Professional Documents
Culture Documents
المغرب الكبير وشبه الجزيرة اإليبيرية بعد اإلسالم) شهرة ،حتى أنه تصدر قائمة كنوز
.إسبانيا الـ 12عام 2007
وُأسس عام 170هـ على يد صقر قريش عبد الرحمن الداخل؛ وهو أبو المطرَّف عبد
الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك األموي القرشي ( 172-113هـ -731 /
788.م) .وأنفق على بنائه 100ألف دينار وقيل 80ألف دينار
ويعرف "مسجد قرطبة" باسم المسجد الكبير أو كاتدرائية وجامع قرطبة .وسبب اقتران
المسجد بالكاتدرائية هو أن المسلمين حين فتحوا قرطبة أقاموا صلواتهم بجوار الكنيسة
وبمرور الوقت ابتنوا مسجدا في المكان .ولما زاد عدد المسلمين وضاق عليهم المسجد
ابتاع عبد الرحمن الداخل المكان من النصارى بـ 100ألف دينار ،فأسس عليها الجامع،
.وأتم أسواره في عام واحد
يتمتع المسجد بسقف مزخرف يُزين البناء القائم على 856عمودا من الرخام والغرانيت
والعقيق (رويترز)
تصميم عمارة المسجد
بُنى مسجد قرطبة على طراز المسجد األموي بدمشق .ويتألف من حرم عرضه 73.5
مترا ،وعمقه 36.8مترا ،مقسم إلى 11رواقاً ،بواسطة 10صفوف من األقواس ،يضم
كل منها 12قوسا ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عموديا ً على الجدار الخلفي؛ متبعًا في
ذلك قواعد العمارة المورسكيّة (المنهج المعماري الذي وجد في منطقة المغرب الكبير
وشبه الجزيرة اإليبيرية بعد اإلسالم) من حيث وجود 4حدائق في فناء المبنى وتُسمى
.الرياض ،وزخارف هندسية وأرابيسك متقنة من الخشب والجصـ
وقد انتشر هذا النمط المعماري في العواصم الرئيسية لإلمبراطوريات اإلسالمية مثل
.قرطبة والقيروانـ وغرناطة
كذلك تم مد قناة إليصال المياه من سفح جبل العروس قرب قرطبة وصوال إلى المسجد.
كما تُزين الجدران واألعمدة الكثير من العبارات ومعظمها آيات قرآنية ومنها "هُ َو هَّللا ُ
ك ْالقُ ُّدوسُ ال َّساَل ُم ْال ُمْؤ ِم ُن ْال ُمهَ ْي ِم ُن ْال َع ِزي ُز ْال َجبَّا ُر ْال ُمتَ َكبِّ ُر ُس ْب َح َ
ان هَّللا ِ الَّ ِذي اَل ِإلَهَ ِإاَّل هُ َو ْال َملِ ُ
ون"( .سورة الحشر ،اآلية )23 َ .ع َّما يُ ْش ِر ُك َ
مسجد قرطبة جنوب إسبانيا يضم 11رواقا كل منها يضم 12قوسا ترتكز على أعمدة
رخامية (الفرنسية)
ويتمتعـ المسجد بسقف مزخرف يُزين البناء القائم على 856عمودا من الرخام والغرانيت
والعقيق .أما عن القبة؛ فقد أمر ببنائها عبد الرحمن الناصر في أقصى صحن الجامع من
جهة الشمال .وهي عبارة عن برج ضخم له شرفتان لألذان ،يُصعد إليها بسلم داخلي ال
يزال قائ ًم ا حتى يومنا هذا ،إال أن البرج صار يدق من أجل الكاتدرائية بعد أن وضعت
.يدها على المسجد بعد رحيل المسلمين
أضيف للمسجد بعد ذلك عدد من المقصورات ،منها مقصورة "دار الصدقة" غربي
الجامع ،وقد جعلها عبد الرحمن الداخل مركزاً لتوزيع الصدقات ،ومقصورة أخرى أمام
.الباب الغربي كان الفقراء وعابرو السبيل يقيمون فيها كي ال يكون بين الناس متسول
سائحات يزرن مسجد قرطبة الذي يعد تحفة معمارية إسالمية بنيت على غرار المسجد
األموي في دمشق (الفرنسية)
الفناء أو الرياض
يتمتع فناء المسجد بـ 4حدائق كبيرة ،وكانت تعتبر تلك الحدائق درجة انتقالية يرتاح فيها
المصلون من أعمال الحياة اليوميةـ قبل دخول المسجد ألداء الصالة .كذلك أمر صقر
قريش ببناء نافورة يتجدد فيها الماء عبر قنوات صغيرة ،وتحتويـ على الكثير من
.الصنابير ليتوضأ بها المصلون
وقد كان الفناء في البداية يُزرع بأشجار الليمون والنارنج وهو شجر ُمعمر دائم الخضرة
ويعرف في بالد الشام باسم "شجر أبو صفير" .وال يزال المكان يضم العديد من شجر
.النارنج إلى اليوم ،حتى صار يطلق على الفناء صحن النارنج
المسجد في لوحات المستشرقين
لوحة للرسام األميركي إدوين لورد ويكس ويظهر فيها جمع من المصلين بعضهم يؤدي
الصالة أمام الخطيب الذي يحمل علما أخضر (ويكيبيديا)
يظهر في اللوحة األقواس المزخرفة التي تُميّز المسجد إلى جانب العبارات التي تُزين
مكان القبلة فوق اإلمام .إال أن ويكس لم يُحسن إظهارها بشكل جيد .وقد
.بدا المشهد كديكور داخلي واقعي للمسجد أثناء صالة الجمعة لوال شيء واحد
فقد أضاف ويكس ملحوظة في دليل لوحاته عن هذه اللوحة بالتحديد كالما ما معناه
بالعربية "يطالب حامل علم محمد األخضر الناس بالجهاد ضد المسيحيين بينما يلعن
"".كالب المسيحيين" بحماسة دينية حقيقية ،ويدعو أتباع محمد لطردهم من إسبانيا
لوحة أخرى للفنان ويكس لمجموعة من المصلين يهمون بدخول مسجد قرطبة (ويكبيديا)
وقد أورد متحف والتر في الواليات المتحدة -الذي يمتلك اللوحة حاليا -أن الكثير من
العناصر وحتى الملحوظة التي تركها والتر مع اللوحة ملفقة وأن المشهد كان لجمع من
المصلين في إحدى صلوات الجمعة ،وأن ويكس كان يحاول تعزيز المفاهيم الخاطئة
للمشاهدين األوروبيين واألميركيين بأن مواقع الصالة اإلسالمية مشبعة بالعنف المحتمل
والحرب المقدسة (الجهاد) .وكانت تلك هي النزعة الثقافية المسيطرة على معظم
.المستشرقين في القرنين 18و19