You are on page 1of 72

‫أستاذ جيم‬

‫رواية‬

‫احمد ياسر سويلم‬


‫‪:‬ليلة من ليالي مارس ‪2020‬ميالدي‬
‫السماء تبدو نقية صافية و الجو هادئ كالبركان قبل االنفجار ساكن و ال يعطي‬
‫سوى إشارات طفيفة تحتاج الحاسيس و لعيون خبيرة ‪ ,‬ليلة ككل ليلة تجلس فيها‬
‫علياء امام حاسبها بعد انتهاءها من قراءة محاضرة التشريح لدكتور محمود أبو‬
‫العينين تبحث عن مقطوعة موسيقية لتصفي ذهنها و تحلق بخيالها بعيدا وهي‬
‫تقراء رواية ذلك الكاتب الغامض الذى يترك حرف واحدا كاسم له في كل قصة‬
‫يكتبها و يتركها بداخل كل كتاب تستعيره من المكتبة التي بجانب بيتها ‪ ,‬ال‬
‫تعرف من هو ككاتب وال حتى كشخص ظلت تبحث على االنترنت و تسئل‬
‫األصدقاء والمعارف بل و اتصلت بالكثير من دارات النشر ودخلت على‬
‫صفحات الكتاب و القارئيين المستقلين على الفيس بوك و لكن بال جدوى حتى‬
‫استنتجت انه من الممكن ان يكون كاتب يحاول نشر اسمه و االنتشار بين شباب‬
‫هذا الجيل المثقف الذي اصبح قلة نادرة شبه منعدمة و لكن من سيترك عمله و‬
‫جهده بدون حتى توثيقه بابسط الحقوق و هو اسمه هل سيرمي بكتابته الي من‬
‫ياخذها و يتسطيع نسبها لنفسه علو األقل هوءالء على مواقع التواصل يوثقونها‬
‫بحساباتهم لكن البد ان هناك شيء غامض فبكل تلك الموهبة و الذكاء المحفورين‬
‫داخل حروف و كلمات لشخص من المستحيل ان يكون بتلك السذاجة او‬
‫‪.....‬الغباء‬
‫؟؟‪:‬عليا عليا انتي لسى صاحية‬
‫عليا‪ :‬ال يا طنط انا داخلة انام اهو‬
‫كانت تلك زوجة ابيها داليا ‪ ,‬اكتر شخص تكرهه عليا فهي عقدتها في تلك *‬
‫الدنيا و غلطة ابيها التي تسببت في شرخ عالقتها به بعد ان كانوا كالتواءم‬
‫الروحي كسر ال يمكن إصالحه ككسر الزجاج لم تكتفي باءخذ مكان أمها بل و‬
‫أتت ببناتها االثنتين لياءخذوا مكانها عند ابيها‪ ,‬ثعبانة كبيرة أتت بثعابينها الصغار‬
‫داليا‪ :‬شوفت اديني نديتها اهو يا هشام و هي مش عايرة تيجي‬
‫هشام(والد عليا)‪ :‬خالص يا داليا خلي حد من البنات يدخلها االكل و حاولي‬
‫تاخدي بالك منها و مش عايز مشاكل انا يومين و خالص هرجع من السفر‪,‬‬
‫انديهالها كدا تاني قوليلها بابا عايز يكلمك‬
‫داليا‪ :‬عليا عليا بابا على التليفون عايزك‬
‫هشام‪ :‬انا الفندق مفهوش نت و هي كمان مش عايزة تكلمني تصبحوا على خير‬
‫داليا‪ :‬طب استنى خد سلم علز البنات و متنساش الحاجات الي طلبناها منك قبل‬
‫ما تسيب الفندق بكرا‬
‫هشام‪ :‬حاضر يا داليا بكرا الصبح ابقى اكلمكوا سالم‬
‫داليا‪( :‬تنتهي المكالمة) منك هلل يا بعيدة السفيرة عزيزة تعالوا انتوا يا بنات نتفرج‬
‫علو التليفزيون سيبوها عنها ما كلت وال اتسممت‬
‫تبتسم عليا و هي تقراء أولى صفحات قصة جيم الجديدة مكتوب عليها في*‬
‫‪:‬االهداء‬
‫‪,‬عزيزتي الطبيبة الحالمة‬
‫شكرا على االطراء الجميل المبعوث مع فتى المكتبة في اخر قصة لي و كنت‬
‫احب ان أوضح لك انك القارئة الوحيدة لتلك القصص و ال يوجد غيرك اكتب له‬
‫قصص أخرى و لكن ما يصل اليك هو فقط لك و اليك كفستان انيق يفصل‬
‫بمقاسات خصيصة لك فقط ‪ ,‬اما عن سبب ذلك و انا أرى عالمات التعجب على‬
‫وجههك و التساوءالت تطير في ارجاء الغرفة مع موجات موسيقى الكالسيك‬
‫الهادءة ‪ ,‬هو النني معجب بنقاء روحك و خيالك و اهتمامك بالقصص و‬
‫الحكاوي الذي شعرته و انتي تقراءيين رواية عن بنت فقدت أمها و تبكين بحرقة‬
‫راءيتك لحظتها منذ خمس سنوات و مرات أخرى تبتسمين في روايات و‬
‫تضحكين و كاءنك جالسة في صالة سينما او تحلمين على فراشك وحدك ناسية‬
‫العالم كله من حولك ليس هناك سوى انت و الحكاية‪ ,‬قررت حينها ان أكون جزء‬
‫من هوالء الكتاب المحظوظين الذين تقررين دخول عالمهم ولكن الميز نفسي‬
‫اخترت ان اخلق عالم لك انتي وحدك و بالنسبة لنصحيتك عن كتابة اسمي و نشر‬
‫هويتي فاءظن انني قد اجبت عن سوئالك و حيرتك في السطور فوقها ‪,‬اما عن‬
‫الكتابة فنعم انا كاتب هاوي شاب يعشق االدب مثلك و لكن ال استطيع حاليا ان‬
‫اعمل بجد لنشر اسمي او امتهان ذلك من اجل مهام و مسوئليات اكبر في تلك‬
‫الحياة و عدم وجود فرصة حقيقية لكنني حققت واحدة منهم و هو استمتاعي‬
‫بالكتابة و الشعور بكياني و تغيير حياة احدهم التي اهم من امتهانها او الشهرة‬
‫منها‪ ,‬و احدهم ذاك مميزو فريد من نوعه للغاية‬
‫ارجو منك عدم كتابة الرد اال بعد انتهاءك من قراءة قصتي الجديدة‬
‫صديقك جيم‬

‫تبداء بالنظر الى أولى حروف قصته الجديدة بعنوان الفتاة البائسة التي تتمحور‬
‫حول زينب التي تنجرف في محاوالت انتحار متكررة بسبب عدم قدرتها على‬
‫تحمل االمها النفسية و ضغط حياتها‪ ,‬حياتها التي لم تكن تريدها االن امامها و‬
‫تعيشها بالفعل بسبب سلبيتها و ضعفها و كأن ضعيف الشخصية ذاك ينتظر مالك‬
‫من السماء لياخذه من يديه ال عالمه الوهمي الذي كاد ان يصبح واقعي ولكن كان‬
‫‪....‬ينقصه قرارمن شخص جريء و قوي‪ ,‬شخصا اخر ليس هو بالتأكيد‬
‫‪:‬تطرق داليا عليها الباب بعنف لتفتح لها عليا*‬
‫داليا‪ :‬وطي المزيكا دي عشان نتنيل ننام يا ست هانم‬
‫عليا‪ :‬خالص هوطيها روحي باءه‬
‫داليا‪ :‬مش عايزة تردي على ابوكي والهي عال نكدتي عليه و بسببك شكله مش‬
‫هيجبلنا حاجة و هو راجع‬
‫عليا‪ :‬انتي مالك دا ابويا انا و انا الي بنته انتي دخلك ايه‬
‫داليا‪ :‬انا مراته يا دكتورة هانم‬
‫عليا‪ :‬على فكرة انا زهقت و جبت اخري‬
‫داليا‪ :‬طب افتحي الباب عشان اشوف وشك الحلو المسمم مادام صاحية مردتيش‬
‫عليه ليه‬
‫عليا‪ :‬هللا هما طولك يا روح‪ ,‬في سرها ‪(:‬ردت المياه في زورك يا بعيدة )‬
‫؟؟‪ :‬ماما ماما تعالي بسرعة شوفي كاتبين ايه على النت‬
‫داليا‪ :‬تعليق الدراسة لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم ‪ 15‬مارس كاجراء وقائي من‬
‫‪ ..‬فيروس كورونا المستجد لحين صدور قرارات جديدة و‬
‫؟؟‪ :‬خالص يا ماما انتي لسى هتكملي قراية احنا ننزل نحتفل‬
‫داليا‪ :‬انتي عبيطة يا بت دا الشوارع غرقانة و كان فيه عاصفة‬
‫؟؟‪ :‬ما الجو حلو اهو و المطر وقف خالص‬
‫داليا‪ :‬هتطمر تاني و هتبقى عاصفة جامدة بيقولوا خلينا نشوف ابوكي نقوله على‬
‫الخبر دا‬
‫؟؟‪ :‬اه يا سنيورة كفاكي دح الدراسة وقفت‬
‫كانت تقراء عليا القرار على هاتفها و هي الطالبة الوحيدة المنزعجة ‪,‬ذلك القرار‬
‫يعني جلوسها الدائم مع تلك االنثى المثيرة لالشمئزاز و بناتها المزعجين لن‬
‫تستطيع االستمتاع بتلك االجازة فلحظة الفطور تكون بمشاجرة و و الغذاء‬
‫بصراخ قبل و بعد االكل اما اليل فجلوسها وحدها لتشاهد فيلما او تستمع الغنية‬
‫يجعل داليا و بناتها فوق راءسها كطائر الغراب فقط لسرقة لحظات الهدوء و‬
‫السكينة منها كانءهم أعداء يتعاركون من اجل أراضي بين حدود بلدين من‬
‫سيسطر في العائلة و البيت علز االب الدكتور هشام وفيق اسم المع في جراحة‬
‫العظام و إصابات المالعب نجح مهنيا و فشل عائليا عندما ماتت زوجته امينة‬
‫والدة عليا بسبب حادث تعرضت له بالسيارة بعد مشاجرتها مع هشام بسبب‬
‫عالقاته النسائية المتعددة و اعتبرته عليا هو السبب وراء موتها هو قاتل أمها في‬
‫عيونها لكنها كانت طفلة تبلغ من العمر ‪ 13‬عاما آنذاك سرعان ما كبرت و‬
‫ادركت انه قدر ولكن مازلت تحتفظ ببعض من اللوم والعتاب البيها بعد ان كان‬
‫مثلها األعلى و طموحها الذي كان يتلخص في الوصول العلى من هشام وفيق‬
‫كان هو الحلم و الماضي و المستقبل لكن تلك الحادثة جعلتها تفقد أمها و معها‬
‫ابيها التي تغيرت عالقتهم تدريجيا بعد الحادث و قرر هو قطع تلك العادة السيئة‬
‫عالقته مع النساء و لكن حياته أصبحت فارغة و رتيبة بدون تفاصيل كورقة‬
‫بيضاء في منتصف كراسة و هو كذلك في منتصف العمر هدمت عائلته و خسر‬
‫زوجته و ابنته فققر الزواج منذ ثالث سنوات بصديقة قديمة مطلقة فقط لمحاولة‬
‫مالء فراغ صفحته كطالب يرسم اشكال عشوائية لحظة عدم قدرته علة مواصلة‬
‫كتابة دروسه و كل محاوالت تقربه من ابنته نجاحها من درب الخيال و‬
‫خصوصا بعد زواجه الذي جعل الشرخ بينه و بين ابنته اكبر و اعمق و لكن كان‬
‫يظن ان هذا سيساعده على تجديد امله و طاقته في الحياة و ربما تتحسن األمور‬
‫بينه و بين عليا لكن بال جدوى و انعكست كل تلك االحداث على عليا ضحية من‬
‫ضحايا هشام وفيق فاصبحت منعزلة منطوية تخاف الناس و ترهب من الحب و‬
‫االرتباط و أي تفاصيل يركض اليها البشر الطبيعي بالنسبة اليها هو مصدرا‬
‫للرعب و الهلع و دخول داليا لحياتهم زاد من الطين بلة فكبرت شكوكها من نوايا‬
‫البشر و نفوسهم و دائرتها تبقى عبارة عن تلك تغير مني و تلك حقودة اما التي‬
‫هناك منحلة و اخالقها بذيئة تضهر مع الشبان و تشرب السجاءر و تريدني مثلها‬
‫و لكن ال ننسى البنت التي تتحدث عني في غيابي و تريد التقرب مني فقط‬
‫لتعرف كل تفاصيل حياتي و مع األسف مع كل تلك الوساوس في عقل عليا‬
‫فاصدقائها الوحيدون اصبحوا الكتاب و األفالم و الطب و حديثا أستاذ جيم عالمة‬
‫االستفهام الجديدة في خاطر عليا االن التي تستحق و بجدارة مشاركة بطلة قصته‬
‫‪....‬األخيرة في لقبها ((الفتاة البائسة))‬
‫تفتح عليا ستارة النافذة لتنظر الى المطر الغزير يغسل األرض و يسقيها و*‬
‫يطهر كل ما جمعته خالل شهور من تلوث و اوبئة و تتذكر أمها و هي تعلمها‬
‫‪:‬دعاء المطر و تطلب منها ترديده وراءها و تقول‬
‫اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها‪ ،‬وخير ما أرسلت به‪ ،‬وأعوذ بك من شرها ‪ ,‬وشر"‬
‫ما فيها ‪ ,‬و شر ما أرسلت به و اللهم اسقنا الغيث وال تجعلنا من القانطين هللا سقيا رحمة ال‬
‫"سقيا عذاب وال هدم وال غرق والطف بالجميع‬
‫ترى عليا فتى المكتبة و هو يركض حامال دراجته و يحاول حماية كيس خبز من‬
‫ماء المطر العنيف يرتدي جاكيت و كاب شتويا جعلها لم تتعرف اليه أوال لكن‬
‫دراجته المميزة سهلت عليها االمر‪ ,‬و تقول في سرها ‪(( :‬ربنا يعنيك و يقويك يا‬
‫حبيبي اكيد وراك اخوات وام و اب مستنينك اكيد بتحبهم و بيحبوك و لحظة ما‬
‫تكونوا سوا ما يبقاش فيه غير الحب و الفرحة و بس))‬

‫تمسك عليا علبة الدواء الذي اشترته من الصيدلية هذا الصباح ‪ ,‬انه مضاد*‬
‫لالكتئاب اقوى من المضادات التي اعتادت عليها وصفه لها بعد ان سائت حالتها‬
‫انه دواء امريكي ياءخذه اغلب الفنانين و األطباء السياسين القضاة الخ لكن ما‬
‫جدوى كل تلك األطراءات لعلها محاوالت من مما يتعايشون مع تلك الحبوب‬
‫ألقناع انفسهم انهم اعلى وليس ادنى من ممن حولهم ‪ ,‬تبدو عليا مترددة و‬
‫مشوشة النها تعلم ما هي تلك الحبوب انها لعنة كل مصاب بضغط نفسي التوقف‬
‫عنها عملية ليست بسيطة و المواكبة مع اعراضها الجانبية تحتاج لبعض‬
‫التحمل‪ ,,‬ولكنها وضعت العلبة في درج المكتب و اخذت حبتين من دواءها القديم‬
‫انها تلك الحبوب التي تسعى لزايدة هرمون السيرتونين كما كان يشرح لها والدها‬
‫الذي كان رافضا لفكرة العالج النفسي من البداية او تعاطي أي حبوب من‬
‫األساس على الرغم مع انه طبيب لكن مازالت جذور مجتمعنا العربي الشرقي‬
‫متخلف من تلك الناحية و كاءن المرض النفسي وصمة عار على صاحبه و اهله‬
‫عليه ان يداريها و يخبئها لكن لم يكن لدكتور هشام خيار اخر فبعد موت أمها‬
‫اصابت بنوبات الهلع المرضية و االكتئاب و الوساوس و كانت تصرخ في‬
‫نوبات هلعها كالمجنونة و تنهار بالبكاء و تزداد نبضات قلبها و يتوقف صدرها‬
‫عن التنفس و تبدو و كانها تحتضر فاصبحت الحبوب أسلوب حياة و ليست عالج‬
‫‪ ...‬موءقت لزوال مرض او عرض له نهاية انها لعنة األشياء المزمنة‬
‫تلك المرة ازادت عليا من الجرعة التي وصف بها الطبيب ‪ ,‬حدث معها في*‬
‫مرات انها كانت تعتقد انها لم تاءخذ جرعتها قبل النوم فتاءخذها مرة أخرى و‬
‫أحيانا مرات بسبب وسوسة النسيان يا للسخرية هذا المرض و سخرية القدر الذي‬
‫انتقى مننا عددا ال باءس به ليمرض هذا المرض‪ ,‬تتعاطى الفتاة حبوب للتعالج‬
‫منه فتوسوس هل اخذته ام نسيت الجرعة!!!!!حتى ازاد من اثاره الجانبية الغير‬
‫مفيدة مثال االحالم و الهواجس و أهمها النوم العميق فاصبحت تزيد الجرعة عن‬
‫عمد كل فترة لتستمع باءثاره الغريب في االمر انها لم تخاف من تلك االثار و‬
‫تساءل لعل غريزة المتعة في بعض األحيان تسبق غريزة الخوف حتى و ان كنا‬
‫موسوسين بالفطرة كما قال أستاذ جيم في حكاياته‬
‫تحلم عليا انها تدخل مطعم تصميمه الخارجي كخوخ خشبي فوق هضبة على*‬
‫ضفاف جزيرة هادئة ساكنة و المطعم فارغ من داخل ال يوجد فيه سوا شابا‬
‫واحدا يجلس في اخر طاولة على ركن زجاجي يطل على البحر لكنه جالسا‬
‫بوضيعة خلفية ال ترى وجهه لكنها تشعر و كاءن بينهم معياد حتى تاءتي اليها‬
‫سيدة انيقة تهمس لها ‪ (:‬تفضلي أستاذ جيم بانتظارك و المكان كله محجوز‬
‫لكليكما بالكامل الليلة)‬
‫تركض عليا نحو جيم كالطفلة التي تركض وراء أمها في اول يوم مدرسة حتى‬
‫تجد نفسها وقعت ارضا و تعثرت على األرض و فجاءة تنظر لجيم تجده احتفى‬
‫كبخار الماء بعد تسخينه و امتالء المكان بفتيات و شبان كثر ظلوا يضحكون‬
‫عليها و يتمسخرون و بعدها ظلوا يقتربون منها اكثر فاكثر و ظلت هي تنادي و‬
‫تصرخ بعلو صوتها ‪ :‬جيييم جيييم يا جييم و بعدها بابا بابا بابا و لم تستطع‬
‫الوقوف كانها شلت و صوتها ال يعلو كل صراخها كالهمس حتي ايقظتها داليا و‬
‫هي تصرخ ماما ماما ماما كالطفلة تبكي‬
‫داليا‪ :‬اعوذ باهلل من الشيطان الرجيم في ايه يا عليا اصحي يا بنتي اصحي‬
‫كانت عليا ما بين النوم و اليقظة لم تفيق من نومها بعد فاحتمت داخل أحضان‬
‫داليا تعتقد انها أمها‬
‫بداءت داليا بقراءة القراءن لها و الطبطبة عليها حتى هداءت و نامت مجددا و‬
‫لكن على عكس طبيعة داليا شعرت ألول مرة بمسوئلية تجاه عليا كانها ابنتها و‬
‫ليست ابنة زوجها و ظلت بجانبها حتى غلبها النوم‬
‫‪:‬صباح اليوم التالي*‬
‫تستيقظ عليا على أصوات ندب و صراخ البنات تشعر بان دماغها ثقيلة كان‬
‫بداخلها حديد نقي و عيونها ال تريد ان تفتح و جسدها في حالة هزل و ضعف‬
‫شديد كانها جندي خارج من ساحة معركة حرب شبه مميتة ‪,‬لعل جرعة الدواء‬
‫ليلة امس كانت ازيد من الالزم‬
‫وقفت بعد محاوالت شته تنظر لهاتفها لتجد النهار كاد ان ينتهي و المغرب هلى‬
‫وشك االذان‬
‫عليا‪ :‬اووف الزم ابطل العب مع جرعة الدوا كدا خطر ربنا يستر‬
‫داليا‪ :‬عليا عليا انتي صحيتي‬
‫عليا‪ :‬ياربي على القرف في بداية اليوم اه اه يا طنط‬
‫داليا‪ :‬ابوكي جاله كورونا و اتحجز في العزل مع الدكاترة الي كانوا مع في‬
‫الموءتمر كلهم‬
‫عليا‪ :‬يا نهار اسود يا نهار اسود بابا بابا هو الي قالك (تبكي عليا و تنهار بالبكاء)‬
‫طب هو نقدر نكلمه دلوقتي ونبي يا طنط‬
‫داليا‪ :‬اهدي بس يا بنتي اهدي دا المستشفى الي كلموني قالولي هو دلوقتي موبايله‬
‫مغلق شوية و اكيد هيكلمنا‬
‫عليا‪ :‬ال ال انا مش هقدر استحمل اخسره هو كمان ال ال‬
‫ركضت عليا بمالبس النوم و فتحت باب الشقة و ظلوا يركضون وراءها لكن لم‬
‫يلحقوها ذهبت ركضا الي الكورنيش بجانب المنزل لتجلس على رمال الشط و‬
‫تنظر للبحر وتتذكر كيف كانوا يقضون هي و أمها اوقاتهم هنا بالساعات‬
‫‪:‬ينظرون الى األمواج تتصاعد و تهداء و تنظر للسماء كاءنها تنادي هللا و تدعي‬
‫يارب احفظلي بابا من كل شر و طول في عمره انا مليش غيره في الدنيا دي‬
‫كلها هو دا عقاب عشان بعامل بابا وحش بس انا والهي بحبه ؟‬
‫‪:‬و تبكي حتى قاطعها شاب و ارعبها في لحظة شجنها و اختالءها مع ربها‬
‫انسه عليا انسه عليا انتي كويسة؟‬
‫عليا‪ :‬محمد؟ انت بتعمل ايه هنا‬
‫محمد(فتى المكتبة)‪ :‬انا كنت جاي لحضرتك البيت عشان اديك الكتاب الي‬
‫وصيتيني بيه اخر مرة زي ما اتفقنا و لقيت حضرتك بتجري فجيت وراكي‬
‫بصراحة قلقت عليكي في حد مضايقك؟‬
‫عليا‪ :‬ال انا كويسة بس ارجوك عايزة ابقى لوحدي بليز بعد اذنك‬
‫محمد‪ :‬زي ما تحبي بس حضرتك بالبيجاما و على الشط و الشبان يعني فانا‬
‫ممكن اقف بعيد انا موريش حاجة يعني عشان لو حد ضايقك بس‬
‫اماءت له براءسها انها موافقة و لكنها لم تنظر له في عيونه لو كانت نظرت‬
‫الستغربت من مدى قلقه و خوفه عليها و كاءنه من افراد اسرتها و هو بالنسبة‬
‫لها مجدر معرفة سطحية‪ ,‬لكنها ظلت تنظر للبحر و هو بموجه يقترب منها ثم‬
‫يبتعد تشعر بانها ترغب بالركض و الغرق في البحر للذهاب باءمها‬
‫وصلت داليا لتجد عليا جالسة بينها و بين البحر مترين ال تحرك ساكنا كالدمية*‬
‫‪:‬حتى نظرت لمحمد‬
‫داليا‪ :‬انت هتفضل معاها يا محمد مش كدا‬
‫محمد‪ :‬حاضر يا مدام هو في مشكلة وال حاجة‬
‫داليا‪ :‬وانت مالك انت يا ولد دي حاجة غريبة‬
‫محمد‪ :‬انا اسف‬
‫داليا‪ :‬متزعلش مني يا ابني اصل باباها الدكتور هشام اتعزل دلوقتي و مش‬
‫عارفين نوصله‪ ,‬ارجوك حاول تتكلم معاها و ترجعها البيت هي مش بتحبني لو‬
‫كلمتها هتصرخ و هتجري تاني ارجوك‬
‫محمد‪ :‬حاضر يا مدام داليا ربنا يطمنا على الدكتور‬
‫يريد محمد االقتراب منها ولكن التردد و الخوف يغلبه ال يعلم ماذا ينبغي عليه*‬
‫‪ :‬ان يقول‬
‫محمد‪ :‬انسة عليا انا مش عارف اقولك عليه بس حاسس بيكي اصلي اتحطيت في‬
‫موقف زي داه قبل كدا‪ ,‬كانت امي بتولد اخويا الصغير "جمال" و كانت كبيرة‬
‫معدية األربعين ساعتها و نزفت كتير و فصيلة دمها نادرة و كلنا مكانش ينفع‬
‫نتبرعلها الن فصايل دمنا غير متطابقة مع انها امنا طلعوا جمال من االوضة و‬
‫امي فضلت جوا كلهم مبصوش للعيل الصغير اخونا الجديد ماعدا انا الي فضلت‬
‫ابص في عينيه وحسيت بامي فيه وهما فضله بيترعشوا و خايفين بعد ما الدكتور‬
‫قالنا الزم نتصرف و نالقي حد بنفس الفصيلة ‪,‬ابويا راجل كبير مش قادر‬
‫يتحرك وال يقوم يلف و اخواتي صغيرين انا اكبرهم احنا ناس غالبة على قد‬
‫حالنا في مستشفى حكومي حقيرة ممكن جدا يحطلوها كيس دم فصيلة تانية وال‬
‫دم ملوث عشان يسكتونا مش زي المستشفى الي بيروحها لباباكي بالطلب ‪ ,‬كان‬
‫عندي ساعتها ‪ 15‬سنة كنت عامل زي المشلول مش عارف اتصرف ازاي و‬
‫اروح لمين وال اعمل ايه اول مرة أكون في موقف زي داه و ابويا بيزعق‬
‫وبيصرخ فيا‪ (:‬اجري ورا الدكتور لف على الممرضين امك هتروح مننا يال)‬
‫جريت و قعدت الف و اساءل و ازعق و اثور و اتخانق لكن ال حياة لمن تنادي‬
‫لحد ما التوتر ابتدى يتملك مني و من كتر العياط و الصريخ وقعت من طولي‬
‫‪:‬جري عليا واحد وشه سمح كدا و شكله بتاع ربنا‬
‫مالك يا ابني ايه الي حصل‬
‫محمد‪ :‬امي امي يا أستاذ عايزة‬
‫مكنتش قاجر أتكلم لحد ما شرحتله الموقف لقيته بيبتسم و طبطب عليا‬
‫الراجل‪ :‬انا كنت جاي عشان اتبرع بالدم لحد محتاج بنتي الصغيرة عندها‬
‫سرطان قلت يمكن ربنا يشيل عنها و مش القي حد يدلني و كنت همشي خالص‬
‫لوال لقيتك انا جاي معاك يال و متقلقش فصيلتي تدي أي حد‬
‫محمد‪ :‬فاقت امي و طلعت فصيلته مطابقة سبحان هللا و قامت بالسالمة بعديها و‬
‫جابتلنا اجمل هدية جمال ابني مش اخويا بس اكتلر اخ حبيته المقصود سيبها على‬
‫هللا و باذن هللا هتتحل‬
‫نظرت له عليا باستغراب و تعجب ‪ ,‬لماذا تحكي لي كل تلك التفاصيل حتى و*‬
‫ان كانت حالتي مزرية‬
‫محمد‪ :‬تعالي ارجعك بيتك الجو ممكن يقلب في أي لحظة و الشوارع غرقانة لو‬
‫ليلت مش هنعرف نروح و هناك يمكن يكون باباكي اتصل او عرفوا حاجة يال يا‬
‫انسة عليا ربنا بيحلها من عنده هو الحامي و هو االمان‬
‫وافقت عليا و شعرت بشيء بسيط من الراحة ال تعلم مصدرها و عادت للمنزل‬
‫لتجد جدتها "منيرة" والدة ابيها التي لم تراها منذ ان تزوج داليا كانت قد اقسمت‬
‫انها لن تدخل المنزل و به زوجة أخرى البي غير امي فكانت امي ابنة اختها‬
‫التي كانت بمثابة ابنة لها منذ ان كانت طفلة‪ ,‬ركضت عليها عليا تحتضنها بلهفة‬
‫و شوق‬
‫منيرة‪ :‬متقلقيش يا حبيبتي بابا زي الفل انا متاءكدة قلبي بيقولي كدا و قلبي عمري‬
‫ما يخوني ابدا‬
‫داليا‪ :‬طنط قهوتك جاهزة‬
‫منيرة‪ :‬شكرا مبشربهاش دلوقتي الدكتور مانعني منها عشان الضغط كفانا الي‬
‫بنشوفه في الدنيا بيجبلنا الضغط مش ناقصة كمان نشربه‬
‫داليا‪ :‬شكرا يا محمد ربنا يباركلك انك رجعتها البيت‬
‫منيرة‪ :‬انت الي رجعتها يا حبيبي تعيش لشبابك و يخليك المك انت شكلك بتشتغل‬
‫بتشتغل ايه بقى‬
‫محمد‪ :‬حاجات كتير يا حاجة بس األساس امين مكتبة و بحب اترجم بعض الكتب‬
‫و كدا‬
‫منيرة‪ (:‬أخرجت منيرة أمواال من حقيبتها الصغيرة) خد يا ابني‬
‫محمد‪ :‬تسلمي يا حاجة انا مش محتاج فلوس انا وصلتها البيت الني اعرف‬
‫االنسة عليا و الدكتور هشام و احنا جيران قبل أي حاجة و ربنا يطمنكوا عليه‬
‫سالم عليكوا‬
‫دق هاتف المنزل فركضت عليا لتجيب*‬
‫عليا‪ :‬الو الو مين‬
‫؟؟‪ :‬مستشفى الحسيني مع حضرتك مش دا بيت دكتور هشام؟‬
‫عليا‪ :‬انا عليا بنته طمنيني ارجوكي موبيله مش بيرد‬
‫المستشفى‪ :‬متقلقيش يا فندم هو بيبلغكم انه كويس بس العزل مفيهوش شبكة النهم‬
‫في مستشفى نائية في ريف المانيا و بكرا هيروحوا مستشفى في برلين و هناك‬
‫هيقدر يكلمكوا‬
‫عليا‪ :‬طب هما ميقدروش يسافروا و يرجعوا يعني و يتعزلوا هنا في مصر؟‬
‫الموظفة‪ :‬لحد دلوقتي مطرات المانيا كلها اتقفلت بل و اغلب أوروبا كمان وفي‬
‫خالل يومين العالم كله هيقفل و حتى لو اتفتحت اعتقد حاملين الفيروس اكيد‬
‫ممنوع يسافروا بس متقلقيش هما تحت اشراف طاقم طبي عالي المستوى هناك و‬
‫بكرا او بعده بالكتير هيتصل بيكوا و يطمنكوا بنفسه‬
‫منيرة‪ :‬ها يا عليا فاهمينا يا ببنتي‬
‫عليا‪ :‬بيقولوا اتحجزوا في مستشفى في ريف المانيا و مفيش شبكة هناك و بكرا‬
‫هيروحوا مستشفى في برلين وانه كويس‬
‫داليا‪ :‬الحمدهللا يا طنط اهو هشام طلع كويس‬
‫منيرة‪ :‬طب الحمدهللا اومال مالك يا عليا مش مبصوتة ليه‬
‫عليا‪ :‬هللا اعلم حالتهم ايه و بتقولي مش هيقدروا يرجعوا مصر دلوقتي خالص‬
‫الن المطارات كلها بتقفل ابصت ازاي يا تيتة‬
‫داليا‪ :‬يا حبيبتي مش قالتلك هيكلمنا بكرا و هيطمنا عليه يبقى خالص و مش شرط‬
‫يكون تعبناين ممكن يكون في غلط الدنيا كلها دلوقتي ملخبطة يال حبيبتي اغسلي‬
‫وشك و تعالي افطري‬
‫منيرة‪ :‬اه يا حبيبتي كالمها صح جايز غلطة و من هنا لحد ما المطارات تقفل‬
‫جايز يرجعوا يال حبيبة تيتة تعالي عشان نغير هدومنا من التراب و القرف يال‬
‫لم تستطع عليا النوم هذه الليلة فالقلق و الشكوك تطرداها و كلما حاولت ان*‬
‫تغمض عينيها تفزع و تخاف ان يرن الهاتف في أي وقت كان و تكون نائمة‬
‫يا ترى سيعود هل هو مصابا فعال و ان كان سيتعافى و يعود سالما كلها تسؤالت‬
‫‪:‬تزيد من نبضات قلبها و تجعل النوم شبه مستحيال حتى أتت داليا اليها‬
‫داليا‪ :‬امبارح جالك كابوس صعب اوي و قعدتي تصرخي بابا ماما و تخرفي‬
‫خدتك في حضني و اول مرة احس انك واحدم من بناتي‬
‫عليا‪ :‬حلوة الدخلة دي بس مش وقتها خالص‬
‫داليا‪ :‬صديقيني انا اه ست صعبة و متتعاشرش عشان كدا اتطلقت من جوزي‬
‫االوالني بس لما شوفتك انبارح اد ايه بتجبي امك حتى في احالمك و خايفة على‬
‫ابوكي عرفت انتي مش طايقني ليه و دا حقك يا عليا‬
‫عليا‪:‬ابقي قويليله الكالم دا لما يرجع بس يارب يرجع‬
‫داليا‪ :‬هيرجع يا حبيبتي هيرجع و انا بطلب منك تديني فرصة تانية اعوض الي‬
‫فات مش عشاني بس دا عشانك كمان انا عارفة ان جواز ابوكي مني سد خانة و‬
‫انا كمان نفس القصة بس خلينا نحاول الحياة أحيانا بتحطنا في مواقف غريبة‬
‫حالنا احسن من ناس كتير‬
‫عليا‪ :‬احسن ازاي كلنا بنتوجع ونتاءلم الحياة دي وحشة وحشة يا طنط و الناس‬
‫اوحش اوحش‬
‫داليا‪ :‬ال يا حبيبتي الحياة صعبة اه أحيانا بتبقى صعبة اوي بس في كتير حلو و‬
‫تستاهل تتعاش و اوحشها هو الوقت الوقت يا عليا لما بيفوت بيغير معاه الجسم و‬
‫المكان و االحداث و الكون كله و الروح بتكبر و تعجز و بيفضل الذكريات و‬
‫األفعال الحلو منها و الوحش انا المرة دي بكلمك من قلبي‬
‫احتضنتها عليا و هي بنسبة ‪ 99‬بالمئة ال تصدقها بسبب صوت دائم يصرخ في‬
‫عقلها الباطن انها زوجة ابيكي داليا التي جعلتك تكرهين البيت و العائلة طوال‬
‫السنوات الماضية لن تمحو كل ذلك في ليلة عصيبة كتلك لكنها كانت تحتاج الن‬
‫تحتضن شخصا ما في تلك اللحظة حتى و ان كانت داليا‬
‫‪ :‬استيقظت داليا على اثر صوت زغاريط و فرحة وتركض داليا نحوها*‬
‫تعالي بسرعة كلمي بابا‬
‫فاقت و ركضت و امسكت بالتليفون ‪ :‬بابا انت فين انت كويس‬
‫هشام‪ :‬انا زي الفل يا حبيبتي و معنديش حاجة هما بس شاكوا فينا بعد كام دكتور‬
‫جاله الموضوع فحجروا علينا كلنا لحد ما نحلل واحد واحد‬
‫عليا‪ :‬طب و هتيجي امتى‬
‫هشام‪ :‬معرفش يا حبيبتي السليم منا هيروح فندق على حساب المستشفى لحد ما‬
‫نالقي أي طريقة نرجع بيها في طيارات ممكن استثنائية تفتح لينا لحد الوقت دا‬
‫خدي بالك من نفسك انا دلوقتي كويس و مش في مستشفى وال حاجة متخافيش يا‬
‫عليا‬
‫عليا‪ :‬الحمدهللا يا بابا انا كنت خايفة اوي‬
‫هشام‪ :‬كنت فاكرك بطلتي تحبيني‬
‫عليا‪ :‬مقدرش يا بابا ربنا يخليك ليا يا حبيبي خد بالك من نفسك و ارجع بسرعة‬

‫حل الليل و قررت عليا منح نفسها شيئ من الهدوء الن فترة بقاء ابيها هناك*‬
‫مبهمة و دخل الكوكب في حالة ال ‪lockdown‬‬
‫تكمل قراءة قصة الفتاة البائسة حتى تسمع صوت جرس الباب ‪ ,‬فتاءتي واحدة‬
‫من البنات لتعطي لها ظرف مكتوب عليه للدكتورة عليا هشام‪ ,‬دخلت غرفتها‬
‫لتحظى ببعض الخصوصية و البنات فضولهم يقتلهم و يصرخون ‪ :‬دا جواب من‬
‫حبيبك وال ايه يا عليا هههههه‬
‫‪:‬تجد رسالة من جيم‬
‫‪,‬عزيزتي عليا‬
‫اسف على ما سمعت من اخبار حول ابيكي الدكتور هشام وفيق و ادعو هللا ان‬
‫يكون بخير و صحة جيدة و ان يعود الى منزله سالما غانما و اال تلك الفترة‬
‫ارجو منك الحفاظ على هدوءك و ثباتك االنفعالي و التمسك بالصالة و القراءن و‬
‫الكتاب و اهمهم كتب جيم المبجل الموهوب ساءنتظر منك رد لتطمئنيني على‬
‫حالك و تبعثينه لي مع محمد فتى المكتبة‬
‫‪,‬صديقك المغرور‬
‫جيم‬
‫ظلت عليا في حالة ابتسام و كاءن شفتيها و عضالت وجهها قد وقفوا على هذا‬
‫الحال وال يريدون العودة للوضع الطبيعي فانقبضوا بال رجعة حتى جلست على‬
‫‪ :‬مكتبها لتكتب الرد‬
‫‪,‬عزيزي جيم‬
‫اكتب لك و انا ابتسم أخيرا بعد مرور يومين من العناء و األلم الذي يصعب علي‬
‫وصفه في بضعة كلمات فكنت اشعر بدماغي الدم ينزف بداخلها من كثرة توارد‬
‫األفكار و الخواطر و كاءن الموت كان اهون لكن اطمئنت و هلل الحمد باءن ابي‬
‫بخير حفظه هللا لي دائما و ابدا ‪ ,‬اقفلوا الطيران في أوروبا باءكملها و سفره االن‬
‫معياده غير معروف و حتى االءن يكفيني انه بصحة جيدة سالما غانما ‪ ,‬فاشكرك‬
‫على سوءلك و اهتمامك يا صديقي المتواضع و انتظر حتى انتهي من قصتك‬
‫الفتاة البائسة اخشى انها تشبهني في أشياء كثيرة ما راءيك بهذا يا جيم‬
‫انتظر منك ردا على سوءالي و أتمنى ان نلتقي في الواقع ربما و لو لمرة‬
‫صديقتك البائسة‬
‫علياء‬
‫تمر األيام و العالم اصبح وضعه غريب للغاية انه في حالة لم يعيشها أبناء هذا‬
‫الجيل مسبقا وال حتى اإلباء و األمهات ربما األجداد او اباء األجداد او لعلها‬
‫كانت اجداد اجدادهم ‪ ,‬حالة الوباء المنتشر المتزايد الذي اقفل العالم باءكمله في‬
‫غمضة عين و كاءن عقارب الساعة قد توقفت عن الحركة و دوران األرض‬
‫حول محورها قد تغير‪ ,‬فالسيارات و الطيارات و البشر المكدسين يركضون في‬
‫كل زواية حول احالمهم و مهامهم و البنايات التي تبنى و تهدم و الجسور التي‬
‫تعلق كل تلك المظاهر العصرية قد توقفت الءجل غير مسمى فاءعطى مالك‬
‫الكون امرا بان كوكبنا هذا االن سيتوقف و يقف ساكنا حتى يحدث في امره امرا‪,‬‬
‫لعله ابتالء ام عظة او ربما تطهير ام عالمة من عالمات الساعة لعل افضل‬
‫‪.....‬إجابة هي انهم جميعا‬
‫‪:‬ليلة من ليالي الحجر‬
‫تجلس علياء مع بنات داليا يشاهدون حلقة من حلقات مسلسل تركي على منصة‬
‫من منصات االنترنت‪ ,‬فتلك أصبحت ايامهم نوم طيلة النهار و الليل هو لالكل و‬
‫مشاهدة أفالم و مسلسالت بعدد كل ما شاهدوه في حياتهم مسبقا في العشر سنوات‬
‫الماضية ‪ ,‬و الملل و الفراغ هنا هو عدو ليس بأكبر من الوباء ذاته فمن الممكن‬
‫اكتساب عادات اسواء بكثير من اإلصابة بالعدوى فابنة داليا الكبرى ريم التي‬
‫كانت تهتم باناقتها و رشقتها بشكل جنوني ال تاءكل سوى االكل الصحى أصبحت‬
‫تاءكل كاالءسود في الغابة و كانها تنتقم من كل األيام التي حرمت نفسها فيها من‬
‫الطعام‪ ,‬امااالبنة الصغرى قد عادت لعادة التدخين بعد إقالعها منذ عام ونصف و‬
‫علياء ال تجد سوا األفالم و الكتب و التفكير في جيم الذي بات يسيطر على حيظ‬
‫كبير من تفكيرها تريد روءيته ترغب في التحدث معه وجها لوجه تتخيل شكله‬
‫االءن طويل اسمر البشرة لديه عيون حادة تتكلم قبل لسانه بنظرة عميقة ثاقبة‬
‫فلكل االذكياء عيون بعمق البحار و وسيما و بالتاءكيد انيقا مهندما فالنيق خارجيا‬
‫هو من يتمتع داخليا بالصفاء النفسي و ترتيب األفكار و المشاعر و العكس‬
‫صحيح تعلمت هذا الخيال و الفكر من قصصه الذي بداء في ارساله لها منذ اكثر‬
‫من عام و لزالت ال تعرف من هو‬
‫‪:‬تقطع رنا حبل افكارها و تشوش خيالها ثالثي االبعاد‬
‫رنا‪ :‬عليا عليا انتي يا بنتي تحبي تاخدي معانا بيتزا‬
‫علياء‪ :‬الي انتوا عايزينه‬
‫داليا‪ :‬مش قلنا بالش اكل من برا الدنيا دلوقتي مش مضمونة انتي عايزة تجيبلنا‬
‫مصيبة‬
‫رنا‪ :‬يووه بقى يا ماما سيبنا بقى زهقنا زهقنا بقالنا اكثر من أسبوعين كدا‬
‫تفتح علياء النافذة لتستنشق بعض الهواء النقي تشعر انها تختنق من كثرة*‬
‫المكوث في البيت تتنزه بين الغرف حتى راءت فتى المكتبة مجددا‪ ,‬لم تسنح لها‬
‫الفرصة لشكره و قررت النزول له لكنها فجاءة وجدت شبان يضربونه ضربا‬
‫مبرحا حتى اسقطوه ارضا و هو كالجندي العنيد ال يريد االستسالم كلما وقع‬
‫نهض يركض وراءهم حتى هربوا بدراجتهم بعيدا البد انهم كانوا لصوص الليل‬
‫نزلت علياء راكضة لتلحق بمحمد وهو ساقطا ارضا‬
‫داليا‪ :‬عليا رايحة فين رايحة فين يا حبيبتي‬
‫عليا‪ :‬محمد في اتنين ضربوا في الشارع تحت‬
‫محمد‪ :‬انسة عليا انتي بتعملي ايه تحت دا في حظر‬
‫عليا‪ :‬مين دول الي كانوا بيضربوك‬
‫محمد‪ :‬دا اتنين حرامية بس الحمدهللا مفيش حاجة يعني‬
‫عليا‪ :‬خدوا منك حاجة مهمة يعني‬
‫محمد‪ :‬ال وال حاجة‬
‫عليا‪ :‬طب قوم معايا نطلع البيت و شوية تلج و تشرب حاجة‬
‫محمد‪ :‬ال الزم اروح عشان اخواتي و امي اكيد قلقوا عليا‬
‫عليا‪:‬طب انت وشك كله دم مش هينفع تروح كدا هيقلقوا اكتر‬
‫محمد‪ :‬الحظر بداء بقاله نص ساعة‬
‫عليا‪ :‬اطلع بس و انشاءهللا ميحصلش حاجة تعالى ارجوك يا محمد‬
‫محمد‪ :‬الء الء الزم ادور على العيال دي دا معاهم حاجات مهمة مش فلوس‬
‫ورق مهم جدا‬
‫عليا‪ :‬مش مهم يال تعالى‬
‫نهض محمد مع علياء و صعد معها الي بيتها كما طلبت‪ ,‬لكن من الموءسف انهم‬
‫يحملوا رسالة لها من جيم‪ ,‬و لم يستطع البوح بذلك‪ ,‬بداءت بوضع قطع من الثلج‬
‫على راءسه حتى وجدت النزيف شديد‬
‫عليا‪ :‬يا خبر ابيض كدا الزم تروح المستشفى‬
‫محمد‪ :‬مستشفى ايه يا انسة عليا هو بقى في دكاترة وال مستشفيات دلوقتي بصي‬
‫لو عايزة تساعديني هاتلي شوية بن و كدا يبقى تمام اوي‬
‫ظلت تنظر علياء له و هو يضع البن على دماغه و يتاءلم بدون صوت او ضجيج‬
‫علياء‪ :‬ايه مالك في ايه‬
‫محمد‪ :‬رجلي واجعاني اظهار لما وقعت من العجلة‬
‫علياء‪ :‬وريني كدا دا جرح الزملة خياطة‬
‫محمد‪ :‬خياطة يعني الزم دكتور مينفعش يتربط وخالص‬
‫عليا‪ :‬يتربط ايه بس‪ ,‬انا هكلم دكتور عمر نروحله دلوقتي‬
‫محمد‪ :‬مش هينفع فيه حظر‬
‫عليا‪ :‬انت حالة طارئة دلوقتي‪ ,‬ايوه يا عمر ونبي تعالي عندي على البيت في ولد‬
‫بس اتعور و جرحه الزم خياطة‬
‫عمر‪ :‬انا في البيت يا عليا و عربيتي بتتصلح أصال و مش معايا معدات‬
‫عليا‪ :‬قولي عايز ايه و هجيبلك انا هجيلك‬
‫داليا‪ :‬انتي بتعملي يا بنت هتنزلي تروحي فين الساعة داخلة على تاسعة انتي‬
‫عايزة تدفيعنا غرامة و ال يتقبض عليكي‬
‫محمد‪ :‬انا بقولها اني بقيت كويس خالص يا مدام داليا‬
‫داليا‪ :‬تعالي عايزاكي انت ازاي تطلعي البيت ها افردي أصال عندو كورونا و‬
‫كمان احنا قاعدين لوحدينا ستات‬
‫رنا‪ :‬وكمان يامامي مين هيمسح الدم دا يعع‬
‫عليا‪ :‬انا هنزل بيه و هاخد العربية‬
‫!!!داليا‪ :‬انتي مجنونة عربية مين الي تخديها عربيتي‬
‫عليا‪ :‬يال يا محمد قوم‬
‫اخذت عليا السيارة و ظلت تقود بسرعة المنتحرين تجول في الشوارع الظالمة‬
‫الفارغة ‪ ,‬من الواضح ان الحل الوحيد الزمة المرور هو وباء مميت‬
‫محمد‪ :‬هو مين عمر دا‬
‫نظرت له عليا باستغراب ثم اجابت‬
‫عليا‪ :‬اكيد دكتور يعني هو الي هيخيط الجرح‬
‫محمد‪ :‬من عيلتكوا (شعر انه ازاد األسئلة بدون وجه حق) اصل يعني ماشاءهللا‬
‫العيلة كلها دكاترة‬
‫عليا‪ :‬دا المعيد بتاعي في الكلية يال ادينا وصلنا‬
‫طلب محمد من عليا الذهاب خارجا حتى ينتهوا من الخياطة ‪ ,‬كان يشعر بالخجل‬
‫ان لم يتاملك نفسه و صرخ من شدة األلم لكنها عاندت‬
‫عمر‪ :‬يا عم يال بقى خلصنا‬
‫بداء عمر بتطهير الجرح ثم وضع الخيط الطبي و بداء عمله و محمد يصرخ من‬
‫الوجع و االبرة التي تخترق طبقات جلده بعمق‬
‫ظلت علياء تتوسل لعمرللسماح بمحمد بالمكوث له تلك الليلة فقط بسبب الوقت‬
‫المتاءخر‬
‫عليا‪ :‬محمد حاجتك معايا في العربية اديني بس موبايلك اكلم اهلك اطمنهم عليك‬
‫محمد‪ :‬يا انسة عليا استني بس انا مش هبات هنا ارجوكي استني‬
‫عمر‪ :‬خالص باءه امشي انتي يا عليا عشان تلحقي تروحي بس عايزاك ثانية‬
‫األول‬
‫عليا‪ :‬ايه يا عمر في ايه‬
‫عمر‪ :‬مين دا الي انتي جيابهولي في نص الليل و هو انتي أي حد بتاخدي و‬
‫تركبي معاكي العربية‬
‫عليا‪ :‬عمر‬

‫عليا‪ :‬تصبحوا علو خير متقلقش هقول لصاحب المكتبة الصبح على وضعك باي‬
‫باي و هاجي اخدك بكرا الصبح مرسي اوي يا عمر‬
‫نزلت علياء الى سيارتها و هي تستغرب ما الذي دفعها الن تفعل كل ذلك*‬
‫بتلقائية ودون تفكير‪ ,‬كان هاتفها يرن لكنها ال تكترث حتى وجدت ورقة لمحمد‬
‫مكتوب عليها بريد الكتروني و تحته كلمة جيم‬
‫عليا‪ :‬ايميل جيم دا ممكن يوصلني لحاجة ازاي يخبي عليا الواد دا حاجة زي دي‬
‫مش بعيد يكون معاه رقم موبايله‪ ,‬اخذت تفتش في الهاتف على جيم لم تجد شيئا‬
‫من ثم تفتش على كل من يبداء اسمع بحرف الجيم حتى رن الهاتف و المتصل‬
‫باسم "امي" فاجابات‬
‫عليا‪ :‬الو الو‬
‫ام محمد‪ :‬ايوه يا محمد انت فين يابني قلبي كلني عليك يا ضنايا‬
‫عليا‪ :‬انا مش محمد يا طنط هو محمد بس‪(..‬ثم ايقنت ان الحقيقة االن ليست سوى‬
‫مجلبة للمتاعب)انا زميلته في المكتبة وهو هيبات هناك عشان في لجن في‬
‫الشوارع و الحظر كدا‬
‫ام محمد‪ :‬طب اديهوني اكلمه‬
‫عليا‪ :‬هو نسي تليفونه معايا بس متقلقيش عليه‬
‫لم تستطع تمالك نفسها من الفضول و ظلت تبحث في الهاتف حتى وجدت مئات‬
‫األسماء تبداء حرف الجيم و تتذكر كم المرات التي ال تعد سائلت فيها محمد هن‬
‫هوية جيم و اجابته الثابتة التي ال تتغير منذ اكثر من عام‬
‫محمد‪ :‬يابنتي انا في مكان وهو في مكان اقسملك باهلل اقولك ايه بس‪ ,‬مش بشوفه‬
‫أصال تعاملنا كله بالرسايل ‪,‬بيبعتلي الحاجة على البريد البوستة يعني‪ ,‬بس هو‬
‫بيقولي انه يعرفك كويس بس انتي متعرفهوش‬
‫‪:‬صباح اليوم التالي*‬
‫نهضت علياء من سريرها سرعان ما سمعت صوت منبه الهاتف و كاءنها كانت‬
‫تنتظر االستيقاظ بفراغ الصبر‬
‫داليا‪ :‬انتي لحقتي تنامي‬
‫عليا‪ :‬معرفتش انام يدوبك غفلت نصاية كدا على السريع‬
‫داليا‪ :‬في حاجة الزم تعرفيها يا عليا بصراحة‬
‫!!!عليا‪ :‬بابا جراله حاجة انطقي قولي؟‬
‫داليا‪ :‬ال يا ستي بعد الشر عليه‪ ,‬بس مش هيعرف يرجع خالص دلوقتي‬
‫عليا‪ :‬يا شيخة وقعتي قلبي حرام عليكي المهم يبقى كويس و بصحته‬
‫داليا‪ :‬يعني انت عادي مش عايزة يرجع‬
‫عليا‪ :‬داليا ال ال انت شكلك عايزة ترجعي تاني للخناقات الفترة دي صعبة لوحدها‬
‫والدنيا كلها مقفولة على الكل شوفيلك حاجة تعمليها و تشغلي نفسك فيها انت‬
‫معندكيش غير ابويا ايه قصة الحب الفظيعة اتسببت في الم الشوق‬
‫داليا‪ :‬يا سالم انا برضو الي عايز ارجع للقرف بتعيريني‬
‫عليا‪ :‬ال انا مش فاضية النهارد خالص للكالم الفارغ دا‪ ,‬انا دماغي بتاكلني من‬
‫انبارح بليل من كتر التفكير‬
‫داليا‪ :‬ليه يعني دا حتى الدراسة واقفة‪ ,‬انتي رايحة تلبسي؟! اوعي تكوني خارجة‬
‫انا بقولك اهو الدنيا كلها مقفوبة انتي لسى قايلة بالش عبط‬
‫عليا‪ :‬هرجع قبل الحظر متقلقيش‪ ,‬الزم انزل‬
‫داليا‪ :‬ليه هو محمد نوغا ما خالص ودتي عند عمر و خيطله الجرح و هيبقى‬
‫كويس ايه من بقيت أهلنا‬
‫عليا‪ :‬هو دا رد جميل برضو‬
‫داليا‪ :‬عليا بالش اللف و الدوران دا معايا‪ ,‬انت عايزة منه ايه دا انتي مكنتيش‬
‫بتحبي تنزلي البقالة‬
‫عليا‪ :‬موضوع اكبر من استيعباك يا مدام داليا سالم‬
‫داليا‪ :‬انتي يا بنت خدي هنا يالهوي ابوها مسافر و طبعا واخدة راحتها دا‬
‫هيهزئني‬
‫رنا‪ :‬انا كمان عايزة اخرج زي داليا‬
‫داليا‪ :‬خشي جوة يا مقصوفة الرقبة هللا يخربيت دي عربية سابهلها هشام‬
‫وصلت عليا لصاحب المكتبة لتخبره عن ما حدث لمحمد ليلة البارحة حتى ال*‬
‫يعتقد انه خلف معاده صباحا في فتحها حتى وجدت محمد بنفسه واقفا مع صاحب‬
‫المكتبة ليفتحوها‬
‫عليا‪ :‬صباح الخير انت جيت ازاي‬
‫محمد‪ :‬انا مشيت اول ما الشمس طلعت‬
‫عليا‪ :‬جرحك لسى ملمش ممكن يتفتح خلي بالك‬
‫محمد‪ :‬متقلقيش انا بقيت عال و بعدين انا متعود على الوجع و الشقى‬
‫عليا‪ :‬ايه العبط دا‬
‫محمد‪ :‬مين هيقف في المكتبة مفيش غيره الحاج فكري راجل كبير و احسن في‬
‫الظروف دي مينزلش‬
‫عليا‪ :‬طب ابقى عدي على عمر في البيت يغيرلك على الجرح انا قلتله خالص‬
‫محمد‪ :‬انتي بتردليهالي يعني‬
‫!عليا‪ :‬هي ايه دي‬
‫محمد‪ :‬الجميل بس مش مستاهلة‬
‫عليا‪ :‬على فكرة انا قعدت ادور على رقم جيم انبارح على موبايلك‬
‫محمد‪ :‬انتي مش واثقة فيا‬
‫عليا‪ :‬انا مش بثق في ابويا نفسه أحيانا يا محمد‪ ,‬انت هتقولي هو مين اكيد انت‬
‫عارف انا مش هصدق الهبل دا تاني‬
‫محمد‪ :‬طيب يا انسة عليا‪ ,‬انا عندي شغل كتير و الزم الحق اخلصه‬
‫عليا‪ :‬و انا مش همشي غير لما اعرفه‬
‫محمد‪ :‬يا أستاذة عليا احلفلك بايه اني معرفوش‬
‫عليا‪ :‬احلف برحمة اخوك جمال‬
‫محمد‪ :‬يا حول هللا انا مبحبش احلف‬
‫عليا‪ :‬يبقى تعرفه‬
‫محمد‪ :‬طيب امشي دلوقتي و نتقابل بعد العصر كدا عند دكتور عمر و هنكمل‬
‫كالمنا‬
‫عليا‪ :‬هناك هعرف هو مين يا محمد كالم انو شخص مجهول بيبعتلك الرسايل و‬
‫بيوصيك انك تجبهالي دا هبل كان ممكن يبعتهالي هو علطول‬
‫محمد‪ :‬مش جايز عايز يضمن انها هتوصلك و يبعتهالك فين على البوستة يعني‬
‫هههه احنا مش في الستينات‪ ,‬وال يسبهالك على عتبة البيت أي حد ياخدها و‬
‫يشوفها‬
‫عليا‪ :‬على النت‬
‫محمد‪ :‬على النت هتعرفيه و متبصليش كدا انا قصدي انه مدام مش عايزاك‬
‫تعرفيه يبقى دي ممكن تكون طريقة و بعدين جايز هو مش عايز تتقابلوا بجد‬
‫حابب كدا اكتر‬
‫عليا‪ :‬هستناك و لو مجيتش هزعل سالم يا بتاع الكتب‬
‫ذهبت عليا و تركت محمد في دائرة من التوتر و الركبة و االرتجاف‪ ,‬هو ال*‬
‫يريدها ان تعرف هوية جيم على االطالق ستفشل الخطة بأكملها ان علمت االن‬
‫عليه ان يجد حال حتى يبعد شكوكها فانه يعرفه حقا ولكن معرفتها به االن ليس‬
‫بالوقت المناسب سيدخل مجددا ذلك األلم و الجراح الذي تعيش به منذ ان كانت‬
‫طفلة‪ ,‬حظها تعيس تلك الفتاة لطالما يفكر محمد بذلك لعل تلك الرسائل تدخل‬
‫بعض من السعادة الى قلبها طالما ذلك الراسل يظل في الظالم فيظل كالليل‬
‫عندما ياءتي و بعد نهارا من التعب و الركض في معركة الحياة اليومية‪ ,‬يظل‬
‫كغرفة مظلمة يستلقي فيها صاحبها على سريره فالضوء هنا سوف يعكر صفو‬
‫راحته و استرخائه فليس كل األوقات يكون الضوء فيها نافع و كذلك المعرفة‬
‫‪.....‬فهي كالضوء‪ ,‬الجهل نعمة احيانا‬
‫تجلس علياء في سيارتها تستمع الي اغنية فيروز و الشمس قد قاربت على‬
‫الغروب و وقت الحظر قد اقترب‪ ,‬محتارة من امرها هل تحارب و تبحث عن‬
‫هوية جيم ام تستلم و ترضى بمشاعر الحماس و البراءة التي تشعر بهما مع‬
‫أوراق هذا الشاب لعل دقات القلب في كتابتها رسالة جديدة لجيم ستختفي حينما‬
‫تعرفه و تتوقف الرسائل‪ ,‬تلك تفاصيل الزمن الجميل بعيدا عن الهواتف و‬
‫المحادثات الجافة إشارات دون احاسيس ربما إصرارها على كشفه سيدمر شيء‬
‫جميال اصبح نادرا شيه منعدما أيامنا هذه‪ ,‬ثم تعلي صوت االغنية و ترجع‬
‫الكرسي الي خلف و تغمض عينيها ‪ (:‬يا انا يا انا انا وياه صرنا من القصص‬
‫الغريبة يا انا يا انا انا وياه و انسرقت مكاتيبي عرفوه انك حبيبي عرفه انك‬
‫حبيبي )‬
‫تفيق لتجد داليا تخبط على نافذة سيارتها و يبدو الخوف منتشرا على مالمح‬
‫وجهها‬
‫داليا‪ :‬ايه الساعة بقت تسعة و مش بتردي‬
‫عليا‪ :‬تسعة انا هنا من المغرب في العربية الزم اروح لعمر محمد هيجيلي على‬
‫هناك‬
‫داليا‪ :‬محمد كلمني قالي ان موبايلك مقفول و بيقولك مش هيقدر يجي في المعاد‬
‫النهاردة بليل‬
‫عليا‪ :‬طيب انا هروحله المكتبة‬
‫داليا‪ :‬اقفلي العربية و يال نطلع و على فكرة البواب سابلنا ظرف ليكي على الباب‬
‫انا خدته‬
‫عليا‪ :‬هاتي طيب هقراه و هطلع وراكي اهو‬
‫‪,‬صديقتي الغالية عليا‬
‫احمد هللا ان األمور أصبحت بخير الحمدهللا و أتمنى ان تجتمعي بابيك و يلم هللا‬
‫شملكوا قريبا‪ ,‬لكنني سمعت انك تصرين على معرفة هويتي و قبل حيرتك و‬
‫تعجبك بعث لي محمد برسالة ظننت انها منك يرجوني ان افصح هويتي و لكنني‬
‫اوءكد لك ان محمد ال يعرفني و ال أي شخص سوا واحد فقط من حولك ليس‬
‫بقريبا جدا وال بعيدا جدا ليس ذلك لاللغاز لكني افضل عالقتي بك تظل على‬
‫رسائل و قلم يعبر عن كل ما اشعر به و اريد قوله لحظات ال اعتقد اني وال انت‬
‫سنعيشها مجددا ستظل ذكرى تحكي بها الحفادك عندما تشخين و لحفيدي الشاب‬
‫قبل دخوله الجامعة البهره و اظل محافظا على انتباهه ليجلس معي اكتر و أرى‬
‫تلك اللمعة في عينيه و انا احكي له شيء غير مالوف و انت كذلك ال اعتقد ان‬
‫مقابلتنا وجه لوجه ستحافظ على تلك اللمعة بداخلنا و ال على بريق الظرف ونحن‬
‫نفتحه و نقراء من الراسل‪ ,‬انا اعرفك جيدا كنت اراقبك عن بعد تتذكرين عندما‬
‫قلت لك عن بكائك في المكتبة و كل فترة احب ان اراك واتمعن فيكي و سمعت‬
‫عنك الكثير من صديقة من صديقاتي و العترف لك انا محبا للفتيات لكن بالنية‬
‫الصافية طبعا و علمت منهم انك انطوائية وحيدة سريعة الغضب و ال تستهوي‬
‫الحديث او الدخول في صداقة مع أي شاب و بعدها حكايتك العائلية و في لحظة‬
‫ملل و فراغ قاتل مع اعجاب شديد و شعوري بوجود فتاة حقيقة تجري بداخلها‬
‫الوان الروح و المشاعر مدفونة داخل حالة االكتئاب و العزلة شعرت انه سيكون‬
‫اول شيء انساني افعله تجاه شخص اخر و بالطبع ستكون فتاة و لكن ليس أي‬
‫فتاة‪ ,‬في البداية كنت اظن انها فترة قصيرة و ساتوقف بعدها لم استطع و ربما لن‬
‫‪ ,‬ان استعطت الوصول لي هنيئا لذكائك و اصرارك لكن اظن ان عدم معرفتك‬
‫سيكون احلى و ادفىء‪ ,‬ال تضيعي فرصة وقت جميل في ارهاق تفكيرك و‬
‫البحث عني فاالولى ان تبحثي انت عن نفسك يا علياء اين علياء البد انها بنت‬
‫بكامل االنوثة و الرقة و حب الحياة‬
‫صديقك جيم‬
‫وضعت علياء الرسالة في خزانتها العلوية مع بقية رسائل جيم التي تحتفظ بها‬
‫للذكرى و ابتسمت ابتسامة خفيفة بسيطة و كاءنه يشعر بها يعرفها جيدا ‪ ,‬و تقول‬
‫في نفسها يا له من كاتب موهوب موهبة و كالم يدخل قلب يعرف طريقة جيدا‬
‫سريع المفعول رسالة منه قادرة على تغيير مزاجي من الشرق للغرب لكنه زاد‬
‫حيرتي اكثر حاول جيم ان يطفى النار بالبنزين انه شخص يراني لديه معرفة‬
‫بزميالت لي في الجامعة هناك احتمال انه طالب يدرس بنفس الجامعة يعيش‬
‫بالقرب منا لكن شخص كهذا البد ان يكون له نشاط فني ككاتب في المسرح او‬
‫مسابقات الكتابة او اقله متردد كثيرا على معارض الكتب و الروايات او زبون‬
‫دائم لمكتبات كثيرة في الحي كيف تاهت تلك عن عقلي انه في اإلسكندرية انه هنا‬
‫لكن ال اظن انه سيرمي لي تلك المعلومة ان كانت ستسهل عملية عثوري عليه‬
‫لكنها محاولة و في المحاولة شرف يتوج صاحبه امام ذاته و هنا ستكون امام جيم‬
‫‪.....‬أيضا‬
‫ذهبت علياء في كامل اناقتها للمرة األولى منذ عامين ترتدي الجينز و أخيرا‬
‫تضع بعض من مساحيق التجميل لم تكن تشعر ان الهتمامها بنفسها معنى او‬
‫مغزي لكن احتمالية ان يكون جيم يراها جعلتها تقف امام المراءة التي كانت‬
‫تستعملها فقط بعد ان تغسل وجهها صباحا للمرة األولى تشعر بانها حقا فاتنة لعل‬
‫ما نقوله او نبثة في انفسنا نصدقه بعد فترة‪ ,‬كان هناك قلة من الطلبة في الجامعة‬
‫يمكنك ان تمشي ساعة كاملة بالداخل وال ترى أحدا كم أصبحت الحياة فارغة‬
‫بالخارج و الشوارع ميتة حتى وصلت للمسرح لتجد مجموعة شباب صغيرة‬
‫جالسين يضحكون و منهم من يحتضن االخر كانهم يودعون بعض‬
‫علياء‪ :‬لو سمحت يا كابتن هو انتوا ممثلين هنا مش كدا‬
‫الشاب‪ :‬كنا كنا يا انسة قبل ما يلغوا العرض الجاي بسبب االزمة و هنقعد من‬
‫غير تمثيل الجل غير مسمى‬
‫علياء‪ :‬طيب هو مين بيكتبلكوا المسرحيات بتعتكوا‬
‫الشاب‪ :‬معظمها روايات عن ادب عالمي مسرحيات اتعملت ميت مرة أصال‬
‫فتاة أخرى‪ :‬يابني قصدها لو في حد بيكتب معانا بتساءلي عن حد معين‬
‫علياء‪ :‬اه عايزة حد بيكتب كويس فقلت اسائلكوا يمكن معاكوا موءلف؟‬
‫فتاة أخرى‪ :‬اه اوكى بس هو مسافر النهاردة الهله في مصر‬
‫علياء‪ :‬طب اسمه رقمه‪ ,‬هو طالب هنا معانا في الجامعة؟‬
‫الفتاة‪ :‬هو انا معرفهوش و مش فاكرة اسمه بس الشباب عرفينه اعتقد طالب معانا‬
‫بس مش متاءكدة استني يا حاتم تعالي ثانية‬
‫قبل اقتراب حاتم لمحت علياء شاب وسيم واثقا من نفسه كانه هتلر امام النازيين‬
‫يرتدي جاكيت جينز و يرتدي باندانة على شعره الطويل الداكن يشبه شباب‬
‫األفالم االمريكاني في الثانوية بنظارته العسلية تلك‪ ,‬ذهب حاتم ليلقي عليه التحية‬
‫حاتم‪ :‬ايه يا فنان فينك مسافر النهاردة وال بكرا‬
‫نظرت علياء لهم و هو نظر لها باستغراب شديد و وجدها تاءتي باتجاهه‬
‫علياء‪ :‬هو انت اسمك ايه‬
‫حاتم‪ :‬اسمه‬
‫الشاب‪:‬ششش اخرس انت هي سائلتك و ال سائلتني‬
‫حاتم‪ :‬طب يا عم متزقش‬
‫علياء‪ :‬انت بتكتبلهم المسرحيات(ظنت انه جيم فعال)‬
‫الشاب‪ :‬انا اسمي حسن و ممثل معاهم هنا مش بكتب خالص احنا الي بيكتبلنا‬
‫بنت متخرجة من كلية اعالم هنا و معاها صحفي دكتور هنا في اعالم برضو‬
‫علياء‪ :‬اسمه الدكتور دا ايه‬
‫الشاب‪ :‬بتسائلي ليه‬
‫علياء‪ :‬اصل عايزة كاتب استشيره في شوية حاجات عن الكتابة‬
‫الشاب‪ :‬معتقدش ان الدكتور دا هيساعدك اصله مش معيد دا دكتور كبير كان‬
‫عميد سابق في جامعة القاهرة‬
‫علياء‪ :‬انت اسمك ايه‬
‫الشاب ‪ :‬حسن اسمي حسن‬
‫تقول علياء في عقلها‪ :‬ال يبداء اسمه بحرف جيم ليس هو جيم لكن لعله تمويه لكن‬
‫ان كان هو جيم بحق كان سيهرب و يتجنب محادثتها انه ليس هو‬
‫تكرتهم علياء ليكملوا حديثهم و ضحكهم تمشي و هي حزينة كانت تشعر ان تلك‬
‫المرة سترى عينيها جيم و تسمع اذانها كالم يخرج من لسانه و فمه و ليس من‬
‫يديه و قلمه‬
‫حاتم‪ :‬في ايه يا عم حسن مقلتلهاش ليه ان مش بس الدكتور وال ريهام دي هما‬
‫الي بيكتبوا ان انت كمان بتكتب زمان‬
‫حسن‪ :‬ملكش دعوة بالحوار دا خالص انا بطلت كتابة خالص‬
‫حاتم‪ :‬و افرض سائلت حد تاني‬
‫حسن‪ :‬هتسائل مين هو حد يعرف هنا اني كنت بكتب مفيش غيرك و ثما محدش‬
‫هيجي تاني كله هيبقى اونالين خالص‬
‫حاتم‪ :‬بتتهرب من سوائلي افرض ساءلت حد تاني‬
‫حسن‪ :‬خالص اقلهم كلهم اني لو حد ساءل يقولوا اني مش بكتب و افحضني و‬
‫اعمل تركيز على الموضوع ‪,‬محدش يعرف اصال بعدين كل المسرحيات الي‬
‫كتبتها زمان مش مكتوب عليها اسمي اسم دكتور فواءد و ريهام بس قال ايه‬
‫التعديالت الي بيعملها في السكريبت خاله كله يتغير فمش هتالقي اسمي حتى لو‬
‫هي دورت و معظم الي معانا السنة دي و الي قبلها من سنة أولى و تانية‬
‫ميعرفوش حاجة عني‪ ,‬انا دفعتي و كل الي يعرفوني اتخرجوا اساسا انت نبه‬
‫على البت دي متتكلمش‬
‫حاتم‪ :‬ياعم دي مش معانا في الجامعة أصال و ال بتمثل معانا‬
‫حسن‪ :‬اومال‬
‫حاتم‪ :‬دي صاحبتي جبتها معايا النهاردة كدا عشان افرجها على المسرح الي هو‬
‫فاضي أصال‬
‫حسن‪:‬ههههههه كويس اديك بتتعلم ازاي توقع الفاكهة من على الشجر‬
‫حاتم‪ :‬مكانش الزم تكدب‬
‫حسن‪ :‬مكدبتش انا فعال مش بكتب للمسرح دلوقتي و بمثل كدا كام حاجة بقالي‬
‫سنتين يبقى مكدبتش‬
‫حاتم‪ :‬مادام مش بتكتب للمسرح و ال بتعمل فيه حاجة سنتين كاملين‪ ,‬بقالك ليه‬
‫!!تمن سنين في هندسة يا حسن‬
‫حسن‪ :‬مش عايز اتخرج يا حاتم مش عايز اكبر و اسيب الجامعة لحظة م ابجي‬
‫الصبح افطر و اخد قهوتي و اشرب سيجارتي و ابص على البنات الجامدة الي‬
‫بيعدوا و شوية اضحك مع دي و شوية اخرج مع دي موريش ال شغل وال مشغلة‬
‫وال بحث عن مرحلة ماذا بعد‪ ,‬لو اتخرجت اهلي هيسحبوا أيديهم مني و انطلق‬
‫انا في مفرمة الحياة بقى الي بعد الجامعة فيها ايه لو امط فترة الجامعة شوية‬
‫حاتم‪ :‬ما انت هتضطر لداه اجلته سنة اتنين تالتة هتروحله و هتروح لماذا بعد‬
‫انت دلوقتي ستة و عشرين مفيش واحدة من السبعة الي خطبتهم كملت معاهم و‬
‫هنفضل كدا كل شهرين مع واحدة شكل‬
‫حسن‪ :‬ايه الوحش في الحياة دي زي الفل اخطف من كل وردة بسطان اشم من‬
‫كل ازازة ريحة بخة‬
‫حاتم‪ :‬اتخرج األول و شم براحتك في البخة بعد كدا يا عم الشمام بس اكيد في‬
‫حكاية ورا البت دي‬
‫حسن‪ :‬سالم يا حاتم يدوبك الحق احضر شنطتي هكلمك لما أوصل‬
‫حاتم‪ :‬سالم يا نجم‬
‫خرج حسن علوي البشمهندس خارج نطاق المسوؤلية و الروتين‪ ,‬يعشق النساء و‬
‫يبحث عن االنثى في كل وقت حين بداءها منذ ان كان عمره سبع سنوات عندما‬
‫احب جارتهم صديقة امه التي قررت ان تكون نشوته األولى شعر لحظتها هذا‬
‫الطفل بشعور غير مسبق ينبض الدم في عروقه كنيران البركان و قلبه كانه يريد‬
‫الخروج من صدره لم يكن طفال ضعيفا وال ساذجا عقله كان اكبر من عمره لكن‬
‫وقتها لم يفهم و استسلم الحاسيس جسده و تلك اللحظة اللذيذة و عندما كبر عرف‬
‫ان ما فعلته تلك السيدة هو اغتصاب موءكد و عدم بوحه المه و ابيه لم يكن‬
‫ذكاءا لعلهم كانوا سيضربونه و يعقوبنه فتترط تلك التجربة بالم و خوف شديد‬
‫كان من الممكن ان يجعله يتوقف عن كل ما فعله منذ دخوله مراهقة اللعينة‬
‫المشكلة الرئيسة ليست في ممارسته الجنس مع نساء و فتيات متتعددين من اجل‬
‫احتياج فطري كالغرب بدون قيود او رسميات بل في انها أصبحت ادمان و‬
‫هوس غير طبيعي و مع الخبرة اصبح يعرف من تلك التي ستستجيب و من التي‬
‫‪....‬ذات اخالق و شرف لن يحصل معها على ما يريد‬
‫‪:‬بعد منتصف الليل‬
‫يجيب حسن على هاتفه ليطمئن امه انه قد وصل شقتهم في القاهرة لكنه نائم االن‬
‫و سيكمل حديثه معاها صباحا‪ ,‬بعدها ينظر الى سوزي بجانبه على الفراش‪,‬‬
‫سوزي الدكتورة الجامعية المرموقة أستاذة حسن في الكلية لمدة ثالث سنوات‬
‫حتى اصبحوا في عالقة سويا لكنها بالنسبة له تختلف عن البقية فكلهم فترتهم‬
‫موئقتة و يصبحوا بعدها مجرد ذكرى او حكاية للتباهي وسط األصدقاء لكن‬
‫سوزي يشعر كانها اخته الناضجة االم التي يستطيع رمي كل همومه و اواجعه‬
‫عليها بدون الشعور بالندم او التردد النها لسيت امه الحقيقة و لن تتاءلم مثلها‬
‫لكنها تفهمه و تشعر به و طالما ساعدته في الخروج من العديد من المشاكل انها‬
‫ضهره في غربة اهله‬
‫حسن‪ :‬معاكي سجاير يا سوزي‬
‫سوزي‪ :‬على التسريحة هناك هتالقي و هاتلي واحدة‬
‫حسن‪ :‬انا مش مظبط يا سوزان‬
‫سوزي‪ :‬سوزان! د انت هربت منك فعال مالك ياض دا انت كنت زي الفل و انا‬
‫هضحك عليك‬
‫حسن‪ :‬مش قصدي كدا انا نفسيا حاسس انو حياتي بايظة و اني مش تمام‬
‫سوزي‪ :‬بقولك ايه ما تيجي نقوم ناخد دش‬
‫‪..‬حسن‪ :‬انا قرفان و مش طايق نفسي حاسس ب‬
‫سوزي‪ :‬ايه خايف تتخرج خلص و هشغلك في حتة متحلمش بيها و لو بتعشق‬
‫الجامعة اخليك معيد حتى لو بمقبول انت عارف انا مين يا حسن‬
‫حسن‪ :‬سوزي انا قرفان من الي بعمله قرفان من نفسي انتي مش قرفانة من‬
‫نفسك مش بتحسي أحيانا لوحدك بدنو كدا وانتي واقفة قدام المراية‬
‫سوزي‪ :‬دنو ليه يا حبيبي وانا فتاة ليل وال مومس انا دكتورة (سوزان بدر) كوني‬
‫بقى بنام معاك وال مع غيرك دا يخليني حقيرة انا حرة و دي حاجة طبيعية مش‬
‫الزم يبقى في جواز وال في اطار معين ‪,‬اقرف!! ليه بعدين احنا بنبسط و بنستمتع‬
‫الحياة قصيرة و كلها ضغط بتلوم نفسك و تعذبها على ايه انك بتدلع نفسك بعدين‬
‫مالك بقالك في الهبل دا شوية لو قرفان يا حبيبي متجيش تجري عليا زي‬
‫المجنون و لما تخلص و تشبع تقعد بقى انا ندمان انا وحش يا مامي يارب‬
‫سامحيني استرجل و اتحمل مسوؤلية الي بتعمله يا تعمله يا متعملوش‬
‫حسن‪ :‬انا مش قصدي اهينك يا سوزي انتي عارفة انتي عندي ايه بس انا كل ما‬
‫اخد عهد على نفسي اني مش هعمل كدا بعديها بشوية بالقي نفسي واحد تاني و‬
‫بنسى كل الي قلته لنفسي جايز انا اتعودت و استسهلت القصة كل ما احس‬
‫بالرغبة دي االبيها و برجع استحقر نفسي‪ ,‬كام مرة سيبت امي و ابويا في‬
‫اجازتهم كل سنة من قطر عشان اروح لواحدة عجباني كام مرة طنشت جدي الي‬
‫نفسه يشوفني او اقعد معاه كل فترة عشان قاعد لوحده عشان اعرف اجيب‬
‫‪ ...‬نسوان براحتي كام مرة فسخت خطوبات و كام مرة سقطت عشان‬
‫سوزي‪ :‬بقولك انا كذا مرة قلتلك انا عندي استعداد اجيبلك االمتحانات لحد عندك‬
‫حتى لو ابويا عميد سابق اقدر‪ ,‬انت الي مش عايز تنجح انت الي مش عايز‬
‫تتخطب انت الي مش عايز تحب و بتقنع نفسك انك معقد عشان حكاية تافهة و‬
‫قديمة حابس نفسك في ماضي اهبل طب ما انا مطلقة اهو و قبل ما اتجوز‬
‫مكنتش بنت أصال ندمت و قعدت اعيط ازيك في حاجة اسمها ست اغتصبتني‬
‫انت لو روحت لدكتور هيضحك عليك و يشتغلك هتروح تقوله بنام مع ستات دي‬
‫مشكلة نفسية يعني لو واحد غيرك قالي دنو و قرفان كنت طردته‬
‫حسن‪ :‬انا هفضل طول عمري كدا زي الحيوان و مش هقدر احب بجد وال‬
‫اتجوز كل ماعرف واحدة يبقى غرضي حاجة واحدة الحب الي بجد اكيد انقى من‬
‫كده‬
‫سوزي‪ :‬طول عمرك انت محسسني انك مدمن ايه المشكلة اومال عايز تفكر فيها‬
‫ازاي انقى و زفت ايه انت اعصابك تعبانة و محتاج تهدى شوية اغسل دماغك و‬
‫اعتبر افكارك دي شوايب هتنزل مع العرق و القرف انت زي الفل صحتك حلوة‬
‫اهلك كويسين و معاكوا فلوس الحمدهللا هتخلص و انا مش هسيبك عايز تتجوز و‬
‫تحب اعمل كدا انا مش امنعك و ال هقاطعك الي بينا دا اوله واخره معروف يا‬
‫حسن انت الي عايز تالقي شامعة عشان تبرر تمن سنين في هندسة عشان‬
‫متتجوزش و تلتزم في حياتك بواحدة بس ليس اال من جواك انت مش عايز كدا‬
‫وانت عارف خايف تالقي مسوؤلية مش عايز تواكب مراحل الحياة الطبيعية‬
‫شوفت صحابك الي اتجوزوا و طالعان عينهم و فلوسهم كلها بتطير و حريتهم‬
‫كمان مش عايز تجري مع الحياة الطبيعية دا مش عيب دي طبيعيتك مش نسيمها‬
‫مرض و عقدة مسمياتك غلط الي بتعلمه غلط وال صح دا مش نقاشنا‬
‫حسن‪ :‬خايف خايف من ربنا اتصدقي بقى اول مرة احس بكدا و عارف اني‬
‫ممكن افضل كدا ساعات كتير بعيط وانا بصلي و فكرت كتير اني اخد حاجات‬
‫تمنع رغبتي تماما او اروح ادور على جارتنا دي و افضحهها و اخد حقي‬
‫سوزي‪ :‬انت تعبان نفسيا والزم تروح للدكتور تاني يا حسن و تسمع كالمي مرة‬
‫واحدة بس مشكلتك مش انك بتغلط وال انك حصلك دا وانت طفل مشكلتك في‬
‫جلدك لذاتك و الخوف من الحياة صدقني مش عيب انك تروح العيب انك تقعد‬
‫تعيطلي زي العيال بعد م تنام معايا اقولك لما تجيلك األفكار اقعد اكتب حاجات و‬
‫اديها للبنات ال بتشقطتهم حاول ترجع تكتب جايز تنسى الستات خالص‬
‫يرن هاتف حسن و يجده محمد فتى المكتبة‬
‫حسن‪ :‬ايوه يا محمد في ايه‬
‫محمد‪ :‬يا حسن عليا عاملة تزن عليا و عااملة قلبان و انا مش عارف اقولها ايه‬
‫حسن‪ :‬قلها زي ما بتقلها كل مرة معرفوش ايه خالص دلوقتي اتزنقت اوي دي‬
‫جاتلي النهاردة الجامعة و شافتني‬
‫!!محمد‪:‬عرفت؟‬
‫حسن‪ :‬ال طبعا انا قدرت اشيل نفسي من دايرة الشك خالص مكنتش متوقع انها‬
‫لما تقرا احتمال أكون جنبك اوي انها تيجي و تدور على كاتب في المسرح البت‬
‫طلعت ذكية فشخ يال‬
‫محمد‪ :‬اعمل ايه دلوقتي طيب‬
‫حسن‪ :‬انا هتصرف و لما تسالك تاني قولها دا كل مرة الجواب بيجي من محافظة‬
‫غير الي قبلها يال سالم‬
‫سوزي‪ :‬انت ايه بداءت تسمع نصيحتي وال ايه‬
‫حسن‪ :‬ال دي واحدة بس الي بكتبلها انضف بنت عرفتها في حياتي هي متعرفنيش‬
‫بس لما بكتبلها بحس اني واحد تاني شاب غيري فعال بقالي تلت سنين مش طايق‬
‫اكتب بس لما بمسك الورقة عشان اكتبلها رسالة بحس اني مسافر روحي و‬
‫روحها بيتالقوا من غير أفكار وال وسواس وال خوف‬
‫سوزي‪ :‬رسالة !! و على ورقة!! دا انت رجعت أيام ممنون ليك يا افندي‬
‫حسن‪ :‬احاسيس و لحظات بنسمع عنها و عمرنا ما جربنها بجد و فعال احساسها‬
‫‪ ..‬أروع بكتير و كمان مش عايزها‬
‫سوزي‪ :‬مش عايزها تعرفك اشمعنى يعني‬
‫حسن‪:‬عايز احس بالنقاء مشاعر حقيقة حتى لو موءقتة عايز اتعلق بروحها مش‬
‫بشكلها و عايز احس انه فيه حكاية نضيفة من وسط كل حكايته‬
‫سوزي‪ :‬انت خايف تشوفها تعجبك هههههه ما توظف الكالم صح و تختصر و‬
‫ليه محكتليش قبل كدا‬
‫حسن‪ :‬جايز جايز بس معتقدش البت دي هبقى معاها زي ما انا مع الباقي دي انا‬
‫اول مرة شوفتها كانت في عيادة دكتور مينا بتاعك دا‬
‫سوزي‪ :‬هس هس يعني شوفتها في عيادة نفسية و كمان مشاعر يا نهار ازرق‬
‫انت غبي يعني مكملتش مع الدكتور و كل الي طلعت بيه بت يعني رايح تتعالج‬
‫من الحريم تعجبك واحدة هناك في العيادة انت حالتك ميوؤس منها يا ابني والهي‬
‫حسن‪ :‬هس هس مش من شوية كان عادي و مش عيب فظيعة انتي يا سو اسمها‬
‫شوية تعب كفاية جهل وظفي الكالم صح‬
‫سوزي‪ :‬انت الي محتاج توظف حياتك صح‪ ,‬اسمها ايه البت دي بقى‬
‫حسن‪ :‬عليا اسمها عليا‬
‫سوزي‪ :‬بيئة و كحيانة وال بنت ناس؟‬
‫حسن‪ :‬ليه األسئلة يعني ابوها جراح عضم كبير اسمه هشام وفيق بنت ناس يعني‬
‫متقلقيش بس انا مش بفكر فيها كارتباط‬
‫سوزي‪ :‬هشام وفيق؟!!! بنت هشام و امينة!!! نهارك اسود‬
‫حسن‪ :‬ايه تعرفيهم؟‬
‫سوزي‪ :‬سبحان هللا الدنيا صغيرة قد خرم االبرة‪ ,‬ايه الي اعرفه دانا مذكراه دا‬
‫حكاية طويلة اوي عايزلها سهرة لوحديها غير دي‬
‫حسن‪ :‬طب ما تحكيها‬
‫سوزي‪ :‬انت ليه مش عايز تقابلها بجد ايه فيه انة وال البت نفسها متربية جامد‬
‫وال ايه حكايتك مش انت يعني‬
‫حسن‪ :‬هي قافلة على نفسها جامد و عرفت انها تعبانة نفسيا بعد موت أمها و‬
‫معقدة شوية و هي عجبتني لما شوفتها و في األول عجبتني زي ما كل البنات‬
‫بتعجبني و قولت اكتبلها جاتلي فكرة كدا زي ما كنت بعمل مع الي كنت بشقطهم‬
‫من المسرح و الجامعة‪ ,‬وقلت جايز تجي معايا سكة لحد ما لقيتني استعطفتها كدا‬
‫و حسيت اني انسان له مشاعر مش حيوان وحسيتها هي كمان غير أي بنت‬
‫عرفتها‬
‫سوزي‪ :‬يا حبيبي!!! دا ربنا بيخلص شايف بنته تعيسة ازاي‪ ,‬ابوها دا هو الي‬
‫عورني زمان و بعديها خلع‪ ,‬كنا انا وهو زي التوأم الروحي كان بيحس معايا‬
‫بالي مش عارف يحسه مع امينة‪ ,‬طعم اللذة و الخطر و الكيميا المجنونة الي مش‬
‫موجودة مع أي ست غيري‪ ,‬لكن امينة كانت بنت الناس المحترمة الموءدبة‬
‫الهادية الي تنفع تمون ام عيالي و ست بيت‬
‫حسن‪ :‬طب و مراته مكانتش تعرف‬
‫سوزي‪ :‬مكانتش تعرف ازاي دا بسبب الموضوع دا كانت الجوازة هتتفركش‬
‫قبليها بيومين لحد ما فضل يقنعها اني زيي زي غيري و انو هيتغير قبل الجواز‬
‫حسن‪:‬مكانش بيحبها ؟؟‬
‫سوزي‪ :‬محبش غيري جايز حبها بس مش نفس حبي هو بحيب على نفسه أصال‬
‫كان بيقولي الحب ليه اشكال كتير‪ ,‬ستات بحب جسمها ستات بحب روحها ستات‬
‫بحب دماغها و ثقتها و انتي فيكي كل دا يا سوزي‬
‫حسن‪ :‬عشان كدا اتطلقتي بعد جوازاك من مصطفى‬
‫سوزي‪:‬كان معيد كحيان عرفته بعد مع قعدت سبع شهور مكتئبة بعد ما اتجوز‬
‫هشام‪ ,‬اتقدملي و استغرب جدا ازاي ابويا وافق عليه واحنا كنا فوق و هو مش‬
‫القي ياكل‬
‫!!حسن‪ :‬ابوكي كان عارف ؟‬
‫سوزي‪ :‬امي عرفت لما فضلت تضغط عليا و هي طبعا ام عرفت ‪,‬بس خافت‬
‫تقول البويا التفضح بعدين و الناس تشم ريحيتي مين هيرضى يتجوز واحدة مش‬
‫بنت دا لو كان ملحد و شيوعي مش هيعملها لو ماركس قام من قبره مش‬
‫هيعملها‪ ,‬دا هشام نفسه هو الي كان فاتح علبة الشوكوالتة بايديه و بعيدها قرف و‬
‫قال انا عايز علبة جديدة لسى بشوكها شوف بجاحة الرجالة‪ ,‬دمرني نفسيا و‬
‫عاطفيا و كليا‬
‫حسن‪ :‬و بعديها مصطفى عرف طبعا‬
‫سوزي‪ :‬عرف في شهر العسل الي امي دفعت تمنه من وراه ابويا و حاجات تانية‬
‫كتير‪ ,‬امي ضغطت عليه جامد عشان يوافق و هو كان مستغرب‪ ,‬امي ساعتها‬
‫قالتلي متقلقيش دا واد خام و لو عايزة ناخد احتياطتنا عملية ب‪ 200‬او ‪300‬‬
‫جنيه تخلي شيئا لم يكن و فعال عملتها و رجعت على الزيرو‬
‫حسن‪ :‬اومال الزبون عرف ازاي مادام التعويرة اتقفلت ؟؟‬
‫سوزي‪ :‬الواد مكانش خام ههههه حظ الحرامي كدا بقى يركب القطرمن هنا‬
‫يالقي جنبه ظابط‪ ,‬حس حس انها مش اول مرة ليا حس ان في حاجة غريبة انا‬
‫كمان قعدت فترة في األول مش عايزاة يقرب مني بس طبعا امي قالتلي كدا هو‬
‫و اهله هيشكوا فيكي‪ ,‬فسيبت نفسي و ابتديت اتعامل على اننا متجوزين‪ ,‬لما‬
‫ابتدى يساءل عليا جامد عرف اننا و هشام كنا بنحب بعض و ضغط عليا بعد ما‬
‫ابتدى يسأل على الفرق بين الجديد و المستعمل لحد ما عرف و اتطلقنا بس‬
‫بشرط انه ميخسرش الوظيفة الي مكانش يحلم بيها وال الحساب الي بقى بيعد في‬
‫البنك و ال العالقات بتاعت ابويا و انا مخسرش سمعتي وال والدي و أقول ان‬
‫المشكلة فيا انا انا الي صعبة و طبعي صعب و هو يا حرام استحملني كتير و‬
‫كان بيبوس رجلي خليته يصعب على ابويا نفسه و ابويا شيلني انا الغلط‬
‫حسن‪ :‬انتي اول مرة تحكيلي على تفاصيل القصة كدا‬
‫سوزي‪ :‬عرفت الي انت بتحبها ابوها عمل فيا ايه و دا كان اوسخ منك بمراحل‬
‫الندم دا كان بيحس بيه لو ضيع فرصة كان ممكن يكون فيها مع واحدة‪ ,‬لما‬
‫عرفت ان مراته ماتت استغربت اني مفرحتش وانها صعبت عليا مسكينة انا لو‬
‫بحب بجد و جوزي كدا دا انا اقتله اكيد تعبت معاه اوي‪ ,‬ربنا بيحبها الضحية‬
‫الوحيدة في كل دا هي بنته‬
‫حسن‪ :‬بس كويس ان سوزي بجاللة قدرها مفكرتش تنتقم منه‬
‫!!!سوزي‪ :‬تفتكر؟‬

‫‪:‬صباح اليوم التالي*‬


‫‪ :‬تستيقظ عليا على مكالمة من والدها‬
‫هشام‪ :‬صباح الخير يا حلوة فينك مش بتسائلي عليا ليه ما صدقتي طبعا اني مش‬
‫موجود‬
‫عليا‪ :‬ليه بتقول كدا يا بابا انا بحبك جدا انت روحي و سندي و كل حاجة‬
‫هشام‪ :‬خايف تكوني كرهتيني زي ما امك كرهتني‬
‫عليا‪ :‬انا عمري ما اكرهك انا بس كنت زعالنة منك زعل كبير شوية‬
‫هشام‪ :‬اخبار الدنيا عندك ايه انا سامع انك مقضيها خروج وتنطيط بالعربية‬
‫عليا‪ :‬يادي داليا الي مش بيتبلي في بقها فولة‬
‫هشام‪ :‬خدي بالك من نفسك و متقلعيش الكمامة طول عمرك مش بتحبي الخروج‬
‫اشمعنى دلوقتي في ايه؟‬
‫عليا‪:‬دا رقمك لو حبيت اكلمك عليه واتس اب يا بابا‬
‫هشام‪ :‬انت بتغيري الموضوع‬
‫عليا‪ :‬انت مكبر المواضيع اوي مش هيحصل حاجة و بعدين مش انت الي كنت‬
‫بتتحايل عليا عشان اخرج‬
‫هشام‪ :‬دكتور مينا بيقولي انك مش عايزة تاخدي الجلسات اونالين‬
‫عليا‪ :‬هتكلم مع مينا ازاي اونالين و ممكن حد يسمعني ‪,‬الء مش هينفع‪ ,‬يا اشوفه‬
‫يا منتكلمش‬
‫هشام‪ :‬دماغك ناشفة و هو مش عايز ينزل دا عشانك مش عشانه صاحبه كتير‬
‫دكاترة في الطوارئ و كان بينزل العباسية و بيختلط كتير‬
‫عليا‪ :‬بابا ارجوك‬
‫هشام‪ :‬ارجوكي انت اسمعيني الدنيا اتقلبت مبقتش زي األول لعنة و انتشرت‬
‫على الكوكب معرفش هقدر ارجع وال الء و عاملين نسمع عن زمايل لينا في‬
‫الموءتمر ماتوا لو ربنا كاتبلي عمر و رجعت من هناك الزم نصفي كل القديم يا‬
‫عليا‬
‫عليا‪ :‬بابا انت جالك كورونا؟‬
‫هشام‪ :‬والهي ما جالي حاجة بس خدي بالك من نفسك يا عليا انا الزم اقفل سالم‬
‫عليا‪ :‬انشاءهللا هترجع و نرجع زي زمان‬
‫هشام‪ :‬كلمي مينا يا عليا عشان خاطر ماما‬
‫‪ :‬كان يجلس في نفس الوقت حسن في منزله يكتب رسالته لعليا*‬
‫‪,‬صديقتي الجميلة عليا‬
‫اعتذر عن عدم بعثي لك رسالة الفترة الماضية و اعتذر أيضا عن عدم كتابتي لك‬
‫قصة جديدة اعلم انك تنتظرين حكاية أخرى لكنني بكل صراحة اشعر بفقدان‬
‫الشغف و العجز طالما حاولت الكتابة اتوقف و كأن شخصيات الحكاية اصبحوا‬
‫يكرهونني ال يرودوني التحكم بهم و كتابة قدرهم ‪ ,‬القلم ينفر من يدي كانت تلك‬
‫حالتي قبل كتابتي لك منذ عام لكنها عادت الي فظروفي صعبة بعض شيء هذه‬
‫المرة األولى التي اشكي انا فيها لك و اظهر شيء من ضعفي و قلة حيلتي لكنني‬
‫صارحتك ليس بغرض الشكوى و لكن لتلتمسي لي العذر ان شعرت بفقدان جزء‬
‫من روحي في رسائلي او لو لم اكتب لك مجددا حتى اعود لطبيعتي و لكن هذا ال‬
‫يمنع اني مازالت مستمعا بالكتابة لك و ارجو منك ان ال يمنعك كالمي عن‬
‫مصارحتي بكل ما تشعري به وان ال تتضايقين من ما قراءتي‬
‫‪,‬صديقك اخو الفتاة البائسة‬
‫أستاذ جيم‬
‫جلب حسن هاتفه ليتصل بمحمد حتى يأخذ رسالته و يضعها في كتاب لعليا ‪ ,‬ثم‬
‫تذكر المرات األولى التي كتب لها و حاول ترك رسالته بطرق عديدة و رد فعلها‬
‫العنيف وقتها لم يكن يتوقع ان تستمر حكايتهم حتى االن‬
‫‪:‬منذ عام و نصف*‬
‫تخرج عليا من نصف المحاضرة بعد ان شعرت باختناق و ضعف في التركيز و‬
‫قررت ان تذهب الى البيت و قبل مغادرتها ووجدت في خزانتها رسالة ثانية من‬
‫هذا الشاب الذي تظنه متحرشا و مضايقا للجنس الناعم‬
‫عليا‪ :‬ياربي تاني تاني وحياة امي ما هسكت المرة دي‬
‫وقبل ان تذهب لمسوؤؤلين الخزانات لتتشاجر معهم على اهمالهم او ربما‬
‫التواطىء مع هوءالء الشباب عديم الرجولة و المروءة‪ ,‬خافت ان تنتشر حكايتها‬
‫على السن زميالتها و األساتذة و تصبح سيرة كل تجمع و حكاية لكل انسان فارغ‬
‫و ظنت انه طالما ال يواجهها و ليست لديه الشجاعة على محادثتها و مضايقتها‬
‫وجها لوجها فانه شخص ناقص و ضعيف ولن يوؤذيها و تركه لرسالة لها في‬
‫خزانتها اكبر دليل فهو يخاف على فضح امره اكثر من امرها لعله شاب منطوي‬
‫وحيد بال تجارب او أصدقاء او ربما هي الفتاة األولى التي يحاول االقتراب منها‬
‫فوضعت الرسالة في حقيبتها و ذهبت لكن ذكاءها في استنتجاتها حول طبيعة هذا‬
‫الشخص الذي لم يكن حقيقيا سوى في خوفه على فضح االمر وانه ال يريد‬
‫معاكستها فعال ولم يوقفها عند هذا االمر فقررت اخذ سماعات هاتفها و تقديم‬
‫شكوى على مسوؤلين الدور واتهماهم بالسرقة او اإلهمال و فعال‬
‫مسوؤل الدور‪ :‬يا دكتورة انا باءكدلك ان مفيش حاجة اتسرقت من عندك الولد‬
‫بيحلفلي دا غلبان عامل نضافة هيخاف على اكل عيشه اكيد‬
‫عليا‪ :‬وانتوا بقى بتدوا نسخ من مفاتيح الخزانات معاهم‬
‫مسوؤل الدور ‪ :‬ضروري يبقى فيه نسخ لو حضرتك ضيعتي نسختك او لكن فيها‬
‫حاجة مهمة لكن مفيش حاجة اتخادت‬
‫عليا‪ :‬وانا بقول حضرتك خزنتي اتفتحت انا متاءكدة‬
‫المسوؤل‪ :‬يعني ايه اتفتحت‬
‫عليا‪ :‬انا عايز اشوف الولد دا و مش هقدم الشكوى و مش عايزة السماعة الي‬
‫اتسرقت بس عايز اشوفه من فضلك‬
‫المسوؤؤل‪ :‬دكتورة عاملين النضافة شافوكي و انتي بتطلعي كل حاجات اللوكر‬
‫على األرض و بتفنطيها و ان في حاجات خدتيها‬
‫عليا‪ :‬قصدك ايه يعني يعني هضيع وقتي عشان اتهم انسان غلبان في سرقة‬
‫حاجة و تافهة زي دي انا مش عايزاها‬
‫المسوؤل‪ :‬ما يمكن حضرتك نسيتها في البيت او ضيعتيها في أي مكان او‬
‫اتسرقت بره لكن احنا هنا مش بنفتح اللوكرز خالص اال لو في حالة طارئة او‬
‫بالغ ضد صاحبها الطالب حضرتك اكيد نسيتيها او وسوستي حبتين‬
‫عليا‪ :‬ايوه ايوه صح انا افتكرت هي ممكن تكون وقعت مني فعال في العربية وانا‬
‫جاية انا اسفة جدا لحضرتك ارجوك تقولي اسم الولد العامل عشان اعتذرله‬
‫بنفسي‬
‫المسوؤل‪ :‬خالص مفيش لزوم يا دكتورة‬
‫عليا‪ :‬ارجوك عشان اعرف انام بليل‬
‫المسوؤل‪ :‬طيب خدي اسمه اهو في ورقة اسائلي عليه هيدلوكي‬
‫ذهبت عليا لذلك العامل و طلبت منه قبول اعتذارها وانها تريده على انفراد و‬
‫صدمته بحيلتها و مكرها‬
‫عليا‪ :‬بص يا شاطر انا مكانش قصدي اعملك مشكلة واانا عارفة انك مسرقتش‬
‫حاجة بس خزنتي اتفتحت و هو قالي ان مفيش حد معاه نسخ للدور دا غيرك انا‬
‫معرفش انهي عيل طلب منك تفتح خزنتي وال عايز اعرفه بس لو الموضوع دا‬
‫اتكرر تاني انا هاخد الجواب الي معايا و اقدمه للمسوؤل انا مردتش المرة دي و‬
‫اتححجت انها سرقة و هقطع عيشك‬
‫العامل‪ :‬يا دكتورة والهي ما قصدي اعمل حاجة وحشة و اوعدك مش هعمل كدا‬
‫تاني ابدا‬
‫عليا‪ :‬و أقول للعيل التافه الي بعتلي الجواب اني مش هقراه و مش عايز اعرفه‬
‫وانه جبان و حركاته حركات أطفال عشان يعمل كدا و يورط عامل زيك معاه‬
‫فذهب العامل لحسن وهو يشرب قهوته في الكافتيريا و غمز له و هو يتظاهر‬
‫بتنضيف الطاولة ‪ ,‬فامره حسن بان ال يتكلم معه نهائيا داخل الحرم الجامعي حتى‬
‫ال تتعرف عليه‬
‫فاتصل به على الهاتف بعد نصف ساعة ليفهم ماذا الي حدث‬
‫حسن‪ :‬ايوه يا بني ادم في ايه‬
‫العامل‪ :‬يا أستاذ حسن انا حصلي حوار كبير اوي بسببك و الدكتورة صاحبة‬
‫الخزنة دي راحت و اتهمتني بالسرقة عشان تعمل مشكلة و تنتقم مني و بعديها‬
‫سحبت الشكوى و هددتني لو عملت كدا تاني هتاخد الجوابات لمديري و قالتلي‬
‫كمان انك جبان و تافه و حركاتك يعني‬
‫حسن‪ :‬قول قول وال يهمك‬
‫العامل‪ :‬المواخذة حركات عيال صغيرة‬
‫حسن‪ :‬هههههههخ هي قالتلك كدا و ايه حوار السرقة دا انت خدت حاجة وال ايه‬
‫العامل‪ :‬وربنا ابدا لوال الراجل عارف أخالقي و عارفنا كلنا من زمان كان شك‬
‫فيا هي بنتقم مني و أصال مفيش حاجة نقصت من اللوكر‬
‫حسن‪ :‬تنتقم منك ايه يا اهبل انت‪ ,‬اه يبقى كانت بتعمل كدا عشان تشتكي و‬
‫خالص بس من غير ما تقول ان في ولد باعتلها جواب عشان محدش يلسن يا‬
‫بنت الصايعة خالص انا مش هطلب منك كدا تاني و انا عندي انا الي حصل دا‬
‫حقك عليا‬
‫ظل يفكر حسن في طريقة لترك رسائله له دون ان تستطيع الشكوى او منعه و‬
‫بدون خطورة معرفة الناس بهذا حتى تذكر رؤيته لها وهي جالسة في انتظار‬
‫جلستها مع دكتور منير و تقراء في كل زيارة رواية جديدة كانت تتشاجر في مرة‬
‫مع سكرتيرة العيادة لصوتها العالي يمنعها من التركيز في القراءة و تطلب تغيير‬
‫الموسيقة في غرفة االنتظار الي الكالسيك ‪ ,‬لعله يستطيع تركه لها في كتاب من‬
‫كتب العيادة المتوفرة للمرضى عند االنتطار ولكنها طريقة ليست امنه لعل‬
‫الكتاب سيقع في ايد شخص اخر او ربما لن تاخذه عليا من األساس و من‬
‫المحتمل ان تشتكي مجددا لكن قرر عدم االستسالم رغم صوته الداخلي الذي‬
‫يقول انها محاوالت فاشلة و انها فكرة سذاجة من البداية من سيبعث رسائل لفتاة‬
‫في القرن الواحد و العشرين لعله عليه التوقف عن ذلك و نسيان تلك الفكرة من‬
‫األساس حتى جاءت له فكرة لعل ابليس هو من همس له بها في اذنيه و لكن ان‬
‫كان هو بالفعل لشكره حتى وان كان عدوه فالفكرة كنز اغلى من الماس بغض‬
‫النظر عن مصدرها‬
‫فتاة االستقبال‪ :‬أستاذ حسن الدكتور في انتظارك‬
‫حسن‪ :‬شكرا‬
‫الدكتور‪ :‬اهال يا حسن عامل ايه النهاردة‬
‫حسن‪ :‬قبل ما نبداء عايز اطلب منك طلب و متزعلش مني انا من فترة بسيطة‬
‫كدا لما اتاخرنا في الجلسة لحد بليل و انت دخلت الحمام عيني جت على ملف‬
‫مريضة عندك‬
‫الدكتور‪ :‬وكان اسمها ايه‬
‫حسن‪ :‬عليا هاشم ولما ندهوه باسمها عرفت شكلها‬
‫الدكتور‪ :‬باباها دكتور صديقي و متزعلش مني يا حسن الي عملته غير أخالقي‬
‫بالمرة دي اسرار مرضى يعني مينفعش‬
‫حسن‪ :‬يا دكتوروانا قريته كله يعني دي تقاطيف‬
‫الدكتور‪ :‬ايه هي بقى الطقاطيف دي‬
‫حسن‪ :‬انها حاسة انها بتكره ابوها بعد أمها وانها بتخاف من الوالد و حاسة انها‬
‫معقدة ووحشة و مش زي بقيت البنات حاجات بسيطة يعني طقاطيف‬
‫الدكتور‪ :‬كل دا طقاطيف يا حسن دا انت استوعبت الحالة احسن مني الكالم دا‬
‫مش مكتوب بوضوح في الملف‬
‫حسن‪ :‬عارف انتوا بكتبوا الحالة و شوية نقط المهم يعني وسواس قلق اكتئاب و‬
‫جمل مختصرة عن األفكار المزعجة‬
‫الدكتور‪ :‬ما تيجي تقعد مكاني احسن يا حسن‬
‫حسن‪ :‬العفو يا دكتور ال‬
‫الدكتور‪ :‬انا احساسي ميخبش لما قلت انك ذكي و مش سهل بس متعملش كدا‬
‫تاني و متكلمش مع حد في الموضوع دا دي اسرار مرضى‬
‫حسن‪ :‬يادكتور هي دي اسرار أمها ماتت و تعبت بعديها ماالزم تتعب اومال انا‬
‫اموري دي تبقى معلومات عسكرية و اسرار مخابرات بعدين ما انا بتعالج زيها‬
‫هقول الناس ايه كنت بتعالج فشوفت حالة تانية معايا زميلتي في الكلينيك بتاع‬
‫المنفسنين‬
‫الدكتور‪ :‬طب كفاية لماضة و تضييع وقت و قلتلك مليون مرة دا مش جنون وال‬
‫عيب و مصطلح منفسنين دا مصطلح متخلف‬
‫حسن‪ :‬انت عارف يا دكتور مينا ساعات بسائل نفسي كتير انت كمينا الراجل‬
‫مش الدكتور بتبص للمرضى أزاي يعني لو شخص عادي و سمع المشاكل ديه‬
‫من لسان البشر التعبانة دي هيبصلهم ازاي‬
‫!!الدكتور‪ :‬حتى انا بتوسوس فيا مش ممكن‬
‫حسن‪ :‬يعني مثال مثال لو جاتلك مريضة بتقولك انا بخون جوزي مع دا و دا و‬
‫تحكيلك عن شعورها لحظة خيانتها ليه مش من جواك بينك و بين نفسك بتبقى‬
‫قرفان منها و بتحط نفسك و لو لمدة دقيقة مكان جوزها و تبقى عايز تقوم‬
‫تضربها تطردها بره تقتلها حتى لكن من بره موضوع تاني انت الصديق الحنون‬
‫المتفهم المستمع الجيد مصدر الراحة الصدقائك الي قرروا طلب مساعدتك انا‬
‫على سبيل المثال مثال حي اهو‪ ,‬بتبصلي ازاي كمينا مش كدكتور مينا؟؟‬
‫الدكتور‪ :‬انت مصمم تسيب جلستك و تمسك في مواضيع فرعية ملهاش لزمة لو‬
‫قلتلك اني بحترمك و شايفك شاب رائع هتصدقني الء طبعا النك موسوس يا‬
‫حسن و شكاك ‪ ,‬بعدين انت جاي لمينا وال لدكتور مينا انا عايز افهم‬
‫حسن‪ :‬االتنين واحد يا دكتور صدقني انت فاكر لما تقولي كدا هرتاح شوية انت‬
‫فاكر اني مش عايز اروح لدكتور نفساني عشان عيب وال حد يعرف اه عشان‬
‫كدا بس ما انا ممكن اخبي انا شاطر اوي في اني اخبي حتى على اهلي الي‬
‫ميعرفوش اني بجي وال يعرفوا حاجة عن وسختي‬
‫الدكتور‪ :‬اومال ايه السبب األول يا بشمهندش؟‬
‫حسن‪ :‬عشان نظرة الدكتور على المريض بينه و بين نفسه و عشان بحس ان‬
‫الموضوع مجرد شغل و سبوبة بتقعد تقولي أي حد معرض انه يتعب غني فقير‬
‫متدلع او مسؤؤل لكن بتمن جالستكوا دي معتقدش ان في حد من الي قاعدين بره‬
‫دول فقير‬
‫الدكتور‪ :‬يعني لو مريض بمرض جسدي و الزمله عملية او سرير و اهله مش‬
‫معاهم مش احتمال يموت هي دي منظومة الحياة يا حسن انت مش متقبلها يعني‬
‫عشان تحترمني بعد كل التعب والمجهود عشان اخد الشهادات دي كلها والسفر‬
‫بره دا غير التعب النفسي الي بيتنقلني انزل تمن الجلسة في التراب عشان‬
‫سيادتك تحترمني ولو عملت كدا محدش هيجي بالعكس هيقولوا دا دكتور تعبان‬
‫على قده اشوف حد مستوى اعلي و محترف اكتر‪ ,‬يوءسفني اقولك انك بتشك في‬
‫نوايا طبيبك نفسه مع اني اقسملك ان الموضوع مش سبوبة بالنسبالي الفيزيتا دي‬
‫تمن كل تعبي و عشان بيتي و اسرتي و تمن للموظفين الي بره الي عندهم عيال‬
‫و مسوؤؤلين‪ ,‬وال انا زي دكاترة كتير زمايلي من بتوع انصب على الزبون و‬
‫دوخه في حوارات بعيدة انا قلتلك حالتك بكل صراحة ووضوح بس يوءسفني‬
‫اقولك انك مش جاي تتعالج انت جاي تجادل‬
‫حسن‪ :‬دكتور انا عايز اطلب منك طلب خارج اطار الجلسة‬
‫الدكتور‪ :‬ايه عايزني انزلك سعر الفيزيتا؟‬
‫حسن‪ :‬هههه ال انا عايزاك تسائلي عليا هي بتجيب الكتب و الروايات الي بتقراها‬
‫منين‬
‫الدكتور‪ :‬عايز ترجع تكتب‬
‫حسن‪ :‬ممكن‬
‫الدكتور‪ :‬طب ما اقلك انا على مكان‬
‫حسن‪ :‬الء اسائلهالي هي ارجوك‬
‫الدكتور‪ :‬حسن لو الي في دماغي طلع صح و عايز ت‪ .....‬هطردك بره‬
‫حسن‪ :‬اقسم باهلل الء انا عجبتني القصص الي بتقراها من الغالف و عايز اجيب‬
‫زيها مش عايز حاجة منها‬
‫الدكتور‪ :‬هسائلها عن اسم الروايات و متحاولش تكلمها بعد اذنك ممكن نبداء بقى‬
‫الجلسة انا قررت المرة دي اكتبلك دوا اقوى شوية زانكس هيبقى حلو معاك‬
‫حسن‪ :‬دكتور االدوية دي بتقلل الرغبة الجنسية‬
‫الدكتور‪ :‬نعم يا حبيبي؟!! اومال انت جاي تتعالج من ايه!!! يارب يارب الواد دا‬
‫هيخلني اسيب المهنة خالص‬
‫حسن‪ :‬انا قصدي يعني على المدى البعيد بعد كدا يا دكتور‬
‫الدكتور‪ :‬حسن يال نبداء الجلسة‬
‫حسن‪ :‬هنبداء بس شوفت خفت عليها ازاي يعني شكي في محله سواء مينا او‬
‫دكتور مينا‪ ,‬كالهما يؤدي الى ايالت‬
‫انتهى دكتور مينا من جالساته هذا اليوم و قرر االتصال بدكتور هشام ليطمئنه*‬
‫على حالة عليا ‪,‬كانوا زمالء في دفعة واحدة بكلية الطب و كان يظل هشام‬
‫يتمسخر و يقلل من مينا عندما بدوؤا اختيار التخصصات لطالما كان يقول‬
‫يا عم دي مش هتاكل منها عيش و هيطلع عينك على فاضي و في مجتمعنا (‬
‫الدكتور النفسي دا الناس بتسمع سيرته بتتكهرب انت حر خيب نفسك روح شوف‬
‫باطنة وال جلدية او قلب حلو القلب علطول مطلوب و خصوصا بره في اوروبا‬
‫)مجدي يعقوب عامل سمعة حلوة لينا بره‬
‫يا للسخرية القدر لم يكن يعلم هشام ان صديقه تخصص نفسي ليكون طبيب ابنته‬
‫في يوم من األيام ولوال انهم أصدقاء منذ زمن لم يكن ليثق هشام ابدا في أي‬
‫طبيب اخر و ربما لم تكن ستتلقى عليا أي عالج نفسي ‪,‬انها الحياة كغرفة صغيرة‬
‫داخل مبني كبير ال تعلم من ستقابل داخل حجرتك الصغيرة‬
‫مينا‪ :‬ايوه يا هشام ‪,‬تعاللي بكرا كدا العصر في العيادة عايزين نتكلم شوية‪ ,‬يا‬
‫سيدي والهي هتبقى كويسة ‪,‬تعالي بس في حاجة عايز اقولهالك و نتكلم شوية‬
‫بقالنا كتير مقعدناش يال مستنيك بكرا‬
‫اقفل مينا الخط و ظل يفكر في كالم حسن و جداله الذي داخليا حقا افحمه‪ ,‬فهو‬
‫فعال أحيانا ولو لثواني يخرج خارج شخصية الطبيب وينظر للمريض كشخص‬
‫عاديا و يبداء شعوره باالشمئزاز و االستحقار ناحيته لكن سرعان ما يتحكم في‬
‫ذلك و يعود الطبيب لالستماع و تحليل الكالم اليجاد العالج و الحل و يتذكر انهم‬
‫مرضى و جزء من ذلك يعود لضعف النفس البشرية وانه ليس مجرد مينا بل‬
‫دكتور مينا االستشاري النفسي الذي يوءمن ان المرض النفسي خارج عن ارادتنا‬
‫كالمرض العضوي لكن هناك شيء في هذا الشاب يسحر ليس كأي مريض دخل‬
‫عيادته من قبل حتى هوءالء أصحاب نفس المشكلة ليسوا كهذا الفتى انه اكثرهم‬
‫ثقة و تاءثيرا‪ ,‬ثم عاد ليسمع تسجيل جلسته مجددا‬
‫مينا‪ :‬لحظتها لما هي وقفت قدامك كدا ‪ ,‬انت مفكرتش تاخد رد فعل مختلف عن‬
‫طبيعتك مش بتفتكر لحظة لما األمور يعني بتخلص بتحس بايه فتمعلش كدا‬
‫حسن‪ :‬بيجي في دماغي كل دا بيجي ‪,‬بس بيجي قدامه اإلحساس الي عكسه‬
‫النقيض ليه الناحية التانية تفكيري في الست الي عجبتني دي كل حتة في جسمها‬
‫الي ببقى عايز امسكها و احسها نظرات عينيها لغة العيون في الوقت دا اهم من‬
‫مليون كلمة و هي بتقولي بعينها انها عايزاني و انها هتسلملي نفسها و في وقتها‬
‫لحظة ما الي عايزه بيبقى متاح بتنسى و بتتحول لشخض غير تماما كانك حيوان‬
‫النشوة وقتها تبقى فوق كل شيء و لما الصراع بيزيد قبلها مع الرغبة بحس انه‬
‫الندم و استحقار نفسي مش بتاعي مش انا انا ساعتها بكون حسن تاني‬
‫مينا‪ :‬يعني وال مرة حاولت تقاوم نفسك حتى لو فشلت بس حاولت وال بتستسلم‬
‫وتقنع نفسك انك بتنسى وقتها الدنيا كلها‬
‫حسن‪ :‬الي بيتعود على القصة دي بيبقى عامل زي المدمن الي ماشي مع مثل‬
‫دخول الحمام مش زي خروجه في منهم ستات اعرفهم زي صحابك الثابتين و‬
‫في غيرهم بتبقى فترة بسيطة و مش بشوفهم تاني‬
‫مينا‪ :‬طب و الستات الثابتين دول ايه المختلف فيهم عن الباقي الي بيطير‬
‫حسن‪ :‬معرفش جايز سحر مختلف اكبر من لذة العالقة معاهم حاجة مخاليهم‬
‫واخدين مكان اكبر من مجرد واحدة للجنس بس جايز دول مشكلة اكبر‬
‫مينا‪ :‬ازاي‬
‫حسن‪ :‬لما بحاول ابعد و موصلش نفسي لنقطة فقدان السيطرة مجرد وجودهم‬
‫حواليا او التعامل معاهم بشكل طبيعي بيفكرني بكل الحاجات إياها يعني‬
‫مينا‪ :‬المشكلة مش فيهم المشكلة فيك انت أي انسان طبيعي و خصوصا الراجل‬
‫بيحس من الوقت للتاني برغبة و لو واحدة يعرفها عاجبته حتى لو صديقة عادية‬
‫او أستاذة بنسبة عشرة بالمية على األقل هيفكر فيها كدا هنا االزمة في التعود و‬
‫استسهال الموضوع مع وجود نفس حساسة يعني جايز لو التفكير الزيادة دا مش‬
‫موجود هتعمل دا بدون أي مشكلة تماما مش دا الي معطل حياتك الي معطلها‬
‫الصراع ابقى هنا وال هناك انا مش بقنعك انك تواصل وتتجاهل شعورك‬
‫حسن‪ :‬قصدك انو المفروض اعمل كدا من غير ما اقرف نفسي او معلمش كدا‬
‫خالص‬
‫مينا‪ :‬بالظبط انا هنا مش شيخ انا طبيب بحاول اوصلك لنفسية سوية او على‬
‫األقل قدرة على مواصلة حياتك‬
‫حسن‪ :‬كل دا كالم مظبوط بي لما بيبقى عندك مدمن مخدرات كمريض بتقوله‬
‫ظبط جرعتك‪ ,‬يا تبطل و متقرفش نفسك‬
‫مينا‪ :‬الموضوع هنا مختلف يا حسن‪ ,‬المدمن و خصوصا المتعافي منهم مش‬
‫بيرجع زي األول و الزمله متابعة نفسية طول حياته بالرغم من ان المخدر طلع‬
‫من الدم بس الرواسب النفسية ليه بتفضل عايشة و ممكن مع أي ضغط يرجع و‬
‫ينتكس لكن الجنس فطرة زي االكل و الشرب من اجابتك على اسئلتي انت مش‬
‫بتعمل كدا غير لما تحس ان جسمك عايز لو كان العكس يبقى دا شق مرضي‬
‫مختلف في شباب بيجولي ممكن يعملوا كدا بالعشرين مرة في األسبوع مع‬
‫اشخاص مختلفة و يتاعطى حاجات و يجي على جسمه انت مش كدا انت‬
‫مشكلتك انك اتعودت وقت االحتياج تلبيه و بس بغض النظر عن الطريقة‬
‫مشروعة وال الء ‪,‬تفكيرك و وسوستك الزيادة هي الي عقدتك و اقنعتك انك كل‬
‫ما تشوف واحدة بتفكر فيها كدا دا الوسواس الي بيقولك انك متنفعش ال للحب‬
‫الطبيعي وال الجواز وانك دني و حيوان بس دا مش حقيقة‬
‫حسن‪ :‬ال حقيقة ما في ناس مش زيي بيحسوا بالرغبة بس مش بيعملوا كدا‬
‫مينا‪ :‬أوال مش كل الي نفسه يعمل حاجة بيقدر انت شاب وسيم لسنك حلو كالمك‬
‫ساحر و موهوب اجتماعيا مش كل الشباب كدا ‪,‬زائد انه مش بيعملوا كدا النهم‬
‫عمرهم ما عملوا كدا‪ ,‬اول مرة هي اسواء مرة النها الي بتفتح الباب‪ ,‬اول‬
‫سيجارة ليا كنت متردد مرعوب باخد نفس و عايز اطفي قبل التاني‪ ,‬بعدها التانية‬
‫بقت اسهل ‪,‬و التالتة مبقتش بكح‪ ,‬و الرابعة كان بعديها علبة اشترتها ليا‬
‫مخصوص لنفسي‬
‫حسن‪ :‬يا دكتور ايه العالقة برضو بين دا و حالتي‬
‫مينا‪ :‬العالقة انه التعود انه أسلوب الحياة يا حسن لو مكنتش شربت سجاير‬
‫خالص مش هحس عمري اني محتاج واحدة كل فترة حتى بعد ما ابطل‪ ,‬تجربة‬
‫فيها لذة‪ ,‬ثم تكرار ثم تعود ثم أسلوب حياة و طبيعة شخص‬
‫مينا‪ :‬بتحس بايه بعد ما كل دا بيخلص بعديها علطول؟‬
‫حسن‪ :‬مرات بتمنى الست الي جنبي دي تختفى تماما افتح عيني ملقهاش قدامي و‬
‫ببقى قرفان جدا و مرات ببقى عندي استعداد اني اخدها و نهرب بعيد لوحدنا و‬
‫نقعد كدا لحد ما اشبع منها‬
‫مينا‪ :‬حسن انت بتعمل كدا ليه‬
‫!حسن‪ :‬يعني ايه‬
‫مينا‪ :‬اوكى انه رغبة و نشوة و كل دا بس بتحس انك لو معملتوش انك في حاجة‬
‫ناقصة انه الست او البنت دي الي دخلت دماغك لو مخدتهاش و عشت معاها‬
‫اللحظة دي انك مش في طبيعتك انك مش قادر تركز في أي حاجة وال تواصل‬
‫غير لما تكسب الرهان دا مع نفسك‬
‫حسن‪ :‬ساعات بحس بكدا بس مش كل الي بيدخلوا دماغي ينفعوا‬
‫مينا‪ :‬تمام وانت باحساس و خبرة معينة بتقدر تفرق مين الي تنفع بس السوءال‬
‫اخالقهم بس هي الي بتحجمك يعني انت معندكش مشكلة مع أي واحدة طالما هي‬
‫عجباك و متعودة‪ ,‬لو متجوزة مثال انت معندكش مشكلة تعمل كدا‬
‫حسن‪ :‬مش بيحجمني غير الست انا مش بحجمني‪ ,‬يا دكتور متجوزة يهودية‬
‫كافرة هنا كل دا ملوش قيمة وال الزمة‬
‫مينا‪ :‬فاكر اول مرة وانت طفل تقدر تسترجع تفاصيلها بالكامل‬
‫حسن‪ :‬كانت الذ مرة و اكتر مرة بعديها فيها إحساس بالدنو و القلة و القرف‬
‫مينا‪ :‬احكيلي بتفصيل حسيت بايه‬
‫حسن‪ :‬وهي بتلعب في شعري و تمشي بايديها الناعمة على ضهري و بعديها‬
‫رجلي‪ ,‬حسيت بجسمي بيتنفض مع رغبة كبيرة في اني عايز امسكها و انا الي‬
‫‪.....‬اعمل فيها كدا و بعديها شفايفها و هي بتلمس شفايفي‬
‫اطفىء مينا التسجيل و وضعه مع ملف مينا و بعدها اتصل على هشام الذي ال*‬
‫يريد ان يرد حتى ال يصعد للعيادة فانه يتذكر لحظة مكوثه فيها كمريض بعد وفاة‬
‫زوجته ام علياء بسببه‬
‫يغمض هشام عينيه و يريح راءسه على الكرسي و تأتي ذكريات اليمة رغم عنه‬
‫في عقله باالجبار و االكراه‪ ,‬كلما حاولنا النسيان نتذكر اكثر‬
‫‪:‬صيف عام ‪*2013‬‬
‫تجلس امينة والدة علياء على االريكة تستريح و تأخذ نفسا عميقا بعد انتهاءاها من‬
‫ترتيب المنزل و اعداد عشاء مميز لهشام ‪ ,‬احتفاال بعودته من موءتمر طبي‬
‫ببيروت كان فيه لمدة أسبوع هناك‬
‫تجلب هاتفها لالتصال به و االطمئنان عليه هل غادر المطار ام الزال هناك‪ ,‬لكن‬
‫هاتفه خارج نطاق الخدمة‬
‫عليا‪ :‬ايه يا ماما لسى مش بيرد طب ما تكلمي أي دكتور من صحابه تتطمني‬
‫بقاله ساعتين مش بيرد‬
‫امينة‪ :‬محدش فيهم بيرد‪ ,‬انا هكلم المستشفى جايز يعرفوا‬
‫المستشفى‪ :‬الو مساء الخير يا فندم‬
‫امينة‪ :‬مساء النور انا مدام دكتور هشام وفيق و كنت عايز اتءكد طيارتهم من‬
‫بيروت وصلت وال لسى؟‬
‫المستشفى‪ :‬دكتور هشام وفيق جراح العضم اهال بيكي يا فندم فرصة سعيدة‬
‫امينة‪ :‬انا اسعد تعرفوا وصلت وال الء‬
‫المستسفى‪ :‬انهي طيارة يا فندم‬
‫امينة‪ :‬الموءتمر الطبي الي كان في بيروت بقالهم أسبوع‬
‫المستشفى‪ :‬يا فندم الموءتمر دا دكتور هشام اعتذر عنه‬
‫امينة‪ :‬يعني ايه اعتذر يعني هشام مش مسافر هو بيجي عندكوا‬
‫المستشفى‪ :‬معرفش والهي يعني انا موظفة استقبال يا فندم بس ممكن احولك على‬
‫قسم شوؤن األطباء بس على حد علمي هو سافر برضو بس مش مع المستشفى و‬
‫الموءتمر كان أربع ايام بس مش اسبوع‬
‫علمت امينة ان هشام بالفعل سافر الى بيروت و اعتذر عن الموءتمر اخذ إجازة*‬
‫لمدة أسبوع بدون سبب من المشفى ‪ ,‬تأكدت لحظتها انه سافر مع احدى عشيقاته‬
‫الجديدة وان وعده لها بانه سيتغير مجرد كالم قاله لسانه كممثل فاشل يررد‬
‫المونولج بدون صدق و ايمان داخلي‪ ,‬ظلت ال تتحرك وال تتكلم لدقائق كالصنم‬
‫الجامد ال ينفع وال يضر حتى دخل عليهم هشام فجأة و معاه امتعة السفر و هدايا‬
‫المينة و علياء‬
‫عليا‪ :‬بابا بابا جاه يا ماما اهو وحشتني اوي يا بابي‬
‫هشام‪ :‬حبيبي حبيبي فين مامي و ايه الريحة الجميلة دي اكيد اكل مامي‪ ,‬ايه يا‬
‫امينة انتي مش مبصوتة اني جيت وال ايه والهي غصب عني الموبايل فصل‬
‫فجأة حقك عليا‬
‫عليا‪ :‬احنا قلقنا اوي عليك يا بابي‪ ,‬دا حتى مامي كانت لسى بتكلم المستشفى‬
‫تسائلهم‬
‫هشام‪ :‬المستشفى!!! اه اه اصلي ما هما فيه ناس رجعوا بدري و ناس قررت‬
‫تستنى يومين كدا فانا استنيت و بعدين انا طيارة فاتتني الي هي هترجع الي قعدوا‬
‫‪....‬زيادة بس مردتش أقول عشان مقلقكيش و انا نسيت يعني‬
‫امينة‪ :‬طيارة ايه الي فاتتك يا هشام ‪ ,‬انت ركبت في طيارتك المظبوطة خشي‬
‫متتعبش نفسك عشان تظبط الكالم معلش اعذرني اني مديتكش وقت عشان تحبك‬
‫كدبة كويصة و تظبط امورك بص يا هيشو اطلع برا و تعلى كمان شوية و نفتح‬
‫الحوار من اول و جديد يال ‪,‬خشي جوا يا عليا سيبي بابا يعرف يركز‬
‫عليا‪ :‬يا مامي انا عايز اقعد مع بابي شوية لسى جاي واحشني شوفي جابلي ايه‬
‫امينة‪ :‬عليا مش عايزة اعلي صوتي زي كل يوم بليل خشي اوضتك و نامي في‬
‫زفت الصبح‬
‫هشام‪ :‬ايه يا امينة في ايه اهدي الجيران و العمارة كفانا فضايح ‪,‬محبكتش خمس‬
‫دقايق يعني و بعدين البنت تبقى تخش تنام براحتها و أي كالم الصباح رباح‬
‫‪..‬امينة‪ :‬بتحبها بنتك‪ ,‬بتحبني‪ ,‬بتحبنا أصال وال بتحبنا بس بتحب نفسك اكتر وال‬
‫هشام‪ :‬ارجوكي بالش الحوار دا قدام البنت بعد اذنك مش معقول البنت مبقتش‬
‫صغيرة‪ ,‬خشي اوضتك يا عليا و انا هجيلك استيني يا حبيبتي عشان نفتح الهدايا‬
‫و الشوكوال سوا دا نقاش عادي يا عليا ما انتي عارفة مامي‬
‫عليا‪ :‬هو انتوا كل مرة تتخانقوا ليه مش بتحبوا بعض ليه عايزة افهم ‪ ,‬شكرا يا‬
‫ماما شكرا يا بابا (ركضت علياء في طريقها الى غرفتها)‬
‫هشام‪ :‬عاجباك كدا دا انا لسى داخل من الباب مبقاليش دقايق البنت نفسيتها بقت‬
‫زي الزفت و داخلة على مرحلة مراهقة ‪ ,‬حتى لسى االستاذة بتاعتها مكالمني‬
‫عشان تطمني عليها‬
‫امينة‪ :‬والهي هي برضو الي كلمتك و ال انت الي كلمتها عشان تشقطها يا دكتور‬
‫هشام‪ :‬ايه الي انتي بتقولي دا واطي صوتك ايه التخاريف دي‬
‫امينة‪ :‬انا عارفة و متأكدة دي مش تخاريف عارفة من أيام زمان من واحنا عيال‬
‫في الجامعة‪ ,‬وفي الخطوبة و في شهر العسل كمان بس من يوم ما وعدتني من‬
‫تلت سنين و انا عملت نفسي مصدقة عشان كان نفسي اصدق‬
‫هشام‪ :‬اديكي قولتي وعدتك و انتي بتعرفي‪ ,‬يبقى مفيش حاجة حصلت دي أوهام‬
‫في دماغك مش حقيقة لو كان فيه كنتي عرفتي ارجوكي متخربيش حياتنا تاني‬
‫امينة‪ :‬ال انا عارفة انو فيه احنا متربيين سوا يا هشام حافظاك اكتر من امك كنت‬
‫مع مين في بيروت في هشام؟؟‬
‫هشام‪ :‬مع الموءتمر و دكتارة كتير ممكن تسالءهيم خدي هكلمك دكتور عصام‬
‫امينة‪ :‬صحابك الي هيدروا عليك يا هشام‪ ,‬سكرتارية المستشفى قالولي انك‬
‫اعتذرت عن السفرية ‪,‬أسبوع مع مين مين بدل ما تخطفتلك أيام و سهرات‬
‫متقطعة معاها ‪,‬ال قولت اريح دماغي و استغل ان فيه موءتمر و اسافر نفس‬
‫البلد و اتفسح مع االمورة الجديدة دماغك سم يا روح قلبي زي حبي ليك و‬
‫جوازي منك بالظبط سم بيقتلني بالبطيء‬
‫هشام‪ :‬انهي موظف غبي متخلف قالك الكالم دا انا مستعد اكلمك مدير المستشفى‬
‫نفسها و هخليهم يعتذرولك عن سوء التفاهم دا‬
‫امينة‪ :‬يا اخي كفاية كدب و قرف و لف بالكالم ريحتك طريقتك حتى طاقتك‬
‫بتبقى واضحة اويي اويي يا هشام انك عملت دا بره ‪,‬حتى يوم عيد ميالد بنتك لما‬
‫اتاخرت علينا عشان كنت بتجيبلها هدية الي هي أصال كانت في تابلو عربيتك‬
‫قبليها بيوم انا تعبت خالص‬
‫‪..‬هشام‪ :‬اسمعيني يا امينة و متعيطيش بعد اذنك انا مش هنكر انو‬
‫امينة‪ :‬مش هنكر اني أحيانا بعمل كدا و دا ملوش عالقة باني بحبك و مقدرش‬
‫استغني عنك و بعشق بنتي و عيلتنا الصغيرة الجميلة بس أحيانا بحس بخنقة‬
‫روتين ملل او بضعف و رغبة و كالم كلو ملوش معنى ‪,‬انا مقصرتش معاك و ال‬
‫منعت عنك حقوقك كزوج و متجادلش كفاية بجاحة يا هشام بنتك خالص بتكبر‬
‫كما تدين تدان‪ ,‬في يوم هتبقى زي البنات الي انت بيبقى كل تفكيرك فيهم انك‬
‫‪...‬ت‬
‫هشام‪ :‬اخرسي اخرسي بقولك‪ ,‬انا اسف يا امينة‪ ,‬انتي عمرك مقصرتي انتي زي‬
‫الفل و اجمل ست و احلى ام و اشطر ست بيت بس دي عادة من وانا شاب و‬
‫أحيانا كل فترة بترجعلي يعني و انا كراجل يعني طبيعي انو اعرف ست او اتنين‬
‫بس كلهم عالقات عابرة و بنساهم تماما بعدين و دا مش هيضرنا في حاجة وال‬
‫هيائثر على حبي ليك و لبنتي‬
‫امينة ‪ :‬عارفة انها عادة عارفة انك بتنساهم النك بتكون زهقت منهم لو كانوا هما‬
‫ستات عاديين‪ ,‬ولو ستربتيز أصال تنسى شكلها دا لو كنت ركزت في وشها أصال‬
‫‪ ,‬انا خالص عايزة اطلق و دلوقتي البنت هتعيش معايا‬
‫هشام‪ :‬امينة متخربيش بيتنا ابوس رجلك عشان خاطري انا هشام يا امينة انتي‬
‫نسيتي انا حب عمرك وانتي حب طفولتي‬
‫امينة‪ :‬كرهتني في عمري كلو كفاية يا هشام انا نار ايدة فيا و مش القيلها دوا‬
‫سيبني اعرفي اربي بنتي و اخليها تعرف تختار الصح و تبقى قوية مش زيي‬
‫هشام‪ :‬احنا مثلث لو زواية منا وقعت هندمر يا امينة هندمر بصي ساعديني و انا‬
‫هبقى كويس اوعدك المرة دي اخر مرة‬
‫امينة‪ :‬لو كنت انا يا هشام لو انا الي بعمل كدا انت ايه موقفك رغم انك مقصر‬
‫على فكرة بس كان هللا في العون انا عارفة بس لو انا بقى الي بعمل كدا مع‬
‫راجل تاني‬
‫هشام‪ :‬يعني ايه لو كنتي انتي‪ ,‬انا عايز افهم انتي عملتي كدا !!!!عشان تنتقمي‬
‫مني‬
‫وبداء هشام بالصراخ و كاد ان يعتدي على امينة ضربا*‬
‫امينة‪ :‬نزل ايديك‪ ,‬ايه حاسس بنار حاسس بغليان كدا في دماغك مش قادر‬
‫تستحمله ثواني هااا حرام يا مسكين‪ ,‬انا عاشية في الغليان دا من يوم ما اتجوزتك‬
‫‪ ,‬اه عملت كدا يا هشام عملت كدا‬
‫هشام‪ :‬كدابة انتي متعرفيش تعملي حاجة ‪ ,‬انتي طاهرة متعمليش كدا‬
‫امينة‪ :‬عمرك نمت مع ست متجوزة قولي وال بتتخيل جوزها و بتحط نفسك‬
‫مكانه طب عمر مرات واحد صاحبك عاجبتك و ممنعتش نفسك عن التفكير فيها‬
‫هشام‪ :‬ايه الي انتي بتقولي دا‬
‫امينة‪ :‬دكتورة هالة مرات دكتور زميلك لما كان بنتنا لسى مكلمتش سنتين في‬
‫سفرية اسوان انا مش هبلة وال عمية وال سوزان قبل الجواز الي كانت الشلة‬
‫والجامعة كلها ملهاش سيرة غيركوا‬
‫هشام‪ :‬تمام !!! بنتكلم في حاجة من اكتر من ‪ 11‬سنة يا سالم على العقل‬
‫والرزانة‬
‫امينة‪ :‬انا معملتش زيك الني اه طاهرة لو بالمعنى دا‪ ,‬بس فكرت سمحت لي‬
‫نفسي اني افكر سمحت لنفسي اني احس بمشاعر اتجاه حد تاني لمجرد ان‬
‫جوزي انا بالنسابله مدام او ممكن نقول جارية بتستحمل قرفي و وساختي و‬
‫بتربي بنتي لوحدها الي بيجي ياخد بوس و أحضان على فاضي و بابي احلى و‬
‫بابي اهدى بابي بابي بابي جاي امتى بابي مش بيرد يلعن أبو الي جابوا بابي‬
‫على اليوم الي اتجوزت فيه بابي‪ ,‬تعرف ايه عن بنتك و متقوليش شغلي تعرف‬
‫في سنة كام تعرف بتحب ايه و بتكره ايه‬
‫هشام‪ :‬اقسم باهلل لو طلع بجد القتله و اقتلك ‪ ,‬بس انا عارف ان دا تهويش انتي‬
‫الء انتي غير‪ ,‬انتي الزوجة انتي االم انتي امينة انقى حد في حياتي بعد امي مش‬
‫!!!كدا؟‬
‫امينة‪ :‬بس ست و ال انت بس الي راجل‪ ,‬من كتر ما عملت كدا بقيت خايف‬
‫الموضوع يطولك انت و يطول بيتك مهما كانت الست محترمة بس فيه رجالة‬
‫كتير اخييي وحشين كوخا زيي كدا صح‪ ,‬ايه عايز تشوف هو دخلي من انهي‬
‫دخلة ‪ ,‬فيه شبابيك كتير اوي سيباها انت مفتوحة‪ ,‬ابقى اقفل شبابيكك يا دكتور‬
‫المرة الجاية بدل ما تفضل مركز انك تفتح شبابيك غيرك و اطمن محصلش انا‬
‫معملتش حاجة‬
‫هشام‪ :‬ردي عليا دا بجد وال بتستفزني قولي الرمي عليك يمين الطالق ال طالق‬
‫ايه ‪,‬دا انا اقتلك و اقتلوا بعد ما اافضحك و اجرسك يا اعظم ام و اقوى ست‬
‫بتلعبي باعصابي و بتكذبي ايه الي انت مستحماله ما كفايكي دلع بقى كل الي انت‬
‫عايزة بيجيلك تحت رجلك بدال العربية اتنين بدل الشقة فيال و شاليه في الساحل‬
‫و واحد في المعمورة و حساب باسمك في البنك و اهلك الي بصرف عليهم‬
‫امينة‪ :‬ارجوك ريحيني و طلقني و مش عايز منك أي حاجة‬
‫هشام‪ :‬اه انتي بتعملي كدا عشان اطلقك‪ ,‬طيب انا هجيبلك النهية انا كدا و مش‬
‫!!هتغير و هعمل الي انا عايزه و هو مين فينا الراجل انتي ايه عايزة تعملي زيي‬
‫امينة‪ :‬طب لو كان صح يا هشام يا الي بتحبني و بتعبدني و اني غير أي ست‬
‫زي ما بتقول كنت هتعمل ايه؟‬
‫شعر لحظتها هشام بانه ليس تهويش وليس كالم الشتعال نيران الغيرة بداخله‬
‫و الكالم دا لو كان صح و عايزة تطلقي تمام بنتك هتعيش معايا و انتي عارفة‬
‫انك مش هتاخدي معيا حق وال باطل انسيها انا مش عايزلها ام خاينة و ساعتها‬
‫مش هسيب حقي منك يا امينة‬
‫امينة‪ :‬لكن عايزلها اب زاني و دني اوعى في يوم تفكر في صحاب بنتك لو‬
‫كبرت شوية‬
‫نظر هشام ليجد عليا واقفة مذهولة مما تسمع و تشاهد ليست قادرة على*‬
‫استيعاب الصدمة و لم يتمالك شعوره اال هو يصفع امينة على وجهها‪ ,‬فتركض‬
‫عليا الى أمها‬
‫عليا‪ :‬ماما انتي كويسة‬
‫امينة‪ :‬يال لمي حاجتك و هدومك مش هنقعد هنا هنروح هند جدو يال‬
‫هشام‪ :‬عليا مش هتروح في حتة انتي الي هتروحي البوكي لحد ما اتاكد بنفسي يا‬
‫ست هانم يا بنت الناس المحترمين‬
‫امينة‪ :‬هشام خالص البنت واقفة ارجوك دا أي كالم كنت بقوله و انت عارف كدا‬
‫كويس وال انت هتمسك فيها قاصد‬
‫هشام‪ :‬ال ال مفيش الكالم دا أي كالم ازاي‬
‫عليا‪ :‬ايه يا بابي الكالم الي انت بتقوله دا‬
‫امينة‪ :‬بابا بيهزر يا حبيبتي أي حاجة سمعتيها دا مش صح‬
‫عليا‪ :‬انا عارفة يا بابي انك بتحب الستات و بسمع مامي أحيانا بتشتكي لكن أي‬
‫حاجة تقولها على مامي دا كدب‬
‫هشام‪ :‬خشي جوا يا عليا و وال كلمة تاني‬
‫عليا‪ :‬انا مش صغيرة وخالص كبرت انا هروح مع مامي عند جدو‬
‫هشام‪ :‬اطلعي برا يا امينة برا برا يال وانتي خشي جوا يا بنت‬
‫لم تتحمل امينة ان تسمع ابنتها و تشعر بكل هذا وقررت ترك المكان كي ال ترى‬
‫نظرات ابنتها تلك او كالم هشام ‪ ,‬و لحظة تأكد هشام ستكون كذبة من نهر‬
‫اكاذيبه لياخذها حجة له‪,‬لعلع سيطلقها قبل ان ترفع هي قضية و تأخذ ابنته‬
‫لحضانتها لعلع شعر ان تلك المرة لن تلين‪ ,‬فسيجعلها امراة خائنة لعوب بعد ان‬
‫ظلت سنوات تتحمل عالقاته مع بعض من الصديقات او الجيران و الممرضات‬
‫طبعا و احالهم تكون مذيعة يحل ضيفا في برنامجها‪ ,‬و تعرضت لحادث سير‬
‫على اثره كانت المرة األخيرة لعلياء مع والدتها و ربما مع والدها أيضا ولم‬
‫تتلوث سمعتها الطاهرة الذكية لعل هللا كان يعلم بنوايا هشام فقرر اخذها عنده‬
‫سترا لها و كانت الضحية ابنتهما لكل حرب ضحايا و لكل رصاص‬
‫‪...........‬شظايا‬
‫‪:‬العودة للسنة الماضية*‬
‫يخبط مينا على زجاج سيارة هشام و هو شبه نائم مسترخيا حتى افاق و فتح له‬
‫الباب‬
‫مينا‪ :‬ايه يابني انت جاي تنام‬
‫هشام‪ :‬معلش يا مينا مش قادر مرهق و متوتر و مش عارف انام بليل‬
‫مينا‪ :‬انت وقفت الدوا‬
‫هشام‪ :‬اه طبعا و هو انا هعيش عمري كله على االدوية الزفت دي يا مينا‬
‫مينا‪ :‬كنت متأكد انك مش هتشتنى لحد بكرا و هتيجي جري اطلع اطلع‬
‫تتحرك السيارة و يشعل مينا سيجارة و يعطي واحدة لهشام‬
‫هشام‪ :‬مبعرفش اشرب و انا سايق معاك التسجيل‬
‫مينا‪ :‬بص يا هشام انا مش موافق خالص على موضوع انك تسمع تسجيل عليا دا‬
‫بس بيني و بينك مش عارف لو كنت مكانك و بنتي لقدر هللا يعني كنت هعمل ايه‬
‫هشام‪ :‬انا بقالي سنتين بتحايل عليك يا كافر‬
‫مينا‪ :‬بس هسمعه معاك اقف في حتة هادية و نسمعه سوا‬
‫‪:‬يشغل مينا التسجيل*‬
‫مينا‪ :‬ها يا عليا ادينا ابتدينا‬
‫عليا‪ :‬هو الزم الريكورد يا انكل‬
‫مينا‪ :‬عاملة ايه في موضوع الكوابيس و النوم‬
‫عليا‪ :‬مبقتش عارفة انام بليل خالص بحس بغل و تفكير كتير اوي بيخلي عينيا‬
‫مش عايزة تقفل و لو نمت مش ببقى عايزة اصجى من النوم حاجة ملخبطة كدا‬
‫مش عارفة انام و لو نمت مش عايزة أقوم‬
‫مينا‪ :‬قلتلك الدوا مش سحر وانا مش ساحر انتي عليك تسعين في المية انتي انتي‬
‫يا عليا الي الزم توقفي دماغك‬
‫عليا‪ :‬ساعات ببص على زمايلي في الكلية وهما بيضحكوا جامد و دي بتجري‬
‫ورا صاحبها و دي بترقص على اغنية ليه انا مش كدا ساعات بغير و بغل كدا‬
‫مينا‪ :‬الغيرة مشاعر طبيعية بس بدل ما تحسدي غيرك حاولي تحولي الطاقة دي‬
‫لنار توقفي بيها نفسك انتي ليه كل ولد يحاول يقرب منك تنفري و تبعديه ليه‬
‫عليا‪ :‬عشان اكيد جاي يستعبط‬
‫مينا‪ :‬طب و ايه المشكلة ‪ ,‬ال متبصليش كدا بجد ايه المشكلة المهم انك عارفة ايه‬
‫الغلط و ايه الصح و تعمليه بيستعبط استطعبتي انتي كمان قضي وقت لطيف في‬
‫خروجة في ضحكة في رحلة في مكالمات حاجة تشغل الدماغ و تعلي دايرة‬
‫عالقاتك دا مش معناه انك بنت منحلة‬
‫عليا‪ :‬مش بعرف اعمل كدا بحس اني مش زي بقيت البنات و اني مش حلوة‬
‫زييهم بحس اني مش مرتاحة لما بجرب اعمل كدا حتى هزارهم مش بعرف‬
‫اهزر زيه وال افهممه يمكن عشان بقالي فترة بعيدة اوي عن الناس‬
‫مينا‪ :‬انت حكيتيلي عن صاحبة طفولتك سارة مش كدا الي هاجرت مع أهلها كندا‬
‫عليا‪ :‬دي كانت صاحبتي الوحيدة مامتها كانت صاحبة ماما هللا يرحمها بعد ما‬
‫ماما ماتت مقدرتش تقعد و سافرت حتى كانت عايزة تاخدني وت رفع قضية‬
‫على بابا هههه‬
‫مينا‪ :‬بس انت بتحبيه يا عليا صح لسى بتحبيه‬
‫عليا‪ :‬مش قادرة اكرهه بس برضو مش قادرة اصفى‪ ,‬فاكرة اليوم دا كله بكل‬
‫تفاصيله كانه امبارح‪ ,‬ازاي بكل بجاحة يعمل كدا يخون و يواجه و يفتري لمجدر‬
‫انه ميطلعش خسران و كأني انا لعبة بيلعبوا عليها كانت ضحيتها ماما عشان كدا‬
‫مش عايزة الرتبط وال اتجوز‬
‫مينا‪ :‬طب لو هو غلطان انتي بضعفك تحولي لحياتك الجاية كلها لمأساة و عقد‬
‫عشانه تفتكري يستاهل و ال حتى ماما تستاهل ماما خالص ماتت يا عليا عاشت‬
‫حياة حلوة او وحشة مش مهم اهي عاشت وخالص‪ ,‬كانت عارفة انه هشام كدا و‬
‫اختارت النها حبته حبت اختيارها و دا نتيجة اختياراها بس زي ما تعبت فرحت‬
‫في أيام و عاشت في حب و عشق أيام اكتر و عاشت طفولتها و انوثتها الي انتي‬
‫مش عارفة تعيشها و ابوها وامها كانوا من انجح الجوازات انتي بقى هتعيشي‬
‫كدا من العيادة للعيادة ومن الدوا دا لداه‬
‫عليا‪ :‬المفروض اعمل ايه انسى اعديها كأن مفيش حاجة كانت كأن امي مراحتش‬
‫في شربة مياه وكان ممكن جدا لوال كل دا تكون لسى معايا في اللحظة دي !!!!!!‬
‫مش هقدر ومش عارفة‬
‫مينا‪ :‬انتي بالنسبلي مش مريضة و بس انتي بنتي و هعمل أي حاجة عشان‬
‫اعالجك‬
‫‪...‬عليا‪ :‬ان عايزة‬
‫‪:‬اطفىء مينا التسجيل و اخذه من هشام*‬
‫هشام‪ :‬في ايه يا عم‬
‫مينا‪ :‬ابقى روح اسمعه في البيت خلينا نتكلم مع بعض شوية‬
‫هشام‪ :‬واضح انك طفيت في حتة مش حلوة‬
‫مينا‪ :‬هشام أي وجع هتحس بيه و انت بتسمع التسجيل دا‪ ,‬شيء طبيعي و عادي‬
‫صدقني بس اكتر من كدا ضرر لعليا مش عشانك انت‪ ,‬انت ممكن بشكل ال‬
‫ارادي تتصرف على نحو الي هتسمعه انا بس كنت عايز اطمنك انها مش‬
‫بتكرهك هي موجوعة يا هشام‬
‫هشام‪ :‬لحد امتى هتفضل بقيت عمرها كدا يعني دا ربنا الي اسمو ربنا بيغفر‬
‫مينا‪ :‬هي بنت صغيرة مش ربنا يا هشام ‪ ,‬و هتتحل بشوية وقت و تنشغل‬
‫بصحاب او بولد لطيف يكلمها و تكلمها بليل‬
‫هشام‪ :‬انت بتعبط يا مينا واد ال ي اتكلمه‬
‫مينا‪ :‬اومال انت عايزة تفضل قاعدة جنبك وال ايه يا دكتور ما الزم تبقى زي أي‬
‫بنت دا وانت قدها قريت فتحتك على امنية‬
‫هشام‪ :‬بس هي مش زي كل البنات يا مينا و انت عارف حساسة و مش واثقة في‬
‫نفسها و مش حمل صدمات تاني‬
‫مينا‪ :‬و مش شرط تكون صدمة ممكن تكون حاجة جميلة هتطلعها من الحالة الي‬
‫هي فيها فكر كويس‬
‫هشام‪ :‬انا الي هفكر هو انا الي هجيبهولها يعني ‪ ,‬مينا بعد اذنك بالش تشحن‬
‫الموضوع دا في دماغها‬
‫مينا‪ :‬انت حر بعد كدا انت الي هتتحايل عليها‬
‫هشام‪ :‬طب هات اكمل بقيت التسجيل‬
‫مينا‪ :‬مش هيحصل مش هسمح لنفسي اني اكرر الغلطة دي معاك انت انسان‬
‫مندفع و متسرع‬
‫هشام‪ :‬وانا كان ذنبي ايه في الي حصل المفروض بعد الي انا سمعته كنت‬
‫اتصرف ازاي‬
‫مينا‪ :‬الي انت سمعته دا كان بسببك انت غلطتك اكتر ما هي غلطتها انت الي‬
‫حولتها الخت و ام بعد ما كانت حبيبة و زوجة‬
‫هشام‪ :‬بس مش انا الي موتها‬
‫مينا‪ :‬انت الي سمحت لمشاعرها انها تنجرف لراجل تاني و مخانتكش بصورة‬
‫الي انت كنت بتخونها بيها هي شافت فيه هشام القديم‬
‫هشام‪ :‬الموضوع شبعنا في كالم و عومنا في بحره كتير انا كان ممكن اقولها و‬
‫اصدمها بس مش عايز ادمر صورة أمها في خيالها كفاية صورتي‬

‫‪:‬العودة للحاضر*‬
‫يتمشى حسن ليال على الكورنيش بعد عودته من القاهرة تنتابه مشاعر من القلق‬
‫و هواجس الخوف ال تريد ترك عقله‪ ,‬ينظر لهاتفه و يتصل بمحمد ليقابله في‬
‫المكتبة قبل حلول نصف الليل‬
‫يدخل حسن على محمد و هو واقفا يرتب بعض الكتب على سلمه الحديدي‬
‫محمد‪ :‬اهال يا بشمهندس‬
‫حسن‪ :‬انزل و اكمل انا‬
‫محمد‪ :‬ايه حنيت اليام شغل هنا عايز ترجع وال ايه‬
‫حسن‪ :‬حنيت اه بس مش هرجع انزل انزل دي روايات ايه دي باولو كويلو يا‬
‫سالم‬
‫محمد‪ :‬ايه مش ناوي تقولي خطوتك الجاية ايه‬
‫حسن‪ :‬في ايه عليا يعني‬
‫محمد‪ :‬البت عاملة تلف و تدور عليك و مش سهلة و بتراقبني من فترة لفترة‬
‫على فكرة‬
‫حسن‪ :‬كمان‬
‫محمد‪ :‬اه يا عم دي مسكت موبايلي و قعدت تقلب فيه‪ ,‬لو تفهمني بس لو عايزة‬
‫للي في دماغك دي مش سكتها خالص‬
‫حسن‪ :‬ال متقلقش انا مش عايزة للي في بالك‬
‫محمد‪ :‬اومال‬
‫حسن‪ :‬انا عايزة االقي طريقة اكلمها بيها من غير ما تعرف توصلي‬
‫محمد‪ :‬بسيطة من تليفونات عمومي بقى او من النت من أي اكونت‬
‫‪Fake‬‬
‫دخلت علياء عليهم فجاة و تنادي على محمد فوقف حسن متصمرا ال يظهر سوى‬
‫ظهره وال يريد النزول او التحرك‬
‫عليا‪ :‬محمد خلصت وال لسى‬
‫محمد‪ :‬انسة عليا مساء الخير يعني بقفل‬
‫عليا‪ :‬طب انا ممكن اساعدك انتوا جبتوا ناس جديدة‬
‫محمد‪ :‬ال دا حد من حبايبي بيساعدني اوءمرني‬
‫عليا‪ :‬هوصلك بالعربية و هنتكلم في الطريق و متقوليش بعدين‬
‫محمد‪ :‬حاضر اقفل المحل‬
‫عليا‪ :‬هو يقفله عايزاك ضروري‬
‫نطر محمد لحسن وهو واقفا على السلم كالكومبارس الصامت الخائف من التكلم‬
‫حتى ال يطرده المخرج رب العمل‬
‫محمد‪ :‬قفل انت يا حسين المفاتيح ايه و انت عارف النظام اقفل كويس هللا يرضى‬
‫عليك و على تليفونات احنا يا حسين‬
‫‪:‬صعدوا الى السيارة و تظاهر محمد بالخمول و رغبته في النوم*‬
‫عليا‪ :‬اسمع يا محمد انا مش عايز اعرف خالص هو مين بس عايزاك تقوله لو‬
‫مظهرليش انا مش هقبل منه جوابات تاني‬
‫محمد‪ :‬حاضر يا دكتورة بس مفيش بيني و بينه تواصل هي مرة وال مرتين من‬
‫حوالي سنة الي كلمني فيها من تليفون عمومي‬
‫عليا‪ :‬ما جايز يكون نصاب وال بيلعب بيا وال بيتسلى انا ايش ضمني و ال تكون‬
‫انت كمان معاه‬
‫محمد‪ :‬ال يا دكتورة انا؟!! انتي عارفة انتي و والدك عندي ايه‬
‫عليا‪ :‬خالص انا هبلغ البوليس و هو يتصرف و يشوف هيعرف يوصله وال الء‬
‫ليكون نصاب‬
‫محمد‪ :‬نصاب ايه بس دا واد محترم جدا و ابن ناس‬
‫أوقفت عليا السايرة في منتصف الطريق فجاة بضغطها على الفرامل بحدة‬
‫افزعت كل من في الطريق‬
‫عليا‪ :‬هو انت مش قلت متعرفوش‬
‫ادرك محمد انه وقع في فخ رسمته علياء له وانه االن في ماءزق الخروج منه*‬
‫يحتاج لتفكير لن يسمح به الوقت و المزاج االن انه أخطاء عندما قرر الذهاب‬
‫معها‬
‫محمد‪ :‬اكيد يعني محترم هو لو مش كدا يقعد سنة يكتبلك يعني و بعدين حضرتك‬
‫ال موافقة لو كنتي رافضة انا كنت خدتهم رميتهم‬
‫عليا‪ :‬انت بتحور بس انا كدا اتاءكدت ان انت كمان وراك الي تحسبه موسى‬
‫يطلع فرعون و مش هتتكلم بالساهل انزل من العربية يا محمد انزل و صرخت‬
‫في وجهه كالمجنونة و تركته‬
‫نزل محمد يرتجف كالطفل الذي كاد ان يغرق في دوامة من موجات محيط‬
‫عميق‬
‫محمد‪ :‬الو يا حسن الزم اشوفك ضروري ال بالش المكتبة تعالى على القهوة الي‬
‫كنا بنقعد فيها زمان‬
‫‪:‬قهوة على شارع سيدي بشر*‬
‫حسن‪ :‬ايه يبني خضتني ايه الي حصل‬
‫محمد‪ :‬البت قعدت توقعني في الكالم و تزن تزن و قالتلي هبلغ البوليس لحد ما‬
‫بقت متأكدة اني اعرفك‬
‫حسن‪ :‬وبعدين؟ كمل هللا يحرقك‬
‫محمد‪ :‬مفيهاش بعدين ‪,‬دا الي كل الي حصل و راحت مصرخة في وشي و‬
‫قالتلي انزل من العربية في نص الشارع‬
‫حسن‪ :‬سابتك تمشي كدا عادي غريبة‬
‫محمد‪ :‬مش فاهم‬
‫حسن‪ :‬البت دي عقر عارف دا معناه ايه انها عارفة انك هتنزل تكلمني و لو في‬
‫احتمال واحد في المية انك هتشوفني فدا معناه انها ‪ ,‬يا نهار اسود الزم امشي من‬
‫هنا دلوقتي حاال يال قوم‬
‫وجدوا عليا واقفة امامهم بكل هدوء و ركيزة كالقاتل المحترف الذي ينفذ*‬
‫خطوات جريمته بكل سالسو و ثقة‬
‫عليا‪ :‬اهال أستاذ جيم أخيرا اتقابلنا لو كنت شغلت دماغي بس شوية من كام شهر‬
‫كان ممكن تكون المقابلة بدري شوية‬
‫محمد‪ :‬أستاذة عليا انتي مش فاهم حاجة دا واحد صاحبي عادي ميعرفش انتي‬
‫بتتكلمي على ايه أصال‬
‫حسن‪ :‬طب انا هستأذن و ابقى اكلمك فرصة سعيدة يا انسة‬
‫عليا‪ :‬الي هيمشي فيكوا هرقع بالصوات و قول متحرش اتحرش بيا و جري و لو‬
‫اتمسكتوا هيتعمل عليكوا حفلة‬
‫!!!حسن‪ :‬متحرش؟‬
‫عليا‪ :‬انت مين ياال و عايز مني ايه‬
‫حسن‪ :‬انا معرفكيش أصال‬
‫عليا‪ :‬والهي؟!!!! و جوابات العشق و السهوكة الي بقالها اكتر من سنة دي ايه‬
‫حسن‪ :‬مين المجنونة دي يا محمد‬
‫عليا‪ :‬جنان اما يهفك انا ازاي سمحت لنفسي اني اسلملك و اقرا و ارد و اقعد كل‬
‫دا كدا عادي انا بقى هوريك الجنان الي على اصوله‬
‫محمد‪ :‬يا جماعة وطوا صوتكوا ونبي احنا في الشارع و في حتة مش تمام تعالى‬
‫نتكلم عندي في المكتبة عشان خاطري يا انسة عليا ونبي‬
‫دخلوا الى المكتبة و كان الفجر قارب على االذان و اقفل محمد المكتبة من*‬
‫الخارج حتى يأخذوا راحتهم‬
‫محمد‪ :‬انسة عليا الوفت اتأخر اوي اكيد مدام داليا قلقت عليك‬
‫عليا‪ :‬سيبك منها خلينا في موضوعنا‬
‫حسن‪ :‬انا جيت بس عشان خاطرك يا حودة و عشان مرضاش الفضيحة النسة‬
‫بنت ناس زيك بس واضح انك فاهمة غلط و ملخبطة بيني و بين حد تاني‬
‫عليا‪ :‬اثبتيلي انك مش هو‬
‫حسن‪ :‬هو مين دا‬
‫محمد‪ :‬في واحد بيبعت جوابات النسة عليا و كان في تواصل بينهم و انا كنت‬
‫وسيط يعني يا بشمهندس وهي متعرفش هو مين‬
‫زقفت عليا فجأة تصور حسن بهاتفها‬
‫حسن‪ :‬انتي بتعملي ايه ايه الجنان دا في ايه يا محمد ايه الي بيحصل‬
‫عليا‪ :‬ما هو انا هتأكد انت هو وال الء و الصورة دي عشان لو اختفيت حضرتك‬
‫ابعتها للبوليس و اديهم كمان فوقيها صورة من الجوابات‬
‫محمد‪ :‬يا انسة عليا هو مش حضرتك كنتي بتكتبيله و مبصوتة و كنتوا صحاب‬
‫في حد يبلغ عن صاحبه‬
‫!!!عليا‪ :‬يعني هو جيم؟‬
‫محمد‪ :‬مش هو مش هو والهي‬
‫عليا‪ :‬انا هعرف لوحدي تصبحوا على خير‬
‫حسن‪ :‬امسحي الصورة قبل ما تخرجي وال امسحها انا‬
‫عليا‪ :‬تعالى امسحها لو تقدر‬
‫محمد‪ :‬يا أستاذة عليا قبل ما تمشي صديقيني مش هو وانا لو شاكك انه هيأذيكي‬
‫‪ ..‬لو نص في المية مكنتش‬
‫حسن‪ :‬خالص يا محمد كفاية‪ ,‬ايوه انا يا عليا انا انا جيم ارتحتي كدا انا جيم‬
‫ياستي‬
‫اخذت عليا نفسا عميقا نفس االنتصار و بعدها جلبت كرسيا لتجلس بجانبه تجلس‬
‫و تستريح استراحة المحارب‬
‫عليا‪ :‬انا اسفة اسفة بس انت بجد هو وال بتشتغلني وبتاخدني على قد عقلي عشان‬
‫معملش مشاكل‪ ,‬والهي لو مش انت عادي قولي ارجوك‬
‫حسن‪ :‬روحي بلغي عشان تتأكجي ‪,‬بس انا هو‬
‫عليا‪ :‬انا شفتك قبل كدا مرة و اتنين او حاسة اني شوفتك كتير زمان‬
‫حسن‪ :‬دا إحساس نوستلجيا وهمي عشان بقالنا فترة بنتواصل و جيتي عندي‬
‫المسرح مرة و سائلتني و انا توهتك‬
‫عليا‪ :‬انت حكايتك ايه بقى مش فاهمة بس مش مصدقة اني شايفك قدامي لحم و‬
‫دم‬
‫حسن‪ :‬شوفتي االحساسيس مختلفة ازاي لمجرد اننا عملنا حاجد برة الطبيعي و‬
‫المألوف‬
‫عليا‪ :‬ليه عملت فيا كدا ليه‬
‫حسن‪ :‬انا بحبك يا عليا بحبك‬
‫عليا‪ :‬و تعرفني منين عشان تحبني‬
‫حسن‪ :‬حبيتك قبل ما اعرفك و بعد ما عرفتك بس مكنتش عايز اقابلك عشان‬
‫المشاعر دي متتدمرش الني عندي مشاكل كتير و مينفعش اني ارتبط‪ ,‬أي بنت‬
‫بقرب منها بجد بتعسها‬
‫عليا‪ :‬وانت قررت انو اكيد لو قابلتك هحبك و هقرر كمان ارتبط بيك ها خيالك‬
‫واسع اوي و ثقتك زيادة اوفر اوي انت وراك حكاية انا كان ممكن مردش على‬
‫جواباتك تاني بس ذكائي مسحمليش اني تنتهي من غير ما اعرف انت مين‬
‫حسن‪ :‬قصدك كبريائك مش ذكائك‪ ,‬و مادام انتي شاكة فيا اوي كدا كنتي بتردي‬
‫عليا ليه برسايل برضو كنتي بستني جواباتي ليه‬
‫عليا‪ :‬جايز فراغ طاقة منفذ أي حاجة بس اكيد مش حب مش هحب حروف و‬
‫ورق لواحد انا أصال معرفوش بدأت اشك في نفسي كدا احنا خالصين و انا مش‬
‫هعملك حاجة بس انا الفترة األخيرة مبقتش مرتاحة لفكرة حد في حياتي حتى لو‬
‫في ورق مش حضرتك الي بتقرر العالقة تبقى ازاي و يبقى فيه عالقة وال الء‬
‫ظلت تجول عليا بسيارتها تشاهد السماء و هي تتلون و سوادها يختفي تدريجيا*‬
‫كفتاة بيضاء تخلع وشاحها األسود ليبان جمالها‪ ,‬و تلمع عيون من ينظرون اليها‬
‫و نورها يشع يدخل ارواحهم كانها تمتصه ليضىء كل ما هو مظلم بداخلهم‬
‫فمهما كان القمر ساحر فالزال يأخذ ضوءه من هذا الكيان البرتقالي الذي كانوا‬
‫يعبدونه في زمن قديم لعل كان لهم اسبابهم المنطقية في ظل غياب رسول للرب‬
‫كساعي البريد بين شخصين ابعد ما يكون عن التواصل بصورة كاملة ملموسة‬
‫فغيابها و شحوبها يعني البرودة و بهت الخضرة و خفوت الجو‬
‫يرن هاتفها لم يتوقف منذ الفجر عن اتصاالت داليا زوجة ابيها‪ ,‬لكنها ال تسمعه*‬
‫وال تشعر به من االساس كأنها انعزلت عن العالم و سافرت لبعد اخر‪ ,‬بعد يفتح‬
‫ابوابه بطاقة الصدمة او الخيال الشاطح او الجنون و لعله الحب احيانا ‪ ,‬ففي‬
‫‪ .....‬النهاية يحتاج لطاقة كبيرة من نوع خاص لتفتح بعد ما وراء الواقع‬
‫أوقفت سيارتها و اراحت رأسها على الكرسي الخلفي تفكر لماذا لم تفرح او‬
‫تشعر بتلك المشاعر من الشغف و الحماس و دقات القلب التي كانت تحاول‬
‫تهدئتها حين تقراء رسالة من جيم او قصة له‪ ,‬لكن عندما رأته بشخصه لم تشعر‬
‫و كأنه ليس هو ليس جيم مع انه هو نفسه لكن لعل إصرارها نحو المعرفة لم يكن‬
‫في مصلحتها فليست دائما المعرفة نور أحيانا تكون ظالما و تكون القلم الذي‬
‫يكتب الحرف األخير في كراسة سعادتنا و ابتسامتنا الصادقة‪ ,‬ال تجد تفسيرا‬
‫لجمود مشاعرها و عدم اإلحساس به في تلك اللحظة و تخاف ان تكون تلك‬
‫النهاية لمتعة وحيدة ليس هناك غيرها لمصدر ضحكة منفرد بنفسه في حياتها بعد‬
‫كل ما مرت به في اخر سبع سنوات‪ ,‬لعلها مثل الطائر الذي يكسر منقاره بنفسه‬
‫تشعر بالرعب و الهول و تتحسر كلما تذكرت نفسها قبل تلك الحادثة من حين‬
‫لالخر كانها أصبحت شخصا اخر لعل روحها القديمة ماتت من هول الصدمة و‬
‫تلبستها روح فتاة أخرى من عوالم األشباح فقط ليكمل جسدها الحياة التي لم يأذن‬
‫الخالق بعد بانتهاءها و التي طالما ناجته و توسلت له بأن ينهييها او يصلحها حتى‬
‫تتخلص من عذاب حياة نصف االحياء عذاب يفوق الحياة او الموت نفسه تلك‬
‫حفرة االكتئاب المظلم و فقدان المتعة والشغف األصلي و نظل نتظاهر باننا مثلهم‬
‫احياء كاملين ننزل نجول نسعى ندخل في مفرمة الوقت و المهام والمسوئليات‬
‫الروتينية و لكننا ما زلنا نجوع أحيانا نشعربالنعاس او بالرغبة مهما كان شكلها‬
‫لكن ليس كامال ليس بنفس اللذة ليس كهوالء الذي ليسوا من سكان تلك الحفرة‬
‫فكل سيء اصبح نصف احالمنا طاقتنا اهدافنا أصبحت من الماضي المتناسي‬
‫لعلنا نتذكره بالصدفة حين نرى اخرين يكررون نفس تفاصيلنا قبل المكوث في‬
‫سكن جديد سكن قتل روحك الفطرية القديمة و اعطاك أخرى بائسة مظلمة داكنة‬
‫تدخل الجسد و تجعل خالياه كالعجوز ال تكتفي بتوقف نموها بل تسعى في‬
‫ضمورها و تقلصها و في النهاية موتها و نصبح مستقبلين لتلك االهانات و‬
‫االنتقادات و السخرية او النصائح الفارغة من كل من هم خارج عالم هذه الحفرة‬
‫كأنهم يشمتون فينا اننا وقعنا اثناء تجولنا دون قصد و معرفة او ال يستعبون‬
‫الحياة بداخل هذا المكان الشنيع و يتعجبون من مظاهر سكانه لعلها ليست الثقافة‬
‫‪.......‬او المعرفة بل هي التجربة و الشعور‬
‫نامت علياء و لم تشعر بنفسها بعد نوبة بكاء طويلة اوجعت عيناها و جففتهم*‬
‫حتى االحمرار لم تتمالك نفسها حتى و ان كانت في الشارع او مكانا عاما تبا‬
‫للعالم اجمع فانا انهار األن لن انتظر الوقت المناسب او ابحث عن المكان المالئم‬
‫استيقظت على اثر شبابا يحاول دخول سيارتها و يخبطون على زجاج سيارتها*‬
‫بعنف شديد حتى كسروا زجاج النافذة الخلفية فداست بقدميها تلقايئا على دواسة‬
‫البنزين بسرعة و قوه فائقة حتى كادت ان تدعس واحدا لوال قفزته عن طريقها‪,‬‬
‫و بعدما وصلت تحت بيتها ظلت تحاول التقاط أنفاسها و تهدئة نفسها من دقات‬
‫قلبها المتفاوتة السريعة من تأثير االدرنالين‪ ,‬تنظر الي هاتفها قبل الطلوع لتجدها‬
‫الواحدة ظهرا لقد نامت ست ساعات متواصلة منذ الشروق حتى الظهر على‬
‫شارع من شوارع الكورنيش‪ ,‬تفتح باب الشقة لتجد ابيها و زوجته واقفون‬
‫يجولون في دوائر كانهم يطوفون حول الكعبة من القلق و الريبة‬
‫داليا‪ :‬جت جت ايه يا هشام انتي كويسة يا داليا حصلك حاجة‬
‫عليا‪ :‬بابا؟!!! انت جيت! جيت امتى؟‬
‫ركض هشام نحوها يحتضنها كاالطفال الذين يحتنضون امهاتهم لحظة اشتياقهم‬
‫لها او شعورهم بالرعب من فقدنها ان غابت عن البيت طويال‬
‫هشام‪ :‬انتي كنتي فين انا كنت هموت ليه بتعملي فيا كدا عايزة تموتني‬
‫عليا‪ :‬بعد الشر عليك يا بابا جيت ازاي بالسرعة دي انت وحشتني اوي‬
‫واحتضنته بقوة و شوق لم تفعله منذ كانت تبلغ الثانية عشر من عمرها‬
‫هشام‪ :‬مش مهم انا انتي كنتي فين من ‪ 11‬بليل امبارح احنا بلغنا البوليس‬
‫داليا‪ :‬و محمد بيقول انك سيبتي في الشارع من أربعة الفجر فقلقنا‬
‫هشام‪ :‬ايوه يا مينا خالص رجعت ايه ال روح انت لبيتك خالص تعبتك معايا يا‬
‫حبيبي معلش‬
‫مينا‪ :‬تعبك راحة يا حبيبي بهدوء يا هشام افهم منها بهدوء و متقولهاش انك بقالك‬
‫أسبوع في مصر قولها انك اتصرفت وجيت لما داليا كلمتك امبارح‬
‫هشام‪ :‬طيب ماشي سالم‬
‫داليا‪ :‬ايه الي حصل معاكي يابنتي‬
‫هشام‪ :‬داليا انا هاخد عليا و ننزل نقعد في مكان ساعة كدا ونرجع الزم نتكلم‬
‫مطعم على كورنيش العمرانية يجلسون في شرفته في الهواء المطلق بديكوره*‬
‫الممزوج باأللوان السبعيناتي و الديكور المعاصر و المقاعد البلدي الخشبية‪ ,‬كانوا‬
‫يحبون الذهاب اليه هما الثالثة قديما قبل موتها لم يأتوا منذ اكثر من ثمن سنوات‬
‫يبعدون عن كل اإلمكان التي تججد الذكرة و تعيد األلم الذي لم يذهب من األساس‬
‫ليعود‬
‫عليا‪ :‬انت جبتنا هنا ليه يا بابا انا مردتش اكسفك و ازاي جيت فجأة كدا و ايه‬
‫الموضوع الضروري دا‬
‫هشام‪ :‬طب سوأل سوأل واحدة واحدة اجاوب على مين‪ ,‬بعدين محوشتيكيش انا‬
‫!!وال ايه؟‬
‫تبتسم عليا و تمسك بيد ابيها بحنان و رقة و من ثم تقبليها و تضع رأسها عليها‬
‫تغمض عينيها‬
‫عليا‪:‬وحشتني اوي جدا و وحشتنا قعدتنا هنا احنا التالتة زمان‬
‫هشام‪ :‬تفتكري ماما هتبقى مبصوتة و هي شايفاكي كدا الي بتعملي دا هيرجعها ‪,‬‬
‫كل شيء في الحياة الزبال دي وارد وارد في لحظة نخسر كل حاجة و في ثانية‬
‫نكسب حاجات مكناش نحلم نمسكها بايدينا‪ ,‬ماما راحت بس هي لسى في قلوبنا و‬
‫مش احنا الي موتناها وال حتى انا ما كان ممكن نتخانق و متموتش ‪ ,‬عليا الزم‬
‫تفوقي الزمن بيجري كانه بياسبقنا و هو اسرع من أي كيان او مخلوق دايما‬
‫بيوصل للشريط األول متخليش نفسك المركز الرابع و الخامس او األخير‪ ,‬من‬
‫عيادة لعيادة و ادوية وعقد ملهاش اخر لما تخلصي هتعملي ايه مش عارفة انتي‬
‫حتى معندكيش لو صاحبة واحدة‪ ,‬سيبك يا ستي من موضوع االرتباط انا مش‬
‫عايزه بس على األقل تبقى بعدين ست قوية معتمدة على نفسك واقفة على رجليك‬
‫كدا هتبقى صيدة و فريسة سهلة الي حد هتطمن عليك ازاي بعد عمر ظويل لو‬
‫ربنا افتكرني‬
‫عليا‪ :‬بعد الشر عليك يا بابا متقولش كدا دا انا اروح فيها انا مش حمل أي‬
‫صدمات تاني‬
‫هشام‪ :‬بعد الشر عليكي من الصدمات خالص الزم ناخد قرار من النهاردة ال‬
‫مش من النهاردة من اللحظة دي انك ترجعي عليا بتاعت زمان الضحك الي من‬
‫القلب و الذهن الصافي و الحماس و الحب‪ ,‬و هنبطل ادوية خالص و مرة واحدة‬
‫وانا هساعدك و هتتعرفي على ناس جديدة و تتعلمي حاجة جديدة ايه رايك بيانو‬
‫و نشتريلك لبس جديد بناتي اكتر و الوانه مشعة كدا‬
‫!!!!عليا‪ :‬كل دا انت ماما وال بابا هههههه؟!!!! لبس بناتي و مشعة‬
‫هشام‪ :‬انا مبقتش عارف انا ايه معاكي‪ ,‬ها وعد نغير حياتنا كلها حتى لو هنمثل‬
‫في األول جايز مع الوقت نصدق الكدبة‬
‫بدأت عالقة هشام و عليا تتحسن مع الوقت و في كل يوم تستيقظ فيه عليا*‬
‫تتناسى هذا الصوت الموسوس بداخلها عن الحادثة وعن الحزن الذي عاشت فيه‬
‫و ذاقت فيه المرار و العذاب‪ ,‬لكن تلك السنوات التي نقضيها في هذه الدوامة‬
‫التعيسة تجعلنا اعتدنا عليها أصبحت تحتل جزء بداخلنا جزء ملتصق كالبقعة التي‬
‫ال تذوب في المساحيق‪ ,‬أجزاء منا قد انكسرت و ووقعت ارضا كالزجاج و لنلتئم‬
‫روحنا استعانت بخلق أجزاء اكثر ظالما و ضعفا كالجرح العميق بعد الخياطة‬
‫يترك ندوبا و جلدا اخشن و اكثر داكانة‪ ,‬يأخذ هشام عليا و يسافرون الى اسوان‬
‫لطالما عشقت عليا هذه األرض الساحرة المصرية الممزوجة بروح النوبة و‬
‫السودان فتشعر هناك باأللهام و الطاقة الروحية كأنها احد المبدعين او عاشقة من‬
‫زمن بعيد‬
‫تقف عليا على ضفاف النيل هي و ابيها بانتظار الفلوكة لتأتي حتى تدخلهم لقلب*‬
‫هذا الكيان األزرق مع اهل النوبة ذوي البشرة السمراء و القلب و الضحكة‬
‫البيضاء‪ ,‬تقف علياء على طرف الفلوكة و تفتح ذراعيها و صدرها لتسمح بنسيم‬
‫الهواء الربيعي النقي يغسل قلبها لعلها كعملية تجميل لندوب داخلية لها و تتخيل و‬
‫كأنها اميرة فرعونية تتجول في الموكب الملكي مع ابيها الملك و تنظر لشاب‬
‫اجنبي سائح لم تنزل عيونه عنها تتصوره كعاشقها الروماني ابن أعداء ارضها و‬
‫ارض ابيها واجداداها لكن القلب ليس لبوصلته ذراعا او زرارا‪ ,‬تستبم له أخيرا‬
‫و تنعم عليه بنظرة من عيونها العسليتين مع شعرها لداكن الطويل مع انعكاس‬
‫الشمس و ضحتها سالح كفيل بايقاع أي شاب ارضا‪ ,‬تبا للتاريخ و المؤرخين‬
‫االن هي كليبوترا و هو انتونيو‪ ,‬تناسوا هشام وعليا كل ما مضى عليهم و كأنهم‬
‫يعندون و يحاولون اخراج لسانهم للقدر و الحياة كأن انتصارها هي ان تسرق‬
‫منك الراحة و االبتسامة هذا هو هدفها كأنها خلقت كعقاب ابدي من الرب الدم و‬
‫كل ابناءه بعد ان انساق وراء مخلوق النيران ذاك و اكل اغلى تفاحة في تاريخ‬
‫‪......‬البشرية ثمنها الخروج من جنة ملك الملوك‬
‫يتمشون في معبد من المعابد الفرعونية يمسكون كاميرتهم الديجيتال ليلتقطوا*‬
‫صورا لهم كذكرى الولي انتصارتهم على انفسهم منذ سنوات عديدة‪ ,‬تأخذ عليا‬
‫وضعيات مختلفة و يبتسم هشام من وراء الكاميرا تلمع عيونه كبرت فتاتي‬
‫الصغيرة و أصبحت شابة انسة جميلة كفتيات المالكان لعل اكتئبها اخفى جمالها‬
‫لو كنت صغيرا بسنها لوقعت بحبها فورا ‪,‬يرى في عيونها و ابتسامتها أمها و‬
‫يتذكر رحالتهم معا أيام الجامعة السوان و يشعر بندم و اسى ممزوج بحنين‬
‫للماضي نستولجيا لكل ما سرقه الزمن والقدر من هشام لكنه لن يسمح له بسرقة‬
‫‪ ...‬فلذة كبده و انقى جزء منه عليا‬
‫اوقفتهم امرأة شاهقة الطول والضخامة تراها عليا للمرة األولى في حياتها‪ ,‬و‬
‫مالمح هشام من تلك الصدفة لم تريح عليا و فتحت بيبان عقلها للريبة‬
‫السيدة‪ :‬هشام مش معقول ازيك عامل ايه واحشني اوي‬
‫هشام‪ :‬تمام انتي عاملة ايه؟ رجعتي مصر امتى يا نادية ؟‬
‫نادية‪ :‬يااه فين أيام زمان أيام الكلية و الرحالت و الشلة‬
‫هشام‪ :‬الزمن بقى يا نادية‬
‫نادية‪ :‬مش معقول متقوليش بنتك دي‪ ,‬انتي عليا؟! مشاءاهللا بقت مدمزال شبه‬
‫مامتها هللا يرحمها لو مكنتاش شبهها كنت افتكرتها صاحبتك الجديدة هههه‬
‫عليا‪ :‬و حضرتك لو مكنتيش صاحبتهم أيام الجامعة‪ ,‬كنت افتكرتك معدية الستين‬
‫نادية‪ :‬شبه مامتها فعال‪ ,‬انا اسفة اني معرفتش اعزيك ساعتها انا حتى عرفت من‬
‫قريب يقطع الهجرة و سنينها ‪,‬لسى بتحب اسوان يا هشام‬
‫هشام‪ :‬اه كنا بنحبها انا و عليا و امينة هللا يرحمها‬
‫نادية‪( :‬فهمت نادية الرسالة ان هشام القديم قد مات و ليس له داعي ذكر أي‬
‫مغامرات قد ولت و أصبحت ذكرى) هللا يرحمها تعيشي و تفتكري يا حبيبتي‬
‫كانت اجمل و اطيب قلب‪ ,‬على العموم انا رجعت من كندا بقالي سنتين و انفصلنا‬
‫انا و وليد بسبب موضوع الخلفة ما انت عارف بس الحمدهللا انا راضية و نزلت‬
‫أعيش مع امي ربنا يخليهالي‬
‫هشام‪ :‬تصدقي وحشتني جدا اخبار صحتها ايه‬
‫نادية‪ :‬لو كانت وحشتك كنت ساءلت عليها يا بكاش‬
‫هشام‪ :‬اديكي شايفة يا نادية الدنيا عاملة تلطش فينا‬
‫نادية‪ :‬الي يشوفك دلوقتي دكتور هشام وفيق في التليفزيون و على الجرايد و مع‬
‫األهلي في كل سفرياته ‪ ,‬ميشوفكش وانت مش طايق الكلية اول سنتين و عايز‬
‫تحول و ابوك هو الي ضاغط عليك‬
‫عليا‪ :‬بجد يا بابي انا اول ما اعرف القصة دي‬
‫نادية‪ :‬في حاجات كتير اوي يا حبيبتي متعرفيهاش‪ ,‬مصيرك تعرفيها‬
‫عليا‪ :‬كفاية عرفتك انتي يا طنط‬
‫نادية‪ :‬طنط!! والهي دخلت قلبي زي أمها اشوفكوا على خير‬
‫عليا‪ :‬امين يارب‬
‫هشام‪ :‬خالص بقى يا عليا عيب كدا‬
‫عليا‪ :‬مين الست الغريبة دي يا بابا‬
‫هشام‪ :‬صديقة قديمة يا ستي مانتي سمعتي بودنك‬
‫!!عليا‪ :‬صديقة بس‬
‫هشام‪ :‬عليا!!!! من امتى بتتكلمي معايا كدا فيه ايه ؟‬
‫عليا‪ :‬اسفة يا بابا مكانش قصدي‬
‫هشام‪ :‬كانت زميلتنا كنا شلة زمان و أي حاجة قديمة بقت ماضي خالص و احنا‬
‫مش اتقفنا منفتكرش حاجة من الماضي دا غير الحلو منه و بس‬
‫عليا‪ :‬طب خالص يا سيدي متزعلش تعالى اصالحك بقى بحتة قهوة نوبي اسمها‬
‫((الجبنة)) حاجة سمعت من النت انها عجب‬
‫هشام‪ :‬هتشربينا جبنة ماشي يا ستي‬
‫عليا‪ :‬ههههه اه تعالى نجرب هنخسر ايه‬
‫هشام‪ :‬انا تحت امرك سمو االميرة عليا اتفضلي‬

‫عادوا عليا و ابيها الى اإلسكندرية بعد قضاء أسبوع من اسوان*‬

You might also like