You are on page 1of 51

‫تاريخ طباعة المصحف في موريتانيا‬

‫ملخص البحث‬

‫يدرس البحث تاريخ طباعة املصحف الشريف يف موريتانيا‪ ،‬اليت بدأت‬


‫الطباع ة فيه ا مت أخرة عن ك ل البل دان العربية مبين ا األس باب ال يت أدت إىل ت أخري‬
‫ظهور ألول مصحف موريتاين مطبوع حيت سنة ‪ ،2012‬ومستعرضا احملاوالت‬
‫والتجارب اليت سبقت صدوره‪.‬‬
‫ويتناول البحث كذلك املراحل اليت مر هبا إجناز املصحف املوريتاين‪ ،‬منذ‬
‫أن ك ان يف البداي ة مش روعا ل دار الن ور للطباع ة والنش ر ال يت أش رفت على إجنازه‬
‫واملراح ل األوىل من تص حيحه قب ل أن يف وز يف مس ابقة نظمته ا وزارة الش ؤون‬
‫اإلس المية لطباع ة مص حف رمسي موريت اين وتٌش ّكل جلن ة علمي ة ملراجعت ه‬
‫وتصحيحه‪.‬‬
‫كم ا ي درس بالتفص يل أهم خص ائص املص حف ال ذي طب ع برواي ة ورش‬
‫عن نافع من طريق األزرق‪ ،‬ويلتزم يف الرسم والض بط والتجزئة وسجود التالوة‬
‫وعد اآلي والوقف ما جرى به العمل لدى الشناقطة‪ .‬وقد خط باخلط املصحفي‬
‫الشنقيطي املبسوط‪ ،‬واستخدمت فيه زخارف مستوحاة من الفن املوريتاين القدمي‬
‫والزخرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫ويتعرض الباحث يف اخلتام لواقع طباعة املصحف يف موريتانيا‪ ،‬وأفاقها‪،‬‬
‫وما هو مأمول أن يتحقق يف هذا اجملال‪.‬‬

‫‪1‬‬
History of Mushaf Printing in Mauritania
By Mohameden Ahmed Salem Ahmedou

Abstract

The paper study the history of the printing of the Holy Quran in
Mauritania, which began later than in the all Arab countries. Also, it
reveals the underlying reason behind the delay of the first Mauritanian
printed Mushaf until the year 2012, and reviews the attempts and
experiences that preceded its release.
The research deals with the different stages of the completion of
the Mushaf since it was initially a project of Dar Al Noor for Printing
and Publishing, which oversaw the first stages of correction. Dar Al
Noor later won the competition organized by the Ministry of Islamic
Affairs to print the official Mauritanian Mushaf, and the ministry setup
of a new scientific committee for review and correction.
The researcher has examined in detail the most important
characteristics of the Mauritanian Mushaf, which was printed according
to the riwayah of Warsh from Imam Nafi through the way of Al-Azraq.
The script conventions (racem), vowelization, the division of chapters,
the names of the Sūrahs, the Ayah numbers, and pauses in the Mushaf
follow what was Known in Mauritania. The Mushaf was written in the
Shanqiti Mabsoot calligraphy style, and the decoration used was inspired
by ancient Mauritanian art and Islamic ornamentation.
Finally, the researcher reviews the current status and prospects
for Mushaf printing in Mauritania and what is hoped to be achieved in
this field.

‫مقدمة‬
2
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم والصالة والسالم على سيد املرسلني‬
‫تش كل احلال ة املوريتاني ة فيم ا خيص طباع ة املص حف الش ريف حال ة‬
‫فري دة واس تثنائية يف الع امل الع ريب‪ ،‬ففي حني طب ع املص حف من ذ الق رن‬
‫السادس عشر امليالدي يف أوروبا‪ ،‬وطبع يف مصر سنة ‪1890‬م‪ ،‬وطبع منذ‬
‫ذل ك ال زمن يف أغلب ال دول العربي ة‪ ،‬ف إن موريتاني ا مل يظه ر فيه ا أي‬
‫مص حف مطب وع ح ىت العق د الث اين من الق رن الواح د والعش رين‪ .‬وحمل‬
‫االس تثناء أو الغراب ة يف احلال ة املوريتاني ة ه و ت أخر ص دور املص حف يف بل د‬
‫ع رف أهل ه باهتم امهم الكب ري ب القرآن الك رمي وبعلوم ه وخبط املص احف‪،‬‬
‫وبالرغم من أن الطباعة دخلت إىل البالد يف ستينيات القرن املاضي‪ ،‬وبالنظر‬
‫كذلك من زاوية املتاح واملمكن فعله‪ ،‬فلم يكن هناك عائق موضوعي كبري‬
‫حيول دون طباعة املصحف‪ ،‬مما يطرح مجلة من التساؤالت عن أسباب كل‬
‫هذا التأخر‪.‬‬
‫لق د متكن املوريت انيون وهم يف ب اديتهم ينتجع ون املراعي ويتتبع ون‬
‫مساقط القطر‪ ،‬من انتاج ثقافة عربية إسالمية متميزة‪ ،‬استقوها من مصادرها‬
‫األصيلة‪ ،‬وطبعوها بطابعهم اخلاص‪ ،‬كما متكنوا من خلق مدرستهم اخلاصة‬
‫يف علوم القرآن وخط املصاحف بفضل املكانة اخلاصة اليت حظي هبا القرآن‬
‫الك رمي ل ديهم‪ ،‬فق د اهتم أه ل بالد ش نقيط من ذ زمن طوي ل وق رون كث رية‬
‫اهتمام ا كب ريا ب القرآن الك رمي حفظ ا وق راءة ورمسا وض بطا‪ ،‬واعتن وا بق راءة‬
‫نافع برواييت ورش وقالون اعتناء خاصا‪ ،‬وحرص كثري من القبائل واألسر‬
‫على ذل ك ح ىت ك ان من ال يُ رى متمكن ا يف ق راءة ن افع وال يأخ ذ يف‬
‫روايتيه ا‪-‬أو إح دامها‪ -‬س ندا متص ال إىل الن يب ص لى اهلل علي ه وس لم ال يع د‬
‫عندهم ممن حيفظ القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ولقد عكس املصحف الشـريف هذا االهتمام بالقرآن الكرمي بصورة‬
‫جلية‪ ،‬حيث أولوه عناية خاصة‪ ،‬ونال من اهتمامهم مامل ينله سواه‪،‬‬
‫فحرصوا على إخراجه يف أهبى احللل خطا وزخرفة وجتليدا‪ ،‬وكان األكثر‬
‫استنساخا يف البالد‪ ،‬فكل خطاط أول ما جيعل نصب عينيه أن يتشـرف خبط‬
‫نسخة أو نسخ من كتاب اهلل العزيز‪ .‬ويف الغالب كان املصحف هو النواة‬
‫ألي مكتبة صغرية أو كبرية‪ ،‬وما من منزل إال وبه على األقل مصحف‬
‫خمطوط أو اثنان‪.‬‬
‫ولكن بـالرغم من هذا االهتمام القدمي خبط املصاحف‪ ،‬فإنه مل يوازه‬
‫اهتمام جديد بطباعتها‪ .‬وحلد اآلن‪ ،‬مل يتم توثيق اجلهود اليت قيم هبا يف‬
‫طباعة املصحف‪ ،‬كما أن تاريخ الطباعة يف موريتانيا اليزال موضوعا مل يلق‬
‫أي عناية من الدارسني‪ .‬ويف سياق سد هذا الفراغ يتنزل هذا البحث الذي‬
‫يتناول تاريخ طباعة املصحف يف موريتانيا‪ ،‬متعرضا لتاريخ الطباعة نفسها‪،‬‬
‫واألسباب اليت أدت إىل تأخر ظهور املصحف املوريتاين املطبوع‪ ،‬وأهم‬
‫احملاوالت اليت قيم هبا قبل صدوره‪ ،‬دارسا بالتفصيل اخلصائص املختلفة‬
‫للمصحف املوريتاين املطبوع وآفاق طباعة املصحف يف موريتانيا‪ ،‬وذلك‬
‫حسب اخلطة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مقدمة‬
‫‪ -‬تاريخ الطباعة يف موريتانيا‬
‫‪ -‬تأخر ظهور املصحف املوريتاين املطبوع‪ :‬األسباب واملالبسات‬
‫‪ -‬أهم التجارب واحملاوالت اليت سبقت صدور املصحف‬
‫‪ -‬املص حف املوريت اين من الفك رة إىل التنفي ذ‪ :‬أهم املراح ل ال يت م ر هبا‬
‫املصحف‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬اخلصائص العامة للمصحف املوريتاين‬
‫‪ -‬طباعة املصحف يف موريتانيا‪ :‬الواقع واملأمول‬
‫‪ -‬إمجال واستخالص‬
‫تاريخ الطباعة في موريتانيا‬
‫يعود تاريخ الطباعة باحلرف العريب يف العامل إىل أوائل القرن السادس‬
‫عش ر امليالدي حيث طب ع بإيطالي ا‪ ‬كت اب "ص الة الس واعي" يف ف انو س نة‬
‫‪ ،1514‬و"كت اب املزام ري" يف جن وا س نة ‪ ،)1(1516‬وطب ع املص حف‬
‫الش ريف حتت عن وان‪" :‬كت اب الق رآن الك رمي" بالبندقي ة يف س نة ‪1538‬م‪.‬‬
‫وتتف اوت ال دول العربية تفاوت ا كب ريا يف ت اريخ دخ ول الطباع ة إليه ا‪ ،‬إال أن‬
‫أغلب ال دول العربي ة مل تع رف ظ اهرة الطباع ة بص ورة فعلي ة إال ابت داء من‬
‫القرن التاسع عشر‪ .‬وأول مطبعة ذات شأن هي مطبعة بوالق اليت أنشأت‬
‫مبصر سنة ‪1821‬م ‪-‬وإن كانت سبقتها تارخييا املطبعة اليت أدخلها نابليون‬
‫مع ه يف محلت ه على مص ر س نة ‪1798‬م‪ -‬وق د أح دثت ه ذه املطبع ة تغي ريا‬
‫جوهريا بالرغم من ظهور بعض املطابع هنا وهناك قبل هذا التاريخ‪ ،‬إال أن‬
‫نشاط هذه املطابع إذا ما قيس بنشاط مطبعة بوالق‪ ،‬يف ذلك الزمن املتقدم‬
‫كان ضئيال حمدودا(‪ .)2‬وقد أخذت الطباعة منذ ذلك الوقت تنتشر يف خمتلف‬
‫البالد العربية ومن ضمنها بالد املغرب العريب اليت دخلتها الطباعة ابتداء من‬
‫النصف الثاين من القرن التاسع عشر‪ .‬أما اجلارة اجلنوبية ملوريتانيا‪ ،‬السنغال‬
‫فق د دخلته ا املطبع ة من ذ ع ام ‪1848‬م‪ ،‬وهي "مطبع ة س انت ب ول" ال يت مت‬
‫إنش اؤها من قب ل الكنيس ة واس تمرت لغاي ة ‪ ،1904‬حيث أنش أت املطبع ة‬

‫() تاريخ الطباعة العربية يف استانبول وبالد الشام‪31 :‬و‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الكتاب املطبوع مبصر يف القرن التاسع عشر‪.25 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫االستعمارية األوىل لتلبية حاجات اإلدارة االستعمارية‪ ،‬تلتها املطبعة األفريقية‬
‫الكربى يف عام ‪.)1(1917‬‬
‫‪ -1‬دخ ول الطباع ة إلى موريتاني ا‪ :‬لق د ب دأ ت اريخ الطباع ة‪ ،‬يف‬
‫موريتانيا متأخرا عن كل البلدان العربي ة‪ ،‬وكان ذلك عقب استقالل البالد‬
‫عن فرنس ا س نة ‪ ،1960‬حيث ك ان لزام ا على املوريت انيني أن يب دؤوا يف‬
‫إنش اء دول ة من الص فر تقريبا(‪ ،)2‬وهم ال ذين ك انوا قب ل اس تقالل بالدهم ال‬
‫يكادون يعرفون شيئا عن احلضارة املعاصرة‪ ،‬يعيشون حتت خيامهم مكرسني‬
‫حي اهتم للعلم وللبحث عن منتج ع يص لح للماش ية‪ ،‬فاملس تعمر عن دما غ ادر‬
‫البالد مل يرتك فيها أية بنية حتتية‪ ،‬أو وسائل عصرية‪ ،‬فكان على املوريتانيني‬
‫استجالب كل شيء من وسائل احلضارة العصرية ومن ضمنها املطابع‪.‬‬
‫ك انت أول مطبع ة ت دخل موريتاني ا هي مطبع ة "جيك ا" ال يت مت‬
‫اس تجالهبا من مدين ة س ينلوي الس ينغالية‪ ،‬أو حتول هبا على األص ح ص احبها‬
‫اللبن اين جوزي ف كرين ات ال ذي ك انت تتعاق د مع ه احلكوم ة املوريتاني ة قب ل‬
‫انتقاهلا من س ينلوي لطباع ة املنش ورات والوث ائق احلكومي ة واملطبوع ات‬
‫البسيطة‪ .‬ومت افتتاحها سنة ‪1965‬م باسم‪" :‬املطبعة اجلديدة"‪ ،‬وظلت خالل‬
‫السنوات األوىل لالستقالل تقوم بطباعة الوثائق الرمسية للدولة املوريتانية إىل‬
‫ج انب املطبوع ات البس يطة للمحالت التجاري ة واألف راد‪ ،‬كالرأس يات‬
‫كبطاقات املعايدة‪ ،‬ودفاتر الفواتري(‪ .)3‬وأول كتاب مطبوع يف موريتانيا هو‬

‫‪L’Edition au Sénégal: bilan et perspectives de développement p )( 1‬‬


‫‪140‬‬
‫‪ )( 2‬االقتصاد املوريتاين من ‪ 1960‬إىل ‪.5 :1990‬‬
‫‪ )( 3‬الكتاب املوريتاين املطبوع‪.8 :‬‬
‫‪6‬‬
‫كتاب‪" :‬تطور األدب املوريتاين" ألمحد بن امحيد (الشكل‪ )01‬وقد طبع يف‬
‫هذه املطبعة سنة ‪.)1( 1965‬‬

‫الشكل‪ :01‬غالف أول كتاب مطبوع في موريتانيا‬


‫‪-2‬المطابع الرسمية‪ :‬مت يف سنة ‪ 1968‬إنشاء املطبعة الوطنية احلكومية‬
‫بتموي ل من مجهوري ة أملاني ا الغربي ة‪ ،‬ومحلت إح دى الفتاهتا اجلداري ة عب ارة‬
‫"هدي ة من الش عب األملاين إىل الش عب املوريت اين"‪ ،‬وذل ك لالس تجابة‬
‫للمتطلب ات العمومي ة واخلصوص ية يف جمال الطباع ة‪ ،‬وخصوص ا طباع ة‬
‫املنشورات والصحف الرمسية‪ .‬وقد تطورت هذه املطبعة من مصلحة مركزية‬
‫تابعة لوزارة اإلعالم فيما بني ‪1968‬و‪ ،1975‬إىل هيئة عمومية ذات طابع‬
‫إداري تستخدم طريقة "األوفست" للطباعة سنة ‪ ،1989‬مث إىل هيئة عمومية‬
‫ذات ط ابع ص ناعي وجتاري س نة ‪ ،1990‬ومن ‪ 1990‬إىل الي وم‪ ،‬كهيئ ة‬
‫عمومي ة ذات ط ابع ص ناعي وجتاري تس تخدم طريق ة "األوفس يت" والطريق ة‬
‫املتواصلة للطباعة(‪.)2‬‬

‫() نفس املصدر السابق‪ ،21 :‬وتطور األدب املوريتاين‪.12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() وثيقة تقدمي مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪.4 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫وظلت املطبع ة الوطنية تعت رب أكرب مطبع ة عمومية يف البالد واكثرها‬
‫إنتاج ا للمطبوع ات‪ ،‬ومثلت ش ريان احلي اة ال ورقي األساس ي لع دد كب ري من‬
‫مؤسسات الدولة املوريتانية والوحيد بالنسبة للصحافة املكتوبة يف موريتانيا‪.‬‬
‫أما املطبعة العمومية الثانية وهي تابعة للمعهد الرتبوي الوطين‪ ،‬فقد‬
‫كانت مشروعا منذ سنة ‪ ،1979‬إال أهنا مل تبدأ يف العمل وإنتاج الكتاب‬
‫املدرس ي إال س نة ‪ ،(1)1991‬يف إط ار مش روع ممول من ط رف ص ندوق‬
‫األوبي ك للتنمية الدولي ة تنف ذه اليونس كو‪ .‬وهي متخصصة يف طباعة الكتب‬
‫املدرس ية‪ ،‬وتغ ذي س وق الكت اب املدرس ي ال يت هي أهم س وق للكت اب يف‬
‫البالد حىت اآلن(‪.)2‬‬
‫‪-3‬المطابع األهلية (الخاص ة)‪ :‬ظ ل ع دد املط ابع الص غرية واملتوس طة‬
‫يف موريتانيا يتزايد عرب الزمن‪ ،‬فظهرت مطبعة النصر التابعة للمكتبة التجارية‬
‫املوريتاني ة الك ربى (جراليكوم ا) س نة ‪ ،1976‬تلته ا العدي د من املط ابع‬
‫األخرى‪ ،‬ووصل عدد هذه املطابع يف سنة ‪ 2006‬إىل حوايل عشرين مطبعة‬
‫تتمرك ز‪ ،‬ع دا اثن تني منه ا‪ ،‬يف نواكش وط(‪ ،)3‬وش هدت البالد من ذ هناي ة‬
‫التسعينات من القرن املاضي إدخال بعض املطابع لتقنيات جديدة تتمحور يف‬
‫جمال ما قب ل الطباعة باستخدام تقنيه الطباع ة املدعومة ب الكمبيوتر‪ ،‬كما أن‬
‫بعض املط ابع احمللي ة دعمت جتهيزاهتا بطابع ات أوفس ت متوس طة وكب رية‬
‫احلجم وذات ل ونني‪ ،‬ويف املقاب ل مل يش هد ج انب اإلهناء والطي والتغلي ف‬
‫والقطع النهائي تطورا يذكر(‪ .)4‬ورغم هذا العدد الكبري من املطابع فلم يكن‬

‫يف أروقة املؤسسة الوطنية للكتاب املدرسي‪ ،‬جريدة نواكشوط‪.12 :‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫وثيقة تقدمي مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪.8 :‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫تقرير اللجنة الوطنية االستشارية املكلفة بإصالح الصحافة والسمعيات البصرية‪.17 :‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫وثيقة تقدمي مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪.6 :‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫بوس عها‪-‬ح ىت عه د ق ريب‪-‬أن تطب ع باس تثناء اثن تني أو ثالث منه ا س وى‬
‫الص حف احمللي ة والكراس ات واملطوي ات والبطاق ات ال يت ال تتطلب أداء فني ا‬
‫عالي ا‪ ،‬كالطباع ة رباعي ة األل وان‪ ،‬ل ذلك ك ان يتم اللج وء يف إجناز كث ري من‬
‫األعمال إىل مطابع يف الدول األجنبية وبالذات إسبانيا وفرنسا‪ ،‬خصوصا من‬
‫قب ل القط اع اخلاص(‪ .)1‬وق د ع رفت بعض ه ذه املط ابع يف الس نوات األخ رية‬
‫حتس نا ملحوظ ا يف التجه يزات‪ ،‬لكن ه يظ ل دون املس توى ال ذي ميكنه ا من‬
‫تقدمي خدمات النشر والطباعة العالية اجلودة‪.‬‬
‫‪-4‬الوراق ات ومحالت الطباع ة الص غيرة‪ :‬هن اك ج انب آخ ر من‬
‫الطباعة ظل ه و األك ثر انتش ارا وإلي ه يلج أ إلي ه أغلب من ل ديهم أعم ال‬
‫طباعي ة‪ ،‬وه و جمال الطباع ة البس يطة ال يت توج د ع ادة يف وراق ات ت بيع‬
‫التجهيزات املكتبية‪ ،‬وتوفر خدمات متنوعة وسريعة ترتاوح بني طباعة ورقة‬
‫إداري ة عادي ة إىل خ دمات تكث ري التق ارير والرس ائل املرقون ة‪ ،‬إىل تص ميم‬
‫وحتض ري كت اب كام ل للطباع ة‪ .‬وتس تخدم ع ادة آالت بس يطة مث ل املكثّ ر‬
‫''استنس ل''‪ .‬وت وفر ه ذه املك اتب كمي ات حمدودة من الوث ائق وتك ون غالب ا‬
‫ب اللون األس ود‪ .‬وك ان ه ذا الن وع من الطباع ة منتش را بك ثرة يف الس بعينيات‬
‫والثمانينيات من القرن املاضي‪ ،‬وقد استخدمه القطاع اخلاص كما استخدمه‬
‫القط اع الع ام يف إدارت ه ومؤسس اته وخصوص ا يف املؤسس ات التعليمي ة مث ل‬
‫مدرسة تكوين األس اتذة‪ ،‬اجلامعة‪ ،‬املعهد ال رتبوي الوطين‪ ،‬م دارس التكوين‬
‫الف ين والثانوي ات‪ ...‬إخل(‪ .)2‬وك ان الطالب وغ ريهم من الراغ بني يف طباع ة‬
‫حبوثهم ورس ائلهم يع انون من رداءة خ دمات الطباع ة يف ه ذه الوراق ات‬

‫() تقرير اللجنة الوطنية االستشارية املكلفة بإصالح الصحافة والسمعيات البصرية‪.18 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() وثيقة تقدمي مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪.5 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫واملك اتب مما جع ل أح دهم يع رب عن ذل ك احلال ش عرا – واملوريت انيون الب د‬
‫هلم من الشعر‪-‬بقوله‪:‬‬
‫ولكن حسن الطب ِع غري ُكثري‬
‫ّ‬ ‫آالت لدينا كثريةٌ‬
‫وللطبع ٌ‬

‫ويف بداي ة التس عينات اس تبدلت ت درجييا ماكين ات "روني و" ال يت‬
‫تس تخدم ال ورق احلري ري ''استنس يل'' مبص ورات مكتبي ة س ريعة‪ ،‬وك ذلك‬
‫مبص ورات أك ثر س رعة وتط ورا تس مى "ريزوغ راف"‪ ،‬وهبذه اآلالت ع رفت‬
‫خ دمات الطباعة حتس نا ملحوظ ا يف النوعي ة والكمي ة والس رعة‪ ،‬وش هد شبه‬
‫القطاع هذا تطورا ملحوظا خالل تسعينات القرن املنصرم‪ ،‬حينما أدخلت‬
‫مكاتب اخلدمات الطباعة املدعومة بالكمبيوتر اليت انتشرت انتشارا واس عا يف‬
‫العاصمتني السياسية واالقتص ادية (نواكشوط ونواذيبو)‪ ،‬كما عرفت بعض‬
‫املدن يف داخل البالد هذا النوع من اخلدمات هي األخرى‪.‬‬
‫لق د أس همت ه ذه املط ابع والوراق ات إىل ح دما يف تش جيع حرك ة‬
‫الطباع ة‪ ،‬إال أن الص حافة والكت اب يبقي ان أهم ج انبني ميكن من خالهلم ا‬
‫رصد تاريخ الطباعة وواقعها يف موريتانيا‪.‬‬
‫‪ -5‬الصحافة والطباعة‪ :‬شكلت الصحافة يف موريتانيا على مر الزمن‬
‫أحد أهم زبناء املط ابع‪ ،‬وخاصة املطبعة الوطنية منذ إنشائها‪ ،‬أما الصحف‬
‫املوريتاني ة ال يت ك انت تص در قب ل االس تقالل فطبعت يف الس نغال‪ ،‬وك انت‬
‫صحيفة "موريتانيا" أول صحيفة موريتانية حكومية وصدر عددها األول يف‬
‫‪15‬نوفمرب‪1957‬م‪ ،‬وك انت تطب ع يف س ينلوي وت وقفت ع ام ‪،)1(1963‬‬
‫وحلت حمله ا ص حيفة "الش عب" بالعربي ة‪ ،‬وص حيفة "ال بيب ل" بالفرنس ة‪،‬‬

‫‪ )(1‬الصحافة املكتوبة قبل وبعد االستقالل‪ ،‬صحيفة األخبار‪.14 :‬‬


‫‪10‬‬
‫وكانت ا تص دران بص ورة غ ري منتظم ة حىت توقفت ا يف أواخر ع ام ‪،1972‬‬
‫لتُصدر احلكومة بعد ذلك يف فاتح يوليو ‪ 1975‬صحيفة "الشعب" بالعربية‬
‫والفرنسية‪ ،‬كيومية وطنية إخبارية جامعة‪ ،‬والتزال تصدر حىت اليوم‪.‬‬
‫ويف الفرتة املمتدة ما بني هناية السبعينيات وبداية التسعينيات ظهرت‬
‫بعض الص حف واجملالت غ ري املنتظم ة الص دور‪ ،‬فك انت قطاع ات الدول ة‬
‫تصدر جمالت ال تتعدى عددها األول أو الثاين‪ ،‬وكانت هذه اجملالت تطبع‬
‫باملطبع ة الوطني ة‪ .‬كم ا ك انت بعض احلرك ات واألح زاب السياس ية أو‬
‫اجلمعيات الثقافية تصدر صحف وجمالت تتم طباعتها بطريقة بدائية(‪.)1‬‬
‫أما الصحف املستقلة فقد بدأت بداية متعثرة سنة ‪ ،1982‬قبل أن‬
‫تتطور إىل التعدد والتنوع مع ظهور دستور يقر التعددية السياسية وصدور‬
‫ق انون حري ة الص حافة س نة ‪ ،1991‬حيث ع رفت الص حافة املس تقلة منوا‬
‫الفتا‪ ،‬وشهدت‪ ‬الساحة املوريتانية يف الفرتة املمتدة من‪ 1991‬و‪ 2003‬منح‬
‫م ا يزي د على س تمائة ت رخيص لص حف مل يعم ر معظمه ا ط ويال بس بب‬
‫الص عوبات املالي ة وارتف اع أس عار الطباع ة وانع دام اإلعالن ات‪ ،‬إال أهنا م ع‬
‫ذل ك خلقت ج وا غ ري مس بوق من الطلب على الطباع ة وش جعت بعض‬
‫رج ال األعم ال على االس تثمار يف ه ذا اجملال‪ ،‬م ع أن الص حف مل يكن يف‬
‫متناوهلا من املطابع سوى املطبعة الوطنية اليت تضاعف عدد الصحف املستقلة‬
‫ال يت تطبعه ا من ‪ 165‬ص حيفة س نة ‪ 2006‬إىل ‪ 265‬ص حيفة س نة‬
‫‪.)2(2009‬‬
‫وتعاين الصحافة يف موريتانيا من مشاكل عديدة فيما يتعلق بالطباعة‬
‫من أمهه ا‪ :‬ارتف اع تك اليف الطب ع‪ ،‬وغي اب وكال ة لإلش هار‪ ،‬وغي اب مطبع ة‬
‫() وضعية النشر يف بالدنا‪ ،‬جريدة الشعب‪.5 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() التقرير الدوري االول حول وضعية الصحافة املكتوبة يف موريتانيا ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫مبس توى تق ين ويف متن اول الص حف حبيث تنتج نوعي ة جبودة كافي ة لتش جيع‬
‫أص حاب اإلعالن‪ ،‬وغي اب طريق ة توزي ع متكن من التواج د بص فة حقيقي ة‬
‫على ال رتاب الوط ين‪ ،‬وك ذا الفوض ى وغي اب مع ايري ملنح الوص ول ورخص‬
‫النشر(‪ ،)1‬فضال عن أنه ال توجد إال جهة وحيدة لطباعة كل الصحف وهي‬
‫املطبع ة الوطنية‪ .‬وقد تسبب التهديد بوقف دعم الدول ة هلذه املطبعة املتعلق‬
‫بسحب الصحف عن طريق صندوق الدعم العمومي للصحافة يف أزمة ألقت‬
‫بظالهلا على وض عية الص حافة املكتوب ة وأث رت س لبا عليه ا‪ ،‬حيث س جل‬
‫احتجاب العديد من الصحف عن الصدور وتعثر البعض اآلخر‪ ،‬فتوقف هذا‬
‫ال دعم املق دم للمطبع ة يع ىن توق ف وانقط اع الص حافة املكتوب ة بأكمله ا‬
‫وإفالس املطبعة أو توقفها عن تقدمي خدماهتا يعىن اهنيار قطاع الصحافة(‪.)2‬‬
‫وخيار اللجوء إىل املطابع اخلاصة ال حيل املشكلة فتكلفة هذه املطابع باهظة‬
‫وغ ري متناس بة م ع إمكاني ات املؤسس ات الص حفية املس تقلة‪ .‬وهن اك أيض ا‬
‫مش كلة ض عف كمي ة الس حب‪ ،‬حيث ت رتاوح الكمي ة املس حوبة من اجلرائ د‬
‫املدعوم ة ل دى املطبع ة الوطني ة م ا بني ‪ 500‬نس خة كح د أدىن و‪1000‬‬
‫نس خة كح د أقصى(‪ ،)3‬غ ري أن الص حافة مل تكن تع اين وح دها من ض عف‬
‫وحمدودية وسائل الطباعة‪.‬‬
‫‪-6‬الكتاب الموريت اني المطب وع‪ :‬ظ ل إنت اج الكت اب املطب وع خالل‬
‫الس نوات اخلمس ني املاض ية من عم ر الدول ة املوريتاني ة ض عيفا‪ .‬ويف س نة‬
‫‪ 2007‬ق در ب احث موريت اين ع دد الكتب املوريتاني ة املطبوع ة بـ‪360‬‬

‫() تقرير اللجنة الوطنية االستشارية املكلفة بإصالح الصحافة والسمعيات البصرية‪.16 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() التقرير الدوري االول حول وضعية الصحافة املكتوبة يف موريتانيا‪.3 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() نفس املصدر السابق‪.3 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫كتابا(‪ .)1‬أم ا الي وم‪ ،‬ف إن ع دد مجي ع الكتب املوريتاني ة املطبوع ة داخ ل البالد‬
‫وخارجه ا‪ ،‬ال يتج اوز األلفي عن وان حس ب تق دير م دير ش ركة الكتب‬
‫اإلس المية يف موريتاني ا‪ ،‬أك رب املكتب ات التجاري ة بالبلد(‪ .)2‬ف رغم ث راء البالد‬
‫املعريف والثقايف‪ ،‬الزالت آالف املخطوطات يف خمتلف جماالت الثقافة العربية‬
‫اإلس المية وعش رات ال دواوين الش عرية والقص ص األدبي ة واملؤلف ات ذات‬
‫القيمة العالية والكتابات النقدية اهلادفة غري منشورة‪ .‬ويف حماولة لتشخيص‬
‫وض عية النش ر يف موريتاني ا‪ ،‬أمجل أح د الب احثني الص عوبات ال يت واجهت‬
‫وتواجه طباعة الكتاب املوريتاين يف نقاط بارزة تتمثل يف غياب االستثمار يف‬
‫مي دان النش ر‪ ،‬وغالء أس عار الطباع ة‪ ،‬وض عف التوزي ع‪ ،‬والض رائب الكب رية‬
‫املفروض ة على املط ابع واملكتب ات‪ ،‬وغي اب دور النش ر‪ ،‬ف البالد تفتق ر اىل‬
‫وج ود دار نش ر واح دة‪ ،‬ه ذا فض ال عن أن غي اب أي دعم للم ؤلفني وع دم‬
‫سعي الدولة لتشجيع طباعة الكتب ونشرها‪ ،‬جعل املؤلف املوريتاين يتحمل‬
‫كامل أعباء نشر كتبه وتوزيعها(‪.)3‬‬
‫وقد لوحظ أن السنوات اخلمس املاضية شهدت نشاطا ملحوظا يف‬
‫طباع ة ونش ر الكتب‪ ،‬حيث ق ام بعض من رج ال األعم ال بتموي ل نش ر‬
‫الكتب‪ ،‬كم ا ق امت بعض املكتب ات التجاري ة بطباع ة العدي د من الكتب‬
‫املوريتانية يف جماالت خمتلفة‪.‬‬
‫وب الرغم من التط ور ال ذي حص ل بفع ل التحس ن النس يب للوس ائل‬
‫وبفعل تزايد الطلب على نشر الرتاث املوريتاين املخطوط ومؤلفات الكتاب‬
‫املوريتانيني احلديثة‪ ،‬فإن الصعوبات اليت يشهدها قطاع النشر ما تزال تقف‬

‫() الكتاب املوريتاين املطبوع‪ :‬نشأته وتطوره ‪.25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مقابلة مع األستاذ حممد حممود ولد جدو‪ ،‬بتاريخ‪ 02 :‬ابريل ‪.2013‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الكتاب املوريتاين وعوائق النشر‪ :‬حقائق وآفاق‪.5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫حج ر ع ثرة أم ام حتقي ق املس توى املنش ود من الطباع ة والنش ر للكت اب‬
‫املوريتاين‪ ،‬وكانت من بني عوامل أخرى سامهت يف تأخر ظهور املصحف‬
‫املوريتاين املطبوع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫تأخر ظهور المصحف الموريتاني المطبوع‪:‬‬
‫األسباب والمالبسات‬
‫ي رى بعض الب احثني(‪ )1‬أن وج ود املص حف يف موريتاني ا ق دمي‪ ،‬حيث‬
‫واكب دخول اإلسالم إليها وانتشاره بشكل تدرجيي وبطيء وعرب مراحل‬
‫خمتلفة‪ ،‬لتزدهر صناعته بظهور الدراسات القرآنية وتطورها يف بالد شنقيط‬
‫مما نتج عنه تبلور مدرسة شنقيطية يف القراءات والرسم(‪ ،)2‬وليربز املصحف‬
‫ك أهم جمال لتجوي د اخلط عاكس ا بش كل جلي االهتم ام الكب ري ال ذي ك ان‬
‫للموريت انيني بكتاب ة الق رآن الك رمي وإتق ان خط ه ورمسه‪ .‬وك ان من املتوق ع‬
‫واحلالة هي هذه من االهتمام أن تكون طباعة املصحف املوريتاين هي أوىل‬
‫أولويات الدولة الوطنية‪ ،‬أو حىت رجال األعمال‪ ،‬أو املشايخ‪ ،‬لكن األمر مل‬
‫يكن ك ذلك لألس ف‪ .‬ويب دو أن أس بابا وعوام ل متنوع ة ومتداخل ة لعبت‬
‫دورها يف تأخر ظهور املصحف املطبوع ومن أمهها‪:‬‬
‫استمرار تقاليد النساخة‪ :‬ع رف املوريت انيون بنش اطهم املنقط ع‬ ‫‪-1‬‬
‫النظ ري يف جمال النس اخة وكتاب ة املص احف فق د دفعهم البع د عن مص ادر‬
‫التزود باملصاحف إىل االهتمام بنسخها حمليا‪ ،‬والسعي إىل االكتفاء الذايت يف‬
‫الص حراء على ال رغم من ن درة ال ورق‪ ،‬مما نتج عن ه ك ثرة املص احف هبذه‬
‫البالد‪ ،‬حيث ظلت أع داد املص احف واملخطوط ات بص ورة عام ة تتزاي د يف‬
‫بالد ش نقيط ع رب ال زمن‪ ،‬ح ىت مل ختل خيم ة وال بيت من مص حف أو‬
‫مصاحف‪ ،‬مع أن تلك املصاحف مل يبق منها اليوم لألسف إال النزر اليسري‪.‬‬
‫لق د ظلت تقالي د استنس اخ الق رآن الك رمي بالي د ال يت ترس خت على‬
‫مدى عدة قرون منشرة ومسيطرة‪ ،‬بل إهنا شهدت بعض االزدهار مع توفر‬

‫() السند القرآين‪ :‬دراسة وتأصيل‪ ،‬السند الشنقيطي منوذجا‪.65 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() تاريخ القراءات يف املشرق واملغرب‪.579 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫ال ورق وآالت الكتاب ة احلديث ة‪ ،‬يف الف رتة ال يت أعقبت االس تقالل يف ك ل من‬
‫البادية واملدينة على السواء‪ .‬فعلى الرغم من انتشار الطباعة‪ ،‬فقد استمر كثري‬
‫من النساخ حىت عهد قريب(‪ )1‬ينسخون املصاحف والكتب لألفراد‪ ،‬وحىت‬
‫للجه ات الرمسية فق د تعاق د املعه د املوريت اين للبحث العلمي م ع جمموعة من‬
‫النساخ لينسخو له املخطوطات‪ ،‬ومع ذلك فمن النادر أن جتد من بني هذه‬
‫املص احف مص حفا باملواص فات الطباعي ة‪ ،‬فمثال‪ :‬من بني ‪ 15‬مص حفا‬
‫تق دمت ملس ابقة اختي ار مص حف ص احل للطباع ة والنش ر ت بني أن س ائر‬
‫املصاحف باستثناء واحد منها مل تكن باملواصفات الطباعية املطلوبة (‪.)2‬‬
‫وف رة وانتش ار المص احف المطبوع ة‪ :‬ب دأت املص احف‬ ‫‪-2‬‬
‫املطبوع ة تت دفق على البالد بع د اس تقالهلا عن االس تعمار الفرنس ي‪ ،‬وم ع أن‬
‫املص احف املطبوع ة ك انت موج ودة قب ل ذل ك‪ ،‬لكن ع ددها ك ان حمدودا‬
‫ويقتص ر على بعض املص احف احلجري ة املغربي ة ال يت ك انت أول املص احف‬
‫املطبوعة وصوال إىل موريتانيا(‪ ،)3‬وقد تلتها املصاحف اجلزائرية ومنها الطبعة‬
‫اليت نشرها رودوسي قدور بن مراد الرتكي‪ ،‬صاحب املطبعة الثعالبية سنة‬
‫‪1356‬هـ‪ ،‬وتعددت نشراهتا فيما بعد‪ .‬وجاءت بعد ذلك مصاحف مغربية‬
‫أخرى وعرفت منها البالد طبعات متعددة من أشهرها املصحف الذي طبع‬
‫مبصر سنة ‪1347‬هـ خبط أمحد بن احلسن زوينت الفاسي‪ .‬ومصحفا احلسن‬

‫() من بني املصاحف اليت قدمت ملسابقة املصحف املوريتاين مصحف خبط السيد احلمد بن أمحد بن‬ ‫‪1‬‬

‫املختار أكمل خطه عام ‪.2010‬‬


‫() تقرير اللجنة املكلفة بالنظر يف عروض املصاحف املقدمة إىل وزارة الشؤون اإلسالمية والتعليم‬ ‫‪2‬‬

‫األصلي‪.1 :‬‬
‫() وكان من بينها مصحف كتبه موريتاين هو حممدو بن الفالّلي احلسين لشيخه الشيخ ماء العينني‬ ‫‪3‬‬

‫أهداه للسلطان املغريب عبد احلفيظ‪ ،‬وطبع يف املطبعة احلجرية باملغرب‪ .‬انظر‪ :‬الشيخ ماء العينني علماء‬
‫وأمراء يف مواجهة االستعمار األورويب‪ :‬الطالب اخيار بن الشيخ مامينا‪.1/436 :‬‬
‫‪16‬‬
‫الث اين‪ ،‬وانتش ر ك ذلك املص حف التونس ي خبط التج اين احملم دي‪ ،‬ص احب‬
‫مطبعة ومكتبة املنار املطبوع بتونس سنة ‪1365‬هـ‪.‬‬
‫ويف فرتة الحقة دخلت املصاحف السعودية برواية ورش عن نافع‪،‬‬
‫وهي‪ :‬مص حف جالل ة املل ك فيص ل بن عب د العزي ز آل س عود ‪-‬رمحه اهلل‬
‫تع اىل‪ -‬برواي ة ورش عن ن افع ال ذي أم ر بطباعت ه س نة ‪1392‬هـ‪ ،‬وأش رفت‬
‫علي ه جلن ة من كب ار علم اء املس لمني يف املدين ة املن ورة برئاس ة الش يخ حمم د‬
‫األمني بن حمم د املخت ار الش نقيطي‪ ،‬مث مص حف املدين ة املن ورة ال ذي اختتم‬
‫عقد هذه املصاحف وطبعه جممع امللك فهد ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ -‬براوية ورش‬ ‫َ‬
‫عن ن افع وال ذي تلقف ه املوريت انيون وتلق وه ب القبول وأص بح أك ثر املص احف‬
‫انتش ارا يف البالد بطبعات ه املتعاقب ة‪ .‬ه ذا فض ال عن مص احف أخ رى متنوع ة‬
‫صادرة عن دور نشر جتارية مصرية ولبنانية ومغربية‪.‬‬
‫ك انت ك ل تل ك املص احف املطبوع ة مض بوطة بطري ق األزرق عن‬
‫ورش‪-‬وهي الطري ق األك ثر ش يوعا يف البالد‪)1(-‬مت وفرة يف املس اجد‪،‬‬
‫والكت اتيب واحملاض ر واملدارس‪ ،‬واملكتب ات التجاري ة والعام ة‪ ،‬كامل ة وجمزأة‪،‬‬
‫ومبختل ف األحج ام‪ ،‬وك انت نس خها ت وزع جمان ا يف كث ري من األحي ان على‬
‫اهليئ ات واألف راد‪ .‬وك انت ه ذه الطبع ات ص حيحة الرس م والض بط‪ ،‬متقن ة‬
‫اإلخ راج إال يف الن ادر‪ ،‬تأمله ا املقرئ ون املوريت انيون عن د دخوهلا إىل البالد‪،‬‬
‫فزكوه ا ورض وا عنه ا؛ فبس بب ه ذا العام ل مل يكن طب ع نس خة جدي دة من‬
‫املصحف أولوية بالنسبة للدولة أو للمجتمع‪ ،‬باعتبار أن طبع املصحف فرض‬
‫كفاية‪ ،‬وقد قام به الغري خري قيام‪.‬‬

‫() أما املصاحف املطبوعة برواية قالون فكانت أقل انتشارا ومل يوجد منها إال مصحفان أحدمها‬ ‫‪1‬‬

‫مصحف نشره التجاين احملمدي بتونس واآلخر هو مصحف اجلماهريية‪ .‬أما املصاحف املطبوعة برواية‬
‫حفص عن عاصم فلم يكتب هلا نفس االنتشار‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود دور للنشر‪ :‬يرتب ط ت أخر نش ر املص حف املوريت اين مبش كلة‬
‫أعم وهي مشكلة النشر اليت عانت منها الصحافة مثل ما عاىن منها الكتاب‪.‬‬
‫ولقد أشرنا سابقا إىل أن البلد ظل لفرتة من الزمن خيلو من أي مطبعة‪ ،‬ومل‬
‫يع رف الطباع ة إال م ع االس تقالل‪ .‬أم ا فيم ا خيص دور النش ر فال توج د يف‬
‫موريتانيا دور نشر جديرة هبذا االسم إذا ما استثنينا املطبعة املدرسية التابعة‬
‫للمعه د ال رتبوي الوط ين ال ذي يق وم بطباع ة الكتب املدرس ية وتوزيعه ا على‬
‫مؤسسات التعليم االبتدائي والثانوي(‪ ،)1‬وقد تطبع أحيانا كتبا أخرى‪ .‬وفيما‬
‫عدا ذلك‪ ،‬فوسائل النشر يف موريتانيا تقتصر على مطابع خصوصية جتارية‪،‬‬
‫إضافة إىل مطبعة عمومية واحدة هي املطبعة الوطنية‪ ،‬وأغلب ما مت نشره من‬
‫كتب حىت اآلن كان يف غياب تام للدولة‪ ،‬إما جبهود فردية أو بتمويل أفراد‪.‬‬
‫وأول دار نشر متلك مطبعة وتعلن اهتمامها بنشر القرآن الكرمي هي دار النور‬
‫للطباعة والنشر اليت مت إنشاءها سنة ‪.2001‬‬
‫غي اب اإلرادة السياس ية‪ :‬مل يكن طب ع املص حف من أوىل‬ ‫‪-4‬‬
‫أولوي ات الدول ة أي ام االس تقالل‪ ،‬وح ىت ل و أرادت ف إن الوس ائل ختوهنا‪،‬‬
‫فالدولة املوريتانية نشأت من العدم‪ ،‬فاملستعمر مل يرتك بالبالد غداة رحيله‬
‫عنه ا أي بني ة حتتي ة وال وس ائل عص رية من أي ن وع‪ ،‬فك ان لزام ا على بن اة‬
‫الدولة أن يوجهوا موارد البالد –وهي شحيحة– إىل مصارف أكثر إحلاحا‪.‬‬
‫وق د تع اقبت على احلكم من ذ االس تقالل العدي د من احلكوم ات ومل يكن‬
‫ض من سياس اهتا لرتقي ة قط اع الش ؤون اإلس المية أو الثقاف ة خط ة واض حة‬
‫لتش جيع النش ر بص ورة عام ة‪ ،‬أح رى طباع ة املص حف‪ .‬كم ا أن العدي د من‬
‫املوريت انيني وح ىت بعض اجله ات الرمسية‪ ،‬ك انت ل ديهم قناع ة راس خة بأن ه‬
‫() تقرير اللجنة الوطنية االستشارية املكلفة بإصالح الصحافة والسمعيات البصرية‪.18 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫ليس ت هن اك ض رورة لطباع ة مص حف موريت اين‪ ،‬وم ا ه و موج ود بأي دي‬
‫الناس من نسخ القرآن الكرمي املخطوطة واملطبوعة فيه الكفاية! فماذا حدث‬
‫إذا حىت تتهيأ الظروف لظهور املصحف املوريتاين املطبوع؟‬

‫‪19‬‬
‫أهم التجارب والمحاوالت التي سبقت صدور المصحف‬
‫مبرور ال زمن أص بح هن اك وعي متن ام بض رورة وج ود مص حف‬
‫موريتاين‪ ،‬ونتيجة لتحسن الظروف االقتصادية نسبيا‪ ،‬وتيسر الطباعة والنشر‬
‫أكثر من ذي قبل بفعل انتشار املطابع‪ ،‬ظهرت بعض احملاوالت اليت قام هبا‬
‫أفراد‪ ،‬ورجال أعمال وجهات رمسية سعيا منهم لسد هذا النقص‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه التجارب واحملاوالت‪:‬‬
‫‪ -1‬مص حفان يحمالن ش عار الجمهوري ة اإلس المية الموريتاني ة‪:‬‬
‫ق ام األمني الع ام املس اعد س ابقا الحتاد الناش رين املوريت انيني واملقيم بدول ة‬
‫اإلم ارات العربي ة املتح دة بطباع ة نس ختني من مص حفني بالتع اون م ع بعض‬
‫احملسنني حيمل غالفامها شعار اجلمهورية اإلسالمية املوريتانية إحدامها برواية‬
‫ورش عن نافع‪ ،‬وهي للمصحف الذي خطه عبد الرمحن حممد باخلط املغريب‬
‫اإلف ريقي املوح د (الش كل‪ ،)2‬واألخ رى برواي ة ق الون عن ن افع وتع ود إىل‬
‫مص حف اجلماهريي ة (الش كل‪ .)2‬وه ذه احملاول ة‪ ،‬على ال رغم من أن ص لة‬
‫موريتانيا هبا ال تتعدي الشعار املوجود على غالفها‪ ،‬إال أهنا تعرب عن مستوى‬
‫من الوعي بضرورة وجود مصحف خاص مبوريتانيا‪.‬‬

‫الشكل‪ :2‬مصحفان يحمالن شعار الجمهورية اإلسالمية الموريتانية‬

‫‪20‬‬
‫‪ -2‬مصحف سيدي عبد اهلل بن الحاج ابراهيم‪ :‬كان هذا املصحف هو‬
‫أول مص حف موريت اين خمط وط يتم نش ره يف موريتاني ا وق د كتب ه الع امل‬
‫الش نقيطي الكب ري س يدي عب د اهلل بن احلاج اب راهيم (ت‪1233‬هـ)‪ ،‬وق امت‬
‫شركة ماتيما بنشره سنة ‪ 2002‬ومتت طباعته يف فرنسا(الشكل‪ .)3‬وهذا‬
‫املص حف وإن ك ان متم يزا وخبط العالم ة س يدي عب د اهلل بن احلاج إب راهيم‬
‫وأشرفت عليه جلنة من املتخصصني يف القراءات والرسم والضبط‪ ،‬إال أنه مل‬
‫يكن باملواصفات اليت ميكن معها نشره واعتماده كمصحف رمسي (‪.)1‬‬

‫الشكل‪ :3‬الغالف الخارجي والداخلي لمصحف سيدي عبد اهلل بن الحاج ابراهيم‬
‫‪ -3‬مصحف دار النور‪ :‬جاءت فكرة طباعة املصحف بعد صدور مصحف‬
‫سيدي عبد اهلل‪ ،‬وقد تزامن ظهور املصحف مع اكتمال مباين دار النور اليت‬
‫مت إنش اؤها لطباع ة ونش ر املص حف الش ريف والكتب املتعلق ة بعل وم الق رآن‬
‫الك رمي‪ ،‬وأراد الق ائمون عليه ا إجناز نس خة من املص حف الش ريف تك ون‬
‫موافق ة ملا ج رى ب ه العم ل يف موريتاني ا‪ .‬وك انت ال دار تن وي القي ام ب ذلك‬
‫جبهوده ا الذاتية(‪ )2‬قب ل أن تتبن اه الدول ة ويتم نشره باس م "مص حف‬
‫موريتانيا"‪.‬‬
‫() ملحق مصحف سيدي عبد اهلل بن احلاج إبراهيم‪.6 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() مقابلة مع مدير مطبعة النور السيد ديدي ولد اسويدي بتاريخ‪ 6 :‬فرباير ‪.2013‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -4‬المؤسس ة الوطني ة لألوق اف تس عى لطباع ة مص حف‪ :‬بع د أن‬
‫اقتنت املؤسس ة الوطني ة لألوق اف مطبع ة‪ ،‬فك ر الق ائمون على املؤسس ة يف‬
‫طباعة مصحف موريتاين‪ ،‬وورد يف وثيقة مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية‬
‫لألوقاف أن مشروع املطبعة يعترب مشروعا رائدا من حيث توجهاته اخلريية‬
‫ألنه يهدف إىل طباعة املصحف الشريف(‪ )1‬واملخطوطات الثمينة يف خمتلف‬
‫العلوم الشرعية واللغوية وتوفري خدمات الطباعة للباحثني وطالب العلم من‬
‫الفئ ات األق ل دخال(‪ .)2‬ويب دو أن ه ذا املش روع مل يتق دم العم ل في ه‪،‬‬
‫خصوصا بعد أن تبنت الدولة طباعة مصحف دار النور‪.‬‬
‫‪ -5‬حرس ي متقاع د يتق دم بمص حف بخط ه ل وزارة الش ؤون‬
‫االس المية‪ :‬تق دم حرس ي متقاع د إىل وزارة الش ؤون اإلس المية والتعليم‬
‫األصلي مبصحف من خطه هبدف تبنيه كمص حف رمسي ملوريتانيا‪ ،‬وأبلغها‬
‫أن هن اك جه ة بدول ة اإلم ارات العربي ة املتح دة س تتوىل طباعت ه‪ ،‬ويب دو أن‬
‫الوزارة أهتمت هبذا العرض فشكلت جلنة علمية للتدقيق يف املصحف‪ .‬وبعد‬
‫الفحص ت بني أن النس خة املقدم ة للطباع ة حباج ة إىل كث ري من املراجع ة‬
‫واملعاجلة(‪ ،)3‬أي أهنا باختصار ال تصلح لأن تنشر كمصحف رمسي‪.‬‬
‫‪ -6‬مص حف موريتاني ا بخ ط عثم ان ط ه‪ :‬وه و مص حف كام ل برواي ة‬
‫ورش عن ن افع‪ ،‬خبط أش هر خط اطي املص احف يف الع امل اإلس المي األس تاذ‬
‫عثم ان ط ه‪ ،‬وق د مت عرض ه على أح د أكرب م راجعي املص احف يف الع امل‬
‫اإلس المي فارت أى تس مية بـ"مص حف موريتاني ا" ملا ل ه من خصوص يات من‬

‫() وثيقة مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪.1 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() اتصل يب بعض املسؤولني هبذه املؤسسة سنة ‪ ،2004‬يف أطار حبثهم عن خطاط لكتابة املصحف‬ ‫‪2‬‬

‫الذي تنوي املؤسسة نشره‪.‬‬


‫() أرشيف املصحف املوريتاين‪.8 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪22‬‬
‫بينها‪ :‬أنه يبدأ بآية وينتهي بآية‪ ،‬وأنه آخر إنتاج للخطاط عثمان طه‪ ،‬وأنه‬
‫ع وجل ب الربامج احلاس وبية حماجله فني ة عالي ة اجلودة وعلي ه زخ ارف يدوي ة ق ل‬
‫نظريه ا‪ ،‬وأنه روعي يف رمسه وض بطه ما اش تهر عن د علم اء املغ رب عموم ا‬
‫وموريتانيا خاصه‪ ،‬كما اتبع يف عالمات وقفه ما قرره اهلبطي حسب ما هو‬
‫معمول به يف موريتانيا‪ ،‬وروجع مراجعة علمية وافية‪ ،‬وعرض على أمهات‬
‫كتب القراءات والرسم والوقف‪ ،‬وال يوجد فيه شيء ال سلف له(‪ .)1‬ويبدو‬
‫أن هذا العرض الذي تقدم به بعض املوريتانيني املقيمني باخلارج جاء يف فرتة‬
‫بعد قرار رمسي بنشر املصحف‪.‬‬ ‫مل يتخذ فيها ُ‬

‫الشكل‪ :4‬الصفحة األولى من مصحف موريتانيا المقترح بخط عثمان طه‬


‫إن هذه التجارب واحملاوالت‪ ،‬وإن كانت تتفاوت من حيث األمهية‪،‬‬
‫إال أهنا تدل على وعي متزايد بأن هناك نقصا جيب سده وإحساسا بضرورة‬
‫وأمهي ة وج ود مص حف موريت اين وحس رة من ت أخره يف بل د ع رف أهل ه‬
‫باهتمامهم بالقرآن الكرمي وخربهتم فيه‪ ،‬مما مهد السبيل لتبين الدولة ملشروع‬
‫طباعة املصحف املوريتاين الذي مر مبراحل عديدة قبل أن يرى النور‪.‬‬
‫المصحف الموريتاني من الفكرة إلى التنفيذ‪:‬‬
‫(أهم المراحل التي مر بها المصحف الموريتاني المطبوع)‬

‫() رسالة موجهة إىل وزير الشؤون االسالمية‪ ،‬حبوزيت نسخة منها‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫جاءت فكرة طباعة املصحف بداية بعد صدور مصحف سيدي عبد‬
‫اهلل بن احلاج ابراهيم الذي نشرته شركة ماتيما سنة ‪ ،2002‬والذي صدر‬
‫متزامن ا م ع اكتم ال مب اين دار الن ور ال يت أنش أها ص احبها األس تاذ دي دي بن‬
‫حمم د س امل بن اس ويدي الشمس دي(‪ )1‬للمس امهة يف نش ر املص حف الش ريف‬
‫والكتب املتعلق ة بعل وم الق رآن الك رمي‪ ،‬وأراد أن ينج ز نس خة من املص حف‬
‫الش ريف تك ون موافق ة ملا ج رى ب ه العم ل يف بالد ش نقيط‪ .‬وق د تب ىن رجل‬
‫األعمال احملسن هذا فكرة طبع هذا املصحف الشريف على حسابه‪ ،‬شعورا‬
‫منه باملسؤولية اليت جيب أن يضطلع هبا املسلمون جتاه كتاب اهلل‪ ،‬ووفاءً منه‬
‫وو ْج ده‪ ،‬وتابعه‬
‫ملنهج أسالفه الشناقطة‪ ،‬وبذل يف ذلك ماله ووقته وجهده ُ‬
‫متابع ة دقيق ة يف ك ل مراحل ه‪ ،‬وجعل ه مش روع العم ر؛ ليك ون أول طبع ة‬
‫موريتاني ة للمص حف الش ريف جتس د خصوص يات موريتاني ا (بالد ش نقيط)‬
‫وس جال خلدمات الش ناقطة لكت اب اهلل‪ ،‬ق راءة ورمسا وض بطا‪ ،‬ويُل تزم فيه ا‬
‫اخلط والزخرف ة املوريتاني ان(‪ .)2‬وق د م ر إجناز املص حف بع دة مراح ل من‬
‫أمهها‪:‬‬
‫عملي ة الخ ط والزخرف ة‪ :‬مت التعاق د م ع اخلط اط‬ ‫‪-1‬‬
‫وأوكلت إلي ه املرحل ة األوىل من إجناز املص حف على أن تت وىل جلن ة علمي ة‬
‫مراجعت ه وتص حيحه فيم ا بع د‪ ،‬فق ام خط اط املص حف يف البداي ة مبقارن ة‬
‫جملموعة كبرية من املصاحف املوريتانية املخطوطة من أجل اختيار أفضلها‬
‫من حيث الرس م والض بط ليتم االعتم اد علي ه ويك ون املرج ع‪ ،‬كم ا ك ان‬
‫عليه أن يعمل على أن يكون اخلط باملواصفات الطباعية‪ ،‬فمن املعروف أن‬

‫() إعالمي ورجل أعمال حمسن‪ ،‬من أسرة علم وفضل معروفة يف موريتانيا‪ .‬واكب نشأة الصحافة يف‬ ‫‪1‬‬

‫موريتانيا‪ ،‬مث حتول إىل جمال األعمال‪.‬‬


‫() مقابلة مع مدير مطبعة النور السيد ديدي ولد اسويدي بتاريخ‪ 6 :‬فرباير ‪2013‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫اخلط املغريب عموما يكتب بقلم دقيق‪ ،‬وحىت تتحقق جودة الطباعة كان ال‬
‫بد أن يكون اخلط بسمك مناسب‪ .‬وقد استغرقت كتابة املصحف ثالث‬
‫سنوات من العمل املتواصل‪ ،‬ومتت الكتابة على ورق شفاف مقاس‪21x :‬‬
‫‪ 29.7‬سم "‪ ،"A4‬وبعد اكتمال اخلط مت تصوير املصحف تصويرا رقميا‬
‫جبهاز املسح الضوئي‪ ،‬ليتم إدخال التحسينات والتصحيحات عليه بسهولة‪،‬‬
‫ومتت معاجلته حتت إشراف جمموعة من الفنيني املتخصصني‪.‬‬
‫بع د متام نس خ املص حف بف رتة‪ ،‬ش كلت دار الن ور ثالث جلان‪ :‬جلن ة‬
‫علمية من شيوخ اإلقراء يف البالد‪ ،‬لتصحيح الطبعة رمسا وضبطا‪ ،‬وجلنة فنية‬
‫إلدخ ال التص حيحات واإلخ راج‪ ،‬وجلن ة ملراقب ة أس لوب التحض ري والش كل‬
‫والتحس ينات(‪ ،)1‬مث عكفت اللج ان مبق ر املطبع ة على تص حيح وت دقيق ه ذه‬
‫النس خة ومطابقته ا للمع ايري املتبع ة يف املص احف املوريتاني ة املخطوط ة ق دميا‪،‬‬
‫واملوجودة اآلن‪ ،‬حىت أكملت عملها‪ ،‬وأصبح املصحف شبه جاهز للنشر‪.‬‬
‫وق د ك انت دار الن ور‪-‬كم ا أس لفنا س ابقا‪-‬تن وي القي ام بطباع ة املص حف‬
‫جبهوده ا الذاتي ة‪ ،‬إىل أن مت اإلعالن رمسيا عن ع زم الدول ة على طباع ة‬
‫مصحف موريتاين‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعالن الرسمي عن نية إصدار مصحف‪ :‬يربط بعض الباحثني‬
‫بني ظهور املصحف الوطين وبروز الدولة ال ُقطرية‪ ،‬أو أنه سعي من احلكام‬
‫الكتساب الشعبية بإظهارهم االهتمام بالشأن الديين‪ ،‬إال أن الواقع يف احلالة‬
‫املوريتانية قد ال تصدق عليه هذه الفرضية‪ ،‬فقد حكم موريتانيا منذ استقالهلا‬
‫العديد من الرؤساء وكان من املمكن أن يتبنوا قضية طباعة املصحف‪ ،‬بل إن‬

‫‪ )(1‬رسالة مدير مطبعة النور إىل وزير الشؤون االسالمية والتعليم األصلي‪.2 :‬‬
‫‪25‬‬
‫بعض هم ك ان ي رى أن املص احف مت وفرة مبا في ه الكفاي ة وال ي رى ض رورة‬
‫لطباعة مصحف خاص مبوريتانيا‪.‬‬
‫لق د جاء تب ىن املرتشح للرئاسة الس يد حممد ولد عبد العزي ز لفكرة‬
‫طب ع مص حف موريت اين يف برناجمه االنتخ ايب لرئاس يات ‪ ،2009‬ض من‬
‫خطط ه للنه وض بقط اع الش ؤون اإلس المية والتعليم األص لي‪ ،‬ب اقرتاح من‬
‫بعض أفراد طاقمه الذين كانت هلم صلة باجلهة اليت نشرت مصحف سيدي‬
‫عب د اهلل بن احلاج إب راهيم‪ .‬كم ا أن األرض ية أص بحت مهي أة أك ثر من ذي‬
‫قب ل بفع ل ال وعي املتزاي د بني املثقفني وأص حاب ال رأي وح ىت املواط نني‬
‫الع اديني بض رورة وج ود مص حف وط ين يعكس اخلصوص يات املوريتاني ة‬
‫وخ ربة املوريت انيني يف جمال عل وم الق رآن‪ ،‬وأيض ا بفع ل حتس ن مس توى‬
‫الطباعة‪ ،‬وتوفر بعض التقنيات الطباعية اليت مل تكن متاحة من قبل‪.‬‬
‫ووف اء من ه هبذا التعه د‪ ،‬بع د جناح ه يف االنتخاب ات‪ ،‬كل ف ال رئيس‬
‫وزارة الش ؤون اإلس المية والتعليم األص لي‪ ،‬بدراس ة املش روع والب دء يف‬
‫تنفي ذه‪ ،‬ف أعلنت ال وزارة يف بالغ نش ر يف م ارس ‪ 2010‬عن تنظيم مس ابقة‬
‫الختيار من يتوىل إجناز املصحف املوريتاين لكل من لديهم املقدرة من حيث‬
‫اخلط والطباعة‪ ،‬ومت اختيار مصحف دار النور من بني العديد من املصاحف‬
‫املعروض ة ألن ه ت بني أن ه الع رض الوحي د ال ذي ك ان يس تجيب للمواص فات‬
‫املطلوب ة من بني الع روض كلها(‪ ،)1‬فتعاق دت الدول ة املوريتاني ة م ع دار الن ور‬
‫على طباعة املصحف‪ ،‬بعد أن مت قبول العرض الذي تقدمت به‪.‬‬

‫‪-3‬لجان التصحيح والمراجعة وطريقة عملها‪:‬‬

‫() أرشيف املصحف املوريتاين‪.11 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫أ ‪-‬تش كيل اللج ان‪ :‬لق د ج اء تش كيل جلان اإلش راف على تص حيح‬
‫املصحف الحقا على خطه‪ ،‬حيث قامت دار النور يف سنة ‪ 2009‬بتشكيل‬
‫جلن ة علمي ة من املتخصص ني يف عل وم التجوي د والق راءات والرس م والض بط‬
‫لإلش راف على متابع ة املص حف وتص حيحه طبق ا خلصوص يات رواي ة ورش‬
‫عن اإلمام نافع‪ ،‬وتتألف هذه اللجنة من كل من‪:‬‬
‫‪ -‬الراب اس بن ملراب ط عب د الفت اح‪ ،‬رئيس اللجن ة‪ ،‬ش يخ حمض رة متخص ص يف‬
‫علوم القرآن‪ ،‬حائز على جائزة شنقيط للدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬الشيخ بن الشيخ أمحد‪ ،‬شيخ حمضرة "احملسنني"‪ ،‬ومتخصص يف علوم القرآن‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫‪ -‬حمم د عب د اهلل بن عب د اهلل‪ ،‬أس تاذ باملعه د الع ايل للدراس ات والبح وث‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬حممذ فال بن حممدن بن عبد الصمد‪ ،‬شيخ حمضرة قرية "معطى موالنا"‪.‬‬
‫‪ -‬حمم د عب د اهلل بن املص طف‪ ،‬أس تاذ باملعه د الع ايل للدراس ات والبح وث‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ورئيس قطاع الربامج اإلسالمية بإذاعة موريتانيا‪.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬أمحد كوري بن يابه‪ ،‬حاصل على دكتوراه يف القراءات‪ ،‬وأستاذ باحملضرة‬
‫النموذجية للدراسات العليا مبعهد ابن عباس للدراسات اإلسالمية‪ ،‬وأستاذ‬
‫باملعهد العايل للدراسات والبحوث اإلسالمية‪.‬‬
‫بع د ذل ك‪ ،‬ويف س نة ‪ ،2010‬عُينت جلن ة علمي ة أخ رى مبق رر من‬
‫وزي ر الش ؤون اإلس المية والتعليم األص لي لإلش راف على تص حيح ومراقب ة‬
‫طباعة املصاحف‪ ،‬وخاصة الختيار هذا املصحف األول‪ ،‬وللتأكد من صحته‬
‫وموافقته ملا جرى به العمل يف موريتانيا ومن مث املوافقة على نشره‪ ،‬وتتألف‬
‫من كل من‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬س يدي عب د الق ادر ول د الطفي ل‪ ،‬رئيس اللجن ة‪ ،‬عض و هبيئ ة الت دريس‬
‫باملعهد العايل للدراسات والبحوث اإلسالمية‪ ،‬ومكلف مبهمة يف ديوان‬
‫وزير الشؤون اإلسالمية‬
‫‪ -‬األستاذ اإلمام حيظيه بن حممد سامل‬
‫‪ -‬األستاذ اإلمام حممد املهدي بن حممد سامل‬
‫‪ -‬األستاذ حيي بن سيدي امحد‬
‫‪ -‬األستاذ المات بن حممد املختار‬
‫‪ -‬الشيخ حممد حيىي بن اباه بن احلسني‬
‫ب ‪-‬طريقة عمل اللجان‪ :‬مرت مراجعة وتصحيح املصحف املوريتاين‬
‫بثالث مراحل ت ولت أوهلا جلن ة دار الن ور‪ ،‬بينم ا متت الثاني ة بالتنس يق بني‬
‫اللجنتني‪ ،‬وتولت األخرية جلنة وزارة الشؤون اإلسالمية وميكن إجياز أعمال‬
‫اللحان فيما يلي‪:‬‬
‫يف البداية قامت جلنة دار النور مبراجعة شاملة ملخطوط املصحف من‬
‫أجل التأكد من مطابقته ملا جرى به العمل لدى املوريتانيني من رسم وضبط‬
‫ومق رإ‪ ،‬وأع دت ش كليات للمراجع ة والتص حيح‪ ،‬وق ررت إج راء بعض‬
‫التع ديالت من بينها(‪ :)1‬اعتم اد الع د املدين االخ ري ال ذي يواف ق ق راءة ن افع‬
‫وع دده ‪ ،3214‬وتص حيح كاف ة الكلم ات ال يت ختالف م ا ج رى ب ه العم ل‬
‫عند املوريتانيني يف الرسم والضبط واألمثان‪.‬‬
‫وق د أكملت ه ذه اللجن ة عمله ا بع د مض ي قراب ة س نة من العم ل‬
‫ال دؤوب‪ ،‬ليب دأ عم ل اللجن ة األخ رى ال ذي مت حس ب مرحل تني‪ ،‬أع دت يف‬
‫األوىل منهم ا ثالث ش كليات ملراجع ة وتص حيح املص حف الش ريف‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ )(1‬رسالة رئيس جلنة‪ ،‬دار النور العلمية إىل وزير الشؤون االسالمية والتعليم األصلي‪.1 :‬‬
‫‪28‬‬
‫ش كلية التص حيح العام ة‪ ،‬وش كلية مراجع ة الوق ف‪ ،‬وش كلية مراجع ة اآلي‪،‬‬
‫ومت يف الثانية مباشرة املراجعة والتصحيح‪ ،‬حيث يتم سحب مخسة أحزاب‬
‫بعد إدخال امللحوظات وردها إىل اللجنة للتدقيق كخطوة أوىل‪ ،‬أما اخلطوة‬
‫الثاني ة فيتم فيه ا ت دوين امللحوظ ات اجلدي دة بنفس الطريقة األوىل وت دخل يف‬
‫اجلهاز بإشراف اللجنة وتسحب ثانية‪ ،‬ويستمر األمر على هذا النحو مع كل‬
‫مخسة أحزاب(‪ .)1‬وقد بلغ عدد ملحوظات التصحيح يف املصحف ‪3748‬‬
‫ملحوظة ب دون املك رر‪ .‬ويالحظ أن النصف الث اين ك انت ملحوظاته أقل‬
‫بكثري من امللحوظ ات يف النصف األول نتيجة الس تفادة جلنة ال دار من‬
‫ملحوظ ات النصف األول‪ ،‬ول ذلك اقتصر يف النصف الث اين على تص حيحني‬
‫فقط(‪.)2‬‬
‫يش ار إىل أنه بعد تص حيح النصف األول أرس لت نسخ منه جملموعة‬
‫منتق اة من احملاضر من خمتل ف والي ات ال وطن من أجل املراجعة والتص حيح‪،‬‬
‫وبعد قيامها بذلك أبدت عليه بعض املالحظات وبعثتها إىل جلنة املصحف‪،‬‬
‫وقد ردت اللجنة على كل امللحوظ ات ال واردة من احملاضر وأعي دت إليها‬
‫الردود مع النصف الثاين‪ .‬وقد استغرقت عملية تصحيح املصحف الشريف‬
‫وإرساله إىل احملاضر والرد على ملحوظاهتا تسعة أشهر من العمل اجلاد(‪.)3‬‬
‫وق د رك زت تص حيحات جلن ة ال وزارة املش رفة على طباع ة املص حف‬
‫الشريف أساسا على األمور التحسينية‪ ،‬حيث أن اللجنة الحظت يف تقريرها‬
‫األول أن املص حف ك ان ق د وص ل إىل مراح ل متقدم ة يف س بيل اإلجناز(‪.)4‬‬
‫فتق رر أن ينص ب التص حيح‪ -‬فض ال عن بعض األم ور اخلالفي ة على مس توى‬
‫() أرشيف املصحف املوريتاين‪.4 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() أرشيف املصحف املوريتاين‪,5 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() نفس املصدر السابق‪.5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪29‬‬
‫الض بط‪ -‬على جمموع ة من النق اط من بينه ا‪ :‬أن توض ع إش ارة الوق ف ف وق‬
‫آخر حرف يف رسم الكلمة بينهما مسافة معتربة‪ .‬وأن توضع إشارة املد فوق‬
‫ح رف العل ة مس امتة ل ه‪ ،‬ووض ع الش كلة مقاب ل حرفه ا ال بعي دة ج دا وال‬
‫ملتص قة ب ه‪ .‬وأن يوض ع األل ف احملذوف ف وق املط قريب ا من ه‪ ،‬وأن توص ل‬
‫اهلم زة ب األلف س واء ك انت فوق ه أو حتت ه‪ ،‬وتق رب من مركبه ا س واء ك ان‬
‫واوا أو ياء أو مطا‪ .‬وأن تفصل نقطة االبتداء عن ألف الوصلي وعن جرته‪.‬‬
‫وأن يراكب تنوين الرفع قبل حرف احللق حبيث تكون الضمة فوق صاحبتها‬
‫متاما‪ ،‬وأن يتم قلب نون تنوين الكسر يصحح حبيث تكون امليم حتت شكلة‬
‫احلرف‪.‬‬
‫وق د ج رت نقاش ات ومن اظرات داخلي ة بني أعض اء اللجن تني‪،‬‬
‫وخارجي ة بينهم ا وبني غريمها‪ ،‬ح ول الطريق ة املثلى ال يت ينبغي أن تتب ع يف‬
‫إجناز املص حف‪ ،‬وأخ ذت مالحظ ات واس تدراكات اجلمي ع بعني االعتب ار‪،‬‬
‫حىت استقر املصحف على شكله النهائي‪ .‬وبدأت اخلطوات العملية لطباعته‪.‬‬
‫‪-4‬عملي ة الطباع ة‪ :‬بع د اكتم ال كاف ة مراح ل التص حيح واملراجع ة‪،‬‬
‫وبعد موافقة اللجنة العلمية لوزارة الشؤون اإلسالمية والتعليم األصلي بدأت‬
‫عملية طباعة املصحف‪ .‬وقد حرصت دار النور للطباعة والنشر‪ ،‬اجلهة اليت‬
‫تولت طباعة املصحف‪ ،‬على استخدام أفضل وأجود املستلزمات املتاحة من‬
‫ورق وأحبار وماكنات وخربات مهما كلف الثمن‪ .‬ولذلك قامت باالتصال‬
‫بأعرق الدور الفرنسية لصناعة الورق واملعروفة بتصنيعها للورق الفاخر‪ ،‬فتم‬

‫() تقرير اللجنة املكلفة بالنظر يف عروض املصاحف املقدمة إىل وزارة الشؤون اإلسالمية والتعليم‬ ‫‪4‬‬

‫األصلي‪.1 :‬‬

‫‪30‬‬
‫التعاقد معها على تصنيع ورق فاخر غري المع عاجي اللون وعايل اجلودة من‬
‫نوع "سانتور‪90‬غ‪/‬م‪.)1(" 2‬‬
‫ومن أج ل ض مان إتق ان طباع ة املص حف ق امت املطبع ة باقتن اء‬
‫جته يزات متط ورة والتعاق د م ع فن يني حمرتفني‪ .‬ففي جمال م ا قب ل الطباع ة مت‬
‫اس تخدام ب رامج التص ميم واملعاجلة باختي ارات متع ددة لض مان أعلى ج ودة‬
‫ممكنة‪ ،‬لتتم خطوات الطباعة املعروفة على األوفست‪ ،‬متهيدا لعملية السحب‬
‫النهائي ة‪ .‬كم ا دعمت املطبع ة جتهيزاهتا بطابع ات أوفس ت متوس طة وكب رية‬
‫احلجم وذات ل ونني‪ ،‬وق امت بإدخ ال بعض املاكين ات اجلدي دة يف ج انب‬
‫اإلهناء والطي واخلياط ة والقط ع النه ائي‪ .‬ويف ج انب التجلي د مت إدخ ال‬
‫ماكينات التجليد ألول مرة‪ ،‬وماكينة لطباعة الغالف بلون ذهيب على اجللد‪،‬‬
‫بعد إعداد قالب لوحة الغالف املعدين‪ .‬وزيادة يف العناية مت اللجوء إىل إعداد‬
‫مجي ع أغلف ة املص حف ي دويا حرص ا على اإلتق ان واجلودة‪ .‬ومتت الطباع ة‬
‫بالكام ل جبه ود وطني ة يف مط ابع دار الن ور بنواكش وط‪ ،‬وبإش راف فن يني‬
‫متخصصني يف الطباعة والنشر‪ ،‬وبتقنيات تستخدم ألول مرة يف موريتانيا‪.‬‬
‫وق د واكب التص حيح عملي ة الطباع ة‪ ،‬فبع د أن تتم عملي ة الس حب‬
‫األويل للص فحات‪ ،‬تع اد إىل اللجن ة للمراجع ة والت دقيق ح ىت تتأك د من‬ ‫ّ‬
‫سالمتها وخلوها من أي نقص أو زيادة لتعطي األمر بالتكثري‪ ،‬وهكذا حىت‬
‫اكتملت طباعة املصحف‪.‬‬
‫ص در املص حف املوريت اين يف طبعت ه األوىل يف إح دى عش ر أل ف‬
‫نس خة‪ 1000 :‬من احلجم الكب ري و‪ 10000‬من احلجم املتوس ط‪ ،‬ومت‬
‫توريعه يف شهر القرآن شهر رمضان املبارك سنة‪1433 :‬هـ‪2012/‬م وسط‬

‫() مقابلة مع مدير مطبعة النور السيد ديدي ولد اسويدي بتاريخ‪ 6 :‬فرباير ‪2013‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫احتف اء رمسي وش عيب‪ ،‬فاس تنارت ال بيوت املوريتاني ة ألول م رة مبص احف‬
‫موريتانية اخلط‪ ،‬موريتانية التصحيح‪ ،‬موريتانية الطباعة‪ ،‬موريتانية التمويل‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الخصائص العامة للمصحف الموريتاني‬
‫من بني أهم اجلوانب اليت حرص عليها يف إعداد املصحف وتصحيحه أن‬
‫يعكس املصحف اخلصوصيات املوريتانية‪ ،‬وهكذا جاءت خصائصه كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬من حيث الق راءة‪ :‬كتب املص حف مبا يواف ق ق راءة اإلم ام أيب رؤمي‬
‫نافع بن عبد الرمحن املدين (‪169‬هـ)‪ ،‬من رواية أيب سعيد عثمان بن سعيد‬
‫املعروف بورش املصري (‪197‬هـ)‪ ،‬من طريق أيب يعقوب يوسف بن عمرو‬
‫بن يس ار األزرق املص ري (‪240‬هـ)‪ ،‬واعتُم د يف ذل ك على مص نفات‬
‫املتقدمني واملتأخرين كالداين والشاطيب(‪590‬هـ) وابن اجلزري والصفاقسي‪،‬‬
‫وأيب احلس ن علي بن حمم د الرب اطي الش هري ب ابن ب ري (‪731‬هـ)‪ ،‬وخاص ة‬
‫كتاب ه (ال درر اللوام ع يف أص ل مق رإ اإلم ام ن افع) أك رب املص نفات يف الق راءة‬
‫حظ وة عن د الش ناقطة وأكثره ا حفظ ا وش رحا وتعليق ا ودراس ة‪ ،‬وطبق ا ملا‬
‫جرى به العمل يف الغرب اإلسالمي من طريقة اإلمام أيب زيد عبد الرمحن بن‬
‫القاضي الفاسي (‪1081‬هـ)‪.‬‬
‫‪-2‬من حيث الرسم والضبط‪ :‬يلتزم املصحف مبا اختاره الشناقطة من‬
‫كتب املتقدمني واستقر العمل به عندهم ونقلوه يف كتبهم‪ ،‬ومبا قرره الطالب‬
‫عب د اهلل بن حمم د األمني اجلك ين الش نقيطي (‪1245‬هـ) يف نظم ه "احملت وي‬
‫اجلامع رسم الصحابة وضبط التابع" وشرحه "اإليضاح الساطع"‪ ،‬وما قرره‬
‫حمم د الع اقب بن ماي اىب اجلك ين الش نقيطي (‪1312‬هـ) يف نظم ه "كش ف‬
‫العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين" وشرحه "رشف اللمى على‬
‫كش ف العمى"‪ ،‬لص حة م ا تض منه ه ذان املتن ان ‪-‬الل ذان مها األك ثر ش هرة‬
‫وتداوال بني العلماء والدارسني يف (احملاضر)‪ -‬من الرسم والضبط مما تضمنته‬
‫مص نفات املتق دمني واملت أخرين فيهم ا ك أيب عم رو ال داين وأيب داود س ليمان‬

‫‪33‬‬
‫بن جناح وحممد بن حممد الشريشي اخلراز صاحب (مورد الظمآن) وإبراهيم‬
‫بن أمحد التونسي صاحب (دليل احلريان على مورد الظمآن)‪.‬‬
‫‪-3‬عد اآلي‪ :‬اتُّبع يف ع ّد اآلي (املدين األخري)‪ ،‬وهو ما رواه إمساعيل بن‬
‫جعفر عن سليمان بن مجَّاز عن شيبة بن نِصاح‪ ،‬وأيب جعفر‪ُّ ،‬‬
‫وعد اآلي على‬
‫طريقة (املدين األخري) أربع عشرة ومائتان وستة آالف آية (‪.)6214‬‬
‫‪-4‬المكي والم دني‪ :‬اعتم د يف أمساء الس ور وبي ان املكي منه ا واملدين‬
‫على ما تضمنته املصاحف وكتب احلديث والتفسري وعلوم القرآن‪ ،‬والسيما‬
‫تفسري (التحرير والتنوير) للشيخ الطاهر بن عاشور‪.‬‬
‫‪-5‬التجزئة‪ُ :‬أخ ذ بي ان التجزئ ة طبق ا ملا ج رى ب ه العم ل عن د الش ناقطة‬
‫بالتلقي والرواية من تقسيم القرآن إىل ستني حزبا‪ ،‬وتقسيم كل حزب إىل‬
‫مثانية أمثان‪.‬‬
‫‪-6‬الوقف‪ُ :‬أخذ يف الوقف مبا قرره اإلمام أبو عبد اهلل سيدي حممد بن أيب‬
‫مجعة اهلبطي املغريب (‪ 930‬هـ) يف تقييده يف الوقف املعروف بالوقف اهلبطي‪.‬‬
‫ووقفه متبع معروف عند املغاربة مأخوذ به غري منكور عند الشناقطة‪.‬‬
‫‪-7‬سجود التالوة‪ :‬اتُّب ع يف بي ان س جود التالوة ومواض عه م ذهب اإلم ام‬
‫مال ك؛ ومجل ة الس جود على مش هور مذهب ه إح دى عش رة س جدة‪ ،‬مبين ة‬
‫برموزها يف مواضعها من املصحف(‪.)1‬‬
‫‪-9‬الخصائص الببليوغرافية للمصحف‪ :‬أم ا خص ائص املصحف‬
‫املوريتاين الوراقية (الببليوغرافية) فمن أمهها‪:‬‬

‫‪ )( 1‬وردت اخلصائص السابقة يف إطار التعريف باملصحف مبلحق املصحف املوريتاين‪ :‬أ‪-‬ج‪ .‬ومن املالحظ‬
‫أن اللجنة مل تتطرق يف هذا التعريف الصطالحات الضبط اليت مت اتباعها يف املصحف‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫أ‪-‬وص ف المص حف‪ :‬طب ع املص حف املوريت اين يف حجمني مها‪ :‬احلجم‬
‫الكب ري الق ريب من "اجلوامعي" مبق اس‪ 22 × 17 :‬س م يف ‪ 522‬ص فحة‬
‫على ورق عاجي اللون بسمك ‪90‬غ‪/‬م‪ ،2‬ولون زخرفة اإلطار بالصفحات‬
‫األوىل والصفحات الداخلية ذهيب‪ ،‬بينما كان لون إطار عنوان السورة ولون‬
‫النص أس ود‪ .‬أم ا احلجم اآلخ ر وه و احلجم املتوس ط فج اء مبق اس‪×11‬‬
‫‪18‬سم‪ .‬يف ‪ 522‬صفحة على ورق عاجي اللون بسمك ‪ 90‬غ‪/‬م‪ ،2‬ولون‬
‫زخرفة اإلطار بالصفحات األوىل والصفحات الداخلية وإطار عنوان السورة‬
‫أس ود ول ون النص أس ود ك ذلك‪ .‬ومت تغلي ف املص حف جبل د ص ناعي لون ه‬
‫أخض ر زيت وين‪ .‬وج اء العن وان يف الوس ط‪" :‬الق رءان الك رمي برواي ة ورش عن‬
‫اإلم ام ن افع" (الش كل‪ .)5‬وعلى ظه ر(أس فل) الغالف متت كتاب ة عب ارة‪:‬‬
‫"املصحف املوريتاين" وسط إطار مزخرف‪.‬‬

‫الشكل‪ :5‬غالف المصحف الموريتاني‬


‫أما الغالف الداخلي فتتوسطه كلمة‪" :‬القرآن الكرمي" حماطة بإطار مزخرف‬
‫ذهيب اللون يف احلجم الكبري وأسود يف احلجم املتوسط‪ .‬وتأيت صفحتان قبل‬
‫الفاحتة‪ ،‬كتب يف األوىل منهم ا أن املص حف أم ر بطباعت ه الس يد حمم د ول د‬
‫عب د العزي ز‪ ،‬رئيس اجلمهوري ة اإلس المية املوريتاني ة نياب ة عن الش عب‬
‫املوريت اين‪ ،‬وبإش راف وزارة الش ؤون اإلس المية والتعليم األص لي‪ ،‬ويف‬
‫‪35‬‬
‫ﭗ‪ C‬ﭘ‪ C‬ﭙ‬ ‫األخرى اآليات الكرميات‪ :‬ﭽ‪ C‬ﭑ‪ C‬ﭒ‪ C‬ﭓ‪ C‬ﭔ‪ C‬ﭕ‪ C‬ﭖ‪C‬‬
‫ﭜ‪ C‬ﭝ‪ C‬ﭞ‪ C‬ﭟ‪ C‬ﭠ ﭡ‪ C‬ﭢ ﭼ‪ C‬الواقعة‪ .80 -79-78-77 :‬مث يبدأ‬ ‫ﭚ‪ C‬ﭛ‪C‬‬
‫نص القرآن الكرمي بصفحتني متقابلتني يف اليمىن سورة الفاحتة‪ ،‬ويف اليسرى‬
‫أربع آيات من سورة البقرة‪ ،‬وأطرت الصفحتان بإطارين مزخرفني (الشكل‬
‫‪ .)6‬وق د ذي ل املص حف مبلح ق من ‪ 15‬ص فحة يتض من التعري ف ب ه‪ ،‬كم ا‬
‫يضم فهرسا حيوي دليل السور ودليل األحزاب‪ ،‬وقرار اللجنة العلمية املشرفة‬
‫عليه‪.‬‬

‫الشكل‪ :6‬الصفحتان االفتتاحيتان للمصحف الموريتاني‬


‫ب‪-‬نظام الصفحة‪ :‬يقوم نظام الصفحة على كتلة النص اليت تأيت داخل‬
‫إط ار مزخ رف‪ ،‬ويف أعلى ميني الص فحة ي أيت اس م الس ورة‪ ،‬ويف اليس ار يأيت‬
‫رقم احلزب مكتوب ا ب احلروف‪ .‬ويف اهلامش األمين أو األيس ر‪ ،‬عكس جه ة‬
‫احلبك تأيت رموز الثمن والربع والنصف واحلزب والسجدة وتقابلها اإلشارة‬
‫إليها ضمن النص‪.‬‬
‫ويف وسط الصفحة أو وسطها‪ ،‬أو أسفلها (عند انتهاء السورة السابقة) تأيت‬
‫إطار السورة‪ ،‬ويف وسط أسفل الصفحة يأيت رقم الصفحة‪ ،‬ويف أسفل يسار‬
‫الصفحة اليمىن يأيت الربط بني الصفحات "التعقيبه"‪( .‬الشكل‪)7‬‬
‫‪36‬‬
‫الشكل ‪ :7‬نظام الصفحة في المصحف الموريتاني‬
‫ج‪-‬الرموز واإلشارات‪ :‬وتتخلل كتلة النص أو تأيت يف اهلامش وتنقسم‬
‫‪:‬إىل‬
‫‪ -‬رم‪SS‬ز اآلي‪SS‬ات‪ :‬ويش ار إليه ا يف املنت ب دائرة ص غرية مزخرف ة ب داخلها‬
‫رقم اآلية كما يف (الشكل‪.)8‬‬
‫‪ -‬رم ‪SS‬ز الثمن والرب ‪SS‬ع والنص ‪SS‬ف‪ :‬يش ار إليه ا يف املنت بنجم ة‪ ،‬أم ا يف‬
‫اهلامش فكما يف (الشكل‪.)8‬‬
‫‪ -‬رم ‪SS‬ز الح ‪SS‬زب‪ :‬يش ار إلي ه يف املنت بنجم ة‪ ،‬أم ا يف اهلامش فكم ا يف‬
‫(الشكل‪.)8‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬رم ‪SS‬ز الس ‪SS‬جدة‪ :‬يش ار إليه ا يف املنت بش كل على هيئ ة قب ة ب داخلها‬
‫توريق‪ ،‬أما يف اهلامش فهي كما يف (الشكل‪.)8‬‬

‫الشكل‪ :8‬الرموز واإلشارات بالمصحف الموريتاني‬


‫‪ -‬الس‪SS‬ور‪ :‬يأيت اسم السورة وقد جعل حوله إطار مزخرف يف سطر‬
‫مس تقل‪ ،‬بتض خيم حجم اخلط‪ ،‬وي ذكر بي ان الس ورة ه ل هي مكي ة أو‬
‫مدنية‪ ،‬وعدد آياهتا‪ .‬كما يف (الشكل‪.)9‬‬

‫الشكل‪ :9‬نموذج من إطار السورة بالمصحف الموريتاني‬


‫د ‪-‬اله وامش وحواش ي الص فحات‪ :‬وتتناس ب ه ذه اهلوامش يف‬
‫املس افة م ع حجم املص حف‪ ،‬فهي يف احلجم الكب ري تبل غ يف األعلى‪3,3 :‬‬
‫سم‪ ،‬ويف األسفل‪ 3 :‬سم‪ ،‬وعلى اليمني‪ 2 :‬سم‪ ،‬وعلى اليسار‪ 2,5 :‬سم‪.‬‬
‫أم ا يف احلجم املتوس ط‪ ،‬فهي يف األعلى‪ 2,5:‬س م‪ ،‬ويف األس فل‪ 2 :‬س م‪،‬‬
‫وعلى اليمني‪ 1 :‬سم‪ ،‬وعلى اليسار‪ 2 :‬سم‪.‬‬
‫هـ ‪-‬مسطرة المصحف‪ :‬يوجد معدل ثابت لعدد السطور يف املصحف‬
‫يف كال الطبعتني وهو ‪17‬سطرا‪ ،‬و‪15‬سطرا يف الصفحات اليت فيها سورة‪.‬‬
‫أما يف الصفحات اليت تتعدد فيها السور‪ ،‬كما يف احلزب األخري من القرآن‬
‫الكرمي فإن إطار السورة يأخذ دائما مسافة سطرين‪.‬‬
‫و‪-‬خ ط المص حف‪ :‬اخلط املس تخدم يف املص حف ه و اخلط املص حفي‬
‫الش نقيطي املبس وط‪ ،‬وه و ال ذي يس مى عن د املغارب ة "املبس وط"‪ ،‬ويس تعمله‬

‫‪38‬‬
‫املوريت انيون لكتاب ة الق رآن الك رمي عموم ا‪ ،‬يف املص احف ويف األل واح‪ ،‬وه و‬
‫خ ط س هل الق راءة مس تقيم احلروف يتم يز بالوض وح(‪ )1‬وينح و اخلط‬
‫الش نقيطي عموم ا حنو اخلط األندلس ي‪ ،‬وه و م ا ع رب عن ه املؤرخ املوريت اين‬
‫الكب ري املخت ار بن حام ٌد بقول ه‪« :‬اخلط الش نقيطي مغ ريب‪ ،‬وب األخص‬
‫أندلسي»(‪.)2‬‬
‫أم ا من الناحي ة اجلمالي ة فينطب ق على خ ط املص حف م ا ينطب ق على‬
‫النماذج احلسنة من اخلط املغريب املبسوط‪ ،‬الذي جنده ‪-‬عند حتكيمه ملقاييس‬
‫اخلط بصورة عامة‪ -‬موزونا عموما ومتناسبا بالنسبة لأللف باستثناء العراق ات‬
‫اليت تشطط يف التقوس وكرب احلجم(‪.)3‬‬
‫وقد سجلت اللجنة بعض املالحظات على اخلط من أمهها(‪ :)4‬مشق‬
‫بعض احلروف مثل النون والقاف والالم‪ ،‬وكتابة اجليم واحلاء واخلاء املتصلة‬
‫مبا قبلها فوق املط أحيانا‪ ،‬وعدم التجويف أو عدم ظهوره يف بعض احلروف‬
‫مثل امليم والم األلف وواو صلة ميم اجلميع وهاء الضمري‪ ،‬وعدم ظهور تتابع‬
‫التنوين يف كثري من املواضع وعدم ظهور تركيبه أحيانا‪.‬‬
‫وقد أدت اجتهادات جلان التصحيح املختلفة إىل تغيري أشكال بعض‬
‫احلروف‪ ،‬مثل اهلمزة اليت أصبحت مشرقية خالصة‪ ،‬والقاف املتطرفة اليت متت‬
‫زيادة ارتفاع عنقها فوق السطر‪ ،‬فضال عن مواضع أخرى عديدة مت تعديلها‬
‫لتواف ق م ا ج رى ب ه العم ل يف موريتاني ا من رس م وض بط املص حف‪ ،‬مث ل‬

‫‪ )( 1‬اخلط واملخطوط يف بالد شنقيط‪.54 :‬‬


‫‪ )( 2‬حياة موريتانيا‪ ،‬احلياة الثقافية‪.97 :‬‬
‫‪ )( 3‬خطوط املصاحف‪.343 :‬‬
‫‪ )(4‬ملحق املصحف املوريتاين‪ :‬و‪ -‬ز‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫عقص(رد) الياء الساكنة يف آخر الكلمة على الكسرة حتت احلرف حنو‪ :‬يف‪،‬‬
‫ويل‪ ،‬وكذلك اهلمزة وكسرهتا حنو‪ :‬امرئ‪ ،‬وشاطئ‪ ،‬والسيء‪...‬اخل‪.‬‬
‫ِ‬
‫ز‪-‬الحلي ات والزخ ارف الجمالي ة‪ :‬تتم يز ه ذه النس خة من املص حف‬
‫باستخدام عناصر زخرفية مستوحاة من الفن املوريتاين القدمي والزخرفة اليت‬
‫اشتهرت هبا مدينة والته‪ ،‬وتلك املستخدمة يف الصناعة التقليدية املوريتانية‪.‬‬
‫باإلض افة إىل عناص ر زخرفي ة إس المية أخ رى‪ .‬ومت اس تخدامها ه ذه العناص ر‬
‫الزخرفي ة يف الغالف (الش كل‪ ،)10‬والص فحتني االفتت احيتني للمص حف‬
‫(الش كل‪ ،)4‬ويف إط ار الص فحات (الش كل‪ ،)10‬والس ور (الش كل‪،)9‬‬
‫والرموز واإلشارات (الشكل‪ .)8‬والزخارف املستخدمة يف املصحف تطبعها‬
‫البساطة على العموم‪.‬‬

‫الشكل‪ :10‬الوحدات الزخرفية المستخدمة في الغالف وفي إطار الصفحة‬


‫بالمصحف الموريتاني‬

‫‪40‬‬
‫طباعة المصحف في موريتانيا‪:‬‬
‫الواقع والمأمول‬
‫التزال مسرية طباعة املصحف يف موريتانيا يف مراحلها األوىل‪ ،‬وقد‬
‫شكلت طباعة املصحف املوريتاين من طرف دار النور للطباعة والنشر وما‬
‫سبقها من إرهاصات وحماوالت البداية الفعلية لطباعة املصحف يف موريتانيا‪،‬‬
‫بع د ح وايل نص ف ق رن من دخ ول الطباع ة إىل البل د‪ .‬وال ش ك أن ه ذه‬
‫اخلطوة قد كسرت احلاجز النفسي الذي كان حيول بني من لديهم الرغبة يف‬
‫طباعة املصحف وبني إجنازه‪ ،‬إال أهنا تظل جمرد خطوة أوىل يف ضوء حمدودية‬
‫هذه الطبعة اليت مل يتجاوز عدد نسخها إحدى عشرة ألف نسخة (‪1000‬‬
‫من احلجم الكب ري و‪ 10000‬من احلجم املتوس ط)‪ ،‬وه ذا الع دد ال يك اد‬
‫يغطى حاج ة مس اجد العاص مة نواكش وط وح دها‪ ،‬أح رى ب اقي مس اجد‬
‫البالد‪ ،‬أو حاجة املواطنني البالغ عددهم حوايل الثالثة ماليني‪ ،‬خصوصا إذا‬
‫ما علمنا بأن احلجم الكبري من املصحف مت ختصيصه لإلهداءات الرمسية‪.‬‬
‫وتقوم وزارة الشؤون اإلسالمية اليت تولت توزيع هذه الطبعة بإهداء‬
‫كمي ات من املص حف يف بعض املناس بات الدينية والتظ اهرات الثقافي ة‪ .‬وق د‬
‫متيزت الس نة املاض ية ب الطلب الش ديد من املواط نني على املص حف‪ ،‬ال ذي مل‬
‫يكن متوفرا مبا فيه الكفاية‪.‬‬
‫وتوج د ل دى دار الن ور مش اريع مس تقبلية منه ا م ا مت إجنازه بالفع ل‬
‫كنس خة املص حف للع رض التلفزي وين (الش كل‪ ،)11‬وال ذي مت بالتع اون م ع‬
‫التلفزة املوريتانية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الشكل‪ :11‬صفحة‪ S‬من نسخة المصحف الموريتاني للعرض التلفزيوني‬
‫كم ا وص ل إجناز املص حف املوريت اين برواي ة ق الون مراح ل متقدم ة (الش كل‬
‫‪ .)12‬وتن وي الب دء يف طباع ة املص حف املوريت اين برواي ة ورش عن ن افع‬
‫ب األجزاء‪ ،‬و وت درس ال دار ك ذلك إمكاني ة إجناز نس خة من املص حف‬
‫املوريتاين مضبوطة باأللوان حسبما هو معروف لدى الشناقطة‪ ،‬كما تفكر‬
‫يف إجناز نسخة برواية حفص عن عاصم(‪.)1‬‬

‫الشكل‪ :12‬الصفحة الثالثة من المصحف الموريتاني برواية قالون عن نافع (قيد‬


‫اإلنجاز)‬

‫() مقابلة مع مدير مطبعة النور السيد ديدي ولد اسويدي بتاريخ‪ 6 :‬فرباير ‪2013‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫وهن اك جه ات أخ رى رمسية ك وزارة الش ؤون اإلس المية والتعليم‬
‫األص لي واملكتب الوط ين لألوق اف ل ديها مش اريع وتطلع ات يف ه ذا اجملال‪.‬‬
‫كم ا أن بعض اجله ات اخلاص ة كمكتب ة اإلص الح ومطبع ة ميس ك يفك ر‬
‫القائمون عليهما منذ فرتة يف طباعة مصحف كامل أو أجزاء منه‪.‬‬
‫وق د ش كلت اللجن ة ال يت أش رفت على إجناز املص حف ن واة للجن ة‬
‫دائمة ملراجعة املصاحف تتوىل التدقيق يف املصاحف والرتخيص ملن ي رغب يف‬
‫طباعتها‪.‬‬
‫أما املأمول‪ ،‬فهو وإن كان كبريا‪ ،‬إال أنه يرتكز يف هذه مرحلة أوىل‪،‬‬
‫على توفري ما يكفي من نسخ املصحف املوريتاين لتغطية حاجة أبناء البلد‪،‬‬
‫وختصيص كميات منه للتوزيع يف الدول اإلفريقية اجملاورة‪ ،‬اليت ألِف سكاهنا‬
‫املصاحف املوريتانية املخطوطة‪ ،‬استعادة ملكانة موريتانيا ودورها التارخيي يف‬
‫نش ر اإلس الم والثقاف ة العربي ة يف إفريقي ا‪ ،‬وأن تتض افر اجله ود من ل دن مجي ع‬
‫الفاعلني من أجل تشجيع خط املصاحف وطباعتها‪ ،‬وأن تتبىن الدولة طباعة‬
‫املصحف بصورة جدية عن طريق إنشاء هيئة دائمة لنشر املصحف‪ ،‬تكون‬
‫جممعا لطباعة املصحف‪ ،‬أو دار نشر خاصة باملصحف‪ ،‬كما هو موجود يف‬
‫بعض الدول العربية واإلسالمية‪ ،‬أو على األقل توفري التمويل الكايف لطباعة‬
‫املصحف بكميات كافية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إجمال واستخالص‬
‫عُ رف املوريتانيون قدميا باهتمامهم بالقرآن الكرمي وخبط املصاحف‪ ،‬إال‬
‫أن ه ذا احلرص الق دمي مل يقابل ه س عي جدي د لطباع ة املص حف‪ ،‬ح ىت وإن‬
‫ك انت الطباع ة ق د دخلت البالد مت أخرة‪ .‬وق د ت بني من البحث أن عوام ل‬
‫متع ددة ومتداخل ة عملت على ت أخري ظه ور املص حف املوريت اين املطب وع إىل‬
‫س نة ‪ ،2012‬ومن أمهه ا‪ :‬انتش ار تقالي د نس اخة املص احف وترس خها على‬
‫م دى ق رون ع دة‪ ،‬باإلض افة إىل ت وفر املص احف املطبوع ة املس توردة‪ ،‬وع دم‬
‫وج ود دور للنش ر‪ ،‬فض ال عن غي اب إرادة سياس ية واض حة لتش جيع نش ر‬
‫املصاحف‪ .‬ولقد سبقت صدور املصحف بعض احملاوالت املتفاوتة يف األمهية‬
‫إال أهنا تنبئ عن وعي متزايد بضرورة وجود مصحف موريتاين‪.‬‬
‫مر إجناز املصحف بعدة مراحل‪ ،‬فقد كان يف البداية مشروعا لدار النور‬
‫للطباع ة والنش ر ال يت أش رفت على إجنازه واملراح ل األوىل من تص حيحه قب ل‬
‫أن يفوز يف مسابقة نظمتها وزارة الشؤون اإلسالمية لطباعة مصحف رمسي‬
‫موريتاين وتشكل الوزارة جلنة رمسية إلعادة دراسة املصحف وتدقيقه‪.‬‬
‫أم ا خص ائص املص حف املوريت اين فمن أمهه ا أن ه طب ع برواي ة ورش عن‬
‫نافع من طريق األزرق‪ ،‬ويلتزم يف الرسم والضبط والتجزئة وسجود التالوة‬
‫وعد اآلي والوقف ما جرى به العمل لدى الشناقطة‪ .‬وخط باخلط املصحفي‬
‫الشنقيطي املبسوط‪ ،‬والعناصر الزخرفية املستخدمة يف املصحف مستوحاة من‬
‫الفن املوريتاين القدمي‪ ،‬والزخرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫وقد شكلت طباعة املصحف املوريتاين البداية الفعلية لطباعة املصحف‬
‫يف موريتانيا‪ ،‬إال أن املأمول يرتكز يف مرحلة أوىل على توفره مبا فيه الكفاية‬
‫وأن تتض افر جه ود الرمسيني واخلواص من أج ل تش جيع خ ط املص احف‬
‫وطباعتها‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫قائمة األشكال‬
‫الشكل‪ :1‬غالف أول كتاب مطبوع يف موريتانيا‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الش كل‪ :2‬مص حفان حيمالن ش عار اجلمهوري ة اإلس المية‬
‫املوريتانية‬
‫‪ -‬الش كل‪ :3‬الغالف اخلارجي وال داخلي ملص حف س يدي عب د اهلل‬
‫بن احلاج ابراهيم‬
‫‪ -‬الش كل‪ :4‬الص فحة األوىل من مص حف موريتاني ا املق رتح خبط‬
‫عثمان طه‬
‫الشكل‪ :5‬غالف املصحف املوريتاين‬ ‫‪-‬‬
‫الشكل‪ :6‬الصفحتان االفتتاحيتان للمصحف املوريتاين‬ ‫‪-‬‬
‫الشكل‪ :7‬نظام الصفحة باملصحف املوريتاين‬ ‫‪-‬‬
‫الشكل‪ :8‬الرموز واإلشارات باملصحف املوريتاين‬ ‫‪-‬‬
‫الشكل‪ :9‬منوذج من إطار السورة باملصحف املوريتاين‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الشكل‪ :10‬الوحدات الزخرفية املستخدمة يف الغالف ويف إطار‬
‫الصفحة باملصحف املوريتاين‬
‫‪ -‬الش كل‪ :11‬ص فحة من نس خة املص حف املوريت اين للع رض‬
‫التلفزيوين‬
‫‪ -‬الشكل‪ :12‬الصفحة الثالثة من املصحف املوريتاين برواية قالون‬
‫(قيد اإلجناز)‬
‫‪45‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪-1‬مصاحف‪:‬‬
‫‪ -‬مصحف سيدي عبد اهلل‪ ،‬ملحق املصحف‪ ،‬نشر شركة ماتيما‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬املصحف املوريتاين‪ ،‬طباعة دار النور للطباعة والنشر‪ ،‬نواكشوط ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬كتب مطبوعة‬
‫‪ -‬االقتص اد املوريت اين من ‪ 1960‬إىل ‪ 30 :1990‬سنة من اجلهود التنموي ة‪،‬‬
‫النت ائج اآلف اق‪ :‬حمم دن بن أمحد س امل‪ ،‬الطبع ة األوىل‪ ،‬املطبع ة الوطني ة‪،‬‬
‫نواكشوط‪.1992 :‬‬
‫‪ -‬ت اريخ الطباع ة العربي ة يف اس تانبول وبالد الش ام‪ :‬د‪ .‬وحي د بن الط اهر‬
‫قدورة‪ ،‬الطبعة الثانية مكتبة امللك فهد الوطنية الرياض‪.2010 :‬‬
‫‪ -‬تطور األدب املوريتاين‪ :‬أمحد بن امحيد‪ ،‬مطبعة جيكا‪ ،‬نواكشوط‪.1965 :‬‬
‫‪ -‬حي اة موريتانيا‪ ،‬اجلزء الثاين "احلياة الثقافية"‪ :‬املختار بن حام ٌد‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار‬
‫العربية للكتاب‪ ،‬تونس‪.1990 :‬‬
‫‪ -‬خط وط املص احف عن د املش ارقة واملغارب ة من الق رن الراب ع إىل العاش ر‬
‫اهلج ري‪ :‬حمم د بنس عيد ش ريفي‪ ،‬نش ر الش ركة الوطني ة للنش ر والتوزي ع‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1982 :‬‬
‫‪ -‬الس ند الق رآين‪ :‬دراس ة وتأص يل‪ ،‬الس ند الش نقيطي منوذج ا‪ :‬ال دكتور س يدي‬
‫حممد ولد عبداهلل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.2011:‬‬
‫‪ -‬علماء وأمراء يف مواجهة االستعمار‪ :‬الطالب اخيار بن الشيخ مامينا‪ :‬الشيخ‬
‫م اء العي نني‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬منش ورات مؤسس ة الش يخ مربي ه رب ه إلحي اء‬
‫الرتاث والتنمية‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرباط‪.2011 :‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬الكتاب املطبوع مبصر يف القرن التاسع عشر‪ ،‬تاريخ وحتليل‪ :‬د‪ .‬حممود حممد‬
‫الطناجي‪ ،‬كتاب اهلالل‪ ،‬القاهرة‪.1996 :‬‬
‫‪- Ramatoulaye Fofana, L’édition au Sénégal: bilan et‬‬
‫‪perspectives de développement, Diplôme de conservateur‬‬
‫‪de bibliothèque, Mémoire d’étude à ENSSIB, Dakar: 2003.‬‬
‫‪ -3‬كتب وأبحاث‪ S‬وتقارير غير منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬أرش يف املص حف املوريت اين‪ :‬جلن ة مراجع ة طباع ة املص حف الش ريف‪،‬‬
‫‪ ،2012‬مرقون‬
‫‪ -‬التقري ر ال دوري االول ح ول وض عية الص حافة املكتوب ة يف موريتاني ا‪ :‬جلن ة‬
‫احرتام اخالق وادبيات مهنة الصحافة املكتوبة يف موريتانيا‪ ،‬نواكشوط‪،‬‬
‫مايو ‪.2012‬‬
‫‪ -‬تقرير اللجنة املكلفة بالنظر يف عروض املصاحف املقدمة إىل وزارة الشؤون‬
‫اإلسالمية والتعليم األصلي‪ ،‬نواكشوط‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬تقري ر اللجن ة الوطني ة االستش ارية املكلف ة بإص الح الص حافة والس معيات‬
‫البصرية‪ ،‬التقرير العام املؤقت وامللحقات‪ ،‬نواكشوط‪ ،‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ -‬اخلط واملخط وط يف بالد ش نقيط‪ ،‬من النش أة إىل هناي ة الق رن الراب ع عش ر‬
‫اهلجري (‪20‬م)‪ ،‬حممدن أمحد سامل أمحدو‪ ،‬رسالة جامعية‪ ،‬املعهد العايل‬
‫للدراسات والبحوث اإلسالمية ‪.2001‬‬
‫‪ -‬الكت اب املوريت اين املطب وع‪ :‬نش أته وتط وره‪ :‬د‪ .‬أمحد ول د ح بيب اهلل حبث‬
‫مق دم على ه امش ال دورة ‪ 12‬ملع رض الكت اب املوريت اين املطب وع‪، ،‬‬
‫نواكشوط‪ ،‬دجنرب ‪ ،2007:‬حبث مرقون‪.‬‬
‫‪ -‬الكت اب املوريت اين وعوائ ق النش ر‪ :‬حق ائق وآف اق‪ :‬د‪ .‬أمحد ول د ح بيب اهلل‪،‬‬
‫حبث مرقون‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬وثيقة مشروع مطبعة املؤسسة الوطنية لألوقاف‪ ،‬نواكشوط‪.2008 ،‬‬
‫‪-4‬صحف ومجالت‬
‫‪ -‬الص حافة املكتوب ة قب ل وبع د االس تقالل‪ :‬س يدي حمم د أب و املع ايل‪ ،‬ص حيفة‬
‫األخبار‪ ،‬العدد ‪ 239‬بتاريخ‪ 28 :‬نوفمرب ‪.2006‬‬
‫‪ -‬يف أروقة املؤسسة الوطنية للكتاب املدرسي‪ ،‬جريدة نواكشوط‪ ،‬العدد‪-6 :‬‬
‫‪ 7‬بتاريخ‪ 6 :‬مارس ‪.1998‬‬
‫‪ -‬وض عية النش ر يف بالدن ا‪ :‬د‪ .‬أمحد ول د ح بيب اهلل‪ ،‬جري دة الش عب‪ :‬بت اريخ‬
‫‪ 11‬فرباير ‪.1991‬‬
‫‪-5‬رسائل‬
‫‪ -‬رس الة رئيس جلن ة دار الن ور العلمي ة إىل وزي ر الش ؤون االس المية بت اريخ‪:‬‬
‫‪.01/06/2012‬‬
‫‪ -‬رس الة م دير مطبع ة الن ور إىل وزي ر الش ؤون االس المية بت اريخ‬
‫‪.11/06/2011‬‬
‫‪ -‬رسالة موجهة إىل وزير الشؤون االسالمية بتعرض مصحفا خبط عثمان طه‪،‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪-6‬مقابالت‬
‫‪ -‬مقابلة مع مدير مطبعة النور السيد ديدي ولد اسويدي بتاريخ‪ 6 :‬فرباير‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -‬مقابلة مع مدير شركة الكتب اإلسالمية‪ ،‬بتاريخ‪ 02 :‬ابريل ‪.2013‬‬

‫‪48‬‬
‫فهرس الموضوعات‬
‫مقدمة‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ الطباعة في موريتانيا‬ ‫‪‬‬
‫دخول الطباعة إىل موريتانيا‬ ‫‪.1‬‬
‫املطابع الرمسية‬ ‫‪.2‬‬
‫املطابع األهلية (اخلاصة)‬ ‫‪.3‬‬
‫الوراقات وحمالت الطباعة الصغرية‬ ‫‪.4‬‬
‫الصحافة والطباعة‬ ‫‪.5‬‬
‫الكتاب املوريتاين املطبوع‬ ‫‪.6‬‬
‫تأخر ظهور المصحف الموريتاني المطبوع‪ :‬األسباب واملالبسات‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬استمرار تقاليد النساخة‬
‫‪ .2‬وفرة وانتشار املصاحف املطبوعة‬
‫‪ .3‬عدم وجود دور للنشر‬
‫‪ .4‬غياب اإلرادة السياسية‬
‫أهم التجارب‪ S‬والمحاوالت‪ S‬التي سبقت صدور المصحف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬مصحفان حيمالن شعار اجلمهورية اإلسالمية املوريتانية‬
‫‪ .2‬مصحف سيدي عبد اهلل بن احلاج ابراهيم‬
‫‪ .3‬مصحف دار النور‬
‫‪ .4‬املؤسسة الوطنية لألوقاف تسعى لطباعة مصحف‬
‫‪ .5‬حرسي متقاعد يتقدم مبصحف خبطه لوزارة الشؤون‬
‫االسالمية‬
‫‪ .6‬مصحف موريتانيا خبط عثمان طه‬

‫‪49‬‬
‫‪ ‬المصحف الموريتاني من الفكرة إلى التنفيذ‪ :‬أهم املراحل اليت مر‬
‫هبا املصحف املوريتاين‬
‫عملية اخلط والزخرفة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلعالن الرمسي عن نية إصدار مصحف‬ ‫‪.2‬‬
‫جلان التصحيح واملراجعة وطريقة عملها‬ ‫‪.3‬‬
‫عملية الطباعة‬ ‫‪.4‬‬
‫الخصائص العامة للمصحف الموريتاني‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬من حيث القراءة‬
‫‪ .2‬من حيث الرسم والضبط‬
‫‪ .3‬عد اآلي‬
‫‪ .4‬املكي واملدين‬
‫‪ .5‬التجزئة‬
‫‪ .6‬الوقف‬
‫‪ .7‬سجود التالوة‬
‫‪ .8‬اخلصائص الببليوغرافية للمصحف‪:‬‬
‫ا‪ .‬وصف املصحف‬
‫ب‪ .‬نظام الصفحة‬
‫ج‪ .‬الرموز واإلشارات‬
‫د‪ .‬اهلوامش وحواشي الصفحات‬
‫ه‪ .‬مسطرة املصحف‬
‫و‪ .‬خط املصحف‬
‫ز‪ .‬احلِليات والزخارف اجلمالية‬

‫‪50‬‬
‫طباعة المصحف في موريتانيا‪ S:‬الواقع واملأمول‬ ‫‪‬‬
‫إجمال واستخالص‬ ‫‪‬‬
‫قائمة األشكال‬ ‫‪‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪S‬‬ ‫‪‬‬

‫‪51‬‬

You might also like