You are on page 1of 26

‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه‬

‫قصص نجاح‬

‫مارس‪2020 -‬‬
‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪2‬‬
‫في هذا الكتيب‪ ،‬نحن فخورون بعرض قصص نجاح المزارعين والمستفيدين الذين يتمتعون بالصمود واإلبداع وااللتزام‬
‫والذين حققوا أقصى درجات االستفادة من برك تجميع مياه األمطار من أسطح الدفيئات ومن البركة الجماعية لتجميع وحقن‬
‫ُ‬
‫مياه االمطار والتي أنشأت بواسطة جمعية التنمية الزراعية (اإلغاثة الزراعية _ ‪ )PARC‬ومؤسسة الدياكوني األلمانية لإلغاثة‬
‫الطارئة (‪ )DKH‬كجزء من هذا المشروع الممول من قبل وزارة التعاون االقتصادي والتنمية الفدرالية األلمانية (‪ )BMZ‬وسيتم‬
‫ً‬
‫استعراض هذه القصص الحقًا‪ .‬يعكس هؤالء المزارعين وعائالتهم طرقا مختلفة لالنتفاع من أنشطة المشروع وذلك للحفاظ‬
‫على رزقهم أو حماية أنفسهم من المخاطر المختلفة التي تؤثر على منازلهم أو سبل عيشهم‪.‬‬
‫على وجه التحديد ‪ ،‬سنعرض في هذا الكتيب كيف يستمتع سكان أم النصر بالشتاء األكثر أمنًا ‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫ً‬
‫مزارعا بإمكانية أفضل للوصول إلى مياه الري دون الضغط على طبقة المياه الجوفية المستنزفة في قطاع غزة‪.‬‬ ‫يتمتع ‪135‬‬
‫ً‬
‫سنعرض أيضا عددًا من المزارعين الذين يستفيدون من برك تجميع مياه األمطار المنشأة في مزارعهم والتي تعمل على‬
‫تعزيز تنوع محاصيلهم الزراعية أو زيادة إنتاجيتهم و قدرتهم على الصمود في مواجهة ازمة انقطاع التيار الكهربائي في‬
‫قطاع غزة‪ .‬يركز كل من ‪ PARC‬و ‪ DKH‬على ‪ 8‬حاالت من أصل ‪ 200‬مزارع يستفيدون من تدخل برك تجميع مياه االمطار(‪)RWH‬‬
‫في جميع محافظات قطاع غزة ‪ ،‬وعلى حالتين للمواطنين والتالميذ في قرية أم النصر من اصل ‪ 6000‬مستفيد من تدخل وحدة‬
‫تجميع وفلترة وحقن مياه األمطار الجماعية في قرية أم النصر (‪.)CRWHIU‬‬

‫للتخفيف من معاناة مواطني غزة ضد ندرة المياه والملوحة ولزيادة قدرتهم على الصمود ‪ ،‬قامت اإلغاثة‬
‫الزراعية بالشراكة مع مؤسسة الدياكوني بتنفيذ مشروع «تعزيز صمود مواطني غزة ضد أزمة المياه»‬
‫بتمويل من ‪ BMZ‬حيث تم تنفيذ المشروع في الفترة ما بين ديسمبر ‪ 2017‬وحتى مارس ‪.2020‬‬
‫‪3‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫» »أهداف المشروع هي‪:‬‬

‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬
‫زيادة التكيف مع ندرة المياه‬ ‫زيادة الوصول إلى مياه ذات نوعية‬
‫والملوحة والحد من التعرض‬ ‫جيدة وتقليل مخاطر الفيضانات‬
‫لصدمات سبل عيش المزارعين‪.‬‬ ‫المفاجئة لسكان ومزارعي أم النصر‪.‬‬

‫» »األنشطة الرئيسية ‪:‬‬


‫‪1.1‬المكونات العينية‪:‬‬
‫ •إنشاء وحدة تجميع وفلترة وحقن مياه األمطار الجماعية في قرية أم النصر (‪.)CRWHIU‬‬
‫ •إنشاء برك تجميع مياه األمطار من أسطح الدفيئات الزراعية (‪ 200( )RWH‬مزارع مستفيد)‬
‫‪2.2‬مكونات بناء القدرات‬
‫ •تدريب موظفي المشروع على أفضل الممارسات في إدارة المياه‬
‫ •تدريب المزارعين على إدارة المزرعة بما في ذلك إدارة المياه‬
‫ •زيارات إرشادية للمزارعين (‪ 135‬في قرية أم النصر ‪ 200 +‬في قطاع غزة)‬

‫» »اشتمل المشروع نظام المتابعة والتقييم والذي تضمن التالى‪:‬‬


‫‪1.1‬التقييم الفني‪:‬‬
‫اجراء تقييم فني لوحدة تجميع وحقن مياه األمطار الجماعية خالل شهر أكتوبر ‪ 2018‬بهدف فحص التصميم واضافة‬
‫التعديالت المطلوبة عليه ‪ ،‬حيث تمت إعادة تصميم وحدة ‪ CRWHI‬و إضافة بعض المكونات لها مثل انشاء ابار لحقن‬
‫وترشيح المياه في الخزان الجوفي وتعديل ميول الجرف أعلى البركة لمنع انهيارها‪.‬‬

‫‪2.2‬مراجعة منتصف المدة‪:‬‬


‫تم إجراء مراجعة منتصف المدة خالل يومين يومي ‪ 22‬و ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2018‬من خالل استخدام أدوات متعددة بما في ذلك‬
‫التقييم الجماعي للممارسات الجيدة المطبقة ‪ ،‬وتقييم المشروع من حيث معايير ‪ ، DAC‬وتحليل ‪ SWOT‬لمختلف عناصر‬
‫المشروع وأنشطته وأخيرًا تقييم مدى قابلية تطبيق مؤشرات المشروع‪ .‬واظهرت المناقشات إمكانية جيدة في تحقيق‬
‫مؤشرات المشروع ومعايير ‪.DAC‬من ناحية أخرى ‪ ،‬فإن تحليل ‪ SWOT‬عبر عن نتائج جيدة في تلك المرحلة ‪ ،‬وتم تحديد‬
‫التحسينات المحتملة‪.‬‬
‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪4‬‬
‫‪3.3‬التقييم الخارجي النهائي‪:‬‬
‫تم إجراء التقييم النهائي في ديسمبر‪ 2019‬ويناير وفبراير ‪ .2020‬وقد ألقى هذا التقييم الضوء على نتائج المشروع‬
‫ً‬
‫واألثر المتحقق وفقا لمعايير تقييم ‪( OCED-DAC‬مالئمة والكفاءة واالتساق والفعالية واألثر واالستدامة)‪ .‬األدوات‬
‫النوعية المستخدمة للتقييم السريع بالمشاركة شملت‪ :‬مراجعة الوثائق ‪ ،‬مجموعات بؤرية‪ ،‬ودراسات الحالة ومقابالت‬
‫مع اشخاص معروفين‪ .‬بينما ‪ ،‬تم استخدام مسح خط النهاية للتقييم الكمي‪.‬‬

‫» »اشتمل نظام المتابعة والتقييم النتائج التالية‪:‬‬


‫‪1.1‬أفاد ‪٪96.3‬من مزارعي أم النصر بأنه أصبح بامكانهم الوصول الى مياه موثوقة ذات نوعية جيدة وبأقل التكاليف‪.‬‬
‫‪٪1002.2‬من سكان أم النصر والطالب في مدرسة حمزة بن عبد المطلب يؤكدون زيادة الحماية من مخاطر الفيضانات‬
‫المفاجئة والحد من حوادث المياه وآثارها السلبية‪.‬‬
‫‪3.3‬هناك تحسن بنسبة ‪( ٪69‬ارتفع من ‪ ٪28‬إلى ‪ )٪97‬في معارف ومهارات مزارعي أم النصر في الممارسات المتعلقة‬
‫بالمياه والزراعة وتحسن بنسبة ‪( ٪70.85‬ارتفع من ‪ ٪27.15‬إلى ‪ )٪98‬في معرفة مزارعي الدفيئات‪.‬‬
‫‪4.4‬أبلغ ‪ ٪94.9‬من المزارعين عن زيادة صمودهم (تؤكدها‪ :‬زيادة اإلنتاجية ‪ ،‬زيادة تنوع المحاصيل ‪ ،‬انخفاض نفقات‬
‫الوقود ‪ /‬المياه)‪.‬‬
‫‪5.5‬يفضل المزارعين برك الجيمومبيرين لقوة تحملها (اذا كان موقع المزرعة ومعايير اخرى تسمح بذلك)‪.‬‬
‫‪6.6‬هناك حاجة إلى التوعية وإدارة الفائض من برك تجميع مياه االمطار في شمال قطاع غزة بسبب النسبة العالية من‬
‫هطول األمطار هناك‪.‬‬
‫‪7.7‬تحظى برك تجميع مياه األمطار بتقدير أكبر في الجنوب (خان يونس ورفح) بسبب زيادة الملوحة‪.‬‬

‫» »التوصيات‪:‬‬
‫‪1.1‬تكرار وتطوير نموذج التدخل لكل من برك تجميع مياه االمطار او البركة الجماعية لتجميع وفلترة وحقن مياه االمطار في‬
‫نفس المجتمعات وغيرها من المجتمعات في قطاع غزة ‪ ،‬مع التركيز على محافظتي خان يونس ورفح بسبب الهشاشة‬
‫واالحتياج الشديد‬
‫‪2.2‬مواصلة دعم المجتمع في قرية أم النصر الهش‪.‬‬
‫‪3.3‬تلبية احتياجات المزارعين الضعفاء في الحقول المفتوحة‬
‫‪5‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫يرجى مالحظة أن األسماء الواردة‬


‫في هذه القصص ليست بالضرورة ان‬
‫تكون حقيقية وذلك لحماية خصوصية‬
‫مزارعينا‪ .‬الصور أيضا ال تتوافق بالضرورة‬
‫مع القصص الموجودة‪ .‬هؤالء المزارعون‬
‫واألفراد هم أمثلة على المزارعين و‬
‫االفراد المستفيدين من المشروع‪ .‬قبل‬
‫كل شيء ‪ ،‬يقوم رواة القصص بإبالغنا‬
‫عن صمود المواطنين الفلسطينيين‬
‫في قطاع غزة وكفاحهم من أجل حياة‬
‫كريمة ضد العديد من المخاطر‪.‬‬

‫‪Courtesy to : Aaed Abed‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪6‬‬
‫أهالي قرية أم النصر‬
‫(الحياة من الممكن أن تكون سهلة في اوقات الشتاء)‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫على مدار ثالثة عشر ً‬
‫عاما ومنذ تأسيسها عام ‪ 2005‬تعاني قرية أم نصر‪ ،‬شمال قطاع غزة‪ ،‬من الغرق كل شتاء سكانا‬
‫ً‬
‫وبيوتا وشوارعا‪ ،‬حيث تتجمع المياه في بؤرة القرية نتيجة وجود مضخة صرف صحي واحدة ومصفاتين فقط ال يتمكنوا من‬
‫أليام عديدة‪ ،‬ويتسبب بأزمة للسكان الذين يصل تعدادهم‬ ‫سحب الكميات الهائلة من مياه األمطار؛ ما ُيعطل حركة ّ‬
‫السير‬
‫ٍ‬
‫نحو ‪ 6‬آالف نسمة‪.‬‬
‫ِ‬
‫سنة ‪ 2013‬تعرضت القرية البدوية لمنخفض عميق وقاسي يسمي « منخفض آالسكا « و يعتبر األشرس واألكثر سوءًا من‬
‫سبيقاته ‪ ،‬حيث أدي لحدوث فيضان وسيل من مياه األمطار التي بدورها أغلقت القرية كلها بما في فيها من منازل ومدارس ‪ ،‬حيث‬
‫وصل ارتفاع منسوب مياه األمطار بمتوسط ‪ 100‬سم ‪ ،‬حسب ما وضحته بلدية أم النصر ‪.‬‬

‫في ذلك اليوم لم يتوقف المطر أبدًا‪ ،‬عمل جميع موظفي البلدية لمدة ‪ 24‬ساعة ‪ ،‬قام العديد من سكان القرية بمساعدتهم‬
‫إلنقاذ أولئك الذين حوصروا في منازلهم التي غمرتها المياه باستخدام الشاحنات واآلليات الثقيلة األخرى التي تملكها البلدية‪،‬‬
‫حيث تم إجالء العديد من العائالت إلى المدارس في ذلك اليوم بسبب العاصفة‪.‬‬

‫حت المياه من مضخة الصرف الصحي وبدأت تتوجه نحو طبلون الكهرباء فكادت أن تحرق القرية بما فيها‬ ‫«في لحظة قاتلة َط َف ْ‬
‫لوال أن تنزلت رحمة الله وأوقفت المطر»‪ ،‬ذلك أقل ما وصفه أيمن أبو قليق الموظف في قسم المياه والصرف الصحي ببلدية أم النصر‪،‬‬
‫عن إحدى أخطر الليالي الشتوية التي مرت عليهم‪.‬‬

‫وقال موسى المدني وهو مواطن من قرية أم النصر بحزن عميق « اعتدنا على االنتقال من منازلنا إلى المدارس القريبة ألن منازلنا‬
‫كانت تغمرها المياه بشكل متكرر في أوقات الشتاء‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬يصل ارتفاع الفيضان إلى متر واحد‪ ،‬مما يؤدي الى تضرر‬
‫ممتلكاتنا «‪ .‬وأضاف «في محاولة لحمايتنا من الفيضانات المتكررة‪ ،‬أنشأت البلدية جدران حماية ‪ -‬سواتر رملية ‪ -‬أمام منازلنا‪ .‬ومع‬
‫ذلك فشلت جدران الحماية القبيحة هذه في التخفيف من آثار الفيضانات المفاجئة على منازلنا «‬
‫ً‬
‫مختلفا ً‬
‫تماما‪ ،‬فيمكنك المشي هناك بسهولة بينما تمطر دون أن تتبلل‪ .‬وذلك إلنشاء وحدة‬ ‫هذا العام‪ ،‬كان الوضع في القرية‬
‫تجميع وترشيح وحقن مياه األمطار (‪ ، )CRWHIU‬التي تم إنشاؤها لجمع وتصفية وحقن مياه األمطار ‪ ،‬كجزء من مشروع «تعزيز‬
‫قدرة مواطني غزة على مواجهة أزمات المياه» والذي تنفذه االغاثة الزراعية ‪ PARC‬بالشراكة مع ‪Diakonie Katasterophenhilfe‬‬
‫وبتمويل من ‪.BMZ‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫في التفاصيل قال مدير المشروع م‪ .‬عائد عابد «استغرق بناء وتنفيذ وحدة ‪ CRWHI‬أربعة أشهر‪ ،‬حيث قمنا بتعيين شركة‬
‫إنشاءات تم مراقبتها بواسطة منسق فني خبير‪ .‬وكان الغرض من هذه البركة هو حماية سكان أم النصر من الفيضانات المتكررة‬
‫ومساعدة المزارعين على الوصول إلى المزيد من مياه الري دون الضغط على خزان المياه الجوفية «‪.‬‬
‫ً‬
‫وضح موسي المدني قائال «منذ عام ‪ 2018‬وبعد إنشاء وحدة ‪ ،CRWHI‬قمنا بإزالة جدران الحماية القبيحة ‪ -‬السواتر الرملية‪ -‬ولم‬
‫يعد من الضروري بناؤها خالل فصل الشتاء‪ ،‬كما أن مياه الصرف الصحي ومياه األمطار لم تعد تغمر منازلنا وال يتعين علينا إخالء‬
‫منازلنا أو فقدان ممتلكاتنا»‪.‬‬

‫في هذه األيام بدء النور يشرق من جديد بعد طول غياب‪ ،‬حيث تمكن موظفي البلدية‪ ،‬الذين اعتادوا العمل بشكل مستمر في‬
‫أوقات الشتاء االسترخاء واالستمتاع بهذا الموسم‪ .‬وأيضًا تمكن المواطنين الخروج بحرية من منازلهم للقيام بأعمالهم اليومية‬
‫وال توجد أي مشاكل مرورية‪ ،‬اآلن أصبحوا أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ والمخاطر الطبيعية وخاصة الفيضانات المفاجئة‪.‬‬

‫بركة تجميع وحقن المياه في قرية ام النصر – بعد‬ ‫بركة تجميع وحقن المياه في قرية ام النصر ‪ -‬قبل‬

‫تم إزالة السواتر الرملية – بعد‬ ‫السواتر الرملية – قبل‬

‫‪Courtesy to: Kamel Alijla‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪8‬‬
‫سالـــــم‬
‫( المياه العذبة لتنوع المحاصيل )‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تسعة أفراد ‪ ،‬يسكن في منطقة ريفية في دير‬‫ِ‬ ‫سالم ذو الثمانية واألربعون عامًا‪ ،‬متزوج ُويعيل زوجته وأسرة مكونة من‬
‫البلح ‪ ،‬ويملك قطعة أرض ُت َ‬
‫قد ُر بدونمين (الدونم الواحد يساوي ‪1000‬متر مكعب ) منها دونم واحد عبارة عن دفيئة زراعية‬
‫والدونم اآلخر عبارة عن أرض مكشوفة‪ .‬يستغل سالم هذه المساحة من األرض ليعمل مزارعًا بمساعدة ابنه محمد‪ ،‬حيث‬
‫يعتمدون اعتمادًا شبه كامل على األنشطة الزراعية كمصدر للدخل ‪.‬‬
‫سالم مثال للمزارع المثابر وصاحب االرادة القوية اال أنه كانت تواجهه تحديات كبيرة أهمها «ملوحة المياه» التي بدورها َ‬
‫تحد‬
‫من التنوع الزراعي وزراعة محاصيل مجدية اقتصاديًا تزيد من دخل لألسرة‪ .‬اعتاد سالم زراعة محصول البندورة لعدة سنوات‬
‫كونه محصول يتحمل الملوحة أكثر من غيره من المحاصيل‪ .‬في عام ‪ 2014‬قام سالم بخطوة كبيرة حيث بدأ بزراعة محصول‬
‫الخيار وقام باضافة السكر إلى مياه الري اعتقادًا منه بأنها ستكون أكثر حالوة (أنقى)‪ .‬بالطبع لم تنجح فكرته ولألسف فقد تكبد‬
‫خسائر كبيرة ‪ .‬لم يستسلم سالم لفكرة زراعة محصول الخيار فقام هذه المرة بشراء المياه الحلوة ‪ .‬بالرغم من نجاح سالم في‬
‫زراعة خيار عالى الجودة اال ان التكاليف المالية لشراء المياه كانت اكبر من االرباح وبالتالى اعتبرت هذه االستراتيجية غير ناجحة‪.‬‬

‫«ثم ظهر فانوس عالء الدين « قال سالم واصفًا مشروع «تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه» المنفذ من قبل‬
‫جمعية التنمية الزراعية (االغاثة الزراعية) ومؤسسة الدياكوني األلمانية بتمويل من‪ ، BMZ‬حين اخبره صديقه حول اعالن‬
‫التقدم للمشروع لالستفادة من برك تجميع مياه االمطار من اسطح الدفيئات ‪.‬‬
‫َ‬
‫يتوان سالم لحظة ‪ ،‬فسارع الى جمعية تنمية المرأة الريفية في منطقة السوارحة حيث اإلعالن وتقدم بطلب اإلستفادة‬ ‫لم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ ،‬وبعد عدة اجراءات تم اتخاذها الختيار المستفيدين و ِجد سالم مستوفيًا لشروط االستفادة من المشروع ‪ .‬أحد الشروط‬
‫األساسية لعملية التنفيذ كانت توقيع تعهد عدلي باسم المستفيد للحفاظ على البركة واالهتمام بها وصيانتها دوريًا‪ .‬كان‬
‫سالم سعيدًا بتوقيع االتفاقية حيث كان ينتظر مثل هذه الخدمة منذ زمن طويل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أسارير سالم وهو يري العمال يقومون بانشاء البركة‬ ‫جاء التنفيذ الفعلى في الربع األخير من سنة ‪ ، 2018‬حيث تهللت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اعتقدت بأن ُحلمي بعيد ‪ ،‬ولكن عند رؤيتي للبركة تنشأ أيقنت بأن الحلم أصبح حقيقة جميلة «‪.‬‬
‫َ‬ ‫وهنا يقول سالم « كنت قد‬
‫حيث تم انشاء بركة مياه معدنية بسعة ‪ 100‬متر مكعب مزودة بأنابيب بالستيكية موصولة بسطح الدفيئة الزراعية باالضافة‬
‫الى مضخة كهربائية لضخ المياه من البركة الى النباتات العطشة‪ .‬وتم تزويد البركة بسياج معدني يحيط بها بهدف الحماية‪.‬‬
‫في الشتاء‪ ،‬يستخدم سالم بركة تجميع مياه االمطار من أسطح الدفيئات‪ ،‬بينما في الصيف يقوم بتخزين مياه البئر‬
‫‪9‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫وبالتالى يستطيع الري وقتما أراد باستخدام مولد كهربائي صغير وبالتالى ال يكلفه كثيرًا في حال كان هناك انقطاع في‬
‫التيار الكهربائي‪.‬‬

‫هنا بدأت الحياه تزدهر لدي سالم ‪« .‬أذكر ذلك اليوم جيدًا كان يوم خميس بتاريخ ‪ 2018/11/15‬حيث أمطرت السماء‬
‫وبدأت البركة تمتليء ذهبًا» كما قال سالم ‪ ،‬وبعدها تم تجميع حوالي ‪ 300‬متر مكعب من مياه األمطار خالل الموسم ‪ ،‬و هذا‬
‫بدوره أدي الى تحسين جودة ثمار البندورة وزيادة انتاجيته من ‪ 12‬طن الى ‪ 16‬طن ‪ /‬خالل الموسم ‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 2019‬قرر سالم زراعة محصول أحالمه وهو الخيار بقلب قوي وهذه تعتبر المره األولي منذ سنوات عديدة والفضل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫في ذلك لنظام الحصاد المائي الذي يوفر مياهًا جيدة صالحة للزراعة‪ ،‬وكانت االنتاجية حتى االن (منذ شهرين وحتى تاريخ‬
‫المقابلة) هي ‪ 2‬طن من الخيار ويتوقع سالم أن ينتج ‪ 10‬طن من الخيار سنويًا ‪ ،‬والتي تزيد عن المعدل السنوي لالنتاجية في‬
‫قطاع غزة بحوالي ‪ 3‬طن ‪.‬‬

‫يقول المزارع سالم « أنا سعيد جدًا بتحقيق ُحلمي‪ ،‬الشكر موجه لالغاثة الزراعية والجهود المبذولة من قبل طاقمها «‬
‫وأضاف « ان خطتي المستقبلية ستكون بزراعة محصول الشمام لتحقيق التنوع الزراعي وتحسين الدخل المادي لألسرة «‪.‬‬

‫‪Courtesy to : Osama Almadhoun‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪10‬‬
‫كامــــــل‬
‫(المزيد من المياه لحياه أفضل)‬
‫بتعداد سكاني يقدر بحوالي ‪ 6000‬نسمة‪ ،‬يسكن مجتمع من المزارعين البدو الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ‪ ،‬على‬
‫بعد خطوات معدودة من الحدود االسرائيلية في منطقة مقيدة الحركة وهي (المنطقة العازلة)‪ .‬يعيش كامل في تلك المنطقة‬
‫وتحديدًا في القرية البدوية األولى والتي تسمى اآلن بمنطقة الفاو (‪ )FAO‬نظرًا لقيام مؤسسة الفاو بحفر بئر مياه جماعي في‬
‫المنطقة كجزء من جهودها لتعزيز النشاط الزراعي هناك‪ .‬تعتبر المنطقة ارضًا حكومية يمكن للمزارعين استئجارها للزراعة‪.‬‬
‫يشتهر سكان المنطقة بزراعة محاصيل الخضار أو أشجار البستنة مثل الزيتون والحمضيات‪.‬‬

‫المزارع كامل ذو السادسة واألربعون عامًا هو المعيل ل ‪ 17‬فرد من األسرة ‪ ،‬حيث يعمل كمزارع ألكثر من ‪ 15‬عامًا ‪ ،‬بدأت‬
‫رحلته الزراعية منذ سنة ‪ 2010‬حين قامت سلطة األراضي بتوزيع أراضي بمساحة ‪ 4‬دونم لألسر التي ال يتوفر ليهم مصدرًا‬
‫للدخل ‪ ،‬ولحسن الحظ كامل كان من ضمنهم واستلم قطعة أرض و التي تعتبر هي المصدر األساسي لدخل األسرة ‪ ،‬يقول‬
‫كامل «خالل عملي في الزراعة اكتسبت العديد من الخبرات الزراعية العملية كونها مهنتي األساسية و أجني منها ‪ 200‬دوالر‬
‫أمريكي شهريًا»‪ .‬اال أن كامل ومزارعين أخرين في المنطقة واجهتهم تحديات كبيرة خالل عملهم في القطاع الزراعي وهي‬
‫ندرة المياه‪ ،‬حيث تقوم البلدية بتزويد المزارعين بالمياه من بئر الفاو مقابل ‪ 0.5‬شيكل لكل كوب‪ .‬على اي حال‪ ،‬فإن المزارعين‬
‫يضطرون لدفع أضعاف المبلغ عند انقطاع التيار الكهربائي ألجل تشغيل المولد‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬ولتعزيز الوصول الى مياه الري‪ ،‬قام كامل هو ومجموعة من المزارعين بتمديد خط ناقل يبعد عن أرضهم مسافة ال‬
‫تقل عن ‪ 700‬متر لشراء المياه من بئر خاص‪ ،‬فعند عدم توفر مياه البلدية‪ ،‬يقوم المزارعين بشراء المياه من البئر الخاص بمبلغ‬
‫اقل منه عند الشراء من مياه البلدية في اوقات استخدام المولد (نظرا الستخدامهم مولد ضخم)‪ .‬على اي حال‪ ،‬تكرار انقطاع‬
‫التيار الكهربائي والحاجة المتكررة لشراء المياه زاد تكاليف الزراعة على كامل والمزارعين في المنطقة وقلل من هامش الربح‪.‬‬

‫استمرت رحلة التعب والمشقة عدة سنوات حتى تم وصل اراضي كامل والمزارعين مع شبكة المياه الموصولة مع وحدة‬
‫تجميع وحقن مياه االمطار كجزء من مشروع « تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه « والمنفذ من قبل االغاثة الزراعية‬
‫عبر كامل مبتسمًا‪.‬‬‫ومؤسسة الدياكوني والممول من وزارة التعاون األلماني ‪« .BMZ‬هنا فتحت لنا الدنيا أبوابها « هكذا ً‬

‫عمت الفرحة والبهجة بين المزارعين المستفيدين بعد تمديد الخطوط الناقلة من بئر تجميع وحقن مياه األمطار الذي تم‬
‫انشاؤه بواسطة االغاثة الزراعية‪ ،‬انخفضت تكلفة الساعة الواحدة للري من البئر حوالي ‪ 10‬شيكل ( من ‪ 35‬الى ‪ 25‬شيكل‪ /‬الساعة‬
‫‪ ،‬بينما كانت تبلغ تكلفة الساعة الواحدة حوالي ‪ 50‬شيكل في الحاالت الطارئة التي أصبحت نادرًا ما تحدث بعد تنفيذ المشروع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫«سنة الخير والرزق والبركة» هكذا وصف كامل سنة‬


‫‪ ،2019‬حيث كانت هذه هي المرة األولى في حياته‬
‫التي يتم فيها زراعة محصول « التوت األرضي» صنف‬
‫تشارلي ‪ ،‬وقد لوحظ زيادة االنتاجية خالل الثالث‬
‫شهور األولي بحوالي ‪ 850‬كيلو ‪ 4 /‬دونمات ‪ ،‬ليجني‬
‫منه أرباح تقدر بحوالي ‪ 3000‬شيكل ‪ 3 /‬شهور (‪860‬‬
‫ً‬
‫دوالر) ‪ ،‬وأضاف كامل قائال « رؤيتي للحمل الغزير من‬
‫أزهار التوت األرضي عالمة تبشر بزيادة االنتاجية خالل‬
‫الشهور القادمة لحوالي الضعف ‪ ،‬و من هنا ستكون‬
‫خطوتي المستقبلة بتوسيع المساحة المزروعة بالتوت‬
‫األرضي لحوالي ‪ 10‬دونم « ‪.‬‬

‫كذلك قدم فريق المشروع تدريبًا خاصًا للمزارعين‬


‫المستفيدين من المشروع‪ ،‬أضاف التدريب لهم‬
‫المعرفة والخبرة الالزمة إلدارة مزارعهم‪ ،‬فقد تلقى كامل‬
‫عددًا من الزيارات االرشادية من المهندسين الزراعيين‬
‫في المشروع‪ ،‬وكانت أغلب المالحظات تحث على‬
‫تنظيم الري داخل المزرعة واالهتمام بعمليات الخدمة‬
‫للمحصول التي انعكست بشكل ايجابي على تقليل‬
‫فرص االصابة باألمراض‪ ،‬باإلضافة الى زيادة االنتاجية‬
‫للمزارع وتقليل التكاليف الواقعة عليه‪ ،‬الذى بدوره أدي‬
‫لتحسين دخل المزارع وزيادة ارباحه‪.‬‬
‫ً‬
‫عبر كامل وعالمة الرضى ترتسم على محياه قائال‬
‫« لقد كان أثر المشروع واضحًا على حياتنا‪ ،‬فقد مكننا‬
‫من تطوير انتاجيتنا وتوسيع الرقعة الزراعية من خالل‬
‫زراعتها بمحاصيل مجدية اقتصاديًا كالتوت األرضي‪،‬‬
‫انها المرة األولي التي نستفيد في مشروع كهذا حيث‬
‫غطى جزءًا كبيرًا من حاجاتنا ‪ ،‬اآلن أستطيع تلبية متطلبات‬
‫أسرتي وتوفير سبل الراحة والتعليم الجيد لهم» ‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Amani Alzaitonya‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪12‬‬
‫فـــــدوى‬
‫(المياه العذبة تعزز االنتاجية)‬
‫ٌ‬
‫فدوى ‪ ،‬سيدة متعلمة تبلغ من العمر خمسة وستون عامًا‪،‬و حاصلة على بكالوريوس لغة عربية هي مثال للمثابرة واالرادة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ثمانية أفراد بما فيهم األحفاد‪ .‬تقوم فدوى وعائلتها‬
‫ِ‬ ‫فدوى تعيش في مدينة دير البلح وهي أرملة تعيل أسرة مكونة من‬
‫بزراعة دونمان من الدفيئات الزراعية لتجني بذلك ‪ 250‬دوالر شهريًا‪.‬‬
‫ِ‬

‫تحاول فدوى جاهدة الحفاظ على مصدر رزقها‪ ،‬فقد اعتادت على مساعدة زوجها في االعمال الزراعية حتى وفاته قبل عدة سنوات‪،‬‬
‫وهي االن تدير مزرعتها منفردة‪ .‬تقوم فدوى بادارة دورة االنتاج كاملة بدءًا من تجهيز وحراثة االرض وحتى الحصاد والتسويق‪.‬‬

‫عبرت فدوى عن أهم المشاكل التي تواجهها في الزراعة و هي محدودية التنوع في المحاصيل نظرًا لملوحة مياه البئر التي‬
‫تستخدمها في عملية الري‪ .‬فلقد اعتادت على زراعة محصولي الفلفل والباذنجان كونهما محاصيل متوسطة التحمل للملوحة‪،‬‬
‫وبالرغم من ذلك فان ملوحة المياه بدأت تؤثر على حجم ثمار الباذنجان ‪ ،‬األمر الذي أدى الى انخفاض سعره في االسواق‪.‬‬

‫و أكدت فدوى بأنها تواجه تحدي آخر وهو انقطاع التيار الكهربائي الذي يجعل من الصعب على فدوى القيام بري‬
‫النباتات في الوقت المناسب وعند الحاجة‪.‬حيث ان الري الغير صحيح (التعطيش) يضيف المرار الى ثمار الباذنجان وبالتالى‬
‫انخفاض ارباحه في السوق‪ .‬في بعض االحيان تضطر فدوى الى ضخ المياه من البئر باستخدام مولد ضخم‪ ،‬يكلفها كمية كبيرة‬
‫من الوقود وذلك من اجل ري نباتاتها بالكميات واالوقات المناسبة‪.‬‬

‫فدوى كانت على شفا حفرة من فقدان األمل بتحسين االنتاج و تحقيق التنوع الزراعي الى أن جاء ابنها بالخبر الرائع من‬
‫خالل زيارته لبلدية المصدر في منطقته ورؤيته االعالن عن التقدم لطلب استالم بركة تجميع مياه االمطار كجزء من المشروع‬
‫‪ .‬قامت فدوى بتقديم طلب االستفادة واتضح مطابقتها لمعايير االستفادة من المشروع ‪ .‬تم إخبار فدوى بقبولها لالستفادة‬
‫من المشروع وتم زيارتها من قبل الفريق الفني للمشروع لتحديد نوع البركة االنسب لتضاريس مزرعتها ولنواحي تقنية اخرى‬
‫خاصة بالمنطقة‪.‬‬
‫ً‬
‫في ديسمبر ‪ ،2018‬مباشرة مع بدء فصل الشتاء‪ ،‬تم انشاء البركة لفدوى ‪ .‬تلبدت السماء بالغيوم وهطلت األمطار وتم‬
‫حصاد ‪ 400‬متر مكعب من مياه األمطار في الثالثة شهور الالحقة‪ .‬لوحظ التغير السريع في انتاجية محصول الفلفل بسبب‬
‫استخدام مياه ذات جودة عالية (مزيج من مياه االمطار والمياه الجوفية) ‪ ،‬وكانت الزيادة في االنتاجية من ‪ 6-4‬طن خالل ذاك‬
‫الموسم‪ .‬باالضافة الى ذلك‪ ،‬جودة وحجم الباذنجان تحسنت بشكل ملحوظ‪ .‬كل هذا باالضافة النخفاض تكاليف الري وزيادة‬
‫ً‬
‫الربح لفدوى الى ‪ 400‬دوالر‪/‬شهر ُويتوقع ان يستمر هذا الحال مستقبال‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫وضحت فدوى بأن هناك فرقًا في‬


‫التكاليف بين الضخ مباشرة من البئر‬
‫أو الضخ من بركة تجميع مياه االمطار‪.‬‬
‫فيحتاج ضخ المياه الجوفية الى مولد‬
‫كبير يستهلك كمية كبيرة من الوقود‬
‫في حين الضخ من البركة يتطلب مولدًا‬
‫قدرت‬ ‫اصغر حجمًا ويستهلك وقودًا اقل‪ّ .‬‬
‫فدوى الفرق في التكاليف بين طريقتي‬
‫الري بحوالي ‪ 150‬شيكل خالل الشهر‬
‫(حوالي ‪ 40‬دوالر)‪.‬‬

‫وقالت فدوى» منحني المشروع‬


‫الفرصة لتحقيق التنوع في المحاصيل»‪.‬‬
‫حيث قررت زراعة الخيار للمرة االولى في‬
‫العام المقبل بفضل نظام الحصاد المائي‬
‫الذي يقوم بتزويد مياه نقية ومناسبة‬
‫لمحصولها‪ .‬واضافت «نشكر الجهود‬
‫الكبيرة التي قدمها فريق المشروع‬
‫لتفيذ مثل هذا المشروع الناجح»‪ .‬وأكدت‬
‫على ان تركيب سياج حول البركة كان‬
‫احد افضل التدخالت كونها تحافظ على‬
‫امان االطفال‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Amani Alzaitonya‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪14‬‬
‫مدرسة حمزة بن عبد المطلب في قرية أم النصر‬
‫(يمكننا أيضاً أن نتعلم بأمان في اوقات الشتاء)‬
‫أم النصر هي واحدة من أفقر المجتمعات وأكثرها تهميشا في قطاع غزة‪ ،‬حيث تعتبر من المناطق الحدودية المعزولة‬
‫التي تواجه نقصًا في السلع الضرورية وارتفاعًا في معدالت البطالة‪.‬‬

‫منذ عام ‪ - 2007‬عندما غمرت مياه الصرف الصحي القادمة من حوض الترشيح الطارئ محطة معالجة مياه الصرف الصحي‬
‫في بيت الهيا بالقرب من قرية أم النصر البدوية مسفرا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ‪ 25‬آخرين ‪ -‬وحتى عام ‪ ،2017‬فان‬
‫كل فصل شتاء يمر على قرية أم النصر يهدد سكانها بالنزوح المؤقت‪ ،‬خسائر في الممتلكات ومخاطر صحية كثيرة بسبب‬
‫الفيضانات وضعف البنية التحتية‪ .‬تعتبر مدرسة حمزة بن عبد المطلب واحدة من أكثر األماكن تضررًا في أم النصر بسبب‬
‫انخفاض موقعها‪ ،‬حيث يتم تجميع المياه في مدخل المدرسة مما يمنع التالميذ والمدرسين من دخول المدرسة أو يمكنهم‬
‫الدخول اليها بصعوبة وقد ابتلت مالبسهم‪ ،‬وبذلك تزداد امكانية اصابتهم باإلنفلونزا واألمراض األخرى‪.‬‬

‫عاما) عن المعاناة التي استمرت معه منذ عامه األول في المدرسة وحتى الصف‬ ‫تحدث الطفل رامي أبو دحيل (‪ً 12‬‬
‫ً‬
‫السادس‪ .‬قائال‪« :‬في األيام الممطرة‪ ،‬كنا محاصرين داخل منازلنا‪ ،‬ولم نتمكن من الذهاب إلى مدرستنا‪ ،‬وعندما حان وقت‬
‫االمتحانات ‪ ،‬اضطررنا إلى الذهاب إلى المدرسة ‪ ،‬ولكن كان علينا استخدام الشوارع االلتفافية التي من خاللها نستطيع‬
‫الوصول إلى مدرستنا ومع ذلك نعوم في المياه الراكدة التي أمام بوابة المدرسة فندخل ومالبسنا مبللة»‪ .‬لم يكن هذا هو حال‬
‫رامي فحسب‪ ،‬بل توسع ليشمل أكثر من ‪ 600‬تلميذ في مدرسة حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬باإلضافة إلى هيئة التدريس بالمدرسة‪.‬‬
‫تقول منى سعد الدين مديرة المدرسة‪« :‬كانت هذه مشكلة كل عام‪ ،‬يأتي التالميذ إلى المدرسة مبللين‪ .‬حيث تصل المياه في‬
‫بعض األحيان إلى مالبسهم الداخلية‪ ،‬فيقف األطفال أمامي يرتجفون بينما ال يوجد لدينا مدفأة وال مالبس بديلة لذلك نضطر‬
‫أن ندعو أولياء أمورهم على الفور الستالمهم «‪ .‬كان هذا هو الحال بالنسبة للتالميذ الملتزمين الذين يصرون على الذهاب‬
‫إلى المدرسة بالرغم من األمطار الغزيرة‪ .‬بينما اعتاد ثلثا التالميذ االمتناع عن الذهاب إلى المدرسة في مثل هذه الظروف «‬
‫وأضافت «في وقت ما هؤالء الطالب الذين يصرون على القدوم إلى المدرسة في األيام الممطرة ينتهي بهم المطاف إلى البقاء‬
‫في المنزل لعدة أيام أو حتى لمدة أسبوع يعانون من انفلونزا حادة»‪.‬‬

‫لم يختلف الوضع مع أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة‪ ،‬حيث اعتاد معظمهم الحضور من خارج القرية فترفض المركبات‬
‫الدخول بهم الى المدرسة أو تفشل المركبات في الوصول إلى مدخل المدرسة بسبب تجمع مياه األمطار‪ ،‬ورغم تلك المعاناة‬
‫للوصول الى المدرسة اال أنهم يدخلوا المدرسة مبتلين دائمًا ونتيجة لذلك تضطر المدرسة إلى تأخير الدراسة واالمتحانات‬
‫والعمل على جدول دراسي طارئ خالل المنخفضات الجوية‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫اليوم‪ ،‬بعد ساعات قليلة من المطر‪ ،‬يمكنك رؤية الشوارع ومدخل المدرسة قد جف‪ .‬مما مكن تالميذ أم النصر والمدرسين‬
‫الوصول إلى مدارسهم بأمان دون الشعور بالبلل‪ .‬حيث أصبحت نسبة االصابة باإلنفلونزا والمرض أقل وال توجد أيام غياب‬
‫ً‬
‫تقريبا خالل فصل الشتاء‪.‬‬ ‫جماعي‬

‫اليوم‪ ،‬وبعد انشاء وحدة تجميع وترشيح وحقن مياه األمطار (‪ )CRWHIU‬في قرية أم النصر ‪ ،‬لوحظ جفاف الشوارع ومدخل‬
‫المدرسة بعد ساعات قليلة من هطول األمطار ‪ ،‬وأصبح بإمكان تالميذ أم النصر والمدرسين الوصول إلى مدارسهم بأمان دون‬
‫تبلل مالبسهم ‪ ،‬ولم تضطر المدرسة لتأجيل االمتحانات والدروس و أصبحت نسبة االصابة باإلنفلونزا والمرض أقل وال توجد‬
‫ً‬
‫تقريبا خالل فصل الشتاء‪.‬‬ ‫أيام غياب جماعي‬

‫‪Courtesy to: Aaed Abed‬‬

‫مدخل المدرسة خالل المطر – قبل‬ ‫مدخل المدرسة خالل المطر – بعد‬
‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪16‬‬
‫أحمـــــد‬
‫(خدمات االرشاد ضرورية)‬
‫ُ‬
‫أحمد ذو السابعة واألربعين عامًا هو مثال المزارع الريادي حيث يعمل في الزراعة منذ ثالثون عامًا‪ .‬أحمد متزوج ويعيل زوجته‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يمتهن أغلب سكانها زراعة الخضراوت في الدفيئات‬ ‫ثمانية أفراد‪ .‬يسكن أحمد في منطقة ريفية في دير البلح‬
‫ِ‬ ‫و أسرة مكونة من‬
‫الزراعية وكذلك الحقول المفتوحة‪ .‬أحمد يملك دونمين من الدفيئات الزراعية ‪ ،‬وقد اعتاد استئجار دفيئات زراعية أخرى في نفس‬
‫المنطقة ليحسن من دخله ‪.‬‬

‫الزراعة المتكررة للنوع الواحد من المحاصيل الزراعية تتسبب بخسائر مادية للمزارع و تقلل من قدرته على مواجهة المخاطر بما‬
‫في ذلك األوبئة وتقلب االسعار‪ ،‬أكد أحمد بأن أكبر تحدياته هي ملوحة المياه في المنطقة حيث انه ال يتمكن من زراعة اي محصول‬
‫سوى البندورة ‪ .‬باالضافة الى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد تكاليف الري وتقلل الربحية‪.‬‬

‫« لم أفقد األمل بالرغم من كل التحديات التي أواجهها كمزارع» يقول أحمد ‪ ،‬وبالفعل ظهر بصيص أمل ‪ ،‬خالل ذهابه الى‬
‫المسجد في المنطقة حيث رأى اعالن للمزارعين للتقدم لالستفادة من برك تجميع مياه االمطار من أسطح الدفيئات حيث سيتم‬
‫تنفيذ هذا النشاط ضمن مشروع ممول من وزارة التعاون االلمانية ‪ BMZ‬يهدف الى تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه‬
‫ً‬
‫وفي تلك اللحظة ‪ ،‬عندما قرر أحمد _وهو قائد بالفطرة _التقدم للمشروع ‪ ،‬جمع مجموعة من المزارعين وقابل ممثلي الجمعية‬
‫ااألهلية لتطوير النخيل والتمور ‪ ،‬ليستعلم عن أنشطة المشروع وشروط االستفادة منه ‪ ،‬ووجد أن جميع المعايير المطلوبة مطابقة‬
‫لحالته‪ .‬قام أحمد بتقديم طلب االستفادة ‪ ،‬وبعد الفرز األولي للطلبات وتدقيقها ضمن معايير االختيار ‪ ،‬تم عمل زيارة ميدانية من قبل‬
‫فريق المشروع وذلك لالطالع على موقع المزرعة‪ ،‬وتم تحديد أولويات واحتياجات المزرعة وموافقتها للمعايير المطلوبة لالستفادة ‪.‬‬

‫جميع معايير االختيار انطبقت على أحمد وبالتالى استطاع االستفادة من المشروع ‪ ،‬في الربع االخير من سنة ‪ 2018‬تم إنشاء‬
‫بركة جيمومبرين في مزرعة أحمد‪ ،‬وقد اختار هذا النوع من البرك بعد تلقيه للتدريب المقدم من قبل فريق المشروع حيث تم‬
‫التعرف خالله على أنواع و مميزات البرك الزراعية فقام بعدها باختيار بركة من نوع جيمومبرين لمناسبتها الحتياجه ولكون عمرها‬
‫االفتراضي طويل(حوالي ‪ 25‬سنة) وذلك يوضح مدى حرص أحمد على استدامة المشروع والحفاظ على البركة لفترة طويلة‪« .‬تم‬
‫تركيب بركة الجيموبرين بكل مستلزماتها من المواسير البالستيكية والمضخة وسياج حماية « قال أحمد‬

‫في ديسمبر ‪ 2019‬اقترب أحمد من خسارة محصول البندورة بالكامل بسبب مرض «البياض الدقيقي»‪ .‬ولحل هذه المشكلة‬
‫حاول أحمد االستعانة بنصائح المزارعين اآلخرين وقام بتجربة كل شيء تم اقتراحه ولكن دون جدوى‪ .‬هذه التجارب والجهود كلفته‬
‫ما يقارب ‪ 3000‬شيكل ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫يقول أحمد « كدت أن أفقد األمل الى أن قام فريق‬


‫يعودان من جديد‬
‫ِ‬ ‫المشروع بزيارتي وهنا بدأ النور واألمل‬
‫عندما تم حل المشكلة من خالل االرشادات التي قدمتها‬
‫المهندسة الزراعية أماني خالل الزيارات االرشادية التي‬
‫نفذتها في ديسمبر ‪.2019‬‬

‫وصفت أماني الوضع عند أحمد فقالت» المزرعة كانت‬


‫توشك على الضياع بسبب انتشار مرض فطري فيها‬
‫ُيسمي «البياض الدقيقي» ويعتبر من األمراض الفتاكة‬
‫بمحاصيل الخضار وخاصة البندورة ويحدث ذلك غالبًا‬
‫بسبب قله التهوية و االفراط في كميات الري‪ .‬واضافت‬
‫‪Courtesy to: Amani Alzaitonya‬‬ ‫أماني « بعد تشخيص المرض قمت بمساعدة المزارع في‬
‫تطبيق بعض نظم االدارة المتكاملة لآلفات للتحكم في المرض و الحد من انتشاره من خالل تنظيم عملية الري باستخدام معايير‬
‫سهلة‪ .‬كما أرشدت المزارع ايضًا إلى استخدام مبيدات الرش الوقائي والعالجي بشكل مناسب وكانت النتيجة ملحوظة بعد اسبوع‬
‫واحد فقط عندما حلت المشكلة»‪« .‬زار فريق المشروع المزرعة مرة أخرى وكان المرض قد اختفى تمامًا» قال أحمد ‪.‬‬
‫ً‬
‫واالبتسامة مرسومة على وجه أحمد عبر عن شكره قائال « كل الشكر والتقدير لجهود طاقم فريق المشروع ‪ ،‬فبفضل الزيارات‬
‫االرشادية التي تدل على حرصكم على المزارعين ‪ ،‬أنا لم أفقد مصدر رزقي واالشكر بذلك يعود الى االغاثة الزراعية وطاقم العمل‬
‫فيها‪ .‬ويختم بقوله «نتمنى أن تدوم هذه الزيارات حتى بعد نهاية المشروع ‪ ،‬فهذه الزيارات تشعرنا باألمان‪ .‬نحن نفتخر بوجودكم‬
‫في العالم الزراعي «‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Osama Almadhoun‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪18‬‬
‫مالــــــك‬
‫(برك الحصاد المائي النتاج األسماك)‬
‫يعيش مالك ذو الخامسة والستون ربيعًا في دير البلح مع عائلته المكونة من ‪12‬فرد‪ .‬يقول مالك «نحن ولدنا مزارعين فلقد‬
‫بلغت مسيرتي الزراعية حوالي ‪ 40‬عامًا ‪ ،‬وهكذا والدي ومن قبله أجدادي امتهنوا الزراعة «‪ .‬ورث مالك أرضه الزراعية والتي تبلغ‬
‫مساحتها ثالثة دونمات ونصف عن والده ‪ ،‬حيث توجد بها دفيئات زراعية قام بانشائها في منتصف ثمانينات القرن الماضي ‪،‬‬
‫مالك مزراع نشيط ‪،‬اعتاد أن يستأجر دفيئات زراعية أخري في نفس المنطقة ليحسن من دخله ‪.‬‬

‫مالك والمزارعين في المنطقة يواجهون معضلة كبيرة وهي «ملوحة المياه « التي تؤثر بشكل سلبي على جودة وإنتاجية‬
‫المحاصيل الزراعية كما أنها تحد من القدرة على التنوع الزراعي مما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر الطبيعية ومخاطر السوق ‪ ،‬اعتاد‬
‫مالك زراعة محصول البندورة كونه يتحمل الملوحة العالية‪ .‬يعتبر محصول البندورة من اهم مصادر الدخل لمالك الذي من خالله‬
‫يقوم بتلبية احتايجات اهله بما فيها شراء االدوية الخاصة بابنه المريض «المصاب بالتوحد» ‪.‬‬

‫الحمل الثقيل هو الذي دفع مالك الى التفكير بزيادة دخله فيقول « خالل زيارتي ألحد المزارعين شاهدت بركة معدنية وقد تم‬
‫ً‬
‫استخدمها لتربية األسماك وبيعها فتشكل دخال اضافيًا للمزارع ‪ ،‬حينها فكرت بانشاء بركة مثلها ولكن عدم توفر الموارد المالية‬
‫حال دون قدرتي على انشائها»‪.‬‬

‫«تفائلوا بالخير تجدوه « هذه جملة مالك الشهيرة ‪ ،‬وقد أصاب في قوله حين أتاه الخير بعد سماعه العالن التقدم لالستفادة من‬
‫المشروع من خالل تلقي برك تجميع االمطار من أسطح الدفيئات‪ .‬كما يقول مالك «عندما قرأت إعالن المشروع في الجمعية ااألهلية‬
‫لتطوير النخيل والتمور‪ ،‬واطلعت على شروط االختيار كنت مقتنعًا أننى سوف أكون من ضمن المستفيدين من المشروع ‪ ،‬وذلك‬
‫النطباق شروط المشروع على حالتي بشكل كبير «‪.‬‬

‫في الربع األول من سنة ‪ 2019‬تم انشاء بركة من نوع جيمومبرين بسعة ‪ 100‬مترمكعب ‪ ،‬حيث يتم تجميع مياه األمطار في‬
‫فصل الشتاء من سطح دفيئة زراعية بمساحة دونم واحد ‪ ،‬وبعدها قرر مالك وبمساعدة ابنه تركيب أنابيب بالستيكية من أسطح‬
‫الدفيئات الزراعية األخرى بمساحة ُت َ‬
‫قدر ثالث دونمات زراعية وذلك لتعظيم االستفادة من مياه األمطار‪ .‬كما و قام بتركيب ريشيت‬
‫أسود للمحافظة على المياه المجمعة نظيفة داخل البركة ومنعًا لتكوين الطحالب الخضراء التي تسبب انسداد فى شبكات الري ‪.‬‬

‫في الربع األخير من سنة ‪ 2019‬تم تجميع مياه األمطار من أسطح الدفيئات والتي تقدر بحوالي ‪ 400‬متر مكعب ‪ ،‬تم‬
‫استخدام هذه المياه _عالية الجودة_ لري محصول البندورة األمر الذي أدى الى تحسين الجودة وزيادة االنتاجية بحوالي ‪ 5‬طن‪/‬‬
‫َ‬
‫موسم ( ‪ 20 -15‬طن‪ /‬موسم) ‪ ،‬كما وأدى الى ّزيادة محصول الباذنجان بحوالي ‪ 2‬طن ‪/‬موسم ( ‪ 6 - 4‬طن ‪ /‬موسم )‪ .‬أكد مالك‬
‫‪19‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫بأن هناك فارق لتكلفة الري من البئر مباشرة عن‬


‫ُ‬
‫الري من البركة ‪ ،‬وتقدر نسبة التوفير في تكلفة‬
‫الري من البركة بحوالي ‪ % 50‬نظرًا الستخدام‬
‫كمية كهرباء أقل لضخ المياه‪.‬‬

‫هنا بدأت الحياة تزدهر لدي مالك وبدأ حلمه‬


‫يتحقق حين قام بتربية أسماك من نوع «شبار»‪،‬‬
‫حيث بدأ بتربية ‪ 100‬بذرة سمك وازداد العدد‬
‫من خالل تكاثرها ليصل الى ‪ 500‬سمكة ‪ ،‬وجني‬
‫المزارع من تربية األسماك حوالي ‪3000‬شيكل‪/‬‬
‫سنة‪ ،‬وأضاف مالك بأن لتربية األسماك داخل‬
‫البركة فوائد كثيرة من أهمها تنظيف البركة من‬
‫الطحالب الخضراء والضفادع و مصدر دخل اضافي‬
‫لألسرة ‪ ،‬كما أن مخلفات األسماك « النترات «‬
‫تستخدم كمصدر سماد عضوي للنبات ‪.‬‬

‫ويقول مالك ‪ ،‬أصبحت أمور حياتي ومعيشتي‬


‫بعد المشروع أسهل ‪ ،‬فمن خالل ما جنيت من‬
‫دخل استطعت تغطية مصاريف عائلتي ودفع‬
‫‪Courtesy to: Wafaa Soboh‬‬
‫مصاريف عالج ابني المريض” ‪,‬وأضاف «واحدة‬
‫من اهم خططي المستقبلية لتحقيق التنوع‬
‫الزراعي هي زراعة محصول الخيار والبطيخ»‬

‫أصبح مالك اآلن أكثر صمودا وجاهزية‬


‫لمواجهة المخاطر‪ .‬كان مالك ممتنًا لمؤسسة‬
‫االغاثة الزراعية والدياكوني لهذا الدعم السخي‪،‬‬
‫فقال « كان هذا المشروع هدية من الله لي ‪ ،‬فأنا‬
‫اآلن أملك بركة و أملك المعرفة الكافية الدارتها‬
‫بشكل جيد»‪.‬‬
‫‪Courtesy to: Kamel Alijla‬‬
‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪20‬‬
‫خالـــــــد‬
‫(برك الحصاد المائي تقلل تكلفة الري)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خالد ذو الواحد والثالثون عامًا ‪ ،‬متزوج ويعيل أسرة مكونة من ‪ 10‬أفراد‪ ،‬أربعة منهم على مقاعد الدارسة‪ .‬يعيش خالد في‬
‫َ‬
‫يمتهن أغلب سكانها زراعة الخضروات في الدفيئات الزراعية وكذلك في الحقول المفتوحة ‪.‬‬ ‫منطقة ريفية في بيت حانون ‪،‬‬

‫ورث خالد أرضه الزراعية والتي تبلغ ثالثة دونمات عن والده ‪ ،‬حيث يوجد بها دفيئتين زراعيتين على مساحة ‪ 1.5‬دونم‬
‫مزروعة بمحصول البندورة ‪ ،‬والمتبقي عبارة عن حقل مفتوح من أشجار الفاكهة ‪.‬‬
‫ّ َ‬
‫تعرض قطاع غزة لثالثة حروب‬ ‫العقد األخير كان صعبًا للغاية علي المزارعين في قطاع غزة وتحديدًا علي خالد ‪ ،‬حيث‬
‫ً‬
‫متعاقبة‪ ،‬قصرح خالد قائال « بالنسبة لي كان تصعيد االحتالل االسرائيلي على بيت حانون سنة ‪ 2003‬األقسى واألكثر ضررًا‬
‫ً‬
‫الني فقدت مصدر رزقي»‪ .‬ووضح قائال « لقد تم تجريف أرضنا بما فيها من دفيئات زراعية و بئر مياه باالضافة الى بركة باطون‬
‫كان قد قام والدي بانشائها في منتصف الثمانينات لتخزين مياه األمطار بغرض ري المحاصيل «‪.‬‬

‫خالد مثال للمزارع المثابر والريادي ‪ ،‬فقد قام بإعادة ترميم الدفيئات الزراعية ويقول « انا اعتمد على الزراعة ألنه مصدر‬
‫دخلي الوحيد « ‪ .‬وأضاف «كان التحدي األكبر الذى يواجهنا هو توفير المياه العذبة لري المحاصيل المزروعة‪ ،‬وذلك لعدم‬
‫امتالكنا بئر خاص أو بركة حصاد مائي في المنطقة فقد تم تدميرهم مسبقًا من قبل االحتالل االسرائيلي في عام ‪ 2003‬ونحن‬
‫المزارعون لم نستطع تحمل تكاليف بنائها من جديد «‪.‬‬
‫يضطر خالد لشراء المياه من بئر خاص ينتمي الى مزارع آخر بتكلفة عالية‪ ،‬وذلك ً‬
‫بناء على االتفاقية المبرمة مع مالك البئر‪،‬‬
‫حيث أصبح خالد ملتزمًا باستهالك ما ال يقل عن ساعة في كل مرة يتم بها ضخ المياه ‪ ،‬على الرغم من أن حاجته ال تتعدي ثلثا‬
‫ً‬
‫الساعة‪ ،‬أوضح خالد استياءه قائال « إنني أدفع تكاليف لمياه تزيد عن حاجتي ولكنني مجبر على ذلك فأقوم بتوزيع المياه التي‬
‫تفوق حاجتي للمزارعين اآلخرين وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على عاتقي ويقلل من هامش ربحي بشكل كبير « ‪.‬‬
‫َ‬
‫واستمرت رحلة المشقة لمدة خمسة عشر عامًا حتى ظهر بصيص األمل ‪ ،‬عندما قرأ خالد خبر اإلعالن للتقدم بطلب للحصول‬
‫على برك تجميع مياه األمطار عبر موقع التواصل االجتماعي – فيسبوك – التابعة لجمعية مزارعي محافظة الشمال ‪ ،‬بعد‬
‫ً‬
‫التقدم بطلب للحصول علي المشروع ‪ ،‬وجد خالد مؤهال لالستفادة من المشروع و تم تبليغه بقبوله لالستفادة من المشروع ‪.‬‬

‫في الربع األول من سنة ‪ 2019‬تم انشاء بركة معدنية لتجميع مياه األمطار من فوق أسطح الدفيئات بقدرة استيعابية‬
‫تصل الى ‪ 100‬متر مكعب ‪ ،‬لمواجهة أزمة ندرة المياه فى المنطقة‪ .‬وقال حمزة « رؤيتي للبركة وقد أنشأت بجانب الدفيئات‬
‫‪21‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫الزراعية جعلني اشعر بالسعادة واالمتنان «‪.‬‬


‫ً‬
‫في الربع األخير من عام ‪ ، 2019‬بدأ موسم المطر يهطل حامال في ثناياه الخير كما وصفه خالد‪ ،‬حيث أمطرت السماء‬
‫وامتألت البركة بالمياه العذبة ‪ ،‬فتم تجميع مايقارب ‪ 500‬متر مكعب من مياه األمطار على مدار ‪ 3‬شهور‪ ،‬و كانت هذه الفرصة‬
‫الحقيقة لخالد لتقليل تكاليف االنتاج وبالتالي تحسين دخل أسرته‪.‬‬

‫والحظ خالد ايضًا ان التكلفة الشهرية للري قبل انشاء البركة قدرت بحوالي ‪ 500‬شيكل وانخفضت الى ‪ 350‬شيكل نتيجة‬
‫ً‬
‫لتخزين الفائض من المياه المشتراه في البركة ليتم استخدامها فيما بعد ‪ ،‬بينما في فصل الشتاء ال يكلفه الري شيئًا نتيجة‬
‫الستخدام مياه األمطار في الري‪.‬‬

‫والضحكة ال تفارق عيني خالد قال» لقد اشتريت خلية من» نحل البامبوس» بما تم توفيره من تكاليف شراء المياه‪ ،‬حيث‬
‫يعمل النحل على تحسين عقد االزهار في محصول البندورة وبالتالى تحسين االنتاجية وزيادة الربح «‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Osama Almadhoun‬‬


‫‪Courtesy to: Ahmad Safi‬‬
‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪22‬‬
‫سعـــــــاد‬
‫(المياه العذبة تعزز تنوع المحاصيل)‬
‫مثل العديد من العائالت الفلسطينية التي تعيش في رفح الشرقية (المحافظة الجنوبية من قطاع غزة)‪ .‬سعاد وهي‬
‫امرأة تبلغ من العمر ‪ً 42‬‬
‫عاما وزوجها وعائلتها المكونة من ثمانية أفراد‪ ،‬يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة في كسب‬
‫العيش‪ .‬بدأت سعاد العمل في الزراعة منذ ‪ً 20‬‬
‫عاما ‪ ،‬حيث عملت كمزارعة لمساعدة والدها واستمرت كذلك بعد زواجها‪.‬‬

‫تستطيع سعاد القيام بجميع األنشطة الزراعية بما في ذلك زراعة المحاصيل والتسميد والري والحصاد‪ .‬الزراعة هي‬
‫ً‬
‫شهريا‪ ،‬تقوم هي وزوجها بزراعة حوالي دونمين من‬ ‫المصدر الوحيد للدخل لعائلة سعاد‪ .‬فتجني بذلك حوالي ​​‪ 300‬دوالر‬
‫الدفيئات الزراعية ودونم اخر يستخدم كحقل مفتوح‪.‬‬

‫تعاني سعاد وزوجها كغيرها من المزارعين في المنطقة من ملوحة المياه‪ ،‬وهذا يقلل من قدرتها على تنويع‬
‫المحاصيل مما يجعلها أكثر عرضة للمخاطر الطبيعية ومخاطر السوق‪ .‬لذلك قرروا شراء مياه الري‪ .‬فكانت تكلفة شراء‬
‫المياه من بئر خاص هو التحدي الرئيسي بالنسبة لهم‪ .‬في عام ‪ 2013‬قاموا بحفر بئر غاطس في المزرعة كلفهم الكثير‬
‫من المال‪ ،‬معتقدين أنه مشكلة ملوحة وشح المياه سيتم حلها‪ .‬لسوء الحظ‪ ،‬لم يتغير الوضع كما هو متوقع ألن مياه‬
‫البئر كانت مالحة وغير مالئمة لري العديد من المحاصيل‪ .‬وقد أدى ذلك بدوره إلى زيادة عبء األسرة وتقليل فرص التنوع‬
‫الزراعي وبالتالي قلل الربحية‪.‬‬

‫اعتادت سعاد على زراعة محصول البندورة كونه أكثر تالئمًا مع المياه المالحة المتاحة باإلضافة الى ذلك عانت‬
‫مزرعتها من انتشار مرض تربة وبائي ُيسمي» النيماتودا»‪ ،‬والذي يضعف إنتاجية المحاصيل إلى حد كبير‪ .‬ومع ذلك‬
‫قالت سعاد وابتسامة رضي فى عينيها «علي الرغم من كل هذه الصعوبات‪ ،‬ال يأس مع الحياة وال حياة مع اليأس « ‪ ،‬بدأت‬
‫الغيوم السوداء تتالشى في الربع الثاني من عام ‪ .2019‬فقالت سعاد» كالعادة ‪ ،‬بعد حصاد البندورة ذهب زوجي إلى‬
‫ً‬
‫سوق المزارعين «زاوية المصبح» لبيع المنتج‪ .‬ثم شاهد ملصقا يعلن عن مشروع تنفذه جمعية التنمية الزراعية (‪)PARC‬‬
‫وبتمويل من وزارة التعاون االقتصادي والتنمية الفدرالية األلمانية (‪ .)BMZ‬يهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المزارعين‬
‫على مواجهة أزمة المياه في قطاع غزة‪ .‬بعد تقديم طلب االستفادة من خالل جمعية مزارعي رفح الخيرية‪ ،‬تمت الموافقة‬
‫عليه الستيفائه لمعايير االستفادة‪.‬‬

‫في منتصف يونيو من سنة ‪ ،2019‬تم انشاء بركة جيمومبرين لتجميع مياه األمطار من فوق سطح الدفيئة الزراعية‬
‫بقدرة استيعابية تصل الى ‪ 100‬متر مكعب‪ ،‬كوسيلة للتعايش مع أزمتي شح المياه وسوء جودتها في المنطقة‪ ،‬بعدها‬
‫‪23‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫قررت سعاد وزوجها تركيب أنابيب بالستيكية للدفيئات الثالث ‪ ،‬لتعظيم الفائدة من مياه األمطار ‪.‬‬
‫ُ‬
‫تقول سعاد «بات الحلم حقيقة بين أيدينا وبدأت البشائر تهل علينا وعلى مزرعتنا عندما بدأت األمطار تهطل‬
‫بكثافة وبدأت البركة المنشأة تنغمر بالمياه العذبة « حيث تم حصاد ما يقارب ‪ 400‬متر مكعب من مياه األمطار خالل‬
‫موسم واحد‪ ،‬مما أثر ايجابيًا على جودة المياه وبالتالي على جودة الثمار محققًا زيادة في الربح‪.‬‬

‫و أضافت سعاد « كان عام ‪ 2020‬عامًا مليئًا بالخير ‪ ،‬حيث تم حصاد ما يقارب ‪ 500‬متر مكعب من مياه األمطار ‪ ،‬فزادت‬
‫المساحة المزروعة من محصول الخيار (من دونم واحد الى دونمان من الدفيئات الزراعية) ؛ وقدرت انتاجية الخيار خالل‬
‫ً‬
‫الثالث شهور األولي بحوالي ‪ 12‬طن» ‪ ،‬واختتمت حديثها قائلة‪ »:‬نشعر باالمتنان لهذا المشروع المنجز ألن حياة أسرتي‬
‫قد تحسنت حيث ساهم المشروع في تحسين دخلنا وقدرتنا على تلبية احتياجاتنا»‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Paul Jeffrey- actalliance‬‬

‫‪Courtesy to: Amani Alzaitonya‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪24‬‬
‫وائــــــــل‬
‫(التدريب بالفعل مهم)‬
‫وائل ‪ ،‬رجل يبلغ من العمر ‪ 62‬عامًا ‪ ،‬متزوج ويعيل أسرة مكونة من خمسة عشر فردًا ‪ .‬يسكن وائل في منطقة ريفية في‬
‫ً‬
‫محافظة خانيونس‪ ،‬يمتلك أرضًا تقدر بثالث دونمات ‪ ،‬و يعتمد اعتمادًا كامال على األنشطة الزراعية كمصدر للدخل ‪.‬‬

‫تعتبر األمطار مصدرًا طبيعيًا للمياه ومبشرًا للخير ‪ ،‬ولكن بالنسبة لوائل لم يكن األمر كذلك‪ .‬فقد كانت األمطار سببًا فى‬
‫معاناته وذلك بسبب موقع الدفيئة الزراعية في منطقة منخفضة تواجه الغرق كلما أمطرت الدنيا ‪.‬قال وائل بحزن عميق‬
‫«أشتري المياه بتكاليف عالية فتنخفض ارباحي و تتراكم ّ‬
‫علي الديون ‪ ،‬بينما يوجد مصدر طبيعي للمياه العذبة ال يمكنني‬
‫االستفادة منه‪ ،‬ليس هذا فحسب ‪ ،‬بل إنه يتسبب لي في أضرار متكررة كل شتاء»‪.‬‬

‫«ما باليد حيلة» هكذا عبر وائل عن معاناته وأضاف « كنت أرغب دائمًا فى استخدام مياه األمطار لزراعة محاصيل مربحة‬
‫اقتصاديًا لتحسين دخلي ‪،‬لكننى اعتدت على زراعة البندورة كمحصول يتحمل الملوحة أكثر من غيره من المحاصيل»‪.‬‬

‫الى أن جاء اليوم الموعود والمبشر حين سمع وائل عن طلب التقديم لالستفادة من مشروع «تعزيز قدرة مواطني قطاع غزة‬
‫َ‬
‫يتوان وائل لحظة‪ ،‬قام بالتقدم لدى الجمعية الشرقية للزراعة والتنمية ‪ ،‬ووجدت معايير االختيار‬ ‫على مواجهة أزمة المياه» لم‬
‫تتناسب مع وضعه ‪ ،‬وبالتالى كان قادرا على االستفادة من المشروع‪.‬‬

‫تم إنشاء بركة لوائل بكل مستلزمتها كما تم تسييجها بشبك الحماية المعدني ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تلقى وائل تدريبًا‬
‫على إدارة المزرعة باإلضافة إلى العديد من التوجيهات خالل الزيارات اإلرشادية التي شملت العديد من المهارات الزراعية‬
‫بما في ذلك تقنين االستخدام المفرط لمياه الري‪ .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬اكتسب المعرفة حول إدارة المزرعة واالستخدام اآلمن‬
‫لألسمدة والمبيدات لعالج األمراض السائدة‪.‬‬

‫في الربع األخير من عام ‪ 2019‬طبق وائل ما تعلمه من التدريب في إدارة عملية جمع المياه فتم جمع مايقارب ‪ 600‬متر‬
‫مكعب من مياه األمطار ‪ ،‬قام وائل بخلط المياه الجوفية مع مياه األمطار لتحسين جودة المياه لديه‪ ،‬ثم قام بري محصول‬
‫البندورة بالمياه المختلطة والحظ تحسن الجودة وزيادة اإلنتاجية في محصول البندورة بحوالي ‪ 3‬طن في الموسم‪ .‬واألمر الفريد‬
‫من نوعه هو مالحظة وائل انخفاض تكلفة شراء المياه حيث قدر معدل االنخفاض بحوالي ‪( ٪ 40‬كانت التكلفة الشهرية‬
‫لمياه الري قبل بناء البركة ‪ 700‬شيكل ‪ ،‬وانخفضت إلى ‪ 400‬بعد إنشاء البركة)‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬

‫ً‬
‫صرح وائل أن التدريب قد غير رأيه بشكل كبير وحماه من خسارة امواله‪ .‬وأكد علي ذلك قائال «قبل حضوري للتدريب‬
‫بأيام كنت قد حجزت كمية من مبيد الكندوز لدي شركة لبيع المبيدات‪ ،‬بلغت تكلفته حوالي ‪ 1100‬شيكل لكل دونم ‪ ،‬بهدف‬
‫تعقيم التربة من النيماتودا ‪.‬ومع ذلك تغيرت معارفي وممارساتي وتوجهاتى عندما قدمت لنا المهندسة أماني تدريبًا حول‬
‫أنواع المبيدات التي تستخدم في تعقيم التربة ( حمصاه ‪ +‬مبيد فايديت ) ويعتبر هذا المزيج أكثر أمانًا للمحاصيل وأقل‬
‫تكلفة‪ .‬على الفور قمت بالغاء الحجز مع الشركة واستبدلت المبيدات القديمة بالمبيدات الجديدة»‪ .‬بعد فترة من التطبيق تم‬
‫القضاء على مسببات األمراض ‪ ،‬مع توفير كبيرفي التكلفة بحوالي ‪ 800‬شيكل‪ .‬استفاد وائل من هذا التوفير في التكلفة لشراء‬
‫أشتال لزراعة الدفيئة الزراعية‪ ،‬وكل ذلك كان بفضل التدريب المميز ‪ .‬وأضاف‪ »:‬لقد قمت أيضًا بنشر االلية الجديدة للمزارعين‬
‫المجاورين للتخلص من أمراض التربة وبتكلفة أقل «‪.‬‬

‫قال وائل وهو يصف مشاعره‪« :‬عاد نبض القلب يتدفق من جديد»‪ .‬وأضاف «اآلن ‪ ،‬لقد تمكنت من دفع جزء كبير من ديني‬
‫و اقوم بتلبية متطلبات أسرتي ‪ ،‬وذلك بفضل االغاثة الزراعية ومؤسسة الدياكوني اللتان قدمتا لنا خدمات مميزة تناسب‬
‫احتياجاتنا وأولويتنا ً‬
‫تماما «‪.‬‬

‫‪Courtesy to: Ahmad Safi‬‬ ‫‪Courtesy to: Amani Alzaitonya‬‬


‫تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه ‪ :‬قصص نجاح‬
‫‪26‬‬

You might also like