You are on page 1of 20

‫مشكالت النمو احلضري مبدينة باتنة‬

.‫ وناسي وسهام‬/‫د‬
.0‫جامعة باتنة‬
sihemouanassi@yahoo.com
:‫ملخص‬
‫ فقد عرفت مد نة باتنة‬،‫اهدف هذه الدراسة ى حتليل ظاهرة النمو احلضري وأهم املشكالت اليت تفرزها الظاهرة‬
‫ وكمحاولة‬،‫ظاهرة البناء الفوضوي كنمط متخلف وشكل من أشكال النمو احلضري السر ع وغري املنظم وغري املخطط‬
‫ مع تسليط الضوء على عمليات النمو احلضري‬،‫لإلحاطة جبوانب الظاهرة من خالل تعر فها األشكال اليت تأخذها‬
‫ والعوامل املرتبطة واملؤد ة ى تسارع عمليات النمو احلضري سواء‬،‫واجتاهات التوسع باملد نة والنسيج العمراين الفوضوي‬
‫ العوامل االقتصاد ة واملتجسدة يف سياسة‬،‫ العوامل السياسية‬،‫ حيث تتصدرها العوامل الدميغرافية‬،‫كان منتظم أو غري منتظم‬
‫ ىضافة ى العوامل التنظيمية‬،‫ وطبيعة امللكية العقار ة والفوضى اليت شهدها قطاع العقار باملد نة‬، ‫التوطني الصناع‬
‫ بعد ذلك تناولنا أهم حتد ات التوسع‬، ‫ والتطرق ى خطة منو مد نة باتنة واليت تأخذ الشكل احللق واخلط‬،‫واالجتماعية‬
‫ مث التعرف على أهم آثار‬،‫ واازهود املبذولة من طرف الدولة لتنظيم توسعها واحلد من البناء الفوضوي‬،‫العمراين للمد نة‬
.‫النمو احلضري غري املنتظم وعلى كل اازوانب والصعوبات اليت ختلقها الظاهرة‬
Rèsumè:
Cette étude vise à analyser le phénomène de croissance urbaine et les problèmes les
plus importants qui rèsultent de ce phénomène.
La ville de batna a connu le phénomène de construction chaotique come un modèle
différent et une forme de croissance urbaine rapide, désorganisée et incontrôlée.
Come une tentative de capturer les aspects du phénomène à travers sa définition et les
formes qu’il prend tout en mettant en évidence les processus de croissance urbaine et les
processus de croissance urbaine et tendances d’expansion de la ville et tissu urbain
anarchique, ainsi que les facteurs associés conduisant à accélérer les processus de croissance
urbaine dans ses deux formes régulière et irrégulière, ou on peut mettre en tête les facteurs
démographique et les facteurs politique, les factures économiques qui se résument dans
l’incarnation dans la politique de règlement industriel et la nature de la propriété immobilière
dans la ville, En plus des facteurs organisation els et sociaux, et pour répondre au plan de
croissance de la ville de batna qui prend une forme circulaire et linéaire, après cela l’étude a
abordé les défis les plus importants de l’expansion urbaine de la ville et les efforts déployés par
l’état pour réguler son expansion et réduire la construction désordonnée, et puis identifier les
effets les importants de la croissance urbaine dans sa forme irrégulière et touts les aspects et les
difficultés engendrées par ce phénomène.

109
‫مقدمة‪:‬‬
‫مد نة باتنة كغريها من املدن اازئاير ة الكربى واليت شهدت منوا جماليا فاق ىمكانيااها يف شىت اجملاالت "‬
‫مقر الوال ة‪ ،‬بفعل عدة عوامل منها‬ ‫صناعية‪ ،‬عمرانية‪ ،‬دميوغرافية‪ ..‬اخل‪ ،‬بفعل اهلجرة اازاذبة حنو املركئ الرييس‬
‫املرتبة اإلدار ة اليت حتتلها وتركئ خمتلف املرافق اخلدماتية الكربى ذات التأثري اازهوي هبا وقد أثر ذلك على التوسع‬
‫اجملايل للمد نة نتج عنه توسع خاطئ أدى ى خلق أحياء فوضو ة وتالحم عمراين على مستوى احملاور الرييسية اليت‬
‫ختترق جماهلا‪ ،‬وانطالقا من اعتبار التخطيط كأداة للتنمية وتوجيه النمو احلضري حيث أصبح واجه مشكالت‬
‫سياسية واجتماعية وثقافية وحضر ة ومنها البناءات الفوضو ة غري القانونية كإطار اجتماع بيئ وثقايف كشكل‬
‫هدد الوسط احلضري‪ ،‬و عمل على تفعيل املشاكل واألزمات من خالل عوامل فاعلة يف تشكيل هذه الظاهرة واليت‬
‫هلا جذور تارخيية‪ ،‬وهذه املناطق الفوضو ة املتخلفة كنمط غري خمطط تشكل خطورة على كل األصعدة‪ ،‬وتشكل‬
‫العايق األكرب الذي كاد نسف كل اازهود للقضاء على مشكل السكن وخاصة يف مد نة باتنة حيث سجل غئو‬
‫التعمري الفوضوي بشكل كبري ويف خمتلف اجتاهااها والذي شكل حوايل ‪ %61‬من حظرياها العقار ة(قواس‬
‫مصطفى‪ )2 :2111-2114،‬األمر الذي أدى ى اهتمامنا باملوضوع للكشف عن أسباب الظاهرة وىفرازااها واازهود‬
‫املبذولة يف امليدان للتخفيف من حدة املشكلة‪.‬‬
‫مشكالت النمو احلضري‪:‬‬ ‫‪-0‬‬
‫جيدر بنا التطرق ملفهوم املشكلة أوال مث التطرق ى املشكلة االجتماعية ثانيا باعتبار مشكالت النمو‬
‫احلضري تدخل يف املشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪Problem‬‬ ‫أ –املشكلة‬
‫عرف املعجم الفلسف املشكلة بأهنا املعضلة النظر ة أو العملية اليت وصل فيها حلل قيين وه مرادفة‬
‫للمسألة بطلب حلها بإحدى الطرق العقلية أو العملية كأن نقول املشكالت االقتصاد ة واملسايل‬
‫الر اضية(صليبيا مجيل‪ )234 :0923 ،‬وانطالقا من الدراسة اليت حنن بصدد الغوص فيها ه اجتماعية بالدرجة‬
‫األو فإنه نبغ أن نتعامل مع مفهوم املشكلة االجتماعية بصفة مباشرة ومنه ميكن أن نعرف املشكلة‬
‫االجتماعية على أهنا املعضلة االجتماعية أو املسألة االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مفهوم املشكلة االجتماعية‪:‬‬
‫و شري معن خليل عمر من خالل ما جاء به بعض علماء االجتماع "روبرت نسبت وروبرت مريتون أن‬
‫املشكالت االجتماعية تتولد من جراء التنظيم االجتماع ليس بقصد منها أو هبدف حتدده‪ ،‬بل كإفراز غري‬
‫خمطط وغري هادف‪ ،‬كما أن مشكالت نسق معني تؤدي ى مشكالت لنسق آخر( العموش أمحد‪ ،‬العليمات‬

‫‪110‬‬
‫محود‪ ،)24 :2119،‬أما أمحد حي عبد احلميد فينظر ى املشكالت االجتماعية على أهنا متأثرة باألوضاع‬
‫اجملتمعية يف البيئة احلضر ة كاازرمية والفقر وتشرد األحداث والبغاء والبطالة والتلوث واملناطق املتخلفة ‪...‬اخل‬
‫(عبد احلميد أمحد حي ‪ )003: 0992،‬وغريها من الظواهر غري املرغوب فيها‪ ،‬وه توصف عادة بالصفة‬
‫اجملتمعية ألهنا بعيدة من ناحية الوقا ة والعالج عن متناول األفراد أو حىت اازماعات والبد حللها من تدخل‬
‫اجملتمع ممثال يف هيئاته العامة والسلطات املسؤولة(بوذون عبد العئ ئ ‪ )24 :2110،‬وبالتايل فإن املشكلة‬
‫االجتماعية ه النتايج غري املرغوب فيها املباشرة وغري املباشرة اليت تترتب على تنظيم منط خاص لسلوك‬
‫اجملتمع(التري مصطفى عمر ‪)014 :2111،‬‬
‫واملشكالت االجتماعية مهما كانت طبيعتها والقابلة بكل حال من األحوال للمعاازة والقضاء عليها‪،‬‬
‫واليت ترتبط يف نفس الوقت مبجال اخلدمات واملرافق وتركئ خمتلف اخلدمات واألنشطة باملراكئ احلضر ة‬
‫وعموما فإن خمتلف املشكالت االجتماعية ه نابعة من النمو احلضري السر ع يف حد ذاته‪ ،‬حيث تركئ‬
‫األعداد البشر ة اهلايلة مبناطق حمدودة تبعا ملظاهر االستقطاب واازذب الذ ن تتميئ هبما املد نة وما نتج عن‬
‫ذلك احلراك الدايم من الر ف حنو املد نة املتمثل باألخص وبصورة أكثر وضوح يف تنام وتكاثر املناطق‬
‫املتخلفة" الفوضو ة"‪.‬‬
‫سنتناول مشكلة البناءات الفوضو ة كمناطق حضر ة متخلفة كمشكلة اجتماعية" تتعدى كوهنا مشكلة‬
‫اجتماعية ى مشكلة اقتصاد ة بيئية حضر ة ثقافية‪...‬اخل" مالزمة ونتيجة حتمية يف نفس الوقت للنمو احلضري‬
‫السر ع وغري املخطط‪.‬‬
‫ج ‪-‬النمو احلضري‪:‬‬
‫ذهب مصطفى عمر التري يف كتابه اجتاهات التحضر يف اجملتمع العريب ى أن النمو احلضري مبعىن تئا د‬
‫أعداد ساكين املدن (التري مصطفى عمر ‪)014 :2111،‬ىحدى أهم الظواهر اليت عرفها اجملتمع العريب خالل‬
‫النصف الثاين من القرن ‪21‬م ‪ ،‬والنمو احلضري مبعىن استمرار االرتفاع يف املعدالت السنو ة حلجم سكان‬
‫احلضر من الظواهر اليت الزمت اجملتمع العريب خالل العقود الثالثة األخرية‪ ،‬وه ظاهرة عرفتها مجيع األقطار‬
‫العربية(عئام ىدر س وأبو حوسة موسى والربا عة أمحد‪)301 :2101،‬‬
‫والنمو احلضري ‪ Urban growth‬عين ز ادة سكان املدن بواسطة تنام حجم املدن واتساعها أو‬
‫ز ادة عددها أو بواسطة هاتني احلالتني‪ ،‬كما شري هؤالء ى أن التوسع احلضري‪ Urban Expansion‬هو‬
‫النمو احلضري املتسارع وانتشار النمط احلضري يف احلياة (عئام ىدر س وأبو حوسة موسى والربا عة‬
‫أمحد‪)301 :2101،‬‬

‫‪111‬‬
‫شري النمو احلضري أو التمدن كما أطلق عليه بعض الباحثني بأنه من أكرب املشاكل يف وقتنا احلاضر‬
‫كالبريوقراطية والتخلف‪ ،‬حيث أن الدول السايرة يف طر ق النمو سجلت يف السنوات األخرية درجة مفاجئة‬
‫من التحضر تتمثل يف الئ ادة الدميغرافية "الئ ادة الطبيعية"‪ ،‬باإلضافة ى املوجات البشر ة اليت نئحت من‬
‫األر اف بفعل الفقر وعدم توفر فرص العمل (أبو العياش عبد االله ‪ )026 :0921،‬وهذه التعار ف ركئت‬
‫على العامل الدميغرايف كمقياس لعملية التحضر والنمو احلضري‪ ،‬وقد عرف التحضر يف حدود هذا االجتاه ى‬
‫ز ادة تركيئ السكان املقيمني يف مناطق حضر ة صبح مؤشرا ىحصاييا دقيقا لقياس عملية التحضر والنمو‬
‫احلضري‪.‬‬
‫و شري عبد احلميد بوقصاص ى أن النمو احلضري عين تلك العمليات اليت تصيب تطو ر املناطق الر فية‬
‫واجملتمعات القرو ة ى مناطق وجمتمعات حضر ة‪ ،‬وكيف منت وتطورت ى أن أخذت وضعا اجتماعيا‬
‫واقتصاد ا وثقافيا خمتلفا ى حد كبري عن األول‪ ،‬أي البناء الكلى للمنطقة من حيث كمية ونوع العمل‬
‫والسكان أو احلركة السكانية وتقسيم العمل واملنشآت العمرانية ى غري ذلك من العمليات اليت تعمل على‬
‫تغيري املظهر الفيئ ق واملرفولوج للمنطقة الر فية وانعكاسات ذلك على اإلنسان وحميطه االقتصادي‬
‫والسياس والفكري (بوقصاص عبد احلميد‪،‬دون سنة النشر‪ )031:‬وهنا جند التعر ف ركئ على كل األبعاد‬
‫املكانية والسكانية ونوعية العمل ىضافة ى األوضاع االجتماعية واالقتصاد ة والثقافية واليت تتغري من وضع ى‬
‫آخر يف ظل االنتقال ى احلياة احلضر ة‪.‬‬
‫ومن خالل هذا العرض ملفاهيم املشكلة والنمو احلضري ميكن حتد د التعر ف اإلجراي هلذا املفهوم‬
‫"مشكالت النمو احلضري" يف دراستنا بـ‪:‬‬
‫النمو احلضري هو ز ادة عدد سكان املدن ذات األحجام املختلفة وذلك عن طر ق هجرة الر فيني ى‬
‫املدن‪ ،‬أو الئ ادة الطبيعية‪ ،‬أو بسبب الت وطني الصناع و صاحب هذه الئ ادة منو وتوسع املد نة سواء بطر قة‬
‫منتظمة أو غري منتظمة واليت تفرز بدورها جمموعة من املشاكل يف اجملال احلضري تتصدرها مشكلة املناطق‬
‫املتخلفة واليت تتجسد يف صورة البناءات الفوضو ة ‪.‬‬
‫د‪ -‬مفهوم البناء الفوضوي أو الالشرعي‪:‬‬
‫عرفه ‪ Paul claval‬بأنه البناء الذي تم يف مناطق حيث تكون أسعار األراض منخفضة أ ن تتواجد‬
‫ثغرات يف السوق العقار ة‪ ،‬باإلضافة ى املناطق اليت متثل عوايق للتعمري كاملنحدرات الشد دة أو ضفاف‬
‫اجملاري املايية‪ ،‬املستنقعات كظاهرة ‪ La favalla‬يف كاركاس ور ودي جانريو‪ ،‬كما جنده على أراض تعود‬

‫‪112‬‬
‫ملكيتها للسلطات احمللية أو للدولة كاألراض العسكر ة احملمية كما حدث يف فرنسا أو املقابر كما هو احلال‬
‫يف مصر)‪(Paul calval ,1971 :286‬‬
‫اإلطار القانوين اخلاص بالبناء والتعمري وميس جانبني مها‪(:‬بوراس‬ ‫والبناء أو التعمري الالشرع‬
‫شهرزاد‪)033 : 2110،‬‬
‫‪ -‬املخالفة القانونية العقارية‪ :‬واليت تتمثل يف الغموض الذي كتنف ملكية األرض واليت تم عليها هذا‬
‫الشكل من البناء‪.‬‬
‫‪ -‬املخالفة التقنية‪ :‬انعدام رخصة البناء وعدم احترام معا ري البناء‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم املدينة‪ :‬مكان ذو طابع قانوين تتكون من العد د من العناصر األساسية واملتمثلة يف املواطنني‬
‫واألبنية ووسايل االنتقال‪..‬اخل وكل عناصر املد نة تؤدي وظايف متكاملة( عمر اازوالين فاد ة‪،)31: 0992،‬‬
‫كذلك ه النطاق احلضري لحبنساق االجتماعية املتفاعلة مع البناء املادي الفيئ ق للمكان(النكالوي‬
‫أمحد‪ ،)311-314 : 0921،‬والتعر ف اإلجراي للمد نة هو ذلك اإلطار الفئ ق والبيئ واالجتماع والثقايف‬
‫و تأثر هذا اإلطار من خالل منو وتسارع وترية النمو احلضري وخاصة يف شكلها غري املنتظم‪.‬‬
‫مدينة باتنة ه ىحدى مدن الشرق اازئايري ‪ ،‬وحسب التقسيم اإلداري حتتل هذه املد نة موقعا هاما‬
‫أهلها بأن تلعب دورا حيو ا ومهما يف اازهة الشرقية للبالد بصفتها قطب عمراين له نفوذه اإلداري واخلدمايت‬
‫والتجاري ومركئ حضري رييس ضمن الشبكة احلضر ة للمدن اازئاير ة‪ ،‬تتموضع ضمن حوض شبه مغلق‬
‫حماط بكتل جبلية‪ ،‬ىضافة ى املنطقة العسكر ة واألراض الفالحية من اازهة الشرقية‪ ،‬األمر الذي حيد من‬
‫ىم كانيات التوسع العمراين يف وقت نفذت فيه مجيع املساحات القابلة للتعمري نتيجة لتسارع عمليات النمو‬
‫احلضري‪ ،‬وعليه فاملد نة مطالبة بالتحكم العقالين من أجل تلبية حاجيااها يف التوسع املستقبل (وثايق املصلحة‬
‫التقنية باتنة)‪.‬‬
‫‪ -3‬النمو احلضري غري املخطط واملوجه‪:‬‬
‫أخذ النمو احلضري غري املخطط واملوجه عدة أمناط من التخطيط ه ‪ (:‬بوذراع أمحد‪ ،‬دون سنة نشر‪:‬‬
‫‪)061-064‬‬
‫النمو الشريطي ‪ :‬نتشر هذا النوع من النمو على أطراف املدن من خالل حتو ل األراض‬ ‫‪‬‬
‫الئراعية ى مناطق سكنية جد دة دون ىذن قانوين وهذا يف ىطار غياب السيطرة على النمط العمراين يف‬
‫ضواح املدن ‪،‬و نتشر كذلك على أطراف الطرق الرييسية وخطوط السكك احلد د ة املؤد ة ى املدن ؤدي‬
‫هذا النمط من النمو ى ىفراز مشاكل اجتماعية واقتصاد ة وتتطلب حلول حامسة إل قافه‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫النمو احلضري اخلطي‪ :‬عتمد هذا النمو يف انتشاره على حركة اتساع وامتداد كل من املدن‬ ‫‪‬‬
‫الرييسية الكربى واملراكئ احلضر ة األخرى وهذا من خالل امتداد الطرق اليت تربط بينها مكونة بذلك مراكئ‬
‫حضر ة صغرية تظهر على شكل عنقود وباالمتداد على اخلطوط الطولية القر بة من شبكة املواصالت واملتقاطعة‬
‫مع املراكئ الر فية ‪.‬‬
‫االندماج احلضري‪ :‬لالندماج احلضري عالقة وثيقة بالنمو اخلط خاصة ىذا ما ترك وشأنه‬ ‫‪‬‬
‫دون تدخل حيث ؤدي انتشار االندماج احلضري بصفة تدرجيية حىت تم اندماج املدن املتجاورة لتصبح‬
‫منطقة واحدة ‪.‬‬
‫ىن الوضع احلايل سببته ظاهرة التضخم احلضري املعيق لإلمكانيات املاد ة املتوفرة ومن األسباب الرييسية‬
‫للنمو احلضري غري املخطط وكان من نتايجه ظهور املناطق السكنية احلضر ة املتخلفة بأشكاهلا املختلفة‬
‫وتسميااها املتعددة ومد نة باتنة ال تعرف مشكلة األحياء القصد ر ة اليت تعرفها خاصة املدن الكربى والساحلية‬
‫فهذه األخرية تعاين من انتشار البناءات الفوضو ة واليت حسب تصنيف املختصني متثل مناطق متخلفة ألهنا مل‬
‫ختضع يف بنايها وتشييدها ألي ختطيط مسبق وخارج ىطار القوانني العمرانية والتعمري واليت تنتشر بشكل‬
‫واسع يف مدن العامل الثالث‪.‬‬
‫وتعترب مشكلة االنتشار العمراين وتوسعه وبروز ظاهرة املناطق املتخلفة واليت بدورها أصبحت ظاهرة‬
‫عاملية تعاين منها خمتلف الدول وخمتلف املدن وخاصة املدن يف البالد النامية‪ ،‬وتشري اإلحصاييات ى أن ثلث‬
‫سكان مدن العامل النام عيشون يف مناطق متخلفة و عانون ظروف املسكن السيئ وغري املاليم‪ ،‬وه املساكن‬
‫اليت أقيمت داخل املناطق احلضر ة املتخلفة أو اليت أقيمت بوضع اليد يف مناطق األطراف احلضر ة (عباس‬
‫ىبراهيم حممد ‪)241: 2111،‬‬
‫حيتل البناء الفوضوي يف مد نة باتنة وخاصة البناءات اليت متت تسو ة وضعيتها نسبة كبرية من احلظرية‬
‫السكنية وهذا راجع ى الطبيعة اخلاصة هبا باعتبارها منطقة مستو ة‪ ،‬بعكس أغلب املدن اازئاير ة اليت نتشر هبا‬
‫البناء الفوضوي‪ ،‬وتأخذ األحياء الفوضو ة يف منوها املواضع التالية‪:‬النواة األصلية‪ ،‬موضع تعمري غري شرع ‪،‬‬
‫حواجئ طبيعية‪ ،‬حواجئ اصطناعية‪ ،‬طرق السكك احلد د ة‪ ،‬ضفاف األود ة‪ ،‬مناطق االنئالق املنحدرات‪..‬اخل‬
‫أما يف مد نة باتنة فاألحياء الفوضو ة احتلت أراض صاحلة للتعمري واليت كانت تستغل للفالحة والئراعة‬
‫مما سجل اضمحالل لحبراض الئراعية‪ ،‬فتواجده يف ضواح املد نة شكل امتداد مباشر للنواة األصلية أو على‬
‫طول حماور الطرق مثلها مثل مد نة سطيف قاملة ميلة‪...‬اخل وحىت طر قة البناء بالرغم من أهنا متت دون ختطيط‬
‫عمراين مسبق من قبل خمططات املد نة ىال أن البناء تم جبانب بعضه البعض وليست بنا ات متفرقة مما سمح‬

‫‪114‬‬
‫للمصاحل املختصة بشق الطرق حىت وىن كانت ضيقة وذلك طرح مشكالت عد دة وعلى كل املستو ات‬
‫واألبعاد سواء للسكان أو املسؤولني واجملال‪...‬اخل ‪.‬‬
‫النمو احلضري وتشكيل النسيج الفوضوي املتخلف يف مدينة باتنة‪:‬‬ ‫‪-0‬‬
‫تعد مد نة باتنة من املدن اليت ارتفعت فيها معدالت النمو احلضري وبوترية سر عة‪ ،‬خاصة مع املوقع‬
‫االستراتيج الذي حتتله ىضافة ى استفاداها من سياسة التصنيع ككل املدن الداخلية ولوزن سكاهنا املعترب‬
‫والتجهيئات اليت تتمتع هبا مم ا زاد من هيمنتها يف احلجم والوظيفة‪ ،‬هذه األخرية شهدت حركة توسع جمايل‬
‫لفك الضغط عن املركئ الرييس فاستفادت من عدة مشار ع كاملناطق احلضر ة اازد دة ومشروع املد نة‬
‫اازد دة‪ ،‬ىضافة ى شكل جد د من أشكال التوسع مع النمو التحويل أي من املركئ األصل باجتاه املدن التوابع‬
‫وه البلد ات احلدود ة‪ ،‬هذا التطور العمراين السر ع أدى ى استهالك كبري للمجال‪.‬‬
‫وبالتايل توسعت املد نة عمرانيا ويف كل االجتاهات مستهلكة العقار احلضري لتتعداه ى األراض‬
‫الئراعية‪ ،‬فكان عامال هاما ونتيجة حتمية لظهور شكل حضري ميئ اجملال احلضري العام للمد نة‪ ،‬واملتمثل يف‬
‫النمط الفوضوي وغري املنظم نتيجة تركئ االستثمارات داخل املد نة أدى ى جذب غالبية سكان الوال ة‬
‫واالستقرار فيها ومت ذلك بعفو ة وشكلت السمسرة يف العقار عامال هاما يف ذلك حيث نشأت العد د من‬
‫األحياء بوعقال كشيدة بارك فوراج كانت نتاجا للنئوح الر ف السر ع بالدرجة األو ‪ ،‬وخالل الفترة‬
‫‪ 0991-0921‬استمر منو وتوسع النسيج العمراين واحلضري للمد نة يف مجيع اجتاهااها وذلك عن طر ق املخطط‬
‫العمراين األول وكذلك بواسطة البناء الال شرع والذي احتل مساحات هامة من املد نة‪ ،‬و شكل أحياء‬
‫فوضو ة كربى عرفت هبا املد نة مثل"بوعقال‪ ،‬بارك فوراج‪ ،‬بوزوران‪ ،‬وكشيدة" لتصل مساحتها ى ‪3323‬ه (‬
‫صحراوي ع‪ ،‬دراج ع‪ ،‬ضيف ع‪)031: 0996،‬‬
‫‪ -‬حي باركا فـوراج‪ :‬حيتل القطاع اخلامس عترب هذا احل أحدث املناطق الفوضو ة باملد نة لذلك فهو‬
‫أكثرهم تنظيما‪ ،‬قع يف اازهة الشرقية للمد نة‪ ،‬بدأت تتشكل النواة األو له يف السبعينات حمصور بني طر قتني‬
‫طر ق املسجد من اازهة الغربية له‪ ،‬وطر ق بوخلوف حممد‪ ،‬ممرات حممد بوضياف من اازهة الغربية و أخذ‬
‫الشكل املثلث " متت به العد د من عمليات اإلزالة وهدم املباين الفوضو ة‪.‬‬
‫وهو عبارة عن أحد األحياء الفوضو ة الكربى للمد نة حيث حيتل مساحة قدرها ‪ 002.40‬هكتار تميئ‬
‫منط البناء به بالفوضوي الصلب‪ ،‬صل متوسط ارتفاع املساكن يف الغالب ى "‪ "R+1‬وهذا ما عكس احلالة‬
‫االجتماعية واالقتصاد ة للفئة اليت تسكنه باعتبارهم سكان قادمني من األر اف بالدرجة األو ‪ ،‬ىضافة ى‬
‫سكان املد نة الذ ن ىستف ادوا من قطع أرضية بأسعار منخفضة‪ ،‬ميتاز هذا األخري بشوارع ضيقة يف معظمها غري‬

‫‪115‬‬
‫اإلخوة ملباركية وزموري اليت متثل التوسعات احلد ثة للح ‪ ،‬كما عاين‬ ‫معبدة خاصة اازئء املسمى منه ثا‬
‫من نقص كبري يف ميدان التجهيئات‪ ،‬أما فيما خيص الشبكات فه متوفرة كلها‪.‬‬
‫‪ -‬حـي بـوزوران‪ :‬شغل القطاع السادس شكل النواة األو للح بعد االستقالل بشمال املد نة‪،‬‬
‫تبلغ مساحة اازئء الفوضوي ‪ 02.01‬هكتار (بوراس شهر زاد ‪ )039: 2112،‬مل تطور هذا احل كثريا نظرا‬
‫لصعوبة الوضع من جهة حيث قع على منطقة تضارسية نوعا ما حماط باازبال من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫حماصرة احل بربامج طوعية لتحصيصات بوزوران واجملموعات السكنية‪.‬‬
‫تميئ منط البناء مبباين فرد ة استعملت فيها املواد الصلبة ذات النوعية رد ئة خاصة بالنسبة للجئء الذي‬
‫أز ل لتحل حمله بنا ات لد وان الترقية والتسيري العقاري‪ ،‬فقد كان هذا احل شكل أسوء املناطق الفوضو ة يف‬
‫مد نة باتنة واملتميئ بتدهور مبانيه وختلف سكانه‪ ،‬حيث شكل ما عرف باألكواخ القصد ر ة وعشش الصفيح‬
‫اخلالية متاما من مجيع اخلدمات واملرافق رغم ىحاطته مبناطق سكنية متطورة وقربه من مركئ املد نة حيث بلغ‬
‫سكانه ‪ 2213‬نسمة موزعني على ‪ 292‬كوخ قصد ري يف عام ‪( 0921‬بوراس شهرزاد‪)041 : 2112،‬‬
‫واملالحظ حاليا أن مبانيه بدأت تطرأ عليها تغريات يف الفترة األخرية نظرا النطالق عملية تسو ة احل ‪ ،‬دون‬
‫ىغفال أو جتاهل لدور العوامل التارخيية ودور السياسة االستعمار ة يف نشأة وتشكيل أنو ة السكن الفوضوي‬
‫بالقرب من املد نة‪ ،‬من خالل جتميع جئء كبري من السكان خالل احلرب التحر ر ة والفار ن من االضطهاد‬
‫العسكري يف اازبال احمليطة باملد نة من املناطق الر فية لتتوسع املد نة وتشكل أحياء جد دة منها كشيدة يف‬
‫الغرب وح شيخ الغريب‪ ،‬كما ظهرت أول نواة حل فوضوي بارك فوراج يف شرق املد نة ويف مشاهلا ح‬
‫بوزوران(املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري‪.)29: 2116،‬‬
‫وى جانب الربنامج السكين املؤطر واملهيكل وجد تعمري فوضوي يف مجيع أحياء الضواح مما أدى ى‬
‫تكاثر البناءات الفوضو ة الفرد ة ذات النوعية الرد ئة على حساب األراض الفالحية املربجمة للتوسع املستقبل‬
‫للمد نة‪ ،‬كذلك فإن األحياء الفوضو ة ختلو من التجهيئات والشبكات ألهنا غري شرعية وغري مربجمة ‪ ،‬هذا‬
‫التعمري الفوضوي الذي تطور كثريا يف اازنوب أدى ى انفجار ومنو أفق للمد نة يف مجيع اازوانب مميئا بروز‬
‫جمموعة من الفوارق باملقارنة مع مركئ املد نة(املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري‪)92-90: 2116،‬‬
‫وقد وصلت مساحة املد نة ى ‪ ،3323‬مبعدل استهالك اجملال قدره ‪ %26.14‬وه نسبة مرتفعة جدا‬
‫تترجم االستهالك الكبري للمجال خالل الفرة اليت استو فيها التعمري الفوضوي على مساحات كبرية يف كل‬
‫من تامشيط وبوعقال مما ساهم يف فشل املخطط العمراين ‪ 0922-0924‬يف حتقيق األهداف املسطرة‪ ،‬ىضافة‬

‫‪116‬‬
‫ى ظهور حيني فوضو ني مها طر ق تازولت وأوالد بشينة مما خلق عدة مشاكل ه (صحراوي ع ‪ ،‬الضيف ع‬
‫‪ ،‬دراج ع ‪:)040: 0996،‬‬
‫‪ -‬مشكل اندماج هذه األنسجة وربطها مع املركئ‪.‬‬
‫‪ -‬منو أحياء الضواح بدون جتهيئات وبدون هياكل قاعد ة‪.‬‬
‫‪ -‬خلق رتابة وتشوه يف املنظر العمراين‪.‬‬
‫‪ -‬انفجار التجمع جعل من الصعب السري الوظيف حول املركئ املشبع مسبقا‪.‬‬
‫‪-0-0‬األحياء الفوضوية املتخلفة الواقعة على أطراف مدينة باتنة ‪:‬‬
‫تمثل النسيج العمراين يف مجيع املساحات املشغولة سواء بواسطة مباين سكنية أو منشآت أخرى وهو‬
‫ستحوذ على مساحة ‪ 99‬هكتار أي بنسبة ‪ %31.36‬من جمموع اجملال املتخلف والذي قع على أطراف‬
‫املد نة" أقصى اازهة الغربية" وقسم ى ثالثة أحياءه ‪ (:‬مكتب الدراسات االقتصاد ة والتقنية ‪ )02:‬ح أوالد‬
‫بشينة بـ‪ 23.3‬ه‪ ،‬ح بوخر س بـ ‪ 23.2‬ه‪ ،‬ح طر ق محلة بـ ‪ 12.1‬ه وتتشابه يف كوهنا فوضو ة ومل‬
‫ختضع لقواعد التعمري والبناء ومل تستفد من مواصفات اجملال احلضري وعليه سجلت النقايص التالية‪ :‬عدم‬
‫احترام خط التصفيف‪ ،‬عدم ترك ممرات وطرق كافية‪ ،‬عدم ترك مساحات حرة أو خضراء أو مساحات للعب‪،‬‬
‫عدم ترك مساحات خاصة باملرافق والتجهيئات‪ ،‬ارتفاع الكثافة السكانية ى ‪ 11‬مسكن ‪/‬ه‪ ،‬ارتفاع معدل‬
‫االستيالء اخلام ى ‪ ،1.21‬غياب هيكلة منسجمة تسمح مبد الشبكات(مكتب الدراسات االقتصاد ة والتقنية‬
‫‪ ،)02:‬ىضافة ى أهنا متثل حركة البناء الفوضوي الذي تشهده املد نة يف اآلونة األخرية تقتصر على وظيفة‬
‫اإلسكان وتتمحور املساحا ت املعمرة حول الطر قني الرييسيني الطر ق الوطين رقم ‪ ،22‬والطر ق الوالي رقم‬
‫‪ 11‬وتتطلب هذه املساحات عملية هيكلة وتأهيل وىدماج( مكتب الدراسات االقتصاد ة والتقنية ‪ ،)04 :‬ىن‬
‫مد نة باتنة لد ها ‪ 1‬هكتارات شهدت توسعا فوضو ا على أطراف املد نة وقد قامت السلطات خبمسة‬
‫عمليات هدم لتوقيف نئ ف العقار( بوز دي حسان‪)2103،‬‬
‫وخالل الفترة ‪ 2111-0996‬توسعت مد نة باتنة ى حد التشبع الكل وتعمري اازيوب الفارغة‪ ،‬حيث‬
‫وصلت مساحة املد نة سنة ‪ 2111‬ى ‪ 3394‬ه مبعدل استهالك اجملال قدر بـ‪ %2.2‬حيث وجد النسيج‬
‫العمراين حماصرا يف مجيع االجتاهات‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪-8-0‬اجتاهات التوسع العمراين مبدينة باتنة‪:‬‬
‫عرف توسع مد نة باتنة ومنوها العمراين اجتاهات متعددة أمهها(قواس مصطفى‪:)2: 2111-2114،‬‬
‫‪ ‬اجتاه اازنوب الشرق عرب طر ق تازولت ‪01‬كلم وهو اجتاه حنو التالحم العمراين بني املركئ ن‬
‫مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬اجتاه مشال غرب عرب طر ق محلة ‪2‬كلم‪.‬‬
‫‪ ‬اجتاه الشمال عرب الطر ق الوالي باتنة – واد املاء و شمل مناطق أوالد بشينة وكشيدة وهو تعمري‬
‫متواصل‪.‬‬
‫‪ ‬اجتاه مشال شرق عرب طر ق فسد س ‪01‬كلم هذا التوسع الذي مت عرب االجتاهات األربعة كن عبارة‬
‫عن توسع جمايل خطي ‪ Extension linéaire‬على احملاور الرئيسية املهيكلة للمدينة‪.‬‬
‫‪ -0‬العوامل املؤثرة يف النمو احلضري ونشوء املناطق املتخلفة الفوضوية مبدينة باتنة‪:‬‬
‫تتحكم يف عملية النمو احلضري مبد نة باتنة جمموعة من العوامل واليت تعمل على ز ادة معدالته وتدخل‬
‫يف ىفراز مشكالت تتعرض هلا عملية التحضر هبا واملتمثلة يف ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الزيادة الطبيعية ‪:‬‬
‫حيث وصل عدد السكان سنة ‪0966‬حوايل ‪ 11210‬نسمة‪ ،‬وارتفع سنة ‪0922‬ى ‪ 020610‬نسمة مبعدل‬
‫‪242941‬‬ ‫منو سنوي قدر بـ ‪( %1.26‬الد وان الوطين لإلحصاء)وخالل ‪ 0992‬وصل عدد سكان املد نة ى‬
‫نسمة أي مبعدل قدره‪ ،%2.62‬وسكان الوال ة ‪ 962623‬نسمة وخالل سنة ‪ 2111‬حوايل ‪ 221420‬نسمة‪،‬‬
‫ويف سنة ‪ 2101‬حوايل ‪ 313622‬نسمة وارتفع العدد ليصل ى ‪ 321291‬نسمة يف ‪(2101‬الد وان الوطين‬
‫لإلحصاء) ومن خالل قراءة هذه األرقام سجلنا ارتفاع مستمر لسكان املد نة والوال ة ككل حيث تحكم‬
‫النمو السكاين وعامل الئ ادة الطبيعية للسكان وعامل اهلجرة الذي تم على أساس العروشية والقبلية كعوامل‬
‫دميغرافية‪.‬‬
‫ب ‪-‬اهلجرة الريفية‪:‬‬
‫تعد اهلجرة من الر ف ى املد نة من العوامل املؤثرة واليت تئ د يف معدالت النمو احلضري وسريه بوترية‬
‫سر عة‪ ،‬فاهلجرة من أهم الروافد املغذ ة للئ ادة السكانية حيث سجل جمال املد نة العام ‪ %29.42‬وه نسبة‬
‫التعمري‪2119،‬‬ ‫عالية راجعة ى االستقطاب الكبري الذي متارسه مد نة باتنة(مكتب الدراسات واإلجنازات يف‬
‫‪).06:‬‬

‫‪118‬‬
‫وانطالقا من اعتبار مركئ املد نة بإمكانياته وامتيازاته مركئا جذابا الستقطاب السكان الر فيني ملا تتوفر‬
‫عليه املد نة من مرافق وخدمات وجتهيئات خاصة بتركئ التنمية االقتصاد ة فيها‪ ،‬وىمهال التجمعات السكانية‬
‫الصغرية األمر الذي أدى ى تقلص النطاق الر ف واتساع القطاع احلضري‪.‬‬
‫وهناك العد د من املربرات اليت جعلت اهلجرة الر فية ى املد نة حقيقة واقعة من الناحية التارخيية على‬
‫األقل وذلك أن سياسة االستعمار الفرنس واليت حطمت بدورها توازن األر اف واملدن على السواء مما دفع‬
‫أغلبهم ى اهلروب من مناطقهم و الحظ أن ظاهرة اهلجرة الزالت متئا دة على األقل من املناطق اجملاورة‬
‫وبينت اإلحصاييات أن حوايل ‪01‬آالف و‪ 030‬مهاجر قدموا ى املد نة خالل ثالث سنوات ‪(0969-0966‬بن‬
‫السعدي ىمساعيل‪)014: 0990-0991،‬‬
‫ج ‪ -‬العوامل السياسية‪:‬‬
‫لعبت الظروف السياسية اخلاصة بالعشر ة السوداء والال أمن والال استقرار الذي ميئ الوطن وأثر على‬
‫كل املدن ومنها مد نة باتنة والذي تسبب يف فرار اآلالف من الر فيني من قراهم وأر افهم ى املدن ثاثا عن‬
‫األمن‪.‬‬
‫د‪ -‬العوامل االقتصادية‪ :‬كان للعوامل االقتصاد ة دورها الفاعل يف اجتاهات النمو احلضري وىفراز ملشكالته‪:‬‬
‫‪ -‬انعكاس التوطني الصناعي على مدينة باتنة‪:‬‬
‫وكان لسياسة التوطني الصناع دورها الفاعل يف تنمية وتطور اجملال العمراين واحلضري وتوسعه‪ ،‬فبعد‬
‫توطني الصناعة بامل د نة أصبحت تتمتع ثايو ة ونشاط هام يف مجيع املياد ن مع خلق مناصب شغل مرافق‬
‫خدمات منشآت قاعد ة‪ ..‬اخل‪ ،‬ويف نفس الوقت آثار سلبية على املد نة ومنها نقص املياه الصاحلة للشرب‪،‬‬
‫املنافسة على األراض املخصصة للبناء واألراض الفالحية‪ ،‬ظهور أشكال عمرانية خمتلفة خاصة منها املتخلفة‬
‫والذي تجسد يف البناء الفوضوي والذي شكلت أحياؤه حئام بؤس حميط باملد نة ليشوه مظهرها املرفولوج‬
‫والتراجع يف العقار الفالح (وثايق املصلحة التقنية باتنة)‪.‬‬
‫‪-‬طبيعة امللكية العقارية يف مدينة باتنة‪:‬‬
‫كان للبعد االجتماع يف اإلشكالية العقار ة دورا كبريا يف رسم النسيج العمراين للمد نة من جهة‪،‬‬
‫واملتسبب الرييس يف الفوضى العقار ة يف املد نة‪ ،‬حيث عاين قطاع العقار يف مد نة باتنة فوضى وصراعات‬
‫بني الوظايف واجملموعات االجتماعية بشكل خف ‪ ،‬وذلك بسبب املنافسة الشد دة على العقار وعلى مستو ني‬
‫القطاع العام واخلاص‪ ،‬تنافس وظيف مع سيطرة وظيفة السكن واستحواذ مفرط للخواص والوظيفة السكنية‬
‫ومضاربة عقار ة ضمن سوق سوداء للمالك من أجل الفوز بالعقارات حتت الطلب ونقص حاد يف العرض‪ ،‬مما‬

‫‪119‬‬
‫جعل املد نة تعاين من ندرة العقار و عترب السبب الرييس املعرقل لالستثمارات وخاصة اخلارجية منها‪ ،‬كما‬
‫عرف سوق العقار يف هذه األخرية التهاب يف أسعاره وهو الذي عترب من بني العوامل اليت أدت ى انتشار‬
‫البناء الفوضوي واالستيالء على قطع أرضية‪.‬‬
‫وعند التحدث عن اإلشكالية القانونية للعقار يف املد نة ال بد من التطرق لغالء وارتفاع أسعار األوعية‬
‫العقار ة وغي اب املرونة القانونية والتعامل الواسع بالعقود العرفية‪ ،‬ىضافة ى كثرة املنازعات العقار ة باحملاكم‪،‬‬
‫فضال عن التالعبات الكثرية اليت تشوب عمليات بيع العقار‪ ،‬واملضاربة يف اجملال العقار السكين األمر الذي‬
‫ساهم بشكل واسع يف انتشار املباين الفوضو ة عرب خمتلف أحياء املد نة‪ ،‬كما كان لسيطرة امللكية اخلاصة‬
‫لحبرض لكبار املالك يف املد نة هو ما مسح بتقسيمها وبيعها ‪ ،‬خاصة يف الفترة اليت ظهر فيها قانون االحتياطات‬
‫العقار ة‪ ،‬فأغلب املساكن الفوضو ة ملكية األرض فيها تعود ى املالكني اخلواص لتتسارع هذه العملية وبشكل‬
‫كبري لتنمو م ناطق فوضو ة مع بدا ة الثمانينات لتشوه النسيج احلضري للمد نة‪ ،‬وخاصة ملا تعرفه هذه‬
‫التجمعات الفوضو ة من تلو ث للبيئة‪ ،‬انتشار األوساخ واحلشرات‪،‬انتشار األمراض وتلو ث البيئة وتلوث‬
‫املياه‪.‬‬
‫ىن تشخيص العقار احلضري واألزمة العقار ة للمد نة باإلضافة ى الفاعلني مبجال االستثمار وانعكاس‬
‫ندرة العقار احلضري فيها أن تنعكس على السوق العقار ة" ارتفاع سعر العقار واملضاربة عليه‪ ،‬احلركة غري‬
‫القانونية لبيع وشراء العقار‪ ،‬اختفاء القيمة الفعلية للعقار"قيمة اقتصاد ة أو قيمة حضر ة " حيث ميكن أن‬
‫نتصور األزمة اليت تعيشها املد نة وآف اق تطورها يف ظل ىشكالية عقار ة من حيث الندرة العقار ة‪ ،‬القانون‬
‫العقاري‪ ،‬حركة السوق العقار ة االجتماعية احلضر ة‪ ،‬التطلعات املستقبلية للمد نة‪ ،‬امللكية اخلاصة‪ ،‬تعدد‬
‫وتضارب مصاحل الفاعلني‪ ...‬اخل األمر الذي هدد بالوصول ى أزمة وتوسع واحتقان حضري(وثايق املصلحة‬
‫التقنية ببلد ة باتنة)‬
‫ىضافة ى تردي األوضاع االقتصاد ة للمواطنني وارتفاع أسعار األراض احلضر ة‪ ،‬واملضاربة يف العقار‬
‫والتعامل الواسع بالعقود العرفية ‪...‬اخل‪ ،‬مع ارتفاع كبري ألسعار مواد البناء وأجور العاملني يف البناء‪.‬‬
‫ه ‪-‬العوامل التنظيمية‪:‬‬
‫واملتمثلة يف غيا ب نظام ختطيط متكامل وقادر على معاازة مشكالت اإلسكان‪ ،‬ىضافة ى عدم وجود‬
‫خمططات معتمدة لبعض التجمعات الواقعة خارج حدود املد نة‪ ،‬وعدم ىتباع سياسة تتعلق بتنظيم امللكيات‬
‫اخلاصة لحبراض ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫قصور دعم الدولة لقطاع اإلسكان والذي ربز قلة األراض احلكومية املوجهة لإلسكان‪ ،‬وسيطرة‬
‫امللكيات اخلاصة داخل املد نة‪ ،‬ىضافة ى غياب دور البلد ات" املصاحل التقنية" وشرطة العمران يف مراقبة‬
‫حركة التوسع العمراين أو عدم قدراها على السيطرة على مناطق التجاوزات‪.‬‬
‫و ‪-‬العوامل االجتماعية‪:‬‬
‫التحول يف النظام االجتماع من األسرة املمتدة ى األسرة النوو ة زاد من حدة الظاهرة‪ ،‬يف ظل كرب‬
‫حجم األسر وخاصة ذات األصول الر فية‪ ،‬وانطالق من اعتبار اجملتمع اازئايري ر ف وفالح بالدرجة األو‬
‫وقبل جم ء االستعمار اازئايري ر ف وفالح بالدرجة األو قبل جم ء االستعمار فالسمة الغالبة ه كرب‬
‫حجم األسر وبالتحوال ت والتغريات اليت طرأت على البناء االقتصادي آثارها الكبرية على البناء االجتماع‬
‫وبالتايل التأثري على النظام التعليم الوظايف والنسق االقتصادي عموما مما كان له تأثريه البالغ يف األسرة‬
‫وبروز حتوالت يف بنايها وشكلها ووظايفها وهذا ما ساهم يف التوسع احلضري وخاصة يف شكله الفوضوي‬
‫ألنه أ سر حل ألصحاب الدخول الضعيفة من خالل حتقيق الرغبة يف االستقاللية‪ ،‬ىضافة ى عامل اازشع‬
‫والطمع حيث أصبح السكن الفوضوي واهلش عامة وسيلة للحصول على السكن حىت لغري مستحقيه‪.‬‬
‫‪ -0‬خطة منو مدينة باتنة‪:‬‬
‫هناك العد د من األسباب والعوامل اليت س امهت يف منو وتوسع مد نة باتنة وحتد د معاملها ومنحها‬
‫الشكل اليت ه عليه اآلن وقد أشرنا هلذه العوامل سابقا‪ ،‬هنـاك ثالث نظر ات ى كولوجية كالسيكية بالنسبة‬
‫لنمو املدن ىذ تعترب خطة املد نة وثيقة أساسية لنموها وتطورها عرب الئمن واليت ميكن ربطها مبحاور النمو‬
‫احلضر ي وضوابطه اازغرافية والسياسية واإلقتصاد ة‪ ،‬فخطة مد نة باتنة واليت كانت نتاجا لتعاقب مراحل‬
‫عد دة من النمو والتوسع احلضري ختضع يف منوها ى نظر ة الدواير املتراكئة أو املركئ ة واليت عرفها الباحث‬
‫"برجس" ولكن ترتيب احللقـات متنـاوب أو متعاقب‪ ،‬ألن املدن اازئاير ة يف منوها ال تشكل نفس الترتيب‬
‫والتنظيم تقر با حيث جند املركئ االستعماري حماط بأحياء استعمار ة تليها حلقة من األحياء التلقايية ويف‬
‫الشكل رقم(‪)10‬‬ ‫األخري جند امللكية العمومية "التوسع احلد ث"‪ .‬أنظر‬
‫شهرزاد‪31 -34: 2112،‬‬ ‫وهذا ما أوضحته نظر ة ‪ M.COTE‬عن املدن اازئاير ة وخطة منوها (بوراس‬
‫) لكننا يف مد نة باتنة ميكننا أن منيئ شكلني األول حلق والثاين خط ‪.‬‬
‫رقم‪10‬‬ ‫الشكل األول (النمو احللقي)‪ :‬أنظر الشكل‬
‫والذي مييئ املراحل األو من التطور بدأ من النواة املركئ ة وسط املد نة مث ىنتشر يف كل اازهات بشكل‬
‫حلقات حول النواة وذ لك لسهولة التعمري وتوفر األراض ذات امللكية اخلاصة وىخنفاض أسعارها يف الضواح‬

‫‪121‬‬
‫مقارنة باملركئ‪ ،‬يف ظل معدالت النمو الدميغرايف املتئا د والسر ع (مد ر ة البناء والتعمري‪ )94 :‬وميكن متييئ ثالثة‬
‫حلقات رييسية وه ‪:‬‬
‫‪ -‬احللقة األوىل‪ :‬وتتكون من أحياء سكنية ىستعمار ة منها ح األمري عبد القادر "‪ "Stan‬ح املعسكر‬
‫"‪."Camp‬‬
‫‪ -‬احللقة الثانية‪ :‬تتكون من األحيـاء التلقاييـة منها ح شيخ ‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬ح الئمالة ح باركا‬
‫فوراج ‪ ،‬بوعقال‪ ،‬بوزوران‪.‬‬
‫‪ -‬احللقة الثالثة‪ :‬وتشكلها اجملموعات الكربى لكل من ح بوزران‪ ،‬باركافوراج واملناطق احلضر ة (‪)0‬‬
‫و (‪ )2‬واملنطقة الصناعية العسكر ة‪.‬‬
‫أخذت املد نة هذا الشكل من النمو احلضري نتيجة لعوامل عد دة منها(بوراس شهر زاد‪)36: 2112،‬‬
‫اهلجرة الوافدة حنو املد نة خاصة بعد اإلستقالل مباشرة‪ ،‬عملية التصنيع وما تتطلبه من د عاملة سواء كانت‬
‫بسيطة أو ىطارات‪،‬امللكية العقار ة ودورها يف التوسع احلضري للمد نة‪.‬‬
‫الشكل الثاين (النمو اخلطي)‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫والذي كان نتيجة االستهالك السر ع لحبراض سهلة التعمري واصطدام تطورها اجملايل بعوامل منها ما‬
‫هو طبيع تضار س واصطناع واملتمثل يف املنطقة الصناعية والعسكر ة موجها بذلك منوها على طول حماور‬
‫الطرق ذات احلركة الكثيفة‪.‬‬

‫‪ .0‬املركئ االستعماري أو احل القدمي‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪ .2‬األحياء االستعمار ة‬


‫‪ .3‬األحياء التلقايية‬
‫‪3‬‬
‫توضيح األستاذ ‪M.Cote‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .4‬امللكية العمومية (‪)ZHUN‬‬

‫‪122‬‬
‫النواة اإلستعمار ة‬

‫األحياء اإلستعمار ة‬

‫األحياء التلقايية‬

‫التوسع اازد د (مبادرة الدولة)‬

‫املنطقة الصناعية‬

‫الشكل رقم (‪)0‬منـوذج منو مدينـة باتنـة احللقي واخلطي‬


‫‪-0‬أهم حتديات التوسع العمراين ملدينة باتنة‪:‬‬
‫تواجه مد نة باتنة العد د من املشاكل اليت تؤثر بشكل مباشر على مستقبلها احلضري‪ ،‬كما أن هذه‬
‫املشكالت ال تنعكس على سكان املد نة فحسب‪ ،‬بل على دورها كمركئ ىداري وقطب جهوي ذو وزن‬
‫تارخي ور ادي يف ىقليم األوراس وعلى املستوى الوطين كذلك‪.‬‬
‫مد نة باتنة ثاركتها العمرانية السر عة تشهد حتوالت عميقة على مستوى نسيجها العمراين املكون من‬
‫املناطق السكنية احلضر ة اازد دة(‪ )ZHUN‬اليت تعرف باجملموعات السكنية الكربى مثل ح ‪ 0211‬مسكن‬
‫ثا تامشيط وأحياء البناء الفردي يف تشكل حتصيصات‪ ،‬باإلضافة ى التعمري العشواي " بوعقال كشيدة بارك‬
‫فوراج‪...‬اخل" كلها جماالت غري منسجمة عرب اجملال احلضري للمد نة مما خيل بتوازن احلياة احلضر ة يف هذا‬
‫التجمع و هدد مستقبله‪.‬‬
‫فبالنظر ى احلجم الذي بلغه التوسع اجملايل ملد نة باتنة‪ ،‬والذي وصل ى وضع ستحيل معه املئ د من‬
‫النمو ظهرت املشكالت املتعددة واآلثار وأمهها مشكالت التوسع اجملايل‪ ،‬اليت ترتبط أساسا بعوايق عد دة‬
‫واملتمثلة يف العوايق الطبيعية من حيث وجود املد نة يف حوض شبه مغلق من جهة‪ ،‬ى جانب العوايق البشر ة‬
‫املنطقة الصناعية واملنطقة العسكر ة واملناطق اهلامشية غري املوجهة عمرانيا من جهة أخرى‪ ،‬مما أثر على منو‬
‫املد نة وتدهور وظايفها العامة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫وميكن حصر مشكالت التوسع فيما ل (قواس مصطفى‪:)2-2 : 2112،‬‬
‫‪ ‬مشكالت النمو الذي تم عرب حماور الطرق الرييسية املتنوعة من املد نة والذي بدا بوترية غري منتظمة‬
‫مما أدى ى خلل يف عمران املد نة ومنوها‪.‬‬
‫‪ ‬وجود جيوب شاغرة داخل النسيج احلضري للمد نة أقيمت فيها بناءات فوضو ة أثرت على‬
‫االنتاج اجملايل والوظيف للمد نة ومظهرها‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر تسو ة الوضعية القانونية للعقارات مبحيط املد نة ‪ ،‬وبالتايل تدين نوعية ومستوى جئء كبري من‬
‫املباين اخلاصة‪ ،‬واليت تنشأ يف خمتلف املواقع باملد نة‪.‬‬
‫‪ ‬االمتداد األفق للعمران خمطط "من خالل التحصيصات التعاونيات والترقية العقار ة العمومية‬
‫واخلاصة" ‪ ،‬وغري خمطط عن طرق البناء الفوضوي مما عين االستهالك السر ع للمجال‪.‬‬
‫‪ ‬االستهالك الكل للعقارات باستثناء املنطقة العسكر ة واملنطقة املعرضة للغمر والفياضانات يف بارك‬
‫فوراج واليت تشكل عقارا يف د السلطات ميكن استغالله‪.‬‬
‫‪ ‬تشبع النسيج العمراين ملد نة باتنة بعد سنة ‪ 0922‬بفعل بروز السكن الفردي غري املهيكل يف كل‬
‫االجتاهات " حنو اازنوب باجتاه تازولت وكل أحياء األطراف للمد نة" والذي كان وليد التسهيالت القانونية‬
‫والعقار ة الستخدام اجملال‪.‬‬
‫‪-2‬اجلهود املبذولة من طرف الدولة لتنظيم توسع املدينة واحلد من البناء الفوضوي‪:‬‬
‫أول خمطط عرفته املد نة هو برجمت منطقتني سكنيتني حضر تني ‪0‬و‪ 2‬من أجل تنظيم توسعات املد نة‬
‫واحلد من البناءات الفوضو ة يف كل من بوعقال‪ ،‬كشيدة‪،‬بارك فوراج‪ ،‬بوزوران‪(،‬األمر رقم ‪ 26-24‬املؤرخ‬
‫يف ‪)0924/12/21‬‬

‫ومن أجل احلد من انتشار البناءات الفوضو ة بسبب فشل املخطط العمراين ‪ 0922-0924‬يف حتقيق‬
‫األهداف املرجوة منه وىحداث التنمية انطلقت عدة عمليات يف الفترة ‪ 0991-0921‬كإعادة هيكلة أحياء‬
‫الضواح ‪ ،‬حتد د مركئ املد نة‪ ،‬توقيع التجهيئات يف مجيع أحياء املد نة‪.‬‬
‫وقد تئامن بتجسيد هذه العمليات مع انطالق املخطط العمراين الرييس الثاين ملد نة باتنة‪ 0921‬والذي‬
‫هدف ى تنظيم النسيج احلضري وىعادة التوازن ملخطط حتصيص األراض بإنشاء القطاعات‪ ،‬وىمتام وتعد ل‬
‫مشار ع املخطط األول مع حتد ثها ىضافة ى املخطط التوجيه الرييس للتهيئة والتعمري سنة ‪ 0994‬والذي‬
‫صودق عليه سنة ‪(0992‬املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري‪)92: 2116،‬‬

‫‪124‬‬
‫وملعاازة الظواهر اجملالية "األحياء ذات الطابع الفردي الفوضوي" توالت العد د من الدراسات العمرانية‬
‫اليت استفادت منها املد نة واليت ه املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري‪ 0992‬والذي متت املصادقة عليه‬
‫ومراجعته‪ ،‬مث تاله املخطط التوجيه للتهيئ والتعمري رفع التحفظات ‪( 2119‬وثايق املصلحة التقنية باتنة)‬
‫ولضبط التوسع العمراين املنظم وتوفري السكن احلضري ازأت الدولة ى التحصيصات باعتبارها وسيلة‬
‫عمرانية اهدف ى حتقيق ذلك‪ ،‬حيث ال ميكن التحكم يف منو املدن دون التحكم يف القاعدة األساسية لعمليات‬
‫التعمري( وثايق املصلحة التقنية باتنة)‪ ،‬ثاكم أن العقار "األرض" ه قاعدة البناء اخلفية احلتمية‪ ،‬وكذا ساهم‬
‫العقار بشكل مباشر يف توجيه توسع املناطق العمرانية والتحكم يف منوها خاصة وأن العقار تنقسم فيه امللكية‬
‫بني الدولة واخلواص وعدم التحكم فيه وتنظيمه‪ ،‬هو الذي ولد أزمة التعمري غري القانوين والفوضوي والذي‬
‫عترب مشكلة تعاين منها املدن اازئاير ة عامة مد نة باتنة بشكل خاص والذي وصل ى أكثر من نصف احلظرية‬
‫السكنية باملد نة‪ ،‬ىضافة ى عملية التسو ة القانونية لبنا ات هلذه األحياء الفوضو ة من قبل املصاحل التقنية‬
‫لبلد ة باتنة‪.‬‬
‫‪-0‬آثار النمو احلضري غري املنظم"البناءات الفوضوية"‪:‬‬
‫للنمو احلضري غري املنظم واملوجه" البناءات الفوضو ة" آثار كثرية أمهها ما ل ‪:‬‬
‫تشويه صورة املدينة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ا لسكن الصورة االجتماعية واالقتصاد ة يف حياة املد نة اليت ميكنها أن متنح مظهرا حضر ا اليقا‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس ال بد من سن قوانني تتحكم يف ذلك‪.‬‬
‫ومما هو معمول به يف اازئاير حاليا املرسوم التنفيذي رقم ‪ 90/021‬املؤرخ يف ‪ 22‬ماي ‪ 0990‬املتعلق‬
‫بتحد د القواعد العامة للتهيئة والتعمري والبناء‪.‬‬
‫وبالنظر ى البناء الفوضوي فنجد القايمني على تشييده ال حيترمون املقا يس سواء فيما تعلق بنوعية‬
‫البناء واملواد الالزمة له أو قواعد البناء فيما خيص األبعاد بالنسبة للطرق واحلدود الفاصلة وهذا ما عط صورة‬
‫غري منظمة للنسيج العمراين املد نة‪.‬‬
‫ب‪ -‬خلق صعوبة يف تسيري األحياء الفوضوية‪:‬‬
‫خمتلف الضرور ات املتمثلة يف املرافق احليو ة "املياه‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬الغاز"‬ ‫تفتقر األحياء الفوضو ة ى‬
‫التجهيئات" الصحة التعليم" لذا تربز مشاكل عد دة مما ستلئم حتدي للمسؤولني على املستوى احملل والقيام‬
‫بتهيئة وىعادة هيكلة هذه األحياء اليت يف الغالب تطرح صعوبات أخرى خاصة اليت تتواجد على مواضع خطرية‬
‫وغري قابلة للتعمري‪ ،‬وحىت املناطق القابلة للتعمري هناك يف صعوبات يف عملية شق الطرق لعدم ترك مساحات‬

‫‪125‬‬
‫لذلك‪ ،‬ىضافة ى عدم ترك مساحات إلقامة املرافق األساسية واخلدمات‪ ،‬مشكالت التلوث وسوء يف تسيري‬
‫النفا ات املنئلية‪ ،‬مشكلة التر يف وممارسة النشاطات الر فية مثل تربية املاشية والدجاج واليت تؤثر سلبا على‬
‫البيئة احلضر ة واألفراد الساكنني من جهة أخرى‪ ،‬وأمام ضعف اإلمكانيات املاد ة والبشر ة جتد السلطات‬
‫نفسها أمام ىشكالية كربى يف ضمان التحكم اازيد ملثل هذه الظاهرة‪.‬‬
‫ج‪-‬اآلثار االقتصادية‪:‬‬
‫نتج عن انتشار ظاهرة املناطق املتخلفة الفوضو ة ضياع أجئاء كبرية من األراض الئراعية واليت مت‬
‫حتو لها ى أراض للبناء‪ ،‬مما أثر على الناتج القوم للدولة‪ ،‬فح أوالد بشينة على سبيل املثال قبل سنوات‬
‫الثمانينات كان هذا اجملال عبارة عن مساحات فالحية موجهة لئراعة احلبوب ومبردود ضعيف‪ ،‬ومع بدا ة‬
‫الثمانينات ‪ 0924 /0922‬وثاكم حاجة املد نة ى التوسع والنمو حيث ظهرت املباين السكنية على امتداد‬
‫الطر ق الوطين رقم "‪ "22‬وبدأت املساحات الفالحية يف التقلص والتراجع تبعا حلاجة مالك األراض ى‬
‫البيع‪ ،‬غري أن عملية البناء والتعمري كانت تتم بطر قة فوضو ة وغري منظمة ويف غياب دراسات عمرانية مسبقة‪،‬‬
‫وقد حتول اجملال من كونه جمال طبيع له استعماالته ومنتوجه وقيمته اخلاصة ى جمال عمراين وحضري له‬
‫خصايصه ومميئاته(املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري‪.)01: 2116،‬‬
‫ز ادة ى األعباء املالية الضخمة اليت تتحملها ميئانية الدولة نتيجة قرارات اهلدم واإلزالة‪ ،‬فعملية هدم‬
‫السكنات الفوضو ة ورفع النفا ات تكلف اخلئ نة مبالغ ضخمة‪ ،‬حيث يف الوقت الذي كانت اازهود تبذل‬
‫للمحافظة على األوعية العقار ة وتنظيمها قانونيا تتئا د البنا ات غري القانونية واليت أتت على كثري من األوعية‬
‫العقار ة املرصودة للمشار ع التنمو ة‪.‬‬
‫التأثري على اجلانب الصحي والنفسي للسكان‪:‬‬ ‫د‪-‬‬
‫نتيجة التئاحم الشد د وعدم ترك مساحات وفراغات أدى ى فقدان اخلصوصية وز ادة درجة التلوث‬
‫السمع والبصري والبيئ ‪ ،‬ساعد هذا على ز ادة األمراض البدنية واالجتماعية والنفسية بني السكان‪ ،‬كما‬
‫تشري العد د من الدراسات أن هذه املناطق تشكل بؤرا النتشار العنف واالحنراف‪ ،‬تفاقم ظاهرة البطالة‪،‬‬
‫اخنفاض املستوى التعليم ‪،‬عدم التكيف للمهاجر ني الر فيني من خالل الثقافة الر فية اليت حيملوهنا مما سبب‬
‫عدم متاثل التراكيب االجتماعية والثقافية مع التراكيب العمرانية للمدن‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫صعوبة النمو والتوسع املستقبلي هلذه املناطق الفوضوية وللمدينة عامة‪:‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫تنطلق األحياء الفوضو ة يف بناءها ونشأاها من انعدام كل للتخطيط والنمو املستقبل واستيعاب‬
‫الئ ادات الدميوغرافية ىضافة ى عدم جعل فراغات للنمو املستقبل ولتموضع املرافق واخلدمات األمر الذي‬
‫طرح صعوبات عدة يف تسيريها ومنوها مستقبال‬
‫فاملنطقة الصناعية أصبحت تشكل عايقا أمام توسع املد نة حنو الشمال الغريب واازهة الغربية هلا خاصة‬
‫بظهور ح أوالد بشينة مشاهلا والذي حياصرها‪ ،‬وه الوضعية اليت تعيشها املنطقة الصناعية اليت مل تأخذ بعني‬
‫االعتبار عند نشأاها احتماالت التوسع فه اآلن تنحصر من اازنوب بالنسيج احلضري للمد نة ومن الغرب‬
‫ح كشيدة ومن الشرق وجود خط الضغط العايل ومن الشمال الشرق وجود جبل املنشار‪.‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫عاين األفراد الساكنني يف األحياء الفوضو ة من جمموعة من املشاكل متس اازانب االجتماع والثقايف‬
‫والعمراين والبيئ والصح ‪ ،‬معاناة داخل املساكن وأخرى خارجها باألحياء وذلك النعدام التخطيط‪ ،‬فوضى‬
‫طرح صعوبات كبرية على األطراف الفاعلة للنهوض واالرتقاء هبا‪ ،‬وتبقى ظاهرة األحياء‬ ‫واختالل كل‬
‫الفوضو ة بالرغم من السلبيات الكثرية متثل حل ملشكلة السكن لذوي الدخول احملدودة واملنعدمة‪ ،‬لذلك البد‬
‫من اعتماد سياسة تنظيمية واضحة ختلق بإشراك خمتلف الفاعلني العموميني واخلواص سواء اإلدارة أو املواطنني‬
‫يف التعامل مع اجملاالت الفوضو ة للتحسني واالرتقاء باحلياة احلضر ة لحبفراد الساكنني هبا سواء من ناحية‬
‫اخلدمات واملرافق‪ ،‬مع ضرورة ىعداد سياسة تسيري ومراقبة صارمة جتاه النمو احلضري للمجال العام للمد نة‪،‬‬
‫وتفعيل دور اازهات املختصة" املصاحل التقنية وشرطة العمران" واالهتمام باملشاكل اليت تعانيها هذه املناطق‬
‫بساكنيها‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قائمة املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -0‬بوذراع أمحد (دون ذكر سنة النشر)‪ :‬التطوير احلضري واملناطق احلضرية املتخلفة باملدن‪ ،‬منشورات جامعة باتنة‪ ،‬باتنة‪.‬‬
‫‪ -2‬بوذون عبد العئ ئ(‪ :)2110‬املشكالت االجتماعية للنمو احلضري يف اجلزائر‪ ،‬منشورات جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -3‬التري مصطفى عمر (‪ :)2111‬اجتاهات التحضر يف اجملتمع العريب‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات أكادميية الدراسات العليا‪ ،‬طرابلس‪.‬‬
‫‪ -4‬صليبيا مجيل(‪:)0923‬املعجم الفلسفي‪،‬ج‪ ،0‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -1‬عباس ىبراهيم حممد(‪:)2111‬التنمية والعشوائيات احلضرية‪ ،‬دار املعرفة اازامعية‪ ،‬االسكندر ة‪.‬‬
‫‪ -6‬عبد اإلله أبو عياش(‪ :)0921‬أزمة املدينة العربية‪ ،‬ط‪ ،0‬وكالة املطبوعات‪،‬الكو ت‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد احلميد بوقصاص(دون ذكر سنة النشر) ‪ :‬النماذج الريفية احلضرية جملتمعات العامل الثالث‪ ،‬خمرب التنمية والتحوالت‬
‫الكربى يف اجملتمع اازئايري‪ ،‬جامعة باج خمتار عنابة‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد احلميد أمحد حي (‪ : )0992‬األسرة والبيئة‪ ،‬املكتب اازامع احلد ث‪ ،‬اإلسكندر ة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -9‬عئام ىدر س‪ ،‬أبو حوسة موسى‪ ،‬ربا عة أمحد(‪ :)2101‬اجملتمع الريفي واحلضري والبدوي‪ ،‬الشركة العربية املتحدة للتسو ق‬
‫والتور دات‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -01‬عمر اازوالين فاد ة(‪ :)0992‬علم االجتماع احلضري‪ ،‬مكتب االسكندر ة للكتاب‪ ،‬االسكندر ة‪.‬‬
‫‪ -00‬العموش أمحد ‪ ،‬العليمات محود(‪ :)2119‬املشكالت االجتماعية‪ ،‬الشركة العربية املتحدة للتسو ق والتور دات‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -02‬معن خليل عمر(‪:)2111‬علم املشكالت االجتماعية‪،‬ط‪ ،0‬دار الشروق للنشر والتوز ع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -03‬النكالوي أمحد(‪ :)0921‬اإلنسان والتحديث‪ ،‬قضا ا فكر ة ودراسات واقعية‪ ،‬مكتبة هنضة الشرق‪.‬‬
‫اجملــالت والوثـــائق‪:‬‬
‫‪-0‬بوز دي حسان ‪ :‬حوارات مع رييس دايرة باتنة حممد صحراوي حول املشار ع التنمو ة‪ ،‬جملة أنفو جورنال‪ 02 ،‬أكتوبر‬
‫‪ ،2103‬أنظر املوقع‪. www.djazairess.com‬‬
‫‪ -2‬املخطط التوجيه للتيئة والتعمري‪.2116،‬‬
‫‪ -3‬مد ر ة البناء والتعمري‪.‬‬
‫‪ -4‬مكتب الدراسات االقتصاد ة والتقنية‪-‬باتنة‪ ،‬خمطط شغل األرض طر ق محلة‪ ،‬أوالد بشينة‪ ،‬املرحلة األو ‪ ،‬حتليل الوضع‬
‫احلايل‪.‬‬
‫‪ -5‬مكتب الدراسات واإلجنازات يف التعمري‪ :‬مراجعة املخطط التوجيه للتهيئة والتعمري جملموع البلد ات باتنة ‪ ،‬فسد س‪،‬‬
‫التوجهات الكربى للتهيئة‪ ،‬رفع التحفظات‪ ،‬املرحلة الثانية ‪.2119،‬‬
‫‪ -6‬وثايق الد وان الوطين لإلحصاء‪.‬‬
‫‪ -7‬وثايق املصلحة التقنية باتنة‪.‬‬
‫الرســائل‪:‬‬
‫‪ -0‬بن السعدي ىمساعيل(‪ :)0990-0991‬معوقات التنمية والتعمري‪ ،‬دراسة يف ثقافة سكان مناطق الفوضوي ملد نة باتنة‪،‬رسالة‬
‫ماجيستري‪.‬‬
‫‪ -2‬بوراس شهر زاد(‪ :)2110‬الد ناميكية اجملالية واألشكال احلضر ة بباتنة‪ ،‬معهد علوم األرض‪ ،‬رسالة ماجيستري‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ -3‬صحراوي ع‪ ،‬ضيف ع‪ ،‬دراج ع (‪ :)0996‬النمو احلضري وىشكالية التوسع العمراين ملد نة باتنة‪ ،‬مذكرة خترج مهندس‬
‫دولة‪ ،‬معهد علوم األرض‪.‬‬
‫‪ -4‬قواس مصطفى(‪ :)2111-2114‬اإلشكاليات املطروحة بالتحصيصات السكنية مبد نة باتنة‪ ،‬مذكرة ماجيستري‪ ،‬اهيئة‬
‫عمرانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫األوامرو املراسيم والقوانني‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -0‬األمر رقم ‪ 26-42‬املؤرخ يف ‪ 0924/12/21‬واملتضمن تكو ن احتياطات عقار ة لصاحل البلد ات‪.‬‬
‫‪ -8‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 90/021‬املؤرخ يف ‪ 22‬ماي ‪ 0990‬املتعلق بتحد د القواعد العامة للتهيئة والتعمري والبناء‪.‬‬
‫قائمة املراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1-Paul claval )1971(: la logique des ville durbanolgie « LITEC ,la brairies‬‬
‫‪techniques .‬‬

‫‪128‬‬

You might also like