You are on page 1of 10

‫التخطيط الحضري البيئي‬

‫تعد قضية المحافظة على البيئة وصيانتها سواء كانت بيئة حضرية أو بيئة ريفية من القضايا‬
‫العالمية المعاصرة الملحة بعد تزايد تدهور الوضع البيئي‪ ،‬مما ينعكس سلباً على مقومات ونوع الحياة‪،‬‬
‫وهي مشكلة في غاية الخطورة باتت تهدد مستقبل مسيرة البشرية التي يرتهن وجودها واستمرارها بمدى‬
‫المحافظة على البيئة وصيانتها وتنميتها بما يعطيها القدرة على االستمرار في الحياة دون مشكالت‬
‫أو مخاطر بيئية‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق فإن التخطيط البيئي وهو التخطيط الذي يولي لالعتبارات البيئية أهمية كبيرة في‬
‫دراسات الجدوى وصناعة القرار‪ ،‬أصبح يمثل لب االستراتيجية اإلنمائية البيئية المستديمة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فهو األسلوب األمثل واآلمن بيئياً على المدى اآلني والمستقبلي‪.‬‬

‫مجاالت التخطيط الحضري البيئي‪:‬‬

‫‪ -1‬يعد التخطيط الحضري البيئي الوسيلة األفضل الذي تحقق من خالله تنمية حضرية بيئية صحية‬
‫ومستديمة‪ ،‬من منطلق أن المدينة مورد طبيعي وبشري مركب وثمين يجب حمايته وصيانته وتنميته‬
‫بما ينعكس إيجاباً على سكان المدن نشاطاً وحيوية ورفاهية‪ ،‬وهو هدف استراتيجي من أهداف التخطيط‬
‫الحضري البيئي‪.‬‬

‫‪ -2‬الواقع أن التخطيط الحضري البيئي ليس مجرد تخطيط البيئة العمرانية (الكتلة السكانية) كنمط‬
‫الشوارع وتصميم المنازل وتوفير شبكة البنية األساسية التحتية والفوقية‪ ،‬وإنما يتضمن بالضرورة جملة‬
‫من االعتبارات البيئية التي تكفل أنسب السبل بيئياً لخلق بيئة صحية متكاملة بصورة دائمة توفر‬
‫لإلنسان عناصر الراحة واألمان والسالمة الصحية والنفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يقف التخطيط الحضري البيئي عند حد وضع مخطط للمدينة إنما هو عملية متابعة متواصلة‬
‫لتقييم المردودات البيئية آنياً ومستقبالً من أجل تطبيق نهج بيئي تقييمي إلدارة المناطق الحضرية‬
‫إدارة بيئية سليمة ومتكاملة‪ ،‬حتى ال تخرج المدن عن إطارها البيئي السليم بما يضمن تحقيق واستمرار‬
‫العالقات اإليكولوجية الحضرية المتوازنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬يتمتع التخطيط الحضري البيئي بالنظرة الشمولية التكاملية التي تجمع األهداف اإلنمائية والبيئية‬
‫للمدينة في إطار خطة واحدة متكاملة وتفادي المشكالت الناجمة عن غياب التكامل بين برامج التنمية‬
‫الحضرية وبرامج صيانة البيئة الحضرية‪.‬‬

‫االعتبارات البيئية من أجل تخطيط بيئة حضرية مستديمة (دراسة حالة دول الخليج)‪:‬‬

‫ليس ثمة شك أن أحد االعتبارات أو األبعاد البيئية في تخطيط أو إعادة تخطيط المدن يعتبر خطوة‬
‫أساسية لخلق بيئة حضرية صحية بصورة مستديمة بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين‪ ،‬وهو‬
‫هدف استراتيجي للتخطيط الحضري‪ ،‬ومن أهم االعتبارات البيئية‪:‬‬

‫‪ -1‬مراعاة ظروف البيئة الطبيعية كضوابط حاكمة للتخطيط الحضري‪:‬‬

‫بهدف االستفادة من إيجابياتها وتفادي سلبياتها والعمل على صيانتها لتظل دوماً قادرة على توفير‬
‫فرص الحياة الصحية واآلمنة‪.‬‬

‫فلو طبقنا ذلك على المدن الخليجية‪ :‬وأخذنا مناخ المدن الخليجية نجد أنها تتسم بمناخ حار معظم‬
‫السنة وتتطلب هذه الح اررة العالية اتخاذ اإلجراءات وتنفيذ المشروعات التخطيطية التي تحد من أثر‬
‫هذه الح اررة العالية منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن يكون مخطط المدينة عامالً مساعداً على استقبال الرياح الشمالية والشمالية الغربية وهي رياح‬
‫مرغوبة من الوجهة الح اررية ألنها تلطف الح اررة‪ ،‬وعلى استدبار الرياح الجنوبية الشرقية والجنوبية‬
‫الغربية وهي رياح حارة غير مرغوبة ويقتضي هذا الوضع أن تكون الشوارع الرئيسية مفتوحة أما‬
‫الرياح المرغوبة لخلق ظروف ح اررية أفضل‪.‬‬

‫ب‪ -‬إحاطة المدينة بحزام أخضر مع مراعاة أن يتناسب عرض الحزام ونوع األشجار ونظام زراعتها‬
‫مع طبيعة الرياح من حيث كونها مرغوبة أو غير مرغوبة بما يحقق االستفادة الكاملة من إيجابيات‬
‫هذه الرياح وتفادي سلبياتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إذ تعمل هذه األحزمة على تلطيف درجة الح اررة كما تعمل كفالتر طبيعية للحد من نسبة الغبار الذي‬
‫تحمله الرياح‪.‬‬

‫تشير الدراسات أن مثل هذه األحزمة الخضراء تحجز ما بين ‪ %80-40‬من كمية الغبار الذي‬
‫تحمله الرياح‪ ،‬كما تحد من زحف الرمال تجاه المدينة فضالً عن دورها كمناطق ترفيهية‪ ،‬ومناطق‬
‫زراعية لتزويد المدينة بحاجاتها من الخضروات واأللبان الطازجة‪ ،‬ولها استخدامات عديدة متنوعة‬
‫لألحزمة بتحقيق هدفها البيئي واالجتماعي واالقتصادي بما ينعكس إيجاباً على سكان المدن‪.‬‬

‫ج‪ -‬االهتمام بأشجار الظل داخل المدينة الخليجية حيث تلعب هذه األشجار دو اًر مهماً في التخفيف‬
‫من درجة الح اررة العالية إضافة إلى ما تحققه من فوائد صحية‪ ،‬وتولي معظم المدن الخليجية أهمية‬
‫كبيرة للتحضير وهي نقطة إيجابية في التخطيط الحضري الخليجي‪.‬‬

‫د‪ -‬العودة لنمط األسواق المسقوفة مما يقلل من درجة الح اررة وخلق بيئة مريحة نسبياً لعملية التسويق‬
‫وهذا موجود اآلن في المجمعات التجارية الكبيرة المكيفة‪.‬‬

‫تكون برك ومستنقعات في شوارع المدينة مع غياب‬


‫أما أثر األمطار‪ :‬فهي قليلة لكنها قد تسقط فجائية ّ‬
‫شبكة صرف مياه األمطار وهذا اعتبار بيئي يجب أن يؤخذ عند تخطيط أي مدينة‪ ،‬ولرفع كفاءة عمل‬
‫شبكة الصرف يجب أن يراعي ميل الشوارع في اتجاه فتحات شبكة الصرف سواء كانت ثنائية على‬
‫جانبي الطريق أو أحادية على جانب واحد‪.‬‬

‫‪ -2‬التخضير كبعد بيئي استراتيجي‪:‬‬

‫يعد التخضير بعداً بيئياً مهماً في التخطيط الحضري البيئي لما للتخضير من مردودات إيجابية على‬
‫البيئة الحضرية الخليجية التي تعاني طبيعياً من نقص الخضرة‪.‬‬

‫من هذه المردودات اإليجابية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫أ‪ -‬أنها تلعب دو اًر مهماً في تحسين خواص الهواء وتعقيمه من الكثير من البكتريا الضارة والفطريات‬
‫وغيرها من خالل افرازها لمواد مختلفة التي تتسم بتأثيرها المثبط أو القاتل لهذه البكتريا الضارة‬
‫والفطريات واألحياء الدقيقة المرضية‪.‬‬

‫وتكون هذه اإلف ارزات إما غازية أو سائلة أو صلبة‪ ،‬كما تختلف في تركيبها حيث تضم الزيوت العطرية‬
‫واألحماض العضوية ‪ ،...‬كما أن بعض هذه اإلف ارزات قد تبقى طويالً دون تحلل‪ ،‬ومن ثم يستمر‬
‫تأثيرها الفاعل فترة طويلة تشير بعض الدراسات أن الهواء في المناطق المشجرة يحتوي على عدد من‬
‫البكتريا الضارة أقل من ‪ 250-200‬مرة عن هواء مدينة تفتقر لألشجار‪.‬‬

‫ب‪ -‬كما يسهم التخضير في الحد من مشكلة التلوث الهوائي حيث تمتص وتستهلك األشجار جزًء‬
‫كبي اًر من الغازات الملوثة لبيئة المدينة‪.‬‬

‫فمثالً‪ :‬تمتص األشجار كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكبريت (‪ )so2‬وهو من الغازات المهيجة‬
‫وسريعة الذوبان في الماء مكوناً ذرات حمضية في حالة تفاعله مع بخار الماء في هواء المدينة‪.‬‬

‫(مثالً يقدر أن الهكتار الواحد (‪10000‬م‪ )2‬من األشجار قادر على تنقية حوالي (‪ 18‬مليون م‪)3‬‬
‫من الهواء من هذا الغاز‪.‬‬

‫كما تمتص أشجار الصفصاف والحور كميات كبيرة من غاز الكلور يتراوح بين (‪200-25‬غ) لكل‬
‫شجرة سنوياً كما تمتص أكاسيد النتروجين‪.‬‬

‫وتقلل األشجار من تركيز أول الكربون‪ ،‬ففي دراسة مقارنة وجد أن تركيز أول أكسيد الكربون على‬
‫جانبي طريق غير مشجر تتراوح بين (‪15،2-13‬ملغ‪/‬م‪ )3‬على مسافة تتراوح بين (‪5-10‬م) من‬
‫الطريق‪.‬‬

‫بينما ال تزيد درجة التركيز على جانبي طريق مشجر (‪3‬ملغ‪/‬م‪ )3‬على المسافة نفسها‪.‬‬

‫فضالً عن استهالك كميات كبيرة من (‪ )co2‬وإطالق كميات كبيرة من (‪ )O2‬في عملية التمثيل‬
‫الضوئي بما يضفي على هواء المدينة صفة الحيوية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ج‪ -‬تمتص النباتات الذرات الرصاصية التي تنطلق من عادم السيارات‪ ،‬دلت بعض الدراسات أن‬
‫أوراق األشجار المزروعة على جوانب الطرق ذات الكثافة المرورية العالية تحتوي على كمية من‬
‫الرصاص بدرجة تركيز عالية نسبياً حيث تبلغ (‪50‬ملغ لكل كغ) من األوراق (ورق جاف)‪ ،‬بينما ال‬
‫تزيد درجة تركيز الرصاص عن (‪3-5‬ملغ‪/‬كغ) في المناطق ذات الكثافة المرورية المنخفضة (قليلة‬
‫التلوث)‪.‬‬

‫د‪ -‬تلعب األشجار دو اًر مهماً في تأين الهواء‪ ،‬إذ تزيد األشجار من نسبة األيونات السالبة في الهواء‬
‫بمعدل أكثر من ‪3‬مرات بالمقارنة مع األماكن الخالية من األشجار‪ ،‬وإن كثرة األيونات السالبة في‬
‫الهواء تنعكس إيجاباً على حيوية اإلنسان‪.‬‬

‫ه‪ -‬تسهم األشجار في تقليل حدة التلوث الضوضائي إذ تعمل األشجار على تشتيت األصوات‬
‫وامتصاصها عن طريق األوراق‪ ،‬إضافة لدور األشجار خاصة األحزمة الخضراء حول المدن التي‬
‫لها دور في تقليل نسبة الغبار في الجو ووقف زحف الرمال وآثارها الضارة نحو المدينة‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق يعتبر التخضير بعداً بيئياً مهماً في مجال التخطيط الحضري البيئي‪ ،‬وهو بعد‬
‫يجب االهتمام به في البيئة الخليجية لفقرها الطبيعي في النباتات الطبيعية‪ ،‬وهذا يتطلب توعية‬
‫المواطنين وصناع القرار بأهمية التخطيط بيئياً وصحياً واجتماعياً‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلدارة السليمة بيئي ًا واقتصادياً لنفايات المدن (تدوير النفايات)‪:‬‬

‫ال شك أن قضية نفايات المدن ووسائل التخلص مناه بطريقة آمنة بيئياً ومفيدة اقتصادياً‪ ،‬أصبحت‬
‫من القضايا التي تشغل بال أي مخطط حضري بيئي‪.‬‬

‫اء كانت سائلة أو صلبة أو غازية في تزايد مطرد مع تزايد معدالت النمو السكاني‬
‫فنفايات المدن سو ً‬
‫ومعدالت االستهالك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وقد ورد في مؤتمر قمة األرض (‪ )1992‬إن اإلدارة السليمة بيئياً للنفايات ليس مجرد التخلص المأمون‬
‫لها‪ ،‬وإنما بتدويرها من ناحية والسعي إلى معالجة جذور المشكلة بالعمل على تغير أنماط اإلنتاج‬
‫واالستهالك بما يتيح الفرصة للتوفيق بين التنمية الحضرية وحماية البيئة‪.‬‬

‫ويتركز برنامج اإلدارة السليمة للنفايات بيئياً في المجاالت الرئيسية التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تقليل معدل النفايات إلى الحد األدنى خصة وأن كمية النفايات على ضوء اإلسقاطات السكانية‬
‫ال يمكن أن تتضاعف خالل فترة زمنية قصيرة ال تنعد عشرين سنة في ظل‬
‫للمدن الخليجية مث ً‬
‫المعدالت الحالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعظيم إعادة استخدام النفايات وتدويرها على نحو سليم بيئياً واقتصادياً‪.‬‬

‫ج‪ -‬توسيع دائرة شمول خدمات التصريف اآلمنة بيئياً للنفايات‪.‬‬

‫د‪ -‬نشر التوعية البيئية لضبط النفايات مع إيجاد مجموعة من الحوافز التنظيمية وغير التنظيمية‬
‫لتشجيع دوائر الصناعات الوطنية على تغيير منتجاتها بهدف تقليل النفايات الناجمة عن العملية‬
‫الصناعية‪ ،‬وتشجيع أنماط من التعبئة والتغليف يمكن إعادة استعمالها مرة ثانية بطريقة مأمونة‪.‬‬

‫آليات التخلص من نفايات المدن على نحو سليم بيئياً واقتصادياً‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للنفايات الصلبة المنزلية‪:‬‬

‫قيمت بيئياً واقتصادياً تعتبر ثروة قومية يجب االستفادة منها حيث تضم‬
‫إن النفايات المنزلية إذا ما ّ‬
‫مواد كثيرة نافعة ومفيدة‪.‬‬

‫ويجب أن يقتصر أسلوب الحرق للنفايات الميكروبية (نفايات المستشفيات)‪ ،‬والدفن الصحي اآلمن‬
‫للنفايات الخطرة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما النفايات المنزلية والشوارع والمؤسسات فإنه يجب تدوير هذه النفايات بشكل كامل من خالل‬
‫تحويلها إلى أسمدة عضوية نحن في ِّّ‬
‫أمس الحاجة لها لتحسين االستفادة مما تحويه من مواد خام‬
‫معدنية وبالستيكية وزجاج وغيرها‪.‬‬

‫ويمكن أن يتحقق هذا من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -‬االهتما م بعملية فرز النفايات في المنبع من خالل تخصيص عبوات مميزة للنفايات العضوية‬
‫وأخرى لباقي النفايات بما يسهل االستفادة منها بأقل تكلفة ممكنة وبدرجة كفاءة عالية‪ ،‬وتستطيع المرأة‬
‫من خالل برامج التوعية البيئية أن تلعب دو اًر مهماً في إنجاح هذه العملية‪ ،‬إضافة إلى دورها الفاعل‬
‫في تقليل حجم النفايات من حالل ترشيد االستهالك‪.‬‬

‫ب‪ -‬تشجيع ودعم بعض االستثمارات الوطنية األهلية في المشاركة اإليجابية في مشروعات إدارة‬
‫تدوير النفايات المنزلية ويتحقق ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬فرض ضريبة إدارة النفايات بمعدالت تعكس تكاليف هذه الخدمة من منطلق أن مولدي النفايات‬
‫يجب أن يدفعوا تكاليف التخلص منها بطريقة صحية آمنة‪ ،‬وبما ينعكس إيجاباً عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬توجه حصيلة هذه الضريبة على شكل دعم وحوافز للشركات الوطنية القائمة بتصنيع النفايات إما‬
‫بشراء األسمدة العضوية المنتجة بسعر تحفيزي أو تحديد دعم محدد لكل طن منتج‪.‬‬

‫ج‪ -‬وحتى تتفادى أي آثار بيئية ضارة لسكان المدينة نتيجة تصنيع النفايات‪ ،‬فيجب أن يتم اختيار‬
‫مواقع مصانع األسمدة العضوية من منظور بيئي ومن أهم ركائز ما يلي‪:‬‬

‫* أن يكون المصنع بعيداً عن المدينة (يفضل أال تقل المسافة عن ‪20‬كم)‪.‬‬

‫* أن يكون موقع المصنع في ظل الرياح السائدة التي على المدينة‪.‬‬

‫* أال يكون موقع المصنع على محور امتداد النمو العمراني للمدينة تفادياً لتالحم الكتلة السكنية مع‬
‫المصنع مع المصنع مستقبالً تجنباً لما ينجم عن هذا االلتحام من مشكالت بيئية‪.‬‬

‫* إقامة حزام أخضر من حول المصنع يختلف في عرضه تبعاً لحجم وطاقة المصنع ومقدار التلوث‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪ -‬توفير الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيالً جيداً لتشغيل أجهزة وآليات إعادة استخدام النفايات المنزلية‬
‫من خالل التدريب التخصصي المتواصل لرفع درجة كفاءة اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لمياه المجاري الصحية (نفايات سائلة)‪:‬‬

‫فهي مصدر مائي مهم متجدد ومتنامي‪ ،‬ومن ثم فهي أيضاً ثروة قومية يجب حسن استخدامها‬
‫واستثمارها ويتحقق هذا من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -‬استكمال شبكة صرف مياه المجاري الصحية بنسبة ‪ %100‬لتغطية كافة مناطق وأحياء المدن‬
‫مع مراعاة السعة االستيعابية المستقبلية لهذه الشبكة لمواجهة زيادة صرف كمية مياه المجاري‪.‬‬

‫ب‪ -‬إقامة محطات معالجة كافية لمياه المجاري بدرجة عالية من الكفاءة لتحقيق األمان الصحي عند‬
‫استخدام هذه المياه سواء في مجال التخضير أو التنمية الزراعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬حسن اختيار مواقع هذه المحطات من منظور بيئي لتفادي أية مشكالت مستقبالً‪ ،‬ونستطيع أن‬
‫نطبق عند اختيار مواقع محطات معالجة مياه المجاري بنفس اإلجراءات المذكورة بالنسبة لمصانع‬
‫األسمدة العضوية من النفايات المنزلية‪.‬‬

‫‪ -3‬بالنسبة للنفايات الغازية والجسيمات التي تنطلق من عادم السيارات والمصانع‪:‬‬

‫فإن تحجيم هذه النفايات عند مستوى اآلمن أو المقبول يتطلب تنفيذ مجموعة من اإلجراءات التي‬
‫يجب أن يتبناها صناع القرار ومخططوا المدن ممثلة في‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلسراع في إنتاج بنزين بدون رصاص لتفادي التلوث الرصاصي الخطير‪.‬‬

‫ب‪ -‬إلزام جميع السيارات بتركيب جهاز تقطير العادم الذي يقوم بتحويل أول أكسيد الكربون إلى ثاني‬
‫أكسيد الكربون وبخار الماء‪ ،‬وهو جهاز يعمل بكفاءة عالية مع استخدام البنزين بدون رصاص‪ ،‬ويقع‬
‫على عاتق إدارات المرور وو ازرات التجارة في دول المجلس مهمة تنفيذ هذا اإلجراء بصرامة بعد‬
‫نحقق التوصية األولى‪.‬‬

‫ج‪ -‬تنفيذ خطة التخضير المقترحة بما يسهم في امتصاص أكبر كمية ممكنة من اآلثار البيئية الضارة‬
‫لعادم السيارات بما يؤكد األهمية التكاملية في عالج المشكالت الحضرية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ -‬يراعى عند التخطيط الشوارع في المدن الجديدة أو في أي توسعة جديدة في المدن الحالية السعة‬
‫التحميلة المستقبلية للشوارع من خالل االسقاطات المستقبلية لعدد السكان وعدد المركبات تفادياً‬
‫لمخاطر الكثافة المرورية‪ ،‬مع مراعاة أن تكون الشوارع الرئيسية موازية التجاه الريح السائدة للمساهمة‬
‫في تشتيت الملوثات الهوائية‪.‬‬

‫ه‪ -‬يراعى أال يتم بناء المدارس والمستشفيات على الطرق الرئيسية لحماية أبنائنا ومرضانا من مخاطر‬
‫التلوث الهوائي والضوضائي مع االهتمام بالتحضير في الساحات المكشوفة داخل هذه المنشآت‬
‫وإحاطتها بنطاقات خضراء‪.‬‬

‫أما الملوثات الهوائية الناجمة عن المصانع‪:‬‬

‫فإن التخطيط الحضري البيئي يقتضي االلتزام بهذه اإلجراءات‪:‬‬

‫أ‪ -‬منع إقامة أي مصانع داخل المدينة مهما كانت المبررات خاصة المصانع الملوثة‪.‬‬

‫ب‪ -‬حسن اختيار الموقع الجغرافي للمناطق الصناعية من منظور بيئي من خالل هذه الضوابط‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون المصانع بعيدة عن المناطق السكنية بمسافة ال تقل عن ‪20‬كم كمنطقة عازلة‪ ،‬وعلى أن‬
‫تكون في ظل الرياح التي تهب على المدينة‪ ،‬وأال تكون على مسار محور نمو المدينة تفادياً ألي‬
‫التحام بينهما مستقبالً‪.‬‬

‫‪ -‬ولضمان بقاء المنطقة العازلة تؤدي دورها بكفاءة وبصورة مستديمة يجب تخضير معظم هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬وإصدار التشريعات التي تحرم إقامة أية منشآت سكنية داخل المنطقة العازلة‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ اإلجراءات البيئية الوقائية بالتأكيد على تركيب أجهزة لتجميع الغازات والجسيمات وإعادة‬
‫تدويرها في نفس الصناعة أو إقامة صناعات ثانوية‪.‬‬

‫مثال‪ :‬تجميع غبار اليوريا من مداخن مصانع األسمدة في منطقة الشعبية بالكويت وإعادة استخدامه‬
‫في صناعة األسمدة‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع غاز ثاني أكسيد الكبريت واستغالله في صناعة أسمدة سلفات النوشادر في ألمانيا‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع غبار الكلنكر من مداخن مصانع اإلسمنت واستغالله في صناعة أنواع من البالط االسمنتي‬
‫في حلوان بمصر‪.‬‬

‫‪9‬‬
10

You might also like