‫س نة (‪1224‬هـ‪1809/‬م) أي أك ثر من خمس ة وثالثين عام ا‪ ،‬فإن ه احت وى على ت راجم ألعالم‬
‫ومش اهير اليمن والع الم الع ربي واإلس المي‪ ،‬ل ذلك فه و مس اهمة أخ رى في التعري ف بع دد من‬
‫العلماء األعالم وسيرهم وتآليفهم وتحديد سني وفاتهم‪.‬‬

‫() ك انت ه ذه الس يرة مص در م ادة تاريخي ة للباحث ة الس عودية أم يرة علي الم داح لرس التها العلمي ة تحت عن وان" العثمانيون واإلمـام القاسـم بن‬ ‫‪32‬‬

‫محمد" المقدمة لنيل الماجستير من جامعة الرياض سنة ‪1402‬هـ‪1982/‬م‪ ،‬مطابع تهامة‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪1984 ،2.‬م‪.‬‬
‫() ك انت هذه السيرة مصدر م ادة تاريخي ة للباحث ة السعودية حي اة محم د البس ام لرس التها الموس ومة ب‪ " :‬اإلمام محمد بن القاسم في اليمن"‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫نالت بها درجة علمية من جامعة الرياض‪1408 ،‬هـ‪1988/‬م‪ .‬الدار السعودية للنشر‪ ،‬جدة‪1406 ،‬هـ‪1986/‬م‪.‬‬
‫() المحبي‪ ،‬محمد أمين بن فضل اهلل (ت ‪199‬هـ)‪ :‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ،‬دار صادر بيروت‪( ،‬د‪.‬ت) ج ‪،4‬ص ‪،406‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪444‬؛ زبارة‪ :‬نشر العرف‪ ،‬ج ‪ 1‬ص‪.118-117 ،‬‬


‫( ) درسه وحققه الباحث عارف محمد عبد اهلل فارع الرعوي ونال بتحقيقه درجة الدكتوراه من جامعة صنعاء‪ ،‬وتولت وزارة الثقافة والسياحة‬ ‫‪35‬‬

‫نشره وإ صداره‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 17‬من ‪33‬‬


‫ولق د ك انت معلومات ه عن الم ترجم لهم تختل ف من مك ان إلى آخ ر من حيث البس ط‬
‫واإليجاز‪ ،‬فأحيانًا تقتصر على ذكر االسم والمدينة والمولد‪ ،‬أو الوفاة أو األمرين مع ًا‪ ،‬وأحيان ًا‬
‫أخ رى يسترس ل في ت راجم بعض هم في ذكر تنقالتهم وأعم الهم‪ ،‬ويمت از جح اف عن الجرم وزي‬
‫ب أن تراجم ه أك ثر تنوع ًا‪ ،‬حيث ت رجم لألدب اء‪ ،‬وعلم اء الطب‪ ،‬والفلس فة والرياض يات‪ ،‬عالوة‬
‫على علم اء الفق ه والح ديث‪ ،‬وتغلب على أس لوبه مس حة أدبي ة‪ ،‬جعلت ه يك ثر من ذك ر األش عار‬
‫والمن اظرات األدبي ة والمراس الت والطرائ ف‪ ،‬كم ا يمت از بالتفص يل واإلفاض ة في الح ديث عن‬
‫العل وم ال تي ك انت ت درس س واء ك انت نقلي ة أم عقلي ة(‪ .)36‬وت برز فائدت ه في اس تطراده في ذك ر‬
‫الظواهر الطبيعي ة والجغرافي ة‪ ،‬س واء ش اهدها وعايش ها بنفس ه‪ ،‬أو وص لت إلي ه أخباره ا‪ .‬كم ا‬
‫استطرد في ذكر بعض الفرق والمذاهب كالزيدية واإلمامية والمالكية والشافعية والوهابية‪ .‬وقد‬
‫ناقش المؤرخ بعض المواضيع من وجهة نظر هذه المذاهب ثم من وجهة نظره(‪.)37‬‬
‫‪ -3‬كتب التاريخ العام‬
‫لقيت كتب التاريخ العام من قبل مؤرخي المرحلة الخاصة بالدراسة كل عناية واهتم ام‪،‬‬
‫إذ اعتمد عليها كثير من المؤرخين الالحقين‪ ،‬لما تضمنته من فوائد ثمينة‪.‬‬
‫وق د اهتمت كتب الت اريخ الع ام ‪ -‬الحولي ات التاريخي ة‪ -‬باألح داث السياس ية وت دوينها‬
‫بحس ب ال ترتيب الزم ني‪ ،‬ولم تعن باألخب ار الفكري ة والثقافي ة والم ذاهب إال عرض ًا‪ ،‬إال أنه ا لم‬
‫تخل من فوائد أسهمت في تغطية بعض جوانب الموضوع‪.‬‬
‫(‪)38‬‬
‫في هذا السياق يأتي "روح الروح فيما حدث بعد المائة التاسعة من الفتن والفتوح"‬
‫لعيس ى بن لط ف اهلل (ت‪1048:‬هـ‪1638/‬م)‪ ،‬ويق ع في ثالث ة أج زاء‪ ،‬ذك ر فيه ا أح داث الق رن‬
‫العاش ر الهج ري (الس ادس عش ر الميالدي)‪ .‬وأنهى الج زء الث الث من ه ابن ه ص الح‪ .‬اعتم د‬
‫الم ؤرخ عيس ى بن لط ف اهلل في تدوين ه لألح داث على طريق ة الحولي ات‪ ،‬وه ذا الكت اب كل ف‬
‫بتأليفه من قبل الوالي محمد باشا الذي عاصر اشتداد دعوة اإلمام القاسم بن محمد‪ ،‬ولهذا تميز‬
‫أسلوبه بالموضوعية عند كتابته عن العثمانيين والزيديين‪ ،‬مما ميز دراسته عن باقي الدراسات‬
‫التاريخية األخرى المعاصرة لها‪.‬‬
‫للمؤرخ أحمد بن عبد اهلل‬ ‫(‪)39‬‬
‫أما كتاب "النور المشرق في فتح المشرق وما به ألحق"‬
‫حنش (ت‪1080 :‬هـ‪1669/‬م) فه و عب ارة عن رص د ت اريخي للتوس ع في المن اطق الجنوبي ة‬
‫( ) من خالل استطراد جحاف حول علوم العصر تبين لنا م ا هي العلوم التي ك انت سائدة في تلك الفترة ومن هذه العلوم‪ ،‬التفسير والفقه‬ ‫‪36‬‬

‫والحديث والفرائض وعلم القراءات والشعر والنحو والصرف والمعاني وعلم الكالم والمنطق والبيان والبديع وكذلك التاريخ والتراجم وعلم‬
‫الفلك والحساب والفلسفة والطب وغيرها‪.‬‬
‫( ) عارف محمد الرعوي‪ ،‬مقدمة درر نحور الحور العين‪ ،‬ص‪.113.‬‬ ‫‪37‬‬

‫( ) قام بدراسته وتحقيقه الباحث إبراهيم بن أحمد المقحفي‪ ،‬ونشره مركز عبادي للدراسات والنشر‪ ،‬صنعاء‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫( ) حنش‪ ،‬أحم د بن عب د اهلل (ت‪1080:‬هـ)‪ :‬النــور المشــرق في فتح المشــرق وم ا ب ه ألح ق‪ ،‬تحقي ق عب د اهلل محم د الحبش ي‪ ،‬دار التن وير‪،‬‬ ‫‪39‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،1‬هـ‪1996-‬م‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 18‬من ‪33‬‬


‫والش رقية في عه د الدول ة القاس مية‪ ،‬وق د س جل حنش أخب ار ح وادث عاص رها ح تى ع ام (‬
‫‪1080‬هـ‪1669/‬م)‪ ،‬ومن ثم يعت بر هذا الكت اب من المص ادر التاريخي ة المتخصص ة في أح داث‬
‫المناطق الجنوبية والشرقية من اليمن خالل المرحلة التي يؤطرها البحث‪.‬‬
‫ومن ض من كتب الت اريخ الع ام ال تي أس عفتنا في إنج از البحث كت اب "غاي ة األم اني في‬
‫أخب ار القط ر اليم اني"(‪ ،)40‬ليح يى بن الحس ين بن المؤي د (ت‪1090:‬هـ‪1679/‬م)‪ ،‬وحق ق ه ذا‬
‫الكت اب ال دكتور س عيد عب د الفت اح عاش ور‪ .‬وق د اش تمل على م ادة كب يرة عن ت راجم ع دد من‬
‫األعالم‪ ،‬واتج ه اتجاه ا سياس يا في تحليل ه لألح داث التاريخي ة ال تي أورده ا‪ ،‬وق د رتب ه وف ق‬
‫الس نين متقص يا في ه ت اريخ اليمن ح تى عص ره‪ .‬واس تفاد ه ذا الكت اب من الكتب التاريخي ة ال تي‬
‫سبقته‪ ،‬ومنها كتاب "أنباء الزمن" وكتاب"بهجة الزمن" إلبن عمه يحيى بن الحسين بن القاسم‪.‬‬
‫ومن أهم كتب الت اريخ الع ام المعتم دة في ه ذه الدراس ة كت اب "أنب اء ال زمن في ت اريخ‬
‫اليمن" للمؤرخ العالم ة المجتهد يحيى بن الحسين بن القاسم (ت بعد ‪1100‬هـ‪1688/‬م)‪ ،‬وهو‬
‫أهم مؤلفات ه التاريخي ة‪ .‬تن اول في ه ت اريخ اليمن ورجال ه األعالم وت راجم المل وك واألعي ان من‬
‫بداي ة اإلس الم ح تى عص ره‪ .‬كم ا يحت وي الكت اب على معلوم ات دقيق ة وهام ة عن الف رق‬
‫والمذاهب اإلسالمية؛ الفكرية والفقهية‪ .‬من ميزته أيضا تناوله موضوعات سياسية واجتماعية‬
‫واقتصادية‪ ،‬فضًال عن الموضوعات الثقافية‪.‬‬
‫وق د ألح ق يح يى بن الحس ين ت اريخ (أنب اء ال زمن‪ )...‬بكتاب ه اآلخ ر "بهج ة ال زمن في‬
‫حوادث اليمن"(‪ ،)41‬ورتبه كالسابق من السنة التي توقف فيه ا (‪1046‬هـ‪1636/‬م) إلى س نة (‪10‬‬
‫‪99‬هـ‪1668/‬م)‪ .‬تميز هذا الكتاب بوفرة تراجمه وتنوعها‪ ،‬حيث شمل رجال علوم الدين والفلك‬
‫واألدب وغيرهم‪ ،‬ولكن اهتمامه األساسي برجال العلوم الدينية كان أكثر من غيرهم‪.‬‬
‫وهن اك كت اب آخ ر غاي ة في األهمي ة في الت اريخ الع ام وه و كت اب "طب ق الحل وى‬
‫للم ؤرخ العالم ة عب د اهلل بن علي بن أحم د بن ال وزير (ت‪114:‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫وص حاف المن والس لوى"‬
‫‪7‬هـ‪1734/‬م)‪ .‬وه ذا الكت اب م أخوذ من كت اب "بهج ة ال زمن" ليح يى بن الحس ين‪ ،‬ومن كت اب‬
‫"روح الروح" لعيسى بن لطف اهلل‪ ،‬بإضافة حوادث أخرى(‪.)43‬‬
‫وألهمي ة ه ذا الكت اب فق د ذيل ه الم ؤرخ األديب الش اعر محس ن بن الحس ن أب و ط الب‬
‫الروض ي (ت‪1170 :‬هـ‪1757/‬م) ويع د اآلن من أهم تآليف ه التاريخي ة الكث يرة المعروف ة‪ .‬وق د‬

‫( ) نسبه بعض المؤرخين للعالمة المؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم(ت‪1100:‬م) بينما هو للمؤرخ يحيى بن الحسين بن المؤيد بن القاسم‬ ‫‪40‬‬

‫(ت‪1595‬هـ)‪.‬‬
‫( ) نالت الباحثة أمة الغفور عبد الرحمن األمير درجة الماجستير من جامعة صنعاء‪1417 ،‬هـ‪1997/‬م‪ .‬بتحقيقها الكتاب ودراستها الواسعة‬ ‫‪41‬‬

‫عن العصر والمؤلف‪ ،‬وما تزال الدراسة قيد الرفوف‪.‬‬


‫( ) حققه الباحث‪ :‬محمد عبد الرحيم جازم‪ ،‬ونشره مركز الدراسات والبحوث بصنعاء‪ ،‬سنة‪1405‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫( ) العم ري‪ ،‬المؤرخــون اليمــنيون في العصــر الحــديث‪ ،‬ص ‪288‬؛ س الم‪ ،‬س يد مص طفى‪ ،‬المؤرخــون اليمــنيون في العصــر العثمــاني األول‪،‬‬ ‫‪43‬‬

‫الجمعية المصرية للدراسات التاريخية‪ ،‬القاهرة‪ 1971،‬م‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 19‬من ‪33‬‬


‫وهو كتاب غاية في األهمية حيث‬ ‫(‪)44‬‬
‫صنف أبو طالب تاريخا حافال سماه "طيب أهل الكساء"‬
‫يقدم معلومات هامة عن العلماء المترجم لهم‪ .‬فهو عبارة عن تاريخ عام مختصر لتاريخ اليمن‬
‫مع استطرادات عن تاريخ العالم اإلسالمي‪ ،‬مرتب حسب السنين‪ ،‬ولذا فهو يعد مصدرا لجميع‬
‫ت واريخ اليمن‪ ،‬ويب دو أن المؤل ف اعتم د في تص نيفه له ذا الكت اب على كت اب "طب ق الحل وى"‬
‫لشيخه عبد اهلل الوزير‪ ،‬وكتاب يحيى بن الحسين وغيرهم‪ ،‬غير أنه أغرقه بالسجع المبالغ فيه‪،‬‬
‫فتولى المؤرخ إسماعيل بن علي المتوكل‪ ،‬أحد أعالم القرن الثاني عشر للهجرة (الثامن عشر‬
‫للميالد) تلخيصه وتهذيبه وتنسيقه(‪.)45‬‬

‫واألنساب‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪ -4‬كتب المناقب‬
‫ما من شك في أن كتب المناقب تعتبر من المصادر التي ال يمكن االستغناء عنها لما‬
‫له ا من أهمي ة في مج ال البحث الت اريخي‪ ،‬ورغم تمح ور األح داث فيه ا ح ول األش خاص فإنه ا‬
‫تضم معلومات مغمورة ذات فائدة كبيرة من الناحية الفكرية واالجتماعية‪.‬‬
‫ومن أشهر كتب المناقب التي اعتمدت عليها الدراسة كتاب "المشرع الروي في مناقب‬
‫وهو خاص‬ ‫(‪)47‬‬
‫السادة الكرام آل أبي علوي"‪ ،‬لمحمد بن أبي بكر الشلي (ت‪1093:‬هـ‪1682/‬م)‬
‫بالت اريخ المحلي لحض رموت‪ ،‬يق ع في ج زأين‪ ،‬يتض من األول ذك ر ت اريخ حض رموت‪ ،‬أم ا‬
‫الج زء الث اني فق د ش مل ت راجم م ائتين وثم ان وس بعين (‪ )278‬ش يخَا من علم اء ب ني عل وي بن‬
‫عبيد اهلل بن المهاجر (ت‪ :‬بعد ‪300‬هـ‪912/‬م)‪ .‬يقدم هذا الكتاب مادة تراجمية جيدة لعلماء هذه‬
‫األسرة‪ .‬والمالحظ على أسلوب المؤلف‪ ،‬كثرة اإلطراء والثناء مثل سابقه‪ .‬وال يخلوا الكتاب‬
‫من بعض الهف وات‪ ،‬الس يما وق د كتب ه المؤل ف في مك ة بعي دَا عن حض رموت‪ ،‬وق د تم طبع ه‬
‫بالمطبعة الشرقية بمصر سنة ‪1319‬هـ‪1901 /‬م‪ ،‬وأعيدت طباعته مرة أخرى سنة ‪1402‬هـ‪/‬‬
‫‪.1982‬‬
‫وق د أس همت المؤلف ات ذات الط ابع المن اقبي في التعري ف بش يوخ التص وف ورج ال‬
‫الصالح في حضرموت وغيرها من المدن اليمنية األخرى‪ ،‬وتضمنت دراسة العديد من أعالم‬
‫الزيدية ورجاالتها‪.‬‬

‫( ) أبو طالب‪ ،‬محسن بن الحسين بن القاسم (ت‪1700:‬هـ)‪ :‬طيب أهل الكساء‪ ،‬حققه‪ ،‬عبد اهلل محمد الحبشي ونشره بعنوان ت اريخ اليمن في‬ ‫‪44‬‬

‫عصر االستقالل عن الحكم العثماني األول"‪( ،‬مطابع المفضل لالوفست‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط ‪1411‬هـ‪1990-‬م)‪.‬‬
‫( ) الحبشي‪ :‬مقدمة تاريخ اليمن في عصر االستقالل‪ ،‬ص ‪.10-9‬‬ ‫‪45‬‬

‫( ) ح ول أهمي ة كتب المن اقب في الت اريخ‪ ،‬انظر‪ :‬الت اريخ وأدب المن اقب‪ ،‬منش ورات الجمعي ة المغربي ة للبحث الت اريخي‪ ،‬منش ورات عك اظ‪،‬‬ ‫‪46‬‬

‫الرباط‪1989 ،‬م‪،‬‬
‫( ) ولد بتريم‪ ،‬ورحل إلى الهند والحجاز وأقام بمكة‪ ،‬وتوفي بها‪ ،‬وهو مؤرخ‪ ،‬فلكي‪ ،‬رياضي‪ ،‬له عدد من المؤلفات (الزركلي‪ ،‬خير الدين‪:‬‬ ‫‪47‬‬

‫األعالم‪ ،‬دار العلم للماليين بيروت‪ ،‬ط ‪ 1979 ،4‬م ج‪ ،2‬ص ‪.)60‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 20‬من ‪33‬‬


‫أم ا بالنس بة لكتب األنس اب ال تي اعتم دت عليه ا الدراس ة فهي كث يرة‪ ،‬من أهمه ا كت اب‬
‫"بغية المريد وأنس الفريد في أنساب ذرية السيد علي بن األملحي الحسني ومن نشأ معهم من‬
‫لع امر بن محم د عب د اهلل الرش يد (ت‪1135:‬هـ‪1723/‬م) الع الم‬ ‫(‪)48‬‬
‫الس ادة العلم اء والفض الء"‬
‫األديب الم ؤرخ ال ذي ع رف باتس اع ُأُف ِق معارف ه‪ .‬ك ان محقق َا في األنس اب وأخب ار الس لف‪،‬‬
‫وكانت غايته من تصنيف هذا الكتاب ذكر أنساب الفرع الهاشمي الذي ينتمي إليه‪ ،‬ومن نشأ‬
‫معهم وعاصرهم"(‪ ،)49‬لكن ه في حقيقة األمر يحتوي على مادة غزيرة وهام ة عن ت اريخ اليمن‬
‫في الحقب ة ال تي عاص رها ح تى وفات ه‪ .‬وت رجم في ه لمن عاص رهم من علم اء وفقه اء اليمن‪ ،‬إال‬
‫أن ه ك ان يمي ل أحيان ا إلى اإلطن اب الوص في والم ديح في ت راجم تل ك الشخص يات أك ثر من أي‬
‫مؤلف آخر‪.‬‬
‫‪ -5‬كتب األحكام والنوازل الفقهية‬
‫أس همت بعض كتب الفت اوى والن وازل الفقهي ة في إلق اء الض وء على قض ايا متص لة‬
‫(‪)50‬‬
‫بموض وع البحث‪ ،‬ومن أمثل ة ذل ك كت اب "الس يل الج رار المت دفق على ح دائق األزه ار"‬
‫للشوكاني (ت‪ 1250 :‬هـ‪1834/‬م)‪ ،‬الذي يعتبر من أهم كتب علم الفقه‪ ،‬حيث اش تمل على مزايا‬
‫ق ل وجودها في غ يره من كتب الفقه‪ ،‬كاس تنباط القواعد األصولية واألحكام الشرعية‪ ،‬م ع ذكر‬
‫أقوال الفحول من علماء األصول وعلماء االجتهاد‪.‬‬
‫‪ -6‬كتب الفرق والملل والنحل‬
‫كانت كتب الفرق والملل والنحل مثل كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني (ت‪ 475 :‬هـ‪/‬‬
‫‪1083‬م)‪ ،‬وكت اب "مق االت اإلس الميين" ألبي الحس ن األش عري (ت‪ 324 :‬هـ‪936/‬م)‪ ،‬خ ير‬
‫معين لن ا في معرف ة انتق ال الم ذاهب والف رق إلى اليمن‪ ،‬ومعرف ة التواص ل بين أتباعه ا‪ ،‬وذك ر‬
‫الدعاة الذين توافدوا إليها‪ ،‬وكذا معرفة مبادئ المذهب الزيدي وغيرها من المذاهب األخرى‪.‬‬
‫أم ا الج انب المتمث ل في المؤلف ات المتخصص ة ب ذكر العلم اء ومؤلف اتهم وأم اكن كتبهم‪،‬‬
‫فقد اعتمدنا على عدد من الكتب من أمثال "األعالم" للزركلي‪ ،‬وكتاب "مصادر الفكر" للحبشي‪،‬‬
‫وكتابي "أعالم المؤلفين الزيدية" و"مصادر التراث اليمني في المكتبات الخاصة" للوجيه‪ ،‬وكتاب‬
‫"مص ادر ال تراث اليم ني في المتح ف البريط اني" للعم ري‪ ،‬وكت ابي "ت اريخ األدب الع ربي"‬
‫و"األدبيات اليمنية في مكتبات العالم" لبروكلمان‪ ،‬إلى جانب االعتماد على فهرس المخطوطات‬

‫( ) الرشيد‪ ،‬عامر بن محمد عبد اهلل‪ :‬بغية المريد وأنس الفريد‪ ،‬مخطوط ة‪ ،‬نس خة الكتب المص رية‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬رقم (‪( )21582‬ص ورة بح وزة‬ ‫‪48‬‬

‫المؤرخ الباحث العمري بصنعاء)‪.‬‬


‫( ) زبارة‪ ،‬نشر العرف؛ ج ‪ ،2‬ص ‪.39-38‬‬ ‫‪49‬‬

‫() طبع ه المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية؛ القاهرة‪1390 ،‬هـ‪1970/‬م) تحقيق‪ ،‬قاسم غ الب وآخرون‪ ،‬ثم قام بتحقيقه م رة أخرى محمود‬ ‫‪50‬‬

‫إبراهيم زيد‪ ،‬ونشره دار الكتب العلمية بيروت‪1405 ،‬هـ‪1985/‬م‪..‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 21‬من ‪33‬‬


‫بالمكتب ة الغربي ة والش رقية في الج امع الكب ير بص نعاء‪ ،‬وفهرس ة مكتب ة األوق اف بص نعاء‪،‬‬
‫وفهرس ة مكتب ة األحق اف بحض رموت‪ ،‬وق د ت بين لن ا من خالله ا أن كم َا ه ائَال من تراثن ا في‬
‫مختلف المجاالت‪ ،‬ما يزال مخطوطا أو في حكم الضائع‪.‬‬
‫أما عن المصطلحات المختلفة في أصناف العلوم فقد اعتمدنا في تعريفها على الرجوع‬
‫كما اعتمدنا على عدد‬ ‫(‪)52‬‬
‫وغيرها في مختلف العلوم‪.‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫إلى المصادر المختلفة من موسوعات‪،‬‬
‫من قواميس اللغة العربية المختلفة مثل "القاموس المحيط" للفيروز آبادي‪ ،‬و"لسان العرب" البن‬
‫منظور‪ ،‬و"تاج العروس" للزبيدي‪.‬‬
‫وق د ركزن ا في التعري ف بالمواض ع والمن اطق – ال تي وردت في الدراس ة‪ -‬على‬
‫المص ادر والمراج ع الخاص ة بالبل دان‪ ،‬مث ل "معجم البل دان" لي اقوت الحم وي‪ ،‬و"مجم وع بل دان‬
‫اليمن وقبائلها" للحجري‪ ،‬و"معجم البلدان والقبائل اليمنية" للمقحفي‪.‬‬
‫ونظرا لتشعب الموضوع وتعدد قضاياه فقد تم االعتماد أيضا على العديد من المراجع‬
‫العربي ة ال تي تن اول مؤلفوه ا أعالم ه ذه الف ترة‪ ،‬وهي مراج ع كث يرة ومتنوع ة‪ ،‬أم دت الدراس ة‬
‫بمعلوم ات مستفيض ة أفادتن ا في المقارن ة بين الرواي ات المختلف ة‪ ،‬واالس تدالالت على تل ك‬
‫الرواي ات‪ .‬أم ا المراج ع األجنبي ة فق د تم االعتم اد عليه ا في نط اق مح دود‪ ،‬وذل ك بحكم ش ح‬
‫معلوم ات تل ك المراج ع وقلته ا في مكتباتن ا العام ة‪ ،‬ولخصوص ية األح داث اليمني ة في تل ك‬
‫المرحلة‪.‬‬
‫وباإلجم ال‪ ،‬فه ذه نظرة م وجزة ج دًا عن نوعي ة أهم المص ادر المخطوط ة والمطبوع ة‬
‫المعتمدة في الدراسة‪ ،‬وهي مصادر روعي في انتقائها الجمع بين المعالجة التاريخية والفكرية‬
‫للقضايا المطروحة للنقاش في هذا العمل‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬إطار الـدراسة وخطتها‪:‬‬
‫تكونت هذه الدراس ة من مقدم ة وثمانية فصول رئيسة وخاتم ة باإلضافة إلى المالحق‬
‫والبيبلوغرافيا وفهرس المحتويات‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫المقدمــة‪ :‬خصص ناها للتعري ف بموض وع الدراس ة‪ ،‬والم بررات ال تي دفعن ا الختي اره‪،‬‬
‫وإ براز أهميته وهدفه وإ شكالياته‪ ،‬وكذا اإلطار الزمني والمكاني للدراسة‪ ،‬والخطوات المنهجية‬
‫المتبعة‪ ،‬وأخيرًا دراسة المصادر والمراجع المعتمدة وتحليلها‪.‬‬

‫( ) كالموســوعة اليمنيــة‪ ،‬إص دار مؤسس ة العفي ف الثقافي ة‪ ،‬ص نعاء‪ ،‬اليمن‪ ،‬والموســوعة الميســرة في األديــان والمــذاهب المعاصــرة‪ ،‬الن دوة‬ ‫‪51‬‬

‫العالمية للشباب اإلسالمي‪ ،‬الرياض ‪،‬ودائرة المعارف اإلسالمية‪.‬‬


‫( ) كالمقدمة البن خلدون‪ ،‬و اصطالحات الفنون‪ ،‬للتهانوي‪ ،‬وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪ ،‬لحاجي خليفة وغيرها‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 22‬من ‪33‬‬


‫الفصــل األول‪ :‬فه و بمثاب ة التمهي د ال ذي يه دف إلى اس تعراض أوض اع اليمن السياس ية‬
‫واالجتماعية والمذهبية (الفكرية) في عهد الدولة القاسمية‪ ،‬وبيان أثرها على الحياة العلمية في‬
‫اليمن‪.‬‬
‫والفصل الثاني‪ :‬يتضمن رصد أبرز العوامل واألسباب التي ساهمت في تطور الحياة‬
‫العلمي ة والفكري ة في اليمن في عه د الدول ة القاس مية‪ ،‬وي أتي في مق دمتها اهتم ام أئم ة الدول ة‬
‫ووزرائها بالمجال العلمي‪ ،‬والجهود التي بذلوها لتشجيع الحياة العلمية‪ ،‬وكذا الجهود ال تي ب ذلها‬
‫أعالم حرك ة التجدي د واالجته اد لإلس هام في تط ور النهض ة العلمي ة‪ ،‬وتح دثنا في ه عن دور‬
‫المناظرات والمساجالت العلمية‪ ،‬في تنشيط الحياة العلمية في الفترة قيد الدراسة‪.‬‬
‫والفص ــل الث ــالث‪ :‬خصص ناه الس تعراض مظاهر الحي اة العلمي ة ب اليمن‪ ،‬ومن أب رز‬
‫مظاهره ا ازده ار حرك ة الت أليف في مختل ف ض روب العلم‪ ،‬ومس اهمة األئم ة وال وزراء في‬
‫ذل ك‪ ،‬إض افة إلى انتش ار ال رحالت العلمي ة كظاهرة علمي ة مهم ة اتس م به ا العص ر القاس مي‪،‬‬
‫وميزنا بين نوعين من هذه الرحالت؛ الرحالت الداخلية‪ ،‬والرحالت الخارجية ونتائجهم ا‪ .‬ومن‬
‫مظاهر الحي اة العلمي ة ال تي تح دثنا عنه ا في ه ذا الفص ل أيض ا وص ول العدي د من الوف ادات‬
‫العلمية التي القت الترحيب والتقدير من قبل المجتمع اليمني بمختلف فئاته‪ ،‬سيما أئمة الدولة‬
‫الذين استفادوا من خدماتهم في عدة مهام؛ كالتدريس والتطبيب والهندسة وغير ذلك‪.‬‬
‫والفصــل الرابــع‪ :‬استعرض نا في ه أهم أم اكن التعليم الش ائعة ومؤسس اته ال تي ش هدت‬
‫نش اطا علمي ا كب يرا في الف ترة ال تي تغطيه ا الدراس ة‪ ،‬ومن أش هرها الكت اتيب‪ ،‬والمس اجد‪،‬‬
‫والمدارس‪ ،‬والهجر العلمية‪ ،‬والرباطات‪ ،‬ومنازل العلماء‪ ،‬وقصور األئمة ومجالسهم‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى المكتبات بشقيها الخاص والعام‪.‬‬
‫الفص ــل الخ ــامس‪ :‬تناولن ا في ه األنظم ة التعليمي ة الش ائعة في اليمن في عه د الدول ة‬
‫القاسمية وما يرتبط بها من تفاصيل مهمة عن المراحل التعليمية‪ ،‬وطرق التعليم التي تعددت‬
‫أس اليبها حس ب اختالف مس توى الطالب‪ ،‬وتع دد العل وم المدروس ة‪ ،‬وأخ يرا اإلج ازات العلمي ة‬
‫المتنوعة‪.‬‬
‫الفصل السـادس‪ :‬خصص ناه للخ وض في دراس ة مختل ف مي ادين النش اط العلمي للعل وم‬
‫الشرعية (الدينية)‪ ،‬وذكر أبرز العلماء ومساهمتهم فيها دراس ًة وتدريس ًا‪ ،‬وكذلك كل مؤلفاتهم‬
‫فيها مع اإلشارة إلى أماكن وجود تلك المؤلفات في المكتبات (إن وجدت)‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬سعينا في هذا الفصل إلى رصد جهود العلماء اليمنيين في خدمة اللغة‬
‫العربية وعلومها وآدابها‪ ،‬وتطرقنا لمجمل مؤلفاتهم التي تعكس ما بلغه اليمنيون من عمق الفهم‬
‫واتس اع الم دارك‪ ،‬وتناولن ا في الج زء الث اني من ه مج ال األدب وفنون ه‪ ،‬وتح دثنا عن الش عر‬
‫ومجاالته وألوانه‪ ،‬ثم النثر بصنفيه الفني واألدبي التأليفي‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 23‬من ‪33‬‬


‫الفصل الثامن‪ :‬تطرقن ا في ه إلى إس هامات العلم اء اليمن يين في مج ال علم الت اريخ ال ذي‬
‫نال عناية اليمنيين من حيث النشاط ووفرة اإلنتاج‪ ،‬كما وقفنا على أبرز العلماء الذين كانت لهم‬
‫إس هامات في مج االت العل وم العقلي ة‪ ،‬كعلم الفلس فة والمنط ق والفل ك وعلم الكالم ال تي اهتم به ا‬
‫علم اء اليمن في ه ذه المرحل ة التاريخي ة‪ ،‬وتح دثنا في ه أيض ًا عن أب رز العلم اء ال ذين ك انت لهم‬
‫إس هامات في مج االت العل وم التجريبي ة‪ ،‬ال تي ك انت معروف ة آن ذاك ك الطب والرياض يات‪ ،‬م ع‬
‫تحديد أماكن وجود مؤلفاتهم فيها قدر اإلمكان‪.‬‬
‫أما الخاتمة‪ :‬فهي نتاج ما توصلت إليها الدراسة‪ ،‬من حقائق ومعطيات‪ ،‬سيأتي بعدها‬
‫العدي د من المالحــق ال تي له ا عالق ة وطي دة بموض وع الدراس ة‪ ،‬وال تي أنارته ا وجعلته ا أك ثر‬
‫وضوحًا ودقة في مقاربة الحركة العلمية ونشاطها في اليمن‪ .‬واشتملت على ملحقين‪ :‬خصص‬
‫ملحق للخرائط‪ ،‬وملحق للجداول فيه أربعة جداول‪ ،‬األول‪ :‬تضمن أسماء أئمة الدولة القاسمية‬
‫الذين تعاقبوا على الحكم في الفترة التي نحن بصدد دراستها‪ ،‬مع ذكر الفترة التي حكم فيها كل‬
‫واح د منهم‪ ،‬والج دول الث اني‪ :‬خص ص لمش اهير علم اء أس رة آل القاس م بن محم د ال تي حكمت‬
‫اليمن آن ذاك‪ ،‬أم ا الج دول الث الث‪ :‬فيتض من مش اهير علم اء اليمن‪ ،‬والعل وم ال تي ب رزوا فيه ا‬
‫وساهموا في تدريسها وتصنيفها‪ ،‬والوظائف التي تقلدوها‪ ،‬والمناطق والمدن التي رحلوا إليها‬
‫وت رددوا عليه ا‪ ،‬والمص ادر المعتم دة ب ذلك‪ ،‬أم ا الج دول الراب ع‪ :‬فيحت وي على أس ماء العلم اء‬
‫واألدب اء ال ذين وف دوا إلى اليمن من البالد العربي ة واإلس المية‪ ،‬يلي ه مباش رة الئح ة بأس ماء‬
‫المصادر والمراجع التي تم اعتمادها على امتداد البحث والدراسة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد حاولنا قدر اإلمكان استيفاء الشروط العلمية‪ ،‬ونحن نبحث في الحياة العلمية‬
‫م ع اس تخدام اللغ ة الس هلة البعي دة عن التكل ف ليتمكن الق ارئ من فهمه ا بس هولة ويس ر‪ ،‬وب ذلك‬
‫نأم ل أن نك ون ق د ق دمنا به ذا الجه د المتواض ع للمكتب ة التاريخي ة ش يئًا جدي دًا في مج ال ظل‬
‫مغم ورا من ص فحات ت اريخ اليمن الحض اري‪ ،‬ورغم الهف وات والنق ائص ال تي تطب ع ك ل عم ل‬
‫علمي ج اد وأص يل‪ ،‬فإنن ا لم آل وا جه دًا في الوص ول به ذا العم ل إلى ص يغه مرض ية‪ ،‬تعطي‬
‫صورة واضحة عن الحياة العلمية في اليمن في عهد الدولة القاسمية‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 24‬من ‪33‬‬


‫الـخـاتمـة‬
‫في خت ام ه ذه الدراس ة ال تي تن اولت الحي اة العلمي ة في اليمن في عه د الدول ة القاس مية‪،‬‬
‫يمكن إيجاز أهم النتائج التي توصلنا إليها في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫يع د عه د الدول ة القاس مية من أزهى الحقب التاريخي ة في ت اريخ اليمن سياس يا واجتماعي ا‬ ‫‪-‬‬
‫وثقافي ا‪ ،‬حيث امت َّد حكُم ه ا ف ترة تزي د عن ق رنين ورب ع ق رن‪ ،‬اس تطاعت في معظم تل ك‬
‫المرحلة توحيد اليمن‪ ،‬وتقوية عالقاتها الخارجية مع األقطار العربية واإلسالمية األخ رى‪،‬‬
‫ومع الهند وبعض الدول األوربية‪ ،‬وقد تمثل ذلك جليًا في تمتين مختلف العالقات‪ ،‬والس يما‬
‫في الجانب الدبلوماسي والتجاري والثقافي‪.‬‬
‫احت ل العلم اء والفقه اء والمتص وفة مكان ة اجتماعي ة متم يزة بين أف راد المجتم ع اليم ني‬ ‫‪-‬‬
‫بمختلف شرائحه وطبقاته‪ ،‬مما منحهم دورا في رقابيا على الحكام والتصدي لهم حينما‬
‫يتعرض الرعية للظلم واالستبداد‪.‬‬
‫كان للمذاهب اإلسالمية أثرها في تطور الحياة الفكرية في العهد القاسمي‪ ،‬سواء على‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى المناظرات والمساجالت العلمية‪ ،‬أو على مستوى التأليف‪.‬‬
‫كان للرعاي ة التي أوالها أئم ة الدولة القاس مية للعلم اء أثرها الب الغ في تنشيط الحركة‬ ‫‪-‬‬
‫العلمية‪ ،‬خصوصا وأنهم كانوا يتبوؤون بمكانة علمية متميزة‪ ،‬ذلك أنه يشترط في من‬
‫يت ولى منص ب اإلمام ة والقي ادة أن يبل غ درج ة االجته اد‪ ،‬وق د ت رك معظمهم مص نفات‬
‫عديدة في شتى فروع المعرفة؛ وقد بلغت هذه الرعاية أوجه في عهد اإلمام المتوكل‬
‫إسماعيل بن القاسم (‪1676- 1644‬هـ) الذي قام بمراسلة مشاهير العلماء من خارج‬
‫اليمن على اختالف مذاهبهم وتخصصاتهم لالستفادة منهم‪.‬‬
‫س اهمت حرك ة التجدي د واالجته اد واإلص الح في إح داث تح ول كب ير على المس تويين‬ ‫‪-‬‬
‫الفكري والعلمي خالل العهد القاسمي‪ ،‬مما جعل منهم مرجعيات‪ ،‬أصلت لتيار فكري‬
‫معتدل له وزنه الفكري المعتبر‪ .‬وقد بلغ هذا التيار أوج قوته بظهور شخصية اإلمام‬
‫المجتهد المجدد محمد بن علي الشوكاني (ت‪1250 :‬هـ ‪1834 /‬م)‪ ،‬الذي انشأ مدرسة‬
‫خاصة به‪ ،‬ونشر أفكاره وآراءه‪ ،‬ليس في اليمن فحسب‪ ،‬بل في الشرق اإلسالمي كله‬
‫فكثر أتباعه وراجت مؤلفاته‪.‬‬
‫شكلت المناظرات والسجاالت العلمية عامًال آخرًا من عوامل ازدهار الحياة العلمية في‬ ‫‪-‬‬
‫اليمن‪ ،‬حيث عملت المجالس العلميــة الخاصة بالمناظرات على إيجاد نوع من الحوار‬
‫العلمي من خالل النقاش ات ال تي ك انت تتن اول كث يرا من القض ايا‪ ،‬وق د ت بين من خالل‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 25‬من ‪33‬‬


‫معطي ات الدراس ة أن الخالف الم ذهبي ك ان في كث ير من األحي ان دافع ًا في خ وض‬
‫المنافسة العلمية عن طريق المناظرات‪.‬‬
‫ك ان من أب رز مظاهر ازدهار الحي اة العلمي ة ال تي تم رص دها ازده ار حرك ة الت أليف‬ ‫‪-‬‬
‫في العل وم الديني ة وعل وم اللغ ة العربي ة‪ ،‬وفي ال تراجم والت واريخ‪ ،‬وك ذا في بعض‬
‫الدراس ات المتعلق ة ب العلوم العقلي ة والتجريبي ة‪ ،‬وك ان من نت ائج ذل ك انتش ار المكتب ات‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬واتساع حركة النسخ والتدوين‪.‬‬
‫أسهمت المرأة اليمنية في النشاط العلمي إسهاما واضحا تدريس ًا وتأليف ًا‪ ،‬وإ شرافًا على‬ ‫‪-‬‬
‫األربطة العلمية‪.‬‬
‫ش كلت ال رحالت العلمي ة المتبادل ة س واء بين م دن اليمن المختلف ة‪ ،‬أو بين اليمن وبل دان‬ ‫‪-‬‬
‫العالم العربي واإلسالمي أبرز سمات الحياة العلمية ومظاهرها في اليمن‪ .‬وذلك لما لها‬
‫من أهمية في تعزيز أواصر العالقات وتبادل الخبرات والمعارف والمهارات العلمية‪.‬‬
‫كان للوف ادات العلمي ة إلى اليمن من مختلف أنحاء العالم اإلسالمي‪ ،‬وخاص ة الحجاز‬ ‫‪-‬‬
‫ومصر والمغرب‪ ،‬وكذا الهند أبرز األثر في نشاط الحياة العلمي ة في اليمن في العهد‬
‫القاسمي‪.‬‬
‫أثبتت الدراس ة أن ق رب موق ع اليمن جغرافي ا من الح رمين الش ريفين ك ان أح د رواف د‬ ‫‪-‬‬
‫الحي اة العلمي ة‪ ،‬فقد ك ان الحرم ان الش ريفان حلق ة الوص ل الك برى بين العلم اء اليمن يين‬
‫وأقرانهم ونظرائهم‪ ،‬فهناك ُو َّج َهْت الدعوة إلى عدد من العلماء والمفكرين الذين وفدوا‬
‫إلى اليمن‪ ،‬كأحمد اإلدريسي وغيره‪.‬‬
‫تعددت أماكن التعليم التي تم رصدها في عهد الدولة القاسمية‪ ،‬حيث تعلم الصبيان في‬ ‫‪-‬‬
‫الكتاتيب‪ ،‬وعقدت حلقات الدروس ومجالس العلم في المساجد والمدارس وهجر العلم‪،‬‬
‫وحرص العلماء على إلقاء دروسهم في المنازل وقصور األئمة ومجالسهم العلمية‪ ،‬كما‬
‫أن ش يوخ الص وفية ك انوا يلق ون دروس هم في األربط ة والزواي ا‪ ،‬ب ل ك ان العلم اء‬
‫والشيوخ يعقدون الدروس في غدوهم ورواحهم‪ ،‬وكانت المكتبات من األماكن التعليمية‬
‫التي شهدت نشاطًا علميًا مكثفًا كان له أثره على الحياة العلمية واإلنتاج الفكري‪.‬‬
‫س اهم أف راد المجتم ع في تموي ل التعليم وإ دارت ه‪ ،‬الس يما في المن اطق الريفي ة‪ ،‬وك ان‬ ‫‪-‬‬
‫العام ل ال ديني ال دافع األب رز في تس ابق أف راد المجتم ع في إنش اء ه ذه المؤسس ات‬
‫وتمويله ا‪ ،‬إض افة إلى ت أثير العام ل االقتص ادي ال ذي مكن أف راد المجتم ع من اإلنف اق‬
‫عليها بسخاء‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 26‬من ‪33‬‬


‫إن النظام التعليمي السائد في اليمن في فترة الحكم القاسمي كان ال يختلف عن أشكال‬ ‫‪-‬‬
‫أنظمة التعليم ومحتوياتها التي كانت متبعة في األقطار اإلسالمية األخرى؛ حيث كان‬
‫العلم والتعليم متاحا لعامة الناس بمختلف طبقاتهم‪.‬‬
‫إن ط رق التعليم والت دريس ال تي ك ان يتبعه ا العلم اء في تل ك المرحل ة‪ ،‬أي الس ماع‬ ‫‪-‬‬
‫بأنواعه والقراءة بأنواعها‪ ،‬وطرق اإلمالء واإلجازة وغيرها لم تكن طرقًا تقليدية‪ ،‬ألنه‬
‫ك ان يرافقه ا الكث ير من المظاهر واالهتمام ات التعليمي ة‪ ،‬مث ل النق اش والح وار‬
‫والمس اءالت وغ ير ذل ك‪ ،‬ف أثر ه ذا على حري ة المدرس ين‪ ،‬حيث ك ان لك ل م درس أو‬
‫شيخ الطريقة التي يراها مفيدة ومناسبة في التبليغ‪ .‬كما توصلت الدراس ة إلى أن التعليم‬
‫في المرحلة الثانية كان له نظامان‪ :‬نظام الحلقات؛ ونظام المجالس العلمية‪ ،‬وقد ساد‬
‫هذان النظامان بالد اإلسالم كلها تقريبًا‪.‬‬
‫ازده ار حرك ة الت أليف وض خامة االنت اج العلمي في العه د القاس مي ومن س مات ذل ك‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ظه ور الموس وعات في بعض المع ارف والعل وم الس ائدة‪ ،‬وب روز الدراس ات التاريخي ة‬
‫المتنوعة‪ ،‬خاصة كتب التراجم الضخمة التي اعتمدنا على بعضها في هذه الدراسة‪.‬‬
‫احتلت العلوم الشرعية كعلوم القرآن ‪ -‬القراءات والتفسير‪ ،-‬والحديث‪ ،‬والفقه‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪-‬‬
‫الفرائض‪ ،‬والتصوف الحيز األكبر في نشاط حركة التأليف‪ ،‬غير أن حركة التصنيف‬
‫في علوم الحديث بمختلف فروعها‪ ،‬متنًا ومصطلحًا وسندًا‪ ،‬كانت أقوى من غيرها من‬
‫العلوم الشرعية األخرى‪ .‬يأتي بعدها التصنيف في مجال الفقه وأصوله‪ ،‬ويتضح ذلك‬
‫من خالل ك ثرة العلم اء والفقه اء المش تغلين ب ه تدريس ًا وتأليف ًا‪ ،‬ومن بينهم ع دد من‬
‫المجته دين المج ددين ال ذين ق دموا نتاج ا فقهي ا ي دل على مكان ة اليمن العلمي ة العالي ة‬
‫والمتميزة‪.‬‬
‫نالت علوم اللغة العربية بجميع فروعها اهتمام العلماء‪ ،‬وحاز علم النحو قصب السبق‬ ‫‪-‬‬
‫من حيث ض خامة النت اج العلمي‪ ،‬وفي مج ال األدب ظه ر مجموع ة من األدب اء ال ذين‬
‫تب وؤوا درج ة عالي ة من اإلب داع النب وغ األدبي‪ ،‬وحظي الش عر باهتم ام كب ير من قب ل‬
‫الشعراء الذين أبدعوا في كل األغراض (مدحا وهجاًء ووصفا ورثاء وغزال وزه دا‪)..‬‬
‫وق د ك ان الش عر الحمي ني ال ذي يكتب لغ رض التلحين والغن اء ه و الس ائد في العه د‬
‫القاسمي‪.‬‬
‫وفي مي دان علم التاريخ عند اليمن يين نبغ عددا من المؤرخين الذين كتب وا في مختلف‬ ‫‪-‬‬
‫مج االت الكتاب ة التاريخي ة من ت راجم وطبق ات‪ ،‬وس ير‪ ،‬والت اريخ الع ام‪ ،‬والمن اقب‬
‫واألنساب‪ ،‬مما ساهم في تطور المدرسة التاريخية ونموها‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 27‬من ‪33‬‬


‫وفي علم الكالم ب رز علم اء س اهموا في ال ذود عن العقي دة اإلس المية الص افية‪ ،‬وتفني د‬ ‫‪-‬‬
‫البدع والضالالت‪ .‬وكانت الزيدية والمعتزلة أكثر الفرق والمذاهب اهتمامًا بعلم الكالم‪،‬‬
‫ظه ر ذل ك جلي ًا في ك ثرة رس ائلهم ومؤلف اتهم‪ .‬كم ا حظي علم الفل ك باهتم ام ع دد كب ير‬
‫من علم اء اليمن؛ إذ ك ان لهم ولمؤلف اتهم العلمي ة دور كب ير في ازده ار العل وم العقلي ة‬
‫داخل بالد اليمن في العهد القاسمي‪.‬‬
‫ش كلت العل وم العقلي ة التجريبي ة‪ ،‬ك الطب والرياض يات ح يزًا مهم ًا ض من اهتمام ات‬ ‫‪-‬‬
‫اليمنيين الفكرية‪ ،‬إذ كان حظها موفورًا دراسة وتأليف ًا وتدريس ًا‪ ،‬السيما وأنها تعد من‬
‫العل وم الض رورية ال تي ال غ نى عنه ا‪ ،‬باإلض افة إلى ارتباطه ا بحاج ات الن اس‬
‫الضرورية‪ ،‬لذلك القت رواج ًا كبيراً‪ ،‬وكان لعدد من علماء اليمن في هذه العلوم كتب‬
‫ورسائل منثورة ومنظومة‪.‬‬
‫هذه إذًا هي أبرز وأهم االستنتاجات العلمية التي تمكنت الدراسة من رصدها في عهد‬
‫الدول ة القاس مية‪ ،‬لم ا من ش أنه اإلس هام في فتح اآلف اق أم ام الب احثين– اليمن يين قب ل غ يرهم‪-‬‬
‫ولفت انتباههم للولوج إلى موضوعات تتعلق بتاريخ اليمن العلمي والفكري‪ ،‬وكذا إبراز بعض‬
‫الجوانب الحضارية التي تتسم بها اليمن‪.‬‬
‫وأخ يرا نأم ل أن تك ون ه ذه الدراس ة ق د س اهمت بمعالج ة اإلش كالية ال تي ط رحت في‬
‫المقدم ة بأس ئلتها المتفرع ة‪ ،‬وأن يك ون ه ذا العم ل ق د أس هم ول و بالق در اليس ير في الكش ف عن‬
‫جانب من الجوانب الحضارية والمتمثل في الجانب العلمي والفكري التي تميز به ا ت اريخ اليمن‬
‫في عهد الدولة القاسمية‪ ،‬ولعل تزامن إعداد هذه الدراسة مع اختيار مدينة تريم اليمنية‪ ،‬التي‬
‫كانت تعد من أهم مراكز العلم خالل الفترة القاسمية‪ ،‬عاصمة للثقافة اإلسالمية للعام ‪2010‬م‪،‬‬
‫حدثا له من الرمزية ما يؤكد على غنى تراث وفكر وحضارة هذا القطر العربي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 28‬من ‪33‬‬


‫فهرس المحتويات‬
‫المــقدمــة‪1............................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬أوضاع اليمن وأثرها على الحياة العلمية في عهد الدولة القاسمية‪20..................‬‬
‫أوال‪ :‬األوضاع السياسية وأثرها على الحياة العلمية‪21..............................................................................‬‬
‫‪ -1‬إجالء العثمانيين من اليمن وشرعية إخضاع اليمن من طرف القاسميين‪21...........................................:‬‬
‫‪-2‬نشأة الدولة القاسمية وعالقتها بالدول األخرى‪24............................................................................‬‬
‫أ‌‪-‬نشأة الدولة القاسمية‪24........................................................................................................:‬‬
‫ب‌‪-‬عالقة الدولة القاسمية بالدول األخرى ‪27..................................................................................‬‬
‫‪-3‬أهم المشكالت التي واجهت الدولة القاسمية‪31..............................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬الخالفات بين آل القاسم على منصب اإلمامة‪31..........................................................................:‬‬
‫ب‪ -‬رفض بعض القبائل االنقياد للدولة القاسمية‪32........................................................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬األوضاع االجتماعية وأثرها على الحياة العلمية‪34.......................................................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬األوضاع الفكرية (المذاهب اإلسالمية) وأثرها على الحياة العلمية‪39.....................................................‬‬
‫‪ -1‬الزيدية‪39........................................................................................................................... :‬‬
‫‪ -2‬الشافعية‪45..........................................................................................................................:‬‬
‫‪ -3‬الصوفية‪47..........................................................................................................................:‬‬
‫‪-4‬اإلسماعيلية‪52.......................................................................................................................:‬‬
‫الفصــل الثاني‪ :‬عوامل تطور الحياة العلمية في اليمن في عهد الدولة القاسمية وازدهارها‪............‬‬
‫‪55‬‬
‫أوًال‪ :‬اهتمام أئمة الدولة القاسمية ووزرائها بالعلم والعلماء‪55...................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬المناظرات والمساجالت العلمية‪65................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حركة االجتهاد والتجديد في تنشيط الحياة العلمية وازدهارها‪70...........................................................‬‬
‫‪ -1‬الحسن بن أحمد الجالل الحسني (ت‪1084 :‬هـ‪1673/‬م)‪73.............................................................‬‬
‫‪ -2‬صالح بن مهدي المقبلي()(ت‪1108 :‬هـ‪1696/‬م)‪74.......................................................................‬‬
‫‪ -3‬محمد بن إسماعيل المشهور بإبن األمير الصنعاني (ت‪1182 :‬هـ‪1769/‬م) ‪76.....................................‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر بن أحمد الكوكباني (ت ‪1207‬هـ‪1792/‬م)‪78.................................................................‬‬
‫‪ -5‬محمد بن علي الشوكاني (ت‪1250:‬هـ‪1834/‬م)() ‪79......................................................................‬‬
‫الفصل الثـالـث‪ :‬مظاهر الحياة العلمية في اليمن ‪82...................................................‬‬
‫في عهد الدولة القاسمية وتجلياتها ‪82................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ازدهار حركة التأليف() في مختلف ضروب المعرفة‪82...................................................................... :‬‬
‫أ‪ -‬الناسخون في اليمن في عصر الدولة القاسمية‪84............................................................................‬‬
‫‪ -2‬إسهامات أئمة الدولة في الحركة العلمية‪87.................................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬اإلمام المنصور باهلل القاسم بن محمد (ت‪1029‬هـ‪1620/‬م)‪87.....................................................:‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 29‬من ‪33‬‬


‫ب‪ -‬اإلمام المؤيد باهلل محمد بن القاسم‪(.‬ت‪1054 :‬هـ‪1644/‬م)‪89.....................................................‬‬
‫ج‪ -‬اإلمام المتوكل على اهلل إسماعيل بن القاسم (ت‪1087:‬هـ‪1676/‬م)‪90.......................................... :‬‬
‫د‪-‬اإلمام المؤيد باهلل محمد بن المتوكل إسماعيل (ت‪1097:‬هـ‪1686/‬م)‪91..........................................:‬‬
‫هـ‪ -‬اإلمام المهدي محمد بن أحمد بن القاسم (ت‪1130 :‬هـ‪1717/‬م)‪92............................................. :‬‬
‫‪ -3‬إسهامات وزراء الدولة القاسمية في حركة التأليف‪92.....................................................................‬‬
‫أ‪ -‬الوزير إسحاق بن يوسف بن المتوكل إسماعيل (ت‪1137 :‬هـ‪1724/‬م)‪92.......................................‬‬
‫ب‪ -‬الوزير إسحاق بن محمد العبدي الصعدي (ت‪1115 :‬هـ‪1703/‬م)‪94.............................................‬‬
‫ج‪ -‬الوزير الحسين بن محمد بن سعيد المعروف بالمغربي (ت‪1115:‬هـ‪1703/‬م)‪95..............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوفادات العلمية إلى اليمن‪95.....................................................................................................:‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرحالت العلمية في عهد الدولة القاسمية‪100................................................................................:‬‬
‫‪ :1‬أهمية الرحالت العلمية لطلب العلم‪100.........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬أقسام الرحالت العلمية‪102......................................................................................................:‬‬
‫أ‌‪ -‬الرحالت العلمية داخل البالد اليمنية‪102....................................................................................‬‬
‫ب‌‪ -‬الرحالت العلمية إلى خارج بالد اليمن‪104................................................................................‬‬
‫رابعًا ‪ :‬مشاركة المرأة في مجال التعلم والتعليم‪107................................................................................ .‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أماكن التعليم في اليمن في عهد الدولة القاسمية ‪111.................................‬‬
‫أوًال‪ :‬الكتاتيب (المعالمات)‪111............................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المساجد‪114..........................................................................................................................:‬‬
‫‪ -1‬المسجد (الجامع) الكبير بصنعاء‪117......................................................................................... :‬‬
‫‪ -2‬مسجد (جامع) األشاعر بزبيد‪119..............................................................................................:‬‬
‫‪ -3‬مسجد (جامع) المظفر بتعز ‪121...............................................................................................:‬‬
‫‪ -4‬مسجد (جامع) اإلمام الهادي بصعدة ‪122....................................................................................:‬‬
‫‪ -5‬مسجد (جامع) تريم بحضرموت ‪123........................................................................................:‬‬
‫ثالثا‪ :‬المدارس‪124......................................................................................................................... :‬‬
‫‪1‬ـ نشأة المدارس وانتشارها في اليمن‪124.......................................................................................:‬‬
‫‪2‬ـ التوسع في إنشاء المدارس في عهد الدولة القاسمية ‪126..................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الهجر العلمية ‪129...................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬هجرة كوكبان ‪131..............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬هجرة شهارة‪132...............................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬هجرة ضوران ‪133.............................................................................................................‬‬
‫‪-4‬هجرة الغراس‪134...............................................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬منازل العلماء‪136................................................................................................................ :‬‬
‫سادسًا ‪ :‬األربطة والزوايا الصوفية‪139.................................................................................................‬‬
‫سابعًا‪ :‬المكتبات‪140.........................................................................................................................‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 30‬من ‪33‬‬


‫‪ -1‬المكتبات العامة‪141..............................................................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬مكتبات المساجد‪142........................................................................................................... :‬‬
‫ب‪ -‬مكتبات المدارس‪143.........................................................................................................:‬‬
‫ج ‪ -‬مكتبات هجر العلم‪143...................................................................................................... :‬‬
‫‪- 2‬المكتبات الخاصة‪144.............................................................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬خزائن األئمة والوزراء واألمراء‪144...................................................................................... :‬‬
‫ب ‪ -‬خزائن العلماء‪145...........................................................................................................:‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬النظام التعليمي في عهد الدولة القاسمية ‪147.......................................‬‬
‫أوال‪ :‬نظام التعليم في المرحلة األولى‪147.............................................................................................:‬‬
‫‪ -1‬نظام التعليم وطرق الدراسة في المرحلة األولى (الكتاتيب)‪147........................................................ :‬‬
‫‪ -2‬المواد المقررة في المرحلة األولى‪148.......................................................................................:‬‬
‫‪ -3‬أساليب التعليم في المرحلة األولى‪149....................................................................................... :‬‬
‫‪ -4‬األدوات والوسائل التعليمية للمرحلة األولى‪151........................................................................... :‬‬
‫‪ -5‬أوقات الدراسة والعطل‪152..................................................................................................... :‬‬
‫‪ -6‬مستويات الطالب في هذه المرحلة‪153.......................................................................................:‬‬
‫‪ -7‬أجور التعليم في هذه المرحلة‪153.............................................................................................:‬‬
‫‪ -8‬مدة الدراسة والتخرج في المرحلة األولى‪154..............................................................................:‬‬
‫ثانيَا‪ :‬نظام التعليم للمرحلة العليا‪154...................................................................................................:‬‬
‫‪ -1‬نظام القبول في هذه المرحلة‪155..............................................................................................:‬‬
‫‪ -2‬مدة التعليم في المرحلة العليا‪155............................................................................................. :‬‬
‫‪ -3‬مواعيد الدراسة‪156..............................................................................................................:‬‬
‫‪ -4‬مستويات الطالب في هذه المرحلة‪156.......................................................................................:‬‬
‫‪ -5‬المواد المقررة في المرحلة العليا‪157........................................................................................ :‬‬
‫‪ -6‬نظام التعليم والتدريس في المرحلة العليا‪158................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬نظام الحلقة ‪158..................................................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬نظام المجالس‪158............................................................................................................:‬‬
‫‪ -1‬مجالس التدريس ‪159..........................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬مجالس السماع‪159............................................................................................................‬‬
‫‪ - 3‬مجالس اإلمالء ‪160...........................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬مجالس الذكر‪160............................................................................................................. :‬‬
‫‪ -5‬مجالس الوعظ والدعوة واإلرشاد‪160....................................................................................:‬‬
‫‪6‬ـ مجالس المناقشة والحوار‪161............................................................................................... :‬‬
‫‪ -7‬طرائق التدريس في المرحلة العليا‪161...................................................................................:‬‬
‫أ‪ -‬طريقة السماع‪161............................................................................................................. :‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 31‬من ‪33‬‬


‫ب‪ -‬طريقة القراءة‪162............................................................................................................:‬‬
‫ج‪ -‬طريقة الحفظ‪163..............................................................................................................:‬‬
‫د‪ -‬طريقة اإلمالء‪163............................................................................................................. :‬‬
‫هـ‪ -‬طريقة السؤال والجواب‪164................................................................................................:‬‬
‫‪ -8‬اإلجازات العلمية (شهادة التخرج) ‪164.......................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬اهتمام علماء اليمن بالعلوم الشرعية ومصنفاتهم فيها‪169.........................‬‬
‫أوال‪ :‬علوم القرآن ‪169......................................................................................................................‬‬
‫‪-1‬علم القراءات‪169....................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬علــم التفسـيــر‪172..................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬علوم الحديث‪176......................................................................................................................‬‬
‫‪-1‬علم الحديث‪176.............................................................................................................. ......‬‬
‫‪ -2‬مصطلح الحديث‪181...............................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفقه وأصوله‪184....................................................................................................................‬‬
‫‪-1‬الفقه‪184.............................................................................................................. .............‬‬
‫‪-2‬أصول الفقه‪193.............................................................................................................. ......‬‬
‫رابعا‪ :‬علم الفرائض‪195....................................................................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬التصوف والزهد والرقائق‪197................................................................................................ :‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬جهود العلماء اليمنيين في خدمة علوم اللغة العربية وآدابها‪202.....................‬‬
‫أوال‪ :‬علم اللغة‪202.........................................................................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬علما النحو والصرف‪204...........................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬علم األدب وفنونه‪208...............................................................................................................‬‬
‫‪209‬‬ ‫‪-1‬الشــعـر‪......‬‬
‫‪-2‬النثـــــــر‪222............................................................................................................................‬‬
‫أ‌‪ -‬النثر الفني‪222.................................................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬النثر األدبي التأليفي‪227.....................................................................................................:‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬إسهام العلماء اليمنيين في مجال علم التاريخ والعلوم العقلية والتجريبية‪..............‬‬
‫‪230‬‬
‫أوال‪ :‬علم التاريخ ‪230.......................................................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬كتب السير ‪230.......................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬السيرة النبوية والمغازي‪230................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬سير األئمة الزيدية‪232........................................................................................................‬‬
‫‪ - 3‬سير بعض الرجال واألعالم‪234............................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬كتب الطبقات والتراجم‪236.......................................................................................................‬‬
‫ج‪ -‬التاريخ العام‪241....................................................................................................................‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 32‬من ‪33‬‬


‫ثانيا‪ :‬العلوم العقلية‪245.....................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬الفلسفة والمنطق‪245..............................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬علم الفلك (الهيئة) ‪249............................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬علم الكالم‪252.......................................................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬العلوم التجريبية ‪258.................................................................................................................‬‬
‫‪ -1‬العلوم الطبية‪258...................................................................................................................‬‬
‫‪ -2‬العلوم الرياضية ‪262...............................................................................................................‬‬
‫الـخـاتمـة‪264.........................................................................................................................................‬‬
‫المــالحق ‪268........................................................................................................................................‬‬
‫الفهارس‪295........................................................................................................................................‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪296....................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر المخطوطة‪296.....................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصادر العربية المطبوعة‪298.......................................................................................................... :‬‬
‫ثالثا‪ :‬المراجـــــع العربيــة ‪309......................................................................................................................‬‬
‫رابعَا الرسائل الجامعية‪320.......................................................................................................................:‬‬
‫خامسا‪ :‬الموسوعات ‪321...........................................................................................................................‬‬
‫سادسَا‪ :‬الدوريات (األبحاث والمقاالت)‪322.....................................................................................................‬‬
‫سابعا‪ :‬المراجع األجنبية‪324..................................................................................................................... :‬‬
‫فهرس المحتويات‪325...........................................................................................................................‬‬

‫‪wwww.yemen-nic.info‬‬ ‫الصفحة ‪ 33‬من ‪33‬‬

You might also like