Professional Documents
Culture Documents
رواية
تبداء بالنظر الى أولى حروف قصته الجديدة بعنوان الفتاة البائسة التي تتمحور
حول زينب التي تنجرف في محاوالت انتحار متكررة بسبب عدم قدرتها على
تحمل االمها النفسية و ضغط حياتها ,حياتها التي لم تكن تريدها االن امامها و
تعيشها بالفعل بسبب سلبيتها و ضعفها و كأن ضعيف الشخصية ذاك ينتظر مالك
من السماء لياخذه من يديه ال عالمه الوهمي الذي كاد ان يصبح واقعي ولكن كان
....ينقصه قرارمن شخص جريء و قوي ,شخصا اخر ليس هو بالتأكيد
:تطرق داليا عليها الباب بعنف لتفتح لها عليا*
داليا :وطي المزيكا دي عشان نتنيل ننام يا ست هانم
عليا :خالص هوطيها روحي باءه
داليا :مش عايزة تردي على ابوكي والهي عال نكدتي عليه و بسببك شكله مش
هيجبلنا حاجة و هو راجع
عليا :انتي مالك دا ابويا انا و انا الي بنته انتي دخلك ايه
داليا :انا مراته يا دكتورة هانم
عليا :على فكرة انا زهقت و جبت اخري
داليا :طب افتحي الباب عشان اشوف وشك الحلو المسمم مادام صاحية مردتيش
عليه ليه
عليا :هللا هما طولك يا روح ,في سرها (:ردت المياه في زورك يا بعيدة )
؟؟ :ماما ماما تعالي بسرعة شوفي كاتبين ايه على النت
داليا :تعليق الدراسة لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم 15مارس كاجراء وقائي من
..فيروس كورونا المستجد لحين صدور قرارات جديدة و
؟؟ :خالص يا ماما انتي لسى هتكملي قراية احنا ننزل نحتفل
داليا :انتي عبيطة يا بت دا الشوارع غرقانة و كان فيه عاصفة
؟؟ :ما الجو حلو اهو و المطر وقف خالص
داليا :هتطمر تاني و هتبقى عاصفة جامدة بيقولوا خلينا نشوف ابوكي نقوله على
الخبر دا
؟؟ :اه يا سنيورة كفاكي دح الدراسة وقفت
كانت تقراء عليا القرار على هاتفها و هي الطالبة الوحيدة المنزعجة ,ذلك القرار
يعني جلوسها الدائم مع تلك االنثى المثيرة لالشمئزاز و بناتها المزعجين لن
تستطيع االستمتاع بتلك االجازة فلحظة الفطور تكون بمشاجرة و و الغذاء
بصراخ قبل و بعد االكل اما اليل فجلوسها وحدها لتشاهد فيلما او تستمع الغنية
يجعل داليا و بناتها فوق راءسها كطائر الغراب فقط لسرقة لحظات الهدوء و
السكينة منها كانءهم أعداء يتعاركون من اجل أراضي بين حدود بلدين من
سيسطر في العائلة و البيت علز االب الدكتور هشام وفيق اسم المع في جراحة
العظام و إصابات المالعب نجح مهنيا و فشل عائليا عندما ماتت زوجته امينة
والدة عليا بسبب حادث تعرضت له بالسيارة بعد مشاجرتها مع هشام بسبب
عالقاته النسائية المتعددة و اعتبرته عليا هو السبب وراء موتها هو قاتل أمها في
عيونها لكنها كانت طفلة تبلغ من العمر 13عاما آنذاك سرعان ما كبرت و
ادركت انه قدر ولكن مازلت تحتفظ ببعض من اللوم والعتاب البيها بعد ان كان
مثلها األعلى و طموحها الذي كان يتلخص في الوصول العلى من هشام وفيق
كان هو الحلم و الماضي و المستقبل لكن تلك الحادثة جعلتها تفقد أمها و معها
ابيها التي تغيرت عالقتهم تدريجيا بعد الحادث و قرر هو قطع تلك العادة السيئة
عالقته مع النساء و لكن حياته أصبحت فارغة و رتيبة بدون تفاصيل كورقة
بيضاء في منتصف كراسة و هو كذلك في منتصف العمر هدمت عائلته و خسر
زوجته و ابنته فققر الزواج منذ ثالث سنوات بصديقة قديمة مطلقة فقط لمحاولة
مالء فراغ صفحته كطالب يرسم اشكال عشوائية لحظة عدم قدرته علة مواصلة
كتابة دروسه و كل محاوالت تقربه من ابنته نجاحها من درب الخيال و
خصوصا بعد زواجه الذي جعل الشرخ بينه و بين ابنته اكبر و اعمق و لكن كان
يظن ان هذا سيساعده على تجديد امله و طاقته في الحياة و ربما تتحسن األمور
بينه و بين عليا لكن بال جدوى و انعكست كل تلك االحداث على عليا ضحية من
ضحايا هشام وفيق فاصبحت منعزلة منطوية تخاف الناس و ترهب من الحب و
االرتباط و أي تفاصيل يركض اليها البشر الطبيعي بالنسبة اليها هو مصدرا
للرعب و الهلع و دخول داليا لحياتهم زاد من الطين بلة فكبرت شكوكها من نوايا
البشر و نفوسهم و دائرتها تبقى عبارة عن تلك تغير مني و تلك حقودة اما التي
هناك منحلة و اخالقها بذيئة تضهر مع الشبان و تشرب السجاءر و تريدني مثلها
و لكن ال ننسى البنت التي تتحدث عني في غيابي و تريد التقرب مني فقط
لتعرف كل تفاصيل حياتي و مع األسف مع كل تلك الوساوس في عقل عليا
فاصدقائها الوحيدون اصبحوا الكتاب و األفالم و الطب و حديثا أستاذ جيم عالمة
االستفهام الجديدة في خاطر عليا االن التي تستحق و بجدارة مشاركة بطلة قصته
....األخيرة في لقبها ((الفتاة البائسة))
تفتح عليا ستارة النافذة لتنظر الى المطر الغزير يغسل األرض و يسقيها و*
يطهر كل ما جمعته خالل شهور من تلوث و اوبئة و تتذكر أمها و هي تعلمها
:دعاء المطر و تطلب منها ترديده وراءها و تقول
اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها ،وخير ما أرسلت به ،وأعوذ بك من شرها ,وشر"
ما فيها ,و شر ما أرسلت به و اللهم اسقنا الغيث وال تجعلنا من القانطين هللا سقيا رحمة ال
"سقيا عذاب وال هدم وال غرق والطف بالجميع
ترى عليا فتى المكتبة و هو يركض حامال دراجته و يحاول حماية كيس خبز من
ماء المطر العنيف يرتدي جاكيت و كاب شتويا جعلها لم تتعرف اليه أوال لكن
دراجته المميزة سهلت عليها االمر ,و تقول في سرها (( :ربنا يعنيك و يقويك يا
حبيبي اكيد وراك اخوات وام و اب مستنينك اكيد بتحبهم و بيحبوك و لحظة ما
تكونوا سوا ما يبقاش فيه غير الحب و الفرحة و بس))
تمسك عليا علبة الدواء الذي اشترته من الصيدلية هذا الصباح ,انه مضاد*
لالكتئاب اقوى من المضادات التي اعتادت عليها وصفه لها بعد ان سائت حالتها
انه دواء امريكي ياءخذه اغلب الفنانين و األطباء السياسين القضاة الخ لكن ما
جدوى كل تلك األطراءات لعلها محاوالت من مما يتعايشون مع تلك الحبوب
ألقناع انفسهم انهم اعلى وليس ادنى من ممن حولهم ,تبدو عليا مترددة و
مشوشة النها تعلم ما هي تلك الحبوب انها لعنة كل مصاب بضغط نفسي التوقف
عنها عملية ليست بسيطة و المواكبة مع اعراضها الجانبية تحتاج لبعض
التحمل ,,ولكنها وضعت العلبة في درج المكتب و اخذت حبتين من دواءها القديم
انها تلك الحبوب التي تسعى لزايدة هرمون السيرتونين كما كان يشرح لها والدها
الذي كان رافضا لفكرة العالج النفسي من البداية او تعاطي أي حبوب من
األساس على الرغم مع انه طبيب لكن مازالت جذور مجتمعنا العربي الشرقي
متخلف من تلك الناحية و كاءن المرض النفسي وصمة عار على صاحبه و اهله
عليه ان يداريها و يخبئها لكن لم يكن لدكتور هشام خيار اخر فبعد موت أمها
اصابت بنوبات الهلع المرضية و االكتئاب و الوساوس و كانت تصرخ في
نوبات هلعها كالمجنونة و تنهار بالبكاء و تزداد نبضات قلبها و يتوقف صدرها
عن التنفس و تبدو و كانها تحتضر فاصبحت الحبوب أسلوب حياة و ليست عالج
...موءقت لزوال مرض او عرض له نهاية انها لعنة األشياء المزمنة
تلك المرة ازادت عليا من الجرعة التي وصف بها الطبيب ,حدث معها في*
مرات انها كانت تعتقد انها لم تاءخذ جرعتها قبل النوم فتاءخذها مرة أخرى و
أحيانا مرات بسبب وسوسة النسيان يا للسخرية هذا المرض و سخرية القدر الذي
انتقى مننا عددا ال باءس به ليمرض هذا المرض ,تتعاطى الفتاة حبوب للتعالج
منه فتوسوس هل اخذته ام نسيت الجرعة!!!!!حتى ازاد من اثاره الجانبية الغير
مفيدة مثال االحالم و الهواجس و أهمها النوم العميق فاصبحت تزيد الجرعة عن
عمد كل فترة لتستمع باءثاره الغريب في االمر انها لم تخاف من تلك االثار و
تساءل لعل غريزة المتعة في بعض األحيان تسبق غريزة الخوف حتى و ان كنا
موسوسين بالفطرة كما قال أستاذ جيم في حكاياته
تحلم عليا انها تدخل مطعم تصميمه الخارجي كخوخ خشبي فوق هضبة على*
ضفاف جزيرة هادئة ساكنة و المطعم فارغ من داخل ال يوجد فيه سوا شابا
واحدا يجلس في اخر طاولة على ركن زجاجي يطل على البحر لكنه جالسا
بوضيعة خلفية ال ترى وجهه لكنها تشعر و كاءن بينهم معياد حتى تاءتي اليها
سيدة انيقة تهمس لها (:تفضلي أستاذ جيم بانتظارك و المكان كله محجوز
لكليكما بالكامل الليلة)
تركض عليا نحو جيم كالطفلة التي تركض وراء أمها في اول يوم مدرسة حتى
تجد نفسها وقعت ارضا و تعثرت على األرض و فجاءة تنظر لجيم تجده احتفى
كبخار الماء بعد تسخينه و امتالء المكان بفتيات و شبان كثر ظلوا يضحكون
عليها و يتمسخرون و بعدها ظلوا يقتربون منها اكثر فاكثر و ظلت هي تنادي و
تصرخ بعلو صوتها :جيييم جيييم يا جييم و بعدها بابا بابا بابا و لم تستطع
الوقوف كانها شلت و صوتها ال يعلو كل صراخها كالهمس حتي ايقظتها داليا و
هي تصرخ ماما ماما ماما كالطفلة تبكي
داليا :اعوذ باهلل من الشيطان الرجيم في ايه يا عليا اصحي يا بنتي اصحي
كانت عليا ما بين النوم و اليقظة لم تفيق من نومها بعد فاحتمت داخل أحضان
داليا تعتقد انها أمها
بداءت داليا بقراءة القراءن لها و الطبطبة عليها حتى هداءت و نامت مجددا و
لكن على عكس طبيعة داليا شعرت ألول مرة بمسوئلية تجاه عليا كانها ابنتها و
ليست ابنة زوجها و ظلت بجانبها حتى غلبها النوم
:صباح اليوم التالي*
تستيقظ عليا على أصوات ندب و صراخ البنات تشعر بان دماغها ثقيلة كان
بداخلها حديد نقي و عيونها ال تريد ان تفتح و جسدها في حالة هزل و ضعف
شديد كانها جندي خارج من ساحة معركة حرب شبه مميتة ,لعل جرعة الدواء
ليلة امس كانت ازيد من الالزم
وقفت بعد محاوالت شته تنظر لهاتفها لتجد النهار كاد ان ينتهي و المغرب هلى
وشك االذان
عليا :اووف الزم ابطل العب مع جرعة الدوا كدا خطر ربنا يستر
داليا :عليا عليا انتي صحيتي
عليا :ياربي على القرف في بداية اليوم اه اه يا طنط
داليا :ابوكي جاله كورونا و اتحجز في العزل مع الدكاترة الي كانوا مع في
الموءتمر كلهم
عليا :يا نهار اسود يا نهار اسود بابا بابا هو الي قالك (تبكي عليا و تنهار بالبكاء)
طب هو نقدر نكلمه دلوقتي ونبي يا طنط
داليا :اهدي بس يا بنتي اهدي دا المستشفى الي كلموني قالولي هو دلوقتي موبايله
مغلق شوية و اكيد هيكلمنا
عليا :ال ال انا مش هقدر استحمل اخسره هو كمان ال ال
ركضت عليا بمالبس النوم و فتحت باب الشقة و ظلوا يركضون وراءها لكن لم
يلحقوها ذهبت ركضا الي الكورنيش بجانب المنزل لتجلس على رمال الشط و
تنظر للبحر وتتذكر كيف كانوا يقضون هي و أمها اوقاتهم هنا بالساعات
:ينظرون الى األمواج تتصاعد و تهداء و تنظر للسماء كاءنها تنادي هللا و تدعي
يارب احفظلي بابا من كل شر و طول في عمره انا مليش غيره في الدنيا دي
كلها هو دا عقاب عشان بعامل بابا وحش بس انا والهي بحبه ؟
:و تبكي حتى قاطعها شاب و ارعبها في لحظة شجنها و اختالءها مع ربها
انسه عليا انسه عليا انتي كويسة؟
عليا :محمد؟ انت بتعمل ايه هنا
محمد(فتى المكتبة) :انا كنت جاي لحضرتك البيت عشان اديك الكتاب الي
وصيتيني بيه اخر مرة زي ما اتفقنا و لقيت حضرتك بتجري فجيت وراكي
بصراحة قلقت عليكي في حد مضايقك؟
عليا :ال انا كويسة بس ارجوك عايزة ابقى لوحدي بليز بعد اذنك
محمد :زي ما تحبي بس حضرتك بالبيجاما و على الشط و الشبان يعني فانا
ممكن اقف بعيد انا موريش حاجة يعني عشان لو حد ضايقك بس
اماءت له براءسها انها موافقة و لكنها لم تنظر له في عيونه لو كانت نظرت
الستغربت من مدى قلقه و خوفه عليها و كاءنه من افراد اسرتها و هو بالنسبة
لها مجدر معرفة سطحية ,لكنها ظلت تنظر للبحر و هو بموجه يقترب منها ثم
يبتعد تشعر بانها ترغب بالركض و الغرق في البحر للذهاب باءمها
وصلت داليا لتجد عليا جالسة بينها و بين البحر مترين ال تحرك ساكنا كالدمية*
:حتى نظرت لمحمد
داليا :انت هتفضل معاها يا محمد مش كدا
محمد :حاضر يا مدام هو في مشكلة وال حاجة
داليا :وانت مالك انت يا ولد دي حاجة غريبة
محمد :انا اسف
داليا :متزعلش مني يا ابني اصل باباها الدكتور هشام اتعزل دلوقتي و مش
عارفين نوصله ,ارجوك حاول تتكلم معاها و ترجعها البيت هي مش بتحبني لو
كلمتها هتصرخ و هتجري تاني ارجوك
محمد :حاضر يا مدام داليا ربنا يطمنا على الدكتور
يريد محمد االقتراب منها ولكن التردد و الخوف يغلبه ال يعلم ماذا ينبغي عليه*
:ان يقول
محمد :انسة عليا انا مش عارف اقولك عليه بس حاسس بيكي اصلي اتحطيت في
موقف زي داه قبل كدا ,كانت امي بتولد اخويا الصغير "جمال" و كانت كبيرة
معدية األربعين ساعتها و نزفت كتير و فصيلة دمها نادرة و كلنا مكانش ينفع
نتبرعلها الن فصايل دمنا غير متطابقة مع انها امنا طلعوا جمال من االوضة و
امي فضلت جوا كلهم مبصوش للعيل الصغير اخونا الجديد ماعدا انا الي فضلت
ابص في عينيه وحسيت بامي فيه وهما فضله بيترعشوا و خايفين بعد ما الدكتور
قالنا الزم نتصرف و نالقي حد بنفس الفصيلة ,ابويا راجل كبير مش قادر
يتحرك وال يقوم يلف و اخواتي صغيرين انا اكبرهم احنا ناس غالبة على قد
حالنا في مستشفى حكومي حقيرة ممكن جدا يحطلوها كيس دم فصيلة تانية وال
دم ملوث عشان يسكتونا مش زي المستشفى الي بيروحها لباباكي بالطلب ,كان
عندي ساعتها 15سنة كنت عامل زي المشلول مش عارف اتصرف ازاي و
اروح لمين وال اعمل ايه اول مرة أكون في موقف زي داه و ابويا بيزعق
وبيصرخ فيا (:اجري ورا الدكتور لف على الممرضين امك هتروح مننا يال)
جريت و قعدت الف و اساءل و ازعق و اثور و اتخانق لكن ال حياة لمن تنادي
لحد ما التوتر ابتدى يتملك مني و من كتر العياط و الصريخ وقعت من طولي
:جري عليا واحد وشه سمح كدا و شكله بتاع ربنا
مالك يا ابني ايه الي حصل
محمد :امي امي يا أستاذ عايزة
مكنتش قاجر أتكلم لحد ما شرحتله الموقف لقيته بيبتسم و طبطب عليا
الراجل :انا كنت جاي عشان اتبرع بالدم لحد محتاج بنتي الصغيرة عندها
سرطان قلت يمكن ربنا يشيل عنها و مش القي حد يدلني و كنت همشي خالص
لوال لقيتك انا جاي معاك يال و متقلقش فصيلتي تدي أي حد
محمد :فاقت امي و طلعت فصيلته مطابقة سبحان هللا و قامت بالسالمة بعديها و
جابتلنا اجمل هدية جمال ابني مش اخويا بس اكتلر اخ حبيته المقصود سيبها على
هللا و باذن هللا هتتحل
نظرت له عليا باستغراب و تعجب ,لماذا تحكي لي كل تلك التفاصيل حتى و*
ان كانت حالتي مزرية
محمد :تعالي ارجعك بيتك الجو ممكن يقلب في أي لحظة و الشوارع غرقانة لو
ليلت مش هنعرف نروح و هناك يمكن يكون باباكي اتصل او عرفوا حاجة يال يا
انسة عليا ربنا بيحلها من عنده هو الحامي و هو االمان
وافقت عليا و شعرت بشيء بسيط من الراحة ال تعلم مصدرها و عادت للمنزل
لتجد جدتها "منيرة" والدة ابيها التي لم تراها منذ ان تزوج داليا كانت قد اقسمت
انها لن تدخل المنزل و به زوجة أخرى البي غير امي فكانت امي ابنة اختها
التي كانت بمثابة ابنة لها منذ ان كانت طفلة ,ركضت عليها عليا تحتضنها بلهفة
و شوق
منيرة :متقلقيش يا حبيبتي بابا زي الفل انا متاءكدة قلبي بيقولي كدا و قلبي عمري
ما يخوني ابدا
داليا :طنط قهوتك جاهزة
منيرة :شكرا مبشربهاش دلوقتي الدكتور مانعني منها عشان الضغط كفانا الي
بنشوفه في الدنيا بيجبلنا الضغط مش ناقصة كمان نشربه
داليا :شكرا يا محمد ربنا يباركلك انك رجعتها البيت
منيرة :انت الي رجعتها يا حبيبي تعيش لشبابك و يخليك المك انت شكلك بتشتغل
بتشتغل ايه بقى
محمد :حاجات كتير يا حاجة بس األساس امين مكتبة و بحب اترجم بعض الكتب
و كدا
منيرة (:أخرجت منيرة أمواال من حقيبتها الصغيرة) خد يا ابني
محمد :تسلمي يا حاجة انا مش محتاج فلوس انا وصلتها البيت الني اعرف
االنسة عليا و الدكتور هشام و احنا جيران قبل أي حاجة و ربنا يطمنكوا عليه
سالم عليكوا
دق هاتف المنزل فركضت عليا لتجيب*
عليا :الو الو مين
؟؟ :مستشفى الحسيني مع حضرتك مش دا بيت دكتور هشام؟
عليا :انا عليا بنته طمنيني ارجوكي موبيله مش بيرد
المستشفى :متقلقيش يا فندم هو بيبلغكم انه كويس بس العزل مفيهوش شبكة النهم
في مستشفى نائية في ريف المانيا و بكرا هيروحوا مستشفى في برلين و هناك
هيقدر يكلمكوا
عليا :طب هما ميقدروش يسافروا و يرجعوا يعني و يتعزلوا هنا في مصر؟
الموظفة :لحد دلوقتي مطرات المانيا كلها اتقفلت بل و اغلب أوروبا كمان وفي
خالل يومين العالم كله هيقفل و حتى لو اتفتحت اعتقد حاملين الفيروس اكيد
ممنوع يسافروا بس متقلقيش هما تحت اشراف طاقم طبي عالي المستوى هناك و
بكرا او بعده بالكتير هيتصل بيكوا و يطمنكوا بنفسه
منيرة :ها يا عليا فاهمينا يا ببنتي
عليا :بيقولوا اتحجزوا في مستشفى في ريف المانيا و مفيش شبكة هناك و بكرا
هيروحوا مستشفى في برلين وانه كويس
داليا :الحمدهللا يا طنط اهو هشام طلع كويس
منيرة :طب الحمدهللا اومال مالك يا عليا مش مبصوتة ليه
عليا :هللا اعلم حالتهم ايه و بتقولي مش هيقدروا يرجعوا مصر دلوقتي خالص
الن المطارات كلها بتقفل ابصت ازاي يا تيتة
داليا :يا حبيبتي مش قالتلك هيكلمنا بكرا و هيطمنا عليه يبقى خالص و مش شرط
يكون تعبناين ممكن يكون في غلط الدنيا كلها دلوقتي ملخبطة يال حبيبتي اغسلي
وشك و تعالي افطري
منيرة :اه يا حبيبتي كالمها صح جايز غلطة و من هنا لحد ما المطارات تقفل
جايز يرجعوا يال حبيبة تيتة تعالي عشان نغير هدومنا من التراب و القرف يال
لم تستطع عليا النوم هذه الليلة فالقلق و الشكوك تطرداها و كلما حاولت ان*
تغمض عينيها تفزع و تخاف ان يرن الهاتف في أي وقت كان و تكون نائمة
يا ترى سيعود هل هو مصابا فعال و ان كان سيتعافى و يعود سالما كلها تسؤالت
:تزيد من نبضات قلبها و تجعل النوم شبه مستحيال حتى أتت داليا اليها
داليا :امبارح جالك كابوس صعب اوي و قعدتي تصرخي بابا ماما و تخرفي
خدتك في حضني و اول مرة احس انك واحدم من بناتي
عليا :حلوة الدخلة دي بس مش وقتها خالص
داليا :صديقيني انا اه ست صعبة و متتعاشرش عشان كدا اتطلقت من جوزي
االوالني بس لما شوفتك انبارح اد ايه بتجبي امك حتى في احالمك و خايفة على
ابوكي عرفت انتي مش طايقني ليه و دا حقك يا عليا
عليا:ابقي قويليله الكالم دا لما يرجع بس يارب يرجع
داليا :هيرجع يا حبيبتي هيرجع و انا بطلب منك تديني فرصة تانية اعوض الي
فات مش عشاني بس دا عشانك كمان انا عارفة ان جواز ابوكي مني سد خانة و
انا كمان نفس القصة بس خلينا نحاول الحياة أحيانا بتحطنا في مواقف غريبة
حالنا احسن من ناس كتير
عليا :احسن ازاي كلنا بنتوجع ونتاءلم الحياة دي وحشة وحشة يا طنط و الناس
اوحش اوحش
داليا :ال يا حبيبتي الحياة صعبة اه أحيانا بتبقى صعبة اوي بس في كتير حلو و
تستاهل تتعاش و اوحشها هو الوقت الوقت يا عليا لما بيفوت بيغير معاه الجسم و
المكان و االحداث و الكون كله و الروح بتكبر و تعجز و بيفضل الذكريات و
األفعال الحلو منها و الوحش انا المرة دي بكلمك من قلبي
احتضنتها عليا و هي بنسبة 99بالمئة ال تصدقها بسبب صوت دائم يصرخ في
عقلها الباطن انها زوجة ابيكي داليا التي جعلتك تكرهين البيت و العائلة طوال
السنوات الماضية لن تمحو كل ذلك في ليلة عصيبة كتلك لكنها كانت تحتاج الن
تحتضن شخصا ما في تلك اللحظة حتى و ان كانت داليا
:استيقظت داليا على اثر صوت زغاريط و فرحة وتركض داليا نحوها*
تعالي بسرعة كلمي بابا
فاقت و ركضت و امسكت بالتليفون :بابا انت فين انت كويس
هشام :انا زي الفل يا حبيبتي و معنديش حاجة هما بس شاكوا فينا بعد كام دكتور
جاله الموضوع فحجروا علينا كلنا لحد ما نحلل واحد واحد
عليا :طب و هتيجي امتى
هشام :معرفش يا حبيبتي السليم منا هيروح فندق على حساب المستشفى لحد ما
نالقي أي طريقة نرجع بيها في طيارات ممكن استثنائية تفتح لينا لحد الوقت دا
خدي بالك من نفسك انا دلوقتي كويس و مش في مستشفى وال حاجة متخافيش يا
عليا
عليا :الحمدهللا يا بابا انا كنت خايفة اوي
هشام :كنت فاكرك بطلتي تحبيني
عليا :مقدرش يا بابا ربنا يخليك ليا يا حبيبي خد بالك من نفسك و ارجع بسرعة
حل الليل و قررت عليا منح نفسها شيئ من الهدوء الن فترة بقاء ابيها هناك*
مبهمة و دخل الكوكب في حالة ال lockdown
تكمل قراءة قصة الفتاة البائسة حتى تسمع صوت جرس الباب ,فتاءتي واحدة
من البنات لتعطي لها ظرف مكتوب عليه للدكتورة عليا هشام ,دخلت غرفتها
لتحظى ببعض الخصوصية و البنات فضولهم يقتلهم و يصرخون :دا جواب من
حبيبك وال ايه يا عليا هههههه
:تجد رسالة من جيم
,عزيزتي عليا
اسف على ما سمعت من اخبار حول ابيكي الدكتور هشام وفيق و ادعو هللا ان
يكون بخير و صحة جيدة و ان يعود الى منزله سالما غانما و اال تلك الفترة
ارجو منك الحفاظ على هدوءك و ثباتك االنفعالي و التمسك بالصالة و القراءن و
الكتاب و اهمهم كتب جيم المبجل الموهوب ساءنتظر منك رد لتطمئنيني على
حالك و تبعثينه لي مع محمد فتى المكتبة
,صديقك المغرور
جيم
ظلت عليا في حالة ابتسام و كاءن شفتيها و عضالت وجهها قد وقفوا على هذا
الحال وال يريدون العودة للوضع الطبيعي فانقبضوا بال رجعة حتى جلست على
:مكتبها لتكتب الرد
,عزيزي جيم
اكتب لك و انا ابتسم أخيرا بعد مرور يومين من العناء و األلم الذي يصعب علي
وصفه في بضعة كلمات فكنت اشعر بدماغي الدم ينزف بداخلها من كثرة توارد
األفكار و الخواطر و كاءن الموت كان اهون لكن اطمئنت و هلل الحمد باءن ابي
بخير حفظه هللا لي دائما و ابدا ,اقفلوا الطيران في أوروبا باءكملها و سفره االن
معياده غير معروف و حتى االءن يكفيني انه بصحة جيدة سالما غانما ,فاشكرك
على سوءلك و اهتمامك يا صديقي المتواضع و انتظر حتى انتهي من قصتك
الفتاة البائسة اخشى انها تشبهني في أشياء كثيرة ما راءيك بهذا يا جيم
انتظر منك ردا على سوءالي و أتمنى ان نلتقي في الواقع ربما و لو لمرة
صديقتك البائسة
علياء
تمر األيام و العالم اصبح وضعه غريب للغاية انه في حالة لم يعيشها أبناء هذا
الجيل مسبقا وال حتى اإلباء و األمهات ربما األجداد او اباء األجداد او لعلها
كانت اجداد اجدادهم ,حالة الوباء المنتشر المتزايد الذي اقفل العالم باءكمله في
غمضة عين و كاءن عقارب الساعة قد توقفت عن الحركة و دوران األرض
حول محورها قد تغير ,فالسيارات و الطيارات و البشر المكدسين يركضون في
كل زواية حول احالمهم و مهامهم و البنايات التي تبنى و تهدم و الجسور التي
تعلق كل تلك المظاهر العصرية قد توقفت الءجل غير مسمى فاءعطى مالك
الكون امرا بان كوكبنا هذا االن سيتوقف و يقف ساكنا حتى يحدث في امره امرا,
لعله ابتالء ام عظة او ربما تطهير ام عالمة من عالمات الساعة لعل افضل
.....إجابة هي انهم جميعا
:ليلة من ليالي الحجر
تجلس علياء مع بنات داليا يشاهدون حلقة من حلقات مسلسل تركي على منصة
من منصات االنترنت ,فتلك أصبحت ايامهم نوم طيلة النهار و الليل هو لالكل و
مشاهدة أفالم و مسلسالت بعدد كل ما شاهدوه في حياتهم مسبقا في العشر سنوات
الماضية ,و الملل و الفراغ هنا هو عدو ليس بأكبر من الوباء ذاته فمن الممكن
اكتساب عادات اسواء بكثير من اإلصابة بالعدوى فابنة داليا الكبرى ريم التي
كانت تهتم باناقتها و رشقتها بشكل جنوني ال تاءكل سوى االكل الصحى أصبحت
تاءكل كاالءسود في الغابة و كانها تنتقم من كل األيام التي حرمت نفسها فيها من
الطعام ,امااالبنة الصغرى قد عادت لعادة التدخين بعد إقالعها منذ عام ونصف و
علياء ال تجد سوا األفالم و الكتب و التفكير في جيم الذي بات يسيطر على حيظ
كبير من تفكيرها تريد روءيته ترغب في التحدث معه وجها لوجه تتخيل شكله
االءن طويل اسمر البشرة لديه عيون حادة تتكلم قبل لسانه بنظرة عميقة ثاقبة
فلكل االذكياء عيون بعمق البحار و وسيما و بالتاءكيد انيقا مهندما فالنيق خارجيا
هو من يتمتع داخليا بالصفاء النفسي و ترتيب األفكار و المشاعر و العكس
صحيح تعلمت هذا الخيال و الفكر من قصصه الذي بداء في ارساله لها منذ اكثر
من عام و لزالت ال تعرف من هو
:تقطع رنا حبل افكارها و تشوش خيالها ثالثي االبعاد
رنا :عليا عليا انتي يا بنتي تحبي تاخدي معانا بيتزا
علياء :الي انتوا عايزينه
داليا :مش قلنا بالش اكل من برا الدنيا دلوقتي مش مضمونة انتي عايزة تجيبلنا
مصيبة
رنا :يووه بقى يا ماما سيبنا بقى زهقنا زهقنا بقالنا اكثر من أسبوعين كدا
تفتح علياء النافذة لتستنشق بعض الهواء النقي تشعر انها تختنق من كثرة*
المكوث في البيت تتنزه بين الغرف حتى راءت فتى المكتبة مجددا ,لم تسنح لها
الفرصة لشكره و قررت النزول له لكنها فجاءة وجدت شبان يضربونه ضربا
مبرحا حتى اسقطوه ارضا و هو كالجندي العنيد ال يريد االستسالم كلما وقع
نهض يركض وراءهم حتى هربوا بدراجتهم بعيدا البد انهم كانوا لصوص الليل
نزلت علياء راكضة لتلحق بمحمد وهو ساقطا ارضا
داليا :عليا رايحة فين رايحة فين يا حبيبتي
عليا :محمد في اتنين ضربوا في الشارع تحت
محمد :انسة عليا انتي بتعملي ايه تحت دا في حظر
عليا :مين دول الي كانوا بيضربوك
محمد :دا اتنين حرامية بس الحمدهللا مفيش حاجة يعني
عليا :خدوا منك حاجة مهمة يعني
محمد :ال وال حاجة
عليا :طب قوم معايا نطلع البيت و شوية تلج و تشرب حاجة
محمد :ال الزم اروح عشان اخواتي و امي اكيد قلقوا عليا
عليا:طب انت وشك كله دم مش هينفع تروح كدا هيقلقوا اكتر
محمد :الحظر بداء بقاله نص ساعة
عليا :اطلع بس و انشاءهللا ميحصلش حاجة تعالى ارجوك يا محمد
محمد :الء الء الزم ادور على العيال دي دا معاهم حاجات مهمة مش فلوس
ورق مهم جدا
عليا :مش مهم يال تعالى
نهض محمد مع علياء و صعد معها الي بيتها كما طلبت ,لكن من الموءسف انهم
يحملوا رسالة لها من جيم ,و لم يستطع البوح بذلك ,بداءت بوضع قطع من الثلج
على راءسه حتى وجدت النزيف شديد
عليا :يا خبر ابيض كدا الزم تروح المستشفى
محمد :مستشفى ايه يا انسة عليا هو بقى في دكاترة وال مستشفيات دلوقتي بصي
لو عايزة تساعديني هاتلي شوية بن و كدا يبقى تمام اوي
ظلت تنظر علياء له و هو يضع البن على دماغه و يتاءلم بدون صوت او ضجيج
علياء :ايه مالك في ايه
محمد :رجلي واجعاني اظهار لما وقعت من العجلة
علياء :وريني كدا دا جرح الزملة خياطة
محمد :خياطة يعني الزم دكتور مينفعش يتربط وخالص
عليا :يتربط ايه بس ,انا هكلم دكتور عمر نروحله دلوقتي
محمد :مش هينفع فيه حظر
عليا :انت حالة طارئة دلوقتي ,ايوه يا عمر ونبي تعالي عندي على البيت في ولد
بس اتعور و جرحه الزم خياطة
عمر :انا في البيت يا عليا و عربيتي بتتصلح أصال و مش معايا معدات
عليا :قولي عايز ايه و هجيبلك انا هجيلك
داليا :انتي بتعملي يا بنت هتنزلي تروحي فين الساعة داخلة على تاسعة انتي
عايزة تدفيعنا غرامة و ال يتقبض عليكي
محمد :انا بقولها اني بقيت كويس خالص يا مدام داليا
داليا :تعالي عايزاكي انت ازاي تطلعي البيت ها افردي أصال عندو كورونا و
كمان احنا قاعدين لوحدينا ستات
رنا :وكمان يامامي مين هيمسح الدم دا يعع
عليا :انا هنزل بيه و هاخد العربية
!!!داليا :انتي مجنونة عربية مين الي تخديها عربيتي
عليا :يال يا محمد قوم
اخذت عليا السيارة و ظلت تقود بسرعة المنتحرين تجول في الشوارع الظالمة
الفارغة ,من الواضح ان الحل الوحيد الزمة المرور هو وباء مميت
محمد :هو مين عمر دا
نظرت له عليا باستغراب ثم اجابت
عليا :اكيد دكتور يعني هو الي هيخيط الجرح
محمد :من عيلتكوا (شعر انه ازاد األسئلة بدون وجه حق) اصل يعني ماشاءهللا
العيلة كلها دكاترة
عليا :دا المعيد بتاعي في الكلية يال ادينا وصلنا
طلب محمد من عليا الذهاب خارجا حتى ينتهوا من الخياطة ,كان يشعر بالخجل
ان لم يتاملك نفسه و صرخ من شدة األلم لكنها عاندت
عمر :يا عم يال بقى خلصنا
بداء عمر بتطهير الجرح ثم وضع الخيط الطبي و بداء عمله و محمد يصرخ من
الوجع و االبرة التي تخترق طبقات جلده بعمق
ظلت علياء تتوسل لعمرللسماح بمحمد بالمكوث له تلك الليلة فقط بسبب الوقت
المتاءخر
عليا :محمد حاجتك معايا في العربية اديني بس موبايلك اكلم اهلك اطمنهم عليك
محمد :يا انسة عليا استني بس انا مش هبات هنا ارجوكي استني
عمر :خالص باءه امشي انتي يا عليا عشان تلحقي تروحي بس عايزاك ثانية
األول
عليا :ايه يا عمر في ايه
عمر :مين دا الي انتي جيابهولي في نص الليل و هو انتي أي حد بتاخدي و
تركبي معاكي العربية
عليا :عمر
عليا :تصبحوا علو خير متقلقش هقول لصاحب المكتبة الصبح على وضعك باي
باي و هاجي اخدك بكرا الصبح مرسي اوي يا عمر
نزلت علياء الى سيارتها و هي تستغرب ما الذي دفعها الن تفعل كل ذلك*
بتلقائية ودون تفكير ,كان هاتفها يرن لكنها ال تكترث حتى وجدت ورقة لمحمد
مكتوب عليها بريد الكتروني و تحته كلمة جيم
عليا :ايميل جيم دا ممكن يوصلني لحاجة ازاي يخبي عليا الواد دا حاجة زي دي
مش بعيد يكون معاه رقم موبايله ,اخذت تفتش في الهاتف على جيم لم تجد شيئا
من ثم تفتش على كل من يبداء اسمع بحرف الجيم حتى رن الهاتف و المتصل
باسم "امي" فاجابات
عليا :الو الو
ام محمد :ايوه يا محمد انت فين يابني قلبي كلني عليك يا ضنايا
عليا :انا مش محمد يا طنط هو محمد بس(..ثم ايقنت ان الحقيقة االن ليست سوى
مجلبة للمتاعب)انا زميلته في المكتبة وهو هيبات هناك عشان في لجن في
الشوارع و الحظر كدا
ام محمد :طب اديهوني اكلمه
عليا :هو نسي تليفونه معايا بس متقلقيش عليه
لم تستطع تمالك نفسها من الفضول و ظلت تبحث في الهاتف حتى وجدت مئات
األسماء تبداء حرف الجيم و تتذكر كم المرات التي ال تعد سائلت فيها محمد هن
هوية جيم و اجابته الثابتة التي ال تتغير منذ اكثر من عام
محمد :يابنتي انا في مكان وهو في مكان اقسملك باهلل اقولك ايه بس ,مش بشوفه
أصال تعاملنا كله بالرسايل ,بيبعتلي الحاجة على البريد البوستة يعني ,بس هو
بيقولي انه يعرفك كويس بس انتي متعرفهوش
:صباح اليوم التالي*
نهضت علياء من سريرها سرعان ما سمعت صوت منبه الهاتف و كاءنها كانت
تنتظر االستيقاظ بفراغ الصبر
داليا :انتي لحقتي تنامي
عليا :معرفتش انام يدوبك غفلت نصاية كدا على السريع
داليا :في حاجة الزم تعرفيها يا عليا بصراحة
!!!عليا :بابا جراله حاجة انطقي قولي؟
داليا :ال يا ستي بعد الشر عليه ,بس مش هيعرف يرجع خالص دلوقتي
عليا :يا شيخة وقعتي قلبي حرام عليكي المهم يبقى كويس و بصحته
داليا :يعني انت عادي مش عايزة يرجع
عليا :داليا ال ال انت شكلك عايزة ترجعي تاني للخناقات الفترة دي صعبة لوحدها
والدنيا كلها مقفولة على الكل شوفيلك حاجة تعمليها و تشغلي نفسك فيها انت
معندكيش غير ابويا ايه قصة الحب الفظيعة اتسببت في الم الشوق
داليا :يا سالم انا برضو الي عايز ارجع للقرف بتعيريني
عليا :ال انا مش فاضية النهارد خالص للكالم الفارغ دا ,انا دماغي بتاكلني من
انبارح بليل من كتر التفكير
داليا :ليه يعني دا حتى الدراسة واقفة ,انتي رايحة تلبسي؟! اوعي تكوني خارجة
انا بقولك اهو الدنيا كلها مقفوبة انتي لسى قايلة بالش عبط
عليا :هرجع قبل الحظر متقلقيش ,الزم انزل
داليا :ليه هو محمد نوغا ما خالص ودتي عند عمر و خيطله الجرح و هيبقى
كويس ايه من بقيت أهلنا
عليا :هو دا رد جميل برضو
داليا :عليا بالش اللف و الدوران دا معايا ,انت عايزة منه ايه دا انتي مكنتيش
بتحبي تنزلي البقالة
عليا :موضوع اكبر من استيعباك يا مدام داليا سالم
داليا :انتي يا بنت خدي هنا يالهوي ابوها مسافر و طبعا واخدة راحتها دا
هيهزئني
رنا :انا كمان عايزة اخرج زي داليا
داليا :خشي جوة يا مقصوفة الرقبة هللا يخربيت دي عربية سابهلها هشام
وصلت عليا لصاحب المكتبة لتخبره عن ما حدث لمحمد ليلة البارحة حتى ال*
يعتقد انه خلف معاده صباحا في فتحها حتى وجدت محمد بنفسه واقفا مع صاحب
المكتبة ليفتحوها
عليا :صباح الخير انت جيت ازاي
محمد :انا مشيت اول ما الشمس طلعت
عليا :جرحك لسى ملمش ممكن يتفتح خلي بالك
محمد :متقلقيش انا بقيت عال و بعدين انا متعود على الوجع و الشقى
عليا :ايه العبط دا
محمد :مين هيقف في المكتبة مفيش غيره الحاج فكري راجل كبير و احسن في
الظروف دي مينزلش
عليا :طب ابقى عدي على عمر في البيت يغيرلك على الجرح انا قلتله خالص
محمد :انتي بتردليهالي يعني
!عليا :هي ايه دي
محمد :الجميل بس مش مستاهلة
عليا :على فكرة انا قعدت ادور على رقم جيم انبارح على موبايلك
محمد :انتي مش واثقة فيا
عليا :انا مش بثق في ابويا نفسه أحيانا يا محمد ,انت هتقولي هو مين اكيد انت
عارف انا مش هصدق الهبل دا تاني
محمد :طيب يا انسة عليا ,انا عندي شغل كتير و الزم الحق اخلصه
عليا :و انا مش همشي غير لما اعرفه
محمد :يا أستاذة عليا احلفلك بايه اني معرفوش
عليا :احلف برحمة اخوك جمال
محمد :يا حول هللا انا مبحبش احلف
عليا :يبقى تعرفه
محمد :طيب امشي دلوقتي و نتقابل بعد العصر كدا عند دكتور عمر و هنكمل
كالمنا
عليا :هناك هعرف هو مين يا محمد كالم انو شخص مجهول بيبعتلك الرسايل و
بيوصيك انك تجبهالي دا هبل كان ممكن يبعتهالي هو علطول
محمد :مش جايز عايز يضمن انها هتوصلك و يبعتهالك فين على البوستة يعني
هههه احنا مش في الستينات ,وال يسبهالك على عتبة البيت أي حد ياخدها و
يشوفها
عليا :على النت
محمد :على النت هتعرفيه و متبصليش كدا انا قصدي انه مدام مش عايزاك
تعرفيه يبقى دي ممكن تكون طريقة و بعدين جايز هو مش عايز تتقابلوا بجد
حابب كدا اكتر
عليا :هستناك و لو مجيتش هزعل سالم يا بتاع الكتب
ذهبت عليا و تركت محمد في دائرة من التوتر و الركبة و االرتجاف ,هو ال*
يريدها ان تعرف هوية جيم على االطالق ستفشل الخطة بأكملها ان علمت االن
عليه ان يجد حال حتى يبعد شكوكها فانه يعرفه حقا ولكن معرفتها به االن ليس
بالوقت المناسب سيدخل مجددا ذلك األلم و الجراح الذي تعيش به منذ ان كانت
طفلة ,حظها تعيس تلك الفتاة لطالما يفكر محمد بذلك لعل تلك الرسائل تدخل
بعض من السعادة الى قلبها طالما ذلك الراسل يظل في الظالم فيظل كالليل
عندما ياءتي و بعد نهارا من التعب و الركض في معركة الحياة اليومية ,يظل
كغرفة مظلمة يستلقي فيها صاحبها على سريره فالضوء هنا سوف يعكر صفو
راحته و استرخائه فليس كل األوقات يكون الضوء فيها نافع و كذلك المعرفة
.....فهي كالضوء ,الجهل نعمة احيانا
تجلس علياء في سيارتها تستمع الي اغنية فيروز و الشمس قد قاربت على
الغروب و وقت الحظر قد اقترب ,محتارة من امرها هل تحارب و تبحث عن
هوية جيم ام تستلم و ترضى بمشاعر الحماس و البراءة التي تشعر بهما مع
أوراق هذا الشاب لعل دقات القلب في كتابتها رسالة جديدة لجيم ستختفي حينما
تعرفه و تتوقف الرسائل ,تلك تفاصيل الزمن الجميل بعيدا عن الهواتف و
المحادثات الجافة إشارات دون احاسيس ربما إصرارها على كشفه سيدمر شيء
جميال اصبح نادرا شيه منعدما أيامنا هذه ,ثم تعلي صوت االغنية و ترجع
الكرسي الي خلف و تغمض عينيها (:يا انا يا انا انا وياه صرنا من القصص
الغريبة يا انا يا انا انا وياه و انسرقت مكاتيبي عرفوه انك حبيبي عرفه انك
حبيبي )
تفيق لتجد داليا تخبط على نافذة سيارتها و يبدو الخوف منتشرا على مالمح
وجهها
داليا :ايه الساعة بقت تسعة و مش بتردي
عليا :تسعة انا هنا من المغرب في العربية الزم اروح لعمر محمد هيجيلي على
هناك
داليا :محمد كلمني قالي ان موبايلك مقفول و بيقولك مش هيقدر يجي في المعاد
النهاردة بليل
عليا :طيب انا هروحله المكتبة
داليا :اقفلي العربية و يال نطلع و على فكرة البواب سابلنا ظرف ليكي على الباب
انا خدته
عليا :هاتي طيب هقراه و هطلع وراكي اهو
,صديقتي الغالية عليا
احمد هللا ان األمور أصبحت بخير الحمدهللا و أتمنى ان تجتمعي بابيك و يلم هللا
شملكوا قريبا ,لكنني سمعت انك تصرين على معرفة هويتي و قبل حيرتك و
تعجبك بعث لي محمد برسالة ظننت انها منك يرجوني ان افصح هويتي و لكنني
اوءكد لك ان محمد ال يعرفني و ال أي شخص سوا واحد فقط من حولك ليس
بقريبا جدا وال بعيدا جدا ليس ذلك لاللغاز لكني افضل عالقتي بك تظل على
رسائل و قلم يعبر عن كل ما اشعر به و اريد قوله لحظات ال اعتقد اني وال انت
سنعيشها مجددا ستظل ذكرى تحكي بها الحفادك عندما تشخين و لحفيدي الشاب
قبل دخوله الجامعة البهره و اظل محافظا على انتباهه ليجلس معي اكتر و أرى
تلك اللمعة في عينيه و انا احكي له شيء غير مالوف و انت كذلك ال اعتقد ان
مقابلتنا وجه لوجه ستحافظ على تلك اللمعة بداخلنا و ال على بريق الظرف ونحن
نفتحه و نقراء من الراسل ,انا اعرفك جيدا كنت اراقبك عن بعد تتذكرين عندما
قلت لك عن بكائك في المكتبة و كل فترة احب ان اراك واتمعن فيكي و سمعت
عنك الكثير من صديقة من صديقاتي و العترف لك انا محبا للفتيات لكن بالنية
الصافية طبعا و علمت منهم انك انطوائية وحيدة سريعة الغضب و ال تستهوي
الحديث او الدخول في صداقة مع أي شاب و بعدها حكايتك العائلية و في لحظة
ملل و فراغ قاتل مع اعجاب شديد و شعوري بوجود فتاة حقيقة تجري بداخلها
الوان الروح و المشاعر مدفونة داخل حالة االكتئاب و العزلة شعرت انه سيكون
اول شيء انساني افعله تجاه شخص اخر و بالطبع ستكون فتاة و لكن ليس أي
فتاة ,في البداية كنت اظن انها فترة قصيرة و ساتوقف بعدها لم استطع و ربما لن
,ان استعطت الوصول لي هنيئا لذكائك و اصرارك لكن اظن ان عدم معرفتك
سيكون احلى و ادفىء ,ال تضيعي فرصة وقت جميل في ارهاق تفكيرك و
البحث عني فاالولى ان تبحثي انت عن نفسك يا علياء اين علياء البد انها بنت
بكامل االنوثة و الرقة و حب الحياة
صديقك جيم
وضعت علياء الرسالة في خزانتها العلوية مع بقية رسائل جيم التي تحتفظ بها
للذكرى و ابتسمت ابتسامة خفيفة بسيطة و كاءنه يشعر بها يعرفها جيدا ,و تقول
في نفسها يا له من كاتب موهوب موهبة و كالم يدخل قلب يعرف طريقة جيدا
سريع المفعول رسالة منه قادرة على تغيير مزاجي من الشرق للغرب لكنه زاد
حيرتي اكثر حاول جيم ان يطفى النار بالبنزين انه شخص يراني لديه معرفة
بزميالت لي في الجامعة هناك احتمال انه طالب يدرس بنفس الجامعة يعيش
بالقرب منا لكن شخص كهذا البد ان يكون له نشاط فني ككاتب في المسرح او
مسابقات الكتابة او اقله متردد كثيرا على معارض الكتب و الروايات او زبون
دائم لمكتبات كثيرة في الحي كيف تاهت تلك عن عقلي انه في اإلسكندرية انه هنا
لكن ال اظن انه سيرمي لي تلك المعلومة ان كانت ستسهل عملية عثوري عليه
لكنها محاولة و في المحاولة شرف يتوج صاحبه امام ذاته و هنا ستكون امام جيم
.....أيضا
ذهبت علياء في كامل اناقتها للمرة األولى منذ عامين ترتدي الجينز و أخيرا
تضع بعض من مساحيق التجميل لم تكن تشعر ان الهتمامها بنفسها معنى او
مغزي لكن احتمالية ان يكون جيم يراها جعلتها تقف امام المراءة التي كانت
تستعملها فقط بعد ان تغسل وجهها صباحا للمرة األولى تشعر بانها حقا فاتنة لعل
ما نقوله او نبثة في انفسنا نصدقه بعد فترة ,كان هناك قلة من الطلبة في الجامعة
يمكنك ان تمشي ساعة كاملة بالداخل وال ترى أحدا كم أصبحت الحياة فارغة
بالخارج و الشوارع ميتة حتى وصلت للمسرح لتجد مجموعة شباب صغيرة
جالسين يضحكون و منهم من يحتضن االخر كانهم يودعون بعض
علياء :لو سمحت يا كابتن هو انتوا ممثلين هنا مش كدا
الشاب :كنا كنا يا انسة قبل ما يلغوا العرض الجاي بسبب االزمة و هنقعد من
غير تمثيل الجل غير مسمى
علياء :طيب هو مين بيكتبلكوا المسرحيات بتعتكوا
الشاب :معظمها روايات عن ادب عالمي مسرحيات اتعملت ميت مرة أصال
فتاة أخرى :يابني قصدها لو في حد بيكتب معانا بتساءلي عن حد معين
علياء :اه عايزة حد بيكتب كويس فقلت اسائلكوا يمكن معاكوا موءلف؟
فتاة أخرى :اه اوكى بس هو مسافر النهاردة الهله في مصر
علياء :طب اسمه رقمه ,هو طالب هنا معانا في الجامعة؟
الفتاة :هو انا معرفهوش و مش فاكرة اسمه بس الشباب عرفينه اعتقد طالب معانا
بس مش متاءكدة استني يا حاتم تعالي ثانية
قبل اقتراب حاتم لمحت علياء شاب وسيم واثقا من نفسه كانه هتلر امام النازيين
يرتدي جاكيت جينز و يرتدي باندانة على شعره الطويل الداكن يشبه شباب
األفالم االمريكاني في الثانوية بنظارته العسلية تلك ,ذهب حاتم ليلقي عليه التحية
حاتم :ايه يا فنان فينك مسافر النهاردة وال بكرا
نظرت علياء لهم و هو نظر لها باستغراب شديد و وجدها تاءتي باتجاهه
علياء :هو انت اسمك ايه
حاتم :اسمه
الشاب:ششش اخرس انت هي سائلتك و ال سائلتني
حاتم :طب يا عم متزقش
علياء :انت بتكتبلهم المسرحيات(ظنت انه جيم فعال)
الشاب :انا اسمي حسن و ممثل معاهم هنا مش بكتب خالص احنا الي بيكتبلنا
بنت متخرجة من كلية اعالم هنا و معاها صحفي دكتور هنا في اعالم برضو
علياء :اسمه الدكتور دا ايه
الشاب :بتسائلي ليه
علياء :اصل عايزة كاتب استشيره في شوية حاجات عن الكتابة
الشاب :معتقدش ان الدكتور دا هيساعدك اصله مش معيد دا دكتور كبير كان
عميد سابق في جامعة القاهرة
علياء :انت اسمك ايه
الشاب :حسن اسمي حسن
تقول علياء في عقلها :ال يبداء اسمه بحرف جيم ليس هو جيم لكن لعله تمويه لكن
ان كان هو جيم بحق كان سيهرب و يتجنب محادثتها انه ليس هو
تكرتهم علياء ليكملوا حديثهم و ضحكهم تمشي و هي حزينة كانت تشعر ان تلك
المرة سترى عينيها جيم و تسمع اذانها كالم يخرج من لسانه و فمه و ليس من
يديه و قلمه
حاتم :في ايه يا عم حسن مقلتلهاش ليه ان مش بس الدكتور وال ريهام دي هما
الي بيكتبوا ان انت كمان بتكتب زمان
حسن :ملكش دعوة بالحوار دا خالص انا بطلت كتابة خالص
حاتم :و افرض سائلت حد تاني
حسن :هتسائل مين هو حد يعرف هنا اني كنت بكتب مفيش غيرك و ثما محدش
هيجي تاني كله هيبقى اونالين خالص
حاتم :بتتهرب من سوائلي افرض ساءلت حد تاني
حسن :خالص اقلهم كلهم اني لو حد ساءل يقولوا اني مش بكتب و افحضني و
اعمل تركيز على الموضوع ,محدش يعرف اصال بعدين كل المسرحيات الي
كتبتها زمان مش مكتوب عليها اسمي اسم دكتور فواءد و ريهام بس قال ايه
التعديالت الي بيعملها في السكريبت خاله كله يتغير فمش هتالقي اسمي حتى لو
هي دورت و معظم الي معانا السنة دي و الي قبلها من سنة أولى و تانية
ميعرفوش حاجة عني ,انا دفعتي و كل الي يعرفوني اتخرجوا اساسا انت نبه
على البت دي متتكلمش
حاتم :ياعم دي مش معانا في الجامعة أصال و ال بتمثل معانا
حسن :اومال
حاتم :دي صاحبتي جبتها معايا النهاردة كدا عشان افرجها على المسرح الي هو
فاضي أصال
حسن:ههههههه كويس اديك بتتعلم ازاي توقع الفاكهة من على الشجر
حاتم :مكانش الزم تكدب
حسن :مكدبتش انا فعال مش بكتب للمسرح دلوقتي و بمثل كدا كام حاجة بقالي
سنتين يبقى مكدبتش
حاتم :مادام مش بتكتب للمسرح و ال بتعمل فيه حاجة سنتين كاملين ,بقالك ليه
!!تمن سنين في هندسة يا حسن
حسن :مش عايز اتخرج يا حاتم مش عايز اكبر و اسيب الجامعة لحظة م ابجي
الصبح افطر و اخد قهوتي و اشرب سيجارتي و ابص على البنات الجامدة الي
بيعدوا و شوية اضحك مع دي و شوية اخرج مع دي موريش ال شغل وال مشغلة
وال بحث عن مرحلة ماذا بعد ,لو اتخرجت اهلي هيسحبوا أيديهم مني و انطلق
انا في مفرمة الحياة بقى الي بعد الجامعة فيها ايه لو امط فترة الجامعة شوية
حاتم :ما انت هتضطر لداه اجلته سنة اتنين تالتة هتروحله و هتروح لماذا بعد
انت دلوقتي ستة و عشرين مفيش واحدة من السبعة الي خطبتهم كملت معاهم و
هنفضل كدا كل شهرين مع واحدة شكل
حسن :ايه الوحش في الحياة دي زي الفل اخطف من كل وردة بسطان اشم من
كل ازازة ريحة بخة
حاتم :اتخرج األول و شم براحتك في البخة بعد كدا يا عم الشمام بس اكيد في
حكاية ورا البت دي
حسن :سالم يا حاتم يدوبك الحق احضر شنطتي هكلمك لما أوصل
حاتم :سالم يا نجم
خرج حسن علوي البشمهندس خارج نطاق المسوؤلية و الروتين ,يعشق النساء و
يبحث عن االنثى في كل وقت حين بداءها منذ ان كان عمره سبع سنوات عندما
احب جارتهم صديقة امه التي قررت ان تكون نشوته األولى شعر لحظتها هذا
الطفل بشعور غير مسبق ينبض الدم في عروقه كنيران البركان و قلبه كانه يريد
الخروج من صدره لم يكن طفال ضعيفا وال ساذجا عقله كان اكبر من عمره لكن
وقتها لم يفهم و استسلم الحاسيس جسده و تلك اللحظة اللذيذة و عندما كبر عرف
ان ما فعلته تلك السيدة هو اغتصاب موءكد و عدم بوحه المه و ابيه لم يكن
ذكاءا لعلهم كانوا سيضربونه و يعقوبنه فتترط تلك التجربة بالم و خوف شديد
كان من الممكن ان يجعله يتوقف عن كل ما فعله منذ دخوله مراهقة اللعينة
المشكلة الرئيسة ليست في ممارسته الجنس مع نساء و فتيات متتعددين من اجل
احتياج فطري كالغرب بدون قيود او رسميات بل في انها أصبحت ادمان و
هوس غير طبيعي و مع الخبرة اصبح يعرف من تلك التي ستستجيب و من التي
....ذات اخالق و شرف لن يحصل معها على ما يريد
:بعد منتصف الليل
يجيب حسن على هاتفه ليطمئن امه انه قد وصل شقتهم في القاهرة لكنه نائم االن
و سيكمل حديثه معاها صباحا ,بعدها ينظر الى سوزي بجانبه على الفراش,
سوزي الدكتورة الجامعية المرموقة أستاذة حسن في الكلية لمدة ثالث سنوات
حتى اصبحوا في عالقة سويا لكنها بالنسبة له تختلف عن البقية فكلهم فترتهم
موئقتة و يصبحوا بعدها مجرد ذكرى او حكاية للتباهي وسط األصدقاء لكن
سوزي يشعر كانها اخته الناضجة االم التي يستطيع رمي كل همومه و اواجعه
عليها بدون الشعور بالندم او التردد النها لسيت امه الحقيقة و لن تتاءلم مثلها
لكنها تفهمه و تشعر به و طالما ساعدته في الخروج من العديد من المشاكل انها
ضهره في غربة اهله
حسن :معاكي سجاير يا سوزي
سوزي :على التسريحة هناك هتالقي و هاتلي واحدة
حسن :انا مش مظبط يا سوزان
سوزي :سوزان! د انت هربت منك فعال مالك ياض دا انت كنت زي الفل و انا
هضحك عليك
حسن :مش قصدي كدا انا نفسيا حاسس انو حياتي بايظة و اني مش تمام
سوزي :بقولك ايه ما تيجي نقوم ناخد دش
..حسن :انا قرفان و مش طايق نفسي حاسس ب
سوزي :ايه خايف تتخرج خلص و هشغلك في حتة متحلمش بيها و لو بتعشق
الجامعة اخليك معيد حتى لو بمقبول انت عارف انا مين يا حسن
حسن :سوزي انا قرفان من الي بعمله قرفان من نفسي انتي مش قرفانة من
نفسك مش بتحسي أحيانا لوحدك بدنو كدا وانتي واقفة قدام المراية
سوزي :دنو ليه يا حبيبي وانا فتاة ليل وال مومس انا دكتورة (سوزان بدر) كوني
بقى بنام معاك وال مع غيرك دا يخليني حقيرة انا حرة و دي حاجة طبيعية مش
الزم يبقى في جواز وال في اطار معين ,اقرف!! ليه بعدين احنا بنبسط و بنستمتع
الحياة قصيرة و كلها ضغط بتلوم نفسك و تعذبها على ايه انك بتدلع نفسك بعدين
مالك بقالك في الهبل دا شوية لو قرفان يا حبيبي متجيش تجري عليا زي
المجنون و لما تخلص و تشبع تقعد بقى انا ندمان انا وحش يا مامي يارب
سامحيني استرجل و اتحمل مسوؤلية الي بتعمله يا تعمله يا متعملوش
حسن :انا مش قصدي اهينك يا سوزي انتي عارفة انتي عندي ايه بس انا كل ما
اخد عهد على نفسي اني مش هعمل كدا بعديها بشوية بالقي نفسي واحد تاني و
بنسى كل الي قلته لنفسي جايز انا اتعودت و استسهلت القصة كل ما احس
بالرغبة دي االبيها و برجع استحقر نفسي ,كام مرة سيبت امي و ابويا في
اجازتهم كل سنة من قطر عشان اروح لواحدة عجباني كام مرة طنشت جدي الي
نفسه يشوفني او اقعد معاه كل فترة عشان قاعد لوحده عشان اعرف اجيب
...نسوان براحتي كام مرة فسخت خطوبات و كام مرة سقطت عشان
سوزي :بقولك انا كذا مرة قلتلك انا عندي استعداد اجيبلك االمتحانات لحد عندك
حتى لو ابويا عميد سابق اقدر ,انت الي مش عايز تنجح انت الي مش عايز
تتخطب انت الي مش عايز تحب و بتقنع نفسك انك معقد عشان حكاية تافهة و
قديمة حابس نفسك في ماضي اهبل طب ما انا مطلقة اهو و قبل ما اتجوز
مكنتش بنت أصال ندمت و قعدت اعيط ازيك في حاجة اسمها ست اغتصبتني
انت لو روحت لدكتور هيضحك عليك و يشتغلك هتروح تقوله بنام مع ستات دي
مشكلة نفسية يعني لو واحد غيرك قالي دنو و قرفان كنت طردته
حسن :انا هفضل طول عمري كدا زي الحيوان و مش هقدر احب بجد وال
اتجوز كل ماعرف واحدة يبقى غرضي حاجة واحدة الحب الي بجد اكيد انقى من
كده
سوزي :طول عمرك انت محسسني انك مدمن ايه المشكلة اومال عايز تفكر فيها
ازاي انقى و زفت ايه انت اعصابك تعبانة و محتاج تهدى شوية اغسل دماغك و
اعتبر افكارك دي شوايب هتنزل مع العرق و القرف انت زي الفل صحتك حلوة
اهلك كويسين و معاكوا فلوس الحمدهللا هتخلص و انا مش هسيبك عايز تتجوز و
تحب اعمل كدا انا مش امنعك و ال هقاطعك الي بينا دا اوله واخره معروف يا
حسن انت الي عايز تالقي شامعة عشان تبرر تمن سنين في هندسة عشان
متتجوزش و تلتزم في حياتك بواحدة بس ليس اال من جواك انت مش عايز كدا
وانت عارف خايف تالقي مسوؤلية مش عايز تواكب مراحل الحياة الطبيعية
شوفت صحابك الي اتجوزوا و طالعان عينهم و فلوسهم كلها بتطير و حريتهم
كمان مش عايز تجري مع الحياة الطبيعية دا مش عيب دي طبيعيتك مش نسيمها
مرض و عقدة مسمياتك غلط الي بتعلمه غلط وال صح دا مش نقاشنا
حسن :خايف خايف من ربنا اتصدقي بقى اول مرة احس بكدا و عارف اني
ممكن افضل كدا ساعات كتير بعيط وانا بصلي و فكرت كتير اني اخد حاجات
تمنع رغبتي تماما او اروح ادور على جارتنا دي و افضحهها و اخد حقي
سوزي :انت تعبان نفسيا والزم تروح للدكتور تاني يا حسن و تسمع كالمي مرة
واحدة بس مشكلتك مش انك بتغلط وال انك حصلك دا وانت طفل مشكلتك في
جلدك لذاتك و الخوف من الحياة صدقني مش عيب انك تروح العيب انك تقعد
تعيطلي زي العيال بعد م تنام معايا اقولك لما تجيلك األفكار اقعد اكتب حاجات و
اديها للبنات ال بتشقطتهم حاول ترجع تكتب جايز تنسى الستات خالص
يرن هاتف حسن و يجده محمد فتى المكتبة
حسن :ايوه يا محمد في ايه
محمد :يا حسن عليا عاملة تزن عليا و عااملة قلبان و انا مش عارف اقولها ايه
حسن :قلها زي ما بتقلها كل مرة معرفوش ايه خالص دلوقتي اتزنقت اوي دي
جاتلي النهاردة الجامعة و شافتني
!!محمد:عرفت؟
حسن :ال طبعا انا قدرت اشيل نفسي من دايرة الشك خالص مكنتش متوقع انها
لما تقرا احتمال أكون جنبك اوي انها تيجي و تدور على كاتب في المسرح البت
طلعت ذكية فشخ يال
محمد :اعمل ايه دلوقتي طيب
حسن :انا هتصرف و لما تسالك تاني قولها دا كل مرة الجواب بيجي من محافظة
غير الي قبلها يال سالم
سوزي :انت ايه بداءت تسمع نصيحتي وال ايه
حسن :ال دي واحدة بس الي بكتبلها انضف بنت عرفتها في حياتي هي متعرفنيش
بس لما بكتبلها بحس اني واحد تاني شاب غيري فعال بقالي تلت سنين مش طايق
اكتب بس لما بمسك الورقة عشان اكتبلها رسالة بحس اني مسافر روحي و
روحها بيتالقوا من غير أفكار وال وسواس وال خوف
سوزي :رسالة !! و على ورقة!! دا انت رجعت أيام ممنون ليك يا افندي
حسن :احاسيس و لحظات بنسمع عنها و عمرنا ما جربنها بجد و فعال احساسها
..أروع بكتير و كمان مش عايزها
سوزي :مش عايزها تعرفك اشمعنى يعني
حسن:عايز احس بالنقاء مشاعر حقيقة حتى لو موءقتة عايز اتعلق بروحها مش
بشكلها و عايز احس انه فيه حكاية نضيفة من وسط كل حكايته
سوزي :انت خايف تشوفها تعجبك هههههه ما توظف الكالم صح و تختصر و
ليه محكتليش قبل كدا
حسن :جايز جايز بس معتقدش البت دي هبقى معاها زي ما انا مع الباقي دي انا
اول مرة شوفتها كانت في عيادة دكتور مينا بتاعك دا
سوزي :هس هس يعني شوفتها في عيادة نفسية و كمان مشاعر يا نهار ازرق
انت غبي يعني مكملتش مع الدكتور و كل الي طلعت بيه بت يعني رايح تتعالج
من الحريم تعجبك واحدة هناك في العيادة انت حالتك ميوؤس منها يا ابني والهي
حسن :هس هس مش من شوية كان عادي و مش عيب فظيعة انتي يا سو اسمها
شوية تعب كفاية جهل وظفي الكالم صح
سوزي :انت الي محتاج توظف حياتك صح ,اسمها ايه البت دي بقى
حسن :عليا اسمها عليا
سوزي :بيئة و كحيانة وال بنت ناس؟
حسن :ليه األسئلة يعني ابوها جراح عضم كبير اسمه هشام وفيق بنت ناس يعني
متقلقيش بس انا مش بفكر فيها كارتباط
سوزي :هشام وفيق؟!!! بنت هشام و امينة!!! نهارك اسود
حسن :ايه تعرفيهم؟
سوزي :سبحان هللا الدنيا صغيرة قد خرم االبرة ,ايه الي اعرفه دانا مذكراه دا
حكاية طويلة اوي عايزلها سهرة لوحديها غير دي
حسن :طب ما تحكيها
سوزي :انت ليه مش عايز تقابلها بجد ايه فيه انة وال البت نفسها متربية جامد
وال ايه حكايتك مش انت يعني
حسن :هي قافلة على نفسها جامد و عرفت انها تعبانة نفسيا بعد موت أمها و
معقدة شوية و هي عجبتني لما شوفتها و في األول عجبتني زي ما كل البنات
بتعجبني و قولت اكتبلها جاتلي فكرة كدا زي ما كنت بعمل مع الي كنت بشقطهم
من المسرح و الجامعة ,وقلت جايز تجي معايا سكة لحد ما لقيتني استعطفتها كدا
و حسيت اني انسان له مشاعر مش حيوان وحسيتها هي كمان غير أي بنت
عرفتها
سوزي :يا حبيبي!!! دا ربنا بيخلص شايف بنته تعيسة ازاي ,ابوها دا هو الي
عورني زمان و بعديها خلع ,كنا انا وهو زي التوأم الروحي كان بيحس معايا
بالي مش عارف يحسه مع امينة ,طعم اللذة و الخطر و الكيميا المجنونة الي مش
موجودة مع أي ست غيري ,لكن امينة كانت بنت الناس المحترمة الموءدبة
الهادية الي تنفع تمون ام عيالي و ست بيت
حسن :طب و مراته مكانتش تعرف
سوزي :مكانتش تعرف ازاي دا بسبب الموضوع دا كانت الجوازة هتتفركش
قبليها بيومين لحد ما فضل يقنعها اني زيي زي غيري و انو هيتغير قبل الجواز
حسن:مكانش بيحبها ؟؟
سوزي :محبش غيري جايز حبها بس مش نفس حبي هو بحيب على نفسه أصال
كان بيقولي الحب ليه اشكال كتير ,ستات بحب جسمها ستات بحب روحها ستات
بحب دماغها و ثقتها و انتي فيكي كل دا يا سوزي
حسن :عشان كدا اتطلقتي بعد جوازاك من مصطفى
سوزي:كان معيد كحيان عرفته بعد مع قعدت سبع شهور مكتئبة بعد ما اتجوز
هشام ,اتقدملي و استغرب جدا ازاي ابويا وافق عليه واحنا كنا فوق و هو مش
القي ياكل
!!حسن :ابوكي كان عارف ؟
سوزي :امي عرفت لما فضلت تضغط عليا و هي طبعا ام عرفت ,بس خافت
تقول البويا التفضح بعدين و الناس تشم ريحيتي مين هيرضى يتجوز واحدة مش
بنت دا لو كان ملحد و شيوعي مش هيعملها لو ماركس قام من قبره مش
هيعملها ,دا هشام نفسه هو الي كان فاتح علبة الشوكوالتة بايديه و بعيدها قرف و
قال انا عايز علبة جديدة لسى بشوكها شوف بجاحة الرجالة ,دمرني نفسيا و
عاطفيا و كليا
حسن :و بعديها مصطفى عرف طبعا
سوزي :عرف في شهر العسل الي امي دفعت تمنه من وراه ابويا و حاجات تانية
كتير ,امي ضغطت عليه جامد عشان يوافق و هو كان مستغرب ,امي ساعتها
قالتلي متقلقيش دا واد خام و لو عايزة ناخد احتياطتنا عملية ب 200او 300
جنيه تخلي شيئا لم يكن و فعال عملتها و رجعت على الزيرو
حسن :اومال الزبون عرف ازاي مادام التعويرة اتقفلت ؟؟
سوزي :الواد مكانش خام ههههه حظ الحرامي كدا بقى يركب القطرمن هنا
يالقي جنبه ظابط ,حس حس انها مش اول مرة ليا حس ان في حاجة غريبة انا
كمان قعدت فترة في األول مش عايزاة يقرب مني بس طبعا امي قالتلي كدا هو
و اهله هيشكوا فيكي ,فسيبت نفسي و ابتديت اتعامل على اننا متجوزين ,لما
ابتدى يساءل عليا جامد عرف اننا و هشام كنا بنحب بعض و ضغط عليا بعد ما
ابتدى يسأل على الفرق بين الجديد و المستعمل لحد ما عرف و اتطلقنا بس
بشرط انه ميخسرش الوظيفة الي مكانش يحلم بيها وال الحساب الي بقى بيعد في
البنك و ال العالقات بتاعت ابويا و انا مخسرش سمعتي وال والدي و أقول ان
المشكلة فيا انا انا الي صعبة و طبعي صعب و هو يا حرام استحملني كتير و
كان بيبوس رجلي خليته يصعب على ابويا نفسه و ابويا شيلني انا الغلط
حسن :انتي اول مرة تحكيلي على تفاصيل القصة كدا
سوزي :عرفت الي انت بتحبها ابوها عمل فيا ايه و دا كان اوسخ منك بمراحل
الندم دا كان بيحس بيه لو ضيع فرصة كان ممكن يكون فيها مع واحدة ,لما
عرفت ان مراته ماتت استغربت اني مفرحتش وانها صعبت عليا مسكينة انا لو
بحب بجد و جوزي كدا دا انا اقتله اكيد تعبت معاه اوي ,ربنا بيحبها الضحية
الوحيدة في كل دا هي بنته
حسن :بس كويس ان سوزي بجاللة قدرها مفكرتش تنتقم منه
!!!سوزي :تفتكر؟
:العودة للحاضر*
يتمشى حسن ليال على الكورنيش بعد عودته من القاهرة تنتابه مشاعر من القلق
و هواجس الخوف ال تريد ترك عقله ,ينظر لهاتفه و يتصل بمحمد ليقابله في
المكتبة قبل حلول نصف الليل
يدخل حسن على محمد و هو واقفا يرتب بعض الكتب على سلمه الحديدي
محمد :اهال يا بشمهندس
حسن :انزل و اكمل انا
محمد :ايه حنيت اليام شغل هنا عايز ترجع وال ايه
حسن :حنيت اه بس مش هرجع انزل انزل دي روايات ايه دي باولو كويلو يا
سالم
محمد :ايه مش ناوي تقولي خطوتك الجاية ايه
حسن :في ايه عليا يعني
محمد :البت عاملة تلف و تدور عليك و مش سهلة و بتراقبني من فترة لفترة
على فكرة
حسن :كمان
محمد :اه يا عم دي مسكت موبايلي و قعدت تقلب فيه ,لو تفهمني بس لو عايزة
للي في دماغك دي مش سكتها خالص
حسن :ال متقلقش انا مش عايزة للي في بالك
محمد :اومال
حسن :انا عايزة االقي طريقة اكلمها بيها من غير ما تعرف توصلي
محمد :بسيطة من تليفونات عمومي بقى او من النت من أي اكونت
Fake
دخلت علياء عليهم فجاة و تنادي على محمد فوقف حسن متصمرا ال يظهر سوى
ظهره وال يريد النزول او التحرك
عليا :محمد خلصت وال لسى
محمد :انسة عليا مساء الخير يعني بقفل
عليا :طب انا ممكن اساعدك انتوا جبتوا ناس جديدة
محمد :ال دا حد من حبايبي بيساعدني اوءمرني
عليا :هوصلك بالعربية و هنتكلم في الطريق و متقوليش بعدين
محمد :حاضر اقفل المحل
عليا :هو يقفله عايزاك ضروري
نطر محمد لحسن وهو واقفا على السلم كالكومبارس الصامت الخائف من التكلم
حتى ال يطرده المخرج رب العمل
محمد :قفل انت يا حسين المفاتيح ايه و انت عارف النظام اقفل كويس هللا يرضى
عليك و على تليفونات احنا يا حسين
:صعدوا الى السيارة و تظاهر محمد بالخمول و رغبته في النوم*
عليا :اسمع يا محمد انا مش عايز اعرف خالص هو مين بس عايزاك تقوله لو
مظهرليش انا مش هقبل منه جوابات تاني
محمد :حاضر يا دكتورة بس مفيش بيني و بينه تواصل هي مرة وال مرتين من
حوالي سنة الي كلمني فيها من تليفون عمومي
عليا :ما جايز يكون نصاب وال بيلعب بيا وال بيتسلى انا ايش ضمني و ال تكون
انت كمان معاه
محمد :ال يا دكتورة انا؟!! انتي عارفة انتي و والدك عندي ايه
عليا :خالص انا هبلغ البوليس و هو يتصرف و يشوف هيعرف يوصله وال الء
ليكون نصاب
محمد :نصاب ايه بس دا واد محترم جدا و ابن ناس
أوقفت عليا السايرة في منتصف الطريق فجاة بضغطها على الفرامل بحدة
افزعت كل من في الطريق
عليا :هو انت مش قلت متعرفوش
ادرك محمد انه وقع في فخ رسمته علياء له وانه االن في ماءزق الخروج منه*
يحتاج لتفكير لن يسمح به الوقت و المزاج االن انه أخطاء عندما قرر الذهاب
معها
محمد :اكيد يعني محترم هو لو مش كدا يقعد سنة يكتبلك يعني و بعدين حضرتك
ال موافقة لو كنتي رافضة انا كنت خدتهم رميتهم
عليا :انت بتحور بس انا كدا اتاءكدت ان انت كمان وراك الي تحسبه موسى
يطلع فرعون و مش هتتكلم بالساهل انزل من العربية يا محمد انزل و صرخت
في وجهه كالمجنونة و تركته
نزل محمد يرتجف كالطفل الذي كاد ان يغرق في دوامة من موجات محيط
عميق
محمد :الو يا حسن الزم اشوفك ضروري ال بالش المكتبة تعالى على القهوة الي
كنا بنقعد فيها زمان
:قهوة على شارع سيدي بشر*
حسن :ايه يبني خضتني ايه الي حصل
محمد :البت قعدت توقعني في الكالم و تزن تزن و قالتلي هبلغ البوليس لحد ما
بقت متأكدة اني اعرفك
حسن :وبعدين؟ كمل هللا يحرقك
محمد :مفيهاش بعدين ,دا الي كل الي حصل و راحت مصرخة في وشي و
قالتلي انزل من العربية في نص الشارع
حسن :سابتك تمشي كدا عادي غريبة
محمد :مش فاهم
حسن :البت دي عقر عارف دا معناه ايه انها عارفة انك هتنزل تكلمني و لو في
احتمال واحد في المية انك هتشوفني فدا معناه انها ,يا نهار اسود الزم امشي من
هنا دلوقتي حاال يال قوم
وجدوا عليا واقفة امامهم بكل هدوء و ركيزة كالقاتل المحترف الذي ينفذ*
خطوات جريمته بكل سالسو و ثقة
عليا :اهال أستاذ جيم أخيرا اتقابلنا لو كنت شغلت دماغي بس شوية من كام شهر
كان ممكن تكون المقابلة بدري شوية
محمد :أستاذة عليا انتي مش فاهم حاجة دا واحد صاحبي عادي ميعرفش انتي
بتتكلمي على ايه أصال
حسن :طب انا هستأذن و ابقى اكلمك فرصة سعيدة يا انسة
عليا :الي هيمشي فيكوا هرقع بالصوات و قول متحرش اتحرش بيا و جري و لو
اتمسكتوا هيتعمل عليكوا حفلة
!!!حسن :متحرش؟
عليا :انت مين ياال و عايز مني ايه
حسن :انا معرفكيش أصال
عليا :والهي؟!!!! و جوابات العشق و السهوكة الي بقالها اكتر من سنة دي ايه
حسن :مين المجنونة دي يا محمد
عليا :جنان اما يهفك انا ازاي سمحت لنفسي اني اسلملك و اقرا و ارد و اقعد كل
دا كدا عادي انا بقى هوريك الجنان الي على اصوله
محمد :يا جماعة وطوا صوتكوا ونبي احنا في الشارع و في حتة مش تمام تعالى
نتكلم عندي في المكتبة عشان خاطري يا انسة عليا ونبي
دخلوا الى المكتبة و كان الفجر قارب على االذان و اقفل محمد المكتبة من*
الخارج حتى يأخذوا راحتهم
محمد :انسة عليا الوفت اتأخر اوي اكيد مدام داليا قلقت عليك
عليا :سيبك منها خلينا في موضوعنا
حسن :انا جيت بس عشان خاطرك يا حودة و عشان مرضاش الفضيحة النسة
بنت ناس زيك بس واضح انك فاهمة غلط و ملخبطة بيني و بين حد تاني
عليا :اثبتيلي انك مش هو
حسن :هو مين دا
محمد :في واحد بيبعت جوابات النسة عليا و كان في تواصل بينهم و انا كنت
وسيط يعني يا بشمهندس وهي متعرفش هو مين
زقفت عليا فجأة تصور حسن بهاتفها
حسن :انتي بتعملي ايه ايه الجنان دا في ايه يا محمد ايه الي بيحصل
عليا :ما هو انا هتأكد انت هو وال الء و الصورة دي عشان لو اختفيت حضرتك
ابعتها للبوليس و اديهم كمان فوقيها صورة من الجوابات
محمد :يا انسة عليا هو مش حضرتك كنتي بتكتبيله و مبصوتة و كنتوا صحاب
في حد يبلغ عن صاحبه
!!!عليا :يعني هو جيم؟
محمد :مش هو مش هو والهي
عليا :انا هعرف لوحدي تصبحوا على خير
حسن :امسحي الصورة قبل ما تخرجي وال امسحها انا
عليا :تعالى امسحها لو تقدر
محمد :يا أستاذة عليا قبل ما تمشي صديقيني مش هو وانا لو شاكك انه هيأذيكي
..لو نص في المية مكنتش
حسن :خالص يا محمد كفاية ,ايوه انا يا عليا انا انا جيم ارتحتي كدا انا جيم
ياستي
اخذت عليا نفسا عميقا نفس االنتصار و بعدها جلبت كرسيا لتجلس بجانبه تجلس
و تستريح استراحة المحارب
عليا :انا اسفة اسفة بس انت بجد هو وال بتشتغلني وبتاخدني على قد عقلي عشان
معملش مشاكل ,والهي لو مش انت عادي قولي ارجوك
حسن :روحي بلغي عشان تتأكجي ,بس انا هو
عليا :انا شفتك قبل كدا مرة و اتنين او حاسة اني شوفتك كتير زمان
حسن :دا إحساس نوستلجيا وهمي عشان بقالنا فترة بنتواصل و جيتي عندي
المسرح مرة و سائلتني و انا توهتك
عليا :انت حكايتك ايه بقى مش فاهمة بس مش مصدقة اني شايفك قدامي لحم و
دم
حسن :شوفتي االحساسيس مختلفة ازاي لمجرد اننا عملنا حاجد برة الطبيعي و
المألوف
عليا :ليه عملت فيا كدا ليه
حسن :انا بحبك يا عليا بحبك
عليا :و تعرفني منين عشان تحبني
حسن :حبيتك قبل ما اعرفك و بعد ما عرفتك بس مكنتش عايز اقابلك عشان
المشاعر دي متتدمرش الني عندي مشاكل كتير و مينفعش اني ارتبط ,أي بنت
بقرب منها بجد بتعسها
عليا :وانت قررت انو اكيد لو قابلتك هحبك و هقرر كمان ارتبط بيك ها خيالك
واسع اوي و ثقتك زيادة اوفر اوي انت وراك حكاية انا كان ممكن مردش على
جواباتك تاني بس ذكائي مسحمليش اني تنتهي من غير ما اعرف انت مين
حسن :قصدك كبريائك مش ذكائك ,و مادام انتي شاكة فيا اوي كدا كنتي بتردي
عليا ليه برسايل برضو كنتي بستني جواباتي ليه
عليا :جايز فراغ طاقة منفذ أي حاجة بس اكيد مش حب مش هحب حروف و
ورق لواحد انا أصال معرفوش بدأت اشك في نفسي كدا احنا خالصين و انا مش
هعملك حاجة بس انا الفترة األخيرة مبقتش مرتاحة لفكرة حد في حياتي حتى لو
في ورق مش حضرتك الي بتقرر العالقة تبقى ازاي و يبقى فيه عالقة وال الء
ظلت تجول عليا بسيارتها تشاهد السماء و هي تتلون و سوادها يختفي تدريجيا*
كفتاة بيضاء تخلع وشاحها األسود ليبان جمالها ,و تلمع عيون من ينظرون اليها
و نورها يشع يدخل ارواحهم كانها تمتصه ليضىء كل ما هو مظلم بداخلهم
فمهما كان القمر ساحر فالزال يأخذ ضوءه من هذا الكيان البرتقالي الذي كانوا
يعبدونه في زمن قديم لعل كان لهم اسبابهم المنطقية في ظل غياب رسول للرب
كساعي البريد بين شخصين ابعد ما يكون عن التواصل بصورة كاملة ملموسة
فغيابها و شحوبها يعني البرودة و بهت الخضرة و خفوت الجو
يرن هاتفها لم يتوقف منذ الفجر عن اتصاالت داليا زوجة ابيها ,لكنها ال تسمعه*
وال تشعر به من االساس كأنها انعزلت عن العالم و سافرت لبعد اخر ,بعد يفتح
ابوابه بطاقة الصدمة او الخيال الشاطح او الجنون و لعله الحب احيانا ,ففي
.....النهاية يحتاج لطاقة كبيرة من نوع خاص لتفتح بعد ما وراء الواقع
أوقفت سيارتها و اراحت رأسها على الكرسي الخلفي تفكر لماذا لم تفرح او
تشعر بتلك المشاعر من الشغف و الحماس و دقات القلب التي كانت تحاول
تهدئتها حين تقراء رسالة من جيم او قصة له ,لكن عندما رأته بشخصه لم تشعر
و كأنه ليس هو ليس جيم مع انه هو نفسه لكن لعل إصرارها نحو المعرفة لم يكن
في مصلحتها فليست دائما المعرفة نور أحيانا تكون ظالما و تكون القلم الذي
يكتب الحرف األخير في كراسة سعادتنا و ابتسامتنا الصادقة ,ال تجد تفسيرا
لجمود مشاعرها و عدم اإلحساس به في تلك اللحظة و تخاف ان تكون تلك
النهاية لمتعة وحيدة ليس هناك غيرها لمصدر ضحكة منفرد بنفسه في حياتها بعد
كل ما مرت به في اخر سبع سنوات ,لعلها مثل الطائر الذي يكسر منقاره بنفسه
تشعر بالرعب و الهول و تتحسر كلما تذكرت نفسها قبل تلك الحادثة من حين
لالخر كانها أصبحت شخصا اخر لعل روحها القديمة ماتت من هول الصدمة و
تلبستها روح فتاة أخرى من عوالم األشباح فقط ليكمل جسدها الحياة التي لم يأذن
الخالق بعد بانتهاءها و التي طالما ناجته و توسلت له بأن ينهييها او يصلحها حتى
تتخلص من عذاب حياة نصف االحياء عذاب يفوق الحياة او الموت نفسه تلك
حفرة االكتئاب المظلم و فقدان المتعة والشغف األصلي و نظل نتظاهر باننا مثلهم
احياء كاملين ننزل نجول نسعى ندخل في مفرمة الوقت و المهام والمسوئليات
الروتينية و لكننا ما زلنا نجوع أحيانا نشعربالنعاس او بالرغبة مهما كان شكلها
لكن ليس كامال ليس بنفس اللذة ليس كهوالء الذي ليسوا من سكان تلك الحفرة
فكل سيء اصبح نصف احالمنا طاقتنا اهدافنا أصبحت من الماضي المتناسي
لعلنا نتذكره بالصدفة حين نرى اخرين يكررون نفس تفاصيلنا قبل المكوث في
سكن جديد سكن قتل روحك الفطرية القديمة و اعطاك أخرى بائسة مظلمة داكنة
تدخل الجسد و تجعل خالياه كالعجوز ال تكتفي بتوقف نموها بل تسعى في
ضمورها و تقلصها و في النهاية موتها و نصبح مستقبلين لتلك االهانات و
االنتقادات و السخرية او النصائح الفارغة من كل من هم خارج عالم هذه الحفرة
كأنهم يشمتون فينا اننا وقعنا اثناء تجولنا دون قصد و معرفة او ال يستعبون
الحياة بداخل هذا المكان الشنيع و يتعجبون من مظاهر سكانه لعلها ليست الثقافة
.......او المعرفة بل هي التجربة و الشعور
نامت علياء و لم تشعر بنفسها بعد نوبة بكاء طويلة اوجعت عيناها و جففتهم*
حتى االحمرار لم تتمالك نفسها حتى و ان كانت في الشارع او مكانا عاما تبا
للعالم اجمع فانا انهار األن لن انتظر الوقت المناسب او ابحث عن المكان المالئم
استيقظت على اثر شبابا يحاول دخول سيارتها و يخبطون على زجاج سيارتها*
بعنف شديد حتى كسروا زجاج النافذة الخلفية فداست بقدميها تلقايئا على دواسة
البنزين بسرعة و قوه فائقة حتى كادت ان تدعس واحدا لوال قفزته عن طريقها,
و بعدما وصلت تحت بيتها ظلت تحاول التقاط أنفاسها و تهدئة نفسها من دقات
قلبها المتفاوتة السريعة من تأثير االدرنالين ,تنظر الي هاتفها قبل الطلوع لتجدها
الواحدة ظهرا لقد نامت ست ساعات متواصلة منذ الشروق حتى الظهر على
شارع من شوارع الكورنيش ,تفتح باب الشقة لتجد ابيها و زوجته واقفون
يجولون في دوائر كانهم يطوفون حول الكعبة من القلق و الريبة
داليا :جت جت ايه يا هشام انتي كويسة يا داليا حصلك حاجة
عليا :بابا؟!!! انت جيت! جيت امتى؟
ركض هشام نحوها يحتضنها كاالطفال الذين يحتنضون امهاتهم لحظة اشتياقهم
لها او شعورهم بالرعب من فقدنها ان غابت عن البيت طويال
هشام :انتي كنتي فين انا كنت هموت ليه بتعملي فيا كدا عايزة تموتني
عليا :بعد الشر عليك يا بابا جيت ازاي بالسرعة دي انت وحشتني اوي
واحتضنته بقوة و شوق لم تفعله منذ كانت تبلغ الثانية عشر من عمرها
هشام :مش مهم انا انتي كنتي فين من 11بليل امبارح احنا بلغنا البوليس
داليا :و محمد بيقول انك سيبتي في الشارع من أربعة الفجر فقلقنا
هشام :ايوه يا مينا خالص رجعت ايه ال روح انت لبيتك خالص تعبتك معايا يا
حبيبي معلش
مينا :تعبك راحة يا حبيبي بهدوء يا هشام افهم منها بهدوء و متقولهاش انك بقالك
أسبوع في مصر قولها انك اتصرفت وجيت لما داليا كلمتك امبارح
هشام :طيب ماشي سالم
داليا :ايه الي حصل معاكي يابنتي
هشام :داليا انا هاخد عليا و ننزل نقعد في مكان ساعة كدا ونرجع الزم نتكلم
مطعم على كورنيش العمرانية يجلسون في شرفته في الهواء المطلق بديكوره*
الممزوج باأللوان السبعيناتي و الديكور المعاصر و المقاعد البلدي الخشبية ,كانوا
يحبون الذهاب اليه هما الثالثة قديما قبل موتها لم يأتوا منذ اكثر من ثمن سنوات
يبعدون عن كل اإلمكان التي تججد الذكرة و تعيد األلم الذي لم يذهب من األساس
ليعود
عليا :انت جبتنا هنا ليه يا بابا انا مردتش اكسفك و ازاي جيت فجأة كدا و ايه
الموضوع الضروري دا
هشام :طب سوأل سوأل واحدة واحدة اجاوب على مين ,بعدين محوشتيكيش انا
!!وال ايه؟
تبتسم عليا و تمسك بيد ابيها بحنان و رقة و من ثم تقبليها و تضع رأسها عليها
تغمض عينيها
عليا:وحشتني اوي جدا و وحشتنا قعدتنا هنا احنا التالتة زمان
هشام :تفتكري ماما هتبقى مبصوتة و هي شايفاكي كدا الي بتعملي دا هيرجعها ,
كل شيء في الحياة الزبال دي وارد وارد في لحظة نخسر كل حاجة و في ثانية
نكسب حاجات مكناش نحلم نمسكها بايدينا ,ماما راحت بس هي لسى في قلوبنا و
مش احنا الي موتناها وال حتى انا ما كان ممكن نتخانق و متموتش ,عليا الزم
تفوقي الزمن بيجري كانه بياسبقنا و هو اسرع من أي كيان او مخلوق دايما
بيوصل للشريط األول متخليش نفسك المركز الرابع و الخامس او األخير ,من
عيادة لعيادة و ادوية وعقد ملهاش اخر لما تخلصي هتعملي ايه مش عارفة انتي
حتى معندكيش لو صاحبة واحدة ,سيبك يا ستي من موضوع االرتباط انا مش
عايزه بس على األقل تبقى بعدين ست قوية معتمدة على نفسك واقفة على رجليك
كدا هتبقى صيدة و فريسة سهلة الي حد هتطمن عليك ازاي بعد عمر ظويل لو
ربنا افتكرني
عليا :بعد الشر عليك يا بابا متقولش كدا دا انا اروح فيها انا مش حمل أي
صدمات تاني
هشام :بعد الشر عليكي من الصدمات خالص الزم ناخد قرار من النهاردة ال
مش من النهاردة من اللحظة دي انك ترجعي عليا بتاعت زمان الضحك الي من
القلب و الذهن الصافي و الحماس و الحب ,و هنبطل ادوية خالص و مرة واحدة
وانا هساعدك و هتتعرفي على ناس جديدة و تتعلمي حاجة جديدة ايه رايك بيانو
و نشتريلك لبس جديد بناتي اكتر و الوانه مشعة كدا
!!!!عليا :كل دا انت ماما وال بابا هههههه؟!!!! لبس بناتي و مشعة
هشام :انا مبقتش عارف انا ايه معاكي ,ها وعد نغير حياتنا كلها حتى لو هنمثل
في األول جايز مع الوقت نصدق الكدبة
بدأت عالقة هشام و عليا تتحسن مع الوقت و في كل يوم تستيقظ فيه عليا*
تتناسى هذا الصوت الموسوس بداخلها عن الحادثة وعن الحزن الذي عاشت فيه
و ذاقت فيه المرار و العذاب ,لكن تلك السنوات التي نقضيها في هذه الدوامة
التعيسة تجعلنا اعتدنا عليها أصبحت تحتل جزء بداخلنا جزء ملتصق كالبقعة التي
ال تذوب في المساحيق ,أجزاء منا قد انكسرت و ووقعت ارضا كالزجاج و لنلتئم
روحنا استعانت بخلق أجزاء اكثر ظالما و ضعفا كالجرح العميق بعد الخياطة
يترك ندوبا و جلدا اخشن و اكثر داكانة ,يأخذ هشام عليا و يسافرون الى اسوان
لطالما عشقت عليا هذه األرض الساحرة المصرية الممزوجة بروح النوبة و
السودان فتشعر هناك باأللهام و الطاقة الروحية كأنها احد المبدعين او عاشقة من
زمن بعيد
تقف عليا على ضفاف النيل هي و ابيها بانتظار الفلوكة لتأتي حتى تدخلهم لقلب*
هذا الكيان األزرق مع اهل النوبة ذوي البشرة السمراء و القلب و الضحكة
البيضاء ,تقف علياء على طرف الفلوكة و تفتح ذراعيها و صدرها لتسمح بنسيم
الهواء الربيعي النقي يغسل قلبها لعلها كعملية تجميل لندوب داخلية لها و تتخيل و
كأنها اميرة فرعونية تتجول في الموكب الملكي مع ابيها الملك و تنظر لشاب
اجنبي سائح لم تنزل عيونه عنها تتصوره كعاشقها الروماني ابن أعداء ارضها و
ارض ابيها واجداداها لكن القلب ليس لبوصلته ذراعا او زرارا ,تستبم له أخيرا
و تنعم عليه بنظرة من عيونها العسليتين مع شعرها لداكن الطويل مع انعكاس
الشمس و ضحتها سالح كفيل بايقاع أي شاب ارضا ,تبا للتاريخ و المؤرخين
االن هي كليبوترا و هو انتونيو ,تناسوا هشام وعليا كل ما مضى عليهم و كأنهم
يعندون و يحاولون اخراج لسانهم للقدر و الحياة كأن انتصارها هي ان تسرق
منك الراحة و االبتسامة هذا هو هدفها كأنها خلقت كعقاب ابدي من الرب الدم و
كل ابناءه بعد ان انساق وراء مخلوق النيران ذاك و اكل اغلى تفاحة في تاريخ
......البشرية ثمنها الخروج من جنة ملك الملوك
يتمشون في معبد من المعابد الفرعونية يمسكون كاميرتهم الديجيتال ليلتقطوا*
صورا لهم كذكرى الولي انتصارتهم على انفسهم منذ سنوات عديدة ,تأخذ عليا
وضعيات مختلفة و يبتسم هشام من وراء الكاميرا تلمع عيونه كبرت فتاتي
الصغيرة و أصبحت شابة انسة جميلة كفتيات المالكان لعل اكتئبها اخفى جمالها
لو كنت صغيرا بسنها لوقعت بحبها فورا ,يرى في عيونها و ابتسامتها أمها و
يتذكر رحالتهم معا أيام الجامعة السوان و يشعر بندم و اسى ممزوج بحنين
للماضي نستولجيا لكل ما سرقه الزمن والقدر من هشام لكنه لن يسمح له بسرقة
...فلذة كبده و انقى جزء منه عليا
اوقفتهم امرأة شاهقة الطول والضخامة تراها عليا للمرة األولى في حياتها ,و
مالمح هشام من تلك الصدفة لم تريح عليا و فتحت بيبان عقلها للريبة
السيدة :هشام مش معقول ازيك عامل ايه واحشني اوي
هشام :تمام انتي عاملة ايه؟ رجعتي مصر امتى يا نادية ؟
نادية :يااه فين أيام زمان أيام الكلية و الرحالت و الشلة
هشام :الزمن بقى يا نادية
نادية :مش معقول متقوليش بنتك دي ,انتي عليا؟! مشاءاهللا بقت مدمزال شبه
مامتها هللا يرحمها لو مكنتاش شبهها كنت افتكرتها صاحبتك الجديدة هههه
عليا :و حضرتك لو مكنتيش صاحبتهم أيام الجامعة ,كنت افتكرتك معدية الستين
نادية :شبه مامتها فعال ,انا اسفة اني معرفتش اعزيك ساعتها انا حتى عرفت من
قريب يقطع الهجرة و سنينها ,لسى بتحب اسوان يا هشام
هشام :اه كنا بنحبها انا و عليا و امينة هللا يرحمها
نادية( :فهمت نادية الرسالة ان هشام القديم قد مات و ليس له داعي ذكر أي
مغامرات قد ولت و أصبحت ذكرى) هللا يرحمها تعيشي و تفتكري يا حبيبتي
كانت اجمل و اطيب قلب ,على العموم انا رجعت من كندا بقالي سنتين و انفصلنا
انا و وليد بسبب موضوع الخلفة ما انت عارف بس الحمدهللا انا راضية و نزلت
أعيش مع امي ربنا يخليهالي
هشام :تصدقي وحشتني جدا اخبار صحتها ايه
نادية :لو كانت وحشتك كنت ساءلت عليها يا بكاش
هشام :اديكي شايفة يا نادية الدنيا عاملة تلطش فينا
نادية :الي يشوفك دلوقتي دكتور هشام وفيق في التليفزيون و على الجرايد و مع
األهلي في كل سفرياته ,ميشوفكش وانت مش طايق الكلية اول سنتين و عايز
تحول و ابوك هو الي ضاغط عليك
عليا :بجد يا بابي انا اول ما اعرف القصة دي
نادية :في حاجات كتير اوي يا حبيبتي متعرفيهاش ,مصيرك تعرفيها
عليا :كفاية عرفتك انتي يا طنط
نادية :طنط!! والهي دخلت قلبي زي أمها اشوفكوا على خير
عليا :امين يارب
هشام :خالص بقى يا عليا عيب كدا
عليا :مين الست الغريبة دي يا بابا
هشام :صديقة قديمة يا ستي مانتي سمعتي بودنك
!!عليا :صديقة بس
هشام :عليا!!!! من امتى بتتكلمي معايا كدا فيه ايه ؟
عليا :اسفة يا بابا مكانش قصدي
هشام :كانت زميلتنا كنا شلة زمان و أي حاجة قديمة بقت ماضي خالص و احنا
مش اتقفنا منفتكرش حاجة من الماضي دا غير الحلو منه و بس
عليا :طب خالص يا سيدي متزعلش تعالى اصالحك بقى بحتة قهوة نوبي اسمها
((الجبنة)) حاجة سمعت من النت انها عجب
هشام :هتشربينا جبنة ماشي يا ستي
عليا :ههههه اه تعالى نجرب هنخسر ايه
هشام :انا تحت امرك سمو االميرة عليا اتفضلي