Professional Documents
Culture Documents
بحث حول منهجية البحث العلمي1
بحث حول منهجية البحث العلمي1
تحت عنوان
ا
:الفهرس
.مقدمة
ا
بحوث نوعية 7-4-2
خاتمة
.قائمة المراجع
ا
:مقدمة
مع تطور العلوم ،تطورت أسس البحث العلمي المعتمد على المنهج الذي ينظم تفكير اإلنسان ،و
يرتبه وفق نظم و قواعد علمية ،ليبين أوجه الخطأ و الصواب ،و ينتقل من من المجهول إلى
المعلوم .إنه أحد النشاطات البشرية الهامة لتطور اإلنسانية ،إنه يمثل مجموعة من المبادئ و الفرضيات
و الحقائق و القوانين و النظريات التي كشفها و نظمها (.كمال دشلي ،2016،ص )18
إن التطور الهائل في ميدان البحث العلمي في مختلف العلوم التربوية و االقتصادية و اإلجتماعية وفي
مقدمة األسباب التي أدت إلى هذا التطور إعتماد جميع أنواع و أنماط التطور العلمي و التكنولوجي و
الثقافي على البحث العلمي .فالبحث العلمي كان و ال يزال األداة المهمة في تطوير جميع جوانب الحياة
المختلفة .فلم يكن باإلمكان تحقيق هذه المنجزات في شتى جوانب المعرفة من غير اإلعتماد على البحث
.العلمي بأساليبه المختلفة و طرقه المتنوعة (.محمد عبد العال النعيمي ،2015،ص)11
ا
-1تعريف البحث العلمي:
يقصد بالبحث العلمي االستقصاء الذي يتميز بالتنظيم الدقيق لمحاولة التوصل إلى معلومات أو معارف أو عالقات جديدة،
وكذا التحقق من المعلومات والمعارف والعالقات الموجودة باستخدام طرائق أو مناهج موثوق في مصداقيتها ،والبحث و
وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل المشكلة محددة وذلك عن طريق التقصي الشامل واليقين لجميع الشواهد
واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بمشكلة محددة.
وإذا حاولنا تحليل مصطلح "البحث العلمي" نجد أنه يتكون من كلمتين " البحث" و"العلمي" ،فأما كلمة البحث ي مشتقة
من مصدر الفعل الماضي بحث وتعني :حاول ،تتبع ،تقصی ،سعی ،تحرى ...الخ ،ويقصد بالبحث لغويا كذلك الطلب أو
التفتيش أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من األمور ،أما المقطع الثاني "العلمي" هي كلمة منسوبة إلى العلم ،
والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق .
.ويوجد عدة تعريفات للبحث العلمي تحاول تحديد مفهومه ومعناه منها :
-هو"عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناه ج علمية محددة – للحقائق العلمية -بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو
إضافة الجديد لها".
-هو "وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق ،الذي يقوم به الباحث ،بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة
باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعال ،على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق
خطوات المنهج العلمي" (محمد السيد علي ،2011،صفحة .)373
-هو "نشاط علمي منظم أو دراسة متعمقة تمثل کشفا لحقيقة جديدة ،أو التأكد من حقيقة قديمة سبق بحثها ،وإضافة شيء
جديد لها ،أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشف حلها" (محمدالسيد علي ،2011،صفحة
.)374
-هو"الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول إلى حل مشكلة محددة ،أو اکتشاف حقائق جديدة وذلك عن طريق التقصي
الشامل والدقيق بواسطة المعلومات الدقيقة التي يتم جمعها بإتباع أساليب علمية محددة" (ماجد محمد الخياط ،2011 ،
صفحة .)22
-و "عمل فكري منظم يقوم به شخص مدرب و هو الباحث ،من أجل جمع الحقائق وتنظيمها وتفسيرها وربطها
بالنظريات والحقائق بهدف التوصل إلى حل مشكلة أو إلضافة إلى المعرفة في حقل من حقول المعرفة" (عبد الرشيد بن
عبد العزيز حافظ ،2012،صفحة .)3
-هو "جهد منظم للحصول على معرفة جديدة" (عدنان عوض ،2008،صفحة .)8
وفي ضوء تلك التعريفات والمفاهيم السابقة يمكن الخروج بتعريف و مفهوم عن البحث العلمي بأنه :عملية فكرية منظمة
يقوم بها شخص يسمى (الباحث) ،من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى )موضوع البحث) بإتباع
طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) ،بغية الوصول إلى حلول مالئمة للعالج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على
المشاكل المماثلة تسمى (نتائج البحث).
وعلى الرغم من تعدد هذه التعريفات فإنها تشترك جميعها في النقاط التالية:
البحث العلمي محاولة منظمة هادفة أي تتبع أسلوبا أو منهجا معينة .
البحث العلمي يهدف إلى زيادة المعرفة وتوسيع دائرتها.
البحث العلمي يختبر المعارف والعالقات التي يتوصل إليها وال يعلنها إال بعد فحصها وتثبيتها والتأكد منها .
البحث العلمي يشمل جميع ميادين الحياة وجميع مشكالتها.
ا
-2أهداف البحث العلمي:
هناك أهداف كثيرة يبنى عليها ومن أجلها البحث العلمي يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
نبحث كي نأتي بالقوانين والنظريات والمبادئ العامة التي تساعد في الفهم والتعامل مع مشاكلنا .
إبراز حقيقة ما .
تصحيح خطأ شائع أو نرد على أفكار معينة.
استخالص حقائق جديدة.
المساعدة في حل المشكالت العالقة سواء اجتماعية كانت ،أو اقتصادية ،أو تربوية ،أو المتعلقة بالميدان
الرياضي.
تحسين نوعية البحوث واالرتقاء بمستواها ،وهذا من خالل العمل الجاد المبني على أسس عملية ناقدة للدراسات
السابقة حيث يقوم الباحث بتصحيح األخطاء السابقة ،والبحث في أوجه النقص فيها .
تطوير المعرفة اإلنسانية.
المساعدة على وضع اختبارات ومقاييس تسهل من مهمة الباحثين في العمل بدقة.
يساعد على نقد وتوجيه البرامج والمناهج وتقويمها وتعديلها حتى تتماشى والمتغيرات القائمة واألهداف
المسطرة .
-3أغراض البحث العلمي في التربية البدنية والرياضية:
يمكن أن نلخص أغراض البحث العلمي في التربية البدنية والرياضية كما يلي :
محاولة تنمية إتجاهات الطلبة والعاملين في حل المشكالت المتعلقة بالميدان الرياضي.
تدريب العاملين في القطاع من طلبة وباحثين على استخدام الطرق واألساليب العلمية حتى نزودهم بالكفاءة
العلمية .
تنمية المقدرة عند الطالب الباحث للتعرف على المشكالت المهنية التي تواجهه.
ننمي لدى الطالب القدرة على جمع البيانات الالزمة لهذه المشكلة (من مصادر ومراجع وأدوات ).
نربي فيه المقدرة على متابعة وتفهم وتقويم البحوث العلمية ونجعله قادرا على االستفادة من النتائج التي يتوصل
إليها.
و هذا كله يسمح لنا من إعداد باحث قادر على توظيف مختلف الطرق العلمية المناسبة لحل المشكالت المتعلقة
بمجاالت البحث والتي لها عالقة بميدان التربية البدنية والرياضية (بوداود اليمين ،عطاءأحمد ،2009 ،ص )37
ا
وعرضها بطريقة علمية سليمة في إطار واضحة المعالم ،يبرهن على قدرة الطالب على إتباع األساليب الصحيحة للبحث
وإصدار األحكام النقدية التي تكشف عن مستواه العلمي ونضجه الفكري التي تمثل الميزة األساسية للدراسة األكاديمية.
يتيح البحث العلمي للباحث االعتماد على نفسه في دراسة المشكالت وفي اكتساب المعلومة ،ويدربه على الصبر والجد
واإلخالص.
يكون عالقة وطيدة بين الباحث والمكتبة.
يساعد الباحث على التعمق في االختصاص.
يجعل من الباحث شخصية مختلفة من حيث التفكير ،والسلوك ،واالنضباط وما إلى ذلك.
إثراء معلومات الطالب في مواضيع معينة.
التعود على إتباع األساليب والقواعد العلمية المعتمدة في كتابة البحوث.
التعود على استخدام الوثائق و الكتب و مصادر المعلومات.
التعود على معالجة المواضيع بموضوعية ونزاهة ونظام في العمل.
التعود على أخالقيات العلم والبحث العلمي (ماجد محمدالخياط ،2011، ،ص.)33
تطور الالعبين في مختلف األلعاب وفي كافة الجوانب البدنية و المهارية و الخططية والنفسية.
إيجاد األساليب العلمية في انتقاء الرياضيين وتخصصاتهم الرياضية
معالجة الكثير من المشاكل الصحية و القوامية ولجميع فئات المجتمع الرياضي والغير الرياضي.
تطوير األندية الرياضية إداريا وفنيا واقتصاديا .
إيجاد أفضل الطرائق التدريسية والتدريبية للمتعلم الرياضي.
ابتكار وسائل التدريب والتعلم الحركي المتطورة.
إيجاد و ابتكار أفضل وسائل القياس والتحليل للمستوى الرياضي( .حيدر عبد الرؤوف كاظم العبادي ،2015،
ص )15
)1الموضوعية :تعني خاصية الموضوعية أن تكون خطوات البحث العلمي كافة قد تم تنفيذها بشكل موضوعي وليس
شخصي متحيز ويحتم ذا األمر على الباحثين أن ال يتركوا مشاعرهم و أرائهم الشخصية تؤثر على النتائج التي يمكن
التوصل إليها بعد تنفيذ مختلف المراحل أو الخطوات المقررة للبحث العلمي.
ا
)2الدقة وقابلية االختبار:
يعني ذلك بأن تكون المشكلة أو الظاهرة خاضعة للبحث ،وأن يتوفر لها العديد من مصادر المعلومات المختلفة ،وأن تكون
ما تحويه هذه المصادر من معلومات على قدر كاف من الدقة والصحة.
)4التبسيط واالختصار:
إن ذروة االبتكار والتجديد في مجال العلم و التبسيط المنطقي في المعالجة والتناول المتسلسل للظواهر موضوع االهتمام
ذلك ألنه من المعروف أن إجراء البحوث -أيا كان نوعها -يتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال ،األمر الذي يحتم
على الخبراء في مجال البحث العلمي السعي إلى التبسيط واالختصار في اإلجراءات والمراحل بشرط أن ال يؤثر هذا على
دقة نتائج البحث وإمكانية تعميمها.
)6التنظيم والشمولية:
من خصائص البحث العلمي أنه عمل منظم ،فسمة التنظيم الزمة من لوازم البحث العلمي فضال عن الشمولية التي تعني
أن يكون شامال ألبعاد الموضوع أو الظاهرة المبحوثة ،ويقتضي أن تنظم المعلومات بطريقة يسهل فهمها وتفسيرها .
)7األمانة العلمية:
من سمات البحث العلمي األمانة في جمع المعلومات وعرض البيانات والنتائج وعدم تحريفها أو تحريف ما توصل إليه
اآلخرون لخدمة توجهات الباحث الذاتية أو إرضاء جهات معينة ،وهذا يقتضي أخذ المعلومات من مصادرها األساسية،
وذكر المصادر وأصحابها ،وتجنب أي تغيير يؤثر في داللتها ،أو يؤدي إلى تحريفها .
)8وضوح اللغة:
لغة البحث العلمي غير لغة األدب لذلك يجب أن تكون مصاغة بدقة بتراكیب ذات داللة محددة واضحة سهلة ال تقبل
التأويل بعيدة عن الخيال والمبالغة (محسن علي عطية ،2009 ،ص .)31
)9التعميم والتنبؤ:
يعني استخدام نتائج البحث الحقا في التنبؤ بحاالت ومواقف مشابهة ،حيث إن نتائج البحث العلمي قد تمتد إلى التنبؤ
بالعديد من الظواهر والحاالت المشابهة قبل وقوعها .
ا
-7أنواع البحوث العلمية و تطبيقاتها :
إن البحث العلمي من حيث ميدانه يشير إلى تنوعه بالبحوث التربوية واالجتماعية والجغرافية والتاريخية
وغيرها ،ومن حيث مناهجه يتنوع بالبحوث الوصفية وبالبحوث التجريبية وبالبحوث التاريخية وغيرها ،كما يتنوع البحث
العلمي من حيث المكان إلى بحوث ميدانية وأخرى مخبرية ،ومن حيث طبيعة البيانات إلى بحوث نوعية وأخرى كمية،
ومن حيث صيغ التفكير إلى بحوث استنتاجية وأخرى استقرائية.
هناك أكثر من أساس يمكن أن نبني عليه في تصنيف البحوث ،من هذه التصنيفات نذكر ما يلي في
هذا الشكل التوضيحي أدناه.
-7-1-2بحوث تطبيقية:
تهدف هذه البحوث إلى تطبيق المعرفة العلمية المتوفرة في حل بعض المشكالت اآلنية التي تواجه مجتمعا ما أو التوصل
إلى عالج موقف معين ،و هذا النوع من البحوث له قيمته في حل المشكالت الميدانية في مجاالت المؤسسات التربوية
واالجتماعية والصناعية وغيرها( .حسن شحاتة ،2008،ص.)82
ا
-7-2أنواع البحوث حسب المناهج (األساليب) المستخدمة فيها:
-7-2-1بحوث تاريخية:
هي تلك البحوث التي تستخدم منهج البحث التاريخي ،والتي تهتم بدراسة وتسجل األحداث والوقائع التي جرت وتمت في
الماضي ،وهي ال تقف عند مجرد الوصف والتسجيل لمعرفة الماضي فحسب ،وإنما تتضمن تحلية وتفسيرا للماضي بغية
اكتشاف تعميمات تساعد على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل ،ويركز البحث التاريخي عادة على
التغير والتطور في األفكار واالتجاهات والممارسات لدى األفراد أو الجماعات أو المؤسسات االجتماعية المختلفة،
ويستخدم البحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر األولية والثانوية (محسن علي
عطية ،2009 ،ص .)60
-7-2-2بحوث وصفية:
يرتبط البحث الوصفي بدراسة واقع األحداث والظواهر والمواقف واآلراء وتحليلها ووصف للوضع الراهن وتفسيره،
بغرض الوصول إلى استنتاجات مفيدة إما لتصحيح هذا الواقع أو تحديثه أو تطويره ،هذه االستنتاجات تمثل فهما للحاضر
لیستهدف توجيه المستقبل .وتندرج تحت البحث الوصفي في التربية كما يرى فان دالین :
ا
االجتماعي أو النفسي أو الحركي أو الجسمي أو العقلي وغيرا من مظاهر النمو األخرى لإلنسان من الميالد
حتى الشيخوخة فضال عن اتمامها بالعوامل التي تؤثر في عملية النمو ،وكذا الدراسات التي تعتم بالتغير في
مجال التعليم والصحة ،والتغيرات الجوهرية التي تحدث في مجال األمن.
7-2-3بحوث تجريبية:
هي البحوث التي تستخدم التجربة في إثبات الفروض ،أو إثبات الفروض عن طريق التجريب ،وعادة ما تجرى هذه
البحوث في المختبرات العملية المختلفة األغراض و األنواع ،و هذا النوع من البحوث يعتبر من أفضل أنواع البحوث
ألنها تعطي نتائج أكثر مصداقية وأكثر دقة ،و هي تهدف إلى حل المشكالت والظواهر على أساس المنهج التجريبي أو
منهج البحث العلمي القائم على المالحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقق من صحة هذه الفروض،
وتعتبر التجربة العلمية مصدر رئيسية للوصول إلى النتائج أو الحلول بالنسبة للمشكالت التي يدرسها البحث التجريبي،
ولكن في نفس الوقت تستخدم المصادر األخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها البحث بعد أن
يخضعها الباحث للفحص الدقيق والتحقق من صحتها و موضوعيتها( .محسن علي عطية ،2009،ص.)61
-7-3-1البحوث األكاديمية:
هي البحوث التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات األكاديمية المختلفة ،و هي البحوث الذي يسعى عادة أصحابها
للحصول على شهادة جامعية ،وقد تستغرق بين سنة و 3سنوات أو أكثر لتضيف شيئا جديدا للمعرفة اإلنسانة .والبحوث
األكاديمية هي أ أقرب ما تكون للبحوث األساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك ال يمنع من االستفادة من نتائجها
وتطبيقها فيما بعد ،ويمكن أن نصنف هذه البحوث األكاديمية إلى مستويات عدة في المرحلة الجامعية هي:
البحوث الدراسية.
البحوث الجامعية األولية(بحث للحصول على شهادة الليسانس).
بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الماجستير).
بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الدكتوراه).
بحوث التدريسيين(بحوث األساتذة للترقي).
ا
بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الماجستير) (الرسالة) : )3
تعتبر أحد المتممات لنيل درجة علمية عالية عادة ما تكون درجة الماجستير ،والهدف األول منها و أن يحصل
الطالب على تجارب في البحث تحت إشراف أحد األساتذة ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه .
وتعتبر امتحانا يعطي فكرة عن مواهب الطالب ومدى صالحيته للدكتوراه ،و هي فرصة ليثبت الطالب سعة
اطالعه وعمق تفكيره وقوته في النقد والتبصر فيما يصادفه من أمور ،وتتصف الرسالة بأنها بحث مبتكر
أصيل في موضوع من الموضوعات ،وتعالج الرسالة مشكلة يختار الباحث ويحدد ا ويضع افتراضاتها ،ويسعى
إلى التوصل إلى نتائج جديدة لم تعرف من قبل ،ولهذا فالرسالة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا قد تكون عاما
أو أكثر.
-7-4-2البحوث النوعية(الكيفية):
هذا يهتم النوع من البحوث بالكيف وليس بالكم ،فهي البحوث التي ال يمكن قياسها ،مثل قياس اتجاهات أو سلوك األفراد أو
سلوك العدوان لدى األطفال من خالل المقابالت ،استطالعات رأي ،المالحظة ،وجهات النظر لألفراد والجماعات تحليل
الوثائق مثل البحوث التاريخية ،فهي بحوث تستخدم بيانات ،كلمات ،صور ،تفسيرات وال تهتم بالنواحي الرقمية أو العددية
فهي تهتم بالعمليات اإلجرائية(السلوك) أكثر من النتائج ،ويتم جمع البيانات عن طريق المالحظة المباشرة،
المقابلة،الفحص الدقيق.
ا
7-5أنواع البحوث حسب أسلوب التفكير :تصنف Tالبحوث حسب أسلوب التفكير إلى :
7-5-1التفكير االستقرائي:
هذه البحوث تقوم على دراسة بعض جزيئات من الظاهرة وإخضاعها للمالحظة والتجريب والوصول إلى نتائج تطبق
على جميع الحاالت المشابهة والتي لم تدخل في نطاق المالحظة والتجريب ،أي يستطيع الباحث أن يتنبأ بما يمكن أن
يحدث على الحاالت المشابهة ،بمعنى يدرس جزء من المجتمع األصلي ثم يحاول تعميم النتائج على جميع أفراد المجتمع
"من الجزء إلى الكل" ،أي أنه ينتقل من المعلوم إلى المجهول و إطالق أحكام عامة وكشف عن القوانين .
-7-5-2التفكير االستنباطي:
يطلق عليه أيضا " طريق القياس" ،و هو يسير في اتجاه معاكس للتفكير االستقرائي الذي يتبعه التجريبيون ،و هذا
األسلوب ينقل العالم الباحث بصورة منطقية من المبادئ والنتائج التي تقوم على البديهيات والمسلمات العلمية إلى
الجزئيات وإلى استنتاجات فردية معينة ،ويعتمد التفكير االستنباطي على القاعدة القائلة أنه ما يصدق على الكل يصدق
أيضا على الجزء على اعتبار أن الجزء يقع منطقيا ضمن الكل أو داخل الكل ويستخدم لهذا الغرض وسيلة تسمى القياس،
و هو ينطلق أو يعتمد على حقائق معروفة ،فاألسلوب االستقرائي يبدأ بالجزئيات ليتوصل إلى القوانين والمسلمات العلمية،
في حين أن االستنباط أو القياس يبدأ بالقوانين ليستنبط منها الحقائق.
توفر الرغبة في موضوع البحث :تعتبر رغبة الباحث في مجال موضوع البحث ومیله نحوه عامل مهم في .1
إنجاح عمله وبحثه فالرغبة الشخصية دائما هي عامل مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح.
الصبر والجد والقدرة على التحمل :إن عملية البحث عملية شاقة ذهنية وجسدية ومادية ،فكثير من البحوث .2
تحتاج إلى التفتيش المستمر عن مصادر المعلومات المطلوبة والمناسبة ،وإن الكثير منها يحتاج إلى مراجعات قد
تستغرق فترة طويلة من الباحث أو قد تطول عما توقعه الباحث في البداية نظرا لتدخل بعض المتغيرات
العرضية ،لذا فإن الباحث الجيد بحاجة إلى تحمل مثل تلك المشاق وغيرها والتعايش معها بذكاء وصبر ( .قنديلجي ،
،2008ص .)28
الذكاء والموهبة :وذلك لالستفادة منها في اختيار المشكلة وتحديدها وعمل بقية عناصر البحث وفق األسس .3
العلمية المقررة .
التواضع العلمي :إن تواضع الباحث وعدم ترفعه على الباحثين اآلخرين الذين سبقوه في مجال بحثه وموضوعه .4
الذي يتناوله في غاية األهمية ،وذلك لتفادي االفتخار بقدراته ،كما يجب عليه أن يسلم بنسبية ما يتوصل إليه من
نتائج ،وعدم استخدام عبارة (أنا) في الكتابة أي أن ال يذكر وجدت أو عملت ،بل يستخدم عبارة وجد الباحث أو
عمل الباحث ،و كذا بالنسبة للعبارات المشابهة األخرى في البحث (عامر قنديلجي ،2008 ،ص .)29
التركيز و قوة المالحظة :على الباحث أن يكون يقظا منتبها في جميع معلوماته و تحليلها و تفسيرها . .5
قدرة الباحث على إنجاز البحث :أن يكون قادرا على البحث و التحليل و العرض بالشكل الناجح و المطلوب ، .6
فضال عن تطوير قابليته البحثية في مجال تخصصه ،بحيث يتمكن من التعمق في تفسير و تحليل المعلومات
الكافية المجمع لديه .
ا
الباحث المنظم :يجب على الباحث أن يكون منظما خالل عمله في مختلف مراحل العمل . .7
تجرد الباحث علميا :أي أن يكون موضوعيا في كتابته و بحثه ،و هذا ما يتطلب من الباحث الناجح اإلبتعلد .8
عن العاطفة المجردة في البحث و أن يصل إلى الحقائق بشكل علمي تحليلي مقنع (.عامر قنديجلي ص)30
-1الحيادية واألمانة العلمية :بمعنى أن ال ينحاز الباحث في تناوله موضوع بحثه ألهوائه وآرائه الشخصية ،وال لفئة
معينة يجري عليها البحث ،فعليه أن يكون أمينا في الكتابة فيما ينقل عن المراجع والمصادر العلمية السابقة ،وفي تحليل
وتفسير نتائج البحث ،فال يتالعب بما وال يفسرها بحسب ما يحب أو يتمنى ،وأن ال يلجأ الباحث إلى التزوير في اإلجابات
أو في االقتباس من المصادر الوثائقية الموضوعية؛ بمعنى أن يكون هدف الباحث من إعداد البحث و التوصل إلى الحقيقة
وليس جني مصالح شخصية.
-2المصداقية :يجب أن يكون نقل بيانات ونتائج البحث بصدق ،وأن يكون الباحث أمينا فيما ينقله ،وأال يكمل أية
معلومات ناقصة أو غير كاملة ،فال يعتمد على الظن ،وال يحاول إدخال بيانات معتمدا على نتائج النظريات ،أو دراسات
الباحثين آخرین.
-3احترام المبحوث :بمعنى أن ال يوجه للباحث األسئلة التي تحط من قدر المبحوث ،وتقلل من احترامه لنفسه .
-4المصارحة :بمعنى أن يوضح الباحث أهداف بحثه الحقيقية للمبحوث ،وبالتالي تأتي المشاركة على النحو المطلوب من
جانب المبحوث.
-5المشاركة التطوعية :بمعنى للمبحوث حرية االختيار في المشاركة ،واالنسحاب منها وقت ما يشاء دون ممارسة
ضغوط عليه من قبل الباحث.
-6السرية :بمعنى عدم إظهار استجابات المبحوثين ،واقتصار استخدامها على أغراض البحث العلمي حتى ولو على
الباحث نفسه الضمان الحياد في حاالت معينة.
-7المساواة :بمعنى إشعار المبحوثين بأنهم سواء ،ألنه قد تم اختيارهم ممثلين لعينة الدراسة بصورة عشوائية ،وبالتالي
يتساوى أفراد المجموعة الضابطة مع أفراد المجموعة التجريبية في حالة استخدام المنهج التجريبي إال إذا أراد الباحث أن
يتعرف على أثر وجود المتغير المستقل من غيابه.
-8حماية المشاركين من أي ضرر :بمعنى أن الباحث مسؤول عن توفير الحماية للمبحوثين المشاركين في البحث من أي
خطر مادي ،أو معنوي ،أو اجتماعي وإذا كان يترتب على مشاركتهم حدوث ضرر معين فالباحث عليه إخبارهم باحتمالية
حدوث ضرر ما منذ البداية.
-9إعداد تقرير وافي :بمعنى أن الباحث بعد ما يفرغ من إعداد بحثه مسئول عن كتابة تقرير عن نتائج البحث ،وتزويد
المبحوثين المشاركين به الراغبين في االطالع على نتائج البحث.
-10االنفتاح العقلي :يجب على الباحث أال يتسم بالجمود والتعصب والتحيز ،فيجب أن يكون ذهنه متفتحا قابل لتغيير
موقفه على كل تغيير في النتائج ،واالعتراف بالحقيقة دون االلتزام أو التشبث برأيه.
-11التأني واالبتعاد عن التسرع :يجب على الباحث أال يتسرع في إصدار األحكام ولكن يتأنى حتى يقيم األدلة الكافية
الشاملة على صحة رأيه.
ا
-12السالمة :على الباحث أن ال يعرض نفسه أو اآلخرين ممن يجري عليهم التجربة خطر جسدي أو أخالقي ،وال
يحاول تنفيذ بحثه في بيئات قد تكون خطرة من النواحي الجيولوجية ،الجوية ،االجتماعية ،أو الكيميائية ،كما أن سالمة
المستهدفين من البحث مهمة أيضا ،فال يعرضهم لإلحراج أو يشعرهم بالخجل أو يعرضهم للخطر في موضوع بحته.
-13الثقة :يحاول الباحث أن يبني عالقة ثقة مع الذين يعمل معهم ،حتى يحصل على تعاون أكبر منهم ونتائج أكثر أدقة،
وال يستغل ثقة الناس الذين يقوم بدراستهم.
أن يقدم شيئا جديدا :من الضروري جدا أن يقدر الباحث أهمية الموضوع الذي سيكتب فيه ،فال يكتب موضوع
سبقه غيره .
خصوبة وغزارة مصادر البحث:من عوامل نجاح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره ،وغزارة مصادره
وتوافرها ،ولذلك عليه أن يبحث عن مصادر لبحثه قبل اختياره ليعرف ل يستطيع الكتابة فيه أم ال؟
العلمية والموضوعية :على الباحث أن يتناول موضوع بحثه بشكل محدد بعيد عن التصورات أو اآلراء
الشخصية ،وال يعتمد على المصادر غير موثوقة في التفسير أو التحليل ،بل باستخدام االختبار والقياس
والتجريب ،ودون الخوض في موضوعات أو متغيرات أخرى ال عالقة لها ببحثه .
ا
الخاتمة :
إن البحث العلمي ركيزة أساسية لتقدم األمم و حضارتها ،و قد أجمع العلماء و المفكرين على
أن التقدم في أي مجال من المجاالت المختلفة ال يتحقق إال عن طريق البحث العلمي ،كما يعد البحث
العلمي ركنا أساسيا من أركان المعرفة اإلنسانية في ميادينها كافة ،و الطريق إلى التقدم .
ا
قائمة المراجع :
- 1محمد السيد علي ،أساليب البحث العلمي ،دار الراية ،للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،2011 ،ص.373
-3ماجد محمد الخياط ،2011،أساليب البحث العلمي ،دار الراية للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن
- 4عبد الرشيد بن عبد العزيز حافظ ،أساسيات البحث العلمي ،جامعة عبد العزيز ،المملكة العربية السعودية ،2012،
ص.3
-6بوداود عبد اليمين ،عطاء أحمد ،المرشد في البحث العلمي لطلبة التربية البدنية ،ديوان المطبوعات الجزائرية ،
2009ص)37
-8حيدر عبد الرزاق كاظم العبادي ،أساسيات كتابة البحث العلمي في التربية البدنية و علوم الرياضة ،شركة الغدير
للطباعة ،2015،ص 15
- 9محسن علي عطية ،البحث العلمي في التربية مناهجه ،أدواته ،وسائله اإلحصائية ،دار المناهج للنشر و التوزيع ،
األردن 2009،ص.31
-10حسن شحاتة ،المرجع في مناهج البحوث التربوية و النفسية ،مكتبة الدار العربية ،القاهرة 2008،ص .82
- 13عامر قنديجلي ،البحث العلمي و إستخدام مصادر المعلومات التقليدية و اإللكترونية ،دار اليازوري العلمية للنشر و
التوزيع ،عمان ،األردن 2008ص35،36
- 14حمدي شاكر محمود ،البحث التربوي للمعلمين و المعلمات ،دار األندلس للنشر و التوزيع ،المملكة العربية
السعودبة ،2006 ،ص.15
-16كمال دشلي ،منهجية البحث العلمي ،مديرية الكتب و المطبوعات الجامعية ،حماة ،سوريا 2016،
- 17محمد عبد العال النعيمي ،طرق و مناهج البحث العلمي ،مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع ،األردن 2015،
ا
ا