You are on page 1of 15

‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.

‬‬
‫تاريخ نشر المقال‪2016/03/01:‬‬ ‫تاريخ قبول نشر المقال‪2015/09/29 :‬‬ ‫تاريخ استقبال المقال‪2015/09/19:‬‬

‫القنوات الفضائية والتغري القيمي يف األسرة اجلزائرية‪.‬‬

‫دراسة ميدانية مبنطقة احلضنة ‪ -‬باملسيلة ‪.‬‬

‫د عبد الناصر عزوز ‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬الجزائر‬


‫د‪ /‬مختار رحاب‪ ،‬جامعة المسيلة ‪ -‬الجزائر‪.‬‬

‫ممخص‪:‬‬

‫أن جيبل‬
‫تحوالتو‪ ،‬لدرجة ّ‬
‫تتناول الدراسة إحدى الموضوعات اليامة وىو التغير‪ ،‬الذي أصبح اليوم أكثر سرعة وجذرية في ّ‬
‫عدة أنماط من التحوالت االجتماعية‪ .‬ولعل الذي ساىم إلى في زيادة وتيرة ىذه الحركية التي تكاد تنأى عن‬
‫واحدا قد يعايش ّ‬
‫إن أخطر‬
‫المراقبة ىو الثقافة المتنوعة الوافدة عبر القنوات الفضائية التي أصبحت تشكل جزء من الحياة االجتماعية لؤلسرة‪ّ .‬‬
‫ما يمكن أن تتعرض لو ىذه األخيرة ىو أن يطال التغير أحد وظائفيا األساسية وىو إنتاج القيم والمحافظة عمييا‪.‬‬
‫تمثل الدراسة محاولة إللقاء الضوء عمى التغير الذي تعرضت قيمتي الحياء والعبلقات االجتماعية بفعل القنوات الفضائية في‬
‫منطقة المسيمة‪ .‬وانطمقت من إشكالية وفرضيات وتحديدا ألىميتيا وأىدافيا ولمفاىيميا االصطبلحية واإلجرائية‪ ،‬وحاولت‬
‫التطرق –سوسيولوجيا ‪ -‬إلى المضامين القيمية في البرامج القنوات الفضائية‪ .‬ومنيجيا تبنت المنيج الوصفي‪ ،‬وجمعت البيانات‬
‫باستعمال أداة االستبيان طبقت عمى عينة حجميا(‪ ) 708‬مفردة اختيرت عمديا‪ ،‬وقد انتيت الدراسة إلى أن قيمة الح ياء كانت‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬القنوات الفضائية‪ ،‬القيم‪ ،‬األسرة‪.‬‬ ‫أكث ار تأث ار وتغي ار مقارنة بقيمة العبلقات االجتماعية والقرابية‪.‬‬
‫‪Satellite television and the change in the value system of the Algerian family.‬‬

‫‪field study area Elhoudna- M SILA‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪The study addresses treats one of the important topics « the change”, which has‬‬
‫‪become faster and more radical day to day, so much so that one generation may survive‬‬
‫‪several aspects of social transformations. Perhaps what contributed to the increase of the‬‬
‫‪phenomenon is a diverse expatriate culture through satellite channels, which have‬‬
‫‪become a part of the social life of the family. The most dangerous thing that can be‬‬
‫‪experienced by the latter is a change that affects basic functions which is to produce‬‬
‫‪values‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪maintain‬‬ ‫‪them.‬‬
‫‪The study represents an attempt to shed light on the change, which came under the‬‬
‫‪values of modesty and social relations by satellite channels in Msila. And it started from‬‬
‫‪the problematic assumptions and specifying its importance, objectives and concepts of‬‬
‫‪conventional and procedural, and -sociologically- we tried to address the implications of‬‬
‫‪value in satellite programs. And adopted a descriptive approach, and collected data‬‬
‫‪using a questionnaire tool applied to the sample size (304) Single chosen intentionally,‬‬
‫‪the study concluded that the value of modesty were affected by the change compared to‬‬
‫‪the value of social relationships and kinship.‬‬

‫‪Keywords: the satellite channels, the values, the family‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪92‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫من السمات التي الزمت المجتمعات اإلنسانية عبر مسيرتيا التاريخية منذ عصر الجمع وااللتقاط وصوال إلى عصر‬
‫التراكم الرأسمالي ما يسمي بظاىرة التغير االجتماعي ‪ ،‬وىي ظاىرة طبيعية تحدث في المجتمع نتيجة سمسمة‬
‫التفاعبلت والتبادالت والعبلقات االجتماعية‪ ،‬والتي تؤدي في األخير إلى التغير الدائم‪ ،‬ولكن الذي أصبح ممفتا‬
‫لبلنتباه ىو ما داىم المجتمع في نياية األلفية الثانية وبداية األلفية الثالثة مدة من عدم اليقين الحاد حول المستقبل‬
‫بعد أن أخذ المجتمع يتغير بسرعة أكبر من أي وقت مضى‪.‬‬
‫حيث أصبح العالم اليوم يزدحم في مجمل أجزائو ومختمف مجاالتو بمستجدات ومتغيرات لم يسبق لو أن‬
‫شيدىا في مراحل سابقة‪ ،‬ىذه التحوالت شكمت منعطفا ىاما في حياة الشعوب جعمتيا تدرك شيئا فشيئا ومرحمة تمو‬
‫األخرى بأنيا مقدمة عمى العيش في عصر جديد بات حقيقة أال وىو عصر الغزو الفضائي بمختمف وسائمو ولعل‬
‫أىميا القنوات الفضائية التي أصبحت تشكل جممة من التحديات ال سيما التحديات القيمية عمى األسرة‪ .‬وعميو جاء‬
‫ىذا البحث ليبحث في بعض التحديات القيمية التي تواجييا األسرة في زمن البث الفضائي الوافد‪ ،‬من خبلل دراسة‬
‫التغيرات التي تعرضت ليا قيمتي الحياء والعبلقات االجتماعية والقرابية في األسرة‪.‬‬
‫‪- 1‬اإلشكالية >‬
‫يعد البث التمفزيوني عبر األق مار الصناعية من أبرز سمات القرن الحالي التي ميزت مجتمعات العالم والمجتمع‬
‫الجزائري عمى وجو الخصوص‪ ،‬إذ غدا جزءا حيويا من الحياة اليومية لئلنسان واألسرة الجزائرية لدرجة أصبح‬
‫االستغناء عنو ضربا من الخيال‪ ،‬لقد جعل اإلنسان في اتصال دائم وآني وحي مع ما يحدث في العالم؛ ليختصر‬
‫العالم العريض في مسمى "القرية الكونية"‪ .‬ومن دون شك‪ ،‬أن ىذا االنفتاح الواسع عمى العالم المميء بالثقافات‬
‫المتمايزة والحضارات المختمفة‪ ،‬جعل المجتمع الجزائري يتعرض لمضامين حضارية ثقافية وقيمية متنوعة قد تؤثر‬
‫عمى القيم المحمية‪ ،‬األمر الذي أثار الكث ير من اليواجس والتخوفات‪ ،‬وأحيانا التحفظ والحياد بخصوص مصير قيم‬
‫المجتمع الجزائري‪ ،‬وعميو جاء ىذا البحث ليمقي الضوء عمى موضوع" القنوات الفضائية والتغير في القيم في مجتمع‬
‫المسيمة كمجال لمدراسة الميدانية‪ ،‬لذا يحاول البحث اإلجابة عمى التساؤل التالي> ىل مازالت األ سرة بالمسيمة‬
‫محافظة عمى قيمتي الحياء والعبلقات االجتماعية والقرابية في ظل البث الفضائي التمفزيوني الوافد؟‬
‫‪ - 2‬الفرضيات‬
‫أ ‪ -‬الفرضية األولى‪ :‬يميل مشاىدي برامج الق نوات الفضائية إلى تفضيل المشاىدة الجماعية في األسرة مما يؤدي‬
‫إلى التضحية بقيمة الحياء بسبب البرامج اليابطة أخبلقيا‬
‫ب ‪-‬الفرضية الثانية‪ :‬يميل مشاىدي قنوات الفضائية إلى قضاء أوقات أطول في المشاىدة؛ مما يؤدي إلى قمة‬
‫التفاعل وضعف العبلقات االجتماعية والقرابية وحدوث خبلفات في األسرة‬
‫‪ - 3‬أهمية الدراسة وأهدافها‪ :‬تكتسي ىذه الدراسة أىمية بالغة كونيا تعالج إحدى الموضوعات الفكرية والعممية التي‬
‫أصبحت تمثل محط أنظار العالم أال وىي الثورة في وسائل اإلعبلم واالتصال خاصة منيا المرئية والمسموعة‪ ،‬وما‬
‫تشكمو من آثار وتغيرات عمى القيم في األسرة‪ ،‬فإستراتيجية مواجية مخاطرىا تقتضي الوقوف عمى أبعاد ىذه‬
‫الظاىرة ودراستيا وتحميميا وكشف جوانبيا المختمفة‪ ،‬أمبل في الوصول إلى نتائج يمكن عمى ضوئيا اتقاء سمبياتيا‬
‫وتوجيو فوائدىا باالتجاه الذي يحقق المنفعة لممجتمع بشكل عام‪ ،‬وىذا ما يسعى إليو ىذا البحث‪ .‬وتيدف ىذه‬
‫الدراسة إلى الكشف عن التغير الذي ط أر قيمتي الحياء والعبلقات االجتماعية في األسرة المحمي بمنطقة المسيمة‬
‫تحت تأثير القنوات الفضائية‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪93‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫‪ - 4‬تحديد المفاهيم والمصطمحات‪:‬‬


‫تعرف القنوات الفضائية بأنيا> "محطات تمفزيونية تبث إرس اليا عن طريق األقمار‬
‫أ ‪ -‬القنوات الفضائية‪ّ :‬‬
‫الصناعية‪ ،‬لكي يتجاوز ىذا اإلرسال نطاق الحدود الجغرافية لدولة اإلرسال‪ ،‬حيث يمكن استقبالو في دول ومناطق‬
‫أخرى عبر أجيزة خاصة الستقبال والتقاط اإلشارات الوافدة من األقمار الصناعية‪ 1"...‬ويعرفيا سعيد ناصف بأنيا>‬
‫"تمك القنوات التي تعتمد عمى البث التمفزيوني المباشر من خبلل األقمار الصناعية‪ 2....‬ويقصد بالقنوات الفضائية‬
‫في ىذه الدراسة بأنيا عبارة عن محطات تقوم بإرسال مواد إعبلمية من دولة أو منطقة إلى أخرى من خبلل أقمار‬
‫صناعية متعددة‪ ،‬وتقوم مناطق أخرى بالتقاط تمك المواد من خبلل أجيزة االستقبال‬
‫يعرفيا "ماليسنوفيسكي بأنيا> "اتصال قوي وحتمي بموضوعات قيم أو معايير أو أشخاص ينظر إلييا‬ ‫ب ‪ -‬القيم>‬
‫‪3‬‬
‫باعتبارىم وسيمة إلشباع حاجات الكائن الحي"‪ .‬ويعرف "بارسونز" القيمة بأنيا> " عنصر في نسق رمزي مشترك‬
‫يعتبر معيا ار أو مستوى لبلخ تيار بين بدائل التوجيو التي توجد في الموقف‪ 4." ...‬وىناك من عرفيا بأنيا> المرغوب‬
‫فيو‪ ،‬أو ما يرغب فيو الفرد أو الجماعة االجتماعية‪ ،‬وقد تتمثل الرغبة في األفكار‪ ،‬أو في العبلقات االجتماعية‪ ،‬أو‬
‫في الجوانب المادية وكل ما يتعمق بمتطمبات المجتمع‪ 5.‬ويقصد بالقيم في ىذه الدراسة التفضيل الشخصي أو‬
‫االجتماعي لضرب من ضروب السموك المشاىدة في القنوات الفضائية‪ ،‬أو ىي حكما أخبلقيا يصدره اإلنسان عمى‬
‫نماذج السموك المشاىدة ميتديا بمجموعة المبادئ والمعايير التي وضعيا المجتمع‬
‫التغير ىو "التغير الذي يحدث داخل المجتمع‪ ،‬أو التحول أو التبدل الذي يط أر عمى جوانب‬ ‫ج ‪ -‬التغير>‬
‫‪6‬‬
‫المجتمع‪ ،‬بمعنى آخر ىو التحول الذي يط أر عمى البناء االجتماعي خبلل فترة من الزمن" ‪ .‬ويعرفو "فرتشيمد" بأنو>‬
‫تغير يعتري العمميات االجتماعية أو النظم االجتماعية‪ ،‬أو التكوينات االجتماعية وقد يكون التغير تقدميا أو تأخريا‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫ثابتا أو مؤقتا‪ ،‬مخططا أو غير مخطط‪ ،‬موجيا أو غير موجو‪ ،‬مفيدا أو ضارا"‬
‫يشير مفيوم التغير في ىذه الدراسة إلى التحول والتبدل الذي ط أر عمى القيم األسرية التالية> قيمة الحياء في األسرة‪،‬‬
‫قيمة ا لعبلقات االجتماعية األسرية والقرابية‪ ،‬تحت تأثير البث الفضائي الوافد األجنبي والعربي‪.‬‬
‫‪ - 5‬اإلجراءات الميدانية لمدراسية‬
‫أ ‪-‬المنهج‪ :‬تبنى الباحثان المنيج الوصفي‪ ،‬باعتباره المنيج المناسب ليذه الدراسة‪ ،‬وقد تم االنطبلق من عدة‬
‫تساؤالت عمى مستوى إشكالية البحث‪ ،‬ثم تم صياغة إجابات مؤقتة ليا‪ ،‬وبعد جمع المادة النظرية المتعمقة‬
‫بالموضوع؛ تم الربط بين تركيبة من المتغيرات وترجمتيا إلى أداة بحثية لجمع البيانات والمعمومات من الميدان‪.‬ليتم‬
‫تفريغيا وتحميميا وتفسيرىا‬
‫ب ‪-‬أدوات جمع البيانات > تم جمع البيانات من خبلل أداة االستبيان‪ ،‬وىي تقنية مباشرة لمتقصي العممي تستعمل‬
‫إزاء األفراد وتسمح باستجوابيم بطريقة نصف موجية‪ .8‬أوىي عبا رة عن مجموعة من األسئمة يتم اإلجابة عمييا من‬
‫طرف المستجوبين‪ ،‬إذ يقوم المستجوبين بقراءة ىذه األسئمة ثم يحددون توقعاتيم‪ ،‬ثم يجيبون عمى األسئمة‪ .9‬وقد‬
‫‪10‬‬
‫تكون أسئمة االستبيان مغمقة أو مفتوحة‬
‫ج ‪ -‬مجتمع الدراسة والعينة‪:‬‬
‫يتكون مجتمع الدراسة من األسرة التي تقطن بمدينة المسيمة‪ ،‬ويشمل األسر التي تقطن سواء في األحياء الرئيسية أو‬
‫الثانوية‪ .‬أما عينة الدراسة فقد شممت (‪ )708‬مف ردة يمثمون اآلباء واألميات‪ ،‬وتم اختيار مفردات العينة بأسموب‬
‫المعاينة العمدية استنادا إلى استجابة المبحوث ومدى تعاونو‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪94‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫د ‪-‬القواعد والقياسات اإلحصائية‪ :‬بعد جمع البيانات من الميدان‪ ،‬قام الباحثان بمعالجتيا با ستخدام برنامج‬
‫‪spss‬‬ ‫ما يعرف بنظام الحزمة اإلحصائية لمعموم االجتماعية‬
‫السوسيولوجي‬ ‫التراث‬ ‫في‬ ‫التمفزيونية‬ ‫البرامج‬ ‫في‬ ‫القيمية‬ ‫المضامين‬ ‫‪-6‬‬
‫أ ‪ -‬قيمة الحياء‪ :‬لم يعد صحيحا أن مواد الترفيو ال تنطوي عمى ّأية قيمة اج تماعية أو ثقافية أو سياسية أو تعميمية‬
‫أو تربوية؛ بل قد تخرج عن نطاق القيم والمبادئ التي ال تعد ترفييا‪ ،‬لدرجة أصبحت لعبا بالمشاعر واألحاسيس‬
‫واألخبلق‪.11‬‬ ‫والمبادئ‬ ‫لمقيم‬ ‫وضربا‬
‫لقد أص بحت القنوات الفضائية تتنافس فيما بينيا لتحقيق الربح المادي‪ ،‬باعتبارىا قنوات ذات مسمك تجاري‪ ،‬لذلك‬
‫يفسر االنتشار المذىل لمفضائيات التي تثير الغرائز وتشجع‬ ‫تسعى جادة الختيار المادة المفيدة ماديا‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫الجنس بما يتعارض وعادات وتقاليد وقيم الكثير من البمد ان‪ ،‬بل وال تنسجم مع المناخ الثقافي السائد لمخالفتيا لمقيم‬
‫واألعراف‪ .‬فاإلعبلم المحمول عبر الفضائيات أصبح نسخة لئلعبلم الغربي الذي ال يكاد يحمل سوى برامج المّيو‬
‫الخميع والتفكير السطحي‪ ،‬وضالّة العقل‪ ،‬واالبتعاد عن أساسيات الحياة‪ ،‬وقتل روح المعرفة والعمم‪ ،‬وطمس روح‬
‫اإلبداع والمسؤولية‪ ،‬واطبلق العنان لبلمسؤولية وزيادة البلمباالة بالقيم واألخبلق في صورة اندفاع وتقمص‬
‫لمسموكيات المشاىدة‪ .‬فسيطرت النزعة المادية أمام استيبلك اإلنسان لسمع غريبة> موسيقى البوب‪ ،‬واألزياء الغربية‬
‫غير المحتشمة‪ ،‬وارتداء الفتيات لسراويل الرجال‪ ،‬والفتيان لسراويل أقرب إلى سراويل الفتيات‪ ،‬وانتشرت صيحات‬
‫المودة الفاضحة المروج ليا‪ ،‬تحت مسمى االنفتاح ومواكبة التطور والحضارة‪ ،‬فأصبحت المرأة ترتدي "البنطالون"‬
‫مع فضح الخمار‪ . 12‬فالثقافة المحمولة عمى الفضائيات ىي ثقافة الكسب السريع‪ ،‬واإليقاع السريع‪ ،‬والتسمية الوقتية‪،‬‬
‫وادخال السرور عمى النفس‪ ،‬ومم ّذات الحس‪ ،‬واثارة الغرائز‪ ،‬ثقافة الجريء والجميبلت وداالس وليس "أوشين"‪ ،‬وتيبط‬
‫ىذه الثقافة االستيبلكية في الثقافة التقميدية؛ فينشأ الخصام الثقافي بين قديم مغمق وجديد تابع‪ ،‬ويضيع اإلبداع‬
‫الثقافي بين المطرقة والسندان‪ .13‬حتى القنوات الفضائية العربية أصبحت في خطورتيا ال تقل عمى القنوات‬
‫األجنبية‪ ،‬من خبلل ترويجيا لمضامين ىابطة‪ ،‬بعد أن تحولت إلى قنوات تجارية قائمة عمى أساس الربح والتنافس‬
‫بين رجال األعمال‪ ،‬دون العناية بمضمون الرسالة اإلعبلمية‪ ،‬ونتيجة لعجزىا عن التمويل البلزم مالت إلى‬
‫اإلعبلنات الخميعة والى االستدانة من البنوك‪ ،‬وشغل الجانب األكبر من ساعات اإلرسال بالمباريات الرياضية‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستوردة‬ ‫األجنبية‬ ‫المضامين‬ ‫أو‬ ‫والمطربات‬ ‫المطربين‬ ‫ومشاىير‬ ‫واألغاني‬
‫إن المنفعة والتسمية والترفيو سيؤديان إلى إضع اف مقاومة الفرد إلغراءات المنبيات التي يتعرض ليا طوال فترة‬
‫ّ‬
‫حياتو‪ ،‬وسيضعف حتما الحكم الخمقي لديو وسيكون أكثر تأث ار باإليحاءات الصادرة عن البرامج‪ ،‬فبل مكان اليوم‬
‫لمممنوع في عالم االتصال واإلعبلم والفضائيات العربية تتحدث عن ممارسة الجنس قبل الزواج‪ ،‬وتحمل البضاعة‬
‫البلأخبلقية‪ ،‬وتقوم بأداء دور السمسار الجنسي المتاجر بأجساد النساء‪ ،‬والذي يعرض مشاىد تخل وتخدش الحياء‪،‬‬
‫المخص صة‬
‫ّ‬ ‫ويعرف بمفاتن الفتيات ويدون أرقام ىواتفين‪ ،‬بيدف ترتيب واتمام مراسم الّمقاء المستنكر‪ ،‬حتى البرامج‬
‫ّ‬
‫لؤلطفال تحمل في طياتيا مضامين غير مناسبة لعقميم‪ ،‬مثل قصص الحب والغرام‪ ،‬وبعض المقطات الخميعة التي‬
‫تقوم بتدمير قيم وأخبلقيات األطفال وتساىم في ذوبان شخصيتيم وتمييعيا‪ .15‬وقد ترتب عمى الفضائيات األجنبية‬
‫الوافدة آثار سمبية عمى األسرة العربية أدت إلى تخمخل منظومة القيم األسرية حيث توارت معظم القيم األخبلقية‪.16‬‬
‫فإن التحوالت التي تشيدىا المجتمعات؛ ستؤدي إلى إصابة األسرة التي سميت "بممتص الصدمات العمبلق"‬ ‫وىكذا ّ‬
‫ولعل المظير المثير ليذا التفكك‪ ،‬يتمثل في فقدانيا المتزايد لقدرتيا عمى االستمرار كمرجعية قيمية‬
‫ّ‬ ‫في المجتمع‪،‬‬
‫القيم‪.‬‬ ‫إلنتاج‬ ‫ومتنوعة‬ ‫جديدة‬ ‫مصادر‬ ‫لنشوء‬ ‫لمناشئة‬ ‫وأخبلقية‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪95‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬قيمة العالقات االجتماعية‪ :‬لقد استطاعت وسائل اإلعبلم الحديثة أن تطأ التقاليد وتشوه األنماط االجتماعية‬
‫كرسيا الزمن منذ أمد طويل؛ فأدت إلى غرس قيم‬
‫وتزعزع عادات تصل إلى مئات السنين وممارسات حضارية ّ‬
‫جديدة ومحو القيم المحمية ومحو ما يسمى "أسس حماية المجتمع"‪ .‬ويشير" دانييل بل" إلى أن وصول البث‬
‫الفضائي المباشر إلى البيوت سيؤدي إلى حدوث تغييرات عميقة في القيم االجتماعية‪ ،‬مؤكدا أن حجم ىذه التغييرات‬
‫يوازي مقدار التغيير الحاصل في الميدان االقتصادي بع د وصول ىذا البث‪ .‬كما توقع الخبراء أن تكون عمميات‬
‫انتقال القيم من مجتمع إلى آخر من السيولة‪ ،‬بحيث يمكن الحديث مستقببل عن مجتمع معمومات عالمي‪ ،‬وأن ىذه‬
‫القيم المتاحة لجميع المجتمعات تعبر في الواقع عن المجتمعات التي تحتكر ىذه الصناعة‪ ،‬ولكن عممية انتشارىا‬
‫ستكون في مجتمعات تختمف تركيبتيا االقتصادية واالجتماعية والسياسية اختبلفا كبيرا‪ .‬فيمكن لممحطات الفضائية‬
‫أن تؤدي إلى خمق االضطراب االجتماعي وعدم االستقرار في العبلقات االجتماعية التقميدية‪ ،‬السيما عند شعوب‬
‫دول العالم الثالث‪ ،‬فضبل عن ظيور معتقدات متطايرة غير ثابتة‪ ،‬وخمق وضع تصبح فيو المشاعر الذاتية أكثر‬
‫االجتماعي‪.17‬‬ ‫التنظيم‬ ‫أو‬ ‫لمنشاط‬ ‫اجتماعي‬ ‫مشروع‬ ‫بأي‬ ‫الجماعي‬ ‫االلتزام‬ ‫من‬ ‫أىمية‬
‫لقد تحولت ظاىرة امتبلك أطباق البث الفضائي عمى المستوى االجتماعي إلى نوع من التباىي بنوعية أجيزة القنوات‬
‫مما‬
‫الفضائية العادية والرقمية‪ ،‬وتوحي ىذه "المظيرية" باحتمال بروز مبلمح طبقية ذات مستويات معيشية متباينة؛ ّ‬
‫ممن يتشابيون في نمط‬ ‫قد يثير بعض الحساسيات تدفع إلى تحديد العبلقات االجتماعية بين الطبقات االجتماعية ّ‬
‫حياتيم‪ ،‬وىذا األمر يؤدي إلى تقميص العبلقات االجتماعية بين أفراد المجتمع‪ .18‬وحتى الثقافة االستيبلكية العالمية‬
‫المحمولة عمى وسائل اإلعبلم‪ ،‬والمجانسة الثقافية؛ جعمت الناس يشعرون من خبلل قيام المنتجون العالميون‬
‫بتسويق ماركات مثل> "نايكي وسوني" التي ترمز إلى الحياة التي يطمح إلييا الناس‪ ،‬بأن تمك المنتجات تبقى ممكا‬
‫‪19‬‬
‫فإن برامج البث الوافد من الفضاء لكثرتيا وتنوعيا‬
‫مشاعا بين الطبقات الغنية ‪ .‬ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى؛ ّ‬
‫ستجعل من أفراد األسرة يقضون ساعات طويمة في المشاىدة‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي إلى التقميل من عممية التفاعل‬
‫االجتماعي األسري بين أعضائيا‪ ،‬وستقل عممية التفاعل المف ظي‪ ،‬وىو أم ار يشكل تيديدا حقيقيا لمبناء االجتماعي‬
‫األسري‪.20‬‬
‫إن المجوء إلى الزمن اإلعبلمي قد يعبر عن الحاجة الماسة إلى التواصل أو االنتماء لآلخرين‪ ،‬أي الحصول عمى‬
‫الحس االجتماعي‪ ،‬ولكن ما يبلحظ عمى ىذا االرتباط أنو غير حقيقي‪ ،‬وانما ىو ارتباط رمزي أو وىمي‪ ،‬ومن ثم‬
‫ومؤقتة‪.21‬‬ ‫شكمية‬ ‫بصفة‬ ‫إال‬ ‫األصمية‬ ‫الحقيقية‬ ‫الرغبة‬ ‫يحقق‬ ‫ال‬ ‫فيو‬
‫ومن المحتمل أن يؤدي توفر المحطات التمفزيونية الوافدة وبشكل واسع لمجميور إلى انشغال أفراد األسرة بالتعرض‬
‫‪22‬‬
‫مما يقمل من فرص االىتمام بالواقع‪ ،‬وقد يؤدي التعرض ليا إلى اليروب من الواقع بدال من مواجيتو‪.‬‬ ‫ليا؛ ّ‬
‫كما ازداد الغمو في البلمنطقية والغاء العقل في فيم األشياء والعبلقات واألحداث (األفبلم الخيالية مثل> أفبلم‬
‫الفضاء والصحون الطائرة)‪ .‬إضافة إلى تمجيد المغامرة الفردية والشعور بالعظمة الذاتية وقتل اإلحساس‬
‫بالجماعة‪.23‬‬
‫لقد وفرت اإلمكانيات المستقبمية لؤلسرة وزودتيا بالوكيل اآللي ليعيش أفرادىا في رفاىية ورخاء وتقدم‪ ،‬حقا ّإنو‬
‫التطور الذي يدعو إلى الكسل والخمول والترىل وحجم الكثير من الطاقات التي يعد التفاعل والمشاركة االجتماعية‬
‫أم ار الزم ا لتفجيرىا وفك قيودىا‪ ،‬وتحريرىا من العبودية واالستعباد وصمت إلى حد أصبح تسمية األبناء واختيار‬
‫شريك حياتيم من ميمة الوكيل اآللي‪ . 24‬لقد أصبح اإلنسان في العصر الحديث يعيش اغترابا اجتماعيا؛ نتيجة‬
‫بل لكثير من مشكبلتو التي يعاني منيا ومنفذا سيبل فينشغل بعالمو‬
‫انسياقو في قيم غريبة وافدة من الخارج يعدىا ح ّ‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪96‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫اليوتوبي‪ ،‬وييتم بتنظيم عبلقات ىذا العالم ليقوم بعدىا بمحاكاة الشخصيات التي خمقيا ليصبح غير مكترث بوجود‬
‫اآلخرين‪ ،‬وعندما يحصل الفرد عمى ما يرغب ويريد دون أن يكون في إطار االجتماع والتكافل واألسرة‪ ،‬يبدأ‬
‫باالنعزال تدريجيا واالنكفاء عمى الذات والتقوقع مع عوالمو الجديدة‪ ،‬العالم الفرضي الخالي من التواصل اإلنساني‬
‫الحقيقي‪. 25‬‬
‫وفي الحديث عن العبلقات االجتماعية‪ ،‬يذكر البعض أنو من بين أسباب األزمة التي تتعرض ليا األسرة‪ ،‬ىو‬
‫طغيان قيمتين أساسيتين عمى اإلنسان ىما قيمة الرغبة الجامحة لحيازة المال واالستكثار منو‪ ،‬وتقييم كل شيء عمى‬
‫أساس قيمتو المادية‪ ،‬وقيمة المنافسة غير الشريفة القائمة عمى استبعاد اآلخر‪ .26‬وأخي ار يمكن القول أن البث‬
‫الفضائ ي الوافد يعمل عمى تقويض أركان البناء االجتماعي وتماسكو في المجتمع العربي‪ ،‬إضافة إلى تنمية الروح‬
‫الفردية‪ ،‬وتشجيع التمرد وا ضعاف والء اإلنسان ألسرتو ومجتمعو وثقافتو‪ ،‬وابراز حالة فقدان الذات المقترنة بعدم‬
‫الرضا‪.27‬‬
‫سيتم في ىذ ه النقطة عرض النتائج الدراسة الميدانية وتحميميا وتفسيرىا ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪ - 7‬نتائج الدراسة الميدانية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫عمى النحو اآلتي> أ ‪ -‬قيمة الحياء‪:‬‬
‫الجدول(‪ :) 1‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة والتحكم في اختيار نوع البرامج المشاهدة في األسرة‪.‬‬

‫ىل ىناك تحكم في اختيار نوعية‬


‫قيمة‬
‫البرامج المشاىدة في األسرة؟‬
‫‪Sig‬‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬
‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المشاىدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪5‬‬ ‫بمفردك‬
‫‪000.‬‬ ‫=<<‪58.‬‬ ‫‪38.8%‬‬ ‫‪12.5%‬‬ ‫‪26.3%‬‬
‫‪186‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪84‬‬
‫مع العائمة‬
‫‪61.2%‬‬ ‫‪33.6%‬‬ ‫‪27.6%‬‬

‫‪304‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪164‬‬


‫المجموع‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪46.1%‬‬ ‫‪53.9%‬‬

‫يوضح الجدول أعبله‪ ،‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب نوع المشاىدة‪ ،‬وما إذا كان ىناك تحكم في اختيار‬
‫نوعية البرامج المشاىدة في القنوات الفضائية‪ ،‬وقد صمم ىذا الجدول ألجل الكشف عن طبيعة المشاىدة في األسر‬
‫مجال الدراسة‪ ،‬ثم ىل يوجد تدخل أو تحكم في اختيار نوعية البرامج المشاىدة‪ ،‬عمى اعتبار أن القنوات الفضائية‬
‫عمى اختبلفيا‪ ،‬قد تتضمن مشاىد تيدد قيمة الحياء واالحتشام‪ ،‬والتي تعد قيمة تعكس عمق الثقافة التي تتميز بيا‬
‫عام‬ ‫بشكل‬ ‫الجزائرية‬ ‫األسرة‬
‫بالنسبة لطبيعة المشاىدة‪ ،‬فتشير بيانات الجدول أن أغمب األسر تشاىد القنوات الفضائية بشكل جماعي‪ ،‬حيث‬
‫فرديا‬ ‫يشاىدون‬ ‫ممن‬ ‫(<‪)%7<.‬‬ ‫مقابل‬ ‫الدراسة‪،‬‬ ‫عينة‬ ‫إجمالي‬ ‫من‬ ‫(‪)% :5.6‬‬ ‫نسبتيم‬ ‫بمغت‬
‫وحسب ما إذا كان ىناك تدخل من طرف الوالدين في اختيار برامج معينة لممشاىدة في األسرة‪ ،‬فكانت النتائج‬
‫متقاربة بين من أجابوا باإليجاب والنفي‪ ،‬مع تفاوت بسيط لصالح من أجابوا باإليجاب‪ ،‬أي (=‪ )%97.‬من أجابوا‬
‫فإن ىناك (‪ )%77.:‬من‬ ‫بأنو يوجد تدخل مقابل (‪ )% 8:.5‬لمن أجابوا عكس ذلك‪ ،‬وحسب بيانات الجدول؛ ّ‬
‫إجمالي عينة الدراسة يشاىدون بشكل جماعي وال يوجد تدخل أو تحكم في اختيار نوعية البرامج المشاىد ة‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪97‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫تعكس ىذه النتائج مدى الخطورة والتيديد الذي تتعرض لو األسرة‪ ،‬كون أن المشاىدة في أغمب الحاالت ىي‬
‫جماعية بينما يوجد غياب لمتحكم والرقابة في المشاىدة‪ .‬وبحس اب كاي مربع‪ ،‬فقد كانت الفروق دالة إحصائيا عند‬
‫مستوى(‪ ، )% 5‬وىذا ما يعكس أن الموقف االجتماعي من حيث أن المشاىدة فردية أو جماعية يؤثر عمى األعضاء‬
‫الداخمون في الموقف من حيث التدخل في اختيار البرامج أم ال‪ .‬؛ كما يبلحظ أن المشاىدة الفردية ىي األخرى‬
‫مرتفعة‪ ،‬ومن ث م فإن ىذه الفردية واالنعزالية تيدد قيمة أخرى ال تقل أىمية عمى قيمة الحياء‪ ،‬وىي قيمة العبلقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما تيدد قوة الترابط التي كانت تتميز بيا األسرة المسيمية‪ .‬وعميو تمتمك القنوات الفضائية قدرة كبيرة في‬
‫تيديد العبلقات االجتماعية التقميدية من خبلل إبراز معتقدات متطايرة غير مستقرة وغير ثابتة‪ ،‬أو من خبلل خمق‬
‫وضع تصبح فيو المشاعر الذاتية أكثر أىمية من االلتزام االجتماعي بأي مشروع لمنشاط أو التنظيم االجتماعي‪.28‬‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 2‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة في األسرة ومشاهدة البرامج التي ال تتناسب وقيمنا‬
‫وعاداتنا وتقاليدنا وديننا؟‬
‫ىل تشاىد في بيتك بعض البرامج التي ال‬
‫قيــمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬ ‫تتناسب وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا؟‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المشاىدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪24‬‬
‫بمفردك‬
‫‪38.8%‬‬ ‫‪30.9%‬‬ ‫‪7.9%‬‬
‫‪.878‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.:55‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪45‬‬ ‫مع العائمة‬
‫‪61.2%‬‬ ‫‪46.4%‬‬ ‫‪14.8%‬‬

‫‪304‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪69‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫المجموع‬
‫‪77.3%‬‬ ‫‪22.7%‬‬
‫‪%‬‬

‫تشير بيانات الجدول أعبله إلى وجود نسبة معتبرة ممن يشاىدون برامج ال تتناسب وقيم وعادات المجتمع‬
‫ودينو‪ ،‬إذ بمغت نسبتيم (;‪ )%66.‬مقابل (‪ )% ;;.7‬ممن نفوا ذلك‪ ،‬كما يبلحظ وجود نسبة ضئيمة ممن يشاىدون‬
‫بمفردىم برامج ال تتناسب وتتماشى مع قيمنا‪ ،‬حيث بمغت نسبتيم (=‪ ،)% ;.‬ولعل النقطة الممفتة لبلنتباه ىي تمك‬
‫الفئة التي تشاىد وبشكل جماعي في األسرة برامج ال تتماشى مع قيمنا‪ ،‬حيث بمغت نسبتيا (<‪)%58.‬‬
‫نستنتج من خبلل ما سبق أن أكثر من خمس األسر بقميل ت شاىد برامج ال تتفق مع قيمنا وعادتنا وتقاليدنا وديننا‪،‬‬
‫إن البرامج‬
‫مع وجود نسبة ضئيمة ممن يشاىدون فرديا وجماعيا برامج في القنوات الفضائية ال تتماشى مع قيمنا‪ّ .‬‬
‫التي ال تتناسب وقيم وعادات وتقاليد المجتمع‪ ،‬من دون شك‪ ،‬أنيا تشكل خط ار عمى قيمة الحياء في المجتمع مجال‬
‫الدراسة‪ ،‬فوجود نسبة معتبرة من المشاىدة الجماعية في األسرة لمبرامج التي تيبط بقيمة الحياء‪ ،‬يمثل تيديدا حقيقيا‬
‫ليذه القيمة‪ .‬فعبل لقد استقطب ظيور التمفزيون األنظار‪ ،‬فأصبح الفرد يرى بعينو أكثر من الرؤية باإلدراك والوعي‬
‫‪29‬‬
‫فإن األفكا ر االجتماعية والمعتقدات والمفاىيم والقناعات التي تعرضيا القنوات‬
‫الفردي والجماعي ‪ .‬ومن ثم؛ ّ‬
‫الفضائية والتي أنتجت ألول مرة في بمدىا األصمي سيعاد إنتاجيا عمى مستوى المجتمعات المستقبمة حسب بيار‬
‫‪30‬‬
‫بورديو‬
‫‪-‬ا لجدول(‪ :) 3‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة ومشاهدة أفراد األسرة لبرامج ال تتناسب وقيمنا وعاداتنا‬
‫وتقاليدنا وديننا؟‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪98‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫ىل يشاىد أفراد أسرتك برامج ال‬


‫قيمة‬ ‫تتناسب وقيمنا وتقاليدنا وديننا؟‬
‫قيمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المشاىدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪32‬‬
‫بمفردك‬
‫‪38.8%‬‬ ‫‪28.3%‬‬ ‫‪10.5%‬‬
‫‪.;=8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫<‪.0:‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪53‬‬
‫مع العائمة‬
‫‪61.2%‬‬ ‫‪43.8%‬‬ ‫‪17.4%‬‬
‫‪304‬‬
‫‪219‬‬ ‫‪85‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫المجموع‬
‫‪72.0%‬‬ ‫‪28.0%‬‬
‫‪%‬‬
‫كشفت بيانات الجدول السابق عن طبيعة المشاىدة في عبلقتيا بنوع البرامج المشاىدة في القنوات الفضائية‪،‬‬
‫ولتكون النظرة أكثر وضوحا‪ ،‬يقدم الجدول (‪ ) 7‬والذي صمم ألجل تقديم رؤية حول سموك األسر عما إذا كانوا‬
‫يشاىدون برامج تخل بالحياء‪ ،‬حسب رأي أحد أعضائيا وىم المستجوبين‪.‬‬
‫بأن أفراد أسرىم‬
‫أقروا ّ‬
‫فإن (‪ )% 6<.0‬من إجمالي عينة الدراسة ّ‬ ‫وحسب بيانات الجدول الموضح أعبله؛ ّ‬
‫يشاىدون برامج تخل بالحياء‪ ،‬مقابل(‪ )% ;6‬ممن أجابوا ببل‪ ،‬وتمثل نسبة (‪ )% 5;.8‬من إجمالي عينة الدراسة‪،‬‬
‫ممن يشاىدون بشكل جماعي وتشاىد أسرىم برامج مخمة بالحياء‪ ،‬ولكن الفروق بين المستجوبين كانت غير دالة‬
‫عما إذا كان‬
‫إحصائيا عند مستوى (‪ ،)% 5‬وىو دليل عمى أن نوع المشاىدة جماعية أم فردية مستقمة في الحكم ّ‬
‫األسر تشاىد برامج مخمة بالحياء‪.‬‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 4‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة وما إذا كانت مشاهدة البرامج الغنائية‬
‫واالستعراضية في الفضائيات يعتبر أم ار عاديا في األسرة‪.‬‬
‫ىل مشاىدة البرامج الغنائية‬
‫واالستعراضية يعتبر أم ار عاديا في‬
‫قيمة‬ ‫أسرتك؟‬
‫قيمة ‪sig‬‬ ‫درجة الحرية‬ ‫كا ي‬ ‫المجموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المشاىدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪49‬‬
‫بمفردك‬
‫‪.:=7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.59:‬‬ ‫‪38.8%‬‬ ‫‪22.7%‬‬ ‫‪16.1%‬‬
‫‪186‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪73‬‬
‫مع العائمة‬
‫‪61.2%‬‬ ‫‪37.2%‬‬ ‫‪24.0%‬‬
‫‪304‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪122‬‬
‫المجموع‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪59.9%‬‬ ‫‪40.1%‬‬
‫تشير بيانات الجدول أعبله‪ ،‬إلى أن (‪ )% 80.5‬من إجمالي عينة الدراسة ذكروا بأن مشاىدة األغاني‬
‫والبرامج االستعراضية يعد أم ار عاديا في أسرىم مقابل(=‪ )% 9=.‬ممن أجابوا عكس ذلك‪ ،‬ويذكر (‪ )%68‬من‬
‫إجمالي عينة الدراسة أنيم يشاىدون األغاني بشكل جماعي في أسرىم‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪99‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫نستنتج من خبلل ما سبق أن تقريبا نصف أسر مجال الدراسة أصبحت األغاني االستعراضية التي تحمل في‬
‫أغمبيتيا صور مفضوحة لمفنانات والراقصات أشبو بالعاريات بالنسبة ليا سموكيات ومظاىر عادية‪ ،‬ويعد ىذا تحوال‬
‫ألن‬
‫عميقا وتغي ار جذريا تعرضت لو األسرة‪ ،‬ومؤشر بوجود قبوال اجتماعيا صريحا أو عمى أقل تقدير قبوال ضمنيا‪ّ .‬‬
‫النماذج السموكية المعروضة وما تتضمنو من صور ورموز وحركات وأصوات وايماءات وكبلم ذا جاذبية منقطعة‬
‫النظير‪ ،‬كميا يتم حفظيا وتسجل لتؤشر في مراحل تالية لبداية السموك من طرف المبلحظ حسب النظرية التفاعمية‬
‫الرمزية‪.31‬‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 5‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة والموقف عند مرور مشاهد تخل بالحياء‪.‬‬
‫ما ىو موقفك عندما تمر عميك لقطات فييا ما يخل‬
‫قيمة‬ ‫بالحياء؟‬ ‫المشاىد‬
‫‪sig‬‬ ‫درجة‬ ‫كــاي‬ ‫موقف‬ ‫ال افعل‬ ‫تغيير‬ ‫ة‬
‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫آخر‬ ‫شيئا‬ ‫القناة‬ ‫االنصراف‬
‫‪118‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬
‫بمفردك‬
‫‪38.8%‬‬ ‫‪1.3%‬‬ ‫‪8.6%‬‬ ‫‪16.4%‬‬ ‫‪12.5%‬‬
‫‪.002‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪14.60‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪56‬‬ ‫مع‬
‫‪3‬‬ ‫‪61.2%‬‬ ‫‪1.0%‬‬ ‫‪5.3%‬‬ ‫‪36.5%‬‬ ‫‪18.4%‬‬ ‫العائمة‬
‫‪304‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪94‬‬
‫المجموع‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪2.3%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪53.0%‬‬ ‫‪30.9%‬‬
‫يبلحظ من خبلل الجدول(‪ ) 9‬أن غالبية أفراد عينة الدراسة ذكروا أنو عندما تمر مشاىد مخمة بالحياء‬
‫واالنصراف(=‪ ،)% 70.‬وعدم القيام بأي رد‬ ‫فإنيم يمجئون إلى تغيير القناة‪ ،‬حيث بمغت نسبتيم (‪،)%97‬‬
‫فعل(<‪ .)% 57.‬وىذا بشكل عام‪ ،‬وبربط ىذا المتغير مع نوع المشاىدة فردية أو جماعية‪ ،‬فتشير بيانات الجدول أن‬
‫أغمب أفراد عينة الدراسة الذين يشاىدون بشك ل جماعي يمجئون إلى تغيير القناة (‪ ،)%7:.9‬واالنصراف‬
‫(‪ ،)% 5<.8‬وعدم القيام بأي رد فعل (‪ .)% 7.9‬وفي حالة المشاىدة الفردية فيكون تغيير القناة ىو الرد الفعل‬
‫الغالب‪.‬‬
‫وربما ما ييم من خبلل ما سبق ىو أن الرد الفعل اتجاه مرور لقطات ومشاىد مخمة باآلداب وبالحياء ىو رد‬
‫فعل ايجابي يتراوح بين تغيير القناة واالنصراف‪ .‬وتعكس ىذه النتائج بوجود رفض لممشاىد المخمة بالحياء خاصة‬
‫أثناء المشاىدة الجماعية ‪ ،‬وعمى أن الفضائيات تتضمن برامجيا ميما كان نوعيا مشاىد تستيدف ضرب قيمة‬
‫الحياء في المجمعات المستقبمة‪ ،‬وىذا ما أكدتو النظرية "ال تفاعمية الرمزية" من أن القائم باالتصال يسعى إلى إحداث‬
‫تغيير في سموك المشاىدين‪ .‬حيث يقول "كارل ىوالند" أن القائم بالرسالة ينقل عمدا منبيات بغية التأثير في‬
‫اآلخرين‪ . 32‬وكما أكده أيضا "بيار بورديو‪ .‬وبحساب مربع كاي كانت الفروق دالة إحصائيا عند مستوى(‪ ،)%5‬من‬
‫حيث أن طبيعة الموقف االجتماعي يؤثر في االستجابة عند مرور مشاىد مخمة باآلداب‪ ،‬وىو واضح من خبلل‬
‫التحميبلت السابقة والنسب الموضحة في الجدول أعبله‪.‬‬

‫بالعالقات االجتماعية‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬قيمة العناية‬


‫الجدول(‪ :) 6‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب عدد ساعات المشاهدة في األسبوع وما إذا كانت المشاهدة قد قممت من االجتماع األسري‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪100‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫كم تبمغ عدد ساعات‬


‫قيمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬ ‫ىل مشاىدتك لبرامج القنوات الفضائية‬ ‫لبرامج‬ ‫مشاىدتك‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫قممت من اجتماعك مع أفراد أسرتك؟‬ ‫القنوات الفضائية في‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫اليوم‬

‫‪54‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أقل من ساعة‬


‫‪17.8%‬‬ ‫‪7.9%‬‬ ‫‪9.9%‬‬
‫من ‪ 5‬إلى ‪6‬‬
‫‪148‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪48.7%‬‬ ‫‪22.0%‬‬ ‫‪26.6%‬‬
‫‪.058‬‬ ‫‪7 50.:69‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫من ‪ 7‬إلى ‪8‬‬
‫‪25.3%‬‬ ‫‪13.5%‬‬ ‫‪11.8%‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫من ‪ 9‬فأكثر‬
‫‪8.2%‬‬ ‫‪1.3%‬‬ ‫‪6.9%‬‬
‫‪304‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪168‬‬ ‫المجموع‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪44.7%‬‬ ‫‪55.3%‬‬
‫وبالنسبة لعدد ساعات المشاىدة في اليوم‪ ،‬ترتفع نسبة من يشاىدون من(‪ 6- 5‬سا)‪ ،‬حيث بمغت نسبتيم‬
‫(;‪ )% 8<.‬من إجمالي عينة الدراسة‪ ،‬يمييم في الترتيب ممن يشاىدون (من‪ 8- 7‬سا)‪ ،‬بنسبة(‪ ، )%69.7‬ثم أقل من‬
‫ساعة ثم من خمسة ساعات فأكثر‪ .‬وعما إذا كانت عدد ساعات المشاىدة التي يقضييا الفرد أمام الشاشة تؤثر عمى‬
‫مستوى االجتماع‪ ،‬فحسب بيانات الجدول(‪ ،) :‬فقد كانت الفروق غير دالة إحصائيا عند مستوى(‪ ،)%5‬أي أن‬
‫لمحجم الساعي من حيث الزيادة أو النقصان ليس لو أثر عمى مستوى االجتماع‪ ،‬وبالرجوع إلى بيانات الجدول فقد‬
‫أجاب (‪ )% 99.7‬من إجمالي عينة الدراسة بأن برامج القنوات الفضائية قد قممت من االجتماع بين أفراد األسرة‪،‬‬
‫مقابل(;‪ )% 8;.‬لمن أجابوا بالنفي‪ .‬وبدرجة أكثر تفصيل يرى (‪ )% 6:.:‬من إجمالي عينة الدراسة يشاىدون‬
‫القنوات الفضائية من ساعة إلى ساعتين أن القنوات الفضائية قد قممت من االجتماع في األسرة‪ ،‬وىي النسبة الغالبة‪،‬‬
‫وبدرجة أقل لمن يشاىدون من (‪ 8- 7‬ساعا) في اليوم‪ ،‬ويرون نفس الرأي السالف الذكر‪ .‬إن كثرة االنغماس في‬
‫الزمن االجتماعي كمشاىدة التمفزيون عمى سبيل المثال‪ ،‬يكون بالضرورة عمى حساب الزمن االجتماعي فتقل‬
‫‪33‬‬
‫األفراد‬ ‫بين‬ ‫المباشرة‬ ‫الروابط‬ ‫وتضع ف‬ ‫االجتماعية‬ ‫العبلقات‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 7‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب نوع األسرة وما إذا كانت الفضائيات قممت من فرص الزيارة لألهل واألقارب‪.‬‬
‫ىل مشاىدتك لبرامج القنوات‬
‫قيمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬ ‫المجموع‬ ‫الفضائية قممت من فرصة زيارتك‬ ‫ىل تقيم‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫ألىمك وأقاربك؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪178‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪.866‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.:89‬‬ ‫‪58.6%‬‬ ‫‪28.3%‬‬ ‫‪30.3%‬‬ ‫بمفردك‬
‫‪126‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪71‬‬
‫‪41.4%‬‬ ‫‪18.1%‬‬ ‫‪23.4%‬‬ ‫مع العائمة‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪101‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫‪304‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪163‬‬


‫‪100.0%‬‬ ‫‪46.4%‬‬ ‫‪53.6%‬‬ ‫المجموع‬
‫يقيس ىذا الجدول عما إذا كانت مشاىدة القنوات الفضائية قد قّممت من فرص الزيارة والتزاور‪ ،‬وحسب‬
‫بيانات الجدول‪ ،‬فيبلحظ أن (‪ )% 97.:‬من إجمالي عينة الدراسة يرون أن القنوات الفضائية قد قممت من فرص‬
‫التزاور مقابل (‪ )% 8:.8‬لمن أجابوا بالنفي‪ ،‬وترتفع النسبة عند األسر النووية مقارنة باألسر الممتدة‪ ،‬ولكن الفروق‬
‫لم تكن دالة إحصائيا عند مستوى (‪ ،)% 5‬وىذا ما يفسر أنو ال يوجد ارتباط بين طبيعة األسرة ممتدة كانت أو نووية‬
‫من حيث أن المشاىدة تقمل من عادة التزاور‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكن القول بأن غالبية األسر ترى بأن القنوات الفضائية قد قممت من فرص التزاور بين األىل‬
‫واألقارب(باالعتماد عمى النسب المئوية فقط)‪ ،‬وترتفع النسب لدى األسر النووية مقارنة باألسر الممتدة كون األولى‬
‫مما يجعل فرص الزيارة تقل نتيجة تدخل عوامل أخرى قد ترتبط ببعد‬‫انفصمت‪ ،‬وربما انتقمت إلى مكان آخر؛ ّ‬
‫المسافة أو بعوامل االنشغال وال عمل وقصر الوقت‪ ،‬وليذا كانت الفروق غير دالة إحصائيا عند مستوى(‪.)%5‬‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 8‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب طبيعة المشاهدة وما إذا كانت الخالفات تحدث في األسرة بسبب‬
‫عدم التفاهم حول نوعية البرامج المشاهدة‪.‬‬
‫ىل تحدث خبلفات في أسرتك بسبب‬
‫قيمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬ ‫المشاىدة عدم التفاىم حول نوعية البرامج‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫المجموع‬ ‫المشاىدة؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪118‬‬ ‫‪70‬‬ ‫<‪8‬‬
‫‪.257‬‬ ‫‪1 1.285‬‬ ‫‪38.8%‬‬ ‫‪23.0%‬‬ ‫‪15.8%‬‬ ‫بمفردك‬

‫‪186‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪88‬‬


‫مع‬
‫‪61.2%‬‬ ‫‪32.2%‬‬ ‫‪28.9%‬‬
‫العائمة‬
‫‪304‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪136‬‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪55.3%‬‬ ‫‪44.7%‬‬ ‫المجموع‬

‫إن وجود خبلفات بين أفراد األسرة السيما الحادة والمستمرة منيا يؤثر عمى العبلقات االجتماعية األسرية‪،‬‬
‫ّ‬
‫وعمى استمرارىا‪ ،‬ومن ثم سنحاول من خبلل ىذا الجدول أن نتبين ما إذا كانت مشاىدة القنوات الفضائية يؤدي إلى‬
‫حدوث خبلفات بين أعضاء األسر بسبب عدم التفاىم في اخت يار نوعية البرامج المشاىدة‪ ،‬وبسبب رغبة كل واحد‬
‫في مشاىدة ما يحمو لو‪ ،‬وعما إذا كانت ىذه الخبلفات ترتبط بكون المشاىدة جماعية أو فردية‪ ،‬حيث التنبؤ بوقوع‬
‫فإن النسب متقاربة بين من يرون أن الفضائيات‬
‫خبلفات يزداد في مثل الحالة األولى‪ ،‬وحسب بيانات الجدول؛ ّ‬
‫تؤدي إل ى نشوب خبلفات بسبب عدم التفاىم حول اختيار برامج محددة وبين من يرى عكس ذلك‪ )%99.7( ،‬لمن‬
‫أجابوا بالنفي مقابل (;‪ )% 88.‬لمن أجابوا باإليجاب‪ ،‬وكانت الفروق غير دالة إحصائيا عند مستوى (‪.)%5‬‬
‫ورغم أن الفروق كانت غير دالة إحصائيا؛ إالّ أنّو يبلحظ االرتفاع الممح وظ في نسبة ممن يشاىدون جماعيا‬
‫ويرون أن القنوات تؤدي إلى حدوث خبلفات‪ ،‬مقارنة ممن يشاىدون بمفردىم‪ ،‬وىو مؤشر بأن كثرة المشاىدين عمى‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪102‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫التمفزيون الواحد مع اختبلف األذواق وأوقات المشاىدة ‪-‬مع تدخل عوامل أخرى ‪ -‬قد يكون مصد ار لمخبلف السيما‬
‫مع تعدد القنوات الفضائية وتنوع برامجيا‪ ،‬وىذا ما يؤثر عمى قيمة العبلقات االجتماعية األسرية‬
‫‪-‬الجدول(‪ :) 9‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب عدد ساعات المشاهدة في اليوم ومدى وجود صعوبة أثناء‬
‫المشاهدة وبعدها في التواصل مع األسرة‪.‬‬
‫مدى وجود صعوبة أثناء المشاىدة‬
‫قيمة‬ ‫درجة‬ ‫كاي‬ ‫المجموع‬ ‫عدد ساعات المشاىدة وبعد ىا في التواصل مع األسرة‬
‫‪sig‬‬ ‫الحرية‬ ‫مربع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫في اليوم‬

‫‪54‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪20‬‬


‫‪17.8%‬‬ ‫‪11.2%‬‬ ‫‪6.6%‬‬ ‫اقل من ساعة‬
‫‪148‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪.6<7‬‬ ‫‪7 7.<0:‬‬ ‫‪48.7%‬‬ ‫‪33.6%‬‬ ‫‪15.1%‬‬ ‫من ‪ 1‬إلى‪2‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪25.3%‬‬ ‫‪14.1%‬‬ ‫‪11.2%‬‬ ‫من ‪ 3‬إلى‪4‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪8.2%‬‬ ‫‪5.3%‬‬ ‫‪3.0%‬‬ ‫من ‪ 5‬فأكثر‬
‫‪304‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪109‬‬
‫‪100.0%‬‬ ‫‪64.1%‬‬ ‫‪35.9%‬‬ ‫المجموع‬
‫يبين الجدول(= ) ما إذا كان لعدد ساعات المشاىدة في اليوم أثر في التواصل مع باقي أعضاء األسرة‪،‬‬
‫فإن الغالبية من أفراد عينة الدراسة يرون أن مشاىدة القنوات الف ضائية ال تؤدي إلى صعوبة‬
‫وحسب بيانات الجدول؛ ّ‬
‫في التواصل مع اآلخرين‪ ،‬حيث بمغت نسبتيم (‪ )%:8.5‬مقابل (=‪ )% 79.‬لمن أجابوا عكس ذلك‪ ،‬ورغم أن‬
‫ال أنيا معتبرة‪.‬‬
‫النسبة األخيرة تشكل تقريبا نصف النسبة األولى؛ إ ّ‬
‫ومن ثم يمكن القول أنو تقريبا ثم ث أفراد عينة الدراسة‪ ،‬يرون أن مشاىدة القنوات الفضائية تؤدي إلى صعوبة في‬
‫التواصل مع اآلخرين‪ ،‬والصعوبة في التواصل تعني غياب التفاعل االجتماعي الفعال والحقيقي‪ ،‬واستحواذ الشاشة‬
‫عمى أىم حواس اإلنسان وىما السمع والبصر‪ ،‬وىما حاستان ضروريتان يتحصل اإلنسان من خبلليما عمى الكم‬
‫األعظم من المعمومات؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التواصل‪ .‬ىذا ما أكدتو الدراسات واألبحاث العممية‪ ،‬حيث‬
‫كشفت أن (<< ‪ )%‬من المعمومات التي يتحصل عمييا اإلنسان في تفاعمو مع محيطة؛ إنما مصدرىا حاسة السمع‬
‫بنسبة (‪ )% 57‬وحاسة البصر بنسبة (‪ .34)%;9‬وغياب التواصل الحي يؤثر عمى المغة التي تعد كوسيمة لبلتصال‪،‬‬
‫كما يؤثر عمى الرصيد المغوي‪ ،‬ومن ثم يمكن تفسير الكثير من ردود األفعال غير المتزنة وغير المنسجمة‬
‫والمترابطة عندما يكون المشاىد أمام الشاشة‪ ،‬وعمى المدى البعيد تتأثر العبلقات االجتماعية‪ ،‬حيث تحدث الخبلفات‬
‫من منطمق ا لتقميل من شأن اآلخرين وعدم احتراميم والتواصل معيم‪ ،‬وبخصوص عبلقة عدد ساعات المشاىدة‬
‫بالصعوبة في التواصل فقد كانت الفروق غير دالة إحصائيا بين المبحوثين عند مستوى (‪ ،)%5‬ومن ثم فالتواصل‬
‫ال يرتبط بعدد ساعات المشاىدة بقدر ما يرتبط بعوامل أخرى من قبيل طبيعة العمل ومدتو‪.‬‬
‫‪-‬مناقشة فرضيات الدراسة في ضوء النتائج‪:‬‬
‫لقد تم صياغة الفرضية األولى النحو اآلتي> "يميل مشاهدي برامج القنوات الفضائية إلى تفضيل المشاهدة‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪103‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫الجماعية في األسرة مما ي ؤدي إلى التضحية بقيمة الحياء بسبب البرامج الهابطة أخالقيا"‪.‬‬
‫فإنيا معرضة لمخطر والتراجع‪،‬‬
‫فبالنسبة ليذه القيمة – حسب نتائج الدراسة الميدانية ‪ -‬في المجتمع مجال الدراسة؛ ّ‬
‫بسبب توافر عوامل عدة منيا> المشاىدة الجماعية لبرامج تيبط بقيمة الحياء خاصة وأن غالبية األسر تمتقي عمى‬
‫الشاشة الواحدة‪ ،‬مع وجود نوع من االستسبلم والتضحية ليا‪ ،‬وتفضيل لسمع ثقافية وقيم تختمف عن الثقافة والقيم‬
‫المحمية‪ ،‬ويزيد من الخطر المشاىدة الجماعية لدى أغمب األسر‪ ،‬وأكثر من ثمث األسر بقميل تشاىد جماعيا وال‬
‫تتحكم في اختيار نوعية البرامج المشاىدة؛ وبالرغم من الردود األفعال االيجابية التي سجمت لدى غالبية األسر‬
‫لتجنب المواقف والمشاىد المخمة بالحياء من خبلل القيام بتغيير القناة أو االنصراف أثناء المشاىدة الجماعية لبرامج‬
‫ألن تمك المشاىد ستكرر‪ ،‬مع تكرر‬
‫القنوات الفضائية؛ إال أن خرق المحظورات االجتماعية قد بدأ‪ ،‬ولن ينتيي؛ ّ‬
‫الموقف نفسو‪ ،‬وميما كانت الممانعة‪ ،‬فإنيا ستقل أمام عنصر المفاجئة والجاذبية‪ ،‬وسيتم قبول ذلك مع مرور الوقت‬
‫ولم ال يتحول إلى سموك‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لمفرضية الثانية التي صيغت عمى النحو اآلتي> " يميل مشاهدي قنوات الفضائية إلى قضاء أوقات‬
‫أطول في المشاهدة؛ مما يؤدي إلى قمة التفاعل وضعف العالقات االجتماعية والقرابية وحدوث خالفات في‬
‫األسرة"‪.‬‬
‫فحسب نتائج الدراسة الميدانية‪ ،‬لم يظير تأثير القنوات الفضائية عمى قيمة العبلقات االجتماعية ؛ سواء في التقميل‬
‫من االجتماع بين أعضاء األسرة الواحدة‪ ،‬أو في التقميل من فرص التزاور بين األىل واألقارب‪ .‬كما لم يظير أثر‬
‫القنوات الفضائية في الدراسة الحالية في حدوث الخبلفات األسرية‪ ،‬وا ّن كانت النسب تؤشر بحدوث الخبلفات‬
‫السيما في األسر الممتدة‪ ،‬حيث أنو مع التقاء األسر عمى الشاشة الواحدة‪.‬‬
‫ولم يكن لمقنوات الفضائية األثر في صعوبة التواصل االجتماعي مع اآلخرين أثناء الموقف الذي يجتمع فيو أعضاء‬
‫األسرة أمام الشاشة (وان كان أن أكثر من ثمث األسر بقميل تقر بوجود صعوبة في التواصل أثناء وبعد المشاىدة)‪.‬‬
‫فإن قيمة العبلقات األسرية والحرص عمى استمرارىا والعناية بيا‪ ،‬مازالت قوية ويبدو أن الخطر ييدد فقط‬
‫ومن ثم؛ ّ‬
‫أن نصف‬‫ذلك االجتماع الحميمي الذي كان يتم بين األسر في الماضي‪ ،‬حيث أخذت مكانو القنوات الفضائية؛ ذلك ّ‬
‫العينة يشاىدون من ساعة إلى ساعتين‪ ،‬وربع العينة يشاىدون من ثبلثة ساعات إلى أربعة ساعات في اليوم‪ ،‬وىو‬
‫حجم ساعي معتبر‪ .‬إن كثرة االنغماس في الزمن اإلعبلمي ك مشاىدة التمفزيون عمى سبيل المثال؛ يكون ومن دون‬
‫شك عمى حساب الزمن االجتماعي‪ ،‬ومن ثم تقل العبلقات والروابط االجتماعية المباشرة بين األفراد‪.‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪104‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تتعرض إلى نوع من الصدمة االجتماعية حيت تتعطل المنظومة‬ ‫إذن يبدو أن األسرة في مدينة المسيمة‬
‫ال قيمية أو تتعرض لمخمل‪ ،‬أو تصبح القيم غير وظيفية وقوية‪ ،‬ويبدو أن األخذ بأسباب الحداثة المنمذجة في القنوات‬
‫الفضائية قد جعل األسرة تعيش تذبذب تفتقد فيو إلى مرجعية قيمية واضحة ومحددة توجو سموك أعضائيا‪ ،‬لقد‬
‫اصطدمت القيم القديمة بما ىو جديد من القيم الوافدة‪ ،‬فينا ك قيم متجذرة في الشخصية تم اكتسابيا من خبلل عممية‬
‫التنشئة االجتماعية األسرية‪ ،‬وىناك قيم يتم اكتسابيا من خبلل القنوات الفضائية‪ ،‬فيقع التصادم بينيما عمما أنو ليس‬
‫من السيولة إزاحة القيم التقميدية المحمية المكتسبة من منطمق أن التغير القيمي يتم بشكل تدريجي وبطي ء خاصة‬
‫في الجانب البلمادي‪ ،‬وفي المقابل تمتمك القيم الوافدة أيضا قوة يدعميا التمفزيون كوسيمة إعبلمية سائدة وكأداة‬
‫تمتمك آليات قوية في االختراق‪ .‬وحسب نتائج الدراسة الميدانية ‪ ،‬فإن قيمة الحياء كانت القيمة األكثر تأثي ار مقارنة‬
‫بقيمة العبلقات االجتماعية‪ ،‬ومن دون شك أن ىناك استيداف وتركيز كبيرين لضرب ىذه القيمة األخبلقية والدينية‪،‬‬
‫ألنو متى تخمى المجتمع عنيا؛ فإنو من اليسير أن تصاب بقية القيم األخرى‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫) ‪ :‬الفضائٌات وقادة الرأي‪ ،‬دراسة أثرها على السلوك االتصالً‪ ،‬العربً للنشر والتوزٌع‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ - 12005 ، .،‬هناء السٌد(‬
‫ص‪. 37‬‬
‫‪ - 2‬سعٌد ناصف(‪ : )2007‬تأثٌر القنوات الفضائٌة فً منظومة القٌم االجتماعٌة ‪ ،‬دراسة اجتماعٌة مٌدانٌة‪ ،‬دار النور للطباعة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مصر‪ ،‬فبراٌر‪ ،،‬ص ‪11.‬‬
‫‪ - 3‬سعٌد ناصف(‪ :)2007‬المرجع نفسه‪ :‬ص‪26.‬‬
‫‪ - 4‬عبد المجٌد بن مسعود(‪1914‬هـ) ‪ :‬القٌم اإلسالمٌة التربوٌة والمجتمع المعاصر‪ ،‬كتاب األمة‪ ،‬سلسلة دورٌة تصدر كل شهرٌن‪،‬‬
‫السنة‪ ،12‬العدد ‪ ،67‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمٌة‪ ،‬ط‪ ،1‬قطر‪ ، .‬ص‪37.‬‬
‫‪ - 5‬أمٌنة علً كاظم(‪ : )1993‬التغٌر االجتماعً والثقافً فً المجتمع القطري‪ ،‬دراسة مٌدانٌة لمدٌنة الدوحة‪ ،‬حجر للنشر والطباعة‬
‫والتوزٌع واإلعالن‪ ،‬ط‪ ،1‬جٌزة ‪،‬ص‪.25‬‬
‫‪ - 6‬محمد الدقس(‪ : )1996‬التغٌر االجتماعً بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزٌع‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان ‪ -‬األردن‪ ، ،‬ص‪15‬‬
‫‪ - 7‬فادٌة عمر الجوالنً(‪ : )1993‬التغٌر االجتماعً مدخل النظرٌة الوظٌفٌة لتحلٌل التغٌر‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪، ،‬‬
‫ص‪13‬‬

‫‪ – 8‬مورٌ س أنجرس(‪ : )2006‬منهجٌة البحث العلمً فً العلوم اإلنسانٌة‪ ،‬تدرٌبات عملٌة‪ ،‬ترجمة بوزٌد صحراوي‪ ، ،‬دار القصبة‬
‫للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ ، ،‬ص‪167‬‬
‫‪9- Ranjit K., research methodology a step-by-step guide for beginners, arrangement with‬‬
‫‪Pearson education inc. Australia. 2005. p126‬‬

‫‪10-ibid. p 132‬‬
‫‪- 11‬عٌسانً رحٌمة(‪ : )2006‬مدخل إلى اإلعالم واالتصال‪ ،‬المفاهٌم األساسٌة والوظائف الجدٌدة فً عصر العولمة اإلعالمٌة‪،‬‬
‫مطبوعات الكتاب والحكمة‪ ،‬ط‪ ،1‬باتنة ‪ -‬الجزائر‪ .،‬ص‪159‬‬
‫‪ - 12‬مازن مرسول محمد الربٌعً(‪ : )2004‬اإلبعاد االجتماعٌة والثقافٌة للمعلوم اتٌة‪ ،‬دراسة مٌدانٌة فً مدٌنة بغداد‪ ،‬رسالة مقدمة لنٌل‬
‫درجة الماجستٌر فً علم االجتماع‪ ،‬إشراف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬عبد المنعم علً نجرس الحسنً‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬كلٌة اآلداب‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫العراق‪ .،‬ص‪95 ،94 ،89‬‬
‫‪ - 13‬حسن حنفً‪ ،‬صادق جالل العظم(‪ : )2000‬ما العولمة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ‪-‬سورٌا‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬لبنان ‪-‬بٌروت‪ ،‬ط‪، ،2‬‬
‫ص‪30‬‬
‫) ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ - 14200539- 38‬هناء السٌد(‬
‫‪ - 15‬مازن مرسول محمد الربٌعً(‪ : )2004‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪90- 89‬‬
‫‪ - 16‬عبد الرزاق محمد الدلٌمً(‪ : )2005‬عولمة التلفزٌون‪ ،‬دار جرٌر للطبع والتوزٌع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان ‪ -‬األردن‪ .،‬ص‪8‬‬
‫‪ - 17‬مً العبد هللا‪ : )2006‬التلفزٌون وقضاٌا االتصال فً عالم متغٌر‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬ط‪ ،1‬بٌروت ‪ -‬لبنان‪ .،‬ص‪255- 254‬‬
‫‪ - 18‬عبد الرزاق محمد الدلٌمً(‪ : )2005‬مرجع سابق ص‪78‬‬
‫‪ - 19‬علً احمد طه(‪" : )2001‬العولمة والنظام التعلٌمً فً الوطن العربً ‪ -‬الٌمن نموذجا"‪ ،‬فً‪ :‬مجلة دراسات اجتماعٌة(فصلٌة)‪ ،‬السنة‬
‫الثانٌة‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬ربٌع ‪ ،‬تصدر عن قسم الدراسات االجتماعٌة‪ ،‬بٌت الحكمة‪ ،‬بغداد‪.‬ص‪60‬‬
‫‪ - 20‬مازن مرسول محمد الربٌعً(‪: )2004‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪45 ،43‬‬
‫‪ - 21‬عبد الرحمن عزي(‪ : )2009‬االعالم وتفكك البنٌات القٌمٌة فً المنطقة العربٌة‪ ،‬قراءة معرفٌة فً الرواسب الثقافٌة‪ ،‬سلسلة الكوثر‪،‬‬
‫الدار المتوسطٌة للنشر‪ ،‬االمارات العربٌة المتحدة‪ .،‬ص‪34‬‬
‫‪ - 22‬مً العبد هللا(‪ : ) 2006‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪256‬‬
‫‪ - 23‬المرجع نفسه(‪ ،)2006‬ص‪258‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪105‬‬
‫أ‪ .‬عبد الناصر عزوز ‪ ،‬أ‪ .‬مختار رحاب‬ ‫القنوات الفضائية والتغير القيمي في األسرة الجزائرية‪.‬‬
‫‪- 24‬مازن مرسول محمد الربٌعً(‪ : )2004‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪49‬‬
‫‪ - 25‬مازن مرسول محمد الربٌعً(‪ : )2004‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪42- 40‬‬
‫‪ -‬أحمد كمال أبو المجد(‪" : )2001‬أزمة القٌم وأثرها على األسرة العربٌة والمسلمة"‪ ،‬فً‪ :‬سلسلة الدورات مطبوعات أكادٌمٌة ‪26‬‬
‫المملكة العربٌة حول‪ :‬أزمة القٌم ودور األسرة فً تطور المجتمع العربً المعاصر‪ ،‬الدورة الربٌعٌة لسنة ‪ ،2001‬سنة ‪1422‬هـ ‪- 26-‬‬
‫‪ 27‬ابرٌل‪ ،2001‬مطبعة المعارف الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ، ،‬ص‪123‬‬
‫‪ - 27‬عبد الرزاق محمد الدلٌمً(‪ : )2005‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪70‬‬

‫‪ - 28‬مً العبد هللا(‪ : ) 2006‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪255- 254‬‬

‫‪ - 29‬عبد الرحمن عزي(‪ : )2009‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬


‫‪ - 30‬عبد الغانً عماد(‪ : )2006‬سوسٌولوجٌا الثقافة‪ ،‬المفاهٌم واإلشكالٌات ‪...‬من الحداثة إلى العولمة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬بٌروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬فبراٌر‪ .‬ص‪152‬‬
‫‪ - 31‬أحمد مبارك الكندري(‪ : )1989‬علم النفس األسري‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزٌع‪،‬ط‪ ،1‬الكوٌت‪ .،‬ص‪177‬‬
‫‪ - 32‬حسٌن عمر لطفً الخزاعً(‪ : )2001‬التلفزٌزن وتنمٌة الوعً الصحً‪ ،‬دراسة سوسٌولوجٌة لبعض المجتمعات المحلٌة ف ً األردن‬
‫مرجع سابق‪ ،‬دراسة حالة ألمراض‪ :‬االٌدز‪ ،‬العقم‪ ،‬المخدرات‪ ،‬أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً علم االجتماع الطبً‪ ،‬إشراف‪ :‬أ‪.‬د‬
‫اعتماد محمد عالم و د‪ .‬فاطمة القلٌنً‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربٌة‪ ،‬المنظمة العربٌة للتربٌة والثقافة والعلوم‪ ،‬جامعة الدول العربٌة‪،‬‬
‫القاهرة‪ .،‬ص‪77‬‬
‫‪ - 33‬عبد الرحمن عزي(‪ : )2009‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪29‬‬

‫‪ – 34‬رحٌمة عٌسانً(‪ : )2006‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪150- 149‬‬

‫مجلة الدراسات والبحوث االتجماايةة – جامعة الشييد حمة لخضر ‪-‬الوادي العدد‪ ،59‬مارس‪ 2016.‬ص ص(‪)50:- 92‬‬
‫‪106‬‬

You might also like