You are on page 1of 4

‫(‪ )٣٦‬هل يلتئم الجرح‬

‫(‪ )٣٦‬هل يلتئم الجرح‬


‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫هذا التساؤل أطرحه بعدما عاد النهر للسريان وإن كانت عودته هادئة متلكئة بسبب الحواجز والسدود ‪ ،‬بسبب الصخور التى تعوق السريان وتراكمات‬
‫الخيبات واألحزان والسنين‬
‫سؤال أطرحه بعدما عاد نجمك ينير سمائى التى عانت من الضباب والسحب والغيوم التى أرهقها الظالم والخوف والقلق والتوتر‬
‫سؤال أطرحه بعدما أنبتت األرض وأزهرت السنابل بعد سنوات عجاف ‪ ،‬تشققت فيها الروح وأجدبت فيها الحقول ولم تكن تطرح إال حزن‬
‫سؤال أطرحه بعدما تماثل قلبى للشفاء وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من السعادة بعدما غاب عنى نور الفجر ولم يعد يعرف لى عنوان أو طريق أو سبيل‬
‫سؤال أطرحه بعدما عثرت على نفسى التائهة وكانت هداية السماء وسكينة الروح وإعادة إكتشاف ذاتى وإدراك ما لم تكن تدركه روحى وزالت الغشاوة‬
‫عن عينى وأصبحت أراك بعيون قلبى ال بعيون رأسى‬
‫سؤال أطرحه بعدما عادت الروح إلى وجدانى وأفقت من غيبوبة طالت دون وعى‬
‫هذا السؤال الذى أردده بينى وبين نفسى بينى وبينك هل يلتئم الجرح ‪ ،‬هل تطيب الروح ‪ ،‬ومتى فأنا فى عجلة من أمرى ألنى أشعر أن القدر لن يمهلنى‬
‫طويال ‪ ،‬نعم أريد إجابة هل سيلتئم الجرح ؟‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٣٧‬ضمة الجسد وضمة الروح‬
‫(‪ )٣٧‬ضمة الجسد وضمة الروح‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫ضمة الجسد تختلف عن ضمة الروح ‪ ،‬لكل منهما مجاله وإشباعاته والحاجة إليه حاجة مختلفة عن اآلخر ‪ ،‬ربما يجتمعا ‪ ،‬ربما يفترقا‬
‫ضمة الروح أكثر شهوة ‪ ،‬أكثر إلحاحا ‪ ،‬أكثر متعة ‪ ،‬أكثر ألما وأكثر طلبا وأكثر ندرة‬
‫ضمة الجسد موجودة بكثرة خاصة إذا كنت مرغوبا فى زمن الرقيق ‪ ،‬فى زمن النسوة التى تبيع الهوى وتبيع الجسد وتبيع الشهوة أو تهبها حاجة وحرمانا‬
‫‪ ،‬مطلوبة إذا كنت تملك الوسامة ودقة المالمح والرجولة الطاغية وشبق ال ينتهى أو تملك سلطة أو مال ‪ ،‬يمكن أن تمارسها دون تمييز أو على قارعة‬
‫الطريق دون أن تشبع دون أن تحفظ المالمح ودون رغبة للعودة لذات المكان بل دوما تبحث عن جسد اخر يملك دفئا وبعض رغبة ‪ ،‬ال تكفيك العالقات‬
‫المعلبة سابقة التجهيز التى تقدم لك او لغيرك أو حتى تلك التى تقدم لك وحدك دون روح‬
‫أما ضمة الروح فهى أشد شهوة ‪ ،‬أشد قسوة ‪ ،‬أكثر إشباعا ‪ ،‬وأكثر إكتفاءا إذا كانت وإذا صادفتها ‪ ،‬ضمة الروح تغنيك عن سوق الرقيق ‪ ،‬عن النخاسة ‪،‬‬
‫عن البحث عن طريدة ‪ ،‬تغنيك عن التهام وجبات عابرة أو بقايا آخرين‬
‫ضمة الروح تعنى إكتمال اإلحتواء ‪ ،‬تعنى اإلكتفاء ‪ ،‬أن تجد من يتممك ‪ ،‬أن تجد من يغنيك عن الوجود وتكفيك عن العالم‬
‫والمحظوظ من تجتمع لديه ضمة الروح وضمة الجسد وهو ما ما نادرا ما يحدث‬
‫ولقد أرهقت عمرى كله فى البحث عن ضمة وفى سبيل الوصول إليها مللت ضمة الجسد وكرهت سوق الرقيق حتى أنى كرهت ذاتى‬
‫وفى نهايات العمر أرشدنى هللا إلى ضمة الروح فأكتمل عندى كل شىء والمدهش أنى وجدت مع ضمة الروح روعة ضمة الجسد ومن هنا إكتملت النعمة‬
‫وتحقق المستحيل‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٣٨‬بائع األعضاء وبائع البلد‬
‫(‪ )٣٨‬بائع األعضاء وبائع البلد‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫وردت فى ذهنى هذه المفارقة وهذه المقارنة بين رجل فقير باع كليتة ليزوج ابنته فتمت‪ O‬محاكمتة‪ O‬بجريمة تجارة األعضاء البشرية وتم حبسه إحتياطيا مدة‬
‫طويلة دون محاكمة ثم تمت محاكمته ودافع عن نفسه وبرر تصرفه وبكى وتوسل دون أن يسمعه احد وتمت إدانته بالسجن بعقوبة مغلظة زادت من ألمه‬
‫وفقره وقهره‬
‫ووجدتنى أعقد مقارنة بين هذا الفقير المهمش‪ O‬الذى باع جزء من جسده لستر إبنته وعرضه وبين من يعتلى السلطة ويملك الجاه والثروة ويتحكم فى مقاليد‬
‫البالد والعباد يرتدى أفخم الثياب ويضع أفخم العطور ويستقل احدث السيارات ويقيم فى القصور وحسابه فى البنوك ماليين الدوالرات إلى غير ذلك من‬
‫وجاهة وسلطة‬
‫ورغم ذلك كله يبيع أمالك البلد ومشروعاتها وأراضيها ومصانعها‪ O‬وفنادقها بثمن بخس غير عادل من باع الهيلتون ومجمع التحرير وشركات الحديد‬
‫والصلب واالسمنت واألسمدة وغيرها من المشروعات واألراضي واحتمال قريبا قناة السويس وآثار مصر وربما سدها العالى لينفقها فى أمور ال تبنى‬
‫وطن وال تستر شعبه الفقير ‪ ،‬يفعل ذلك دون أن يحاسبه أحد أو يراجعه أحد أو يحاكمه أحد ‪ ،‬يفعل ذلك بإرادة منفردة ‪ ،‬يتحدى الجميع متمترس بالسلطة‬
‫والقوة والبطش والعقاب‬
‫وأنا هنا ال اشكك فى نية الفقير الذى باع كليته وال أشكك فى ذمة رجل السلطة لكنى أرى أن الفقير هو ضحية رجل السلطة ‪ ،‬ضحية الظلم وعدم العدل‬
‫وعدم العدالة اإلجتماعية فى بلد يستأثر رجال السلطة ورجال الثروة والمنافقون بكل الثراء‬
‫ضحية النفاق والمنتفعين من وجود هؤالء‬
‫وأتساءل متى ينتهى هذا التفاوت وهذا التمييز وتصبح تلك المقارنة من الماضى‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٣٩‬سأقول لها أحبك‬
‫(‪ )٣٩‬سأول لها أحبك‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫سأقول لها أحبك حين أفتح عينى وأجدها تشاركنى مخدعى نائمة أو مستيقظة ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين أقبلها وحين أضمها وحين يكون ما بيننا ما ال يجوز‬
‫أن أصفه أو أحكى عنه ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين اغادرها فى الصباح ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين ألتقيها فى المساء ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين ترافقنى فى سفر ‪،‬‬
‫سأقول لها أحبك حين أنظم القصيدة وحين أسطر المقال وحين أكتب الرواية ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين أرى فرحتها بلقائى وحين أرى دمعتها حين الفراق ‪،‬‬
‫سأقول لها أحبك حين تضيق الدنيا وتكون الخيبة ويكون اإلنكسار ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين أنجح وأفوز ويكون اإلنتصار ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين تضحك‬
‫وحين تعبس وحين ترواغنى وحين تفاجأنى بكالم العشق ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين تغار وحين أغار وحين أطمئن أنها لى وحدى ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين‬
‫سراء الحب وحين ضراء العشق‬
‫سأقول لها أحبك أمام العوازل ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين يقسوا قلبها وحين يلين ‪ ،‬سأقول لها أحبك حين تبدأ األشياء وحين تنتهى األشياء ‪ ،‬سأقول لها أحبك‬
‫حين أنطق الشهادة حينما يحين األجل ‪ ،‬نعم سأقول لها أحبك‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫‪ )٤٠‬أنا والنميمة‬
‫(‪ )٤٠‬أنا والنميمة‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫حاولت أن أفهم لماذا أنا حديث العامة والخاصة ؟ لماذا أخبارى موضع إهتمامهم‪ O‬؟ وحياتى محل رقابتهم ؟ هل أنا مهم إلى هذا الحد ؟ أم أنها شهوة النميمة‬
‫والرغبة الجامحة فى الغيبة ؟ أم أن فراغا قاتال يحوم حولهم فال يجدوا مفرا سوى متابعة أخبارى وأن تلوك ألسنتهم حكاياتى ؟ أم ماذا ال أدرى ؟ وهل أنا‬
‫حالة خاصة جدا أم أن ذلك هو حال الجميع ؟ الكل يتتبع الكل ؟ الكل يتحدث غيبة ونميمة عن الكل ؟‬
‫ما الذى يضير هؤالء أن يتركونى لشأنى أعيش كما أريد أتزوج أطلق أحب أكره أزهد‬
‫أخرج عن المألوف فهذه هى حياتى ال حياة غيرى ‪ ،‬إنه أمر يثير الدهشة ‪ ،‬يثير ألف عالمة تعجب وال أجد إجابة أو تبريرا لذلك‬
‫لماذا ال يهتم هؤالء بشأنهم هم وأن يمتنعوا عن تتبع أخبارى حسنة كانت أو سيئة ‪ ،‬ما الذى يعود عليهم إن أنا نجحت أو فشلت ؟ لماذا أنا محور تفكيرهم ؟‬
‫لماذا ال يخرجونى من دائرة إهتمامهم الوهمي ويتفرغوا ألنفسهم دون التدخل فى أخبارى وحياتى ؟‬
‫أنا ال أريد أن يذكرونى بذكر طيب أو بذكر سيئ ‪ ،‬فقط أريدهم أن يتركونى لحالى أعيش كما أريد دون رقابة ودون نميمة ‪ ،‬وال أريد أن أذكرهم بقول هللا‬
‫تعالى ‪ ،،‬أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ‪ ،،‬صدق هللا العظيم ‪ ،‬ألنهم أعلم بما جاء فى القرأن ‪ ،‬لكنها الغفلة وشهوة الغيبة وتتبع عورات‬
‫الناس ‪ ،‬حتى تبين لى أن الناس تتبع الجميع سواء بعورة أو بدون مما جعلنى أستعيذ باهلل أن أكون من هؤالء ‪ ،‬وال ضير مما يفعلون أو يمكرون‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٤١‬عتريس فكرة‬
‫(‪ )٤١‬عتريس فكرة‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫ال أدرى لماذا يحضرنى فيلم شىء من الخوف وتلح على ذهنى مشاهده هذه األيام ‪ ،‬ال أدرى لماذا تمر مشاهد الحرق والقتل والتعذيب والقهر أمام عينى‬
‫فى شريط متسلسل وكأنها تحدث هذه األيام وتتكرر دون رغبة منى ودون إرادة ‪ ،‬بل تحدث بعفوية شديدة‬
‫ال أدرى لماذا شخصية عتريس تسيطر على أفكارى وعلى وجدانى ‪ ،‬لماذا أرى وجوه عصابتة ‪ ،‬وأرى وجوه أهل القرية المطحونين المقهورين‬
‫المظلومين الخانعين خوفا وطمعا‬
‫أرى كل ذلك وأقارن بين مشاهده وبين ما يحدث حولى من سفه فى تخويف أهل القرية وإمعان فى إذاللهم والدهس على رقابهم بالبيادة ‪ ،‬ولم يعد هناك‬
‫ترغيب بل فقط الترهيب لم تعد هناك العصا والجزرة بل العصا فقط ‪ ،‬السجن خارج إطار القانون وخارج إطار المحاكمات وإن تمت المحاكمة‪ O‬كانت‬
‫محاكمة‪ O‬صورية معروفة بحكم اإلدانة مسبقا‬
‫تتكرر أمام عينى المشاهد وأرى فيما أرى ميلشيا المنافع والمصالح من المنافقين والطبالين والراقصين واألكلين على كل الموائد وهم يسبحون بحمد‬
‫عتريس ويتحدثون عن عبقريته وعدله وكأنهم صم عمى ال يفقهون‬
‫تتكرر امامى المشاهد وأتعجب من خنوع أهل القرية وأتساءل مما يخافون ال أدرى ؟‬
‫وهل سيلحق بهم أذى أكثر مما هم فيه ؟! ال أعتقد ‪ ،‬لقد بلغ الظلم منتهاه والفقر منتهاه ‪ ،‬الموت أرحم والسجن أرحم‬
‫وال أظن أن األمر سيطول ‪ ،‬وأن النهاية قريبة جدا ‪ ،‬ومأساة عتريس ستتكرر ‪ ،‬ونهايته حتمية ألن هللا هو العدل والعدل باق والظلم راحل ال محالة ‪ ،‬لكن‬
‫السؤال متى تكون نهاية عتريس ؟ فعتربس فكرة واألفكار ال تموت‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٤٢‬أحتاج لك‬
‫(‪ )٤٢‬أحتاج لك‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫ال أجد حرجا أن أعترف لك أنى أحتاج لك ‪ ،‬أحتاج الحضن والضم والتقبيل وأشياء أخرى أخجل عن البوح بها‬
‫أحتاج أن أكون فى بؤرة إهتمامك ‪ ،‬أن أكون الرجل األولى بالرعاية ‪ ،‬أن أكون مقدم على أى أحد ‪ ،‬على أى شىء ‪ ،‬على أى كائن ‪ ،‬أحتاج أن أكون‬
‫برفقتك على مدار اللحظة ‪ ،‬أحتاج للحديث معك والفضفضة والبكاء بين يديك ‪ ،‬أحتاج أن أذوق الشهد من شفتيك ‪ ،‬أحتاح لمسة يديك الحانية ونظرة عينيك‬
‫والهمس فى أذنى بكلمة أحبك‬
‫أحتاج أن أشعر أنى مرغوب منك ‪ ،‬مطلوب لك ‪ ،‬مقبول على أى حال‬
‫أحتاج أن أرى نفسى فى عينيك وأزورك فى أحالمك ‪ ،‬وأن أشعر أنى ملء وجدانك وروحك ومشاعرك ومستودع أفكارك ومنتهى أمنياتك‬
‫أحتاج أن أشعر بحاجتك إلى ضمى والرغبة فى النوم فى أحضانى والراحة على صدرى‬
‫أحتاج أن أشعر باإلهتمام واإلكتمال ‪ ،‬فأنا يزعجنى أن أكون على هامش تفكيرك ‪ ،‬غير مدرج على جدول أولوياتك وكأنى شىء ‪ ،‬مجرد شىء ‪،‬‬
‫وأعترف لك أن ما يزعجنى وكل ما يؤرقنى أن أعود لحالتى التى تخلصت منها ‪ ،‬أن أعود إلى ما كنت عليه قبل اإلعتذار ‪ ،‬أن أموت بخيبتى ‪ ،‬أموت‬
‫عاص غير مقبول التوبة لذا أنا أحتاج لك‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )4٣‬ال أستحق هذا الجفاء‬
‫(‪ )٤٣‬ال أستحق هذا الجفاء‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫ربما أكون أذنبت فيما مضى ‪ ،‬ربما أكون أخطأت ‪ ،‬ربما أكون قصرت ‪ ،‬لكنى لم أكن وحدى من فعل ‪ ،‬فهناك أخطاء مشتركة وخطايا متبادلة ‪ ،‬وأنا هنا‬
‫ال أدافع عن نفسى وال ألقى باللوم على أحد ‪ ،‬وال أتهم أحد‬
‫لكنى ال أستحق هذا الجفاء وهذه القسوة وهذا التجاهل وهذا اإلهمال وهذه المعاملة‪ O‬التى بها كثير من المذلة وهدر الكرامة‬
‫لم أكن أدرى أنى غير مرغوب إلى هذه الدرجة خاصة بعدما جئت معتذرا نادما آسفا على كل ما مضى ‪ ،‬تائبا عن ذنوب وخطايا الماضى طالبا العفو‬
‫والمغفرة وقبول التوبة والتماس العذر طالبا الرضا والقبول‬
‫لكنى لم أكن أظن أن المسافات بعيدة بهذه الدرجة وأنى مرفوض بهذا الشكل مكروه تلك الكراهية التى جعلتنى غريبا غيابى أفضل من وجودى بل إن‬
‫وجودى مقلق ومؤلم وغير مريح‬
‫لقد حاولت أن أكون مثاليا فى توبتى ‪ ،‬متطرفا فى التكفير عن خطايا الماضى محاوال أن أفعل المستحيل لجبر الضرر وتعويضكم عن أيام عجاف مرت‬
‫علينا‬
‫جئت اليكم بقلب نقى ونية صافية ورغبة أكيدة أن أمضى ما تبقى لى من عمر بينكم وفى حضنكم وهى مجرد أيام ليست كثيرة بل ربما تكون أيام قليلة‬
‫جدا ألنى أشعر بدنوا األجل وإقترابى من نهاية العمر‬
‫وأنا هنا سأترك لكم حرية القرار وحرية التصرف ولن أجبركم ولن أتوسل اليكم ولن أذل نفسى أكثر من ذلك لكنى سأتشفع بما كان بيننا من ود وحب‬
‫ورحمة لعل ذلك يكون سبب فى عودة ما بيننا من مخزون الحب وتالفى هذا الجفاء وتجنب تلك القسوة‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫(‪ )٤٤‬الضحية والجالد‬
‫(‪ )٤٤‬الضحية والجالد‬
‫بقلم حمدى بهاء الدين‬
‫دعونى ولو لمرة واحدة ألعب دور الضحية ‪ ،‬لقد سئمت دور الجالد ‪ ،‬دعونى أتوهم أنى الضحية ‪ ،‬دعونى أقنعكم ولو كذبا أو أخدعكم أو أخدع نفسى أنى‬
‫الضحية ‪ ،‬دعونى أخبركم ولو على سبيل المزاح أنى ضحيتكم أنى ضحية الظروف ‪ ،‬أنى أعطيتكم بال حساب ‪ ،‬أنى كنت مبذرا جدا فى عطائى لكم من‬
‫مال ومشاعر وإهتمام وحب ‪ ،‬أنى أبدا ما حرمتكم ‪ ،‬ما خذلتكم دوما كنت سخى معكم لم أكن بخيال وال مقترا ‪ ،‬لن أدعى أنى حرمت نفسى لكنى كنت دوما‬
‫أقدمكم على ذاتى على نفسى كنتم دوما أوال ثم ياتى بعدكم كل شىء ‪ ،‬لن أقول أن ما بكم من نعمة فهى من فضل هللا ومن عطائى وأن ما بكم من منعة‬
‫هى من قدرة هللا ثم مكانتى وما بكم من ستر فمن هللا ومن جهدى ‪ ،‬لقد أعطيتكم ما لم يعطه لى أبى من مال ومن حب ومن رعاية ‪ ،‬فماذا أخذت منكم ‪،‬‬
‫أخذت منكم النكران والعقوق والجحود ‪ ،‬لم أجد منكم عطفا وال حبا وال إحتراما وال وفاءا وال إعترافا بجميل أو تضحية ‪ ،‬لقد أنكرتم كل شىء وبدلتم كل‬
‫شىء تبديال ‪ ،‬لم يقر أحدكم بفضل ولم يعترف أى منكم بعطاء وكان كل شىء منكورا‬
‫لقد تجاهلتم وجودى ولم يلفت نظركم غيابى ولم يؤلمكم ألمى ولم يفزعكم إحتمال رحيلى بالفراق أو الموت ‪ ،‬لم أكن يوم على قائمة أولوياتكم وكأنى‬
‫غريب عنكم بل كان الغريب أقرب إليكم منى ‪ ،‬لم أرى فى عيونكم حب ‪ ،‬وال فى حضنكم دفء ‪ ،‬لقد كنت الجالد فى حكايتكم ظلما وبهتانا فأنا أضعف‬
‫من أكون جالد وأنتم أسوأ من أن تكونوا ضحية ‪ ،‬ومن هنا وجب أن تنقلب األدوار وأصبح أنا الضحية وأنتم الجالد‬
‫‪ #‬بقلم حمدى بهاء الدين‬

You might also like