You are on page 1of 9

43 - 35 )2017( ‫ ديسمبر‬46 ‫ عـدد‬, D ‫تكنـولـوجيـا‬ ‫علـوم و‬

‫خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى بالجزائر‬


.‫ حالة التجمع الحضري القسنطيني‬:‫تحول في التسيير و تفعيل للخدمة‬
‫لمياء بولجمر‬
‫ الجزائر‬- ‫ كلية علوم األرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية – جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‬,‫قسم علوم الطبوغرافيا‬

2017/10/24 ‫– تاريخ القبول‬2016/03/20 ‫تاريخ اإلستالم‬

‫الملخص‬
‫ في إطار االستراتيجية المائية‬،‫لخصالمقال اشكالية تطوير خدمة التزويد بمياه الشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى‬
‫يعالجمالهذا‬
hg
.‫ و اعتماد التسيير المفوض للخدمة‬،‫ المبنية على تجنيد مصادر مائية جديدة‬،‫الجديدة المتبعة بالجزائر‬

‫ و تفعيل الخدمة المقدمة؛‬،‫ من تجاوز العجز المسجل في كمية المياه‬،‫إذ تمكن التجمع الحضري القسنطيني نموذج الدراسة‬
)SEACO(‫ و تفويض تسيير الخدمة إلى شركة المياه و التطهير قسنطينة‬،‫بعد أن استفاد من تحويل مياه سد بني هارون‬
،‫ ليسجل تحسنا مهما في مستوى الخدمة المقدمة‬.)SEM(‫ بالشراكة مع القطاع األجنبي المتمثل في شركة مياه مارسيليا‬،
.‫ ساعة‬24/24 ‫ و تعميم خدمة‬،‫بالوصول إلى رفع نصيب الفرد من مياه الشرب‬

‫ شركة المياه والتطهير‬،‫ التجمع الحضري القسنطيني‬،‫ التسيير المفوض‬،‫ خدمة المياه الصالحة للشرب‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ شركة مياه مارسيليا‬،‫قسنطينة‬

Résumé
‫ملخص‬
Cet article traite la problématique de l’évolution du service d’approvisionnement en eau potable dans les grandes
villes algériennes, suite à l’application de la nouvelle stratégie de l’eau en Algérie, qui est fondée sur la
mobilisation de nouvelles ressources en eau, et la mise en place d’une gestion déléguée du service.
Le groupement urbain constantinois comme cas d’étude, a pu dépasser son déficit, après avoir bénéficié du transfert
des eaux du barrage de Beni-Haroun, et une gestion délégué par la société des eaux et d’assainissement Constantine
(SEACO), en partenariat avec l’operateur étrange la société des eaux de Marseille (la SEM). Le bilan s’est
nettement amélioré qui a permis une évolution dans la dotation et une distribution continue en eau 24/24 heures.

Mots clés: service d’approvisionnement en eau potable, gestion délégué, groupement urbain Constantinois,
SEACO, SEM

Abstract
‫ملخص‬
This article deals with the problem of the evolution of the drinking water supply service in the major
Algerian cities, following the application of the new water strategy in Algeria, which is based on the mobilization of
new water resources, and the establishment of delegated management of the service.
The Constantine urban grouping as a case study was able to overcome its deficit, having benefited from the transfer
of water from the Beni-Haroun dam, and a management delegated by the water and sanitation company Constantine
(SEACO), in partnership with the strange operator Marseille water company (SEM). The results have improved
considerably, which has resulted in an evolution in staffing and a continuous distribution of water 24 hours a day.

Keywords: supply services of drinking water, delegate management, Constantine urban group, SEACO, SEM.

2017 ‫ ديسمبر‬,‫ الجزائر‬,1 ‫© جامعة االخوة منتوري قسنطينة‬


‫خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى بالجزائر تحول في التسيير و تفعيل للخدمة‪ :‬حالة التجمع الحضري القسنطيني‬

‫‪ .1‬خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالجزائر‪:‬‬ ‫تعتبر الخدمة العمومية‬ ‫المقدمة‬
‫للتزويد بالماء الشروب من أهم التحديات التي تواجه معظم‬
‫عملت الجزائر على تطبيق استراتيجية جديدة للمياه‬
‫الدول منها الجزائر‪ ،‬لما يواجه هذا القطاع من مشاكل كثيرة‪:‬‬
‫منذ سنة ‪ ،2000‬مدعمة ببرامج استثمارية ضخمة من أجل‬
‫عوامل طبيعية غير مساعدة كمحدودية الموارد‪ ،‬و أخرى تقنية‪،‬‬
‫تحقيق توزيع عادل للمياه‪ :‬بمضاعفة عدد السدود‪ ،‬الحواجز‬
‫اقتصادية و تسييرية‪ ،‬إلى جانب الطلب المتزايد على هذه المادة‬
‫الترابية‪ ،‬و انجاز تحويالت كبرى للمياه؛ لتموين الواليات التي‬
‫الحيوية‪ .‬ما جعل الجزائر تحتل المرتبة ‪ ]1[ 42‬من حيث‬
‫تعاني من العجز المائي بين المناطق الساحلية و الداخلية‬
‫استهالك المياه‪ ،‬إذ يقدر حاليا نصيب الفرد في السنة بـ ‪500‬م‪،3‬‬
‫كتحويل مياه سد بني هارون باتجاه ميلة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬أم البواقي‪،‬‬
‫وهو مؤشر متدني مقارنة بالمؤشر العالمي‪ ،‬الذي تقاس عليه‬
‫خنشلة‪ ،‬باتنة‪ ،‬جيجل و سيمتد حتى سوق أهراس؛ تحويل مياه‬
‫ندرة المياه حسب البنك العالمي و المقدر بـ ‪1000‬م‪/ 3‬فرد‪/‬‬
‫سد تقصيبت و سد كدية أسردون لتموين المدن الوسطى الجزائر‬
‫السنة‪.‬‬
‫تيزي وزو‪ ،‬البويرة المدية؛ تحويالت مستغانم ‪ ،‬أرزيو‪،‬‬
‫أمام هذه الوضعية الصعبة توجب على الجزائر تطوير سياستها‬
‫وهران؛ تحويل السهول السطايفية‪ ،‬و اعتماد المخزون الجوفي‬
‫المائية‪ ،‬و بناء استراتيجية تتوافق و الجانب االقتصادي‬
‫للصحراء لتموين التجمعات الرئيسية بها كتحويل المياه الجوفية‬
‫االجتماعي‪ ،‬و هيكلتها حول محورين رئيسيين‪ :‬األول تطوير‬
‫من عين صالح إلى تمنراست[‪ ،]2‬و تعبئة الموارد غير تقليدية‪،‬‬
‫الهياكل الهيدروغرافية لتجنيد كميات أكبر من المياه‪ ،‬و الثاني‬
‫عن طريق انجاز ‪ 13‬محطة لتحلية مياه البحر‪ ،‬و برمجة ‪238‬‬
‫اإلصالح المؤسساتي للقطاع‪ .‬كما تم وضع إطار قانوني جديد‬
‫محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي و إعادة استعمالها‪.‬‬
‫لضمان تسيير أفضل؛ بإصدار قانون ‪ 12-05‬لسنة ‪2005‬‬
‫و لتجسيد هذه االستراتيجية تم إرساء أدوات جديدة‪ ،‬لضمان‬
‫المتعلق بقانون المياه ‪ ،‬الذي يفتح المجال أمام القطاع الخاص‬
‫تسيير أفضل للمياه‪ :‬بإعادة هيكلة المؤسسات المسيرة‪،‬‬
‫للمشاركة في تفعيل الخدمة‪ ،‬خاصة بالمدن الكبرى و الحواضر‪،‬‬
‫واصدار تشريع جديد و هو قانون رقم ‪ 12-05‬المتعلق بالمياه؛‬
‫لما تعرفه من أزمة في خدمة التزويد بمياه الشرب‪ ،‬ليتم إسناد‬
‫من أجل تحسين الخدمة العمومية لمياه الشرب و التطهير‪ ،‬عن‬
‫تسيرها إلى القطاع العام بالشراكة مع القطاع الخاص و تبرز‬
‫طريق تعزيز المهارات‪ ،‬شفافية التسيير و تسهيل الحصول على‬
‫بذلك الشركات األجنبية كفاعل جديد في العملية‪.‬‬
‫الماء للفئات المعوزة‪ ،‬الحفاظ و ضمان نوعية المياه‪.‬‬
‫في هذا السياق سنتطرق إلى كيفية تفعيل هذه الخدمة بالتجمع‬
‫أ) إعادة هيكلة المؤسسات المسيرة‪ :‬بإنشاء الجزائرية‬ ‫الحضري القسنطيني‪ ،‬كنموذج لتطبيق السياسة المائية‬
‫للمياه و الديوان الوطني للتطهير‪ ،‬كمؤسستين عموميتين ذات‬ ‫الجديدة؟ بعد أن عان سكانه لفترة طويلة من تدني في مستوى‬
‫طابع صناعي و تجاري سنة ‪ ،2001‬لممارسة الخدمة العمومية‬ ‫الخدمة المقدمة (سوء في التوزيع‪ ،‬انقطاعات مستمرة‪ ،‬تلوث‬
‫إلنتاج و توزيع المياه الصالحة للشرب‪ ،‬و التطهير؛ عوض‬ ‫المياه الموجهة لالستهالك‪ ،‬كثرة التسربات) بسبب النمو‬
‫الوكالة الوطنية لمياه الشرب و المياه الصناعية و التطهير‪،‬‬ ‫الحضري المتسارع الذي ميز التجمع بمختلف توابعه‪ ،‬و تطور‬
‫المؤسسات الجهوية‪ ،‬و الوالئية‪ ،‬و مصالح البلديات؛ في حين‬ ‫النمط االستهالكي لسكانه؛ ما أدى إلى زيادة الطلب أمام‬
‫يتم تشكيل شركات مساهمة لتوزيع المياه الصالحة للشرب و‬ ‫محدودية مصادره المائية‪ ،‬و عجز الهيئات المسيرة على تغطية‬
‫التطهير على مستوى األقطاب الحضرية الكبرى‪.‬‬ ‫االحتياجات و تقديم خدمة ذات مستوى‪ .‬و للحد من هذه األزمة‬
‫تم توفير كميات أكبر من المياه الصالحة للشرب من جهة‪ ،‬و‬
‫ب) التحول نحو التسيير المفوض للخدمة‪:‬‬ ‫تبني نموذج التسيير المفوض من جهة أخرى‪.‬‬
‫سمح القانون ‪ 12-05‬المتعلق بالمياه‪ ،‬بالتوجه نحو طرق‬ ‫لتوضيح مدى تطور مستوى خدمة التزويد بمياه الشرب‬
‫تسيير أكثر فعالية لخدمة المياه‪ ،‬من خالل مشاركة القطاع‬ ‫بالتجمع القسنطيني‪ ،‬سنقوم بتحليل العناصر التالية‪:‬‬
‫الخاص الوطني و األجنبي‪ ،‬في ظل االنفتاح على اقتصاد‬ ‫‪ .1‬االستراتيجية المنتهجة لتفعيل خدمة التزويد بمياه‬
‫السوق؛ إذ يمكن للدولة و البلديات أن تمنح امتياز تسييرها‬ ‫الشرب بالجزائر‪.‬‬
‫(‪ ،)La concession‬ألشخاص معنويين خاضعين للقانون‬ ‫‪ .2‬خدمة التزويد بمياه الشرب بالتجمع القسنطيني‬
‫العام‪ ،‬على أساس دفتر شروط‪ .‬و بإمكان االدارة المكلفة‬ ‫كنموذج‪ :‬و هذا بالتطرق إلى طرق تسيير الخدمة‪ ،‬و‬
‫بالموارد المائية‪ ،‬التي تتصرف باسم الدولة أو صاحب االمتياز‪،‬‬ ‫مؤشرات تفعيلها‪.‬‬
‫تفويض )‪ )La délégation‬كل أو جزء من تسيير نشاطات‬ ‫‪ .3‬اقتراحات لضمان استمرارية تفعيل الخدمة‪.‬‬
‫خدمة التزويد بمياه الشرب‪ :‬تجنيد الموارد المائية سطحية أو‬

‫‪36‬‬
‫لمياء بولجمر‬

‫‪ ‬لتعمم بعدها سنة ‪ 2008‬بين شركة المياه و التطهير‬ ‫جوفية ‪ ،‬المعالجة‪ ،‬الجلب‪ ،‬التخزين؛ وصوال إلى التوزيع‪ ،‬كما‬
‫لوهران‬ ‫هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬
‫‪SEAOR :‬‬ ‫‪Société‬‬ ‫‪des‬‬ ‫‪Eaux‬‬ ‫‪et‬‬ ‫(‬
‫‪ ،)d’Assainissement Oran‬و الشركة االسبانية‬ ‫طرق تسيير خدمة التزويد بمياه الشرب‬
‫)‪ AGBAR‬الفرع االسباني لشركة ‪.)SUEZ‬‬ ‫بالجزائر‬
‫السلـطة المنظمـة‬
‫‪ ‬شركة المياه و التطهير لقسنطينة ( ‪SEACO :‬‬
‫‪Société des Eaux et d’Assainissement‬‬
‫منح االمتياز‬
‫‪ )Constantine‬و الشركة الفرنسية ( ‪SEM : Sociétés‬‬ ‫تسيير مباشر‬
‫‪.)des Eaux de Marseille‬‬
‫شركة المياه و التطهير لعنابة و الطارف‬ ‫‪‬‬ ‫المؤسسات‬ ‫منح االمتياز‬
‫البـلديـة‬
‫( ‪SEAAT : Société des Eaux et d’Assainissement‬‬ ‫العمومية‬
‫(التسيير‬
‫)‪(ADE‬‬
‫‪ )Annaba et Taraf‬و الشركة االلمانية‬ ‫المباشر)‬
‫(التسيير المفوض)‬
‫)‪.(Gelssenwasser‬‬
‫تفويض‬
‫تفويض‬
‫‪ .2‬خدمة التزويد بمياه الشرب بالتجمع القسنطيني كنموذج‪:‬‬
‫متعاملين عموميين‬
‫أمام اشكالية نفاذ االحتياطات العقارية‪ ،‬و التضخم‬ ‫أو خواص‬
‫السكاني الذي عرفته مدينة قسنطينة‪ ،‬تم تحويل نموها (طبقا‬
‫لما جاءت به مقترحات مخططاتها العمرانية) نحو المجاالت‬
‫المحيطة بها‪ ،‬حيث تم تفريغ الفائض السكاني للمدينة بالبلديات‬
‫يرجع السبب الرئيسي للجوء إلى التسيير المفوض أساسا‪:‬‬
‫المجاورة لها؛ مشكلة بذلك ما عرف فيما بعد بالتجمع الحضري‬
‫القسنطيني‪ ،‬الذي يتكون من المدينة األم قسنطينة‪ ،‬و خمس‬ ‫للسيطرة على المتطلبات التي يفرضها التطور الحديث لمختلف‬
‫تجمعات حضرية رئيسية (الخروب‪ ،‬المدينة الجديدة علي‬ ‫الميادين‪ ،‬و البحث عن النجاعة في تسيير المصالح العمومية؛‬
‫منجلي‪ ،‬ديدوش مراد‪ ،‬عين اسماره‪ ،‬الحامة بوزيان)‬ ‫فهو غطاء لتخلي الدولة‪ .‬و تتلخص أهم أسبابه فيما يلي[‪:]3‬‬
‫(خريطة‪ ،)1‬بحجم سكاني قدر بـ ‪ 754157‬نسمة سنة ‪2015‬‬ ‫‪ ‬زيادة الطلت على المياه مع التوسع العمراني المشهود‬
‫(يمثل أكثر من ‪ %73‬من سكان والية قسنطينة)‪ .‬ليطرح هذا‬ ‫حاليا‪.‬‬
‫التوسع إشكاال في توفير الكميات الالزمة من مياه الشرب‪،‬‬ ‫‪ ‬الحاجة الماسة لتطوير خدمات المياه‪ ،‬تماشيا مع‬
‫لمحدودية مصادره المائية‪ ،‬المتمثلة أساسا في‪ :‬المياه الجوفية‬ ‫التطور الذي تعرفه شتى الميادين‪.‬‬
‫المتجددة‪ ،‬باعتبارها المصدر الرئيسي للتجمع حتى سنة ‪2006‬‬ ‫‪ ‬تخفيف العبء على الدولة في مجال تسيير خدمات‬
‫(إذ مثلت ‪ %70‬من المياه المجندة)‪ ،‬و المياه السطحية؛ أهم‬ ‫المياه‪.‬‬
‫هذه المصادر تنقيبات حمام الزواوي‪ ،‬منبع بومرزوق‪ ،‬و سد‬ ‫‪ ‬البحث عن اإلمكانيات‪ ،‬التي من شأنها التغلب على‬
‫حمام قروز‪ ،‬و تدني في مستوى الخدمة المقدمة‪.‬‬ ‫الصعوبات‪ ،‬المرتبطة بتمويل المصالح العمومية‪.‬‬
‫لتغطية احتياجات السكان بالتجمع من مياه الشرب‪ ،‬و رفع‬ ‫و على هذا األساس‪ ،‬تم منح المؤسسة العمومية الجزائرية للمياه‬
‫مستوى الخدمة المقدمة تم‪:‬‬ ‫حق االمتياز‪ ،‬لتسيير خدمة التزويد بمياه الشرب بـ‪ 814‬بلدية‬
‫‪ ‬حشد أكبر كمية من المياه الصالحة للشرب‪ ،‬بإيجاد‬ ‫(حصيلة سنة ‪ ،)2014‬مقابل ‪ 568‬بلدية[‪( ]4‬معظمها بلديات‬
‫مصادر جديدة‪.‬‬ ‫بتسييرها‬ ‫مصالحها‬ ‫تقوم‬ ‫تزال‬ ‫ال‬ ‫ريفية)‪،‬‬
‫‪ ‬إعادة هيكلة المؤسسة المسيرة‪ ،‬مع تغيير نمط التسيير‬ ‫(‪ .(La gestion communal‬في حين تولت شركات‬
‫المتبع سابقا‪.‬‬ ‫المساهمة المهمة بالتجمعات الحضرية الكبرى بالشراكة مع‬
‫القطاع األجنبي‪:‬‬
‫‪ ‬فبالجزائر العاصمة تم ابرام عقد تفويض بين شركة‬
‫للجزائر‬ ‫التطهير‬ ‫و‬ ‫المياه‬
‫( ‪SEAAL : Société des Eaux et d’Assainissement‬‬
‫‪ ،)Alger‬و الشركة الفرنسية )‪(SUEZ-Environnement‬‬
‫كأول تجربة سنة ‪.2006‬‬

‫‪37‬‬
‫خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى بالجزائر تحول في التسيير و تفعيل للخدمة‪ :‬حالة التجمع الحضري القسنطيني‬

‫الجزائر‬

‫كلم‬

‫كلم‬

‫أ) سد بني هارون المزود الرئيسي بمياه الشرب للتجمع‪:‬‬


‫شكل (‪ )1‬الموازنة المائية للتجمع الحضري القسنطيني‬ ‫‪350000‬‬ ‫لم تعد المصادر المعتمدة لتموين التجمع الحضري‬
‫اليوم‪3/‬م‬
‫(‪)2015-1999‬‬
‫‪300000‬‬
‫القسنطيني بالمياه الصالحة للشرب كافية‪ ،‬إذ لم تتمكن من تغطية‬
‫فائض‬ ‫عجز‬ ‫العجز المسجل‪ ،‬رغم تقلصه خالل سنتي ‪ 2002‬و ‪،2006‬‬
‫‪250000‬‬
‫بزيادة استغالل مياه كل من تنقيب حمام الزواوي‪ ،‬منبع‬
‫‪200000‬‬
‫بومرزوق‪ ،‬و سد حمام قروز‪ .‬و بإدراج سد بني هارون (أكبر‬
‫‪150000‬‬ ‫مركب مائي بالجزائر‪ ،‬بقدرة استيعاب ‪ 960‬مليون م‪ ،3‬يبعد‬
‫‪88800‬‬
‫‪100000‬‬ ‫بحوالي ‪ 40‬كلم شمال مدينة قسنطينة‪ ،‬ويقع على ارتفاع‬
‫‪50000‬‬ ‫‪120‬م)؛ كمصدر أساسي لتموين التجمع منذ سبتمبر ‪2007‬‬
‫‪0‬‬ ‫(حاليا يمثل أكثر من ‪ %75‬من حجم المياه المخصصة للتجمع)‬
‫السنة‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪-50000‬‬
‫(شكل رقم ‪.)1‬‬
‫ادراج مياه سد بني‬
‫هارون (سنة‬
‫‪-49945‬‬ ‫وجهت مياه سد بني هارون لتزويد المنطقة الجنوبية للتجمع‪،‬‬
‫‪-100000‬‬
‫‪)2007‬‬
‫المياه المخصصة لالستعمال المنزلي(م‪/3‬اليوم)‬
‫بكل المدن التالية‪ :‬علي منجلي‪ ،‬الخروب‪ ،‬عين أسماره‪ ،‬و جزء‬
‫من مدينة قسنطينة‪ ،‬إلى جانب حقل التنقيب حمام الزواوي الذي‬
‫يزود باقي المدينة؛ و بذلك ارتفع حجم المياه السنة تلوى‬
‫األخرى‪ ،‬ليبلغ ‪ 310594‬م‪/3‬اليوم سنة ‪ ،2015‬محققا بذلك‬
‫فائضا في االنتاج قدر بـ ‪88800‬م‪/3‬اليوم بكامل مدن التجمع‬
‫(جدول رقم ‪:)1‬‬

‫‪38‬‬
‫لمياء بولجمر‬

‫التكاليف‪ ،‬ويصعب على المؤسسات المسيرة ضمان سيرورة‬ ‫جدول رقم ‪ 1‬تطور الموازنة المائية بمدن التجمع القسنطيني‬
‫الخدمة‪ ،‬دون اللجوء إلى دعم الدولة‪.‬‬ ‫(م‪/3‬اليوم)‬
‫جدول رقم ‪ 2‬التسلسل الزمني لتسيير خدمة المياه بوالية قسنطينة‬ ‫السنة‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬
‫التسعيرة‬ ‫الفترة‬ ‫مدن التجمع‬
‫[‪]5‬‬
‫الهيئة المسيرة‬
‫المطبقة‬ ‫الزمنية‬
‫‪38910‬‬ ‫‪26876‬‬ ‫‪-4971‬‬ ‫قسنطينة‬
‫البلدية ممثلة بمصالحها الخاصة القائمة‬ ‫‪20886‬‬ ‫‪12327‬‬ ‫‪6492‬‬ ‫الخروب‬
‫على‪:‬‬ ‫‪-1962‬‬
‫‪1969‬‬ ‫‪19635‬‬ ‫‪-2804‬‬ ‫‪982‬‬ ‫علي منجلي‬
‫‪ ‬توزيع المياه الصالحة للشرب‬
‫تسعيرة موحدة‬ ‫‪6542‬‬ ‫‪4916‬‬ ‫‪986‬‬ ‫عين اسماره‬
‫‪ ‬صرف المياه المستعملة و معالجتها‬
‫‪ 1‬دج‬ ‫‪ ‬انشاء الشركة الوطنية لتوزيع مياه‬
‫‪374‬‬ ‫‪-831‬‬ ‫‪-2240‬‬ ‫ديدوش مراد‬
‫الشرب و المياه الصناعية (‪)SONADE‬‬ ‫‪-1970‬‬
‫(بمقتضى أمر رقم ‪ 82-70‬الصادر في ‪23‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪2454‬‬ ‫‪1828‬‬ ‫‪818‬‬ ‫الحامة بوزيان‬
‫ديسمبر ‪)1970‬‬
‫‪ ‬البلدية‬ ‫‪88800‬‬ ‫‪42312‬‬ ‫‪2067‬‬ ‫التجمع‬
‫‪ ‬انشاء مؤسسة توفير المياه و تسييره‬
‫و توزيعها في قسنطينة (‪)EPECO‬‬
‫‪ 1.55 ‬دج‬ ‫(بمقتضى المرسوم رقم ‪ 336-83‬الصادر‬
‫المصدر‪ :‬تم احتسابه اعتمادا على مجموعة من المؤشرات‪ ،‬المعطيات السكانية و‬
‫(سنة ‪)1991‬‬ ‫الحصيلة السنوية لحجم المياه لمختلف السنوات‬
‫في ‪ 14‬ماي ‪ :)1983‬مؤسسة جهوية تمارس‬
‫‪ 1.65 ‬دج‬ ‫أعمالها على كل من الواليات قسنطينة‪ ،‬أم‬ ‫استمر العجز مثال بمدينة قسنطينة حتى سنة ‪ ،2008‬ألن‬
‫(سنة ‪)1992‬‬
‫البواقي و خنشلة‪ ،‬ليتم تعديل اختصاصها‬ ‫‪-1983‬‬ ‫تموينها من سد بني هارون لم يتجاوز ‪ ،%39‬لترتفع مساهمته‬
‫‪ 2.20 ‬دج‬
‫اإلقليمي و يضم قسنطينة‪ ،‬جيجل و ميلة‬ ‫‪2002‬‬
‫(سنة ‪)1994‬‬ ‫إلى ‪ %77‬سنة ‪ ،2010‬في حين مدينة ديدوش مراد‪ ،‬لم يتم‬
‫سنة‪.1987‬‬
‫‪ 3.01 ‬دج‬ ‫‪ ‬البلدية‬ ‫تغطية احتياجاتها حتى سنة ‪ ،2014‬بعد أن تم تخصيص مياه‬
‫(جانفي ‪)1996‬‬ ‫حقل التنقيب عين سخونة لها‪ ،‬و لمدينة الحامة بوزيان؛ أما‬
‫‪ 3.60 ‬دج‬
‫المدينة الجديدة علي منجلي‪ ،‬فيعود العجز المسجل سنة ‪2010‬‬
‫(سبتمبر‬
‫‪)1996‬‬ ‫إلى انخفاض كمية المياه المجندة من بني هارون ( ‪14011‬‬
‫‪ ‬حل مؤسسة توفير المياه و تسييره و‬ ‫م‪/3‬اليوم)‪ ،‬لوجود خلل تقني بقنوات الجلب‪ ،‬لتستفيد المدينة سنة‬
‫توزيعها في قسنطينة (‪ )EPECO‬بمقتضى‬ ‫‪ 2012‬من كميات أكبر تزيد عن ‪40000‬م‪/3‬اليوم‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 360-02‬الصادر في‬ ‫‪-2002‬‬
‫‪ 31‬أكتوبر ‪ 2002‬لتحل محلها الجزائرية‬ ‫‪2006‬‬ ‫ب) من يسير خدمة المياه بالتجمع؟ مسؤولية تامة‬
‫للمياه‪.‬‬ ‫للمؤسسات العمومية‪:‬‬
‫‪ ‬البلدية التي انحصر دورها على تسيير‬
‫ظلت خدمة المياه بالتجمع الحضري القسنطيني‪ ،‬كغيرها‬
‫خدمة المياه بالبلديات الريفية للوالية‬
‫‪ ‬انشاء مؤسسة ذات أسهم مناصفة بين‬ ‫من العديد من الخدمات الحضرية خاضعة سواء للبلدية أو‬
‫الجزائرية للمياه و الديوان الوطني للتطهير‬ ‫المؤسسات العمومية‪ ،‬التي تداولت في كل مرة على تسييرها‬
‫تعرف بشركة المياه و التطهير لقسنطينة‬ ‫‪-2006‬‬ ‫وفق االصالحات المدرجة عبر مراحل زمنية مختلفة‪:‬‬
‫‪ 6.30‬دج‬ ‫‪2008‬‬
‫(‪ )SEACO‬تقوم تسيير خدمة المياه بكل من‬ ‫تظل المؤسسات العمومية هي المسير الوحيد‬
‫( منذ سنة‬
‫بلديات التجمع‪.‬‬
‫‪)2005‬‬ ‫للخدمة‪ ،‬بعد أن تم سحبها تدريجيا من البلديات‪ ،‬لعدم كفاءة‬
‫‪ ‬البلدية( بعدد من بلديات الوالية)‬
‫‪ ‬شركة المياه و التطهير قسنطينة‬ ‫القائمين على الخدمة و قلة االمكانيات‪ ،‬لصالح الجزائرية‬
‫بالشراكة مع شركة مارسيليا للمياه‬ ‫للمياه‪ ،‬لتقوم بدورها مع الديوان الوطني للتطهير‪ ،‬بتأسيس‬
‫(‪.)SEM‬‬ ‫‪-2008‬‬ ‫شركة مساهمة بالمناصفة (ملكية مشتركة) في مارس ‪2008‬؛‬
‫‪ 2010-2009 ‬تشرف شركة المياه و‬ ‫‪2014‬‬
‫تعرف بشركة المياه و التطهير لقسنطينة(‪ ،)SEACO‬و منحها‬
‫التطهير قسنطينة على تسيير خدمة المياه‬
‫تسيير الخدمة بالتفويض‪ ،‬بداية ببلديات التجمع‪ ،‬لتغطي سنة‬
‫بكل بلديات الوالية‪.‬‬
‫‪ ‬تستلم شركة المياه و التطهير قسنطينة‬ ‫‪ 2010‬جميع بلديات الوالية‪ ،‬من أجل تحسين الخدمة المقدمة‪.‬‬
‫بعد‬
‫خدمة المياه بكامل تراب الوالية بعد انقضاء‬ ‫‪2014‬‬
‫بالمقابل نجد أن تسعيرة االستهالك المحددة منذ سنة ‪ 2005‬بـ‬
‫الشراكة مع الشركة األجنبية‪.‬‬ ‫‪ 6.3‬دج‪ ،‬ال تزال بعيدة عن السعر الحقيقي للمياه‪ ،‬المقدر بـ ‪60‬‬
‫دج‪/‬م‪ 3‬حسب الجزائرية للمياه‪ ،‬ما ال يسمح بتغطية كامل‬

‫‪39‬‬
‫خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى بالجزائر تحول في التسيير و تفعيل للخدمة‪ :‬حالة التجمع الحضري القسنطيني‬

‫من أجل تفعيل الخدمة في ظرف قياسي‪ ،‬قامت شركة المياه‬


‫جدول رقم ‪ 3‬تطور مؤشرات خدمة التزويد بمياه الشرب‬ ‫و التطهير لقسنطينة بإبرام عقد تفويض‪ ،‬مع شركة مياه‬
‫بالتجمع القسنطيني لسنتي ‪2015/2008‬‬ ‫مارسيليا (‪ )SEM‬في جوان ‪ ،2008‬بغالف مالي قدر بـ ‪72.8‬‬
‫السنة‬ ‫مليون أورو[‪( ]6‬دخل حيز التطبيق في أكتوبر ‪ ،)2008‬بهدف‪:‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2008‬‬
‫المؤشرات‬ ‫‪ ‬تطوير شركة المياه و التطهير لقسنطينة‪ ،‬بنقل‬
‫الخبرات و التكنولوجيا‪ ،‬لتزيد من استقالليتها و‬
‫‪235000‬‬ ‫‪122790‬‬ ‫قدرة التخزين(م‪)3‬‬
‫قدراتها على التسيير‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل الربط بالشبكة (‪)%‬‬ ‫‪ ‬تحديث الخدمة (التزويد بمياه الشرب‪ ،‬التطهير‪ ،‬خدمة‬
‫‪230921‬‬ ‫‪136000‬‬ ‫حجم المياه الموزعة (م‪/3‬اليوم)‬ ‫الزبائن‪ ،‬تسيير المنشآت‪ )...‬خالل المرحلة التنفيذية‪.‬‬
‫حجم المياه الموجهة لالستهالك‬ ‫كمرحلة أولى لهذه الشراكة استطاعت شركة المياه و التطهير‬
‫‪127007‬‬ ‫‪74800‬‬
‫المنزلي (م‪/ 3‬اليوم)‬
‫لقسنطينة‪ .‬في إطار تحديث تسيير الخدمة من تطوير هيكلها‬
‫‪168‬‬ ‫‪108‬‬ ‫نصيب الفرد (ل‪/‬اليوم)‬ ‫االداري‪ ،‬تكوين اطاراتها و عمالها‪ ،‬تحديث عتادها‪ ،‬و اعتماد‬
‫تكنولوجيات متطورة‪ :‬كأجهزة معايرة للعدادات‪ ،‬أنظمة‬
‫المصدر‪ :‬تم احتسابه اعتمادا على مجموعة من المؤشرات‪ ،‬المعطيات السكانية (تعداد‬ ‫معلوماتية متطورة كنظام تسيير الشبكات‪ ،‬وضع مركز للتسيير‬
‫‪ 2008‬و تقديرات سكانية لسنة ‪ ،)2015‬الحصيلة السنوية لحجم المياه لمختلف‬
‫السنوات (مديرية الموارد المائية لوالية قسنطينة و شركة المياه و التطهير لقسنطينة)‬
‫عن بعد (لمتابعة مستويات المياه بالخزانات‪ ،‬الصبيب الموزع‪،‬‬
‫و تحديد وضعية محطات الضخ و غيرها‪ ،)...‬أنظمة إلدارة‬
‫بالمقارنة مع المؤشرات المسجلة لسنة ‪ ،2008‬تمكن التجمع‬ ‫الزبائن و تحديد التسعيرة‪.‬‬
‫سنة ‪ 2015‬من رفع قدرة التخزين إلى أكثر من ‪ ،%91‬و معدل‬ ‫و كمرحلة تنفيذية‪ ،‬عملت الشركة على رفع مستوى الخدمة‬
‫الربط بالشبكات إلى ‪ ،%96‬و زيادة حجم المياه الموزعة و‬ ‫عمومية‪ ،‬و الوصول إلى تعميم خدمة ‪24/24‬ساعة بصفة‬
‫الموجهة لالستعمال المنزلي بنسبة ‪%70‬؛ ما نتج عنه رفع‬ ‫تدريجية؛ عن طريق تحديث نظام التزويد بمياه الشرب‪ ،‬إعادة‬
‫نصيب الفرد من مياه الشرب‪ ،‬الذي لم يكن يتجاوز‬ ‫تحسين و تصليح الشبكات‪ ،‬و استعمال مواد حديثة إلنجاز و‬
‫‪66‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد سنة ‪ 1999،‬قبل وصول مياه سد بني هارون إلى‬ ‫استبدال الشبكات‪ ،‬لخفض نسبة التسربات (مادة (‪)PEHD‬‬
‫‪ 108‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد سنة ‪ ،2008‬و بلغ ‪ 168‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد سنة‬ ‫المعروفة بمرونتها‪ ،‬قوة احتمالها‪ ،‬و محافظتها على نوعية‬
‫‪ ،2015‬ما يقارب المعدل الوطني المقدر بـ‪ 175‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد‪.‬‬ ‫المياه) ‪ ،‬التزويد بالعدادات و استبدال القديمة‪ ،‬إنجاز منشآت‬
‫كما أستفاد سكان التجمع من توزيع يومي للمياه بنسبة تزيد عن‬ ‫مائية لتغطية العجز كالخزانات‪.‬‬
‫‪ ،%80‬و تعميم خدمة توزيع ‪ 24/24‬ساعة بأكثر من ‪،%73‬‬ ‫أمام كل هذه التغييرات‪ ،‬هل تم فعال تفعيل خدمة التزويد بمياه‬
‫بمعدل ‪ 18‬ساعة في اليوم كما هو موضح في الجدول التالي‪:‬‬ ‫الشرب بالتجمع أم ال؟ و هذا ما سيتم االجابة عنه باالعتماد على‬
‫مجموعة من المؤشرات‪:‬‬
‫شكل ‪ 2‬تطور توزيع الخدمة بالتجمع سنتي ‪ 1010‬و ‪2015‬‬ ‫ت) مؤشرات تفعيل الخدمة‪:‬‬
‫‪% 80‬‬
‫تقاس نوعية خدمة المياه بعدد من المؤشرات‪ :‬بدءا من‬
‫‪60‬‬ ‫فعالية الشبكات‪ ،‬نسبة الربط بها‪ ،‬توفير المنشآت المائية‬
‫‪40‬‬
‫الالزمة‪ ،‬نصيب الفرد من مياه الشرب‪ ،‬تردد ومدة التوزيع‪.‬‬
‫فالتغييرات التي استحدثت على خدمة المياه بالتجمع الحضري‬
‫‪20‬‬ ‫القسنطيني‪ :‬من رفع في كمية المياه المنتجة‪ ،‬و ادراج فاعلين‬
‫‪0‬‬
‫جدد في تسييرها‪ ،‬كان لها األثر االيجابي في المجال‪:‬‬
‫السنة‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪24/24‬سا‬ ‫يوميا‬ ‫يوم كل يومين‬ ‫يوم كل ‪ 3‬أيام‬

‫المصدر‪ :‬شركة المياه و التطهير قسنطينة‪ ،‬مديرية استغالل المياه و‬


‫االنجاز» ‪«Rapport sur la continuité du service 24h, 2010-2015‬‬

‫‪40‬‬
‫لمياء بولجمر‬

‫في حين تقدم كل من مدينتي ديدوش مراد و الحامة بوزيان‬ ‫تمكنت الشركة من رفع مستوى الخدمة على العموم بالتجمع‪،‬‬
‫خدمة متوسطة‪ ،‬مقارنة بمدن التجمع‪ ،‬حيث سجلت أقل نصيب‬ ‫لكن بمستويات مختلفة عبر مدن التجمع (خريطة رقم ‪ )2‬و هذا‬
‫فرد (‪112‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد ‪ 120 ،‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد على التوالي)‪ ،‬و لم‬ ‫لعدد من األسباب منها‪:‬‬
‫تتجاوز خدمة التوزيع ‪ 24/24‬ساعة بنسبة ‪ %34‬و ‪ %17‬على‬ ‫‪ ‬تزويد التجمع تدريجيا بمياه سد بني هارون‪ ،‬ما اسفر‬
‫التوالي؛ ليبقى التوزيع األكثر انتشارا بهما يوم كل يومين أو‬ ‫عنه استفادة بعض المدن من مياهه دون األخرى‬
‫ثالثة أيام بمعدل ‪ 9‬ساعات‪ ،‬و يرجع ذلك إلى عدم االستفادة من‬ ‫(الخروب‪ ،‬عين اسماره‪ ،‬المدينة الجديدة علي منجلي‬
‫و الجزء الجنوبي لمدينة قسنطينة)‪.‬‬
‫مياه سد بني هارون‪ ،‬أو أي انجاز للمنشآت الهيدروليكية‪ ،‬أو‬
‫‪ ‬تأخر في انجاز المنشآت الهيدروليكية‪ ،‬و إعادة تحسين‬
‫برامج إعادة تحسين الشبكات‪.‬‬ ‫الشبكات و تغيير العدادات‪.‬‬
‫‪ .3‬مجهودات أكبر لضمان استمرارية تفعيل الخدمة‪:‬‬
‫خريطة ‪02‬‬
‫رغم تحسن نوعية خدمة التزويد بمياه الشرب بالتجمع‬ ‫التجمع الحضري القسنطيني‬
‫القسنطيني‪ ،‬إال أنه هناك المزيد مما يجب القيام به‪ ،‬من أجل‬ ‫مستوى خدمة التزويد بمياه الشرب‬
‫ضمان استمرارية توفير خدمة أفضل‪ ،‬و تسيير محكم و ذلك بـ‪:‬‬ ‫عبر المدن‬
‫ديدوش مراد‬
‫مكافحة التبذير ‪ :‬بالقضاء على التسربات‪ ،‬و تفعيل‬ ‫‪‬‬
‫المراقبة‪ ،‬للحد من سرقة المياه التي تتم عن طريق الربط غير‬ ‫الحامة بوزيان‬

‫قانوني بالشبكة‪ ،‬كاستغاللها حتى في النشاطات التجارية؛ كما‬


‫هو الحال بالمدينة الجديدة علي منجلي‪ ،‬و باألحياء الفوضوية‬
‫مستوى الخدمة‬
‫بمدينة قسنطينة‪ ،‬ما يتسبب في خسائر مالية مهمة للشركة‪ ،‬إذ‬ ‫جيد جدا‬
‫ال تتعد نسبة المياه المفوترة ‪ ]8[ %62‬من اجمالي المياه‬ ‫جيد‬
‫متوسط‬
‫الموزعة‪.‬‬
‫صورة ‪ :1‬تسرب للمياه الصالحة بحي‬ ‫قسنطينة‬
‫الدقسي عبد السالم –مدينة قسنطينة‪-‬‬

‫عين اسماره‬

‫الخروب‬
‫‪2‬كلم‬ ‫‪0‬‬

‫المدينة الجديدة‬
‫علي منجلي‬

‫المصدر‪ :‬تعداد ‪ 2008‬و تقديرات سكانية لسنة ‪ ،2015‬مديرية الموارد المائية لوالية قسنطينة‪ ،‬شركة‬
‫المياه و التطهير لقسنطينة‬
‫المصدر‪ :‬تحقيق ميداني سنة ‪2016‬‬
‫سجلت كل من المدينة الجديدة علي منجلي‪ ،‬مدينتي عين اسماره‬
‫صورة ‪ :2‬انتشار محطات لتنظيف السيارات بحي شعب الرصاص‬
‫الفوضوي بمدينة قسنطينة (ربط غير قانوني بالشبكة ووجود ‪ 29‬محطة‬
‫و الخروب أفضل خدمة‪ ،‬من حيث الربط الشبه كلي بالشبكة‪،‬‬
‫على طول الطريق مسافة ال تزيد عن ‪1‬كلم)‬ ‫ليصل إلى ‪ %100‬بالمدينة الجديدة علي منجلي‪ ،‬و نصيب فرد‬
‫مرتفع يتجاوز المعدل (‪ 188‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد‪ 187 ،‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد و‬
‫‪ 175‬ل‪/‬يوم‪/‬فرد على التوالي)؛ كما تم تعميم خدمة التوزيع‬
‫‪ 24/24‬ساعة بنسبة ‪ %100‬بمعدل يتراوح بين ‪ 22‬و ‪23‬‬
‫ساعة‪ .‬تليهم مدينة قسنطينة التي رغم رفع المستوى‪ ،‬لم تعرف‬
‫تغطية كاملة لخدمة ‪ 24/24‬ساعة بنسبة ‪ %89‬و معدل توزيع‬
‫‪ 21‬ساعة‪ ،‬و يرجع ذلك إلى‪ :‬استمرار تزويد جزئها الجنوبي‬
‫بمياه حقل التنقيب حمام الزواوي‪ ،‬تأخر انجاز برنامج إعادة‬
‫تحسين و تجديد شبكاتها‪ ،‬حيث تسجل أكبر نسبة للتسربات‬
‫تزيد عن ‪ ،%30‬لقدم الشبكات التي يتجاوز عمرها ‪ 70‬عاما‬
‫بوسط المدينة[‪ ،]7‬و انتشار األحياء الفوضوية التي يصعب‬
‫ربطها بالشبكة‪.‬‬
‫المصدر‪Google earth 2016 :‬‬
‫‪41‬‬
‫خدمة التزويد بالمياه الصالحة للشرب بالتجمعات الحضرية الكبرى بالجزائر تحول في التسيير و تفعيل للخدمة‪ :‬حالة التجمع الحضري القسنطيني‬

‫إذا ما قارنا نظام التسعيرة بالجزائر و بتونس‪ ،‬نجد أن هذه‬ ‫‪ ‬التوعية و الترشيد‪ :‬العمل على توعية السكان بأهمية‬
‫األخيرة تتميز بنظام تسعيرة أكثر فعالية‪ ،‬إذ يتراوح بين ‪0.2‬‬ ‫هذا المورد المعرض للندرة‪ ،‬فبتوفير المياه ‪ 24/24‬ساعة دون‬
‫دينار تونسي (‪ 10.02‬دج) و ‪ 1.315‬دت (‪ 65.89‬دج)‪ ،‬ما‬ ‫انقطاع تقريبا؛ زاد من استهالك المياه للسكان‪ ،‬و تعددت‬
‫يساهم في خفض االستهالك لدى الفئات الميسورة‪ ،‬التي تتعدد‬ ‫استخداماته‪ :‬بانتشار استعمال الغساالت‪ ،‬و مسخنات المياه‪ ،‬التي‬
‫استعماالتها للمياه باستغالل كميات مرتفعة (من غسل‬ ‫تتواجد بكل المساكن تقريبا‪ ،‬التدفئة المركزية و غيرها‪ .‬لذا‬
‫السيارات‪ ،‬سقي الحديقة الخاصة‪ ،‬و استعمال المسابح المنزلية)؛‬ ‫وجب التأكيد على ترشيد االستهالك باستخدام معدات تقلل من‬
‫بتحديد تسعيرة خاصة لكل قسط و كل فئة من المستعملين حسب‬ ‫تبذير المياه‪ ،‬الصيانة الدورية للشبكة الداخلية للمسكن لتفادي‬
‫كمية المياه المستهلكة‪ .‬على عكس ما هو مطبق بالجزائر‪ ،‬حيث‬ ‫التسربات‪ ،‬و العمل على إعادة رسكلة المياه المستعملة التي‬
‫يتم اعتماد النظام التدريجي للتسعيرة حسب أقساط االستهالك‪،‬‬ ‫يمكن استخدامها في أغراض أخرى‪.‬‬
‫انطالقا من السعر المرجعي المحدد بـ ‪ 6.3‬دج في حين قدر‬ ‫‪ ‬تحصيل المستحقات‪ :‬إذ تقدر ديون شركة المياه و‬
‫السعر الحقيقي للماء بـ‪ 60‬دج حسب الجزائرية للمياه‪.‬‬ ‫التطهير بقسنطينة بأكثر من ‪ ]9[ %67‬من مستحقاتها لدى‬
‫زبائنها‪ ،‬ما يجعلها في وضعية مالية صعبة‪ ،‬فعلى الشركة‬
‫تطبيق إجراءات ردعية‪ ،‬حسب ما جاء في قانون ‪12-05‬‬
‫شكل (‪ )4‬تسعيرة الماء الصالح للشرب بتونس‬ ‫المتعلق بالمياه من قطع للمياه‪ ،‬فرض غرامات مالية على‬
‫(مليم‪/‬م‪)3‬‬ ‫المتأخرين ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة التسعيرة المطبقة لترشيد االستهالك‪ :‬تؤكد‬
‫المؤسسات العمومية المكلفة بتسيير الخدمة على إعادة النظر‬
‫في التسعيرة المطبقة‪ ،‬للتقليص من استهالك المياه لدى الفئات‬
‫ذات الدخل المرتفع‪ ،‬و مختلف فئات المستعملين‪ ،‬بعد أن دخلت‬
‫خدمة ‪ 24‬ساعة حيز التنفيذ‪ ،‬و بلوغ السعر الحقيقي للمياه‬
‫لتغطية التكاليف دون المساس بدعم الفئات المحرومة‪ .‬فبالدول‬
‫األوروبية كفرنسا نجد تسعيرة االستهالك تقارب التسعيرة‬
‫الحقيقية إذ تبلغ ‪ 2‬أورو (‪246.63‬دج) في حين نجد أن السعر‬
‫الحقيقي للخدمة يقدر بـ‪ 3‬أورو[‪ )369.95( ]10‬أورو‪.‬‬

‫‪www.sonede.com‬‬ ‫المصدر ‪:‬‬ ‫شكل (‪ )3‬تسعيرة مياه الشرب بالجزائر‬


‫الخاتمة‬ ‫(حسب المنطقة التسعيرية إلقليم قسنطينة (دج‪/‬م‪)) 3‬‬
‫قسط االستهالك‬
‫م‪/3‬ثالثي‬
‫إلى جانب االنجازات الكبرى التي حققتها الجزائر‬
‫لتوفير الكميات الالزمة من المياه‪ ،‬و االصالحات التي أحدثت‬
‫في القطاع‪ ،‬فإن الوصول إلى تسيير متكامل لتحسين الخدمة ‪،‬‬
‫يسمح بتحقيق فعالية اقتصادية وعدالة اجتماعية مع ضمان‬
‫الستمراريتها‪ .‬و على اعتبار أن الماء مورد طبيعي نادر فإن‬
‫تسييره لن يكون إال من خالل مقاربات التسيير الحديث‪.‬‬
‫فالتوجه نحو طرق جديدة لتسيير الخدمة العمومية‬
‫للتزويد بالماء الشروب بالجزائر‪ ،‬مكن حواضرها كالتجمع‬
‫الحضري القسنطيني من تحسين نوعية الخدمة المقدمة‪ ،‬بعد أن‬
‫عان سكانها من سوء التوزيع‪ ،‬و تبذير للمياه لتدهور الشبكات؛‬
‫فكان إلنشاء شركة عمومية لتسيير المياه و التطهير بالمدينة‪ ،‬و‬
‫إبرام عقود للتسيير المفوض للخدمة‪ ،‬للتكفل بتوزيع المياه على‬ ‫المصدر‪ :‬تم احتسابه حسب ما جاء في المواد ‪ 17 ،11 ،10‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 13-05‬الصادر في ‪ 09‬جانفي ‪ 2005‬يحدد‬
‫مدار ‪ 24‬ساعة؛ األثر اإليجابي ببلوغ أغلب األهداف المسطرة‪:‬‬ ‫قواعد تسعير الخدمات العمومية للتزويد بالماء الصالح للشرب و‬
‫من رفع في المؤشرات التقنية و التجارية‪ ،‬تحديث العتاد‪ ،‬تبادل‬ ‫التطهير و كذا التعريفات المتعلقة بها‪ ،‬جريدة الرسمية عدد‪ 05‬الصدر‬
‫في ‪ 12‬جانفي ‪ .2005‬ص‪7 ،6 ،5‬‬
‫الخبرات و التكوين‪ ،‬و تعميم توزيع الماء الشروب على ما يزيد‬
‫عن ‪ %73‬من سكان التجمع‪ .‬رغم ما سجلته هذه الشراكة من‬

‫‪42‬‬
‫لمياء بولجمر‬

‫[‪ ]3‬بودرف مصطفى‪ .‬مذكرة ماجستير بعنوان " التسيير المفوض‬ ‫سلبيات في التباطؤ في تنفيذ دفتر الشروط‪ ،‬و نقص في الخدمة‬
‫و التجربة الجزائرية في مجال المياه"‪ .‬جامعة الجزائر‪– 1‬كلية‬ ‫بالمدن الشمالية للتجمع‪ ،‬و التأخر في تجسيد األهداف المسطرة‪،‬‬
‫الحقوق‪ -‬سنة ‪ 111 .2012‬صفحة‪ .‬ص ‪60‬‬ ‫كالقضاء على نقاط التسرب من طرف الشركة الفرنسية‪.‬‬
‫‪]4[ www.mre.dz‬‬
‫[‪ ]5‬تم تحديد اسعر مياه الشرب تبعا للنصوص التنظيمية الصادرة‬ ‫في حين تحتفظ الدولة بالملكية الحصرية للمنشآت‪ ،‬و‬
‫منذ سنة ‪ 1985‬إلى غاية سنة ‪.2005‬‬ ‫الشبكات‪ ،‬و تحديد التسعيرة التي ال تزال تقوم بدعمها إلى يومنا‬
‫‪[6] Leila BOUKLI "Société de l’Eau et de‬‬ ‫هذا‪ ،‬و تتحمل فارق السعر؛ و بالمقابل نجد أن المواطن ال يزال‬
‫")‪l’Assainissement de Constantine (SEACO‬‬
‫يقوم بالدور السلبي‪ ،‬لسوء استغالله للماء و تبذيره‪ ،‬لذا تعمل‬
‫‪eldjazaircom N°97- publié Juillet 2016.‬‬
‫‪]7[ Algérienne des eaux (ADE). « Rapport‬‬ ‫الجهات المسؤولة على تدعيم برامج للتوعية‪ ،‬و ترشيد استهالك‬
‫‪d’analyse du fonctionnement du système AEP du‬‬ ‫هذه المادة الحيوية الذي أصبح مطلبا أساسيا‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫‪groupement urbain de Constantine ». Février‬‬ ‫العمل على تغيير األنماط والعادات االستهالكية اليومية للفرد أو‬
‫‪2008. 76 pages. p16.‬‬ ‫لألسرة‪ ،‬لتتسم بالتعقل واالتزان والرشاد‪.‬‬
‫‪[8] [9] SEACO ; Direction clientèle : « Rapport‬‬
‫‪sur la facturation des volumes distribués et l’état‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪des créances» mars 2016.‬‬ ‫[‪ ]1‬تقرير التنمية االنسانية العربية لعام ‪ :2009‬تحديات أمن‬
‫‪[10] Eric Lombard, « comment estimer le prix de‬‬ ‫االنسان في الدول العربية"‪ .‬ص‪38‬‬
‫‪l’eau ? ». Revue Ouvertures. Année 2015.‬‬ ‫‪]2[ BITAT Belkacem. « L’eau À Tamanrasset :‬‬
‫‪www.ouvertures.net .‬‬ ‫‪Gestion‬‬ ‫‪D’une‬‬ ‫‪Pénurie ».‬‬ ‫‪Magister‬‬ ‫‪en‬‬
‫‪aménagement du territoire. Université des frères‬‬
‫‪Mentouri Constantine. Juillet 2013. 250 pages. P142‬‬

‫‪43‬‬

You might also like