Professional Documents
Culture Documents
قصص نجاح
مارس2020 -
تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
2
في هذا الكتيب ،نحن فخورون بعرض قصص نجاح المزارعين والمستفيدين الذين يتمتعون بالصمود واإلبداع وااللتزام
والذين حققوا أقصى درجات االستفادة من برك تجميع مياه األمطار من أسطح الدفيئات ومن البركة الجماعية لتجميع وحقن
ُ
مياه االمطار والتي أنشأت بواسطة جمعية التنمية الزراعية (اإلغاثة الزراعية _ )PARCومؤسسة الدياكوني األلمانية لإلغاثة
الطارئة ( )DKHكجزء من هذا المشروع الممول من قبل وزارة التعاون االقتصادي والتنمية الفدرالية األلمانية ( )BMZوسيتم
ً
استعراض هذه القصص الحقًا .يعكس هؤالء المزارعين وعائالتهم طرقا مختلفة لالنتفاع من أنشطة المشروع وذلك للحفاظ
على رزقهم أو حماية أنفسهم من المخاطر المختلفة التي تؤثر على منازلهم أو سبل عيشهم.
على وجه التحديد ،سنعرض في هذا الكتيب كيف يستمتع سكان أم النصر بالشتاء األكثر أمنًا ،وفي الوقت نفسه
ً
مزارعا بإمكانية أفضل للوصول إلى مياه الري دون الضغط على طبقة المياه الجوفية المستنزفة في قطاع غزة. يتمتع 135
ً
سنعرض أيضا عددًا من المزارعين الذين يستفيدون من برك تجميع مياه األمطار المنشأة في مزارعهم والتي تعمل على
تعزيز تنوع محاصيلهم الزراعية أو زيادة إنتاجيتهم و قدرتهم على الصمود في مواجهة ازمة انقطاع التيار الكهربائي في
قطاع غزة .يركز كل من PARCو DKHعلى 8حاالت من أصل 200مزارع يستفيدون من تدخل برك تجميع مياه االمطار()RWH
في جميع محافظات قطاع غزة ،وعلى حالتين للمواطنين والتالميذ في قرية أم النصر من اصل 6000مستفيد من تدخل وحدة
تجميع وفلترة وحقن مياه األمطار الجماعية في قرية أم النصر (.)CRWHIU
للتخفيف من معاناة مواطني غزة ضد ندرة المياه والملوحة ولزيادة قدرتهم على الصمود ،قامت اإلغاثة
الزراعية بالشراكة مع مؤسسة الدياكوني بتنفيذ مشروع «تعزيز صمود مواطني غزة ضد أزمة المياه»
بتمويل من BMZحيث تم تنفيذ المشروع في الفترة ما بين ديسمبر 2017وحتى مارس .2020
3 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
02 01
زيادة التكيف مع ندرة المياه زيادة الوصول إلى مياه ذات نوعية
والملوحة والحد من التعرض جيدة وتقليل مخاطر الفيضانات
لصدمات سبل عيش المزارعين. المفاجئة لسكان ومزارعي أم النصر.
» »التوصيات:
1.1تكرار وتطوير نموذج التدخل لكل من برك تجميع مياه االمطار او البركة الجماعية لتجميع وفلترة وحقن مياه االمطار في
نفس المجتمعات وغيرها من المجتمعات في قطاع غزة ،مع التركيز على محافظتي خان يونس ورفح بسبب الهشاشة
واالحتياج الشديد
2.2مواصلة دعم المجتمع في قرية أم النصر الهش.
3.3تلبية احتياجات المزارعين الضعفاء في الحقول المفتوحة
5 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
في ذلك اليوم لم يتوقف المطر أبدًا ،عمل جميع موظفي البلدية لمدة 24ساعة ،قام العديد من سكان القرية بمساعدتهم
إلنقاذ أولئك الذين حوصروا في منازلهم التي غمرتها المياه باستخدام الشاحنات واآلليات الثقيلة األخرى التي تملكها البلدية،
حيث تم إجالء العديد من العائالت إلى المدارس في ذلك اليوم بسبب العاصفة.
حت المياه من مضخة الصرف الصحي وبدأت تتوجه نحو طبلون الكهرباء فكادت أن تحرق القرية بما فيها «في لحظة قاتلة َط َف ْ
لوال أن تنزلت رحمة الله وأوقفت المطر» ،ذلك أقل ما وصفه أيمن أبو قليق الموظف في قسم المياه والصرف الصحي ببلدية أم النصر،
عن إحدى أخطر الليالي الشتوية التي مرت عليهم.
وقال موسى المدني وهو مواطن من قرية أم النصر بحزن عميق « اعتدنا على االنتقال من منازلنا إلى المدارس القريبة ألن منازلنا
كانت تغمرها المياه بشكل متكرر في أوقات الشتاء .في بعض األحيان ،يصل ارتفاع الفيضان إلى متر واحد ،مما يؤدي الى تضرر
ممتلكاتنا « .وأضاف «في محاولة لحمايتنا من الفيضانات المتكررة ،أنشأت البلدية جدران حماية -سواتر رملية -أمام منازلنا .ومع
ذلك فشلت جدران الحماية القبيحة هذه في التخفيف من آثار الفيضانات المفاجئة على منازلنا «
ً
مختلفا ً
تماما ،فيمكنك المشي هناك بسهولة بينما تمطر دون أن تتبلل .وذلك إلنشاء وحدة هذا العام ،كان الوضع في القرية
تجميع وترشيح وحقن مياه األمطار ( ، )CRWHIUالتي تم إنشاؤها لجمع وتصفية وحقن مياه األمطار ،كجزء من مشروع «تعزيز
قدرة مواطني غزة على مواجهة أزمات المياه» والذي تنفذه االغاثة الزراعية PARCبالشراكة مع Diakonie Katasterophenhilfe
وبتمويل من .BMZ
7 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
في التفاصيل قال مدير المشروع م .عائد عابد «استغرق بناء وتنفيذ وحدة CRWHIأربعة أشهر ،حيث قمنا بتعيين شركة
إنشاءات تم مراقبتها بواسطة منسق فني خبير .وكان الغرض من هذه البركة هو حماية سكان أم النصر من الفيضانات المتكررة
ومساعدة المزارعين على الوصول إلى المزيد من مياه الري دون الضغط على خزان المياه الجوفية «.
ً
وضح موسي المدني قائال «منذ عام 2018وبعد إنشاء وحدة ،CRWHIقمنا بإزالة جدران الحماية القبيحة -السواتر الرملية -ولم
يعد من الضروري بناؤها خالل فصل الشتاء ،كما أن مياه الصرف الصحي ومياه األمطار لم تعد تغمر منازلنا وال يتعين علينا إخالء
منازلنا أو فقدان ممتلكاتنا».
في هذه األيام بدء النور يشرق من جديد بعد طول غياب ،حيث تمكن موظفي البلدية ،الذين اعتادوا العمل بشكل مستمر في
أوقات الشتاء االسترخاء واالستمتاع بهذا الموسم .وأيضًا تمكن المواطنين الخروج بحرية من منازلهم للقيام بأعمالهم اليومية
وال توجد أي مشاكل مرورية ،اآلن أصبحوا أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ والمخاطر الطبيعية وخاصة الفيضانات المفاجئة.
بركة تجميع وحقن المياه في قرية ام النصر – بعد بركة تجميع وحقن المياه في قرية ام النصر -قبل
«ثم ظهر فانوس عالء الدين « قال سالم واصفًا مشروع «تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه» المنفذ من قبل
جمعية التنمية الزراعية (االغاثة الزراعية) ومؤسسة الدياكوني األلمانية بتمويل من ، BMZحين اخبره صديقه حول اعالن
التقدم للمشروع لالستفادة من برك تجميع مياه االمطار من اسطح الدفيئات .
َ
يتوان سالم لحظة ،فسارع الى جمعية تنمية المرأة الريفية في منطقة السوارحة حيث اإلعالن وتقدم بطلب اإلستفادة لم
َ ُ
،وبعد عدة اجراءات تم اتخاذها الختيار المستفيدين و ِجد سالم مستوفيًا لشروط االستفادة من المشروع .أحد الشروط
األساسية لعملية التنفيذ كانت توقيع تعهد عدلي باسم المستفيد للحفاظ على البركة واالهتمام بها وصيانتها دوريًا .كان
سالم سعيدًا بتوقيع االتفاقية حيث كان ينتظر مثل هذه الخدمة منذ زمن طويل.
َ ُ
أسارير سالم وهو يري العمال يقومون بانشاء البركة جاء التنفيذ الفعلى في الربع األخير من سنة ، 2018حيث تهللت
ُ ُ
اعتقدت بأن ُحلمي بعيد ،ولكن عند رؤيتي للبركة تنشأ أيقنت بأن الحلم أصبح حقيقة جميلة «.
َ وهنا يقول سالم « كنت قد
حيث تم انشاء بركة مياه معدنية بسعة 100متر مكعب مزودة بأنابيب بالستيكية موصولة بسطح الدفيئة الزراعية باالضافة
الى مضخة كهربائية لضخ المياه من البركة الى النباتات العطشة .وتم تزويد البركة بسياج معدني يحيط بها بهدف الحماية.
في الشتاء ،يستخدم سالم بركة تجميع مياه االمطار من أسطح الدفيئات ،بينما في الصيف يقوم بتخزين مياه البئر
9 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
وبالتالى يستطيع الري وقتما أراد باستخدام مولد كهربائي صغير وبالتالى ال يكلفه كثيرًا في حال كان هناك انقطاع في
التيار الكهربائي.
هنا بدأت الحياه تزدهر لدي سالم « .أذكر ذلك اليوم جيدًا كان يوم خميس بتاريخ 2018/11/15حيث أمطرت السماء
وبدأت البركة تمتليء ذهبًا» كما قال سالم ،وبعدها تم تجميع حوالي 300متر مكعب من مياه األمطار خالل الموسم ،و هذا
بدوره أدي الى تحسين جودة ثمار البندورة وزيادة انتاجيته من 12طن الى 16طن /خالل الموسم .
وفي عام 2019قرر سالم زراعة محصول أحالمه وهو الخيار بقلب قوي وهذه تعتبر المره األولي منذ سنوات عديدة والفضل
ً ً
في ذلك لنظام الحصاد المائي الذي يوفر مياهًا جيدة صالحة للزراعة ،وكانت االنتاجية حتى االن (منذ شهرين وحتى تاريخ
المقابلة) هي 2طن من الخيار ويتوقع سالم أن ينتج 10طن من الخيار سنويًا ،والتي تزيد عن المعدل السنوي لالنتاجية في
قطاع غزة بحوالي 3طن .
يقول المزارع سالم « أنا سعيد جدًا بتحقيق ُحلمي ،الشكر موجه لالغاثة الزراعية والجهود المبذولة من قبل طاقمها «
وأضاف « ان خطتي المستقبلية ستكون بزراعة محصول الشمام لتحقيق التنوع الزراعي وتحسين الدخل المادي لألسرة «.
المزارع كامل ذو السادسة واألربعون عامًا هو المعيل ل 17فرد من األسرة ،حيث يعمل كمزارع ألكثر من 15عامًا ،بدأت
رحلته الزراعية منذ سنة 2010حين قامت سلطة األراضي بتوزيع أراضي بمساحة 4دونم لألسر التي ال يتوفر ليهم مصدرًا
للدخل ،ولحسن الحظ كامل كان من ضمنهم واستلم قطعة أرض و التي تعتبر هي المصدر األساسي لدخل األسرة ،يقول
كامل «خالل عملي في الزراعة اكتسبت العديد من الخبرات الزراعية العملية كونها مهنتي األساسية و أجني منها 200دوالر
أمريكي شهريًا» .اال أن كامل ومزارعين أخرين في المنطقة واجهتهم تحديات كبيرة خالل عملهم في القطاع الزراعي وهي
ندرة المياه ،حيث تقوم البلدية بتزويد المزارعين بالمياه من بئر الفاو مقابل 0.5شيكل لكل كوب .على اي حال ،فإن المزارعين
يضطرون لدفع أضعاف المبلغ عند انقطاع التيار الكهربائي ألجل تشغيل المولد.
لذلك ،ولتعزيز الوصول الى مياه الري ،قام كامل هو ومجموعة من المزارعين بتمديد خط ناقل يبعد عن أرضهم مسافة ال
تقل عن 700متر لشراء المياه من بئر خاص ،فعند عدم توفر مياه البلدية ،يقوم المزارعين بشراء المياه من البئر الخاص بمبلغ
اقل منه عند الشراء من مياه البلدية في اوقات استخدام المولد (نظرا الستخدامهم مولد ضخم) .على اي حال ،تكرار انقطاع
التيار الكهربائي والحاجة المتكررة لشراء المياه زاد تكاليف الزراعة على كامل والمزارعين في المنطقة وقلل من هامش الربح.
استمرت رحلة التعب والمشقة عدة سنوات حتى تم وصل اراضي كامل والمزارعين مع شبكة المياه الموصولة مع وحدة
تجميع وحقن مياه االمطار كجزء من مشروع « تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه « والمنفذ من قبل االغاثة الزراعية
عبر كامل مبتسمًا.ومؤسسة الدياكوني والممول من وزارة التعاون األلماني « .BMZهنا فتحت لنا الدنيا أبوابها « هكذا ً
عمت الفرحة والبهجة بين المزارعين المستفيدين بعد تمديد الخطوط الناقلة من بئر تجميع وحقن مياه األمطار الذي تم
انشاؤه بواسطة االغاثة الزراعية ،انخفضت تكلفة الساعة الواحدة للري من البئر حوالي 10شيكل ( من 35الى 25شيكل /الساعة
،بينما كانت تبلغ تكلفة الساعة الواحدة حوالي 50شيكل في الحاالت الطارئة التي أصبحت نادرًا ما تحدث بعد تنفيذ المشروع.
11 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
تحاول فدوى جاهدة الحفاظ على مصدر رزقها ،فقد اعتادت على مساعدة زوجها في االعمال الزراعية حتى وفاته قبل عدة سنوات،
وهي االن تدير مزرعتها منفردة .تقوم فدوى بادارة دورة االنتاج كاملة بدءًا من تجهيز وحراثة االرض وحتى الحصاد والتسويق.
عبرت فدوى عن أهم المشاكل التي تواجهها في الزراعة و هي محدودية التنوع في المحاصيل نظرًا لملوحة مياه البئر التي
تستخدمها في عملية الري .فلقد اعتادت على زراعة محصولي الفلفل والباذنجان كونهما محاصيل متوسطة التحمل للملوحة،
وبالرغم من ذلك فان ملوحة المياه بدأت تؤثر على حجم ثمار الباذنجان ،األمر الذي أدى الى انخفاض سعره في االسواق.
و أكدت فدوى بأنها تواجه تحدي آخر وهو انقطاع التيار الكهربائي الذي يجعل من الصعب على فدوى القيام بري
النباتات في الوقت المناسب وعند الحاجة.حيث ان الري الغير صحيح (التعطيش) يضيف المرار الى ثمار الباذنجان وبالتالى
انخفاض ارباحه في السوق .في بعض االحيان تضطر فدوى الى ضخ المياه من البئر باستخدام مولد ضخم ،يكلفها كمية كبيرة
من الوقود وذلك من اجل ري نباتاتها بالكميات واالوقات المناسبة.
فدوى كانت على شفا حفرة من فقدان األمل بتحسين االنتاج و تحقيق التنوع الزراعي الى أن جاء ابنها بالخبر الرائع من
خالل زيارته لبلدية المصدر في منطقته ورؤيته االعالن عن التقدم لطلب استالم بركة تجميع مياه االمطار كجزء من المشروع
.قامت فدوى بتقديم طلب االستفادة واتضح مطابقتها لمعايير االستفادة من المشروع .تم إخبار فدوى بقبولها لالستفادة
من المشروع وتم زيارتها من قبل الفريق الفني للمشروع لتحديد نوع البركة االنسب لتضاريس مزرعتها ولنواحي تقنية اخرى
خاصة بالمنطقة.
ً
في ديسمبر ،2018مباشرة مع بدء فصل الشتاء ،تم انشاء البركة لفدوى .تلبدت السماء بالغيوم وهطلت األمطار وتم
حصاد 400متر مكعب من مياه األمطار في الثالثة شهور الالحقة .لوحظ التغير السريع في انتاجية محصول الفلفل بسبب
استخدام مياه ذات جودة عالية (مزيج من مياه االمطار والمياه الجوفية) ،وكانت الزيادة في االنتاجية من 6-4طن خالل ذاك
الموسم .باالضافة الى ذلك ،جودة وحجم الباذنجان تحسنت بشكل ملحوظ .كل هذا باالضافة النخفاض تكاليف الري وزيادة
ً
الربح لفدوى الى 400دوالر/شهر ُويتوقع ان يستمر هذا الحال مستقبال.
13 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
منذ عام - 2007عندما غمرت مياه الصرف الصحي القادمة من حوض الترشيح الطارئ محطة معالجة مياه الصرف الصحي
في بيت الهيا بالقرب من قرية أم النصر البدوية مسفرا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 25آخرين -وحتى عام ،2017فان
كل فصل شتاء يمر على قرية أم النصر يهدد سكانها بالنزوح المؤقت ،خسائر في الممتلكات ومخاطر صحية كثيرة بسبب
الفيضانات وضعف البنية التحتية .تعتبر مدرسة حمزة بن عبد المطلب واحدة من أكثر األماكن تضررًا في أم النصر بسبب
انخفاض موقعها ،حيث يتم تجميع المياه في مدخل المدرسة مما يمنع التالميذ والمدرسين من دخول المدرسة أو يمكنهم
الدخول اليها بصعوبة وقد ابتلت مالبسهم ،وبذلك تزداد امكانية اصابتهم باإلنفلونزا واألمراض األخرى.
عاما) عن المعاناة التي استمرت معه منذ عامه األول في المدرسة وحتى الصف تحدث الطفل رامي أبو دحيل (ً 12
ً
السادس .قائال« :في األيام الممطرة ،كنا محاصرين داخل منازلنا ،ولم نتمكن من الذهاب إلى مدرستنا ،وعندما حان وقت
االمتحانات ،اضطررنا إلى الذهاب إلى المدرسة ،ولكن كان علينا استخدام الشوارع االلتفافية التي من خاللها نستطيع
الوصول إلى مدرستنا ومع ذلك نعوم في المياه الراكدة التي أمام بوابة المدرسة فندخل ومالبسنا مبللة» .لم يكن هذا هو حال
رامي فحسب ،بل توسع ليشمل أكثر من 600تلميذ في مدرسة حمزة بن عبد المطلب ،باإلضافة إلى هيئة التدريس بالمدرسة.
تقول منى سعد الدين مديرة المدرسة« :كانت هذه مشكلة كل عام ،يأتي التالميذ إلى المدرسة مبللين .حيث تصل المياه في
بعض األحيان إلى مالبسهم الداخلية ،فيقف األطفال أمامي يرتجفون بينما ال يوجد لدينا مدفأة وال مالبس بديلة لذلك نضطر
أن ندعو أولياء أمورهم على الفور الستالمهم « .كان هذا هو الحال بالنسبة للتالميذ الملتزمين الذين يصرون على الذهاب
إلى المدرسة بالرغم من األمطار الغزيرة .بينما اعتاد ثلثا التالميذ االمتناع عن الذهاب إلى المدرسة في مثل هذه الظروف «
وأضافت «في وقت ما هؤالء الطالب الذين يصرون على القدوم إلى المدرسة في األيام الممطرة ينتهي بهم المطاف إلى البقاء
في المنزل لعدة أيام أو حتى لمدة أسبوع يعانون من انفلونزا حادة».
لم يختلف الوضع مع أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة ،حيث اعتاد معظمهم الحضور من خارج القرية فترفض المركبات
الدخول بهم الى المدرسة أو تفشل المركبات في الوصول إلى مدخل المدرسة بسبب تجمع مياه األمطار ،ورغم تلك المعاناة
للوصول الى المدرسة اال أنهم يدخلوا المدرسة مبتلين دائمًا ونتيجة لذلك تضطر المدرسة إلى تأخير الدراسة واالمتحانات
والعمل على جدول دراسي طارئ خالل المنخفضات الجوية.
15 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
اليوم ،بعد ساعات قليلة من المطر ،يمكنك رؤية الشوارع ومدخل المدرسة قد جف .مما مكن تالميذ أم النصر والمدرسين
الوصول إلى مدارسهم بأمان دون الشعور بالبلل .حيث أصبحت نسبة االصابة باإلنفلونزا والمرض أقل وال توجد أيام غياب
ً
تقريبا خالل فصل الشتاء. جماعي
اليوم ،وبعد انشاء وحدة تجميع وترشيح وحقن مياه األمطار ( )CRWHIUفي قرية أم النصر ،لوحظ جفاف الشوارع ومدخل
المدرسة بعد ساعات قليلة من هطول األمطار ،وأصبح بإمكان تالميذ أم النصر والمدرسين الوصول إلى مدارسهم بأمان دون
تبلل مالبسهم ،ولم تضطر المدرسة لتأجيل االمتحانات والدروس و أصبحت نسبة االصابة باإلنفلونزا والمرض أقل وال توجد
ً
تقريبا خالل فصل الشتاء. أيام غياب جماعي
مدخل المدرسة خالل المطر – قبل مدخل المدرسة خالل المطر – بعد
تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
16
أحمـــــد
(خدمات االرشاد ضرورية)
ُ
أحمد ذو السابعة واألربعين عامًا هو مثال المزارع الريادي حيث يعمل في الزراعة منذ ثالثون عامًا .أحمد متزوج ويعيل زوجته
َ ً ً
يمتهن أغلب سكانها زراعة الخضراوت في الدفيئات ثمانية أفراد .يسكن أحمد في منطقة ريفية في دير البلح
ِ و أسرة مكونة من
الزراعية وكذلك الحقول المفتوحة .أحمد يملك دونمين من الدفيئات الزراعية ،وقد اعتاد استئجار دفيئات زراعية أخرى في نفس
المنطقة ليحسن من دخله .
الزراعة المتكررة للنوع الواحد من المحاصيل الزراعية تتسبب بخسائر مادية للمزارع و تقلل من قدرته على مواجهة المخاطر بما
في ذلك األوبئة وتقلب االسعار ،أكد أحمد بأن أكبر تحدياته هي ملوحة المياه في المنطقة حيث انه ال يتمكن من زراعة اي محصول
سوى البندورة .باالضافة الى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد تكاليف الري وتقلل الربحية.
« لم أفقد األمل بالرغم من كل التحديات التي أواجهها كمزارع» يقول أحمد ،وبالفعل ظهر بصيص أمل ،خالل ذهابه الى
المسجد في المنطقة حيث رأى اعالن للمزارعين للتقدم لالستفادة من برك تجميع مياه االمطار من أسطح الدفيئات حيث سيتم
تنفيذ هذا النشاط ضمن مشروع ممول من وزارة التعاون االلمانية BMZيهدف الى تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه
ً
وفي تلك اللحظة ،عندما قرر أحمد _وهو قائد بالفطرة _التقدم للمشروع ،جمع مجموعة من المزارعين وقابل ممثلي الجمعية
ااألهلية لتطوير النخيل والتمور ،ليستعلم عن أنشطة المشروع وشروط االستفادة منه ،ووجد أن جميع المعايير المطلوبة مطابقة
لحالته .قام أحمد بتقديم طلب االستفادة ،وبعد الفرز األولي للطلبات وتدقيقها ضمن معايير االختيار ،تم عمل زيارة ميدانية من قبل
فريق المشروع وذلك لالطالع على موقع المزرعة ،وتم تحديد أولويات واحتياجات المزرعة وموافقتها للمعايير المطلوبة لالستفادة .
جميع معايير االختيار انطبقت على أحمد وبالتالى استطاع االستفادة من المشروع ،في الربع االخير من سنة 2018تم إنشاء
بركة جيمومبرين في مزرعة أحمد ،وقد اختار هذا النوع من البرك بعد تلقيه للتدريب المقدم من قبل فريق المشروع حيث تم
التعرف خالله على أنواع و مميزات البرك الزراعية فقام بعدها باختيار بركة من نوع جيمومبرين لمناسبتها الحتياجه ولكون عمرها
االفتراضي طويل(حوالي 25سنة) وذلك يوضح مدى حرص أحمد على استدامة المشروع والحفاظ على البركة لفترة طويلة« .تم
تركيب بركة الجيموبرين بكل مستلزماتها من المواسير البالستيكية والمضخة وسياج حماية « قال أحمد
في ديسمبر 2019اقترب أحمد من خسارة محصول البندورة بالكامل بسبب مرض «البياض الدقيقي» .ولحل هذه المشكلة
حاول أحمد االستعانة بنصائح المزارعين اآلخرين وقام بتجربة كل شيء تم اقتراحه ولكن دون جدوى .هذه التجارب والجهود كلفته
ما يقارب 3000شيكل .
17 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
مالك والمزارعين في المنطقة يواجهون معضلة كبيرة وهي «ملوحة المياه « التي تؤثر بشكل سلبي على جودة وإنتاجية
المحاصيل الزراعية كما أنها تحد من القدرة على التنوع الزراعي مما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر الطبيعية ومخاطر السوق ،اعتاد
مالك زراعة محصول البندورة كونه يتحمل الملوحة العالية .يعتبر محصول البندورة من اهم مصادر الدخل لمالك الذي من خالله
يقوم بتلبية احتايجات اهله بما فيها شراء االدوية الخاصة بابنه المريض «المصاب بالتوحد» .
الحمل الثقيل هو الذي دفع مالك الى التفكير بزيادة دخله فيقول « خالل زيارتي ألحد المزارعين شاهدت بركة معدنية وقد تم
ً
استخدمها لتربية األسماك وبيعها فتشكل دخال اضافيًا للمزارع ،حينها فكرت بانشاء بركة مثلها ولكن عدم توفر الموارد المالية
حال دون قدرتي على انشائها».
«تفائلوا بالخير تجدوه « هذه جملة مالك الشهيرة ،وقد أصاب في قوله حين أتاه الخير بعد سماعه العالن التقدم لالستفادة من
المشروع من خالل تلقي برك تجميع االمطار من أسطح الدفيئات .كما يقول مالك «عندما قرأت إعالن المشروع في الجمعية ااألهلية
لتطوير النخيل والتمور ،واطلعت على شروط االختيار كنت مقتنعًا أننى سوف أكون من ضمن المستفيدين من المشروع ،وذلك
النطباق شروط المشروع على حالتي بشكل كبير «.
في الربع األول من سنة 2019تم انشاء بركة من نوع جيمومبرين بسعة 100مترمكعب ،حيث يتم تجميع مياه األمطار في
فصل الشتاء من سطح دفيئة زراعية بمساحة دونم واحد ،وبعدها قرر مالك وبمساعدة ابنه تركيب أنابيب بالستيكية من أسطح
الدفيئات الزراعية األخرى بمساحة ُت َ
قدر ثالث دونمات زراعية وذلك لتعظيم االستفادة من مياه األمطار .كما و قام بتركيب ريشيت
أسود للمحافظة على المياه المجمعة نظيفة داخل البركة ومنعًا لتكوين الطحالب الخضراء التي تسبب انسداد فى شبكات الري .
في الربع األخير من سنة 2019تم تجميع مياه األمطار من أسطح الدفيئات والتي تقدر بحوالي 400متر مكعب ،تم
استخدام هذه المياه _عالية الجودة_ لري محصول البندورة األمر الذي أدى الى تحسين الجودة وزيادة االنتاجية بحوالي 5طن/
َ
موسم ( 20 -15طن /موسم) ،كما وأدى الى ّزيادة محصول الباذنجان بحوالي 2طن /موسم ( 6 - 4طن /موسم ) .أكد مالك
19 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
ورث خالد أرضه الزراعية والتي تبلغ ثالثة دونمات عن والده ،حيث يوجد بها دفيئتين زراعيتين على مساحة 1.5دونم
مزروعة بمحصول البندورة ،والمتبقي عبارة عن حقل مفتوح من أشجار الفاكهة .
ّ َ
تعرض قطاع غزة لثالثة حروب العقد األخير كان صعبًا للغاية علي المزارعين في قطاع غزة وتحديدًا علي خالد ،حيث
ً
متعاقبة ،قصرح خالد قائال « بالنسبة لي كان تصعيد االحتالل االسرائيلي على بيت حانون سنة 2003األقسى واألكثر ضررًا
ً
الني فقدت مصدر رزقي» .ووضح قائال « لقد تم تجريف أرضنا بما فيها من دفيئات زراعية و بئر مياه باالضافة الى بركة باطون
كان قد قام والدي بانشائها في منتصف الثمانينات لتخزين مياه األمطار بغرض ري المحاصيل «.
خالد مثال للمزارع المثابر والريادي ،فقد قام بإعادة ترميم الدفيئات الزراعية ويقول « انا اعتمد على الزراعة ألنه مصدر
دخلي الوحيد « .وأضاف «كان التحدي األكبر الذى يواجهنا هو توفير المياه العذبة لري المحاصيل المزروعة ،وذلك لعدم
امتالكنا بئر خاص أو بركة حصاد مائي في المنطقة فقد تم تدميرهم مسبقًا من قبل االحتالل االسرائيلي في عام 2003ونحن
المزارعون لم نستطع تحمل تكاليف بنائها من جديد «.
يضطر خالد لشراء المياه من بئر خاص ينتمي الى مزارع آخر بتكلفة عالية ،وذلك ً
بناء على االتفاقية المبرمة مع مالك البئر،
حيث أصبح خالد ملتزمًا باستهالك ما ال يقل عن ساعة في كل مرة يتم بها ضخ المياه ،على الرغم من أن حاجته ال تتعدي ثلثا
ً
الساعة ،أوضح خالد استياءه قائال « إنني أدفع تكاليف لمياه تزيد عن حاجتي ولكنني مجبر على ذلك فأقوم بتوزيع المياه التي
تفوق حاجتي للمزارعين اآلخرين وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على عاتقي ويقلل من هامش ربحي بشكل كبير « .
َ
واستمرت رحلة المشقة لمدة خمسة عشر عامًا حتى ظهر بصيص األمل ،عندما قرأ خالد خبر اإلعالن للتقدم بطلب للحصول
على برك تجميع مياه األمطار عبر موقع التواصل االجتماعي – فيسبوك – التابعة لجمعية مزارعي محافظة الشمال ،بعد
ً
التقدم بطلب للحصول علي المشروع ،وجد خالد مؤهال لالستفادة من المشروع و تم تبليغه بقبوله لالستفادة من المشروع .
في الربع األول من سنة 2019تم انشاء بركة معدنية لتجميع مياه األمطار من فوق أسطح الدفيئات بقدرة استيعابية
تصل الى 100متر مكعب ،لمواجهة أزمة ندرة المياه فى المنطقة .وقال حمزة « رؤيتي للبركة وقد أنشأت بجانب الدفيئات
21 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
والحظ خالد ايضًا ان التكلفة الشهرية للري قبل انشاء البركة قدرت بحوالي 500شيكل وانخفضت الى 350شيكل نتيجة
ً
لتخزين الفائض من المياه المشتراه في البركة ليتم استخدامها فيما بعد ،بينما في فصل الشتاء ال يكلفه الري شيئًا نتيجة
الستخدام مياه األمطار في الري.
والضحكة ال تفارق عيني خالد قال» لقد اشتريت خلية من» نحل البامبوس» بما تم توفيره من تكاليف شراء المياه ،حيث
يعمل النحل على تحسين عقد االزهار في محصول البندورة وبالتالى تحسين االنتاجية وزيادة الربح «.
تستطيع سعاد القيام بجميع األنشطة الزراعية بما في ذلك زراعة المحاصيل والتسميد والري والحصاد .الزراعة هي
ً
شهريا ،تقوم هي وزوجها بزراعة حوالي دونمين من المصدر الوحيد للدخل لعائلة سعاد .فتجني بذلك حوالي 300دوالر
الدفيئات الزراعية ودونم اخر يستخدم كحقل مفتوح.
تعاني سعاد وزوجها كغيرها من المزارعين في المنطقة من ملوحة المياه ،وهذا يقلل من قدرتها على تنويع
المحاصيل مما يجعلها أكثر عرضة للمخاطر الطبيعية ومخاطر السوق .لذلك قرروا شراء مياه الري .فكانت تكلفة شراء
المياه من بئر خاص هو التحدي الرئيسي بالنسبة لهم .في عام 2013قاموا بحفر بئر غاطس في المزرعة كلفهم الكثير
من المال ،معتقدين أنه مشكلة ملوحة وشح المياه سيتم حلها .لسوء الحظ ،لم يتغير الوضع كما هو متوقع ألن مياه
البئر كانت مالحة وغير مالئمة لري العديد من المحاصيل .وقد أدى ذلك بدوره إلى زيادة عبء األسرة وتقليل فرص التنوع
الزراعي وبالتالي قلل الربحية.
اعتادت سعاد على زراعة محصول البندورة كونه أكثر تالئمًا مع المياه المالحة المتاحة باإلضافة الى ذلك عانت
مزرعتها من انتشار مرض تربة وبائي ُيسمي» النيماتودا» ،والذي يضعف إنتاجية المحاصيل إلى حد كبير .ومع ذلك
قالت سعاد وابتسامة رضي فى عينيها «علي الرغم من كل هذه الصعوبات ،ال يأس مع الحياة وال حياة مع اليأس « ،بدأت
الغيوم السوداء تتالشى في الربع الثاني من عام .2019فقالت سعاد» كالعادة ،بعد حصاد البندورة ذهب زوجي إلى
ً
سوق المزارعين «زاوية المصبح» لبيع المنتج .ثم شاهد ملصقا يعلن عن مشروع تنفذه جمعية التنمية الزراعية ()PARC
وبتمويل من وزارة التعاون االقتصادي والتنمية الفدرالية األلمانية ( .)BMZيهدف المشروع إلى تعزيز قدرة المزارعين
على مواجهة أزمة المياه في قطاع غزة .بعد تقديم طلب االستفادة من خالل جمعية مزارعي رفح الخيرية ،تمت الموافقة
عليه الستيفائه لمعايير االستفادة.
في منتصف يونيو من سنة ،2019تم انشاء بركة جيمومبرين لتجميع مياه األمطار من فوق سطح الدفيئة الزراعية
بقدرة استيعابية تصل الى 100متر مكعب ،كوسيلة للتعايش مع أزمتي شح المياه وسوء جودتها في المنطقة ،بعدها
23 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
قررت سعاد وزوجها تركيب أنابيب بالستيكية للدفيئات الثالث ،لتعظيم الفائدة من مياه األمطار .
ُ
تقول سعاد «بات الحلم حقيقة بين أيدينا وبدأت البشائر تهل علينا وعلى مزرعتنا عندما بدأت األمطار تهطل
بكثافة وبدأت البركة المنشأة تنغمر بالمياه العذبة « حيث تم حصاد ما يقارب 400متر مكعب من مياه األمطار خالل
موسم واحد ،مما أثر ايجابيًا على جودة المياه وبالتالي على جودة الثمار محققًا زيادة في الربح.
و أضافت سعاد « كان عام 2020عامًا مليئًا بالخير ،حيث تم حصاد ما يقارب 500متر مكعب من مياه األمطار ،فزادت
المساحة المزروعة من محصول الخيار (من دونم واحد الى دونمان من الدفيئات الزراعية) ؛ وقدرت انتاجية الخيار خالل
ً
الثالث شهور األولي بحوالي 12طن» ،واختتمت حديثها قائلة »:نشعر باالمتنان لهذا المشروع المنجز ألن حياة أسرتي
قد تحسنت حيث ساهم المشروع في تحسين دخلنا وقدرتنا على تلبية احتياجاتنا».
تعتبر األمطار مصدرًا طبيعيًا للمياه ومبشرًا للخير ،ولكن بالنسبة لوائل لم يكن األمر كذلك .فقد كانت األمطار سببًا فى
معاناته وذلك بسبب موقع الدفيئة الزراعية في منطقة منخفضة تواجه الغرق كلما أمطرت الدنيا .قال وائل بحزن عميق
«أشتري المياه بتكاليف عالية فتنخفض ارباحي و تتراكم ّ
علي الديون ،بينما يوجد مصدر طبيعي للمياه العذبة ال يمكنني
االستفادة منه ،ليس هذا فحسب ،بل إنه يتسبب لي في أضرار متكررة كل شتاء».
«ما باليد حيلة» هكذا عبر وائل عن معاناته وأضاف « كنت أرغب دائمًا فى استخدام مياه األمطار لزراعة محاصيل مربحة
اقتصاديًا لتحسين دخلي ،لكننى اعتدت على زراعة البندورة كمحصول يتحمل الملوحة أكثر من غيره من المحاصيل».
الى أن جاء اليوم الموعود والمبشر حين سمع وائل عن طلب التقديم لالستفادة من مشروع «تعزيز قدرة مواطني قطاع غزة
َ
يتوان وائل لحظة ،قام بالتقدم لدى الجمعية الشرقية للزراعة والتنمية ،ووجدت معايير االختيار على مواجهة أزمة المياه» لم
تتناسب مع وضعه ،وبالتالى كان قادرا على االستفادة من المشروع.
تم إنشاء بركة لوائل بكل مستلزمتها كما تم تسييجها بشبك الحماية المعدني ،باإلضافة إلى ذلك تلقى وائل تدريبًا
على إدارة المزرعة باإلضافة إلى العديد من التوجيهات خالل الزيارات اإلرشادية التي شملت العديد من المهارات الزراعية
بما في ذلك تقنين االستخدام المفرط لمياه الري .باإلضافة إلى ذلك ،اكتسب المعرفة حول إدارة المزرعة واالستخدام اآلمن
لألسمدة والمبيدات لعالج األمراض السائدة.
في الربع األخير من عام 2019طبق وائل ما تعلمه من التدريب في إدارة عملية جمع المياه فتم جمع مايقارب 600متر
مكعب من مياه األمطار ،قام وائل بخلط المياه الجوفية مع مياه األمطار لتحسين جودة المياه لديه ،ثم قام بري محصول
البندورة بالمياه المختلطة والحظ تحسن الجودة وزيادة اإلنتاجية في محصول البندورة بحوالي 3طن في الموسم .واألمر الفريد
من نوعه هو مالحظة وائل انخفاض تكلفة شراء المياه حيث قدر معدل االنخفاض بحوالي ( ٪ 40كانت التكلفة الشهرية
لمياه الري قبل بناء البركة 700شيكل ،وانخفضت إلى 400بعد إنشاء البركة).
25 تعزيز صمود مواطني قطاع غزة ضد أزمة المياه :قصص نجاح
ً
صرح وائل أن التدريب قد غير رأيه بشكل كبير وحماه من خسارة امواله .وأكد علي ذلك قائال «قبل حضوري للتدريب
بأيام كنت قد حجزت كمية من مبيد الكندوز لدي شركة لبيع المبيدات ،بلغت تكلفته حوالي 1100شيكل لكل دونم ،بهدف
تعقيم التربة من النيماتودا .ومع ذلك تغيرت معارفي وممارساتي وتوجهاتى عندما قدمت لنا المهندسة أماني تدريبًا حول
أنواع المبيدات التي تستخدم في تعقيم التربة ( حمصاه +مبيد فايديت ) ويعتبر هذا المزيج أكثر أمانًا للمحاصيل وأقل
تكلفة .على الفور قمت بالغاء الحجز مع الشركة واستبدلت المبيدات القديمة بالمبيدات الجديدة» .بعد فترة من التطبيق تم
القضاء على مسببات األمراض ،مع توفير كبيرفي التكلفة بحوالي 800شيكل .استفاد وائل من هذا التوفير في التكلفة لشراء
أشتال لزراعة الدفيئة الزراعية ،وكل ذلك كان بفضل التدريب المميز .وأضاف »:لقد قمت أيضًا بنشر االلية الجديدة للمزارعين
المجاورين للتخلص من أمراض التربة وبتكلفة أقل «.
قال وائل وهو يصف مشاعره« :عاد نبض القلب يتدفق من جديد» .وأضاف «اآلن ،لقد تمكنت من دفع جزء كبير من ديني
و اقوم بتلبية متطلبات أسرتي ،وذلك بفضل االغاثة الزراعية ومؤسسة الدياكوني اللتان قدمتا لنا خدمات مميزة تناسب
احتياجاتنا وأولويتنا ً
تماما «.