Professional Documents
Culture Documents
Monetaire PDF
Monetaire PDF
أ-ب تقديم
I
052-082 املحور السابع :سوق رأس املال
517 .................................................................................................................. أوال :تعريف سوق رأس املال وتقسيماتها
500 .................................................................. ثانيا :خصائص سوق رأس املال وألاطراف املتدخلة فيها
507 ................................................... ثالثا :ألادوات املتداولة في سوق رأس املال وإجراءات التعامل
025-051 املحور الثامن :السوق النقدية
562 .................................................................................................................... أوال :تعريف السوق النقدية وتقسيماتها
561 .......................................................................... ثانيا :خصائص السوق النقدية وأهم املتدخلين فيها
560 ........................................................................................................................................................ ثالثا :أدوات السوق النقدية
028-022 قائمة املراجع
II
قائمة الجداول
الصفحة العنوان الرقم
62 نقاط التشابه والاختالف بين النقود وبطاقات الدفع الالكتروني 0
62 نقاط التشابه والاختالف بين الشيكات وبطاقات الدفع الالكتروني 6
38 ميزانتي البنك املركزي والقطاع املصرفي 8
33 امليزانية املوحدة للنظام املصرفي 3
35 مقابل الذهب والعمالت ألاجنبية 5
32 مقابل قروض الخزينة العامة 2
56 عملية خلق النقود 2
055 أهم الفروق بين العقود املستقبلية والعقود آلاجلة 2
قائمة ألاشكال
الصفحة العنوان الرقم
01 وظائف النقود وظائف النقود 0
02 أنواع النقود 6
81 أنواع ألانظمة النقدية 8
26 توزيع الدخل الشهري 3
26 منحنى الطلب على النقد 5
22 استراتيجية السياسة النقدية الحديثة 2
18 ألاهداف النهائية للسياسة النقدية 2
آلية انتقال آثار السياسة النقدية لالقتصاد الحقيقي من خالل
013 2
أسعار الفائدة
062 أقسام السوق املالية 1
081 التمويل املباشر في النظام املالي 01
080 التمويل شبه املباشر في النظام املالي 00
088 تمويل الاقتصاد عبر قناتي التمويل املباشر والتمويل غير املباشر 06
085 التمويل في نظام اقتصاديات الاستدانة 08
082 التمويل في نظام اقتصاديات ألاسواق املالية 03
III
تقديم للمحاضرات
ت ـق ـدي ـ ـ ـ ـ ـ ــم
تعد النقود عصب الحياة الاقتصادية الحديثة وعنصرا فاعال ضمن مجموع املتغيرات الاقتصادية
بالغة التأثير في النشاط الاقتصادي ،إذ ال يمكن ألحد أن ينكر أهميتها ابتداء من أثرها على التعامل
اليومي حتى آثارها املباشرة وغير املباشرة على أبرز املؤشرات الاقتصادية الكلية كالناتج والدخل والنمو،
هذا باإلضافة إلى العالقة الوطيدة التي تربط التقلبات في عرض النقود والطلب عليها بمستويات
ً
الاستقرار الاقتصادي والنقدي والذي هو أصال أحد محددات التوازن الاقتصادي ،فضال عما يتعلق
بجودة املحيطين املالي والاستثماري.
تبعا لهذه املكانة وهذا الدور ،شكلت النقود محور دراسات نظرية وتجريبية عديدة حاولت فهم
وتحليل دور النقود في الحياة الاقتصادية وبرزت معها مجموعة من النظريات التي سعت إلى إدماج هذا
املتغير ضمن النموذج الاقتصادي العام وتبيان دور النقود في الاقتصاد ،وهذا من أجل فهم الطريقة
التي من خاللها يتم توظيف النقد في تحقيق ألاهداف الاقتصادية العامة على غرار النمو والتشغيل
واستقرار ألاسعار وفق ما يصطلح عليه بالسياسة النقدية.
إلى ذلك ،يعد النظام املصرفي واملالي الذي تمثل النقود موضوع نشاط مؤسساته على اختالفها،
أي من النظمجزءا أساسيا من البناء الاقتصادي السائد في أي دولة ويلعب دورا مهما في ظل ٍ
الاقتصادية والاجتماعية ،هذا الدور وتلك ألاهمية يأخذها من خالل سعي املجتمعات لتحقيق التنمية
والرفاه ،إذ يمثل النظام املالي في الواقع جزءا هاما من مكونات النظام الاقتصادي ،وأحد املؤثرات
الرئيسية في مستوى النشاط ،ليس فقط نتيجة تأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية ألاخرى ولكن
ألن له تأثيرات اجتماعية تمتد إلى مختلف شرائح املجتمع بشكل مباشر وغير مباشر من خالل الوظائف
التي تؤديها املؤسسات وألاسواق املالية في الاقتصاد وما يترتب عليها من نتائج اقتصادية واجتماعية.
في إطار ما تقدم تأتي هذه املطبوعة من أجل تقديم إحاطة نظرية شاملة للمفاهيم والجوانب
ألاساسية في موضوعات النقود والبنوك وألاسواق املالية ،سيما بالنسبة لطلبة السنة ثانية علوم
اقتصادية وتجارية وعلوم التسيير ،على النحو الذي يتيح تزويد املتلقي وإثراء معارفه في واحد من بين
أهم مجاالت علم الاقتصاد ككل ،ويسمح بتكامل مجموع مهاراته وخبراته التي تتقاطع في عديد جوانبها
مع موضوعات الاقتصاد البنكي والاقتصاد الكلي واملالية العامة وغيرها من املواضيع ألاخرى.
أ
ت ـق ـدي ـ ـ ـ ـ ـ ــم
وعليه فقد جرى تقسيم هذه املطبوعة إلى ثماني محاور ،أربع منها خصصت ملسائل النظم النقدية
والنظريات والسياسات النقدية ،في حين تضمنت املحاور ألاربعة ألاخرى أساسيات الاقتصاد املصرفي
واملالي ،وهذا حسب ما يلي:
جاءت محاور املحاضرات وفقا للترتيب السابق متبعة تسلسال منهجيا في طرح املواضيع املعنية
بالدراسة ،إذ تنطلق من نشأة النقود مرورا باملفاهيم الحديثة لها وأهم أنواعها وصوال إلى النظم النقدية
املترتبة على هذه ألانواع وأبرز النظريات والسياسات النقدية في هذا الشأن ،ليتم الانتقال في الجزء
الثاني إلى املفاهيم املرتبطة باألنظمة املالية وقنوات تمويل الاقتصاد املباشرة وغير املباشرة ،مع التركيز
على دور سوقي رأس املال والسوق النقدي من خالل التطرق بالشرح لتقسيمات هذه ألاسواق وأدواتها
وأهم املتدخلين فيها.
املؤلف
ب
المحور األول :تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
تمهيد
يوجد اهتمام متزايد بدراسة النقود بين الاقتصاديين منذ سنوات طويلة ،ألن مجرد تعريف النقود
كانت وما زالت مثار جدل بين الاقتصاديين ،ناهيك عن مكونات كمية النقود وعرض النقود في الاقتصاد،
ً
وتتبع أسباب تطور النقود والتوسع في تحديد مكوناتها ،وصوال إلى أشكالها املعاصرة وأدوات التعامل
عليها ،عالوة على وجود مبررات للخلط املتعمد بين أدوات التعامل على النقود والنقود ذاتها ،سواء في
بيئة نظام اقتصادي متقدم أو متخلف.
وبناء على ذلك سوف يركز هذا املحور بش يء من التفصيل على دراسة نشأة النقود وتطورها
ووظائفها وأنواعها ضمن ثالث عناصر رئيسية نتناولها فيما يلي.
1بسام الحجار ،الاقتصاد النقدي واملصرفي ،دار املنهل اللبناني ،بيروت ،لبنان ،6002 ،ص.71 :
2
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
ّ
املتخصص في إنتاجه، فالتخصص من ناحية ،يؤدي إلى إنتاج كمية من السلعة تفوق حاجة الفرد ُ
ّ
فاملتخصص في ومن ناحية ثانية يفتقر الفرد إلى سائر ّ
السلع ألاخرى التي ينتجها غيره من أفراد املجتمع.
ً
إنتاج القمح مثال ،يفتقر إلى امللبس وأدوات الزراعة وغيرها .وهكذا يمكننا القول أن آلاثار الكاملة للتبادل
والتخصص يؤديً ،ّ ّ ّ
غالبا إلى وجود فائض إنتاج ،ولنرمز التخصص ونشأة السوق، لم تظهر إال مع ظهور
ً
لفائض السلعة Aمثال :بـ Aولفائض السلعة Bبـ ،Bفالتبادل يتم على أساس A ،مقابل ،Bومن الواضح،
أن املقايضة بهذا الشكل تعود بالفوائد ،طاملا أن إعداد السلع وأنواعها محدودة ،وطاملا أن رغبة إلانسان
في إشباع حاجاته بسيطة وغير ّ
معقدة ،فاملقصود باملقايضة مبادلة السلع والخدمات بعضها ببعض
ّ
(الحيز الجغرافي دون استخدام النقود ،وهي كأساس للمقايضة ،تفترض وجود السوق مكان املقايضة.
الذي يلتقي فيه عارض السلعة مع طالبها) ،ووجود الزمان( ،أن يتواجد عارض السلعة وطالبها في نفس
الوقت) ،والسلعة موضوع املقايضة ،وأن يكون لهذه السلعة مقياس ّ
تعبر عن قيمتها من خالله1.
3
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
مستمرا في البحث عن شخص ً ،Bالذي بدوره يحتاج إلى السلعة ،Aوهكذا يضل عارض السلعة ،A
ً
تحديدا .ولهذا نقول أن املقايضة ال يمكن أن تتم إال إذا يعرض السلعة Cويرغب بمقايضتها بالسلعة A
املتعاملين1. توافر شرط التوافق املزدوج لرغبات
-2-2صعوبة تحديد نسب املقايضة :مع ازدياد عدد العارضين وكميات السلع املعروضة في ّ
السوق
يصبح من الصعوبة بمكان ،كما أشرنا أعاله ،تحقيق التوافق املزدوج لرغبات املتعاملين ،ويمكن
آلاتية2: استخراج عدد ألاسعار في ظل نظام املقايضة لعدد معين من السلع من املعادلة
ع )ع(1−
ع :عدد السلع س :عدد ألاسعار حيث: س=
2
فإذا افترضنا أن عدد السلع في اقتصاد ما ( )50سلعة ،فان عدد ألاسعار في ظل نظام املقايضة
(1−50) 50
= 1225 2
س= املستخدم في هذا الاقتصاد هو:
من مثالنا السابق ندرك أن ذلك يتطلب من املتعاملين قدرا كبيرا من املعلومات عن السلع
والاسعار املختلفة (7665سعر) ،كي يمكنهم القيام بعمليات املبادلة بصورة كفؤة ،وبالتالي تعظيم
مردودهم ،وهذا ما يفوق القدرات الانسانية بشكل عام.
-3-2عدم قابلية بعض السلع للتجزئة :واجه نظام املقايضة صعوبة تجزئة بعض السلع .فكما يوجد
صغيرة دون إهالكها ،مثل القمح والفاكهة والزيوت كان
ٍ كميات
ٍ عدد من أنواع السلع يمكن تجزئتها إلى
واملنازل3. هناك عدد آخر من السلع التي يصعب بل يستحيل تجزئتها مثل الحيوانات
-4-2الخالف حول كيفية تقويم السلع والخدمات :لنفرض أن التوافق بين الرغبات قد تم ،فما هي
ّ
الكمية التي يمكن التخلي عنها من السلعة ، Aمقابل الكمية من السلعة ،Bوكيف يتم قياس السلع
تعدد السلع وتنوعها البد أن ّ
تتعقد ألامور أكثر4 . موضوع املقايضة ،ومع ّ
-5-2صعوبة إيجاد وسيلة لالدخار والقيام بعمليات الدفع املؤجل :فنظام املقايضة يعجز عن تقديم
وسيلة صالحة الختزان القيم ،ألنه إذا زاد انتاج الفرد سيضطر إلى تخزينه في شكل سلعة ،وإذا كانت
ذلك5. هذه السلعة قابلة للتلف فإنه لن يستطيع
4
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
ولكن كيف َج َابه الناس هذه الصعوبات؟ وكيف كانت الحلول؟ مع ّاتساع نظام املقايضةّ ،
وتعدد
السوق أصبحت الحاجة ّ
ماسة إلى الاتفاق على مقياس للقيمة مقبول من جميع السلع وأنواعها في ّ
املتعاملين ،تنسب إليه قيم السلع املختلفة ،أي اختيار سلعة معينة ذات قبول عام من أفراد املجتمع
في املبادلة بغيرها من السلع والخدمات للقيام بدور النقود ،ويصبح الدافع ألاساس ي الذي يدفع الناس
إلى الطلب عليها هو ما تتمتع به من قوة شرائية عامة على غيرها من السلع والخدمات.
مع إدخال النقودّ ،
يتحول نظام التبادل القائم على مقايضة سلعة بسلعة أخرى مباشرة ،دون
التمييز بين عمليتي البيع والشراء ،إلى نظام قائم على استخدام النقود ،وأصبحت عملية املقايضة تمر
بمرحلتين ،عملية بيع ،أي مبادلة السلعة بالسلعة التي توافق أفراد املجتمع عليها (النقود) ،ومن ثم
ً كليا أو ً
استخدام هذه النقود ً
جزئيا في شراء السلعة ألاخرى ،وهذا ما حدث فعال وكانت بداية استخدام
النقود ،فتخلص املتعاملون بذلك من صعوبات نظام املقايضة ،وإذا بحثنا في تاريخ املجتمعات القديمة
سنجد أن هناك العديد من السلع ّأدت وظائف النقود ،كاملاشية والفراء ،الجلود والزيوت ،أدوات
ّ
الصيد .ولكن بمرور الزمن اتضح للناس من خالل التجربة أن بعض السلع أصلح من غيرها للقيام بهذه
الوظائف ،من حيث سهولة حملها ّ
وخفة وزنها وسهولة ّ
التعرف عليها ،وإمكانية تجزئتها إلى أقسام وكميات
صغيرة إلجراء املبادالت ذات القيم الكبيرة والصغيرة ،وعدم قابليتها للتلف ،وارتفاع قيمتها بالنسبة
ّ
وكلها صفات الهدف منها أن تؤدي النقود وظائفها بكفاءة عالية1. للسلع ألاخرى،
-3تعريف النقود
تفيد معاجم اللغة العربية أن كلمة نقود ،مشتقة من الجذر نقد والنقد ما يعطي من الثمن
ً
معجال وهو خالف النسيئة ،والنقد والتنقاد ً
أيضا تمييز للدراهم وإخراج ّ
الزيف منها ،كما تطلق كلمة
والفضة2. نقد على املسكوك من الذهب
أما مفهوم النقود في الفكر الاقتصادي املعاصر ،فليس هناك حتى آلان تحديد نهائي وقاطع ملا
تعنيه النقود أو ما يمكن تعريفه بالنقود ويرجع ذلك إلى انقسام آلاراء حول دورها وأهميتها في النشاط
الاقتصادي خالل تاريخها الطويل ،وعلى الرغم من صعوبة ايجاد تعريف موحد فإن ألادب الاقتصادي
يشير إلى وجود اتفاق يقرب الاجماع بين الاقتصاديين ،لتعريف النقود بحدود الصفات والوظائف التي
تؤديها داخل النظام الاقتصادي.
5
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
يء تفعله النقود ( money is what money فقد عرفها ( )walkeفي عبارته الشهيرة "النقود هي اي ش
")doseوهذا تعريف واسع للنقود ،بمعنى أننا نستطيع ان نضيف للنقد أي ش يء يؤدي وظيفتها مثل
الشيكات ،او وصوالت الصرف وغيرها ،أما ( )keynesفيمكن القول ان تعريفه كان الاقرب للتعريف
العام للنقود حيث عرفها بانها "كل ش يء يستخدم لتسوية املدفوعات باعتباره ذو قبول عام كوسيط
الشرائية"1. للمبادلة ويستخدم لحفظ القوة
كذلك يعرفها الاقتصادي ( )John kleinبأنها :أي ش يء يلقى قبوال عاما كوسيلة لتسديد الديون،
بينما يعرفها ( )Edward Shappiroبأنها (أي ش يء مقبول عموما) ،كوسيلة دفع مقابل السلع والخدمات
وتسديد الديون ،أما الاقتصادي ( )Emile Jamesفقد عرف النقود على أنها :كل سلعة تسمح بحكم
القانون أو العرف لكل مشتري أو مدين بالدفع مقابل سلعة أو تسديد دين دون رفضها أو مناقشة قيمتها
أو الدائن2. من قبل البائع
إن النقود هي املقابل املادي لجميع ألانشطة الاقتصادية وهي الوسيلة أو ألاداة التي تمنح لصاحبها
ً
(طبقا للمفهوم الاقتصادي) القوة الشرائية التي تمكنه من إشباع احتياجاته كما أنها من الناحية
القانونية تمثل له ألاداة التي تمكنه من سداد التزاماته .ومن هذا املنطق فهي ألاصل النقدي الوحيد
ً ً
قبوال ً الذي يملك قوة إجبار ومقبول
عاما في جميع الاقتصاديات سواء املتقدمة أو املتخلفة .فضال عن
ً
كونها أصال كامل السيولة يتمتع بقوة اقتصادية تسمح له بأن يكون وسيط للتبادل وأداة – لسداد
ً
وأخيرا يمكن للوحدات الاقتصادية أن تستخدمها الالتزامات آلاجلة ،وهذا ينبع من كونها مستودع للقيمة
كمقياس للقيمة ،والنقود ً
أيضا تعتبر إحدى املتغيرات الاقتصادية الهامة التي تستخدمها السلطات
النقدية كأداة للتأثير على ألانشطة الاقتصادية بغرض تحقيق السياسة الاقتصادية وفي النهاية فإن
النقود تمثل دين في ذمة السلطات النقدية قبل الوحدات الاقتصادية ألاخرى (،)Monnaie Endogène
ومن هذا التعريف يتضح لنا ألاهمية الاقتصادية لوظائف النقود وهذا ما سوف يقودنا إلى تحليلها
بغرض معرفة الدور الذي يمكن أن تلعبه النقود على مستوى الاقتصاد القومي .وهذا ما سنتعرض له
يلي3: فيما
تعريف النقود باملعنى الضيق :يرجع الاختالف في تعريف النقود سواء باملعنى الضيق أو باملعنى
الواسع إلى اختالف وجهات النظر بخصوص الطلب على النقود ،بمعنى أصل الطلب على النقود طلب
6
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
مباشر أي تطلب النقود لذاتها أو طلب مشتق بمعنى الطلب على النقود باعتبارها وسيط تبادل ،وقد
جاء تعريف النقود باملعنى الضيق ،كون النقود هي وسيط للتبادل ومن ثم فإن أي أصل نقدي يدر دخل
(مثل الودائع املصرفية والتي تحصل على سعر فائدة ثابتة) ال يمكن اعتباره من قبيل النقود.
ومن هنا نجد أن النقود باملعنى الضيق تشمل على:
تعريف النقود باملعنى الواسع :يعتبر هذا التعريف أكثر أهمية من التعريف السابق ً
نظرا ألنه يعكس
لنا الطلب على النقود سواء كان طلب مباشر أو مشتق وبذلك يتسع نطاق هذا التعريف ليشمل آلاتي:
ألاصول النقدية التي تدر عائد + ألاصول النقدية التي ال تدر عائد
شهادات إلايداع والادخار الودائع طويلة ألاجل نقود خارجة نقود داخلة
بسعر فائدة (بسعر فائدة) (نقود مصرفية) (نقود قانونية)
وقد ترجع أهمية هذا التعريف من أنه يتمش ى مع روح التحليل الكينزي الذي يأخذ في الاعتبار أثر
سعر الفائدة إلى جانب العوامل ألاخرى كمحدد للطلب الكلي على النقود.
-1خصائص النقود
لكي تؤدي النقود وظائفها بكفاءة وفعالية عالية ينبغي أن يتوافر فيها بعض الخصائص التي
يلي1: نلخصها كما
-دوام البقاء ( :)Durabilityونعني بذلك أن وجود فترة زمنية فاصلة بين استالم النقود واستعمالها
في املدفوعات املستقبلة يستدعي الاحتفاظ بها لفترة من الزمن والاحتفاظ بها انتظارا إلنفاقها في
املستقبل ويجب أال يعرضها للتلف أو فقدان قوتها الشرائية أي قدرتها في الحصول على السلع
والخدمات ،وبصيغة أخرى فإن الشراء الذي يتخذ شكل نقد في دائرة املبادالت وعمليات التبادل
التجاري ينبغي أن يتصف بخاصية البقاء املستمر طاملا أنه يمثل حقا عاما على السلع والخدمات
املتوفرة في السوق حاضرا أو مستقبال.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.37-30 :
7
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
- 1أحمد فريد مصطفى ،محمد عبد املنع عفر ،مرجع سابق ،ص ص.41-41 :
-حسين بني هاني ،مرجع سابق ،ص ص.71-78 :
8
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
ً
الوقت فهو ال يطلب أي أداة أخرى بدال منها ،كما أن القانون يحدد قيمة هذه ألاداة إلاجبارية للسداد
والتعامل .فعلى سبيل املثال نجد أنه في الاقتصاديات املختلفة يمكن للمتعاملين قبول أو رفض
الشيك كسداد لاللتزامات أما النقود فال يمكن رفضها حيث أنها بصفتها الرسمية تعتبر ملزمة.
-أداة شاملة وغير محددة :وهذه الصفة تميز النقود عن غيرها من القطع املعدنية غير النقدية وعن
التذاكر وبونات الشراء ( )Bons D’achatsفلو كان الشخص يمتلك تذكرة قطار أو سينما فهي تمثل
بالنسبة له حق وقوة شرائية داخل القطار أو السينما فقط ولكنها ال تعتبر نقود حيث أن هذه التذاكر
أو البونات ال تمنح صاحبها الحق إال في الحصول على نوع معين ومحدد من السلع والخدمات.
أما النقود فهي أداة شاملة وغير محددة ألنها تسمح لحاملها بالحصول على أي نوع من السلع
والخدمات املتاحة .وبذلك نجد أن البونات أو التذاكر إن كانت تلعب دور النقود إنما يكون ذلك في
داخل نطاق واحد فقط سواء كان وسيلة مواصالت أو صالة عرض أو ش يء آخر غيرها ،أما النقود
فإن دورها يمتد ليشمل جميع قطاعات الاقتصاد القومي.
-أداة متعلقة بمكان محدد :إن شمول النقود وعموميتها ليس مطلق بل نسبي أي أن النقود تعتبر
ً
قبوال ً
عاما ولكن داخل حدود الدولة التي تصدرها بمعنى شمولية وعمومية أداة شاملة ومقبولة
النقود تنتهي عند حدود الدولة .أي أن الشخص الذي يريد أن يسافر للخارج أو يريد سداد قيمة
معامالته مع العالم الخارجي ال يستطيع تحقيق ذلك بواسطة العملة الوطنية لدولته بل يتعين عليه
أن يقوم بتغييرها لدى السلطات النقدية ويحصل في مقابل ذلك على العمالت ألاجنبية التي يحتاج
إليها .وبذلك يمكن القول أن القوة امللزمة للنقود والصفة العامة والشاملة لها تتعلق بمحلية
املعامالت واملدفوعات .والوضع يختلف – ً
طبعا -بالنسبة للعمالت الحرة الداخلة في نطاق النظام
النقدي العالمي.
-أداة للعمال املباشرة والفورية :الصفة ألاخيرة للنقود كونها أداة إلتمام ألاعمال املباشرة والفورية
بمعنى أن املدين يعطي قيمة الدين في شكل نقود إلى الدائن تسوى التزاماته ً
فورا ،بدون أن ينتظر
أي ش يء آخر .فهنا تعتبر عملية الوفاء بااللتزامات عملية فورية بدون إبطاء أو تأجيل .فالنقود تضمن
ً
هذا التوازن الفوري في اللحظة التي تستخدم فيها بعكس الشيك مثال فالبد للدائن أن ينتظر تحصيله
حتى يستطيع منح املدين إلايصال الدال على إبراء ذمته.
في مؤلفه "ألاخالق" قيام النقود بوظيفتي وحدة الحساب ومخزن للقيمة .كما أشار في كتابه "السياسة"
إلى دور النقود في تسهيل املبادلة .ومع مرور الوقت واستمرار التطور بات واضحا أن النقود تشكل إحدى
ألادوات ألاساسية للسياسة الاقتصادية املمكن استخدامها للتأثير على مختلف املتغيرات الاقتصادية
الكلية مثل مستوى ألاسعار ،الاستهالك ،الادخار ،الاستثمار ،الاستخدام ،الانتاج ....الخ .وبذلك تعددت
النقود1. وتنوعت وظائف
في ضوء ما سبق ذكره ،يمكن تقسيم أهم الوظائف التي يمكن للنقود تأديتها في سبيل خدمة
النظام الاقتصادي في املجتمع إلى وظائف أساسية ووظائف مشتقة كما هو موضح باملخطط أدناه:
الشكل رقم ( :)11وظائف النقود
وظائف النقود
املصدر :عبد املطلب عبد الحميد ،اقتصاديات النقود والبنوك :ألاساسيات واملستحدثات ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،مصر ،6001 ،ص.56 :
-1-2الوظائف الكالسيكية للنقود :وتعرف أيضا هذه الوظائف بالوظائف التقليدية أي الوظائف
التسهيلية للنقود الرتباطهما الشديد بالتحليل الاقتصادي الكالسيكي ،بل وتفسر لنا هذه النظرية،
السبب الرئيس ي في عدم اهتمام النظرية الاقتصادية الكالسيكية بالدراسات النقدية مع تركيز اهتمامها
على دراسات التجارة الدولية ،فهذه النظرية كانت تؤمن بفكرة حياد النقود ،وأن تدخل السياسة
النقدية في النشاط الاقتصادي من شأنه أن يعوق حدوث التوازن التلقائي ويوقف عمل اليد الخفية
( )Invisible Handالكفيلة بوصول النشاط الاقتصادي إلى مستوى التوظيف الكامل ،2وتنحصر بالتالي
الوظائف الكالسيكية للنقود في وظيفتين هما:
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.62-65 :
2عبد املطلب عبد الحميد ،اقتصاديات النقود والبنوك :ألاساسيات واملستحدثات ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،مصر ،6001 ،ص:
.56
01
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
00
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
كوحدة للحساب ( )Unit of Accountحيث تغلبت النقود على مشكالت تعدد نسب التبادل والحساب
الاقتصادي في ظل العمل بنظام املقايضة إذ أصبح آلان يعبر عن قيمة وحدة واحدة في كل سلعة أو
خدمة بوحدات نقدية أي بالثمن النقدي ،ومن ثم أصبح لكل سلعة أو خدمة قيمة نقدية واحدة بدال
القيم1. من آالف
يضاف إلى ذلك أن استخدام النقود من خالل جهاز الثمن يمكن الاقتصاد من تحقيق كفاءة
كبيرة في إلانتاج والاستهالك عن طريق التخصص وتقسيم العمل ،فمن املعروف أن العملية الاقتصادية
تكون أكثر كفاءة كلما استطاع املستهلك أو املنتج أن يعادل املنافع الحدية للسلع (أو البدائل الحدية
(أو إنتاجية)2. لإلنتاج) في كل وحدة إنفاقية
كما أن نسب التبادل تتم على أساس قيمة منفصلة مقدرة بوحدات كل سلعة أو خدمة من آالف
السلع والخدمات التي يمكن أن تتقايض معها في السوق ،مما ساعد على ترشيد القرارات الاقتصادية
في الانتاج والتوزيع والاستهالك .وأدى إلى رفع درجة كفاءة النظام الاقتصادي ورفع مستوى معيشة
يلي3:
أفراد املجتمع نسبيا ،وتزداد أهمية وظيفة مقياس القيمة تبعا ملا
ً
-كلما كان هذا املقياس املشترك مقبوال بوجه عام من جميع أفراد املجتمع ،أي له صفة العمومية
يؤسس على ثقة ألافراد في قيمة وحداتوإلالزامية .سواء أكان هذا القبول العام اختيارًيا والذي ّ
النقد ذاتها ،أو كان إجبارًيا عندما تتدخل الدولة وتفرض الصفة القانونية على نوع ّ
معين من النقود
ويتعرض كل من يرفضها في تسديد الديون إلى عقوبات ّ ّ ً يصبح ً
يحددها ملزما ومبرئا للذمة ،بل
القانون.
-كلما تمتع هذا املقياس بثبات نسبي على ألاقل في قيمته ،وهذا الثبات ضروري لربط الحاضر
باملستقبل ،ومعنى هذا الثبات أن الوحدة النقدية يمكن أن تشتري ً
دائما نفس املجموعة من السلع
والخدمات ،ويؤدي عدم الثبات إلى فقدان الثقة بالعملة مما يترتب عليه اضطرابات في املعامالت.
معرضة للتلف ،فإذا كانت قيمة السلع ّ
يعبر عنها من -أن تكون النقود قابلة للدوام ،أي أن ال تكون ّ
ّ ّ
خالل ألاسعار بالنقود ،فإن قيمة النقود تتوقف على مبادلتها بالسلع ،وتظهر التجارب تقلبات في
قيمة النقود ،ال بل ،في حالة التضخم وارتفاع ألاسعار ،تنخفض القوة الشرائية للنقود ،وهذا ما
يؤدي إلى فقدان هذا املقياس لقدرته على القيام بهذه الوظيفة.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.26-27 :
2محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،مقدمة في النقود وأعمال البنوك وألاسواق املالية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،6003 ،ص ص:
.61-62
3بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص ص.63-66 :
02
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
-2-2الوظائف املشتقة للنقود ( :)Secandary functions of moneyلقد امتازت هذه الوظائف بهذه
الصفة كونها مشتقة من الوظائف الاساسية للنقود ،والن تأثيرها ال يظهر بصورة مباشرة لألفراد
ويختلف هذا التأثير باختالف شكل الحياة الاقتصادية السائدة في املجتمع او باختالف مستويات دخول
الافراد وغيرها ،1وتضم الوظائف املشتقة الوظيفتين الفرعيتين التاليتين:
-1-2-2النقود كمستودع للقيمة ( :)Store of Valueترتبط هذه الوظيفة بخاصية الدوام والثبات
وتعتبر أكثر وظائف النقود أهمية في الاقتصاديات الحديثة ،2فباستعمال النقود كوسيلة للتبادل أمكن
فصل عملية التقايض املباشر إلى عمليتي بيع وشراء كما أمكن تبعا لذلك تأجيل عملية الشراء
باالحتفاظ بالنقود ولفترة معينة .إذ يستطيع املرء أن يبيع منتجاته الاقتصادية آلان ثم يحتفظ بالنقود
الستخدامها عند الحاجة في املستقبل وهنا قامت النقود كقوة شرائية عامة وعلى املستوى الفردي بدور
هام في اختزان القيم ،وبهذه الصفة باملقارنة بالتخزين السلعي تعد النقود أكثر الوسائل تخزينا للقيم
التالية3: سهولة وأقلها تكلفة وأفضلها مالئمة وذلك لألسباب
-النقود ال تكلف شيئا في صورة نفقات تخزين.
-ال تتعرض لتلف مادي يذكر من جراء تخزينها كما أنها كأصل مالي كامل السيولة.
-تعطي لحائزها الحرية في الانفاق على ما يريد عندما يستخدمها في املستقبل.
يلي4 :
ويتوقف مدى كفاءة النقود في القيام بهذه الوظيفة على ما
تمتع النقود بالقبول العام ليس فقط في الحاضر وإنما ً
أيضا في املستقبل. مدى ّ
03
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
04
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
وال ننس ى أن نشير إلى أن الشرط الضروري واملنطقي لنجاح النقود في القيام بوظيفتها كأداة
للمدفوعات املؤجلة .إنما يتلخص في ضرورة احتفاظ النقود بقيمتها النسبية لفترة طويلة ،وهذا ينصرف
بدوره إلى ضرورة الثبات النسبي لكل من العرض والطلب حتى يظل املستوى العام لألسعار مستقرا على
ألاقل خالل فترة سداد القروض فإذا كانت قيمة النقود عرضة للتقلبات الحادة واملتالحقة ،فإن ذلك
يؤثر سلبا على عمليات الائتمان .ففي حالة التضخم يحصل املقرض على مبالغ تقل قيمتها الفعلية عن
التي منحت من قبل املقترضين أما في حالة الانكماش فإن املقترض يدفع مبالغ تزيد قيمتها الفعلية عن
املقترض1. قيمة القرض الذي حصل عليه من
يميل بعض الاقتصاديون الى التوسع في عرض وظائف مشتقة اخرى للنقود وكذا وظائف
ديناميكية للنقود ،ذلك ان هذه الوظائف كما أسلفنا في تعريفها يعتمد ظهورها احيانا على شكل الحياة
الاقتصادية السائد وبالتالي ومع تطور هذه ألاشكال فستظهر وظائف جديدة للنقود لم تكن ذات أهمية
هي2: سابقا أو لم تلقى الاهتمام الكافي لتسليط الضوء عليها ،وهذه الوظائف
-الوسيلة التي تؤدي بها السوق الرأسمالي عملها ()money facilitate capital market mechanisim
-حلقة الوصل ما بين اقتصاد بلد وآخر ()connect countries economics
-اعادة توزيع الدخول ()redistribution of income
-النقود كأداة للهيمنة الاقتصادية ()money as advice of economic domination
-موازنة املنافع الحدية ()equalisation of marginal uitility
-النقود كأساس لالئتمان ()money as the basic of credit
-النقود كمعيار للسيولة ولتوحيد الثروة ()imparts liquididity of uniformity of wealth
05
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
مستوى النشاط الاقتصادي ونمو حجم املعامالت ،مما دفع باملجتمعات إلى البحث في تطوير أنواع
من النقود يمكن أن ينمو املعروض منها بصورة متناسقة مع النمو في النشاط الاقتصادي ،وهذا
ما تطلب من النقود أن ّ
تتمتع باملرونة الكاملة.
عجز النقود املستعملة عن أداء وظائفها ألاساسية.
وبشكل عام يمكن تلخيص أهم أنواع النقود الرئيسية كما هو موضح بالشكل التالي:
شكل رقم ( :)12أنواع النقود
أنواع النقود
06
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
الحمر التبغ ،بينما كانت نقود أهل الصين السكاكين ،واستخدم املصريون القمح كسلعة نقدية ،1وكان
معيار اختيار السلعة التي ستؤدي وظائف النقود أن تتمتع بصفة القبول العام من املتعاملينً ،
نظرا
لرغبة ألاغلبية منهم في حيازتها .وتمتاز النقود السلعية بأنه لها قيمة ذاتية ،وهي تستمدها من صفاتها
الذاتية أو من الرغبة من حيازتها كسلعة ،وليس فقط من مجرد إمكانية مقايضتها بسلع أو خدمات
أخرى2 .
ولم تكن تلك السلع الطبيعية تستخدم في مناطق متعددة أو تؤدي وظائف محل النقود أو
تستخدم لفترة طويلة وفي النهاية خرجت النقود السلعية من التداول لعدم استطاعتها تلبية احتياجات
ذلك3: التبادل املتزايد ومن أسباب
-عدم قبول بعض السلع في مناطق أخرى.
-تكاليف النقل ومشاكله.
-عدم قابليتها للتجزئة.
-عدم قابليتها للتخزين لفترات طويلة وارتفاع تكاليف التخزين.
-عدم تجانس وحداتها.
-تقلب قيمتها حسب ظروف الانتاج.
لذلك كان املعدن النفيس أكثر تميزا وأكثر كفاءة كنقود ،وانتقلت املنتجات إلى مرحلة أكثر تطورا
في تاريخ النقود وهي مرحلة النقود املعدنية.
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.75 :
2بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص.30 :
3طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.34-33 :
4عادل أحمد حشيش ،أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،6004ص.35 :
5حسين بني هاني ،مرجع سابق ،ص ص.64-63 :
07
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
-أن للذهب والفضة من الصفات الذاتية ،ما يجعلهما يشبعان رغبة من أشد الرغبات وأهمها في
الانسان وهي الشغف بالزينة ،ولذلك كانا مقبولين لدى جميع الناس نظرا ملا يتمتعان به من
جمال الرونق وسهولة التعرف عليهما.
-قابليتهما للتجزئة من غير أن تنقص قيمة أجزائهما وهي منفصلة عنها وهي متصلة.
-يكاد املعدنان الذهب والفضة أن يكونا غير قابلين للتلف ،حيث يقدر علماء املعادن أن املسكوك
الذهبي ال يعتريه البلى في أقل من ثمانية آالف سنة.
-ثبات قيمة املعدنين نسبيا بالقياس إلى غيرهما من السلع ،وذلك لضآلة الانتاج الجاري منهما،
بالقياس إلى القدر املتراكم منهما على مر الزمن.
-التماثل التام في جوهر املعدنين النفيسين (الذهب والفضة) ،وهو ما يجعل باإلمكان قياس عيار
هذين املعدنين والتحكم فيه ،باإلضافة إلى امكانية تحويل هذين املعدنين من سبائك إلى
مسكوكات ومن مسكوكات إلى سبائك ،دون أن تفقد قدرا محسوسا من وزنها بالسك.
-ملا كان معدنا الذهب والفضة نادرين نسبيا فإن قيمتها مرتفعة بحيث يتم تبادل غرام صغير من
كل منهما بكمية كبيرة من السلع ألاخرى ،مما يسهل نقلهما من مكان إلى آخر ،ويحبب إلى الناس
استعمالهما كأداة جيدة الختزان القيمة.
08
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
-1-3النقود الورقية ( :)Fiduciary moneyلقد جاءت النقود الورقية وليدة الحاجة إلى أداة نقدية
أكثر مرونة ويسر في التداول ،وكانت الصين أول دولة عرفت أوراق النقد ،وكان ذلك في أوائل القرن
التاسع امليالدي ،وقبل أن يعرفها أي بلد آخر في العالم ،ومع ذلك فإنه لم يظهر للنقود الورقية الحكومية
أي أثر في التداول في العصر الحديث حتى عرف الناس ''البنكنوت" في القرن السادس عشر ،وتمتعت
أوراقه بالقبول العام في التداول ،وبالوفاء بااللتزامات خالل القرن الذي تاله ،سواء كان ذلك سدا
لحاجات التعامل بين الناس ،أم وسيلة لالقتراض من ألافراد جبرا عنهم دون احتساب فائدة على تلك
القروض ،وفي عام 7201م بدأت بنوك أمستردام في هولندا بإصدار أوراق نقدية ،تمثل شهادات إيداع
ألاسلوب1 للعملة املعدنية ،وابتداء من عام 7271م بدأت بنوك عدد من الدول ألاوروبية باتباع ذلك
ّ
نتصور ألانواع الرئيسية التالية من النقود الورقية حسب تطورها التاريخي: ومن املمكن أن
ً ً ّ
-1-1-3النقود النائبة :وهي تنوب عن الذهب وتمثله تمثيال كامال (الغطاء الذهبي لهذه النقود =،)%700
ً ً
ولكي تمثل هذه ألاوراق الذهب تمثيال كامال ،ينبغي توافر كفالة الحرية التامة في تحويل هذه ألاوراق إلى
ذهب وبالعكس دون قيد أو شرط ،2حيث تستمد هذه النقود الورقية قيمتها من إمكانية استبدالها
إلاصدار3. بمجرد الطلب بالنقود الذهبية التي تكون الاحتياطي الذهبي لبنك
ظهرت النقود الورقية على أيدي الصاغة والذين كانوا يحتفظون بمعادنهم النفيسة في خزائن
حديدية متينة ومأم ونة وانطالقا من الثقة بين ألافراد وهؤالء الصاغة بدأ ألافراد بإيداع ما لديهم من
معادن نفيسة لدى الصاغة والتي يمكن استرجاعها عند الحاجة ويحصل املودع بموجب ذلك على صك
أو مذكرة وهو ايصال يثبت حقه فيما أودعه من معادن ويتعهد الخازن بتسليمه إياه أو جزء منه عند
الطلب ،وهنا بدأ يتحول خزنة املعادن إلى صيارفة وظهر بالتالي شكل من أشكال البنوك ،لقد أخذ
املودعون يتداولون صكوك الصيارفة في معاملتهم وذلك لثقة ألافراد بأن الصيارفة لديهم القدرة
والاستعداد الدائم لدفع ما تمثله من معادن عند الطلب ثم بدأ يظهر شكل من أشكال أوراق البنكنوت
املعدنية4. ( )Banknoteوقد شاع بمرور الوقت استخدامها كبديل عن النقود
09
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
ّ
وتمثل النقود إلالزامية الصورة العامة للنقود (النقود القانونية) في الاقتصاد املعاصر ،ألن
يكرسها ويصبغ عليها صفة الشرعية والقدرة على إبراء الديون وتسوية املعامالت ،ويعاقب من القانون ّ
قمة السيولة حيث يمكن أن ّ ّ
وتمثل النقود القانونية ّ
تتحول إلى سلع وخدمات في يرفضها في التعامل.
الحال ،وهي نقود انتهائية ،بمعنى إنه ال يمكن تحويلها إلى نقود أخرى ،وبالذات إلى ذهب من الاحتياطي
ّ
الرسمي املوجود لدى السلطات النقدية ،ويتمثل الشكل الرئيس ي لهذه النقود "بأوراق البنكنوت" التي
يصدرها البنك املركزي وكونها قسم من النقود الائتمانية ،فهي ّ
تتميز بانفصال الصلة بين قيمتها النقدية
ّ
املشرع ،أي أنه يصبح لها قيمة قانونية على الرغم من وقيمتها التجارية ،ولكنها تستمد قيمتها من إرادة
تمثل ًّ
دينا لحاملها على البنك املركزي الذي أصدرها ،وفي حاالت إصدار انعدام قيمتها الذاتية .وهي
ً
أساسيا النقود الورقية غير القابلة للصرف ،يخضع إلاصدار لرقابة البنك املركزي وتلعب الحكومة دو ًرا
طبقا للسياسة النقدية املتبعة ،سياسة نقدية توسعية أو سياسة نقدية في تحديد كمية النقود ً
انكماشية3.
الفرق بين النقود القانونية والنقود املعدنية :النقود الورقية أفضل من النقود املعدنية في سد
يلي4: حاجات املتعاملين نظرا ملا تتسم به من الخصائص والتي من أهمها ما
21
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
-النقود الورقية أخف وزنا من النقود املعدنية ،باإلضافة إلى إمكانية إصدارها في فئات متفاوتة
تتالئم مع حاجات كل نوع من أنواع التعامل ،كما أنها أسهل في النقل من مكان إلى آخر .وأقل
تعرضا ملخاطر الطريق.
-النقود الورقية أقل كلفة في الاصدار من النقود املعدنية بالنسبة للدولة ألن قبولها وضع حدا ملا
تتكبده الدولة في سبيل الحصول على الذهب الالزم للوفاء بحاجات التعامل في الداخل ،هذا
باإلضافة إلى أن نفقات الاحتفاظ بالنقود الورقية أقل بكثير من نفقات الاحتفاظ بالنقود
املعدنية ،كما أن تكاليف طبع ألاوراق النقدية أقل بكثير من تكاليف سك النقود.
-النقود الورقية أكثر مرونة في إلاصدار من املعدنية ،إذا يمكن التحكم في عرضها على نحو يكفل
مواجهة كافة التغيرات املتوقعة في الطلب على النقود ،سواء كانت تغيرات موسمية أو دورية.
-النقود الورقية وسيلة ميسرة ملواجهة احتياجات التمويل الحكومي عند الضرورة ،ذلك أنه ملا
كانت الدولة هي السلطة القوامة على إصدار النقود الورقية بمالها من سيادة كاملة على نظامها
النقدي ،فإن باستطاعتها تمويل أي عجز يطرأ على امليزانية العمومية لها عن طريق زيادة الاصدار.
-2-3النقود املساعدة :تتميز هذه النقود بأن قيمتها القانونية تكون أعلى من القيمة السوقية لكمية
املعدن الذي صنعت منه ،1وهي "قطع (وحدات) نقود ذات قيمة بسيطة وتصدرها عادة الخزانة العامة
(وزارة املالية) ،وتقوم بمساعدة النقود في تسهيل املبادالت ذات القيمة الصغيرة" .وال تتمتع إال بقوة
ابراء محدودة أي ال يمكن استخدامها في تسوية الديون وابراء الذمم إال في حدود مبلغ معين يحدده
املحدد2. القانون ولذلك يستطيع أي شخص أن يرفض قبولها في تسوية ديونه إذا جاوزت هذا املبلغ
تمثل ًّ
دينا لصالح -3-3النقود الكتابية (نقود الودائع) :النقود املصرفية ،شأنها شأن النقود الورقية؛
مالكها أو حاملها في ذمة البنوك التجارية التي تلتزم بها ،وتتمثل نقود الودائع في التزام مصرفي من قبل
البنوك التجارية ،ينشأ من إيداع حقيقي لكمية من النقود القانونية ،أو نتيجة قيام البنك بفتح حساب
لعمالئه على سبيل إلاقراض ،بدفع نقود قانونية للمودع أو ألمره ،وتنتقل ملكية الوديعة من شخص
الشيكات3. إلى آخر بواسطة
فمع تزايد مستوى النشاط الاقتصادي ،وازدياد حجم الدخل النقدي ،وانتشار وتقدم العادات
املصرفية ،أخذ ألافراد يودعون أموالهم لدى البنوك التجارية التي استطاعت استخدام هذه الودائع في
إتمام العمليات التجارية التي تعقد بين ألافراد ،وفي تطور الحق وجد ألافراد أنه من ألاسهل للفرد الذي
20
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
لديه حساب في البنك أي يأمر البنك بتحويل مبلغ من النقود من حسابه ،إلى حساب الطرف آلاخر،
الذي قد يكون لديه حساب في البنك نفسه .دون أن تخرج النقود الورقية من البنك ،ودون أن يؤثر
ذلك في مديونية البنك ،كما يستخدم ألافراد الذين لديهم حسابات لدى البنك الشيكات في تحويل
املبالغ ،فالشيك هو الوسيلة أو ألاداة ،التي بموجبها يطلب الفرد ،الذي له حساب في البنك (الساحب)،
من البنك (املسحوب عليه) ،أن يدفع مبلغا من املال ،إلى شخص محدد ،أو لحامل الشيك (املستفيد)،
سدادا لدين ووفاء اللتزام ،وقد يكون الشخص املستفيد هو الساحب نفسه عندما يقوم الفرد الذي
ي1. يملك وديعة لدى املصرف ،بسحب جميع أو بعض أمواله لحسابه الشخص
وقد شعرت البنوك التجارية من خالل تعاملها مع ألافراد ،أن غالبية املودعين ألموالهم ،ال يقومون
بسحب جميع أو جزء كبير من نقودهم املودعة ،وفي وقت واحد ،إضافة إلى أن هناك ايداعات جديدة،
ملبالغ نقدية تودع لدى املصارف في شكل ودائع جديدة .وهكذا وجدت البنوك التجارية نقودا فائضة في
خزائنها ،تزيد عن قيمة املبالغ النقدية التي يتم سحبها يوميا ،ومن ثم وجدت أنه بإمكانها إقراض هذه
املبالغ ،مقابل فائدة تحصل عليها ،وذلك بإصدار تعهدات أو وعود بدفع نقود ورقية عند الطلب ،تزيد
في قيمتها عن قيمة ما لديها من نقود فعلية في خزائنها .بحيث ال تتجاوز تلك الوعود الحذ الذي يجعلها
غير قادرة أو عاجزة عن تلبية طلبات السحب اليومية .ويتم بذلك خلق النقود املصرفية ،وهي من أهم
وظائف البنوك التجارية ،والنقود املصرفية ليس لديها كيان مادي ملموس ،كما أنها ال تتمتع بالقبول
العام في التداول ،وال تتمتع بقوة إبراء غير محدودة .فالقانون ال يلزم ألافراد الدائنين على قبولها ،وإنما
انتشر استخدامها ،نتيجة للثقة التي أوالها ألافراد للمؤسسات النقدية ،التي تتعامل بها وتخلقها وهي
بها2. البنوك التجارية ،ونتيجة قبول ألافراد التعامل
وتعد النقود الكتابية اليوم أحدث أشكال النقود ،ألنها تمثل وسيلة مهمة للدفع ،وتشكل نسبة
مرتفعة من إجمالي النقود املتداولة والعرض النقدي في الدول املتقدمة ذات ألانظمة املصرفية
الحديثة ،3فهذا النوع الحالي من النقود يمثل أعلى درجات التطور النقدي بسبب استخدام وحدة
مجردة من املديونية للقيام بوظائف النقود ،4حيث نجدها في أمريكا تمثل حوالي %10من العرض
النقدي5.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.38-31 :
2املرجع السابق ،ص.38 :
3املرجع السابق ،ص.31 :
4أسامة كامل ،عبد الغني حامد ،مرجع سابق ،ص.38 :
5السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.66 :
22
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
الفرق بين نقود الودائع والنقود القانونية :مما تقدم يتضح أن نقود الودائع تشترك مع النقود
القانونية في كونها ً
ديونا ملالكها أو حاملها على الجهة التي أصدرتها ،وتتميز عنها ،من ناحية1 :
-رقابة البنك املركزي على النقود القانونية مباشرة كونه هو الذي يصدرها ،بينما رقابته هي غير
مباشرة على نقود الودائع ألنها تنشأ من قبل البنوك التجارية.
-الهدف من إصدار نقود الودائع هو الربح وال يحدث هذا مع النقود القانونية.
-النقود القانونية ملزمة بحكم القانون أما املصرفية فهي اختيارية.
-قد تفقد النقود املصرفية جزء من قيمتها عند رفضها من قبل ألافراد.
-تمثل النقود القانونية أدوات نقدية ملموسة في حين تمثل النقود املصرفية قيود في دفاتر البنوك
التجارية.
1محمد إبراهيم عبد الرحيم ،اقتصاديات النقود والبنوك ،دار التعليم الجامعي ،مصر ،6074 ،ص.62 :
2طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.31 :
3سوزي عدلي ناشد ،مقدمة في الاقتصاد النقدي واملصرفي ،منشورات الحلبي القانونية ،بيروت ،لبنان ،6005 ،ص.68 :
23
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
-آليات الدفع مختزنة القيمة أو مسبقة الدفع التي تمكن من إجراء مدفوعات من خالل استخدام
شبكات الحاسب آلالي املفتوحة خاصة ألانترنت ،ويطلق عليها نقود الشبكة أو النقود السائلة
الرقمية.
التالية1: -1-4أهم انواع بطاقات الدفع الالكتروني :من بين أهم بطاقات الدفع الالكتروني ألانواع
)7بطاقات الائتمان ()Credit cards
)6بطاقات الدفع الفوري ()Debit cards
)3بطاقات التحويل الالكتروني ()EFT-POS cards
)4بطاقات الصراف آلالي ()ATM cards
هذا و تصدر بطاقات الدفع الالكتروني عن منظمات أو بنوك ذات ثقة تضمن تعامالت العميل في
شبكة التعامل بالبطاقة و بموجبها تمكنه من الشراء و الدفع و سحب الاموال و الحصول على الخدمات،
و في معظم هذه البطاقات -خاصة بطاقات سحب ألاموال -يقترن اصدار البطاقة لحاملها بمنحه رقما
بتوقيعه2. سريا يعمل حال استخدام البطاقة في وسط الكتروني و التوقيع عليه
التالية3: -2-4أنواع بطاقات الدفع الالكتروني من الناحية الفنية :يمكن تمييز ألانواع الثالث
البطاقة املمغنطة ( :)magneticstripeوفيها تتضمن البطاقة البالستيكية شريطا ممغنطا يتم من
خالله إدخال وتأمين البيانات املشفرة عليه ويتحقق الدفع بهذه البطاقة من خالل قراءة
املعلومات املخزنة على الشريط.
البطاقات الرقائقية ( :)chip cardsوهذه البطاقات تحتوي على شريحة ذاكرة (سيليكون) ومن
خالل هذه الشريحة يتم تسجيل قيمة النقود في الحساب املصرفي لحامل البطاقة وتقوم بعمليات
الخصم والاضافة في حسابه بقيمة معامالته.
البطاقات البصرية ( :)opticalcardsوهي بطاقات توضع بها املعلومات الخاصة بقسم الدفع
واملعلومات املتغيرة وعناصر الدفع بشكل بصري ومثالها الهولوجرام أو الصورة املجسمة ثالثية
ألابعاد ومنها بطاقات الفيزا كارد واملاستر كارد املستخدمة حاليا.
-3-4أهم الجهات املصدرة لبطاقات الدفع الالكتروني :من أهم املؤسسات العاملية التي تقوم باصدار
يلي4: بطاقات الدفع البالستيكية الالكترونية ما
24
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
مؤسسة الفيزا العاملية ( :)visa international sevices associationومركزها مدينة لوس انجلوس
بوالية كاليفورنيا الامريكية وتصدر أنواعا من البطاقات هي الفيزا الذهبية وبطاقة رجال ألاعمال
وبطاقة الفيزا العادية.
مؤسسة ماستر كارد الذهبية ( :)master cards international organizationومركزها مدينة سانت
لويس في الواليات املتحدة الامريكية تصدر بطاقة ماستر كارد الذهبية وبطاقة ماستر كارد رجال
ألاعمال وبطاقة ماستر كارد العادية.
مؤسسة امريكان اكسبريس ( :)american expressومركزها الواليات املتحدة الامريكية وتصدر
بطاقات الضمان تحمل اسمها وذلك من بنوك أمريكان اكسبريس على مستوى العالم.
-4-4طبيعة بطاقات الدفع الالكتروني والفرق بينها وبين كل من النقود والشيكات :يثار تساؤل عن
طبيعة بطاقات الدفع الالكتروني هل هي بمثابة نقود أو أنها تعتبر مثل الشيكات أداة وفاء واداة ائتمان،
ولإلجابة على هذا التساؤل يلزم املقارنة بين بطاقات الدفع الالكتروني والنقود من ناحية وبين هذه
البطاقات والشيكات من ناحية أخرى.
جدول رقم ( :)11نقاط التشابه والاختالف بين النقود وبطاقات الدفع الالكتروني
بطاقات الدفع الالكتروني النقود
-7تستخدم النقود كوسيط للمبادالت عن طريق تخلي
-7تستخدم كوسيط في املبادالت حيث يقدمها حاملها الى البائع
الشخص عن كمية من النقود مقابل حصوله على السلعة
مقابل حصوله على السلعة أو الخدمة محل املبادلة.
أو الخدمة التي يقدمها للطرف الاخر "البائع".
-6يتخلى الشخص نهائيا للبائع عن النقود مقابل السلعة -6املشتري (حامل البطاقة) ال يتخلى عنها بصفة نهائية للبائع
وليست لها قيمة ذاتية. ومن ثم فان النقود لها قيمة ذاتية.
-3تعتبر النقود أداة لتخزين القيمة (مخزن للقيم) بمعنى
-3ال يمكن قيام بطاقة الدفع الالكتروني بهذه الوظيفة من
امكانية ادخارها للحصول بها على السلع والخدمات وقت
منطلق انها أداة نائبة عن النقود الورقية أو نقود الودائع.
الحاجة اليها.
-4هذه البطاقة ال تتمتع بالقبول العام ومن ثم ال تعتبر نقودا
-4تتمتع النقود بالقبول العام من جانب الافراد ووسيلة
الا أنها تتمتع بالقبول الاختياري بين املتعاملين (البائعين
إلبراء الذمة وتستمد هذه الصفة بمقتض ى القانون.
واملشترين).
املصدر :مصطفى كمال السيد طايل ،الصناعة املصرفية في ظل العوملة ،اتحاد املصارف العربية ،ألاردن،6001 ،
ص.88 :
25
املحور ألاول ________________________________________________________ تعريف النقود ،وظائفها وأشكالها
جدول رقم ( :)12نقاط التشابه والاختالف بين الشيكات وبطاقات الدفع الالكتروني
بطاقات الدفع الالكتروني الشيكات
-7تتشابه الشيكات مع بطاقات الدفع الالكتروني ألن
-7تتشابه بطاقات الدفع الالكتروني مع الشيكات ألن كليهما
كليهما يستخدم في تداول النقود والودائع ونقل ملكيتها من
يستخدم في تداول النقود والودائع ونقل ملكيتها من شخص
شخص آلخر وهي بذلك تعتبر أداة تداول للنقود ونقل
آلخر وهي بذلك تعتبر أداة تداول للنقود ونقل ملكيتها.
ملكيتها.
-6حامل البطاقة ال يتخلى عن البطاقة بصفة نهائية ولكنه
-6ساحب الشيك يتخلى عنه للمستفيد الذي يقدمه يقدمها لبائع السلعة أو الخدمة بغرض تحويل املبالغ
بدوره الى املصرف للحصول على قيمته نقدا أو اضافته الى والحصول على قيمة املعاملة من حساب العميل (حامل
البطاقة) الى حساب التاجر (البائع) ثم يقوم البائع برد البطاقة حسابه داخل البنك أو أي بنك آخر خاص به.
اليه بعد اتمام املعاملة.
-3بطاقات الدفع الالكتروني (البالستيكية) تكون مضمونة من
-3ال يتوافر للشيك شرط القبول العام ويستعمل في عملية بنك الاصدار ولذلك يكون التعامل بها أكثر قبوال من الشيكات
واحدة ينتهي بعدها دوره كما أنه محدد بكمية من النقود وهي في هذه الخاصية تقارب النقود لتتمتع بشرط القبول العام
كما أنها تستعمل في عمليات متعددة طاملا كان الرصيد يسمح وبتاريخ معين.
وتاريخ صالحيتها مازال ساريا.
-4بطاقات الدفع الالكتروني تعتبر ايضا وسيطا أو وسيلة لنقل
-4الشيكات تشبه النقود كوسيط في املبادالت من منطلق النقود من املشتري الى البائع ومن ثم تعتبر بطاقات الدفع
الالكتروني بمثابة نقود نائبة أي أنها تنوب عن النقود أنها وسيلة أو وسيط ملبادلة النقود بالسلع والخدمات.
الحقيقية في القيام بوظيفة النقود كوسيط للمبادالت.
املصدر :مصطفى كمال السيد طايل ،الصناعة املصرفية في ظل العوملة ،اتحاد املصارف العربية ،ألاردن،6001 ،
ص.81 :
26
المحور الثاني :األنظمة النقدية والعرض النقدي
تمهيد
إن قياس العرض النقدي ،وتحديد التغير في عرض النقود ،مع ثبات ظروف الطلب عليها ،عادة
ما يترتب عليه ،سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ،تغيرات في العديد من املتغيرات الاقتصادية الكلية
مثل مستوى الناتج القومي ،ومستوى العمالة ،واملستوى العام لألسعار ،وسعر صرف العملة املحلية
مقابل العمالت ألاجنبية ،وغيرها من املتغيرات التي تمثل ألاهداف الاقتصادية العامة التي تحتل اهتمام
الاقتصاديين في أي مجتمع من املجتمعات.
وعليه فقد تزايد اهتمام السلطات النقدية بقياس حجم النقود املعروضة في املجتمع وتعديلها
بما يتالءم مع تحقيق هذه ألاهداف القومية .ويتحدد العرض النقدي بداية بما يصدره البنك املركزي
من وحدات العملة املحلية القانونية ،وما تصدره الحكومة من النقود املساعدة ،كما يتحدد العرض
النقدي بحجم الودائع الجارية لدى املصارف التجارية بشكل خاص وكذلك الودائع الشيكية ألاخرى
لدى املؤسسات املالي من غير البنوك التجارية.
وقبل التطرق إلى مفاهيم العرض النقدي وطرق قياسه والتي سيتضمنها العنصران الثاني والثالث،
يتعين في البداية استعراض مفهوم النظام النقدي وأهم مكوناته وهو ما سيتطرق له العنصر ألاول من
هذا املحور.
82
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
وشروط إصدار كل نوع منها ومدى قابلية بعضها للتحول إلى ألانواع ألاخرى املتداولة ،ومدى الالتزام
بااللتزامات1 . بقبولها في الوفاء
ويمكن بوجه عام ،تعريف النظام النقدي بأنه مجموعة القواعد التنظيمية وإلاجراءات التي
أساسية2 : تضبط إصدار وسحب (تدمير) النقود من التداول ،والذي يتميز بثالث خصائص
-خاصية التركيب ،فالنظام النقدي كأي نظام اقتصادي يتمتع بخاصية التركيب ،بمعنى أنه يتكون
ّ
ومحدد ومنها ما هو ثانوي .والعنصر ألاساس ي في من مجموعة من العناصر ،منها ما هو أساس ي
القيم ،والغاية منها املحافظة على القيمة
النظام النقدي هو "القاعدة النقدية" أو قاعدة ِ
الاقتصادية للنقود في الداخل والخارج.
-النظام النقدي في أي دولة هو جزء ال يتجزأ عن النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد ،والروابط
ً
أساسا روابط اجتماعية. النقدية هي
ويتغير مع تطور ّ
يتطور ّ ّ
بالثبات ،بل ّ ّ
وتغير النظام -النظام النقدي هو نظام تاريخي ،أي أنه ال يتصف
الاقتصادي والاجتماعي الذي ينتمي إليه.
ومن الضروري الاشارة إلى أن النظام النقدي لدولة ما يتكون من ثالثة عناصر رئيسية هي على
النحو التالي3 :
العنصر ألاول :والذي يشير إلى مجموعة املؤسسات النقدية الوطنية التي تختص قانونا بإصدار
وخلق النقود وما يرتبط بها من متغيرات بالزيادة أو النقصان وتحدد قوانين الدولة وحدة النقد
الوطنية وألاجزاء التي تتكون منها.
العنصر الثاني :وهو العنصر الذي يختص بالنقود وأنواعها املختلفة التي تستخدم في التداول
داخل إطار الدولة وحدودها.
العنصر الثالث :وهو العنصر الذي يتضمن مجموعة القوانين واللوائح والاجراءات التي تحكم
كمية النقود والتغيرات املرتبطة بها.
82
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
في املجتمع مما أدى إلى ظهور القواعد النقدية املختلفة لتطبيق فعال لألنظمة النقدية التي تخص كل
على1: دولة ،إذ تقوم عملية تحديد نوع القاعدة النقدية املتبعة بناء
-نوع النقود املعيارية التي تعتبر ألاساس في تحديد نوع النقود والتي من خاللها يمكن لهذه النقود
أن ترد إليها.
-تحديد كمية املعدن النفيس الذي تحتويه كل وحدة من وحدات النقد ،فإذا كان ذهبا فإن هذا
املجتمع يكون قد أخذ بقاعدة الذهب كنظام نقدي ،أما إذا كان فضة فإنه يكون قد أخذ بقاعدة
الفضة كنظام نقدي ،وقد يجمع املجتمع ما بين هذين املعدنين فيكون النظام النقدي قد أخذ
بقاعدة املعدنين ،أما إذا اعتبر املجتمع النقود الورقية (النقود املعيارية) فيكون قد أخذ بقاعدة
النقود الورقية غير القابلة للتحويل إلى ذهب.
شكل رقم ( :)30أنواع ألانظمة النقدية
ألانظمة النقدية
دولي قومي مدار آلي نظام الصرف نظام السبائك نظام املسكوكات
بالذهب الذهبية الذهبية
املصدر :عبد املطلب عبد الحميد ،اقتصاديات النقود والبنوك :ألاساسيات واملستحدثات ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،مصر ،7002 ،ص.40 :
-1-2النظام املعدني :بعد اكتشاف املعادن ّ
تحول إلانسان إلى استخدامها في ألاغراض النقدية ،ثم رأينا،
كيف أنه انطلق من استخدام املعادن الرخيصة الثمن ،كالنيكل والبرونز ،إلى استخدام املعادن النفيسة
واستيفاء ألغراض البحث سوف نقتصر ،في دراستناً كالذهب والفضة للقيام بشتى وظائف النقود.
املعدنين2. للقواعد النقدية ،على شكلين من أشكال قاعدة املعدن ،هما نظام املعدن الواحد ونظام
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.55 :
2بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص ص.88-89 :
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
-1-1-2نظام املعدن الواحد :يرتكز هذا النظام على معدن واحدً ،
ذهبا كان أو فضة ،وفي كلتا الحالتين
ً
أساسا للقاعدة املشرع إلى إنشاء عالقة ثابتة بين وحدة النقد ووزن معين من املعدن ّ
املتخذ ّ يعمد
النقدية .وأهم القواعد املعدنية ،قاعدة الذهب ( ،1)Gold Standardأما قاعدة الفضة فهي ال تختلف
عن قاعدة الذهب وتسمى أيضا بقاعدة املعدن الواحد كقاعدة الذهب إال أن هناك فروق في التطبيق،
حيث أن الدول التي أخذت بقاعدة الفضة قليلة العدد ومحدودة من حيث التأثير ولم تلعب دورا مهما
العالمي2. في التأثير على النشاط الاقتصادي
ويعد نظام قاعدة الذهب من أقدم النظم النقدية املعروفة والتي تعتبر املثال التقليدي عند
دراسة نظام املعدن الواحد ،ويتميز نظام قاعدة الذهب بأن قيمة وحدة النقد ألاساسية فيه سواء
الجنيه الاسترليني أو الدوالر ألامريكي مثال كانت ترتبط ارتباطا ثابتا بالنسبة إلى الذهب ،أي أن العالقة
ثابتة بين وحدة النقود ألاساسية ووزن معين من الذهب محدد العيار (ذو نقاوة معينة) ،وبذلك تتعادل
القدرة الشرائية لوحدة النقود مع القدرة الشرائية بكميات معينة من الذهب ،ويقوم نظام قاعدة
التالية3: الذهب على ألاسس
oتحدد السلطة النقدية املمثلة في البنك املركزي ،املصدرة لوحدة النقود سعرا ثابتا لوحدة النقود
بالنسبة إلى الذهب ،أي أن وحدة النقود كالدوالر تساوي مقدارا معينا من الذهب الخالص املحدد
العيار بدرجة نقاوة معينة ووزن معين.
oيجب أن تتساوى القيمة السوقية للذهب مع قيمته كنقود أي أن الوحدة النقدية إذا بيعت
كمعدن ألغراض صناعية أي غير نقدية ،يجب أن تتساوى قيمتها كقوة شرائية كوحدة نقدية
وحتى يتحقق هذا ،على الدولة ترك حرية السك والصهر لألفراد ،أي أن لهم حرية تحويل السبائك
الذهبية إلى نقود وصهر النقود وتحويلها إلى سبائك أو أي مصنوعات ذهبية أخرى.
oيجب أن تضمن الدولة لألفراد امكانية تحويل قيمة أي نقود مساعدة سواء كانت من النحاس
أو البرونز أو غيرها أو حتى ولو كانت أوراق إلى نقود ذهبية.
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
oيجب على الدولة أال تضع أي قيود على تصدير واستيراد الذهب أي أن هناك حرية كاملة في
تصدير واستيراد الذهب ونقله من وإلى الدولة حتى تضمن تحقيق معدل ثابت لصرف عملتها على
املستوى الدولي.
oيجب أن تحافظ الدولة على العالقة بين كمية النقود في داخل الدولة وبين كمية الذهب التي
تملكه أي ما يعرف بالغطاء الذهبي حيث يكون بمقدورها تحويل أي مبلغ من وحدات النقود إلى
ذهب عند الطلب.
ويتميز نظام الذهب بوجود ثالثة أشكال هي :نظام املسكوكات الذهبية ،نظام السبائك الذهبية،
نظام الصرف بالذهب.
-1-1-1-2نظام املسكوكات الذهبية ( :)1111-1111( )Gold Coins Standardهي أول الصيغ التي
تم التعامل بها من خالل قاعدة الذهب إذ تسك النقود من معدن الذهب بحيث تمثل قيمة الوحدة
ّ
الواحدة ما تحتويه من ذهب ،1وقد شكلت املسكوكات الذهبية القسم الغالب من النقد املتداول ،وإلى
جانبها أوراق نقدية نائبة ،ولكن في جميع ألاحوال كانت املسكوكات هي النقد ألاساس ي والانتهائي ،وللعمل
بقاعدة الذهب ،على الصعيد املحلي والخا جي وفي عالقته ُ
بالنظم النقدية ألاجنبية التي تسير على نظام ر
نذكر منها2 : الذهب ،يجب توافر شروط معينة
-تحديد قيمة ثابتة لوحدة النقد بوزن معين من الذهب الخالص ،وهذا بالطبع ال يشترط أن تكون
ً ّ ً
للتحول فعال النقود الذهبية متداولة فعال ،ولكن يكفي أن تكون النقود الورقية املتداولة ،قابلة
إلى ذهب بال قيد أو شرط.
-يجب توافر حرية سك الذهب ،وبأية كميات دون مقابل ملنع زيادة القيمة إلاسمية عن القيمة
الحقيقية.
-وجوب توافر حرية كاملة لصهر املسكوكات الذهبية ،أي تحويلها إلى سبائك ،بدون مقابل ملنع
ارتفاع السعر ّ
السوقي عن السعر القانوني للذهب.
ّ
-قابلية أنواع النقود ألاخرى للصرف بالذهب وعند حد التعادل .ومن البديهي ،أنه إذا كانت عملتان
يتحدد على أساس قسمة الوزن املعدنيأو أكثر تسيران على نظام الذهب ،فإن سعر الصرف بينهما ّ
ّ
املشرع إلانكليزي ً
الصافي للجنيه إلاسترليني مثال على الوزن املعدني للدوالر ألامريكي .ولنفرض أن
وهي اول صور قاعدة الذهب واكثرها كماال على الاطالق ولذا فهي التي تقصد عادة عند الكالم عن قاعدة الذهب بصفة مجردة دون
وصف آخر.
1عبد املطلب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص.87 :
2بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص ص.57-50 :
08
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
ّ
املشرع ألامريكي يعرف الدوالر على أنه يعرفه على أنه يساوي 2.87غر ًاما من الذهب ،ولنفرض أن
7.32
يساوي 5.5غرام ،سعر صرف الجنيه إلاسترليني بالدوالر ألامريكي 5.92 = 1.5 :دوالرات
-ضمان حرية تصدير واستيراد الذهب (خروج ودخول الذهب) للمحافظة على التعادل بين القيمة
الداخلية والقيمة الخارجية للذهب .وكان من شأن هذا التدبير أن حافظت أسعار الصرف على
ثباتها واستقرارها.
الشرط ألاول هو الذي أعطى للذهب قيمته القانونية ،أما توافر حرية سك وصهر الذهب فهي
ضرورية للمحافظة على سعر التعادل بين السعر السوقي (في شكل سبائك) والسعر القانوني (في شكل
مسكوكات) للذهب ،أما شرط توافر حرية تصدير واستيراد الذهب (خروج ودخول الذهب) فهو الذي
ً ّ
حقق التعادل بين سعر الذهب ً
وعامليا ،مع ألاخذ باالعتبار نفقات نقل وتأمين الذهب ،وهذا النظام محليا
بالتخلي عنه تدر ً
يجياً ، ً
معموال به حتى الحرب العاملية ألاولى ،حيث أخذت البلدان ّ
نظرا لحاجتها ظل
الستخدام الذهب كغطاء لإلصدار النقدي ولشراء العتاد الحربي.
-2-1-1-2نظام السبائك الذهبية ( :)Gold Bullions Standardويعني أن الاوراق النقدية لم تعد
قابلة للتحويل الى ذهب في شكل قطع عملة ذهبية وانما فقط في شكل سبائك ذهبية ال تقل وزن
السبيكة منها عن قدر معين يحدده القانونّ ،1
تميزت ألاحوال النقدية في الفترة التي تلت الحرب العاملية
ألاولى باالضطرابات والفوض ى ،وانخفضت القوة الشرائية للعديد من العمالت ألاوروبية كالجنيه
ّ إلاسترليني ،والفرنك الفرنس ي ،واملارك ألاملاني الذي انهار انهيا ًرا ً
تاما .كما اتسمت هذه الفترة بالتقلبات
الشديدة في أسعار صرف العمالت والاختالالت الخطيرة في موازين املدفوعات ،حيث لم تعد إلى التوازن
تلقائيا .لذلك كان الهم ألاساس ي الذي شغل أذهان الاقتصاديين ورجال الحكم ،هو مسألة إلاصالحً
النقدي .وتعالت الصيحات والدعوات للعودة إلى نظام الذهب ،ألنه كما افترض من مناصري هذا
النظام ،أن الاضطرابات والفوض ى النقدية التي حصلت ال ترجع إلى عيوب كامنة في نظام الذهب ،وإنما
بسبب الخروج عن قواعد اللعبة ،وأهمها قاعدة الحرية الاقتصادية ،وعدم ُّ
تدخل الدولة في النشاط
الاقتصادي والامتناع عن فرض القيود على التجارة الخارجية وربط إلاصدار النقدي بكمية الذهب،
2 وحرية تصدير الذهب واستيراده.
يقتصر التداول الداخلي على النقود الورقية املضمونة بالذهب ويستخدم الدهب بطريقة مباشرة "عن طريق العمالت القابلة للتحويل
الى ذهب" في املدفوعات الدولية.
1زينب عوض هللا ،أسامة محمد الفولي ،أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،7008 ,ص.38 :
2بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص.57 :
00
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
ولقد اتبعت الدول بعد انتهاء الحرب العاملية الاولى قاعدة الذهب في صورة السبائك الذهبية،
فاتبعتها انجلترا في عام 5875عندما عادت الى قاعدة الذهب بعد وقف العمل بها اثناء الحرب العاملية
يونيو 1.5879 الاولى كما اتبعتها فرنسا عند عودتها الى قاعدة الذهب في
ولعل من الضروري الاشارة إلى أن تحول الدول إلى نظام السبائك الذهبية من نظام املسكوكات
التالية2 : الذهبية يرجع إلى ألاسباب
خوف الدول من عدم توفر رصيد من الذهب يكفي لحاجة املعامالت التجارية والاقتصادية في
الداخل والخارج في ظل الاتجاه املتزايد نحو املزيد من النمو الاقتصادي في النشاط الاقتصادي في
الداخل والخارج وخاصة مع قصور املوارد من معدن الذهب في العديد من الدول.
اكتشاف أن الفكرة الخاصة بحرية تحويل النقود الورقية وغيرها من الوحدات النقدية إلى
مسكوكات ذهبية وبالعكس هي في الواقع أمر ال يبرره رأي سديد ،فواقع املعامالت أظهر أن ألافراد
ال يلجؤون إلى استعمال حقوقهم في تحويل البنكنوت النقدي إلى ذهب إال في حالتين:
-الحالة ألاولى :حالة املضاربة على أسعار الذهب ومحاولة الاستفادة من فروق ألاسعار.
-الحالة الثانية :حالة وجود أزمات نقدية يهرع عندها ألافراد إلى طلب الذهب والاحتفاظ به.
وليس من املعقول أن يشجع املجتمع عمليات املضاربة ويحقق أغراض املضاربة الشخصية
في تحقيق أرباح على حساب النشاط الاقتصادي لالقتصاد القومي أو يشجعهم على ذلك بالسماح
بشرط حرية تحويل النقود إلى ذهب دون قيد أو شرط.
اتضح أنه في أوقات ألازمات النقدية حينما يزداد الطلب فجأة على اكتناز الذهب ،يصبح من
الصعب ايجاد الكميات املطلوبة فورا التي تلبي كل رغبات ألافراد في التحويل إلى ذهب.
يلي3 : وعموما فإن من أهم الشروط التي ارتآها هؤالء الاقتصاديون للعودة إلى نظام الذهب ما
تحديد قيمة ثابتة لوحدة النقد بوزن ّ
معين من الذهب.
قابلية صرف النقود الورقية بالذهب وبالعكس وبال قيد أو شرط.
يعتبر ريكاردو هو مبتدع قاعدة السبائك الذهبية إذ اقترح في أوائل القرن التاسع عشر هذا التنظيم الجديد لقاعدة الذهب وإن لم يجد
رواجا في العمل حتى القرن العشرين عندما أخذت به بعض الدول عند الرجوع لقاعدة الذهب ،ذلك أنه ورغم نص القانون الانجليزي
الصادر عام 5958على ألاخذ بهذه الطريقة بصورة مؤقتة فإنها لم تصادف تطبيقا عمليا حتى استؤنف الصرف بمسكوكات الذهب عام
.5975
1زينب عوض هللا ،أسامة محمد الفولي ،مرجع سابق ،ص.35-35 :
2عبد املطلب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص ص.85-85 :
3بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص ص.58-57 :
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
وهنا يكمن الفرق بين نظام السبائك الذهبية وبين قاعدة الحوالات الذهبية ففي ألاولى يتداول الذهب في التعامل الخارجي أما في الثانية
فال يتم اي تعامل بالذهب ال في الداخل وال في الخارج وانما تتم التسوية فقط على أساسه بالنسبة للخارج.
1زينب عوض هللا ،أسامة محمد الفولي ،مرجع سابق ،ص ص.33-35 :
2عبد املطلب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص.83-85 :
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
الدول املشجعة للتعامل بهذه الصورة وذلك من خالل قدرتها على سحب سندات على خزينتها لصالح
ذهب1. الدول التي تخضع لسيطرتها دون اللجوء إلى استخدام أو هدر مواردها التي تمتلكها من
وقد انتشر استعمال هذا النظام في العالم خالل القرن التاسع عشر ،حيث اتبعته الهند في سنة
5987والارجنتين في سنة ،5989وأصبح نظام الصرف بالذهب نظاما دوليا في الفترة ما بين الحربين
هي2 : العامليتين ألاولى والثانية حيث طبق في الكثير من الدول ،ويحقق هذا النظام عدة مزايا
أنه يحقق مزايا السير على قاعدة الذهب من خالل الاحتفاظ بعملة دولة أخرى فقط.
أن احتفاظ الدولة بعمالت أجنبية في بنوك الدولة املتبوعة يؤدي إلى تحقيق فائدة مالية على
أرصدتها من العملة ألاجنبية بحيث يعتبر ذلك موردا ماليا إضافيا للدولة التي تسير على قاعدة
الصرف بالذهب.
إال أنه وبعد اندالع الحرب العاملية ألاولى وتداعيات أزمة الكساد الكبيرة للفترة (،)5888-5878
واجهت اقتصاديات العديد من الدول صعوبات عديدة ملواجهة آلاثار الاقتصادية لذلك ،مما أدى للتخلي
عن اتباع قاعدة الذهب وعدم الالتزام بأحكامها من قبل العديد من البلدان ،ما أدى إلى انهيار قاعدة
يلي3 : الذهب والتي يمكن حصر أهم الصعوبات وألاسباب التي أدت إلى انهيارها بما
-قصور الكميات املتوفرة لدى البلدان من الذهب وعدم كفاية انتاجه ملواكبة الطلب عليه
وملعالجة آثار الحرب العاملية ألاولى ومواجهة نفقاتها الاصالحية.
-عدم تكافؤ توزيع الاحتياطيات الذهبية بين البلدان إذ تركزت في بعض البلدان املتمثلة بالواليات
املتحدة ألامريكية وفرنسا مقارنة ببلدان أوروبا الشرقية ،وبالرجوع إلى الاحصائيات الدولية
احتوت كل من فرنسا والواليات املتحدة ألامريكية بعد نشوب الحرب على ثالثة أخماس الذهب
املتوفرة في العالم.
-فرض بعض القيود على حرية استيراد وتصدير الذهب إلجراء التبادالت التجارية الدولية وفرض
القيود الجمركية والضريبية من قبل بعض البلدان بهدف تعزيز املركز الاقتصادي لها وتحسين
أوضاعها املحلية ،ومثال ذلك فرض بعض القيود الجمركية من قبل الواليات املتحدة ألامريكية
لدعم مركزها الاقتصادي املحلي وتجارتها الخارجية.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.52 :
2عبد املطلب عبد الحميد ،مرجع سابق ،ص.83 :
بعد الحرب العاملية الاولى عجزت الدول عن العودة الى قاعدة الذهب سواء في صورة املسكوكات او حتى السبائك الذهبية بسبب
استنزاف النفقات الحربية الجزء ألاكبر من احتياطها من الذهب.
3طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.58 :
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
-تعارض بعض السياسات التي اتبعتها بعض الدول لشروط وأحكام قاعدة الذهب إذ قامت
بعمليات التوسع في اصدار النقد دون أن يقابله قدر مناسب من الاحتياطيات الذهبية الواجب
توفرها كغطاء نقدي ،وذلك بهدف التوسع باالستثمار وتنشيط الاقتصاد لتجنب آثار الكساد
الكبير.
-2-1-2نظام املعدنين :بموجب هذه القاعدة تحدد الدولة نوعان من النقود املعيارية كل منهما من
معدن مختلف ولكل منهما قوة إبراء غير محدودة لذلك ترتبط قيمة النقود الورقية املصدرة بكميات
معينة من كال املعدنين ،فمثال الوحدة الواحدة من النقود تعادل 5غرام ذهب أو 5غرامات من الفضة1.
غير أن زيادة انتاج الفضة أدت إلى انخفاض قيمتها وهذا ما دفع ألافراد الابتعاد عن التعامل بها
والتعامل فقط بالنقود الذهبية ،3إذ أن ميزات هذا النظام التي جرى توضيحا تصطدم بقانون جريشام
والذي ينص على أن النقود الرديئة تطرد النقود الجيدة من التداول ،وقد أدى عدم التوافق بين
القيم النسبية للمعدنين في السوق وبين القيم النسبية التي تحددها الحكومة بينهما إلى فشل هذا
به4. النظام وخروج كل الدول التي كانت تأخذ
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.55 :
2زينب عوض هللا ،أسامة محمد الفولي ،مرجع سابق ،ص ص.38-39 :
فلو كان املعدن املختار كبير القيمة نسبيا كالذهب فان الوحدات النقدية املصنوعة منه ستكون خفيفة للغاية بالنسبة الى املعامالت
ضئيلة القيمة ،ولو كان معدنا قليل القيمة نسبيا كالفضة فان الوحدات النقدية املصنوعة منه ستكون قليلة جدا بالنسبة الى املعامالت
كبيرة القيمة.
3طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.55 :
والنقود الجيدة أو القوية هي التي تكون قيمتها التجارية أي قيمة ما بها من معدن في السوق أكبر من قيمتها القانونية أي التي يكون
معدل تبادلها التجاري بالنقود ألاخرى أكبر من معدل تبادلها القانوني بها ،وقد تكون رداءة النقود نتيجة لعوامل طبيعية أو نتيجة لعوامل
مصطنعة كإصدار كميات من النقود أكثر مما تقتضيه الحاجة.
ويكون ذلك نتيجة لتغير ظروف العرض والطلب بالنسبة الى كل من الذهب والفضة سواء تعلق هذا التغير بوجوه استعملها في أغراض
أخرى غير الغرض النقدي أو تعلق وهذا هو املهم باكتشاف مناجم جديدة ألي من املعدنين.
4حسين محمد سمحان ،إسماعيل يونس يامن ،مرجع سابق ،ص.30 :
03
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
إلى1 : -0-1-2نظام قاعدة الذهب من حيث الادارة :ومن هذا املدخل فإن نظام قاعدة الذهب ينقسم
-1-0-1-2نظام الذهب آلالي :ويقصد بنظام الذهب آلالي بأنه ذلك النظام الذي تسبب فيه تغيرات
كمية الذهب في الدولة آثارا على كمية النقود ومستوى ألاسعار والنشاط الاقتصادي دون أي تدخل من
التالية2: جانب الدولة أو السلطات النقدية ،ويحقق نظام الذهب آلالي املزايا
-ثبات نسبي في أسعار الصرف بين عمالت الدول املختلفة ،ذلك ألنه في ظل اتباع نظام قاعدة
الذهب فإن أسعار الصرف بين عمالت الدول املتبعة لهذه القاعدة ال تتقلب إال في حدود معينة
وطفيفة.
-ثبات في مستويات الدخل والعمالة أو التوظف بين الدول املختلفة ،حيث من شأن الثبات النسبي
في مستويات الدخول والعمالة والتوظف بين الدول املختلفة أن يحقق التوازن التلقائي بفعل
اليد الخفية في مجال التجارة الدولية دون تدخل من الدولة وهنا كان التأثر واضح بالنظرية
الكالسيكية.
-2-0-1-2نظام الذهب املدار :يقصد بنظام الذهب املدار بأنه النظام الذي تسبب فيه تغيرات كمية
الذهب في الدولة آثارا على كمية النقود ومستوى ألاسعار والنشاط الاقتصادي من خالل تدخل الدولة
أو السلطات النقدية ،وهو نظام تتدخل فيه السلطات النقدية بعزل آلاثار الاقتصادية التي تترتب على
زيادة كمية النقود أو نقصها.
إذ يأتي لتجنب املخاطر التي كان يؤدي إليها خروج الذهب واضطرار البنوك إلى رفع سعر الفائدة
في ظل النظام السابق (آلالي) ألامر الذي ينتج عنه ضعف النشاط الاقتصادي وانعدام الثقة وتشجيع
الاكتناز وانخفاض ألاسعار ومن ثم انخفاض ألاجور الذي يؤدي إلى الانكماش ،ومن هنا تطلب الدولة
من البنك املركزي أن يزيد الائتمان بقدر ما تفقده البالد من ذهب ،وبالنسبة للدولة التي يزيد فيها
الذهب تقلل السلطات النقدية الائتمان بقدر ما حصلت عليه من ذهب ،وفي هذا النظام بدال من أن
ترتبط الوحدة النقدية بقيمة الذهب كما كان في نظام الذهب آلالي أصبح الذهب مرتبطا بالوحدة
النقدية ذات القوة الشرائية الثابتة نسبيا ،ومن هنا يتضح أن عملية إعادة التوازن ال تحدث تلقائيا
دون تدخل الدولة والسلطات النقدية بل تحدث من خالل تدخل الدولة والسلطات النقدية إلعادة هذا
التوازن وكان هنا التأثر واضح بالنظرية الكينزية.
02
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
-2-2قاعدة النقود الورقية الالزامية (الائتمانية) :ويعرف هذا النظام أيضا بنظام النقود الائتمانية،
وأساس هذه القاعدة هو أن النقود الورقية أصبحت تتمتع بقوة إبراء قانونية مطلقة نابعة من القانون،
آخر1. وهنا ال يحق تحويلها إلى ما يساويها من ذهب أو معدن
إذا أخذنا باالعتبار أن الهدف النهائي ألي نشاط اقتصادي هو تحقيق الرفاهية الاقتصادية
للمجتمع وبالتالي تحقيق الاستقرار الداخلي لذلك ،يكون من ألافضل لحكومات الدول أو السلطات
النقدية أن تتبع سياسة تؤدي إلى تحقيق الاستقرار الداخلي لالقتصاد القومي حتى لو أدى ذلك إلى
تقلبات في أسعار الصرف ،ففي أثناء ألازمات والحروب التي حصلت وجدت الدولة أنه ال يمكن تحويل
نقودها إلى ذهب لذلك خرجت الدول من قاعدة الذهب إلى قاعدة النقود غير القابلة للتحويل إلى ذهب،
وبموجب هذه القاعدة تنقطع العالقة بين كمية النقود الورقية املصدرة وبين كمية الذهب املوجود
لدى الجهاز املصرفي ،وتقوم الدولة بموجب هذه القاعدة بوضع مجموعة من املعايير التي تحدد على
أساسها كمية النقود املصدرة والتي من خاللها تحقق الدولة مجموعة من ألاهداف القومية ،ومن هذه
ألاهداف2:
تحقيق الاستقرار في مستوى ألاسعار أي أن تكون الكمية املصدرة من النقود باملستوى الذي تحقق
فيه ثباتا في مستوى ألاسعار أو الحفاظ عليه.
تحقيق الاستقرار في مستوى التشغيل ومحاربة البطالة ويأتي ذلك من خالل زيادة كمية النقود
أثناء الكساد وإنقاصها أثناء التضخم (التحكم في عرض النقد).
معالجة العجز املزمن الذي يعاني منه ميزان املدفوعات للدولة والحد من خروج الذهب وذلك
من خالل :اتباع سياسة اقتصادية لتشجيع الصادرات ،وضع سياسة جمركية مناسبة للحد من
الواردات ،استخدام نظام الحصص في التجارة الدولية.
تمويل عملية التنمية الاقتصادية :وهذا الهدف ظهر بعد الحرب العاملية الثانية وانتشار حركة
الاستقالل السياس ي ،ويمكن أن يكون تمويل التنمية جزئيا عن طريق التضخم أي عن طريق
زيادة الاصدار النقدي.
وكما في ألانظمة النقدية السابقة فإن هذه القاعدة قد تعرضت إلى عدد من الانتقادات يمكن
هما3 : تلخيصها في انتقادين رئيسيين
1سامر بطرس جلدة ،النقود والبنوك ،دار البداية ناشرون وموزعون ،ألاردن ،7008 ،ص.59 :
2طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.50-58 :
3سامر بطرس جلدة ،مرجع سابق ،ص.58 :
02
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.55 :
2إملان محمد الشريف ،محاضرات في النظرية الاقتصادية الكلية ،الجزء الثالث ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،7008 ،ص .55
3عبد املجيد قدي ،املدخل إلى السياسات الاقتصادية الكلية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،7008 ،ص .35
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
البنك املركزي بإصدارها ،والنقود املساعدة املعدنية والورقية التي في أيدي ألافراد ومنشآت ألاعمال
والتي تستخدم كوسائل دفع ،التي تختص دار السك أو وزارة الخزانة بإصدارها ،1باإلضافة إلى
الاحتياطات النقدية لدى البنوك في صناديقها وحساباتها لدى البنك املركزي.
وعلى هذا ألاساس تكون القاعدة النقدية MB = C + R :حيث Cترمز إلى النقدية املتداولة خارج
املصرفية2. الجهاز املصرفي و Rترمز إلى إجمالي الاحتياطيات
-2-1املجمع النقدي ( :)M1يشمل وسائل الدفع الكاملة السيولة (مثل ألاوراق النقدية التي يصدرها
البنك املركزي والتي تتداول بين ألاعوان غير املاليين ،ونقود التجزئة الصادرة عن الخزينة العمومية،
واملدمجة في التداول من قبل البنك املركزي) والودائع تحت الطلب بالعملة الوطنية والتي تتداول
بالشيكات املوجودة لدى مؤسسات إلاقراض والخزينة وكل املؤسسات التي يسمح لها القانون بذلك،
بلد3. والتي تكون حسب قانون كل
ويرمز لهذا املفهوم في إلاحصاءات النقدية الدولية بالرمز ( )M1ويتوافق هذا املفهوم ّ
الضيق للكتلة
النقدية مع وظيفة النقود كوسيط للتبادل ،وذلك أن املدفوعات تتم إما باستخدام أوراق البنكنوت أو
ً
وغالبا ما تتم بواسطة الشيكات4. النقود املساعدة
إن تعريف املجمع ( )M1كمجموع وسائل الدفع ،يقتض ي من جهة عدم الاخذ في الحسبان
الحتياطات البنوك نظرا ألنها غير معدة لشراء السلع والخدمات ،ومن جهة أخرى عدم ألاخذ في الحسبان
لألرصدة النقدية في حيازة الدولة ،ألن قرارات إنفاقها ال تتعلق بشكل وثيق برصيدها النقدي ،كما يمكنها
املركزي5. أن تغطي احتياجاتها للنقد السائل بالتسبيقات التي يقدمها لها البنك
-0-1املجمع النقدي ( :)M2يشمل ( )M1باإلضافة إلى التوظيفات تحت الطلب بالعملة الوطنية التي
يستحق عليها فوائد دائنة ،هذه التوظيفات تودع لدى مؤسسات إلاقراض والخزينة ،وهي غير قابلة
للتحريك بواسطة الشيك ولكن يتم تحريكها عن طريق تقديم الدفتر (دفاتر الادخار املصرفية العادية)
وهي سائر دفاتر الادخار لدى كافة املؤسسات املصرفية ،حسابات التنمية الصناعية ) )CODEVIحسب
إلادخار السكني…إلخ6. النظام الفرنس ي ،وحسابات
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.25 :
2بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص.23 :
3مفتاح صالح ،النقود والسياسة النقدية :املفهوم ،ألاهداف ،ألادوات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر ،7005 ،ص .55
4بسام الحجار ،مرجع سابق ،ص.20 :
5املان محمد الشريف ،مرجع سابق ،ص .58
6مفتاح صالح ،مرجع سابق ،ص .55
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
وتعود اسباب التوسع في عرض النقد هنا الى ان القطاع املالي في الدول املتقدمة قد وفر جزءا
كبيرا من املوجودات املالية التي يمكن تحويلها لوسائل دفع بسهولة وسرعة وفي نفس الوقت تدر عائد
وهذه املوجودات تعتبر وسائل قريبة من النقود بحيث تستطيع أن تحل محل النقود كمخزن للقيم
شرائية1. ويمكن استخدامها كقوة
ويعتمد هذا املفهوم في قياس العرض النقدي على استخدام النقود كمستودع للقيمة ،حيث يتم
الاحتفاظ باألصول املالية خالل الفجوة الزمنية التي تفصل بين الحصول على هذه ألاصول وبين
استخدامها في الدفع .وطبقا لهذا املفهوم فإن تعريف النقود ال يجب أن يقتصر فقط على النقود
السائلة ،أو عالية السيولة ،كما هو محدد في التعريف السابق ( ،)M1بل يجب أن يشتمل أيضا على
تلك ألاصول ذات السيولة العالية نسبيا مثل الودائع الادخارية بالبنوك التجارية التي تسمي أشباه
النقود ،وبالتالي فإن تعريف العرض النقدي وفقا ملفهوم السيولة يرمز له بالرمز ( ،)M2ويتحدد في
التالية2: املكونات
.5عرض النقود على أساس وسائل الدفع (.)M1
.7الودائع الادخارية وبأخطار لدى البنوك التجارية بالعملة املحلية والعملة ألاجنبية.
.8الودائع الادخارية بصناديق التوفير.
.5شهادات الايداع الادخارية ذات الدخل الثابت التي تصدرها البنوك التجارية.
.5شهادات الايداع ذات القيمة املتضاعفة التي تصدرها البنوك التجارية.
6الودائع الجارية بالعملة ألاجنبية لدى البنك املركزي والبنوك التجارية وبنوك الاستثمار وألاعمال
وفروع البنوك ألاجنبية.
-1-1املجمع النقدي ( :)M3يذهب البعض إلى أبعد من مفهوم ( )M2الواسع فيدرجون في قياسهم
للنقد عناصر مثل الودائع آلاجلة الكبيرة ،3فمن املالحظ أن تعريف النقود باملفهوم السابق ال يتضمن
الودائع آلاجلة والادخارية في املؤسسات املالية ألاخرى غير البنوك التجارية ،حيث أن هذه ألاصول مماثلة
تماما للودائع الادخارية وآلاجلة لدى البنوك التجارية ،وبالتالي فإن استبعادها من تعريف النقود ال
يعكس القياس الفعلي لكمية العرض النقدي في املجتمع .كذلك فإن الودائع الحكومية ال تدخل ضمن
عرض النقود في املفهوم السابق ،في حين أن هذه الودائع آجال أو عاجال سوف تصب في تيار الانفاق
38
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
العام ،وتتحول بالتالي إلى وسائل دفع في يد ألافراد واملنشآت ،ألامر الذي يتطلب إدخالها ضمن العرض
املجتمع1 . النقدي في
مما تقدم نجد أنه يمكن الحصول على تعريف أوسع للنقود بحيث يشتمل على مكونات كل من
( )M2 ،M1وتلك ألاصول املالية ألاخرى التي تتصف بدرجة عالية نسبيا من السيولة مثل الودائع
الحكومية ،والودائع آلاجلة والادخارية لدى املؤسسات املالية في املجتمع بخالف البنوك التجارية .وهذا
التعريف الواسع للنقود يرمز له بالرمز ( ،)M3وهو يحدد العرض النقدي في املجتمع في صورته الرسمية،
ويعرف بمصطلح اجمالي السيولة املحلية ،ويتحدد العرض النقدي بمفهومه الواسع ( )M3باملكونات
التالية2 :
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص ص.95-90 :
2املرجع السابق ،ص.95 :
30
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
وبدمج هاتين امليزانيتين تظهر لنا كل من الكتلة النقدية ومقابالتها ،ونحصل على امليزانية املوحدة للنظام
املصرفي (الذي يشمل البنك املركزي والقطاع املصرفي).
مجموع املوجودات (ألاصول) = مجموع إلالتزامات (الخصوم)
امليزانيتين = OD+CTP+Ref+RO+C إجمالي املوجودات املتضمن في
امليزانيتين = B+RO+D+Ref إجمالي إلالتزامات املتضمن في
وبمقابلة الطرفين بما أنها متطابقة ينتج لدينا :الالتزامات = املوجودات
OD+CTP+Ref+RO+C = B+RO+D+Ref
الكتلة النقدية = املقابل للكتلة النقدية أي أن: OD+CTP+C= B+D نجد:
جدول رقم ( :)31امليزانية املوحدة للنظام املصرفي
الالتزامـات املوجـودات
العناصر املقابلة للكتلة النقدية:
الكتلة النقدية:
-الذهب والعمالت ألاجنبية OD
-ألاوراق النقدية B
-القروض املقدمة للخزينة CTP
-الودائــع D
-القروض املقدمة لالقتصاد C
املصدر :مفتاح صالح ،النقود والسياسة النقدية :املفهوم ،ألاهداف ،ألادوات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر،
،7005ص.37 :
نالحظ من خالل امليزانية املوحدة للنظام املصرفي أنه تم استبعاد املوجودات والالتزامات املتبادلة
بين أجزاء النظام املصرفي وهي النقدية الجاهزة لدى كل من القطاع املصرفي والبنك املركزي ،أرصدة
القطاع املصرفي لدى البنك املركزي ،القروض التي يقدمها البنك املركزي للبنوك التجارية ،وأرصدة
املحلية1. البنوك
إن كمية النقد املتداولة تعتبر إلتزاما للمؤسسات املصدرة لها :البنك املركزي والبنوك التجارية
(وكذلك الخزينة العامة) اتجاه الوحدات الاقتصادية :مشروعات وعائالت ،ولكن وضع هذه ألارصدة
النقدية تحت تصرف هذه الوحدات (خلق النقد) ال يتم إال بمقابل ،هذا املقابل ال يكون مصدره إال
العمليات الاقتصادية الحقيقية ،فمن في حيازته مبلغ نقدي (قانوني أو كتابي) يكون له حق على
الاقتصاد .وحتى تتكمن املؤسسات املصدرة املعنية من خلق النقد (أو تدميره) فال بد أن تترجم هذه
العمليات الاقتصادية الحقيقية على مستوى ميزانيتها ،أي أن تسجل في جانب ألاصول كل العمليات
التي تمكنها من تحويل هذه الالتزامات إلى النقد ،أو ما يسمى بعمليات ''التنقيد'' ،أو العمليات العكسية
تدمير النقد2. مما يؤدي الى
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
أما العناصر التي تجري عليها عمليات خلق النقد أو تدميره فهي ثالثة:
-1-2ذهب وعمالت أجنبية (الذمم على الخارج) :إن التبادل التجاري بين دول العالم ينتج من عمليات
استيراد وتصدير السلع والخدمات املحلية إلى العالم الخارجي ,وتتم املدفوعات الدولية إما بالذهب
أورصيد العمالت إلاجنبية املقبولة في التداول الدولي.
في حالة قيام الدولة بعمليات تصدير أواجتذاب أموال خارجية إما لإلستثمار أو للتوظيف فإنها
تحصل على عمالت أجنبية ،حيث يحصل عليها البنك املركزي مقابل تقديم السلع املصدرة أوالسندات
أوالديون املترتبة ،وبما أن العمالت إلاجنبية ال يمكن تداولها محليا ،فإن البنك املركزي يتكفل بحفظها
وإصدار ما يقابل ذلك بالعملة الوطنية ،ومن ثم نالحظ أن الصادرات تكون سببا في إصدار عملة وطنية
جديدة ،وفي حالة حدوث العكس فإنه إذا قام البلد بعملية استيراد سلع وخدمات أو تم خروج أموال
خارج الوطن ،فإنه يجب على املستورد أن يدفع ديونه بواسطة عملة أجنبية ,فيقوم بتقديم مقابل ذلك
مبالغ نقدية بالعملة الوطنية إلى البنك املركزي الذي يعطي مقابل ذلك عملة أجنبية لتسديد قيمة
الواردات ،وهكذا نالحظ أن احتياطي العمالت ألاجنبية ينخفض لدى البنك املركزي وتنخفض معها
الداخل1. كمية النقود املحلية املتداولة في
وعليه فإن رصيد ميزان املدفوعات يؤثر في كمية النقود املتداولة ،فإذا كان موجبا (الصادرات
تكون أكبر من قيمة الواردات أو أن الداخل من رؤوس ألاموال يفوق الخارج منها) فإن كمية النقود
صحيح2. املتداولة ترتفع ،والعكس
هذا املقابل يتحدد بالفارق بين أبواب املوجودات والالتزامات للبنك املركزي الذي يتضمن العناصر
الواردة في الجدول التالي:
جدول رقم ( :)30مقابل الذهب والعمالت ألاجنبية
املبلغ الالتزامـات املبلغ املوجـودات
×× -حسابات للخارج دائنة ×× -ذه ــب
×× تقييم إعادة -احتياطات ×× -أموال جاهزة تحت الطلب على الخارج
املوجودات بالذهب ×× -سلف إلى صندوق تثبيت استقرار
الصرف
×× مجموع الالتزامات ×× مجموع املوجودات
املصدر :مفتاح صالح ،النقود والسياسة النقدية :املفهوم ،ألاهداف ،ألادوات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر،
،7005ص.38 :
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
-2-2القروض املقدمة إلى إلاقتصاد :يعتبر إلائتمان املقدم لإلقتصاد من العناصر املهمة التي تفسر
سبب إلاصدار النقدي ألنه هو العنصر الذي يمكن أن تتحكم فيه السلطات النقدية أكثر من غيره ،ذلك
أن هذا إلائتمان املقدم هو عبارة عن قروض تقدم من طرف البنوك التجارية لتمويل العمليات
إلاقتصادية للمؤسسات ورجال ألاعمال من استثمار وإنتاج وتسويق ،وخاصة عندما يكون املنتجون في
حاجة إلى أموال فيتقدمون إلى البنوك التجارية طالبين منحهم قروضا لتمويل نشاطاتهم ،فتمنحهم
البنوك التجارية قروضا سواء كان ذلك بصفة مباشرة أوبخصم أوراق تجارية ،أوفتح اعتمادات ،وفي
جميع هذه الصور تكون هناك عملية خلق لنقود الودائع مقابل تقديم هذا إلائتمان مما يزيد في حجم
الكتلة النقدية ،كما أن هذا يدفع البنوك التجارية إلى إعادة خصم أوراقها التجارية لدى البنك املركزي
أوتطلب قروضا منه باعتباره املقرض ألاخير ،فيقوم البنك املركزي بإصدار نقود قانونية لتغطية
احتياجات البنوك التجارية وبالتالي فإن حجم الكتلة النقدية سيتأثر كلما طرأ تغير في إلائتمان املقدم
لإلقتصاد1.
بقي أن نطرح مشكل مدة القرض ،فالبعض يعتبر أن القروض التي يجب اعتبارها في حساب
وسائل الدفع هي القروض قصيرة ألاجل فقط ،نظرا ملا لها من عالقة بالودائع تحت الطلب ،وهناك من
يدخل القروض املتوسطة والقروض طويلة ألاجل ،2يمكن أن نضيف إلى ذلك أن تطور الجهاز املالي
والتمويلي في الوقت الراهن يميل إلى إعطاء الحق لدعاة إدخال القروض املتوسطة وطويلة ألاجل ،ألن
جزءا هاما من ودائع تحت الطلب يستعمل في تمويل هذه القروض ،نظرا لعدم كفاية الودائع ألجل
ألاجل3. والودائع الادخارية لتغطية الحاجة إلى التمويل املتوسط وطويل
-0-2الذمم على للخزينة العامة :تمثل الخزينة العامة الكيان املالي للدولة ،وكثيرا ما تطلب الخزينة
قروضا من البنك املركزي والبنوك ألاخرى ملواجهة نفقاتها العامة مقابل سندات تصدرها على نفسها،
وتمثل هذه السندات أحد ألاجزاء املقابلة للكتلة النقدية ألن ارتفاعها يؤدي إلى زيادة كمية النقود
صحيح4 . املتداولة والعكس
وتقوم الخزينة العمومية بتسيير ميزانية الدولة عن طريق بنود النفقات وإلايرادات العامة فهي
تمثل الصندوق املالي للدولة ،وتسعى الدولة إلى تحقيق التوازن بين عناصر امليزانية التي تسيرها ،ولكن
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
مع تطور وظائف الدولة الحديثة وتعاظم دورها وزيادت التكاليف عنها كثيرا ،أخذت الدولة على عاتقها
القيام بوظائف أخرى وليس إلابقاء على توازن امليزانية مهما كانت ظروف معيشة ألافراد فلهذا عندما
يحدث اختالل في توازن ميزانيتها تلجأ الدولة إلى البنك املركزي ملنحها إلائتمان الالزم لسد هذا العجز
ومواجهة هذا إلاختالل ،فتقدم له الخزينة مقابل ذلك سندات تعترف فيها بمديونيتها له تسمى أذون
الخزينة ،ويقوم البنك املركزي بتقديم مقابل ذلك نقودا قانونية لصالح الخزينة ،وتستخدم الخزينة
هذه النقود في تغطية تكاليف إلانفاق العام ،وبهذا ترتفع كمية النقود املتداولة لدى ألافراد واملؤسسات،
كما أن نشاط الدولة امتد ليشمل جميع املجاالت إلاقتصادية وإلاجتماعية فأصبحت موارد الدولة غير
كافية لها في تمويل عملياتها ،وبالتالي فهي تتقدم إلى السوق النقدية وإلى الجمهور لجلب املوارد النقدية
الالزمة ،وتحصل هذه املؤسسات املصرفية واملالية والجمهور على السندات الحكومية وأذون الخزينة
مقابل حصول الخزينة على النقود ،وبما أن هذه السندات لها سيولة عالية ومضمونة ،فإنه يمكن
خصمها لدى البنوك التجارية ،وإعادة خصمها لدى البنك املركزي ،وبالتالي سيتحول جزء منها إلى نقود
قانونية وهوما يؤدي إلى التأثير على حجم الكتلة النقدية بالزيادة ،وقد يكون التأثير بالنقصان عند إتباع
تقشفية(انكماشية)1. سياسة
ويتضمن هذا املقابل تسبيقات البنك املركزي وتسليفات البنوك واملؤسسات املالية ألاخرى
وقروض ألاعوان غير املاليين (ألاسر واملؤسسات).
جدول رقم ( :)31مقابل قروض الخزينة العامة
×× - Iقروض قبل البنك املركزي:
×× - 5قروض مباشرة للخزينة العامة ( صافية)
×× أ -قروض مباشرة
×× ب -مخصوم منها :حساب الخزينة الجاري لدى البنك املركزي
×× – 7نقود التجزئة املوجودة لدى البنك املركزي
×× – 8سندات خزينة في محفظة السندات لدى البنك املركزي
×× - IIقروض املصارف وسائر املؤسسات املالية
×× – 5أصول في الحسابات الجارية البريدية
×× – 7سندات خزينة في محفظة سندات املصارف
×× – IIIقروض ألاعوان الاقتصاديين غير املاليين
×× – 5نقود التجزئة عند التداول
×× – 7ودائع في الحسابات الجارية البريدية
×× – 8ودائع لدى الخزينة
×× املجمـوع
املصدر :مفتاح صالح ،النقود والسياسة النقدية :املفهوم ،ألاهداف ،ألادوات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر،
،7005ص.35 :
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
32
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
يمثل العرض النقدي تلك الكمية من النقود املتوافرة في فترة زمنية معينة والذي يلعب دورا مهما
في التأثير على النشاط الاقتصادي للدولة بصفة عامة ،ورغم كون املجمع النقدي ( )M3يمثل أوسع
مفهوم للعرض النقدي إال أننا وفي تحليلنا لهذا العنصر وشرح محدداته سنلجأ إلى التعريف البسيط له
بمعنى ( ،)M1أي أن :عرض النقود = Msالنقود الورقية وكسور النقود +Cالودائع الجارية .D
كون املفهوم السابق أقل تعقيدا ويزودنا باألساس املطلوب لفهم عملية عرض النقود ،فضال عن
كون نتائج التحليالت التي تستخدم التعريف ( )M1هي نفسها إلى حد كبير عند استخدام التعريفات
استخدامها1. ألاخرى للعرض ،وإن كانت هذه ألاخيرة تثير بعض التعقيدات عند
ووفقا للمفهوم السابق فإن عرض النقود يتشكل من النقود التي يصدرها البنك املركزي :النقود
الورقية وكسور النقود ،وكذا الودائع تحت الطلب والتي هي بحوزة البنوك التجارية ،وبما أن الودائع
تمثل العنصر ألاكبر من هذا العرض فإن فهم كيفية خلقها يعد أمرا ضروريا لفهم عملية عرض النقود.
ونشير هنا إلى أن البنوك تحتفظ بنسبة معينة من إجمالي ودائعها على شكل احتياطات (،)TR
وتنقسم هذه الاحتياطات إلى قسمين :احتياطات قانونية (إجبارية) ( )rrحيث يلزم البنك املركزي البنوك
أن تحتفظ بنسبة معينة من مجموع ودائعها لديه دون أن تتقاض ى مقابال لذلك وهذه النسبة تدعى
معدل الاحتياطي القانوني ( ،)tاحتياطات اختيارية (زائدة) ( )Erتكونها البنوك حسب رغبتها ملواجهة ما
قد يطرأ من ظروف أو صعوبات في املستقبل ،أي أن:
إلاضافية Er إلاجمالية بالبنوك = TRالاحتياطات القانونية + rrالاحتياطات
القانوني t والاحتياطات القانونية = rrإجمالي الودائع × Dمعدل الاحتياطي
كما نذكر بمفهوم القاعدة النقدية حيث القاعدة النقدية = MB :النقود الورقية وكسور النقود
إلاجمالية بالبنوك TR + Cالاحتياطات
باإلضافة إلى ما سبق تناوله فإن البنك املركزي والبنوك التجارية ليسا املؤثرين الوحيدين في
عملية عرض النقود بل تلعب أيضا قرارات كل من املودعين واملقترصين دورا مهما في هذه العملية وهو
ما سيتبين في العناصر املوالية.
وآلان سنعمل على فهم آلية تحديد العرض النقدي من خالل فهم كيفية خلق نقود الودائع،
وهذا على نحو من التدرج ،حيث سنتناول بداية النموذج املبسط لها ثم ننتقل إلى النموذج املوسع
ملضاعف النقود.
1محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،كمال أمين الوصال ،اقتصاديات :نقود وبنوك وأسواق مالية ،الدار الجامعية ،7008ص.780 :
32
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
1
Ammour Benhalima, Monnaie et régulation monétaire, Edition Dahleb, Alger, 1997, P: 17.
2أنس البكري ،وليد صافي ،النقود والبنوك بين النظرية والتطبيق ،دار املستقبل للنشر والتوزيع ،عمان ،7057 ،ص.583 :
3املرجع السابق ،ص.583 :
4محمد عزت غزالن ،إقتصاديات النقود واملصارف ،دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان ،7007 ،ص.557 :
5محمد عبد العزيز عجمية ،صبحي تادريس قريصة ،النقود والبنوك والتجارة الخارجية ،دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان،5893 ،
ص.57 :
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
ومن أجل الوصول إلى فهم هذه العملية فإنه يتعين حساب "املضاعف" والذي يعرف على أنه
مؤشر كمي يقيس لنا الزيادة املضاعفة في حجم الودائع الناجمة عن زيادة أولية في هذه الودائع أو
احتياطات البنوك ،أي أن حصول البنوك على دينار واحد كاحتياطي إضافي أو وديعة جديدة سيعمل
على زيادة حجم الودائع الكلي (على مستوى الاقتصاد) بأضعاف هذه القيمة وهي العملية التي تسمى
إنشاء (خلق) الودائع.
خلق الودائع (النقود) :في حالة املصارف مجتمعة (كبنك واحد له عدة فروع) :الحظت
الدراسات لعمليات الائتمان سواء كانت بقبول الودائع بمختلف أنواعها أو منح القروض أن العمالء ال
يسحبون الودائع من البنك التجاري في وقت واحد ،بل ويمكن تغطية قيمة املسحوبات من خالل الودائع
لدى هذه البنوك.
وبالتالي يالحظ تجمع كمية كبيرة من الودائع ومبالغ طائلة لدى البنك التجاري يستطيع أن يقرض
جزءا ً
كبيرا ويحتفظ بنسبة معينة تتراوح من %80-%50منها ملواجهة متطلبات الساحبين ،وفي هذه منها ً
أفضل1: الحالة يمكن لنا أن نفترض بعض الفرضيات التي تساعدنا في فهم عملية خلق الودائع بشكل
أن جميع البنوك التجارية اندمجت في بنك واحد فقط له عدة فروع منتشرة.
البنك التجاري يحتفظ بنسبة ( )%75كاحتياطي قانوني ويقوم باستثمار %25على شكل
قروض ممنوحة للمتعاملين( .أي ال تحتفظ باحتياطات إضافية ())Er=0
ً
أن جميع الناس يتعاملون مع املصارف التجارية وال يبقون أموالا في بيوتهم بل يحتفظون بكل
ما يملكون لدى البنك التجاري على شكل ودائع.
في هذه الحالة فإن:
إجمالي الودائع (مقدار التوسع في الودائع-التغير في عرض النقود) (∑ = )Dمضاعف الودائع (× )m
الوديعة ألاولية (ألاصلية) ()Dp
حيث أن مضاعف خلق الودائع ( )mهو مقلوب معدل الاحتياطي القانوني ( )tأي ()m= 1/t
∑D = 1/t × Dp
أما مقدار الودائع التي تم خلقها أي الودائع املشتقة ( = )Diإجمالي الودائع (∑ – )Dالوديعة
Di = ∑D - Dp ألاولية (:)Dp
ولفهم ما تقدم ذكره نورد املثال العددي التالي :بافتراض إيداع وديعة أولية لدى أحد املصارف
التجارية مقدارها 70000دينار حصل عليها من أحد ألاشخاص لقاء قيامه ببيع سندات للبنك املركزي
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
لدى املصرف التجاري ،وأن معدل الاحتياطي القانوني املحدد من قبل البنك املركزي هو ،%75نحصل
يلي1 : على ما
خطوات خلق الودائع (النقود):
-يقوم البنك التجاري باالحتفاظ بـ %75كاحتياطي نقدي تحت الطلب لدى البنك املركزي
( )5000دينار.
-أقرض املبلغ املتبقي وهو 55000دينار إلى أحد ألاشخاص ولنفرض أنه (علي).
-افترض أن علي قام بشراء بضاعة باملبلغ وهو 55000دينار من شخص آخر اسمه (أحمد).
-افترض أن أحمد قام بإيداع املبلغ بحسابه لدى بنك تجاري حيث يقوم البنك الجاري باحتفاظ
بما قيمته %75من املبلغ (الوديعة الجديدة) %75من .55000
-يقوم البنك بإقراض املبلغ املتبقي لشخص يفرض أن اسمه طارق والذي بدوره يقوم بإيداع
املبلغ في املصرف أو أحد فروعه وتستمر العملية باقتطاع %75كاحتياطي نقدي و %25مبلغ
يقرض من جديد ،ونالحظ أن املبلغ املشتق هو أربعة أضعاف املبلغ الحقيقي 90000دينار.
ويمكن تلخيص هذه العمليات السابقة من خالل جدول يوضح ذلك
جدول رقم ( :)30عملية خلق النقود
املبلغ املستثمر الاحتياطي النقدي الوديعة رقم الوديعة
550000 5000 70000 5
55757 8250 55000 7
9582.5 7950.5 55757 8
3879.57 7508.89 9582.5 5
5
3
2
9
8
13333 23333 13333
املصدر :أنس البكري ،وليد صافي ،النقود والبنوك بين النظرية والتطبيق ،دار املستقبل للنشر والتوزيع ،عمان،
،7057ص.533 :
∑D = 70000 × 1/0.75 = 90000
38
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
أي أن البنوك قد ضاعف الودائع بمقدار 1مرات عن الوديعة ألاولى ،كما نالحظ من خالل نتائج
الجدول أن ما شكله املبلغ املستثمر (املقرض) إضافة إلى املبلغ املودع كاحتياطي نقدي يساوي مجموع
الوديعة لدى املصرف.
مجموع الوديعة = الاحتياطي ( + )%75الوديعة املستثمرة ()%25
80000 = 20000 + 60000
1محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،كمال أمين الوصال ،مرجع سابق ،ص.785 :
30
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
C
1
= Ms D × MB
Er C
t
D D
العرض النقدي ( = )Msمضاعف النقود ( × )mالقاعدة النقدية ()MB
فإذا افترضنا أن النقود في التداول هي 500 :مليون دج وأن الودائع الجارية 900مليون دج
وأن معدل إلاحتياطي القانوني هو ،%50كما تشكل هذه البنوك إحتياطات إختيارية قدرها %0.5
فإن:
rr = 0.1 × 800 = 80 M.DA
Er = 0.001 × 800 = 0.8 M.DA
MB = 400 + 80 +0.8 = 480.8 M.DA
400
1
=m 800 = 2.5
0.8 400
0.1
800 800
أي أن زيادة دينار واحد في القاعدة النقدية ستؤدي إلى زيادة مضاعفة في العرض النقدي بمقدار مرتين
ونصف.
1محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،كمال أمين الوصال ،مرجع سابق ،ص ص.808-789 :
33
املحور الثاني _______________________________________________________ ألانظمة النقدية والعرض النقدي
𝑟𝐸
التغير في نسبة الاحتياطات إلاضافية ( 𝐷 ) :حيث يرتبط مضاعف النقود وعرض النقود عكسيا
𝑟𝐸
بنسبة الاحتياطات إلاضافية ( 𝐷 ) ،فعندما تحتفظ البنوك باحتياطات زائدة من الودائع الشيكية
فإن البنوك ستقلص القروض التي تمنحها وسيتسبب ذلك في انخفاض مستوى الودائع الشيكية
وانخفاض عرض النقود وبالتالي انخفاض مضاعف النقود.
أسعار الفائدة السوقية ( :)iترتبط الاحتياطات إلاضافية ارتباطا عكسيا مع سعر الفائدة (تكلفة
𝑟𝐸
الفرصة البديلة) وهو ما يعني أن انخفاض سعر الفائدة سيؤدي إلى رفع النسبة ( 𝐷 ) والتي ترتبط
عكسيا مع العرض النقدي ومضاعف النقود ،وبالرجوع إلى نظرية اختيار املحفظة فإن ارتفاع
العوائد املتوقعة على ألاصول البديلة بالنسبة إلى العوائد املتوقعة على أصل ما فإن الطلب على
هذا ألاصل سينخفض ،وعليه فكلما زاد معدل الفائدة السوقي فإن العائد املتوقع على القروض
وألاوراق املالية سيرتفع بالنسبة إلى العائد الصفري على الاحتياطات الزائدة وستنخفض نسبة هذه
الاحتياطات.
التدفق املتوقع لخروج الودائع من البنك :ترتبط الاحتياطات إلاضافية ارتباطا طرديا مع التدفق
املتوقع لخروج الودائع من البنك ،حيث ستلجأ البنوك إلى زيادة الاحتياطات الزائدة ( )Erإذا زاد
التدفق املتوقع للودائع خارج البنك لتشكيل تأمين أو احتياط ضده.
فضال عن وجود محددات أخرى كنتيجة ملمارسة البنك املركزي تشمل :أدوات الساسة النقدية
أهمها التغيرات في القاعدة النقدية غير املقترضة ،التغيرات في القروض املخصومة من البنك املركزي،
وسعر الخصم1. أسعار الفائدة السوقية
1محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،كمال أمين الوصال ،مرجع سابق ،ص ص.808-805 :
33
المحور الثالث :النظريات النقدية
تمهيد
عنيت النظرية النقدية بصفة أساسية حتى مطلع العقد الثالث من القرن العشرين بتفسير
العوامل أو القوى التي تتداخل في تحديد قيمة النقود ،وبالتالي في تحديد مستوى ألاسعار ،وقد سادت
في هذا املجال نظرية كمية النقود ،ومع أزمة الكساد العالمي نقلت ألافكار الجديدة لكينز الاهتمام في
هذا الصدد من كمية النقود إلى الانفاق الكلي أو الطلب الكلي الفعلي ،واتجه الفكر الاقتصادي من
البحث في أسباب تغير قيمة النقود إلى دراسة معالم سلوك النقود ،وأثر ذلك على مستوى النشاط
الاقتصادي وعلى حجم العمالة والدخل وإلانتاج ،وبظهور الارتفاع في ألاسعار والتضخم كمشكلة كبرى
منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين في الدول الرأسمالية املتقدمة عاد الاهتمام من جديد إلى
تحليل مستوى ألاسعار والربط بينه وبين كمية النقود ،ولكن في ظل مبادئ أكثر واقعية من تلك التي
القرن1. سادت حتى الثالثينيات من ذلك
من أهم الكتابات التي ركزت على قيمة النقود ،ما كتبه ''أرفينج فيشر ''Irving Fisherفي مقاله
عام 1111عن القوة الشرائية للنقود :محدداتها وعالقتها باالئتمان والفائدة وألازمات .لتفسير حالة
الكساد التي مرت بها أوروبا أثناء الحرب العاملية ألاولى ،والتقلبات التي حدثت في قيمة النقود بانجلترا
قبل الحرب خالل فترات ثالث متميزة :الفترة بين عامي ،1281،1281عندما مالت ألاسعار نحو الهبوط
مع زيادة كل من حجم املبادالت وزيادة كمية الذهب املنتجة ،والفترة من 1281حتى 1281عندما مالت
ألاسعار نحو الارتفاع مع زيادة كمية النقود وزيادة حجم املبادالت ،والفترة بين عامي 1211و 1118عندما
زادت كمية النقود مع اكتشاف مناجم جديدة للذهب وزيادة حجم املبادالت في هذه الفترات املمتدة إلى
الزمن2. حوالي قرن من
-1معادلة التبادل
جاء أوضح عرض لنظرية كمية النقود على يد الاقتصادي ألامريكي "آرفنج فيشر" في عام 1118م،
حيث قام بشرح العالقة بين الكمية الكلية للنقود (العرض النقدي ،)Mوإلانفاق الكلي على السلع
والخدمات ( ،)PYواستخدم في تحليله معادلة تسمى معادلة التبادل إلثبات العالقة الارتباطية السببية
75
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
بين التغير في كمية النقو ،والتغير في املستوى العام لألسعار ،فلو افترضنا أن أحد ألافراد يرغب في
الحصول على عشر وحدات من سلعة معينة ،وأن ثمن الوحدة من هذه السلعة 811وحدة نقدية ،في
هذه الحالة على الفرد أن يدفع 8111وحدة نقدية ( )811×11أي عدد الوحدات × ثمن الوحدة ،أما
بالنسبة إلى املنتج ،فإنه سوف ال يتنازل عن الوحدات العشرة من إنتاجه إال إذا حصل على 8111وحدة
نقدية (هذا على مستوى الوحدة الاقتصادية) أما على مستوى الاقتصاد القومي ،فنجد أن مجموع قيم
املبادالت التي تمت على مستوى الاقتصاد القومي في خالل نفس الفترة ( ،)PYيساوي كمية النقود
املتداولة × سرعة دورانها أي أن كمية النقود × سرعة دورانها = كمية املبادالت × املستوى العام
لألسعار1.
فرضيات النظرية :تستند نظرية كمية النقود (النظرية الكالسيكية) على مجموعة من الفرضيات
يلي2: كما
.1ثبات الحجم الحقيقي لإلنتاج عند مستوى التشغيل الكامل للموارد الاقتصادية :ينطلق الفكر
الكالسيكي في تحليله للنشاط الاقتصادي ،من أن النقود ال تؤدي سوى وظيفة واحدة أال وهي وسيلة
للتبادل ( )Medium of Exchangeلذلك فإن دور النقود هو محايد في الاقتصاد ،ويستند هذا التحليل
الطلب الخاص به ( Supply Creates its إلى قانون ( )Sayلألسواق الذي ينص على أن العرض يخلق
)Own Demendأي أن الطلب الكلي ال بد أن يتعادل مع العرض الكلي عند مستوى التشغيل الكامل،
بحيث تختفي البطالة في املجتمع ،ألن التغيرات في كل من جانبي العرض والطلب سرعان ما تختفي
بفضل فاعلية آلية السوق وجهاز الثمن.
75
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
.8سرعة دوران النقود :أكدت النظرية على أن سرعة دوران النقود ثابتة انطالقا من أن وظيفة النقود
تقتصر على كونها وسيط للمبادالت ،أما وظائفها ألاخرى كأداة لالدخار أو مخزن للقيمة فهو ليس في
حساباتها ،انطالقا من أن املجتمع يحتفظ بالنقود لتسوية املدفوعات وتوفير التسهيالت املصرفية
وأشكال الائتمان السائدة وهيكل الصناعة القائم التي تعتبر ثابتة في املدى القصير ،إال أنها تميل إلى
التغير في املدى الطويل.
.1العالقة املباشرة بين تغير املستوى العام لألسعار وكمية النقود املعروضة :تنطلق النظرية الكمية في
هذا الافتراض من تأكيدها على الفصل بين العوامل النقدية والعوامل الحقيقية (غير النقدية) حيث
استبعدت خضوع حجم الناتج القومي ( )Tوسرعة دوران النقود ( )vلتأثير العوامل النقدية ،ألن
حجم الانتاج ( )Tيتوقف على عوامل حقيقية ترتبط بالطاقة الانتاجية لالقتصاد ،كما أن ( )vتتوقف
على عوامل غير نقدية (عادات ألافراد في تسوية التزاماتهم) مما يجعل تأثير التغير في كمية النقود
املعروضة مباشرا على املستوى العام لألسعار.
وتقرر املعادلة رقم ( ،)P.T = MV( )1أن كمية النقود املعروضة مضروبة في سرعة دورانها يجب
أن تعادل الدخل القومي النقدي (كمية السلع والخدمات × املستوى العام لألسعار) .ويجب أن تعادل
إلانفاق القومي .وعليه فإن املعادلة رقم ( )1ليست أكثر من متطابقة رياضية ،كما أنها ال تقرر أية عالقة
بين أي متغيرين من متغيراتها ،ولتحويل معادلة التبادل إلى نظرية تفسر كيفية تحديد الدخل القومي
النقدي ،يتطلب هذا التحويل فهم العوامل التي تحدد سرعة دوران النقود ،حيث اعتقد "فيشر" أن
سرعة دوران النقود تتحدد عن طريق العوامل املؤسسية في الاقتصاد ،والتي تؤثر على الطريقة التي
ينجز بها ألافراد معامالتهم ،وقد رأى "آرفنج فيشر" أن العوامل املؤسسية في أي اقتصاد ،والتي تؤثر على
سرعة دوران النقود ثابتة تقريبا في آلاجال القصيرة ،كما افترض الكالسيك أن ألاجور وألاسعار مرنة
ً
وانخفاضا ،كما افترضوا أيضا أن الاقتصاد القومي يعمل دائما عند مستوى مرونة كاملة ار ً
تفاعا
التشغيل الكامل ،لهذا فإن مستوى إلانتاج الذي سيتم إنتاجه في الاقتصاد القومي ،سيكون ً
دائما عند
مستوى إنتاج العمالة الكاملة ،أي يمكن اعتبار (ً )T
ثابتا في ألاجل القصير في معادلة التبادل .وبناء على
الافتراضات سالفة الذكر ،فإن نظرية كمية النقود تجعل سرعة دوران النقود ،ومستوى إلانتاج
الحقيقي الكلي ثابتين ،وبهذا فإنه لن يبقى من املتغيرات في معادلة التبادل ،سوى متغيرين فقط يسمح
لهما بالتغير ،وهذان املتغيران هما كمية النقود املعروضة ( ،)Mواملستوى العام لألسعار( )Pوعلى هذا
كالعادات املصرفية والاقتصاد في الانفاق وكثافة السكان وسرعة املواصالت ،وقد أكد فيشر أن هذه العوامل تؤثر على سرعة دوران
النقود في ألاجل الطويل فقط ،أنظر :حمدي عبد العظيم ،السياسات املالية والنقدية :دراسة مقارنة بين الفكر الوضعي والفكر
إلاسالمي ،الدار الجامعية ،مصر ،8118 ،ص.11 :
75
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
تصل نظرية كمية النقود إلى العالقة السببية بين Pو Mوالتي يمكن صياغتها في صورة الفرض ألاساس ي
التالي1:
بافتراض أن حجم إلانتاج الحقيقي الكلي ثابت عند مستوى التشغيل الكامل وثبات سرعة دوران
النقود في الفترة القصيرة ،فإن مضاعفة كمية النقود سيؤدي إلى مضاعفة املستوى العام لألسعار.
فإذا أدت الزيادة في كمية النقود إلى ارتفاع املستوى العام لألسعار بنفس النسبة ،فإن الدخل
القومي النقدي ( yوالذي هو )PTسيزيد بنفس نسبة الزيادة في كمية النقود .وتفسير ذلك كما يلي:
لو افترضنا أن إلانتاج الحقيقي الكلي يساوي 81مليون وحدة إنتاج ،وسرعة دوران الدينار الواحد هي
11مرات في املتوسط خالل السنة ،وأن العرض النقدي ( 8 = )Mمليون دينار ،من املعادلة رقم ()1
20
ينتج أن ) P(20) = 2 (10وبالتالي ، P = 20 = 1 :أي أن املستوى العام لألسعار pيساوي .1
وعلى فرض أن حجم إلانتاج الحقيقي الكلي عند مستوى التشغيل الكامل بقي ً
ثابتا 81مليون
وحدة إنتاج ،وأن سرعة دوران النقود للدينار الواحدة بقيت ثابتة عند مستوى 11مرات في املتوسط
خالل السنة ،وأن العرض النقدي قد ارتفع من 8مليون دينار إلى 8مليون دينار ،فإن املستوى العام
40
=P أي P(20) = 4 (10) :وبالتالي= 2 : PT = MV لألسعار الجديد يصبح:
20
وهذا يعني أن املستوى العام لألسعار قد ارتفع إلى الضعف مع زيادة كمية النقود إلى الضعف.
ً
تفسيرا لتغير املستوى العام لألسعار، ويرى الاقتصاديون الكالسيك ،أن نظرية كمية النقود تقدم
وبالتالي التغير في الدخل القومي النقدي ،عن طريق التغيرات التي تحدث في كمية النقود في ظل افتراض
ثبات إلانتاج الحقيقي الكلي عند مستوى التشغيل الكامل (العمالة الكاملة) ،وثبات سرعة دوران النقود
في الفترة القصيرة.
وتخبرنا نظرية كمية النقود عن مقدار كمية النقود التي يتم حيازتها عند كل مستوى من مستويات
لذلك2: الدخل القومي النقدي ،ولهذا اعتبرت نظرية للطلب على النقود ،وفيما يلي بيان
𝑉𝑀 𝑇𝑃
،ينتج أن: 𝑉
=
𝑉
بالرجوع إلى معادلة التبادل ،MV = PT :وبقسمة طرفي املعادلة على ()V
𝑇𝑃
=𝑀 𝑉
(.................. )8
فإذا اعتبرنا أن ( )Mفي املعادلة رقم ( )8هي العرض النقدي ،وكتبناها بالصورة ،Msوافترضنا أن السوق
النقدي في حالة توازن فإن :العرض النقدي = الطلب على النقود ،وبالرموز فإن ،Md = Ms :وعليه فإنه
يمكن كتابة املعادلة رقم ( )8على الصورة التالية:
06
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
1
𝑉 = Md ((PT)......................)5
وتفيد املعادلة رقم ( ،)5أنه مع ثبات ( )Vسرعة دوران النقود ،فإن كمية النقود التي يطلبها
ألافراد ( )Mdتحدد بمستوى املعامالت املتولدة من مستوى الدخل النقدي ( )PTوبناء عليه فقد قام
أنصار النظرية الكمية للنقود بصياغة الفرضية ألاساسية التالية:
إن الطلب على النقود هو دالة للدخل القومي النقدي فقط ،و هذا الطلب غير حساس للتغير في
سعر الفائدة ،بمعنى أن سعر الفائدة ليس له أي أثر على الطلب على النقود.
وقد توصل "آرفنج فيشر" إلى نفس الفرضية سالفة الذكر العتقاده أن ألافراد يطلبون النقود إلنجاز
هما1: املعامالت فقط ،وكان يرى أن الطلب على النقود يتحدد بعاملين
-مستوى املبادالت املتولدة عن مستوى الدخل القومي النقدي ()PT
-مدى تطور املؤسسات التي تؤثر على الطريقة التي يؤدي بها ألافراد املبادالت ،والتي تحدد سرعة
دوران النقود.
وعلى الرغم من ذلك فإن نظرية كمية النقود قد وجهت لها عدة انتقادات :إذ تتوقف صحة أية
نظرية على صحة الفروض التي تقوم عليها لذا ركزت الانتقادات على فروض النظرية وفيما يلي أهم
الانتقادات2:
-1لم توضح معادلة فيشر العوامل التي تحدد قيمة النقود ألنها متطابقة حسابية ( )MV=PTتوضح
أن النقود املدفوعة تساوي النقود املستلمة وهذه حقيقة واضحة ،كما أنها ال تذكر شيئا عن العالقة
بين كمية النقود وألاسعار أي أنها ال توضح أيهما السبب وأيهما هو النتيجة ،وبالتالي فإنها ليست ذي
فائدة للتحليل الاقتصادي ،ألن العالقة بين كمية النقود وألاسعار عالقة معقدة إضافة إلى كونها
عالقة غير مباشرة.
-8تعتبر نظرية كمية النقود نظرية ساكنة ( )Staticوليست نظرية ديناميكية ( )Dynamicفهي تنطبق
على حالة الاقتصاد الساكن والذي تكون فيه املتغيرات الاقتصادية مستقرة أو ساكنة ،إال أن الواقع
أثبت أن املتغيرات الاقتصادية تتغير وبالتالي فال يمكن استخدام هذه النظرية في دراسة التقلبات
الاقتصادية في ظل الاقتصاد الحركي.
-1إن افتراض النظرية ثبات عناصر معادلة التبادل ألاخرى غير ( )M.Pهو افتراض غير حقيقي ،ألنها تؤثر
بدورها وتتأثر بالعناصر ألاخرى ،أما كونها ساكنة فهو منافي ملنطق عمل الاقتصاد الرأسمالي وهذا ما
06
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
افرزته ظاهرة الكساد العالمي حيث لم تستطيع زيادة كمية النقود املعروضة زيادة ألاسعار ،ألن
ألاسعار قد ترتفع نتيجة زيادة في معدل تفضيل السيولة.
-8لم تعط النظرية الاهتمام الالزم لوظائف النقود ألاخرى (كمخزن للقيمة) وتسديد املدفوعات آلاجلة،
ألن معادلة التبادل إنما تنظر إلى النقود فقط كوسيط في عمليات التبادل وهذا ما يتعارض مع واقع
الطلب محل النقد ومن قبل املجتمع.
-5لم تأخذ نظرية كمية النقود باالعتبار سعر الفائدة ودوره في الاقتصاد وهذا ما أكده جون روبنسن
( )Joon Robinsonحيث أشار إلى أن التغيرات في كمية النقود تعود إلى تأثير سعر الفائدة ،ألن أية
نظرية ال تشير إلى تأثير سعر الفائدة ال تعتبر نظرية للنقود ،ألن العالقة بين كمية النقود املعروضة
وألاسعار عالقة غير مباشرة ،وأن الوسيط بين هذه العالقة هو سعر الفائدة الذي في حالة انخفاضه
فأنه يشجع رجال ألاعمال على القيام باالستثمارات ومن ثم يتوسع الانفاق الاستهالكي وأن الاثنين
يحددان املستوى العام لألسعار.
-1لقد وجه كينز انتقادا مهما لهذه النظرية ينطلق من أن معادلة املبادلة الكالسيكية ( )MV=TPتفصل
بين النقود والنظرية العامة للقيمة ،وهذا ما دفعه إلى جعل كل من النظرية النقدية ونظرية ألاسعار
متكاملتان وذلك عندما طرح نظريته العامة في التفضل النقدي.
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.118 :
2حسين بني هاني ،مرجع سابق ،ص.22 :
06
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
فإذا افترضنا أن الفرد له نمط انفاق للدخل منتظم بحيث يكون رصيده املتبقي من الدخل في
1
نهاية الشهر مساويا للصفر ،فإن متوسط ما يحتفظ به من دخل (الطلب على النقود) شهريا هو
2
1
من دخله ،وإذا تماثل ألافراد في تصرفاتهم إلانفاقية فإن الطلب على النقود دخله ،وسنويا هو
24
(الغرض هو املعامالت) سيمثل نسبة ( )kمن اجمالي الدخل النقدي وتعرف هذه النسبة باسم نسبة
أن1 : التفضيل النقدي في الاقتصاد ،أي
(MD= KP ...........(7
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.115 :
2طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.111 :
06
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
في حيازتها في ظل ظروف معينة ،بحيث أن ألافراد أصبح لديهم مرونة أكثر -في ظل مدخل ''كمبردج'' عن
مدخل ''فيشر'' -في قرارهم الخاص بحيازة النقود ،فاألفراد في مدخل '' كمبردج ''ليسوا مقيدين بقيود
مؤسسة –مرتبطة بتطور املؤسسات ،وظهور أدوات جديدة تقلل كمية النقود املستخدمة في التداول،
النقود1. هذا مع العلم بأن مدخل كمبردج لم يشمل تحليل أثر التغير في سعر الفائدة على الطلب على
في هذه الصيغة الداخلية لنظرية كمية النقود تطلب النقود لغرض أداء املعامالت ولغرض
التحوط وألامان في مقابلة السيولة املطلوبة الطارئة ،هو ما يشير ضمنيا إلى الطلب على النقود كمستودع
مؤقت للقوة الشرائية ،2إذ تنطلق فرضية هذه النظرية من أن للنقود وظيفة أخرى اضافة لكونها وسيلة
للمبادلة هي مخزن للقيمة ،ووفقا لهذه النظرية فإن قيمة النقود تتحدد بعرض النقود والطلب عليها،
وأن التغير في قيمة النقود يكون ناجما عن الاختالل في طرفي املعادلة والذي يتحدد في لحظة زمنية معينة
التالية4: وليس عبر فترة من الزمن كما هو الحال في طريقة املعامالت ،3ولهذا وصلوا إلى النتيجة
إن الطلب على النقود كجزء من الثروة (أصل من ألاصول) يتناسب طرديا مع حجم الدخل النقدي
يستخلص مما سبق ،أن الطلب على النقود في ظل مدخل '' كمبردج '' (سواء لغرض مبادلة السلع
والخدمات أو لغرض حيازة النقود كأصل من ألاصول) ،يتناسب طرديا مع الدخل النقدي.
ورغم تماثل مدخل '' كمبردج '' .ومدخل '' فيشر '' إال أن هناك اختالفا بين املدخلين ،فمعادلة
''كمبردج'' تركز على التغيرات التي تطرأ على املستوى العام لألسعار ،من خالل تحليلها لجانب الطلب
على النقود ،ومعرفة التغيرات في مكونات الطلب على النقود ،أما معادلة التبادل (معادلة فيشر) فإنها
تركز في تحليلها لتلك التغيرات التي تطرأ على املستوى العام لألسعار من خالل تحليلها لجانب العرض
النقدي والتعرف على العوامل التي تؤثر عليه ،وبوجه عام فإن التحليل الكالسيكي للطلب على النقود
يشمل مدخل ''فيشر'' ومدخل ''كمبردج'' ،وقد حاول التحليل الكالسيكي أن يجيب على السؤالين
التالين5:
06
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
كما ذهب التحليل الكالسيكي إلى القول بأن الطلب على النقود دالة طردية للدخل النقدي ،كما
افترض ثبات سرعة دوران النقود في ألاجل القصير ،وأن سعر الفائدة ال يؤثر على الطلب على النقود.
أوجه الاختالف بين نظرية ألارصدة النقدية ونظرية كمية النقود :بالرغم من وجود تشابه بين
النظريتين وذلك من خالل تركيزهما على التغيرات النقدية وتأثيرها على مستوى ألاسعار والذي كان
ً
مباشرا في ظل نظرية كمية النقود وغير مباشر من خالل مستوى الدخل النقدي الذي يؤثر على مستوى
يلي1 : ألاسعار في نظرية ألارصدة ،إال أن هناك مجموعة من نقاط الاختالف وهي كما
-افترضت نظرية كمية النقود ثبات حجم الانتاج عند مستوى التشغيل الكامل وبالتالي فإن
التغيرات تنعكس على املستوى العام لألسعار ،في حين تركز نظرية ألارصدة النقدية على تحليل
أثر التغيرات النقدية على حجم الانتاج واملستوى العام لألسعار.
-لقد استعرض فيشر نظرية كمية النقود من وجهة نظر انفاق النقود بينما عرضت نظرية ألارصدة
النقدية من وجهة نظر الاحتفاظ بالنقود على شكل أرصدة نقدية ،ورغم هذا الاختالف إال أن
الواقع أظهر أنهما يؤديان نفس الغرض ألن النقود التي يحتفظ بها ألافراد ستنفق في النهاية.
-أكدت نظرية ألارصدة النقدية ،أن التفضيل النقدي هو العامل املؤثر واملحدد ملستوى الدخل
النقدي وأن التغير في نسبته ينعكس على مستويات إلانتاج وألاسعار حتى لو بقيت كمية النقود
املعروضة ثابتة ،أما نظرية كمية النقود فإنها تستبعد إمكان تغيير مستويات ألاسعار إذا ظل
عرض النقد ً
ثابتا دون تغير.
نقد نظرية ألارصدة النقدية :بالرغم من محاولة نظرية ألارصدة النقدية تفادي أخطاء نظرية كمية
النقود سيما ثبات سرعة تداول النقود والعالقة التناسبية املباشرة بين كمية النقود واملستوى العام
لألسعار ،وبالرغم من كون النظرية تمثل خطوة إيجابية في مجال التحليل النقدي ،إال أنها تعرضت
أهمها2 : لعدة انتقادات
-أغفلت النظرية دافع املضاربة كحافز لالحتفاظ بالنقود وبالتالي فقد أخفقت النظرية في تفسير
إمكانية حصول تغير في كمية النقود املعروضة دون تغيير مقابل مستوى الدخل ألسباب أخرى
غير التفضيل النقدي لغرض املعامالت.
-إن إغفال النظر للطلب على النقود لغرض املضاربة قد أدى إلى فشل النظرية في الربط بين نظرية
الفائدة ونظريات الدخل القومي من خالل تحليلها للطلب على النقود.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.115-118 :
2املرجع السابق ،ص ص.111-115 :
07
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
-عجز النظرية عن التمييز الدقيق بين تغيرات ألاسعار وتغيرات إلانتاج الناجمة عن تغيرات الدخل.
-أغفلت النظرية تأثير العوامل املرتبطة باالدخار والاستثمار على مستوى الطلب الفعال وتأثير ذلك
على مستوى النشاط الاقتصادي.
،2)fundsيمثل فيها كل من باعثا املعامالت والتحوط وظيفة الوسيط في التبادل ودافع ألامان كمستودع
مؤقت للقوة الشرائية عند '' فيشر'' ومدرسة كامبردج .وبذلك عالج ''كينز'' الطلب على النقود من خالل
الدوافع املسببة لهذا الطلب ،3حيث قرر ''كينز'' أن التغير في املستوى العام لألسعار الناتج عن تغير
كمية النقود هو مجرد انعكاس ملستوى العمالة ،والدخل القومي ولذلك بدأ كينز بتحليل الطلب الكلي
الاقتصادي4. الفعال الذي اعتبره املحور ألاساس ي للدخل ،وبالتالي التوازن
وقد أرجع ''كينز'' الطلب على النقود إلى ثالثة عوامل (محددات) هي:
)1دافع املعامالت ( :)Transactions motiveيستمد باعث املبادالت وجوده من وظيفة النقود كوسيلة
للتبادل ،وهو أكثر الدوافع الثالثة شيوعا للطلب على النقود ،5وقد أرجع '' كينز '' هذا الدافع إلى سببين
هما6 : (دافعين)
00
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
أ -دافع الدخل :فمن املعلوم أن ألافراد يحصلون على دخولهم في نهاية كل فترة زمنية معينة ،لهذا
ال بد وأن تنقض ي فترة زمنية ما بين تسلم ألافراد لدخولهم ،وبين اشباعهم لحاجاتهم ورغباتهم،
وبعبارة أخرى أنه يوجد فاصل زمني ما بين استالم الدخل ،وانفاقه في صورة إنفاق جار وخالل
هذا الفاصل الزمني ،ال بد لألفراد أن يحتفظوا بمقدار معين من النقود في صورة سائلة لتحقيق
طلباتهم العاجلة.
ب -دافع املشروع :من املتفق عليه بين علماء الاستثمار أن هناك حدا أدنى من السيولة ال بد وأن
يحتفظ به املشروع ،لكي يستطيع مواجهة النفقات الطارئة والعاجلة وإال فقد املشروع سيولته،
وبعبارة أخرى ،فإن جميع املشروعات ال بد وأن تحتفظ بجزء من أموالها في صورة سائلة كهامش
أمان تستطيع أن تحقق عن طريقه توازن هياكلها املالية.
)2دافع الاحتياط (( )percautionary motiveدافع الحيطة والحذر) :يعود هذا الدافع إلى حالة
الاليقين من ظروف املستقبل التي يمكن أن يتعرض لها ألافراد أو املؤسسات ،وعلى ذلك فهم يحتفظون
بجزء من دخلهم النقدي لهذا الغرض ،1فلو افترضنا أن شخصا يفكر في شراء جهاز كمبيوتر ،وفي أحد
ألايام زار معرضا لبيع أجهزة الكمبيوتر .الذي أعلن عنى منح خصم مقداره %81من الثمن املكتوب على
نوع الجهاز الذي يرغبه ويريده ذلك الشخص ،فإذا كان ذلك الشخص يملك نقدا جاهزا كاحتياط عند
حدوث هذا الخصم عندها يمكنه شراء جهاز الكمبيوتر فورا ،أما إذا لم يكن لديه رصيد نقدي جاهز
لالحتياط ،فلن يستطيع اغتنام فرصة الخصم وبالتالي شراء الجهاز الذي يريده ،باإلضافة إلى ذلك فإن
ألارصدة النقدية لالحتياط الزمة أيضا للوفاء بقيمة الفواتير التي تأتي إلى الفرد في وقت غير متوقع ،مثل
تصليح سيارة ،أو سداد فاتورة عالج في مستشفى...الخ.
ولقد اعتقد كينز أن كمية النقود املطلوبة لالحتياط تتحدد مبدئيا بمستوى املعامالت التي يتوقعها
ألافراد في املستقبل .حيث كان يرى أن هذه املعامالت تتناسب مع الدخل ،ولهذا السبب افترض ''كينز''
النقدي2. أن الطلب على ألارصدة النقدية لغرض الاحتياط ،يرتبط طرديا بالدخل
)3دافع املضاربة ( :)speculative motiveيقصد باملضاربة عملية بيع وشراء ألاوراق املالية من أسهم
وسندات في أسواق املال بغية الحصول على الربح ،الذي يمثل الفرق بين ثمن شراء الورقة املالية وثمن
السوق3 . بيعها ،حيث يعتمد مقدار الربح على مقدرة املضارب على التنبؤ بأحوال
05
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
فقد اعتقد ''كينز'' أن سعر الفائدة يلعب دورا هاما في التأثير على الطلب على النقود كمكون
للثروة ،ولهذا قام بتقسيم ألاصول التي يمكن أن تستخدم كمخزن للثروة إلى نوعين" :النقود والسندات"،
وحيث أن النقود كأصل سائل كامل السيولة ال يدر عائدا ماديا ،في حين أن السندات تعطي عائدا ماديا
يتكون من الفائدة النقدية على السند باإلضافة إلى املكسب الرأسمالي املحتمل من السند املتمثل في
ارتفاع سعر السند في السوق عن السعر املكتوب على السند (أي الفرق بين سعر السند السوقي وسعر
هو1: السند الاسمي) ،وكان السؤال الذي سعى ''كينز'' لإلجابة عليه
ملاذا يقرر ألافراد الاحتفاظ بثرواتهم في شكل نقود بدال من السندات؟
لقد افترض ''كينز'' أن العائد املتوقع على النقود يساوي صفرا ،وكينز يقصد بالنقود التي ال تعطي
عائدا نقديا أو ماديا تلك النقود التي يكنزها الفرد ،كما أن نقود الودائع تحت الطلب ال تعطي فائدة،
وال سيما في الزمن الذي عاش فيه ''كينز'' أما العائد على السندات فيتكون من مدفوعات الفائدة،
باإلضافة إلى املكسب الرأسمالي املتوقع.
من هنا فإنه إذا توقع ألافراد ارتفاع سعر السند السوقي ،فانهم سيقومون بشراء سندات اليوم
بسعر سوقي منخفض ،على أمل في بيعها في املستقبل بسعر سوقي مرتفع ،وملا كان شراء السندات سيتم
بالنقود ،وحيث أن الفرد سيدفع نقودا لشراء السندات ،فان حيازته للنقود اليوم ستنخفض ،أي أن
طلبه على النقود اليوم سينخفض.
أما إذا توقع ألافراد انخفاض سعر السند السوقي عن سعر السند الاسمي في املستقبل ،فإن معنى
ذلك أن هناك خسارة رأسمالية ستحل بهم إذا لم يقوموا ببيع ما لديهم من سندات اليوم ،ولتالفي تلك
الخسارة املتوقعة ،فإنهم سيقومون ببيع سنداتهم آلان مقابل نقود بمعنى أن حيازتهم للنقود ستزيد،
هذا هو املنطق الذي استخدمه ''كينز'' في توضيع العالقة بين سعر الفائدة السوقي والطلب على النقود،
وبهذا املنطق صاع ''كينز'' الفرضية التالية:
''يرتبط الطلب على النقود ارتباطا عكسيا مع سعر الفائدة فمع ارتفاع سعر الفائدة ينخفض
الطلب على النقود ،ومع انخفاض سعر الفائدة يزيد طلب ألافراد على النقود مع ثبات العوامل
ألاخرى''
ولكن ملاذا يسمى الطلب على النقود املرتبط بسعر الفائدة بالطلب على النقود ألغراض املضاربة؟
الجواب هو أن السبب في تسمية هذا الطلب '' بطلب املضاربة '' يرجع إلى أن ألافراد يحتفظون بجزء
من ثرواتهم في شكل نقود سائلة لكي يضاربوا على أسعار السندات أي لكي يستفيدوا من املتغير املتوقع
05
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
في سعر السند السوقي عن سعر السند الاسمي .وهذا التغير الذي ينتج بدوره عن تغير سعر الفائدة
السوقي املتوقع عن سعر الفائدة الاسمي ،فاملضارب الذي يتحقق توقعه سيحقق ربحا ،واملضارب الذي
يخطئ توقعه سيحقق خسائر ،وفي كلتا الحالتين فإن املضارب ال بد وأن يحتفظ بنقد سائل إلتمام
عملية املضاربة ملحاولة الاستفادة من تقلبات سعر الفائدة السوقي ،من هنا فقد ارتبط الطلب على
سعر الفائدة1. النقود لغرض املضاربة بعالقة عكسية مع
السابق2: واملثال التالي يوضح املفهوم
الحالة ألاساسية :عند إصدار السند
سعر السند 111وحدة نقدية ،سعر الفائدة ألاسمى %11سنويا،
مقدار الفائدة السنوية = 11وحدات نقدية.
الحالة ألاولى:
إذا انخفض سعر السند في السوق إلى 51وحدة نقدية ،في هذه الحالة يكون سعر السند قد
انخفض إلى النصف ،كما أن مقدار عائد الفائدة على السند لن يتغير ويساوي 11وحدات نقدية.
10 الفائدة مقدار السنوية
= %20 = 50 سعر السند السوقي
السعر السوقي للفائدة =
وفي هذه الحالة يصبح سعر الفائدة في السوق ضعف معدل الفائدة الاسمي.
الحالة الثانية:
إذا ارتفع السعر السوقي للسند للضعف أي إلى 811وحدة نقدية مع بقاء حصول السند على
عائد الفائدة ثابت مقداره 11وحدات نقدية فإن:
10 الفائدة مقدار السنوية
= %5 = 200 سعر السند السوقي
السعر السوقي للفائدة =
في هذا النموذج يالحظ في الحالة ألاولى أن السعر السوقي للسند قد انخفض إلى النصف وبالتالي
ارتفع املعدل السنوي للفائدة إلى الضعف ،وفي الحالة الثانية عندما ارتفع السعر السوقي للسند إلى
الضعف ،انخفض املعدل السوقي للفائدة إلى النصف ،إذن توجد عالقة عكسية بين السعر السوقي
للسند وسعر الفائدة السوقي.
في ضوء ما تقدم ،يمكن القول أن تفضيل ألافراد للسيولة من أجل املضاربة ،إنما يرتبط أساسا
بعامل عدم التأكد ،وتوقع حدوث تغيرات في أسعار ألاوراق املالية ذات سعر الفائدة الثابت ،وسعر
05
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
الفائدة السوقي السائد ،وإن التحليل الكينزي يقرر أن سعر الفائدة يتحدد بعامل واحد فقط ،يتمثل
في الطلب على النقود ألغراض السيولة النقدية ،على الرغم من وجود عوامل أخرى ال تقل أهمية عن
الدخل1. الطلب على النقود ألغراض السيولة النقدية في تحديد سعر الفائدة ،في مقدمتها
الجديد الذي قدمه كينز هو وجود منطقة من منحنى طلب النقود ال ينخفض سعر الفائدة بعدها
مهما زاد البنك املركزي من كمية النقود املعروضة ،وأطلق عليها كينز اسم "منطقة مصيدة" أو "فخ
السيولة" ولكن املتابعة العملية لم ترصد وجود هذه الظاهرة ،فأصبحت عبارة عن تصور نظري لحالة
النقود2. متطرفة من الطلب على
غير أن نظرية ''كينز'' لم تخل من الانتقادات التي وجهت إليها من قبل عدد من الباحثين وعلماء
يلي3: الاقتصاد ،يمكن إيجاز أهمها بما
-1لم يشر ''كينز'' إلى التغيرات في مستوى الدخل التي تؤثر على سعر الفائدة ألنه اعتقد أن سعر الفائدة
يتحدد بتالقي منحى عرض النقود مع منحى الطلب على النقود ألغراض السيولة ،لهذا اعتبر سعر
الفائدة ظاهرة نقدية في التحليل الكينزي ،هذا باإلضافة إلى أن من الصعب تحديد الطلب على
النقود ألاغراض السيولة ،دون معرفة مستوى الدخل الذي يؤثر على الطلب على النقود لألغراض
املختلفة.
-8من املعلوم أن طلب ألافراد على النقود بدافع املضاربة يتأثر بسعر الفائدة فيحتفظ ألافراد بأرصدة
نقدية سائلة عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة جدا ،ذلك أن تضحية ألافراد نتيجة الحتفاظهم
بأرصدتهم النقدية في شكل نقدي تكون ضئيلة ،نظرا النخفاض سعر الفائدة السوقي ،هذا باإلضافة
إلى أنه عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة ،فإنه من املتوقع أن تتجه أسعار الفائدة هذه نحو
الارتفاع ،فال يتعرض ألافراد لخسارة رأسمالية بسبب احتفاظهم بالسندات ،والعكس صحيح ،فإذا
كان سعر الفائدة مرتفعا ،فإن ألافراد يحتفظون بقدر صغير من ثروتهم في صورة نقدية سائلة،
ذلك ألن التضحية التي تترتب على احتفاظ ألافراد بنقود سائلة تكون كبيرة .خاصة إذا كان سعر
الفائدة مرتفعا ،هذا باإلضافة إلى أنه عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة ،فإنه من املتوقع أن تتجه
هذه ألاسعار نحو الانخفاض ،فيحقق ألافراد ربحا رأسماليا من احتفاظهم بالسندات في الوقت
الحاضر .هذه التقلبات في أسعار الفائدة تعود إلى عدة عوامل أهمها؛ إلاجراءات التي تتخذها
السلطة النقدية حسب ما تقتضيه الظروف الاقتصادية.
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
-1لم توضح نظرية "كينز" مستوى سعر الفائدة في ألاجل الطويل ،وإنما اكتفت بإيضاح العوامل
املحددة لسعر الفائدة في ألاجل القصير ،وهذا إهمال ألثر الزمن في تحديد سعر الفائدة ،وخاصة في
أسواق الائتمان املصرفي( ،أي إنها أهملت التفصيل الزمني .)Time Preference
-8إن التحليل الكينزي يقرر أن سعر الفائدة يتحدد بعامل واحد فقط ،يتمثل في الطلب على النقود
ألغراض السيولة ،في حين توجد عوامل أخرى ال تقل أهمية في تحديد سعر الفائدة ،وفي مقدمة
هذه العوامل "الدخل".
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
و بداية ألاسبوع الثاني سيبيع السندات و يأخذ 151دينار اخرى ملصروفه و يبقى 111دينار مستثمرة
وهكذا لبقية الشهر ،ويوضح الشكل التالي آلالية التي يتم بها ذلك:
شكل رقم ( :)40توزيع الدخل الشهري
الدخل
600
500
الاستثمارات في السندات
400
300
200
100
ألاسبوع
1 2 3 4
املصدر :أكرم حداد ،مشهور هذلول ،النقود واملصارف :مدخل تحليلي ونظري ،دار وائل للنشر والتوزيع ،ألاردن،
،8115ص.112 :
ورغم أن التطبيق العملي سيواجه بصعوبة كبيرة تختلف عن الاقتراض النظري إال أن الدخل
املرتفع وسعر الفائدة املرتفع سيدفع ألافراد إلى التفكير بذلك.
شكل رقم ( :)40منحنى الطلب على النقد
i
i2
Md1, Md2
i1
غير مرن
Md
املصدر :أكرم حداد ،مشهور هذلول ،النقود واملصارف :مدخل تحليلي ونظري ،دار وائل للنشر والتوزيع ،ألاردن،
،8115ص.111 :
ويوضح الشكل منحنى الطلب على النقود ألغراض املعامالت والاحتياط كما يراه بومول حيث يوضح
الشكل مرونة هذا الطلب لسعر الفائدة إذا ارتفعت من i1الى .i2
وبناء على التحليل السابق يمكن تلخيص العوامل املؤثرة في العدد ألامثل للمعامالت في سوق
كالتالي1: ألاوراق املالية ،مع بقاء العوامل ألاخرى ثابتة،
1السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،مرجع سابق ،ص.111 :
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
ارتفاع سعر الفائدة :ينقل منحنى العائد الحدي ألعلى مما يزيد من العدد ألامثل للمعامالت على
ألاوراق املالية.
زيادة عمولة تنفيذ املعاملة في سوق ألاوراق املالية :ويؤدي إلى رفع التكاليف الحدية وخفض
العدد ألامثل للمعامالت على ألاوراق املالية.
-2-2تجديد توبن ( :)James Tobinلقد كانت مساهمة توبن في النظرية الكينزية محاولة منه في ربط
الاقتصاد النقدي باالقتصاد الحقيقي و في محاولة منه لسد بعض ثغرات الطلب على النقود في النظرية
الكينزية ،فحاول تفسير هذا الطلب على أساس اختالف املوازنة بين العوائد و املخاطر بين املضاربين
وتسمى نظريته بنظرية التوازن العام للمحفظة الاستثمارية ( the general equilibrium portfolio
1.)theory
حيث يتكون الطلب على النقود لغرض التحوط نتيجة لظهور عنصر عدم التأكد في شأن تمويل
املعامالت الطارئة خالل فترة الدخل (الشهر في مثالنا) باإلضافة إلى ظهور عنصر املخاطرة في عائد وقيمة
ألاصول املالية ،مع مخاطر تدهور القوة الشرائية للنقود عند استخدامها كمستودع مؤقت للقوة
الشرائية ،وعادة ما يميل سلوك الفرد إلى مساواة دخله مع انفاقه في السنة وليس الشهر ،ففي بعض
شهور السنة يظهر فائض رصيد نقدي عنده نتيجة لتجاوز دخله إلنفاقه الشهري ،وفي شهور أخرى
يظهر عجز في الرصيد النقدي نتيجة لتجاوز الانفاق للدخل الشهري ولكن عادة ما يتساوى دخل الفرد
السنوي2. السنوي مع انفاقه
وقد جاءت اضافته ردا على فتراض كينز أن الافراد إما أن يحتفظوا بنقد أو سندات فقط وبدال
من ذلك أوضح أن الافراد قد يحتفظون بنقد أو سندات في آن معا كما أنهم قد يحتفظون بالسلع ،وأن
الفرد ال يهتم بالعائد فقط وإنما عليه أيضا أن يهتم باملخاطر فهم يريدون العائد باإلضافة إلى تقليل
املخاطر من خالل التنويع بين النقد والسندات والسلع ،فإذا كانت التضحية بالعوائد مقابل تخفيض
املخاطر أكبر مما يرغب به ألافراد فسيزيد في هذه الحالة طلبه على السندات ويقل على النقود والعكس
صحيح3.
إال أن نظريته لم تسلم هي ألاخرى من الانتقاد والذي تجسد في السؤال الذي لم يجب عنه توبن
وهو :ملاذا يحتفظ الافراد بالنقد وال يحتفظون مثال بأذونات الخزينة علما بأن عليها عائدا ومخاطرها
منخفضة؟
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
تسمى أحيانا أخرى بنظرية مدرسة شيكاغو ( )Chicago Schoolويتزعمها الاقتصادي ألامريكي
( the quantity theory of املعاصر ( )Milton Friedmanوالذي نشر نظريته هذه في مقالته املشهورة
،)moneyحيث تبنى فريدمان التحليل الكالسيكي في نظريته للطلب على النقود و لكن بتمعن وشمولية
أكثر فرضتها التطورات الاقتصادية والاجتماعية منذ عهد الكالسيك كما أنه لم يهمل التحليل الكينزي
بل أخذ ببعض جوانبه ،1وظهرت هذه النظرية بعد عشرين ً
عاما من ظهور النظرية العامة "لكينز" وكانت
ً
أساسا إلى وضع الحلول الكفيلة للتخفيف من حدة التضخم بعدما فشلت نظرية "كينز" في عالج تهدف
الظاهرة2. هذه
لقد أشار فريدمان إلى أن هنالك خمس أشكال مختلفة يمكن أن يحتفظ من خاللها ألافراد
يلي3: بالثروة ،كما
.1النقود (.)Money
.8ألاذونات أو سندات الخزينة ).)Bonds
.1سندات امللكية ).)Equities
.8السلع املادية غير البشرية ))Physical non – human goods
.5رأس املال البشري ).)Human capital
وقد تناول فريدمان الطلب على النقود كأصل في حافظة الثروة الفردية لدى أفراد القطاع العائلي
باعتبارهم الحائزين النهائيين لهذه الثروة ،وكأصل في حافظة رأس املال لدى أفراد ومؤسسات القطاع
الانتاجي .ومهد فريدمان لطرح نظريته في الطلب على النقود بالتساؤل عن سبب احتفاظ ألافراد
واملؤسسات بالنقود ،وكانت إجابته أن احتفاظ ألافراد بالنقود يعود العتبارها أصل السيولة الذي يؤدي
الوظائف التقليدية للنقود ،واحتفاظ مؤسسات الانتاج بالنقود كونه أحد أشكال رأس املال املستخدم
في العملية الانتاجية .وشملت دالة الطلب على النقود أهم العوامل املفسرة لسلوك الطلب على النقود
املال4. كأصل في حافظة الثروة وفي حافظة رأس
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
-1-1الثروة الكلية :فقد رأى "فريدمان" أن طلب حائزي الثروة النهائيين على ألارصدة النقدية الحقيقية،
يعتمد على مقدار الثروة الكلية املتاحة لهم .وأن مقدار الثروة الكلية ،هو مقدار معين ثابت في نقطة
ً
مفروضا على حائزي الثروة عند توزيع هذه الثروة بين زمنية معينة ،ومن ثم فإن ذلك املقدار يمثل ً
قيدا
عناصرها املختلفة ،وبالتالي اعتقد "فريدمان" أن الثروة الكلية قيد يناظر قيد امليزانية ،وقد ّ
عرف
"فريدمان" الثروة الكلية بأنها املقدار الكلي الذي يقسم بين أشكال مختلفة لألصول التي يقبل حائزي
الثروة على حيازتها ،إال أنه من املعلوم أن تقديرات الثروة الكلية ناد ًرا ما تكون متاحة ،ولهذا ما هو
ّ
الدخل الذي يمكن أن يستخدم كمؤشر للثروة؟ ،ميز "فريدمان" بين الدخل الدائم ( Permanent
)Incomeوالدخل الجاري ( .)Current Incomeإال أن الدخل الجاري كما يقيمه إلاحصائيون ،ينطوي
ً
على عيب كمقياس للثروة ،ألن الدخل الجاري معرض لتقلبات شاذة وغريبة من سنة إلى أخرى ،فضال
عن أنه دخل يقاس لألجل القصير ،ومن ثم يتطلب استخدام الدخل الجاري كمؤشر أو بديل للثروة
فكرة طويلة ألاجل لهذا الدخل وهذا بالفعل ما فعله "فريدمان" .أما الدخل الدائم ،فهو القيمة املتوقع
الحصول عليه من وراء الثروة في ألاجل الطويل ،ومن ثم فإن الدخل الدائم ،هو دخل متوسط يحسب
ً
اعتمادا على الدخول الجارية التي تأتي من عناصر الثروة املختلفة ،وهو ال يتقلب من عام إلى آخر .وإذا
ً
انخفاضا) يكون أقل من معدل تغير الدخل الجاري .وبهذا يكون تقلب ،فإن معدل تغيره (ار ً
تفاعا أو
ً ً
صالحا الستخدامه مؤشرا للثروة، الدخل الدائم دخال يتميز باالستقرار .وهذا الاستقرار ،هو ما يجعله
وعلى هذا فإن طلب حائزي الثروة النهائيين على ألارصدة النقدية الحقيقية يتوقف على مستوى الدخل
الدائم الذي يحصلون عليه من وراء هذا الثروة.
-2-1تقسيم الثروة بين بشرية وغير بشرية :فقد رأى "فريدمان" أن حائزي ألاصول (الثروة) يمتلكون
ئيسيا ،يتمثل في قدراتهم الشخصية في الحصول على دخل وهذا ما ّأساسيا ر ً
ً ً
يعبر عنه باملقدرة أصال
الشخصية على اكتساب الدخل ،وهذه املقدرة هي ثروة بشرية تختلف عن عناصر الثروة غير البشرية،
مثل ألاراض ي واملباني وآلاالت .ويمكن استخدام القدرة الشخصية على اكتساب الدخل كمؤشر للثروة
البشرية وهذا الدخل هو الذي يمكن الفرد من حيازة مقدار معين من النقود كأصل سائل كامل السيولة،
ً
إشباعا كبقية السلع التي يقتنيها الفرد .وكلما كانت القدرة الشخصية (مقدار الثروة البشرية) على يعطي
57
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
اكتساب الدخل مرتفعة زاد الطلب على النقود كأصل ضمن عناصر الثروة ،أو ضمن عناصر محفظة
أصول الفرد ،ولهذا كانت الثروة البشرية التي يقتنيها حائزو الثروة النهائيين هي إحدى محددات الطلب
على النقود ،إال أن تحويل الثروة البشرية إلى ثروة غير بشرية أو العكس قد يتم في حدود ضيقة ً
نظرا
لوجود قيود تحد من هذا التحويل .ومن أوضح ألامثلة على تحويل الثروة البشرية إلى ثروة غير بشرية
(مادية) ،قيام الفرد باستخدام قدرته على الكسب في الحصول على دخل يستخدم في شراء ثروة غير
بشرية (ألاراض ي ،املباني ،آلاالت ... ،الخ) ،في هذه الحالة يتم تحويل الثروة البشرية إلى ثروة غير بشرية
(مادية) ،إال أن هذا التحويل لم يتم بال حدود لوجود قيود مؤسسية تمنع ألافراد من اقتناء سلع معينة،
ً
أو شراء عقارات في أماكن معينة (كاملوانئ البحرية مثال) ،أو شراء طائرات مقاتلة ويمكن للفرد أن
يستخدم الثروة غير البشرية لتمويل اكتساب املهارة واملقدرة الشخصية العالية .فلو قام فرد ببيع جزء
من ألارض التي يملكها لتمويل عملية تعليمه الجامعي أو تدريبه في الخارج( ،نتوقع من الفرد أن يبقي على
جزءا من ثروته في شكلجزء من أرضه الستمرار عملية التدريب أو التعليم) .وبهذا سنجد أن لدى الفرد ً
ً ً
وجزءا آخر في شكل غير بشري (ألاراض ي واملباني) ،هذا بشري ،متمثال في قدرته الشخصية على الكسب،
الخليط من الثروة لدى حائزي الثروة النهائيين ،يحدد طلب الفرد على ألارصدة النقدية الحقيقية ،إال
أنه ً
نظرا النخفاض قابلية الثروة البشرية ،للبيع في السوق ،فإن ارتفاع نسبة الثروة البشرية إلى الثروة
غير البشرية في محفظة أصول الفرد ،يصاحبه زيادة في الطلب على النقود.
-3-1العوائد املتوقعة على النقود وألاصول ألاخرى :فاملعدل إلاسمي للعائد على العملة التي نحملها في
جيوبنا أو العائد على الودائع تحت الطلب( ،حيث يتم دفع تكاليف خدمات البنك) يكون ً
سالبا ،وقد
ً
موجبا إذا كان البنك يكون املعدل إلاسمي للعائد على النقود املوجودة في حساب الودائع تحت الطلب
يدفع فائدة على الودائع تحت الطلب .ومعدل العائد إلاسمي هو مقدار ما يحصل عليه الشخص من
ً
(مقوما بالنقود) أما معدل العائد ً
مقسوما على القيمة إلاسمية لألصل دخل (فائدة) من وراء النقود،
إلاسمي على ألاصول ألاخرى ،فيمكن تقسيمه إلى قسمين:
-عائد أو تكلفة تدفع ً
حاليا مثل الفائدة على السند أو الربح املوزع على السهم وتكاليف تخزين
ألاصول الطبيعية.
-التغيرات في ألاسعار إلاسمية للسلع ،وهذا الجزء له أهمية خاصة في ظل ظروف التضخم.
ً
مقسوما على السعر إلاسمي ومجموع العائد إلاسمي على ألاصل +التغير في سعر ألاصل إلاسمي
لألصل يسمى "معدل العائد".
50
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
أما بالنسبة إلى النقود ،فإن معدل العائد عليها يساوي؛ معدل الفائدة على النقود +معدل التغير
في القوة الشرائية للنقود.
ً
صفرا ،باإلضافة إلى أن فإذا كان املقصود بالنقود ،وحدات العملة ،فإن معدل الفائدة يساوي
ً
وموجبا في حالة ميل ألاسعار معدل التغير في القوة الشرائية للنقود يكون سالبا في حالة التضخم،
لالنخفاض ،وبهذا يمكن القول أن :معدل العائد على وحدات العملة = صفر +مقدار سالب = مقدار
سالب ،وهذا يكون في حالة التضخم.
أما في حالة ميل ألاسعار لالنخفاض فإن :معدل العائد على وحدات العملة = صفر +مقدار موجب
= مقدار موجب
وبما أن معدل العائد على وحدات العملة يكون ً
سالبا في حالة التضخم فإن الذي يتبادر إلى
الذهن أن هذا سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النقود كأصل ،وكجزء من الثروة في محفظة ألاصول.
ً
صحيحا بالتأكيد ملاذا؟ ولكن هذا ليس
ً
الجواب هو أنه لو أخذنا مثال السندات كأصل بديل للنقود ،فإنه حالة التضخم سيميل سعر
الفائدة إلى الارتفاع ،فينخفض بالتالي السعر السوقي للسندات ،ألامر الذي يسبب خسارة رأسمالية لحائز
السند إذا أقدم على بيعه ،وقد تفوق الخسارة الرأسمالية الفائدة إلاسمية التي حصل عليها حامل
السند .مما يجعل معدل العائد على السند ً
سالبا بمقدار يفوق معدل العائد السالب على النقود ،ومن
هنا فإن الطلب على النقود يفضل الطلب على السندات ،كما أن السهم قد ال يعطي حامله أي ربح،
ً
صفرا ،فإذا كانت قيمة السهم السوقية تميل ومن ثم يصبح مقدار العائد إلاسمي على السهم يساوي
ً
موجبا ،ويصبح بالتالي معدل العائد على ً
أسماليا إلى الارتفاع ،فإن السهم يحقق لحامله عند بيعه ر ً
بحا ر
ً
موجبا ،وفي هذه الحالة يفضل ألافراد حيازة ألاسهم على حيازة النقود ألن معدل العائد على السهم
سالبا في حالة التضخم ،والعكسً السهم موجب ،وأكثر من معدل العائد على النقود (الذي يكون
صحيح).
وعلى الرغم من أن منهج التحليل سالف الذكر واضح ويؤدي إلى نتيجة مفادها أن ارتفاع معدل
الفائدة على السندات ،ومعدل الربح املوزع على ألاسهم ،سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النقود .إال
أن "فريدمان" لم يرغب في الوصول إلى هذه النتيجة ،ألنه كان يريد التوصل إلى نفس النتيجة التي انتهى
إليها "آرفنج فيشر" وهي أن سعر الفائدة ال يؤثر على الطلب على النقود ،وبعبارة أخرى أن الطلب على
النقود غير حساس للتغير في سعر الفائدة ،ولكي يصل "فريدمان" إلى نفس النتيجة التي انتهى إليها "آرفنج
فيشر" فإنه وضع الافتراض التالي:
55
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
ً
بديال ً
قريبا للقيمة الحالية للثروة البشرية والقيمة الحالية لثروة أفراد القطاع املنزلي تعتبر النقود
ً
بديال ً
قريبا لألصول ألاخرى كالسندات. (السلع الاستهالكية املعمرة) ،لكنها ليست
وعليه فإن الفائدة على السندات ذات تأثير ضئيل ً
جدا على الطلب على النقود ،وحيث أن سعر
الفائدة أو معدل العائد على رأس مال قطاع ألاعمال وألاصول املالية غير النقدية( ،وهي ألاصول التي
اعتبرت أكثر أهمية عند "كينز") ،هي متغيرات غير مشاهدة ،فإن الدخل النقدي الدائم ،أو الدخل
الحقيقي الدائم ،ومستوى ألاسعار ،هي املتغيرات الرئيسية التي تشرح الطلب على النقود ،وأن مستوى
ألاسعار ،ومعدل التغير فيه ،يعكس العائد على اقتناء السلع الطبيعية التي تتغير أسعارها مع التضخم.
-0-1متغيرات أخرى محددة للمنفعة املرتبطة بالخدمات التي تؤديها النقود بالنسبة للمنافع التي
تؤديها ألاصول ألاخرى :وهذه املتغيرات مرتبطة بخاصية السيولة التي أشار إليها "كينز" وأهم هذه
املتغيرات ما يلي:
ً
حقيقيا أو ثروة حقيقية، الخدمات التي تؤديها النقود :فهل الخدمات التي تؤديها النقود ّ
تعد دخال
طاملا أن تلك الخدمات تعتبر من حيث املبدأ ضرورية لحائز ألاصول مثلها ،مثل الخبز ،وفي هذه
الحالة تكون مرونة الطلب الدخلية على النقود أقل من الواحد الصحيح (طلب غير مرن) ،حيث
يزيد الطلب على خدمات النقود بنسبة أقل من نسبة الزيادة في الدخل ،وإذا اعتبرت الخدمات
التي تؤديها النقود خدمات كمالية مثلها مثل سلع الترفيه كالعطور فإنه في هذه الحالة يزيد الطلب
عليها بنسبة أكبر من نسبة الزيادة في الدخل.
متغيرا آخر يحتمل أن يكون ً
هاما من الناحية التجريبية :وهو ً يرى بعض الاقتصاديين أن هناك
ً
اهتماما ً ً
كبيرا لعامل السيولة ،أي درجة الاستقرار املتوقع أن تسود مستقبال ،فقد يعطي الفرد
اهتماما لقدرته على بيع مكونات محفظة أصوله في السوق بسرعة وبدون خسائر (أي يعطي ً يعطي
ً
اهتماما لقدرته على بيع مكونات محفظة أصوله مقابل النقود) ،وهذا الاهتمام يزداد إذا توقع
الفرد سيادة عدم الاستقرار الاقتصادي ،إال أن هذا املتغير من الصعب التعبير عنه ً
كميا ،حتى ولو
ً ً
واضحا ،فمثال إن نشوب حرب ينجم عنه توقع استقرار ألاسعار كان اتجاه تغير النشاط الاقتصادي
بعد أن تضع الحرب أوزارها ،ألامر الذي يفسر لنا ملاذا يترتب على الحرب زيادة ملحوظة في الطلب
على ألارصدة النقدية الحقيقية لالحتفاظ بها ،ومن ثم انخفاض سرعة دوران النقود.
حجم التحويالت الرأسمالية املوجودة في حوزة حائزي الثروة النهائيين :فكلما ارتفع معدل دوران
السلع الرأسمالية (أي قصرت فترة مبادلتها بالنقود أو بسلع أخرى) ارتفعت نسبة النقود في
55
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
محفظة ألاصول (أي زاد الطلب على النقود) ،وهذا املتغير من املتغيرات التي أهملت في نظرية
كمية النقود التي تمت صياغتها على يد "فيشر".
1أحمد عبد الفتوح علي الناقة ،نظرية النقود وألاسواق املالية :مدخل حديث للنظرية النقدية وألاسواق املالية ،مكتبة إلاشعاع،
مصر ،8111 ،ص ص.821-825 :
2حسين بني هاني ،مرجع سابق ،ص.115 :
55
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
ً
مالئمة بالنسبة لحائزي الثروة النهائيين تختلف عن تلك املالئمة بالنسبة ملؤسسات ألاعمال ،فمثال تعتبر
ً
متغيرا ذا أهمية ضئيلة معدالت الفائدة على القروض التي تتقاضاها البنوك من مؤسسات ألاعمال
بالنسبة لحائزي الثروة النهائيين إال أن معدالت الفائدة على القروض غاية في ألاهمية بالنسبة ملؤسسات
ألاعمال ،ألن قروض البنوك تمثل إحدى الطرق التي تستخدمها مؤسسات ألاعمال لحيازة رأس املال
نقدية1. املتجسد في شكل أرصدة
و تدل الاشارة املوجبة الى العالقة الطردية كما تدل الاشارة السالبة الى العالقة السلبية.
ومن املعادلة السابقة يتضح أن الطلب على ألارصدة النقدية الحقيقية يعتمد على العائد املتوقع
من السندات وألاسهم مقارنة بالعائد على النقود ،وأن الطلب على النقود يرتبط بعالقة عكسية مع
العائدين على الطلب ،فإذا ارتفع العائد على ألاسهم والسندات مقارنة بالعائد على النقود ،ارتفعت
تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ باألرصدة النقدية فينخفض الطلب عليها ،كما يؤثر ( )πالذي يمثل
معدل التضخم املتوقع مقارنة بالعائد على النقود ( )rmتأثيرا عكسيا في الطلب على النقود ،فعندما
يرتفع معدل التضخم املتوقع فهذا يعني انخفاض القوة الشرائية للنقود مما يؤدي إلى انخفاض الطلب
ألاخرى3. عليها ويزداد الطلب على السلع
1أحمد عبد الفتوح علي الناقة ،مرجع سابق ،ص ص.828-821 :
2أكرم حداد ،مشهور هذلول ،مرجع سابق ،ص ص.181-181 :
3طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص.181 :
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
ومع ذلك يعود فريدمان ليقرر أن السندات وألاسهم ليست بدائل قريبة للنقود وبالتالي فإن
العائد على السندات وألاسهم ليس له تأثير كبير على الطلب على النقود ،وبالتالي يخلص إلى النتيجة التي
أسعار الفائدة1. مفادها أن الطلب على النقود غير حساس للتغير في
56
املحور الثالث ____________________________________________________________________ النظريات النقدية
غير منتظم يؤدي إلى وجود تغير غير محسوب لقيمة الحد املطلق في معادلة منحنى الطلب على
النقود ،وهو ما يؤدي إلى تغير وضع املنحنى ،وبالتالي ال يمكن التنبؤ بدقة بنتيجة تطبيق سياسة
نقدية ،وهو ما أدى إلى تهميش كينز للسياسة النقدية كأسلوب تدخل من جانب أحد فعاليات
النظام الاقتصادي وهو البنك املركزي والتركيز على استخدام أدوات السياسة املالية لتصحيح
الانحراف في أداء الوحدات الاقتصادية سواء العامة أو الخاصة ،أما بالنسبة لفريدمان فدالة
الطلب على النقود مستقرة في عالقتها بمتغير تفسيرها الرئيس ي وهو الدخل الدائم ،وبالتالي يمكن
تطبيق سياسة نقدية والحصول على نتائج محددة وموثوق في دقتها.
1طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،مرجع سابق ،ص ص.188-181 :
56
المحور الرابع :السياسة النقدية
تمهيد
بعد أن تم التطرق في املحاور الثالث السابقة ملفاهيم النقد والعرض النقدي وكذا أهم النظريات
التي سعت لتحليل وتبيان دور النقود في الاقتصاد ،تبرز جليا ضرورة فهم الطريقة التي من خاللها يتم
توظيف النقد في تحقيق ألاهداف الاقتصادية العامة على غرار النمو والتشغيل واستقرار ألاسعار ،وهو
ما يصطلح عليه بالسياسة النقدية.
إذ تعد السياسة النقدية من بين أهم السياسات الاقتصادية التي يعتمد عليها في تحقيق مختلف
ألاهداف الاقتصادية إلى جانب بقية السياسات ألاخرى كالسياسة املالية ،وقد مرت هذه السياسة
بالعديد من املراحل أمالها تطور الفكر الاقتصادي واملالي حيث أثير بشأن دورها وفعاليتها الكثير من
النقاش والتحليل ،كما تطورت في املقابل ألادوات والوسائل التي توظفها هذه السياسة النقدية من أجل
استهداف املتغيرات الاقتصادية التي بإمكانها تحقيق التغير املرجو.
وباعتبار البنك املركزي الجهة التي يناط بها تحديد أهداف السياسة النقدية وتنفيذها ،فإنه يأخذ
في الاعتبار الظروف الاقتصادية السائدة ويسعى إلى وضع توليفة مثلى من ألاهداف من بين مجموعة
قد تعتبر متناقضة إلى حد ما ،مع ضرورة التنسيق بين مجموع السياسات الاقتصادية.
48
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
يعرفها بول سامويلسون بأنها "أهداف البنك املركزي في ممارسة سلطته للتحكم في النقود ،أسعار
الفائدة وشروط الائتمان ،وتتمثل ألادوات الرئيسية لها في عمليات السوق املفتوحة ومتطلبات الاحتياطي
وسعر الخصم"1.
كما تعرف بأنها "مجموعة إلاجراءات التي تتخذها السلطة النقدية في املجتمع بغرض الرقابة على
الائتمان والتأثير عليه بما يتفق وتحقيق ألاهداف التي تصبو إليها الحكومات ،فالنقود ال تدير نفسها
بنفسها بل يجب أن تتدخل السلطة النقدية في الدولة إلدارة النقود وتوجيهها لبلوغ ألاهداف املرجوة،
الحكومة"2. وقد تكون السياسة النقدية أداة لتحقيق الغاية التي ترنو إليها
أيضا تعتبر السياسة النقدية "مجموعة من القواعد وألاساليب والوسائل وإلاجراءات والتدابير
التي تقوم بها السلطة النقدية للتأثير والتحكم في عرض النقود بما يتالءم مع النشاط الاقتصادي
لتحقيق أهداف معينة ،خالل فترة زمنية معينة".
وتجدر إلاشارة أن للسياسة النقدية معنيين ،ألاول يسمى املعنى الضيق ويقصد به "إلاجراءات التي
تستخدمها السلطات النقدية ملراقبة عرض النقد وتحقيق أهداف اقتصادية معينة" ،أما املعنى الواسع
فيعني "جميع إلاجراءات النقدية واملصرفية التي تستهدف مراقبة حجم النقد والائتمان ،وكذلك
الحكومي"3. الاقتراض الحكومي أي حجم وتركيب الدين
إذن يمكن تقديم تعريف شامل للسياسة النقدية على أنها مجموع إلاجراءات والتدابير التي تتخذها
السلطة النقدية من أجل التحكم في كمية النقد والائتمان في الاقتصاد وتحديد الكمية املثلى التي تسمح
بتحقيق ألاهداف النهائية لهذه السياسة (نمو اقتصادي ،تشغيل كامل ،استقرار ألاسعار ،استقرار ميزان
املدفوعات) ،والتي تمثل في الوقت نفسه ألاهداف العامة للسياسة الاقتصادية.
1لحلو موس ى بوخاري ،سياسة الصرف ألاجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية ،مكتبة حسين العصرية ،بيروت ،لبنان ،0202 ،ص .95:
2محمود سحنون ،الاقتصاد النقدي واملصرفي ،دار بهاء الدين للنشر والتوزيع ،قسنطينة ،الجزائر ،0222 ،ص.001 :
3عباس كاظم الدعمي ،السياسات النقدية واملالية وأداء سوق ألاوراق املالية( ،تحليل كلي) ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ،مصر،
،0222ص.52 :
48
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-1-2السياسة النقدية في التحليل الكالسيكي :يتضح موقف الاقتصاديين الكالسيك قبل حدوث أزمة
الكساد العظيم سنة 0505بالنسبة للسياسة النقدية من خالل نظرتهم إلى النقود ووظائفها ،إذ جاءت
النظرة الكالسيكية للنقود على أنها مجرد وسيط للتبادل وقاموا بنفي و وظيفتها بوصفها أداة لالدخار أو
الاكتناز ،ف التحليل النقدي الكالسيكي قائم على أساس الفصل بين العوامل الحقيقية والعوامل
النقدية ،حيث تتحدد العوامل الحقيقة في القطاع الحقيقي كالدخل والاستخدام وإلانتاج بمعزل عن
العوامل النقدية ،أما القطاع النقدي فتتحدد فيه كمية النقود ،وترى نظرية كمية النقود أن أي تغيير
في عرض النقود يؤدي إلى تغييرات متناسبة طرديا في املستوى العام لألسعار ومن ثم تغييرات متناسبة
عكسيا في قيمة النقود ،ومن هنا يتضح أن السياسة النقدية عند الكالسيك هي سياسة محايدة يتمثل
دورها في خلق نقود بقصد تنفيذ املعامالت أي أن حجم املعامالت هو الذي يحدد كمية النقود الواجب
توفيرها1.
-2-2السياسة النقدية في التحليل الكينزي :تميزت هذه املرحلة بظهور الفكر الكينزي على يد
الاقتصادي البريطاني "جون ميرنارد كينز" الذي كان ينظر إلى النقود نظرة حركية وليست ستاتيكية،
ولكن بسبب عجز السياسة النقدية على إعطاء حلول للخروج من أزمة الكساد سنة 0505بدأ كينز
يدعو لالهتمام بالسياسة املالية في معالجة املشاكل الاقتصادية ،حيث أن الاختالل و عدم التوازن
الاقتصادي حسب الكنزيين يعود إلى عدم التعادل بين معدالت التغير في إلانفاق الحكومي بواسطة
السياسة املالية ،ففي حالة الانكماش البد للحكومة أن تزيد من الطلب الفعال على السلع والخدمات
في السوق من خالل زيادة حجم إلانفاق الجاري أو الاستثماري ،بواسطة تخفيض الضرائب على
الاستهالك وعلى ألارباح بالنسبة للمستثمرين ،أما عجز امليزانية فيتم تمويله عن طريق القروض العامة
و إلاصدار النقدي الجديد من قبل البنك املركزي ،بينما تتم معالجة التضخم من خالل تخفيض حجم
إلانفاق الحكومي بما يؤدي إلى تخفيض املستوى العام لألسعار.
كما أكد الكينزيون على دور السياسة النقدية في معالجة آلاثار غير املرغوبة الناتجة عن تطبيق
السياسة املالية بوصفها سياسة تابعة لهذه ألاخيرة وتساهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيض
حدة التقلبات ،حيث يقرر التحليل الكينزي أن لهذه ألاخيرة تأثير مباشر على مستوى سعر الفائدة ثم
على قرارات و مستويات الاستثمار وعلى حجم التشغيل و إلانتاج والدخل الوطني ويعتمد هذا التأثير على
سعر الفائدة ،حيث تؤدي زيادة العرض النقدي إلى انخفاض سعر الفائدة بنسبة تعتمد على مرونة
48
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
التفضيل النقدي (السيولة) وكلما كان الطلب على السيولة تام املرونة تكون فعالية السياسة النقدية
غير محدود1. معدومة في التأثير على سعر الفائدة ألن تفضيل السيولة لدى ألافراد يكون
-3-2السياسة النقدية في التحليل النقدوي :يرى فريدمان أن النقود هي أحد وسائل الاحتفاظ بالثروة
التي يمكن أن تتجسد في صور أخرى مثل السندات وألاسهم العادية والسلع العينية و رأس املال البشري،
وبناء على هذا التحليل فإن الطلب على النقود يعتمد على املقدار إلاجمالي للثروة املحتفظ بها بأشكالها
املختلفة وتكلفة كل نوع من هذه ألاشكال وعائداتها وألاذواق باإلضافة إلى تفصيالت مالكي الثروة،2
ويتوقف املقدار الحقيقي للنقود على سعر الفائدة واملعدل املتوقع للتضخم و الثروة ،أما فيما يخص
عرض النقود يرى فريدمان بأن له أهمية كبيرة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي فأية تقلبات في عرض
النقود ستؤدي إلى تقلبات في النشاط الاقتصادي.
لذا يقرر فريدمان أنه من أجل املحافظة على التشغيل الكامل دون التضخم يستوجب أن ينمو
الناتج الوطني الصافي بنفس املقدار من الزيادة في العرض النقدي ،ففي املدى القصير تؤدي زيادة العرض
النقدي إلى الزيادة في الناتج وألاسعار أما في املدى الطويل فتؤدي إلى زيادة املستوى العام لألسعار،
وبالتالي اعتبر فريدمان أن معدل النمو طويل ألاجل بالنسبة إلى الناتج يتحدد بعوامل حقيقية من معدل
الادخار ،وهيكل الصناعة وأن الزيادة في املعروض النقدي في املدى الطويل ألاجل تسبب ارتفاعا في
معدل التضخم وليس ارتفاعا في معدل النمو ،لذلك من الضروري ضبط التغير في عرض النقود بنسبة
ثابتة ومستقرة تبعا ملعدل النمو الاقتصادي والذي بدوره يحقق استقرارا نقديا وهذا هو دور السياسة
النقدية3.
تسعى السياسة النقدية إلى تحقيق مجموعة من ألاهداف املختلفة التي تنقسم إلى أهداف أولية
ووسيطة ونهائية وتحقيق هذه ألاخيرة يتم بواسطة الاستراتيجية الحديثة للبنك املركزي التي تعتمد على
ألاهداف ألاولية والوسيطة للوصول إلى ألاهداف النهائية وذلك باستخدام أدوات مالئمة.
تقوم هذه الاستراتيجية بوضع هدف يتمثل في معدل سنوي لنمو الكتلة النقدية ،وبناء على اتجاه
ودرجة الفرق بين ألاهداف والتقديرات يرفع البنك أو يخفض معدل املجاميع النقدية وبالتالي التحكم
1سعيد سامي الحالق ،محمد محمود العجلوني ،النقود والبنوك واملصارف املركزية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،الاردن،0202 ،
ص ص.011-010 :
2عباس كاظم الدعمي ،مرجع سابق ،ص.25 :
3املرجع السابق ،ص ص.10-12 :
48
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
في عرض النقود باإلضافة إلى التحكم في الفائدة على ألارصدة النقدية لدى البنوك ،ونظرا لصعوبة
منها1: التحكم في أسعار الفائدة والعرض النقدي تم تزويد إلاجراءات السابقة بإجراءات جديدة
-توسيع الهامش الذي يسمح فيه ملعدل الفائدة بالتقلبات ضمنه.
-استخدام مجموع احتياطات البنوك كهدف أولي لضبط كمية النقود ،ولذلك فقد تم التركيز على
احتياطات البنوك غير املقترضة كوسيلة لضبط مجموع الاحتياطات.
إذا يعمل البنك املركزي على التأثير في ألاهداف ألاولية التي يمكن الوصول إليها مباشرة من خالل
ألادوات املباشرة وغير املباشرة للسياسة النقدية ،والتي تؤثر بدورها على ألاهداف الوسيطة وصوال إلى
لألهداف النهائية التي يمثلها مربع كالدور والشكل املوالي يوضح ذلك.
سعر الصرف
الاحتياطات النقدية
مستويات العرض النقدي
مستويات معدل الفائدة ظروف السوق
املصدر :لحلو موس ى بوخاري ،سياسة الصرف ألاجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية ،مكتبة حسين العصرية،
بيروت ،لبنان ،0202 ،ص.10 :
44
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
وتعني أيضا قدرة املقترضين ومواقفهم السريعة أو البطيئة في معدل نمو الائتمان ومدى ارتفاع
وانخفاض أسعار الفائدة وشروط إلاقراض ألاخرى وسعر فائدة ألارصدة النقدية ملدة قصيرة يوم أو
اثنين بين البنوك ،حيث تم استخدام أنواع مختلفة من ألارقام القياسية منها ما كان مستخدما في
الفترات املاضية كاالحتياطات الحرة التي تشمل الاحتياطات الفائضة لدى البنك املركزي مطروحا منها
الاحتياطات التي اقترضتها هذه البنوك من املصرف املركزي وتسمى صافي الاقتراض ،تكون الاحتياطات
الحرة موجبة إذا كانت الاحتياطات الفائضة أكبر من املقترضة وتكون سالبة في حالة العكس ،أما ثاني
ألارقام القياسية فهو أسعار الفائدة على أذونات الخزينة و ألاوراق التجارية و سعر الفائدة الذي تفرضه
البنوك3. البنوك على أفضل عمالئها و سعر الفائدة ما بين
تعد ألاهداف ألاولية حلقة ربط قوية التأثير باألدوات النقدية والتأثير على ألاهداف الوسيطة،
ولذلك فالهدف ألاولي ألافضل هو ذلك الهدف الذي يتصف بالتأثير والتجاوب بسرعة مع تغيير ألادوات
النقدية املستخدمة ويسهل قيادة الاتجاه املرغوب تحقيقه لألهداف الوسيطة املستعملة.
48
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-1-2مستوى معدل الفائدة :يرتبط تحديد معدالت الفائدة بنمو الكتلة النقدية ويعتبر من أبرز
محددات سلوك العائالت واملستثمرين فيما يخص الادخار والاستثمار ،لذا يجب على السلطات العامة
الاهتمام بتقلبات معدالت الفائدة ،وإلاشكالية املطروحة هنا هو كيفية تحديد املستوى ألامثل لهذه
املعدالت خاصة و أنها تتأثر بمعدالت الفائدة السائدة في الخارج في ظل اقتصاد السوق إلى جانب طلب
وعرض رؤوس ألاموال ،باإلضافة إلى ارتباطها بالسياسة النقدية للدولة التي يجب أن تعمل على إبقاء
تغيرات معدالت الفائدة ضمن هوامش غير واسعة نسبيا تحقق التوازن في ألاسواق وتجنب وقوع ضغوط
تضخمية أو كساد.
-2-2سعر صرف النقد مقابل العمالت ألاخرى يعتبر سعر صرف النقد مؤشرا هاما على ألاوضاع
الاقتصادية لبلد ما حيث يعد كهدف وسيط للسلطة النقدية ،ويعمل انخفاض سعر الصرف على
تحسين وضعية ميزان املدفوعات لكنه في املقابل يشجع الضغوط التضخمية ،ففي حالة املحافظة على
مستوى منخفض أكثر من العملة يشجع ذلك الضغوط التضخمية ويؤدي إلى إتباع سياسة سهلة في
ألاجل القصير تدفع في املقابل في ألاجل الطويل إلى إضعاف القدرة الصناعية للدولة والانخفاض النسبي
89
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
ملستوى معيشة ألافراد ،أما في حالة الحفاظ على مستوى مرتفع أكثر ،يفرض ذلك على ألاعوان
الاقتصاديين ضغطا انكماشيا وهو ما يؤدي إلى خروج بعض املؤسسات غير القادرة على التأقلم و بالتالي
تنخفض مستويات النمو ،لذا تعمل السلطات النقدية للحفاظ على استقرار سعر الصرف لضمان
استقرار وضعية البالد تجاه الخارج عن طريق ربط عملتها بعمالت قوية قابلة للتحويل والحرص على
عملتها1. دعم استقرار سعر صرف
-3-2العرض النقدي الستخدام هذا املتغير كهدف وسيط لبلوغ ألاهداف النهائية للسياسة النقدية
البد أن تكون هناك قدرة على تحديده إحصائيا أو بمعنى آخر أن يستطيع القائمون على السياسة
النقدية تحديد ألاصول املالية التي نسميها العملة أو النقود باعتبار أن تحديد العرض النقدي أصبح
مسألة صعبة للغاية بسبب تغير سرعة تداول النقود ،نتيجة لحركات رؤوس ألاموال الرسمية وغير
الرسمية وظهور املشتقات املالية الحديثة ،لذا يبقى إلاشكال املطروح حول نوع العرض النقدي الذي
يمكن ضبطه بسهولة ،وهل يتم اللجوء إلى العرض النقدي باملعنى الضيق ( )M1أم العرض النقدي
املالية2. باملعنى الواسع ( )M2أم العرض النقدي ( )M3خاصة في ظل وجود املشتقات
1بنابي فتيحة ،السياسة النقدية والنمو الاقتصادي ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية ،تخصص اقتصاديات املالية
والبنوك ،كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أمحمد بوقرة بومرداس ،الجزائر ،0225-0222 ،ص ص.029-021:
2لحلو موس ى بوخاري ،مرجع سابق ،ص ص.11-19 :
3محمد ضيف هللا القطابري ،دور السياسة النقدية في الاستقرار والتنمية الاقتصادية (نظرية-تحليلية-قياسية) ،دار غيداء للنشر
والتوزيع ،ألاردن ،عمان ،0225 ،ص.00.
89
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-2-3تحقيق استقرار ألاسعار :يجمع الاقتصاديون في الوقت الحاضر على أن الهدف الرئيس ي للسياسة
النقدية ينبغي أن يكون هو الحفاظ على استقرار ألاسعار وعلى القدرة الشرائية للعملة املحلية ،ويعني
هذا أن يكون معدل التضخم منخفضا كأن يتراوح مثال بين %0و %1سنويا ،و أن تلتزم السلطة النقدية
بعدم تطبيق سياسات تمويل العجز عن طريق زيادة املعروض النقدي.
يرى كل من الكنزيين والنقديين أن التضخم املرتفع يحدث فقط عندما يكون معدل نمو العرض
النقدي مرتفعا ،وحسب فريدمان فإنه ال يمكن القضاء على التضخم املستمر ملدة طويلة إال بسياسة
نقدية انكماشية بواسطة تخفيض معدالت العرض النقدي مع معرفة أسباب التوسع النقدي والوضع
الاقتصادي1.
-3-3تحقيق التوازن الخارجي :عن طريق تحقيق التوازن في ميزان املدفوعات بحيث يكون لصالح الدولة
من خالل تشجيع الصادرات و تقليل الواردات باستخدام املعروض النقدي أو سعر الفائدة أو سياسات
سعر الصرف ،ففي حالة حدوث عجز في ميزان املدفوعات يمكن للبنك املركزي معالجته من خالل قيامه
برفع سعر إعادة الخصم ما يدفع بالبنوك التجارية إلى رفع أسعار الفائدة على القروض ،وبالتالي التقليل
من الائتمان والطلب املحلي على السلع والخدمات ،مما يؤدي إلى انخفاض املستوى العام لألسعار داخل
الدولة ومن ثم تشجيع الصادرات املحلية و تقليل الطلب على السلع ألاجنبية ،كما أن ارتفاع أسعار
املدفوعات2. الفائدة املحلية يجلب املزيد من رؤوس ألاموال مما يساعد على تخفيض العجز في ميزان
-4-3رفع معد النمو الاقتصادي يعد تحقيق معدل مرتفع للنمو الاقتصادي من ألاهداف طويلة ألاجل،
في حين يعتبر استقرار ألاسعار والنقد من ألاهداف قصيرة ألاجل ،والتوفيق بين هذين الهدفين أمر في
غاية الصعوبة خصوصا في الدول النامية التي تعاني الكثير من العقبات فيما يخص السياسات إلانتاجية
و التجارية وموازين املدفوعات ،لذا تسعى السياسة النقدية إلى املساهمة في رفع معدالت النمو في هذه
البلدان من خالل تحقيق معدل مرتفع للمدخرات والتأثير على معدل الاستثمار في السلع الرأسمالية من
خالل التوسع الائتماني حتى يمكنها الوصول إلى معدالت النمو املطلوبة ،باإلضافة إلى توجيه الائتمان
السحري3. املصرفي و املدخرات نحو ألاهداف التنموية أو ما يسمى باملربع
من خالل ما تقدم يمكن تلخيص ألاهداف النهائية للسياسة النقدية فيما يعرف بمربع كالدور أو
باملربع السحري ،في الشكل البياني التالي:
89
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
معدل البطالة
املصدر :عبد املجيد قدي ،املدخل إلى السياسات الاقتصادية الكلية (دراسة تحليلية تقييميه) ،ديون املطبوعات
الجامعية ،الجزائر ،0222،ص.21 :
من خالل الشكل أعاله يتضح أن كل اقتراب من أحد ألاهداف يمثل في الوقت نفسه ابتعادا عن
ألاهداف ألاخرى نتيجة تعارض بعض أهداف السياسة النقدية ،وهذا يطرح مسألة ألاولوية في طرح
هذه ألاهداف من طرف واضعي السياسة الاقتصادية مع مراعاة ألاوضاع الاقتصادية التي تمر بها
الدولة ،باإلضافة إلى درجة التقدم الاقتصادي وطبيعة النظام الاقتصادي.
89
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
ويمكن تعريفها أيضا "بأنها حجم التأثير الذي يترتب على تغير معين في العرض النقدي الحقيقي
الكلي"1. على إلانتاج
إن فعالية السياسة النقدية ال ترتبط بقوة تأثيرها فقط ،بل أيضا بالسرعة التي يتم فيها
بلوغ الهدف املنشود ،وتتميز الفترات الفاصلة بين تطبيق إلاجراءات وبروز آثارها بأنها طويلة نسبيا وهذا
ما قاد العديد من املختصين إلى الشك في فعالية إلاجراءات النقدية ،لذلك من الضروري تحديد هذه
يلي2: الفترات التي تعتبر عملية بالغة الدقة وتشمل هذه الفترات ما
أ-الفترة السياسية :تمثل الفترة الضرورية التخاذ القرارات التي تفرضها ألاوضاع الاقتصادية التي
تنقسم إلى فترة املالحظة وفترة التقرير:
فترة املالحظة :وتتكون من الوقت الذي تشترطه املؤسسة إلاحصائية .ففي الدول املتقدمة تعد
املؤشرات الظرفية شهريا وإلاحصائيات املتعلقة بها تعرف في النصف الثاني من الشهر الالحق.
فترة التقرير :تمثل الوقت الضروري للتأكد من أن الحركة املالحظة ليست عرضية والتي تختلف
تبعا للظروف الاقتصادية ،وتكون هذه الفترة طويلة كلما كانت السلطات النقدية غير أكيدة من
ألاثر املترتب على عملها.
ب -الفترة املالية :التي تمثل الوقت املطلوب للمصرف املركزي لكي يجعل من قرارات السلطات قرارات
فعلية ،وللمصارف حتى تتكيف مع الواقع وتتضمن هذه إلاجراءات تغيير معدالت الفائدة و شروط
إلاقراض و التدخالت املخصصة لإلحداث تغيير في الكتلة النقدية.
ج-الفترة الاقتصادية :وهي الفترة التي يتم من خاللها تعديل املتغيرات الاقتصادية بدورها على حسب
القيم الجديدة للمتغيرات النقدية.
-2-1-4تطور مضمون فعالية السياسة النقدية :تستند السياسية النقدية في أي وقت إلى النظريات
وألافكار النقدية السائدة في ذلك الوقت ،وتعتبر انعكاسا لها وتتحدد من خاللها ألاهداف املرجوة من
السياسة النقدية والطريقة املستخدمة لبلوغ تلك ألاهداف.
فقبل أزمة الكساد العظيم كانت السياسة النقدية تهدف إلى حماية قيمة العملة من التقلبات
التي تؤثر في مستوى ألاسعار بواسطة التحكم في كمية النقود (وسائل الدفع) ،ثم تطور ألامر ليصبح
1بركان زهية ،فعالية السياسة النقدية في مكافحة التضخم في ظل العوملة (دراسة حالة الجزائر) ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
في العلوم الاقتصادية ،تخصص نقود ومالية ،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة دالي ابراهيم الجزائر ،0202-0225 ،ص:
.020
2وسام مالك ،النقود والسياسات النقدية الداخلية (قضايا نقدية ومالية) ،دار املنهل اللبناني للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان،0222 ،
ص ص.122-120 :
88
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
الهدف منها مساندة السياسة الاقتصادية في تحقيق أهدافها ،وهي املرحلة التي ظهرت فيها ألافكار
الكينزية إثر ألازمة العاملية ،وانتقل الاهتمام من فعالية السياسة النقدية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي
إلى السياسة املالية التي تعمل في القطاع الحقيقي مباشرة ،إال أن أهمية هذه ألاخيرة تراجعت بعد
الحرب العاملية الثانية نتيجة فشل أدواتها املتمثلة في زيادة الضرائب وتخفيض إلانفاق في محاربة
التضخم ،لذلك عاد الاهتمام بالسياسة النقدية باعتبارها السياسة ألاكثر فعالية في تحقيق أهداف
السياسة الاقتصادية من خالل التحكم في العرض النقدي ،وهي املرحلة التي ثار فيها النقاش بين أنصار
السياسة املالية (الكنزيين) وأنصار السياسة النقدية على يد الاقتصادي ألامريكي( ملتون فريدمان)،
الذي يرى ومن معه من منظرين أن السياسة النقدية و حدها كفيلة بتحقيق الاستقرار الاقتصادي،
وعلى العكس من ذلك يرى أنصار السياسة املالية أن هذه ألاخيرة لديها التأثير ألاقوى في إعادة الاقتصاد
إلى مستوى التوازن وتحقيق ألاهداف املنشودة وتوالت الدراسات التي تؤيد الفريقين إلى أن جاء
الاقتصادي ألامريكي (لوالتر هللر) الذي يؤمن بأهمية السياستين املالية والنقدية في تحقيق الاستقرار
بينهما1. الاقتصادي من خالل املزج
ومما الشك فيه أن اتجاهات السياسة النقدية تختلف في الاقتصاديات املتقدمة عنها في
الاقتصاديات املتخلفة تبعا الختالف مطالب وأهداف املجتمعات التي تخدمها وألاهمية النسبية لهذه
املطالب ،ففي الاقتصاديات الرأسمالية املتقدمة نجد السياسة النقدية في املقام ألاول تهدف إلى تثبيت
النشاط الاقتصادي عند مستوى التشغيل الكامل للموارد املتاحة و ذلك ملواجهة التقلبات املتعاقبة،
وأدى الاهتمام بمستوى التشغيل وإلانتاج إلى زيادة الاهتمام بالسياسة املالية باعتبارها أداة فعالة لها
تأثيرها على مستوى النشاط الاقتصادي ليصبح دور السياسة النقدية في هذه الحالة دور مساعد
للسياسة املالية.
أما في الاقتصاديات املتخلفة التي تطلع للتنمية الاقتصادية نجد أن السياسة النقدية تهدف أو
تتجه نحو تعبئة أكبر قدر ممكن من املوارد لخدمة التنمية السريعة واملتوازنة لالقتصاد الوطني ،وذلك
بواسطة تطوير النظم النقدية والائتمانية السائدة باإلضافة إلى الرقابة على عرض النقود واستخدامات
املصرفي2. الائتمان
88
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
طيبة عبد العزيز ،سياسة استهداف التضخم كإطار حديث إلدارة السياسة النقدية (دراسة حالة الجزائر للفترة ،)2663-1224 1
مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية ،تخصص نقود ومالية ،كلية العلوم إلانسانية والعلوم الاجتماعية ،قسم العلوم
الاقتصادية ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف ،0229-0221،ص ص.96-99:
88
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
1خبابة عبد هللا ،الاقتصاد املصرفي (النقود-البنوك التجارية-البنوك إلاسالمية-السياسة النقدية) ،دار الجامعة الجديدة إلاسكندرية،
مصر ،0202 ،ص.055 :
2محب خله توفيق ،مرجع سابق ،ص.200 :
88
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
استثمار أموالهم في ألاسواق املالية بشراء ألاسهم والسندات ،وبالتالي تخرج ألاموال من ف السيولة
ويتقلص حجم الكتلة النقدية ،أما في حالة إتباع البنك املركزي لسياسة توسعية ،فإنه يقوم بتخفيض
معدل إعادة الخصم حتى يسمح للبنوك بخصم ما لديها من أوراق تجارية أو الاقتراض للتوسع في منح
الائتمان ،فيقدم املستثمرون على البنوك التجارية للحصول على التمويل بتكلفة منخفضة عندما يكون
سعر الخصم أقل بكثير من سعر الفائدة السوقي ،فهناك حافز كبير للبنوك للحصول على القروض
املخصومة بسعر خصم منخفض وإعادة استخدام حصيلة القروض في شراء سندات بسعر أعلى ،لذلك
يقوم البنك املركزي بوضع قواعد للحد من عدد املرات التي تلجأ فيها البنوك التجارية إلى البنك املركزي
املخصومة1. للحصول على القروض
تعد سياسة إعادة الخصم أداة غير فعالة في حالة الكساد منه في حالة التضخم حيث يؤدي
الكساد إلى زعزعة ثقة رجال ألاعمال في الاستثمار حتى وان أصبح سعر الفائدة صفر إن لم يتوفر الدافع
إلى الاستثمار أي الربح ،لذا غدت هذه ألاداة مؤشرا أمام البنوك اتجاه السلطات النقدية فيما يتعلق
بسياسة الائتمان ،2خاصة في ظل تدهور أهمية الكمبياالت كوسيلة لتمويل التجارة لزيادة سلطة الدولة
على السوق النقدية من خالل إلافراط في إصدار أذونات الخزينة مما أدى إلى إضعاف دور البنوك
املركزية ،باإلضافة إلى استخدام وسائل حديثة وأكثر فعالية كالسياسة السوق املفتوحة والاحتياطي
إلالزامي3.
-2-1-1سياسة السوق املفتوحة :تتمثل هذه ألاداة في قيام البنك املركزي بشراء (طلب) أو بيع (عرض)
بعض ألاصول التي يملكها مثل أذونات الخزينة أو السندات الحكومية وألاوراق املالية والتجارية بهدف
تحويلها إلى أصول نقدية وامتصاص السيولة أو ضخها ،وبالتالي زيادة املعروض النقدي أو تقليصه بهدف
الدفع4. التأثير في سوق النقد مباشرة ومن ثم التأثير على قدرة البنوك التجارية في التأثير بكمية وسائل
حيث تحدث هذه السياسة أثرا مباشرا على كمية الاحتياطات النقدية املوجودة لدى البنوك
يلي5: التجارية وسعر الفائدة من خالل ما
في حالة الركود يقوم البنك املركزي بشراء كمية من ألاوراق املالية ،ويدفع مقابلها نقدا للبنوك
التجارية فترتفع الاحتياطات النقدية لها وبالتالي تستطيع أن تقوم بعمليات إلاقراض مما يؤدي إلى
1بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظرات والسياسات النقدية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،0221 ،ص.002 :
2املرجع السابق ،ص ص.009-001 :
3لحلو موس ى بوخاري ،مرجع سابق ،ص.60 :
4السيد متولي عبد القادر ،مرجع سابق ،ص.052 :
5صالح مفتاح ،مرجع سابق ،ص.090 :
84
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
انخفاض سعر الفائدة نتيجة زيادة الطلب على ألاوراق املالية ،كما أن زيادة العرض النقدي تؤدي إلى
انخفاض أسعار الفائدة مما يرفع من حجم الاستثمار والدخل والعمالة .أما في حالة التضخم فإن البنك
املركزي يعمل على الحد من الائتمان وامتصاص العرض النقدي الفائض ،وذلك بإتباع سياسة
انكماشية ويدخل هذا ألاخير إلى السوق بائعا لألوراق املالية للبنوك التجارية التي تدفع ثمنها نقدا فتقل
الاحتياطات النقدية لديها وتنخفض قدرتها على منح الائتمان مما يقلل في ألاخير من حجم الاستثمار
والدخل والعمالة ،فتنخفض أسعار السندات ويرتفع سعر الفائدة ،وتعتبر سياسة السوق املفتوحة
فعالة مقارنة بسياسة سعر الخصم نظرا ملا تتمتع به من خصائص منها:
-أن عمليات السوق املفتوحة تكون بيد البنك املركزي للسيطرة على الائتمان كما أن املبادرة
للدخول في السوق املفتوحة بيعا أو شراء تعود للبنك املركزي.
-يستطيع البنك املركزي القيام بعملة شراء ألاوراق املالية ويتبعها بعملية البيع خالل فترة قصيرة
باإلضافة إلى القيام بعملية إعادة الشراء وهذا ما يجعله يتمتع بمرونة كبيرة للتحكم في الائتمان،
وبالتالي التحكم في املعروض النقدي في فترة قصيرة.
إال أن نجاح سياسة السوق املفتوحة يتوقف على مدى وجود أوراق مالية كافية في السوق تسمح
للبنك املركزي بالتأثير على السوق في حالة البيع أو الشراء ،وفي حالة الانكماش قد ال يتحقق الهدف من
ذلك عندما يدخل البنك املركزي مشتريا للسندات وترتفع الاحتياطات النقدية للبنوك التجارية وتزداد
مقدرتها إلاقراضية ،ومع ذلك فإن الطلب على القروض قد ال يكون كبيرا للخروج من ظروف الانكماش
بسبب حالة التشاؤم التي تسود بين رجال ألاعمال ،كما أن انخفاض أسعار الفائدة ال يعتبر عامال محفزا
على الاستثمار عندما تكون معدالت ألارباح منخفضة باإلضافة إلى أن تطبيق هذه ألاداة يتطلب توفر
التنمية1. أسواق مالية واسعة ومنظمة خاصة في الدول التي تسعى إلى
-3-1-1سياسة تعديل نسبة الاحتياطي إلاجباري :هي إلزام أو إجبار البنوك باالحتفاظ بنسبة معينة
من التزاماتها الحاضرة على شكل رصيد دائن لدى البنك املركزي ،ويمكن للبنك املركزي أن يقوم بتغيير
هذه النسبة بقرار منه عند اللزوم ،2وفي الوقع فإن قدرة البنك املركزي على التأثير في املصارف التجارية
تعتمد على حاجة هذه ألاخيرة للتزود بالسيولة (إعادة التمويل) فكلما كانت حاجتها إلى إعادة التمويل
كبيرة كلما زادت تبعيتها والعكس صحيح ،ولهذا وجدت البنوك املركزية أنه من الضروري إلحكام
سيطرتها على حجم الائتمان الذي تمنحه البنوك التجارية أن تحد من استقالليتها عن طريق خلق تسرب
88
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
في احتياطاتها النقدية يسمى أو يعرف بمتطلبات الاحتياطي النقدي القانوني وتستخدم البنوك املركزية
هذه ألاداة بغرض تحقيق أهداف السياسة النقدية من جهة ولحماية البنوك التجارية من جهة أخرى،
وذلك بوضع نسبة من الودائع كاحتياطي لديها حتى ال تتوسع بدرجة كبيرة في الائتمان مما يؤثر على
حجم السيولة لديها كما يقوم البنك املركزي بتوظيف وتعديل معدل الاحتياطي إلالزامي لعالج املشاكل
الاقتصادية.
في حالة الكساد يقوم البنك املركزي بتخفيض معدل الاحتياطي إلالزامي فتزداد الاحتياطات
املتوفرة لدى البنوك التجارية ومن ثم تزداد إمكانياتها على منح الائتمان ،أما في حالة التضخم فإنه
يقوم برفع معدل الاحتياطي إلالزامي وتنخفض الاحتياطات التي بحوزة البنوك التجارية مما يعني
ألاسعار1. انخفاض قدرتها على منح الائتمان ،ويقل حجم الائتمان ومعدل التوظيف ،والطلب فتنخفض
تعتبر هذه ألاداة من السياسات الناجحة في فترات التضخم باعتبار أن البنوك التجارية ال تجد
وسيلة لالستجابة لتعليمات البنك املركزي في املهلة املحددة لرفع الاحتياطي النقدي إال عن طريق خفض
القروض وحجم الاستثمار ،والودائع ،وعلى العكس في حالة الكساد ألن قدرة البنوك على خلق ائتمان
وزيادة حجم القروض ال يقابله طلب على هذه القروض من طرف ألافراد واملؤسسات نظرا النتشار
الكساد .وفي املقابل ال تعتبر هذه ألاداة مرنة ألنها تعامل البنوك الصغيرة والكبيرة على حد سواء وكذا
البنوك التي لديها احتياطات ،ورغم ذلك تبقى هذه ألاداة أكثر فعالية وأقل تكلفة مقارنة باألداتين
السابقتين للسياسة النقدية (سعر الخصم والسوق املفتوحة) خاصة في الدول النامية التي ال تتوفر
واسعة2. على أسواق مالية ونقدية
-2-1ألادوات الكيفية (املباشرة ) للسياسة النقدية:
يقصد باألدوات النوعية ألاساليب املباشرة التي يستخدمها املصرف املركزي بهدف التأثير على
نوعية الائتمان وتوجيهه لتحقيق أغراض اقتصادية معينة ،وعادة ما تستخدم ألادوات النوعية في الدول
النامية بشكل أكبر مقارنة بالدول املتقدمة لغياب فعالية آلية السوق في تلك الدول ولعجز بعض
كامل3. القطاعات الاقتصادية فيها بشكل
1زكريا الدوري ،يسرى السامرائي ،البنوك املركزية والسياسة النقدية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،الاردن ،0221 ،ص:
.000
2صالح مفتاح ،مرجع سابق ،ص ص.099-091 :
3أكرم حداد ،مشهور هذلول ،مرجع سابق ،ص.052 :
999
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-1-2-1سياسة تأطير القروض :تسعى هذه ألاداة إلى تحديد أو الحد من نمو املصدر ألاساس ي لخلق
النقود بشكل قانوني وهو القروض املمنوحة من طرف البنوك واملؤسسات املالية ،كما تعني أيضا
تخصيص الائتمان.
ففي حالة التضخم يقوم البنك املركزي بوضع سياسة تأطير القروض بهدف منح الائتمان حسب
القطاعات ذات ألاولوية التي لم تكن سببا في إحداث التضخم ،باإلضافة إلى تقييد الائتمان تجاه البعض
ألاخر الذي يكون سببا في التضخم ،ويمكن أن تكون هذه السياسة مرتبطة بمعيار أجل القروض فيقوم
البنك املركزي بتقييد بعض القروض القصيرة أو املتوسطة أو طويلة ألاجل ،أما عندما ينتشر التضخم
بحدة يقوم هذا ألاخير بصياغة سياسة تأطير قروض إجبارية بتحديد الحد ألاقص ى للقروض املمنوحة
من طرف البنوك التجارية أو تحديد معدل نمو القروض ،واستخدم هذا ألاسلوب كأداة للسياسة
النقدية باعتباره إجراء مضادا للتضخم ألول مرة سنة 0512في فرنسا ،وعادة ما تكون هذه السياسة
مرفقة ببرامج استقرار للكتلة النقدية كالتقليل من النفقات العمومية وتشجيع الادخار وإصدار السندات
الفائضة1. والقيام بكل الوسائل الكفيلة بتخفيض الكتلة النقدية
-2-2-1السياسة الانتقائية للقروض :للقيام بهذه السياسة يعمد البنك املركزي على استخدام أدوات
يلي2: انتقائية للسيطرة على القروض املوزعة من طرف البنوك وتتمثل أدوات هذه السياسة فيما
-تسديد خزينة الدولة لجزء من الفوائد املتعلقة ببعض أنواع التمويالت املرتبطة بالتصدير،
السكن ،الزراعة ،حيث أن الجزء الذي تأخذه الخزينة على عاتقها يغطي الفارق بين معدل
الفائدة على القروض وتكلفة املوارد التي تمول القروض والذي قد يأخذ شكل إلاعانة املباشرة.
-إعادة خصم ألاوراق فوق مستوى السقوف ،عندما يشجع البنك املركزي بعض ألانشطة فإنه
يقوم بإعادة خصم الكمبياالت الخاصة بهذه القروض.
-فرض أسعار فائدة تفاضلية إلعادة الخصم بهدف التأثير على القروض املمنوحة لبعض ألانشطة
التي ترغب الدولة في تشجيعها وهذا تبعا للظروف الاقتصادية السائدة انكماشية أو تضخمية.
-سياسة التمييز في أسعار الفائدة ،حيث تعمل السلطات النقدية على تخفيض أسعار الفائدة على
التمويالت املقدمة في املجاالت التي تشجعها الدولة بهدف تقليل تكاليف إنتاج معين.
-وضع قيود على الائتمان الاستهالكي بهدف كبح الطلب على السلع ويستخدم هذا القيد لتقليل
التضخم في الاقتصاد.
999
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-تغيير الهامش الحدي على قروض ألاوراق املالية وذلك من خالل تعيين الهامش الذي على املشتري
دفعه للبنوك التجارية عندما يرغب في شراء ألاوراق املالية.
-اشتراط البنك املركزي الحصول على موافقة في منح القروض عندما تتجاوز القروض حدا معينا.
-متطلبات إلايداع املسبق مقابل الاستيراد ،حيث يشترط البنك املركزي الحصول على ترخيص
مسبق لالستيراد أو التحويل ألاجنبي ،بوضع إيداعات مسبقة من قبل املستوردين لديه وهي طريقة
لتقيد الاستيراد خالل فترة العجز في ميزان املدفوعات للبلد.
-3-2-1سياسة معدالت الفائدة :تهدف البنوك التجارية ألن تكون استثماراتها مربحة ولكي يتحقق ذلك
يجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار معدالت الفوائد املدفوعة من قبل الزبائن (املدينة) على القروض
املمنوحة بواسطة البنوك ومعدالت الفوائد الدائنة املدفوعة من قبل املصارف على الودائع ألجل،
باإلضافة إلى معدالت الفوائد على إعادة التمويل التي يفرضها البنك املركزي من خالل تدخالته املباشرة
أو غير املباشرة ،أو بمعنى أخر حتى تكون استثمارات البنوك التجارية مربحة يجب أن تتجاوز الفوائد
والعمالت املقبوضة الفوائد املدفوعة وتكلفة إعادة التمويل ومجموع التكاليف ألاخرى ،نجد أنه في
العديد من البلدان املتقدمة والنامية قد يتدخل البنك املركزي بفرض معدالت فوائد على القطاع
املصرفي وإذا كانت تترك الحرية في الغالب للمصارف لكي تحدد بنفسها معدالت الفائدة املدينة فإن
ي1. التأثير على هذه املعدالت ال يجري إال بشكل غير مباشر من خالل معدل الفائدة املصرفي ألاساس
تقوم املصارف في الدول املتقدمة بتحديد سعر فائدة منخفض من أجل تنشيط الاستثمارات،
لكن هذه السياسة تعد في بعض ألاحيان سببا في ظهور ضغوط تضخمية تؤدي إلى جمود اقتصادي
مثلما حصل في بداية الثمانينيات من القرن العشرين ،ألامر الذي استدعى اتخاذ إجراءات أخرى ملوجهة
التضخم عن طريق إقرار زيادات متتالية ملعدالت الفائدة الدائنة إال أن هناك صعوبة في التوفيق بين
معدالت فائدة تحقق التوازن بين النمو الاستثماري من ناحية وتفادي التضخم والكساد من ناحية
أخرى ،وهنا تكمن فعالية هذه السياسة التي يجب أن تراعي معطيات أخرى من بينها التعويض العادل
التضخم2. للمدخرين خاصة على املدى الطويل باإلضافة إلى ممارسة التأثير على إلاقراض بهدف كبح
-3-1ألادوات الحديثة للسياسة النقدية:
هي مجموعة من إلاجراءات املباشرة التي تسمى بأدوات الرقابة املباشرة ،وتتنوع هذه إلاجراءات
كالتدخل املباشر في أعمال البنوك التجارية وإلاقناع ألادبي ومن أهم هذه ألادوات املستخدمة ما يلي:
999
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
إلاقناع ألادبي :ويشير إلى قيام البنك املركزي بإقناع البنوك وتوجيه النصائح لها فيما يتعلق
بتوجهاتها الائتمانية من أجل الالتزام بالسياسة التي يرسمها ،خاصة فيما يتعلق بطريقة تصرف
البنوك باحتياطاتها وودائعها النقدية والتقليل من القروض املمنوحة لإلفراد في أوقات الكساد
التضخم1. لزيادة حجم إلانتاج الكلي وتحقيق العمالة وتضييق الائتمان في حالة
التوجيهات وألاوامر :يقوم البنك املركزي بإصدار تعليمات مباشرة موجهة إلى البنوك التجارية
واملؤسسات املالية لتوجيهها إلى السياسات املرغوبة من خالل حجم الائتمان وطبيعته ،مثل قيام
البنك املركزي باستخدام جزء من ألاصول املالية للبنوك التجارية في شراء السندات الحكومية
أو إقراضها ألصحاب املشاريع الاستثمارية طويلة ألاجل ،كما يقوم البنك املركزي بتحديد النسبة
التي يتعين على البنوك مراعاتها بين رأس املال والاحتياطي وجملة أصولها ،أو فرض حد أقص ى
معينة2. إلجمالي قروض البنوك واستثماراتها بالنسبة ألنواع
قيام البنك املركزي بعمليات التفتيش على عمليات البنوك التجارية بشكل دوري (شهري أو
سنوي أو نصف سنوي) :بهدف معرفة مدى تطبيق البنوك التجارية للتعليمات وألاوامر املوجهة
إليها من طرف البنك املركزي ،باإلضافة إلى تلقي البنك املركزي لتقارير عن أنشطة البنوك السنوية
لديها3. التي تبين حالة البنوك وسيولتها وحجم الودائع والقروض
قيام البنك املركزي بالتشاور مع البنوك التجارية :خصوصا عند صياغة السياسة إلاقراضية
أو الائتمانية للجهاز املصرفي وذلك بالتشاور مع مسؤولي البنوك وحضورهم اجتماعات البنك
لالجتماع4. املركزي التي يعقدها دوريا أو كلما دعت الحاجة
999
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-1-2قناة معدالت الفائدة :حسب النظرية الكينزية فإن قناة معدل الفائدة تعتبر القناة الرئيسية التي
ينتقل عبرها أثر السياسة النقدية إلى النمو ،حيث يؤدي انتهاج سياسة نقدية توسعية إلى خفض معدالت
الفائدة الحقيقية وهو ما يعمل على تحفيز الاستثمار الذي يدفع باتجاه نمو الناتج والتشغيل ،ويطبق
عمل السلطات النقدية مباشرة على املعدالت القصيرة وعلى سيولة البنوك واملؤسسات املالية ،وتكون
الاستثمارات مشروطة أكثر باملعدالت الطويلة ،ولكن هذا يخص الحد من ارتفاع ألاسعار الذي يتعلق
النقدية1. أكثر بالسياسة
-2-2قناة معدالت ألاسعار :القناة ألاخرى لتبليغ أثر السياسة النقدية تتعلق بمعدالت الصرف وأسعار
ألاصول املالية ،فبالنسبة ملعدالت الصرف فإنه من شأن تبني سياسة نقدية توسعية أن يؤثر على سعر
الصرف باتجاه الانخفاض وهو ما يؤدي إلى تشجيع الصادرات وتخفيض الواردات وبالتالي سيؤثر إيجابيا
الاقتصادي2. على ميزان املدفوعات وبدرجة أقل على النشاط
وتؤثر السياسة النقدية على الطلب الكلي في الاقتصاد من خالل قدرتها في املدى املتوسط والطويل
على تحديد القيمة الاسمية أو النقدية للسلع والخدمات ،حيث تؤثر على سبيل املثال أسعار الفائدة
الرسمية على أسعار ألاصول املالية من خالل تأثير التغير في سعر الخصم أو إعادة الشراء على أسعار
ألاوراق املالية الحكومية كاألذون والسندات وخاصة تلك املربوطة بأسعار فائدة طويلة ألاجل ،حيث
تنخفض القيمة السوقية للورقة املالية طويلة ألاجل نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة الرسمية والعكس
صحيح ،3ويوضح املخطط التالي آلية انتقال آثار هذه السياسة إلى القطاع الحقيقي عبر قناة أسعار
الفائدة.
شكل رقم ( :)60آلية انتقال آثار السياسة النقدية لالقتصاد الحقيقي من خالل أسعار الفائدة
املصدر :صندوق النقد العربي ،التقرير الاقتصادي العربي املوحد ،2611أبو ظبي ،إلامارات العربية املتحدة ،ص:
.002
998
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
مع هذا ،تتميز الاقتصاديات املتقدمة بالتأثير املباشر في املدى القصير للتغيرات في أسعار الفائدة
الرسمية على أسعار ألاصول املتمثلة أساسا في ألاوراق املالية غير أن طبيعة أسواق املالية العربية وهيكل
اقتصاداتها تحد من سرعة انتقال أثر استخدام أدوات السياسة النقدية على أسعار ألاصول ،كما أن
التغيرات في أسعار الفائدة الرسمية لم تسجل أثرا ملموسا على أسعار الصرف في الدول العربية نظرا
النتهاج العديد منها سياسة تثبيت عملتها مقابل الدوالر وقيام مجموعة أخرى بالتدخل في أسواق الصرف
املدفوعات1. للحفاظ عليه عند مستوى يحول دون حدوث خلل في ميزان
استكماال للتحليل السابق وفيما يخص قناة الاستثمار فإنها تستند إلى مؤشر ( )Tobinلالستثمار
أو ما يعرف بنظرية ( )Qوهي نظرية حركية في الاستثمار مبنية على أن الاستثمار يتوقف على نسبة القيمة
السوقية لألصل الرأسمالي إلى تكلفة إلاحالل ،وهي النسبة التي تسمى نسبة أو معامل ( )Qفإذا رمزنا إلى
M
=Q R
القيمة السوقية لألصل الرأسمالي ب ( )Mوإلى تكلفة إلاحالل بـ ( )Rفإن:
حيث أشار توبان ) (Tobinإلى أن املؤسسات يجب أن تستثمر ملا تكون ،Q>1فعندما تكون ()Q
مرتفعة فإن الاستثمار يكون قويا وبالعكس عندما تكون ( )Qمنخفضة فاملستثمرون لهم أفضلية لشراء
املؤسسات في السوق ،هذا يجعل الاستثمار يميل إلى الركود ويضعف النمو أو يكون سالبا ،والسياسة
النقدية تؤثر على املعامل ( )Qفعندما تكون هذه السياسة توسعية فإنها تسرع لألفراد التخلص من
النقود ومبادلتها بسلع ويكون عندها املعامل ( )Qمرتفعا ،أما السياسة النقدية التضييقية فهي تنتج
بالطبع أثرا معاكسا حيث يبيع ألاعوان الاقتصاديون ألاصول الحقيقية سعيا منهم للحصول أكثر على
( )Qمنخفضا2. النقود ويكون عندها املعامل
كما أن هناك مساهمة متميزة في هذا إلاطار لالقتصادي ( )Franco Modiglianiتخص أثر السياسة
النقدية من خالل أثر زيادة الثروة على الاستهالك ،حيث يرتبط املستوى الاستهالكي بحجم الادخار الذي
يتحدد بالدخل الحالي واملوارد املتحصل عليها مدى الحياة والتي تتكون أساسا من ألاسهم هذه ألاخيرة
يزداد الطلب عليها عند اتباع سياسة نقدية توسعية مما يرفع من أسعارها ويؤدي إلى زيادة ثروات
ألافراد والذين يرفعون من استهالكهم وبالتالي سيرتفع الطلب الكلي ويزداد إلانتاج.
-3-2قناة القرض :إن عدم الاتفاق الذي واجه القناة التقليدية لسعر الفائدة دفع نحو التركيز على قناة
الائتمان عبر آليتين هما:
998
املحور الرابع _____________________________________________________________________ السياسة النقدية
-1-3-2قناة إلاقراض املصرفي :حيث يرتبط حجم الائتمان الذي توزعه البنوك باتجاه السياسة
النقدية املطبقة فمن شأن زيادة العرض النقدي من خالل إتباع سياسة نقدية توسعية أن يشجع
البنوك على إلاقراض ويدفع إلى زيادة احتياطاتها مما يدفعها إلى إلاقراض أكثر بتأثير مضاعف القرض،
ومن جانب آخر فإن انخفاض معدالت الفائدة يقلل مشاكل الخطر املعنوي والانتقاء املوجه إلى تحريك
وترشيد القرض حسب املفهوم الذي قدمه كل من الاقتصاديين ) (Weyss & Stiglitzوالذي يشير إلى
أن البنوك توزع قروضا قليلة عندما ال ترغب املؤسسات والعائالت في الحصول عليها بالشروط املطبقة1.
-2-3-2قناة ميزانيات منشآت ألاعمال :يرجع أصل وجود هذه القناة إلى مشكل عدم تماثل املعلومات
في أسواق الائتمان ،حيث يؤدي انخفاض عرض النقود إلى خفض صافي قيمة املؤسسات وضماناتها
إضافة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة سيخفض التدفق النقدي لتلك الشركات ،مما يرفع من مخاطر
إقراضها وهو ما ال يحفز البنوك على منحها قروضا وخاصة الصغيرة منها ألامر الذي يحد من الاستثمار
ونمو الناتج2.
998
المحور الخامس :النظام المالي "األنظمة المصرفية
واألسواق المالية"
تمهيد
يعد النظام املصرفي واملالي جزءا أساسيا من البناء الاقتصادي السائد في أي دولة ويلعب دورا
أي من النظم الاقتصادية والاجتماعية ،هذا الدور وتلك ألاهمية يأخذها من خالل سعي
مهما في ظل ٍ
املجتمعات لتحقيق التنمية والرفاه ،فالوظيفة ألاساسية ألي نظام مالي هي إتاحة أكبر قدر من املرونة
وتوفير أنسب حجم من وسائل الدفع إلتمام مختلف الصفقات والعقود ودعم فرص الابتكار والتطوير
والتحديث.
نتناول في هذا املحور املفاهيم ألاساسية للنظام املالي ومكوناته ،وإجماال فإن ألانظمة املالية تقسم
إلى قسمين رئيسيين يضم كل منهما مجموعة من املؤسسات التي تؤدي أدوارا مختلفة في الربط بين
وحدات الفائض املالي ووحدات العجز املالي وهما النظام املصرفي من جهة وألاسواق املالية من جهة
أخرى ،وتبعا لهذا التقسيم تتعدد أنواع النظم املالية املترتبة على ذلك ،وهو ما سيتم التطرق له الحقا
بالتفصيل في املحور املوالي.
801
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
إذن باإلمكان تعريف النظام املالي على أنه مجموع الترتيبات املؤسساتية والقانونية التي تتحكم
وتؤثر في تدفق ألاموال في الاقتصاد بواسطة مختلف ألادوات املالية التي تحوزها مؤسساته وأسواقه،
وهي ألاركان الثالث الرئيسية في أي تعريف لهذا النظام.
801
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
لعدد من دول آسيا والتي سبقتها معدالت ادخار عالية بلغت في الصين على سبيل املثال أكثر من %02
1.0222-2111 من حجم الناتج املحلي إلاجمالي للفترة
-2-2تشجيع الاستثمار :يعد الاستثمار املحرك الرئيس ي للفعاليات الاقتصادية وللنمو الاقتصادي فقد
عده الكالسيك ألاساس في رفع معدل تراكم رأس املال واملحور ألاساس ي للنمو الاقتصادي ،كما يعد من
وجهة النظر الكينزية مؤثرا رئيسيا في تحديد الطلب الكلي الفعال ومن ثم معدل النمو الاقتصادي ،في
حين اعتبره كل من ( )Harrodو( )Domarالسبب الرئيس ي للنمو في ألاجل الطويل ،ويعتبر توفير التمويل
الالزم للمشاريع الاستثمارية من بين الوظائف الرئيسية التي تقدمها مؤسسات النظام املالي املختلفة
سواء تم ذلك من خالل مؤسسات الوساطة املالية عبر ما يعرف بالتمويل غير املباشر أو من خالل
ألاسواق املالية عبر قناة التمويل املباشر ،وتعمل هذه املؤسسات على تقديم أنواع متعددة من التمويل
من حيث الطبيعة والغرض وفترات الاستحقاق تراعي الخصوصية املالية والاقتصادية للمشاريع املمولة،
وبهذا فإن الائتمان املقدم للوحدات الاقتصادية يساهم في رفع حجم الاستثمار إلاجمالي مما ينعكس
إيجابا على النمو الاقتصادي.
-3-2جمع ونقل املعلومات :تستفيد املؤسسات املالية من مزايا اقتصاديات الحجم فيما يخص
تخفيض تكاليف الحصول على املعلومات املتعلقة باملشاريع الاستثمارية املختلفة ،كما تتمتع هذه
املؤسسات املالية بمقدرتها الكبيرة على تجميع وتحليل هذه املعلومات والحكم على املراكز املالية لوحدات
العجز وهو ما ال يتوفر لغيرها في هذا املجال ،2أو من خالل لجوئها إلى املختصين في ميدان التحليل املالي
حيث تكون تكلفة استخدامهم منخفضة جدا ألنها تتوزع على عدد كبير من العمليات ،3والبنوك بجمعها
للمعلومات فإنها ترجح كفة املشاريع ألاجدى اقتصاديا ألامر الذي يحد من حجم املخاطر ويشجع الابتكار
التقني ،4كما يساعد ذلك على اتخاذ القرار املالي ألامثل لطالبي ألاموال ولعارضيها وكذا الابتعاد عن
التوظيفات ضعيفة املردود وعالية املخاطر مما يساعد على انسياب املوارد املالية بكفاءة أكبر نحو أفضل
الفرص الاستثمارية ،وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تحسين حجم ونوعية الاستثمارات وتطوير توزيع رأس
املال ويدفع إلى رفع معدالت النمو الاقتصادي.
1عبد الرحمان بن سانية ،الانطالق الاقتصادي بالدول النامية في ظل التجربة الصينية ،أطروحة دكتوراه في العلوم الاقتصادية،
تخصص اقتصاد التنمية ،كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ،0222/0220 ،ص.060 :
2سعيد عبد الحميد مطاوع ،مرجع سابق ،ص.21 :
3صبح محمود ،الابتكارات املالية :املؤسسات وألاوراق املالية الغائبة عن السوق املالي املصري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر،
،2111ص ص.22-22 :
4وليد عبد مواله ،دور القطاع التمويلي في التنمية ،جسر التنمية ،املعهد العربي للتخطيط ،الكويت ،العدد ،58السنة الثامنة ،يوليو
،0221ص.2 :
880
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
أيضا فإن وجود سوق مالية متطورة سيعمل على توفير وسائل أفضل للمعلومات والرصد مما
الرأسمالية1. يزيد من ثقة املستثمرين ويقلل من التكلفة
وباإلضافة إلى الدور السابق في تجميع املعلومات فإن الدور الثاني الذي يقوم به النظام املالي هو
نقل املعلومات وهي الوظيفة التي تضطلع بها ألاسواق املالية على وجه الخصوص وهذا بإدخال هذه
املعلومات في أسعار أسهم وسندات وباقي ألاصول املالية للمؤسسات ،حيث يستفيد املدخرون
واملستثمرون من املعلومات من خالل النظر إلى عوائد ألاصل محل الاهتمام ،ويمثل إدخال املعلومات
التي تؤدي عملها بكفاءة2. املتاحة في عوائد ألاصول أو الاستثمارات املالية الظاهرة املميزة لألسواق املالية
-4-2إدارة وتوزيع املخاطر :كما ينقل النظام املالي ألاموال فإنه يقوم أيضا بنقل املخاطر ،فشركات
التأمين على سبيل املثال هي وسيط مالي متخصص في تحويل املخاطر ،وفي غالب ألاحيان فإن ألاموال
املالي3. واملخاطر يتصالن ببعضهما البعض وهما عنصران متالزمان ينتقالن في نفس الوقت في النظام
وللنظام املالي املتطور دور مهما في التقليل من مخاطر النشاط الاقتصادي ليس من خالل نشاط
قطاع التأمين فحسب ولكن كذلك من خالل توفير املعلومات واملعرفة املتخصصة وتقليل كلفة البحث
وتقييم املنشآت واملدراء وظروف السوق إلى جانب تقليل املخاطر من خالل املقدرة على تنويع
الاستثمارات4.
إن عوائد الاستثمار تنطوي على نوعين من املخاطر ،ينجم ألاول عن نقص املعلومات التقنية
والثاني يرتبط باملخاطر املستقبلية للطلب على إلانتاج ،حيث لهذه املخاطر تأثير واضح على كفاءة
تخصيص املوارد ،ويعمل الوسطاء املاليون على تنويع حافظاتهم املالية وفقا العتبارات العائد والسيولة
واملخاطرة بما يخفض من قيمة املخاطر املجمعة قياسا إلى ما تمثله مخاطر مشروع منفرد على مدخر
أو مستثمر واحد ،5فتنويع هذه املحفظة يجعل من التقلبات الحادة في قيمتها تنخفض ،على اعتبار أن
الطريقة6. عوائد الاستثمار داخل املحفظة ال تتغير بنفس
1روبيرتو زاهلر ،التطور املالي في شيلي ،الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي ،معهد السياسات الاقتصادية ،صندوق
النقد العربي ،أبو ظبي 5-7 ،ديسمبر ،0222ص.206 :
2صبح محمود ،مرجع سابق ،ص ص.22-22 :
3املرجع السابق ،ص ص.22-22 :
4زياد فريز ،التطور املالي والنمو الاقتصادي :حالة ألاردن ،الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي ،مرجع سابق ،ص:
.001
5شذا جمال الخطيب ،العوملة املالية ومستقبل ألاسواق العربية لرأس املال ،مؤسسة طابا ،مصر ،0220 ،ص.22 :
6صبح محمود ،مرجع سابق ،ص ص.22-22:
888
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
ومن جانب آخر يوفر السوق املالي املتطور مزيدا من السيولة ومن عرض ألاموال املتاحة لالستثمار
ومزيدا من خيارات التنويع أمام املستثمرين الذين يكون باستطاعتهم تنويع عنصر املجازفة مع زيادة
املختلفة1. توفر ألادوات املالية
-5-2تعزيز الرقابة والحوكمة :من خالل وظائف القطاع املالي في جمع املعلومات وإدارة املخاطر وتنويعها
فإنه يتيح رقابة فعالة على املقترضين والشركات ،2فالتقييم شبه املتواصل للشركات استنادا إلى كل
املعلومات املتوفرة يساند كفاءة تخصيص رأس املال ،كما أن البورصات السائلة تتيح شراء الشركات
املديرين3. غير الكفؤة من قبل شركات أخرى ألامر الذي يدعم الكفاءة من خالل فرض الانضباط على
كما تستطيع البورصات تحسين إدارة وضبط الشركات من خالل تمكين أصحابها من ربط رواتب
املديرين بقيمة الشركة مما يخفف من مشاكل الوكالة ( ،)Agency Problemوهذا من خالل إدخال
املديرين4. التوازن بين حوافز ومصالح
-6-2توفير السيولة وخفض تكاليف املعامالت :يهتم املستثمرون بشكل كبير بسيولة استثماراتهم املالية
التي تعني قدرة ألاصل على التحول بسرعة وبأقل تكلفة إلى نقد وهذا من أجل الاستجابة بسرعة إلى
الفرص الجديدة أو ألاحداث غير املتوقعة ،حيث يوفر النظام املالي من خالل مؤسساته وأسواقه املالية
نظاما للمتاجرة يجعل من ألاصول املالية أكثر سيولة ،فالقدرة على تحويل ألاصول املالية منخفضة
السيولة إلى حقوق سائلة على النحو الذي يالئم رغبات املدخر يعد أحد معايير الكفاءة للنظام املالي،5
وفي هذا السياق فإن سيولة سوق ألاوراق املالية توفر فرصا مميزة تقابل رغبات مختلف ألاطراف
املتعاملة في هذه السوق ،وتوفق بين متطلبات التمويل طويل ألاجل لالستثمارات وعدم رغبة املستثمرين
أو تخوفهم من التخلي عن مدخراتهم لفترة طويلة ألامر الذي يجعل الاستثمار أقل مخاطرة وأكثر جاذبية.
كما أن وجود أسواق مالية متطورة بأدائها وأدواتها قادرة على الاستجابة السريعة ملتطلبات
الاقتصاد من السيولة بالحجم والوقت املالئمين بات ضرورة حتمية ملواجهة املتغيرات املحلية والدولية،
كما أن اللجوء إليها بدال عن الجهاز املصرفي لن يؤدي إلى زيادة الكتلة النقدية (بما قد يؤدي إلى تضخم
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
غير مرغوب أو ضغط على ميزان املدفوعات) وإنما إلى إعادة توزيعها ،كما يحافظ على الطاقة الاقتراضية
الحاجة1. للمنشأة التجارية عند
من جهة أخرى يؤدي تطور القطاع املالي إلى تقليل تكاليف معامالت الادخار والاستثمار وتكاليف
الاختيار املعاكس وألاخطار املعنوية للشركات وهو ما يخفض التكلفة الرأسمالية الكلية للشركات والتكلفة
النسبية لرأس املال الخارجي مما يزيد من إمكانية إقامتها ملشاريع مربحة ،2كما يؤدي خفض تكاليف
املعامالت وتسهيل تعبئة املدخرات إلى تشجيع التخصص والابتكار التقني ألامر الذي يقود إلى زيادة
إلانتاجية وتحسين استخدام املوارد وبالنتيجة يسمح بتعزيز النمو الاقتصادي ،ومن شأن دور النظام
املالي في خفض تكلفة املعامالت أن يساهم في تشجيع التبادل كون التخصص والتبادل التجاري يتطلبان
الذاتي3. معامالت اقتصادية أكثر مما تتطلبه نفس العمليات في إطار بيئة الاكتفاء
املصارف بدورها تستطيع التوسط بكلفة أقل من خالل تجميع كافة مطلوباتها وكافة أصولها
واستغالل وفورات الحجم والنطاق ،فمن شأن تجميع موارد املقرضين أن يسمح للمصارف بتمويل
املشاريع ذات العائد املرتفع بالجملة وبالتالي تجاوز مشكل عدم قابلية التجزئة ،باإلضافة إلى حماية
املصارف من مخاطر السيولة والسماح لها بتوفير ألاصول ذات آلاجال القصيرة وكذا الاستفادة من مبدأ
ألاعداد الكبيرة إلصدار خصومات سائلة ،وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بنسبة قليلة من هذه املوارد في
صورة أصول سائلة واستثمار الباقي في املشاريع املنتجة ،أما تجميع ألاصول فإنه يوفر للبنوك مزايا
التنويع التي توفر للمصارف حماية من املخاطر الخصوصية وينحصر انكشافها في تعرضها فقط للمخاطر
النظامية ،وعليه فإن من شأن ما سبق أن يخفف تكاليف املتابعة املتوجبة على مقرض ي تلك املصارف
أدنى4. وأن يسمح لها باستقطاب ألارصدة بأسعار فائدة
1عبد الحق بوعتروس ،إدارة وتنظيم بورصة القيم املنقولة ،مؤتمر ألاسواق املالية ودورها في جذب الاستثمارات ،كلية الاقتصاد ،جامعة
تشرين ،سوريا ،0222 ،ص.8 :
2روبيرتو زاهلر ،مرجع سابق ،ص.206 :
3وليد عبد مواله ،مرجع سابق ،ص.2 :
4بيتر ج مونتيل ،مرجع سابق ،ص.02 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
ويأخذ الجهاز املصرفي شكل هرم يقف في قمته البنك املركزي ،وفي طرفي قاعدته البنوك التجارية
واملؤسسات املصرفية الوسيطة ،ويعبر هذا الجهاز عن مؤسسات الجهاز املصرفي والقوانين وألانظمة
وظائفها4. التي تعمل في ظلها هذه املؤسسات من أجل أداء
1أسامة محمد الفولي ،مجدي محمود شهاب ،مبادئ النقود والبنوك ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،مصر ،2111 ،ص.285 :
2خبابة عبد هللا ،الاقتصاد املصرفي :البنوك إلالكترونية-البنوك التجارية-السياسة النقدية ،مؤسسة شباب الجامعة ،إلاسكندرية،
مصر ،0225 ،ص.271 :
3خالد علي الدليمي ،النقود واملصارف والنظرية النقدية ،دار ألانيس طباعة ونشر وتوزيع ،مصراته ،الجماهيرية الليبية ،2115 ،ص.81 :
4نعمة هللا نجيب ،محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،مقدمة اقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات النقدية ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،مصر ،0222 ،ص.206 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
-1-2البنك املركزي :يمثل املصرف املركزي أهم مؤسسة تشرف على شؤون النقد والائتمان في العصر
الحاضر ،فهو يأتي على رأس النظام املصرفي وهو يتمتع بالسيادة والاستقاللية وتعتبر نشاطاته ذات
أهمية بالغة ،وتعتبر املصارف املركزية أحدث صورة لتطور الجهاز املصرفي ،فقد نشأت هذه املصارف
كمرحلة أخيرة من مراحل تطور الفن املصرفي ولهذا فقد ظهرت متأخرة نسبيا مقارنة بظهور املصارف
التجارية.
ويالحظ عند تتبع مراحل نشأة البنوك املركزية أنها غالبا ما تنشأ كبنك تجاري هام تمنحه
الحكومات سلطات إلاصدار ،ورغم أن مصرف السويد الذي تأسس عام 2686يعد أول املصارف
املركزية وجودا ،فإن مصرف إنجلترا الذي تأسس عام 2610يعتبر أول مصرف إصدار يقوم بدور
املركزي1. املصرف
وخالل النصف الثاني من القرن التاسع عشر أخذت البنوك املركزية تنتشر في الدول ألاوروبية،
وبدأت تدريجيا تباشر وظيفتها الرئيسية في الرقابة على الائتمان من حيث كميته ونوعه وسعره ،ومع
القرن العشرين استقرت ألاوضاع تقريبا بالنسبة للبنوك املركزية حيث امتنع أغلبها تدريجيا عن القيام
وحدها2. باألعمال التجارية ،كما اقتصر حق إصدار البنكنوت على البنوك املركزية
أما فيما يخص مفهوم البنك املركزي فقد تعددت املفاهيم التي يقدمها الاقتصاديون للبنك
املركزي كون أي تعريف له يرتبط بوظائفه املتطورة ،وإجماال يمكن استخالص املفاهيم التالية" :البنك
املركزي هو تلك املؤسسة التي تشغل مكانا رئيسيا في سوق النقد وهو الذي يقف على قمة النظام
املصرفي ،ويهدف أساسا إلى خدمة الصالح الاقتصادي العام في ظل مختلف النظم النقدية
واملصرفية" ،3و"البنك املركزي يتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة ويستمد وجوده كمؤسسة عامة ويقوم
بجميع أعماله وفقا ألحكام القانون وله الحق في أن يمتلك ويتصرف في ممتلكاته وأن يتعاقد وأن يقيم
الدعاوي ،وتقام عليه باسمه ويكون له ختم خاص به ويعفى من كافة الضرائب والرسوم ،وأهداف
الاستقرار النقدي4". البنك املركزي هي الحفاظ على
خصائص البنك املركزي :للبنك املركزي مجموعة من الخصائص التي تعكس دوره وأهميته وهي
كاآلتي:
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
-2يقوم البنك املركزي بإصدار ما يعرف بالنقود القانونية "أي تحويل ألاصول الحقيقية إلى أصول
نقدية وتحويل ألاصول النقدية إلى أصول حقيقية " ،1وهكذا يتركز إلاصدار في يد بنك واحد تدعمه
الدولة فيضفي على هذه الهيئة قدرا كبيرا من الثقة.
-0النقود القانونية التي يصدرها البنك املركزي تختلف عن أنواع النقود ألاخرى (نقود الودائع) ،فهي
تتميز بخصائص معينة كونها نقود مقبولة عامة ولها قوة إبراء غير محدودة وتتميز بسيولتها التامة
عكس نقود الودائع التي تصدرها البنوك التجارية وبشكل متعدد.
-2ال توجد مصادر متعددة ومستقلة مصدرة للنقود بل هناك وحدة مركزية واحدة تشرف على
إلاصدار ،مع إمكان وجود فروع للبنك املركزي لتسهيل مهامه ولكي تكون أكثر دقة وتنظيما.
-0ال يتعامل البنك املركزي مباشرة مع ألافراد ،ويتم ذلك بشكل غير مباشر من خالل تعامله مع
البنوك التجارية والسوق النقدية واملالية ،فالبنك املركزي ال يقبل ودائع ألافراد في حين أن وظيفة
قبول الودائع تعد من أهم وظائف البنوك التجارية.
-8يختلف هدف البنك املركزي عن هدف البنوك التجارية أو املشروعات الخاصة من حيث تحقيق
الربح ،فيجب أن يكون هدفه تحقيق مصلحة الاقتصاد القومي من خالل تنظيم سير الائتمان
وكذلك إتباع السياسات النقدية ،وبالتالي فهو ال يضع ضمن أولوياته تحقيق الربح في تعامالته.
-6يمثل البنك املركزي مركز الصدارة وقمة الجهاز املصرفي ،وذلك لقدرته على إصدار النقود والرقابة
على أحوال الائتمان في البالد من خالل الرقابة على البنوك التجارية والتأثير في قدرتها على خلق
النقود ،وهناك عالقة وثيقة بين البنك املركزي والحكومة من حيث أنه املوجه العام لالقتصاد
وهو ما يعني ضرورة ملكية الدولة لهذا البنك ،كما يعد البنك املركزي مستشارها املالي ويطلق
عليه اسم بنك الدولة.
وظائف البنك املركزي :رغم أن النشاط الذي تقوم به البنوك املركزية يختلف باختالف طبيعة
الهيكل الائتماني لكل دولة وخصائص البنية الاقتصادية التي يزاول البنك نشاطه فيها ،فقد وجد أن
هناك قدرا من التماثل بين الوظائف ألاساسية التي تؤديها في مختلف الدول ،2وتتمثل الوظائف
ألاساسية للبنك املركزي فيما يلي:
1مصطفى رشدي شيحة ،الاقتصاد النقدي واملصرفي ،الدار الجامعية ،مصر ،2158 ،ط ،8ص.275 :
2عبد النعيم مبارك ،مبادئ علم الاقتصاد ،الدار الجامعية ،مصر ،2117 ،ص.002 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
البنك املركزي بنك إصدار" :إن عملية إصدار النقد الورقي هي إحدى الوظائف ألاساسية والهامة
للمصارف املركزية ،وتأتي أهمية هذه الوظيفة من الدور الذي تحتله النقود الورقية في حياة املجتمعات
الحاضر"1. في الوقت
ويوفر تركيز هذه الوظيفة في يد بنك واحد عاملي الثقة والاستقرار للنقود املصدرة ،غير أن سلطة
إلاصدار ليست مطلقة بل يجب توفر غطاء لها "أي الحصول على رصيد احتياطي للعملة قبل القيام
بعملية إلاصدار" ،2حيث ظهر عدد من نظم إلاصدار املختلفة والتي يمكن أن نميزها على النحو آلاتي:
–نظام الغطاء الذهبي الكامل –نظام إلاصدار الجزئي الوثيق –نظام غطاء الذهب النسبي– .نظام الحد
ألاقص ى لإلصدار –نظام إلاصدار الحر.
البنك املركزي بنك البنوك :يعتبر البنك املركزي ذو أهمية خاصة بالنسبة للبنوك التجارية فهو املقرض
ألاخير للنظام الائتماني ككل ،وفي إطار وظيفته كبنك للبنوك فهو يقوم بـ:
-الاحتفاظ باالحتياطات النقدية" :بمعنى أن البنوك ألاخرى تتعامل مع البنك املركزي بالضبط كما
يتعامل العمالء مع بنوكهم ،وعلى ذلك فهو يتلقى ودائع فوائض البنوك سواء تم ذلك بصفة
اختيارية أو إلزامية ،كما يقوم بإقراض البنوك حين تعوزها السيولة ملقابلة احتياجات العمالء
الائتمان"3. للسحب أو ألغراض
-إلاشراف على عمليات املقاصة :يلجأ بعض العمالء إلى تقديم شيكات مسحوبة على حسابات
جارية لدى بنوك أخرى وهذا لتحصيلها لدى بنكهم ،ويتم ذلك عن طريق قسم املقاصة بالبنك
املركزي ،حيث يقوم البنك املركزي بتسوية الفروقات بين املصارف املختلفة ،وبما أن البنوك
التجارية لديها احتياطات نقدية لدى البنك املركزي فهذا يسهل تسوية الحسابات في دفاتر البنك
املركزي وتكون الصورة واضحة على املبالغ املستحقة لكل بنك.
البنك املركزي بنك الحكومة ومستشارها املالي :تربط البنك املركزي بالحكومة في مختلف دول العالم
روابط وثيقة فهو مصرفها ومستشارها املالي ،بحيث يقدم لها خبرته فيما يتعلق باألمور النقدية واملالية،
كما تحتفظ الدولة بودائعها لدى البنك املركزي" ،ويتولى القيام باألعمال املصرفية الخاصة بالقطاع
الحكومي والقطاع العام ،كما أنه الجهة التي تودع لديها ألارصدة العامة والضرائب –إلايرادات العامة-
وغير ذلك ،كما أنه يمثل جهة إلاقراض التي يمكن للدولة أن تلجأ إليها للحصول على قروض وتسهيالت
1أحمد زهير شامية ،النقود واملصارف ،دار زهران للنشر ،ألاردن ،2112 ،ص.225 :
2ضياء مجيد املوسوي ،مرجع سابق ،ص082 :
للتعرف أكثر على هذه ألانظمة أنظر :إسماعيل محمد هاشم ،مرجع سابق ،ص ص.52-77 :
3أحمد صالح عطية ،محاسبة الاستثمار والتمويل في البنوك التجارية ،الدار الجامعية ،مصر ،0222/0220 ،ص.22 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
ائتمانية ملقابلة عجز املوازنة العامة"" ،1وكذلك يتولى البنك إضافة إلى وظيفة مصرف الحكومة مهمة
تقديم املشورة إلى الحكومة في الشؤون النقدية والائتمانية نظرا لعالقته الوثيقة مع البنوك التجارية
والائتمانية2". من ناحية ومن ناحية أخرى يستند إلى خبرته الطويلة في ألامور النقدية
البنك املركزي رقيبا على الائتمان" :إن وظيفة املصرف املركزي في الرقابة على الائتمان تعتبر من
الوظائف املهمة جدا وذلك في مختلف البلدان الرأسمالية والبلدان ذات الاقتصاد املختلط ،وأهمية
هذه الرقابة تأتي للصلة الوثيقة بسن حجم الائتمان ،حيث يرتبط بهذا الحجم وسـائل الدفع ،وأثر هذا
على مستويات ألاسعار" ،3وهي وظيفة ترتبط بتحقيق الاستقرار في أسواق املال والنقد ،وهو السبيل
لتحقيق الاستقرار النسبي لالقتصاد القومي ،وتصنف وسائل البنك املركزي في الرقابة على الائتمان إلى
ثالثة أنواع هي:
-الرقابة الكمية :هذا النوع من الرقابة يهدف إلى التأثير في حجم الائتمان (كميته) وال شأن لهذه
الرقابة بنوعية الائتمان ،وسبل تنفيذ هذا التأثير سبل غير مباشرة.
-الرقابة الكيفية :تهدف الرقابة الكيفية إلى توجيه الائتمان إلى وجوه الاستعمال املرغوب فيها وذلك
بالتمييز في السعر أو في مدى توافر الائتمان.
-الرقابة املباشرة" :تنصب هذه الرقابة على الجانب الكمي والكيفي لعملية الائتمان ،ويقصد بذلك
ما يباشره البنك املركزي تجاه البنوك التجارية من إقناع أدبي لكي تتصرف باالتجاه الذي يرغبه4".
-2-2البنوك التجارية :تعد البنوك التجارية أحد أهم ركائز التقدم الاقتصادي ،فهي تسهم في تمويل
املشاريع الاستثمارية واشباع الحاجات املتعددة للعمالء سواء أفراد أو مؤسسات ،كما تساهم في توسيع
حجم السوق من خالل تيسير وتنشيط املعامالت املالية والتجارية.
تعريف البنوك التجارية :يعرف البنك التجاري على أنه "مؤسسة تعمل في السوق النقدية وتطلع
أساسا بتلقي الودائع القابلة للسحب لدى الاطالع أو بعد أجل" ،5وقبول البنوك التجارية للودائع أدى
إلى تسميتها أحيانا ببنوك الودائع ملا تتميز به عن املصارف ألاخرى من قبول الودائع تحت الطلب
1أحمد فريد مصطفى ،سهير محمد السيد حسن ،النقود والتوازن النقدي ،مؤسسة شباب الجامعة ،إلاسكندرية ،مصر ،0222 ،ص:
.011
2محمد مروان السمان ،محمد ظافر محبك ،أحمد زهير شامية ،مبادئ التحليل الاقتصادي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،ألاردن،2115 ،
ص ص.082-080 :
3خالد علي الدليمي ،مرجع سابق ،ص.222 :
4محمد أحمد الراز ،محاضرات في النقود والبنوك ،مكتبة القاهرة الحديثة ،مصر ،2170 ،ص.08 :
5مروان عطون ،املؤسسات النقدية ،املطبوعات الجامعية ،جامعة قسنطينة ،الجزائر ،2150 ،ص.86 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
والحسابات الجارية وينتج عنه ما يسمى خلق النقود ،1كما يمكن النظر إلى الجانب آلاخر لهذه البنوك
والذي يتمثل في استخداماتها ،حيث أنها تعرف كذلك بعبـارة بنـوك قرض بما أن وظيـفتها هي تعبئة ادخار
قصير2. املودعيـن تحت صيـغة الودائع تحت النظر وإعادة تدويرها عن طريق القرض ألجل
ويمكن القول بصفة عامة أن النظم املصرفية في البالد ألاوروبية قد تأثرت في وظائفها إلى حد ما
باختالف مراحل تطورها الاقتصادي ،إال أن هذا الاختالف بدأ بالزوال مع ظهور مفهوم البنوك الشاملة.
خصائص البنوك التجارية :للبنوك التجارية مجموعة من الخصائص التي تميزها عن بقية البنوك
واملؤسسات املالية ألاخرى ،ونورد أهم العناصر التي تصنع هذا الفرق فيما يلي:
مبدأ التدرج :حيث تتواجد البنوك التجارية في الدرجة الثانية من الترتيب الرأس ي للجهاز املصرفي،
وهذا بعد البنك املركزي الذي يعتبر في قمة هذا الترتيب ويباشر رقابته عليها بوسائل مختلفة.
رأينا فيما سبق أن لكل دولة بنك مركزي واحد وهو ما يمثل التطبيق الصحيح ملبدأ "وحدة بنك"،
غير أن البنوك التجارية تتعدد وتتنوع وتنتشر عبر العديد من املناطق وحتى خارج الدولة ألام وال
يحدها في ذلك غير حجم السوق وفرص الربح املتوقعة.
" تتميز املصارف التجارية بخاصية توليد ودائع جارية (تحت الطلب) جديدة من خالل عمليات
إلاقراض والاستثمار في ألاوراق املالية املختلفة ،والودائع الجارية الجديدة (املشتقة) تشكل نقود
لم تكن موجودة أصال وتستمد صفة النقود من كونها قابلة للسحب بصكوك" ،3وتتعدد املصادر
بالنسبة لهذه النقود باختالف البنك التجاري كما تتباين أشكالها ،أما النقود القانونية التي
يصدرها البنك املركزي فهي ذات مصدر وحيد وشكل محدد لجميع وحداتها ،كما أنها متماثلة في
قيمتها "املطلقة" بصرف النظر عن اختالف الزمان واملكان.
تعد البنوك التجارية مشروعات رأسمالية هدفها ألاول هو تحقيق الربح ،وهي تسعى للتوسع وانتهاز
الفرص املتاحة أمامها لزيادة توظيفاتها بعكس ما يهدف إليه البنك املركزي من تحقيق للتوازن
ودعم لالستقرار املالي والاقتصادي.
-3-2البنوك املتخصصة :تعد البنوك املتخصصة من املؤسسات التي تضطلع بدور تنموي هام وأساس ي
في مجاالت متعددة ،وهي في ذلك تمارس نوعا من التخصص باتجاه قطاع اقتصادي معين تركز فيه
1زياد سليم رمضان ،إدارة ألاعمال املصرفية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،ألاردن ،2117،ط ،6ص.02 :
2
Pascal Gouchon, Vocabulaire d'actualité économique, Edition ellipses, Paris, 1994, P : 30.
3رضا صاحب أبو حمد آل علي ،إدارة املصارف "مدخل تحليلي كمي معاصر" ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ،ألاردن،0220 ،
ص.0 :
881
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
نشاطها التمويلي والخدمي بشكل احترافي يمكنها من دعم عملياته وأنشطته املختلفة ،في مسعى متكامل
للنهوض بمختلف القطاعات الاقتصادية والاستراتيجية منها خاصة.
تعريف البنوك املتخصصة :يعرف الباحثون والعاملون في املجال املالي واملصرفي البنوك
املتخصصة بأنها البنوك التي تقوم بالعمليات املصرفية التي تخدم نوعا معينا من النشاط الاقتصادي،
وفقا للقرارات الصادرة بتأسيسها ،والتي ال يكون قبول الودائع تحت الطلب من أوجه أنشطتها
ألاساسية1.
يتضح مما سبق أن البنوك املتخصصة هي مؤسسات بنكية تتوجه لخدمة وتمويل قطاع معين،
والتخصص املشار إليه مقصود بذاته بغرض حصر أنشطة هذه البنوك في مجال محدد دون غيره من
املجاالت.
وتأسيسا على املفهوم السابق أيضا ،تختلف طبيعة وآجال القروض والتسهيالت التي تمنحها
البنوك املتخصصة حسب النوع النشاط الذي يتم التعامل معه ،على سبيل املثال في بنوك التجارة
الخارجية قد يصل أجل القروض إلى ستة أشهر ،بينما يصل في البنك العقاري إلى ما يقرب من 22
سنة ،من ناحية ثانية تنحصر موارد البنوك املتخصصة في مصادر أخرى بخالف الودائع تشمل رأس
املال ،والاحتياطات ،والسندات ،والقروض املستثمرة من قبل البنوك التجارية ،ونتيجة لذلك ال تستطيع
تلك البنوك أن تنطلق بال حدود في أنشطتها ،حيث ترتبط في املقام ألاول بقدر املوارد املتاحة لديها
بعكس الحال بالنسبة للبنوك التجارية التي تتوافر لديها موارد طائلة نتيجة تلقيها الودائع ،ومن ثمة
مدى2. يمكنها الانطالق في أنشطتها إلى أبعد
بيد أن املتغيرات الراهنة في املجال املالي واملصرفي فتحت آفاقا واسعة أمام هذه املؤسسات
املتخصصة ،في مجال إتاحة املوارد املالية وإقراضها ،حيث أصبح بإمكانها الحصول على الودائع بشروط
معينة كما سمح توريق الديون والقروض لها أن تتوسع في أنشطتها وأعمالها.
خصائص البنوك املتخصصة :تتميز البنوك املتخصصة بمجموعة من الخصائص التي من خاللها
يتضح الفرق بينها وبين غيرها من املؤسسات املالية واملصرفية ألاخرى ،ورغم تعدد أنواع وأشكال هذه
آلاتية3: البنوك وتباين مجاالت عملها فإنها تشترك بصفة عامة في الخصائص
810
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
-ال تتلقى الودائع من ألافراد وإنما تعتمد على رؤوس أموالها وما تصدره من سندات تستحق الدفع
بعد آجال طويلة ،وما تعقده من قروض طويلة ألاجل تحصل عليها من البنك املركزي والبنوك
التجارية.
-قد يكون جانب من أهداف هذه البنوك قوميا اجتماعيا ،لذلك قد تساعدها الدولة وتمنحها
القروض بسعر فائدة مميز.
-ال يقتصر نشاط هذه البنوك على عمليات إلاقراض فقط ،بل قد تقوم باالستثمار املباشر إما عن
طريق إنشاء مشروعات جديدة ،أو املساهمة في رؤوس أموال املشروعات وتقديم الخبرات الفنية
واملشورة في مجال تخصص البنك.
ويمكن مالحظة هذه الخصائص والفروق من خالل دراسة ميزانية هذه البنوك ومقارنتها
بميزانيات البنوك ألاخرى كالبنوك التجارية مثال ،وهذا من جانب ألاصول والخصوم ،فالبنوك
املتخصصة تتميز بعدم تلقيها لودائع ألافراد إال أشكال محددة ومعينة ويكون اعتمادها بشكل رئيس ي
على رؤوس أموالها ومساهميها وما تصدره من سندات وإلاعانات التي تقدمها جهات أخرى كالدولة ،فيما
نجد أن البنوك التجارية تتلقى ودائع ألافراد والتي تشكل النسبة ألاكبر من مواردها فيما يشكل رأس
مالها بالنسبة ملجموع أصولها نسبة ضئيلة ،أيضا وفيما يخص الاستخدامات نجد أن البنوك املتخصصة
تدعم وتمول املشاريع التي تتسم بطول آجالها فيما تعتمد البنوك التجارية على ودائعها في تمويل
النشاطات التي تتميز بقصر آجال استحقاقها وهي عموما أنشطة تجارية بعكس البنوك املتخصصة والتي
تتوجه لدعم النشاطات التنموية بمختلف القطاعات.
أشكال البنوك املتخصصة ووظائفها :يتوقف نوع البنك وتخصصه على العالقة بين الودائع التي
تودع لديه وطريقة استثمارها ،وتختلف طريقة الاستخدام للموارد املالية للبنك في العمليات املصرفية
التجارية قصيرة ألاجل ومنح قروض متوسطة أو طويلة ألاجل ،واستثمارها في إنشاء املشروعات
1
الصناعية أو التجارية أو الاشتراك في إنشائها ،ولهذا نرى أنواعا متعددة من البنوك.
حيث تتعدد وتتنوع وظائف البنوك املتخصصة حسب املجال والنشاط الذي تخدمه ،كما يتعدد
ما تضعه من إمكانيات وأدوات لصالح عمالئها بهذه ألانشطة ،وفيما يلي استعراض ألهم أشكال هذه
البنوك ووظائف كل شكل منها:
1أحمد نور ،محاسبة املنشأة املالية-البنوك وشركات التأمين ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،2150 ،ص ص-22 :
.28
818
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
بنوك الاستثمار :من الصعب وضع تعريف محدد لبنوك الاستثمار وذلك بسبب تعدد ألانشطة التي
تضطلع بها في الوقت الحاضر ،فهي تسمى بنوك تجارة في إنجلترا " ،"Merchant Banksوفي الواليات
" Banques ،"Investmentوفي فرنسا بنوك أعمال "Banks املتحدة ألامريكية بنوك استثمار
1."d'Affaires
على أنه مهما اختلفت التسميات فإن الدور ألاساس ي لهذه البنوك هو إلاسهام في تمويل وإدارة
آلاتي2: الاستثمارات لتحقيق التنمية ،وعموما يمكن حصر أهم الوظائف التي تقوم بها تلك البنوك في
-التعرف على فرص الاستثمار ودراسة جدواها الاقتصادية ،ثم إلاشراف واملشـاركة في تأسيس
املشروعات الجديدة ،واتخاذ السبل الكافية للترويج لها ،وتدبير أوجه التمويل وكذا الكوادر إلادارية
الالزمة إلدارتها.
-تقديم املشورة الفنية ملشروعات الاستثمار القائمة ،وإصدار الاستشارات املالية في عمليات
الاندماج والسيطرة وإعادة تنظيم الشركات وإنشاء الشركات التابعة ،فضال عن تقديمها
لالستشارات القانونية في مجاالت إلاصدارات الجديدة وعمليات البورصة.
-تيسير عمليات التجارة الدولية من خالل تقديم بعض الخدمات الهامة في هذا املجال مثل قبول
ألاوراق التجارية الالزمة لتمويل عمليات التجارة الخارجية ،وممارسة عمليات التعزيز املصرفي،
وقبول ودفع قيمة السلع املستوردة للمشروعات الاستثمارية ،ومنح كفاالت إلافراج عن السفن.
-تقديم مجموعة من الخدمات الهامة في مجال سوق الصرف ألاجنبي ،مثل توفير العمالت ألاجنبية
بالكميات املطلوبة للعمالء.
وقد أدى الدور الهام الذي تلعبه بنوك الاستثمار إلى تحول بعضها لبنوك قابضة لعدد كبير من
الشركات التابعة والتي فضلت بدورها التعامل مصرفيا مع البنك ألام ،ألامر الذي أوجد نوعا من
التداخل في وظائف بنوك الاستثمار مع البنوك التجارية.
البنوك الصناعية :تعرف هذه البنوك على أنها "بنوك تهدف بصفة خاصة إلى تقديم العديد من
التسهيالت املباشرة وغير املباشرة إلى املنشآت الصناعية لفترات متوسطة وطويلة ألاجل ،كما تسهم في
إنشاء الشركات الصناعية ،وبذلك تخرج من مفهوم البنوك التجارية التي تعتمد على إلاقراض قصير
ألاجل3".
811
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
في1: بالتالي فمجال عمل هذه البنوك هو املجال الصناعي وبذلك تنحصر وظائفها
-تأمين املوارد الالزمة للعمليات الجارية في املشروعات الصناعية بما تنطوي عليه من مواد خام
وأجور وخالفه.
-تأمين املوارد الالزمة للعمليات الرأسمالية في املشروعات الصناعية كما في حالة التوسعات،
والتجديدات ،وإضافة خطوط إنتاجية جديدة.
-تأمين املوارد الالزمة لتأسيس وإنشاء املشروعات الصناعية الجديدة بما ينطوي عليه ذلك من
دراسات جدوى ومباني وآالت وتجهيزات وخالفه.
البنوك الزراعية :هي البنوك التي تقدم خدماتها إلى القطاع الزراعي عن طريق تمويل شراء البذور
والتقاوي وألاسمدة واملبيدات ،واستئجار آلاالت الزراعية واملساهمة في تنمية الثروة الحيوانية ،وبما أن
هذه الخدمات الزراعية تعتمد على دورات موسمية ،لذلك تكون فترات التمويل متوسطة ألاجل
لتشمل3: ومرتبطة باملواسم الزراعية" ،2وتمتد وظائف هذه البنوك
-تمويل العمليات الجارية للمشروعات الزراعية القائمة عن طريق منح السلف النقدية والعينية
للمزارعين لتولي أعباء إعداد وتمهيد ألارض للزراعة والتسميد والحصاد وتربية املواش ي والدواجن
واملناحل وغيرها.
-تمويل العمليات الرأسمالية للمشروعات الزراعية التي تقوم بزيادة طاقتها إلانتاجية عن طريق
إضافة مساحات جديدة أو شراء آالت زراعية جديدة أو إنشاء مناحل أو خطوط إنتاج وتسمين
دواجن وحيوانات.
-تمويل عمليات استصالح ألاراض ي الجديدة بما يحقق هدف التوسع ألافقي.
-تمويل عمليات التوسع الرأس ي لتحسين نوعية وإنتاجية املحاصيل الزراعية واملناحل وغيرها.
البنوك العقارية :هي البنوك التي تتعامل مع قطاع معين هو قطاع إلاسكان واملرافق والذي يحتاج إلى
توافر أموال كبيرة ومستعدة للتوظيف آلجال طويلة وبأسعار مناسبة تقابل طول مدة القرض واملخاطر
الادخار4. التي يتعرض لها
811
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
ويتحقق مردودان مصاحبان لنشاط هذا النوع من البنوك ،أحدهما مردود اقتصادي وآلاخر
مردود اجتماعي للدولة.
يتمثل املردود الاقتصادي في الدخل العائد على البنك املتمثل في الفرق بين أسعار بيع الوحدات
املبنية وتكاليف تشييدها ،ويتمثل املردود الاجتماعي في إسهام البنك في توفير عدد كبير من الوحدات
املبنية سواء ألغراض السكن أو ألغراض أخرى ،مما يلبي احتياجات قطاعات عديدة من ألافراد ذوي
املستويات الاقتصادية املتفاوتة ،ويتوفر لدى هذا النوع من البنوك املتخصصة أطقم من الخبراء
واملتخصصين في مجاالت ألانشطة العقارية بأنواعها بما فيها إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية
والفنية ،من ناحية ثانية تعد املخاطر التي تتعرض لها البنوك العقارية أقل بكثير من مخاطر البنوك
كافية1. الزراعية نتيجة حصول ألاولى على ضمانات عقارية
811
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
التي هي بحاجة إلى املصادر املالية التي تساعدها على الاستمرار في تأدية وظيفتها الاقتصادية وتعد منشآت
الاستثمارية1. ألاعمال ألاوسع طلبا لألموال بسبب طبيعتها
كما تعرف على أنها ذلك إلاطار الذي يجمع بائعي ألاوراق املالية بمشتريها بغض النظر عن الوسيلة
التي يتحقق بها أو املكان الذي يتم فيه ،ولكن بشرط توفر قنوات اتصال فعالة فيما بين املتعاملين في
فيها2. السوق تجعل ألاثمان السائدة في أي لحظة واحدة بالنسبة ألية ورقة مالية متداولة
1عبد النافع عبد هللا الزراري ،غازي فرح ،ألاسواق املالية ،دار وائل للنشر عمان ،0222 ،ص.21 :
2أنس البكري ،وليد الصافي ،ألاسواق املالية والدولية ،دار املستقبل للنشر والتوزيع ،عمان ،0221 ،ص.26 :
3حسين بني هاني ،ألاسواق املالية :طبيعتها ،تنظيمها ،أدواتها املشتقة ،دار الكندي ،عمان ،0220 ،ص.28 :
4عبد الغفار حنفي ،رسمية زكي قرياقص ،ألاسواق واملؤسسات املالية ،الدار الجامعية ،مصر ،0220 ،ص ص.000-002 :
5منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،منشأة املعارف ،إلاسكندرية ،0226 ،ص ص.222-221 :
811
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
وسمعة املقترض والسوق الثانوية التي يتم فيها تداول إلاصدارات السابقة بأسعار يحددها الطلب
والعرض1.
بدوره السوق الثانوي يمكن تقسيمه إلى :سوق ما بين البنوك ( )Marché Interbancaireوالذي
يتدخل فيه بشكل حصري البنك املركزي ،البنوك ،الخزينة العمومية ،ويمثل املفهوم الضيق للسوق
النقدي ،وسوق ألاصول املالية القابلة للتداول الذي يتم فيه تداول أوراق مالية قصيرة ألاجل وهو
مفتوح أمام كافة الوحدات (أفراد ،مؤسسات اقتصادية ،هيئات حكومية) ويمثل املفهوم الواسع لسوق
النقد ،والشكل املوالي يوضح أقسام السوق املالية:
شكل رقم ( :)90أقسام السوق املالية
األسواق المالية
املصدر :عباس كاظم الدعمي ،السياسات النقدية واملالية وأداء سوق ألاوراق املالية ،دار صفاء للنشر والتوزيع
عمان ،0222 ،ص.208 :
عموما فإن املؤسسات املالية تقسم وفقا لدليل إلاحصاءات النقدية واملالية الصادر عن صندوق
يلي2: النقد الدولي إلى وسطاء ماليين ومؤسسات مالية مساعدة حسب ما
1السيد متولي عبد القادر ،ألاسواق املالية والنقدية في عالم متغير ،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان ،0222 ،ص ص.10-12 :
2صندوق النقد الدولي ،دليل إلاحصاءات النقدية واملالية ،0222 ،ص ص.02-26 :
811
املحور الخامس _______________________________________ النظام املالي "ألانظمة املصرفية وألاسواق املالية"
الوسطاء املاليون :يشمل الوسطاء املاليون املؤسسات املالية التي تمارس نشاطا إنتاجيا من خالل
الحصول على أموال لحسابها الخاص ومن ثم إعادة توجيهها إلى املؤسسات التي هي بحاجة لهذه ألاموال
مقابل امتالك أصول مالية ،وتختلف هذه املؤسسات من حيث طبيعة تركيب أصولها وخصومها
وألادوات والخدمات املالية التي تقدمها ،كما تختلف من دولة إلى أخرى باختالف خصائصها وتعريفها
للنقود بمعناها الواسع ،ويشمل هذا التصنيف ألانواع التالية:
مؤسسات إلايداع :تضم البنك املركزي ومؤسسات إلايداع ألاخرى وأهمها :البنوك التجارية ،بنوك
الاستثمار ،بنوك الادخار ،اتحادات الائتمان وجمعيات التسليف العقاري ،البنوك الريفية
والزراعية.
مؤسسات مالية أخرى :تشمل املؤسسات التي تعنى بصورة رئيسية بتقديم الخدمات املالية ومن
أهمها :وسطاء التعاقد :يتمثلون أساسا في شركات التأمين وصناديق التقاعد ،وسطاء ماليون
آخرون :شركات التمويل ،مجمعات الاستثمار املشترك ،ضامنو الاكتتاب في ألاوراق املالية وتجار
ألاوراق املالية ،وسطاء املشتقات املالية ،الوسطاء املاليون املتخصصون.
املؤسسات املالية املساعدة :ال تعمل هذه املؤسسات على الحصول ألاموال أو منحها لحسابها الخاص
فهي ال تقوم بإصدار أوراق مالية خاصة بها وإنما يتمثل دورها في املساعدة على تمرير وتداول ألاوراق
املالية التي أصدرتها مؤسسات أخرى ،ضمن هذا التصنيف نجد :بورصات ألاوراق املالية ،السماسرة
والوكالء ،شركات الصرافة ،شركات التأمين وصناديق التقاعد املساعدة... ،إلخ.
811
المحور السادس :قنوات التمويل في االقتصاد
تمهيد
يعتمد تمويل النشاط الاقتصادي على مدى مناسبة وكفاءة توزيع وتخصيص املوارد املالية في
الاقتصاد ،وهو ما يتطلب وجود شبكة متطورة من املؤسسات وألاسواق املالية فضال عن بقية الشروط
املوضوعية واملؤسساتية التي تسمح ملجموع وحدات النظام املالي بأداء وظائفها على أحسن وجه ،ورغم
كون هذه ألاخيرة تشترك في هدفها املتمثل في ضمان تمويل ألانشطة الاقتصادية فإنها تختلف في طريقة
تحقيق هذا الهدف وبالضرورة ستختلف النتائج املترتبة على ذلك.
ويأخذ تدفق ألاموال في الاقتصاد بشكل عام حسب املفهوم الذي طرحه الاقتصاديان ( J. Gurley
)& E. Shaw, 1960أحد الشكلين إما تمويال مباشر وإما تموال غير مباشر ،وتترتب على سيادة أحد هذين
الشكلين ظهور نمط تمويلي يتجه إما للبنوك أو يتجه نحو ألاسواق املالية وفق ما يغرف باقتصاديات
املديونية أو اقتصاديات ألاسواق املالية.
وسيتم في هذا املحور استعراض قناتي انتقال ألاموال في الاقتصاد ضمن العنصرين ألاول والثاني
في حين سيخص العنصر الثالث لتوضيح أشكال النظم املالية املترتبة على ذلك مع تدعيم الشرح بأشكال
بيانية مساعدة.
1
Fréderic Mishkin, Monnaie, banques et marchés financiers, 8 ème édition, Pearson éducation, France, 2004,
p: 28.
2
Xavier Bradley, Christian Descamps, Monnaie, Banque, Financement, Paris, Dalloz, 2005, p: 5.
921
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
حيث يعرف ( )Gurley & Shawألاوراق املالية ألاولية أو املباشرة ( )Direct Securitiesكما تدعى
أيضا ،على أنها "مجموع كل الديون وكل ألاسهم املصدرة من قبل ألاعوان غير املاليين" 1والتي تأخذ شكل
أسهم وسندات وغيرها من ألاصول املالية ألاخرى.
ويوفر التمويل املباشر من خالل ألاسواق املالية عددا من الخصائص أهمها القدرة على تخصيص
موارد مالية ضخمة لصالح املؤسسات واملستثمرين والحكومات ،وكذا تدفقا مهما للمعلومات املتصلة
بهذه ألاموال واملراكز املالية ملختلف أطراف العملية باإلضافة إلى السرعة الكبيرة في التنفيذ والتكاليف
املنخفضة املصاحبة إلتمام الصفقات.
يلي2: ومن الصعوبات التي تنطوي على هذا النوع من التمويل ما
-صعوبة تعارف طرفي العالقة من حيث الزمان واملكان ،خصوصا إذا كان كل منهما في منطقة
أخرى باإلضافة إلى تعذر معرفة ما إذا كان ذلك الفرد له فائض مالي إال إذا كانت هناك معرفة
شخصية بينهما.
-صعوبة توافق رغبات ألافراد من حيث املبلغ فقد يكون طرف ما بحاجة إلى أموال أكبر مما يملكه
صاحب الفائض املالي.
-عدم قدرة املقرض على تقدير ألاخطار التي يمكن أن يتعرض لها ،كعدم قدرة املقترض على الوفاء
بالتزاماته مما يحد من إمكانية املقرض على إقراض أمواله وتوظيفها.
-عدم قدرة أصحاب الفائض املالي على استرجاع أموالهم ألن التمويل املباشر يتميز بتجميد ألاموال
إلى غاية تاريخ التسديد.
شكل رقم ( :)11التمويل املباشر في النظام املالي
-املقرضون -املقترضون
-7العائالت -7املؤسسات
ألاسواق
-2املؤسسات -2الدولة واملجتمع العام
ألاموال املالية ألاموال
-3الدولة واملجتمع العام -3العائالت
Source : Fréderic Mishkin, Monnaie, banques et marchés financiers, 8 ème édition, Pearson
éducation, France, 2004, p: 28.
1
Robert Ferrandier, Vincent Koen, Op. Cit, P: 21.
2عبد الغفار حنفي ،رسمية قرياقص ،مرجع سابق ،ص.71
931
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
املصدر :محمود محمد الداغر ،ألاسواق املالية :مؤسسات ،أوراق ،بورصات ،دار الشروق ،ألاردن ،2002 ،ص.47 :
من خالل هذا الشكل يمكن مالحظة توسط السماسرة وتجار ألاوراق املالية في انتقال املوارد
املالية من وحدات الفائض وما يقابلها من أصول مباشرة (املقترض) ،ويتميز السوق املالي شبه املباشر
عن سابقه في وجود جهة وسيطة تشارك في انخفاض تكلفة املعلومات أو البحث عن التمويل للعارضين
والطالبين على حد سواء ،كذلك تساعد هذه الطريقة في تقليل أثر عدم التطابق بين رغبات وحدات
العجز وإمكانيات وحدات الفائض ،فضال عن دور الوسيط (السمسار والتاجر) في استيعاب ألاعداد
املدخرين2. املتناثرة من
939
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
عملية شراء أصول مالية أولية من املقترضين النهائيين مقابل إصدار أصول مالية ثانوية لصالح املقرضين
(املدخرين)1.
وفقا لهذا ألاسلوب في التمويل فإن مؤسسات الوساطة املالية تقوم بتقديم التمويل الالزم
لوحدات العجز مقابل حصولها على ألاصول املالية ألاولية (املباشرة) التي تصدرها هذه الوحدات ،ومن
ثم تقوم بإصدار أصول مالية جديدة خاصة بها تدعى باألصول املالية غير املباشرة أو ألاصول الثانوية
بمواصفات مختلفة يتم تحديدها تبعا لرغبات وحدات الفائض التي تقوم بشراء هذه ألاصول ،دون أن
يشترط تزامن أو تساوي مبالغ العمليتين ،وبما أن ألاصول املالية التي تحصل عليها وحدات الفائض
تمثل التزاما على املؤسسة الوسيطة التي أصدرتها وال تمثل التزاما على وحدات العجز فقد سمي هذا
النوع من التمويل باملباشر ،حيث تشمل ألاصول املالية غير املباشرة املطروحة من قبل املؤسسات
الوسيطة أدوات تمويل شائعة مثل الصكوك ،شهادات إلايداع ألجل ،حسابات الادخار ،وغيرها ،والتي
تتميز بسيولة مرتفعة وقابلية تداولها ،وما يتيحه ذلك من مرونة لوحدات الفائض باإلضافة إلى انخفاض
املباشرة2. مخاطرها قياسا باألصول املالية
وما يميز هذا النوع من التمويل هو املقدرة الكبيرة للوسطاء املاليين في تعبئة املدخرات الصغيرة
وتسويق ألاصول املالية املباشرة لصالح وحدات العجز ،وكذا كونه منخفض التكلفة للمعلومات نظرا
لوجود مؤسسات متخصصة في الوساطة ،وما يوفره من مرونة للمقرض واملقترض في تجنب مخاطر
ألاصل املالي من خالل التداول والتسييل.
إن عمل املؤسسات املالية تجاوز املفهوم التقليدي للوساطة املالية بوصفها تحويال للمدخرات
بين وحدات الفائض ووحدات العجز إلى تحويل املخاطر وآلاجال ومعدالت السيولة والعائد وهو ما
يعكسه إلى حد بعيد تحويل خصائص ألاصول املالية غير املباشرة التي تطرحها هذه املؤسسات لقاء ما
تحصل عليه من أصول مالية مباشرة.
حيث تتميز ألاصول املالية الثانوية بشكل عام بأنها أقل آجاال وأكثر سيولة وأمانا من ألاصول
ألاولية كما أن جزءا مهما من هذه ألاصول غير املباشرة له قيمة إسمية يقينية ومؤمنة كاإليداعات
الجارية أو ألجل ،حسابات الادخار ،وغيرها ،3وفي املقابل تتميز ألاصول ألاولية غالبا بطول آجالها
وضخامة حجمها باإلضافة إلى ارتفاع مخاطرتها ،وعموما يمكن التمييز بين نوعين من الوساطة:
1
Jean-Louis Besson, Marchés, Banques et Politique Monétaire en Europe, Presses Universitaires de
Grenoble, France, 2003, P: 10.
2محمود محمد الداغر ،مرجع سابق ،ص.42 :
3
Robert Ferrandier, Vincent Koen, Op. Cit, PP: 31-32
932
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
وساطة سوقية :وفيها يتدخل الوسيط ملجرد تمرير ألاصل املالي دون تغيير على خصائصه وتتم
أساسا من خالل وسطاء السوق املالية كما قد تتدخل فيها أحيانا مؤسسات الوساطة املالية.
وساطة ميزانية :تختص بالوسطاء املاليين البنكيين وغير البنكيين حيث يظهر أثر هذه العملية على
ميزانية الوسيط املالي في جانبي ألاصول والخصوم ،فهو يحصل على ألاصول ألاولية والتي تسجل
ضمن أصوله في مقابل إصدار أصول ثانوية متنوعة خاصة به تمثل محاسبيا جزءا من خصومه
والتزاماته ،وهو ما يتضمن تحويال لخصائص ألاصل املالي من ناحية املخاطر وآلاجال.
ويمكن تلخيص عملية تدفق ألاموال في الاقتصاد عبر قناتي التمويل املباشر وغير املباشر وفق
الشكل التالي:
شكل رقم ( :)12تمويل الاقتصاد عبر قناتي التمويل املباشر والتمويل غير املباشر
أصحاب العجز أصحاب الفائض
تعكس العملية ألاولى شكل التمويل املباشر حيث يتدخل وسيط السوق املالي فقط لتمرير ألاصول
املالية ألاولية من وحدات العجز إلى وحدات الفائض ،أما العمليتان الثانية والثالثة فتمثالن الشكل
933
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
الذي يأخذه التمويل غير املباشر من خالل الحصول على أصول أولية يحتفظ بها ومن ثم تحويلها إلى
أصول ثانوية لصالح وحدات الفائض ،مع وجود اختالف أساس ي بين العمليتين ألاخيرتين حيث ينتج عن
العملية الثانية أصل نقدي غير مباشر يعتبر نقدا جديدا في الاقتصاد يمكن استعماله في التسويات وهو
ما يعرف بالنقد الكتابي (نظير عملية خلق النقود من قبل البنوك التجارية تحديدا) ،بينما ينتج عن
العملية الثالثة دين ثانوي ال يمكن اعتباره كوسيلة دفع إلتمام الصفقات وعليه فهو يمثل شبه نقد.
-1اقتصاديات املديونية
تمثل نظاما ماليا يسيطر فيه أساسا التمويل غير املباشر (البنكي وغير البنكي) من خالل التمويل
بالقروض ،حيث يسند فيه للنظام البنكي املسؤولية ألاولى في تمويل الاقتصاد ،1كما يدعى هذا النظام
أيضا باقتصاد السحب الزائد ( ،2)Overdraft Economyنظرا لكون البنوك تلعب الدور الرئيس ي في
تمويل النشاطات الاقتصادية املختلفة ،وعادة ما تتجه إلعادة التمويل لدى البنك املركزي الذي يعتبر
زائدة3. املقرض ألاخير ،لهذا قد يتواجد هذا النوع من الاقتصاد في وضع تضخمي وسيولة
يلي4: ويمكن إجمال أهم الخصائص التي يتميز بها اقتصاد الاستدانة فيما
-تعد القروض الطريقة الرئيسية في تمويل النشاط الاقتصادي بسبب ضعف معدل التمويل الذاتي
وضيق السوق املالي ،ويعد تأطير هذه القروض طريقة التنظيم الرئيسية للنشاط النقدي للبنوك.
1
Gilbert Koening, Analyse Monétaire et Financière, Edition Economica, Paris, 2000, P: 34.
2إملان محمد الشريف ،محاضرات في النظرية الاقتصادية الكلية ،الجزء الثالث ،مرجع سابق ،ص.724 :
3
Xavier Bradley, Christian Descamps, Op. Cit, P: 9.
4
Ammour Benhalima, Op. Cit, P: 72-73.
931
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
-يتعدى دور الوساطة املالية الشكل التقليدي في تحويل املوارد التي تم جمعها إلى إنشاء وسائل
تمويل جديدة.
-تعد إعادة التمويل في السوق النقدي غير كافية لذا تلجأ البنوك بصفة مستمرة إلى البنك املركزي
الذي يلعب دور املقرض ألاخير ،إذ ال يمكنه تجنب التدخل للمحافظة على مستوى النشاط
الاقتصادي.
-هناك مستويين من املديونية :مديونية املؤسسات تجاه البنوك ومديونية هذه ألاخيرة تجاه البنك
املركزي.
-تتحدد أسعار الفائدة بشكل إداري وال تعبر عن التوازن التلقائي بين الطلب والعرض على النقود.
-عملية إنشاء النقود هي عملية داخلية بمعنى أن املقابل ألاساس ي لإلصدار النقدي يتمثل في
القروض التي يطلبها ألاعوان الاقتصاديون.
قروض
أذونات خزينة سندات خزينة توظيفات
الخزينة العامة
الكتلة النقدية هي التي تحدد القاعدة النقدية وليس العكس ،فالبنوك تقوم بمنح القروض لألفراد واملؤسسات ومن ثم تقوم بإعادة
التمويل لدى البنك املركزي.
931
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
931
املحور السادس __________________________________________________________ قنوات التمويل في الاقتصاد
سوق ثانوية :أذونات خزينة، سوق أولية وثانوية :أذونات خزينة ،أسهم،
شهادات إيداع سندات ،سندات الصندوق
سوق أوراق مالية
وسوق نقدية مفتوحة
على الرغم مما تقدم فإن التطورات العميقة التي تشهدها الصناعة املالية والاقتصاد العالمي
على حد سواء أدت إلى تراجع الفواصل بين أسلوبي التمويل املباشر وغير املباشر وبالتبعية الحدود
الفاصلة بين اقتصاديات املديونية واقتصاديات ألاسواق املالية فاملصارف اليوم لم تعد تكتفي باملفاهيم
التقليدية للوساطة وقد تطورت أعمالها على نحو الفت بل وأصبحت من بين أهم املتدخلين في أسواق
ألاوراق املالية نفسها كما طورت وظائف ومنتجات مالية أكثر ارتباطا بنشاط هذه ألاخيرة ،وربما نجد
أن ألانظمة املالية املتطورة اليوم هي مزيج بين نظام مصرفي متطور وحديث وأسواق نشطة ومتطورة.
931
المحور السابع :سوق رأس المال
تمهيد
وضحنا في املحور الخامس أن السوق املالية أو سوق رؤوس ألاموال تتضمن قسمين رئيسيين هما
سوق رأس املال والسوق النقدية ،ويفرق الاقتصاديون بين هذين القسمين بشكل أساس ي تبعا آلجال
استحقاق أدوات كل منهما ،إذ تتميز سوق رأس املال بطول آجال أدواتها في حين ال تتعدى أجال
الصفقات املنجزة في السوق النقدية غالبا السنة الواحدة.
تحوز سوق رأس املال أهمية كبيرة جدا ضمن هيكل السوق املالية وترتبط بشكل وثيق بتدفقات
رأس املال املوجهة لتمويل الاستثمارات طويلة ألاجل وإنشاء أو تملك ألاصول الثابتة ،حيث نمت أهمية
هذه السوق بشكل كبير خالل العقود ألاخيرة وأضحت قناة رئيسية في تمويل النشاط الاقتصادي ،كما
ازداد تطورها خصوصا في الدول املتقدمة خصوصا مع الاعتماد املتزايد على توظيف املنتجات التي
تتيحها تقنيات الابتكار والهندسة املالية.
في هذا القسم الذي يتألف من ثالث عناصر سيم استعراض املفاهيم الرئيسية لسوق رأس املال
وتقسيماتها ،وكذا خصائصها وأهم ألاطراف املتدخلة فيها ،فضال عن التفصيل في أهم ألادوات التي
يجري التداول بها في هذه السوق.
1محمد صالح الحناوي ،أساسيات الاستثمار في بورصة ألادوات املالية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،7991 ،ص.1.
931
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
محور العملية الاستثمارية في ألاسواق املالية وذلك بتحويل السيولة النقدية إلى أدوات تستمر لفترات
طويلة نسبيا وتحمل عوائد مستقرة ومنتظمة غالبا ،فهي تعكس مستوى الركود أو الانتعاش أو الرخاء
الاقتصاد"1. في هذا
وعادة ما تسمى هذه ألاسواق بسوق رؤوس ألاموال طويلة ألاجل وهي "سوق يتم فيها التعامل
باألدوات املالية طويلة ألاجل كاألسهم والسندات ،وتؤدي هذه السوق دورا كبيرا في تمويل الاحتياجات
املالية للمؤسسات واملشاريع الاقتصادية مقابل التخلي عن جزء أو كل ملكيتها بطرح ألاسهم على غرار
شركات املساهمة أو بإصدار سندات دين ،ونفس الش يء يمكن أن يقال عن الحكومات في حال رغبتها في
الجديدة"2. الحصول على ألاموال الالزمة لتغطية العجز املالي أو لتمويل املشاريع
وتعرف كذلك أسواق رأس املال على أنها ألاسواق التي ينصب التعامل فيها على ألادوات املالية
املتوسطة وطويلة ألاجل أي التي تغطي فترة تزيد عن السنة الواحدة ،وتتعامل هذه ألاسواق بشكل
رئيس ي باألسهم والسندات باإلضافة إلى املنتجات املبتكرة ،3ويتم من خالل هذه السوق تعبئة املدخرات
من أصحاب الفوائض املالية وتحويلها إلى استثمارات منتجة من طرف أصحاب العجز املالي ،ولتحقيق
هذه الغاية تقوم الحكومات واملؤسسات العمومية والخاصة بإصدار ألاوراق املالية لتغطية العجز في
موازينها وتمويل املشاريع الضخمة بالنسبة للحكومات ،والتوسع في املشاريع القائمة أو تمويل املشاريع
للمؤسسات4. الجديدة بالنسبة
وتمتاز هذه ألاسواق بحسن التنظيم وكبر حجم الصفقات املنفذة بها من قبل املتخصصين
واملتعاملين فيها والذين يلعبون دورا مهما في تفعيل حركة التداول ،وكذا تعدد أنواع ألاوراق املالية
املطروحة لالستثمار وارتفاع العائد منها ليتناسب وارتفاع درجات املخاطرة.
1هوشيار معروف ،الاستثمارات وألاسواق املالية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،3002 ،ص.86.
2محفوظ جبار ،البورصة وموقعها من أسواق العمليات املالية ،الجزء ألاول ،دار الهومة ،الجزائر ،3003 ،ص.13.
3عبد املنعم السيد علي ،نزار سعد الدين العيس ى ،النقود واملصارف وألاسواق املالية ،الطبعة ألاولى ،دار الحامد للنشر ،عمان، 3002 ،
ص.779 :
4عبد النافع عبد هللا الزراري ،غازي فرح ،مرجع سابق ،ص.44 :
5حسين هاني ،ألاسواق املالية :طبيعتها ،تنظيمها ،أدواتها املشتقة ،مرجع سابق ،ص.34 :
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
والسندات من خالل عقود واتفاقيات تبرم بين املتعاملين يتم تنفيذها في تاريخ الحق والغرض من وجود
مخاطر تغير أسعار ألاصول1. تلك ألاسواق ،هو التغطية من
-1-2ألاسواق الحاضرة أو الفورية ( :)the Spot Marketوتعرف هذه ألاسواق بالسوق الحاضرة أو
الفورية إلمكانية انتقال حقوق امللكية فورا من البائع للورقة املالية إلى املشتري لها بعد دفع قيمتها
واستالمها من البائع بعد أن تم الاتفاق على شراءها (ألاسهم والسندات وألاوراق التجارية طويلة ألاجل)،
إلى2: وتنقسم ألاسواق الحاضرة من حيث العالقة بين املصدرين واملستثمرين
-1-1-2ألاسواق ألاولية (أسواق إلاصدار) ( :)Priming Marketوهي سوق إلاصدارات أي أنها السوق
التي تباع فيها ألاوراق املالية واملكتتب بها ،إذ يتم فيها بيع ألاسهم والسندات الجديدة ،أما البائع لها فهو
الشركة املصدرة لهذه ألاوراق ،بمعنى آخر تنشأ هذه السوق عن عالقة بين املقرض واملقترض نتيجة
مبادلة السائل (النقود) باملوجودات املالية ،وتنقسم السوق ألاولية من حيث طبيعة التمويل إلى نوعين:
سوق التمويل املباشر ( :)Direct Marketالسوق التي تتعامل بجميع أنواع ألاوراق املالية ألاولية
التي تصدرها الشركة املقترضة وتسوقها مباشرة أو من خالل خبراء التسويق (السماسرة
واملتاجرين) ومن دون تدخل الوسطاء ،وتستخدم الشركة املقترضة أي أداة من ألاوراق املالية
سواء كانت ألاسهم أو السندات للقروض طويلة ألاجل ،ويأخذ تحديد أسعار ألاوراق املالية أسلوب
املزايدة وبخاصة بالنسبة إلى ألاوراق املالية الحكومية.
أسواق التمويل غير املباشر ( :)Indirect Marketويقصد بها تلك السوق التي تتضمن جميع
املعامالت التي تتم من خالل الوسطاء املاليين الذين يقومون بشراء ألاوراق املالية من السوق
ألاولية من املقترضين ويبيعون أوراق مالية ثانوية في ألاسواق الثانوية من طرف آخر.
إذن يختص هذا السوق بالتعامل في إلاصدارات الجديدة سواء لتمويل مشروعات جديدة أو
املشروعات3. التوسع في مشروع قائم ،وذلك من خالل الزيادة في رأس مال هذه
ويتم تصريف وبيع هذه ألاوراق املالية من خالل ما يسمى "بنك إلاستثمار" فهو وسيط بين
جمهور املستثمرين املحتملين لورقة مالية معينة وبين الجهة التي قررت إصدارها ،حيث يقدم املساعدة
للجمهور"4. للجهة املعنية لكي يتم إصدار الورقة ،كما قد يقوم بتمويل شراء إلاصدار بغية إعادة بيعه
1عبد الغفار حنفي ،رسمية قرياقص ،أسواق املال :بورصات ،مصارف ،شركات تامين ،شركات استثمار ،دار الجامعة الجديدة،
إلاسكندرية ،3000 ،ص.73 :
2منير إبراهيم هندي ،إدارة ألاسواق واملنشآت املالية ،املعارف للطباعة والنشر ،إلاسكندرية ،3003 ،ص.467.
3عبد الغفار حنفي ،رسمية زكي قرياقص ،ألاسواق واملؤسسات املالية ،مرجع سابق ،ص.367.
4منير إبراهيم هندي ،مرجع سابق ،ص.64.
949
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
وال يعد بنك الاستثمار السبيل الوحيد إلصدار ألاوراق املالية فهناك طريقتين أخرتين :ألاسلوب
املباشر واملزاد ،ويقصد باألسلوب املباشر قيام الجهة املصدرة للورقة باالتصال بعدد من كبار املستثمرين
مثل مؤسسات املالية الضخمة لكي تبيع لها ألاسهم والسندات التي أصدرتها ،أما املزاد فهو أسلوب يتم
بمقتضاه دعوة املستثمرين املحتملين لتقديم عطاءات تتضمن الكميات املراد شرائها وسعر بيعها ،ويتم
قبول العطاءات ذات السعر ألاعلى ثم العطاءات ذات السعر ألاقل فاألقل إلى أن يتم التصريف الكامل
لإلصدار1.
وجدير بالذكر أن هناك نوعين من الاكتتاب أثناء طرح ألاوراق املالية في السوق ألاولي اكتتاب عام
حيث يتم طرح ألاوراق املالية للبيع لصالح جميع املستثمرين في السوق ،وآلاخر الاكتتاب الخاص حيث
يتم طرح ألاوراق املالية للبيع لعدد محدود من املستثمرين.
-2-1-2ألاسواق الثانوية (أسواق التداول) ( :)Secondary Marketويسمى أيضا بسوق التداول،
ويقصد به ذلك السوق الذي بواسطته يتم التداول بيعا وشراء على ألاوراق املالية التي سبق وأن تم
إصدارها والتعامل بها في السوق ألاولي ،2فالسوق الثانوية تقوم بدور ال يمكن الاستغناء عنه إذ تجعل
من وجود السوق ألاولية أمرا ممكنا بمعنى أنه بدون السوق الثانوية قد ال تنشا أصال سوق أولية لألوراق
املالية ،ففي السوق الثانوية يمكن تسييل ألاوراق املالية ،أي تحويلها بسهولة إلى نقود عن طريق البيع
وال شك أن إمكانية تسييل ألاوراق املالية تجعلها أكثر قبوال وجاذبية حيث يكون من السهل بيعها
خسائر3. وتحويلها إلى نقود بسرعة وبدون
وتقوم ألاسواق الثانية بوظيفتين هامتين وهما:
-تسهل عملية بيع ألاوراق املالية من أجل زيادة النقدية حيث تجعل ألادوات املالية أكثر سيولة،
وهذا يساعد ويرغب الشركات املساهمة إلصدار ألاوراق املالية وبيعها باألسواق ألاساسية.
-تحدد ألاسواق الثانوية أسعار ألاوراق املالية التي أصدرتها الشركات املساهمة لبيعها في ألاسواق
ألاساسية.
إن سوق التداول يلعب دورا هاما بالنسبة للوحدات الاقتصادية التي ترغب في إصدار أوراق مالية
جديدة ،حيث أن ألاسعار السائدة في سوق التداول تعتبر مرشدا لهذه الوحدات عند تسعيرها ألوراقها
املالية ،4ولن تدفع املنشآت التي تشتري ألاوراق املالية من ألاسواق ألاساسية للشركات املساهمة التي
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
أصدرت هذه ألاوراق املالية أكثر من السعر الذي تعتقد أن ألاسواق الثانوية سوف تحدده لهذه ألاوراق
املالية ،ألامر الذي يوضح مدى أهمية ألاسواق الثانوية للشركات املساهمة عند إصدارها لألوراق املالية،
ألاساسية1. ويجعل التركز والتحليل ينصب غالبا على سلوك ألاسواق الثانوية أكثر من ألاسواق
وتنقسم ألاسواق الثانوية لسوق رأس املال هي ألاخرى إلى قسمين هما:
-1-2-1-2ألاسواق املنظمة ( :)the Organized Marketتمثل هذه السوق اجتماع بصفة دورية ،في
مكان محدد بين وسطاء سوق ألاوراق املالية (السماسرة) لتنفيذ أوامر عمالئهم امللقاة قبل أو أثناء فترة
العمل أو هي التقاء العرض والطلب بأية وسيلة من وسائل الاتصال املعروفة للتعامل في أوراق مالية
معينة ،تتوفر فيها شروط محددة وفقا لقواعد ونظم معينة بهدف وضع هذا التعامل على أسس سليمة2.
وتدعى هذه ألاسواق بالبورصات وهي تخضع للقوانين والقواعد التي تضعها الجهات الرقابية
وتتداول فيها عادة ألاوراق املالية املسجلة والتي تتحدد أسعارها من خالل املزاد ألن التعامل يجري في
مكان مادي محدد ،هذا مع مالحظة أن هناك شروط لتسجيل ألاسهم في البورصة تتعلق بأرباح الشركة
وحجم أصولها والحصة املتاحة للجمهور من خالل الاكتتاب العام وبمجرد استيفاء الشركة لتلك
الشروط فإنها تحصل على موافقة لجنة ألاوراق املالية بالبورصة كما يتعين عليها نشر تقارير مالية ربع
السنوية3. سنوية بجانب الحسابات الختامية
كما تعرف البورصة بأنها" :املكان الذي يسهل فيه تدفق ألاموال من حوزة املدخرين وانسيابها إلى
املستثمرين مقابل حصول الطرف ألاول على ورقة مالية (أسهم وسندات) والطرف الثاني على املدخرات
النقدية ،ألامر الذي يترتب عليه تحويل املدخرات النقدية إلى أوراق مالية" ،4وهي أيضا" :السوق التي
تجمع بائعي ألاوراق املالية طويلة ألاجل بمشتريها وذلك بغض النظر عن الوسيلة التي يتحقق من خاللها
هذا الجمع أو املكان الذي يتم فيه ،بشرط توافر قنوات اتصال فعالة بين املتعاملين في السوق من
سماسرة محترفين ومؤهلين ومتخصصين في هذا النوع من املعامالت بحيث تكون ألاسعار السائدة في أية
متداولة"5. لحظة زمنية معينة هي واحدة بالنسبة ألي ورقة مالية
1غالب عوض الرفاعي ،عبد الحفيظ بلعربي ،اقتصاديات النقود والبنوك ،الجزء ألاول ألاساسيات ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،
،3003ص ص.47-40 :
2زينب حسن عوض هللا ،اقتصاديات النقود واملال ،الدار الجامعية للنشر ،بيروت ،لبنان ،7994 ،ص.797 .
3صالح السيد جودة ،بورصة ألاوراق املالية ،مكتبة ومطبعة إلاشعاع الفنية ،إلاسكندرية ،مصر ،3000 ،ص.32 :
4فيصل محمود الشواورة ،الاستثمار في بورصة ألاوراق املالية :ألاسس النظرية والعلمية ،دار وائل للنشر ،عمان ،3006 ،ص.44 :
5محمد الصيرفي ،البورصات ،دار الفكر الجامعي ،إلاسكندرية ،مصر ،3008 ،ص.47 :
943
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
وقد ظهرت أول بورصة لألوراق املالية في فرنسا بموجب أمر ملكي عام ،7606وفي انجلترا استقرت
بورصة ألاوراق املالية في لندن عام 7608في مبنى أطلق عليه ) ،)Royal Exchangeفي حين تم إنشاء
Wall أول بورصة في أمريكا عام 7693وفي نفس الشارع الذي تتم فيه املعامالت والتي أطلق عليها
)1.)Street
-1-2-1-2ألاسواق غير املنظمة ( :) the Unorganized Market over the Counterوفيها تتداول عادة
ألاوراق املالية غير املسجلة بالبورصة من خالل تجار وهي أسواق عرفية وليس لها إطار مؤسس ي أو هيكل
تنظيمي محدد ،وتمثل بيوت السمسرة والوسطاء واملؤسسات املالية املنتشرة جغرافيا ويتم تحديد
واملشتري2. أسعار التعامل بالتفاوض بين البائع
كما يطلق اصطالح ألاسواق غير املنظمة على املعامالت التي تجرى خارج البورصات ،والتي يطلق
عليها املعامالت على املنضدة ) (Over The- Counter OTCوالتي تتوالها بيوت السمسرة املنتشرة في
جميع أنحاء العالم ،تتميز هذه ألاسواق بعدم وجود مكان محدد إلجراء املعامالت إذ تتم من خالل شبكة
اتصاالت قوية باستخدام الهاتف والحاسب آلالي وغيرها للربط بين السماسرة والتجار واملستثمرين،
تتعامل هذه ألاسواق باألوراق املالية غير املسجلة في السوق املنظمة كما يمكن التعامل أيضا باألوراق
بالتفاوض3. املسجلة في السوق املنظمة ،ووفقا لهذه السوق يتم تحديد سعر الورقة املالية
ويتضمن هذا السوق أسواق فرعية أخرى هي السوق الثالث والسوق الرابع:
السـوق الثـالـث :يمثل السوق الثالث قطاع من السوق غير املنظم والذي يتكون من بيوت
السمسرة من غير أعضاء ألاسواق املنظمة ،لكن لهم حق التعامل في ألاوراق املالية املسجلة في تلك
ألاسواق ،والسبب في انتشار هذا النوع من ألاسواق هو أن التعامل فيها ال يقتصر على ساعات محددة
من اليوم ،حتى أنه يمكن التعامل في ألاوراق املالية حتى بعد التوقف في السوق املنظمة ،ومن خالل
هذه السوق يقدم السماسرة خدمات التعامل في ألاصول املالية للمؤسسات الاستثمارية الكبيرة وصناديق
الاستثمار إضافة إلى ألاموال التي تديرها البنوك نيابة عن عمالئها ،بحيث تتميز معامالت هذه السوق
4
بانخفاض تكلفتها وكذا سرعة تنفيذها.
السـوق الرابـع :تعرف هذه السوق بسوق ألاغنياء حيث يتم التعامل فيها باألوراق املالية بين
شركات الاستثمار الكبرى املصدرة لها واملستثمرين ألاغنياء دون الحاجة إلى سماسرة أو تجار ألاوراق
1زكريا سالمة عيس ى شطناوي ،آلاثار الاقتصادية ألسواق ألاوراق املالية من منظور الاقتصاد إلاسالمي ،دار النفائس ،3009 ،ص.28 :
2صالح السيد جودة ،مرجع سابق ،ص.32.
3منير إبراهيم هندي ،مرجع سابق ،ص ص.701-708 :
4املرجع السابق ،ص ص.770-709 :
944
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
املالية ،بحيث تتم العمليات فيه عن طريق الاتصاالت املباشرة ليتم بعدها البيع والشراء بأسعار مرضية
1
لطرفي املعاملة وبتكلفة أقل.
-2-2ألاسواق آلاجلة ( :)the Futures Marketsمع التطور الذي شهدته أسواق املال برزت مجموعة
من ألادوات والوسائل املالية التي توفر املزيد من املرونة والسيولة والتغطية للمتعاملين في السوق ،وتعد
ألاسواق آلاجلة من مظاهر التطور الحديث في ألاسواق املالية والدولية ،إذ بدأ التعامل بأدوات هذه
ألاسواق في ظل التعليمات الحادة التي شهدتها الكثير من ألاسواق املالية العاملية خصوصا فيما يتعلق
بأسعار الفائدة وأسعار الصرف وأسعار ألاسهم ،لذلك استخدمت هذه ألاوراق للتحوط ضد مخاطر
تقلبات تلك ألاسعار ،ويتم في ألاسواق آلاجلة عقد الاتفاقيات بين مؤسستين أو ما بين مؤسسة مالية أو
سعر معين2. منشأة أعمال على إتمام بيع أصل مالي أو شراءه في وقت الحق مقابل
1محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،مرجع سابق ،ص.18 :
2عباس كاظم الدعمي ،مرجع سابق ،ص ص.740-749 :
3املرجع السابق ،ص.747 :
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
ألاجل مقابل أصحاب املراكز القصيرة ألاجل ،لذا فإن املستثمر ال تساوره املخاوف إزاء الطرف آلاخر
بالعقد1. املقابل له
-2-2-2سوق عقود الخيارات ( :)Option Contracts Marketبدأ التعامل بالخيارات يتخذ أهمية
خاصة منذ أن بدأت بورصة خاصة بهذا النوع من التجارة عام 7912في مدينة شيكاغو ،وقد اقتصر
التعامل في بداية ألامر على أسهم 71شركة فقط تتداول أسهمها في بورصة نيويورك ،أما اليوم فقد
انتشر التعامل بالخيارات بالعديد من الواليات املتحدة ألامريكية ،وعقود الخيارات هي اتفاق ما بين
طرفين من السوق املالية للتعامل بسعر محدد ألصل مالي في تاريخ الحق دون الالتزام بالتنفيذ للطرف
الثاني الذي تحمل تكلفة قيام العقد ،بمعنى آخر فإن عقود الخيارات هي حق وليس التزام في بيع وشراء
ورقة مالية أو أصل معين ،لذلك فإن الخيار عقد يقوم بموجبه محرر العقد أو بائع الخيار بمنح مشتري
العقد الحق في أن يشتري منه أو يبيع له أو باالثنين معا أصال معينا وبكمية معينة خالل مدة زمنية أو
( Call بتاريخ محدد ،وعلى هذا ألاساس فإن العقد يتضمن منح حق الشراء الذي يدعى خيار الشراء
)Optionأو خيار الطلب بينما يدعى العقد املتضمن حق البيع خيار البيع ( )Put Optionأو خيار العرض
(2.)Exercice Option ويدعى السعر املحدد ألغراض تنفيذ العقد بسعر التنفيذ
-3-2-2سوق عقود املبادالت ( : )Swaps Contacts Marketعقد املبادلة هو اتفاق ما بين طرفين أو
أكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خالل مدة الحقة ،لذلك فهي سلسلة من عقود الحقة
التنفيذ ،إذ تتم تسوية عقد املبادلة على فترات دورية ،وعقد املبادلة ملزم لطرفي العقد على عكس ما
هو معروف في عقود الاختيار ،ثم إن املتحصالت أو املدفوعات (ألارباح والخسائر ) ال تتم تسويتها يوميا
مثلما هو معروف في العقود املستقبلية ،يضاف إلى ذلك أن عقد املبادلة ال يتم تسويته مرة واحدة مثلما
هو الحال في العقود الالحقة وعلى هذا ألاساس عرفت عقود املبادلة بأنها سلسلة من عقود الحقة
التنفيذ ،وتستخدم هذه العقود في الغالب لتغطية املخاطر وخاصة مخاطر تغيير أسعار الفائدة
والصرف ،وعلى الرغم من توسع عقود املبادالت لتشمل أنواع عديدة من ألاصول إال أنها غالبا ما تركز
الدين3. على أوراق
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
1أنس بكري ،وليد الصافي ،ألاسواق املالية والدولية ،مرجع سابق ،ص.23 :
2محمد إبراهيم الشلبي ،طارق إبراهيم الشلبي ،مقدمة في ألاسواق املالية والنقدية ،دار النشر ،عمان ،3000 ،ص.23 :
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
-1-3املسـتثمـرون التـأسيـسيـون :وهم الهيئات املالية التي يتجلى دورها في الحياة الاقتصادية في عملية
جمع املدخرات املتدفقة من مختلف القطاعات في الدولة وتوظيفها في شكل أوراق مالية ،1ونظرا
الستقرار وثبات قدرتها الادخارية والاستثمارية تعتبر هذه الهيئات من أكبر املالكين للسيولة ،ومن أهم
مزودي البورصة برؤوس ألاموال وذلك على ألامد الطويل.
وتتكون هذه الفئة من البنوك بفروعها ،شركات التأمين ،صناديق التقاعد ،صناديق إلايداع
وشركات الاستثمار ،ولهذه الفئة ثقل مالي كبير في كافة الاقتصاديات الحديثة التي تتجه من وضعية
اقتصاد الاستدانة إلى وضعية اقتصاد السوق املالي ،بحيث تلعب دورا كبيرا في تمويل تلك الاقتصاديات،
وتقديم أرباح معتبرة للمدخرين ألافراد مما يجعلها تجمع مدخرات ضخمة تضخها في الدورات
الشاملة2. الاقتصادية مرة أخرى وبالتالي تحقيق التنمية
-2-3الشركـات الصنـاعيـة والتجـاريـة :تعتبر هذه الفئة من بين املتدخلين الرئيسيين في البورصة
وألاسواق املالية بصفة عامة ،فهي تلجأ لتلك ألاسواق للحصول على رؤوس ألاموال الالزمة لتمويل
استثماراتها وتوسعاتها ،وذلك من خالل إصدارها لألسهم والسندات ،وليتسنى لها ذلك يجب أن تكون
مسجلة في البورصة وأنها استوفت كامل الشروط الخاصة فيما يتعلق بالقيمة السوقية لها ،نسبة رأس
املال املتخلى عنه للجمهور والنتائج املحققة في السنوات السابقة وغيرها ،ولم يعد يقتصر تدخل هذه
الشركات فقط على إصدار ألاوراق املالية بمختلف أنواعها ،وإنما أصبحت توظف كافة إمكانياتها
العادية3. وفوائضها املالية في أي مجال يمكنها من تحقيق أرباح قد تفوق أرباح نشاطاتها
-3-3الحكـومـات :تعتبر الحكومات أيضا من املتدخلين الرئيسيين في البورصة خاصة في أسواق
السندات ،وذلك بإصدارها لصكوك مديونية بحيث تتمتع هذه إلاصدارات بجاذبية أكبر لتميزها بالضمان
وانخفاض درجة املخاطرة فيها ،وتلجأ الحكومات إلى إصدار السندات لتغطية العجز في امليزانية العمومية
التضخم4. أو لتمويل املشاريع التنموية املختلفة ،أو من أجل التحكم في معدالت
-4-3الوسطـاء املـاليون :يعد الوسطاء أو السماسرة من أهم الفاعلين الرئيسيين في أسواق ألاوراق
املالية ملا يقدمونه من خدمات للمتعاملين في هذه ألاسواق ،فالسمسار يقوم بدور حلقة الوصل بين
املستثمرين في ألاوراق املالية والجهة املصدرة لها ،وذلك مقابل عمولة يتقاضاها من الطرفين ،كذلك
1محمد براق ،السوق املالية ودورها في تمويل التنمية في الوطن العربي ،الندوة العلمية الدولية حول التكامل الاقتصادي العربي كآلية
لتحسين وتفعيل الشراكة العربية-ألاوروبية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف 9-6 ،ماي ،3004ص.4 :
2محفوظ جبار ،تنظيم وإدارة البورصة ،الجزء الثالث ،دار هومة ،الجزائر ،3003 ،ص ص.32-79 :
3املرجع السابق ،ص ص36-34 :
4املرجع السابق ،ص39 :
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
ينحصر عمل الوسيط في التكفل بتقديم النصائح واملشورة للعمالء بشأن قرارات الاستثمار وما قد
ينطوي عليه من عمليات البيع والشراء للقيم املنقولة ،1وعموما يمكن تصنيف الوسطاء املاليين إلى2:
السمـاسـرة الوكـالء :يتمتع هؤالء السماسرة بالعضوية في البورصة ،ويعملون لحساب بيوت
السمسرة أو لحسابهم الخاص بحيث يقوم هؤالء السماسرة بتنفيذ أوامر العمالء الخاصة بالشراء
أو البيع بالبورصة مقابل عمولة محددة.
سمـاسـرة الصـالـة :يعملون لدى السماسرة الوكالء خاصة عندما يعرف السوق زيادة كبيرة في
حجم املعامالت ،ويتعذر على السمسار الوكيل تنفيذها لوحده فيستعين بسماسرة الصالة بحيث
يحصلون على جزء من العمولة التي يحصل عليها السماسرة الوكالء لقاء الخدمات التي يقدمونها.
تجـار الصـالـة :يتمثل دورهم في شراء وبيع ألاوراق املالية لحسابهم الخاص ،وال يقومون بتنفيذ
أوامر املستثمرين بل يقومون بالبحث عن فرص البيع والشراء للحصول على فروقات ألاسعار لذا
يطلق عليهم املضاربين.
املتخـصصـون :يجمع املتخصص بين نشاط السمسرة والتجارة ،بحيث يتخصص كل منهم في
ورقة مالية أو مجموعة من ألاوراق ،لذلك يعتبر املتخصص محتكر للسوق ،ولهم دور في استقرار
ألاسعار وتحقيق التوازن في السوق من خالل الحفاظ على هامش ربح صغير.
تجـار الطـلبيـات الصغـيرة :ينحصر نشاط الطلبيات الصغيرة في شراء ألاوراق املالية في طلبيات
بكميات كبيرة ثم إعادة بيعها بكميات صغيرة ،ويحقق هؤالء التجار الربح من الفرق بين سعر
البيع وسعر الشراء وعادة ما يكون الهامش الذي يتحصلون عليه أكبر بالقياس بغيرهم من التجار
الذين يبيعون بكميات أكبر في الطلبية الواحدة.
941
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
تعتبر ألاوراق املالية من أدوات الاستثمار املالي وهي أصول مالية من وجهة نظر املستثمرين فيها،
وتعتبر محرك أسواق ألاوراق املالية باعتبارها السلعة ألاساسية املتداولة فيها ،ويمكن تصنيف هذه
ألاوراق املالية حسب ماهيتها إلى أوراق مالية تمثل ملكية وأخرى تعبر عن مديونية ،فضال عن أنواع
أخرى حديثة ومتجددة.
-1أدوات امللكية
يمثل السهم الحصة التي يقدمها الشريك في رأس مال الشركة كما يطلق لفظ السهم على الصك
املثبت لهذا الحق ،والحكمة في تساوي قيمة ألاسهم وعدم قابلية السهم للتجزئة وهو تسهيل عملية
توزيع ألارباح على املساهمين وتقديم ألاغلبية في الجمعيات العامة للشركة ،ويترتب على مبدأ تساوي
قيمة ألاسهم املساواة في الحقوق التي يمنحها السهم وهي الحق في ألارباح والتصويت ونتائج التصفية
الالتزامات1. وكذلك املساواة في
-1-1ألاسهم العادية ( :)Common Stocksيعرف السهم العادي على أنه وثيقة مالية تصدر من شركة
مساهمة بقيمة اسمية ثابتة ،تضمن حقوقا متساوية ملالكيها وتطرح على الجمهور عن طريق الاكتتاب
العام في ألاسواق ألاولية ويسمح لها بالتداول في ألاسواق الثانوية وهكذا فإن ألاسهم العادية هي ألاداة
ألاولى التي تصدرها الشركة ،وفي حالة تصفية ممتلكات الشركة فإنها آخر ما يجري تسديده و لحامليها
حصة امللكية في الشركة ولهم ألاولوية في طلب ألارباح حيث يسبقهم في هذا الطلب أصحاب ألاسهم
املمتازة2.
911
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
بها السهم في سوق ألاوراق املالية وهذه القيمة تتوقف على :معدالت ألارباح ،ظروف العرض
1
والطلب ونمط تداول ألاوراق املالية في البورصة وغيرها.
بجانب ألاسهم العادية التقليدية ظهرت حديثا أنواع جديدة من ألاسهم العادية وهي كالتالي:
-ألاسهـم العاديـة لألقسـام إلانتـاجيـة :وهي ألاسهم التي ربطت فيها التوزيعات التي يحصل عليها
2
حاملها باألرباح التي يحققها قسم معين من ألاقسام إلانتاجية بالشركة.
-ألاسهـم العاديـة ذات التـوزيعـات املخصـومـة :وهي ألاسهم العادية التي يجري فيها خصم
3
التوزيعات من إلايرادات قبل حساب الضريبة.
-ألاسهـم العـاديـة املضمـونـة :هذا النوع من ألاسهم يعطي لحاملها الحق في مطالبة الشركة
بالتعويض إذا ما انخفضت القيمة السوقية لألسهم إلى حد معين خالل فترة محددة عقب
4
إلاصدار.
-2-1ألاسهم املمتازة ( :)Prefrred Sharesيمثل السهم املمتاز سند ملكية وإن كانت ملكيته تختلف
عن امللكية التي تنشأ عن ألاسهم العادية ولهذا السهم قيمة اسمية ودفترية وأخرى سوقية وليس له
تاريخ استحقاق ،إذ تجمع ألاسهم املمتازة بين سمات ألاسهم العادية والسندات فهي تتفق مع ألاسهم
العادية من حيث أنها مستند ملكية ليس له تاريخ استحقاق محدد ،وأن مسؤولية حملة هذه ألاسهم
محدودة بمقدار مساهمتهم في رأس املال كما ال يحق لحملة هذه ألاسهم املطالبة بنصيبهم من ألارباح،
التوزيعات5. إال إذا قررت إلادارة إجراء
يلي6: مميزات ألاسهم املمتازة :من أهمها ما
-حق تراكم العوائد وذلك بتجميعها لفترات متتالية ثم استالمها بعد عدة سنوات ،ضمن الفترة
املحددة لهذا السهم وإن هذا الحق كثيرا ما يحرم منه أصحاب ألاسهم العادية.
-حق تحويل السهم املمتازة إلى أسهم عادية وذلك عندما يجد أصحاب ألاسهم املمتازة أن حصص
السهم العادية من ألارباح املوزعة عالي نسبيا مقارنة بعوائد ألاسهم التي يمتلكونها.
919
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
-هناك التزام هام اتجاه الشركة والذي هو قابلية الاستدعاء وقد يكون ذلك وفق شروط معينة
مثال بعد فترة محددة من تاريخ إلاصدار بعوائد يتخذ القرار بشأنها آنذاك.
-2أدوات املديونية
يعتبر السند ورقة متداولة تمثل دينا طويل ألاجل على الشركة املصدرة أو أي هيئة أخرى وهو
جزء من الدين الكلي لها ،وعليه فإن السندات هي تلك ألاوراق املالية التي تمثل وسيلة تستعملها
الشركات للحصول على رؤوس ألاموال في شكل ديون طويلة ألاجل عندما ال تكفي ألاموال الخاصة التي
يقدمها املساهمون لتمويل املشاريع ،وبذلك فإن حملة السندات ما هم في حقيقة ألامر إال دائنين بالنسبة
فوائد1. للشركات كما أن لحملة السندات ألاسبقية في حالة التصنيف والحصول على
يلي2: -1-2الخصائص الرئيسية للسندات :تتمثل خصائص السندات فيما
-السند أداة استثمارية ثابتة الدخل :يعتبر السند من أدوات الاستثمار ثابتة الدخل ألن حامله
يتقاض ى فائدة سنوية ثابتة ،بينما يتغير الدخل السنوي لحامل السهم العادي تبعا لتغيير ألارباح
السنوية التي تحققها الشركة املصدرة وتبعا لتغيير نسب توزيع ألارباح ،ويشبه السند في ثبات
دخله السنوي السهم املمتاز.
-محدودية ألاجل :يصدر السند بأجل محدد يستحق بحلوله وينص على هذا ألاجل صراحة في
عقد إلاصدار ،وهذا على عكس السهم الذي ال يحدد بأجل بل يبقى قائما مادامت الشركة
املصدرة قائمة ،ويعتبر أجل السند عنصرا هاما في تحديد معدل فائدة السند وكذلك سعره
السوقي.
-القابلية للتداول :يشبه السند السهم في هذه الخاصية وتسري بخصوص تداول السند نفس
ألاحكام املطبقة بشأن تداول السهم وخاصية التداول تساهم في توفير سيولة إضافية للسندات
طويلة ألاجل في السوق الثانوي.
1عبد الغفار حنفي ،استراتيجيات الاستثمار في بورصة ألاوراق املالية :أسهم ،سندات ،وثائق الاستثمار ،الخيارات ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،3001،ص.314 :
2محمد مطر ،إدارة الاستثمارات ،إلاطار النظري والتطبيقات العملية ،دار وائل للنشر ،عمان ،3004 ،ص.337 :
3هوشيار معروف ،مرجع سابق ،ص.770 :
911
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
-أنها أدوات تعاقدية تقوم على التزامات مالية بين املصدر واملستثمر ،تحدد فيها العوائد الدورية
وحتى نهاية فترة التسديد بمعدالت ثابتة ،وذلك مهما تقلبت ألاسعار السوقية ومهما كانت ربحية
الجهات املصدرة وظروفها املالية.
-تتحرك عوائد السندات في اتجاه معاكس ألسعارها وذلك ألن مستثمري السندات يخصمون
التدفقات النقدية املستقبلية الثابتة عند ألاسعار املرتفعة للعوائد ،وهنا فإن املعدالت ألاعلى
للخصم تعطي قيما حالية أدنى للسندات.
-يتميز السند باألمان في استرداد املبلغ املستثمر والفوائد املترتبة عليه عند الاستحقاق.
-2-2أنواع السندات :تقسم السندات إلى أنواع عدة حسب معيار التقسيم ،وفيما يلي أهم هذه
التقسيمات:
إلاصدار1: تقسيم السندات على أساس جهة
-السندات الحكومية :تمثل السندات الحكومية أداة دين طويل ألاجل شأنها في ذلك شأن
السندات التي تصدرها شركات ألاعمال ،وهي عبارة عن أوراق مالية تصدرها الحكومات لتمويل
احتياجاتها الجارية والاستثمارية ومنها موازنة العجز في املوازنة أو مواجهة التضخيم وامتصاص
السيولة الفائضة لدى ألافراد ،وممارسة التأثير في السوق النقدية من خالل بيع السندات كـأحد
عمليات السوق املفتوحة.
-السندات ألاهلية :تصدر عن املؤسسات املالية والشركات املساهمة العاملة في القطاع الخاص،
ومن أمثلتها ما يعرف بالسندات العادية والسندات املضمونة بعقار.
إلاصدار2: تقسيم السندات على أساس شكل
-سند لحامله :يكون السند لحامله عندما يصدر خاليا من اسم املستثمر كما يوجد في هذه الحالة
سجل ملكية لدى جهة إلاصدار وتنتقل ملكية السند بمجرد الاستالم.
-سندات اسمية أو مسجلة :يكون السند اسميا متى حمل اسم مالكه كما يوجد سجل خاص
بملكية السند لدى الجهة املصدرة.
تقسيم السندات على أساس ألاجل:
-سندات قصيرة ألاجل :وهي السندات التي ال يتجاوز أجلها عاما واحدا ويعتبر هذا النوع أداة تمويل
قصيرة ألاجل.
913
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
-سندات طويلة ألاجل :وهي السندات التي يزيد اجلها عن 1أعوام وتعتبر أداة تمويل طويلة ألاجل
لذا تتداول في سوق رأس املال وتصدر بمعدالت فائدة أعلى من التي على السندات قصيرة ألاجل.
الضمان1: تقسيم السندات على أساس
-السندات املضمونة :تكفل لحاملها الحق في وضع يده على ألاصل محل الضمان والذي يكون في
العادة أصال حقيقيا وذلك في حالة توقف املدين عن الوفاء بأصل السند أو بفائدته ،مثل
السندات العقارية.
-السندات غير املضمونة :يعتمد الدائن فقط على تعهد املصدر بالدفع ،ويكون مضمونا فقط
بالديون العامة للمدين.
أو إلاطفاء2: تقسيم السندات حسب القابلية لالستدعاء
-سندات غير قابلة لالستدعاء :وهي السندات التي يكون لحاملها الحق في الاحتفاظ بها لحين انتهاء
أجلها وال يجوز للجهة املصدرة استدعائها لإلطفاء ألي سبب من ألاسباب ،وألاصل أن تكون
السندات غير قابلة لالستدعاء إال إذا نصت على قابلية استدعائها بصراحة في عقد إلاصدار.
السندات القابلة لالستدعاء :وهي السندات املشمولة بشرط الاستدعاء وتصدر عادة بعالوة -
3املشتقات املالية
تعرف املشتقات املالية بأنها أدوات استثمارية تشتق قيمتها من أصول مالية أو مادية ،تستعمل
في التحوط من مخاطر تقلبات أسعار ألاصول املالية ،ويمكن أن نوجز أهم أشكالها في العقود التالية:
املبادالت3. عقود الخيارات ،العقود آلاجلة ،العقود املستقبلية وعقود
-1-3العقود املستقبلية ( :)Futures Contractsتعرف العقود املستقبلية على أنها عقود ملزمة نمطية
بين البائع واملشتري لشراء أو بيع أصل معين على أن يتم التسليم والاستالم في فترة قادمة متفق عليها
في تاريخ استحقاق العقد ،عادة ما يفرض على طرفي العقد إيداع هامش ضمان في صورة نقدية أو
أوراق مالية لدى السمسار ،هذه العقود يتم تداولها في أسواق منظمة وبمساعدة غرفة املقاصة أو
بيوت التسوية .تستخدم هذه العقود في التحوط من املخاطر وكذا الاستثمار حيث يتم إعادة بيع العقد
قبل تاريخ الاستحقاق.
914
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
-2-3العقود آلاجلة ( :)Forwards Contractsالعقود آلاجلة هي عقود غير نمطية تبرم بين طرفين
لشراء أو بيع كمية معينة من ألاصول وبسعر محدد وقت إتمام العقد ،على أن يكون التسليم والاستالم
في فترة الحقة متفق عليها بمجرد إبرام العقد ،تستعمل هذه العقود في التحوط من املخاطر.
جدول رقم ( :)80أهم الفروق بين العقود املستقبلية والعقود آلاجلة
العقود املستقبلية العقود آلاجلة وجه املقارنة
نمطية وتتداول في سوق منظمة هي البورصة. شخصية ويتم التوصل إليها بالتفاوض بين نوع العقود
أطراف العقد.
تتم مراقبة ألاسعار بصفة يومية مما يعني تعديل سعر العقد يظل السعر ثابتا خالل فترة العقد ويتم دفع ثبات السعر
بصفة مستمرة بحسب تغيرات سعر ألاصل محل العقد. املبلغ إلاجمالي في نهاية مدة العقد. املحدد في العقد
ال يتم إنهاء العقد بتسليم ألاصل ،وفي حقيقة ألامر فإن يتم إنهاء العقد بالتسليم عادة. تسليم ألاصل
العقود التي يتم إنهاؤها بالتسليم ال تتجاوز نسبتها %3من
العقود املتداولة
مع كل تغير في السعر يحقق أحد طرفي العقد مكسبا يضاف ال توجد متطلبات للهامش املبدئي نظرا لعدم تسوية املكاسب
للهامش ويجوز سحبه ،ويحقق الطرف آلاخر خسارة يجب مراقبة التحركات السوقية بصورة دورية والخسائر ألطراف
إيداعها مرة أخرى ليصل الهامش إلى الحد املطلوب. العقد
غرفة املقاصة أو التسوية تكون هي الطرف آلاخر من أي عقد -نوايا أطراف العقد واملالءة التي يتمتعون بها. ضمانات تنفيذ
مستقبلي ،فكل مشتري في أي عقد مستقبلي تكون غرفة -عادة ما تبرم هذه العقود بين مؤسستين الالتزامات الواردة
املقاصة هي البائع له ،وكل بائع تكون هي املشتري منه. ماليتين أو مؤسسة مالية وأحد عمالئها. في العقد
-ال يمكن تصفية العقد قبل استحقاقه إال
لدى طرفيه وبموافقتهما.
-تنطوي على مخاطر ائتمان قليلة باملقارنة مع العقود آلاجلة. -مرونة في التفاوض على أي شروط مرغوبة املزايا
-تكون أكثر سهولة من العقود آلاجلة فأي طرف إذا رغب في من طرفي العقد.
تصفية موقفه يستطيع أن يدخل في مركز معاكس ملركزه -سهولة الاستخدام.
ألاول.
-يتعرض أطراف العقد آلاجل إلى مخاطر ال يمكن تطويعها لتلبية رغبات أطراف العقد ،كونها عقود العيوب
الائتمان والتي تنتج عن عدم قدرة أحد نمطية ومحددة الشروط بواسطة البورصة.
أطراف العقد على الوفاء بالتزاماته.
-أقل سيولة ،حيث ال يتمكن أي طرف من
الخروج من العقد إال بإيجاد طرف آخر يحل
محله ويقبله الطرف آلاخر.
املصدر :طارق عبد العال حماد ،املشتقات املالية (مفاهيم-إدارة املخاطر-املحاسبة) ،إلاسكندرية ،الدار الجامعية،
،3007ص ص.774-773 :
-3-3عقود الخيار ( :)Option Contractsالخيار عقد يعطي الحق لحامله(املشتري) في أن يشتري أو
يبيع أصال من ألاصول مقابل عمولة غير قابلة لالسترداد ،على أن يتم تسليم ألاصل املعني وتسديد قيمته
في تاريخ الحق(تاريخ التنفيذ) ،ويكون الطرف الثاني أو بائع الخيار ملزم بتسليم أو استالم ألاصل إذا ما
مارس املشتري حق التنفيذ .ووفقا ملعيار توقيت التنفيذ تصنف الخيارات إلى خيار أمريكي بموجبه يسمح
911
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
للمشتري التنفيذ في أي وقت خالل فترة العقد ،أما الخيار ألاوروبي ال يسمح للمشتري بالتنفيذ إال في
تاريخ انتهاء العقد.
-4-3عقود املبادالت ( :)Swap Contractsتعرف أيضا ب( )swapsوهي عقد بين طرفين يتم من خالله
استبدال تدفقات مالية محددة ناتجة عن القروض أو صفقات العمالت أو غيرها مقابل تركيبة أو
تدفقات أخرى بغرض تخفيض تكاليف تلك الصفقات ،ومن أمثلة عقود املبادلة نجد عقود مبادلة
أسعار الفائدة ،عقود مبادلة العمالت وتستعمل هذه العقود في التحوط من تقلبات أسعار الفائدة
وأسعار الصرف وغيرها من املخاطر.
1منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،مرجع سابق ،ص.734 :
911
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
ومن أهم ما يميز هذا النوع من ألاوامر أن املستثمر متيقن من القيمة التي سيدفعها إذا كان
أمر شراء ،والقيمة التي سيتحصل عليها في حالة أمر بيع ،أما من أهم عيوبه فهو عدم التأكد من
أن سعر السوق قد يصل إلى السعر املحدد ومنه ال تنفذ الصفقة ،حتى و إن كان سعر السوق
مساوي لسعر التنفيذ فان قاعدة "الوارد أوال ينفذ أوال" قد ال يسمح بتنفيذ ألامر بالسعر املحدد
1
إذا كان ترتيبه متأخرا.
-2-1-4ألاوامـر املحـددة لوقـت التنفيـذ :يقصد بها ألاوامر التي يكون فيها الزمن هو الحد الفاصل في
تنفيذها ،وقد يكون ألامر مفتوحا أي ألجل غير محدد حيث يبقى ساري املفعول حتى يتم تنفيذه أو
إلغاؤه ،وما يميز هذا النوع من ألاوامر أن الظروف املحددة لسعر الورقة املالية تتغير من لحظة ألخرى
وبالتالي على العميل أن يغير أوامره من فترة ألخرى حتى تتناسب مع ألاوضاع املتجددة.
نذكر منها2: -3-1-4ألاوامـر التـي تجمـع بين سعـر ووقـت التنفيـذ :تتحدد بتعدد الحاالت ويمكن أن
oألاوامـر املحـددة للسعـر خـالل فتـرة معينـة :في هذه الحالة يحدد املستثمر للسمسار سعر معينا
للتنفيذ مع اشتراط فترة زمنية محددة إلتمام الصفقة ،وبالتالي فهي تجمع بين مزايا ألاوامر املحددة
للسعر وألاوامر املحددة للزمن.
oأوامـر مفتـوحـة لوقـت ومحـددة بسعـر :هي تلك ألاوامر التي يشترط إلتمام الصفقة أن يصل سعر
السوق إلى السعر الذي يحدده املستثمر أو أفضل منه على أن ال يتم تحديد فترة معينة لتنفيذه،
فإذا كان السعر السوقي أعلى قليال (حالة أمر شراء) أو أقل قليال (حالة أمر بيع) عن السعر املحدد
فان ألامر لن ينفذ على إلاطالق.
oألاوامـر الخاصـة :زيادة على ألاوامر السابقة ثمة أنواع خاصة من ألاوامر أهمها:
-أوامـر إلايقـاف :بمقتض ى هذا ألامر يحدد املستثمر سعر إيقاف ،فإذا كان ألامر يتعلق بالبيع
فان سعر إلايقاف يجب أن يكون أقل من السعر السوقي في وقت إصدار ألامر .وبالعكس إذا
إصدار ألامر3. كان ألامر يتعلق بالشراء فان سعر إلايقاف يكون أكبر من السعر السوقي في وقت
-أوامـر إلايقـاف املحـددة :تعالج أوامر إلايقاف املحددة عدم التأكد بشأن السعر الذي تنفذ به
الصفقة في حالة استخدام أوامر إلايقاف ،ففي هذا النوع من ألاوامر يضع املستثمر حد أدنى
لسعر البيع وحد أقص ى لسعر الشراء وال يتم التعامل إال بذلك السعر أو بسعر أفضل منه،
1محمد صالح الحناوي ،تقييم وتحليل ألاسهم والسندات ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،مصر ،3004 ،ص ص34-32 :
2منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،مرجع سابق ،ص.720 :
3محفوظ جبار ،تنظيم وإدارة البورصة ،مرجع سابق ،ص.90 :
911
املحور السابع ______________________________________________________________________ سوق رأس املال
ومن عيوب هذا النوع أن أسعار السوق قد تتغير بسرعة وبالتالي لن يتمكن السمسار من تنفيذ
بالسعر املحدد1. الصفقة
-2-4تسـوية الصفقـات :بالنسبة لتسوية الصفقات تكون بعد تنفيذ ألامر ،ويقوم السمسار بدوره
بتسوية املعاملة حيث يتم تسليم ألاوراق املالية للمستثمر وبذلك يصبح املالك القانوني لألصل محل
الاستثمار ،مع دفعه قيمة الصفقة والعمولة والرسوم وذلك خالل يوم التسوية .والتسوية قد تكون
نقدية ،وقد تكون بائتمان بين املستثمر وبين السمسار أو ما يسمى "التعامل باملكشوف" ،أما بالنسبة
لشهادة امللكية فيمكن الاحتفاظ بها لدى املستثمر املالك ،أو إبقائها في بيت السمسرة الوكيل ،للداللة
والتسويق2. على امتالك هذه ألاخيرة أوراقا مالية قابلة للتداول
وغير مباشرة3. -3-4تكـاليـف التنفيـذ :ينطوي تنفيذ ألاوامر على نوعين من التكاليف ،تكاليف مباشرة
-1-3-4التكـاليـف املبـاشـرة :تشتمل على تكاليف املعامالت باإلضافة إلى تكاليف أخرى ،بالنسبة لتكاليف
املعامالت تحسب في شكل نسبة مئوية من املبلغ الكلي للصفقة وتشتمل هذه التكلفة على عدد من
العناصر أهمها :عمولة السمسرة والتي تمثل ما يدفع للسمسار وتتحدد بالتفاوض ،الخصم على السعر
والذي يمنحه املشتري للبائع ،باإلضافة إلى الضرائب والرسوم املستحقة إلدارة البورصة عند نقل
وتحويل ملكية ألاوراق املالية.
إلى جانب تكاليف املعامالت هناك مصاريف يدفعها املستثمر عن ألاوامر الكسرية إلى جانب
الفوائد على ألاموال املقترضة بغرض الاستثمار في ألاوراق املالية ،الفوائد التي يدفعها املستثمر على
عمليات الشراء غير النقدي والضريبة على التوزيعات والفوائد ،وأخيرا الضريبة على ألارباح الرأسمالية
التي يحققها املستثمر.
-2-3-4التكـاليـف غيـر املبـاشـرة :تتمثل أهم عناصرها في:
-تكلفة الفرصة البديلة والتي تتمثل في العائد الذي كان يمكن الحصول عليه لو تم توظيف تلك
ألاموال في مجاالت استثمار أخرى.
-تكلفة الوقت والجهد املبذول من قبل املستثمر في تقييم وتحليل ألاوراق املالية محل الاستثمار.
-التكلفة النفسية وهي تلك الحالة من القلق التي تنتاب املتعامل حول الاستثمار واحتمال تدهور
قيمته.
1منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،مرجع سابق ،ص724-722 :
2مصطفى يوسف كافي ،مرجع سابق ،ص ص727-720 :
3أحمد بوراس ،أسواق رؤوس ألاموال ،مطبوعات جامعة منتوري ،قسنطينة ،3002-3003 ،ص ص778-774 :
911
المحور الثامن :السوق النقدية
تمهيد
تشكل السوق النقدية املكان املفضل إلعادة تشكيل السيولة البنكية وتوفير أدوات الدفع للبنوك،
وهو ما يجعل من السوق النقدية املتطورة واملنظمة إجراء هاما في طريق تدعيم إلاجراءات التنافسية
وتسهيل دور السلطات النقدية في ممارسة رقابة فعالة على الائتمان والنقود داخل الاقتصاد.
ضمن السوق النقدية وإلى جانب سوق ما بين البنوك " "Marché Interbancaireالتي يعتمد عليها
البنك املركزي بشكل أساس ي لتدخالته في إطار سياسة الضبط ،تتواجد كذلك سوق لسندات الدين
القابلة للتداول " "Marché des titres de créances négociablesوالتي من شأنها أن تشكل مع سوق ما
بين البنوك سوق نقدية جديدة وموسعة ،إذ تعد هذه السوق بمثابة نقطة التقاء ما بين سوق رؤوس
ألاموال قصيرة ألامد وطويلة ألامد أين تعرض مجموع السندات قصيرة وطويلة ألاجل من سندات
عمومية وأذونات خزينة وشهادات إلايداع لألعوان ذوي القدرة املالية.
وعلى غرار املحور السابق تم تخصيص هذا الجزء الستعراض املفاهيم الرئيسية املتعلق بالسوق
النقدية وخصائصها باإلضافة إلى مكوناتها وأدواتها وأهم املتدخلين على مستواها.
1محمود حامد عبد الرزاق ،اقتصاديات النقود والبنوك وألاسواق املالية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،3102 ،ص.241 :
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
وتتمثل الجهات املتعاملة في هذه السوق في السماسرة والبنوك التجارية والجهات الحكومية وذلك
بالنسبة لألوراق املالية التي تصدرها الحكومة وهيئاتها املحلية ،1حيث تقاس أوضاع أسواق النقد
بمستوى معدالت الفائدة قصيرة ألاجل ،أو ما يسمى بمعدالت سوق النقد وينطوي تحتها عدد كبير من
املعدالت أبرزها معدل الخصم ،معدل الفائدة على الاقتراض ما بين البنوك ،ومعدل الفائدة على
شهادات إلايداع.
أيضا فإن أسواق النقد عبارة عن "ألاسواق التي يتم من خاللها إلاقراض والاقتراض بين البنوك
بشكل أساس ي ،وترتكز على عامل أساس ي مهم هو سعر الفائدة والذي يتحدد بناء على العرض والطلب
على رؤوس ألاموال قصيرة ألاجل في السوق ،ويعتبر سوق النقد رافدا هاما للتمويل قصير ألاجل إذ أنه
يوفر الفرصة للمقترضين بالحصول على ألاموال الالزمة باألجل القصيرة ،ومن مزاياه املرونة والسيولة
املخاطرة"2. العالية وانخفاض درجة
ويعتبر السوق النقدي "أقدم أسواق رأس املال ،حيث ارتبطت نشأته بظهور ألاوراق النقدية ،وهو
سوق للتمويل قصير ألاجل يتم فيه تداول ألادوات املالية قصيرة ألاجل ،وتقوم البنوك املركزية لكل بلد
بمهمة تنظيم العمليات املدرجة في السوق النقدي ،وتتعامل في هذه السوق البنوك التجارية التي تقوم
باستثمار فوائضها وتحصيل احتياجاتها من السوق النقدي اعتمادا على احتياطاتها لدى البنك املركزي3.
1منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،مرجع سابق ،ص.6 :
2جمال جويدان الجمل ،دراسات في ألاسواق املالية والنقدية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،ألاردن ،3113 ،ص.21 :
3مروان عطون ،مرجع سابق ،ص.06 :
4عادل أحمد حشيش ،مرجع سابق ،ص ص.053-051 :
060
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
السوق ألاولي ،ويتكون سوق النقد الثانوي بصفة عامة من سوقين فرعيين على حسب نوع العمليات
ألاجل1. التي تتم في كل منهما وهما :سوق الخصم وسوق القروض قصيرة
حيث تختلف تقسيمات أسواق النقد من بلد إلى آخر وذلك تبعا لدرجة تطور هذه ألاسواق ومدى
قدرة السلطات النقدية على تنظيمها ورقابتها .ففي الواليات املتحدة ألامريكية التي تمثل نموذجا من
حيث التنظيم والرقابة تتكون سوقها النقدية الثانوية من سوقين فرعيتين ،تتمثل ألاولى في سوق
الخصم ( )the Discount Marketوفيها تخصم ألاوراق التجارية من كمياالت وأدوات الخزينة ،وتؤدي
السوق2. البنوك التجارية والبنوك املركزية دورا كبيرا في هذه
وتتمثل السوق الفرعية الثانية للسوق النقدية في سوق القروض قصيرة ألاجل إذ توفر فرص
جيدة للمستثمرين لالدخار والاستثمار في أصول مالية ذات مرونة وسيولة مرتفعة ،وعالوة على هذا تتميز
هذه السوق بانخفاض تكاليف الصفقات نظرا إلجراءاتها املرنة وتدني درجة مخاطرها لسببين وجيهين
هما3:
-تدني درجة املخاطرة النقدية :تتميز أسعار ألاوراق املالية بتذبذبها من حين لخر وحيث أن ألاوراق
املالية املتداولة في سوق النقد تتميز بقصر آجال استحقاقها فإن التغيرات الحاصلة في أسعار
الفائدة السوقية عادة ما تكون لها آثار محدودة على ألاسعار السوقية لهذه ألاوراق على نحو يجعل
هامش التغيير ما بين القيمة الاسمية والقيمة الحقيقية للورقة املالية ضيقا جدا إلى الحد الذي
ال يؤدي إلى تكبيد حاملها خسائر كبيرة فيما لو أقدم على بيعها أو خصمها قبل تاريخ استحقاقها.
-تدني درجة مخاطرة الدين :تتمثل مخاطرة الدين في عدم قدرة املقترض على تسديد ما عليه من
التزامات اتجاه دائنيه ،وطاملا أن ألاوراق املالية املتداولة في سوق النقد تصدر عن مراكز مالية
ذات مالءة مالية قوية كالبنوك التجارية والبنوك املركزية فإن احتماالت عدم القدرة على الوفاء
بالدين ستكون جد ضئيلة إن لم تكن منعدمة تماما.
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
ألاوراق التجارية العادية( :الكمبياالت ،السندات الاذنية ).....وهي أوراق تصدرها عادة الشركات
ذات السمعة التجارية الحسنة ،وشركات التأمين وبعض الشركات غير املصرفية حيث أن أجل
استحقاق هذه إلاصدارات يكون قصيرا ،ففي العادة يفضل معظم حائزيها من املستثمرين أن
يحتفظوا بها حتى أجل السداد على أن يقوموا ببيعها ولذلك يكون سوق تداول هذه ألاوراق
ضعيف نسبيا ،ألامر الذي ينعكس على تعرض أسعارها في العادة لتقلبات كبيرة.
القبوالت املصرفية :وهي سندات مسحوبة على املصرف من قبل عميل يطلب فيها من البنك أن
يدفع ألمره أو ألمر شخص ثالث مبلغا محددا من املال في املستقبل وفي موعد محدد سلفا ،وتظهر
الحاجة إليها بصفة خاصة في ميدان تمويل التجارة الخارجية والداخلية.
أذونات الخزانة :وهي سندات دين تصدرها الحكومة ألجال تتراوح بين 2و 6أشهر ،تقوم بطرحها
في السوق عادة عن طريق املصرف املركزي ،وعادة ما يتم إصدار هذه ألاذونات كل شهر.
-2-2-2سوق القروض قصيرة ألاجل :وتشمل هذه السوق جميع أنواع القروض التي تعقد ألجال قصيرة
تتراوح بين أسبوع واحد وسنة كاملة ،ويكون قوامها من املشروعات وألافراد من ناحية ،واملصارف
التجارية وبعض مؤسسات إلاقراض املتخصصة في منح الائتمان قصير ألاجل من ناحية أخرى.
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
-3أهم املتدخلين
يشارك في أعمال السوق النقدي العديد من املؤسسات وألافراد ،وأما املؤسسات الرئيسية
العاملة فيه فهي :البنوك التجارية ،والشركات ،والبنك املركزي ،واملتعاملون باألوراق املالية ،سماسرة
ألاوراق املالية ،واملستثمرون من ألافراد ،وبعض املؤسسات املالية كصناديق الاستثمار وصناديق
1شقيري نوري موس ى وآخرون ،املؤسسات املالية املحلية والدولية ،دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،3119 ،ص ص-34 :
.39
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
التقاعد وشركات التأمين وغيرها .إال أن البنوك التجارية تلعب الدور الرئيس ي في عمليات السوق
النقدي .1وفيما يلي شرح ألهم املؤسسات العاملة في السوق النقدي.
-1-3البنوك التجارية :وهي من أهم وسطاء النقد ،كما تعمل هذه البنوك أيضا في سوق رأس املال،
وهي مؤسسات تقوم بتعبئة املوارد املالية عن طريق إصدار التزامات على نفسها تتخذ شكل الودائع
الجارية ،والتي تتداول باستخدام الشيكات والودائع الادخارية ،والتي تدفع عند الطلب من قبل مالكيها،
وتسحب عادة عن طريق السحب النقدي املباشر من هذه الودائع ،وكذلك الودائع آلاجلة لفترة محدودة
من الزمن ،وتقوم البنوك التجارية باستخدام املوارد املالية لهذه الودائع في تقديم القروض للتجار،
2
املستهلكين ،قروض بضمان عقارات وكذلك في شراء أوراق مالية حكومية.
-2-3الخزينة العمومية :تعد الخزينة العمومية وحدة مالية وليست مؤسسة مالية ،وظيفتها املالية
العمومية3. نجدها في ميزانية العمليات املالية للخزينة
وتعتبر الخزينة العمومية املقترض الرئيس ي في ألاسواق النقدية نظرا ملا تمثله حوالات الخزينة
والسندات الحكومية قصيرة ألاجل من أهمية في ألادوات التي يتم التعامل بها في هذه ألاسواق حيث
هذه4. تمثل الجزء املهم من أدوات التعامل
-3-3املؤسسات ألاخرى وألافراد :تشارك مؤسسات وشركات أخرى في أعمال السوق النقدي كشركات
التأمين وصناديق التقاعد وصناديق الادخار وغيرها عن طريق الاستثمار في أدوات السوق النقدي حيث
توفر لها عوائد مجزية وبدرجة عالية من السيولة .فتستثمر في أذونات الخزينة والسندات قصيرة ألاجل
التي تدر عليها ً
عائدا وتتمتع بدرجة عالية من السيولة لتؤمن لها احتياجاتها الالزمة للوفاء بالتزاماتها.
كذلك فإن ألافراد يتعاملون في السوق النقدي بشكل كبير من خالل الودائع التي يحتفظون بها لدى
البنوك ،ومن خالل أدوات الاستثمار قصيرة ألاجل املتداولة فيها .فالسوق النقدي توفر لألفراد عوائد
مدفوعاتهم5. من استثماراتهم فيها وتعمل على تسهيل
-4-3البنك املركزي :يمارس البنك املركزي في هذا إلاطار دوره لتحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي
وتمويل عملية التنمية ،من خالل عدة وظائف واملتمثلة في منح القروض للبنوك ،إعادة خصم ألاوراق
التجارية واملالية ،الاحتفاظ بجزء من الاحتياطات النقدية للبنوك ،التسيير واملحافظة على احتياطات
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
الذهب والعمالت ألاجنبية ،مقاصة الحسابات بين البنوك واملؤسسات املالية ،إصدار النقود الائتمانية
1
والرقابة على الائتمان.
وعليه فالبنوك املركزية تعمل بشكل مباشر وغير مباشر في السوق النقدي من خالل إدارتها
للسياسة النقدية للبلد ،كما يعمل البنك املركزي في السوق النقدي من خالل قيامه بأعمال املراقبة
النقدي2. والتوجيه للبنوك التجارية التي تعتبر من املشاركين الرئيسيين في السوق
-5-3وسطاء السوق النقدية:
-السماسرة :وهم الوسطاء باملعنى البسيط الذين ال يشترون وال يبيعون لحسابهم أي أوراق في
السوق النقدية ،ويتلقون عمولة فقط على جمعهم املؤسسات العارضة للنقود املركزية مع
املؤسسات الطالبة لها دون أن يظهروا على أنهم أجزاء مقابلة في العملية ،وفي الجزائر دور
س من طرف البنك مركزي.السمسار في السوق النقدية ُي َما َر ْ
-بيوت إعادة الخصم :وتأخذ شكل بنوك أو مؤسسات مالية يعتمد نشاطها على شراء وإعادة بيع
ّ
ألاوراق املتداولة في السوق النقدية مقابل النقود املركزية ،وال تستطيع قبول ودائع الجمهور إال
في حدود ضيقة ،كما تؤدي وظيفة مهمة وهي الوساطة بين البنوك والبنك املركزي في أغلب
تدخالت هذا ألاخير.
-بيوت القبول :هي مؤسسات خاصة بعمليات الاستيراد والتصدير تقوم بقبول ألاوراق التجارية
بالتوقيع على هذه ألاوراق املسحوبة على عمالئها ،هذا ما يؤكد تعهدها بدفع قيمة ألاوراق عند
حلول تاريخ الاستحقاق الذي هو عادة ألجل قصير وهذا ما يساعد على زيادة تداول ألاوراق داخل
العالم"3. السوق النقدية" ،وتوجد بيوت القبول أساسا في إنجلترا ،حيث كانت تتركز أغلب تجارة
-بيوت التوفير :يقصد بها املؤسسات التي تتلقى ألاموال قصيرة ألاجل من أجل توظيفها في
استثمارات طوية ألاجل ،فمهمتها تتمثل في تجميع ما يوفره ألافراد من نقود وتوظيفه في استثمارات
هامة ،على الرغم من ضآلتها ،في شراء أسهم وسندات املشروعات ،وهي تتمكن من ذلك بسبب
غير صاحبها4. وفرة املبالغ التي تجمعها ،كما أنها ودائع شخصية ال يسمح بسحبها من
066
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
وتباع باملزاد العلني على أساس تنافس ي أو غير تنافس ي ،في حالة املزاد التنافس ي يقوم املستثمرون
باإلعالن عن الكمية من أذونات الخزينة التي يرغبون في شرائها والسعر الذي يستعدون لدفعه ثمنا لها،
فكلما كان السعر املعروض مرتفعا كلما قل العائد عليها ،وتقوم عادة العديد من املؤسسات التي ترغب
في الاستثمار في أذونات الخزينة بالتنافس على شرائها ،ويتم نشر املعلومات عن املزادات بالنسبة ألذونات
الخزينة أسبوعيا في العديد من املنشورات.
التالية1 : وتتميز أذونات الخزينة عن غيرها من أدوات السوق النقدي بالخصائص
-خلوها من املخاطر :ألنها صادرة عن الحكومة ،حيث تتميز بالثقة وألامان.
-السيولة العالية :تعتبر بديال عن النقدية ،وعلى درجة عالية من السيولة ،ويتضح ذلك من الفرق
بين السعر الذي يستعد املستثمرون لدفعه ثمنا لها والسعر الذي يبيعونها به ،وهذا الفرق يتراوح
في العادة ما بين 3إلى 4نقاط وهو أقل من أي مثيل له ألية أداة مالية أخرى.
-املعاملة الضريبية :عادة ما يكون العائد عليها معفى من الضريبة.
-تصدر في العادة بفئات قليلة مما يجعلها أكثر جاذبية من غيرها لالستثمار خاصة بالنسبة لصغار
املستثمرين.
-تنوع املستثمرون فيها ،فيستثمر فيها ألافراد ،وصناديق الاستثمار املشتركة ،والبنوك ،والبنك
املركزي ،واملستثمرون ألاجانب.
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
أي أن العملية في حد ذاتها وكأنها عملية اقتراض برهن ألاوراق املالية لدى الطرف املقرض ،ألن
ألاوراق املالية ستعود ثانية لصاحبها عند دفع القيمة مع عوائدها املتمثلة في فرق السعرين (البيع
وإعادة الشراء) ،وعمولة ضئيلة متعارف عليها في السوق تسمى عمولة قص الشعر ( ،)Hair cutوالتي
تتغير حسب املدة ودرجة سيولة ألاوراق املالية وحجم العملية ،واملركز الائتماني للمشاركين في العملية،
ونشاط املتعامل (بائع الورقة والراغب في إعادة شرائها) ،أي أن العمولة تعكس درجة املخاطرة في
العملية ،وهناك أنواع مختلفة من عمليات إعادة الشراء لتناسب الاحتياجات املختلفة أي أن هذه
1 العمليات تتميز باملرونة ،ومن أنواعها:
-إعادة شراء أوراق مماثلة :ويطلق عليها اسم ( )dollar repoوفي هذه الحالة يسمح للبائع بإعادة
شراء أوراق مالية مشابهة لألوراق املالية ألاصلية.
-إعادة شراء أوراق مالية تحمل نفس عائد الورقة ألاصلية )fixed coupoa repo( :وبموجبها يوافق
البائع على إعادة شراء أوراق مالية تحمل نفس عائد الورقة ألاصلية.
-ضمان عائد مشابه للعائد ألاصلية ( )yield maintenanceويعني إعادة شراء اوراق مالية تعطي
عائدا مشابها لعائد ألاوراق املالية ألاصلية ،وليس بالضرورة أن يكون نفس العائد للورقة ألاصلية.
061
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
وتعتبر القبوالت البنكية من أقدم أدوات السوق النقدي استخداما ،حيث كانت من ألادوات
املالية ألاولى التي استخدمها التجار والبنوك في العصور الوسطى حيث كان البنك يضمن الورقة التي
يوقعها أحد عمالئه ،وتسمى هذه العملية في الوقت الحاضر بالقبول البنكي ،واستمر التعامل بها كوسيلة
الخارجية1. لتمويل التجارة
وتتمثل عملية القبول البنكي اليوم بأن توقع الشركة املستوردة على تعهد بدقة على ضمان الدفع
بختم التعهد بعبارة "مقبول" ( )Acceptedفي مكان معين على التعهد .ولهذا الاجراء هدفين :تعزيز قوة
التعهد بأن تضاف قوة البنك املالية إلى القوة املالية للشركة املتعهدة ،والثاني أنها تجعل من هذا التعهد،
أداة مالية قابلة للتداول في سوق النقد الثانوي ،أي تكسب الورقة املالية (التعهد) سيولة عالية .وتتميز
التالية2: القبوالت البنكية بالخصائص
-يتم خلق هذا النوع من ألاوراق املالية بإحدى طرق ثالثة :عن طريق الاستيراد املحلي ،التصدير
املحلي ،تخزين البضاعة في بلد أجنبي أو شحن البضاعة بين بلدين أجنبيين.
-تتميز بأنها عالية السيولة ،مضمونة ،وتتمتع بعائد يتماش ى مع العوائد على ألادوات ألاخرى العاملة
في السوق النقدي .خاصة شهادات الايداع القابلة للتداول.
011
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
قبل أحد البنوك ،كما تصدر هذه ألاوراق لفترة استحقاق تتراوح ما بين شهرين إلى خمسة أشهر وبفائدة
النقدي1. قليلة ،ويتم تداولها في السوق
ومن أهم ألاوراق التجارية الكمبياالت والسند الاذني :وهي بمثابة تعهد ورقي تصدرها في العادة
شركات ذات سمعة تجارية حسنة وشركات غير مصرفية ،يلتزم به املدين إلى الدائن في تاريخ محدد،
والفرق بين الكمبيالة والسند الاذني يتمثل في أن ألاولى تعد ورقة تجارية ناشئة عن نشاط تجاري داخلي
املزايا2. أو خارجي ويمكن خصمها لدى املؤسسات املالية واملصرفية بينما ال يتمتع السند الاذني بهذه
010
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
من هذه الشهادات أو شراء شهادات لحسابه .أي أن هذه السوق الثانوية التي يتم التعامل فيها
هي سوق غير منظمة (.)Over the counter
-تتميز بسيولتها حيث يمكن بيعها قبل استحقاقها في السوق الثانوي وبسعر الفائدة السائد عند
البيع الذي تحدده أوضاع السوق النقدي .وتعتمد درجة سيولتها على البنك املصدر لها ،ومدتها.
-الضمان :تعتبر شهادات الايداع التزاما على البنك املصدر لها .حيث يكون البنك ملزما بدفع قيمتها
الاسمية والفائدة املستحقة عليها.
-املرونة :تصدر شهادات الايداع بتواريخ مختلفة حسب رغبة البنك املودع ،كما تتسم الفائدة عليها
باملرونة أيضا حيث ترتبط بأسعار الفائدة السائدة في السوق على الودائع لجال مشابهة عند
إلاصدار ،كما يمكن للمودع بيعها قبل استحقاق مدتها والحصول على الفائدة عن املدة التي
احتفظ فيها بشهادة الايداع.
-يمكن اصدار شهادات ايداع لجال مختلفة ،فمنها قصيرة ألاجل ومنها طويلة ألاجل التي تصل
مدتها إلى خمسة سنوات.
-يتم إضافة الفائدة إلى أصل املبلغ املودع في نهاية الفترة املحسوب عنها الفائدة أي يتم احتساب
الفائدة على أساس الفائدة املركبة .وتسمى كل فترة زمنية تحسب عنها الفائدة ( )Legوهي الكلمة
املتعارف عليها في السوق ،فلو فرضنا أن بنك أصدر شهادة ايداع ملدة ثالث سنوات ،على أن يتم
دفع الفائدة كل ثالثة شهور ،فيتم إضافة الفائدة إلى أصل الوديعة في نهاية كل ثالثة شهور.
-تحمل شهادات الايداع فائدة أعلى قليال من الفائدة على أذونات الخزينة ألنها صادرة عن بنك،
وليس عن الحكومة كما هو الحال في أذونات الخزينة ،وبالتالي فاملخاطر أكبر.
-شهادات الايداع نوعان :شهادات ايداع تصدرها بنوك أجنبية في الواليات املتحدة تسمى شهادات
ايداع أمريكية ( ،)Yankee Cdsوالنوع الثاني شهادات ايداع تصدرها البنوك ألامريكية في أسواق
أجنبية تسمى شهادات ايداع أوروبية ( ،)Euro CDsوكال النوعين يمكن أن تكون الفائدة عليه
على أساس الفائدة الثابتة ،أو على أساس سعر الفائدة املتغير الذي يتغير طبقا للتغير في أسعار
الفوائد في السوق.
011
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
تقوم البنوك التجارية الكبرى في كثير من الدول الصناعية بإصدار شهادات إلايداع وتعتبرها
مصدرا هاما لزيادة السيولة ،1فهي من أهم مصادر التمويل لهذه املصارف الذي تحصل عليه من قبل
الحكومية2. الشركات والصناديق املشتركة في السوق النقدية والوكاالت
1غالب عوض الرفاعي ،عبد الحفيظ بلعربي ،مرجع سابق ،ص44 :
2محمد إبراهيم عبد الرحيم ،مرجع سابق ،ص.94 :
3شقيري نوري موس ى وآخرون ،مرجع سابق ،ص.27 :
4املرجع السابق ،ص.27 :
011
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
-9اليورودوالر ()Eurodollar
ازدادت ودائع الشركات ألامريكية بالدوالر في بنوك غير أمريكية نتيجة زيادة املعامالت التجارية
العاملية التي تقوم بها الشركات ألامريكية بالدوالر خارج الواليات املتحدة ألامريكية وخاصة في أوروبا،
وأطلق على هذا النوع من الودائع شهادات إلايداع باليورودوالر ،كما كان للقيود على الحد ألاعلى ألسعار
الفوائد في أمريكا أثر في زيادة الودائع بالدوالر ألامريكي خارج الواليات املتحدة ألامريكية طمعا في الحصول
أعلى3. على أسعار فوائد
بينها4 : كما ساعد على تطوير عمليات سوق اليورو دوالر العديد من العوامل من
011
املحور الثامن ______________________________________________________________________ السوق النقدية
-الاتجاه املتزايد من قبل الدول نحو تخفيف القيود على حركة رؤوس ألاموال ،وتحويل العمالت
بعضها إلى البعض آلاخر.
-عدم إخضاع الودائع بالعمالت ألاجنبية إلى متطلبات الاحتياطيات القانونية التي يتم فرضها على
ودائع املصارف التجارية بالعملة املحلية.
كما أن بعض الشركات ألاوروبية وغيرها من الشركات غير ألامريكية التي تحصل على أثمان
ً
صادراتها بالدوالر .فبدال من قيامها بتحويل حصيلة صادراتها من الدوالرات إلى عملتها املحلية ،تقوم
باستثمار هذه الدوالرات في شهادات إيداع باليورودوالر ،الستخدامها عند الحاجة لتسديد أثمان
مستورداتها في املستقبل.
وفيما يسمى بسوق اليورودوالر ،تقوم البنوك بإقراض الدوالرات املتجمعة لديها إلى من يحتاجها
على شكل قروض اليورودوالر ،وإلايداع أو إلاقراض بالدوالر في بلد غير أمريكا (باليورودوالر) يتم عادة
الواحدة1. بقيمة ال تقل عن املليون دوالر للصفقة
011
قائمة المراجع
قائمة املراجع
711
قائمة املراجع
.20جمال جويدان الجمل ،دراسات في ألاسواق املالية والنقدية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،ألاردن،
.2002
.21هوشيار معروف ،الاستثمارات وألاسواق املالية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.2002 ،
.22وليم عاطف اندراوس ،سوق ألاوراق املالية بين ضرورات التحول الاقتصادي التحرير املالي ومتطلبات
تطويرها ،دار الفكر الجامعي إلاسكندرية ،مصر.2006 ،
.22وسام مالك ،النقود والسياسات النقدية الداخلية (قضايا نقدية ومالية) ،دار املنهل اللبناني للطباعة
والنشر ،بيروت ،لبنان.2000 ،
.21زياد سليم رمضان ،إدارة ألاعمال املصرفية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،ألاردن ،1997،ط.6
.25زينب حسن عوض هللا ،اقتصاديات النقود واملال ،الدار الجامعية للنشر ،بيروت ،لبنان.1991 ،
.26زينب عوض هللا ،أسامة محمد الفولي ،أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت.2002 ,
.27زكريا الدوري ،يسرى السامرائي ،البنوك املركزية والسياسة النقدية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع،
عمان ،الاردن.2006 ،
.29زكريا سالمة عيس ى شطناوي ،آلاثار الاقتصادية ألسواق ألاوراق املالية من منظور الاقتصاد إلاسالمي ،دار
النفائس.2009 ،
.29حمدي عبد العظيم ،السياسات املالية والنقدية :دراسة مقارنة بين الفكر الوضعي والفكر إلاسالمي ،الدار
الجامعية ،مصر.2007 ،
.20حسين بني هاني ،اقتصاديات النقود والبنوك –املبادئ وألاساسيات ،-دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع،
عمان ،ألاردن.2011 ،
.21حسين بني هاني ،ألاسواق املالية :طبيعتها ،تنظيمها ،أدواتها املشتقة ،دار الكندي ،عمان.2002 ،
.22حسين محمد سمحان ،إسماعيل يونس يامن ،اقتصاديات النقود واملصارف ،دار صفاء للنشر والتوزيع،
ألاردن .2011
.22طاهر فاضل البياتي ،ميرال روحي سمارة ،النقود والبنوك واملتغيرات الاقتصادية املعاصرة ،دار وائل للنشر،
ألاردن.2012 ،
.21طارق عبد العال حماد ،املشتقات املالية (مفاهيم-إدارة املخاطر-املحاسبة) ،إلاسكندرية ،الدار الجامعية،
.2001
.25لحلو موس ى بوخاري ،سياسة الصرف ألاجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية ،مكتبة حسين العصرية ،بيروت،
لبنان.2010 ،
.26محب خله توفيق ،الاقتصاد النقدي واملصرفي دراسة تحليلية للمؤسسات والنظريات ،دار الفكر الجامعي
الاسكندرية ،مصر.2011 ،
.27محمد إبراهيم الشلبي ،طارق إبراهيم الشلبي ،مقدمة في ألاسواق املالية والنقدية ،دار النشر ،عمان.2000 ،
711
قائمة املراجع
.29محمد إبراهيم عبد الرحيم ،اقتصاديات النقود والبنوك ،دار التعليم الجامعي ،مصر.2011 ،
.29محمد أحمد الراز ،محاضرات في النقود والبنوك ،مكتبة القاهرة الحديثة ،مصر.1971 ،
.10محمد الصيرفي ،البورصات ،دار الفكر الجامعي ،إلاسكندرية ،مصر.2006 ،
.11محمد مطر ،إدارة الاستثمارات ،إلاطار النظري والتطبيقات العملية ،دار وائل للنشر ،عمان.2001 ،
.12محمد منير إبراهيم ،إدارة ألاسواق واملنشآت املالية ،منشأة املعارف ،إلاسكندرية ،مصر.2002 ،
.12محمد مروان السمان ،محمد ظافر محبك ،أحمد زهير شامية ،مبادئ التحليل الاقتصادي ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،ألاردن.1999 ،
.11محمد عبد العزيز عجمية ،صبحي تادريس قريصة ،النقود والبنوك والتجارة الخارجية ،دار النهضة العربية،
بيروت ،لبنان.1996 ،
.15محمد عزت غزالن ،إقتصاديات النقود واملصارف ،دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان.2002 ،
.16محمد صالح الحناوي ،أساسيات الاستثمار في بورصة ألادوات املالية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية.1997 ،
.17محمد صالح الحناوي ،تقييم وتحليل ألاسهم والسندات ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،مصر2005 ،
.19محمد صالح الحناوي ،جالل إبراهيم العبد ،بورصة ألاوراق املالية :بين النظرية والتطبيق ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،مصر.2005 ،
.19محمد ضيف هللا القطابري ،دور السياسة النقدية في الاستقرار والتنمية الاقتصادية (نظرية-تحليلية-
قياسية) ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،ألاردن ،عمان.2009 ،
.50محمود حامد عبد الرزاق ،اقتصاديات النقود والبنوك وألاسواق املالية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية.2012 ،
.51محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،مقدمة في النقود وأعمال البنوك وألاسواق املالية ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية.2002 ،
.52محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،كمال أمين الوصال ،اقتصاديات :نقود وبنوك وأسواق مالية ،الدار
الجامعية .2002
.52محمود محمد الداغر ،ألاسواق املالية :مؤسسات ،أوراق ،بورصات ،دار الشروق ،ألاردن.2005 ،
.51محمود سحنون ،الاقتصاد النقدي واملصرفي ،دار بهاء الدين للنشر والتوزيع ،قسنطينة ،الجزائر.2002 ،
.55محفوظ جبار ،ألاوراق املالية املتداولة في بورصة ألاسواق املالية ،الجزء الثاني ،دار هومة الجزائر.2002 ،
.56محفوظ جبار ،البورصة وموقعها من أسواق العمليات املالية ،الجزء ألاول ،دار هومة ،الجزائر.2002 ،
.57محفوظ جبار ،أسواق رؤوس ألاموال :الهياكل ،ألادوات والاستراتيجيات ،دار الهدى ،الجزائر.2010 ،
.59محفوظ جبار ،تنظيم وإدارة البورصة ،الجزء الثالث ،دار هومة ،الجزائر.2002 ،
.59منير إبراهيم هندي ،إدارة ألاسواق واملنشآت املالية ،املعارف للطباعة والنشر ،إلاسكندرية2002 ،
.60منير إبراهيم هندي ،ألاوراق املالية وأسواق رأس املال ،منشأة املعارف ،إلاسكندرية.2006 ،
711
قائمة املراجع
.61مفتاح صالح ،النقود والسياسة النقدية :املفهوم ،ألاهداف ،ألادوات ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر،
.2005
.62مصطفى يوسف كافي ،بورصة ألاوراق املالية ،دار مؤسسة رسالن للنشر والتوزيع ،سوريا.2009 ،
.62مصطفى كمال السيد طايل ،الصناعة املصرفية في ظل العوملة ،اتحاد املصارف العربية ،ألاردن.2009 ،
.61مصطفى رشدي شيحة ،إلاقتصاد النقدي واملصرفي ،الدار الجامعية ،مصر ،1995 ،ط.5
.65مروان عطون ،ألاسواق النقدية واملالية :البورصات ومشكالتها في عالم النقد واملال ،ديوان املطبوعات
الجامعية ،الجزائر.2002 ،
.66مروان عطون ،املؤسسات النقدية ،املطبوعات الجامعية ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.1992 ،
.67نوزاد الهيتي ،مقدمة في ألاسواق املالية ،أكاديمية الدراسات العليا والبحوث التطبيقية ،طرابلس.1999 ،
.69نعمة هللا نجيب ،محمود يونس ،عبد النعيم مبارك ،مقدمة اقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات
النقدية ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،مصر.2001 ،
.69نهال فريد مصطفى ،السيدة عبد الفتاح إسماعيل ،ألاسواق واملؤسسات املالية ،دار الفكر الجامعي ،مصر،
.2007
.70سامر بطرس جلدة ،النقود والبنوك ،دار البداية ناشرون وموزعون ،ألاردن.2009 ،
.71سوزي عدلي ناشد ،مقدمة في الاقتصاد النقدي واملصرفي ،منشورات الحلبي القانونية ،بيروت ،لبنان.2005 ،
.72السيد محمد أحمد السريتي ،محمد عزت محمد غزالن ،اقتصاديات النقود والبنوك وألاسواق املالية،
مؤسسة رؤية ،مصر.2010 ،
.72السيد متولي عبد القادر ،ألاسواق املالية والنقدية في عالم متغير ،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان.2010 ،
.71السيد متولي عبد القادر ،اقتصاديات النقود والبنوك ،دار الفكر ،عمان ،ألاردن.2010 ،
.75سعيد سامي الحالق ،محمد محمود العجلوني ،النقود والبنوك واملصارف املركزية ،دار اليازوري للنشر
والتوزيع ،عمان ،الاردن.2010 ،
.76سعيد عبد الحميد مطاوع ،ألاسواق املالية املعاصرة ،مكتبة أم القرى ،مصر.2001 ،
.77عادل أحمد حشيش ،أساسيات الاقتصاد النقدي واملصرفي ،دار الجامعة الجديدة ،مصر.2001 ،
.79عباس كاظم الدعمي ،السياسات النقدية واملالية وأداء سوق ألاوراق املالية( ،تحليل كلي) ،مجموعة النيل
العربية ،القاهرة ،مصر.2002 ،
.79عبد املجيد قدي ،املدخل إلى السياسات الاقتصادية الكلية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر.2002 ،
.90عبد املطلب عبد الحميد ،اقتصاديات النقود والبنوك :ألاساسيات واملستحدثات ،الدار الجامعية،
إلاسكندرية ،مصر.2007 ،
.91عبد املنعم السيد علي ،نزار سعد الدين العيس ى ،النقود واملصارف وألاسواق املالية ،الطبعة ألاولى ،دار
الحامد للنشر ،عمان.2002 ،
711
قائمة املراجع
.92عبد النافع عبد هللا الزراري ،غازي فرح ،ألاسواق املالية ،دار وائل للنشر عمان.2000 ،
.92عبد النعيم مبارك ،مبادئ علم الاقتصاد ،الدار الجامعية ،مصر.1997 ،
.91عبد الغفار حنفي ،إدارة املنشآت املتخصصة "إدارة البنوك" ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية ،مصر.1997 ،
.95عبد الغفار حنفي ،استراتيجيات الاستثمار في بورصة ألاوراق املالية :أسهم ،سندات ،وثائق الاستثمار،
الخيارات ،الدار الجامعية ،إلاسكندرية.2007،
.96عبد الغفار حنفي ،رسمية قرياقص ،أسواق املال :بورصات ،مصارف ،شركات تامين ،شركات استثمار ،دار
الجامعة الجديدة ،إلاسكندرية.2000 ،
.97عبد الغفار حنفي ،رسمية زكي قرياقص ،ألاسواق واملؤسسات املالية ،الدار الجامعية ،مصر.2001 ،
.99علي توفيق الصادق ،معبد علي الجارحي ،نبيل عبد الوهاب لطيفة ،السياسات النقدية في الدول العربية،
معهد السياسات الاقتصادية ،صندوق النقد العربي ،أبو ظبي.1996 ،
.99فائق شقير-عاطف ألاخرس-عبد الرحمان سالم ،محاسبة البنوك ،دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة،
عمان ،ألاردن.2000 ،
.90فيصل محمود الشواورة ،الاستثمار في بورصة ألاوراق املالية :ألاسس النظرية والعلمية ،دار وائل للنشر،
عمان.2009 ،
.91فليح حسن خلف ،ألاسواق املالية والنقدية ،جدارا للكتاب العالمي ،ألاردن.2006 ،
.92صبحي تادريس قريصة-مدحت محمد العقاد ،النقود والبنوك والعالقات الاقتصادية الدولية ،دار النهضة
العربية ،بيروت ،لبنان.1992 ،
.92صبح محمود ،الابتكارات املالية :املؤسسات وألاوراق املالية الغائبة عن السوق املالي املصري ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ،مصر.1999 ،
.91صالح السيد جودة ،بورصة ألاوراق املالية ،مكتبة ومطبعة إلاشعاع الفنية ،إلاسكندرية ،مصر.2000 ،
.95رضا صاحب أبو حمد آل علي ،إدارة املصارف "مدخل تحليلي كمي معاصر" ،دار الفكر للطباعة والنشر
والتوزيع ،عمان ،ألاردن.2002 ،
.96شقيري نوري موس ى وآخرون ،املؤسسات املالية املحلية والدولية ،دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان،
.2009
.97شذا جمال الخطيب ،العوملة املالية ومستقبل ألاسواق العربية لرأس املال ،مؤسسة طابا ،مصر.2002 ،
.99خالد أمين عبد هللا ،العمليات املصرفية 'الطرق املحاسبية الحديثة' ،دار وائل للنشر ،عمان ،ألاردن،2000 ،
ط.2
.99خالد علي الدليمي ،النقود واملصارف والنظرية النقدية ،دار ألانيس طباعة ونشر وتوزيع ،مصراته ،الجماهيرية
الليبية.1999 ،
.100خبابة عبد هللا ،الاقتصاد املصرفي :البنوك إلالكترونية-البنوك التجارية-السياسة النقدية ،مؤسسة شباب
الجامعة ،إلاسكندرية ،مصر.2009 ،
717
قائمة املراجع
.101خبابة عبد هللا ،الاقتصاد املصرفي (النقود-البنوك التجارية-البنوك إلاسالمية-السياسة النقدية) ،دار
الجامعة الجديدة إلاسكندرية ،مصر.2012 ،
.102ضياء مجيد ،الاقتصاد النقدي :املؤسسات النقدية ،البنوك التجارية ،البنوك املركزية ،مؤسسة شباب
الجامعة ،مصر.2000 ،
.102غالب عوض الرفاعي ،عبد الحفيظ بلعربي ،اقتصاديات النقود والبنوك ،الجزء ألاول ألاساسيات ،دار وائل
للنشر والتوزيع ،عمان.2002 ،
-IIاملقاالت:
.101وليد عبد مواله ،دور القطاع التمويلي في التنمية ،جسر التنمية ،املعهد العربي للتخطيط ،الكويت ،العدد
،95السنة الثامنة ،يوليو .2009
-IIIالندوات والتقارير:
.105بيتر ج مونتيل ،التمويل والرفاهية والنمو ،الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي ،معهد
السياسات الاقتصادية ،صندوق النقد العربي ،أبو ظبي 9-7 ،ديسمبر .2002
.106زياد فريز ،التطور املالي والنمو الاقتصادي :حالة ألاردن ،الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو
الاقتصادي ،معهد السياسات الاقتصادية ،صندوق النقد العربي ،أبو ظبي 9-7 ،ديسمبر .2002
.107عبد الحق بوعتروس ،إدارة وتنظيم بورصة القيم املنقولة ،مؤتمر ألاسواق املالية ودورها في جذب
الاستثمارات ،كلية الاقتصاد ،جامعة تشرين ،سوريا.2002 ،
.109محمد براق ،السوق املالية ودورها في تمويل التنمية في الوطن العربي ،الندوة العلمية الدولية حول التكامل
الاقتصادي العربي كآلية لتحسين وتفعيل الشراكة العربية-ألاوروبية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف9-9 ،
ماي .2001
.109صندوق النقد العربي ،التقرير الاقتصادي العربي املوحد ،1011أبو ظبي ،إلامارات العربية املتحدة.
.110صندوق النقد الدولي ،دليل إلاحصاءات النقدية واملالية.2000 ،
.111روبيرتو زاهلر ،التطور املالي في شيلي ،الندوة الثالثة حول تطور القطاع املالي والنمو الاقتصادي ،معهد
السياسات الاقتصادية ،صندوق النقد العربي ،أبو ظبي 9-7 ،ديسمبر .2002
-IVألاطروحات واملذكرات:
.112إكن لونيس ،السياسة النقدية ودورها في ضبط العرض النقدي في الجزائر خالل الفترة ،1002-1000مذكرة
لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية ،تخصص نقود وبنوك كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير قسم العلوم الاقتصادية ،جامعة الجزائر .2011-2010
711
قائمة املراجع
.112بنابي فتيحة ،السياسة النقدية والنمو الاقتصادي ،مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية،
تخصص اقتصاديات املالية والبنوك ،كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أمحمد بوقرة
بومرداس ،الجزائر.2009-2009 ،
.111بركان زهية ،فعالية السياسة النقدية في مكافحة التضخم في ظل العوملة (دراسة حالة الجزائر) ،رسالة
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية ،تخصص نقود ومالية ،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم
التسيير ،جامعة دالي ابراهيم الجزائر.2010-2009 ،
.115طيبة عبد العزيز ،سياسة استهداف التضخم كإطار حديث إلدارة السياسة النقدية (دراسة حالة الجزائر
للفترة ،)1002-1221مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم الاقتصادية ،تخصص نقود ومالية ،كلية العلوم
إلانسانية والعلوم الاجتماعية ،قسم العلوم الاقتصادية ،جامعة حسيبة بن بوعلي ،الشلف.2005-2001،
.116عبد الرحمان بن سانية ،الانطالق الاقتصادي بالدول النامية في ظل التجربة الصينية ،أطروحة دكتوراه في
العلوم الاقتصادية ،تخصص اقتصاد التنمية ،كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي
بكر بلقايد تلمسان.2012/2012 ،
1. Ammour Benhalima, Monnaie et régulation monétaire, Edition Dahleb, Alger, 1997.
2. Fréderic Mishkin, Monnaie, banques et marchés financiers, 8 ème édition, Pearson
éducation, France, 2004.
3. Gilbert Koening, Analyse Monétaire et Financière, Edition Economica, Paris, 2000
4. Jean-François Goux, Economie Monétaire et Financière: Théories, Institutions,
Politiques, Economica, Paris, 3ème Édition, 1998.
5. Pascal Gouchon, Vocabulaire d'actualité économique, Edition ellipses, Paris, 1994
6. Robert Ferrandier, Vincent Koen, Marchés de Capitaux et Techniques Financières, 4
édition, Economica, Paris, 1997.
7. Xavier Bradley, Christian Descamps, Monnaie, Banque, Financement, Paris, Dalloz,
2005.
711