You are on page 1of 1

‫يبدو أن اللحظات السعيدة لم تكتب بعد على هالل لقد انتظر طويال ولكن بال جدوى ربما اساء

فهم اإلشارات وها هو االن‬


‫وحيد يلحتف بقايا أحالمه ‪ .‬بعد أن غابت الشمس استيقظ من سباته القصير ‪ ,‬كيف استيقظ وهو لم ينم أبدا ‪ ,‬كان ينتحب‬
‫وما زال هذا النحيب مستمرا ‪ ,‬لم يقتنع بعد أن هذه هي نهاية سكراته وعليه األن ان يعود لعقله وهالل القديم ‪ .‬فجأة يفتح‬
‫‪.‬باب الغرفة ويدخل صوت ليس بغريب الى الغرفة أنها أم هالل جاءت لتوقظ ولدها الذي كان لديه يوم مهم‬
‫" هالل ‪ ,‬هيا استيقظ أليس لديك اليوم امتحان أنه األخير يجب أن تذهب بسرعة لتصبح حرا"‬
‫قالتها مداعبة البنها عسى أن تخفف عنه رهبة االمتحانات‪ ,‬قبل أن يصدمها المشهد الغريب‪ .‬فها هو ولدها محمر العينيين‬
‫محاط ببقايا أوراق وصور ال تعرف لمن ‪ .‬ذهلها المنظر الذي كان وكأن عاصفت هبت لتصطدم بطاولة صغيرها وتقلب‬
‫‪.‬الغرفة التي لطالما كانت أنيقة ومرتبة الى مكان رأته ألول مرة حيث لم يكن أي شيء في مكانه المعتاد‬
‫ركضت أم هالل مهرولة نحو ابنها كأي أم تملكها الخوف عانقته وقبلته ومسحت على رأسه و الدموع كشالل تخرج من‬
‫‪ .‬عينيها‬
‫" حبيبي قلي لي ما بك ما أصابك من جرح صغيري "‬
‫لم يتجرأ هالل على الكالم واكتفى كعادته بالكتمان ولكن هول ما به وما أصابه كان أكبر من أن يتحمله قلبه الصغير‬
‫‪.‬فاكتفى بالبكاء الذي فضح كل شيء وزاد خوف األم خوفا‬
‫" قل لي يا حبيبي ما ضيق صدرك وكسر حمله ظهرك حتى أبكاك يا ولدي ‪ ,‬قل لي فانا أمك "‬
‫‪ .‬لم يجد هالل مهربا بعد أن فضحته دموعه غير الكذب فان تكلم سيزداد الطين بلة وسوف يسوء الحال أكثر فأكثر‬
‫" ليس هناك شيء يا حياتي فقط خائف بسبب االمتحان ‪ ,‬هذا المادة صعبة وأنا لم أدرس لها جيدا "‬
‫اكتفى بهذه الجملة وختمها بابتسامة مصطنعة ‪ ,‬لم تصدق األم كالم ولدها فهي أم وتعرف أوالدها أكثر من غيرها ‪ ,‬ولكن‬
‫‪ .‬سايرته في كالمه رغم ذلك‬
‫ال تخف فأنت ولدي الذكي الذي لطالما أسعدنا بتفوقه ‪ ,‬حسنا اذهب واغسل وجهك وتوضأ وصلي ركعتين عسى أن تهدأ "‬
‫" وترتاح ‪ .‬نحن سننتظرك في األسفل لكي نتناول اإلفطار سويا‬
‫" حسنا يا أمي"‬
‫خرجت األم من الغرفة و في رأسها الكثير من األسئلة التي لم تسألها ‪ ,‬فهي تعرف أن هالل من النوع الكتوم الذي ال يبوح‬
‫بما في جعبته الحد ‪ ,‬خرجت في صمت و أغلقت الباب مودعة ولدها مع ابتسامة دافئة اثلجت صدر ولدها وخففت من‬
‫‪.‬أالمه‬
‫بقي هالل وحيدا في الغرفة وضع رأسه على السرير وتأمل السقف لدقائف في صمت كان هذا هدوء العاصفة فمن يعرف‬
‫هالل يعرف نوباته نوبات القوة بعد‪ G‬هذا الصمت نهض من سريره ومسح وجهه باكمامه وقد تغيرت نظرة عينيه ‪ ,‬أصبح‬
‫‪ ......‬فيهما االن بهتان وكأن ما تراه األن ليس اال جسدا خالي‬

You might also like