You are on page 1of 4

‫أ‪.‬م‪.‬د‪.

‬منى الباشا‬ ‫نظرية وتاريخ العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪2‬‬

‫تاريخ عمارة إسالمية‬

‫أنماط المساجد‬
‫كان المسجد مكان لتجمع المسلمين آلداء الفرائض في مواقيتها وللتباحث في شئون دينهم ودنياهم‪ .‬ومن ثم كان المسجد يقوم بوظائف دينية‬
‫وإجتماعية على السواء‪.‬‬

‫أ‪ -‬المسجد ذات الفناء واألروقة‬

‫يعتبر المسجد الذي أقامه الرسول (عليه الصالة و السالم) بالمدينة أول األماكن التي خصصت للصالة ‪ ،‬حيث تم تسقيف جزء من الفناء بجذوع‬
‫النخيل وغطي بسعف النخيل ولياسة من الطين‪ ،‬كما إستخدمت جذوع النخيل كأعمدة لحمل السقف‪ .‬وظل هذا النموذج ذات الفناء واألروقة مثالا‬
‫لتخطيط المساجد لفترة طويلة بعد ذلك‪ .‬ومن أهم األمثلة‪ :‬جامع عمرو بن العاص‪ ،‬جامع بن طولون‪ ،‬جامع الحاكم والجامع األزهر‪.‬‬

‫ب‪ -‬المسجد المعلق‬

‫بدأ ظهور المسجد المعلق في العصر الفاطمي ‪ ،‬وهو مسجد يبنى على منسوب مرتفع‪ ،‬حيث يصعد إلى المسجد بعدة درجات ويستغل فرق‬
‫المنسوب بين الشارع وأرضية المسجد في عمل محالت تجارية‪ .‬ومن أمثلة هذا النمط جامع الصالح طالئع‪.‬‬

‫ج‪ -‬المدرسة ( ذات اإليوانين ‪ /‬ذات األربعة إيوانات)‬

‫التغير في شكل المسجد لم يحدث إل بعد ظهور المدرسة ‪ ،‬حيث تم الجمع بين المسجد وتوفير أماكن منفصلة لتدريس المذاهب السنية األربعة‬
‫وأماكن إلقامة الطالب‪ .‬وبدأ إنتشار هذا النم ط في مصر منذ العصر األيوبي‪ ،‬حيث كان المسقط عبارة عن فناء محاط بأربع إيوانات أو إيوانين؛‬
‫ويلحق به غرف للطالب والشيوخ ‪ ،‬وكثيرا ا ما كان يلحق به أيضا ا ضريح لصاحب المدرسة مغطى بقبة‪ .‬ومن أمثلة المدارس‪ :‬مدرسة الصالح نجم‬
‫الدين‪ ،‬مدرسة السلطان حسن‪ ،‬مدرسة قالوون‪ ،‬مدرسة قايتباى‪.‬‬

‫د‪ -‬المسجد ذات التصميم المركزي‬

‫ظهر في العصر العثماني متأثراا بنمط المساجد العثمانية التي كانت متأثرة بدورها العمارة البيزنطية‪ .‬حيث كان المسجد يتكون أساسا ا من فراغ‬
‫مركزي متسع يغطى بقبة بيزنطية ضخمة أو مجموعة من القباب‪ ،‬وقد يتقدم المبنى فناء حاط بأروقة مغطاه بقباب صغيرة‪ .‬أو يحاط المبنى من‬
‫ثالث إتجاهات عدا إتجاه القبلة بأروقة معقودة مغطاه بقباب صغيرة‪ .‬ومن أمثلة هذا النموذج‪ :‬جامع محمد علي بالقلعة‪ ،‬مسجد الملكة صفية‪ ،‬مسجد‬
‫سنان باشا‪.‬‬

‫‪Page 1 of 4‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬منى الباشا‬ ‫نظرية وتاريخ العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪2‬‬

‫المسجد ذات التصميم‬ ‫المسجد ذات الفناء‬


‫المدرسة‬ ‫المسجد المعلق‬
‫المركزي‬ ‫واألروقة‬

‫مثال للعمارة في عصر الفتح اإلسالمي ‪:‬‬


‫جامع عمرو بن العاص (‪ 12‬هـ ‪142 /‬م ) ‪:‬‬

‫أقامه عمرو بن العاص بعد الفتح اإلسالمي لمصر مباشرة ‪ .‬وهو على نمط المسجد ذات الفناء ‪،‬‬
‫حيث يتوسط البناء صحن مستطيل أبعاده ‪5.71 ×22‬م يحيط به أروقة مسقوفة ‪ .‬وكانت قد حدثت‬
‫توسعات وإضافات مختلفة بالجامع على مدى العصور ‪ ،‬إذ إستخدمت عند إنشاءه أعمدة من‬
‫جذوع النخيل وسقف من جريد النخيل المغطى بلياسة من الطين ‪ .‬وهو اآلن عبارة عن صحن‬
‫مستطيل يحيط به ردهات ذات بائكات ألعمدة نظمت في إتجاه عمودي على المحراب ‪ .‬أما العقود‬
‫فهي مستدرة المقطع وتحمل سقفا ا من الخشب ‪ .‬وهي مرتكزة على أعمدة قديمة كالكنائس والمعابد‬
‫القديمة ولذا فهي ذات تيجان متنوعة الطرز ‪.‬‬

‫وتربط بين العقود عند مستوى بداية العقد شدادات خشبية لمقاومة قوى الدفع ولتعليق قناديل‬
‫اإلضاءة ‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن جامع عمرو لم تكن به مآذن وقت إنشاءه ‪ ،‬إذ أضيفت له أربعة‬
‫صوامع لآلذان (مآذن) على يد مسلمة بن مخلد األنصاري ما بين سنة ‪.17 – 581‬م بأمر من‬
‫الخليفة معاوية مؤسس الدولة األموية ‪ ،‬وقد كانت تلك المآذن تشبه إلى حد بعيد شكل أبراج‬
‫الكنائس ‪ .‬وقد كان تصميم جامع عمرو على هذا النحو نموذجا ا لعمارة المساجد في مصر لفترة‬
‫زمنية طويلة‪.‬‬

‫أمثلة للعمارة في العصر األموي ‪:‬‬


‫قبة الصخرة ‪ -‬القدس (‪ 21‬هـ ‪196 /‬م ) ‪:‬‬

‫بنيت قبة الصخرة ببيت المقدس سنة ‪.2‬هـ ‪527 /‬م على يد الخليفة عبد الملك بن مروان ‪ .‬وهي‬
‫عبارة عن بناء حجري مثمن الشكل يتألف من مثمن خارجي من الحوائط الحجرية يليه مثمن‬
‫داخلي من األكتاف واألعمدة داخله دائرة من األكتاف واألعمدة أيضا ا تحمل قبة مرفوعة على‬
‫إسطوانة بها ‪ 55‬نافذة وهذه القبة مصنوعة من هيكل خشبي تغطيها من الخارج طبقة من‬
‫الرصاص مكسوة بقشرة ذهبية ومن الداخل طبقة من المصيص ‪.‬‬

‫والضلع الخارجي للمبنى طوله نحو ‪ 2771‬متر وأرتفاعه حوالي ‪ 2‬أمتار ‪ ،‬وفي أعلى الحوائط‬
‫الخارجية توجد نوافذ إلضاءة المبنى‪ ،‬كما توجد أربعة أبواب بأضالع المثمن المواجهة للجهات‬
‫األصلية ‪ .‬ويتوسط المبنى الصخرة المقدسة التي يبلغ أقصى إرتفاع لها عن األرض ‪ 571‬متر ‪.‬‬

‫‪Page 2 of 4‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬منى الباشا‬ ‫نظرية وتاريخ العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪2‬‬

‫ويالحظ أن األعمدة المستخدمة بالمبنى متنوعة الطرز إذ جلبت من مباني قديمة ‪ .‬والحوائط‬
‫الخارجية للمبنى مغطاه بالموازاييك الملون والمزخرف بأشكال مختلفة من األشجار والفواكه‬
‫واألواني التي تخرج منها فروع نباتية‪ ،‬كما توجد كتابات كوفية آليات قرآنية يبلغ طولها نحو‬
‫‪ 247‬متر بالفصوص الذهبية على أرضية زرقاء ‪ ،‬كما توجد أيضا ا كتابات تشير إلى تاريخ‬
‫إنشاء المبنى وإسم منشأه‪.‬‬

‫المسجد األموي – دمشق (‪ 224-262‬م ) ‪:‬‬

‫شيده الوليد بن عبد الملك في موقع كان يوجد به معبد وثني قديم له برج مربع في كل‬
‫ركن أبقى عليها إلستخدامها كمآذن ؛ ول يزال أحد هذه األبراج قائما ا حتى اآلن في‬
‫الركن الجنوبي الغربي ‪ .‬والمسجد يتكون من صحن مستطيل وإيوان رئيسي طوله‬
‫نحو ‪535‬م وعرضه حوالي ‪ 3.‬متر وتوجد به ثالثة أروقة موازية للقبلة ومحمولة‬
‫على أعمدة رخامية ؛ ويتوسطها رواق معترض (مجاز) متعامد على حائط القبلة‬
‫وتقوم فوقه قبة حجرية أقيمت في عصر متأخر ‪.‬‬

‫ويتوسط حائط القبلة المحراب ‪ .‬ويبلغ إرتفاع إيوان القبلة ‪ 51‬متر أما المجاز فيبلغ‬
‫إرتفاعه ‪ 23‬مترا ا ‪ .‬ولهذه األروقة أسقف خشبية على شكل جمالونات ‪ .‬ويحيط‬
‫بالصحن من جميع اإلتجاهات رواق آخر تحدها عقود بعضها مدبب وبعضها على‬
‫شكل حدوة الفرس محمولة على دعائم ‪.‬‬

‫ويوجد أعلى العقود صف من النوافذ معقودة بعقود دائرية ‪ .‬وحواط المبنى من الداخل‬
‫مغطاه بسفل من الرخام والمرمر بإرتفاع حوالي ‪57.‬م تعلوه لوحات من الموزاييك‬
‫الملون والمذهب ل يزال بعضه باقيا ا في الرواق الغربي ‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن‬
‫تصميم هذا الجامع كان متأثرا ا بتصميم الكنائس السورية ‪ ،‬كما تشبه واجهته واجهات‬
‫القصور البيزنطية ‪ .‬وهو يعتبر من أبدع أمثلة العمارة اإلسالمية في عصورها األولى‪.‬‬

‫مثال للعمارة في العصر العباسي ‪:‬‬


‫مقياس النيل بالروضة ( ‪ 142‬هـ ‪ 112 /‬م ) ‪:‬‬

‫إنشأ مقياس النيل بجزيرة منيل الروضة في عصر الخليفة العباسي المتوكل بهدف تحديد قيمة الضرائب‬
‫على المصريين من خالل فياس ارتفاع مستوى النيل وحجم الفيضان‪ .‬والمقياس يتكون من بئر يتم‬
‫الوصول اليه عن طريق مجموعة من الساللم تبدأ من قمة البئر إلى القاع‪ .‬والبئر مربع الشكل مشيد‬
‫باأل حجار من ثالث طبقات‪ :‬السفلى على هيئة دائرة وذلك حتى ل يتسبب دخول المياه فى كسر عمود‬
‫المقياس نتيجة قوة اندفاعها‪ ،‬يعلوها طبقة مربعة ضلعها أكبر من قطر الدائرة‪ ،‬والمربع العلوي واألخير‬
‫ضلعه أكبر من المربع األوسط‪ .‬ويوجد فى وسط البئر عمود رخامي مدرج مثمن القطاع يبلغ طوله‬
‫‪ 5271‬متر ومحفور عليه عالمات القياس‪ ،‬يعلوه تاج روماني‪ .‬وتعلو التاج كمرة تربطه بجوانب البئر‬
‫لحمايته من إندفاع المياه وقت الفيضان‪ .‬ويعلو المقياس قبه تأخذ شكال مخروطيا ذات طراز تركي أقيمت‬
‫في عهد الخديوي عباس حلمي األول ‪ ،‬وهذه القبة من الداخل مزخرفة بزخارف نباتية من األزهار‬
‫واألوراق النباتية بألوان مختلفة‪ ،‬وزخارف كتابية دعائية مذهبة باسم منشأها‪ .‬وبالقبة مجموعة من النوافذ‬
‫المصنوعة من الخشب الخرط تحدها اطارات مذهبة‪.‬‬

‫‪Page 3 of 4‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬منى الباشا‬ ‫نظرية وتاريخ العمارة (‪ – )3‬محاضرة ‪2‬‬

‫مثال للعمارة في العصر الطولوني ‪:‬‬


‫جامع أحمد بن طولون – القطائع (‪ 112-112‬هـ ‪129-121 /‬م ) ‪:‬‬

‫يتكون الجامع من صحن مربع تبلغ مساحته نحو ‪22‬م‪ 2‬تحيط به أربعة أجنحة أكبرها‬
‫جناح القبلة الذي يتكون من خمسة أروقة ‪ ،‬أما األجنحة الثالثة الباقية فكل منها يتكون‬
‫من رواقين فقط ‪ .‬ويحيط بالمسجد من الخارج زيادات من ثالث إتجاهات عدا إتجاه‬
‫القبلة الذي كان مالصقا ا لدار اإلمارة التي أنشأها أحمد بن طولون ( وقد وجد مثلها في‬
‫جامع سامراء) ‪ .‬ويوجد في منتصف الصحن ميضأة مغلقة ومسقفة بقبة ‪.‬‬

‫والمسجد مبني بالطوب األحمر تغطي الحوائط طبقة من المالط ‪ .‬وعقود المسجد مدببة‬
‫ومرتكزة على دعائم مستطيلة القطاع بها أعمدة ركنية متصلة تيجانها رمانية ؛ يحيط بها‬
‫أفريز من الزخارف الجصية ‪ .‬وتعلو الدعائم فتحات معقودة بعقود مدببة لتخفيف‬
‫األحمال‪ ،‬ونوافذ الجامع تغطيها قمريات من الجص والزجاج الملون ‪.‬‬

‫أما المأذنة فهي مقتبسة من مأذنة جامع سامراء (وتسمى بالمأذنة الملوية) وهي مبنية من الحجر وتتكون من أربع طوابق متتالية ‪ :‬األول ذات‬
‫مقطع مربع والثاني ذات مقطع دائري والثالث والرابع ذات مقاطع مثمنة وتعلو المأذنة طاقية على شكل مبخرة ‪ ،‬ويحيط بها سلم خارجي بشكل‬
‫حلزوني ‪.‬‬

‫الشرفات ( العرايس )‬ ‫تفاصيل الواجهة‬ ‫المأذنة الملوية والميضأة‬

‫‪Page 4 of 4‬‬

You might also like