You are on page 1of 103

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫ميدان التكوين في العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم المالية والعلوم المحاسبية‬

‫محاضرات في االقتصاد النقدي‬


‫وأسواق رأس المال‬
‫مطبوعة موجهة لطلبة السنة الثانية ‪-LMD-‬‬
‫جميع التخصصات‬

‫من إعداد‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير‬

‫د‪.‬حدة فروحات‬

‫السنة الجامعية ‪0201-0202‬‬


‫الف ـ ــهرس‬

‫الصفحة‬ ‫البيان‬

‫أ‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل االول‪ :‬مدخل لالقتصاد الحقيقي و لإلقتصاد النقدي‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬مراحل ظهور االقتصاد النقدي‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1-1‬مرحلة االكتفاء الذاتي‬
‫‪11‬‬ ‫‪-2-1‬مرحلة اقتصاد المقايضة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -3-1‬مرحلة االقتصاد النقدي‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2‬مدخل للدراسة النقود‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -1-2‬مدلول كلمة النقود‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -2-2‬الشروط الواجب توفرها في النقود‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -3-2‬وظائف النقود‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -3‬انواع النقود‬
‫‪10‬‬ ‫‪-1-3‬النقود السلعية الكاملة‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-3‬النقود القابلة للتحويل بكامل قيمتها‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -3-3‬النقود اإلئتمانية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -0-3‬شبه النقود‬
‫‪12‬‬ ‫‪-5-3‬النقود اإللكترونية‬
‫‪13‬‬ ‫‪-0‬قيمة النقود‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1-0‬القيمة االسمية للنقود‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-0‬القيمة الحقيقية للنقود‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الفصل الثاني‪ :‬المحمالت (‪ )Agrégats‬و اإلحصاءات النقدية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬تحليل الكتلة النقدية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1-1‬األموال المتاحة النقدية أوتسمى المتاحات النقدية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -2-1‬األموال الجاهزة شبه النقدية‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2‬سيولـة االقتصاد‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1-2‬المجمع‪M1‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -2-2‬المجمع‪M2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -3-2‬المجمع‪M3‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -0-2‬المجمع‪M4‬‬
‫الف ـ ــهرس‬

‫‪10‬‬ ‫‪ -3‬مفهوم العناصر المقابلة للكتلة النقدية‬


‫‪10‬‬ ‫‪ –1-3‬المقابل ذهب وعمالت أجنبية (الذمم على الخارج)‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -2-3‬المقابل اإلئتمان المقدم إلى االقتصاد‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -3-3‬المقابل اإلئتمان المقدم إلى الخزينة العمومية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -0‬تطور إجمالي المقابل للكتلة النقدية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1-0‬بالنسبة لرصيد الذهب والعمالت األجنبية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -2-0‬تطور التسليقات للخزينة العامة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -3-0‬تطور القروض الموجهة لالقتصاد‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األنظمة النقدية (القاعدة الذهبية‪ ،‬الصرف بالذهب‪ ،‬نظام سعر الصرف المعوم)‬

‫‪23‬‬ ‫‪ -1‬ماهية النظام النقدي وخصائصه‬


‫‪23‬‬ ‫‪ -1-1‬تعريف النظام النقدي‪:‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2-1‬خصائص النظام النقدي‬
‫‪20‬‬ ‫‪-3-1‬اهداف النظام النقدي‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -2‬انواع االنظمة النقدية‬
‫‪25‬‬ ‫‪-1-2‬قاعدة المعدن الواحد‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -2-2‬قاعدة المعدنين‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -3-2‬قاعدة النقود الورقية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -0-2‬النظام النقدي الدولي‬
‫الفصل الرابع‪ :‬النظريات (الكالسيكية و الحديثة) و السياسات النقدية‬

‫‪01‬‬ ‫‪-1‬النظرية الكمية في النقود‬


‫‪01‬‬ ‫‪ -1-1‬معادلة النظرية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -2-1‬شرح رموز النظرية‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -3-1‬فرضيات النظرية‬
‫‪05‬‬ ‫‪ -0-1‬معادلة األرصدة النقدية معادلة كمبريدج‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -5-1‬االنتقادات الموجهة إلى النظرية الكمية‪:‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -2‬النظرية النقدية الكينزية‬
‫‪00‬‬ ‫‪-1-2‬الفرضيات األساسية‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -2-2‬الطلب على النقود‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -3-2‬عرض النقد‬
‫‪51‬‬ ‫‪-0-2‬نظرية سعر الفائدة‬
‫الف ـ ــهرس‬

‫‪51‬‬ ‫‪ -5-2‬سعر الفائدة ومصيدة السيولة‬


‫‪52‬‬ ‫‪ -1-2‬أثر كمية النقود على األسعار‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -0-2‬االنتقادات الموجهة الى النظرية الكينزية‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -3‬النظرية النقدية المعاصرة‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1-3‬فرضيات النظرية‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -2-3‬بناء نموذج فريدمان‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -0-3‬دالة الطلب على النقود (صيغة فريدمان)‪:‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -5-3‬تأثير كمية النقود على األسعار‬
‫الفصل الخامس‪ :‬السياسة النقدية والتضخم‬

‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬السياسة النقدية‬


‫‪11‬‬ ‫‪-1-1‬مفهوم السياسة النقدية‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2-1‬أهداف السياسة النقدية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -3-1‬اتجاهات السياسة النقدية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -0-1‬أدوات السياسة النقدية‬
‫‪01‬‬ ‫‪-2‬التضخم‬
‫‪01‬‬ ‫‪-1-2‬مفهوم التضخم‬
‫‪02‬‬ ‫‪-2-2‬انواع التضخم‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -3‬أسباب التضخم‪:‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -1-3‬العوامل الدافعة بالطلب الكلي إلى االرتفاع‬
‫‪00‬‬ ‫‪-2-3‬اسباب عدم تغير العرض الكلي‬
‫‪00‬‬ ‫‪-0‬اثار التضخم‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -5‬السياسات المنتهجة في مكافحة التضخم‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -1-5‬السياسة النقدية‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -2-5‬السياسة المالية‬
‫الفصل السادس‪ :‬االسواق المالية‬

‫‪00‬‬ ‫‪-1‬ماهية تعريف االسواق المالية‬


‫‪00‬‬ ‫‪-1-1‬تعريف األسواق المالية‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -2-1‬خصائص االسواق المالية‬
‫‪03‬‬ ‫‪ -3-1‬انواع واشكال االسواق المالية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -2‬مؤسسات الوساطة المالية‬
‫الف ـ ــهرس‬

‫‪01‬‬ ‫‪-1-2‬بنوك االستثمار‬


‫‪01‬‬ ‫‪-2-2‬سماسرة األوراق المالية‬
‫‪01‬‬ ‫‪-3-2‬تجار األوراق المالية‬
‫‪01‬‬ ‫‪-0-2‬شركات التأمين‪:‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -5-2‬الصناديق المشتركة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -1-2‬صناديق المعاشات والتقاعد للقطاع الخاص والعام‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -0-2‬شركات التمويل‬
‫‪03‬‬ ‫المراجع‬
‫متهيد‪:‬‬

‫حتتل االقتصاديات النقدية واملصرفية مكانا جوهريا بني فروع النظرية االقتصادية احلديثة ويعترب االقتصاد‬
‫النقدي فرع من فروع االقتصاد اليت استبقت تارخييا و بقيت مرتبطة ارتباطا وثيقا مع االقتصاد الكلي ‪ .‬يوفر‬
‫االقتصاد النقدي إطارا من التحاليل املالية يف مهامه كوسيط للتبادل ‪ ،‬وخمزن للقيم ‪ ،‬ووحدة للحساب‪ ،‬و قبل‬
‫أن يصل االقتصاد النقدي إىل ما هو عليه اليوم فقد مر بعدة مراحل من حيث طبيعة األداة املستعملة يف تبادل‬
‫خمتلف السلع واخلدمات ويعترب التوصل إىل استخدام النقود من أكثر االبتكارات اليت سامهت يف إحداث‬
‫تغریات كبریة يف حياة اإلنسان‪ ،‬واختلف يف تعريفها كما أهنا على عدة أنواع‪ .‬وتعترب الظاهرة النقدية يف صورة‬
‫النقود عصب احلياة املعاصرة ملا تؤديه من وظائف كثریة بشكل ال میكن معه االستغناء عنها‪ ،‬ومثثل امهية كبریة‬
‫يف مجيع املعامالت على املستوى الداخلي واخلارجي يف الوقت احلاضر وترتبط مجيع القرارات االقتصادية بشأن‬
‫االنتاج والتوزيع واالدخار واالستثمار وغریها من القرارات االقتصادية اهلامة بصورة وثيقة بالنقود والنظام النقدي‬
‫لكل دولة‪ ،‬وان كانت امهيتها ختتلف باختالف النظم االقتصادية‪.‬‬
‫كما ان موضوعات النقود و االسواق املالية قد شهدت تطورا سريعا يف العقود االخریة‪ ،‬ودراستها اصبحت‬
‫اساسية وهامة الرتباطها بكثری من املشكالت االقتصادية وكوهنا انعكاسا ألهم النشاطات االقتصادية واملظاهر‬
‫االجتماعية يف أي دولة‪.‬‬
‫وبناء عليه مت اعداد هذه املطبوعة املعنونة ب" حماضرات يف االقتصاد النقدي وأسواق رأس املال" لكي يستفيد‬
‫منها طلبة السنة الثانية جلميع االختصاصات وهذا من أجل تعزيز استيعاهبم ومعرفتهم ملختلف املفاهيم‬
‫والعناصر املكونة واحملددة لعلم االقتصاد النقدي وأسواق رأس املال ‪ ،‬حيث ستسمح هذه املطبوعة للطلبة بأخذ‬
‫فكرة واسعة وشاملة ملفهوم ونشأة وتطور الظاهرة النقدية تعريف الطالب بالنقود ووضائفها وأشكاهلا و تطورها‬
‫عرب التاريخ‪ ،‬باإلضافة اىل خمتلف األنظمة النقدية‪ ،‬و حتليل عناصر الكتلة النقدية ومقابالهتا ‪ ،‬كما مت التطرق‬
‫اىل النظريات النقدية تفصيال شامال ووافيا ‪ ،‬باإلضافة اىل السياسات النقدية ومكافحة التضخم ‪ ،‬ويف اجلزء‬
‫الثاين و االخری مت التعرض اىل الشق املايل من خالل دراسة األسواق املالية ووظائفها وأنواعها وآلياهتا وهياكلها‬
‫واملتمثل‪ ،‬وإمجاال هتدف هذه املطبوعة املوجهة بالدرجة االوىل للطلبة لتحقيق االيت‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف الطلبة بعلم االقتصاد النقدي واسواق راس املال؛‬
‫‪ ‬قدرة الطلبة على التمييز بني خمتلف عناصر املرتبطة بعلم االقتصاد النقدي واسواق راس املال؛‬
‫‪ ‬إستطاعة الطلبة حتليل الظاهرة النقدية من خالل نشأة وتطور النقود‪ ،‬تعريفها‪ ،‬خصائصها مع بيان وظائفها‬
‫وأهم أنواعها؛‬
‫‪ ‬معرفة والقدرة على حتليل دالة الطلب على النقود اليت تناولتها خمتلف املدارس والتيارات الفكرية البارزة من‬
‫خالل حتليل النظريات النقدية حتليال شامال وكامال؛‬
‫‪ ‬مساعدة الطلبة على الفهم اجليد لالنظمة النقدية األنظمة النقدية من حيث مفهومها وأنواعها وتطورها و‬
‫حتليل للكتلة النقدية والعناصر املقابل هلا ؛‬
‫‪ ‬التطرق اىل السياسة النقدية وحتديد للطلبة مفهومها‪ ،‬أهدافها ودورها يف حتقيق االستقرار النقدي والتأثتری‬
‫على مستول النشاط االقتصادي‪ ،‬باالضافة اىل معاجلة ظاهرة التضخم فتم تقدمي تعريف للتضخم‪ ،‬أسبابه‪،‬‬
‫أنواعه‪ ،‬ككيفية عالجه‪ ،‬مع بيان أهم اآلثار االقتصادية واالجتماعية للتضخم؛‬
‫‪ ‬توضيح الصورة للطلبة حول كل ما يتعلق بأسواق رأس املال من خالل حتديد مفهومها‪ ،‬أقسامها‪ ،‬وظائفها‬
‫وكيفية عملها ؛‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل االول‪ :‬مدخل لالقتصاد الحقيقي و لإلقتصاد النقدي‪.‬‬


‫االقتصاد النقدي هو فرع من فروع االقتصاد اليت استبقت تارخييا و بقيت مرتبطة ارتباطا وثيقاً مع االقتصاد الكلي ‪ .‬يوفر‬
‫االقتصاد النقدي إطارا من التحاليل املالية يف مهامه كوسيط للتبادل ‪ ،‬وخمزن للقيم ‪ ،‬ووحدة للحساب‪ ،‬قبل أن يصل‬
‫االقتصاد النقدي إىل ما هو عليه اليوم فقد مر بعدة مراحل من حيث طبيعة األداة املستعملة يف تبادل خمتلف السلع‬
‫واخلدمات‪.‬‬

‫‪ -1‬مراحل ظهور االقتصاد النقدي‪.‬‬


‫قسمت املراحل اليت مر هبا االقتصاد النقدي إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-1‬مرحلة االكتفاء الذاتي‪ :‬وهي املرحلة اليت كانت فيها الوحدة االقتصادية كاألسرة أو القبيلة‪...‬اخل‪،‬‬
‫تنتج ما حتتاج إليه بنفسها دون احلاجة إىل اآلخرين‪ ،‬وقد كانت هذه احلاجات تتميز بالبساطة واحملدودية‪ ،‬غری أن زيادة عدد‬
‫السكان من جهة وتطور حاجاهتم رغباهتم قد أدى إىل ظهور املقايضة؛‬
‫اذن ماذا نقصد بالمقايضة؟؟؟؟‬
‫‪-2-1‬مرحلة اقتصاد المقايضة‪.‬‬
‫وتسمى كذلك مبرحلة االقتصاد الطبيعي أو العيين حيث أصبحت الوحدة االقتصادية مهما كان نوعها تعرف فائضا يف‬
‫منتجات معينة بينما لديها عجز يف بعضها اآلخر نتيجة التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬وهو ما أدى إىل ظهور املبادلة ما بنی‬
‫الوحدات االقتصادية واليت اكتست طابع املقايضة أي مبادلة سلع مقابل سلعة يف املراحل األوىل‪.‬‬
‫غری أنه ورغم املزايا اليت وفرهتا املقايضة لإلنسان إال أن استخدامها كان يشوبه العديد من الصعوبات أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة معرفة نسب مبادلة السلع ببعضها البعض خاصة مع تنوع السلع وزيادة عددها؛‬
‫‪ -‬صعوبة توافق رغبات األفراد خاصة مع زيادة عددهم وتنوع حاجياهتم؛‬
‫‪ -‬عدم قابلية بعض األنواع من السلع للتجزئة مما قد يقضي على جوهرها؛‬
‫‪ -‬عدم توفر أداة صاحلة الختزان القيم؛‬
‫‪ -‬صعوبة النقل‪.‬‬
‫وهذه الصعوبات قد كانت الدافع لإلنسان للبحث عن وسيلة متكنه من إمتام مبادالته بكل يسر فجاءت مرحلة االقتصاد‬
‫النقدي وهي اليت متيزت باستخدام وسيلة تبادل‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مرحلة االقتصاد النقدي‪.‬‬
‫يف البداية مت استخدام سلعة معينة كوحدة قياس مشرتكة لباقي السلع األخرى‪ ،‬وقد اختلفت هذه السلعة من جتمع بشري‬
‫إىل آخر‪ ،‬وعرفت هذه املرحلة مبرحلة النقود السلعية‪.‬‬
‫غری أن استمرار بعض النقائص كعدم القابلية للتقسيم دفع إىل البحث عن سلعة تتوفر فيه أكثر اخلصائص اليت تقضي على‬
‫صعوبات النقود السلعية حيث تتميز بسهولة احلمل وصغریة احلجم وقابلة للتجزئة وغری قابلة للتلف كما تتمتع بالندرة النسبية‬
‫ومثينة وهو ما جتسد يف املعادن خاصة الذهب والفضة فتم اختاذمها كمقياس للقيمة وحتوال مع مرور الزمن إىل نقود تصدرها‬
‫الدولة فرضت الكثری من دول العامل التداول اإلجباري للنقود الورقية وسحبت املعدن الثمنی من التداول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫من خالل ما سبق ذكره يتبنی لنا الفرق بنی االقتصاد العيين واالقتصاد احلقيقي االقتصاد العيين (احلقيقي) يرتبط باألصول‬
‫العينية املتمثلة يف جمموع املوارد احلقيقية اليت تشبع احلاجات واملتطلبات بطرق مباشرة (كالسلع االستهالكية من الطعام‬
‫واملالبس وما شابه) أو بطرق غری مباشرة (كالسلع االستثمارية من اآلالت واملعدات وما شابه)‪.‬‬
‫”اما االقتصاد النقدي أو االقتصاد املايل يف صورته األولية" فهو الذي يعرب عن حركة التيار النقدي املقابل للتيار السلعي‪،‬‬
‫وبذلك يسری االقتصاد يف توازن‪.‬‬
‫‪ -2‬مدخل للدراسة النقود‪.‬‬
‫لقد صار مفهوم النقد حموريا يف احلياة االقتصادية لكن يوجد غموض هلذا املفهوم نظرا لتعدد املفاهيم املقربة منه الكتلة‬
‫النقدية‪ ،‬عرض النقود‪ ،‬كمية النقود‪ ،‬سيولة النقدية‪ ،‬الدخل والثروة‪ ،‬سنحاول االجابة على التساؤل الرئيس وهو‪ :‬ما هي‬
‫النقود ؟‬
‫‪ -1-2‬مدلول كلمة النقود‪.‬‬
‫هلذه الكلمة استخدامات متعددة ومتنوعة لكن عند االقتصادينی معين دقيق وحمدد‪ ،‬فهناك من يعرفها باهنا‪ ":‬جمموع‬
‫‪1‬‬
‫النقود السائلة يف جيوب املتعاملنی املتاحة هلم يف اي حلظة" ‪.‬‬
‫فهذا املعىن يتداخل مع‪ :‬العملة‪ ،‬الدخل‪ ،‬الثروة لكن يوجد اختالف كبری يف املاهية حيث يتميز مصطلح النقود عن غریه من‬
‫املفاهيم يعرفها بعض االقتصادينی " كل شئ يلقى القبول العام لتسديد قيمة السلع او اخلدمات لتربئة الذمم"‬
‫وفق هذا التعريف يعترب البعض ان النقود مقصورة على النقود السائلة اي النقود الورقية و النقود املعدنية املسكوكة‪.‬‬
‫غری ان االقتصادينی يعتربون النقود السائلة جزء من النقود (وليست كل النقود) اىل أن‪:‬‬
‫‪ -‬الودائع املوجودة يف احلساب اجلاري البنكي او الربيدي (استخدام الشيك لتسديد املشرتيات)‬
‫‪ -‬الودائع يف حسابات االدخار ( ميكن ان تلعب دور النقود اذ كانت قادرة على التحول بسرعة للنقود)‬
‫وبالتايل يتوسع مفهوم النقود فالنقود أوسع من النقود السائلة ولكنها اقل حمدودية من الثروة وخمتلفة عن الدخل‬
‫كيف هذا؟‪.‬‬
‫جند مصطلح" من يقول انه ميلك الكثری من النقود"هذا يشری اىل معىن الثروة (نقود مملوكة وبقية االصول االخرى)‪،‬‬
‫وجند مصطلح "من يقول انه يكسب نقود كثریة" يشری اىل الدخل (تدفق مكاسب نقدية خالل وحدة الزمن)‪،‬‬
‫وميكن القول ان هناك عدة تعريفات للنقود اختلفت من فرتة ألخرى فمنهم من ركز على جوهر النقود ومنهم من ركز على‬
‫الوظائف اليت تقوم بها وأهم هذه التعريفات‪:‬‬
‫عاما حبكم العرف أو القانون أو قيمة الشيء نفسه ويكون‬ ‫يرى الدكتور ناظم الشمري يف النقود أي شيء يقبله اجلميع قبوال ً‬
‫قادرا على أن يكون وسيطًا يف عمليات التبادل املختلفة للسلع واخلدمات ويكون صاحلًا لتسوية الديون وإبراء الذمم فهو‬ ‫ً‬
‫‪2‬‬
‫عبارة عن النقود‪.‬‬

‫‪ - 1‬امحد عبد العزيز الشرقاوي‪،‬مدخل يف االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬مركز التعليم املفتوح‪ ،‬جامعة املنوفية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 2‬ناظم حممد نوري الشمري ‪:‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع عمان ‪ ، 9111‬ص ‪.28‬‬

‫‪2‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫أما الربوفسور األملاين كارل هاينس تينرت فإنه يرى يف النقود بضاعة أو سلعة خاصة تقوم بدور املعادل العام جلميع السلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬ظهرت وتطورت نتيجة زيادة معدالت التبادل يف المجمتع وهي بذلك تقوم بقياس قيم األشياء وتعكسها يف‬
‫‪3‬‬
‫األسعار بغية تسهيل التبادل‪.‬‬
‫وخالصة القول هو انه ميكن اعطاء تعريف شامل للنقود على النحو االيت" إن النقود تضم كل شيء حيظى بالقبول العام‬
‫وميتلك قوة وفائية او قوة ابراء غری حمدودة لدفع قيمة السلع واخلدمات او لتربئة الذمم وااللتزامات ‪ ،‬وهي اوسع من النقود‬
‫السائلة وخمتلفة عن الدخل والثروة"‪.‬‬
‫خالصة القول‪ :‬يقدم التعريف النظري للنقود عدة خصائص ‪:‬‬
‫‪-‬التعريف حيضى يتوافق مجهور االقتصادينی ؛‬
‫‪-‬للنقود وظائف اساسية ووظائف مشتقة من حيث املكان ‪،‬النقود هي وسيط يف املبادلة ومقياس للقيم‪ ،‬واما من حيث‬
‫الزمان‪ ،‬فالنقود هي خمزن للقيم واداة لتسوية املدفوعات اآلجلة؛‬
‫‪-‬مينحها تأثریا ملحوظا على النشاط االقتصادي ‪-‬للنقود وظائف حيادية تتمثل يف الوظائف األساسية والوظائف املشتقة وهلا‬
‫وظائف غری حيادية(حركية)؛‬
‫‪-‬للنقود مزايا اضافية جتعلها تتفوق على املقايضة ومنها القبول العام واالستقرار النسيب والتجانس وسهولة احلمل والنقل وعدم‬
‫القابلية للتلف بسرعة؛‬
‫‪-2-2‬الشروط الواجب توفرها في النقود‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫جيب ان تتوفر جمموعة من الشروط يف الشئ لكي يؤدي وظيفة النقود لكي حتظى بالقبول العام وليس اخلاص وهي‪:‬‬
‫الشرط االول‪ :‬ان تلقى النقود قبوال عاما‪.‬‬
‫يعين تتميز عن القبول اخلاص جيب ان يشمل القبول مجيع افراد اجملتمع دون استثناء و جيعل للنقود قوة شرائية غری‬
‫حمدودة تعطي لصحاهبا او حلاملها احلق يف شراء مجيع السلع واخلدمات املعروضة يف هذا االقتصاد(دين على االقتصاد)‬
‫وختتفي هذه الصفة على بقية السلع االخرى‪.‬‬
‫ويفرض القبول العام على اجلميع استخدام النقود كأداة تقييم وسداد للمشرتيات وتربئة الذمم بالعرف او قوة القانون‬
‫او عن طريق املادة املصنوعة منها النقود‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬تجانس وحدات النقد وتماثلها‪.‬‬
‫يعين امكانية استبدال ‪ 911‬وحدة نقدية ورقية ب ‪ 911‬وحدة نقدية معدنية بدون تخفيض او زيادة‬
‫استخدام كل منها يف عملية الشراء ميكن من احلصول على نفس عدد السلع الن عدم التجانس يضر بدرجة القبول العام بنی‬
‫االفراد او يدفعهم للتخلى عن النقود لصاحل سلع اخرى‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬االستقرار النببي في قيمتها‪.‬‬
‫وهو امر ضروري الن استقرارها سيؤدي اىل ضرورة استقرار املعروض النقدي الن تغيری العرض سيؤثر على االسعار ويؤثر‬
‫على قيمة النقود (اضرار باالقتصاد)‪ ،‬ومن االحسن ان تتمتع باالستقرار النسيب وعلى املدى املتوسط‪.‬‬

‫‪- 3‬كارل هاينس تينرت ‪:‬االقتصاد السياسي لالشرتاكية والرأمسالية‪ ،‬منشورات شتوتغرت برلنی ‪ ، 9128‬ص ‪.213‬‬
‫‪ -‬ناظم حممد نوري الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الشرط الرابع‪ :‬قابليتها للتجزئة‪.‬‬


‫وحدات رئيسية ووحدات ثانوية من اجل تسهيل تسديد قيمة املشرتيات‬
‫الشرط الخامس‪ :‬سهولة الحمل وخفة الوزن‪ :‬كان من صعوبات املقايضة أن الفرد املتبادل يكون أحيانا مضطرا إىل‬
‫اإلحتفاظ بكمية كبریة من سلعة ما يصعب محلها ونقلها وختزينها‪ ،‬وبفضل النقود أصبح وباإلمكان محل ونقل قوة شرائية‬
‫كبریة يف صورة أوراق نقدية ال يكلف محلها أي نفقات ويتمتع حاملها بقوة شرائية تنتقل معه يف كل مكان وزمان‪ ،‬وهو‬
‫نقيض ما لو كانت النقود مصنوعة من سلعة أخرى مثل ماهو األمر يف مرحلة املقايضة مثل سلعة (الطماطم‪ ،‬الشعری‪،‬‬
‫األغنام… اخل) ‪ ،‬فإن األفراد سوف يعانون من نقلها ومحلها‪ ،‬كما تكون هذه السلع أيضا كبریة احلجم‪ ،‬أما النقود اآلن‬
‫فهي صغریة احلجم وكبریة القيمة‪.‬‬
‫الشرط البادس‪ :‬عدم قابليتها للتلف البريع‪.‬‬
‫الن ذلك سيؤدي اىل رغبة الناس يف التخلي عن الوحدات القدمية اليت تعرضت للتناقص القيمة وحيازة النقود اجلديدة‪.‬‬
‫الشرط البابع‪ :‬النذرة‪.‬‬
‫يتم اختيار املادة اليت تصنع منها النقود حبيث تكون ذات ندرة نسبية حىت التفقد قيمتها سريعا هذه الصفة واضحة فيما‬
‫يتعلق بالنقود املعدنية املصنوعة من الذهب والفضة باعتباراهم معادن نفيبة (تتمع بالندرة يف الطبيعة)‬
‫اما يف نظام النقود الورقية فالندرة تتمثل يف سلطة الدولة يف وضع قيود لإلصدار النقدي الورقي(يرتبط االصدار النقدي‬
‫بالقدرة الحقيقة لالنتاج)‬
‫‪ -3-2‬وظائف النقود‪.‬‬
‫النقود ليست هدفا يف ذاهتا ولكنها هدف لقيامها بالعديد من الوظائف باعتبارها أداة من أدوات السياسة االقتصادية‬
‫تستخدمها السلطات العامة لتحقيق أهداف متعددة‪ ،‬وتنقسم اىل وظائف تقليدية ترتبط بنشأهتا التارخيية وظائف مرتبطة‬
‫‪5‬‬
‫بالنشاط االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -1-3-2‬الوظائف التقليدية‪ :‬وتتمثل يف الوظائف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وظيفة الوسيط في المبادلة‪ :‬تعترب بدون شك الوظيفة األوىل واألساسية اليت استعملت النقود من أجلها حيث‬
‫استخدمت النقود كواسطة بنی البائع واملشرتي‪،‬و ختدم النقود وظيفة التبادل يف مجيع املعامالت على السلع يف االقتصاديات‬
‫املعاصرة ‪ ،‬فالنقود هلا قوة شرائية عامة ميكن بواسطتها احلصول على اي نوع من السلع واخلدمات (عن طريق النقود يتم‬
‫مبادلة كافة السلع واخلدمات) فاملنتج يتخلى عن انتاجه مقابل النقود مث يستخدمها كقوة شرائية يف احلصول على ماحيتاح اليه‬
‫من سلع وخدمات سواء استالكية او انتاجية‪ ،‬وقد سامهت هذه الوظيفة يف زيادة الفعالية االقتصادية تسمح لالقتصاد يف‬
‫تكلفة التبادل والوقت الالزم للتبادل‪.‬‬
‫ماهو االختالف بنی املقايضة والنقود يف هذه الوظيفة؟‬
‫يف املقايضة تتم مبادلة سلعة بسلعة اي عملية البيع والشراء تتم يف نفس اللحظة الزمنية ونفس املكان واالشخاص اما يف‬
‫النقود فاملبادلة تتم على مرحلتنی ومها ‪:‬‬

‫‪- 5‬عزت قناوي‪ ،‬اساسيات يف النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،8113 ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪4‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -9‬مثال يبيع املوظف قوة عمله مقابل احلقول على دخل نقدي‪.‬‬
‫‪ -8‬يف املرحلة التالية ويف زمان ومكان اخر يبعد او يقصر مث مبادبة النقود بسلعة‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة مقياس للقيمة (وحدة تحاسب)‪ :‬تعترب هذه الوظيفة هي الوظيفة األساسية الثانية املباشرة للنقود‪ ،‬حيث كانت‬
‫احلاجة لوجود وحدة قياس يتم على اساسها قياس قيمة السلع واالشياء املتبادلة وتأيت وطيفة النقود كمقياس للقيم ليس‬
‫لكوهنا يف حد ذاهتا مقياسا لكن الن قيم السلع واخلدمات هي القابلة للقياس‪ ،‬اما النقود فهي جمرد وحد حسابية تستخدم يف‬
‫هذا الغرض تؤدي يف االقتصاد وحدة قياس‪.‬‬
‫ويتم قياس قياس السلع واخلدمات بعدة طرق‪:‬‬
‫أ‪-‬المقياس الطبيعي‪ :‬حماولة تقييم السلع واخلدمات بأوزاهنا املادية اي استخدام ساعات العمل املبذولة يف انتاج السلع لقياس‬
‫قيمتها او استخدام املرت او الطن او الكليو وغریها من وحدات القياس االخرى‪ ،‬وهي مقاييس مطلقة حيث ينظر اىل‬
‫خصائصها املادية دون مراعاة لعالقاهتا املتبادلة مع السلع االخرى ومن الصعب وجود مقياس مشرتك بنی مجيع السلع‬
‫(الختالف خصائصها الطبيعية ) ‪.‬‬
‫ب‪-‬مقياس البلعي التبادلي‪ :‬وهو قياس قيمة سلعة بالنسبة للسلع االخرى(نظام املقايضة)‪.‬‬
‫ج‪-‬القياس النقدي‪ :‬وهو الذي يهمنا يف هذه الوظيفة فهو عدد الوحدات النقدية االزمة للحصول على السلعة واليت تعترب‬
‫مثنا او قيمة هلذه السلعة‪.‬‬
‫فهي تقيس قيمة الشئ كما حيدد كل بلد تسمية خاصة لوحدة التحاسب (الدينار‪ ،،‬الدوالر‪ ،‬االورو) جيب ان حيظى املقياس‬
‫املشرتك لقياس مجيع السلع واخلدمات بالقبول العام لتربئة الذمم ويتمتع بالثبات النسيب خالل الزمن‪.‬‬
‫‪-‬وظيفة النقود مخزن للقيمة‪:‬‬
‫يف ضل االقتصاد النقدي يتم بيع السلع واخلدمات مقابل احلصول على النقود وهو ما ميكن للفرد االحتفاظ بالنقود‬
‫وتأجيل االنفاق‪ ،‬وهذا يعين اهنا اداة لالدخار او تأجيل ونقل القوة الشرائية للمستقبل‪ .‬لذلك فالنقود تعترب خمزن جيد للقيمة‪،‬‬
‫وبواسطتها ميكن مواجهة حاالت االستعجال غری املتوقعة‪.‬‬
‫ولكن هذا ال يعين أن النقود يف عصرنا احلاضر هي األصل الوحيد الذي ختتزن فيه الثروة أو يتم االعتماد عليه يف االدخار‪،‬‬
‫حبيث أن الفرد قد حيتفظ بثروته يف أصل آخر مثل جمموعة األصول املالية (األسهم والسندات) أو األصول الثابتة مثل‬
‫العقارات واألراضي‪.‬‬
‫يتوقف جناح النقود يف اداء هذه الوظيفة على اعتبارينی‪:‬‬
‫‪ -9‬ان النقود هي ذاهتا ليست سلعا او خدمات بل هي اداة للحصول على السلع واخلدمات (اليت يرغب فيها الفرد يف‬
‫الوقت اليت حيتاجها فيه) ومامل تكن منتجات حقيقية يف االقتصاد فلن حيصل حاملها مهما بلغ مقدراها على منتجات ولن‬
‫تؤدي النقود وظيفتها كأداة لالحتفاظ بالقيم فالنقود ترتبط باإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -8‬ثبات قيمة النقود نسبيا اي ثبات اسعار املنتجات الن التقلبات السريعة يف قيمة النقد ويف االسعار تؤدي اىل فقدان‬
‫الثقة يف النقود وإضعاف دورها كمخزن للقيم ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬وظيفة النقود كأداة للدفع المؤجل‪ :‬ميكن اعتبار هذه الوظيفة من الوظائف احلديثة او املعاصرة واملرتبطة بتطور الظاهرة‬
‫النقدية‪ ،‬فكما هي أداة صاحلة لتسوية خمتلف املبادالت اآلنية فهي ايضا أداة صاحلة لتسوية خمتلف املبادالت اآلجلة أيضا‪،‬‬
‫متكن النقود بوظيفة الدفع اي التحرر من الدين وتربئة الذمم يف االلتزامات املؤجلة‪ ،‬فالصفقات يف وقتنا احلاضر تربم يف الوقت‬
‫احلاضر على أساس أمثان معينة والتسليم يتم يف وقت الحق‪ ،‬لذلك كان البد من معيار يتم على أساسه حتديد األمثان‪ ،‬وقد‬
‫استطاعت النقود أن تقوم هبذا الدور أيضا ‪.‬‬
‫‪-‬اختالف وظيفة وسيط للمبادلة وأداة الدفع‪:‬‬
‫يف حالة قيام شخص بتسليم سلعة يتحصل على نقود(يف هذه احلالة ستؤدي النقود وظيفة وسيط املبادلة وأداة الدفع)‬
‫لكن يف حالة تسليم السلع يف حنی يتأجل الدفع للفرتة الحقة(حصول البائع على اعرتاف بالدين) يسمح حبصول التبادل‬
‫وعند الدفع مستقبال تظهر وظيفة الدفع وختتفي فكرة التبادل‪.‬‬
‫ووظيفة الدفع ليست مرتبطة بالسلع واخلدمات فقط فقد يتم تسديد او دفع قيمة الضرائب‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬الوظائف المرتبطة بالنشاط االقتصادي‪ :‬كان الفكر االقتصادي التقليدي يعترب أن النقود ال تلعب أي دور‬
‫اقتصادي وال تؤثر يف الواقع االقتصادي (حيادية النقود)‪ ،‬غری أن النظرية احلديثة واألحداث االقتصادية املتتالية أبرزت أن‬
‫‪6‬‬
‫للنقود حركية خاصة يف االقتصاد‪ ،‬وتربز هذه الوظائف كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النقود اداة من ادوات البياسة النقدية‪:‬‬
‫متثل النقود قوة شرائية وهي قدرهتا يف احلصول على سلع وخدمات قي حدود كمية النقود لكنها ترتبط بكمية السلع‬
‫واخلدمات املعروضة حىت حيدث التوازن‪ ،‬فزيادة كمية النقود املتداولة مع بقاء حجم االنتاج ثابت يؤدي الى ماذا؟؟؟؟‬
‫اىل ارتفاع االسعار اي اخنفاض القوة الشرائية للنقود والعكس صحيح‪ ،‬ولذلك تستخدم السلطات النقدية كمية النقود‬
‫املطروحة للتداول لعالج العديد من االزمات االقتصادية‪ ،‬كيف ذلك ففي الكساد والركود تزيد الدولة من عرض النقود‬
‫لصورة وقتية حلدوث نوع من االنتعاش اما حالة التضخم ختفض الدولة من عرض النقود يف اجملتمع المتصاص الزيادة يف‬
‫االسعار ولذلك تعد النقود من ادوات السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬النقود وتخصيص الموارد االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬تلعب النقود دورا هاما يف ختصيص املوارد‪ ،‬فعندما تكون هناك طاقات عاطلة يف االقتصاد فإن زيادة كمية النقود كفيل‬
‫خبفض معدل الفائدة وهذا يؤثر إجيابا على االستثمارات اليت ترتفع من أجل مواجهة الطلب اإلضايف على السلع واخلدمات‬
‫الناتج عن زيادة املعروض النقدي؛‬
‫‪ -‬النقود توفر للمتعاملنی االقتصادينی خيارات متعددة‪ ،‬ما بنی االستهالك‪ ،‬أو االدخار أو االستثمار مبختلف أنواعه‬
‫‪ -‬النقود وتوزيع الدخل‪:‬‬
‫ترتبط هذه الوظيفة ارتباطا وثيقا بالتغریات احلاصلة يف قيمة النقود) قوهتا الشرائية(‪،‬النقود وسيلة إلعادة توزيع الثروة بنی خمتلف‬
‫مكوناته‪ ،‬فارتفاع أسعار األصول العينية يدفع أصحاهبا لبيعها من أجل االستفادة من فوارق األسعار‪ ،‬فينخفض نصيب‬

‫‪ -‬كارل هاينس تينرت ‪:‬االقتصاد السياسي لالشرتاكية والرأمسالية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪6‬‬

‫‪6‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫األصول العينية وتزيد حيازة النقود‪ ،‬باالضافة اىل ان النقود وسيلة إلعادة توزيع الدخل بنی خمتلف الطبقات‪ ،‬عن طريق فرض‬
‫الضرائب على أصحاب الدخل املرتفع وتوجيهها للفئات احملدودة الدخل‪.‬‬
‫فتغریات قيمة النقود كنتيجة لتغریات مستول األسعار حتدث تعديالت يف توزيع الثروة و الدخل ‪.‬حيث أن بعض الطبقات‬
‫االجتماعية تتأثر بارتفاع األسعار خاصة أصحاب الرواتب كاألجور واملدخرين والدائيننی‪ ،‬وذلك ألن املبالغ اليت يستلموهنا‬
‫تكوف قوهتا الشرائية متناقصة‪ ،‬حىت وإن حصلت أي زيادة يف الرواتب كاألجور كالفائدة تكوف أقل من سرعة ارتفاع‬
‫األسعار وبالتايل ستفقد هذه الطبقات جزء من قوهتا الشرائية‪ ،‬وحيدث العكس يف حالة اخنفاض األسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬انواع النقود‪.‬‬
‫عرفت البشرية خالل تطورها التارخيي عدة أنواع من النقود‪ ،‬انسجمت مع طبيعة كل مرحلة‪ ،‬ألن مرحلة الليربالية‬
‫االقتصادية ال حتتاج لتدخل الدولة يف االقتصاد‪ ،‬ولذلك كانت قاعدة النقود (ذهبية)‪ ،‬أما يف مرحلة تدخل الدولة) املرحلة‬
‫الكينزية (فقد ظهرت النقود الورقية اليت تستدعي وجود إدارة للنقد لدراسة آثاره االقتصادية واالجتماعية كمتغری اقتصادي‬
‫هام يؤثر على بقية املتغریات‪.‬‬
‫أما يف املرحلة احلالية فقد ظهرت النقود اإللكرتونية اليت تتناسب مع طبيعة النظام االقتصادي العاملي (مرحلة العوملة) ومع ثورة‬
‫املعلومات واالتصاالت والتطور التقين املصريف‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وميكن لنا توضيح معايری تقسيم النقود على النحو التايل‪:‬‬
‫‪‬معيار املادة املصنوعة منها النقود ‪،‬تقسم وفقا هلذا املعيار ايل‪:‬‬
‫‪-‬نقود معدنية‪.‬‬
‫‪-‬نقود ورقية‪.‬‬
‫‪‬معيار اجلهة املصدرة للنقود‪ :‬نقسم النقود وفقا هلذا املعيار ايل‪:‬‬
‫‪-‬نقود حكومية‪.‬‬
‫‪-‬نقود يصدرها البنك املركزي وتتالف من النقود القانونية الورقية االلزامية وتسمى نقود خارجية واملقود املعدنية املساعدة‪.‬‬
‫‪-‬نقود الودائع لدى البنوك التجارية وتسمى النقود الداخلية‪.‬‬
‫‪‬معيار االساس الدي تقوم عليه النقود‪:‬‬
‫‪-‬نقود معدنية‪.‬‬
‫‪-‬نقود ائتمانية‪.‬‬
‫‪‬املعيار اجلغرايف‪:‬‬
‫‪-‬نقود وطنية‪.‬‬
‫‪-‬نقود اجنبية‪.‬‬
‫‪‬معيار التطور التارخيي للنقود‪ :‬تقسم النقود وفقا هلذا املعيار ايل‪:‬‬
‫‪-‬نقود سلعية‪.‬‬

‫‪ -7‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية جامعة دمشق‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪7‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪-‬نقود معدنية‪.‬‬
‫‪-‬نقود ورقية‪.‬‬
‫‪-‬نقود اإللكرتونية ‪.‬‬
‫وجتدر االشارة هنا اىل االختالف بنی انواع واشكال النقود‪ ،‬حيث يشری مصطلح اشكال النقود اىل تطور التارخيي للنقود اي‬
‫كل اشكال النقود اليت عرفتها البشرية يف التعامل ‪ ،‬اما ملا نتكلم عن انواع النقود فهنا نقصد القاعدة النقدية اليت يقوم عليها‬
‫هذا النوع من النقود ‪ ،‬وحسب هذا املعيار يوجد نوعنی للنقود وهي ‪ :‬النقود السلعية واليت تتميز باالزدواجية يف االستعمال‬
‫اي يتم استعمال هذا الشئ او هذه السلعة كالنقود ومن جهة اخرى ميكن استعماهلا كاسلعة وتتساوي هنا القيمة القانوية مع‬
‫القيمة التجارية‪ ،‬ام النوع الثاين فهو النقود االئتمانية اليت تكون فيها القاعدة االئتمانية على اساس الفصل بنی القيمة القانونية‬
‫والقيمة التجارية‪.‬ويف هذه النقطة سانتطرق اىل كل اشكال النقود اليت عرفتها البشرية عرب التاريخ‪:‬‬
‫‪-1-3‬النقود البلعية الكاملة‪.‬‬
‫استخدمت اجلماعات البشرية األوىل يف زمن املقايضة بعض السلع لتقوم بدور املعادل العام‪ ،‬وعادة ما كانوا يستخدمون‬
‫اجا يف التعامل مثل األغنام ‪ ،‬االرز ‪،‬الشاي ‪ ،‬الصوف‪ ،‬امللح‪،‬‬ ‫عاما من قبل املتعاملنی وتكون أكثر رو ً‬
‫السلع اليت تلقى قبوال ً‬
‫اجلمال ‪ ،‬املاعز‪ ،‬وغریها) أي كانت من احلبوب واملنتجات الزراعية أو احليوانات( إن اعتماد أي سلعة كوسيط عام كان‬
‫خيضع العتبارات اقتصادية واجتماعية والعادات والتقاليد فما استخدمه الصينيون مل يستخدمه اهلنود‪ ،‬وما استخدمه العرب ال‬
‫يصلح ألوروبا وهكذا‪ ،‬وبعدها استقر املطاف على السلع الثمينة مثل املسكوكات الذهبية اليت خيتفي فيها عنصر اإلئتمان ألن‬
‫قيمتها النقدية تتعادل مع قيمتعا التجارية ولكي تكون هذه النقود ذات قيمة كاملة جيب أن تتوفر فيها شرطان مها‪:‬‬
‫أ‪-‬إمكانية حتويل النقود من هذا اإلستخدام إىل استخدام غری نقدي بدون تكلفة‪.‬‬
‫ب‪-‬إمكانية سك املعدن يف صورة نقود بدون حدود وبدون تكلفة‪.‬‬
‫ولإلشارة فإن النقود السلعية ذات القيم الكاملة قد اختفت من اإلستعمال يف الوقت املعاصر إال أن بعض‬
‫اجملتمعات أوبعض األفراد يرغبون يف العودة إىل هذا النوع من النقود السلعية ذات القيمة الكاملة لكوهنم يعتقدون أهنا حتمل‬
‫مميزات ال تتوفر يف غریها وهي ‪:‬‬
‫ا‪-‬إن هذا النوع من النقود السلعية ذات القيمة الكاملة يوفر هلم الثقة باستمرار‪ ،‬فهي نقود ميكن حتويلها إىل استعماالت‬
‫أخرى غری النقد بدون خسارة أوتكلفة وهذا يعين أن قيمة النقود يتضمنها قيمة املعدن اليت صنعت منها لإلستخدامات‬
‫الصناعية وأن قيمة املعدن ترتبط فقط بالكمية املعروضة منه والطلب عليه لإلستعماالت غری النقدية‪ ،‬ولكن هذا التحليل يرد‬
‫عليه بأن قيمة املعدن تتحدد بالطلب الكلي عليه والعرض الكلي منه سواء كان لإلستعمال النقدي أوغریه‪.‬‬
‫ب‪-‬كما يرغب البعض التعامل هبذه النقود ألن التعامل هبا ميكن التحكم فيه لكوهنا تتمتع بالكميات احملددة واملعروفة لدى‬
‫السلطات النقدية وبالتايل احلد من خلق النقود وهذا يعود إىل عدم وجود النقود الورقية والنقود املساعدة‪ ،‬وهذا ما يقلل من‬
‫انتشار التضخم ولكن هذا ليس دوما صحيحا فقد حتدث بعض التيارات التضخمية‪ ،‬نتيجة إما لزيادة إنتاج هذا املعدن‬
‫الذي يستخدم كنقود وإما لنقص استخدامهفي األغراض األخرى غری النقدية ‪ ،‬كما أنه قد يسبب ذلك الكساد‪،‬إذا حدث‬
‫عدم توفر هذا املعدن بالشكل الذي يتناسب مع منواإلنتاج‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -2-3‬النقود القابلة للتحويل بكامل قيمتها ‪( :‬النقود النائبة)‪.‬‬


‫بعدما استخدمت النقود السلعية ذات القيمة الكاملة وانتشر استعماهلا بكثرة ظهرت احلاجة إىل استعمال نقود أخرى قابلة‬
‫للتحويل إىل النقود السلعية ذات القيمة الكاملة وهي نقود تنوب عنها يف التداول ظهرت النقود النائبة خالل فرتة سيطرة‬
‫النقود املعدنية) الذهب والفضة ( وهي عبارة عن شهادات تعطي حلاملها احلق يف احلصول على كمية حمددة من النقود‬
‫املعدنية وهي شهادات ورقية متاثل قيمتها متاما‪ ،‬وهي تشبه شهادات إيداع وتصدرها السلطة النقدية حلامل النقود الكاملة‬
‫أوهي مبثابة إيصاالت ملن يريد السحب على رصيد النقود الكاملة ومن أمثلة ذلك الشهادات الذهبية اليت كانت متداولة يف‬
‫الواليات املتحدة سنة ‪ ،9122‬واليت تكون مغطاة بكمية من الذهب تعادل يف قيمتها الشهادات اليت تصدرها خزانة‬
‫الواليات املتحدة أنذاك أي نسبة التغطية الذهبية هلذه الشهادات تساوي ‪ % 911‬ولذلك فقد كانت تسمى بالشهادات‬
‫الذهبية‪ ،‬ويتوقف حجم هذا النوع من النقود على كمية النقود ذات القيمة الكاملة وبالتايل فهي تشبه النقود الكاملة اليت‬
‫متثلها‪ .‬فهناك عالقة كاملة بنی قيمة النقود النائبة املصدرة وقيمة املعدن الذي تنوب عنه ومتثله متثيال تاما وهلا عدة مزايا هي ‪:‬‬
‫‪-9‬من جانب تكاليف طبع النقود النائبة القابلة للتحويل بكامل قيمتها تكون أقل من سك املعدن نفسه‪.‬‬
‫‪ -8‬إن استعمال هذه النقود املمثلة للنقود الكاملة يؤدي إىل عدم تآكل أواهتالك املعدن‪ ،‬مث إن األفراد قد يلجأون إىل اكتناز‬
‫أجزاء منه ومنعها من التدوال ولكن استخدام هذه النقود النائبة سيجعل األفراد يتداولون كل النقود دون اقتطاع أواكتناز‪.‬‬
‫‪-2‬يسهل محل النقود النائبة باملقارنة مع النقود السلعية الكاملة من مكان آلخر وخاصة إذا كانت املعادن تنوب عنها هذه‬
‫الشهادات معادن ذات حجم ووزن كبریين من النحاس‪ ،‬فقد سارت السويد على نظام النحاس خالل القرننی السابع عشر‬
‫والثامن عشر‪.‬‬
‫كما أن هلا بعض السلبيات منها ‪:‬‬
‫‪ -9‬تكون النقود النائبة أحيانا سهلة التزوير إذا مل تكن مصنوعة بشكل دقيق وجيد يصعب على املزورين تقليدها‪.‬‬
‫‪ -8‬كما أن كثرة تداوهلا جيعلها قدمية ومهتلكة وتتعرض للحرق والتلف‪ ،‬ولذلك جيب على السلطات النقدية أن تسحب يف‬
‫كل مرة النقود اليت أصبحت غری صاحلة لإلستعمال‪.‬‬
‫‪ -3-3‬النقود اإلئتمانية‪.‬‬
‫ظهرت النقود اإلئتمانية بعدما أوقفت السلطات النقدية الصرف بالذهب أي عدم حتويل األوراق النقدية املصدرة‬
‫من قبل البنك املركزي إىل ذهب وبالتايل أصبحت النقود الورقية إلزامية وهي نقود غری قابلة للصرف بالذهب وتستمد قيمتها‬
‫من القانون وهي اصطالحا ترتكز على الثقة وأن اإلستعمال جعل من عبارة "النقود اإلئتمانية" ختصص لإلشارة إىل النقود‬
‫اجملسدة يف أوراق البنك املصدرة فقط من بنك اإلصدار "البنك املر‪9‬كزي" واليت كانت يف األصل مضمونة بغطاء معدين‬
‫أوعمالت قابلة للصرف‪ ،‬إذن فظاهرة الثقة تطبق يف وجود التغطية‪ ،‬ولكن حىت مع اختفاء التحويل ووضع الورق النقدي‬
‫اإللزامي‪ ،‬وبقيت أيضا هذه النقود حتظى بالقبول العام والثقة يف التبادل‪ ،‬ويعود ذلك إلىأن السلطات النقدية هي اليت تنظم‬
‫تسيریها‪،‬فعندما فقدت صفة حتويلها أوصرفها بالذهب مل ينقص ذلك من قيمتها أويضعف مكانتها‪ ،‬وهذا ما يؤكد ما قلناه‬

‫‪9‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫عند تعريفنا للنقود على أنه أي شئ حيظى بالقبول العام دون النظر إىل املادة املصنوع منها‪ ،‬وبالتايل فإن النقود اإلئتمانية‬
‫تتميز بانقطاع الصلة بنی قيمتها النقدية (اإلمسية) وبنی قيمتها التجارية (أي قيمتها كسلعة)‪ ،‬وعلى هذا األساس احتفظت‬
‫الدول حبق صك النقود ملا يرتتب على ذلك من أرباح تتمثل يف الفرق بنی القيمتنی املذكورتنی‪ ،‬حبيث أهنا لوتركت هذا األمر‬
‫لألفراد سيرتتب على ذلك سعيهم للحصول على أقصى األرباح وإغراق األسواق بكميات هائلة منها مما يؤدي إىل تدهور‬
‫قيمتها‪.‬‬
‫إن اختفاء اإلرتباط بنی القيمة اإلمسية والقيمة السلعية للنقود جعل النقود تتوفر على درجة كبریة من املرونة يف‬
‫عرضها‪ ،‬فلم يصبح هذا العرض مقيدا بالغطاء املعدين باملعادن النفيسة املتاحة وإمنا أصبح العرض النقدي مرتبطا باحتياجات‬
‫النشاط اإلقتصادي‪،‬وأهم صور النقود اإلئتمانية هي‪:‬‬
‫‪-9‬نقود تصدرها الدولة ‪:‬‬
‫أ‪-‬عمالت مساعدةب‪-‬نقود مساعدة رمزية‪.‬ج‪-‬أوراق نقد حكومية‪.‬‬
‫‪-8‬نقود تصدرها البنوك ‪:‬‬
‫أ‪-‬أوراق بنكنوت يصدرها البنك املركزي‪.‬‬
‫ب‪-‬أوراق نقد تصدرها البنوك األخرى‪.‬‬
‫ج‪-‬الودائع حتت الطلب‪.‬‬
‫‪-1-3-3‬العمالت المباعدة ‪:‬‬
‫تتكون من القطع املعدنية وتكون قيمة املعدن املصنوع منها أقل من قيمتها النقدية‪ ،‬ومن أمثلة هذه العمالت يف‬
‫اجلزائر الدينار‪ ،‬ونصف الدينار و‪ 3‬دنانری‪ 91 ،‬دنانری…اخل ‪ ،‬وهذه القطع تصدر يف بعض الدول من قبل اخلزينة العمومية‬
‫وتوضع يف التدوال من قبل البنك املركزي‪،‬وهلذا السبب فإن األفراد يقبلون التعامل هبا طاملا أن الدولة هي اليت تتكفل‬
‫بإصدارها بكميات حمددة وذلك لتسهيل املعامالت الصغریة‪ ،‬وال تشكل النقود املساعدة كمية كبریة يف حجم الكتلة النقدية‬
‫املتداولة‪ ،‬وهلذا فإهنا ال ميكن اعتبارها مؤشرا هاما على تطور الوضعية اإلقتصادية واملالية لدولة ما‪.‬‬
‫‪-2-3-3‬النقود المباعدة الرمزية ‪:‬‬
‫وتكون عادة نقودا ورقية‪ ،‬وتعترب مبثابة إيصال تداول على خمزن العمالت املساعدة أولوزن مكافئ من السبائك‬
‫املودعة لدى احلكومة وتشبه هذه النقود تلك القابلة للتحويل بكامل قيمتها وذلك باستثناء أن العمالت أوالسبائك احملتفظ‬
‫هبا كغطاء هلا ثقل يف قيمتها كسلعة عنها كنقود‪ ،‬وال يرى أكثر اإلقتصادينی اآلن ضرورة اإلحتفاظ بغطاء من الذهب أوالفضة‬
‫‪.‬‬
‫للنقود الورقية له نفس القيمة كسلعة وكنقود‬
‫‪-3-3-3‬النقود الورقية الحكومية ‪:‬‬
‫هي تلك النقود الورقية اليت تصدرها احلكومة ويظهر على بعض هذه النقود تعهد احلكومة بسداد قيمة هذه النقود‬
‫بصورة أخرى من النقود عند الطلب وال يظهر مثل هذا التعهد يف البعض اآلخر من هذه النقود‪ ،‬وقد حيدث مثل هذا‬
‫اإلصدار يف فرتات استثنائية‪.‬‬
‫‪-4-3-3‬البنكنوت ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫البنكنوت هي نقود ورقية يصدرها البنك املركزي يف الدولة وتعترب أهم أنواع النقود وأكثرها شيوعا يف مجيع الدول‬
‫املتقدمة واملتخلفة ‪ ،‬ومتثل دينا يف ذمة السلطات النقدية اليت أصدرهتا املمثلة يف البنك املركزي‪ ،‬كما أن البنك املركزي خيضع‬
‫لقيود قانونية يف إصداره للبنكنوت منها قيد اإلحتفاظ بنسبة معينة من رصيد من الذهب والفضة وعمالت أجنبية قوية مما‬
‫يصدره من بنكنوت‪ ،‬وبذلك فهي مقيدة حبجم رصيده من الذهب والعمالت األجنبية‪ ،‬واهلدف من هذا التقييد هواحلفاظ‬
‫على قيمة العملة الوطنية واحتياجات املعامالت اإلقتصادية‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من عدم اإلستقرار اإلقتصادي ‪ ،‬ويقوم‬
‫بإصدار هذه النقود يف بريطانيا بنك أجنلرتا أوبنوك اإلحتياط الفدرالية يف الواليات املتحدة‪ ،‬أما يف اجلزائر فيصدر البنكنوت‬
‫حاليا بنك اجلزائر الذي ميثل البنك املركزي سابقا‪.‬‬
‫‪ -5-3-3‬النقود الكتابية(الحبابات لدى البنوك التجارية)‪:‬‬
‫النقود الكتابية هي احلسابات لدى البنوك التجارية‪ ،‬ويقصد هبا هنا الودائع‪ ،‬وتزداد ودائع األفراد لدى البنوك‬
‫التجارية كلما زادت درجة املعامالت اإلقتصادية وزاد التعامل بالشيكات‪ ،‬وتعترب ودائع األفراد ديونا على البنك قابلة للدفع‬
‫عند الطلب‪ ،‬وتتكون من جمموع الودائع لدى البنوك‪ ،‬لدى اخلزينة‪ ،‬ومركز الشيكات الربيدية‪ ،‬وتشكل يف الدول املتقدمة نسبة‬
‫هامة بالنسبة جملموع الكتلة النقدية املتداولة‪ ،‬ومن مث فإن الودائع اجلارية تؤدي وظيفة النقود‪ ،‬وهذه النقود ليست ملموسة‪،‬‬
‫فهي توجد يف شكل حساب يف دفاتر أوسجالت البنك‪ ،‬وجيب أن نفرق بنی الشيكات وهذه احلسابات‪ ،‬فاحلسابات اجلارية‬
‫هي نقود الودائع بينما الشيكات هي وسيلة تداول هذه النقود‪ ،‬وبدون الودائع فإن الشيكات ال تساوي شيئا‪.‬‬
‫وختتلف نقود الودائع عن النقود الورقية مبا يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬إن النقود الورقية تعين مديونية البنك املركزي واليت تدون يف الورقة املتداولة بنی االفراد على أهنا صادرة من البنك‬
‫املركزي‪،‬أما نقود الودائع (حتت الطلب) أواحلسابات اجلارية فتعين أن مديونية البنك قد سجلت يف دفاتره وتنتقل من حساب‬
‫إىل أخر بأمر من صاحب الوديعة كتابيا إىل البنك ‪.‬‬
‫‪-2‬إن الورقة النقدية متثل حقا عاما أومشرتكا ميكن أن يتداول بنی أفراد اجملتمع أما الوديعة فهي حق خاص مسجل يف دفاتر‬
‫البنك وال ميكن أن يطلع عليه أحد أوأن يتداول إال بأمر من صاحب الوديعة عن طريق الشيكات‪،‬وهذه اإلختالفات تبنی‬
‫حقيقة مفادها أن الورقة النقدية هي نقود‪،‬أما الشيك فليس نقودا‪ ،‬ولكنه أمر بالدفع بالنقود‪،‬ومع تطور احلياة االقتصادية فإن‬
‫نقود الودائع يتم التعامل هبا يف احلياة العملية‪،‬إال أن القانون مل يعرتف هلا بالصفة القانونية يف التداول ولذلك ميكن رفضها‬
‫كوسيلة دفع إال أن هذا مل يقلل من التعامل بالشيكات‪ ،‬بل اتسع نطاقها كما أن القواننی قد محت هذه املعامالت ومتثل‬
‫ذلك يف عدم جواز إصدار الشيك بدون رصيد ووضع عقوبات على ذلك‪،‬كما أن البنوك قد دعمت الثقة يف هذه الشيكات‬
‫بفضل زيادة التعامل وقد أدى ذلك اىل زيادة قبول الودائع وبذلك حظيت هذه النقود البنكية بالقبول الواسع للتسديد يف‬
‫كثری من النظم النقدية املعاصرة‪،‬ونظراالزدياد الوعي املصريف يف الدول املتقدمة أصبحت نقود الودائع حتت الطلب جزءا هاما‬
‫من عرض النقود‪ ،‬بينما يقل انتشار التعامل بالشيكات يف الدول املتخلفة نظرا إىل التعقيدات البنكية والوقت الضائع يف‬
‫عملية حتصيل الشيكات بسبب ختلف التسيری بأنظمة اإلعالم األيل وعدم التحكم يف تسيریالبنوك ونقص الكفاءات هبا‪.‬‬
‫‪ -4-3‬شبه النقود‪.‬‬
‫وهي الودائع الجل وحسابات االدخار يف البنوك التجارية وبنوك االدخار‪،‬وتعترب ديونا على هذه البنوك تستحق‬
‫الدفع بعد مرور فرتة يتفق عليها الطرفان املودع والبنك‪،‬ويتلقى صاحب الوديعة فائدة نظری عدم سحبه وديعته خالل الفرتة‬

‫‪11‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫احملددة بينهما‪،‬ويكون اإلتفاق بناء على عدم سحب الودائع إال بعد مرور الفرتة املتفق عليها‪،‬حىت حيق لصاحبها تلقي الفائدة‬
‫وهي متثل إيدعات نقدية ثابتة ألجل حمدد بنی الطرفنی صاحب الوديعة والبنك‪،‬ويتطلب سحبها إجراءات منها انقضاء الفرتة‬
‫املتفق عليها‪،‬أو إخطار البنك قبل السحب مبدة معينة كما يلزم مرور فرتة زمنية بنی اإلخطار والسحب أو االستئذان من‬
‫البنك‪،‬وهلذا فان مثل هذه الودائع تظهر أهنا ملك للمودعنی‪،‬إال أهنا ال تتمتع بدرجة السيولة اليت تتمتع هبا الودائع اجلارية‪،‬أما‬
‫الودائع األخرى اليت تودع بصناديق التوفری واالدخار واليت تضمن لصاحبها احلق يف السحب يف أي وقت شاء فإن ذلك ال‬
‫يتم مبوجب أمر من صاحبها للبنك بالدفع للمستفيد ولكن يكون بشكل أخر وهواستعمال دفاتر التوفری ولذلك فإن هذه‬
‫النقود ال تتمتع بالسيولة املطلقة وهلذا مسيت بشبه النقود‪.‬‬
‫‪-5-3‬النقود اإللكترونية‪.‬‬
‫هي إحدى أنواع النقود نشأت وتطورت مع تطور التقانات ووسائل االتصال واملعلوماتية‪ ،‬وهي إحدى مشتقات‬
‫النقود اخلطية ألن الفرد أصبح يودع أمواله يف املصرف كما هو احلال يف النقود اخلطية وحيصل على بطاقة إلكرتونية يستطيع‬
‫من خالهلا سحب املبالغ اليت يرغب بها أو الدفع يف األماكن اليت يشرتي منها وذلك عرب الصراف اآليل أو اآلالت اليت توزع‬
‫استنادا لذلك ميكن تعريف النقود اإللكرتونية كما يلي‪» :‬مبالغ نقدية مودعة يف املصارف ويقوم‬ ‫على احملالت التجارية‪ ،‬و ً‬
‫أصحابها بتحريكها من خالل بطاقة إلكرتونية يف الصرافات اآللية املنتشرة يف الطرقات العامة‪ ،‬أو الدفع يف أماكن الشراء عرب‬
‫‪8‬‬
‫آالت مرتبطة باملصارف مباشرة تؤدي لتسهيل عمليات الدفع والشراء وتشجيع حركة االستهالك«‪.‬‬
‫استنادا هلذا التعريف متتلك النقود اإللكرتونية اخلصائص التالية‪:‬‬
‫و ً‬
‫‪ -‬هي مبالغ نقدية مودعة يف املصارف مثل النقود اخلطية‪.‬‬
‫‪-‬يتم حتريكها بواسطة بطاقات إلكرتونية ذات صيغ متعددة منها‪:‬‬
‫أ ‪-‬بطاقات االئتمان ‪Credit Card‬‬
‫ب ‪-‬بطاقات الدفع الفوري ‪Debt Card‬‬
‫ج ‪ -‬بطاقات الصراف اآليل )‪. Automated Teller Machine (ATM card‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من هذه البطاقات‪.‬‬
‫‪ -‬تصدر هذه البطاقات عن بنوك اكتسبت ثقة العمالء وتلتزم بتأمنی اخلدمات الالزمة للمتعاملنی عرب انتشار شبكة من‬
‫الصرافات اآللية احمللية والدولية حبيث توفر للعمالء إمكانية السحب وتسوية االلتزامات وغریها مما ميكن أن تفعله النقود‪. 9‬‬
‫‪ -‬تسهيل عمليات الدفع والشراء والبيع واستهالك اخلدمات والتعامل بكافة أشكاله حبيث حيمل صاحب النقود فقط بطاقة‬
‫استنادا لعمليات البيع أو الشراء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومن خالهلا يتم الدفع وتسوية املدفوعات‬
‫‪ -‬يستطيع املستفيد السحب من هذه البطاقات يف الشبكة املصرفية احمللية وخارج احلدود عرب الشبكة العاملية) أي عرب شبكة‬
‫اإلنرتنت (األمر الذي يشجع الزبون على استخدامها يف السفر ويف الرحالت واجلوالت التجارية األجنبية‪ ،‬ومن مث انتقلت‬
‫النقود اإللكرتونية من الصفة احمللية إىل الصفة العاملية كي تتناسب مع ظروف وتطورات العوملة‪.‬‬
‫إال أنه ما يؤخذ على هذه النقود ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 8‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪- 9‬عبد املنعم السيد علي نزار سعد الدين ‪:‬النقود واملصارف واألسواق املالية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع عمان ‪ 8112‬ص ‪.51‬‬

‫‪12‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬ال يوفر النظام اإللكرتوين أي نوع من اإلثبات باستالم املبالغ املدفوعة أو كشف بها مثلما يوفره نظام الشيكات‪ ،‬لكن‬
‫الصراف يعطي فقط ورقة صغریة يكتب عليها املبالغ املسحوبة وزمن وتاريخ السحب‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد يف النظام اإللكرتوين ما مينع أعمال القرصنة احلاسوبية أي يستطيع بعض اخلرباء الدخول إىل األجهزة وسحب‬
‫املبالغ دون علم أصحابها أو دون استخدام بطاقاتهم اخلاصة‪ ،‬لكن شبكة األمان واملراقبة املستمرة تستطيع ضبط تلك‬
‫األعمال جزئيًا‪.‬‬
‫إن تطور الصرافات اآللية ووسائل االتصال واملراقبة ختفف من التعدي على هذه األنظمة وسرقة احلسابات وغریها‪.‬‬
‫ويف مايلي شكل يوضح لنا االنواع كل االنواع املتعددة للنقود‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬انواع النقود‬

‫‪ -4‬قيمة النقود‪.‬‬
‫لكل سلعة قيمتان‪ ،‬قيمة استعمال كقيمة مبادلة‪ ،‬أو قيمة شخصية وقيمة موضوعية‪ ،‬تعرب األوىل عن منفعتها‬
‫والثانية عن نسبة تبادهلا مع غریها من السلع واخلدمات‪ .‬أما النقود فليس هلا يف الواقع سوى قيمة واحدة هي قيمة‬
‫مبادلتها‪ ،‬عند دراسة وظائف النقود الحظنا بأن النقود تقوم بدور مقياس للقيمة ومعيار للسعر‪ ،‬أي تقيس مجيع القيم املادية‬
‫استنادا لتغری التكلفة أو تغری قيمة النقود‪.‬‬
‫ً‬ ‫يف االقتصاد‪ ،‬إن قيمة السلع ال تبقى ثابتة‪ ،‬بل تتبدل وتتغری‬
‫رغم هذا فيمكن القول ان للنقود قيمة امسية وقيمة حقيقة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -1-4‬القيمة االسمية للنقود‪.‬‬


‫هي عبارة عن الرقم املكتوب مبعرفة سلطة اإلصدار النقدية على وحدة النقود‪ ،‬ومتثل وحدات قياس كمية النقود يف االقتصاد‪،‬‬
‫وتتحدد هذه القيمة بقرار تشريعي‪ ،‬وهي قيمة جمردة أو مطلقة تستخدم يف تيسری حتديد القيم االقتصادية يف اجملتمع‪،‬‬
‫وتستخدم يف حتديد نسب املبادلة احلاضرة ويف املستقبل‪.‬‬
‫‪ -2-4‬القيمة الحقيقية للنقود‪.‬‬
‫وهي عبارة عن مقدار السلع واخلدمات اليت تستطيع وحدة النقود أن تشرتيها‪.‬‬
‫ومن مث فإن قيمة النقود تعين‪" :‬قدرة النقود على أن تتبادل يف السوق مقابل كمية حمددة من السلع واخلدمات‪ ،‬أي قوتها‬
‫الشرائية"‪.10‬‬
‫وتقاس القيمة احلقيقية للنقود مبقلوب املستوى العام لألسعار‪ ،‬ويعرف النقص يف كمية السلع واخلدمات اليت تشرتيها وحدة‬
‫النقود بظاهرة تدهور القوة الشرائية للنقود أو اخنفاض القيمة احلقيقية لوحدة النقود‪.‬‬
‫كتأسيسا على ذلك‪ ،‬يعترب املستوى العام لألسعار مقياسا لقيمة النقود‪ ،‬وهو مايعين ان اي تغری يف مستوى األسعار يعترب‬
‫تغری يف قيمة النقود أو قوهتا الشرائية‪ .‬فكلما ارتفع مستوى األسعار كلما اخنفضت قيمة النقود والسبب يف ذلك هو أن‬
‫ارتفاع األسعار يؤدي إىل جعل املستهلك ان حيصل على كمية من السلع واخلدمات أقل من السابق بنفس املقدار من‬
‫النقود‪ ،‬أو احلصول على نفس الكمية من السلع واخلدمات مبقدار أكرب من الوحدات النقدية‪ ،‬والعكس إذا ما اخنفض‬
‫مستوى األسعار فإن قيمة النقود ستتجه حنو االرتفاع‪ ،‬فعليه فإن هناك عالقة عكسية بنی مستول األسعار وقيمة النقود‪ ،‬أي‬
‫أن قيمة النقود هي مقلوب املستوى العام لالسعار ‪.‬‬
‫وبالتايل فان قيمة النقود هي تعرب عن مقلوب االسعار اي ان‪ :‬قيمة النقود = ‪ / 1‬المبتوى العام لألسعار‬
‫وعليه فإن تغری املستوى العام لألسعار هو املرآة اليت تعكس تغریات قيمة النقود ولكن بصورة عكسية ‪.‬ونستخدم‬
‫للداللة على تغریات قيمة النقود الرقم القياسي العام لألسعار‪ ،‬أو متوسط جمموع أسعار السلع واخلدمات اليت تدخل يف‬
‫املبادلة) سلة املستهلك ( وليس سعر سلعة معينة‪ .11‬كما ويقصد باألرقام القياسية لألسعار سلسلة من األرقام تبنی التغریات‬
‫النسبية اليت طرأت على املستوى العام خالل فرتة أو فرتات خمتلفة بالقياس إىل ما كان عليه ذلك املستوى يف فرتة سابقة‬
‫‪12‬‬
‫أساسا للقياس أو قاعدة للمقارنة ويطلق عليها فرتة األساس) سنة األساس(‪.‬‬ ‫تتخذ ً‬
‫‪13‬‬
‫ويتم احتساب نسبة التغری يف قيمة النقود باستخدام الصيغة التالية‪:‬‬
‫نببة تغير الوحدة النقدية = الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس ‪ /‬الرقم القياسي لألسعار في سنة‬
‫المقارنة *‪111‬‬
‫افرتضنا أن الرقم القياسي ألسعار املستهلك كان ‪ 911‬يف عام ‪ 9121‬مث ارتفع اىل ‪ 931‬يف سنة ‪ 9123‬قد ادى اىل‬
‫فإذا ً‬
‫اخنفاض قيمة النقود ستهبط بنسبة ‪.2232%‬‬

‫‪ -10‬زينب عوض اهلل‪ ،‬حممد أسامة الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بریوت ‪ 8112‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -11‬عبد الغين حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ )،‬البحرين ‪:‬مؤسسة لورد العاملية للمنشورات اجلامعية‪ ، 2006 (،‬ص‪. 195‬‬
‫‪ -12‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬منشورات جامعة حلب‪ ،8111 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -13‬عمر حممود العبيدي‪ "،‬النقود والينوك ‪ ،‬ص ‪. 16 .‬مت التحميل من املوقع ‪ www.ecomang.uodiyala.edu.iq/uploads/pdf‬تاريخ التحميل – ‪: 16 - 10‬‬
‫‪.2014‬‬

‫‪14‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪.%33.6=911×931/ 911‬‬
‫معين ذلك أن ارتفاع مستول األسعار بنسبة ‪ 31%‬يف سنة املقارنة ‪ 9123‬عن سنة األساس ‪) 911 = 911‬‬
‫قد أدى إىل اخنفاض قيمة النقود بنسبة ‪ ) 3336 - 911 ( 2232%‬يف عام ‪ 9123‬بالنسبة لسنة األساس ‪9121‬‬
‫كما ميكتنا أن حتصل على نسبة التغری يف قيمة النقود مباشرة باستخدام الصيغة التالية‪:‬‬
‫نببة تغير قيمة النقد= الرقم القياسي لألسعار في سنة المقارنة‪ -‬الرقم القياسي لألسعار في سنة األساس ‪ /‬الرقم القياسي لألسعار في سنة المقارنة * ‪111‬‬
‫‪.2232% = 911 * 931/ 31 = 911 * 931/ 911 – 931‬‬

‫‪15‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المحمالت (‪ )Agrégats‬و اإلحصاءات النقدية‬


‫تعد الكتلة النقدية حمددا رئيسيا ملستوى النشاط االقتصادي ما يلزم السلطات النقدية ألي بلد التحكم اجليد يف الكتلة‬
‫النقدية مبايتالئم مع منو النشاط االقتصادي‪ ،‬و على ضوء ما سبق من التعريفات املقدمة للنقود وأشكاهلا املختلفة يصبح من‬
‫الواضح أن الكتلة النقدية تتكون من أصول القطاع غری املصريف النقدية القابلة للسيولة‪ ،‬او مايسمى ايضا بالعرض النقدي‬
‫وهي مجيع أنواع وسائل الدفع املتداولة يف االقتصاد القومي وتشمل األوراق النقدية القانونية‪ ،‬والنقود املساعدة‪ ،‬والنقود‬
‫الكتابية‪ ،‬إن حتديد كمية النقود خيتلف بنی بلد وآخر‪ ،‬لكنه توجد قواسم مشرتكة ال ميكن جتاوزها‪ ،‬بل توجد فروقات يف‬
‫احلسابات فيما بنی الدول‪ ،‬وال توجد خالفات يف املفاهيم النقدية‪ ،‬وتظهر هذه اخلالفات نتيجة التطور االقتصادي وتطور‬
‫وسائل الدفع‪ ،‬فكلما تقدمت الدولة كلما اخنفض حجم الدفع النقدي وانتقلنا إىل النقود اخلطية‪ ،‬واليوم إىل النقود‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬وباملقابل كلما اخنفض مستوى التطور يزداد الدفع النقدي يف املعامالت‪.‬‬
‫‪ .1‬تحليل الكتلة النقدية‪.‬‬
‫الكتلة النقدية باملفهوم الواسع‪ :‬هي جمموع األموال املتاحة النقدية وشبه النقدية اليت تتم إدارهتا بواسطة النظام املصريف‬
‫واخلزينة العامة‪.‬‬
‫‪ -1-1‬األموال المتاحة النقدية أوتبمى المتاحات النقدية ‪.‬‬
‫وتشمل ثالث أنواع وهي‪:‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬األوراق النقدية املتداولة الصادرة من البنك املركزي‪.‬‬


‫‪-‬النقود املساعدة املتداولة‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع حتت الطلب وتسمى النقود الكتابية وهي تكون موزعة حسب املؤسسات اليت يتعامل معها وهي‪:‬‬
‫‪ -9‬ودائع حتت الطلب لدى املصارف وباقي مؤسسات اإلقراض وهي متثل نسبة عالية من جمموع الودائع حتت الطلب‪،‬‬
‫باإلضافة إىل حسابات الشيكات اليت تدخل ضمن الودائع حتت الطلب لدى البنوك‪.‬‬
‫‪-8‬ودائع لدى اخلزينة( لدى مراكز الصكوك الربيدية يف بعض الدول مثل اجلزائر‪،‬فرنسا )واحلسابات اجلارية لألفراد‬
‫واملؤسسات‪.‬‬
‫‪-2‬حسابات األفراد واملؤسسات لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫‪-5‬الودائع األخرى يف حسابات الشيكات لدى صناديق اإلدخار‪.‬‬
‫‪ -2-1‬األموال الجاهزة شبه النقدية‪.‬‬
‫تشمل األموال شبه النقد وجمموع الودائع املصرفية واخلزينة اليت ال ميكن إدماجها يف التداول بشكل مباشر وفوري بواسطة‬
‫كل أشكال التعامل كالشيك أواحلواالت وتتضمن الودائع التالية‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬الودائع تحت الطلب على الدفتر‪ :‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬احلسابات على الدفرت يف البنوك واليت تدر فائدة ألصحاب الودائع‪ ،‬وهي خمصصة لإلدخار‪.‬‬

‫‪ -‬باري سيجل‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪-‬وجهة نظر النقدينی‪ ،‬ترمجة طه منصور واخرون‪ ،‬دار املريخ ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،9126 ،‬ص ص ‪.32-56‬‬
‫‪14‬‬

‫‪16‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪-‬حساب التوفری واإلحتياط أوحسابات اإلدخار السكين اليت تستفيد من الفوائد املنتجة‪ ،‬وتسمح فيما بعد باحلصول على‬
‫قروض للسكن بفوائد متييزية‪ ،‬هذه الودائع مثل الودائع حتت الطلب جيوز لصاحبها سحبها يف أي وقت وبأي مبلغ‪ ،‬ولكن‬
‫على عكس ودائع احلسابات اجلارية ال يستطيع الصرف منها بشيكات‪،‬فإنه من الواجب عليه أن يتقدم للبنك بنفسه ومعه‬
‫دفرت للتوفری‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬الودائع ألجل‪:‬‬
‫وهي نوع آخر من األموال اجلاهزة شبهالنقدية وتكون إما يف البنوك أويف اخلزينة ألجل حمدد‪ ،‬ويرتاوح هذا األجل من شهر‬
‫إىل سنة أو أكثر‪.‬‬
‫وهي ودائع يتفق على أجل استحقاقها بنی املصرف والعميل ويتلقى صاحبها فائدة من املصرف‪ ،‬وبالتايل فإن الكتلة‬
‫النقدية تتكون من املتاحات النقدية اجلاهزة وشبه النقدية‪.‬‬
‫إن زيادة الكتلة النقدية ينتج عن زيادة النمو االقتصادي وعن اإلرتفاع يف املستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪ -2‬سيولـة االقتصاد‪.‬‬
‫ولتحديد خمتلف الوسائل اليت ميكن اعتباراها نقودا فقد عمد االقتصاديون اىل استحداث مؤشرات احصائية تسمح‬
‫بتجميع االصول املوجودة حبوزة املتعاملنی الغری مالينی يف جمموعات متجانسة‪ ،15‬واليت يطلق عليها اسم اجملاميع النقدية وهي‬
‫‪ M1, M2, M3‬وختتلف مكونات هذه اجملاميع من اقتصاد اىل اخر وهذا حسب تطور اجلهاز املصريف املايل يف كل‬
‫‪16‬‬
‫منها ‪ ،‬وفيمايلي عرض هلذه اجملعات النقدية‪:‬‬

‫‪ -1-2‬المجمع‪.M1‬‬
‫يشمل وسائل الدفع الكاملة السيولة ( مثل األوراق النقدية اليت يصدرها البنك املركزي واليت تتداول بنی األعوان غری‬
‫املالينی‪ ،‬ونقود التجزئة الصادرة عن اخلزينة العمومية‪ ،‬واملدجمة يف التداول من قبل البنك املركزي ) والودائع حتت الطلب بالعملة‬
‫الوطنية واليت تتداول بالشيكات املوجودة لدى مؤسسات اإلقراض واخلزينة وكل املؤسسات اليت يسمح هلا القانون بذلك‪،‬‬
‫واليت تكون حسب قانون كل بلد‪.‬‬
‫‪ -2-2‬المجمع‪.M2‬‬
‫يشمل‪ M1‬والتوظيفات حتت الطلب بالعملة الوطنية اليت يستحق عليها فوائد دائنة‪ ،‬هذه التوظيفات تودع لدى‬
‫مؤسسات اإلقراض واخلزينة‪ ،‬وهي غری قابلة للتحريك بواسطة الشيك ولكن يتم حتريكها عن طريق تقدمي الدفرت(دفاتر‬
‫اإلدخار املصرفية العادية) وهي سائر دفاتر اإلدخار لدى كافة املؤسسات املصرفية‪،‬حسابات التنمية‬
‫الصناعية(‪ )CODEVI‬حسب النظام الفرنسي وحسابات اإلدخار السكين…إخل‪.‬‬

‫‪- www.elves.ens.fr home/mln/eco agregat,2002.‬‬


‫‪15‬‬

‫‪ - 16‬باري سيجل‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪-‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪17‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -3-2‬المجمع‪.M3‬‬
‫يشمل باإلضافة إىل اجملمع‪ M2‬كل الودائع وسندات الدين القابلة للتداول بالعمالت األجنبية‪ ،‬والتوظيفات ألجل غری‬
‫القابلة للتداول‪.‬‬
‫‪ -4-2‬المجمع‪.M4‬‬
‫يتضمن باإلضافة إىل‪ M3‬أوراق اخلزينة اليت حبوزة األعوان غری املالينی الصادرة عن املؤسسات‪ ،‬سندات اخلزينة القابلة‬
‫للتداول الصادرة عن الدولة واملوجودة بيد األعوان غری املالينی‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم العناصر المقابلة للكتلة النقدية‪.‬‬
‫إن العناصر املقابلة للكتلة النقدية متثل جمموع الديون العائدة ملصدري النقد وشبه النقد اليت تكون سبب أومصدر الكتلة‬
‫النقدية‪ ،‬وهذا يعين أن للنقود أجزاء مقابلة تفسر سبب اصدارها ولتوضيح ذلك تستعمل ميزانية البنك املركزي والقطاع‬
‫املصريف كما يلي‪:‬‬
‫جدول رقم( ‪ :)1‬جدول مببط لميزانيتي البنك المركزي والقطاع المصرفي‪.‬‬
‫‪ .‬ميزانية البنك المركزي‬
‫االلتزامـات‬ ‫املـوجودات‬
‫األوراق النقدية‪B‬‬ ‫املوجودات ذهب وعمالت أجنبية‪OD‬‬
‫االحتياطات اإلجبارية‪RO‬‬ ‫قروض للخزينة العامة‪CTP‬‬
‫إعادة متويل االقتصاد‪Ref‬‬
‫‪ .‬ميزانية القطاع المصرفي‬
‫اإللتزامـات‬ ‫املـوجودات‬
‫الودائع بأنواعها‪D‬‬ ‫االحتياطات االجبارية‪RO‬‬
‫إعادة متويل االقتصاد‪Ref‬‬ ‫قروض‪C‬‬

‫عندما يتم دمج هاتنی امليزانيتنی تظهر لنا الكتلة النقدية والعناصر املقابلة هلا‪ ،‬وحنصل على امليزانية املوحدة للنظام املصريف‬
‫( الذي يشمل البنك املركزي والقطاع املصريف )‬
‫جمموع املوجودات (األصول) = جمموع االلتزامات (اخلصوم)‬
‫إمجايل املوجودات املتضمن يف امليزانيتنی‪OD+CTP+Ref+RO+C :‬‬
‫إمجايل االلتزامات املتضمن يف امليزانيتنی‪B+RO+D+Ref:‬‬
‫ومبقابلة الطرفنی مبا أهنا متطابقة ينتج لدينا‪ :‬االلتزامات = املوجودات‬
‫‪OD+CTP+Ref+RO+C= B+RO+D+Ref‬‬
‫‪OD+CTP+C= B+D‬‬ ‫يصبح لدينا‪:‬‬
‫الكتلة النقدية = املقابل للكتلة النقدية‬

‫‪18‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬الميزانية الموحدة للنظام المصرفي‬


‫االلتزامـات‬ ‫الموجـودات‬
‫الكتلة النقدية‪:‬‬ ‫العناصر املقابلة للكتلة النقدية‪:‬‬
‫‪ -‬األوراق النقدية‪B‬‬ ‫‪ -‬الذهب والعمالت األجنبية‪OD‬‬
‫‪ -‬الودائــع‪D‬‬ ‫‪ -‬القروض املقدمة للخزينة‪CTP‬‬
‫‪ -‬القروض املقدمة لالقتصاد‪C‬‬

‫نالحظ من خالل امليزانية املوحدة للنظام املصريف أنه مت استبعاد املوجودات وااللتزامات املتبادلة بنی أجزاء النظام املصريف‬
‫وهي النقدية اجلاهزة لدى كل من القطاع املصريف والبنك املركزي‪ ،‬أرصدة القطاع املصريف لدى البنك املركزي‪ ،‬القروض اليت‬
‫يقدمها البنك املركزي للبنوك التجارية‪ ،‬وأرصدة البنوك احمللية‪.‬‬
‫وبالتايل فإن امليزانية املوحدة للنظام املصريف تظهر لنا موجودات والتزامات النظام املصريف اجتاه األعوان األخرى غری‬
‫املصرفية‪ ،‬كاألفراد واملؤسسات واحلكومة‪.‬‬
‫فالكتلة النقدية تظهر يف التزامات النظام املصريف‪ ،‬وهي متثل جزءا من موجودات أوأصول األعوان االقتصادينی غری املالينی‬
‫وكما يقابل الكتلة النقدية عناصر أخرى‪ ،‬وتتكون من البنود التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الذهب والعمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تسبيقات (قروض) للخزينة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قروض مقدمة لالقتصاد‪.‬‬
‫وهكذا يبدو املقابل للكتلة النقدية بأنه جمموع األصول غری النقدية اليت حبوزة النظام املصريف وسنقوم بتفصيل لكل األجزاء‬
‫‪17‬‬
‫املقابلة للكتلة النقدية كما يلي‪:‬‬
‫‪ –1-3‬المقابل ذهب وعمالت أجنبية (الذمم على الخارج)‪.‬‬
‫إن التبادل التجاري بنی دول العامل ينتج من عمليات استریاد وتصدير السلع واخلدمات احمللية إىل العامل اخلارجي‪،‬‬
‫وتتم املدفوعات الدولية إما بالذهب أورصيد العمالت اإلجنبية املقبولة يف التداول الدويل‪.‬‬
‫يف حالة قيام الدولة بعمليات تصدير أواجتذاب أموال خارجية إما لإلستثمار أوللتوظيف فإهنا حتصل على عمالت أجنبية‬
‫اليت حيصل عليها البنك املركزي مقابل تقدمي السلع املصدرة أوالسندات أوالديون املرتتبة‪ ،‬ومبا أن العمالت اإلجنبية ال ميكن‬
‫تداوهلا حمليا‪ ،‬فإن البنك املركزي يتكفل حبفظها وإصدار ما قيمة ذلك بالعملة الوطنية‪ ،‬ومن مث نالحظ أن الصادرات تكون‬
‫سببا يف إصدار عملة وطنية جديدة‪.‬‬
‫يقومالبنك املركزي بتحويل ما قيمة ذلك إىل‬ ‫احلصول على الذهب والعمالت اإلجنبية‬ ‫الصادرات إىل اخلارج‬
‫زيادة إصدار العملة الوطنية ارتفاع رصيد العمالت اإلجنبية لدى البنك املركزي‪.‬‬ ‫عملة وطنية‬

‫‪ -‬باري سيجل‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪17‬‬

‫‪19‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ويف حالة حدوث العكس فإنه إذا قام البلد بعملية استریاد سلع وخدمات أومت خروج أموال خارج الوطن‪ ،‬فإنه جيب على‬
‫املستورد أن يدفع ديونه بواسطة عملة أجنبية‪ ،‬فيقوم بتقدمي مقابل ذلك مبالغ نقدية بالعملة الوطنية إىل البنك املركزي الذي‬
‫يعطي مقابل ذلك عملة أجنبية لتسديد قيمة الواردات‪ ،‬وهكذا نالحظ أن احتياطي العمالت األجنبية ينخفض لدى البنك‬
‫املركزي وتنخفض معها كمية النقود احمللية املتداولة يف الداخل‪.‬‬
‫يقوم البنك املركزي مبنح ما يقابل العملة الوطنية بعملة أجنبية‬ ‫خروج العملة األجنبية‬ ‫اإلستریاد من اخلارج‬
‫اخنفاض رصيد العمالت اإلجنبية لدى البنك املركزي‪.‬‬ ‫اخنفاض كمية العملة الوطنية‬
‫وهكذا نالحظ كيف يؤثر رصيد ميزان املدفوعات يف إصدار النقود اجلديدة أوسحبها‪ ،‬فإذا كان الرصيد السنوي الناتج‬
‫من العمليات املسجلة يف ميزان املدفوعات موجبا أي أن قيمة الصادرات تكون أكرب من قيمة الواردات‪ ،‬فإن كمية النقود‬
‫املتداولة ترتفع‪ ،‬وبالعكس إذا كان الرصيد السنوي الناتج من العمليات املسجلة يف ميزان املدفوعات سالبا أي قيمة الصادرات‬
‫أقل من قيمة الواردات تنخفض كمية النقود املتداولة‪.‬‬
‫هذا املقابل يتحدد بالفارق بنی أبواب املوجودات وااللتزامات للبنك املركزي الذي يتضمن العناصر الواردة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)3‬المقابل ذهب وعمالت أجنبية‬


‫المبلغ‬ ‫االلتزامـات‬ ‫المبلغ‬ ‫الموجـودات‬
‫××‬ ‫حسابات للخارج دائنة‬ ‫××‬ ‫ذهـ ــب‬
‫××‬ ‫احتياطات إعادة تقييم املوجودات بالذهب‬ ‫××‬ ‫أموال جاهزة حتت الطلب على اخلارج‬
‫سلف إىل صندوق تثبيت استقرار الصرف‬
‫××‬
‫××‬ ‫مجموع االلتزامات‬ ‫××‬ ‫مجموع الموجودات‬
‫إن الفارق بنی جمموع املوجودات وجمموع االلتزامات ميثل املقابل ذهب وعمالت أجنبية‪.‬‬
‫‪ -2-3‬المقابل اإلئتمان المقدم إلى االقتصاد‪.‬‬
‫يعترب اإلئتمان املقدم لإلقتصاد من العناصر املهمة اليت تفسر سبب اإلصدار النقدي ألنه هوالعنصر الذي ميكن أن‬
‫تتحكم فيه السلطات النقدية أكثر من غریه‪ ،‬ذلك أن هذا اإلئتمان املقدم هوعبارة عن قروض تقدم من طرف البنوك التجارية‬
‫لتمويل العمليات اإلقتصادية للمؤسسات ورجال األعمال من استثمار وإنتاج وتسويق‪ ،‬وخاصة عندما يكون املنتجون يف‬
‫حاجة إىل أموال فيتقدمون إىل البنوك التجارية طالبنی منحهم قروضا لتمويل نشاطاهتم‪ ،‬فتمنحهم البنوك التجارية قروضا سواء‬
‫كان ذلك بصفة مباشرة أوخبصم أوراق جتارية‪ ،‬أوفتح اعتمادات‪ ،‬ويف مجيع هذه الصور تكون هناك عملية خلق لنقود الودائع‬
‫مقابل تقدمي هذا اإلئتمان مما يزيد يف حجم الكتلة النقدية‪ ،‬كما أن هذا يدفع البنوك التجارية إىل إعادة خصم أوراقها‬
‫التجارية لدى البنك املركزي أوتطلب قروضا منه باعتباره املقرض األخری‪ ،‬فيقوم البنك املركزي بإصدار نقودا قانونية لتغطية‬
‫احتياجات البنوك التجارية وبالتايل فإن حجم الكتلة النقدية سيتأثر كلما طرأ تغری يف اإلئتمان املقدم لإلقتصاد‪ .‬ويعترب‬
‫اإلئتمان املقدم القصری األجل أكرب تأثریا على الكتلة النقدية ألن تغطيته تتم عادة بالودائع اجلارية‪ ،‬أما اإلئتمان املتوسط‬

‫‪21‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫وطويل األجل فال يعتربان كذلك ألن هناك ارتباطا وثيقا بنی اإلئتمان املتوسط األجل مع الودائع ألجل واإلئتمان طويل‬
‫األجل مع الودائع اإلدخارية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬المقابل اإلئتمان المقدم إلى الخزينة العمومية‪.‬‬
‫تقوم اخلزينة العمومية بتسيری ميزانية الدولة عن طريق بنود النفقات واإليرادات العامة فهي متثل الصندوق املايل‬
‫للدولة‪ ،‬وتسعى الدولة إىل حتقيق التوازن بنی عناصر امليزانية اليت تسریها‪ ،‬ولكن مع تطور وظائف الدولة احلديثة وتعاظم دورها‬
‫وزيادت التكاليف عنها كثریا‪ ،‬أخذت الدولة على عاتقها القيام بوظائف أخرى وليس اإلبقاء على توازن امليزانية مهما كانت‬
‫ظروف معيشة األفراد فلهذا عندما حيدث اختالل يف توازن ميزانيتها تلجأ الدولة إىل البنك املركزي ملنحها اإلئتمان الالزم‬
‫لسد هذا العجز ومواجهة هذا اإلختالل‪ ،‬فتقدم له اخلزينة مقابل ذلك سندات تعرتف فيها مبديونيتها له تسمى أذون اخلزينة‪،‬‬
‫ويقوم البنك املركزي بتقدمي مقابل ذلك نقودا قانونية لصاحل اخلزينة‪ ،‬وتستخدم اخلزينة هذه النقود يف تغطية تكاليف اإلنفاق‬
‫العام‪ ،‬وهبذا ترتفع كمية النقود املتداولة لدى األفراد واملؤسسات‪ ،‬كما أن نشاط الدولة امتد ليشمل مجيع اجملاالت اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية فأصبحت موارد الدولة غری كافية هلا يف متويل عملياهتا‪ ،‬وبالتايل فهي تتقدم إىل السوق النقدية وإىل اجلمهور‬
‫جللب املوارد النقدية الالزمة‪ ،‬وحتصل هذه املؤسسات املصرفية واملاليةواجلمهور على السندات احلكومية وأذون اخلزينة مقابل‬
‫حصوهلا على نقود الودائع‪ ،‬ومبا أن هذه السندات هلا سيولة عالية ومضمونة‪ ،‬فإنه ميكن خصمها لدى البنوك التجارية‪،‬‬
‫وإعادة خصمها لدى البنك املركزي‪ ،‬وبالتايل سيتحول جزء منها إىل نقود قانونية وهوما يؤدي إىل التأثری على حجم الكتلة‬
‫النقدية بالزيادة‪ ،‬وقد يكون التأثری بالنقصان عند إتباع سياسة تقشفية(انكماشية)‪.‬‬
‫ويتضمن هذا املقابل تسبيقات البنك املركزي وتسليقات البنوك واملؤسسات املالية األخرى وقروض األعوان غری املالينی (‬
‫األسر واملؤسسات )‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ :) 4‬المقابل قروض للخزينة العامة‬
‫××‬ ‫‪ - I‬قروض قبل البنك املركزي‪:‬‬
‫××‬ ‫‪ - 9‬قروض مباشرة للخزينة العامة ( صافية)‬
‫××‬ ‫أ‪ -‬قروض مباشرة‬
‫××‬ ‫ب‪ -‬خمصوم منها‪ :‬حساب اخلزينة اجلاري لدى البنك املركزي‬
‫××‬ ‫‪ – 8‬نقود التجزئة املوجودة لدى البنك املركزي‬
‫××‬ ‫‪ – 2‬سندات خزينة يف حمفظة السندات لدى البنك املركزي‬
‫××‬ ‫‪ - II‬قروض املصارف وسائر املؤسسات املالية‬
‫××‬ ‫‪ – 9‬أصول يف احلسابات اجلارية الربيدية‬
‫××‬ ‫‪ – 8‬سندات خزينة يف حمفظة سندات املصارف‬
‫××‬ ‫–‪ III‬قروض األعوان االقتصادينی غری املالينی‬
‫××‬ ‫‪ – 9‬نقود التجزئة عند التداول‬
‫××‬ ‫‪ – 8‬ودائع يف احلسابات اجلارية الربيدية‬
‫××‬ ‫‪ – 2‬ودائع لدى اخلزينة‬
‫××‬ ‫اجملمـوع‬

‫‪21‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -4‬تطور إجمالي المقابل للكتلة النقدية‪.‬‬


‫يظهر تطور إمجايل املقابل للكتلة النقدية عدة مؤشرات تتعلق بكل عنصر مقابل للكتلة النقدية اليت ذكرناها وهي‪:‬‬
‫‪ -1-4‬بالنببة لرصيد الذهب والعمالت األجنبية‪.‬‬
‫على الصعيد الدويل يالحظ ضآلة وعدم استقرار نسبة هذا املقابل وهوالقيمة الصافية لألصول بالذهب والعمالت األجنبية‬
‫ألن الوضعية الصافية للذهب والعمالت األجنبية هلا عالقة بتطور رصيد ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪ -2-4‬تطور التبليقات للخزينة العامة‪.‬‬
‫إن تطور التسليقات للخزينة بالنسبة لتطور حجم املقابل للكتلة النقدية قد اجته إىل االخنفاض يف الدول املتقدمة منذ‬
‫فرتة بداية السبعينات ‪ ،‬كما أن القروض املقدمة للخزينة تستدعي معرفة الدرجة اليت تصل إليها الدولة يف طلبها هلذه‬
‫الديون فهي حمددة بالقانون من حيث حجمها ومن حيث فرتة التسديد‪.‬‬
‫‪ -3-4‬تطور القروض الموجهة لالقتصاد‪.‬‬
‫هذا اجلزء من العناصر املقابلة للكتلة النقدية يشكل اجلزء اهلام وخاصة يف الدول املتقدمة‪ ،‬وتطور هذا املقابل يصبح أكثر‬
‫أمهية عندما يكون خلق النقود عرب القروض والتسهيالت املوجهة لالقتصادال يواجه عوائق كثریة مثل باقي العناصر املقابلة‬
‫للكتلة النقدية( ذهب وعمالت أجنبية وتسليفات للخزينة العمومية )‪.‬‬
‫ألن املقابل للكتلة النقدية واملتمثل يف الذمم على اخلارج املكون من الذهب والعمالت األجنبية ال ميكن أن يتطور حبرية‪،‬‬
‫بل يتوسع بطريقة حمدودة لكونه يرتبط بأمهية وتطور الفائض احملقق يف امليزان التجاري واملعتمد على الصادرات إىل اخلارج‬
‫وحتويالت رؤوس األموال إىل اخلارج‪ ،‬كما أن العجز يف امليزانية العامة خيضع إىل حدود عندما تريد اخلزينة العامة سد هذا‬
‫العجز بواسطة التسليفات من البنك املركزي ‪.‬‬
‫لكن األمر خيتلف يف القروض املوجهة لالقتصاد‪ ،‬حيث أن البنوك التجارية تتمتع حبرية واسعة يف قبول أصول غری نقدية‬
‫مقابل النقد الذي مت خلقه عن طريقها‪ ،‬ويبقى على الدولة إذا أرادت أن تتحكم يف السياسة النقدية أن تعتمد على اخضاع‬
‫هذا املقابل للرقابة ‪.‬‬
‫ويستنتج مما تقدم أن القروض لالقتصاد تشكل املكون األساسي يف األجزاء املقابلة للكتلة النقدية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األنظمة النقدية (القاعدة الذهبية‪ ،‬الصرف بالذهب‪ ،‬نظام سعر الصرف المعوم)‬
‫يعد النظام النقدي يف االقتصاد الوطين أحد أهم املكونات األساسية اليت تهدف لتحقيق االستقرار والتوازن يف االقتصاد‪،‬‬
‫فإذا استقرت قيمة العملة الوطنية يستقر اإلنتاج والبيع والشراء والتداول‪ ،‬وتستقر الدخول‪ ،‬األمر الذي يؤدي لزيادة معدالت‬
‫النمو يف االقتصاد الوطين‪ ،‬و إن تطور االنظمة النقدية هو انعكاس لطبيعة التطورات االقتصادية واالجتماعية يف اجملتمعات‬
‫املختلفة ‪ ،‬وهناك ارتباط وثيق بنی هذه التطورات والتطورات النقدية اليت فرضت شكل النظام النقدي املتبع والسائد يف مرحلة‬
‫معينة ويتضمن النظام النقدي انواع النقود وكيفية اصدارها‪.‬‬
‫‪ -1‬ماهية النظام النقدي وخصائصه‪.‬‬
‫‪ -1-1‬تعريف النظام النقدي‪.‬‬
‫يعرف النظام النقدي على انه " جمموعة من القواعد اليت تتضمن تعينی وحدة التحاسب النقدية وتلك اليت تضبط إصدار‬
‫‪18‬‬
‫أو سحب النقد األساسي أو االنتهائي من التداول"‪.‬‬
‫ويرى آخرون النظام النقدي هو جمموعة القواعد التنظيمية اخلاصة بتداول النقود وكيفية إصدارها يف إطار بيئة اقتصادية معينة‪،‬‬
‫مبا تتضمنه من أنواع النقود وكيفية إصدارها‪ ،‬وقواعد احلساب النقدي‪ ،‬وخمتلف املنظمات اليت حتقق للنقود القيام بوظائفه‪.19‬‬
‫مما تقدم نعرف حنن من جهتنا النظام النقدي بأنه‪" :‬جمموعة من التشريعات والتنظيمات اليت حتدد قيمة وحدة النقد األساسية‬
‫‪20‬‬
‫وآليات اإلصدار والتداول‪ ،‬وأنظمة تشغيل وإدارة املؤسسات النقدية واملالية بهدف حتقيق االستقرار والتوازن النقدي"‬
‫‪ -2-1‬خصائص النظام النقدي‪.‬‬
‫إن هذا املفهوم الشامل للنظام النقدي يتضمن اخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتألف النظام النقدي من القواننی والقواعد والتنظيمات والتعليمات اليت حتددها الدولة بهدف إصدار النقد وتنظيمه‪ ،‬وهذه‬
‫األنظمة عديدة ومتنوعة ومتكاملة ال تتعارض فيما بينها وإمنا تتكامل خلدمة النظام النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد قيمة وحدة النقد األساسية ‪:‬إن هدف أي نظام نقدي هو حتديد قيمة وحدة النقد الوطنية وعالقة هذه الوحدة مع‬
‫النقود األجنبية‪ ،‬ألن هذا التحديد ينعكس إجيابًا على االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪-‬حيدد النظام النقدي آليات اإلصدار‪ ،‬كيف تصدر الدولة النقد وما هي احتياطياته‪ ،‬هل هي ذهب‪ ،‬أم فضة‪ ،‬أم الناتج‬
‫الوطين؟ وما هي إجراءات التداول والقواعد املنظمة له‪.‬‬
‫‪-‬حتديد عدد وحجم ودور املؤسسات النقدية يف إدارة النظام النقدي وهنا يكون البنك املركزي السلطة النقدية العليا وتكون‬
‫املصارف التجارية والبورصة واملؤسسات االستثمارية واملالية أداة تنفيذ األنظمة والقواننی فالعالقة مباشرة بنی املشرف واملنفذ‬
‫للسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪-‬تهدف اإلجراءات والتنظيمات واملؤسسات النقدية لتحقيق التوازن واالستقرار‪ ،‬فإذا مل تنفذ األنظمة سوف حتصل‬
‫االختناقات واالحنرافات وحتصل الفوضى النقدية‪ ،‬وإذا التزمت البنوك بالتعليمات يتحقق االستقرار وينعكس ذلك إجيابًا على‬
‫االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪-18‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬مدحت العقاد ‪:‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بریوت ‪ 1983‬ص‪. 33‬‬
‫‪ - 19‬عادل أمحد حشيش ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار اجلامعية بریوت ‪، 9112‬ص ‪.39‬‬
‫‪ - 20‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪23‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪-3-1‬اهداف النظام النقدي‪.‬‬


‫إن النظام النقدي يسعى اىل خدمت مجيع القطاعات االقتصادية الوطنية وخيدم تطوير العالقات االقتصادية اخلارجية‪،‬‬
‫استنادا لذلك فإن هدف النظام النقدي هو‪:‬‬
‫و ً‬
‫‪ -‬احملافظة على قابلية حتويل النقود الوطنية إىل عمالت أجنبية ملا يف ذلك من آثار جانبية على التجارة اخلارجية‬
‫واالستثمارات وتوازن ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬تأمنی مرونة عرض النقد وتوفری السيولة الالزمة اليت تناسب حاجات االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪-‬اإلدارة الناجحة للنظام النقدي وذلك من خالل سلطة البنك املركزي على البنوك التجارية وعلى املؤسسات املالية حبيث‬
‫يراقب كل عمل أو تصرف ليضمن االستقرار ومنع االحنرافات‪.‬‬
‫‪ -‬يسعى كل نظام اقتصادي لتحقيق أهداف املنظمة االقتصادية أو سياسة الدولة االقتصادية مبا ينعكس ذلك إجيابًا على‬
‫حياة املواطننی‪.‬‬
‫‪ -2‬انواع االنظمة النقدية‪.‬‬
‫لقد تباينت األنظمة النقدية منذ فجر التاريخ وحىت الوقت احلاضر‪ ،‬كما ان خصائص وعناصر النظام النقدي هي نفسها‬
‫خصائص وعناصر القواعد النقدية ـ ولذلك فان مضمون االنظمة النقدية ينصرف اىل القواعد النقدية ـ وبعبارة اخرى فان‬
‫العالقة بنی النظام النقدي والقواعد النقدية هي عالقة وثيقة ومتداخلة ‪.‬‬
‫والشكل التايل يبنی لنا طبيعة هذه العالقة‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬العالقة بين االنظمة النقدية والقواعد النقدية‬

‫القواعد النقدية‪:‬‬
‫النقود‬
‫‪-1‬قاعدة النقد البلعية‬
‫‪ -2‬قاعدة المعدنين‬
‫المؤسسات‬
‫االنظمة النقدية‬
‫‪-3‬قاعدة المعدن الواحد‬
‫‪ -4‬قاعدة النقود الورقية‬
‫(الخصائص)‬
‫التشريعات‬

‫‪24‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪21‬‬
‫وعلى اية حال فإن العادة يف تقسيم انواع القواعد النقدية قد جرت على النحو االيت ‪:‬‬
‫‪ -‬قاعدة النقد السلعية‬
‫‪ -‬قاعدة املعدن الواحذ‬
‫‪ -‬قاعدة املعدننی‬
‫‪ -‬قاعدة النقد الوزقية‬
‫ان تقسيم السابق النواع القواعد النقدية يرجع اىل التجربة التارخيية اليت مرت هبا اجملتمعات البشرية فيما يتعلق باالنظمة‬
‫النقدية‪ ،‬ويف هذا الصدد سنكتفي بدراسة قاعدة املعدن الواحد وقاعدة ااملعدننی وقاعدة النقد الورقية‪.‬‬
‫‪-1-2‬قاعدة المعدن الواحد‪.‬‬
‫قاعدة املعدن الواحد هي قاعدة الفضة والذهب ومن املعروف ان اجملتمعات البشرية اتبعت اوال قاعدة الفضة ‪،‬مت حتولت‬
‫كثری من االمم ايل استخدام قاعدة الذهب منذ اواخر القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫وبطبيعة احلال فانه التوجد اختالفات جوهرية بنی قاعدة الفضة وقاعدة الذهب‪ .‬لذلك فان دراسة احدمها يغين على دراسة‬
‫االخر وهذا حبسب جل الدراسات االقتصادييون النقديون‪ .‬وبناء علي ذلك سنقوم بداية قاعدة الذهب باعتبارها معلما‬
‫رئيسيا يف قاعدة املعدن الواحد‪.‬‬
‫‪ -1-1-2‬قاعدة الذهب‪ :‬يقصد بقاعدة الذهب "ذلك التنظيم النقدي الذي حيدد املشرع فيه قيمة وحدة النقد بوزن‬
‫معنی وعيار حمدد من الذهب‪ ،‬ويتمتع الذهب وحده يف ظل هذه القاعدة مبيزات النقود االنتهائية‪ ،‬وترتبط النقود الرئيسية‬
‫بالذهب"‪.‬‬
‫او بعبارة اخرى قاعدة الذهب هي ‪" :‬هي العالقة بنی العملة املتداولة وكمية الذهب املكونة هلذه العملة وفقا لنسبة ثابتة بنی‬
‫وحدة النقد ووزن معنی وعيار حمدد من الذهب"‪.‬‬
‫بناء على مفهوة نظام قاعدة الذهب نستنتج جمموعة من اخلصائص يتميز هبا هذا النظام وهي‪:‬‬
‫‪-‬وجود عالقة بنی كمية النقود املتداولة يف الدولة وكمية الذهب اليت حبوزة السلطات النقدية‪.‬‬
‫‪-‬وجدو عالقة ثابتة قانونية بنی وحدة النقد ووزن معنی وعيار حمدد من تلذهب اي وجود سعر ثابن لوحدة النقد بالنسبة‬
‫للذهب‪.‬‬
‫‪-‬ارتباط العملة الوطنية بالذهب جيعل من العملة الوطنية عملة دولية ايضا بسب ان الذهب سلعة عاملية‪.‬‬
‫‪-‬استعداد السلطات النقدية لبيع وشراء الذهب دون قيود‪.‬‬
‫‪-‬احلفاظ على العالقة الثابتة بنی وحدة النقد والذهب يتطلب االلتزام حبرية ذخول وخروج الذهب من وايل الدولة وبدون قيود‬
‫تذكر‪.‬‬
‫‪-‬ضمان السلطات النقدية لقابلية العملة الوطنية للتحويل ايل ذهب بصورة مباشرة وغری مباشرة وبالقدر واملستوى املناسبنی‪.‬‬

‫حيدد املشرع مبوجب هذه القاعدة وزن وعيار وحدة النقد األساسية‪ ،‬ومن األمثلة على هذا التطبيق‪:‬‬
‫‪ 1‬دوالر=‪23.22‬غ ذهب‪.‬‬

‫‪ -‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية جامعة دمشق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪21‬‬

‫‪25‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ 1‬الفرنك الفرنبي= ‪ 1.32250‬غ ذهب‪.‬‬


‫‪ -2-1-2‬اشكال وصور قاعدة الذهب‪:‬‬
‫استخدمت قاعدة الذهب من خالل ثالث صور او ثالث انظمة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬صورة املسكوكات الذهبية‬
‫‪ -‬صورة السبائك الذهبية‬
‫‪ -‬صورة الصرف بالذهب‬
‫أ‪ -‬نظام المبكوكات الذهبية‪:‬‬
‫بدأت بريطانيا اعتماد هذا النظام بكل شروطه منذ عام ‪ 9289‬ويف هذا النظام يتم تعريف الوحدة النقدية على أسا وزن‬
‫معنی من الذهب‪ ،‬وعيار معنی‪ ،‬حيث يتم تداول املسكوكات الذهبية على شكل قطع نقدية متماثلة يف الوزن والعيار‪ ،‬ختتم‬
‫عليها رموز الدولة‪.‬‬
‫كما يقصد ايضا باملسكوكات الذهبية النقود املعدنية الذهبية املصنوعة من الذهب واليت تشكل نسبة كبریة من النقود املتداولة‬
‫وتعترب نقودا انتهاءية ‪،‬اي نقودا حبذ ذاهتا‪.‬‬
‫ومن التعريف يتبنی ان املسكوكات الذهبية نوعان مها‪:‬‬
‫‪-‬النقود املعدنية الذهبية(املسكوكات الذهبية ) وهي تشكل اجلزء األكرب من النقود املتداولة وتعترب نقود حبد ذاهتا اي نقود‬
‫هنائية ‪.‬‬
‫‪-‬النقود املعدنية املساعدة املصنوعة من معادن أخرى غری الذهب ويتم تداوهلا باالضافة ايل النقود الورقية املساعدة القابلة‬
‫للتحويل ايل مايعادهلا ذهب لدى السلطات النقدية‪.‬‬
‫وعلى اية حال ‪،‬فان هناك شروط ينبغي ان تتوفر لصحة سريان نظام املسكوكات الذهبية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬ال بد من حتديد وزن وعيار وحدة النقود الذهبية املتداولة وان يكون قيمة ثابتة مثال اجلنيه االسرتليين الذهيب‪.‬‬
‫‪ -‬توفر احلرية الكاملة لسهك وصهر املسكوكات الذهبية دون اي قيود ‪ ،‬اي ان االفراد هلم احلرية يف صهر املسكوكات‬
‫الذهبية وحتويلها ايل سبائك ذهبية والعكس صحيح وبدون قيود‪.‬‬
‫‪-‬التزام السلطات النقدية بتحويل الذهب اىل نقود ذهبية والعكس عند الطلب وفقا لسعر التبادل الثابت احملدد بنی وحدة‬
‫النقد والذهب‪.‬‬
‫‪-‬قابلية حتويل انواع النقود األخرى اليت نقود ذهبية سبائك ذهبية او ايل مسكوكات ذهبية والعكس‪.‬‬
‫‪ -‬حرية استریاد وتصدير الذهب دون قيود لضمان استقرار اسعار الصرف عمالء الدول املختلفة اليت تتبع قاعدة الذهب ‪.‬‬
‫يف هذا النظام جيب ان تتساوى جيب ضمان التعادل بنی القيمة التجارية والقيمة القانونية وهذا بتوفر حرية الصهر وحرية‬
‫السك عمليتان تضمنان حتقق هذا التعادل ومن مث ضمان اإلدارة التلقائية للنقود يف االقتصاد‪ ،‬لكن كيف ذلك؟‬
‫فإذا كان السعر القانوين للوحدة النقدية ‪ 9‬فرنك = ‪1.28832‬غ ذهب فان مقدار هذا الوزن من الذهب سيباع يف السوق‬
‫على أساس ‪ 9‬فرنك لكن يف حالة اختالل بنی القيمة التجارية والقيمة القانونية بسبب ارتفاع سعر الذهب وصول ماقيمته‬
‫‪ 1.28832‬غ ذهبا خالص إىل ‪ 9.8‬فرنك‪ ،‬فان هذا الظرف سيدفع اجلمهور إىل صهر املسكوكات الذهبية وحتويلها إىل‬

‫‪26‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ذهب سلعي وبيعها يف السوق وهذا مايؤدي اىل زيادة املعروض سلعة الذهب مما يتوقع احنفاض السعر بسبب زيادة العرض‬
‫فإذا استمر اخنفاض سعر الذهب مبوجب الكميات املعروضة املتزايدة من الذهب ولنفرتض إنه وصل إىل ما‬
‫وزنه‪1.28832‬غ ذهبا خالصا يساوي يف السوق ‪ 1.13‬فرنك فسيدفع هذا الظرف إىل تشجيع تيار سك النقود (حتويل‬
‫الذهب السلعي إىل نقود لدى مكتب السك)‪ .‬ومن مث تبدأ الكميات املعروضة من الذهب يف التناقص تدرجييا‪ ،‬فریتفع‬
‫سعرها إىل أن تصل إىل ‪ 9‬فرنك‪ ،‬وبالتايل يتحقق التوازن التلقائي يف االقتصاد بدون تدخل من الدولة (حدوث التوازن على‬
‫املستوى احمللي)‪.‬‬
‫اما على املستوى اخلارجي فان ضمان حرية التصدير واالستریاد تضمن التعادل بين القيمة التجارية والقانونية‪ ،‬كيف ذلك‬
‫؟؟؟‬
‫اذا ارتفعت القيمة السوقية يف الواليات املتحدة األمريكية فوصلت مثال إىل ( ‪9‬دوالر= ‪ 85‬غ ذهب ) هذا الوضع سيشجع‬
‫املتعاملنی األجانب يف إطار حرية دخول وخروج الذهب‪ ،‬على نقل كميات الذهب السلعي إىل الواليات املتحدة االمريكية و‬
‫يبعوهنا بأمثان تفوق امثان بيعها يف بلداهنم مقاسة بداللة الدوالر‪،‬فيتحقق الربح للهوالء املتعاملنی فيؤدي ذلك إىل ز يادة‬
‫املعروض من الذهب السلعي فتميل أسعاره إىل االخنفاض تدرجييا إىل ان يصل إىل قيمته القانونية‪ ،‬فتتوقف موجة دخول‬
‫الذهب‪.‬‬
‫ب‪-‬صورة الببائك الذهبية ‪:‬‬
‫كان االنتقال من صورة املسكوكات الذهبية ايل صورة السباءك الذهبية بسبب حمموعة من االسباب اثناء احلرب العاملية‬
‫األوىل وبعد احلرب العاملية االويل‪ ،‬ومن اهم االسباب اثناء احلرب العاملية األوىل هي‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام الدولة املتنازعة للذهب لتمويل العمليات العسكرية وقد تطلب هذا سحب النقود الذهبية من التداول من جهة‬
‫وامتناع بنوك االصدار البنك املركزي عن الدفع بالذهب من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬قيدت الدول حرية تصدير الذهب حيت وصل االمر اىل منع تصدير الذهب ايل اخلارج‪.‬‬
‫وقد ادت هذه االجراءات اىل وقف استخدام املسكوكات الذهبية واستبداهلا بنقود ورقية قانونية الزامية ولكنها غری قابلة‬
‫للصرف بالذهب‪.‬‬
‫وبعد هناية احلرب العاملية بات من الواضح ان العودة مرة أخرى اىل صورة املسكوكات الذهبية غری ممكن بسبب بروز عدة‬
‫عوامل اليت ميكن اجازها يف االسباب التالية‪:‬‬
‫‪-‬جلؤ كثری من الدول خالل احلرب ايل اصذار النقود الورقية االلزامية لتمويل احلرب من جهة واالقتصاد يف استعمال الذهب‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد عدد الدول املستقلة الناشئة واليت اختارت ان يكون هلا نظام نقدي مستقل غری مرتبط بالذهب‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الطلب على الذهب كسلعة الستخدام الصناعي واالكتناز اضافة ألغراض النقدية يف حنی ظل عرض الذهب جامدا‬
‫وبالتايل أدى هذا اىل اخنفاض خمزون الذهب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تعريف نظام الببايك الذهبية‪ :‬يقصد بنظام السباءك الذهبية إحالل األوراق النقدية (غری القابلة للتحويل اىل مايعادهلا من‬
‫مسكوكات ذهبية) حمل املسكوكات الذهبية النقدية واقتصار حق التحويل اىل ذهب على من جيوز على اوراق نقدية كبریة‬
‫‪22‬‬
‫ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة الذهبية واليت ال يقل عن الوزن احملدد للسبيكة حبكم القانون‪.‬‬
‫كما ميكن تعريفه‪" :‬هو جمموعة من التنظيمات واإلجراءات يف إطار قاعدة الذهب يقوم على إصدار األوراق النقدية الورقية‬
‫مقابل غطاء ذهيب حيتفظ به املصرف املركزي ويسمح لألفراد الراغبنی باستبدال هذه األوراق بالسبائك عند كميات معينة"‪.‬‬
‫يتنب لنا من خالل التعاويف السابقة اىل شروط سريان نظم تلسبايك الذهبية وخصاءصها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التوقف عن سك املسكوكات الذهبية النقدية ووقف استخدامها يف التذاول النقدي وهذا معناه الغاء حرية االفراد يف سك‬
‫وصهر الذهب الذي كان مسموحا به يف ظل املسكوكات الذهبية‪.‬‬
‫‪ -‬إعتماد االوراق النقدية كوحدة النقد األساسية اليت يتم تداوهلا بنی األفراد بدال عن املسكوكات الذهبية النقدية وبعبارة‬
‫أخرى اصبحت االوراق النقدية هي البديل عن املسكوكات الذهبية واقتصر استخدام الذهب علي املعامالت الدولية‬
‫‪ -‬وحدة النقود الين هي االوراق النقدية غری قابلة للتحويل ايل مايعادهلا من مسكوكات ذهبية ولكنها قابلة للتحويل ايل‬
‫سبيكة ذهبية فقط وفقا لوزن معنی حمدد وفق القانون اي اليقل وزن السبيكة علي سبيل املثال عن وحلد كيلوغرام من ذهب‬
‫وهذا يعين قصر حق التحويل ايل ذهب علي أولئك الذين حيوزون علي اوراق نقدية كبریة ذات قيمة مساوية لقيمة السبيكة‬
‫يف نظام السبائك الذهبية نكون امام وضع يتمثل فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تكون السلطات النقدية مستعدة لبيع وشراء الذهب لألفراد يف صورة سبائك لتيقل ودهنا عن الوزن احملدد تلذي اشرنا له‬
‫سابقا حسب كل دولة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار استخدام السبايك الذهبية لالغراض الصناعية فقط وبالتايل عدم استخدامها يف التداول النقدي ‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار ارتباط قيمة وحدة النقود بوزن معنی من الذهب وبالتايل حتديد سعر ثابت للنقود الورقية بالنسبة للذهب اال ان‬
‫السلطات النقدية مل تعد ملزمة باالحتفاظ برصيد من الذهب كغطاء لقيمة لالوراق النقدية املتداولة وهذا على عكس نظام‬
‫املسكوكات الذهبية الذي كان يتطلب االحتفاظ برصيد ذهيب كغطاء كامل ‪.‬‬
‫‪ -‬إستمرار حرية تصدير واستریاد الذهب‪.‬‬
‫مثال‪ :‬حدد املشرع وزن السبيكة اليت حيق للمواطن شراءها بالنقود الورقية يف الدول كما يلي‪:‬‬
‫فرنسا = ‪ 511‬أونصة = ‪9835‬كغ من الذهب = ‪ 893111‬فرنك فرنسي‪.‬‬
‫إنكلرتا = ‪ 511‬غ من الذهب = ‪ 3000‬جنيه إسرتليين‪.‬‬
‫الواليات املتحدة = ‪5.3‬كغ من الذهب = ‪ 6363‬دوالر‪.‬‬
‫ج‪-‬صورة الصرف بالذهب‪:‬‬
‫كانت الرغبة قوية لدى مجيع دول العامل بالعودة لنظام الذهب) املسكوكات ) بعد احلرب العاملية األوىل‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫أوروبا اليت تعايشت مع هذه القاعدة قرابة نصف قرن من الزمن‪ ،‬لكن عدم وجود الذهب الكايف لتأمنی السيولة الالزمة قد‬
‫دفع أوربا للعمل بنظام السبائك الذهبية كما ذكرنا ‪.‬أما الدول النامية واليت كانت ترضخ حتت نری االستعمار فكانت احلاجة‬

‫‪ -‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪22‬‬

‫‪28‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ماسة لديها لتكوين نظام نقدي ذهيب مستقل‪ ،‬يستطيع أن يضمن هلذه الدول التوازن واالستقرار رغم أنها كانت مستعمرة‪،‬‬
‫وكانت هذه الدول تعتقد بأن النظام النقدي الذهيب هو أقوى من األنظمة األخرى ويضمن قوة االقتصاد‪ .‬إن هذا التوجه‬
‫األوريب األمريكي والعاملي ولدى مجيع الدول وخاصة النامية أثار خماوف االقتصادينی والسياسينی حول كيفية تأمنی كميات‬
‫حمدودا‪ ،‬واملخزون الذهيب قليل ال يليب‬
‫علما وأن اإلنتاج من الذهب كان وما زال ً‬ ‫كبریة من الذهب لتزويد السيولة العاملية‪ً ،‬‬
‫هذه التوجهات‪ ،‬لذلك اعتمدت أوربا والواليات املتحدة األمريكية نظام السبائك الذهبية‪ ،‬وماذا ستفعل بالدول النامية مقابل‬
‫رغباتها يف اعتماد الذهب؟‪.‬‬
‫املستعمرة حىت انعقاد مؤمتر جنوة بإيطاليا عام ‪ ، 9188‬حيث اعتمد‬ ‫َ‬ ‫بالطبع تأخر إجناز أنظمة نقدية مستقلة يف الدول‬
‫نظاما جدي ًدا مسي نظام الصرف بالذهب ومتثلت هذه الصيغة من خالل ارتباط العملة احمللية غری القابلة للتحويل إىل‬ ‫املؤمتر ً‬
‫املستعمرة ( معاناة تكوين االحتياطيات الذهبية لتغطية‬
‫َ‬ ‫ذهب بعملة أجنبية قابلة للتحويل إىل ذهب مما يوفر للدولة التابعة)‬
‫عملتها‪.23‬‬
‫يقصد بصورة الصرف بالذهب العالقة اليت تربط وحدة النقد الوطنية (غری القابلة للتحويل اىل ذهب بصورة مباشرة ) بعملة‬
‫اجنبية قابلة للتحويل اىل ذهب‪ ،‬ودون احلاجة إىل تكوين احتياطي من الذهب اخلالص كغطاء نقدي للعملة الوطنية‪.‬‬
‫من خالل تعريف نظام الصرف بالذهب يتبنی لنا شروط قيام هذا النظام واليت تتمثل فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قابلية وحدة النقد الوطنية األساسية للتحويل ايل ذهب بصورة مباشرة داخل الد‘لة ولكنها تكون قابلة للتحويل‬
‫وبنسبة ثابتة ايل عملة دولة أخرى تسری علي قاعدة الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬تلتزم الدولة بتحديد قيمة وحدة النقد الوطنية األساسية بوزن معنی من الذهب يف ظل ارتباط الوحدة النقدية الوطنية‬
‫بوحدة نقد اجنبية اخري قابلة للتحويل اىل ذهب على ان يتم الربط بنی العمليتنی وفقا ملعدل صرف حمدد‪.‬‬
‫وخالصة القول ان يف ظل نظام الصرف بالذهب مل يعد مسموحا للمسكوكات الذهبية السبائك الذهبية يف التداول بنی‬
‫األفراد وبدال عن ذلك استخدمت األوراق النقدية القاءمة علي اساس الذهب يف التداول باعتبار الذهب املقياس األخری‬
‫للقيم بالنسبة للمعامالت اخلارجية مع الدولة الوطنية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ارتبط البيزو الفلبيين بالدوالر األمريكي بنسبة ثابتة بينما كانت أمريكا تسری على نظام الذهب‪ ،‬وارتبط اجلنيه املصرى‬
‫( عملة مصر ) باجلنيه االسرتليين ( عملة اجنلرتا )‪ ،‬وارتباط الدينار اجلزائري بالفرنك الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -3-1-2‬مزايا وعيوب نظام قاعدة الذهب‪:‬‬
‫من اهم مميزات نظام قاعذة الذهب حسب مؤيدي هذا النظام ميكن تلخيصها يف ثالث نقاط رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -9‬الكفاءة والفاعلية يف حتقيق االستقرار النقدي‪.‬‬
‫‪ -8‬حجة تلنقود اجليدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حجة االدارة التلقائية دون تدخل احلكومي‪.‬‬
‫‪ -1‬الكفاءة والفاعلية في تحقيق االستقرار النقدي‪:‬‬

‫‪ - 23‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬عمان‪ ،9111 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪29‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫يقصد باإلستقرار النقدي إستقرار القوة الشرائية للنقود واستقرار اسعار الصرف بنی العمالت املرتبطة بالذهب ‪،‬فحسب نظام‬
‫قاعدة الذهب فاذا زادت كمية الذهب زادت كمية النقود تبعا لذلك والعكس صحيح ‪.‬‬
‫مبا ان كمية الذهب املتاحة تعتمد على حجم انتاج الذهب والذي يزيد مبعدالت متواضعة ومستقرة فان هذا يعين ان عرض‬
‫الذهب مل يشهد تقلبات كبریة وبالتايل فان كمية النقود مل تشهد هي األخرى تقلبات كبریة‪.‬‬
‫اي ان استقرار عرض الذهب يعين حتقيق استقرار عرض النقود ومن مث استقرار األسعار وبالتايل استقرار القوة الشرائية‬
‫للنقود‪،‬االمر الذي جعل قيمة النقود تتمتع بثبات وهذا مل يكن ممكنا اال يف ظل قاعدة الذهب‪.‬‬
‫اما فيما خيص حتقيق استقرار على املستوى الدويل من خالل اسعار الصرف حيث جنح نظام قاعدة الذهب يف حتقيق استقرار‬
‫وثبات اسعار الصرف من خالل ربط العمالت الوطنية بقيمة معينة من الذهب اخلالص‪ .‬وهو عنصر حمفز ومشجع حلرية‬
‫التجارة واالستثمار الدويل بسبب ثبات او اخنفاض املخاطر النامجة عن تقلبات اسعار الصرف وهو االمر الذي يؤدي اىل‬
‫زيادة منو التجارة الدولية وتدفقات رؤوس االموال بنی الدول‪.‬‬
‫‪ -2‬حجة النقود الجيدة‪:‬‬
‫يقصد بالنقود اجليدة اليت يتوفر فيها امان والقابلية للمبادلة بسلعة مادية ذات قيمة ذاتية وهو مايتوفر لنقود الذهب دون‬
‫غریه‪ ،‬فالذهب يعترب نقودا جيدة الن له قيمة ذاتية كسلعة كما ان له قيمة نقدية كوحدة نقدية وهذه امليزة تعزز ثقة االفراد‬
‫بالعملة النقدية القائمة على اساس الذهب‪ .‬كما ان هذه الثقة متتد حيت اىل املتعاملنی الدولنی‪.‬‬

‫‪ -3‬حجة اإلدارة التلقائية للنقود دون تدخل حكومي‪:‬‬


‫يف ظل قاعدة الذهب يتحقق التوازن الداخلي للدول بصورة تلقائية وبدون تدخل احلكومة‪ ،‬فالدولة اليت تواجه عجز يف‬
‫ميزان املدفوعات فان هذا يؤدي ايل خروج الذهب منها لتسديد قيمة هذا العجز اما اذا كانت تواجه فائض فان هذا يؤدي‬
‫إىل دخول الذهب ايل الدولة ‪ ،‬ان خروج ودخول الذهب من واىل الدولة يرتتب عليه اخنفاض او زيادة كمية النقود احمللية‬
‫بصورة تلقائية يف كال احلالتنی وبدون تدخل من السلطات النقدية‪.‬‬
‫اي ان خروج الذهب من الدولة يسبب اخنفاض كمية النقود بينما دخول الذهب للدولة بسبب زيادة يف كمية النقود بصورة‬
‫تلقائية‪.‬‬
‫اي ان يف ظل نظام قاعدة الذهب يتحقق استقرار للسياسة النقدية وحتقيق استقالليتها عن رغبة السياسنی‪ .‬الهنا جتنب‬
‫السلطات النقدية الوقوع يف سياسات نقدية خاطئة للتاثری على كمية النقود و االئتمان وهذا مايضمن االحتفاظ بالقوة‬
‫الشرائية للنقود‪.‬‬
‫حيث تعمل الية التوازن من خالل اذا كان يوجد فائض يف ميزان املدفوعات فإن هذا يؤدي اىل دخول الذهب اىل البلد‬
‫وزيادة الرصيد من الذهب وهو مؤشر على زيادة عرض النقود تلقائيا وبدون تدخل البنك املركزي ففي هذه احلالة يؤدي زيادة‬
‫املعروض النقدي اىل ارتفاع االسعار احمللية يف الدولة وهو ما قد يوثر على الصادرات اليت ترتفع اسعارها مما يؤدي اىل اخنفاض‬
‫الصادرات الرتفاع اسعارها بينما تزيد الواردات الخنفاض اسعارها وبالتايل اخنفاض الصادرات وزيادة الواردات يسبب يف هناية‬
‫عجز يف ميزان املدفوعات خبروج الذهب من الدولة واخنفاض عرض النقود ومن مث تنخفض االسعار احمللية تبعا لذلك‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫اما عن عيوب نظام قاعدة الذهب يقدم معارضي نظام قاعدة الذهب حمموعة من االنتقادات ميكن عرضها يف ثالث نقاط‬
‫أساسية وهي‪:‬‬
‫‪-‬حجة تاثری العوامل األخرى‬
‫‪-‬مجود نظام الذهب عند االزمات‬
‫‪-‬حجة االستقرار االمتكايف‬
‫‪ -1‬حجة تاثير العوامل األخرى‪ :‬يري عدد من معارضي قاعدة الذهب ويف مقدمتهم االقتصادي جون مينارد كينز ان‬
‫استقرار يف القوة الشرائية للنقود الذي حتقق يف فرتة تطبيق قاعدة الذهب يرجع جملموعة من العوامل غری شروط سريان نظام‬
‫قاعدة الذهب ‪ ،‬ويؤكد على وجود ثالث عوامل ساعدت يف حتقيق االستقرار يف قيمة النقود وهي‪:‬‬
‫‪-‬االكتشافات اجلديدة للمناجم الذهب واليت ادت اىل زيادة عرض الذهب‪.‬‬
‫‪-‬الزدهار االقتصادي الذي حتقق يف تلك الفرتة وأدى ايل زيادة الطلب على الذهب الغراض االستعمال النقدي ولالغراض‬
‫الصناعية والتجارية‪.‬‬
‫‪-‬السياسات النقدية االحرتازية اليت اتبعتها السلطات النقدية يف تلك الفرتة فمع كل زيادة يف عرض الذهب جلاءت السلطات‬
‫النقدية اىل زيادة الرصيد الذهيب احملتفظ به يف اخلزائن ‪ ،‬هذه السياسات االحرتارية ادت اىل احلد من التقلبات الكبریة يف‬
‫اسعار الذهب‪.‬‬
‫‪ -2‬حجة جمود نظام الذهب عند االزمات‪:‬‬
‫لقد تعرضت العديد من الدول اىل ازمات نقدية يف تلك الفرتة ومل يكن نظام الذهب مرنا اىل حد الكفاية يف مواجهة‬
‫االزمات‪،‬لذلك كانت العديد من احلكومات تلجئ اىل وقف العمل بشروط نظام الذهب او تعديلها ومبا يتفق مع أهدافها يف‬
‫ادارة النقود‪ ،‬اي ان الدول مل تكن دائما تطبق الية االدارة التلقائية للنقود‪.‬‬
‫‪ -3‬حجة االستقرار الالمتكافي ‪:‬‬
‫كما اشرنا سابقا يف مزايا نظام قاعدة الذهب يف حتقيق االستقرار يف‪:‬‬
‫‪-‬استقرار التوازن اخلارجي للدولة‪.‬‬
‫‪-‬استقرار اسعار الصرف‪.‬‬
‫غری ان معارضي نظام قاعدة الذهب مل يقتنعوا هبذا بسبب وجود‪:‬‬
‫‪-‬التناقض بنی االستقرار الذاخلي واخلارجي‬
‫‪-‬استقرار اسعار الصرف يف الدول الصناعية املربي يكون علي حساب عدم االستقرار يف الدول الصغریة‬
‫‪ -4-1-2‬انهيار نظام الذهب‪:‬‬
‫ميكن القول ان جمموعة من االسباب واالحداث ادت اىل اهنيار نظام قاعدة الذهب سنة ‪ 9129‬وميكننا حصرها وعرضها‬
‫على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -9‬تفاقم ازمة فائض الطلب على الذهب ‪:‬ادي استمرار الزيادة يف الطلب وقصور العرض اىل تفاقم ازمة الطلب على‬
‫الذهب‪،‬حيث زاد الطلب على الذهب لالغراض الصناعية واالكتناز اضافة ألغراض النقدية بسبب زيادة معدل النمو‬

‫‪31‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫االقتصادي وتوسع حجم التجارة الداخلية والدولية إضافة اليت متطلبات مشروعات التعمری ملا بعد احلرب يف الدول اليت‬
‫تضررت من احلرب‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى مل يكن ممكنا زيادة عرض الذهب حملاولة الزيادة يف الطلب عليه بسبب عدم كفاية إنتاج الذهب وهذا يعين‬
‫أن قصور واخنفاض عرض الذهب يتناقض مع شروط سريان قاعدة الذهب‪.‬‬
‫‪ -2‬تغيير في المواقف في سياسات االقتصادية للدول بعد الحرب ‪:‬‬
‫يف ظل قاعدة الذهب أعطيت االولوية لتحقيق االستقرار والتوازن اخلارجي لكن كانت هذه االولوية على حساب التوازن‬
‫الداخلي حيث شهدت الدول موجة يف ارتفاع االسعار ومعدالت البطالة‪ .‬وهو مادي هبذه الدول للمحاولة حتقيق التوازن‬
‫الداخلي اي االهتمام بسياسات زيادة التشغيل والنمو االقتصادي غری ان هذا التحول مل يكن ممكنا يف ضل سياسة نقدية‬
‫تقوم على اإلدارة الذاتية للنقود لذلك كان البد من تطبيق سياسة نقدية مستقلة تقوم على اساس اصدار النقود بدون غطاء‬
‫ذهيب ملواجهة متطلبات التوازن الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -3‬انهيار اهم شروط قاعدة الذهب ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬اهنيار مبدا حرية دخول وخروج الذهب ‪:‬ان اهنيار هذا املبدا نتيجة لسوء توزيع االحتياطات الذهبية بنی الدول وهذا بسبب‬
‫تغيری مراكز القوة االقتصادية بعد احلرب‪.‬‬
‫حيث ضعف مركز بريطانيا يف ميدان اإلقراض الدويل بينما ارتفع مراكز الدول األخرى مثل امريكا وفرنسا اللتان حتولتا من‬
‫دول مدينة اىل دول دائنة واكتسبت نفوذا متزايد يف اسواق املال الدولية وتركزت احتياطات الذهب يف أمريكا وفرنسا بينما‬
‫اخنفضت يف بريطانيا وأملانيا‪.‬‬
‫ملواجهة سوء التوزيع االحتياطات جلاءت كثری من الدول ايل وضع قيود على دخول وخروج الذهب حلماية مصاحلها‪ .‬والشك‬
‫ان فرض مثل هذه القيود يتناقض مع حرية دخول وخروج الذهب الذي قام عليه نظام الذهب‪.‬‬
‫‪-‬اهنيار العالقة الثابتة بنی قيمة النقود الوطنية وكمية الذهب علي املستوي الدويل ‪.‬‬
‫‪-‬مجود يف االسعار‪ :‬حيث انه كان من املفروض حسب شروط سريان نظام الذهب ان تتمتع االسعار بالقابلية للتغری استجابة‬
‫الي تغيری يف كمية الذهب ذخوال وخروجا من و اىل الدولة غری ان ظهور النقابات العمالية واالحتادات االحتكارية قد منعت‬
‫مرونة التغيری يف االسعار عند تغيری الذهب وهذا مايعين ان تقلبات االسعار كانت جتري بعيدا عن تقليات الذهب وبالتايل‬
‫هذا االنفصال بنی تغری االسعار وتغيری الذهب ال يعين اال اهنيار احد شروط االساسية لسريان قاعدة الذهب‪.‬‬
‫‪ -2-2‬قاعدة المعدنين‪.‬‬
‫معا‪ ،‬وقد مساها البعض نظام‬
‫ظهرت قاعدة املعدننی يف بعض الفرتات وكانت تقوم على معدين الذهب والفضة ً‬
‫نظرا الرتفاع قيمة الذهب واخنفاض قيمة الفضة باملقابل‪ .‬وهو ذلك النظام الذي حتددت يف ظله قيمة‬
‫املعدننی األعرج ً‬
‫الوحدة النقدية بالنسبة ملعدننی مها الذهب والفضة أي وجود نقود قانونية من الذهب إىل جانب النقود القانونية من‬
‫‪24‬‬
‫الفضة‪.‬‬

‫‪ -‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬مدحت العقاد ‪:‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 53‬‬
‫‪24‬‬

‫‪32‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫كما ميكن ايضا تعريف هذا نظام املعدنينی‪ :‬ينصرف مضمون قاعدة املعدننی اىل العالقة الثابتة بنی قيمة الوحدة النقدية اي‬
‫املسكوكات النقدية املصنوعة من املعدننی وقيمة وزن وعيار حمددين من كل من الذهب والفضة يف ان واحد على ان تتمتع‬
‫املسكوكات املعدنية بقوة ابراء غری حمدودة يف سداد االلتزامات ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫بناء على ماسبق تتبنی لنا شروط سريان قاعدة املعدننی وهي‪:‬‬
‫‪-‬وجود عالقة ثابتة بنی قيمة وحدة النقود ووزن وعيار حمددين من الذهب والفضة يف ان واحد‪.‬‬
‫‪-‬متتع املسكوكات النقدية املصنوعة من الذهب والفضة (الوحدة النقدية) بقوة ابراء غری حمدودة يف سداد االلتزامات ‪.‬‬
‫‪-‬حرية سك وصهر املسكوكات والسبائك من كل من املعدننی وفقا لنسبة القانونية وتكلفة منخفضة ‪.‬‬
‫‪-‬حرية تصدير واستریاد معدن الذهب والفضة من واىل الدولة دون قيود تذكر‪.‬‬
‫‪ -‬االنسجام بنی القيمة االمسية القانونية للمسكوكات كنقد وبنی القيمة السوقية التجارية للمعدن كسلعة فإذا مل حيصل هذا‬
‫االنسجام خيتفي املعدن الذي تكون قيمته االمسية كنقذ أقل من قيمته كسلعة وبالتايل ينتهي األمر اىل سريان قاعدة املعدن‬
‫الواحد ام الفضة او الذهب وهذا مايعين باملقولة الشهریة ان النقود الرديئة تطرد النقود اجليدة من التداول او ماعرف بقانون‬
‫جريشام ومن املعروف ان الذهب كان هو النقد اجليد الذي كان خيتفي من التداول‪.‬‬
‫وقد كانت الواليات املتحدة أول من طبق قاعدة املعدننی يف ‪ 9618‬مت أتبعتها فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وسويسرا وبلجيكا‬
‫واليونان‪ ،‬وكذلك اتبعت الدول العربية هذا النظام ‪.9261‬‬
‫حيث حدد وزن الوحدة النقدية الواحدة الدوالر(‪ 85.63‬غ من الذهب اخلالص و يساوي ‪ 269.83‬غ من الفضة‬
‫اخلالصة‪ ،‬أي على أساس النسبة ‪9‬غ ذهب = ‪ 93‬غ فضة ‪.‬‬
‫من ناحية أخرى فإن لنظام املعدننی بعض املزايا ومن ابرزها‪:‬‬
‫‪-‬اتساع حجم القاعدة النقدية ومايرتتب على ذلك امكانية زيادة النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬االستقرار النسيب لالسعار مقارنة حبالتها يف ظل قاعدة املعدن الواحد‪.‬‬
‫قانون قريشام‪:‬‬
‫كان بنی ‪ 9361-9391‬مضمون هذا القانون هو ان النقود الرديئة تطرد النقود اجليدة من التداول‪.‬‬
‫النقودة الرديئة‪ :‬هي النقود اليت تنخفض قيمتها السوقية السلعية اي تصبح قيمتها كنقد اكرب من قيمتها كسلعة وهي النقود‬
‫اليت تظل يف التداول‪.‬‬
‫النقود الجيدة ‪ :‬هي النقود اليت ترتفع قيمتها السوقية كسلعة اي تصبح قيمتها كنقد اقل من قيمتها السوقية‬
‫كسلعة(كالذهب) وهي النقود اليت ختتفي من التداول الن الناس حيتفظون هبا كحلي او لالكتناز‪.‬‬
‫‪ -3-2‬قاعدة النقود الورقية‪.‬‬
‫ميكن تعريف قاعدة النقد الورقية هي اليت تكون فيها الوحدة النقدية الورقية نقودا الزامية حبكم القانون الوطين للدولة‬
‫وغری قابلة للتحويل ايل طهب او اىل اي معدن اخر وتعرف وحدة التحاسب النقدية بالنسبة اىل نفسها مع متتعها بقوة ابراء‬
‫غری حمدودة‪.‬‬

‫‪ -‬عادل أمحد حشيش ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪.68‬‬
‫‪25‬‬

‫‪33‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫يعرف النظام النقدي الورقي ايضا بأنه‪ :‬ذلك النظام الذي يقوم على إصدار عمالت نقدية ورقية من خالل السلطة النقدية‬
‫املمثلة يف البنك املركزي دون أن يكون له صلة باالحتياطي من الذهب لدى الدولة‪ ،‬وإمنا يتم اإلصدار النقدي بناء على‬
‫مقتضيات منو النشاط االقتصادي والظروف االقتصادية اليت مير بها المجمتع وقيمة وحجم االحتياطي من النقد األجنيب‬
‫‪26‬‬
‫والعمالت القابلة للتحويل ومقبولة لتسوية املعامالت الدولية‪.‬‬
‫وتعرف قاعدة النقود الورقية بأنها القاعدة اليت ال تعرف فيها وحدة التحاسب النقدية بالنسبة لسلعة معينة‪ ،‬ولكن‬
‫من الوجهة الفعلية‪ ،‬تعرف وحدة التحاسب النقدية بنفسها وبالتايل ال يصبح النقد االنتهائي أو األساسي سلعة ذات قيمة‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫نقدا قانونيًا إلزاميًا غری قابل للتحويل إىل ذهب‪.‬‬
‫كما كان احلال يف ظل قاعدة الذهب‪ ،‬بل أصبحت النقود الورقية ً‬
‫استنادا لذلك نعرف النقود الورقية أو القاعدة النقدية الورقية بأنها جمموعة من األنظمة والقواننی حيدد املشرع مبوجبها قيمة‬
‫و ً‬
‫وحدة النقد األساسية ويعطيها قوة إبراء قانونية‪ ،‬ويعطي السلطات النقدية (املصرف املركزي ) حق إدارة اإلصدار والتدخل‬
‫‪28‬‬
‫لضمان االستقرار النقدي‪.‬‬
‫نالحظ من خالل هذا التعريف بأن قاعدة النقد الورقي هي قاعدة قانونية‪ ،‬ال يوجد عالقة بينها وبنی الذهب أو الفضة‪،‬‬
‫استنادا لذلك تصبح خصائص القاعدة النقدية الورقية كما يلي‪:‬‬ ‫و ً‬
‫‪-‬القاعدة الورقية هي جمموعة أنظمة وقواننی‪ ،‬أي حيدد املشرع من خالل هذه األنظمة إجراءات التعامل‪ ،‬وبدونها ال يقبل‬
‫استنادا لذاتها‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحد التعامل بهذه النقود‪ ،‬بعكس القاعدة النقدية الذهبية اليت يتعامل بها األفراد‬
‫‪ -‬حتديد قيمة وحدة النقد األساسية‪ ،‬وعادة ما ينسب املشرع قيمة الوحدة النقدية إىل الذهب أو إىل عملة أجنبية أو إىل‬
‫قيمة وحدة حقوق السحب اخلاصة يف صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬قوة إبراء قانونية ‪:‬وتعين أن األفراد ال يتعاملون بهذه النقود لذاتها كما هو احلال يف الذهب‪ ،‬بل بقوة القانون‪ ،‬وباملقابل ال‬
‫يستطيع أي دائن أن يرفض سداد دينه بالنقود الورقية‪ ،‬ويطلب ذهبًا أو نقود أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تتدخل السلطات النقدية لكي حتدد حاجة النشاط االقتصادي للسيولة وكميات ففي أوقات التضخم ختفف حجم‬
‫اإلصدار بل « اإلصدار » النقد الالزمة وتسحب السيولة من السوق‪ ،‬ويف أوقات الركود تزيد حجم اإلصدار وتنشر السيولة‬
‫بنی املواطننی لكي ينهض االقتصاد من ركوده‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف القاعدة الورقية لتحقيق االستقرار النقدي‪ ،‬فكما هو مالحظ بأن القاعدة الذهبية ال حتتاج للتدخل لضمان‬
‫االستقرار ألن اإلصدار يرتبط بكميات الذهب‪ ،‬فإن الورق حيتاج إلدارة قوية واعية لديها إمكانيات كبریة لدراسة السوق‬
‫والنشاط االقتصادي تستطيع أن حتدد احلاجة الفعلية‪ ،‬وبالتايل تصدر حسب احلاجة بهدف حتقيق التوازن واالستقرار بنی‬
‫النقود واألسعار يف االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪ -26‬عبد املطلب عبد احلميد ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر ‪ 8119‬ص‪. 106‬‬
‫‪ -‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ، ،‬منشورات جامعة حلب‪8111 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪27‬‬

‫‪ -‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.63‬‬


‫‪28‬‬

‫‪34‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -4-2‬النظام النقدي الدولي‪.‬‬

‫تكمن الظروف االقتصادية والسياسية اهلامة اليت مر هبا العامل منذ النصف لثاين من القرن التاسع عشر حىت اآلن‬
‫وراء التغریات اليت مر هبا النظام النقدي الدويل منذ سيادة قاعدة الذهب مع هناية القرن املاضي وحىت نظام التعومي املدار مع‬
‫هناية القرن العشرين‪.‬‬
‫ومن خالل ماسبق التطرق اليه لكل انواع االنظمة النقدية يتبنی لنا ان كل نظام حاول حتقيق االستقرار او التوازن على‬
‫املستوى الداخلي وعلى املستوى اخلارجي‪ ،‬ففي ظل نظام قاعدة الذهب مل يكن يوجد اختالف يف التعامل بالقاعدة النقدية‬
‫سواء على املستوى الداخلي او اخلارجي غری ان هذا الوضع مل يستمر بسبب سقوط نظام قاعدة الذهب سنة ‪ 9129‬حيث‬
‫حل حمله نظام النقد الورقي الذي كرس ازدواجية يف التعامل على املستوى الداخلي واخلارجي ‪ ،‬وفيما خيص التعامالت على‬
‫املستوى اخلارجي ميكن التحدث على نظام النقد الدويل بريتون وودز والنظام التعومي‪.‬‬
‫‪ -1-4-2‬النظام النقدي الدولي وفقا التفاقية بريتون وودز‪:‬‬
‫على اثر االضطرابات اليت سادت نظام النقد الدويل خالل فرتة احلرب العاملية الثانية وقبلها ‪ ،‬أمجعت الدول رأيها‬
‫على تسليم أمرها إىل منظمة دولية تأخذ على عاتقها مهمة اإلشراف على حق تغری أسعار صرف عمالت الدول يف العامل ‪.‬‬
‫وبالفعل ‪ ،‬يف ‪ 01‬جوان ‪ 1944‬انعقد يف بريتون وودز بالواليات املتحدة األمريكية مؤمترا ضم الكثری من رجال االقتصاد‬
‫والسياسة لدراسة إمكانية الوصول إىل نظام نقدي جديد ميكن أن يسری عليه العامل بعد انتهاء احلرب العاملية الثانية‪.‬‬
‫نظام بريتون وودز هو نظام ادارة نقدي أسس قواعد للعالقات التجارية واملالية بنی الدول الصناعية الكربى يف العامل يف‬
‫منتصف القرن العشرين‪ .‬كان نظام بريتون وودز أول منوذج لنظام نقدي قابل بالكامل للتفاوض يهدف إىل تنظيم العالقات‬
‫بنی الدول املستقلة‪.‬‬
‫وجد ممثلو الدول اجملتمعة يف مؤمتر بريتون وودز عام ‪ 9155‬أن قاعدة الذهب مل تكن مرنة ومل تساعد على جتاوز األزمات‬
‫االقتصادية؛ مما جعلهم يقررون االستغناء عنها بنظام جديد مسي نظام بريتون وودز مبين على أساس حتديد سعر لكل عملة‬
‫مقابل كل من الدوالر والذهب‪ .‬ووفقاً هلذا النظام فقد أصبحت أسعار الصرف ثابتة وقابلة للتعديل يف الوقت نفسه‪ .‬فحنی‬
‫جتد الدولة املعنية أن قيمة عملتها قد ابتعدت كثریاً عن مستوى األسعار السوية أو الصحيحة فإن هلا احلق أن تتفق مع‬
‫صندوق النقد الدويل الذي أُحدث يف بريتون وودز لتعديل قيمة عملتها‪ .‬وهكذا جند أن الفارق األساسي بنی نظام بريتون‬
‫وودز و نظام قاعدة الذهب هو أن نظام بريتون وودز يعطي إمكانية االتفاق على تغيریات أسعار املصرف بنی الدول بالتفاهم‬
‫والتعاون‪ ،‬فنظام بريتون وودز هو نظام ثابت إال أنه مرن وقابل للتعديل‪.‬‬
‫استعداداً لبناء نظام اقتصادي دويل‪ ،‬يف الوقت الذي كانت احلرب العاملية الثانية ال تزال مستعرة‪ ،‬اجتمع ‪ 621‬مندوب من‬
‫مجيع دول احللفاء ال‪ ،55‬يف فندق ماونت واشنطن ببلدة بريتون وودز‪ ،‬نيوهامپشر األمريكية‪ ،‬للمشاركة يف املؤمتر النقدي‬
‫واملايل لألمم املتحدة‪ .‬توافد املشاركون من ‪ 88-9‬يوليو ‪ ،9155‬ووقعت االتفاقية يف اليوم األخری للمؤمتر‪.‬‬
‫من أجل إنشاء نظام للقواعد‪ ،‬املؤسسات وإجراءات لتنظيم النظام النقدي الدويل‪ ،‬قام املخططون يف بريتون وودز بإنشاء‬
‫صندوق النقد الدويل والبنك الدويل لإلنشاء والتعمری‪ ،‬الذي يعترب اليوم جزءاً من جمموعة البنك الدويل‪ .‬بدأت هذه املنظمات‬
‫يف العمل عام ‪ 9153‬بعد تصديق عدد كايف من البلدان على االتفاقية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫كانت املالمح الرئيسية لنظام بريتون وودز هي إلزام كل بلد بوضع سياسة نقدية حتافظ على سعر الصرف بربط عملتها‬
‫بالدوالر األمريكي وقدرة صندوق النقد الدويل لتتجاوز موازين املدفوعات املؤقت‪.‬‬
‫يف ‪ 93‬أغسطس ‪ ،9169‬أهنت الواليات املتحدة من جانب واحد قابلية حتويل الدوالر األمريكي للذهب أدى هذا إىل‬
‫هناية نظام بريتون وودز وأصبح الدوالر عملة إلزامية‪ 29.‬يعرف هذا باسم صدمة نيكسون‪ ،‬الذي خلق وضع أصبح فيه الدوالر‬
‫األمريكي عملة احتياطية تستخدمها الكثری من الدول‪ .‬يف الوقت نفسه‪ ،‬أصبحت الكثری من العمالت الثابتة (مثل اجلنيه‬
‫اإلسرتليين)‪ ،‬ميكن تعوميها حبرية‪.‬‬

‫‪-2-4-2‬النظام النقدي المعوم‪:‬‬

‫سعر الصرف العائم أو كما يطلق عليه تعومي العملة هو التخلي عن سعر صرف عملة ما من خالل معادلتها مع‬
‫عمالت أخرى ليصری حمررا متاما‪ ،‬دون تدخل احلكومة أو البنك املركزي يف حتديده مباشرة‪ .‬حيث أنه ينشأ تلقائيا بناءا على‬
‫آلية العرض والطلب يف سوق العمالت النقدية والذي يتم من خالله حتديد سعر صرف العملة احمللية يف مقابل العمالت‬
‫األجنبية‪ .‬وتظل أسعار صرف العملة العائمة تتغری باستمرار وفق تغریات العرض والطلب على العمالت األجنبية بالشكل‬
‫الذي قد جيعلها تتغری عدة مرات على مدار اليوم الواحد‪.‬‬

‫ويعين التعويم بمعناه الببيط‪ ،‬عدم حتديد سعر عملة دولة معينة وتركه يتحرك ويتغری أمام العمالت الرئيسية وفقا لنسبة‬
‫العرض والطلب ‪.‬حبيث يؤدي ازدياد الطلب على العملة إىل ارتفاع سعرها والعكس صحيح‪.‬‬
‫ومن هنا فإن البنوك املركزية ال تستهدف سعر معنی لعمالهتا احمللية عند اتباعها لنهج التعومي املطلق‪ ،‬بل إن سعر العملة هنا‬
‫يكون شبيها بسعر الذهب واملعادن األخرى الذي خيضع إىل التغيری اليومي يف األسواق العاملية‪ ،‬حىت أنه قد يتغری من ساعة‬
‫ألخرى‪.‬‬
‫‪-3-4-2‬أنواع تعويم العملة‪:‬‬
‫هناك شكلنی من أشكال تعومي العملة‪:‬‬
‫‪ -1-3-4-2‬التعويم الخالص ‪:‬أو كما يطلق عليه التعومي احلر‪ ،‬وهو احلرية التامة لتغيری وحتديد سعر الصرف مع مرور‬
‫الوقت وفق آلية العرض والطلب وقوى السوق دون تدخل الدولة يف شيء سوى أن تتدخل السلطات النقدية للتأثری على‬
‫سرعة تغری سعر الصرف فقط دون أن تتدخل يف احلد من ذلك التغيری‪.‬‬
‫ويتم اتباع ذلك النهج احلر لتعومي العملة يف بعض البلدان املتقدمة ذات النظام الرأمسايل الصناعي‪ ،‬مثل الفرنك السويسري‬
‫والدوالر األمريكي‪.‬‬
‫الموجه ‪:‬أو كما يطلق عليه التعومي املدار‪ ،‬وهو حرية حتديد سعر الصرف وفق آلية العرض والطلب‬
‫َّ‬ ‫‪ -2-3-4-2‬التعويم‬
‫ُ‬
‫وقوى السوق‪.‬وتتدخل الدولة يف هذا النوع من أنواع التعومي عرب مصرفها املركزي عند احلاجة إىل توجيه سعر الصرف يف‬
‫اجتاهات حمددة مقابل باقي العمالت حبيث يتم هذا األمر كاستجابة لبعض املؤشرات اليت تشمل معدل الفجوة بنی العرض‬
‫والطلب يف سوق صرف العمالت‪ ،‬التطورات اليت تطرأ على أسواق سعر الصرف املماثلة واملستويات اآلجلة والفورية ألسعار‬

‫‪29‬‬
‫‪- Lowrey, Annie (9 February 2011) End the Fed? Actually, Maybe Not., Slate.com‬‬

‫‪36‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫صرف العمالت ‪.‬‬


‫املوجه لتعومي العملة يف بعض البلدان ذات النظام الرأمسايل إىل جانب بعض البلدان النامية اليت يرتبط‬
‫ويتم اتباع هذا النهج َّ‬
‫سعر صرف عملتها باجلنيه اإلسرتليين‪ ،‬الفرنك الفرنسي (سابقا) أو الدوالر األمريكي أو حىت بسلة من العمالت‪.‬‬
‫كيف ظهرت فكرة تعويم العملة ؟‬
‫أدت التطورات االقتصادية والسياسية يف أوائل فرتة الستينيات من القرن املاضي إىل بيان ما آل إليه نظام النقد الدويل املبين‬
‫على اتفاقية بريتون وودز اليت تعتمد نظام ثبات أسعار الصرف اليت تستند على الدوالر األمريكي الذي يتسم بقابليته‬
‫للتحويل إىل ذهب دون حدوث تغيری للسعر‪ .‬إذ أنه مل يعد يتمكن من ضبط التغریات الكبریة املستمرة يف أسعار صرف‬
‫العمالت يف الدول املشاركة يف االتفاقية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬وبعد اهنيار هذه االتفاقية‪ ،‬بدأ التفكری يف تعومي العملة حيث أدت اتفاقية سيمشونيان اليت أبرمت عام ‪ 9169‬إىل‬
‫تعزيز ذلك األمر‪ ،‬فزاد سعر أوقية الذهب حىت وصل إىل ‪ 22‬دوالر باإلضافة إىل ما نصت عليه االتفاقية أيضا من إتاحة‬
‫الفرصة لتغيری أسعار العمالت‪ ،‬على أال يتعدى ذلك ‪ %8.83‬من قيمتها‪.‬‬
‫غری أن هذه االتفاقية مل يقدر هلا االستمرار لفرتة طويلة وتعرضت النتكاسة شديدة‪ ،‬مما أدى إىل اجتاه املسؤولنی االقتصادينی‬
‫إىل تعومي العملة‪.‬‬
‫شهدت سياسة التعومي عدة تطورات إىل أن صارت متثل أهم األدوات اليت تلجأ إليها السلطات النقدية لكي تتمكن من‬
‫حتقيق أهدافها االقتصادية‪ .‬ويتم تطبيق سياسة تعومي العملة من خالل تنفيذ بعض اإلجراءات التدخلية‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ o‬يؤثر التعومي على سوق العمالت النقدية عن طريق‪:‬‬
‫–تأثریه على كل من حركيت العرض والطلب‪ ،‬األمر الذي يتم من خالل بيع أو شراء العملة احمللية‪.‬‬
‫–تأثریه على سعر الفائدة‪ ،‬حبيث يتم ذلك األمر من خالل رفع أو خفض سعر اخلصم‪.‬‬
‫‪ o‬تأثری التعومي على حجم التجارة اخلارجية‪ :‬وذلك من خالل حتديد الواردات من الناحية الكمية‪ ،‬أو تعزيز الصادرات‪.‬‬
‫‪-4-4-2‬أسباب تعويم العملة‪ :‬توجد جمموعة من االسباب اليت ادت اىل اتباع نظام تعومي العملة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ o‬اختالف معدالت النمو االقتصادي بنی أهم الدول الصناعية املتقدمة وذلك من خالل ظهور قوى اقتصادية كربى مثل‬
‫أوروبا الغربية واليابان واليت صارت تنافس الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ o‬تأثير تباين مبتويات التضخم بنی الدول الصناعية على أسعار الفائدة‪ ،‬إىل جانب تأثریها على تغریات أسعار صرف‬
‫العمالت أيضا‪.‬‬
‫‪ o‬تأثير ارتفاع معدل اإلنفاق األمريكي مبا يشمل اإلنفاق على االستثمار اخلارجي ومتويل اإلنفاق على حرب فيتنام الذي‬
‫أدى إىل تفاقم العجز يف ميزان املدفوعات األمريكي‪.‬‬
‫‪ o‬ازدياد معدل التنافس وتعارض املصاحل الذي جرى بنی الدول الصناعية املتقدمة‪.‬‬
‫‪ o‬االنهيار الذي لحق بنظام بريتون وودز والذي يرجع إىل افتقار االقتصاد الدويل إىل السيولة العاملية اليت يتيحها تدفق‬
‫الدوالرات األمريكية إىل اخلارج نتيجة عجز امليزان التجاري‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ o‬تمويل حركات المضاربة الضارية‪ ،‬خاصة عند متويل سوق الدوالرات األوروبية حلركات املضاربة الضارية اليت شهدها‬
‫الفرنك الفرنسي واجلنيه اإلسرتليين واللریة اإليطالية واملارك األملاين يف أواخر فرتة الستينات‪ ،‬تأثرا باتساع جمال حركة رؤوس‬
‫األموال املستخدمة يف املضاربة الشديدة‪.‬‬
‫وتعد الواليات املتحدة األمريكية هي أبرز الدول اليت اتبعت هنج التعومي على مستوى العامل لكي تتمكن من احلفاظ على‬
‫مستواها التنافسي ودعم توجهاهتا االقتصادية والسياسية‪.‬‬
‫وقد صدقت اتفاقية صندوق النقد الدويل يف شهر مايو من عام ‪ 9163‬على أن تعومي العمالت ميثل مبادرة حنو إصالح‬
‫نظام النقد الدويل‪ ،‬وذلك يف حماولة منها ملسايرة مثل هذه التطورات اجلديدة على املستوى االقتصادي والسياسي‪.‬‬
‫‪ -5-4-2‬آثار تعويم العملة على اقتصاد الدول‪:‬‬
‫يؤثر تعومي العملة على قيمة النقد احمللي سواء باالرتفاع أو االخنفاض‪ ،‬مبا يؤثر على األسعار‪ ،‬التجارة اخلارجية‬
‫والنمو االقتصادي بوجه عام‪ .‬حيث ختتلف هذه اآلثار باختالف وضع البلد الذي يستخدم نظام تعومي العملة‪ ،‬فتأثریه على‬
‫البلدان الصناعية املتقدمة خيتلف عنه يف البلدان النامية‪.‬‬
‫‪-‬يف حالة تعومي العملة باجتاه ارتفاع سعر صرفها‪:‬‬
‫إذا ما تسبب تعومي أحد العمالت يف ارتفاع سعر صرف هذه العملة مقابل باقي العمالت‪ ،‬مبعىن ارتفاع سعر تعادهلا مع‬
‫العمالت األجنبية‪ ،‬كان هلذا األمر تأثریا سلبيا على حركة الصادرات‪ ،‬وذلك نظرا الرتفاع أسعار بالنسبة للمستوردين‬
‫األجانب‪ ،‬مما يؤدي بدوره إىل اخنفاض الطلب عليها‪ .‬وينتج عن ذلك زيادة يف الواردات نتيجة الخنفاض أسعار السلع‬
‫بالنسبة للمستوردين احمللينی‪ ،‬وبالتايل حيدث عجز بامليزان التجاري‪.‬‬
‫والذي قد يؤدي إىل حتفيز رؤوس األموال احمللية على اإلجتاه لالستثمار اخلارجي نظرا لتوفر فرصة استبدال وحدة العملة احمللية‬
‫بعدد أكرب من وحدات العملة األجنبية‪ ،‬األمر الذي يكون له أثرا سلبيا على مدفوعات الدولة‪.‬‬
‫وتتأثر الصناعة احمللية أيضا نتيجة دخوهلا جمال تنافسي مع الواردات واليت تزداد مع االخنفاض النسيب للسلع األجنبية بالنسبة‬
‫للمستوردين احمللينی‪ ،‬األمر الذي يعمل بدوره على إحداث تباطؤ يف النمو االقتصادي وتراجع عملية اإلنتاج‪ .‬ويؤدي تراجع‬
‫العملية اإلنتاجية إىل زيادة البطالة‪ ،‬مما ُِخي ّل بامليزان التجاري‪.‬‬
‫‪-‬يف حالة تعومي العملة يف اجتاه انخفاض سعر صرفها‪:‬‬
‫يؤدي تعومي العملة باجتاه اخنفاض سعر صرفها‪ ،‬أو ما يطلق عليه اخنفاض سعر معادلتها مع العمالت االجنبية‪ ،‬إىل حدوث‬
‫عكس ما ذُكر من اآلثار االقتصادية املرتتبة على رفع سعر العملة‪.‬‬
‫إال أن هذه االثار ختتلف يف الدول الصناعية املتقدمة عنها يف الدول النامية‪ ،‬ويرجع ذلك إىل جمموعة من األسباب من أمهها‪:‬‬
‫‪-‬يتسم الطلب الدويل على صادرات البلدان النامية باملرونة العالية يف غالب األمر‪.‬‬
‫يف حنی تكون العملية اإلنتاجية لديها ضعيفة نسبيا مبا يعيقها عن الوفاء بالطلب اخلارجي‪ ،‬هذا إن ُوجد باألساس‪.‬‬
‫وبالتايل فإهنا تلجأ إىل إمتام أغلب صفقاهتا اخلارجية باستخدام عمالت أهم شركائه التجارينی‪ ،‬دون استخدام عملتها احمللية‪،‬‬
‫مما يعمل بدوره على حصر حركة العملة احمللية بصورة كبریة‪.‬‬
‫‪-6-4-2‬أمثلة واقعية على تعويم العملة‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تعد جتربة تعومي العملة اليت شهدهتا الواليات املتحدة األمريكية يف أوائل فرتة الثمانينات من القرن املاضي‪ ،‬من خالل‬
‫اجتاهها حنو تطبيق هنج الفوائد املرتفعة باعتبارها وسيلة ملمارسة عملية التعومي وتنفيذها‪ ،‬من أهم وأشهر جتارب نظام تعومي‬
‫العملة على مستوى العامل‪.‬‬
‫ففي عام ‪ ،9121‬كان سعر الدوالر الوسطي يف مقابل املارك األملاين ‪ 9.29=9‬مارك‪.‬‬
‫وحبلول شهر مارس من عام ‪ ،9123‬ارتفع حىت وصل إىل ‪ 2.53=9‬مارك‪ ،‬أي أنه زاد مبا يعادل ‪%.911‬‬
‫إذ كان هلذا النهج النقدي املتبع دور يف بلوغ األهداف املنشودة آنذاك وعلى رأسها جذب رؤوس األموال للتمويل لسد عجز‬
‫امليزانية والنفقات املخصصة حلرب ڤيتنام ومشروع حرب النجوم‪.‬‬
‫غری أن اتباع هنج تعومي العملة أدى أيضا إىل رفع تكاليف االستثمار الذي تبع ارتفاع سعر الفائدة‪ ،‬مما نتج عنه تضرر‬
‫املصدرين األمريكينی نظرا الرتفاع أسعار سلعهم بالعمالت األجنبية‪ ،‬وبالتايل حدث احنسار اقتصادي‪ ،‬إىل أن جلأت اإلدارة‬
‫األمريكية إىل تطبيق سياسة عكسية‪.‬‬
‫وشهد سعر صرف الدوالر اخنفاضا يف مقابل املارك مبا يعادل ‪ 9.36=9‬يف شهر يناير من عام ‪.9122‬‬
‫إذ أن الدوالر األمريكي شهد الكثری من االضطرابات الشديدة اليت عرضت سعره ملزيد من االخنفاض يف مقابل النی الياباين‬
‫واملارك األملاين‪.‬‬
‫نتج عن مجيع اآلثار اهلامة املتعلقة بالتعومي اليت مت ذكرها‪ ،‬ارتفاع أمهية استخدام السلطات النقدية هلذا النظام لكي تتمكن من‬
‫حتقيق أهدافها االقتصادية‪ ،‬وبذلك تتضح أسباب حدوث تقلبات يومية بصورة مستمرة يف أسعار صرف العمالت وحدوث‬
‫مثل هذا االضطراب اليومي الذي نشهده اآلن على مستوى العامل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل الرابع‪ :‬النظريات (الكالسيكية و الحديثة) و البياسات النقدية‬


‫لقد اختلف االقتصادينی والنقدينی على مر العصور حول الدور الذي ميكن ان تؤديه النقود على مستوى األنشطة‬
‫االقتصادية‪ .‬وقد كان مثال هذا اخلالف هو‪ :‬هل التغری يف كمية النقود يؤثر على املتغریات االقتصادية ام ال؟‪.‬‬
‫لذلك ظهرت الكثری من اآلراء والنظريات اليت تناولت بالدراسة والتحليل العالقة بنی كمية النقود واملتغریات االقتصادية‬
‫األخرى ‪ ،‬سوف نتناول يف هذا الفصل تطور النظريات النقدية من خالل دراسة املدارس االقتصادية وأهم أفكار كبار‬
‫االقتصادينی خبصوص النقد‪:‬‬

‫‪-‬النظرية الكمية يف النقود وتطوراتها‪.‬‬

‫‪-‬النظرية الكينزية يف النقود وتطوراتها‪.‬‬

‫‪ -‬أفكار املدرسة النقدية‪.‬‬


‫‪-1‬النظرية الكمية في النقود‪.‬‬
‫تعترب النظرية الكمية يف النقود إحدى أهم األفكار اليت جاء بها الكالسيك‪ ،‬ألنها ربطت بنی كمية النقود واملستوى‬
‫العام لألسعار‪ ،‬واستطاعت أن تفسر العديد من الظواهر االقتصادية كالتضخم والركود والنمو وحركة انتقال الذهب بنی‬
‫الدول وتأثریه على مجيع املتغریات االقتصادية يف كل دولة ‪.‬وتعود أفكار النظرية الكمية يف جذورها إىل االقتصادي الفرنسي‬
‫جان بودان الذي نشر كتابه) االقتصاد السياسي) عام ‪ 9332‬وأشار فيه للعالقة بنی تدفق الذهب والفضة من املستعمرات‬
‫إىل إسبانيا وارتفاع االسعار‪ ،30‬مث أخذ عدد من االقتصادينی من بعده بهذا التفسری أمثال دافيد هيوم وكانيتو وجون لوك‬
‫خالل القرن السابع عشر‪ ،‬إىل أن جاء آدم مسيث ودافيد ريكاردو وتبنوا هذه الفكرة وأسسوا هلا من الناحية النظرية‪،‬‬
‫‪ -1-1‬معادلة النظرية‪.‬‬
‫طور ريكاردو فكرة جان بودان يف حتديد العالقة بنی كمية النقود واملستوى العام لألسعار‪ ،‬عندما حلت النقود الورقية حمل‬
‫النقود املعدنية يف بريطانيا يف القرن التاسع عشر وحصل التضخم‪ ،‬لكن هذه النظرية بقيت جمرد أفكار عامة إىل أن جاء‬
‫االقتصادي األمريكي إرفينج فيشر وصاغ معادلة النظرية عام ‪ 9196‬وعرفت باسم معادلة التبادل أو معادلة فيشر كما‬
‫يلي‪:31‬‬

‫‪M.V=T.P‬‬

‫حيث ترمز ‪ = M :‬كمية النقود‪.‬‬


‫‪= V‬سرعة التداول النقدي‪.‬‬

‫‪ - 30‬جورج نايهانز ‪:‬النظرية االقتصادية‪ ،‬ترمجة صقر أمحد صقر‪ ،‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة ‪ 9112‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪31‬‬

‫‪41‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ = T‬كمية املبادالت‪.‬‬
‫‪ = P‬املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫واملعادلة بهذه الصيغة ليست سوى بديهية من بديهيات احلساب‪ ،‬أي توضح بأن كميات النقود مضروبة بسرعة التداول‬
‫تساوي لكميات املبادالت مضروبة باملستوى العام لألسعار‪ ،‬أي كمية النقود هي متغری مستقل واألسعار متغری تابع‪ ،32‬بينما‬
‫سرعة التداول وحجم اإلنتاج اعتربتها النظرية متغریات مستقلة‪ ،‬أي استطاعت النظرية أن تصل إىل فكرة مفادها "كلما‬
‫ازدادت كميات النقود أدى ذلك لزيادة األسعار " اي العالقة طردية بنی كميات النقود واألسعار‪ ،‬وباملقابل يؤدي اخنفاض‬
‫كميات النقود الخنفاض املستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫أي أن مستوى األسعار يتأثر بكميات النقود ألنه إذا ازدادت الكميات املنتجة وبقيت النقود على حاهلا تنخفض األسعار‪،‬‬
‫وبال‬
‫مقابل إذا زادت كميات النقود وبقيت كميات التبادل نفسها ترتفع األسعار‪.‬‬
‫‪ -2-1‬شرح رموز النظرية‪.‬‬
‫عرفنا يف معادلة النظرية ما معىن كل رمز من رموزها‪:‬‬
‫‪M.V=T.P‬‬
‫ولكن املطلوب التعرف على جوهر وطبيعة كل متغری من هذه املتغریات لكي حنكم على العالقة القائمة بنی هذه املتغریات‪.‬‬
‫‪ -‬كمية النقود ‪:M‬‬
‫‪33‬‬
‫يقصد بكمية النقود جمموع النقود املتداولة خارج اجلهاز املصريف خالل فرتة زمنية معينة عادة سنة يف االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫وتتكون النقود من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كمية النقود املعدنية والورقية املصدرة اليت يصدرها البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع حتت الطلب ‪:‬ويقصد بها احلسابات اجلارية اليت يودعها األفراد لدى البنوك التجارية وجيري عليها حركة يومية‬
‫سحب و إيداع‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع اآلجلة وودائع التوفری وهي مبالغ يودعها األفراد لدى البنوك بقصد االستثمار واحلصول على منافع من وراء‬
‫إيداعها‪.‬‬

‫وترتبط كمية النقود الكتابية (الودائع بكافة أنواعها) بالتطور االقتصادي احلاصل يف كل دولة ويف توجهات السياسة النقدية‬
‫دائما لزيادة حجم النقود الكتابية فتزداد حركة تعامالتها لكن‬
‫بزيادة أو ختفيض حجم النقد يف االقتصاد حيث تسعى البنوك ً‬
‫البنك املركزي هو الذي يقيد هذه احلركة من خالل االحتياطي القانوين الذي يفرضه على البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬زينب عوض اهلل‪ ،‬أسامة حممد الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بریوت ‪ 8112‬ص‪.889‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ -‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف ‪ ،‬منشورات جامعة حلب‪ ٠2000 ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪33‬‬

‫‪41‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫إن كمية النقود يف أي اقتصاد ترتبط حبجم الناتج القومي من جهة وباجتاهات السياسة النقدية على زيادة أو ختفيض حجم‬
‫استنادا حلالة االقتصاد من ركود أو رواج‪.‬‬
‫ً‬ ‫النقد يف االقتصاد من جهة ثانية‬
‫‪ -‬سرعة التداول النقدي )‪:(V‬‬
‫‪34‬‬
‫يقصد بسرعة التداول كما عرفها فيشر بأنها عدد املرات اليت تنتقل فيها وحدة النقود من يد إىل أخرى خالل فرتة زمنية‪.‬‬
‫أما سرعة تداول نقود الودائع فهي عدد املرات اليت تدخل وخترج فيها احلسابات املصرفية‪ ،‬ويرى فيشر أن سرعة تداول النقود‬
‫ثابتة فهي مستقلة عن كميتها وال تتأثر بها‪ ،‬فليس هناك يف رأيه ما يدعو لالعتقاد بأن سرعة تداول النقود عند زيادة كمية‬
‫النقود سوف تزداد أو تنقص باخنفاض كمية النقود‪ ،‬أي تتوقف سرعة التداول على جمموعة من العوامل أمهها‪:‬‬
‫‪-‬طريقة دفع الرواتب واألجور يف القطاعنی العام واخلاص(شهريًا ‪ ،‬سنويًا‪ ،‬أسبوعيًا) فإذا كانت شهريًا هذا يعين ‪ 98‬دورة‪،‬‬
‫أسبوعيًا ‪ 38‬دورة‪.‬‬
‫‪-‬كثافة السكان كلما ازداد عدد السكان يزداد الطلب على النقد‪ ،‬لكنه يالحظ يف الدول الفقریة رغم زيادة عدد السكان‬
‫تنخفض دورات النقد‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال التجارية ‪:‬كلما ازدادت احلركة التجارية البيع والشراء كلما ازداد عدد الدورات التجارية‪ ،‬وباملقابل إذا حصل‬
‫الركود تنخفض عدد الدورات التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬سرعة إنتاج وتصريف السلع واخلدمات ‪:‬إن إنتاج السلعة وتوزيعها وتبادهلا إىل االستهالك تعترب دورة‪ ،‬وبالتايل كلما‬
‫اخنفض زمن اإلنتاج واالستهالك تزداد الدورات‬
‫‪ -‬سرعة وسائل االتصال واملواصالت ‪:‬كلما ازدادت وتطورت وسائل االتصال كلما أدى ذلك لطلب النقد وإنفاقه‪ ،‬وكلما‬
‫تطور النقل يزداد االستهالك واإلنفاق وبالتايل تزداد عدد دورات النقد يف االقتصاد‪.‬‬
‫نقدا أم تقسيطًا‪.‬‬
‫‪ -‬عادات الدفع ‪:‬ويقد بها طريقة دفع الديون ودفع أمثان السلع بهدف التجارة وتسديد مثن املشرتيات ً‬
‫إن جمموع هذه العوامل مقسومة على عددها حيدد لنا عدد دورات النقد‪ ،‬ففي فرتات الرواج تزداد الدورات إىل ‪ 5‬اىل ‪2‬‬
‫دورات ويف فرتات الركود تنخفض من ‪ 8‬إىل ‪ 2‬دورات وقد تزداد دورات النقد نتيجة لعوامل سياسية يف حاالت االضطرابات‬
‫حيث يشرتي املواطنون كميات كبریة‪ ،‬ويف حاالت التفاؤل يشرتون أو ينفقون على أمل احلصول على مبالغ يف املستقبل‬
‫فتنقص سرعة دوران النقود‪.‬‬
‫‪-‬كمية المبادالت )‪:(T‬‬
‫ويقصد بها ‪:‬جمموع السلع واخلدمات املنتجة اليت يتم التعامل بها بالنقود‪ ،‬أي مت بيعها وشراؤها خالل فرتة السنة‪ ،‬ويضيف‬
‫بعض االقتصادينی األوراق املالية وبالتايل تصبح كمية املبادالت »جمموع السلع واخلدمات املنتجة واألوراق املالية اليت يتم‬
‫التعامل بها بالنقود خالل فرتة معينة «‪.‬‬

‫وتتوقف كمية املبادالت على العوامل التالية‪:‬‬

‫‪- 34‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.901‬‬

‫‪42‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -9‬كمية املوارد االقتصادية اليت ميلكها المجمتع‪ ،‬فالمجمتع الذي ميتلك موارد كثریة مثل املواد األولية واملواد الزراعية والثروات‬
‫الباطنية يكون لديه إمكانيات كبریة للتصنيع وبالتايل زيادة كمية املبادالت بينما المجمتع الذي ال ميلك املوارد تنخفض لديه‬
‫اإلمكانيات وينخفض حجم املبادالت‪.‬‬
‫‪ -8‬حجم اإلنتاج ‪:‬ويقصد به مجيع املنتجات واخلدمات اليت ينتجها المجمتع خالل سنة فكلما ازداد حجم الناتج سوف‬
‫تزداد املبادالت‪ ،‬وباملقابل إذا اخنفض اإلنتاج سوف ينخفض حجم املبادالت ويتوقف حجم الناتج على املوارد اليت ميتلكها‬
‫المجمتع وعلى األيدي العاملة وحركة التصنيع واالستریاد والتصدير وعدد السكان وغریها من العوامل االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬الكفاية اإلنتاجية ‪:‬ويقصد بها قدرة المجمتع على زيادة اإلنتاج وختفيض النفقات من نفس املوارد اليت ميتلكها‪ ،‬وتتوقف‬
‫الكفاية اإلنتاجية على أساليب اإلنتاج املتبعة وعلى التقنيات املتطورة‪ ،‬فكلما تطورت اآلالت والتقنيات كلما ازداد اإلنتاج‬
‫وازدادت اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬مبتوى األسعار )‪:(P‬‬
‫صعودا أوهبوطًا وذلك من خالل املقارنة بنی السنة‬
‫يقصد باملستوى العام لألسعار "نسبة مئوية تعرب عن تطور األسعار ً‬
‫املدروسة وسنة األساس"‪.‬يقوم اإلحصائيون حبصر أسعار السلع يف سنة األساس ونسبها إىل ‪ % 911‬مث دراسة األسعار يف‬
‫العام القادم أو بعد سنتنی أو مخس سنوات وحتديد معدالت الزيادة أو االخنفاض يف األسعار‪.‬‬
‫لقد حددت النظرية العالقة بنی كمية النقود واألسعار بالعالقة العكسية‪ ،‬أي كلما ازدادت كميات النقود ازدادت األسعار‬
‫وحصل التضخم‪ ،‬وباملقابل إذا اخنفضت كميات النقود اخنفضت األسعار وحصل الركود ‪.‬أي أن النظرية الكمية درست‬
‫عالقة النقود باألسعار ووصلت إىل هذه النتائج دون األخذ بعنی االعتبار لسرعة التداول النقدي وكميات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -3-1‬فرضيات النظرية‪.‬‬
‫انطلقت النظرية الكمية يف النقود من الدور الفعال للنقد يف االقتصاد واعتمدت على األفكار األساسية للمدرسة‬
‫‪35‬‬
‫الكالسيكية وأمهها‪:‬‬
‫‪-‬العرض يخلق الطلب الموازي له‪:‬‬
‫لقد ركزت أفكار املدرسة الكالسيكية على العرض دون الرتكيز على الطلب ألن (قانون ساي) قانون املنافذ يفيد بأن‬
‫كل إنتاج جديد سوف جيد الطلب املناسب له يف السوق‪ ،‬لذلك على املنتجنی زيادة اإلنتاج وسوف جيدون يف السوق‬
‫الطلب املناسب هلذه املنتجات‪ ،‬ولعل اهتمام الكالسيك بالعرض يقود لعدم توفر التقنيات الالزمة لزيادة اإلنتاج كما هو‬
‫احلال اليوم‪ ،‬لذلك ركزوا على العرض أكثر من الرتكيز على الطلب‪ ،‬كما أن الرتكيز على العرض يقود لفكرة الكالسيك يف أن‬
‫الطلب الكلي سوف يواجه العرض الكلي‪ ،‬وملا كان الطلب دالة يف العرض‪ ،‬فإن العرض الكلي وحده هو الذي يتحكم‬
‫باحلياة االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬يتحقق التشغيل الكامل تلقائيًا‪:‬‬
‫اعتمدت فكرة التشغيل الكامل على فكرة قانون املنافذ (العرض خيلق الطلب املوازي له) أي طاملا إذا زاد املنتجون‬
‫اإلنتاج سيجدون طلبًا يواجه هذا العرض فإن التوازن سوف يتحقق بشكل تلقائي‪ ،‬ومعىن التلقائي هنا دون تدخل الدولة‪،‬‬

‫‪ -‬زينب عوض اهلل‪ ،‬أسامة حممد الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫‪35‬‬

‫‪43‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫أي زيادة اإلنتاج سوف جتد املشرتين وسوف يتم تصريف املنتجات وإعادة اإلنتاج‪ ،‬وهكذا يتم البيع والشراء بهذه السرعة‪ ،‬مما‬
‫يؤدي لزيادة فرص االستثمار وتشغيل العمال وزيادة األرباح للمنظمنی‪ ،‬كما ويرى الكالسيك بأن اإلنتاج يستمر بالزيادة‬
‫حىت يصل االقتصاد إىل التشغيل الكامل وتستمر هذه احلالة يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪-‬ثبات سرعة التداول‪:‬‬
‫تفرتض النظرية ثبات سرعة التداول النقدي ألن االقتصاد وصل إىل التشغيل الكامل وسوف يستمر بهذه احلالة‪ ،‬أي‬
‫طاملا أن حالة التشغيل حالة سائدة فسوف تبقى عدد دورات النقود ثابتة يف االقتصاد مخس مرات أو ثالث حسب احلالة ‪.‬‬
‫ولو أن الكالسيك مل يفرتضوا ثبات سرعة التداول النقدي لكانت املعادلة قد اختلت‪ ،‬وكان االقتصاد قد دخل يف حالة‬
‫تقلبات‪ ،‬وأثر الطلب على حالة العرض السائدة‪ ،‬وفشل قانون ساي‪ ،‬وهذا ما حصل يف الكساد الكبری عام ‪.9181‬‬
‫‪-‬استقالل حجم التجارة عن كمية النقود‪:‬‬
‫افرتض فيشر أن كمية املبادالت ال تتأثر بكمية النقود‪ ،‬أي أن املنتجنی يقدمون إنتاجهم للسوق حسب مبدأ املنافسة‬
‫الكاملة‪ ،‬وبالتايل ال يدرسون الطلب وال يدرسون كمية النقود املوجودة‪ ،‬والسعر يتشكل مبعزل عن رغبات العارضنی والطالبنی‬
‫وهذا األمر خيدم غرض النظرية يف أن كمية النقود هي اليت تؤثر على األسعار‪ ،‬فإذا ثبتنا سرعة التداول جيب تثبيت كمية‬
‫‪36‬‬
‫املبادالت لكي تصدق تنبؤات املعادلة إال يف حاالت استثنائية كما قال فيشر‪.‬‬
‫‪-‬ارتباط األسعار بالنقود‪:‬‬
‫افرتضت النظرية ارتباط األسعار بالتغریات يف النقود‪ ،‬وقالت بأن زيادة األسعار يرجع لكميات النقود فإذا زادت النقود‬
‫زادت األسعار‪ ،‬وسوف حيصل التناسب العكسي‪ .‬كما وافرتضت النظرية بأن زيادة كميات النقود حبدود ‪ % 91‬سوف تزيد‬
‫األسعار بنفس النسبة ‪ ، %91‬وإذا اخنفضت كمية النقود حبدود ‪ % 93‬اخنفضت األسعار مبقدار ‪ % 93‬أي تتغری‬
‫األسعار بنفس نسبة تغری النقود‪.‬‬
‫‪-‬إدخال النقود الكتابية ال يؤثر على طبيعة المعادلة‪:‬‬
‫يرى فيشر بأن إدخال النقود الكتابية لن يؤثر على صيغة املعادلة بل يدعم توجهات النظرية كما يلي‪:‬‬
‫‪M . V + M` . V` = T . P‬‬
‫حيث‪ M`:‬هي كمية النقود اخلطية و`‪ V‬هي سرعة تداول النقود اخلطية‪.‬‬
‫إن إدخال النقود اخلطية يف املعادلة لن يغری النسب والنتائج‪ ،‬فاملستوى العام لألسعار يتأثر بكميات النقود املصدرة ألن النقود‬
‫الكتابية تبقى مرتبطة حبجم االحتياطي الذي يتوجب على املصارف االحتفاظ به‪.‬‬
‫إن النظرية الكمية كانت ثورة يف عامل االقتصاد خالل فرتة القرن التاسع عشر ألنها حلت مشكلة التضخم وارتفاع األسعار‬
‫وأرجعته لعنصر النقد‪ ،‬لكن هذه النظرية عجزت عن إجياد احللول للمشاكل النقدية اليت ظهرت يف القرن العشرين‪ ،‬وخاصة‬
‫أيام الكساد الكبری عام ‪.9122-9181‬‬

‫‪-‬جورج نايهانز ‪:‬النظرية االقتصادية‪ ،‬ترمجة صقر أمحد صقر‪ ،‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة‪ ،9116 ،‬ص ‪.595‬‬
‫‪36‬‬

‫‪44‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -4-1‬معادلة األرصدة النقدية معادلة كمبريدج‪.‬‬

‫انتهت فكرة إرفنج فيشر عند ثبات سرعة التداول النقدي‪ ،‬وثبات كمية املبادالت‪ ،‬وبالتايل عجزت النظرية عن‬
‫مواجهة خصومها يف تفسری ارتفاع األسعار‪ ،‬حيث حاول كل من مارشال وبيجو من جامعة كامربدج دراسة العالقة بنی كمية‬
‫النقود واملستوى العام لالسعار وقد طورا النظرية من خالل إدخال الدخل كمؤشر على إمكانية ارتفاع األسعار أو ثباتها كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫توضح املعادلة اجلديدة العالقة بنی األرصدة النقدية اليت يرغب األفراد االحتفاظ بها من جهة‪ ،‬وبنی الدخول النقدية لألفراد‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬أي يوجد نسبة معينة حيتفظ بها األفراد لإلنفاق‪.‬‬
‫ويرى مارشال ‪:‬أن هناك نسبة معينة من الدخل يفضل األفراد أن حيتفظوا بها على شكل نقد جاهز وتتناسب هذه النسبة مع‬
‫احلد األدىن ملستوى املعيشة رمبا تكون‪ % 81‬أو ‪ % 31‬حسب الدخل ‪.‬وتزداد هذه النسبة مع التطور االقتصادي‬
‫نظرا لتطور حجم االستهالك‪.‬‬
‫واالجتماعي ً‬
‫إن معادلة األرصدة النقدية تفسر التغریات اليت تطرأ على األسعار من خالل حتليلها جلانب الطلب على النقود‪ ،‬فإذا احتفظ‬
‫األفراد بأرصدة نقدية كبریة من دخوهلم‪ ،‬يؤدي ذلك إىل اخنفاض اإلنتاج‪ ،‬وإذا احتفظ األفراد بأرصدة نقدية منخفضة من‬
‫دخوهلم مع ثبات كمية النقود‪ ،‬يؤدي ذلك إىل زيادة اإلنتاج‪ ،‬ومن مث زيادة املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫الصيغة الرياضية للمعادلة‪:‬‬
‫مت االنطالق من معادلة التبادل وهي‪ ، MV = PT :‬حيث مت استبدال حجم املعامالت )‪ (T‬بالدخل احلقيقي‬
‫(‪.)PY‬‬
‫فيكون الدخل النقدي‪ PY‬يساوي العرض النقود يف صورة تدفق ‪MV‬‬
‫فتصبح املعادلة ‪ PY =MV‬اي ان ‪M = 1/V.PY‬‬
‫وبالتايل فان النسبة ‪ 1/V‬هي النسبة اليت يرغب االفراد االحتفاظ هبا من دخلهم بشكل سائل‪.‬‬
‫وقد اطلق عليها مارشال نسبة التفضيل النقدي ( ‪)K‬‬
‫وبناء على ذلك تصبح املعادلة على الشكل التايل‪M= KPY :‬‬
‫أي أن الطلب على األرصدة النقدية يساوي األرصدة النقدية لشراء السلع واخلدمات مضروبة بالدخل النقدي‪.‬‬
‫وعلى اساس هذه املعادلة ميكن حتديد العالقة بنی املتغریات الثالثة وهي (كمية النقود واألسعار واالحتياطي النقدي )‬
‫العالقة بنی كمية النقود واألسعار هي عالقة طردية‪ ،‬اما العالقة بنی اجلزء احملتجز من الدخل النقدي ومستوى االسعار عالقة‬
‫عكسي أي أن مارشال يقرر ‪:‬بأن البديل عن االحتفاظ باألرصدة النقدية ميثل إنفاقها على الشراء‪ ،‬وهذا األمر سوف يزيد‬
‫الناتج فيزداد الدخل وترتفع األسعار‪.‬‬
‫وباملقابل إذا احتفظ األفراد بالسيولة ومل يشرتوا السلع زاد عرض السلع واخلدمات وبالتايل تنخفض أسعارها وينخفض الناتج‬
‫وتنخفض األسعار‪.‬‬
‫أي أن النتيجة اليت توصل إليها مارشال هي ‪:‬إن زيادة كمية النقود ال تؤثر على األسعار‪ ،‬بل تفضيل األفراد للسيولة‬
‫(االحتفاظ باألرصدة النقدية) فكلما ازداد تفضيل األفراد لالحتفاظ باألرصدة النقدية كلما زاد عرض السلع واخلدمات‬

‫‪45‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫وبالتايل اخنفضت أسعارها (اخنفاض املستوى العام لألسعار) وباملقابل إذا مل حيتفظ األفراد باألرصدة زاد حجم اإلنفاق فازداد‬
‫الطلب على السلع واخلدمات فيزداد الناتج ويرتفع املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ -5-1‬االنتقادات الموجهة إلى النظرية الكمية‪.‬‬
‫تعرضت النظرية الكمية يف النقود لعدد من االنتقادات تركزت حول الفرضيات اليت قامت عليها هذه النظرية‪ ،‬وهي‬
‫فرضيات املدرسة الكالسيكية إضافة لفرضيات معادلة التبادل واألرصدة النقدية اليت حتدث عنها كل من مارشال وبيجو‬
‫وغریهم ‪ ،‬وأهم هذه االنتقادات‪:‬‬
‫‪ -‬تفرتض النظرية الكمية أن كمية النقود هي املتغری املستقل واملستوى العام لألسعار متغری تابع‪ ،‬أي تؤدي زيادة كمية النقود‬
‫الرتفاع األسعار‪ ،‬يف حنی أثبت الواقع حاالت معاكسة‪ ،‬أي إذا زادت سرعة التداول نتيجة توقعات األفراد فإن األسعار‬
‫سرتتفع دون زيادة كمية النقود‪ ،‬كذلك يف حاالت االضطرابات تزداد عمليات الشراء وال تزداد كميات النقود فرتتفع‬
‫األسعار‪ ،‬وهناك حاالت عديدة مثل زيادة األجور زيادة التكلفة زيادة أسعار املستوردات وغریها تؤدي الرتفاع األسعار‬
‫دون زيادة كمية النقود ‪.‬‬
‫‪ -‬تفرتض النظرية الكمية ثبات سرعة التداول النقدي‪ ،‬وال خيفى ما يف هذا االفرتاض من خطأ ويعرب عن الواقع ألن سرعة‬
‫التداول تعتمد على احلالة النفسية وتوقعات املنظمنی وظروف االستریاد والتصدير وحالة البلد االجتماعية والسياسية‪ ،‬وعادات‬
‫االستهالك وغریها‪ ،‬ألن سرعة التداول ال ترتبط بكميات النقود بل هي عامل آخر يرتبط بالتوقعات والظروف أي ميكن زيادة‬
‫سرعة التداول النقدي دون زيادة كميات النقود فيؤدي ذلك الرتفاع األسعار‪ ،‬مثال إذا توقع األفراد ارتفاع أسعار العقارات‬
‫علما وأن كمية النقود يف هذه احلالة بقيت‬‫فإنهم يشرتون بالنقود احملتفظ بها األراضي فتزداد سرعة التداول وترتفع األسعار‪ً ،‬‬
‫على حاهلا‪.‬‬
‫‪ -‬تفرتض النظرية زيادة كمية النقود بنسبة ‪ % 10‬فتزداد األسعار بنسبة‪ 10 %‬والواقع أثبت عكس ذلك فقد تزيد الدولة‬
‫حجم اإلصدار النقدي‪ ،‬وال تزداد األسعار وتكون هذه الزيادة قد ذهبت على شكل احتفاظ بالنقود‪ ،‬وقد وضح كينز هذا‬
‫األثر فقال ‪:‬قد ال يزداد الطلب يف السوق يف كل مرة يزداد فيها اإلصدار النقدي ألن الطلب يتوقف على عوامل أخرى غری‬
‫زيادة كمية النقود‪ .‬إضافة إىل ذلك حدد الكالسيك وظائف النقود كوسيلة للتداول‪ ،‬يف حنی تقوم النقود بوظيفة مدخر‬
‫للقيمة واحلاجة للسيولة‪.‬‬
‫نظرا الرتباط املبادالت حبالة التشغيل الكامل اليت افرتضوها وهي تتحقق بصورة‬
‫‪ -‬افرتض الكالسيك ثبات حجم املبادالت ً‬
‫تلقائية ‪ .‬إن حالة التشغيل الكامل هي حالة نظرية فقد جتد يف كثری من األحيان موارد إنتاجية عاطلة عن العمل‪ ،‬وعندما‬
‫نظرا لظهور حالة تفاؤل يزيد التوظيف فيزداد اإلنتاج دون زيادة كمية النقود‪ ،‬أي يزداد اإلنتاج‬
‫يرغب املنظمون بزيادة التشغيل ً‬
‫وتزداد األسعار دون زيادة كمية النقود‪.‬‬
‫‪ -‬أمهلت النظرية الكمية أثر سعر الفائدة ألن زيادة كمية النقود سوف ختفض سعر الفائدة فيزداد الطلب على االستثمار‪،‬‬
‫وباملقابل ختفيض كمية النقود سوف ترفع سعر الفائدة فينخفض الطلب على االستثمار وحيصل الركود وتنخفض األسعار‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫فتحا يف عامل النقود ألنها بدأت بتفسری العالقة بنی‬


‫وعلى الرغم من االنتقادات اليت تعرضت هلا النظرية الكمية‪ ،‬فقد شكلت ً‬
‫النقود واألسعار‪ ،‬وباقي املتغریات االقتصادية وتوصلت للعديد من النتائج اهلامة اليت استفادت منها النظرية الكينزية وبنت‬
‫على آثارها نظرية جديدة أكثر دقة وواقعية‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية النقدية الكينزية‪.‬‬
‫عرضنا فيما سبق إمجاليا ملكونات النظرية النقدية التقليدية‪ ،‬وبينا أن هذا التحليل يدعم مبدأ "حياد النقود"‪ ،‬و أن‬
‫التوازن االقتصادي العام إمنا يتحدد بتفاعل القوى الداخلة يف إطار النموذج العيين ذلك أن العرض خيلق الطلب املساوي له‬
‫عند أي مستوى من العمالة‪ ،‬نظرا ألن كل ادخار يتحول حتما إىل استثمار بفعل تلقائية حركات سعر الفائدة‪،‬لكن‬
‫االقتصادينی المجددين أمثال ألفرد مارشال وآرثر بيجو وفريد ريش فون فايزر وفلفريد باريتو وفيكسل وغریهم استطاعوا أن‬
‫يطوروا أفكار املؤسسنی‪ ،‬لكنهم ظلوا يفضلون دراسة العرض وإمهال الطلب‪ ،‬واالهتمام بالنقود أكثر من االهتمام باملالية‬
‫العامة ‪.‬فحصل الكساد الكبری عام ‪ 9181‬واستمر عدة أعوام دون إجياد احللول إىل أن جاء اللورد جون ماينارد كينز وأدخل‬
‫بعض التعديالت على األفكار األساسية الكالسيكية انصبت على جانب الطلب بدال من جانب العرض واهتم بالضرائب‬
‫واملالية العامة أكثر من اهتمامه بالنقد‪ ،‬وافرتض عدم وجود حالة التشغل الكامل وأن االقتصاد يعمل حتت التشغيل‪ ،‬وبنی‬
‫حركة املتغریات االقتصادية للوصول للتشغيل الكامل‪ .‬ويف اإلطار النقدي اعترب كينز أن الطلب على األرصدة احلقيقية‬
‫والذي أطلق عليه التفضيل النقدي يعتمد بشكل إجيايب على الدخل احلقيقي‪ ،‬وبشكل سليب على سعر الفائدة‪ ،‬وينعكس‬
‫التأثری األول بصورة أساسية يف دوافع املعامالت واالحتياط‪ ،‬بينما ينعكس الثاين بصورة رئيسية على اعتبارات املضاربة املتعلقة‬
‫بالكسب أو اخلسارة املستقبلية يف السندات‪.‬‬
‫حيث حبث كينز أثر النقود على خمتلف أوجه النشاط االقتصادي‪ ،‬بدال من اقتصار جمال حبث النظرية على تفسری قيمة‬
‫النقود (العوامل اليت حتكم تغری املستوى العام لألسعار)‪ ،‬واليت هي حسب كينز جمرد انعكاس لظاهرة أخرى أكثر أمهية وهي‬
‫مستوى العمالة و الدخل الوطين و بالتايل مستوى الطلب الفعال‪ ،‬و الذي هو "جزء من الطلب الكلي املتوقع الذي حيقق‬
‫للمنظمنی أكرب ربح ممكن"‪ ،‬و يكتسب الطلب الكلي الفعال صفة املتغری األساسي املستقل الذي حتدد مستويات التشغيل و‬
‫اإلنتاج و الدخل بوصفها متغریات تابعة‪ ،‬سبب توقف هذا الطلب على ثالث متغریات مستقلة أساسية‪ ،‬هي امليل‬
‫لالستهالك و الكفاية احلدية لرأس املال و سعر الفائدة‪ ،‬و بذلك جعل كينز من الطلب الفعال أداة هامة و أساسية من‬
‫أدوات التحليل االقتصادي‪.‬‬
‫‪-1-2‬الفرضيات األساسية‪.‬‬
‫يبين كينز نظريته على الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬رفض قانون ساي لألسواق‪ ،‬و ما ينجم عنه من رفض سيادة التوازن الدائم و املستمر عند مستوى العمالة الكاملة‪ ،‬و‬
‫رفض تعادل االدخار و االستثمار باستمرار‪.‬‬
‫‪ ‬تعترب النقود سلعة كبقية السلع تطلب لذاهتا‪.‬‬
‫‪ ‬عرض النقود متغری خارجي حتدده السلطات النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي ملعاجلة االختالالت‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اإلميان بالتشغيل التام‪ ،‬فاالقتصاد ميكن أن يعرف حالة أقل أو أكثر من التشغيل الكامل‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ ‬يتوقف االدخار و االستثمار على الدخل و ليس على معدل الفائدة‪.‬‬


‫‪ ‬يرى أن من الصعب الفصل بنی اجلانب النقدي و اجلانب العيين يف االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ ‬يعترب حتليل كينز حتليال كليا‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الطلب على النقود‪.‬‬
‫قبل أن نعرف ما هو الطلب على النقود ال بد من تعريف الطلب الكلي يف االقتصاد‪.‬‬
‫يتكون الطلب الكلي يف االقتصاد يف إطار التحليل الكينزي »من اإلنفاق الكلي على السلع واخلدمات« فإذا وجد القطاع‬
‫اخلاص يف هذا االقتصاد واحلكومة والتبادل مع العامل اخلارجي يصبح الطلب الكلي ‪:‬هو مجلة اإلنفاق االستهالكي واإلنفاق ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫االستثماري واملشرتيات احلكومية وصايف الصادرات أي (الصادرات ‪ -‬الواردات)‪.‬‬
‫أما الطلب على النقود فهو رغبة األفراد يف االحتفاظ بالنقود يف صورة سائلة‪ ،‬تفضيال هلا عن األصول الثابتة واملالية األخرى‬
‫كما ويقصد بالطلب على النقود التفضيل النقدي أو تفضيل السيولة‪.38‬‬
‫وبشكل عام ميكن تعريف الطلب على النقود بأنه رغبة األفراد يف االحتفاظ بالنقود السائلة بهدف استثمارها واحلصول على‬
‫عوائد أفضل من التخلي عنها ولكي حيتفظ الفرد بالنقود ال بد من وجود دوافع هلذا االحتفاظ أو نية يف االستثمار وانطالقًا‬
‫من ذلك حدد كينز دوافع االحتفاظ بالنقود بالدوافع الثالث املبادالت ‪ ،‬االحتياط و املضاربة‪.‬‬
‫‪-1-2-2‬الطلب على النقود بدافع المعامالت‪:‬‬
‫يقصد باملعامالت ‪:‬الصفقات التجارية وكافة أشكال البيع على مستوى االقتصاد الوطين وهي تتضمن مشرتيات‬
‫األفراد من السلع واخلدمات ومشرتيات املصانع واملشروعات من املواد األولية واخلدمات اإلنتاجية‪.‬‬
‫وميكن التمييز بنی النقود اليت يشرتي بها األفراد حاجاتهم والنقود اليت تستثمرها املشروعات اإلنتاجية‪ ،‬ألن الثانية تؤدي خللق‬
‫متييزا هلا عن نقود األفراد‪.‬‬
‫قيم جديدة لذلك يطلق عليها النقود الفعالة أو النشيطة ً‬
‫إن االحتفاظ بالنقود بدافع املعامالت ليس مرنًا‪ ،‬بل يكاد يكون عدمي املرونة فاملستهلك جيب أن حيتفظ جبزء من دخله‬
‫حبدود ‪ % 81‬حلاجات االستهالك‪ ،‬والشركة جيب أن حتتفظ برأس املال العامل لكي تشرتي املواد األولية واخلدمات ‪.‬فقد‬
‫نستطيع حتديد حجم النقود اليت حيتفظ بها األفراد لشراء حاجاتهم‪ ،‬لكنه يصعب حتديد حجم النقود الالزمة للمشروعات‬
‫نظرا الختالف طبيعة عملها وأنشطتها وفرتات املواسم‪ ،‬وفرتات االسرتاحة وغریها‪.‬‬ ‫الصناعية واخلدمية‪ً ،‬‬
‫تتوقف كمية النقود أو حجم األرصدة النقدية اليت تطلب بدافع املعامالت على العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى الدخل القومي فكلما ازداد حجم الدخل القومي يزداد االستهالك ويطلب األفراد النقود ملعامالتهم وباملقابل‬
‫اخنفاض حجم الدخل القومي يؤدي لتدين حجم املعامالت‪.‬‬
‫‪ -‬طرق دفع األجور يف كل دولة‪ ،‬وعادة ما تدفع األجور شهريًا وبعضها يدفعها أسبوعيًا أو على فرتات متقطعة‪ ،‬فكلما‬
‫اخنفضت فرتة احلصول على الدخل ينخفض حجم االحتفاظ بالنقود‪ ،‬وباملقابل كلما ازداد فرتة احلصول على الدخل ازداد‬
‫االحتفاظ بالنقود‪.‬‬

‫‪ -37‬جيمس جوارتيين رجيارد اسرتوبك االقتصاد الكلي‪ ،‬ترمجة عبد الفتاح عبد الرمحن عبد العظيم حممد‪ ،‬دار املريخ الرياض ‪ ،9122،‬ص‪.823.‬‬
‫‪ - 38‬علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.916‬‬

‫‪48‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬تطور خدمات النقل واالتصال والرفاهية‪ ،‬فكلما تطورت هذه اخلدمات يزداد االستهالك وتزداد الرفاهية‪ ،‬وحيتفظ األفراد‬
‫بالنقود للقيام بهذه اخلدمات الرفاهية‪.‬‬
‫كبریا كلما زاد تفضيل السيولة‬
‫‪ -‬زيادة عدد السكان ‪:‬ألن السكان هم القوة املستهلكة فكلما زاد التطور وكان عدد السكان ً‬
‫بدافع املعامالت‪ ،‬بينما الدول قليلة العدد بالسكان ينخفض لديها هذا الدافع‪.‬‬
‫ويالحظ ان الطلب على النقود بدافع املعامالت ‪ ،‬امنا يقوم بوظيفة النقود كوسيط للمبادلة وان حجم هذا الطلب يتوقف‬
‫على الدخل‪ ،‬اي ان ‪. Md1=f(Y):‬‬
‫‪ -2-2-2‬دافع االحتياط والطوارئ‪:‬‬
‫يعين الطلب على النقود بدافع االحتياط والطوارئ أن حيتفظ املواطن أو الشركة أو املؤسسات اخلدمية بنقود إضافية‬
‫غری نقود املعامالت ملواجهة ظروف وأحداث طارئة غری اعتيادية‪ ،‬وغری خمططة‪.‬‬
‫حيث أكدت الظروف االجتماعية واالقتصادية أن الفرد قد يتعرض حلوادث طارئة حتتاج لبعض النقود‪ ،‬لذلك يتوجب على‬
‫كل فرد أن حيتفظ بنسبة معينة من دخله على شكل نقود سائلة‪ ،‬بينما قد حتتاج الشركة اإلنتاجية أو اخلدمية ملبالغ أكثر من‬
‫من دخلها أو من نفقاتها السنوية ملقابلة املصروفات الطارئة واليت مل تكن يف احلسبان ومتوقعة ( كاملرض‪ ،‬احلرائق‪ ،‬احلوادث)‪.‬‬
‫وقد تكون لتحقيق فرصا ساحنة الغتنام صفقة مرحبة‪.‬‬
‫والعامل االساسي الذي يتوقف عليه هذا الدافع هو مستوى الدخل ‪ ،‬باعتبار العوامل االخرى كطبيعة الفرد والعوامل النفسية‬
‫احمليطة به ودرجة عدم التاكد السائدة يف اجملتمع يف فرتة االزمات ال تتغری عادة يف املدى القصری‪،‬وعلى ذلك فالطلب على‬
‫النقود بدافع االحتياط هو دالة طردية يف متغری الدخل اي ‪Md2=f(Y) :‬‬
‫‪ -3-2-2‬دافع المضاربة‪:‬‬
‫ويعين »أن حيتفظ الفرد بالنقود لالستفادة منها يف سوق األوراق املالية أو استثمارها يف القطاعات اإلنتاجية أو اخلدمية‬
‫بهدف حتقيق األرباح «‪.‬و يتعلق بالرغبة باالحتفاظ باالرصدة النقدية يف شكل سيولة بقصد االستفادة من تقلبات االسواق‬
‫خبصوص التغریات املستقبلية يف اسعار الفائدة (فائدة السندات)‪ .‬وتكون العالقة عكسية بنی أسعار الفائدة والسندات‪،‬‬
‫وبالتايل يتوقف الطلب على النقود بهدف املضاربة على سعر الفائدة‪:‬‬
‫‪ -‬فإذا ارتفع سعر الفائدة سوف تنخفض قيمة السندات‪.‬‬
‫‪-‬وإذا اخنفض سعر الفائدة سوف ترتفع قيمة السندات‪.‬‬
‫‪ .‬ان احلافز وراء املضاربة هو حتقيق عوائد‪ ،‬وهو ينقل من وظيفة وسيط للتبادل حسب الكالسيك اليت متيز دافعي املعامالت‬
‫واالحتياط اىل وظيفة مستودع للقيمة‪.‬‬
‫‪Md3=f(i)= - g i‬‬
‫مييز كينز دافع املضاربة عن دافع املبادالت واالحتياط لسببنی‪:‬‬
‫‪ -‬إن الطلب على النقود بدافع املعامالت واالحتياط هو طلب ثابت يتوقف على دخل األفراد والشركات أي عدمي املرونة‪.‬‬
‫‪ -‬إن الطلب على النقود بدافع املضاربة يتوقف على سعر الفائدة ويتميز مبرونة كبریة جتاه سعر الفائدة والتغریات اليت تطرأ‬
‫عليه‪ ،‬أي هو الذي يفعل النشاط االقتصادي يف سوق األوراق املالية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -3-2‬عرض النقد‪.‬‬
‫يقصد »بعرض النقد مجيع أنواع وسائل الدفع املتداولة يف االقتصاد القومي‪ ،‬وتشمل األوراق النقدية القانونية‪ ،‬والنقود‬
‫‪39‬‬
‫املساعدة‪ ،‬والنقود الكتابية« ‪.‬‬
‫فالنقود باملفهوم العلمي هي أي شيء يلقى القبول العام وله قوة شرائية عامة ومباشرة يؤدي وظائف النقود‪،‬و تتألف كمية‬
‫النقود من األنواع التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النقود املعدنية والورقية املصدرة‪.‬‬
‫‪ -‬احلسابات اجلارية (الودائع حتت الطلب)‪.‬‬
‫‪ -‬احلسابات اآلجلة وودائع التوفری‪.‬‬
‫‪ -‬أشباه النقد‪.‬‬
‫‪ -‬الشيكات وأدوات الدفع األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬أدوات الدفع اإللكرتونية‪.‬‬
‫إن هذه األنواع املذكورة تعرب عن كمية النقود يف االقتصاد‪ ،‬ويكون البنك املركزي السلطة النقدية العليا اليت حتدد حجم‬
‫وشكل اإلصدار النقدي وحتدد حجم النقود الكتابية بكافة أشكاهلا عن طريق حتديد سعر الفائدة ونسبة االحتياطيات اليت‬
‫تقررها لذلك يقال ‪ »:‬بأن عرض النقد ال يتمتع باملرونة يف األجل القصری «‪.‬‬
‫وبناء على هذا يعترب كينز يعترب كينز عرض النقود كمتغری مستقل يتحدد خارج النموذج ‪ .Ms = M0‬و يرى كينز أن عرض‬
‫النقود يف أي وقت من األوقات ثابت و يتحدد بواسطة البنك املركزي و حيدده حسب حاجة النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪-4-2‬نظرية سعر الفائدة‪.‬‬
‫على النقيض من نظرة التقليدينی للفائدة كثمن لالدخار‪ ،‬نظر كينز إىل الفائدة كثمن للنقود‪ ،‬أي كثمن للتنازل عن‬
‫السيولة (وليس كما يرى التقليديون كثمن لتأجيل االستهالك)‪ ،‬و يرتتب على ذلك أن الفائدة شأهنا كأي مثن آخر تتحدد‬
‫بعرض و طلب النقود‪ .‬حيث يعرف كينز سعر الفائدة بأنه مثن النقود‪ ،‬أو السعر الذي حيصل عليه الفرد مقابل التنازل عن‬
‫استخدام النقود السائلة اليت ميلكها‪.40‬‬
‫يتحدد سعر الفائدة لدى كينز عند تعادل العرض مع الطلب‪ ،‬فعلى فرض بقي العرض الكلي للنقود على حاله‪ ،‬وازداد طلب‬
‫األفراد للنقود (أي ازداد التفضيل النقدي لألفراد) سوف يرتفع سعر الفائدة‪ ،‬أما إذا اخنفضت رغبة األفراد يف السيولة واخنفض‬
‫منحين التفضيل النقدي لديهم فإن ذلك سيؤدي الخنفاض سعر الفائدة‪ ،‬هذا على مستوى االفراد واملؤسسات‪ ،‬و ميكن‬
‫للبنك املركزي التحكم يف سعر الفائدة عن طريق التحكم يف كمية النقود املعروضة‪ ،‬و بالتايل التأثری على مستوى النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬فزيادة عرض النقود تؤدي إىل اخنفاض سعر الفائدة و هذا يؤدي إىل زيادة االستثمار عن طريق املضاعف يؤدي‬
‫إىل زيادة االستهالك و يزداد الدخل و العمالة‪ ،‬وحيدث العكس إذا عرض النقد‪.‬‬

‫‪- 39‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.963‬‬
‫‪- 40‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.965‬‬

‫‪51‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫لقد حددت النظرية الكمية العالقة بنی النقود واألسعار‪ ،‬أما كينز فقد رفض هذا التحليل وأوضح بأن التغریات يف كمية‬
‫النقود تؤثر على الناتج احلقيقي طاملا أن هذا الناتج مل يصل بعد إىل مستوى التشغيل الكامل‪ ،‬وتتحدد تلك اآللية اليت تؤثر‬
‫‪41‬‬
‫من خالهلا كمية النقود يف الدخل أو الناتج مث يف األسعار كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تؤدي الزيادة يف كمية النقود إىل اخنفاض سعر الفائدة‬
‫‪ -‬يؤدي اخنفاض سعر الفائدة إىل زيادة اإلنفاق االستثماري أو زيادة الطلب على االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي زيادة اإلنفاق االستثماري إىل زيادة اإلنفاق الكلي‪.‬‬
‫وحيلل كينز هذه اآللية فيقول ‪:‬طاملا أن هناك طاقات معطلة (سواء كانت موارد إنتاجية أم عمال ) فإن ختفيض سعر الفائدة‬
‫سوف يزيد الطلب على االستثمار ويبدأ املنظمون بزيادة اإلنتاج وتشغيل العمال حىت يصل االقتصاد إىل حالة التشغيل‬
‫الكامل‪ ،‬بعد هذا فإن أي زيادة يف الناتج سوف تؤدي لزيادة املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫ويكون بذلك قد ربط ارتفاع األسعار بالتشغيل الكامل وليس بزيادة كمية النقود كما كان يدعي الكالسيك يف نظريتهم‪.‬‬
‫إن سعر الفائدة لدى كينز يؤثر على االستثمار واالستثمار يؤثر بدوره على الدخل ومستوى التشغيل وهذا األخری يؤثر على‬
‫املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫رفض كينز مبدأ حياد النقود‪ ،‬واعتربها أهم أداة تدخلية يف االقتصاد ‪.‬ألنه من خالل النقود سوف يتحدد سعر الفائدة‪،‬‬
‫واالستثمار والناتج ومستوى التوظيف واملستوى العام لألسعار‪ ،‬فكيف تكون النقود حيادية أمام هذا األثر اهلائل هلا يف‬
‫االقتصاد؟‬
‫‪ -5-2‬سعر الفائدة ومصيدة البيولة‪.‬‬
‫يتحدد سعر الفائدة عند كينز بالعالقة القائمة بنی عرض النقد (كمية النقود) والطلب على النقود (تفضيل‬
‫السيولة) ونقطة التقاء هذين املنحنينی هي اليت حتدد سعر الفائدة‪.‬‬
‫بينما حدد الكالسيك سعر الفائدة عند عرض وطلب املدخرات‪ ،‬فإذا ازداد االدخار ينخفض سعر الفائدة‪ ،‬وإذا اخنفض‬
‫حجم االدخار يزداد سعر الفائدة‪.‬‬
‫إن الطلب على النقود بدافع املضاربة هو الذي ينشط سوق السندات والتحول من التفضيل للسيولة أو التخلي عن السيولة‪،‬‬
‫فكلما ارتفع سعر الفائدة يتخلى األفراد عن السيولة ويوظفونها يف املصارف‪ ،‬وباملقابل إذا اخنفض سعر الفائدة سوف يوظف‬
‫األفراد يف السندات أي تفضيل السيولة‪.‬‬
‫مفهوم مصيدة البيولة لدى كينز‪:‬‬
‫مصيدة السيولة هي عندما تنخفض سعر الفائدة إىل ادىن درجة ويف ضل هذا يقوم املضاربون باالحتفاظ بكمية‬
‫النقود عندهم يف شكل ارصدة نقدية عاطلة دون التوجه الستثمارها يف شراء السندات وهنا يقع االقتصاد يف مصيدة‬
‫السيولة‪ .‬والنتيجة أن كينز يرى عدم فعالية السياسة النقدية يف هذا الوضع‪ ،‬أي انه عندما يصل سعر الفائدة إىل أدىن مستوى‬
‫له يستحيل زيادة الناتج القومي عند ذلك املستوى‪.‬لذلك طالب كينز بضرورة اعتماد السياسة املالية من اجل زيادة حجم‬
‫الناتج والتخلص من حالة الكساد االقتصادي‪ ،‬أي عدم فعالية السياسة النقدية من مصيدة السيولة‪.‬‬

‫‪ - 41‬عبد املطلب عبد احلميد ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.21‬‬

‫‪51‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫يالحظ من الشكل رقمما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬عند سعر الفائدة ‪ i1‬يتخلى األفراد عن السيولة وتصبح الكمية املطلوبة من النقود هي ‪ ، M1‬وهنا تكون أسعار‬
‫السندات منخفضة‪.‬‬
‫نظرا الخنفاض سعر الفائدة ويتوجه األفراد للمضاربة بالسندات‪.‬‬‫‪ -‬عند سعر الفائدة ‪ i2‬يزداد طلب األفراد على السيولة ً‬
‫نظرا الرتفاع قيمة السندات مقابل سعر فائدة منخفض وحيتفظ األفراد بكل‬ ‫‪ -‬عند سعر الفائدة ‪ i3‬يزداد الطلب على النقود ً‬
‫اخنفاضا آخر يف سعر الفائدة‬
‫ً‬ ‫النقود اإلضافية اليت حيصلون عليها وهنا يقع االقتصاد يف مصيدة السيولة‪ ،‬أي ال يتوقع األفراد‬
‫نظرا الرتفاع قيمة السندات ويصبح منحين تفضيل السيولة خطًا موازيًا للمحور األفقي‪،‬‬ ‫فيضاربون بكل ما ميتلكون من نقود ً‬
‫نظرا لبيان دور النقود وتأثریها على النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وهلذه احلالة أمهية كبریة يف احلياة االقتصادية ً‬
‫الشكل رقم(‪ :)13‬مصيدة البيولة لدى كينز‬

‫‪ -6-2‬أثر كمية النقود على األسعار‪.‬‬


‫لتوضيح أثر كمية النقود على املستوى العام لألسعار او قيمة النقود فقد انطلق كينز من منوذج مبسط لالقتصاد‬
‫وبافرتاضات غری واقعية‪ ،‬مث انتقل إىل حتليل األثر يف منوذج بافرتاضات واقعية‪.‬‬
‫‪ -1-6-2‬أثر كمية النقود على المبتوى العام لألسعار في نموذج مببط ‪ :‬العوامل اليت يتأثر هبا العرض هي(مستوى‬
‫االجور وحجم التشغيل) تأثری كمية النقود على االسعار يرتجم من خالل التغيریات اليت تطرأ على مستوى االجور وحجم‬
‫التشغيل ويف هذا يفرق كينز بنی حالتنی‪ :‬حالة التشغيل اجلزئي و حالة التشغيل الكامل ‪ ،‬وقد انطلق كينز من الفرضيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬املوارد غری املستغلة يف االقتصاد متجانسة وميكن أن حتل حمل بعضها البعض يف اإلنتاج؛‬
‫‪-‬الطلب الفعلي يتغری بنفس نسبة تغری كمية النقود؛‬
‫‪-‬تتغری مكافآت عوامل اإلنتاج بنفس النسبة إذ ما وصل االقتصاد حلالة التشغيل الكامل‪ ،‬ولكنها تبقى ثابتة دون تلك‬
‫املرحلة‪.‬‬
‫يف ظل هذه االفرتاضات‪ ،‬وعلى فرض اجتاه العرض النقدي للزيادة‪ ،‬فإن تأثریها يكون كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1 -1-6-2‬في ظل التشغيل الجزئي‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫زيادة كمية النقود خيفض من معدل الفائدة مادام الطلب على النقود ثابت‪ ،‬ويف ظل ثبات الكفاية احلدية لرأس‬
‫املال فإن االستثمار سوف يرتفع نتيجة زيادة الطلب على سلع وخدمات اإلنتاج‪ ،‬وهو ما يدفع اإلنتاج لالرتفاع ويزيد‬
‫مستوى التشغيل دون تغری النفقة احلدية لإلنتاج وبالتايل فاألسعار لن ترتفع بل اإلنتاج هو الذي يزيد‪.‬‬
‫‪ -2-1-6-2‬في حالة التشغيل الكامل‪:‬‬
‫زيادة كمية النقود خيفض من معدل الفائدة مادام الطلب على النقود ثابت‪ ،‬ويف ظل ثبات الكفاية احلدية لرأس املال فإن‬
‫االستثمار سوف يرتفع نتيجة زيادة الطلب على سلع وخدمات اإلنتاج‪ ،‬غری أنه ونظرا لعدم وجود طاقات معطلة فحصول‬
‫الوحدات اإلنتاجية على املوارد يكون عن طريق اجتذاب عوامل اإلنتاج من قطاعات أخرى بدفع أسعار أعلى وهو ما جيعل‬
‫التكاليف احلدية لإلنتاج ترتفع دون زيادة فعلية يف اإلنتاج وبالتايل ترتفع األسعار بنفس نسبة تغری املعروض النقدي‪.‬‬
‫وخالصة القول ان النظرية وفق النموذج الكينزي طاملا هناك بطالة فان التشغيل يتغری تناسبيا مع كمية النقود وعندما يتحقق‬
‫التشغيل الكامل فان السعر يرتفع مع كمية النقود‪.‬‬
‫‪ -2-6-2‬أثر كمية النقود على المبتوى العام لألسعار في نموذج الحقيقي‪ :‬مت التخلي عن فروص النموذج البسيط‬
‫اليت كانت بعيدة عن الواقع وهلذا اعتمد كينز على جمموعة من افرتاضات اكثر واقعية ومتثلت يف‪:‬‬
‫‪ -‬عوامل اإلنتاج غری متجانسة وغری قابلة لإلحالل حمل بعضها البعض؛‬
‫‪-‬التكلفة احلدية غری ثابتة وقد تتجه لالرتفاع حىت قبل وصول االقتصاد حلالة التشغيل الكامل خاصة مع وجود نقابات‬
‫عمالية قوية تطالب دوما برفع األجور؛‬
‫‪-‬مكافآت عوامل اإلنتاج تتغری بنسب ختتلف من عنصر إنتاجي آلخر ومن صناعة ألخرى؛‬
‫اذن كيف ميكن ان تؤثر كمية النقود االضافية على املستوى العام لألسعار من خالل العرض والطلب يف النموذج الكينزي؟؟‬
‫‪ -1-2-6-2‬النقود والعرض‪:‬‬
‫املقصود بذلك دراسة االثر املتولد بفعل تغيری كمية النقود على اإلنفاق والطلب الفعال‪ ،‬وأول التغریات يف هذا‬
‫اجملال تتعلق حبجم التشغيل فزيادة الطلب الفعال نتيجة زيادة كمية النقود يرتجم قاعدة عامة من جانب بزيادة يف التشغيل‬
‫ومن جانب اخر بزيادة يف االسعار وهذه الظاهرة تفسرها عدة عوامل مؤثرة يف العرض وأول هذه العوامل هي معدل الفائدة‬
‫والذي يعترب عند كينز نتيجة التقاء العرض والطلب على النقود حيث انه عرض النقود يتوقف على سياسة اإلصدار والسياسة‬
‫النقدية‪ .‬اما الطلب على النقود فيتوقف على نظرية تفضيل السيولة كما رأينا سابقا‪ ،‬وعموما حسب حتليل كينز فإن زيادة‬
‫كمية النقود من طرف السلطات النقدية يؤدي إىل اخنفاض أسعار الفائدة وهو ما يشجع على اإلنفاق وزيادة االستثمار‬
‫والطلب الفعال ‪،‬وبالتايل زيادة التشغيل‪ .‬غری ان الزيادة يف التشغيل ال تكون بنفس نسبة الزيادة يف اإلنفاق والطلب الفعال ‪،‬‬
‫واملهم يف حتليل الكينزي ان التغيریات اليت تصيب السيولة امنا تؤثر أوال على سعر الفائدة وليس على االسعار عموما وما تأثری‬
‫على األسعار اال صدى لنتيجة أخریة نشأت من تغری سعر الفائدة‪ .‬اما فيما خيص التغيریات اليت تصيب األجور فاهنا تزيد‬
‫قبل ان يصل االقتصاد للحالة التشغيل الكامل وهذا بفضل الضغط الذي ميارسه العمال ونقاباهتم قبل اصحاب االعمال‬
‫عندما يرون ان الطلب على التشغيل يزيد معدالت االجور مادامت توقعاهتم تنيب بأن النشاط االقتصادي سيصبح مزدهر‬
‫وحجم االعمال يتزايد باستمرار ‪،‬والنتيجة ان زيادة كمية النقود تؤدي اىل زيادة الطلب الفعال كما ان جزء كبریا من هذه‬

‫‪53‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الزيادة سوف يتجه ايل اشباع الزيادة يف االجور مما يزيد من نفقات االنتاج وبالتايل يؤدي اىل ارتفاع االسعار حيت قبل‬
‫الوصول اىل مرحلة التشغيل الكامل‪.‬‬
‫‪ -2-2-6-2‬الطلب الحقيقي وكمية النقود‪:‬‬
‫إن االسعار هي نتيجة تالقي العرض والطلب على السلع‪ ،‬وكما اثرت كمية النقود على العرض وبالتايل االسعار‬
‫فان كمية النقود ممكن ان توثر ايضا يف الطلب احلقيقي وينعكس ذلك على االسعار ـ‪ ،‬ومبأن التحليل الكينزي انطلق بالرتكيز‬
‫على الطلب فإن تاثری النقود على االسعار من خالل الطلب على السلع االنتاجية واالستهالكية يكون اكثر وضوحا واجيابية‪.‬‬
‫فالطلب الكلي من خالل الطلب الفعال يوثر يف حجم االنتاج ومستوى االجور وبالتايل على النفقات اليت متثل العوامل‬
‫املباشرة فزيادة االسعار يف النظرية الكينزية‪ .‬اما كيفية هذا التاثری فهو يتوقف بالدرجة األوىل على حتديد مكونات الطلب‬
‫والظروف احمليطة هبذه املكونات‪ .‬اما املكونات فهي تشمل اوال طلب املنتجنی او املشروعات وهو يتخذون قرارهتم املتعلقة‬
‫حبجم االنتاج والتوزيع بنی اإلنتاج االستثماري واإلنتاج االستهالكي وهي مجيعها ميكن ان يؤثر يف الدخول املوزعة( نتيجة‬
‫استخذام عناصر اإلنتاج)‪ ،‬وثانيا طلب االفراد وهو يتخذون قرارهتم بشان توزيع دخوهلم وكل من مكونات الطلب الكلي‬
‫هي مرتبطة بفكرة تفضيل السيولة كما راينا نفا‪ ،‬وخالصة القول ان تاثری كمية النقود فتظهر بوضوح من جانب تاثریها يف‬
‫الدخول‪ ،‬فزيادة كمية النقود تعين زيادة يف الدخول هذه الزيادة يف الدخول يقابلها مواقف االفراد واملشروعات يف توزيع‬
‫دخوهلم واليت تتوقف على حال تفضيل السيولة ‪،‬فالبنسبة للمشروعات فإن تفضيل بنی االنتاج االستثماري واالنتاج‬
‫االستهالكي يتوقف على الرغبة يف االستثمار اليت هي دالة لتفضيل السيولة واالخریة بدورها متوقفة على عرض النقود‪ .‬ونفس‬
‫االمر بالنسبة لألفراد فتوزيع الدخول بنی االنفاق او االختزان يعتمد على تفضيل السيولة اليت هي دالة لزيادة النقود وموقف‬
‫االفراد امام هذه الزيادة يف دخوهلم وخيلص حتليل كينز اىل ان الزيادة يف كمية النقود ال تؤدي اىل زيادة يف االسعار اال اذا كان‬
‫تفضيل السيولة يتغری بشكل من شانه ان يزيد من الطلب االستهالكي بالنسبة لالفراد والطلب االستثماري بالنسبة‬
‫للمشروعات‪.‬‬
‫‪ -7-2‬االنتقادات الموجهة الى النظرية الكينزية‪:‬‬
‫إن هذه التقديرات اليت وجهها الفكر االقتصادي للنظرية الكينزية ال يعين أنها مل تتعرض لالنتقادات‪ ،‬بل ظهر مع‬
‫الزمن بعض املالحظات اليت ميكن أن توجه للنظرية الكينزية وأهم هذه االنتقادات‪:‬‬
‫‪ -‬لقد اعترب كينز سعر الفائدة ظاهرة نقدية يتحدد بنقطة التقاء منحين عرض النقد مع منحين الطلب على النقود بدافع‬
‫السيولة‪ ،‬دون أن يدرس أثر زيادة الدخل على سعر الفائدة‪ ،‬ألن زيادة الدخل أو اخنفاضه يؤثر بشكل مباشر على سعر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬قام كينز بدراسة العوامل املؤثرة على سعر الفائدة يف األجل القصری‪ ،‬ومل يتناول العوامل اليت حتدد سعر الفائدة يف األجل‬
‫الطويل‪ ،‬ويكون قد استبعد عنصر الزمن لذلك وصفه البعض من الكالسيك اجلدد (حتليل ستاتيكي) ال يوجد فيه عنصر‬
‫احلركية‪.‬‬
‫‪ -‬مل يدرس كينز العوامل االستهالكية وتطور عادات االستهالك والتقدم التقين ألنها عوامل تؤثر على اإلنتاج وعلى الدخل‬
‫ومن مث تؤثر على سعر الفائدة وكمية النقود‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬إذا أراد البنك املركزي ختفيض سعر الفائدة بهدف تشجيع االستثمار فإن سيطرة حالة مصيدة السيولة متنعه من حتقيق هذا‬
‫اهلدف ألن األفراد سوف حيتفظون بكل النقود اإلضافية وبالتايل ال حيصل تشجيع لالستثمار وتكون مصيدة السيولة قد‬
‫وقفت عقبة كأداء أمام تشجيع االستثمار وزيادة اإلنتاج احلقيقي‪.‬‬
‫إن هذه االنتقادات ال تقلل من أمهية الفكر الكينزي ألنه ظهر مفكرون جدد تبنوا النظرية الكينزية أو أفكار املدرسة الكينزية‬
‫ودافعوا عنها وأوجدوا احللول للنقاط اليت أغفلها التحليل الكينزي أمثال االقتصاديان (هانس هيكس ) وظهر حتليلهما يف‬
‫متجاوزا نقاط ضعف األفكار الكينزية‪.‬‬
‫ً‬ ‫التوازن العام‬
‫‪ -3‬النظرية النقدية المعاصرة‪.‬‬
‫لقد أنتج الفكر االقتصادي العديد من النظريات النقدية اليت حتدثنا عنها وانتهت بأفكار كينز ‪ ،‬لكن الظروف منذ‬
‫عام ‪ 9131‬وحىت الوقت احلاضر قد أظهرت العديد من األحداث اليت تستدعي إجياد نظرية جديدة تستطيع أن تفسر هذا‬
‫الواقع أو ذاك‪.‬‬
‫وقد شهدت النظرية الكمية التقليدية إضافات جديدة‪ ،‬اشتهرت باسم النظرية احلديثة لكمية النقود‪ ،‬على يد مفكري مدرسة‬
‫شيكاغو وعلى رأسهم األستاذ "فريدمان"‪ ،‬حيث اجتهت هذه املدرسة من جديد إىل التأكيد على أمهية السياسة النقدية‪،‬‬
‫جمددة الفكر الكالسيكي مستفيدة من التقدم الذي حتقق من الكتابات االقتصادية السابقة له‪.‬وقد طور"فريدمان"سنة‬
‫‪1956‬نظرية الطلب على النقود يف مقالته الشهریة بإعادة صياغة نظرية كمية النقود‪ ،‬وهذه النظرية حتلل جانب الطلب‬
‫على النقود بطريقة أكثر اتساعا من التحليل الكالسيكي والتحليل الكينزي‪.‬‬
‫‪ -1-3‬فرضيات النظرية‪.‬‬
‫تقوم نظرية فريدمان على الفرضيات التالية‪:42‬‬
‫‪-‬يلعب عرض النقد دور املتغری الوحيد والفعال يف حتديد مستويات الدخل والناتج الكلي‪ ،‬مبعىن أن عرض النقد هو املتغری‬
‫املستقل والطلب على النقود هو املتغری التابع‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي زيادة عرض النقد إىل زيادة الدخل والناتج يف األجل القصری يف حنی تؤدي لزيادة املستوى العام لألسعار يف األجل‬
‫الطويل‪.‬‬
‫‪-‬يعد الطلب على النقود دالة مستقرة يف مستوى الدخل الدائم‪ ،‬وهو الدخل الذي يتألف من متوسط الدخول املتوقعة‬
‫مستقبال‪ ،‬أي الطلب على النقود لن خيضع لتغریات كبریة بسبب التغریات الطارئة على الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬وجود أشكال خمتلفة من الثروة إضافة إىل النقود وهي) النقود السندات األسهم السلع)‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية هي األداة القوية والفعالة إىل أبعد احلدود يف جمال حتقيق االستقرار االقتصادي ويشككون يف دور‬
‫السياسات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬حصر دور الدولة يف أضيق احلدود‪.‬‬

‫‪- 42‬عبد املطلب عبد احلميد ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.292‬‬

‫‪55‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬سرعة تداول النقود وإن كانت غری ثابتة متاما إال أهنا تتمتع بدرجة من الثبات النسيب وميكن التنبؤ هبا‪ ،‬وهي تتأثر مبجموعة‬
‫من العوامل ختتلف متاما عن تلك املؤثرة يف عرض النقود وبالتايل فإن التحرك يف سرعة تداول النقود يكون مستقال متاما عن‬
‫التغری يف عرض النقود‪.‬‬
‫ولنبدأ بتحليل جانيب العرض والطلب على النقود انطالقا من الفروض السابقة‪:‬‬
‫‪-1-1-3‬جانب العرض‪:‬‬
‫برى فریدمان أن العوامل املؤثرة على عرض النقود مستقلة عن تلك املؤثرة على طلبها‪ ،‬وأن عرض النقود من خالل‬
‫حتكم السياسة النقدية هو الذي حيدد مستوى سعر الفائدة‪.‬‬
‫ويرى النقديون أن التغری يف املعروض النقدي ال يؤثر فقط على النشاط االقتصادي‪ ،‬بل دور النقود أوسع من ذلك‬
‫بكثری‪ ،‬إذ أنه يف األجل القصری هو العامل اجلوهري احملدد للنشاط االقتصادي‬
‫و السبب يف ذلك أن جانب الطلب على النقود يتمتع بقدر من الثبات النسيب‪ ،‬و بالتايل تغریات عرض النقد هي العامل‬
‫احملدد للنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫فإذا قامت السلطات النقدية بزيادة عرض النقود ستزيد السيولة‪ ،‬و تؤدي إىل زيادة إقبال األفراد على شراء األصول املالية و‬
‫غری املالية‪ ،‬و يؤدي ذلك إىل زيادة الطلب الكلي‪ ،‬مما ينتج عنصر زيادة يف اإلنتاج و التشغيل إذا كان االقتصاد يف حالة أقل‬
‫من التشغيل الكامل‪ ،‬أما إذا كان االقتصاد يف حالة التشغيل الكامل‪ ،‬فإن زيادة عرض النقود سيؤدي إىل رفع األسعار‬
‫(والعكس يف حالة خفض كمية النقد)‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬جانب الطلب‪:‬‬
‫لقد انتهى فريدمان إىل أن الطلب على النقود يتوقف على نفس االعتبارات اليت حتكم ظاهرة الطلب على السلع و‬
‫‪:‬‬
‫اخلدمات‪ ،‬و هي االعتبارات التالية‬
‫‪ ‬الثروة‪ :‬اليت متتلكها الوحدة االقتصادية اليت تطلب النقود‪ .‬و هي تقابل الدخل أو قيد امليزانية يف نظرية الطلب العادية‪.‬‬
‫‪ ‬األمثان و العوائد من البدائل األخرى لالحتفاظ بالثروة يف صورة سائلة‪.‬‬
‫‪ ‬األذواق‪ :‬و هو ما أطلق عليه فريدمان اصطالح ترتيب األفضليات‪.‬‬
‫وانطالقا من البحث التطبيقي الذي قام به فريق مدرسة شيكاڤو على شكل دالة الطلب على النقود باالعتماد على‬
‫متغری أساسي واحد يف تفسری دالة الطلب النقدي أال و هو الدخل أو الثروة‪ ،‬ومها مرتبطان معا عند فريدمان بفضل استخدام‬
‫فكرة الدخل الدائم الذي هو عبارة عن متوسط الدخل الفرد السنوي املتوقع احلصول عليه خالل السنوات ‪ ،‬و يأخذ‬
‫فريدمان الثروة مبفهومها الواسع‪ ،‬فهي تشمل النقود‪ ،‬األصول النقدية‪ ،‬السندات‪ ،‬األصول املالية‪ ،‬األسهم‪ ،‬أصول طبيعية‪،‬‬
‫رأس املال العيين‪ ،‬رأس املال البشري‪.‬‬
‫و يدعو فريدمان إىل النظر لعالقة الطلب على النقود نظرة شاملة من خالل مقارنة‪:‬‬
‫‪ ‬عائد الن قود احلقيقي و املتمثل يف قيمتها أو نسبة مبادلتها بالسلع األخرى‪ ،‬حيث تتحدد قيمتها عندئذ مبستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬عوائد األصول األخرى املكونة للثروة و اليت تتمثل يف‪ :‬الفائدة على األصول النقدية (السندات)‪ ،‬الفائدة على األصول‬
‫املالية (األسهم)‪ ،‬عائد رأس املال (كاآلالت) و عائد رأس املال البشري‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ ‬العوامل األخرى املتعلقة باجلانب الكيفي للثروة كاألذواق‪ ،‬و العادات السائدة يف وقت معنی‪.‬‬
‫‪ ‬التغریات اهليكلية املؤثرة على توزيع الثروة بنی األصول املختلفة مما خيتلف من بلد آلخر و يتطور عرب الزمن‪ ،‬وفقا للظروف و‬
‫األحوال االقتصادية‪ .‬و تتضمن هذه التغریات اجتاه األفراد يف بعض الفرتات (األزمات مثال) إىل تفضيل االحتفاظ جبانب هام‬
‫من ثرواهتم يف شكل نقدي بدال من استثمارها يف أصول مالية تدر عائد مرتفع‪.‬‬
‫إضافة إىل ذلك يعترب فريدمان أن حتقيق االستقرار النقدي يتطلب زيادة عرض النقود بنسبة ثابتة و مستقرة تتفق مع النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬فدور السلطات النقدية ينحصر يف مهمة رقابة كمية النقد و العمل على منوها مبعدل مستقر متفق مع معدل منو‬
‫االقتصاد‪ ،‬و يرى أن األمهية لعرض النقد و ليس للطلب عليه كما يرى كينز‪ .‬و بالتايل فإن النسبة التالية هي‪:‬‬
‫= ‪ ، ‬و بذلك يصبح اإلصدار النقدي دالة للمتغری احلقيقي‪.‬‬
‫‪ -2-3‬بناء نموذج فريدمان‪.‬‬
‫لتوضيح ذلك نبدأ بشرح العالقة بنی معادلة التبادل( معادلة فيشر) ونظرية فريدمان على النقود‪.‬حيث تنص معادلة التبادل‬
‫على‪:‬‬
‫‪ PY= MV‬اي ان‪V = PY/M :‬‬
‫وحيث أنه عند التوازن تكون عرض النقود (‪ )M‬مساويا للطلب األمسـى علـى النقود (‪.)PMd‬‬
‫أي ‪M=PMd‬‬
‫وبالتايل فإن دوران النقود يصبح‪:‬‬
‫‪V= PY /PMd = Y/MD‬‬
‫وهذا يعين أنه كلما زادت كمية النقود املطلوبة‪ ،‬فإن سرعة الدوران تنخفض والعكس صحيح‪ .‬أي أن التغری يف الطلب على‬
‫النقود يسبب تغریا يف سرعة الـدوران ومن الواضح أن العوامل املؤثرة يف سرعة دوران النقود تعتمد على العوامل املؤثرة على‬
‫الطلب على النقود ومن مث يتعنی علينا مناقشة العوامل احملددة للطلـب علـى النقود‪.‬‬

‫‪ -4-3‬دالة الطلب على النقود (صيغة فريدمان)‪.‬‬

‫بناء على تلك الفروض‪ ،‬ميكننا عرض دالة الطلب علـى النقود وفقا لصياغة فر يدمان على النحو اآلين‪:‬‬

‫)‪Md= f( P ; rb ; re ; w ;u ; p /t . 1/ p ; ….‬‬


‫‪ :Md‬الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ :P‬املستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ :rb‬عائد السندات‪.‬‬
‫‪ : re‬عائد األسهم‪ :p /t . 1/ p .‬ميثل عائد األصول الطبيعية بتحديد معدالت االستهالك و تقديرها من خالل‬
‫الزمن‪.‬‬
‫‪ :W‬تعرب عن العالقة بنی رأس املال البشري إىل رأس املال غری البشري أو العالقة بنی الدخل الذي مصدره العمل‪ ،‬والدخل‬

‫‪57‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الذي مصدره طبيعي؛‪.‬‬


‫‪ : U‬األذواق و ترتيب األفضليات‪.‬‬
‫فتصبح املعادلة بصيغتها النهائية على النحو التايل‪:‬‬
‫(‪M/P=ƒ )Y,r2-r0, Y,r1-r0.n-r0‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪.9‬ميثل)‪ ) M/P‬الطلب على األرصدة النقدية احلقيقية ‪ ،‬ويشبه بذلك الطلب الكينزي على النقود والذي هو عبارة عن‬
‫كمية النقود االمسية مقسومة على مستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ .8‬جاء فريدمان بفكرة جديدة للدخل أطلق عليه ״ الدخل الدائم ‪Income Permanent‬״‬
‫ويتمثل يف املعادلة باملتغری )‪)Y‬وعرفه بأنه معدل أو متوسط الدخل املتوقع يف األمد البعيد وبشكل أدق هو عبارة عن القيمة‬
‫احلالية للدخل املتوقع يف املستقبل‪ .‬وقد استخدم فريدمان فكرة الدخل الدائم للنيابة عن الثروة الفردية اليت تتغری أو ترتاكم من‬
‫خالل التغریات اليت حتصل يف الدخل‪ .‬ويرتبط الطلب على النقود بعالقة طردية مع الدخل الدائم‪.‬‬
‫‪ .2‬حدد فريدمان األصول املالية بثالثة فقط وهي‪ :‬النقود والسندات واألسهم حيث‪:‬‬
‫‪ r0‬ميثل العائد املتوقع على النقود‪.‬‬
‫‪ r1‬ميثل العائد املتوقع على السندات‪.‬‬
‫‪ r2‬ميثل العائد املتوقع على األسهم‪.‬‬
‫ويعتمد الطلب على األرصدة النقدية احلقيقية على العائد املتوقع من السندات واألسهم مقارنة بالعائد على النقود‪ ،‬او بعبارة‬
‫أخرى على الفرق بنی العائدين‪ .‬ويرتبط الطلب على النقود بعالقة عكسية مع هذين املتغریين ‪ .‬فكلما زاد العائد على‬
‫السندات أو األسهم مقارنة بالعائد على النقود ازدادت تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ باألرصدة النقدية فينخفض الطلب‬
‫عليها‪.‬‬
‫أما العائد على النقود ‪ r0‬فيمكن أن يتمثل مبصدرين مها‪:‬‬
‫أ‪ .‬اخلدمات املصرفية اليت تقدمها البنوك ألصحاب الودائع النقدية كتسديد فواتری اهلاتف والكهرباء واملاء مثال وأية خدمات‬
‫جمانية أخرى‬
‫ب ‪ .‬الفوائد اليت متنح على الودائع النقدية إن وجدت كاليت متنح من قبل املصارف يف بعض األقطار على حسابات اجلارية‬
‫أو على حسابات التوفری االعتيادية أو حسابات التوفری الشيكية‪.‬‬
‫ميثل املتغری األخری يف دالة الطلب (‪ )n-r0‬العائد املتوقع على السلع أو املوجودات غری البشرية ‪Non- humain‬‬
‫كالعقارات والسلع االستهالكية املعمرة واملعدات اإلنتاجية مقارنة بالنقود‪ ،‬حيث (‪)N‬ميثل معدل ارتفاع أسعار هذه السلع أو‬
‫معدل التضخم املتوقع ‪ ،‬والذي يعترب كسبا رأمساليا ‪ ،Capital Gain‬مقارنة بالعائد على النقود (‪ .)r0‬ويكون تأثریه على‬
‫الطلب على النقود عكسيا‪.‬‬
‫فعندما يرتفع معدل التضخم املتوقع فهذا يعين اخنفاض القدرة الشرائية للنقود فينخفض الطلب على النقود ويزداد الطلب على‬
‫السلع األخرى أمال يف حتقيق كسب مايل عند ارتفاع أسعارها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫جدول رقم(‪ : )15‬اشكال الثروة وعوائدها المتوقعة في النظرية النقدية الحديثة‬


‫العالقــة‬ ‫العوائــد املتوقعــة‬ ‫عنصــر الثــروة‬ ‫الرمــز‬

‫‪+‬‬ ‫)الثروة ( الدخل الدائم أو المبتمر الدخل المتوقع الحصول عليه على المدى الطويل‬ ‫‪Yp‬‬
‫‪ -‬الراحة والبهولة واألمان؛‬
‫‪+‬‬ ‫‪ -‬خدمات مصرفية ‪ +‬فوائد اإليداع‪.‬‬ ‫النقود‬ ‫‪rm‬‬
‫فوائد‬ ‫البندات‬ ‫‪rb‬‬
‫‪-‬‬
‫أرباح‬ ‫البهم‬ ‫‪re‬‬
‫‪-‬‬
‫أرباح (معدل ارتفاع اأالسعار)‬ ‫البلع‬
‫‪-‬‬ ‫‪Πe‬‬
‫القدرة الشخصية على اكتباب الدخل‬ ‫الثروة البشرية‬ ‫‪h‬‬
‫‪-‬‬
‫املصدر‪ :‬عبد احلليم عمار غريب‪ ،‬الوجيز يف االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬مط بو عا ت ‪ ،kie publucation‬ط‪ ،8192 ،9‬ص ‪.31‬‬

‫‪ -5-3‬تأثير كمية النقود على األسعار‪.‬‬


‫يرى فريدمان أن قيام البنك املركزي بوضع نقود جديدة يف االقتصاد‪ ،‬وعلى فرض أهنا كانت عن طريق عمليات‬
‫السوق املفتوحة حيث تدخل كمشرتي لألوراق املالية احلكومية من املتعاملنی املالينی وهم البنوك خاصة وغری املالينی وهم‬
‫العائالت واملؤسسات‪ ،‬فهذه العملية ينتج عنها‪:‬‬
‫أ‪ .‬المرحلة األولى‪ :‬وهي تغير بنية المحفظة المالية لدى البنوك والمتعاملين غير الماليين حيث‪:‬‬
‫‪-‬املتعاملنی غری املالينی تنقص حيازهتم من األوراق املالية احلكومية‪ ،‬بينما تزيد حيازهتم من الودائع لدى البنوك‪ ،‬وهو ما يؤدي‬
‫إىل اخنفاض حيازهتم من النقود الورقية مقارنة مع نقود الودائع؛‬
‫‪ -‬البنوك تنخفض حيازهتم من األوراق املالية احلكومية‪ ،‬بينما تزيد احتياطياهتم اإلضافية نتيجة النقود اجلديدة اليت حصل‬
‫عليها البنك من عملية السوق املفتوحة ونتيجة زيادة ودائع العمالء‪ ،‬وبالتايل تزيد االحتياطيات اإلضافية عن املستوى املرغوب‬
‫لدى البنوك‪.‬‬
‫ب‪ .‬المرحلة الثانية‪ :‬وهي حماولة كل من املتعاملنی غری املالينی واملالينی العودة إىل النسب السابقة فيما خيص النقود الورقية‬
‫اليت حيوزها اجلمهور واالحتياطيات اإلضافية اليت حتتفظ هبا البنوك‪ ،‬وعليه‪:‬‬
‫‪ -‬يقوم املتعاملنی غری املالينی باستخدام جزء من الودائع اجلديدة لشراء أصول مالية أو سلع وخدمات‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل‬
‫اخنفاض نسبة الودائع وارتفاع نسبة العملة املتداولة إىل سابق مستواها؛‬
‫‪ -‬أما البنوك فتقوم باالحتفاظ جبزء من احتياطياهتا اجلديدة والباقي تقوم بإقراضها أو شراء سندات حكومية جديدة‪ ،‬وبالتايل‬
‫تنخفض االحتياطيات إىل املستوى املرغوب‪.‬‬
‫هذه احلركة التصحيحية تودي اىل ارتفاع األسعار يف السوق املايل‪ :‬نتيجة حماولة املتعاملنی العودة مبحافظهم املالية إىل سابق‬
‫عهدها قبل عملية السوق املفتوحة فإهنم يزيدون من طلبهم على األوراق املالية احلكومية‪ ،‬فتميل أسعارها إىل االرتفاع بينما‬
‫تنخفض معدالت فائدهتا مما يؤدي إىل حتول املتعاملنی االقتصادينی إىل أصول مالية أخرى أكثر مردودية مثل األسهم فرتتفع‬

‫‪59‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫أسعارها هي األخرى كذلك‪ ،‬وبالتايل فإن السلوك الطبيعي للمتعاملنی االقتصادينی يف هذه احلالة هو التحول إىل األصول غری‬
‫املالية ألن السوق املايل ارتفعت أسعاره واخنفضت مردوديته‪.‬‬
‫ج‪.‬ارتفاع األسعار في األسواق غير المالية‪ :‬على مستوى السوق غری املايل يزيد املتعاملنی من طلبهم على السلع‬
‫االستهالكية واالستثمارية واملادية وكذا األصول البشرية كالتكوين والتعليم‪ ،‬فزيادة الطلب االستهالكي يدفع إىل زيادة‬
‫االستثمار الغتنام فرص الربح وهو ما يدفع أسعار عوامل اإلنتاج لالرتفاع نتيجة زيادة الطلب عليها وهكذا ينتقل تأثری زيادة‬
‫كمية النقود من سوق آلخر ومن أصل آلخر حىت يعم كامل االقتصاد‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل الخامس‪ :‬البياسة النقدية والتضخم‬


‫حمايدا يف االقتصاد‪ ،‬ومل يكن عرض النقد وسعر الفائدة من املتغریات‬
‫عنصرا ً‬
‫مل يكن النقد يف يوم من األيام ً‬
‫عنصرا ها ًما وأساسيًا يف االقتصاد الوطين‪،‬‬
‫االقتصادية اهلامشية اليت ال تؤثر على غریها من املتغریات‪ ،‬بل كان النقد وما زال ً‬
‫وأن نقص النقود سوف يوقع االقتصاد يف الركود‪ ،‬وزيادة عرضه سوف جير االقتصاد إىل التضخم وارتفاع األسعار‪ .‬أن‬
‫السياسة النقدية حتتل مركز الثقل يف السياسة االقتصادية‪ ،‬وبدون التوازن واالستقرار يف النقد ال تستطيع السياسة االقتصادية‬
‫حتقيق أهدافها‪ ،‬بل سوف يقع االقتصاد يف األمراض االقتصادية أو بتعبری أدق لن حيقق هذا االقتصاد ما يصبو إليه من منو‬
‫يف الدخل وتشغيل العمال وحتسنی مستوى املعيشة‪.‬‬
‫‪ -1‬البياسة النقدية‪.‬‬
‫‪-1-1‬مفهوم البياسة النقدية‪.‬‬
‫تعترب السياسات النقدية من أهم السياسات االقتصادية اليت تعىن بتحقيق االستقرار االقتصادي و التوازن‬
‫االقتصادي العام‪ ،‬وقد اتفق االقتصاديون على حتديد مفهوم السياسة االقتصادية كما يلي‪:‬‬
‫"هي التدابری واإلجراءات اليت تتخذها السلطات النقدية إلدارة كمية النقود وتنظيم عملية إصدارها‪ ،‬مبا يكفل سرعة وسهولة‬
‫‪43‬‬
‫تداول وحدة النقود‪ ،‬وتنظيم السيولة العامة لالقتصاد الوطين لتحقيق أهداف معينة"‪.‬‬
‫"جمموعة اإلجراءات اليت تتخذها السلطة النقدية يف المجمتع‪ ،‬بغرض الرقابة على االئتمان والتأثری عليه‪ ،‬مبا يتفق وحتقيق‬
‫‪44‬‬
‫األهداف االقتصادية اليت تصبو إليها احلكومة"‬
‫‪.‬يقصد بالسياسة النقدية ايضا " تنظيم كمية النقد املتوفرة يف اجملتمع بغرض حتقيق أهداف السياسة االقتصادية املتمثلة يف‬
‫حتقيق التنمية االقتصادية و القضاء على البطالة و حتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات و احملافظة على استقرار املستوى العام‬
‫لألسعار"‪.‬‬
‫‪ ‬و يعرفها ‪ George Pariente‬على أهنا جمموع التدابری املتخذة من قبل السلطات النقدية قصد إحداث أثر على‬
‫االقتصاد‪ ،‬و من أجل ضمان استقرار أسعار الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬و هي حسب فوزي القيسي‪ :‬التدخل (املباشر) املعتمد من طرف السلطة النقدية هبدف التأثری على الفعاليات االقتصادية‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫عن طريق تغيری عرض النقود و توجيه االئتمان استخدام وسائل الرقابة على النشاط االئتماين للبنوك التجارية‬
‫و بالتايل فالسياسة النقدية تعين قيام السلطات النقدية بالتأثری على الفعاليات االقتصادية عن طريق تغيری عرض النقود بشكل‬
‫يوائم و يالئم احتياجات النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫استنادا للتعاريف السابقة ميكننا توسيع التعريف لكي يشمل كافة عناصر السياسة النقدية وأهدافها كما يلي‪:‬‬
‫مما تقدم و ً‬
‫"هي جمموعة اإلجراءات والتدابری اليت تقوم بها السلطات النقدية مستخدمة األدوات النقدية (عرض النقد وسعر الفائدة‬
‫وأدوات االئتمان وسعر الصرف) وذلك بهدف حتقيق االستقرار والتوازن النقدي‪ ،‬واستقرار املستوى العام لألسعار‪ ،‬ومن مث‬
‫زيادة معدالت النمو االقتصادي"‪.‬‬

‫‪-43‬حسنی بن هاين ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ، ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬ص ‪.958‬‬
‫‪ - 44‬أمحد زهری شامية‪ :‬النقود واملصارف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.323‬‬

‫‪61‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -2-1‬أهداف البياسة النقدية‪.‬‬


‫ختتلف أهداف السياسة النقدية بنی الدول املتقدمة و الدول النامية و حسب درجة التقدم االقتصادي و االجتماعي‬
‫و النظم االقتصادية السائدة و احتياجات و أهداف اجملتمعات‪ .‬ففي الدول الصناعية هناك اجتاه متزايد حنو عدم التوسع يف‬
‫األهداف و االقتصار على هدف واحد للسياسة النقدية يتمثل يف استقرار األسعار‪ ،‬أي استهداف التضخم‪ ،‬و العكس‬
‫فالدول النامية تعلق عليها العديد من األهداف‪ ،‬وعموما ميكن التفريق بنی األهداف النهائية و الوسيطة‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬األهداف النهائية للبياسة النقدية‪:‬‬
‫من اجلدير بالذكر أن هذه األهداف ليست حمل اتفاق من حيث عددها‪ ،‬ذلك أن التشريعات النقدية تتباين من‬
‫حيث التوسع و التصنيف يف هذه األهداف‪ ،‬و نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬االستقرار النقدي‪ :‬يعترب هدف حتقيق االستقرار النقدي من أهم أهداف السياسة النقدية حيث يؤدي عدم االستقرار‬
‫النقدي‪ ،‬سواء يف شكل تضخم أو انكماش إىل أضرار بالغة يف االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫فيؤدي التضخم إىل إعادة توزيع الدخل و الثروة الوطنينی لصاحل املدنينی و املنظمنی و رجال األعمال على حساب الدائننی‬
‫وأصحاب الدخول الثابتة‪.‬‬
‫أما االنكماش فيؤدي إىل إعادة توزيع الثروة و الدخل الوطنينی لصاحل الدائننی وأصحاب املرتبات و الدخول الثابتة على‬
‫حساب طبقة املنظمنی و رجال األعمال‪.‬‬
‫ولقد اختارت معظم الدول الصناعية أهدافا للتضخم ما بنی ‪ %1‬و ‪ %3‬بالنظر ملا تشكله معدالت التضخم املرتفعة من‬
‫آثار سلبية على النمو وارتفاع تكاليف الرفاهية‪ ،‬وإن الرتكيز على خفض التضخم واستقرار األسعار هو نتيجة لآلثار السلبية‬
‫اليت يرتكها التضخم على االقتصاد ( كتشويه املعطيات االقتصادية و تشجيع املضاربة‪ .)...‬وإن إعطاء األولوية للتضخم أو‬
‫االقتصار عليه يف جمال السياسة النقدية يف الدول املتقدمة يتم يف إطار مناخ اقتصادي يتسم بارتفاع درجة استقاللية البنوك‬
‫املركزية‪ ،‬و تتمتع اقتصادياهتا بأنظمة صرف مرنة‪ ،‬ونظام إعالمي مالئم‪.‬‬
‫‪ ‬التوظف الكامل‪.‬‬
‫‪ ‬التوازن يف ميزان املدفوعات‪ :‬من بنی األدوات املستخدمة لعالج اختالل ميزان املدفوعات هي تغری إتباع سياسة نقدية‬
‫انكماشية و العمل على ختفيض املعروض النقدي‪ ،‬و يتم ذلك برفع سعر اخلصم أو دخول عمليات السوق املفتوحة‪...‬‬
‫حيدث هذا أثرا إجيابيا على ميزان املدفوعات من عدة نواحي‪:‬‬
‫‪ -‬ختفيض مستوى األسعار مما سينعكس اجيابيا على الصادرات‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض القوة الشرائية و السيولة يف الدولة فتنخفض الواردات‪.‬‬
‫‪ -‬رفع سعر الفائدة على األوراق املالية جيذب رؤوس األموال األجنبية إىل الدولة مما يساعد على ختفيض العجز‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألثر تغيری سعر الصرف على ميزان املدفوعات يف حالة وجود عجز فتلجأ الدولة إىل ختفيض قيمة عملتها اخلارجية‬
‫أي رفع سعر الصرف األجنيب و هذا جيعل السلع املستوردة أغلى بالنسبة للمستهلك احمللي و السلع املصدرة أرخص‬
‫للمستهلك األجنيب مما يؤدي إىل زيادة الصادرات و تقليل الواردات‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫و يرى البعض أن السياسة النقدية حتقق جناحا هاما يف حالة إتباع سياسة تقومي سعر الصرف بينما تكون السياسة املالية أكثر‬
‫فعالية يف حالة إتباع سياسة ثبات سعر الصرف‪ ،‬و ذلك يف ظل املفهوم التقليدي لالقتصاد املفتوح الذي يفرتض متام إحالل‬
‫رؤوس األموال و االستخدام الكامل هلا مع إمهال أثر التوقعات و تثبيت أسعار السلع و اخلدمات‪.‬‬
‫‪ ‬حتقيق النمو االقتصادي‪ :‬يعترب من أهم أهداف السياسات االقتصادية‪ ،‬و قد بدأ االهتمام بدور السياسة النقدية يف حتقيق‬
‫النمو االقتصادي و ذلك بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬حيث كان االهتمام قبل ذلك على هدف حتقيق العمالة الكاملة‪ ،‬و دور‬
‫السياسة النقدية هو حتقيق معدل مرتفع لالدخار و التأثری على معدل االستثمار من خالل التوسع االئتماين‪ ،‬حىت ميكنها‬
‫الوصول إىل مرحلة االنطالق اليت تضع اقتصادياهتا على طريق النمو الذايت السريع‪.‬‬
‫و ميكن استخدام السياسة النقدية يف رفع مستوى النمو االقتصادي عن طريق ختفيض معدالت الفائدة مما يشجع املستثمرين‬
‫على زيادة استثماراهتم و بالتايل توظيف عمالة أكثر و زيادة الدخول يف النهاية رفع مستوى املعيشة و النمو‪ ،‬و حىت يكون‬
‫هناك سری سليم لالقتصاد فإن ذلك يتوقف على قدرة الدائرة النقدية على الوفاء باحتياجات الدائرة العينية‪.‬‬
‫‪ ‬استيعاب الصدمات الناجتة عن التقلبات االقتصادية‪ :‬تتميز االقتصاديات يف عمومها بتقلبات اقتصادية ذات طابع دوري‪،‬‬
‫قسمها جوقالر إىل أربعة مراحل‪ :‬التوسع‪ ،‬االنكماش‪ ،‬التطهری‪ ،‬العودة إىل االنطالق‪ ،‬و تؤثر مثل هذه التقلبات على‬
‫اقتصاديات الدول‪ ،‬خاصة مرحلة االنكماش اليت تؤثر على األداء االقتصادي و معدالت التوظيف وهنا ميكن للسياسة‬
‫النقدية أداء دور مهم يف ختفيف اآلثار السلبية هلذه التقلبات بانتهاج سياسة توسعية ائتمانية يف أوقات االنكماش‪ ،‬وسياسة‬
‫ائتمانية تقييدية يف ذروة الرواج و اليت عادة ما يصاحبها معدالت نضخم مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬األهداف الوسيطة للبياسة النقدية‪:‬‬
‫حتاول السلطات النقدية لتحقيق األهداف النهائية من خالل التأثری على متغریات وسيطة‪ ،‬لعدم قدرة هذه‬
‫السلطات التأثری مباشرة‪ ،‬مثال على الناتج احمللي اخلام ومكوناته‪ ،‬و هلذا حتاول التأثری على متغریات تؤثر على الناتج احمللي‬
‫اخلام‪.‬‬
‫و تعرب األهداف الوسيطة عن تلك املتغریات النقدية اليت ميكن عن طريق مراقبتها و إدارهتا الوصول إىل حتقيق بعض أو كل‬
‫‪45‬‬
‫األهداف النهائية‪ .‬و يشرتط يف األهداف الوسيطة أن تستجيب ملا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة مستقرة بينها و بنی اهلدف أو األهداف النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية مراقبتها مبا للسلطات النقدية من أدوات‪.‬‬
‫و تتمثل هذه األهداف يف‪:‬‬
‫أ‪ .‬اجملتمعات النقدية‪:‬‬
‫هي عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود املتداولة و تعكس قدرة األعوان املالينی املقيمنی على اإلنفاق‪ ،‬مبعىن أهنا تضم‬
‫وسائل الدفع لدى هؤالء األعوان‪ ،‬و يرتبط عدد هذه اجملتمعات بطبيعة االقتصاد و درجة تطور الصناعات املصرفية و‬
‫املنتجات املالية‪ ،‬و تعطي هذه اجملتمعات معلومات للسلطات النقدية عن وتریة منو خمتلف السيوالت ‪ ،‬و يهدف املسح‬
‫النقدي إىل املساعدة على حتليل املتغریات النقدية الكلية اليت تتأثر بتدخالت السلطات النقدية‪.‬‬

‫‪ -‬حسنی بن هاين ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.953‬‬


‫‪45‬‬

‫‪63‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ب‪ .‬معدالت الفائدة‪:‬‬


‫تسعى السلطة النقدية أحيانا إىل اختاذ الوصول إىل معدل فائدة حقيقي هدفا وسيطا للسياسة النقدية‪ ،‬إال أن هذا‬
‫اهلدف يطرح مشاكل عديدة من بينها طبيعة العالقة بنی معدالت الفائدة طويلة أو قصریة املدى و النقود‪.‬‬
‫و املشكل يف اعتماد سعر الفائدة كهدف وسيط للسياسة النقدية‪ ،‬هو أن أسعار الفائدة تتضمن عنصر التوقعات التضخمية‬
‫و هو ما يعقد داللة أسعار الفائدة احلقيقية‪ ،‬مما يفقدها أمهيتها كمؤشر‪ ،‬كما أن املتغریات يف سعر الفائدة ال يعكس يف الواقع‬
‫نتائج جهود السياسة النقدية وحدها‪ ،‬و إمنا أيضا عوامل السوق(الوضعية اليت مير هبا االقتصاد)‪.‬‬
‫إن التوجه الستخدام معدل الفائدة كهدف وسيط للسياسة النقدية قد أثار موجة من االنتقادات‪ ،‬خاصة من االقتصادينی‬
‫النقدينی‪ ،‬و كانت حجتهم يف ذلك أن اجتاه املتغری يف معدل الفائدة يتماشى مع اجتاه التغری يف الدورة التجارية‪ ،‬وهذا يعين‬
‫أن معدل الفائدة مييل إىل االرتفاع يف أوقات الرواج االقتصادي‪ ،‬يف حنی أنه مييل إىل االخنفاض يف أوقات الكساد‪ ،‬و بالتايل‬
‫فإنه من الصعب على البنك املركزي أن حيدد بدقة اآلثار املرتتبة على سياسته النقدية‪ ،‬من خالل مراقبة معدالت الفائدة‬
‫لوحدها‪.‬‬
‫ج‪ .‬سعر الصرف‪:‬‬
‫يستخدم كهدف للسلطة النقدية ذلك أن اخنفاض أسعار الصرف يعمل على حتسنی وضعية ميزان املدفوعات‪ ،‬كما‬
‫أن استقرار هذا املعدل يشكل ضمانا الستقرار وضعية البالد جتاه اخلارج‪ ،‬و هلذا تعمل بعض الدول على ربط عمالهتا‬
‫بعمالت قوية قابلة للتحويل‪ ،‬و احلرص على استقرار صرف عملتها مقابل تلك العمالت‪ ،‬إال أن التقلبات اليت حتدث يف‬
‫سوق الصرف تكون نتيجة املضاربة الشديدة على العمالت‪ ،‬مما يؤدي إىل عدم القدرة و السيطرة و التحكم يف هذا اهلدف‪.‬‬
‫و تدفع تقلبات أسعار صرف العمالت بالسلطات النقدية إىل التدخل و التأثری عليه واستعمال ما لديها من احتياطات‬
‫حماولة منها احملافظة على قيمة عملتها جتاه العمالت اليت ترتبط هبا‪ ،‬دون ضمان جناح ‪،‬وهذه تكلفة مقابل اختيار هدف‬
‫استقرار سعر الصرف‪.‬‬
‫وهناك ‪ 4‬قنوات إلبالغ أهداف السياسة النقدية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬قناة سعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬قناة سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬قناة أسعار السندات املالية‪.‬‬
‫‪ ‬قناة االئتمان‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألهداف السياسة النقدية يف الدول النامية‪ ،‬فإنه يعرتيها الكثری من الغموض و الضبابية‪ ،‬ليس من ناحية التحديد‪،‬‬
‫ولكن من جانب إمكانية التحقيق‪ ،‬فنجد أن هاته الدول تعلق على السياسة النقدية حتقيق أكثر من هدف‪ ،‬كتشجيع النمو‬
‫االقتصادي املصحوب بالعمالة‪ ،‬و حتقيق االستقرار النقدي مبحاربة التضخم‪ ،‬و ضمان قابلية الصرف‪ ،‬و احملافظة على قيمة‬
‫العملة‪ ،‬و إجياد سوق مايل و نقدي متطور‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -3-1‬اتجاهات البياسة النقدية‪.‬‬


‫ميكن للسياسة النقدية أن تكون تقييدية (انكماشية) أو توسعية وذلك مرهون بالنوع املشكلة القائمة‪ ،‬وسبل‬
‫معاجلتها‪ ،‬باإلضافة إىل وجود مسات يف بعض اقتصاديات البلدان النامية على وجه اخلصوص‪.‬‬
‫‪ -1-3-1‬البياسة النقدية االنكماشية‪:‬‬

‫يلجأ البنك املركزي إيل اتباع سياسة نقدية انكماشية يف حالة وجود تضخم يف االقتصاد ناتج عن فائض يف الطلب‬
‫الكلي عن العرض الكلي (فجوة تضخمية)‪.‬‬

‫يف مواجهة الوضع املشار إليه سابقا‪ ،‬يعمل البنك املركزي على تنشيط الطلب الكلي من خالل اتباع االجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضخ سيولة اضافية تتاح لألفراد والبنوك‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على ذلك حدوث زيادة يف حجم النقد املوجود يف التداول (القوة الشرائية) وزيادة قدرة البنوك التجارية على خلق‬
‫نقود الودائع ومضاعفتها‪.‬‬
‫‪ -‬ينتج عن ذلك زيادة يف الطلب الكلي ومن مث اقرتابه أوتعادله مع العرض الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬احملصلة النهائية تكون ارتفاع يف املستوي العام لألسعار ومن مث حتفيز املنتجنی على زيادة االنتاج فتدور حركة النمو‪ ،‬األمر‬
‫الذي يرتتب عليه اتاحة املزيد من فرص العمل والتوظيف (مكافحة البطالة)‪.‬‬
‫‪ -2-3-1‬البياسة النقدية التوسعية‪:‬‬
‫يلجأ البنك املركزي إيل اتباع سياسة نقدية توسعية يف حالة وجود ركود يف االقتصاد ناتج عن قصور يف الطلب الكلي عن‬
‫العرض الكلي (فجوة انكماشية)‪ ،‬األمر الذي يؤدي إيل انتشار ظاهرة البطالة مبختلف القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫يف مواجهة الوضع املشار إليه سابقا‪ ،‬يعمل البنك املركزي على تنشيط الطلب الكلي من خالل اتباع االجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضخ سيولة اضافية تتاح لألفراد والبنوك‪.‬‬
‫‪ -‬يرتتب على ذلك حدوث زيادة يف حجم النقد املوجود يف التداول (القوة الشرائية) وزيادة قدرة البنوك التجارية على خلق‬
‫نقود الودائع ومضاعفتها‪.‬‬
‫‪ -‬ينتج عن ذلك زيادة يف الطلب الكلي ومن مث اقرتابه أوتعادله مع العرض الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬احملصلة النهائية تكون ارتفاع يف املستوي العام لألسعار ومن مث حتفيز املنتجنی على زيادة االنتاج فتدور حركة النمو‪ ،‬األمر‬
‫الذي يرتتب عليه اتاحة املزيد من فرص العمل والتوظيف (مكافحة البطالة)‪.‬‬
‫‪ -4-1‬أدوات البياسة النقدية‪.‬‬
‫لتحقيق األهداف املسطرة للسياسة النقدية يستخدم البنك املركزي بصفته املسئول عن تسيری و تنظيم الكتلة النقدية‬
‫جمموعة من األدوات و الوسائل حبسب احلاالت اليت تواجه االقتصاد من تضخم أو انكماش‪ ،‬و استخدام هذه األدوات‬
‫يتباين من اقتصاد آلخر‪ ،‬و حسب األهداف احملددة و القطاعات املستهدفة‪.‬‬
‫و تشمل أدوات السياسة النقدية نوعنی من الوسائل‪ ،‬مباشرة أو تلقائية و تستهدف أنواعا حمددة من االئتمان موجهة‬
‫لقطاعات معينة أو ألغراض حمددة‪ .‬و غری مباشرة و تستهدف احلجم الكلي لالئتمان املتاح دون حماولة التأثری على ختصيصه‬
‫بنی خمتلف االستعماالت‪ ،‬و ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1-4-1‬أدوات كمية‪ :‬هتدف بصفة أساسية إىل التأثری يف حجم االئتمان املصريف دون االهتمام بأوجه االستخدام اليت‬
‫يوجه إليها هذا االئتمان‪ ،‬و يالحظ أن هذه األدوات حتدث أثرها عن طريق التأثری على حجم األرصدة النقدية لدى البنوك‬
‫التجارية و من مت على قدرهتا على فتح االئتمان و خلق الودائع‪.‬‬
‫‪-2-4-1‬أدوات كيفية‪ :‬و هتدف أساسا إىل التأثری على نوع االئتمان أي على الكيفية اليت يستخدم هلا و ليس على‬
‫حجم االئتمان الكلي وذلك عن طريق التمييز بنی األنواع املختلفة من القروض من حيث سعر الفائدة و سهولة احلصول‬
‫على القروض وقفا ألوجه االستخدام املختلفة اليت يوجه إليها‪.‬‬
‫و ميكن أن حنددها من تصنيف آخر كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬األدوات المباشرة للبياسة النقدية‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تستخدم هذه األدوات قصد التأثری على حجم االئتمان املوجه لقطاع أو لقطاعات ما و تعمل على احلد من حرية‬
‫ممارسة املؤسسات املالية لبعض األنشطة كما و نوعا‪ ،‬من أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬تأطری االئتمان‪ :‬وهو إجراء تنظيمي تقوم مبوجبه السلطات النقدية يتحدد سقوف لتطور القروض املمنوحة من قبل البنوك‬
‫التجارية بكيفية إدارية مباشرة وفق نسب حمددة خالل العام‪ ،‬واعتماد هذا األسلوب ينبع من سعي السلطات النقدية إىل‬
‫التأثری على توزيع القروض يف اجتاه القطاعات املعتربة أكثر حيوية بالنسبة للتنمية‪ ،‬أو اليت تتطلب موارد مالية كبریة‪.‬‬
‫ولكن استخدام هذه األداة قد يقود إىل تشوهات قطاعية و ذلك ما دفع إىل االستغناء عنها يف كثری من الدول‪.‬‬
‫‪ ‬النسبة الدنيا للسيولة‪ :‬و يقتضي هذا األسلوب أن يقوم البنك املركزي بإجبار البنوك التجارية على االحتفاظ بنسبة دنيا يتم‬
‫حتديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إىل بعض مكونات اخلصوم‪ .‬وهذا حىت ال تفرط البنوك التجارية يف اإلقراض‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع املشروطة من أجل االستریاد‪ :‬و يستخدم هذا األسلوب لدفع املستوردين إىل إيداع املبلغ الالزم لتسديد مثن الواردات‬
‫يف صورة ودائع لدى البنك املركزي ملدة حمددة‪ ،‬ومن شأن ذلك‪ ،‬التقليل من حجم القروض املمكن توجيهها إىل االقتصاد‪ ،‬و‬
‫يؤدي بدوره إىل رفع تكلفة الواردات‪.‬‬
‫‪ ‬قيام البنك املركزي ببعض العمليات املصرفية‪ :‬حيث تستخدم البنوك هذا األسلوب يف البلدان اليت تكون فيها أدوات‬
‫السياسة النقدية حمدودة األثر‪ ،‬حيث تقوم البنوك املركزية مبنافسة البنوك التجارية بأدائها لبعض األعمال املصرفية كتقدميها‬
‫القروض لبعض القطاعات األساسية يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬التأثری و اإلقناع األديب‪ :‬و هي وسيلة تستخدمها البنوك املركزية بطلبها بطرق ودية و غری رمسية من البنوك التجارية تنفيذ‬
‫سياسة معينة يف جمال منح االئتمان و يعتمد جناح هذا األسلوب على كبيعة العالقة القائمة بنی البنوك التجارية و البنك‬
‫املركزي‪.‬‬
‫إن اعتماد األسلوب املباشر للسياسة النقدية و الرقابة على االئتمان ما فتئ التخلي عنه يتزايد من سنة إىل أخرى خاصة يف‬
‫العشريتنی األخریتنی من القرن العشرين لصاحل األساليب غری املباشرة سواء يف الدول املتقدمة أو الدول النامية‪ ،‬وذلك لعدة‬
‫أسباب أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل األساليب املباشرة على خفض املنافسة املصرفية بنی البنوك التجارية نتيجة اإلفراط يف حتديد نشاطها من خالل‬
‫السقوف و املؤثرات الواجب احرتامها‪ ،‬و هذا من شأنه معاقبة البنوك اليت تتسم باحليوية و الفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل هذه األساليب على األضرار باملؤسسات الصغریة و املتوسطة أكثر من الشركات الكربى‪ ،‬كون هذه األخریة‬
‫بإمكاهنا القيام بإقراض السيولة الزائدة لديها إىل مؤسسات أخرى بفوائد أعلى‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي هذه األساليب إىل بروز مشاكل إدارية نتيجة التمييز بنی القطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام الضمانات الكفيلة بكون التسهيالت االئتمانية املقدمة لبعض القطاعات سوف تستخدم لألغراض احملددة هلا‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي استخدام هذه األساليب إىل عدم الكفاءة يف ختصيص املوارد نتيجة التمييز غری العقالين بنی القطاعات‪.‬‬
‫ب‪ .‬األدوات غير المباشرة للبياسة النقدية‪:‬‬
‫تعتمد هذه األدوات على استخدام السوق للتعديل النقدي هبدف التأثری على عرض و طلب النقد‪ ،‬و يسمح هذا‬
‫األسلوب لقوى السوق أن تعمل على ختصيص القروض‪ ،‬و من أهم هذه األدوات غری املباشرة ما يلي‪:‬‬
‫ب‪ .9.‬عمليات السوق املفتوحة‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تعين هذه السياسة دخول البنك املركزي للسوق النقدية و املالية من أجل ختفيض أو زيادة حجم الكتلة النقدية عن‬
‫طريق بيع أو شراء األوراق املالية‪ ،‬و تعترب هذه الوسيلة األكثر شيوعا واستخداما خاصة يف الدول املتقدمة‪ ،‬فقد اعتربها‬
‫فريدمان من أكثر األدوات جناعة و فعالية يف التأثری على املعروض النقدي‪ ،‬و من مث حجم االئتمان الذي متنحه البنوك‪ ،‬فهي‬
‫أداة غری تضخمية‪ ،‬إال أنه يقر أن استعمال هذه األداة غری كاف ما مل تصحب بأدوات أخرى خاصة تلك األدوات املتعلقة‬
‫بالسياسة املالية‪ ،‬و إن تتمتع الدول بأسواق نقدية و مالية متطورة و منظمة‪.‬‬
‫و تسمح هذه العملية للسلطات النقدية بتوجيه تطور أسعار الفائدة يف االجتاه الذي يبدو هلم أكثر مالئمة‪ .‬ويؤدي‬
‫استخدام هذه األداة إىل تغيری حجم النقد املتداول و يؤثر على قدرة البنوك التجارية على خلق االئتمان‪.‬‬
‫ففي حالة معاناة االقتصاد من ظاهرة التضخم يتدخل البنك املركزي عارضا ما حبوزته من أوراق مالية للبيع ومن مت يقوم‬
‫بامتصاص الفائض من الكتلة النقدية فيتقلص حجم السيولة و تنخفض مقدرة البنوك التجارية على التوسع يف منح االئتمان‪،‬‬
‫و إذا كان االقتصاد يعاين من ظاهرة االنكماش يتدخل البنك املركزي لتشجيع االئتمان و توفری السيولة الالزمة لألداء‬
‫االقتصادي‪ ،‬و ذلك بشراء األوراق املالية‪.‬‬
‫و لكن استخدام عمليات السوق املفتوحة تتعرض لبعض املشاكل منها‪:‬‬
‫‪-‬املسألة األوىل‪ :‬تتعلق مبدى قدرة البنك املركزي على تسويق السندات يف األسواق املالية‪ :‬و دخول البنك املركزي إىل‬
‫األسواق املالية عارضا بيع السندات ميثل أحد أساليب السياسة النقدية االنكماشية و اليت هتدف إىل ختفيض السيولة النقدية‬
‫لدى اجلهاز املصريف‪ ،‬و بالتايل ختفيض الكمية املعروضة من النقود‪ ،‬و السؤال هنا هو لو امتنع اجلمهور و منشآت األعمال و‬
‫املصاف عن شراء هذه السندات؟‪.‬‬
‫فاعتبار األسواق املالية (السوق النقدية) هي هناية تفاعل قوى العرض و الطلب لتحديد األسعار املناسبة التوازنية‪ ،‬وهنا قد‬
‫يرتتب على البنك املركزي ختفيض الثمن الذي يعرض به السندات إىل املستوى الذي تضمن تسويقها بالكامل‪ ،‬و عليه أن‬
‫يتحمل النتائج املرتتبة على هذه السياسة و املتمثلة بارتفاع معدل الفائدة‪ ،‬وما هلا من أثر سليب على االستثمار‪.‬‬
‫‪-‬املسألة الثانية‪ :‬تتعلق بالطريقة اليت يتصرف هبا البنك املركزي يف األرصدة النقدية املرتاكمة لديه نتيجة بيع السندات يف‬
‫األسواق املالية‪.‬‬
‫‪-‬املسألة الثالثة‪ :‬تتعلق بضرورة تكرار عمليات السوق املفتوحة و ذلك لتحقيق االستمرارية يف مفعول السياسة النقدية‬
‫االنكماشية‪.‬‬
‫‪-‬املسألة الرابعة‪ :‬و تتعلق باآلثار السلبية املرتتبة على التدخل يف آلية السوق احلرة‪.‬‬
‫و يتوقف جناح البنك املركزي يف حتقيق أهدافه باستخدام هذه األداة على ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬مدى تطور سوق السندات احلكومية و أذون اخلزانة‪.‬‬
‫‪-‬مدى تطور سوق األوراق املالية و حجمها‪.‬‬
‫‪-‬مدى تنظيم و تطور اجلهاز املصريف‪.‬‬
‫ب‪ .8.‬معدل االحتياطي القانوين‪:‬‬
‫تقوم البنوك التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من إمجايل ودائعها يف شكل رصيد سائل لدى البنك املركزي‪ ،‬و يطلق‬
‫على هذه النسبة اسم االحتياطي القانوين أو اإلجباري‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫وتعترب هذه األداة ذات هدف مزدوج فهي من جهة أداة حلماية املودعنی و متكينهم من ضمان السحب عند احلاجة‬
‫لودائعهم‪ ،‬و من جهة ثانية أداة للتأثری على قدرة البنوك التجارية يف منح االئتمان‪.‬‬
‫ففي أوقات الكساد ميكن للبنك املركزي أن خيفض من نسبة االحتياطي‪ ،‬مما يساعد على زيادة التسهيالت االئتمانية‬
‫و تنشيط املعامالت و زيادة الطلب مما يؤدي إىل زيادة التشغيل و الدخل الوطين للمجتمع‪.‬‬
‫و يف حاالت التضخم يرفع البنك املركزي نسبة االحتياطي النقدي للحد من قدرة البنوك التجارية على منح االئتمان‬
‫و تؤدي إىل اخنفاض االستثمار و معدالت التوظيف و منه اخنفاض الطلب و بالتايل اخنفاض األسعار‪.‬‬
‫و يلجأ أحيانا إىل التمييز بنی معدالت االحتياطي القانوين تبعا ألنواع الودائع‪ ،‬فتعرض معدالت مرتفعة على الودائع‬
‫حتت الطلب‪ ،‬و معدالت منخفضة على الودائع ألجل‪ ،‬ألن الودائع ألجل تتميز باالستقرار باملقارنة مع الودائع حتت الطلب‪.‬‬
‫تستخدم هذه األداة على نطاق واسع ألهنا سهلة اإلدارة نسبيا باملقارنة باألدوات األخرى و تكون هذه األداة أكثر‬
‫فاعلية و جناعة إذا كان وعاء االحتياطات اإلجبارية شامال جلميع أنواع الودائع‪ ،‬و كذا افرتاض عدم وجود تسرب نقدي‬
‫(اكتناز) و عدم وجود طرق أخرى أمام البنوك التجارية للحصول على موارد نقدية خارج البنك املركزي‪ ،‬ومدى استجابة و‬
‫مرونة القطاعات اإلنتاجية لتلك التغریات املطبقة من قبل السلطات النقدية‪.‬‬
‫و هناك مسائل مهمة تتعلق هبذه األداة و هي‪:‬‬
‫‪ ‬املسألة األوىل‪:‬‬
‫و تتعلق مبدى قدرة البنك املركزي على إدارة األرصدة النقدية لدى البنوك التجارية‪ ،‬فمن الناحية العملية تعطينا الشواهد من‬
‫جتارب البلدان املتقدمة الكثری من األدلة على مدى ضعف البنوك املركزية يف إدارة السياسة النقدية باالعتماد على نسبة‬
‫االحتياطي النقدي‪ ،‬ففي بريطانيا مثال‪ ،‬تستطيع البنوك التجارية بسهولة أن تتجاوز أزمة السيولة اليت يثریها رفع البنك املركزي‬
‫لنسبة االحتياطي النقدي‪ ،‬و ذلك عن طريق استعادة األموال اليت تقوم بافرتاضها لبيوت اخلصم و بذلك تستطيع بناء‬
‫أرصدهتا النقدية دون احلاجة إىل ختفيض التسهيالت االئتمانية اليت تقدمها‪.‬‬
‫‪ ‬املسألة الثانية‪:‬‬
‫تتعلق بكمية األرصدة اليت حتتفظ هبا البنوك التجارية يوميا لدى أمانة الصندوق لديها‪ ،‬فمن املعروف أن نسبة غری قليلة (حنو‬
‫‪ )% 11 - 0‬من األرصدة النقدية لدى البنوك التجارية يتم االحتفاظ هبا و يتم تداوهلا يوميا بواسطة أمناء الصندوق‪ .‬و‬
‫يتم السحب من األرصدة يوميا‪ ،‬و بالتايل فقياس حجم األرصدة النقدية لدى هذه البنوك يتغری بالضرورة حبسب الوقت‬
‫الذي تقوم فيه بعملية القياس‪ ،‬مما جيعل هذه األرصدة عرضة للتغيری باستمرار‪ ،‬فمن شأن ذلك أن جيعل منها أداة غری دقيقة‬
‫لتنفيذ السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬املسألة الثالثة‪:‬‬
‫و تتعلق بتوقع املصارف التجارية جملريات التغری يف السياسة النقدية‪ ،‬فإذا توقعت البنوك التجارية سياسة نقدية متشددة تقوم‬
‫على أساس رفع نسبة االحتياطي النقدي‪ ،‬فإن هذه البنوك تستطيع احلد من هذه السياسة و ذلك باحتفاظها بكميات‬
‫إضافية و فائضة من األرصدة النقدية‪ ،‬و بذلك فرفع نسبة االحتياطي لن يكون هلا تأثری يذكر على توازن البنوك التجارية‪.‬‬
‫إضافة إىل أن هناك العديد من االنتقادات‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬يتأثر حجم االئتمان يف الواقع بالطرق االقتصادية و املالية‪ ،‬و لذا فإن أي تغيری يف االحتياطي القانوين ال يؤدي بالضرورة‬
‫إىل تغيری حجم االئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬قد تؤثر معدالت االحتياطي القانوين على رحبية البنوك التجارية مما يؤدي إىل زيادة تكلفة اإلقراض‪.‬‬
‫‪ -‬قد يؤثر معدل االحتياطي القانوين على أسعار األوراق املالية‪ ،‬خاصة السندات العمومية‪ ،‬فرفع هذا املعدي يؤثر على قدرة‬
‫البنوك على اإلقراض مما جيعلها تسعى إىل تعويض السيولة من خالل بيعها للمنشآت املوجودة لديها‪ ،‬مما يعمل على اخنفاض‬
‫أسعارها‪.‬‬
‫ب‪ .2.‬معدل إعادة اخلصم‪:‬‬
‫و هو عبارة عن سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك املركزي مقابل إعادة خصمه لألوراق التجارية للبنوك التجارية و‬
‫اإلقراض منه باعتباره املالذ األخری و تعترب إعادة اخلصم شكال من أشكال إعادة التمويل اليت يقوم هبا البنك املركزي لتزويد‬
‫البنوك التجارية بالسيولة‪.‬‬
‫و يعترب إحدى األدوات اليت يستخدمها البنك املركزي للتأثری على كمية االئتمان نقصا و زيادة فإذا أراد البنك املركزي‬
‫أن حيد من حجم االئتمان املصريف جلأ إىل رفع سعر إعادة اخلصم ‪،‬حيث يؤدي هذا إىل رفع سعر الفائدة الذي تقرتض به‬
‫البنوك التجارية‪ ،‬أما إذا قام البنك املركزي خيفض سعر إعادة اخلصم فإنه بذلك يشجع البنوك التجارية بدورها إىل خفض‬
‫سعر اخلصم مما يشجع األفراد مستهلكنی كانوا أو مستثمرين على خصم أوراقهم التجارية و بالتايل ميكنهم من التوسع يف‬
‫عمليات البيع باألجل‪.‬‬
‫و يف حاالت التضخم يرفع البنك معدل إعادة اخلصم ليحد من قدرة البنوك على التوسع يف االئتمان فرتفع تكلفة‬
‫االئتمان و من مت تكلفة التمويل‪ ،‬فيدفع ذلك املستثمرين إىل االمتناع عن االقرتاض و قد يلجئون إىل استثمار أمواهلم يف‬
‫السوق املالية‪ ،‬و هكذا خترج األموال من فخ السيولة‪ ،‬فيتقلص حجم الكتلة النقدية و ينكمش‪.‬‬
‫و يف حالة إتباع سياسة توسعية فإنه يقوم خبفض معدل إعادة اخلصم حىت ميكن البنوك التجارية خبصم ما لديها من‬
‫أوراق جتارية و التوسع يف منح االئتمان‪.‬‬
‫و يشكك العديد من االقتصادينی يف مدى جناعة و فعالية هذه األداة يف حتقيق األهداف االنكماشية أو التوسعية‪،‬‬
‫خاصة يف ظل تنوع مصادر التمويل‪ ،‬والتخلي عن نظام قاعدة الذهب و حرية تدفق رؤوس األموال من وإىل الدول‪ ،‬ومن مت‬
‫مل تعد هذه األداة سوى مؤشر أمام البنوك التجارية يف اجتاه السلطات النقدية فيما يتعلق بسياسة االئتمان‪ .‬إضافة إىل أن‬
‫هناك بعض االعتبارات و املشاكل العملية املرتتبة على استخدام هذه األداة للتأثری يف العرض النقدي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬املسألة األوىل‪:‬‬
‫تتعلق مبدى فعالية معدل اخلصم كأحد أدوات السياسة النقدية على املدى الطويل‪ ،‬فاعتبار معدل اخلصم كسعر يتحدد يف‬
‫األسواق ال ميكن تغيریه بشكل دائم ما مل يكن هذا التغيری قد جاء نتيجة للتحوالت يف ظروف العرض و الطلب النقدي‪ ،‬و‬
‫لذا فإن التغيری الذي جيريه البنك املركزي على معدل اخلصم كأسلوب للتحكم يف العرض النقدي‪ ،‬و ال ميكن أن يكون ذو‬
‫فعالية على املدى الطويل إال إذا رافق ذلك تغری يف النقد نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬املسألة الثانية‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تتعلق بتغيری معدل اخلصم و بالتايل معدالت الفائدة و ماله من أثر على االنفاق االستثماري على املدى الطويل‪ ،‬اي ال‬
‫يتوقع أن يكون رفع معدل الفائدة (معدل اخلصم) كسياسة نقدية هتدف إىل تقليص اإلنفاق الكلي‪ ،‬تأثری كبری على املدى‬
‫القصری‪.‬‬
‫‪ -2‬التضخم‪.‬‬

‫يرى علماء االقتصاد بأن التضخم ظاهرة اقتصادية اجتماعية سياسية مركبة‪ ،‬متعددة األسباب‪ ،‬وهلا العديد من‬
‫املظاهر واألشكال واآلثار‪ ،‬ظهر بعد احلرب العاملية الثانية ومل يرتاجع‪ ،‬وإذا توقف لعدد من السنوات‪ ،‬يبدأ من جديد‪ ،‬وإذا‬
‫هدأ يف بلد ما يتزايد يف بلد آخر‪.‬‬

‫أما يف الظروف الراهنة وعلى وجه التحديد منذ احلرب العاملية الثانية وحىت الوقت احلاضر ما زال يف تصاعد مستمر‪ ،‬فقد‬
‫كانت أسبابه نقدية خالصة يف التاريخ أما يف عامل اليوم فقد تعددت األسباب من نقدية ومالية وهيكلية وارتفاع التكاليف‬
‫والتضخم املستورد وآخرها العوملة‪ ،‬حيث ميكن نقل التضخم عن طريق السلع واخلدمات‪ ،‬بل يف إطار العوملة أصبح العامل كله‬
‫ينتقل من التضخم إىل الركود سوية وبالعكس‪.‬‬
‫‪-1-2‬مفهوم التضخم‪.‬‬
‫ال يوجد تعارض بنی االقتصادينی حول مفهوم التضخم‪ ،‬فاجلميع حيدد أسبابه والنتائج اليت يؤدي إليها‪ ،‬لكن‬
‫اختالف التعاريف ال يعين االختالف يف الفهم أو عدم قدرة االقتصادينی على إجياد تعريف موحد‪ ،‬بل هو ظاهرة إجيابية‬
‫تفتح باب احلوار والنقاش املستمر والذي يغين بدوره النظرية االقتصادية‪.‬‬
‫أوىل التعاريف البسيطة ترى يف التضخم ‪:‬زيادة يف كمية النقود تؤدي الرتفاع املستوى العام لألسعار‪.46‬‬
‫كما يعرف أيضا بأنه " عبارة عن االخنفاض املستمر واملتواصل يف القيمة احلقيقية لوحدة النقد" ‪ ،‬وقد عرف أيضا " التضخم‬
‫هو عبارة عن االرتفاع املستمر يف املستوى العام لألسعار يف دولة ما والناجم عن فائض الطلب عما هو معروض من السلع‬
‫واخلدمات خالل فرتة زمنية معينة"‪.‬‬
‫ومن بنی التعاريف األكثر شيوعا ربط التضخم باإلرتفاعات املستمرة يف املستوى العام لألسعار خالل فرتة زمنية معينة ‪ ،‬غری‬
‫أن اإلرتفاع املؤقت ألسعار بعض السلع نتيجة لظروف معينة كسوء األحوال اجلوية الذي يؤثر على احملاصيل الزراعية ال يعد‬
‫تضخما حيث تعود األسعار لإلخنفاض بتحسن الظروف اجلوية كما تتسبب األزمات السياسية مثل احلروب الثورات‬
‫واإلضرابات العمالية يف حدوث إرتفاع أسعار بعض املدخالت كأسعار الطاقة واألجور األمر الذي يرتتب عليه حدوث‬
‫إرتفاع يف أسعار املنتجات الصناعية إرتفاعا دائما وملرة واحدة‪ ،‬مث تثبت بعد ذلك عند املستوى املرتفع فمثل هذا اإلرتفاع يف‬
‫‪47‬‬
‫األسعار ال يعترب تضخما‪.‬‬
‫يتضمن هذا التعريف للتضخم عدة نقائص ندرجها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬مل حيدد التعريف طول املدة الزمنية اليت يعترب فيها إرتفاع األسعار تضخما ؛‬

‫‪ - 46‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.859‬‬
‫‪ - 47‬عبد القادر حممد عبد القادر عطية ‪ .‬رمضان حممد أمحد مقلد ‪،‬النظرية االقتصادية الكلية ‪،‬قسم االقتصاد ‪،‬كلية التجارة ‪ ،‬االسكندرية ‪8113-8115،‬ا ‪ ،‬ص ‪.932‬‬

‫‪71‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ ‬مل يأخذ التعريف يف احلسبان أثر التقدم التكنولوجي يف ختفيض تكاليف اإلنتاج حيث أن بقاء األسعار ثابتة يعين أن أفراد‬
‫اجملتمع مل يستفيدوا من آثار التقدم التكنولوجي يف حتسنی قدرهتم الشرائية ؛‬
‫‪ ‬مل حيدد التعريف ما إذا كانت أسباب إرتفاع األسعار تؤدي فعاال إىل التضخم أم أن إرتفاع سعر سلعة ما نتيجة حتسن‬
‫النوعية خيتلف عن إرتفاع سعر سلعة أخرى دون أن يصاحبه حتسن يف نوعيتها ففي احلالة االوىل تزيد منفعة املستهلك األمر‬
‫الذي ال يتحقق يف احلالة الثانية‪.‬‬
‫وكخالصة ملا سبق ذكره ميكننا القول أن تعدد التعاريف حول التضخم يدل على أنه ظاهرة إقتصادية متشعبة اجلوانب ختتلف‬
‫أسباهبا حسب خصوصية وطبيعة اقتصاد كل بلد‪.‬‬
‫‪-2-2‬انواع التضخم‪.‬‬
‫عرفت األنظمة االقتصادية عدة أنواع من التضخم تشرتك مجيعها يف اخنفاض القوة الشرائية للنقود وتتباين اآلثار النامجة‬
‫عنها بنی مؤثر على القطاعات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبنی مؤثر على بعض جوانبها‪ ،‬وبنی من يؤثر على التجارة اخلارجية‬
‫فقط‪ ،‬ومهما تباينت اآلثار وتعددت فإن جوهر التضخم ال خيتلف من نظام اقتصادي‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬التضخم الحقيقي‪:‬‬
‫وهو أحد أهم أنواع التضخم ألنه يشرح احلالة العامة للتضخم واليت تواجهها االقتصاديات يف سياق تطورها‪ ،‬وعادة‬
‫ما يكون يف الدول املتقدمة أو اليت تتمتع جبهاز إنتاجي مرن‪ ،‬أو الدول النامية اليت جتاوزت مرحلة التخلف‪ ،‬ومن مث ميكن‬
‫نظرا لوصول االقتصاد إىل مرحلة‬
‫تعريف هذا التضخم بأنه‪» :‬زيادة يف الطلب الكلي ال يرافقها زيادة يف العرض الكلي ً‬
‫‪48‬‬
‫تفاعا يف املستوى العام لألسعار«‪.‬‬
‫التشغيل الكامل األمر الذي يسبب ار ً‬
‫تضخما ألن الدخول تتزايد مع تزايد أسعار‬
‫ً‬ ‫هذا يعين أن ارتفاع األسعار يف مرحلة التشغيل غری الكامل ال يعد‬
‫السلع واخلدمات وأن العرض ينمو ملواجهة الطلب‪ ،‬أما يف التضخم احلقيقي فإن العرض يتوقف عن النمو وكما يقول كينز ‪:‬‬
‫أسعارا أعلى للعمال واألرض واملواد األولية لذلك تزداد التكلفة‪،‬‬
‫يتنافس املنظمون للحصول على عناصر اإلنتاج فيدفعون ً‬
‫فالزيادة يف اإلنتاج ال تستطيع مواجهة الزيادة يف الطلب فيظهر االرتفاع العام يف األسعار ‪.‬ألن زيادة أسعار السلع تفوق‬
‫الزيادة يف الدخول ويدخل االقتصاد مرحلة التضخم احلقيقي‪ ،‬أو التضخم الصحيح وأحيانًا يطلق عليه البعض التضخم‬
‫الفعلي‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬التضخم المكبوت‪:‬‬
‫هو أحد أنواع التضخم اليت تظهر يف ظروف معينة وحمددة ال عالقة للعرض والطلب فيها‪ ،‬وإمنا لدور الدولة‬
‫وتدخلها يف احلياة االقتصادية اي تتدخل الدولة يف إحداث هذا النوع من التضخم من خالل منع اإلرتفاع املستمر لألسعار‬
‫بإختاذ إجراءات مؤقتة تتمثل فيما يلي ‪ :‬جتميد األسعار‪ ،‬الرقابة على الصرف وفرض حد أقصى للسعر؛ وعادة ما يظهر يف‬
‫الدول ذات التخطيط املركزي) االشرتاكية(أو الدول اليت تسيطر على كافة عناصر اإلنتاج وتوزيعها يف االقتصاد الوطين وهي‬
‫أشبه يف التخطيط املركزي وكذلك الدول النامية اليت تضع يف خططها إمكانية تصنيع البالد خالل ‪ 91‬و ‪ 93‬سنة وانطالقًا‬
‫من ذلك ميكن تعريف التضخم املكبوت بأنه‪» :‬هو نتيجة سياسة تضعها الدولة تهدف من ورائها إىل تعطيل القواننی‬

‫‪ -48‬أمحد زهری شامية ‪:‬النقود واملصارف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.239‬‬

‫‪72‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫االقتصادية املوضوعية باستخدام نظام التسعری اجلربي والرقابة التموينية لفرض أسعار حمددة فيظهر االستقرار النقدي لكنه‬
‫عندما تنخفض درجة الرقابة يظهر بصورة سريعة و مفاجئة معدالت مرتفعة ‪ % 31‬مثال أو أكثر فيؤدي بشكل مفاجئ‬
‫لظهور الفقر املدقع والغىن الفاحش «‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬التضخم الجامح‪:‬‬
‫يعد التضخم اجلامح أو كما يطلق عليه البعض (املفرط)أخطر أنواع التضخم يف االقتصاد الوطين‪ ،‬ألنه يؤدي لفقدان النقد‬
‫لوظائفه ما عدا وسيلة للتبادل‪ ،‬أي ال يدخر األفراد ما حيصلون عليه من نقود‪ ،‬بل يتوجهون بها إىل السوق للشراء فرتتفع‬
‫األسعار بشكل مستمر ‪.‬فهو نتيجة حتمية اإلرتفاعات شديدة واملستمرة ىف األسعار يصعب على السلطات احلكومية‬
‫التدخل للحد من تزايدها ‪.‬وينجم عنه إهنيار النظام النقدي وتنهار معه قيمة الوحدة النقدية مثلما حدث يف أملانيا‪ ،‬وكما‬
‫حدث يف بغاريا عام ‪ 9153‬بعد احلرب العاملية الثانية وهذه احلاالت إقرتنت باحلروب واهلزائم والثورات وعدم اإلستقرار‬
‫‪49‬‬
‫السياسي واإلقتصادي واإلجتماعي‪.‬‬
‫يظهر هذا النوع من التضخم يف الدول اليت تعاين من عجز يف ميزان مدفوعاتها واخنفاض حجم مواردها املالية الداخلية األمر‬
‫الذي يضطرها لإلصدار النقدي لتمويل عجز املوازنة وعن طريق اإلنفاق العام لتصل النقود ثانية للمستهلكنی الذين يسارعون‬
‫للشراء بها فرتتفع األسعار كل يوم وأحيانًا مرتنی يف اليوم‪ ،‬فيقوم التجار والصناعيون بإخفاء السلع وإظهار كميات قليلة منها‬
‫يوميًا‪ ،‬ولكي حتافظ الدولة على الفقراء واملوظفنی وذوي الدخل احملدود تقوم بزيادة األجور‪ ،‬فتزداد األسعار ثانية وهكذا عرب‬
‫سلسلة من الزيادات يف األجور واألسعار يتجاوز معدل التضخم املعدالت املألوفة للتضخم ويصل إىل ‪ 800 %‬أحيانًا كما‬
‫حصل يف دول الربازيل واألرجنتنی عام ‪ ، 9125- 9121‬وكما حصل يف أملانيا عام ‪ 1923‬بعد احلرب العاملية األوىل‪،‬‬
‫وحصل يف اليابان من عام ‪ 1904‬خالل تطبيق برنامج حكومة امليجي يف تطوير االقتصاد الياباين‪.‬‬
‫يؤثر هذا النوع من التضخم على الفقراء وذوي الدخل احملدود بينما يؤدي لزيادة غىن األغنياء وتزايد ثرواتهم يوميًا‪ ،‬فيقسم‬
‫المجمتع إىل فقراء وأغنياء مما يؤدي يف النهاية الضطرابات سياسية واجتماعية‪.‬‬
‫‪-4-2-2‬التضخم المبتورد‪:‬‬
‫حتدثنا عن التضخم احلقيقي الذي حيصل يف االقتصاد الوطين خالل التطور االقتصادي وكال من التضخم املكبوت احملدد يف‬
‫أيضا التضخم اجلامح الذي يتزايد مع انفالت األسعار واألجور‪.‬‬‫فرتة معينة و ً‬
‫أما التضخم املستورد فال حيصل داخل الدولة وإمنا يتم إدخاله من الدول األجنبية عرب السلع واخلدمات فهو‪:‬‬
‫»استریاد السلع وخدمات مرتفعة الثمن تدخل يف تصنيع السلع احمللية مما يؤث على التكلفة احمللية فرتتفع األسعار بغض النظر‬
‫‪50‬‬
‫عن العرض والطلب «‪.‬‬
‫كما يعرب عن الزيادة املتسارعة يف أسعار السلع واخلدمات النهائية املستوردة‪ . 51‬ويظهر هذا النوع من التضخم يف‬
‫اإلقتصاديات النامية كوهنا أكثر انفتاحا على العامل اخلارجي وإعتمادها الكبری على السلع املستوردة‪.‬‬

‫‪ - 49‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬مبادىء االقتصاد (التحليل الكلي) ‪،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ، 8113 ،‬ص ‪.932‬‬
‫‪ -50‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.833‬‬
‫‪ - 51‬نداء حممد الصوص ‪،‬االقتصاد الكلي ‪،‬دار إجنادين للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪ ،‬الطبعة االوىل‪،8116،‬ص ‪.36‬‬

‫‪73‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -2‬أسباب التضخم‪.‬‬
‫هناك جمموعة من العوامل اليت تؤدي إىل التضخم ميكن تصنيفها إىل‪:‬‬
‫‪-‬العوامل الدافعة بالطلب الكلي إىل االرتفاع؛‬
‫‪ -‬اسباب عدم تغری العرض الكلي؛‬
‫‪ -1-3‬العوامل الدافعة بالطلب الكلي إلى االرتفاع‪ :‬متثل هذه العوامل يف جمموعة من االسباب يكمن لنا ذكر منها‬
‫مايلي‪:‬‬

‫‪-‬زيادة عدد السكان من فرتة ألخرى مع ما ينتج عن هذه الزيادة من تطور يف حاجياهتم؛‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق االستهالكي من قبل األسر نتيجة زيادة دخلهم أو حتسن مستوى معيشتهم أو تغری األذواق والرغبات؛‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق االستثماري اخلاص؛‬
‫‪ -‬زيادة اإلنفاق احلكومي حيث ميثل طلب الدولة على السلع االستهالكية واالستثمارية عامل ضغط على جانب الطلب‪،‬‬
‫كما أن عجز امليزانية إذا مت تغطيته بإصدار نقدي فهذا يعين ضخ كميات نقدية إضافية يف االقتصاد ما يزيد من ضغط‬
‫الطلب؛‬
‫‪ -‬متويل العمليات احلربية وهو ما ينتج عنه طلب كبری على مستوى السلع واخلدمات قبل وأثناء وبعد احلرب؛‬
‫‪-‬توسع البنوك واملؤسسات املالية يف منح التسهيالت االئتمانية سواء للقطاع االستهالكي أو االستثماري وهو ما ينتج عنه‬
‫زيادة ضغط الطلب؛‬
‫‪ -‬التوقعات واألوضاع النفسية للمستهلكنی واملستثمرين‪ ،‬فتوقع حدوث اضطرابات أو ندرة يف التموين ببعض املواد أو توقع‬
‫أحداث سياسية قد يؤدي إىل زيادة طلب املستهلكنی وزيادة اإلنتاج بشكل يرفع من الطلب على السلع اإلنتاجية وهو ما‬
‫يساهم يف رفع الطلب ودفع األسعار حنو االرتفاع‪.‬‬
‫‪-2-3‬اسباب عدم تغير العرض الكلي‪ :‬هناك عدة عوامل قد حتول دون زيادة العرض الكلي من السلع واخلدمات(زيادة‬
‫االنتاج)‬
‫‪-9‬يف الدول املتقدمة‪:‬‬
‫‪ -‬تعود أسبابه إىل وصول االقتصاد إىل مستويات مرتفعة من التشغيل‬
‫‪ -‬تأثری االحتكارات ونقص املواد األولية و صعوبة الوصول إىل التمويل ما يطرح مشاكل أمام توسع اإلنتاج؛‬
‫‪ - 8‬يف الدول النامية‬
‫‪ -‬ختلف الفن اإلنتاجي وقدم اآلالت واملعدات؛‬
‫‪ -‬نقص اليد العاملة املؤهلة؛‬
‫‪ -‬الرتكيز على قطاعات سريعة الربح ال تقدم قيمة مضافة لالقتصاد؛‬
‫‪-4‬اثار التضخم‪.‬‬
‫للتضخم العديد من اآلثار السلبية على متغریات االقتصاد الكلي سواء من الناحية االقتصادية او من الناحية االجتماعية‬
‫باالضافة اىل النتغييىات النقدية وعلى مستوى التعامالت اخلارجية ‪ ،‬وحىت على املؤسسة على املستوى اجلزئي‪ ،‬وفيمايل عرض‬

‫‪74‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الهم االثار النامجة عن ظاهرة التضخم‪:‬‬


‫‪ -‬التأثير على جهاز األثمان‪ :‬األمر الذي يؤدي إىل تدهور كفاءة جهاز الثمن يف عملية ختصيص وتوزيع املوارد يف‬
‫االقتصاد‪ ،‬وبذلك يبعد هذا اجلهاز عن الرشادة االقتصادية؛‬
‫‪ -‬التأثير على اإلنتاج‪:‬‬
‫وأهم هذه األضرار هو التأثری بالسلب على اإلنتاج‪ ،‬االستثمار والصادرات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تضرر االستثمار‪ :‬إذا توقع أفراد اجملتمع أن التضخم سوف يستمر ويتصاعد فإهنم يف حماولة محاية أنفسهم من آثاره‬
‫يتجهون بطريقة متزايدة حنو املضاربة واكتناز السلع بدالً من استثمار أمواهلم يف التنمية وإنشاء الصناعات وإضافة الطاقات‬
‫اإلنتاجية اجلديدة‪ ،‬وال شك أن مثل هذا االجتاه ضار بأي اقتصاد سواء متقدم أو نامي؛‬
‫‪-‬عدم القدرة على التصدير‪:‬‬
‫يؤدي التضخم إىل ارتفاع أسعار السلع إذا كانت للدولة منتجات عليها تصديرها‪ ،‬ومن مت تفقد قدرهتا على املنافسة‬
‫اخلارجية بسبب ارتفاع أسعارها‪ ،‬وحتجم تلك الدول عن استریاد تلك السلع‪ ،‬وبالتايل ترتاجع الصادرات‪ ،‬كما أن ارتفاع‬
‫أسعار السلع احمللية مع وجود سلع مستوردة بنفس اجلودة لكن بأسعار أقل‪ ،‬جيعل اجملتمع احمللي يزيد من استهالك السلع‬
‫املستوردة‪ ،‬ومن مت تتزايد الواردات وبالتايل عجز ميزان املدفوعات‪ ،‬وتضرر املؤسسات الوطنية ما قد يؤدي إىل إفالسها؛‬
‫‪-‬تأثير التضخم على الدائن والمدين‪:‬‬
‫يف أوقات التضخم يستفيد املدين ويتضرر الدائن‪ ،‬ألن املدين يقرتض مبالغ حمددة يلتزم بتسديدها بدون زيادة أو نقصان‪،‬‬
‫إال أن القيمة احلقيقية للدين تنخفض مع ارتفاع األسعار؛‬
‫‪ -‬تأثير التضخم على االدخار‪ :‬ارتفاع التضخم معناه اخنفاض القيمة احلقيقية للمدخرات وهو ما يعترب من العوامل املؤثرة‬
‫سلبا على امليل لالدخار حيث يفضل األفراد اقتناء األصول احلقيقية الطويلة األجل؛‬
‫‪-‬تأثير التضخم على النمو االقتصادي‪:‬‬
‫فهناك فريق يرى بأن التضخم له تأثری سليب على النمو االقتصادي حيث تنشأ يف اجملتمع حالة تتسم بعدم التأكد من‬
‫األوضاع االقتصادية فيؤثر ذلك على قرارات االستثمار ومن مت يقل حجم االستثمار‪ ،‬كما تتأثر أيضا قرارات املدخرين خاصة‬
‫عندما يتوقعون استمرار الزيادة يف األسعار نظراً الخنفاض القيمة احلقيقية للمدخرات‬
‫أصحاب الدخول يقل محاسهم للعمل بسبب اخنفاض دخوهلم احلقيقية مع ارتفاع األسعار‬
‫اما التيار الثاني فيري عكس ذلك يرون بأن التضخم رمبا يكون دافعا لعملية النمو االقتصادي وهذا بدوره يؤدي إىل خلق‬
‫فرص عمل جديدة فينخفض معدل البطالة ويرتفع حجم الناتج القومي خاصة عندما يكون االقتصاد عند مستوى أقل من‬
‫مستوى التوظيف الكامل لعناصر اإلنتاج؛‬
‫‪-‬تأثير التضخم على الجهاز النقدي الداخلي‪:‬‬
‫يعرب التضخم عن فشل النقود يف تأدية وظائفها األساسية‪ :‬وسيط للمبادلة‪ ،‬خمزن للقيمة‪ ،‬مقياس للقيمة‪ ،‬فأول وظيفة‬ ‫ر‬
‫تفقدها هي قدرهتا على القيام بدور خمزن للقيمة‪ ،‬كذلك بالنسبة لألثر يف السوق النقدية واملالية‪ ،‬إذ أن التضخم يعين التحول‬
‫إىل االستهالك على حساب االدخار الذي هو يف احلقيقة تضحية باستهالك حايل يف مقابل استهالك مستقبلي أكرب؛‬

‫‪75‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪-‬تأثير التضخم على إعادة توزيع الدخل‪:‬‬


‫يؤدي التضخم إىل إعادة توزيع الدخل احلقيقي من الفئات ذات الدخول الثابتة وشبه الثابتة إىل أصحاب الدخول املتغریة؛‬
‫‪ -‬تأثير التضخم على إعادة توزيع الثروة‪:‬‬
‫فمالك الثروات إذ ما اخنفض دخلهم احلقيقي بفعل التضخم فإهنم سيتصرفون فيها بالبيع وذلك بغية احملافظة على مستوى‬
‫معنی من االستهالك اعتادوا احلصول عليه‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إىل إعادة توزيع الثروة بنی خمتلف مكوناهتا؛‬
‫‪-‬تأثير التضخم على أسعار صرف العمالت‪:‬‬
‫يؤثر االرتفاع العام لألسعار على أسعار صرف العملة الوطنية اجتاه العمالت األجنبية‪ ،‬حيث يؤدي التضخم إىل اخنفاض‬
‫القوة الشرائية للعملة الوطنية والذي ينعكس عادة على أسعار العملة الوطنية بالعمالت األجنبية باخنفاض سعر صرفها؛‬
‫أثر التضخم على المؤسبة االقتصادية‪:‬‬
‫إن أثر التضخم ال يقتصر فقط على املستوى الكلي‪ ،‬بل يؤثر كذلك على املستوى اجلزئي وخباصة على املؤسسة االقتصادية‬
‫من النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التأثری سلبا على أرباح املؤسسات االقتصادية اليت مل تستطع التحكم أو ترشيد تكاليفها؛‬
‫‪ -‬تضخيم قيمة األصول املادية للمؤسسة بشكل ال يعرب عن القدرة اإلنتاجية هلا؛‬
‫‪ -‬يؤثر التضخم سلبا على مؤشرات األداء يف املؤسسة بشكل ال يعكس الوضعية الفعلية هلا وهو ما يؤثر على القرارات‬
‫املتخذة من قبل خمتلف املتعاملنی معها مهما كان نوعهم؛‬
‫‪ -‬احلركات التضخمية املتواصلة قد جتعل املؤسسة هتمل جانب اجلودة يف منتجها ما دامت منتجات مماثلة تباع بنفس السعر‬
‫ما يؤثر سلبا على مسعة املؤسسة يف السوق بعد اكتشاف العمالء هلذا األمر؛‬
‫‪ -‬املؤسسات اليت تنتج منتجات كمالية قد تواجه صعوبات يف حالة التضخم نتيجة تراجع الطلب على منتجاهتا خاصة إذا‬
‫كانت أغلب طبقات اجملتمع فقریة أو حمدودة الدخل؛‬
‫‪ -5‬البياسات المنتهجة في مكافحة التضخم‪.‬‬
‫ختتلف السياسات املنتهجة يف مكافحة التضخم من بلد إىل آخر تبعا إلختالف مسبباته ويكمن يف هذا الصدد أن‬
‫يتم التفرقة بنی نوعنی من سياسات معاجلة التضخم ‪:‬‬
‫‪ -1-5‬البياسة النقدية ‪.‬‬
‫هتدف السلطات النقدية من خالل تطبيق أدوات هذه السياسة إىل التحكم يف عرض النقود وضبطه حىت ال يتجاوز‬
‫معدل منو الناتج احلقيقي وتتمثل أدواهتا فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬التحكم في اإلصدار النقدي ‪ :‬ميكن للسلطات النقدية املتمثلة بالبنك املركزي التحكم يف اإلصدار النقدي من خالل‬
‫وضع خطة نقدية تالئم بنی عرض النقد والطلب عليه للقيام بالنشاطات اإلقتصادية وتوسيعها ‪ ،52‬حىت يكون معدل منو‬
‫الناتج القومي احلقيقي أكرب من معدل زيادة اإلصدار النقدي؛‬

‫‪ - 52‬فليح حسن خلف‪،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪،‬عامل الكتب احلديث ‪،‬عمان ‪،‬االردن‪،‬الطبعة االوىل‪،8113،‬ص‪.831‬‬

‫‪76‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ ‬سعر الخصم ‪ :‬هو سعر الفائدة الذي حيصل عليه البنك املركزي من البنوك التجارية نظری إعادة خصم ما لديها من‬
‫أوراق جتارية وأذونات اخلزينة أو لقاء ما يقدم إليها من قروض مضمونة هبذه األوراق‪ ،‬ففي حاالت التضخم يقوم البنك‬
‫املركزي برفع معدل اخلصم قصد التقليل من مقدرة البنوك التجارية على اإلقراض‪.53‬‬
‫‪ ‬عمليات البوق المفتوحة ‪ :‬يقوم البنك املركزي ببيع السندات احلكومية للبنوك التجارية يف السوق املفتوحة بغرض‬
‫التخفيض من إحتياطاهتا النقدية حيث تضعف مقدرهتا على اإلقراض وينخفض حجم النقود يف السوق‪.‬‬
‫‪ -2-5‬البياسة المالية ‪.‬‬
‫تتمثل أدوات السياسة املالية يف جمموعة من اإلجراءات اليت تتخذها الدولة هبدف التأثری على النشاط اإلقتصادي‬
‫وذلك بإستخدام أوعية امليزانية ونذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة على الضريبة ‪ :‬إن قيام السلطات احلكومية برفع معدالت الضريبية على املداخيل يؤدي إىل إخنفاض اإلتفاق‬
‫اإلستهالكي لألفراد وعليه حيدث إخنفاض يف الطلب الكلي الذي قد ينجم أيضا عن رفع معدالت الضريبة اخلاصة بأرباح‬
‫الشركات والرسوم اجلمركية غری املباشرة على السلع احمللية واملستوردة إذا تعترب الضريبة أداة فعالة للتقليل من التضخم من‬
‫جهة ومن جهة ثانية ميكن حتويل حمصلتها إىل إستثمارات؛‬
‫‪ ‬الرقابة على اإلنفاق العام ‪ :‬الضغط على اإلنفاق احلكومي حيد من الزيادة يف الطلب الكلي حيث تسعى احلكومة من‬
‫خالل إنتهاج هذه السياسة إىل ترشيد اإلنفاق اإلستهالكي واإلستثماري ومن املالحظ أن التقليل من حجم اإلستهالك‬
‫يكون أكثر فاعلية من التأثری يف حجم اإلستثمار خاصة يف اإلقتصاديات النامية‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل ما تقدم يستنتج أن ظاهرة التضخم ذات أبعاد إقتصادية وإجتماعية متعددة ومتداخلة كما تتداخل السياسات‬
‫واألبعاد الزمنية حللها ما بنی األجل القصری والطويل مما يتطلب من احلكومات اإلهتمام بأسبابه وجتنب خماطره وإجياد‬
‫البدائل املمكنة ملكافحته على املستوى اجلزئي ‪.‬‬

‫‪ -53‬سوزي عديل ناشد‪،‬مقدمة يف االقتصاد النقدي واملصريف ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪،‬بریوت‪،‬الطبعة االوىل‪ ،8113،‬ص ‪.868‬‬

‫‪77‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫الفصل البادس‪ :‬االسواق المالية‬


‫تلعب األسواق املالية دورا فعاال يف عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬و تظهر أمهية القطاع املايل من خالل دوره يف حتويل املوارد‬
‫املالية من املقرضنی ( املدخرين للموارد املالية ) إىل املقرتضنی ( املستثمرين ) و هذه العملية مهمة جداً خاصة أن الوحدات‬
‫االقتصادية املدخرة ختتلف عادة عن الوحدات االقتصادية املستثمرة‪.‬‬
‫و دور األسواق املالية هذا يسهم يف تشجيع االدخار و االقرتاض‪ ،‬و عدم وجودها يضع الوحدات االقتصادية أمام‬
‫خيارات حمدودة‪.‬‬

‫‪-1‬ماهية تعريف االسواق المالية‪.‬‬


‫يستمد السوق املايل مفهومه من مفهوم السوق بشكل عام قدمياً كانت األسواق موجودة وحيصل هبا تعامالت ولكن‬
‫وسيلة التعامل هي السلع ‪ ،‬وإن وسائل وطرق تبادل هذه السلع تغریت مع مرور الزمن على حسب تغری اجملتمعات واألفكار‬
‫يف هذه اجملتمعات وأيضاً حسب الظروف احمليطة إن كانت اقتصادية أم سياسية وتبعاً لتغری احتياجات الفرد واالرتقاء وسائل‬
‫االتصال فيما بينهم‪.‬‬
‫عرف األسواق املالية بتعريفات خمتلفة ومن هذه التعاريف ما يلي‪:‬‬
‫األسواق املالية هي سوق رأس املال‪.‬‬
‫األسواق املالية هي سوق األسهم والسندات‪.‬‬
‫األسواق املالية هي سوق األموال االستثمارية طوية األجل‪.‬‬
‫األسواق املالية تشمل مؤسسات الوساطة املالية من بنوك وصناديق استثمارية ومؤسسات مالية غری مصرفية‪.‬‬
‫‪-1-1‬تعريف األسواق المالية‪.‬‬
‫يوجد العديد من التعاريف للسوق املالية لكن جلها تصب يف اجتاه واحد ومفهوم واحد وفيمايلي عرض الهم هذه املفاهيم‪:‬‬
‫األسواق املالية هي األسواق اليت تستوعب تدفق املوارد املالية من املدخرين إىل املستثمرين ومن خالل تداول األوراق املالية‬
‫‪54‬‬
‫بصورة مباشرة وغری مباشرة (عرب الوسطاء املالنی) ومبا يؤدي إىل تعبئة املدخرات وتوجيهها حنو أوجه اإلستثمارات املختلفة‪.‬‬
‫والسوق املايل موجود أينما توجد وسيلة التبادل بنی البائع واملشرتي‪ ،‬وبغض النظر عن الكيفية اليت يتم مبوجبها تنفيذ عمليات‬
‫الشراء والبيع فقد تكون بلقاء املباشر بينهما أو بواسطة اهلاتف أو حىت بواسطة االنرتنت‪ ،‬ويستعنی السوق املايل بشرحية من‬
‫اخلرباء إلدارة وتنظيم عمليات التبادل وتوفری املعلومات الدقيقة للمتعاملنی يف السوق لفئة املالكنی‪ ،‬أما الفئة الثانية العاملة يف‬
‫‪55‬‬
‫السوق فهم الوسطاء أو الوكالء‪.‬‬
‫األسواق املالية هي اآللية اليت ميكن بواسطتها شراء وبيع األدوات املالية بكلفة تداول قليلة‪ .‬كما أهنا األلية اليت جتمع كال من‬
‫البائعنی واملشرتين يف مكان واحد أو وسيلة أو آلية مشرتكة لتسهيل عمليات البيع والشراء‪.‬‬
‫كما ميكن ميكن تعريف السوق املايل على أنه اإلطار الذي جيمع بائعي األوراق املالية مبشرتي تلك األوراق ‪ ،‬وذلك بغض‬

‫‪ - 54‬حممد امحد االفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪،‬مركز الكتاب االكادميي‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،8196 ،‬ص ‪.951‬‬
‫‪ -55‬دريد كامل ال شييب‪ ،‬مقدمة يف االدوات املالية املعاصرة‪ ،‬دار املسریة‪ ،‬االردن‪ ،8116 ،‬ص ‪.852‬‬

‫‪78‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫النظر عن الوسيلة اليت يتحقق هبا هذا اجلمع أو املكان الذي يتم فيه‪ .‬ولكن بشرط توفر قنوات اتصال فعالة فيما بنی‬
‫‪56‬‬
‫املتعاملنی يف السوق حبيث جتعل األمثان السائدة يف بيئة حلظة زمنية معينة واحدة بالنسبة ألية ورقة مالية متداولة فيه‪.‬‬
‫‪ -2-1‬خصائص االسواق المالية‪.‬‬
‫إن التعريف السابق يشری إىل محلة من اخلصائص والسمات لألسواق املالية وأبرزها‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسواق المالية‪ :‬هي أسواق ائتمان مايل‪ .‬وقد اكتسبت هذه الصفة من عملية تداول األسهم والسندات باعتبارها‬
‫أدوات مالية تكفل تدفق املوارد املالية بنی املدخرين واملستثمرين أي أهنا متثل وسائل لتمويل االستثمار ومن املعروف أن متويل‬
‫االستثمار يتم بعده وسائل منها‪:‬‬
‫‪-‬إصدار السندات وطرحها للتداول يف السوق هي أحد أساليب متويل االستثمار لدى الشركات واملؤسسات االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار األسهم ومتثل أسلوباً أخر لتمويل االستثمار من خالل املشاركة يف أصول الشركة ودخلها الصايف الذي يتحقق يف‬
‫املستقبل‪.‬‬
‫إن الذور اآلتتماين لألسواق ااملالية مل يتم دفعة واحدة وامنا كان وليد مراحل خمتلفة من التطور واليت تأثرت بطبيعة العالقة بنی‬
‫املدخرين املستثمرين (املقرضنی واملقرتضنی)‪.‬‬
‫وميكننا التمييز بنی مرحلتنی أساسيتنی مرت هبا األسواق املالية وهي‪:‬‬
‫(‪ )1‬مرحلة اإلندماج بين المدخرين والمبتثمرين‪:‬‬
‫ميزت هذه املرحلة بأن تدفق املوارد املالية كان يتم بصورة مباشرة بنی املدخرين واملستثمرين بسبب حمدودية عدد هؤالء‪.‬‬
‫فاملدخر هو املستثمر والذي كان يواجه أحد اخليارات الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إما انفاق الدخل كامال وبالتايل ال يوجد فائض ميكن إدخاره وتوظيفه يف عملية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬أو اكتناز اإلدخار وبالتايل تعطيل فائض الدخل عن عملية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬أو القيام بصورة مباشرة باستثمار فائض الدخل (االدخار) يف عملية االستثمار وقد كان اخليار األخری هو املفضل هلؤالء‬
‫وهكذا أقرتن أسلوب التمويل املباشر والتدفق املباشرة للموارة مبرحلة االندماج بنی املدخرين واملستثمرين‪.‬‬
‫(‪ )2‬مرحلة االنفصال بين المدخرين والمبتثمرين‪:‬‬
‫أقرتن ظهور هذه املرحلة مبرحلة ظهور دور املؤسسات املالية الوسيطة بنی املدخرين واملستثمرين‪ .‬حيث أصبح تدفق املوارد يتم‬
‫بصورة غری مباشرة ومن خالل مؤسسات الوساطة املالية‪ .‬وقد نشأت هذه املرحلة مع زيادة عدد املدخرين يف اجملتمع‬
‫وإختالف تفضيالهتم ورغباهتم بالنسبة لإلستثمار وهو األمر الذي أدى إىل إنفصال املدخرين عن املستثمرين‪.‬‬
‫وال ريب ان ظهور هذه املرحلة هو وليد تطور ملحوظ يف اسواق االئتمان االققطاة بدا من عمل الصرافينی مث ظهور فكرة‬
‫البنوك كمؤسسات وسيطة بنی املقرضنی واملقرتضنی‪ .‬وإنتهاءاً بظهور فكرة البنوك املركزية ودورها يف عملية تنظيم اإلثتمان‬
‫والرقابة عليه‪.‬‬

‫‪ - 56‬حممد مطر ‪ ،‬إدارة االستثمار اإلطار النظري والتطبيقات العملية ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان –األردن ‪ ،‬ص ‪921،‬ص‪.95‬‬

‫‪79‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫وقد أدى ظهور مؤسسات الوساطة املالية إىل ظهور فكرة األسواق النقدية وإصدار األوراق املالية كاألسهم والسندات وأذون‬
‫اخلزانة وشهادات اإليداع كأدوات مالية لتمويل االستثمارات قصریه ومتوسطة وطويلة األجل‪ .‬وهو األمر الذي أدى إىل‬
‫إندماج األسواق النقدية باألسواق املالية‪.‬‬
‫وعلى أية حال‪ :‬فإن دورة تدفق املوارد املالية بنی وحدات الفائض (املدخرون) ووحدات العجز (املستثمرون) يتم بأسلوبنی‪:‬‬
‫‪ -‬أسلوب مباشر حيث يتم التمويل مباشرة ومن خالل السوق املالية‪.‬‬
‫‪ -‬وأسلوب غری مباشرة حيث يتم التمويل من خالل الوسطاء املالينی الذي يتكون من املؤسسات املالية اآلثية‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬شركات التأمنی‪.‬‬
‫‪-‬شركات االستثمار‪.‬‬
‫‪-‬بنوك االدخار‪.‬‬
‫‪ -‬صناديق التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬شركات التمويل والتأجری‪.‬‬
‫‪ -‬إحتادات االئتمان‪.‬‬
‫إضافة إىل مساسرة وجتار األدوات املالية وبنوك االستثمار وبنوك الرهون العقارية‪.‬‬
‫ولتوضح دورة تدفق املوارد املالية املباشرة وغری املباشرة نستعنی بالشكل التايل‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫شكل رقم (‪ :)14‬دورة التدفق المالي بين وحدات الفائض و العجز المباشر والغير مباشر‬

‫و يبنی الشكل السابق دورة تدفق املوارد املالية بصورة مباشرة‪ .‬حيث تقوم حدات العجز بإصدار أوراق مالية جديدة يتم‬
‫شرائها يف السوق املايل من قبل وحدات الفائض لتمويل االستثمار‪( .‬أنظر اجلزء األعلى من الشكل السابق) أو من خالل‬
‫الوساطة املباشرة لبنوك االستثمارينی املدخرين واملستثمرين‪.‬‬

‫كذلك يبنی الشكل السابق دورة تدفق املوارد املالية بصورة غری مباشرة (اجلزء األسفل من الشكل) حيث نتدفق املوارد املالية‬
‫عرب املؤسسات املالية الوسيطة حيث تقوم مؤسسات العجز بإصدار األوراق املالية اجلديدة وبيعها ملؤسسات الوساطة مالية‬
‫وبدورها تقوم هذه املؤسسات الوسيطة بإعادة إصدار هذه األوراق املالية وبيعها لوحدات الفائض‪ .‬ومن مث تستخدم‬
‫املؤسسات املالية الوسيطة حصيلة هذا البيع يف شراء األوراق املالية اجلديدة من وحدات العجز وهكذا حتصل مؤسسات‬
‫العجز على املوارد الالزمة للقيام بعملية االستثمار‪.‬‬

‫ب‪ -‬كفاءة األسواق المالية‪:‬‬


‫إن قدرة األسواق املالية على إستيعاب تدفق املوارد بنی املدخرين واملستثمرين إمنا يعتمد على توفر مجلة من الشروط الضرورية‬
‫‪57‬‬
‫ومن أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬حممد امحد االفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.932‬‬
‫‪57‬‬

‫‪81‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬وجود هيكل متطور لالقتصاد الوطين ومن أبرز معامل هذا اهليكل ‪ -،‬وجود بنيان مايل ومصريف متقدم‪.‬‬
‫‪ -‬وجود قدر مناسب من الشركات املسامهة‪.‬‬
‫‪ -‬استقرار اقتصادي يبعث على الطمأنينة وحيفز عملية االستثمار‪.‬‬
‫‪-‬توفر بنيان تشريعي وقانوين راسخ ومرغوب‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد وتنوع األدوات املالية اليت تليب حاجة املتعاملنی يف األسواق وتفضيالهتم‪.‬‬
‫‪ -‬توفر قدر كايف من أنظمة االتصال الفعالة والكفؤة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهمية األسواق المالية‪:‬‬
‫أشار التعريف السابق إىل أن اهلدف األساسي من األسواق املالية يتمثل يف توظيف املوارد يف أوجه االستثمار‬
‫املختلفة‬
‫ومنها على وجه التحديد ما يلى‪:‬‬
‫‪ -1‬تعبئة المدخرات من أجل تمويل التنمية االقتصادية‪ :‬توفر األسواق املالية مناخا جاذبا لزيادة وتعبثة إدخار أفراد‬
‫اجلتمع‪ .‬حيث يتمكن صغار املدخرين وكذلك كبار املدخرين من شراء األدوات واألوراق املالية املختلفة كاألسهم والسندات‬
‫وحنوها وذلك من حصيلة االدخار الذين ميتلكونه‪.‬‬
‫وهي هبذا تقلل من حجم الدخل املتسرب عن الدورة اإلنتاجية وتعمل على توظيف هذا اإلدخار يف استثمارات حقيقية من‬
‫خالل الشركات ومؤسسات الستثمار‪.‬‬
‫وتعترب األسهم والسندات وغریها من األوراق املالية األخرى اليت يتم تداوهلا األسواق املالية والنقدية هي الوسائل لتدفق املوارد‬
‫من وحدات الفائفض يف (املدخرين) إىل وحدات العجز (املستثمرين)‪.‬‬
‫حيث يتم توظيف هذه املوارد يف االستثمارات املختلفة العامة واخلاصة متوسطة وطويلة األجل‪ .‬وهو األمر الذي يؤدي إىل‬
‫زيادة النمو االقتصادي والدفع بعجلة التنمية االقتصادية إىل األمام‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة الكفاءة االقتصادية للنظام االقتصادي‪ :‬تؤدي األسواق املالية دوراً ملحوظاً يف ترسيخ الكفاءة االقتصادية للنظام‬
‫االقتصادي وتعزيز عملية التخصيص الكفوء للموارد‪.‬‬
‫وهذا ما يبدو جليا مما توفره هذه األسواق من مؤشرات وعناصر من شأهنا تعزيز الكفاءة االقتصادية والتخصيص األمثل‬
‫للموارد من أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توفر األسواق املالية املعلومات والبيانات للمتعاملنی كما أهنا ختفض كلفة احلصول عليها وتقدم النصح والرأي إىل‬
‫املتعاملنی‪ .‬وهو األمر الذي ينعكس على زيادة فاعلية السياسات االلية والنقدية والتنموية وحتسنی مؤشرات االستقرار‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم األسواق املالية بعملية الوساطة املالية وعملية الرقابة غری املباشرة على الشركات واملشروعات واملتعاملنی بصورة عامة‬
‫وهذا األمر يعزز عملية التخصص الكفوء للموارد‪.‬‬

‫‪ -‬حتقق عملية االفصاح املايل والشفافية عن حالة الشركات إضافة إىل توفری املعلومات عن الفرص واإلمكانات االستثمارية‬
‫على مستوى االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬ترسخ األسواق املالية كفاءة التسعری وحتقق عدالة األسواق اليت متثل عناصر مؤثرة يف حتسنی الكفاءة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب مؤشرات األسواق املالية مقياساً ملستوى األداء االقتصادي بصورة عامة‪.‬‬
‫وقد أكتسبت مؤشرات السوق هذه األمهية من طبيعة دور األسواق املالية باعتبارها حلقة اتصال بنی الوحدات االقتصادية‬
‫واملتعاملنی من شركات وبنوك ومدخرين ومشروعات اقتصادية‪ .‬وبالتايل فإن مؤشرات السوق بالنسبة لألسعار ومعدالت‬
‫اإلدخار واالستثمار وغریها من املؤشرات تشكل مرآة لألوضاع االقتصادية للدولة‪.‬‬
‫‪ -3-1‬انواع واشكال االسواق المالية‪.‬‬
‫هناك ثالثة معايری حتدد أشكال وأنواع األسواق املالية وهي‪:‬‬
‫‪58‬‬

‫‪ -‬معيار اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -‬معيار موقع التداول‪.‬‬
‫‪ -‬معيار فرتة االستحقاق‪.‬‬
‫وفقاً ملعيار اإلصدار يكون هيكل األسواق املالية مكون من‪:‬‬
‫‪ -‬األسواق الرئيسية (أسواق االصدار)‪.‬‬
‫‪ -‬األسواق الثانوية (أسواق التداول)‪.‬‬
‫اما وفقاً ملعيار فرتة استحقاق األوراق املالية يكون هيكل األسواق املالية مكون من‪:‬‬
‫‪ -‬سوق النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬سوق رأس املال‪.‬‬
‫واما حسب معيار موقع التداول يتكون هيكل األسواق املالية من‪:‬‬
‫‪ -‬سوق البورصة (األسواق املنظمة)‪.‬‬
‫‪ -‬األسواق غری املنظمة‪.‬‬
‫ويوضح شكل التايل هيكل األسواق املالية وفقاً للمعايری الثالثة‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)15‬هيكل األسواق المالية وفقاً للمعايير الثالثة‬

‫‪ -‬حممد مطر ‪ ،‬إدارة االستثمار اإلطار النظري والتطبيقات العملية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪58‬‬

‫‪83‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ومن ناحية أخرى فإن اجلمع بنی املعايری السابقة ميكننا من حتديد هيكل األسواق املالية على النحو اآلين‪:‬‬
‫‪ -‬سوق اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -‬سوق التداول‪.‬‬
‫‪ -‬سوق النقود‪.‬‬
‫‪ -‬سوق راس املال‪.‬‬
‫‪ -‬األسواق املستقبلية‪ -‬األسواق املالية املركزية‪.‬‬
‫‪ -1-3-1‬سوق اإلصدار‪:‬‬
‫سوق االصدار هو السوق الذي يتم فيه إصدار األوراق (األدوات املالية) ألول مرة‪ ،‬ويسمى هذا السوق بالسوق‬
‫الرئيسية كذلك يسمى بسوق اإلصدار األوىل ألن األوراق املالية اجلديدة يتم بيعها يف هذا السوق‪.‬‬
‫أما املتعاملون يف هذا السوق فهم‪:‬‬
‫‪ -‬مؤسسات الوساطة املالية والىت تقوم بشراء األدوات املالية اجلديدة اليت تصدرها اجلهات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اجلهات املصدرة لألدوات املالية وتشمل‪:‬‬
‫‪ ‬احلكومة اليت تصدر أذون اخلزانة أو السندات احلكومية لتمويل عجز املوازنة‬
‫العامة للدولة أو المتصاص فائض السيولة النقدية من يد األفراد أو املوجوده يف البنوك‪.‬‬
‫‪ ‬الشركات الراغبة يف زيادة رأس املال عن طريق إصدار أسهم جديدة أو باإلقرتاض من خالل إصدار السندات‪.‬‬
‫‪-2-3-1‬سوق التداول (البوق الثانوية)‪:‬‬
‫يسمى سوق التداول بالسوق الثانوي‪ ،‬ويف هذا السوق تتم إعادة التعامل باألوراق املالية بيعاً وشراء والىت سبق‬
‫إصدارها يف السوق األوىل الرئيسي‪.‬‬
‫إن البائع للورقة املالية يف هذا السوق حيصل على النقود مقابل الورقة ولكن املصدر الرئيسي للورقة املالية ال حيصل على نقود‬
‫جديدة مقابلها‪.‬‬
‫هذا ويتكون سوق التداول من األسواق اآلتية‪:‬‬
‫أ‪-‬سوق البورصة‪:‬‬
‫وهو سوق منظمة وفقاً ألنظمة وإجراءات حمددة كما أهنا تكون يف مكان حمدد أن التعامل يف سوق البورصة‬
‫يتطلب اإللتزام بعدد من القواعد املنظمة ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل األدوات املالية لدى اجلهات املسئولة عن التداول مع إعطاء مرونة للجهات املصدرة تتمثل يف حرية التسجيل أو‬
‫عدم التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بتقدمي املعلومات الكافية عن اجلهات املصدرة لألوراق املالية مثل املعلومات املتعلقة بأرباح الشركات ومبيعاهتا‬
‫وأصوها وإمجايل القيمة السوقية لإلصدارات املالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬بورصة المناطق‪:‬‬
‫أنشأت بورصة املناطق لتلبية حاجات لشركات الصغریة اليت يقع نشاطها الرئيسي يف منطقة أو إقليم أو حمافظة معينة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫كذلك فإهنا تناسب عمل السماسره الذين يتعاملون باألوراق املالية بعمولة منخفضة‪.‬‬
‫ج‪ -‬األسواق غير المنظمة‪:‬‬
‫هي عبارة عن أسواق متنقلة وليست حمددة مبكان معنی وفيها يتم تداول األوراق املالية من قبل املتعاملنی والسماسرة‬
‫يف مواقع خمتلفة ومن خالل إستخدام احلاسوب لالتصال فيما بينهم‪.‬‬
‫حيث يستطيع املتعاملون متابعة حركة األسعار والعرض والطلب وهو األمر الذي جيعل من هذه األسواق أسواق تنافسية‪ .‬وال‬
‫ختتلف األسعار يف األسواق املنظمة عن مثيلتها يف األسواق غری املنظمة‪.‬‬
‫‪ -3-3-1‬سوق النقدي‪:‬‬
‫سوق النقود هو السوق الذي يتم فيه اإلقراض‪ .‬واالقرتاض لفرتة قصریة عادة تكون أقل من سنة ويعد سوق البنوك‬
‫ابرز مثال على السوق النقدي‪.‬‬
‫يف هذا السوق حتصل وحدات العجز والىت حباجة إىل النقود (أو السيولة) على التمويل املرغوب من خالل عرض ادوات‬
‫االئتمان (االقرتاض قصری اآلجل)‪.‬‬
‫وبدورها تقدم وحدات الفائض من أفراد وشركات وبنوك ومؤسسات مالية وسيطة بتقدمي القروض مقابل العائد‪.‬‬
‫وتتمتع أدوات االئتمان قصریة األجل باخنفاض خماطر االستثمار نظراً لقابليتها للتحويل إىل نقود بسهولة ولإلستقرار النسيب‬
‫يف عائدها يف الفرتة القصریة‪.‬‬
‫وليس من الضروري أن يكون هناك سوق حمدد يف موقع جغرايف معنی‪ ،‬وإمنا قد يتم تداول أدوات السوق النقدي من خالل‬
‫االتصال‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫أ‪-‬أصناف البوق النقدي‪ :‬تنقسم تصنيفات السوق النقدي اىل‪:‬‬
‫‪-‬السوق املفتوحة‪.‬‬
‫‪-‬أسواق اخلصم‪.‬‬
‫‪-‬سوق النقد حتت الطلب‪.‬‬
‫‪-1‬البوق المفتوحة ‪:‬‬
‫و يقصد به التعامل بإسناد القروض و العمالت األجنبية و القبوالت البنكية ‪ .‬يلجا البنك املركز لسياسة السوق‬
‫املفتوحة لشراء و بيع األوراق احلكومية أو لشراء و بيع الصرف األجنيب ‪ ،‬فإذا رغب البنك املركز تقليص حجم االئتمان فأنة‬
‫يلجأ إىل بيع األوراق املالية اليت حبوزته ليخفض من كمية النقد املتاح يف السوق ‪ ،‬و على عكس ذلك إذا رغب يف زيادة‬
‫توسع البنوك يف االئتمان فأنة يقوم بشراء األوراق املالية بدفع قيمتها نقد ليزيد من كمية النقود املتداولة يف السوق‪.‬‬
‫‪-2‬أسواق الخصم ‪ :‬و تعتمد أساس األوراق املالية القابلة للخصم كاألوراق التجارية ممثلة بالكمبياالت و الكفاالت و‬
‫شهادات اإليداع ‪ ،‬حيث يتقاضى البنك املركزي سعرا من البنوك التجارية نظری إعادة اخلصم‪.‬‬
‫‪-3‬سوق النقد تحت الطلب ‪:‬‬

‫‪ -‬حممد امحد االفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.932‬‬
‫‪59‬‬

‫‪85‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫كالودائع املصرفية و احلسابات اجلارية املدينة و الدائنة‪.‬‬


‫ب‪ -‬مخاطر البوق النقدي‪ :‬تتمثل اهم خماطر السوق النقدي يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .9‬خماطر عدم القدرة على السداد‪.‬‬
‫‪ .8‬خماطر تقلبات األسعار‪.‬‬
‫ج‪-‬طرق الوقاية من هذه المخاطر ‪:‬‬
‫‪ .9‬التعامل مع مؤسسات ذات السمعة و القدرة االئتمانية اجليدة‪.‬‬
‫‪ .8‬ربط ودائعها لدى الغری بنفس املدة اليت تربط لديها ودائع العمالء‬
‫د‪ -‬أدوات االنتمان في البوق النقدي‪:‬‬
‫يقدم السوق النقدي عدد من األدوات واألوراق املالية ومنها‪:‬‬
‫أ‪-‬أذون الخزانة العامة‪:‬‬
‫تصدر احلكومة هذا النوع من األدوات هبدف احلصول على متويل قصری من أجل حتقيق إستقرار األسعار وكبح التضخم‪.‬‬
‫ويتم بيع أذون اخلزانة يف السوق النقدية أو يف البنك املركزي نيابة عن احلكومة‪.‬‬
‫حيث يتم البيع من خالل املزاودة إىل املتعاملنی والبنوك والصناديق االستثمارية املختلفة‪ .‬وحتسب الفائدة على أذون اخلزانة من‬
‫خالل الفرق بنی سعر الشراء والقيمة األمسية ألذون اخلزانة عند االستحقاق‪.‬‬
‫من الالفت أن البنوك واملؤسسات االلية األخرى والصناديق هي اجلهات األكثر شراء ألذون اخلزانة نظراً لتدين مغاطرها‬
‫وضمان احلكومه سداد قيمتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬األوراق التجارية‪:‬‬
‫األوراق التجارية هي أدوات اقرتاض فصریة األجل (‪5-3‬شهور) وهي متثل وعداً بالدفع عند االستحقاق‪.‬‬
‫تصدر الشركات ذات املركز املايل القوي هذا النوع من األوراق هبدف احلصول على التمويل املطلوب ويتم تداوهلا يف السوق‬
‫املالية‪.‬‬
‫حيث يتم بيعها بصورة مباشرة من خالل وسطاء مثل شركات متويل املبيعات اليت توفر االثتمان لشراء السلع املعمرة بالتقسيط‬
‫للمستهلكنی‪ .‬أو يتم البيع بصورة غری مباشرة عن طريق املتعاملنی‪.‬‬
‫أما اجلهات اليت تطلب هذه األوراق فهي عادة البنوك واملؤسسات املالية واليت تقوم بشراء األوراق التجارية هبدف االستثمار‬
‫قصریة األجل‪.‬‬
‫ج‪ -‬شهادات اإليداع (الكمبياالت المصرفية)‪:‬‬
‫تصدر البنوك التجارية شهادات اإليداع وتقوم ببيعها للمدخرين وهي بذلك تعترب من أدوات االقرتاض املهمه للبنوك‬
‫التجارية بغرض احلصول على السيولة املطلوبة من الشركات واملؤسسات االلية اآلخرى‪.‬‬
‫تعطي شهادات اإليداع فائدة عند االستحقاق والىت تكون أعلى مقارنة بسعر الفائدة على أذون اخلزانة‪ .‬بسبب أن درجة‬
‫خماطر شهادات اإليداع أكرب منا هو عليه احلال يف أذون اخلزانة‪.‬‬
‫د‪ -‬سندات القبول المصرفية‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫تعترب من أدوات االقرتاض قصریة اآلجل وهي شكل شائع لالئتمان املصرين الذي تصدره البنوك التجارية باالستناد‬
‫إىل مسعة البنك‪.‬‬
‫ومبوجب سند القبول يقوم املقرتض (أو طالب االئتمان) بإصدار سحب زمين على أحد البنوك التجارية الذي يتعامل معه‬
‫حيث يتعهد البنك بدفع مبلغ السحب يف تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫غری أنه يشرتط لصحة القبوالت املصرفية أن تكون نامجة عن عمليات جتارية حقيقية وأن تكون قابلة للتداول يف السوق‬
‫النقدية‪ .‬إضافة إىل ذلك فال بد أن يتم توثيق عمليات القبوالت املصرفية بنی بنك املستورد وبنك املصدر لضمان حتديد‬
‫سقف أعلى للحد املسموح به من هذا النوع من التمويل‪.‬‬
‫و‪ -‬تعاقدات إعادة الشراء‪:‬‬
‫متثل تعاقدات إعادة الشراء أداة لإلقرتاض قصری اآلجل بضمان أذون اخلزانة‪ .‬أي أهنا عبارة عن عقد للبيع بنی‬
‫طرفنی ينطوي على إعادة شراء أذون اخلزانة‪.‬‬
‫إن تعاقدات إعادة الشراء متكن الشركات والبنوك التجارية من احلصول على السيولة لسد العجز الطارئ يف السيولة لدى هذه‬
‫اجلهات‪.‬‬
‫ومن املعروف أن الشركات الكبریة هي املصدر األكرب هلذا النوع من االقراض‪ .‬مثال‪ :‬أفرتض أن هناك فافض نقدي لشركة ما‬
‫يف بنك ما تستطيع هذه الشركة شراء أذون خزانة بالفائض النقدي الذي ال حتتاجه الشركة يف األجل القصری‪ .‬وخالل ذلك‬
‫تتفق الشركة مع البنك على أن يقوم اآلخری بإعادة شراء أذون اخلزانة بسعر أعلى من سعر الشراء يف موعد االستحقاق‪.‬‬
‫ه‪ -‬اإلقراض الداخلي يبن البنوك‪:‬‬
‫تنشا عملية اإلقراض الداخلي بنی البنوك من حالة وجود فائض نقدي لدى بعضها مقابل عجز نقدي يف بنوك أخرى‪.‬‬
‫حيث تلجا البنوك اليت تعاين من عجز مؤقت يف سيولة إىل االقرتاض من البنوك ذات الفائض النقدي املؤقت‪.‬‬
‫لقد أدى هذا األمر إىل نشوء سوق لإلقراض قصری اآلجل بنی البنوك وهو سوق نشط ويتم التعامل فيه بدرجة كبریة بالنقود‪.‬‬
‫كما أن االقراض واالقرتاض قد يتم لليلة واحدة‪ .‬ويوضح هذا الشكل عملية اإلقراض الداخلي بنی البنوك‪:‬‬

‫ومن املعروف أن سعر الفائدة على االقرتاض بنی البنوك يعترب من املؤشرات الرئيسية حلركة أسعار الفوائد واالقرتاض األخرى يف‬
‫سوق النقود‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -4-3-1‬سوق النقد الدولي‪:‬‬


‫ينصرف معىن سوق النقد الدويل إىل قيام البنوك التجارية باالحتفاظ بودائع بالدوالر أو اليورو لدى بنوك جتارية ين‬
‫اخلارج ومن أشهر أسواق النقد الدولية سوق الدوالر األوريب‪.‬‬
‫وال يقتصر اإليداع بالدوالر على البنوك التجارية وإمنا تقوم البنوك املركزية أيضا بإيداع ما حبوزهتا من دوالرات أو يورو يف‬
‫حسابات بالدوالر أو اليورو أو كليهما يف بنوك خارجية لغرض االستثمار أو تسوية معامالهتا مع البنوك األجنبية‪.‬‬
‫‪ -5-3-1‬سوق رأس المال‪:‬‬
‫ميثل سوق رأس املال سوقاً لإلقراض واالقرتاض طويل األجل (أكثر من سنة) و هو بذلك خيتلف عن سوق التقود‬
‫الذي ميثل كما أشرنا سابقاً سوقاً لإلتتمان ‪ -‬قصری اآلجل‪.‬‬
‫تعترب األسهم والسندات أهم أدوات االئتمان يف سوق رأس املال‪ .‬بل يعرف سوق رأس امال بأنه سوق األسهم والسندات‪.‬‬
‫أن األدوات املالية لسوق رأس امال (األسهم والسندات) ختتلف عن األدوات املالية لسوق النقود يف جوانب ختلفة من أبرزها‬
‫‪60‬‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قابليتها لتحول للسيولة يكون أقل مقارنة مبثيالهتا يف السوق النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬موعد استحقاقها أطول (أكثر من سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬خماطر اإلفالس أكرب‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تداول عدد من األدوات املالية يف السوق املالية ومن أبرزها‪:‬‬
‫‪ ٠‬األسهم‪.‬‬
‫‪ ٠‬السندات‪.‬‬
‫أ‪ -‬األسهم‪:‬‬
‫أ‪ -1-‬االسهم العادية واالسهم الممتازة‪:‬‬
‫األسهم تشكل حق عيين مشاع على أصول الشركة وعلى الدخل الصايف‪.‬‬
‫وحيصل مالك السهم على أرباح تعادل نسبة قيمة أسهمة إىل إمجايل قمية أصول الشركة‪ .‬وهي بذلك ختتلف عن السندات‬
‫ايل يدفع عنها عائد ابت‪ .‬كذلك؛ فإن األسهم ليست حمدده بفرتة استحقاق حمددة‪ .‬ومدهتا تظل ما ظلت الشركة قائمة‪.‬‬
‫وتتنوع األسهم‪ .‬فهناك أسهم عادية‪ :‬وهي متشل حق مالكها يف الشركة وله احلق يف األرباح بعد دفع حقوق حاملي‬
‫السندات‪.‬‬
‫أما النوع اآلخر من األسهم فهو األسهم املمتازة‪ :‬تتمتع األسهم املمتازة باخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اهلا عائد حمدد سلفاً وفقا لنظام الشركة‪.‬‬
‫‪-‬عائد حيدد كنسبة مئوية من القيمة األمسية‪.‬‬
‫‪ -‬مالكي األسهم املمتازة هلم األفضلية على مالكي األسهم العادية يف اسرتداد حقوقهم عند تصفية الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬عبدالرمحن احلميدي وعبدالرمحن اخللف‪ .‬النقود والبنوك واألسواق املالية‪ ،‬دار اخلرجيي للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياضء ‪ ،8112‬ص ‪.52‬‬
‫‪60‬‬

‫‪88‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫ومن ناحية اخرى يتمتع مالكو األسهم العادية باخلصائص التالية‪:‬‬


‫‪ -‬احلق يف اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬احلق يف شراء نسبة حمدده من أية أسهم جديدة من أجل احلفاظ على نسبة مئوية معينة من امللكية‪.‬‬
‫أ‪-2-‬األسهم الدولية‪:‬‬
‫األسهم الدولية هي أسهم أجنبية يتم بيعها وشرائها يف سوق يسمى سوق األسهم الدولية‪.‬‬
‫ب‪ -‬البندات ‪:‬‬
‫السند هو أحد األدوات املالية الذي يستعمل لالقرتاض أي أن السند ميثل تعهد على املقرتض بدفع مبلغ حمدد إىل املقرض يف‬
‫موعد االستحقاق ودفع الفائدة يف فرتات حمددة‪.‬‬
‫يتمتع مالك السند بااسبقية احلصول على حقوقه عند تصفية الشركة قبل مالكي األسهم‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫وهناك انواع خمتلفة من السندات ومنها ما يلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬السندات احلكومية‪:‬‬
‫السندات احلكومية هي السندات متوسطة وطويلة اآلجل تصدرها احلكومة لتمويل انفاقها العام أو لتحقيق أهداف اقتصادية‬
‫للحكومة‪ .‬ويتم بيع السندات احلكومية عن طريق املزيادة التنافسية وعند سعر يكون قريبا جداً من القيمة األمسية للسند‪.‬‬
‫وهذا يعىن أن مشرتي السند هو الذي حيدد الفائدة املرغوبة بالنسبة له حىت موعد االستحقاق‪.‬‬
‫وغالباً ما تصدر احلكومة السندات لفرتات متوسطة اآلجل وطويلة اآلجل الكثر من عشرة سنوات‪.‬‬
‫وتتمتع السندات احلكومية باخنفاض خماطرها وقابليتها الكبریة للتداول‪ .‬األمر الذي جيعل معدل الفائدة على هذه السنوات‬
‫مؤشراً مهما لألدوات املالية األخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬سندات الشركاث‪:‬‬
‫هذا النوع من السندات تصدره الشركات اليت تتمع مبركز قوي يف السوق ولكن السندات قد تصدر للحصول على متويل‬
‫إضايف بغية توسع الشركة يف أعماهلا‪ .‬وبعض الشركات يقدم ميزات إضافية إلغراء األفراد لشراء هذه السندات ومن أبرز هذه‬
‫امليزات‪:‬‬
‫‪-‬القابلية للتحويل‪ :‬أي يسمح بتحويل السند إىل أسهم معينة وبالتايل االستفادة من مكاسب رأمسالية نامجة عن ارتفاع القيمة‬
‫السوقية للسندات احملولة إىل أسهم‪.‬‬
‫ولكن السندات القابلة للتحويل تعطي معدل فائدة أقل من املعدل بالنسبة للسندات العادية ويالحظ أن اجلهات الىت تشرتي‬
‫سندات الشركات هي صناديق التقاعد وشركات التأمنی‪ .‬واألفراد هبدف االستثمار‪.‬‬
‫ج‪ -‬السندات األجنبية ‪:‬‬
‫يقصد بالسندات األجنبية السندات اليت تصدرها الدولة وتقوم بتسويقها وببعها يف دولة أجنبية بعملة هذه الدولة األجنبية‪.‬‬
‫مثل قيام شركة جزائرية بإصدار سندات وبيعها يف السوق األمريكي بالدوالر األمريكي‪.‬‬

‫‪ - 61‬سامي حسن محود‪ .‬اآلدوات التمويلية اإلسالمية للشركات املسامهة؛ العهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ .‬البنك اإلسالمي للتنمية جده‪ ،9113 .‬ص ‪.26‬‬

‫‪89‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫وهناك نوع من السندات األجنبية يتمثل يف إصدار وبيع سندات يف الدولة احمللية بعملة دولة أجنبية مثل بيع سندات باليورو‬
‫يف السوق اجلزائرية‪ .‬ومن الواضح أن هذين النوعنی من السندات األجنبية ميثالن أدوات مالية يتم تداوهلا وتسويقها ين‬
‫سوق يسمى سوق السندات الدولية‪.‬‬
‫‪ -6-3-1‬االسواق المبتقبلية‪:‬‬
‫األسواق املستقبلية هي األسواق اليت يتم فيها التعاقد يف الوقت احلاضر من حيث حتديد السعر والكمية على أن يتم‬
‫اإلستالم والتسليم يف املستقبل‪.‬‬
‫وهذا يعين أن األسواق املستقبلية ختتلف عن األسواق احلاضرة فاألسواق احلاضرة هي أسواق أنيه‪ :‬حيث يتم البيع والشراء‬
‫لألدوات املالية فوريا‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤسبات الوساطة المالية‪.‬‬
‫ذكرنا سابقاً أن الوساطة املالية تقوم هبا مؤسسات خمتلفة من املؤسسات املالية اليت تشكل بنية النظام أو اجلهاز‬
‫املايل يف أي بلد غری أن هذه املؤسسات املالية ليست ذات طبيعة أو مسة واحدة وإمنا هناك أشكال خمتلفة هلا‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫وعموماء فإنه ميكننا القول أن هناك منوذجان من مؤسسات الوساطة املالية ومها‪:‬‬
‫أ‪ .‬املؤسنات املالية املصرفية ويطلق عليها املؤسسات املالية لاليداع ألن وظيفتها يف األساس هو‪:‬‬
‫‪ -‬تلقي الودائع مبختلف أنواعها جارية ‪ -‬ودائع أجله ‪ -‬ودائع خمصصه وغریها‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف هذه املوارد من اإليداعات يف قروض واستثمارات قصریة أجل و وطويله األجلة‪.‬‬
‫وميثل هذا النوع من املؤسسات البنوك التجارية ‪ -‬البنوك اإلسالمية ومؤسسات اإلدخار واإلقراض ‪ -‬بنوك اإلدخار املشرتك‬
‫واحتادات االئتمان‪.‬‬
‫وتتميز البنوك بأن هلا قدره على خلق االثتمان أي خلق نقود مصرفية ومن مث يتوفر ملا قدره على التأثری يف عرض النقود أن‬
‫هذا النوع من املؤسسات االيداع‪.‬‬
‫ب‪ .‬املؤسسات املالية غری املصرفية (املؤسسات املالية غری اإليداعية)‪:‬‬
‫إن السمة األساسية اليت تقوم عليها هذه املؤسسات هي‪:‬‬
‫‪ -‬ال تتلقى الودائع‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفتها األساسية تقدمي اخلدمات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬معظم هذه املؤسسات تعمل يف إطار السواق املالية حيث تقدم خدماهتا املالية املختلفة‪.‬‬
‫وفيما يلي نقدم عرضاً موجزاً ألبرز هذه املؤسسات ومساهتا األساسية‪:‬‬
‫‪-1-2‬بنوك االستثمار‪.‬‬
‫ويطلق عليها بنوك األعمال أو بنوك التجار ومن أهم مسات بنوك االستثمار ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال تتلقى إيداعات ومن مث فإهنا ليست بنوك بالصورة التقليدية املعروفة عن البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪ -62‬توماس ماير ودوسينریي واليربء‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ .‬الرتمجة العربية أمحد عبداخلالق (مرتجم) دار املريخ ‪ ، 8118،‬ص ‪.12‬‬

‫‪91‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -‬تسويق وبيع االوراق املالية اليت تصدرها الشركات ومن مث فإن بنوك االستثمار تعمل يف هذه احلالة كاوكيل للشركات مقابل‬
‫عمولة ببع اآلسهم والسندات نيابة عن الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬مستشار مايل من خالل تقدمي النصائح واالستشارات املالية واالستثمارية للشركات‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي خدمات خمتلفة يف قضايا تنيظم الشركات أو اإلفالس أو االندماج أو التصفية وحنوها‪.‬‬
‫ومن أهم هذه البنوك يف الواليات املتحدة مریيل النش وجوهلدمان ساكس وليمان براذر‪.‬‬
‫‪-2-2‬سماسرة األوراق المالية‪.:‬‬
‫يلجأ األفراد املستثمرون يف البورصات املالية إىل مساسرة األوراق املالية لبيع أوشراء األوراق املالية اليت يرغبون هبا وهذا بسبب‬
‫عدم القدرة على القيام بذلك إما بسبب نقص خرباهتم او لقيود معينة لذلك يستعينون بالسماسرة االعضاء يف البورصة‪.‬‬
‫وعموماً فإن وظائف هؤالء السماسرة هي‪:‬‬
‫‪ -‬بيع وشراء األوراق املالية نيابة عن زبائنهم‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي النصيحة واملشورة لعمالئهم فيمايتعلق بكل جوانب العملية االستثمارية يف األسواق‪.‬‬
‫‪-3-2‬تجار األوراق المالية‪.‬‬
‫يقوم هؤالء بعملية بيع األوراق املالية اليت ميتلكوهنا‪ .‬أي أهنم ال ميارسون عملية الوكالة لزبائنهم وإمنا يقومون بالتجارة يف هذه‬
‫األوراق بأنفسهم يف السوق الثانوية وهذا خيتلف عن بنوك االستثمار اليت تقوم بتجارة األوراق املالية يف السوق األولية‬
‫اليت صدرت فيها األوراق املالية ألول مرة‪.‬‬
‫‪-4-2‬شركات التأمين‪.‬‬
‫إن شركات التأمنی هلا أشكال خمتلفة منها شركات التأمنی على احلياة وشركات التأمنی على الكوارث (كاحلريق والسرقة‬
‫وحوادث السيارات) إضافة إىل التأمنی الصحي‪-‬‬
‫وتقدم شركات التأمنی وظائف خمتلفة أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬تقدمي اخلدمات التأمينية للراغبنی يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار فائض األموال التأمينية ايل حتصل عليها شركات التأمنی من املؤمن هلم بطريق مباشر أو غری مباشرة وإشراك املؤمن‬
‫هلم يف هذا العائد‪.‬‬
‫‪ -‬كما تستثمر هذه الشركات يف أصول طويلة األجل مثل األسهم والرهون والسندات وهي هبذه تعمل كوكاالت للمدخرين‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ .‬فإن صناعة التأمنی قد شهدت تنظيمات خمتلفة ومن أبرزها ما يلى‪:‬‬
‫‪ -‬شركات التأمنی على احلياة واليت تعطي مجيع أنواع التأمينات املتعلقة بوفاة وحياة املؤمن هلم بصورة منفردة أو بصورة مشرتكة‬
‫(التأمنی املختلط)‪.‬‬
‫‪ -‬شركات تأمنی عامة حيث هتتم بالتأمنی ضد الكوارث‪.‬‬
‫‪ -‬شركات التأمنی الصحي وختتص بتقدمي اخلدمة التأمينية املتعلقة بتكاليف عالج املؤمن هلم‪.‬‬
‫‪ -‬شركات تأمنی شاملة وهتتم بتقدمي اخلدمات التأمينية املختلفة أي أن هذه الشركات ال حتصر عملها على جمال حمدد‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ -5-2‬الصناديق المشتركة‪.‬‬
‫هي جمموعة من احملافظ االستثمارية واليت تستثمر يف األوراق املالية اليت تتلقاها من األفراد املستثمرين الذين أقتنوا األسهم‬
‫والسندات من الشركات اليت قامت بإصدارها وهناك أشكال خمتلفة من الصناديق بعضها يستثمر يف األسهم والبعض‬
‫األخر يف السندات‪ .‬ومتتع الصناديق املشرتكة بعدد من املزايا أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬تقدم فرص لصغار املدخرين واملستثمرين يف تنويع ما حبوزهتم من أسهم وسندات ومن مث ختفيض املخاطر بسبب التنويع يف‬
‫إقتناء األسهم والسندات‪.‬‬
‫‪ -‬اخنفاض نفقات السمسرة املرتبطة بشراء كميات صغریة من األسهم‪.‬‬
‫‪ -‬يتوفر هلذه الصناديق مديريون أكفاء‪.‬‬
‫اجلدير بالذكر أن هناك نوعاً أخر من الصناديق املشرتكة تسمى بالصناديق املشرتكة يف السوق النقدي حيث هتتم هذه‬
‫الصناديق باإلستثمار يف األوراق املالية قصریة اآلجل مثل أذون اخلزانة وشهادات اإليداع بدالً عن األسهم والسندات ومتتع‬
‫أصول هذه الصناديق بالسيولة واملخاطر املتدنية‪ .‬كما تسمح هذه الصناديق لزبائنها بالسحب من حساباهتم يف هذه‬
‫الصناديق‪.‬‬
‫‪ -6-2‬صناديق المعاشات والتقاعد للقطاع الخاص والعام‪.‬‬
‫تقتين هذه الصناديق سندات أولية وأسهم شركات بغية حتقيق عائد ميكنها من الوفاء بالتزاماهتا للمتقاعدين‪.‬‬
‫تدار هذه الصناديق من قبل جمالس إدارة مستقلة أو من خالل شركات التأمنی أو البنوك يف بعض البلدان‪.‬‬
‫‪ -7-2‬شركات التمويل‪.‬‬
‫وهي عبارة عن شركات للتسويق املايل وحتصل على مواردها من‪:‬‬
‫‪-‬بيع أوراق مالية قصریة وطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار أسهم‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقرتاض من البنوك‪.‬‬
‫أما الغرض من هذه املوارد فإهنا تتجه إىل إقراض األفراد واألسر لتمويل وشراء سلع معمرة‪ .‬إضافة إىل قيام هذه الشركات‬
‫بعملية تأجری املعدات واألصول للمشروعات‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ .9‬امحد عبد العزيز الشرقاوي‪،‬مدخل يف االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬مركز التعليم املفتوح‪ ،‬جامعة املنوفية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون سنة‬
‫نشر‪.‬‬
‫‪ .8‬ناظم حممد نوري الشمري ‪:‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع عمان ‪.9111‬‬
‫‪ .2‬كارل هاينس تينرت ‪:‬االقتصاد السياسي لالشرتاكية والرأمسالية‪ ،‬منشورات شتوتغرت برلنی ‪.9128‬‬
‫‪ .5‬عزت قناوي‪ ،‬اساسيات يف النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.8113 ،‬‬
‫‪ .3‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصریفة والسياسة النقدية جامعة دمشق‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد املنعم السيد علي نزار سعد الدين ‪:‬النقود واملصارف واألسواق املالية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع عمان ‪.8112‬‬
‫‪ .6‬زينب عوض اهلل‪ ،‬حممد أسامة الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بریوت ‪.8112‬‬
‫‪ .2‬عبد الغين حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ )،‬البحرين ‪:‬مؤسسة لورد العاملية للمنشورات اجلامعية‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .1‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬منشورات جامعة حلب‪.8111 ،‬‬
‫‪ .91‬عمر حممود العبيدي‪ "،‬النقود والبنوك ‪ ،‬ص ‪ ،16‬مت التحميل من املوقع ‪https://books-‬‬
‫– ‪.8181 ،library.online/free-364656073-download‬‬
‫‪ .99‬باري سيجل‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪-‬وجهة نظر النقدينی‪ ،‬ترمجة طه منصور واخرون‪ ،‬دار املريخ ‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪.9126 ،‬‬
‫‪ .98‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬مدحت العقاد ‪:‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بریوت‬
‫‪.1983‬‬
‫‪ .92‬عادل أمحد حشيش ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار اجلامعية بریوت ‪. 9112‬‬
‫‪ .95‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬عمان‪.9111 ،‬‬
‫‪ .93‬عبد املطلب عبد احلميد ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر ‪.8119‬‬
‫‪ .93‬أمحد زهری شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ، ،‬منشورات جامعة حلب‪.8111 ،‬‬
‫‪17. Lowrey, Annie (9 February 2011) End the Fed? Actually, Maybe Not.,‬‬
‫‪Slate.com‬‬
‫‪ .92‬جورج نايهانز ‪:‬النظرية االقتصادية‪ ،‬ترمجة صقر أمحد صقر‪ ،‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة‪.9112 ،‬‬
‫‪ .91‬زينب عوض اهلل‪ ،‬أسامة حممد الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بریوت‪،‬‬
‫‪. 8112‬‬
‫‪ .81‬جيمس جوارتيين رجيارد اسرتوبك‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬ترمجة عبد الفتاح عبد الرمحن عبد العظيم حممد‪ ،‬دار املريخ‬
‫الرياض ‪.9122،‬‬
‫‪ .89‬حسنی بن هاين ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ، ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .88‬عبد القادر حممد عبد القادر عطية ‪ .‬رمضان حممد أمحد مقلد ‪،‬النظرية االقتصادية الكلية ‪،‬قسم االقتصاد ‪،‬كلية‬
‫التجارة ‪ ،‬االسكندرية ‪.8113-8115،‬‬

‫‪93‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪-‬ورقلة‬ ‫من إعداد ‪ :‬د‪.‬بوختالة سمير و د‪.‬حدة فروحات‬ ‫مطبوعة محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق راس المال‬

‫‪ .82‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬مبادىء االقتصاد (التحليل الكلي) ‪،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الطبعة االوىل‪،‬‬
‫‪. 8113‬‬
‫‪ .85‬نداء حممد الصوص ‪،‬االقتصاد الكلي ‪،‬دار إجنادين للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪ ،‬الطبعة االوىل‪.8116،‬‬
‫‪ .83‬فليح حسن خلف‪،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪،‬عامل الكتب احلديث ‪،‬عمان ‪،‬االردن‪،‬الطبعة االوىل‪.8113،‬‬
‫‪ .83‬سوزي عديل ناشد‪،‬مقدمة يف االقتصاد النقدي واملصريف ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪،‬بریوت‪،‬الطبعة االوىل‪.8113،‬‬
‫‪ .86‬حممد امحد االفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪،‬مركز الكتاب االكادميي‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬الطبعة االوىل‪.8196 ،‬‬
‫‪ .82‬دريد كامل الشييب‪ ،‬مقدمة يف االدوات املالية املعاصرة‪ ،‬دار املسریة‪ ،‬االردن‪.8116 ،‬‬
‫‪ .81‬حممد مطر ‪ ،‬إدارة االستثمار اإلطار النظري والتطبيقات العملية ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان –األردن‬
‫‪.8111‬‬
‫‪ .21‬عبدالرمحن احلميدي وعبدالرمحن اخللف‪ .‬النقود والبنوك واألسواق املالية‪ ،‬دار اخلرجيي للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياضء‬
‫‪.8112‬‬
‫‪ .29‬سامي حسن محود‪ .‬اآلدوات التمويلية اإلسالمية للشركات املسامهة؛ العهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ .‬البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية جده‪.9113 .‬‬
‫‪ .28‬توماس ماير ودوسينریي واليربء‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ .‬الرتمجة العربية أمحد عبداخلالق (مرتجم) دار املريخ‬
‫‪.8118،‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ .1‬امحد عبد العزيز الشرقاوي‪،‬مدخل يف االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬مركز التعليم املفتوح‪ ،‬جامعة املنوفية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .2‬ناظم حممد نوري الشمري ‪:‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع عمان ‪.1111‬‬
‫‪ .3‬كارل هاينس تينرت ‪:‬االقتصاد السياسي لالشرتاكية والرأمسالية‪ ،‬منشورات شتوتغرت برلني ‪.1192‬‬
‫‪ .4‬عزت قناوي‪ ،‬اساسيات يف النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .2‬علي كنعان‪ ،‬النقود والصريفة والسياسة النقدية جامعة دمشق‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد املنعم السيد علي نزار سعد الدين ‪:‬النقود واملصارف واألسواق املالية‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‬
‫عمان ‪.2003‬‬
‫‪ .7‬زينب عوض اهلل‪ ،‬حممد أسامة الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫بريوت ‪.2003‬‬
‫‪ .9‬عبد الغين حامد‪ ،‬النقود والبنوك‪ )،‬البحرين ‪:‬مؤسسة لورد العاملية للمنشورات اجلامعية‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .1‬أمحد زهري شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬منشورات جامعة حلب‪.2000 ،‬‬
‫‪ .10‬عمر حممود العبيدي‪ "،‬النقود والبنوك ‪ ،‬ص ‪ ،16‬مت التحميل من املوقع ‪https://books-‬‬
‫– ‪.2020 ،library.online/free-364656073-download‬‬
‫‪ .11‬باري سيجل‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪-‬وجهة نظر النقديني‪ ،‬ترمجة طه منصور واخرون‪ ،‬دار املريخ ‪،‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪.1197 ،‬‬
‫‪ .12‬صبحي تادرس قريصة‪ ،‬مدحت العقاد ‪:‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بريوت ‪. 1983‬‬
‫‪ .13‬عادل أمحد حشيش ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار اجلامعية بريوت ‪. 1113‬‬
‫‪ .14‬عقيل جاسم عبد اهلل‪ ،‬النقود واملصارف‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬عمان‪.1111 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد املطلب عبد احلميد ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬العوملة واقتصاديات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .16‬أمحد زهري شامية ‪:‬اقتصاديات النقود واملصارف‪ ، ،‬منشورات جامعة حلب‪.2000 ،‬‬
‫‪17. Lowrey, Annie (9 February 2011) End the Fed? Actually, Maybe‬‬
‫‪Not., Slate.com‬‬
‫‪ .19‬جورج نايهانز ‪:‬النظرية االقتصادية‪ ،‬ترمجة صقر أمحد صقر‪ ،‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة‪.1119 ،‬‬
‫‪ .11‬زينب عوض اهلل‪ ،‬أسامة حممد الغويل ‪:‬أساسيات االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬‬
‫بريوت‪. 2003 ،‬‬
‫‪ .20‬جيمس جوارتيين رجيارد اسرتوبك‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬ترمجة عبد الفتاح عبد الرمحن عبد العظيم حممد‪،‬‬
‫دار املريخ الرياض ‪.1199،‬‬
‫‪ .21‬حسني بن هاين ‪:‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ، ،‬دار الكندي للنشر والتوزيع عمان‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .22‬عبد القادر حممد عبد القادر عطية ‪ .‬رمضان حممد أمحد مقلد ‪،‬النظرية االقتصادية الكلية ‪،‬قسم‬
‫االقتصاد ‪،‬كلية التجارة ‪ ،‬االسكندرية ‪.2002-2004،‬‬
‫‪ .23‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬مبادىء االقتصاد (التحليل الكلي) ‪،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫الطبعة االوىل‪. 2006 ،‬‬
‫‪ .24‬نداء حممد الصوص ‪،‬االقتصاد الكلي ‪،‬دار إجنادين للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪ ،‬الطبعة االوىل‪.2007،‬‬
‫‪ .22‬فليح حسن خلف‪،‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪،‬عامل الكتب احلديث ‪،‬عمان ‪،‬االردن‪،‬الطبعة‬
‫االوىل‪.2006،‬‬
‫‪ .26‬سوزي عديل ناشد‪،‬مقدمة يف االقتصاد النقدي واملصريف ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪،‬بريوت‪،‬الطبعة‬
‫االوىل‪.2006،‬‬
‫‪ .27‬حممد امحد االفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪،‬مركز الكتاب االكادميي‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬الطبعة االوىل‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .29‬دريد كامل الشييب‪ ،‬مقدمة يف االدوات املالية املعاصرة‪ ،‬دار املسرية‪ ،‬االردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ .21‬حممد مطر ‪ ،‬إدارة االستثمار اإلطار النظري والتطبيقات العملية ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‬
‫–األردن ‪.2001‬‬
‫‪ .30‬عبدالرمحن احلميدي وعبدالرمحن اخللف‪ .‬النقود والبنوك واألسواق املالية‪ ،‬دار اخلرجيي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الرياضء ‪.2009‬‬
‫‪ .31‬سامي حسن محود‪ .‬اآلدوات التمويلية اإلسالمية للشركات املسامهة؛ العهد اإلسالمي للبحوث‬
‫والتدريب‪ .‬البنك اإلسالمي للتنمية جده‪.1116 .‬‬
‫‪ .32‬توماس ماير ودوسينريي واليربء‪ ،‬النقود والبنوك واالقتصاد‪ .‬الرتمجة العربية أمحد عبداخلالق (مرتجم) دار‬
‫املريخ ‪.2002،‬‬

You might also like