You are on page 1of 144

‫مخطوط كتاب‬

‫الترفق في العطر‬
‫تأليف يعقوب بن إسحاق الكندي‬
‫( ‪) 873-801/260-185‬‬

‫دراسة وحتقيق‬
‫د‪.‬سيف بن شاهني بن خلف املريخي‬
‫مخطوط كتاب الترفق في العطر‬
‫تأليف يعقوب بن إسحاق الكندي‬
‫( ‪) 873-801/260-185‬‬
‫دراسة وحتقيق‬
‫د‪.‬سيف بن شاهني بن خلف املريخي‬

‫وزارة الثقافة والفنون والتراث ‪ -‬الدوحة‬


‫رقم اإليداع بدار الكتب القطرية ‪:‬‬

‫جميع احلقوق محفوظة‬


‫متنع إعادة إنتاج اي جزء من هذه املادة املنشورة أوتخزينها أو تقدميها‬
‫ضمن نظام إسترداد أو بثها‪ ،‬من دون اإلذن اخلطي املسبق من الناشر‬

‫الطبعة األولى ‪2010‬‬

‫الناشر‬
‫وزارة الثقافة والفنون والتراث ‪ -‬دولة قطر‬
‫مت إصدار هذا الكتاب ضمن إحتفاليات‬
‫الدوحة عاصمة الثقافة العربية‬
‫تصميم الغالف ‪ :‬فؤاد هاشم ‪ -‬جلنة إصدار الكتب واملؤلفات‬
‫‪$‬‬

‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل ت�سليط ال�ضوء على خمطوط « كتاب الرتفق يف العطر‬
‫« ليعقوب بن ا�سحاق الكندي وحتقيقه حتقيقا منهجيا و�إخراجه على نحو علمي‬
‫متكامل مدعم ًا بالتوثيق العلمي الدقيق ‪ .‬ويعد هذا املخطوط من امل�صادر أالولية‬
‫ال�سالم يف الع�صور الو�سطى‬ ‫الهامة يف درا�سة التاريخ االقت�صادي يف ديار إ‬
‫وال �سيما جتارة العطور و�صناعتها يف الع�رص العبا�سي ‪ .‬وف�ض ًال عن ذلك ف إ�ن‬
‫امل ؤ�لفات املخطوطة يف هذا املو�ضوع تكاد �أن تكون �شحيحة وجلها مل ي�صل‬
‫متاح للن�رش والتداول ‪ .‬وعليه ف إ�ننا‬
‫�إلينا‪ ،‬وما و�صل �إلينا ما يزال خمطوطا غري ٍ‬
‫ن أ�مل �أن تكون هذه الدرا�سة �إ�ضافة علمية متوا�ضعة ومفيدة ‪.‬‬
‫‬
‫نواع عديدة من العطور ويتحدث عن طرق‬ ‫يتناول املخطوط �صناعة وتركيب �أ ٍ‬
‫حت�ضريها ومزجها وا�ستخال�صها ويتطرق كذلك �إىل �أثمانها ‪ .‬كما يتطرق �أي�ضا‬
‫�إىل مكونات العطور من أالع�شاب والنباتات ومقاديرها وي�شري �إىل �أهم التقنيات‬
‫والواين امل�ستخدمة يف هذه ال�صناعة ‪ .‬وعالوة على ما تقدم ف إ�ن‬ ‫والدوات أ‬‫أ‬
‫املخطوط يتناول �أ�سماء عددٍ من التجار العرب امل�سلمني الذين امتهنوا �صناعة‬
‫العطور ومار�سوا تركيبها ومزجها وا�ستخال�ص الفاخر منها ‪ ،‬و ُيظهر املخطوط‬
‫كذلك دور العرب امل�سلمني يف تطوير وابتكار �أ ٍ‬
‫نواع كثرية من العطور ‪.‬‬
‫‬
‫متهيـــد ‪:‬‬
‫الن�سان العطور منذ فجر التاريخ وا�ستخدمها يف الطقو�س واالحتفاالت‬ ‫عرف إ‬
‫اللهة حتى تقبل �صالته‬ ‫الدينية فكان يحرق البخور يف املعابد إلر�ضاء آ‬
‫وت�ستجيب لتحقيق دعواته و�أمانيه‪ .‬كما ا�ستخدم إ‬
‫الن�سان القدمي العطور قرابني‬
‫لطرد أالرواح ال�رشيرة التي كان يعتقد �أنها تدخل أالج�سام ‪ ،‬وا�ستخدمها كذلك‬
‫والوجاع ‪ ،‬ورجاء ال�شفاء من بع�ض أالمرا�ض أ‬
‫والوبئة‪.‬‬ ‫الالم أ‬‫كم�سكّن لتخفيف آ‬
‫وكانت الروائح العطرية ت�سـتخل�ص يف بداية أالمر من الزهور والنباتات التي‬
‫ُتنقع يف الدهون والزيوت مثل زيت الزيتون وزيت أالزهار ثم تطورت تدريجيا‬
‫لي�ضاف الغلي والع�رص اللذان �أ�سهما �إ�سهام ًا كبرياً يف احل�صول على الزيوت‬
‫واالدهان املعطرة ‪.‬‬
‫ولقد �أهتم امل�رصيون القدماء با�ستخدام زهور اللوت�س واللوز يف ا�ستخال�ص‬
‫العطور وذلك بعد ع�رصها وا�ستخراج الزيت العطري منها ‪ .‬كما جنحوا يف‬
‫ا�ستخراج العديد من الزيوت العطرية من النباتات ومنتجاتها من ورود و�أوراق‬
‫و�أغ�صان ‪ .‬وكانوا ي�ستوردون املر واللبان واملواد أالخرى امل�ستخدمة بخوراً من‬
‫�شبه اجلزيرة العربية وي�ستعملونها يف طقو�سهم الدينية ويف حتنيط جثث املوتى‬
‫حلفظها من التعفن ‪ .‬وت�شري املناظر واللوحات املر�سومة على جدران املعابد‬
‫واملقابر �إىل اهتمام امل�رصيني با�ستخراج العطور ودورهم يف تطوير ا�ستخدام‬
‫الع�رص بوا�سطة الربم وا�ستخدام الرت�شيح بوا�سطة أالنابيب أ‬
‫والواين ‪.‬‬
‫ويف بالد اليونان اكت�سـبت النباتات العطرية �أهمية خا�صة لقيمتها الدينية‬
‫وخوا�صها العالجية‪ .‬و�أ�صبحت من املواد اال�ستهالكية ال�رضورية التي ت�ستورد‬
‫من الهند واجلزيرة العربية وتنفق عليها أالموال الطائلة‪ .‬ولقد ازدهرت جتارة‬
‫العطور يف ح�ضارة اليونان القدمية وكان التجار اليونان ي�سافرون يف طلب‬
‫النتاج يف م�رص و�سواحل افريقيا وبالد العرب ويدفعون‬ ‫العطور �إىل مراكز إ‬
‫ثمنها ذهب ًا وف�ض ًة ‪ .‬و�أو�ضح �شاهد على مدى ما اكت�سبته جتارة العطور يف ع�رص‬
‫‬
‫ح�ضارة اليونان من �أهمية تلك املعلومات والتفا�صيل القيمة املتعلقة ب أ�و�صاف‬
‫العطور ومراكز �إنتاجها يف �شبه اجلزيرة العربية وافريقيا ‪ ،‬التي كانت ت�ستهوي‬
‫امل ؤ�رخني والرحالة اليونان والرومان من �أمثال هريودوت ‪ ،‬و�إ�سرتابون ‪ ،‬وبيلينو�س‬
‫والتي ت�ضمنتها م�صنفاتهم ‪.‬‬
‫ولقد و�صلت �شهرة العرب ب إ�نتاج الروائح العطرية �إىل الرومان فازدهرت‬
‫العالقات التجارية بينهم وبني �سكان �شبه اجلزيرة العربية وانتع�شت جتارة‬
‫العطور عرب البحر أالحمر و�أ�ضحت عدن حمطة رئي�سية للتجار وال�سفن الرومانية‬
‫التي تنقل اللبان واملر والبخور �إىل �أوروبا عرب موانئ م�رص وبالد ال�شام وفل�سطني‪.‬‬
‫ويروى عن الر�سول عي�سى بن مرمي عليه ال�سالم �أنه كان يحب الطيب وكان يخمر‬
‫�أنفه من الرائـحة الطيبة دون الكريهة ويقول ‪ :‬ال ح�سـاب يف الكريهة ويف الطيبة‬
‫ح�سـاب ‪ )( .‬وملا انق�سمت الدولة الرومانية �إىل �رشقية وغربية �سنة ‪399‬م ت أ��س�ست‬
‫مدينة الق�سطنطينية على انقا�ض مدينة بيزان�س اليونانية وزادت مع مرور الوقت‬
‫مكانتها االقت�صادية فتدفق �إليها التجار من بالد العرب وا�ستقروا فيها ومار�سوا‬
‫التجارة وتخ�ص�ص بع�ضهم يف جتارة العطور‪ .‬واحلق �أن ه ؤ�الء التجار كان لهم‬
‫�أثر كبري يف توطيد ال�صالت التجارية بني الدولة البيزنطية والبلدان العربية التي‬
‫ا�شتهرت ب إ�نتاج الروائح العطرية وت�صديرها‪ .‬كما �أن الق�سطنطينية كانت متثل‬
‫يف تلك الفرتة حمطة جتارية هامة يلتقي فيها التجار العرب بالتجار القادمني‬
‫من �أوروبا وو�سط �آ�سيا ‪.‬‬

‫جتارة العطور و�صناعتها عند العرب ‪:‬‬


‫ولقد �أ�شارت امل�صادر العربية �إىل �أ�سماء العديد من التجار العرب من الرجال‬
‫ال�سالم جتارة العطور وتخ�ص�صوا يف مزجها وتركيبها‬ ‫والن�ساء ممن امتهنوا قبل إ‬
‫منهم من الرجال على �سبيل املثال �أبو طالب بن عبد املطلب و�أبو عبيدة بن‬
‫الزخم�رشي ‪ ،‬ربيع أالبرار ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪. 284‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫‬
‫اجلراح و�أمية بن خلف وعبد اهلل بن جدعان ومن الن�ساء مليكة والدة ال�سائب بن‬
‫أالقرع و�أ�سماء بنت خمرمة بن جندل �أم �أبي جهل‪ )(.‬وكانت �أهم العطور الرئي�سية‬
‫التي يعتمد عليها العرب يف املزج والرتكيب هي امل�سك والعنرب والعود وال�صندل‬
‫وجلها ي�ستورد من الهند وبلدان جنوب �رشق �آ�سيا وال�صني‪ .‬ونتيجة لهذا الن�شاط‬ ‫ُ‬
‫التجاري ازدهرت يف اجلزيرة العربية موانئ ومدن ا�شتهرت �أ�سواقها بتوفر‬
‫العطور امل�ستوردة من ال�رشق حيث �أ�صبحت مدينة دارين () يف �إقليم البحرين‬
‫من أال�سواق الرئي�سية امل�صدرة للم�سك الذي كان ي�شحن منها �إىل �أنحاء خمتلفة‬
‫من اجلزيرة العربية‪ .‬كذلك ا�شتهرت �أ�سواق عدن ببيع الطيب وا�شتهرت �سوق‬
‫ال�شحر من بالد املهرة ببيع املر وال�صرب وهي من املواد اخلام التي ت�ستخدم يف‬
‫مزج العطور وتركيبها‪ )( .‬كما عرف عن املناذرة ملوك احلرية اهتمامهم بتجارة‬
‫العطور وت�صديرها �إىل �أ�سواق اجلزيرة العربية ‪ .‬ويذكر جواد علي �أن النعمان بن‬
‫املنذر كان يبعث �إىل �ســوق عكـاظ عرياً حتمل الطيب فتبتاع وي�شرتى له بثمنها‬
‫()‬
‫أالدم واحلـرير والبـرود ‪.‬‬
‫ال�سالم �أباح ا�ستخدام العطور يف الزينة واملداواة ونتج عن هذا‬ ‫وملا ظهر إ‬
‫النفاق عليها‪ .‬ويوثر عن الر�سول ﷺ �أنه قال ‪:‬‬ ‫زيادة االهتمام بها والتو�سع يف إ‬
‫وجعلت قرة عيني يف ال�صالة « ‪ .‬وعن حممد‬ ‫ُحبب �إيل من الدنيا الن�ساء والطيب‪ُ ،‬‬
‫بن علي قال ‪ � :‬أس�لت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها ‪� :‬أكان ر�سول اهلل ﷺ يتطيب؟ قالت‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬بذكارة الطيب ‪ :‬امل�سك والعنرب»‪ .‬وعن �أم قي�س بن حم�صن ‪ ،‬قالت ‪ :‬قال‬
‫()‬
‫ر�سول اهلل ﷺ ‪«:‬عليكم بالعود الهندي ف إ� َّن فيه �سبعة �أ�شفية ‪ .‬منها ذات اجلنب» ‪.‬‬
‫ال�سالم يحث با�ستمرار على التطهر والتطيب وكانت أالعمال ال�صاحلة‬ ‫كما كان إ‬

‫‪ -2‬ابن الكلبي ‪ ،‬مثالب العرب ‪� ،‬ص ‪. 39‬‬


‫أ‬
‫‪ -3‬ياقوت ‪ ،‬معجم البلدان ‪،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 432‬؛ احلمريي ‪ ،‬الرو�ض املعطار ‪� ،‬ص ‪230‬؛ �سعيد االفغاين ‪�� ،‬سواق العرب ‪� ،‬ص‬
‫‪.214‬‬
‫ال�سالم ‪ ،‬ج‪� ، 7‬ص ‪. 377-374‬‬‫‪ -‬جواد علي ‪ ،‬املف�صل يف تاريخ العرب قبل إ‬ ‫ ‬
‫ال�سالم ‪ ،‬ج‪� ، 7‬ص ‪. 377-374‬‬ ‫ ‪ -‬جواد علي ‪ ،‬املف�صل يف تاريخ العرب قبل إ‬
‫ ‪ -‬ابن ماجه ‪� ،‬سنن ابن ماجه ‪ ،‬كتاب الطب ‪ ،‬حديث رقم ‪.3468‬‬
‫‬
‫وجمال�سة ال�صاحلني من امل�سلمني من �أهل العلم ُت َ�ش ّب ُه بالطيب وريح امل�سك‪ .‬ويف‬
‫احلديث عن الر�سول ﷺ ‪ :‬مثل اجللي�س ال�صالح واجللي�س ال�سوء كحامل امل�سك‬
‫ونافخ الكري ‪ ،‬فحامل امل�ســك �إما �أن يحذيك و�إما �أن تبتاع منه‪ ،‬و�إما �أن جتد منه‬
‫()‬
‫ريحا طيبة‪ ,‬ونافخ الكري �إما �أن يحرق ثيابك و�إما �أن جتد منه ريحا منتنة» ‪.‬‬
‫وهكذا فقد �سار العرب امل�سلمون على �سنة الر�سول ﷺ ‪ .‬يف االهتمام بالطيب‬
‫وا�ستخدامه والعناية به ‪.‬‬
‫�رضب من الطيب املركب‬ ‫ٌ‬ ‫ويف الع�رص أالموي �شاع ا�ستخدام العطور و�أ�شتهر‬
‫ي�سمى »الغالية” وجمعها غوايل ‪ .‬والغالية ‪ :‬هي مزيج من امل�سك والعنرب ودهن‬
‫البان ‪ .‬وقد �سميت غالية ألن منتجاتها غالية الثمن ‪ .‬وكان اخللفاء أالمويون‬
‫ينفقون �أموا ًال طائلة يف �سبيل احل�صول على �أنواع فاخرة من الغوايل كما كانوا‬
‫ي�شــاركون يف اختيار مزيجها وطريقة خلطها ومقادير تركيبها ‪ .‬واملثل امل�شهور‬
‫من اخللفاء أالمويني على ذلك هو اخلليفة ه�شام بن عبد امللك (‪-723/125-105‬‬
‫‪ ) 742‬الذي ن�سبت �إليه غالية �شاع ا�ستخدامها وعرفت با�سم غالية ه�شام بن عبد‬
‫امللك ‪ )( .‬وهكذا �أ�صبح النا�س يتناف�سون يف مزج العطور وتركيبها يف �سبيل‬
‫احل�صول على تركيبة فاخرة يدفعون بها �إىل أالمراء والوزراء واملي�سورين من‬
‫النا�س وينالون منها ربحا كبريا و�شهرة عري�ضة ‪ .‬ويروى �أن مالك بن �أ�سماء بن‬
‫خارجة () �شم غالية من �صنع �أخته هند بنت �أ�سماء (‪ )10‬فقال‪� :‬أعلميني بطيبك ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬ال �أفعل ‪ ،‬تريد �أن تعلمه جواريك ‪ ،‬هو لك عندي متى �أردته ‪ ،‬ثم قالت ‪ :‬واهلل‬
‫ما تعلمته �إال من �شعرك حيث قلت ‪:‬‬

‫ ‪ -‬النووي ‪ ،‬ريا�ض ال�صاحلني ‪ ،‬باب زيارة �أهل اخلري وجمال�ستهم ‪ ،‬حديث رقم ‪.363‬‬
‫‪ -‬النويري ‪ ،‬نهاية أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪. 56‬‬
‫‪� - 9‬أبو احل�سن مالك بن �أ�سماء بن خارجة الفزاري ‪� ،‬شاعر غزل من �أ�رشاف الكوفة ‪ ،‬وتزوج احلجاج من �أخته هند بن‬
‫�أ�سماء‪ ،‬وتقلد خوارزم وا�صفهان للحجاج ووقع منه ما �أوجب حب�سه مدة طويلة ‪ .‬للمزيد �أنظر الزركلي ‪ ،‬أالعالم ‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫�ص ‪.257‬‬
‫‪ -10‬هند بنت �أ�سماء بن خارجة الفزاري زوجة احلجاج بن يو�سف الثقفي ‪ .‬للمزيد �أنظر كحالة ‪� ،‬أعالم الن�ساء ‪ ،‬ج‪� ، 5‬ص‬
‫‪. 221-217‬‬
‫‪10‬‬
‫فار م�ســــــك بعنبـــــر م�سحـــــوق‬ ‫�أطيـــــب الطيـــب طيـــب �أم �أُبـــان‬
‫(‪)11‬‬
‫فهو �أحــوى علــى اليــدين �شــريق‬ ‫خلــطــتــــه بعـودهــــا وبنـــــــان‬

‫ومتيز املجتمع العبا�سي يف القرنني الثالث والرابع الهجريني‪ /‬التا�سع‬


‫والعا�رش امليالديني بالرتف االقت�صادي والتباهي والتفاخر االجتماعي‬
‫وال�رساف بني الطبقات االر�ستقراطية من أالمراء والوزراء واملي�سورين من النا�س‬ ‫إ‬
‫والحجار الكرمية واملالب�س‬ ‫النفاق على الكماليات من العطور واجلواهر أ‬ ‫يف إ‬
‫احلريرية الفاخرة وغريها من و�سائل الت أ�نق والرتف يف مظاهر العي�ش وزينة‬
‫احلياة الدنيا فكانوا يت�سابقون يف احل�صول على كل ما هو نادر وثمني ويدفعون‬
‫مقابل ذلك �أغلى أالثمان ‪ .‬ومن ال�شواهد على ذلك ما ذكره ابن الزبري ب أ�ن اخلليفة‬
‫املتوكل على اهلل ( ‪ ) 861-846/247-232‬كان ينفق �سنوي ًا على الطيب مئة‬
‫والحجار الكرمية ثالث مئة �ألف دينار وينفق على‬ ‫�ألف دينار وينفق على اجلواهر أ‬
‫الك�سوة ثالث مئة �ألف دينار‪ )12(.‬ولقد �أ�سهم هذا الرتف االقت�صادي وهذا إ‬
‫النفاق‬
‫على الكماليات يف ازدهار احلركة التجارية وتطوير العالقات االقت�صادية مع‬
‫والفريقية امل�صدرة للمواد اخلام من العطور فكان‬ ‫ال�سيوية أ‬ ‫العديد من البلدان آ‬
‫التجار العرب امل�سلمون ي�سافرون �إىل الهند وبلدان جنوب �رشق �آ�سيا وال�صني‬
‫وبلدان ال�ساحل ال�رشقي ألفريقيا وي�ستوردون امل�سك والعود والعنرب وال�صندل‬
‫وغريها من املواد العطرية اال�ستهالكية ثم يقومون بعد ذلك مبزجها وتركيبها‬
‫وت�صنيعها ومن ثم بيعها وت�صديرها ‪ ،‬وكانوا يجنون من وراء ذلك �أرباحا‬
‫طائلة‪.‬‬
‫وقد حظيت جتارة العطور و�صناعتها ومزجها وتركيبها يف الع�رص العبا�سي‬
‫والطباء وغريهم ممن كان‬ ‫باهتمام العديد من أالدباء والفال�سفة والعلماء أ‬
‫ي�شتغل يف �أمور الكتابة والت أ�ليف وظهرت م ؤ�لفات جليلة تتحدث عن تقنيات‬
‫‪ -‬الزخم�رشي ‪ ،‬ربيع أالبرار ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪. 268‬‬
‫‪ 11‬‬
‫‪ -12‬ابن الزبري ‪ ،‬كتاب الذخائر والتحف ‪� ،‬ص ‪. 220-219‬‬
‫‪11‬‬
‫حت�ضري العطـور وخ�صائ�صها ‪ ،‬و�أهم املواد اخلام الرئي�سية امل�ستخدمة يف مزجها‬
‫والجهزة املختربية املطلوبة يف هذه ال�صناعة‪.‬‬ ‫وتركيبها ‪ ،‬وت�صف أالدوات أ‬
‫كما تناولت هذه امل ؤ�لفات كذلك �أو�صاف العطور و�أ�شهر �أنواعها ‪ ،‬وخوا�صها‬
‫ومنافعها‪ ،‬وم�صطلحاتها ‪ ،‬و�أثمانها ‪ ،‬و�أ�ساليب غ�شها ‪.‬‬
‫وت أ�كيدا على ذلك ف أ�ن ابن الندمي �صاحب كتاب الفهر�ست يزودنا بقائمة من‬
‫الكتب العربية التي تناولت �صناعة العطور ومزجها وت�ضم هذه القائمة ت�سعة‬
‫كتب هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬كتاب العطر ‪ ،‬البراهيم بن العبا�س‬


‫‪ -2‬كتاب العطر ‪ ،‬حلبيب العطار‬
‫‪ -3‬كتاب العطر ‪ ،‬للكندي‬
‫‪ -4‬كتاب العطر ‪� ،‬ألف ليحيى بن خالد‬
‫‪ -5‬كتاب العطر ‪ ،‬جمهول‬
‫‪ -6‬كتاب العطر ‪ ،‬و�أجنا�سه ‪ ،‬للمف�ضل بن �سلمة‬
‫‪ -7‬كتاب العطر و�أجنا�سه ومعادنه لرجل جبلي يقال له ‪..............‬‬
‫‪ -8‬كتاب يف العطر والرتكيبات‬
‫(‪)13‬‬
‫‪ -9‬كتاب كمياء العطر ‪ ،‬للكندي‬
‫وهذه الكتب معظمها مفقود �أو غري مطبوع‬
‫بواب وف�صولٌ خا�صة يف م�صنفات اللغويني‬ ‫كما �أفردت للعطر و�صناعته �أ ٌ‬
‫والطباء من �أمثال �أبن �أبي حنيفة الدينوري ( ‪ ) 895/282‬يف كتاب‬ ‫والدباء أ‬
‫أ‬
‫النـبات ‪ ،‬واجلاحظ ( ت‪ ) 868/255 .‬يف كتاب التب�رص بالتجارة ‪ ،‬وابن �سـيدة‬
‫(ت‪ ) 1065/458 .‬يف كتاب املخ�ص�ص‪ ،‬والزخم�رشي ( ت ‪ .‬حوايل ‪)1143/538‬‬
‫يف كتاب ربيع أالبرار‪ ،‬والزهراوي ( ت ‪ .‬بعد ‪ ) 1013/404‬يف كتاب الت�رصيف‬

‫‪� -13‬أنظر الفهر�ست ‪� ،‬ص ‪. 627‬‬


‫‪12‬‬
‫ملن عجز عن الت أ�ليف‪ ،‬والنويري يف كتاب نهاية أالرب ‪ ،‬والقلق�شندي ( ت‪.‬‬
‫‪ ) 1418/821‬يف كتاب �صبح أالع�شى ‪ ،‬والدم�شقي ( ت‪ .‬القرن ال�سـاد�س الهجري‪/‬‬
‫ال�شارة �إىل حما�سن التجارة ‪ ،‬واخلوارزمي ( ت‪.‬‬
‫الثاين ع�شـر امليالدي ) يف كتاب إ‬
‫‪ ) 1065/458‬يف كتاب مفاتيح العلوم ‪ ،‬وابن العدمي ( ت‪ ) 1262 /660 .‬يف‬
‫كتاب الو�صلة �إىل احلبيب يف و�صف الطيبات والطيب ‪.‬‬

‫امل�ؤلف و�أهم �آثاره املطبوعة‪:‬‬


‫هو فيل�سوف العـرب(‪� )14‬أبو يو�سف يعقوب بن ا�سحاق بن ال�صبـاح بن عمران‬
‫بن ا�سماعيل بن حممد بن أال�شعث بن قي�س الكندي بن معدي كرب بن معاوية بن‬
‫جبلة بن عدي بن ربيعة بن احلارث بن معاوية بن كندة ‪ )15( .‬ويرجع ن�سبه �إىل‬
‫ملوك كندة‪ .‬ولقد ولد الكندي يف بيت كرمي يف الب�رصة حواىل �سنة ‪801/185‬‬
‫وتعلم فيها ويف الكوفة وتويف يف بغداد نحو �سنة ‪ )16( . 873 /260‬والكندي‬
‫�شخ�صية علمية متعددة املواهب ‪ ،‬فقد نبغ يف الطب والفل�سفة واحل�ساب واملنطق‬
‫والهند�سة وكتب يف املو�سيقى واحليل و�أنواع اجلواهر وال�سيوف واحلجارة‬
‫والكيمياء واجلغرافيا وال�سيا�سة وغريها من املو�ضوعات العلمية املتنوعة ومل‬
‫يرتك علما من العلوم �إال وطرق بابه وتناوله تفنيدا و�إي�ضاحا ‪ .‬كما �أ�شتهر برتجمة‬
‫العديد من امل ؤ�لفات الفل�سفية اليونانية امل�شهورة حيث �أو�ضح منها امل�شكل‪،‬‬
‫وخل�ص امل�ست�صعب‪ ،‬وب�سط العوي�ص (‪ .)17‬وكان يعد هو وحنني بن ا�سحاق وثابت‬
‫بن قرة وعمر بن الفرخان الطربي �أف�ضل �أربعة مرتجمني عرفهم إ‬
‫ال�سالم (‪.)18‬‬

‫�صاعد أالندل�سي ‪ ،‬طبقات أالمم ‪� ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪ 14‬‬


‫‪-‬‬
‫ابن الندمي ‪ ،‬الفهر�ست ‪� ،‬ص ‪ 522‬؛ �صاعد أالندل�سي ‪ ،‬طبقات أالمم ‪� ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪ -15‬‬
‫يختلف العلماء وامل�ؤرخون يف حتديد تاريخ مولد ووفاة يعقوب بن ا�سحاق الكندي أ‬
‫والرجح ما ذكرناه هنا ‪ .‬للمزيد‬ ‫‪ -16‬‬
‫�أنظر عبد الرحمن زكي ‪ ،‬يف مقدمته لر�سالة الكندي ‪ ،‬ال�سيوف و�أجنا�سها ‪� ،‬ص ‪ 4،5‬؛ عبدالرحمن بدوي‪ ،‬مو�سوعة‬
‫الفل�سفة ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪. 297‬‬
‫ابن جلجل ‪ ،‬طبقات أالطباء واحلكماء ‪� ،‬ص ‪74-73‬‬ ‫‪ 17‬‬
‫‪-‬‬
‫ابن �أبي �أ�صيبعة‪ ،‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪. 286‬‬ ‫‪ -18‬‬
‫‪13‬‬
‫عا�ش الكندي يف بغداد يف ع�رص اخلليفة امل أ�مون وعا�رص اخلليفة املعت�صم‬
‫وعا�ش حتى زمن اخلليفة امل�ستعني باهلل ‪ .‬وتتميز هذه املدة بكلف اخللفاء‬
‫والمراء العبا�سيني بالعلوم واهتمامهم وت�شجيعهم لرتجمة تراث أالمم‬ ‫والوزراء أ‬
‫ال�سابقة و�رشحه وتف�سريه وتهذيبة أالمر الذي �أ�سهم يف ازدهار العلوم وامتزاج‬
‫ثقافات رفيعة كالفار�سية واليونانية والهندية بالثقافة العربية ‪ .‬وكان بالط‬
‫والدباء الذين كانوا يعكفون يف الليل‬ ‫اخللفاء والوزراء يعج بالعديد من العلماء أ‬
‫على املطالعة والبحث واملذاكرة ويتناف�سون يف النهار يف املناظرات والندوات‬
‫ويتحاورون يف املجال�س مع اخللفاء ويتناق�شون مع الوزراء ويتبادلون مع‬
‫والفكار العلمية ‪� .‬ضمن هذه البيئة العلمية الن�شطة الزاهية‬‫الراء أ‬ ‫بع�ضهم البع�ض آ‬
‫ن� أش� الكندي وت أ�دب وتعلم ‪ ،‬وعندما كرب ا�شتهر وارتفعت مكانته العلمية وتوثقت‬
‫�صلته باخلليفة امل أ�مون ( ‪ ) 832-813/218-198‬الذي قربه و�أكرمه وكلفه‬
‫بالرتجمة من اليونانية وال�رسيانية �إىل العربية ‪ .‬وقد كتب الكندي ر�سالة خ�ص‬
‫بها اخلليفة امل أ�مون �سماها « ر�سالة يف العلة واملعلول‪ )19( .‬وملا تويف اخلليفة‬
‫امل أ�مون انتقل الكندي �إىل بالط اخلليفة املعت�صم ( ‪) 841-833/227-218‬‬
‫حيث �أوكلت �إليه مهمة تعليم �أحمد ابن اخلليفة املعت�صم ‪ )20( .‬ومن عظيم عناية‬
‫الكندي بتعليم �أحمد ابن اخلليفة املعت�صم �أنه كان يكتب له الر�سائل التي تت�ضمن‬
‫والر�شادات والن�صائح العلمية املفيدة ‪ .‬وحتتوي قائمة م�صنفات‬ ‫املعلومات إ‬
‫الكندي التي �أوردها ابن �أبي �أ�صيبعه على عددٍ من الر�سائل وامل ؤ�لفات التي كتبها‬
‫الكندي �إىل �أحمد بن اخلليفة املعت�صم منها على �سبيل املثال ‪ :‬ر�سالة يف كيفية‬
‫ا�ستعمال احل�ساب الهندي ‪ ،‬وخمت�رص املو�سيقى يف ت أ�ليف النغم و�صنعة العود ‪،‬‬
‫ور�سالة يف جتويز �إجابة الدعاء من اهلل عز وجل ملن دعا به ‪ )21( .‬وي ؤ�كد �أبن �أبي‬
‫�أ�صيبعة �صلة الكندي باخللفاء فيقول « خدم امللوك فبا�رشهم أ‬
‫بالدب» ‪ )22( .‬بيد‬
‫ابن �أبي ا�صيبعه ‪ ،‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪.289‬‬ ‫‪ 19‬‬
‫‪-‬‬
‫ال�سالم ‪� ،‬ص ‪ 41‬؛ عبدالرحمن بدوي ‪ ،‬مو�سوعة الفل�سفة ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪. 297‬‬‫البيهقي ‪ ،‬تاريخ حكماء إ‬ ‫‪ - 20‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ابن �أبي ا�صيبعة ‪ ،‬عيون النباء يف طبقات الطباء ‪� ،‬ص ‪.293-289‬‬ ‫‪ - 21‬‬
‫عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪.286‬‬ ‫‪ - 22‬‬
‫‪14‬‬
‫تر�ض خ�صومه ف أ�خذوا يكيدون له ويدبرون‬ ‫�أن هذه احلظوة وال�صلة باخللفاء مل ِ‬
‫له الد�سائ�س حيث قام كل من حممد واحمد �أبناء مو�سى بن �شاكر‪ )23‬بالو�شاية‬
‫به(‪ )24‬وال�سعي لت�شويه �سمعته عند اخلليفة املتوكل ( ‪) 861-846/247-232‬‬
‫وجنحا يف �إبعاده عن اخلليفة ‪ .‬لي�س هذا فح�سب بل ا�ستمرا بالكيد له حتى �أوغرا‬
‫�صدر اخلليفة عليه فغ�ضب عليه و�أمر بجلده وم�صادرة كتبه ‪ ،‬ثم �أر�سل املتوكل‬
‫�أبناء مو�سى بن �شاكر �إىل دار الكندي فا�ستولوا على خزانة الكتب ونقلوها �إىل‬
‫منزلهما وافردوا لها خزانة خا�صة �سميت الكندية ‪ )25(.‬بيد �أنهم وقبل موت اخلليفة‬
‫وب�ضغط من العامل واملنجم امل�شهور �سند بن علي (‪� )26‬أقرو بفداحة ما قاموا به‬
‫يف حق الكندي فردوا له خزانة كتبه و�سعوا عند اخلليفة املتوكل ليعفو عنه‪ .‬ولقد‬
‫ترك لنا الكندي جمموعة كبرية جدا من الكتب والر�سائل بلغ عددها عند ابن‬
‫الندمي يف الفهر�س نحو ‪ 243‬كتابا ور�سالة ‪ )27( .‬بينما و�صل عددها عند ابن ابي‬
‫ا�صيبعه �إىل نحو ‪ 272‬م�صنف ًا ما بني ر�سالة وم� أس�لة وكتاب ‪ )28( .‬ومن املفيد هنا‬
‫(‪)29‬‬
‫بع�ض من �أ�سماء م�صنفاته املن�شورة‬
‫اليجاز ‪� -‬إىل ٍ‬ ‫�أن ن�شري ‪ -‬ولو ب�شيء من إ‬
‫والتي منها على �سبيل املثال ‪:‬‬
‫‪ -1‬ر�سالة الكندي يف وحدانية اهلل وتناهي جرم العامل ‪ ( .‬ن�رشها حممد عبد الهادي‬
‫�أبو ريدة يف اجلزء أالول من ر�سائل الكندي الفل�سفية ‪ ،‬م�رص ‪.)1950 ،‬‬

‫حممد واحمد واحل�سن �أبناء مو�سى بن �شاكر اب�رص النا�س بالهند�سة وعلم احليل ولهم يف ذلك تواليف ( م�ؤلفات )‬ ‫‪ - 23‬‬
‫عجيبة تعرف بحيل بني مو�سى وهي �رشيفة أالغرا�ض عظيمة الفائدة م�شهورة عند النا�س ‪ .‬وهم ممن تناهى يف طلب‬
‫العلوم القدمية‪ .‬للمزيد انظر القفطي ‪ ،‬ت أ�ريخ احلكماء ‪� ،‬ص ‪ 316 – 315‬؛ ابن الندمي ‪ ،‬الفهر�ست ‪� ،‬ص ‪. 547‬‬
‫كانت الو�شاية ب�سبب موقفه من علم الكالم ‪.‬‬ ‫‪ -24‬‬
‫ابن ابي ا�صيبعة ‪ ،‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪.286‬‬ ‫‪ 25‬‬
‫‪-‬‬
‫�سند بن علي اليهودي ويكنى �أبا الطيب‪ .‬كان �أو ًال يهوديا ‪ .‬و�أ�سلم على يد امل أ�مون ‪ .‬وكان منجما له ‪ .‬للمزيد انظر ابن‬ ‫‪ - 26‬‬
‫�أبي ا�صيبعه ‪ ،‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪293-289‬؛ القفطي ‪ ،‬ت أ�ريخ احلكماء ‪� ،‬ص ‪. 207-206‬‬
‫ابن الندمي ‪ ،‬الفهر�ست ‪� ،‬ص ‪. 531-522‬‬ ‫‪ 27‬‬
‫‪-‬‬
‫ابن �أبي ا�صيبعه ‪ ،‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪� ،‬ص ‪.293-289‬‬ ‫‪ - 28‬‬
‫للمزيد انظر ‪ ،‬ابن الندمي ‪ ،‬الفهر�ست ‪� ،‬ص ‪ 531-522‬؛ ابن جلجل ‪ ،‬طبقات أالطباء واحلكماء ‪� ،‬ص ‪ 74-73‬؛ بروكلمان ‪،‬‬ ‫‪ - 29‬‬
‫تاريخ أالدب العربي ‪ ،‬ج‪� ، 4‬ص ‪ ، 136-127‬دي بور ‪ ،‬تاريخ الفل�سفة يف إال�سالم ‪� ،‬ص ‪� ، 175-141‬أبو ريدة ‪ ،‬ر�سائل الكندي‬
‫الفل�سفية ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 374-81‬؛ وج‪� ، 2‬ص ‪ ، 133-5‬أالهواين ‪ ،‬كتاب الكندي �إىل املعت�صم باهلل يف الفل�سفة أالوىل ‪�،‬ص ‪-77‬‬
‫‪.143‬‬
‫‪15‬‬
‫والبانة عنـه ( مطبوع ‪ ،‬ن�رشه عبد الرحمن‬
‫‪ -2‬كتاب ر�سـالته يف مائة العقل إ‬
‫بدوي يف كتاب ر�سائل فل�سفية ‪ ،‬بني غازي ‪. )1973 ،‬‬
‫‪ -3‬كتاب الفل�سفة الداخلة وامل�سائل املنطقية واملعتا�صة وما فوق الطبيعيات‬
‫(مطبوع ن�رشه ‪ M.Guidi and R.Walzer‬يف درا�سات عن الكندي الق�سم‬
‫أالول‪ ،‬روما ‪. ) 1938 ،‬‬
‫‪ -4‬كتاب ر�سـالته يف �صنـاعة الت أ�ليف (مطبوع‪ ،‬ن�رشه مع مقدمة و�رشوح ‪R .‬‬

‫‪ ،Lachmann‬ليبزج‪.)1931،‬‬
‫‪ – 5‬كتاب ر�سالته يف دفع أالحزان ( مطبوع ‪ ،‬ن�رشه عبد الرحمن بدوي يف كتاب‬
‫ر�سائل فل�سفية‪ ،‬بني غازي ‪. )1973 ،‬‬
‫‪ - 6‬كتاب ر�سالته يف �أحداث اجلو (مطبوع ‪ ،‬ن�رشه يو�سف يعقوب م�سكوين ‪،‬‬
‫بغداد‪. )1965 ،‬‬
‫‪ - 7‬كتاب ر�سالته يف �أنواع ال�سيوف واحلديد ( حققه عبد الرحمن زكي ون�رشه‬
‫الداب ‪ ،‬جامعة ف ؤ�اد أالول يف م�رص بعنوان ‪:‬‬ ‫�سنة ‪1952‬يف جملة كلية آ‬
‫ال�سيوف و�أجنا�سها و�أعيد طبعه يف �سنة ‪.)2001‬‬
‫‪ - 8‬ر�سالة الكندي يف العلة الفاعلة للمد واجلزر ( ن�رشها حممد عبد الهادي �أبو‬
‫ريدة يف اجلزء الثاين من ر�سائل الكندي ‪ ،‬م�رص ‪. ) 1953 ،‬‬
‫‪ - 9‬كتاب الفل�سفة أالوىل فيما دون الطبيعيات والتوحيد ‪ ( ،‬ن�رشه ف ؤ�اد أالهواين يف‬
‫م�رص �سنة ‪ 1948‬بعنوان ‪ :‬كتاب الكندي �إىل املعت�صم باهلل يف الفل�سفة أالوىل)‬
‫( كما ن�رشها �أي�ضا باللغة االجنليزية ‪Alfred L. Ivry , Al-Kindi’s Metaphysics,New‬‬
‫‪.York, 1974‬‬

‫‪ -10‬كتاب ر�سالته يف كيمياء العطر ( ن�رشه ‪ ، Karl Garbers‬ليبزج ‪.) 1948 ،‬‬
‫الحلان ( ن�رشها مع مقدمة و�رشوح ‪R. Lachmann‬‬ ‫‪ -11‬ر�سالة يف خرب ت أ�ليف أ‬
‫وحممود حنفي ‪ ،‬ليبزج‪. ) 1931 ،‬‬
‫‪ -12‬ر�سالة �إىل بع�ض اخوانه يف ال�سيوف ( مقتطفات عديدة منها ن�رشها �أحمد‬
‫يو�سف احل�سن بعنوان تكنولوجيا احلديد والفوالذ يف امل�صادر العربية‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫جملة تاريخ العلوم العربية ‪ ،‬املجلد الثاين ‪ ،‬العدد أالول ‪ ،‬معهد الرتاث‬
‫العلمي العربي‪ ،‬جامعة حلب ‪. ) 1978 ،‬‬
‫‪ -13‬ر�سالة الكندي يف اجلواهر اخلم�سة ( ن�رشها حممد عبد الهادي �أبو ريدة‬
‫يف اجلزء الثاين من ر�ســائل الكندي با�سم كتــاب اجلواهر اخلم�سة ‪ ،‬م�صـر‪،‬‬
‫‪. ) 1953‬‬
‫‪ -14‬كتاب ترتيب كتب �أر�سطالي�س ( خمطوط ‪� ،‬آيا �صوفيا ‪ ) 16 : 4832‬ن�رشه‬
‫‪ M.Guidi and R.Walzer‬يف درا�سات عن الكندي الق�سم أالول ‪ ،‬روما ‪. 1938 ،‬‬

‫�أهمية املخطوط ‪:‬‬


‫ترجع �أهمية املخطوط �إىل �أنه يعد من �أقدم امل ؤ�لفات التي و�صلت �إلينا يف‬
‫�صناعة أالطياب والعطور‪ .‬ويتميز بغزارة املادة وتنوع املركبات من النباتات‬
‫والع�شاب واحليوانات واملعادن ‪ .‬ويتناول املخطوط بالتف�صيل الدقيق والبعيد‬ ‫أ‬
‫عن التكرار تركيب ومزج وا�ستخال�ص جمموعة كبرية من �أ�صناف العطور مرتبة‬
‫ح�سب �أنواعها بدءاً من امل�سك مرورا بالعنرب والرامك أ‬
‫والدهان والزعفران والغوايل‬
‫الالت أ‬
‫والجهزة‬ ‫وحتى �صنعة الت�صعيد يف الرطوبة‪ .‬كما �أنه ي�شري �إىل العديد من آ‬
‫امل�ستخدمة يف هذه ال�صناعة وي�صف بو�ضوح جتارب وعمليات كيميائية‬
‫متنوعة �أجراها امل ؤ�لف و�أ�ستخدم فيها الطريقة العلمية املبنية على املعاينة‬
‫الدقيقة والتجربة ال�شخ�صية والدقة يف العمل ‪ .‬كما �أنه يقدم الن�صح إ‬
‫والر�شاد‬
‫لكل من يود القيام بهذه التجارب والعمليات ويو�صي بااللتزام باملنهج العلمي‬
‫وتوخي احلذر �أثناء التعامل مع أالجهزة يف عمليات الت�صعيد والتنقية وال�سحق‬
‫والحراق‪ .‬واحلق �أن املخطوط فريد يف مو�ضوعاته ورائد يف �أبوابه‪ ،‬وهو يدل‬ ‫إ‬
‫بو�ضوح على خربة امل ؤ�لف ب�صناعة العطور و�إحاطته بعلوم الكيمياء وال�صيدلة‬
‫والنبات والطب ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫�سبب ت أ�ليف املخطوط ‪:‬‬
‫مل يذكر الكندي ال�سبب الباعث على ت أ�ليف هذا املخطوط ‪ .‬ومل ي ؤ�لف املخطوط‬
‫كما هو وا�ضح من املقدمة خلليفة �أو وزير �أو �شخ�صية مرموقة من �شخ�صيات‬
‫املجتمع ممن كان لهم ف�ضل على امل ؤ�لف كما هو احلال ال�سائد واملتبع يف الت أ�ليف‬
‫يف تلك الفرتة التي عا�رصها امل ؤ�لف‪ .‬بيد �أن املتمعن يف ن�صو�ص املخطوط‬
‫يالحظ �أن الدافع التجاري والربح املادي �أحد �أهم أال�سباب الباعثة يف ت أ�ليفه‪.‬‬
‫بال�ضافة �إىل تخ�ص�صه يف الكيمياء وال�صيدلة يخاطب التجار الذين‬ ‫فالكتاب إ‬
‫ميتهنون العطارة ويتك�سبون منها‪ .‬والكنـدي ينقل يف هذا املخطوط جتاربـه‬
‫ال�شخ�صية اخلا�صة ويجتهد يف و�صف و�شـرح كيفية حت�ضري وتركيب وا�ستخال�ص‬
‫�أنواع عديدة من العطور املعروفة واملتداولة يف ع�صـره بق�صد ت�سـويقها ‪ -‬كما‬
‫�أ�شار يف املخطوط ‪ )30( -‬وبيعها واال�ستفادة منها ماديا ‪ .‬واملخطوط يندرج حتت‬
‫امل ؤ�لفات املتخ�ص�صة يف الكيمياء وال�صيدلة والتي و�ضعت لفئة من العطارين‬
‫واملتمر�سني يف �صناعة الطيب و�أدوات الزينة واجلمال فهو يخاطبهم ويف�شي‬
‫�أ�رسارهم ويتناول خفايا مهنتهم ‪.‬‬

‫حتليل حمتويات املخطوط ‪:‬‬


‫املخطوط عبـارة عن دليـل عملي �أو كتيب علمي واقت�صادي يت أ�لف من نحو‬
‫‪ 143‬ورقة‪ .‬يتميز �أ�سلوب امل ؤ�لف فيه بالدقة يف الو�صف وال�سال�سة يف العر�ض‬
‫واالخت�صار يف التعبري م�ستخدم ًا املفردات املتداولة يف القرن الثالث الهجري‪/‬‬
‫التا�سع امليالدي ‪ ،‬وي�شتمل املخطوط على ع�رشة �أبواب يتحدث فيها الكندي عن‬
‫نواع خمتلفة من الطيب ي�صل عددها �إىل نحو ‪� 109‬أنواع ‪ .‬يبد�أُ‬
‫كيفية حت�ضري �أ ٍ‬
‫بتناول �أهم مركباتها من أالع�شاب والنباتات واحليوانات واملعادن ‪ ،‬ثم يتحدث‬

‫‪� - 30‬أنظر ن�ص املخطوط ( ‪� -11‬صنعة م�سك �آخر ) ‪.‬‬


‫‪18‬‬
‫بعد ذلك عن طريقة مزجها وا�ستخال�صها م�شريا �إىل �أهم أالدوات املختربية‬
‫امل�ستعملة يف ت�صنيعها ‪ .‬وقد ُرتِبت أالبواب يف املخطوط كالتايل ‪:‬‬

‫‪� -1‬أبواب �صنعة امل�سك‬


‫‪� -2‬أبواب �صنعة العنرب‬
‫‪� -3‬أبواب �صنعة الزعفران‬
‫‪� -4‬أبواب �صنعة الور�س‬
‫‪� -5‬أبواب �صنعة الغوايل‬
‫باب �آخر‬ ‫‪ -6‬‬
‫‪� -7‬أبواب االدهان‬
‫‪� -8‬أبواب عمل الكافور‬
‫‪� -9‬أبواب �صنعة ال�سك والرامك‬
‫‪� -10‬أبواب عمل الت�صعيدات‬

‫ي�صف الكندي يف الباب أالول وبطريقة علمية وا�ضحة ودقيقة حت�ضري‬


‫والخالط امل�ستخدمة يف مزجها‬ ‫�أنواع امل�سك املختلفة ويتناول �أهم املركبات أ‬
‫و�صنعها‪ .‬ولقد ا�شتمل هذا الباب على جتارب عملية لتح�ضري امل�سك قام بها‬ ‫ُ‬
‫الكندي �شخ�صيا وا�ستخدم فيها العديد من املواد النباتية واحليوانية واملعدنية‪.‬‬
‫وقد �أورد الكندي يف هذا الباب طريقة تركيب ومزج نحو ‪ 12‬نوعا من �أنواع‬
‫القبال‬‫امل�سك الفاخر‪ .‬كما تعر�ض �إىل �أ�سعار امل�سك يف ع�رصه و�أ�شار �إىل �شدة إ‬
‫على هذه ال�صناعة فيقول عن �أحد �أنواع امل�سك التي قام بتح�ضريها‪« :‬وحملت‬
‫منه للواحد واحد وبعت منه مراراً كثرية من العطارين فلم ينكره‪ .‬وبعت منه‬
‫بدم�شق جمل ًة بثالثني ديناراً‪ . »............‬وف�ض ًال عن ذلك فقد �أ�شار الكندي يف هذا‬
‫الباب �إىل م�صادر امل�سك اخلام الذي كان ي�ستورد من بالد التبت(‪ ، )31‬وحتدث‬
‫‪ - 31‬التبت ‪ :‬بلد متاخم لبالد ال�صني والهند ‪ .‬للمزيد �أنظر ‪ ،‬ياقوت ‪ ،‬معجم البلدان ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 11-10‬؛ احلمريي ‪ ،‬الرو�ض‬
‫املعطار‪� ،‬ص ‪. 130‬‬
‫‪19‬‬
‫عن الو�سائل التي ي�ستخدمها جتار امل�سك يف الدعاية ملنتجاتهم وطرق ت�سويقها‬
‫وبيعها ‪ .‬واملتمعن يف هذا الباب يالحظ و�ضوح النزعة التجارية عند الكندي‬
‫فرناه بعد �رشح طريقة حت�ضري العطـر وا�ستخال�صه ين�صح با�ستثماره وبيعه‬
‫فرتاه مرة يقول ‪� :‬أخرجـه وبعه كيف �شئت‪ ،‬ومـرة يقول‪ :‬وبعه كيف �شئت ممن‬
‫�شئت ‪ ،‬ومرة ثالثـة يقول‪ :‬ثم يبـاع كيف �شئت ‪.‬‬
‫وتتحدث �أبواب �صنعة العنرب عن طرق تركيب العنرب ومزجه وا�ستخال�صه‬
‫وحت�ضريه ‪ .‬يتناول هذا الباب تركيب وا�ستخال�ص �أربعة �أ�صناف من العنرب ‪.‬‬
‫و ُي�شكل كُ ل من خام زبد البحر(‪ )32‬و�سنبل الطيب(‪ )33‬موادا �أ�سا�سية يف مكونات‬
‫�صناعة طيب العنرب حيث ذكرها الكندي يف حت�ضري ومزج ثالثة �أنواع من‬
‫العطور‪ .‬واملالحظ �أنه على الرغم من �أن هذا الباب خم�ص�ص ل�صناعة العنرب و�أن‬
‫ل�صناعة الرامك(‪� )34‬أبواب خا�صة بها يف مكان �آخر من املخطوط ‪ ،‬ف أ�ننا جند‬
‫�أن الكندي يختمه باحلديث عن �صناعة نوع خا�ص من الرامــك وي�رشح طريقة‬
‫حت�ضريه وخلطه وا�ستخال�صه ‪ .‬ويرجع �سـبب �إدراجه �ضمن �أبواب �صناعة العنرب‬
‫‪ -‬ح�سـب اعتقادنا ‪� -‬أن معظم املكـونات أال�سا�سية لهذا النوع من الرامك تتكون‬
‫من العنرب ‪ .‬كما يتكرر يف هذا الباب ا�ستخدام �آالت و�أدوات مثل الهاون والطنجري‬
‫واملغرفة وهي �آالت و�أدوات ت�ستعمل ل�سحق وخلط وتذويب وحفظ املواد أ‬
‫والجزاء‬

‫بال�سفنجة ‪ ،‬وهو رزين زهم الرائحة ‪ ،‬ت�شبه رائحته رائحة‬ ‫‪َ - 32‬ز َبد البحر هو خم�سة �أنواع ‪� :‬أحدهما �صنف �شكله �شبيه إ‬
‫ال�سمك ‪ .‬وال�صنف الثاين ي�شبه رائحة الطُّ حلب البحري ‪ .‬والثالث �شبيه ب�شكل الدود ‪ ،‬ويف لونه فِ ْرفريية ‪ .‬والرابع ي�شبه‬
‫ال�صوف الو�سخ‪ ،‬كثري التجويف ‪ .‬واخلام�س �شبيه يف �شكله بالفُطْ ر ‪ ،‬ولي�ست له رائحة ‪ ،‬وباطنه خ�شن ‪ ،‬فيه �شبه من‬
‫الق َْي�شور ‪ ،‬وظاهره �أمل�س ‪� .‬أبن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية املفردة‪� ،‬ص ‪ 195‬وانظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل‬
‫أاللباب ‪� ،‬ص ‪. 247‬‬
‫‪ -‬ال�سنبل ‪ :‬نبت طيب الرائحة جداً له �سنبلة �صغرية يطيب النكهة ويخفف الل�سان �إذا م�سك يف الفم ومن خوا�صه تقوية‬ ‫‪ 33‬‬
‫الدماغ ومنع النوازل و�إنبات ال�شعر يف أال�شفار �إذا جعل يف الكحل ‪ ،‬وينقي ال�صدر وينفع من اخلفقان ويحب�س النزف‬
‫من الرحم‪ .‬القزويني ‪ ،‬عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪ .251‬وعند ابن ر�سول هو ثالثة �أ�صناف هندي ‪ ،‬ورومي ‪ ،‬وجبلي ‪،‬‬
‫و�سنبل الطيب هو الهندي‪ ،‬وهو �سنبل الع�صافري ‪ ،‬وهو �أ�شد �سوادا من ال�سنبل الرومي ‪.‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 244‬‬
‫والرامكُ ‪� :‬شىء �أ�سود كالقار‬
‫َ‬ ‫الرامِ كُ ‪ :‬هو �شىء ي�صري يف الطيب ‪ .‬ونقل عن ابن �سيدة �أن ِ‬
‫الرامكُ‬ ‫‪ - 34‬جاء يف الل�سان �أن ‪َّ :‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫يخلط بامل�سك فيجعل ُ�سكَّا ‪ .‬ابن منظور ‪ ( ،‬مادة رمك ) ؛ وانظر �ي�ضا امل�رصي ‪ :‬مدين بن عبد الرحمن القو�صوين ( �لفه‬
‫�سنة ‪ ، ) 1628/1038‬قامـو�س أالطبا ونامو�س أاللبا ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬طبع بالت�صـوير عن خمطوط دار الكتـب الظاهرية يف‬
‫بدم�شـق‪ ،‬من�شـورات جمـمع اللغـة العربيـة ‪ ،‬دم�شـق ‪ ، 1979 ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 323‬‬
‫‪20‬‬
‫املكونة لرتكيب العنرب وحتتاج �إىل خربة ودراية وتدل على تطور تقني طال‬
‫�صناعة العطور يف القرن الثالث الهجري‪/‬التا�سع امليالدي وا�سهم يف تطورها‬
‫وانت�شارها ‪.‬‬
‫ويف �أبواب �صنعة الزعفران يتعر�ض الكندي �إىل و�سائل وطرق عمل نحو ‪9‬‬
‫�أنواع من العطور والتي ي�شكل الزعفران عن�رصا �أ�سا�سيا يف تركيبها وا�ستخال�صها‪.‬‬
‫ويت�ضح من درا�سة تركيب هذه العطور �أن معظمها م�ساحيق جافة مطحونة‬
‫ومعاجني‪ ،‬وهي من عنا�رص الطيب امل�ستخدم يف الزينة ‪ .‬ويعد الزعفران من‬
‫�أهم �أدوات الزينة متعددة اال�ستخدام ‪ .‬فهو ي�ستخدم يف تخ�ضيب ال�شعر وتغيري‬
‫لونه من اللون أالبي�ض �إىل اللون أال�سود‪ .‬وهو �أي�ضا من أالدوية التي جتلو‬
‫الوجه‪ ،‬وي�ستخدم كذلك لعوق لتح�سني ال�صوت وت�صفيته ودواء لتبيي�ض أال�سنان‬
‫وي�ستخدم كذلك ليطيب النكهة ‪ .‬ويختم الكندي �أبواب �صنعة الزعفران باحلديث‬
‫عن تركيب �رضبني من طيب الن�ساء الفاخر الذي ي�سمى اخللوق (‪ )35‬والذي يدخل‬
‫الزعفران �ضمن عنا�رص مكوناته أال�سا�سية ‪.‬‬
‫ويف �أبواب �صنعة الور�س(‪ )36‬ي�رشح الكندي وي�صف طرق حت�ضري ‪� 7‬أنواع من‬
‫عنا�رص الطيب‪ .‬والور�س نبات ي�ستخرج منه اللونان أال�صفر أ‬
‫والحمر ‪ ،‬وي�شبه نباته‬
‫�إىل حد بعيد نبات ال�سم�سم‪ .‬كان يزرع يف الع�صور الو�سطى يف اليمن واحلب�شة‬
‫ال�سالمية ‪ .‬وكانت ا�ستخداماته عند‬ ‫وي�صدر منها �إىل �أنحاء خمتلفة من البلدان إ‬
‫العرب امل�سلمني ت�شابه �إىل حد بعيد ا�ستخدامات الزعفران وخا�صة يف اال�ستفادة‬
‫من لونه وعطره يف تخ�ضيب ال�شعر ويف �صناعة املالب�س و�صباغتها‪ .‬ومن‬

‫خللُوقُ ‪ :‬طيب معروف يتخذ من الزعفران وغريه من انواع الطيب ‪ ،‬وتغلب عليه احلمرة وال�صفرة ‪ ،‬وقد ورد تارة‬ ‫‪ -‬ا َ‬‫‪ 35‬‬
‫ب إ�باحته وتارة بالنهي عنه‪ .......‬وهو من طيب الن�ساء ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( خلق ) ‪.‬‬
‫‪ -36‬جاء يف كتاب الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف �أن الور�س ‪� :‬رضبان ‪ :‬حب�شي وهندي ‪ ،‬وهما حاران ياب�سان ‪ ،‬وينفعان‬
‫من البهق أالبي�ض واحلكة والبثور والكلف �إذا لطخ بهما ‪ ،‬و�أجوده أالحمر القاين احلديث ‪ ،‬وهما يقعان يف �أعمال‬
‫الطيب ‪ .‬للمزيد �أنظر الزهراوي ‪،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪�،‬ص ‪278‬؛ وجاء يف كتاب النبات �أن الور�س ‪ :‬يزرع‬
‫برب ّي ‪ .‬ويقول الدينوري ‪ :‬ول�ست �أعرف بغري �أر�ض العرب وال من �أر�ض العرب بغري بالد اليمن ‪ ....‬ونباته‬
‫زرع ًا ولي�س ّ‬
‫مثل نبات ال�سم�سم ‪ ،‬ف إ�ذا جف عند ادراكه تفتقت خرائطه فينتف�ض منه الور�س ‪� .‬أنظر الدينوري ‪ ،‬كتاب النبات ‪� ،‬ص‬
‫‪ 165‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪21‬‬
‫درا�ستنا ألبواب �صناعة الور�س ميكن ر�صد املالحظات التالية ‪:‬‬
‫‪� -1‬أن مادة الور�س ال ت�ستخدم �إال يف تركيب و�صناعة �أربعة �أنواع فقط من‬
‫�أنواع العطور املذكورة يف �أبواب �صناعة الور�س ‪.‬‬
‫‪� -2‬أن مادة القنبيل(‪)37‬ت�شكل عن�رصا رئي�سي ًا يف �صناعة �أطياب الور�س ‪.‬‬
‫بال�ضافة �إىل الور�س عمل �أطياب �أخرى‬‫‪� -3‬أن �أبواب �صنعة الور�س تتناول إ‬
‫متنوعة مثل العبري واملحلب(‪ )38‬والعود الهندي وهي عطور و�أطياب ال‬
‫يدخل يف تركيبها �شيء من الور�س ‪.‬‬
‫‪� -4‬أ�شار الكندي �أثناء حديثه عن �صنعة الور�س �إىل رخ�ص �أ�سعار املادة‬
‫اخلام من ال�سك(‪ )39‬وذكر �أن �سعر املن الواحد ي�ساوي ع�رشة دراهم‬
‫أالمر الذي يدل على �أن �أ�سعار بع�ض مواد �صناعة العطور مل تكن مرتفعة‬
‫و�أنها كانت يف متناول اجلميع ‪.‬‬
‫ويف �أبواب �صناعة الغوايل با�ستخدام القطران حتدث الكندي عن طرق خلط‬
‫و�سحق وتركيب ثالثة �أنواع من الغوايل ‪ ،‬وتو�سع يف �رشح مكوناتها و�أو�ضح كيفية‬
‫�إتقان �صنعها ‪ ،‬وتناول �أهم �أدوات التقطري امل�ستخدمة يف تركيبها وا�ستخال�صها‪.‬‬
‫وتعد الغوايل يف الع�رص العبا�سي من �أغلى العطور و�أكرثها �شهرة وتداوال بني‬
‫املي�سورين من النا�س ‪ .‬ويروى �أنه من �شدة ولع اخللفاء با�ستخدام الغوايل والتفرد‬
‫باحل�صول على رائحة خا�صة مميزة وبالغة يف الطيب �أنهم كانوا ي�شاركون يف‬
‫طريقة مزجها وخلطها ‪ .‬ويتبني من و�صف الكندي و�رشحه لطريقة عمل الغوايل‬
‫‪ -‬القنبيل ‪ :‬قطع بني �صفرة وحمرة ‪ ،‬قيل من �أر�ض اليمن ‪ ،‬و�إنه يجف ويخلط الرمل ‪ ،‬وقيل بزر تلبد وهو �أخ�رض ‪ .‬للمزيد‬ ‫‪ 37‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫�نظر االنطاكي ‪ ،‬تذكرة �ويل اللباب‪� ،‬ص ‪ 379‬؛‪� .‬بن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية املفردة ‪� ،‬ص ‪. 400‬‬ ‫أ‬
‫‪ - 38‬امل َْحلَب ‪ :‬هو �شجر ياب�س �أبي�ض ال َّنور ‪ .‬وثمره يقع يف الطيب ‪ .‬وامل َْحلَب �رضوب ‪� :‬أبي�ض ‪ ،‬و�أ�سود ‪ ،‬و�أخ�رض ‪� ،‬صغري‬
‫جللُبانة ‪ ......... .‬و�أجوده �أبي�ضه و�أنقاه و�أذكاه رائحة ‪ .‬و�أرد�ؤه �أ�سوده ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪،‬‬
‫احلبة ‪ ،‬وكبريها مثل ا ُ‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 486‬؛ و�أنظر �أي�ضا الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ - 39‬ال�سك ‪ :‬نوع من الطيب يتخذ من الرامك ويركب من م�سك ي�سمى ال�سك ‪ .‬وهو �أنواع ‪ ،‬منه ما يتخذ من أالملج ومنه ما‬
‫يتخذ من العف�ص والبلح ومنه ما يتخذ من الرامك وامل�سك وهو ما ي�سمى ب�سك امل�سك‪ .‬ولقد �أو�ضح ابن ر�سول �أن ال�سك‬
‫أال�صلي كان يتخذ من أالملج ؛ وملا ع�رس احل�صول على أالملج ا�ستخدم العطارون العف�ص والبلح مع امل�سك ‪ ،‬وا�صبح‬
‫ي�شبه يف تركيبه عمل الرامك ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد يف أالدوية املفردة ‪� ،‬ص ‪ 234‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬تنقيح‬
‫اجلامع للمفردات ‪� ،‬ص ‪ 193‬؛ الزهراوي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪ ،‬ف�صول منتقاة ‪ ،‬ن�رشها ‪ :‬حممد العربي‬
‫ال�سالمي ‪� ،‬ص ‪.277‬‬ ‫والدوية عند م�ؤلفي الغرب إ‬ ‫اخلطابي يف كتاب أالغذية أ‬

‫‪22‬‬
‫�أن �أهم مكوناتها الرئي�سية هي العنرب والعود ودهن البان و�أنه ال ميكن �صنع‬
‫والو�صاف‬ ‫الغالية دون توفر هذه املكونات الثالث أال�سا�سية ‪ .‬وتدل ال�رشوح أ‬
‫وامل�صطلحات املتوفرة يف �أبواب �صناعة الغوايل على متر�س الكندي يف �صناعة‬
‫العطور وا�شتغاله بتجارتها ‪ .‬كما تدل �أي�ضا على تطور علم الكيمياء عند العرب‬
‫امل�سلمني يف القرن الثالث الهجري‪ /‬التا�سع امليالدي ‪.‬‬
‫ويورد الكندي يف الباب التايل والذي �سماه باب �آخر و�صف ًا دقيق ًا لعملية‬
‫تركيب ومزج وا�ستخال�ص نوع خا�ص من البخور تتكون عنا�رصه من العنرب‬
‫والعود والع�سل وماء الورد ‪ .‬وي�شري �إىل �أن هذا النوع ميكن تركيبه على �شكل‬
‫�أقرا�ص بخور وي�ستخدم بوا�سطة املجمرة ويتميز برائحة ذكية عجيبة تدوم يف‬
‫الثياب مدة طويلة ‪ .‬ويالحظ �أن الكندي يف و�صفه لهذا النوع من العطور ال يذكر‬
‫القطران وال ي�ستخدم �آالت تذويب و�سبك مما ي�ساعد على �سهولة تركيبها ومزجها‬
‫وجتربتها يف كل أالماكن أ‬
‫والوقات ‪.‬‬
‫ويف �أبواب �صناعة أالدهان تناول الكندي و�صف العديد من �أنواع العطور بلغ‬
‫عددها نحو ‪ 21‬نوعا من الطيب ‪ .‬ولقد �رشح طرق مزجها وتركيبها �رشحا مب�سطا‬
‫ووا�ضحا ‪ .‬فتحدث عن كيفية عمل طبيخ البان با�ستخدام دهن حب القطن و�أكد‬
‫طيب رائحته وبني خوا�صه الطبية والتجميلية ‪ .‬ومن �أ�شهر العطور التي تطرق‬
‫�إليها غالية �أحمد بن علي التي �أخذها الكندي منه‪ .‬وهذه الغالية عملها يف أال�صل‬
‫رجل من احلكماء خلالد بن يزيد عندما كان واليا على ارمينية فق�سمها خالد‬
‫على وزرائه وقواد جي�شه واجلند والتجار ‪ ،‬وجلودتها وطيب ريحها ذاع �صيتها‬
‫وا�شتهرت بني النا�س ‪ .‬كما تطرق الكندي كذلك �إىل �صناعة �أدهان �أخرى منها‬
‫على �سبيل املثال‪ :‬دهن نوى امل�شم�ش ‪ ،‬ودهن زنبق ‪ ،‬ودهن ورد غـالية ‪ ،‬ودهن‬
‫خريي ‪ ،‬ودهن بر�شنان(‪ )40‬طيب ‪ ،‬ودهن �أحمـر ي�شبه دهن الكادي ‪ ،‬ودهن عنرب‬
‫وغريها من أالدهان املتداولة يف تلك الفرتة ‪ .‬والالفت للنظر يف �أبواب �صناعة‬

‫‪ - 40‬مل نقف على معنى و�صفة هذه الكلمة يف املعاجم العربية والفار�سية اللغوية والنباتية املتوفرة بني �أيدينا ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫أالدهان �أن الكندي ي�رشح فيها طريقة تدلي�س جمربة لرتكيب دهن خردل ميكن‬
‫�أن يغ�ش به ويباع على �أنه دهن البنف�سج ‪.‬‬
‫وحتتوي �أبواب عمل الكافور على طرق مزج وا�ستخال�ص ‪� 9‬أنواع من عطر‬
‫الكافور ‪ .‬ون�ستنتج من درا�سة �أبواب عمل الكافور عدة �أمور منها ‪:‬‬
‫‪� -1‬أن مادة الرخام مادة �أ�سا�سية يف �صناعة الكافور وت�ستخدم ل�سحق الكافور‬
‫وخلطه مع أالجزاء واملواد أالخرى امل�ستعملة يف الرتكيب واملزج ‪.‬‬
‫‪ -2‬وعلى الرغم من �أن مادة الرخام مادة �أ�سا�سية يف هذه ال�صناعة �إال �أنه يف‬
‫حالة عدم توفرها ميكن اال�ستغناء عنها وا�ستخدام بدائل �أخرى ‪ ،‬فالكندي‬
‫يذكر هنا �أنه متكن من عمل تركيبات من عطر الكافور با�ستخدام قطع �شبيهة‬
‫بالرخام ‪.‬‬
‫‪� -3‬أو�ضح الكندي �أنه ميكن عمل طيب الكافور يف كل مرة مبزيج خمتلف ورائحة‬
‫خمتلفة ‪ .‬فيمكن عمل الكافور مبزجه مع ال�صمغ أالبي�ض ‪� ،‬أو مبزجه مع‬
‫خ�شب اخلروع العتيق �أو مع أالرز أالبي�ض �أو نوى البلح �أو اللبان أالبي�ض �أو‬
‫التنكار �أو الطبا�شري �أو خ�شب ال�صنوبر ويف كل مرة يخرج برائحة خمتلفة‬
‫وذكية ‪.‬‬
‫‪ -4‬يظهر من قراءة وتفح�ص ما ورد يف هذا الباب وما �سبقه من أالبواب �أن‬
‫التدلي�س يف �صناعة العطور يف القرن الثالث الهجري‪ /‬التا�سع امليالدي‬
‫كان �شائعا والدليل على ذلك ما ذكره الكندي يف « �صنعة ماء الكافور الذي‬
‫ال ينكر « من �أنه ميكن يف املخترب وبوا�سطة الت�صعيد با�ستخدام القرعة‬
‫والنبيق(‪ )41‬حت�ضري ماء الكافور اجليد املجرب الذي ال ميكن التفريق بينه‬ ‫أ‬
‫وبني غريه من �أنواع الكافور أالخرى دون احلاجة �إىل ا�ستخدام مادة خام‬
‫الكافور‪.‬‬
‫ويف �أبواب �صنعة ال�سكّ والرامك يتحدث الكندي عن تركيب وحت�ضري وت�صعيد‬

‫والنبيق ‪ :‬هما �آلتا �صناع ماء الورد وال�سفلى هي القرع والعليا على هيئة املحجمة هي أالنبيق ‪ .‬اخلوارزمي ‪،‬‬
‫‪ - 41‬القرع أ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مفاتيح العلوم‪� ،‬ص ‪ 225‬؛ و�نظر �ي�ضا الر�سوم املرفقة مع ( ‪� -83‬صنعة القرعة والنبيق ) ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪� 8‬رضوب من العطور ت�شكل مادة خام ال�سك والرامك املكون أال�سا�سي يف عملها‬
‫وا�ستخال�صها ‪ .‬ومن �أهم أالنواع التي تناولها الكندي ‪ :‬مزيج امل�سك والرامك ‪،‬‬
‫ومزيج ال�سك والعود وماء الورد ‪ ،‬ومزيج امل�سك والعنرب وال�سك ‪ ،‬ومزيج امل�سك‬
‫والرامك وال�سندرو�س ‪ .‬كما تناول �أي�ض ًا ت�صعيد ماء أالترج ‪ ،‬وت�صعيد ماء التفاح‪،‬‬
‫ال�س ‪ ،‬وت�صعيد الكافور ‪ .‬وعالوة على ما تقدم ف أ�نه قدم �رشحا‬ ‫وت�صعيد ماء آ‬
‫وافيا عن �صنعة الت�صعيد يف الرطوبة ‪ ،‬وتناول بالتف�صيل طرق ا�ستخدام القرعة‬
‫والحليل ( أالنبوب ) أ‬
‫والتون وامل�ستوقد (‪ )43‬و�أحلقها بر�سوم‬ ‫والنبيق والقابلة(‪ )42‬أ‬
‫أ‬
‫تو�ضيحية ‪ ،‬فجاء و�صفه وا�ضحا ودقيقا ومرجعا يف ا�ستخدام وتدبري الكيمياء‬
‫ومعاجلة �آالت �صناعتها ‪.‬‬
‫ثم يختم الكندي املخطوط با�ستعرا�ض عمل الت�صعيدات من �أنواع الطيب‬
‫بو�سائل وطرق وتركيبات متعددة وخمتلفة ‪ .‬فيتحدث مثـ ًال عن كيفية ت�صعيد �أ ٍ‬
‫نواع‬
‫نواع من ماء امل�سك والكافور مع الزعفران ‪ ،‬وت�صعيد‬‫من ماء الزعفران ‪ ،‬وت�صعيد �أ ٍ‬
‫ماء الكافور ‪ ،‬وماء امل�سك ‪ ،‬وماء القرنفل وماء القرفة وماء ال�سنبل ‪ ،‬وماء العود ‪،‬‬
‫وماء الورد ‪ ،‬وماء اليا�سمني ‪ .‬وينتهي الكتـاب بو�صف وا�ضح لطريقة ت�صعيد دهن‬
‫من مزيج دهن احلل (‪ )44‬واملحلب والقرنفـل والزعفران والور�س والزنبق ويقول‬
‫عنـه الكنـدي �أنه ‪ :‬عجيب جداً ‪.‬‬

‫ن َُ�سخ املخطوط ‪:‬‬


‫�أ�ستندنا يف حتقيق هذا الن�ص على �أربعة ن�سخ ‪ :‬ثالث ن�سخ خمطوطة ون�سخة‬
‫واحدة مطبوعة‪ .‬الن�سخ املخطوطة ‪:‬‬

‫‪ -‬القابلة ‪� :‬شيء يحمل رطال �أو نحوه يجعل فيه ميزاب أالنبيق ‪ .‬اخلوارزمي ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪ 225‬؛ وانظر �أي�ضا‬ ‫‪ 42‬‬
‫أ‬
‫الر�سوم املرفقة مع ( ‪� -83‬صنعة القرعة والنبيق ) ‪.‬‬
‫‪ - 43‬امل�ستوقد �أو املوقد ‪ :‬هو التنور ‪ .‬ويف ل�سان العرب ‪ ،‬امل َْوقِ ُد ‪ :‬مو�ضع النار ‪ ،‬وهو امل ُْ�س َتو َق ُد ‪ .‬للمزيد �أنظر �أبن منظور ‪،‬‬
‫مادة ( وقد ) ؛ و�أنظر �أي�ضا الر�سوم املرفقة مع ( ‪� -83‬صنعة القرعة أ‬
‫والنبيق ) ‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ - 44‬دهن احل ّل ‪ :‬باحلاء املهملة ‪ .‬هو ال�سم�سم ‪ .‬وهو ال�سليط املعروف ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية املفردة ‪� ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -1‬ن�سخة م�صورة عن الن�سخة املخطوطة املحفوظة يف دار الكتب القومية‬
‫يف م�رص حتت رقم ل ‪ ، 5760‬وعنوان املخطوط كما جاء على غالف هذه‬
‫الن�سخة باخلط العري�ض « كتاب يعقوب بن ا�سحاق الكندي يف كيفيات العطر‬
‫والت�صعيدات» ‪ .‬وورد حتت كلمة كتاب عنوان �آخر �صغري هو « كتاب الرتفق‬
‫يف العطر املعروف بعطر نامة من قِ بل الطب « وهي ن�سخة جيدة وكاملة‬
‫اعتمدناها �أ�سا�س ًا و�أ�ص ًال يف التحقيق ‪ .‬ويبلغ عدد �أوراقها ‪ 143‬ورقة من‬
‫القطع املتو�سـط كل ورقة حتتوي على ‪� 7‬أ�سطر ومكتوبة بخط الن�سخ‪ .‬وهذه‬
‫الن�سخة قليلة ال�ضبط ‪ ،‬وال يظهر فيها �أ�سم النا�سخ وال تاريخ الن�سخ ‪ .‬وقد‬
‫رمزنا لها بحرف أاللف ( �أ ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬ن�سخة م�صورة عن ن�سـخة حمفوظة يف املكتبة الربيطانية ‪British Library‬‬
‫يف لندن حتت رقم ‪ or 9678‬وعنوان املخطوط «كتاب الرتفق يف العطر»‬
‫ت أ�ليف يعقوب بن ا�سحاق الكندي يف كيمياء العطر والت�صعيدات ‪ .‬وهذا‬
‫العنوان ح�سب اعتقادنا �أدق و�أ�ضبط من العناوين التي وردت يف الن�سخ‬
‫أالخرى من املخطوطات التي ا�ستخدمناها يف التحقيق واملقابلة وعليه فقد‬
‫اعتمدناه عنوانا لهذه الدرا�سة ‪ .‬ولقد كتبت ن�سخة هذا املخطوط بخط جامع‬
‫بني الن�سخ والفار�سي والرقعة ‪ ،‬وفرغ النا�سخ من معار�ضتها يوم أالحد ‪9‬‬
‫جمادى أالوىل من �سنة ‪ 1300‬من الهجرة ‪ ،‬وت�شتمل على ‪ 66‬ورقة ‪ .‬وعدد‬
‫�سطور كل ورقة ‪� 19‬سطر ‪ ،‬وحتتوي على عناوين يف و�سط وعلى جانبي‬
‫املخطوط لكل �صنعة من �صنعات العطور التي ذكرها امل ؤ�لف وقد كتبت‬
‫هذه العناوين باللون أالحمر ‪ .‬وهذه الن�سـخة نـاق�صة �سـقط منها نحو ‪17‬‬
‫نوعا من العطور التي وردت يف الن�سخ آ‬
‫الخرى ‪ .‬وقد رمزنا لها بحرف الباء‬
‫( ب )‪.‬‬
‫‪ -3‬ن�سخة �أخرى م�صورة عن الن�سخة املخطوطة املحفوظة بدار الكتب القومية‬
‫حتت رقم ‪ 747‬طب وحتمل عنوانني ‪ .‬عنوان باخلط ال�صغري يحمل �أ�سم‬

‫‪26‬‬
‫«الرتفق يف العطر املعروف بعطرنامة من قبل الطب» ‪ .‬وعنوان �آخر باخلط‬
‫الكبري يحمل �أ�سم « كتاب يعقوب بن ا�سحاق الكندي يف كيفيات العطر‬
‫والت�صعيدات» ‪ .‬ويظهر �أن هذا العنوان أالخري قد �أ�ضيف ‪ -‬وب�شكل غري من�سق‪،‬‬
‫وبحرب وخط خمتلفني ‪ -‬على الن�سخة فيما بعد ‪ .‬حتى �أن �آثار احلرب أال�سود‬
‫ظهرت على الن�ص يف ال�صفحتني أالوىل والثانية من املخطوط وطم�ست‬
‫�أجزاء منه‪ .‬وهذه الن�سخة مكتوبة باخلط الفار�سي وحتتوي على �أرقام يف‬
‫�أعلى ال�صفحة ويبلغ عدد �أوراقها ‪ 161‬ورقة من القطع املتو�سط وكل ورقة‬
‫حتتوي على ‪� 9‬أ�سطر‪ ،‬وال يظهر فيها �أ�سم النا�سخ وال تاريخ الن�سخ ‪ .‬وقد‬
‫رمزنا لهذه الن�سخة بحرف اجليم (ج)‪ .‬وهذه الن�سخة بها عيوب كثرية منها‬
‫عدم و�ضوح بع�ض ال�صفحات و�صعوبة قراءتها‪ .‬كما يوجد بها الكثري من‬
‫الت�صحيفات وتخلو كذلك من ال�ضبط ‪.‬‬
‫�أما الن�سخة املطبوعة التي اعتمدنا عليها فهي الن�سخة التي ن�رشها أالملاين‬
‫‪� Karl Garbers‬سنة ‪ 1948‬يف ليبزج حتت عنوان « كتاب كيمياء العطر‬
‫والت�صعيدات « ‪. » Kitab Kimiya al-Itr Wat-Tasi’dat‬‬
‫وقد ا�ستند يف ن�رشها على خمطوطة �أيا �صوفيا رقم ‪ , 3594‬وهي خمطوطة‬
‫مكتوبة باخلط الكويف وتتكون من ‪� 90‬صفحة ‪ ،‬وتاريخ ن�سخها يوم الثالثاء‬
‫الرابع ع�رش من جمادى أالوىل �سنة ‪ 405‬هجري ‪ .‬وقد رمزنا لهذه الن�سخة بحرف‬
‫الدال ( د )‬

‫منهج تخريج املخطوط ‪:‬‬


‫لقد �أثرنا �أن يهدف العمل هذا من حتقيق الكتاب �إخراج الن�ص �سليما من‬
‫اخلط أ� وال�سقط والت�صحيفات وتزويده بال�رشوح والتعليقات الوافية ب أ�كرب قدر‬
‫من املعلومات مع احتفاظ الكتاب ب�سمته أال�صلية ‪ .‬لذلك �سلكنا املنهج التايل يف‬
‫حتقيق الكتاب ‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -1‬اعتمدنا يف التحقيق ب�صورة �أ�سا�سية على الن�سخة أالكرث دقة وهي الن�سخة‬
‫املحفوظة بدار الكتب القومية يف م�رص حتت رقم ل ‪ 5760‬واملكتوبة بخط‬
‫الن�سخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬رتبنا الكتاب على �شكل فقرات م�ستقلة وو�ضعنا لكل فقرة عنوانا وا�ضحا‬
‫و�أظهرنا الفوا�صل‪.‬‬
‫‪ -3‬عمدنا �إىل �إ�صالح بع�ض ما كان من أاللفاظ والكلمات وامل�صطلحات غري‬
‫الوا�ضحة يف الكتاب وف�رسناها و�ضبطنا باحلركات ما كان �رضوري ًا منها‪،‬‬
‫وو�ضعنا الكلمات التي ع�رست علينا قراءتها بني قو�سني معقوفتني [ ]‬
‫و�أ�رشنا �إليها يف الهوام�ش ‪.‬‬
‫‪ -4‬قمنا ب�رشح وتعريف ما ورد يف الكتاب من مواد عطرية ونباتات ومعادن‬
‫و�أدوات و�آالت وتوثيقها ومقارنتها مبا ورد يف امل ؤ�لفات العربية الطبية‬
‫والدبية واللغوية‪.‬‬‫أ‬
‫للعالم الواردة يف الن�ص و�أ�شـرنا �إىل م�صادرها حتى يرجع �إليها‬ ‫‪ -5‬ترجمنا أ‬
‫من �شاء التو�سع ‪.‬‬
‫‪ -6‬زودنا الكتاب بفهار�س تف�صيلية عديدة ت�سهل على الباحث الو�صول �إىل ما‬
‫يبتغي ب�سهولة وي�رس‪ .‬وهذه الفهار�س هي كالتايل‪ :‬فهر�س للمو�ضوعات‪،‬‬
‫للوزان‬ ‫للعالم ‪ ،‬وفهر�س أ‬ ‫وفهر�س للعطور والنباتات العطرية ‪ ،‬وفهر�س أ‬
‫والالت امل�ستخدمة يف �صناعة العطر ‪ ،‬وفهر�س‬‫للدوات آ‬ ‫واملكاييل ‪ ،‬وفهر�س أ‬
‫للم�صطلحات العلمية والفنية‪ .‬وفهر�س للبلدان ‪ ،‬وفهر�س للحيوانات‪.‬‬
‫‪ -7‬وزيادة يف التوثيق �أحلقنا بن�سخة كتابنا هذا ‪� ،‬صورة الغالف والورقة أالوىل‬
‫والخرية من املخطوطات والن�سخ التي اعتمدنا عليها يف الدرا�سة والتحقيق‪.‬‬ ‫أ‬
‫وبعد ف أ�ننا ن�سال اهلل العلي القدير التوفيق يف حتقيق ما ن�صبو �إليه ‪ ،‬و�أن‬
‫ينتفع النا�س بهذا اجلهد و�أن ي�سد فراغا يف املكتبة العربية ‪� .‬أللهم �أجعل خري‬
‫زماننا �آخره وخري �أعمالنا خوامتها وخري �أيامنا يوم لقائك ‪� .‬أللهم �أمني‬

‫‪28‬‬
‫مخطوط‬
‫« كتاب الترفق في العطر»‬
‫تأليف يعقوب بن إسحاق الكندي‬
‫في كيمياء العطر والتصعيدات‬

‫‪29‬‬
‫مقدمة املخطوط ‪:‬‬
‫احلمد هلل كثريا كما هو �أهله وم�ستحقه ‪ ،‬و�صلى اهلل على حممد عبـده‬
‫ور�سوله و�آله و�سلم‪ .‬هذا كتاب الرتفق يف العطر ‪.‬‬

‫‪� -1‬أبواب �صنعة ا ِ‬


‫مل ْ�سك(‪)45‬من ذلك‬

‫ت أ�خـذ َز َ‬
‫راو ْنــد(‪)46‬خم�سـة مثاقيــل(‪ )47‬ورامِ ـك ّجيـد طيــب وهــو الــذي يقــال‬

‫‪ - 45‬امل�سك ‪ :‬مادة عطرية دهنية �سمراء �إىل �سواد يفرزها « �أيل امل�سك « ‪ ،‬وهو حيوان بري لبون جمرت من امل�سكيات‬
‫وف�صيلة أاليليات ‪ ،‬ي�شبه الظبي �إال �أنه ربع اجلثة ‪ ،‬يبلغ علوه نحو ‪� 50‬سم ‪ ،‬وكفله يعلو غاربه بنحو ‪�5‬سم ‪ ،‬وهو �أجم‬
‫الر�أ�س كبري أالذن ‪ ،‬ق�صري ال�صوف والذيل ‪ ،‬للذكر منه جراب بقدر احلفنة ال�صغرية يقع يف �أ�سفل بطنه بالقرب من دبره‬
‫ميتلئ م�سك ًا وله نيبان ظاهران ‪ ،‬موطنه �شا�سع ميتد من الهند �إىل �سيربية ومن أالفغان �إىل ال�صني ‪ .‬ويكرث يف التبت‪.‬‬
‫وامل�سك التبتي �أرفع �أنواع امل�سك و�أف�ضلها‪ ،‬وقيل �أجوده ال�صفدي ثم الهندي ثم ال�صيني ثم القنباري ثم الظفرغزي‬
‫ثم الق�صاري ‪ .‬وامل�سك اجلرجريي ي�شاكل التبتي وي�شبهه وبعده امل�سك العِ�صماري ‪ ،‬وهو �أ�ضعف �أنواع امل�سك و�أدناها‬
‫قيمة ‪ .‬للمزيد �أنظر تعليقات �سليمى حمجوب ودرية اخلطيب على كتاب الو�صلة �إىل احلبيب البن الندمي �ص ‪. 882‬‬
‫‪ - 46‬الزراوند‪ :‬نبت م�شهور ي�سمى باليونانية ار�سطولوخيا ‪ ،‬معناه دواء ‪ ،‬يربئ املفا�صل والنقر�س ‪ ،‬واالندل�س مهمقون ‪ ،‬وهو‬
‫كثري الوجود بال�شام كلها ‪ ،‬ويطول فوق ذراع مر الطعم ‪ ،‬وينق�سم �إىل مدحرج رديء ي�سمى أالنثى عري�ض أالوراق له‬
‫زهر �أبي�ض يحيط ب�شيء �أحمر قليل الرائحة‪ ،‬والطويل دقيق الورق حاد عطري له زهر فرفريي و�أ�صله غليظ ال�ساعد �إىل‬
‫أال�صبع بح�سب أالرا�ضي و�أما املدحرج فلي�س له �إال غ�صون دقـاق و�أما �أ�صله فكال�سلجمة و�أ�صغره ك�صفـار البي�ضة‬
‫ا�ستدارة ولونـ ًا ‪ .‬للمزيد �أنظر أالنطاكي‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 251‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪-199‬‬
‫‪201‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪175‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ - 47‬املثقال العربي ي�ساوي ‪ 4,72‬جرامات ‪ .‬للمزيد �أنظر علي با�شا مبارك ‪ ،‬امليزان يف أالقي�سة والوزان ‪� ،‬ص ‪. 77‬‬
‫أ‬

‫‪31‬‬
‫(‪)49‬‬
‫لـه رامــك امل ِْ�ســك م ْثقـالني و[ ُبرايــة](‪ )48‬عــود ّجيــد مثقـالني ودم أالخـوين‬
‫مِ ْثقـال ي�سحق هـذه ِنعِمـّا‪ .‬ثـم ُتقَطِ ـّر(‪ )50‬عليه قِ طْ َرة ُد ْهن َز ْن َبق(‪)51‬خال�ص ر�صا�صي‬
‫وي�سحق به ن ِّعمِ ا ّثم ُت ّ�صريه يف خِ ر َقة ك ْتان �صفيقة(‪ )52‬جديدة ويدلك ( ِنع ِّما)(‪، )53‬‬
‫طيب ًا حتمل منه اثنني ومن امل ِْ�سك واحِ د‬ ‫ح ّتى يخرج د�سم الدهن يف اخلرقة يخرج ّ‬
‫جيد بالغ �إن �شاء اهلل‪.‬‬
‫ُيخلَط به ِنع ِّما ويباع بح�ساب واحد ّ‬

‫‪� -2‬صنعة م�سك �آخر‬


‫ت أ�خذ َز َ‬
‫راو ْند �صيني ما �شئت وا ْن َقعه يف ماء َع ْذ ٍب يف الظ ّل خم�سة �أ ّيام يف‬
‫َق َدح زجاج جت ّدد له املاء كّ ل يوم ّمرة‪ .‬ثم �أخِ رجه بعد ذلك وج ّففه يف الظّ ل‪ .‬ثم‬
‫انقعه بعد ذلك يف لنب حليب َ�ض أ� ٍن ما يغمره خم�سة �أ ّيام �أي�ضا تجُ ّد ِد له اللنب‬
‫يف كّ ل يوم ّمرة‪ .‬ثم �أخ ِرجه بعد ذلك وج ّففه ِنع ِّما‪ّ .‬ثم ا�سحقه على َّ�صالية(‪ )54‬ح ّتى‬
‫اء‪ .‬ثم قطّ ر عليه زنبق خال�ص قليال قدر ما ُيك�سرَّ ُغ َباره ّثم احمل على‬ ‫ي�صري َه َب ً‬
‫كل ع�رشة مثاقيل مثقال م�سك و�أنعم �سحقها جميع ًا واجعله يف قارورة‪ .‬يجئ‬
‫غاية‪ .‬جمرب‪.‬‬

‫‪ - 48‬يف ( �أ ) ( بروانة ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬


‫واليدع ‪ ،‬وهو �صمغ �أحمر ي�ؤتى به من جزيرة ُ�سقُطْ َرى جزيرة‬ ‫‪ - 49‬دم أالخوين ‪ :‬وي�سمى دم التي�س ‪ ،‬ودم الثعبان ‪ ،‬وال�شيان ‪ ،‬أ‬
‫ال�صرب‪ .‬ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 159-158‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 194‬‬
‫‪ - 50‬التقطري ‪ :‬يعد من �أهم التقنيات امل�ستخدمة يف تركيب العطور ومزجها ‪ ،‬وهو عبارة عن تبخري �سائل بوا�سطة الغلي‬
‫و�إعادة تكثيفه‪ .‬ولقد عرفته م�صادر الع�صور الو�سطى ب أ�ن يو�ضع ال�شيء يف القرع ويوقد حتته في�صعد ما�ؤه �إىل‬
‫أالنبيق وينـزل �إىل القابلة ويجتمع فيه ويعد التقطري من �أهم الطرق امل�ستخدمة يف تنقية العطور والتخل�ص من‬
‫ال�شوائب العالقة فيها ‪ .‬وتتميز هذه العملية ب�سهولتها وقلة تكاليفها وت�ستغرق ما بني ‪� 8‬ساعات « ليلة كاملة « �إىل‬
‫والنبيق والقابلة واملوقد والنافخ ‪.‬للمزيد �أنظر اخلوارزمي‪،‬‬ ‫ثالثة �أيام ‪ ،‬وت�ستخدم يف عملية التقطري �آالت مثل القرع أ‬
‫مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪ ، 229-228‬حممد كامل ح�سني ‪ ،‬املوجز يف تاريخ الطب وال�صيدلة عند العرب ‪� ،‬ص ‪- 354‬‬
‫‪ 358‬؛ ‪Al-Hassan , Islamic Technology, p137‬‬
‫ربى ال�سم�سم ب ُنوار اليا�سمني أالبي�ض ‪ ،‬ثم يعت�رص منه دهن يقال له دهن الزنبق‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد‬ ‫‪ - 51‬دهن الزنبق ‪ُ :‬ي َّ‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 167‬؛ و�نظر اي�ضا النطاكي ‪ ،‬تذكرة �ويل اللباب ‪� ،‬ص ‪. 224‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ال�صفاقة ‪ ،‬وقد �صفق الثوب َ�صفًقَ َ�صفاق ًة ‪ :‬كثُف ن�سجه ‪ ،‬وا�صفقه‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 52‬جاء يف ل�سان العرب ‪ :‬ثوب �صفيق ‪ :‬متني بينّ‬
‫و�سفِيق ‪ :‬جي ُد الن�سج ‪ .‬مادة ( �صفق ) ‪.‬‬ ‫احلائك‪ .‬وثوب �صفيق َ‬
‫وال�ضافة من ( ب ) و ( ج ) ‪.‬‬ ‫‪ - 53‬يف ( �أ ) بيا�ض إ‬
‫أ‬
‫ي�ض ُي َدقُّ عليه عطْ ُر �و َهبِي ُد ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب‪،‬‬
‫ال�صالية كلُّ َح َج ٍر َع ِر ٍ‬ ‫أ‬
‫يب ‪� . ......‬بو عمرو ‪َّ :‬‬
‫ال�صالية ‪ُ :‬م ُدقُّ الطَّ ِ‬
‫‪َّ - 54‬‬
‫وال�صالَية ‪� ،‬أنظر ابن �سيده ‪ ،‬ال�سفر احلادي ع�رش‬
‫َّ‬ ‫الءة‬ ‫ال�ص‬
‫ُ َّ‬ ‫يب‬ ‫الطِ‬ ‫عليه‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫�س‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ي‬ ‫ملا‬ ‫يقال‬ ‫‪:‬‬ ‫املخ�ص�ص‬ ‫ويف‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫�صال‬ ‫(‬ ‫مادة‬
‫‪ ،‬ج‪� ،3‬ص ‪. 202‬‬
‫‪32‬‬
‫‪� -3‬صنعة م�سك �آخر‬
‫اجليد �أوقية(‪ ،)55‬ومن ال�سادوران(‪ )56‬املغ�سول‬ ‫راو ْند ال�صيني ّ‬ ‫ت أ�ْخذ من ال َز َ‬
‫ُ�ض�ض‪� 57‬أوقيـة‪ ،‬ومن دم أالخوين‬ ‫باملاء احلار املج ّفـف ِنع ِّما �أوقيـة‪ ،‬ومن احل َ‬
‫واحد من هذه ِنع ِّما وحده‪ ،‬وينخل‬ ‫مثقالني ومن ال َع ْن َز ُروت(‪ )58‬دانق (‪َ ،)59‬ي ُدق كُ ّل ِ‬
‫بحريرة‪ّ .‬ثم ت ؤ�خذ �أَكرا�ش امل�سك فتغ�سل باملاء بعد �أ ْن تنقع فيه يوم ًا وليلة‪ .‬ثم‬
‫ُي�صفى هذا املاء ويعجن به أالدوية وجتعل فيه خمري م�سك و ُيعجن جميعا به‬
‫ِنع ِّما‪ ،‬ح ّتى ي�صري يف قوام ال�سم�سم(‪ )60‬املطحون‪ّ .‬ثم ُيجعل يف خرقة حرير َخل َقة‬
‫ويع�رص‪ .‬ف أ�نه يخرج من خاللها مثل َح ّب ال�سم�سم‪ّ .‬ثم اخلط مع كُ ّل مثقالني من‬
‫هذا مثقال م�سك‪ّ .‬ثم اح�ش به النافجة (‪ّ ،)61‬ثم ُ�ش ّد َخ ْرق النافجة مباء ال�صمغ‬
‫املحلول الثخني‪ ،‬ثم اجعل النافجة على ر�أ�س َت ُنور‪ ،‬فانزله ف إ�ذا �أ�صبحت فخذ‬
‫ثم �أخرجه وبِعه كيف‬ ‫هذه النافجة وارفعها يف َ�س َفط طيب واتركها فيه �شهرا‪ّ ،‬‬
‫(‪)62‬‬

‫�شئت‪.‬‬

‫ال�سالمية ‪� ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫‪ - 55‬أالوقية البغدادية ت�ساوي ‪ 33,85‬غم ‪ .‬هنت�س ‪ ،‬املكاييل أ‬


‫والوزان إ‬
‫‪ - 56‬عند ابن ر�سول �ساذ َْرون ‪� :‬صمغ �أجوده ال�ضارب �إىل احلمرة ‪ .‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 217‬؛ وعند أالنطاكي �ساذروان‪:‬‬
‫معرب من الفار�سية و�أ�صله �سياه ذروان ‪ ،‬وحكم هذا مع �أ�شجار الهند كحكم ال�شيبة مع �أ�شجار ال�شام ‪ ،‬ك أ�نه عفونة‬
‫يف �أ�صل أال�شجار العظيمة ‪ ،‬و�أجوده ما كان ب أ��صل النارجيل �ضارب ُا �إىل ال�سواد �صافي ُا براق ُا ‪ ،‬و�إن نقع ظهرت فيه‬
‫�صفرة ‪ .‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 263‬؛ للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪283‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 84‬‬
‫ُ�ض�ض ‪ :‬هو �شجرة م�شوكة لها �أغ�صان ‪ ،‬طولها ثالثة �أذرع و�أكرث ‪ ،‬وعليها الورق ‪ ،‬وهي �شبيهة بورق �شجر ال َب ْق�س‬ ‫‪ 57‬احل َ‬
‫مر �أمل�س ‪ ،‬ومن هذه ال�شجرة يتخذ احل�ض�ض‪ ،‬وهو نوعان مكي وهندي ‪ .‬ابن ر�سول ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ملزز‬ ‫‪،‬‬ ‫كالفلفل‬ ‫ثمر‬ ‫ولها‬ ‫‪.‬‬ ‫مل َّزز‬
‫أ‬
‫املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 98-79‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪.14-13‬‬ ‫أ‬
‫‪ 58‬العنزروت ‪ :‬هو �صمغ �شجرة تنبت يف بالد الفر�س ‪� ،‬شبيهة بالكندر ‪� ،‬صغار احل�صى يف طعمه مرارة ‪ ،‬له قوة ملزقة‬
‫للجراحات ‪ ،‬يقطع الرطوبات ال�سائلة �إىل العني ‪ ،‬ويقع يف �أخالط املراهم ‪ . ...‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد يف‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ،1‬ص ‪.63‬‬ ‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 10‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 345‬؛ إ‬
‫‪ 59‬الدانق ‪ ( :‬بالفار�سية دانغ ) وحدة وزن ونقد ت�ساوي �سد�س الدرهم �أو يف كثري من أالحيان �سد�س الدينار واملثقال ‪.‬‬
‫والوزان ‪� ،‬ص ‪. 29‬‬‫للمزيد �أنظر هنت�س ‪ ،‬املكاييل أ‬
‫‪ 60‬ال�سم�سم ‪ :‬فيه من اجلوهر اللزج الدهني مقدار لي�س بالي�سري ‪ ،‬وهو ي�سخن �إ�سخان ًا معتد ًال ‪ ،‬وهذه القوة فيه ويف دهنه‬
‫ال�شريج وهو �أكرث البزور دهنا ‪ ،‬ولذلك يزنخ �رسيعا ويتغري ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪. 241-239 ،‬‬ ‫وهو َّ‬
‫‪ 61‬النافجة ‪ :‬وعاء امل�سك ‪.‬‬ ‫ ‬
‫دوات الن�ساء ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( �سفط ) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الطيب وما ��شبهه من � ِ‬
‫ُ‬ ‫ال�سفَطُ ‪ :‬الذي ُي َع َّبى فيه‬
‫َّ‬ ‫‪ 62‬‬
‫‪33‬‬
‫‪� -4‬صنعة م�سك �آخر‬

‫اجليد جزءا ومن ال َع َد�س(‪ )63‬املق�شرَّ مثله‪ُ ،‬ي�سحق‬ ‫ت أ�خذ من ال َز َ‬


‫راو ْند ال�صيني ّ‬
‫كُ ّل واحد وحدة وي ُنخل بحريرة‪ّ ،‬ثم ُيجمع ُوي�سحق �أي�ضاً‪ّ .‬ثم ُتل َُّت ب�شئ من ُدهن‬
‫كاذي خال�ص‪ّ ،‬ثم ُيوخذ [�سادوران] ُجزء �أي�ض ًا وي�سحق ِنع ِّما ٌ‬
‫وينخل بحريرة‪،‬‬ ‫‪65‬‬ ‫(‪)64‬‬

‫وح ](‪ )66‬عتيق خال�ص‪ّ .‬ثم ْاع ُجن الك ّل بهذا [ الن�ضـوح ] ِنع ِّما‪ّ .‬ثم‬
‫ّثم يعجن [ ب َن ُ�ض ٍ‬
‫ت�صري ُق َر�ص ًا و َي�صري يف خرقة جديدة و ُي َ�ضع يف تنور [فائر](‪ )67‬على [ َقرميده](‪،)68‬‬
‫وتنظر �إليه كُ ّل �ساعة ح ّتى جتف ال ُقر�ص و َت ْن َ�ش ّق‪ .‬ف إ�ذا ا�شتوى �أ ُْخ ِرج وكُ �سرِ على‬
‫وحمل على كُ ّل ثالثة �أجزاء من هذه جزء م�سك‪ ،‬واخلطه ِنع ِّما‪.‬‬
‫حب املِ�سك ُ‬
‫َقدر ّ‬
‫وحمِ لنا على كُ ّل‬
‫ف إ�نه يخرج ُخ ُروج ًا عجيبا‪ .‬و ُي�سحق هو وامل�سك‪ .‬وقد عملناه َ‬
‫جز�أين من الدواء جزء م�سك‪ ،‬و�أُخرج منه ُجملة ثالثني مثقاال من العطارين فلم‬
‫ينكر‪.‬‬

‫العد�س ‪ :‬ح�شي�شة طويلة ‪ ،‬قليلة أالغ�صان ‪ ،‬مرتفعة الق�ضبان ‪� ،‬سفرجلية أاللوان ‪� ،‬أطول و�أ�ضيق ‪ .‬فيها خ�شونة ما ‪ ،‬وهي‬ ‫‪ 63‬‬
‫�إىل البيا�ض ‪ .‬وهو يزرع يف جبال طرب�ستان كثريا وي�سمونه با�سم العد�س وين�سبونه �إىل احلية ‪� .‬أجوده ما هو ن�ضج‬
‫وهو أالبي�ض والعري�ض ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪ 247‬؛ و�أنظر �أي�ضا الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 423-422‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬ ‫أالزهار‪� ،‬ص ‪ 207‬؛ و�أنظر �أي�ضا إ‬
‫‪319-317‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل اللباب ‪�،‬ص ‪337‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات الدوية ‪� ،‬ص ‪ 240‬؛ القزويني‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪ 327‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ودفع املر�ض ‪� ،‬ص ‪. 320‬‬
‫يف ( �أ ) ( كادرابي ) ويف ( ب ) ( كادين ) والغالب �أنهما ت�صحيف الكادي �أو الكاذي ‪ .‬و الكادي �أو الكاذِي ‪� :‬شجر ب أ�ر�ض‬ ‫‪ 64‬‬
‫العرب وبناحية ُعمان ُي�شبه النخل ‪ ،‬ف إ�ذا طلعت قُطع ذلك الطّ لْع قبل �أن ين�شقَّ و�ألقي يف الدهن ُيرتك فيه حتى ي أ�خذ‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 299‬؛ و�أنظر‬ ‫هن الكاذي ‪ .‬للمزيد �أنظر إ‬‫ال ُدهن قوته ورائحته فيقال لذلك الدهن ُد ُ‬
‫�أي�ضا ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 407‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أيل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 383‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 300‬؛ الدينوري ‪ ،‬كتاب النبات ‪� ،‬ص ‪. 216‬‬
‫يف ( �أ ) ( �ساه دوران ) وكلما وردت �سوف تعدل �إىل ( ال�سادوران ) وقد تقدم احلديث عن �صفة ( ال�سادوران ) ‪.‬‬ ‫‪65‬‬
‫ ‬
‫انت�ضح به ‪ .‬وال َّن ْ�ض ُح ‪ :‬منه ما كان‬
‫َ‬ ‫وح بالفتح ‪� :‬رضب من الطيب ؛ وقد‬ ‫يف ( �أ ) ( ن�ضوج ) والت�صويب من ( ب ) ‪ .‬وال َّن ُ�ض ُ‬ ‫‪66‬‬
‫ ‬
‫ن�ضحة ‪ ،‬وال َّن�ضخ ما كان منه غليظ ًا كاخللوق والغالية ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪،‬‬ ‫رقيق ًا كاملاء ‪ ،‬واجلمع ُن ُ�ضوح و�أ ِ‬
‫مادة ( ن�ضح) ؛ و�أنظر �أي�ضا ابن �سيده ‪ ،‬املخ�ص�ص ‪ ،‬ال�سفر احلادي ع�رش ‪ ،‬ج‪. 200 ، 3‬‬
‫يف ( �أ ) ( فاير ) وكذلك يف ( ب ) ‪.‬‬ ‫‪ 67‬‬
‫يف ( �أ ) ( قرم�سيده ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪ .‬والقرميد ‪� :‬أ آل ُج ُر واجلمع القراميد ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة‬ ‫‪ 68‬‬
‫(قرمد ) ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪� -5‬صنعة م�سك �آخر‬
‫ُت أ� ُخذ ع�رشة مثاقيل ُ�سن ُبل الطيب ومثله ُب َرا َية ُعودٍ (‪ )69‬ومثله قرفَة(‪ )70‬رقيقة‬
‫(‪)74‬‬
‫جيد ون�صف دِرهم َز َع ْف َران‬ ‫ّ‬
‫(‪)73‬‬
‫ون�صف دِرهم(‪ )71‬كافور(‪ )72‬ومثقال َق َر ْنفُل‬
‫ودرهم َو ْر�س ا�سود ومثل هذه أالخالط كُ لَها �سادوران‪ُ .‬ي َدق كُ ّل واحد من هذه‬
‫وري(‪ )75‬و ُيقر�ص اقرا�ص ًا رقاق ًا و ُي ؤ�خذ‬
‫ريرة و ُيعجن مباء َو ْرد ُج ّ‬‫بح َ‬‫وينخل َ‬
‫َوحد ُه ُ‬

‫العود ‪ :‬هو خ�شب ‪ ،‬و�أ�صول خ�شب ‪ ،‬يوتى به من بالد ال�صني ‪ ،‬ومن بالد الهند ‪ ،‬وبالد العرب ‪� ،‬شبيه ال�صالبة ب�صالبته‪.‬‬ ‫‪ 69‬‬
‫بع�ضه منقط ‪ ،‬مائل �إىل ال�سواد ‪ ،‬طيب الرائحة ‪ ،‬قاب�ض ‪ ،‬فيه مرارة ي�سرية ‪ ،‬وله ق�رش ك أ�نه جلد ‪� ،‬أجود �أ�صنافه املنديل‪،‬‬
‫ويجلب من و�سط بالد الهند ‪ .‬ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪ 309 ،‬؛ وانظر �أي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 277‬‬
‫القرفة ‪ :‬قرفة الطيب ‪ .‬وهي ق�شور �شجرة القرفة ‪ .‬والقرفة ‪ :‬ق�شور كل عود و�شجرة ‪ ،‬وقوته قريبة من القرنفل ‪ .‬وهي‬ ‫‪ 70‬‬
‫ق�شور غالظ يف لون القرفة ‪ ،‬ولها طعم القرنفل من غري حالوة ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 386‬‬
‫والوزان ‪� ،‬ص ‪.55‬‬‫‪ -71‬الدرهم ‪ :‬وحدة وزن ت�ساوي ‪ 2,861‬جراما ‪.‬علي با�شا مبارك ‪،‬امليزان يف أالقي�سة أ‬ ‫‪ 71‬‬
‫والزرق ‪ .‬وهو املختلط بخ�شبه ‪ ،‬واملت�صاعد‬ ‫وال�سفرل ‪ ،‬أ‬ ‫ياحي ‪ ،‬ثم أالزاد ‪ ،‬أ‬‫والر ّ‬‫كافور ‪ :‬هو �أ�صناف ‪ .‬منها ال َقي ُِ�صو ِري ‪َّ ،‬‬ ‫‪ 72‬‬
‫عن خ�شبه ‪ .‬وقال بع�ضهم ‪� :‬إن �شجرته تظلل خلق ًا كثريا ‪ ،‬وت أ�لفه النمور ‪ ،‬فال يو�صل �إليها �إال يف مدة معلومة من ال�سنة‪.‬‬
‫اله�ش جدا اخلفيف ‪ ،‬ويجلب من قي�صور ومن ال�صني ال�صغرى ‪ .‬وهو �صمغ �شجر هناك لونه �أحمر ‪،‬‬ ‫و�أح�سنه أالبي�ض ّ‬
‫رخو ‪ ،‬ي�رضب �إىل ال�سواد‪ ،‬و�إمنا يوجد يف �أجواف ال�شجر‪ ،‬يف خروق منها ممتدة يف طولها ‪ . ...‬للمزيد‬ ‫وخ�شبه �أبي�ض ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫�أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 404‬؛ و�نظر �ي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات الدوية ‪� ،‬ص ‪ 301‬؛‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 382‬؛ ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪ ،144‬الرفاء ‪ ،‬املحب واملحبوب ‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫�ص ‪. 143-142‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫القرنفل ‪ :‬نبات ي�شبه اليا�سمني لكنه ��سود ‪ ،‬وذكره كنوى الزيتون ‪ ،‬و�طول و��شد �سواداً وعلكه يف قوة علك البطم ‪،‬‬ ‫‪7 3‬‬
‫�أجوده ال�شبيه بالنوى ‪ ،‬اجلاف ‪ ،‬العذب ‪ ،‬الذكي الرائحة ‪ ،‬يطيب النكهة ‪ ،‬يحد الب�رص ‪ ،‬وينفع الغ�شاوة �أك ًال وكحالً‪ ،‬يقوي‬
‫املعدة وينفع يف القيء والغثيان ‪ .‬وهو حار ياب�س ‪ ،‬نافع جلميع أالع�ضاء الباطنة ‪ ،‬عاقل للطبيعة ‪ ،‬نافع من ا�سرتخاء‬
‫املثانة ‪ ،‬و�أف�ضله املَلقوط احلديث ال�سليم من �أعواده ‪ ،‬والذي ي�رضب �إلذي احلمرة ‪ ،‬الذكي الرائحة ‪ ،‬الذي مل يدخله‬
‫غ�ش وال ا�ستخرجت قوته ‪ ،‬وهو يدخل يف البان والبلخيات والذرائر واللخالخ ويف كثري من �أعمال الطيب ‪ ،‬وال يدخل‬ ‫ٌّ‬
‫يف �شيء من �أعمال النار ‪ ،‬للمزيد �أنظر الزهراوي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪� ،‬ص ‪ 276‬؛ و�أنظر اي�ضا الوزير‬
‫الغ�ساين‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 249‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 285‬؛ النويري ‪ ،‬نهاية أالرب‪ ،‬ج‪،12‬‬
‫�ص ‪ . 45‬ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪264‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ودفع املر�ض ‪،‬‬
‫�ص ‪. 418‬‬
‫ال�سعدي �إال �أنها �أرق‪،‬ويف ر�أ�س كل ورقة على طولها بيا�ض ‪ ،‬ويف‬ ‫ُّ‬ ‫كورق‬ ‫ورق‬ ‫وله‬ ‫‪،‬‬ ‫الب�صل‬ ‫نوع‬ ‫من‬ ‫نبات‬ ‫ال َز ْعفران ‪:‬‬ ‫‪7 4‬‬
‫و�سطها �ساق يف ر�أ�سها زهر ي�شبه زهر ال�سوجنان ‪ ،‬بنف�سجي اللون يف داخله ثالث �شعرات �صفر ومن بينها ثالث‬
‫�شعرات حمر طيبة الرائحة‪ ،‬وهو الزعفران‪ .‬للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 108‬؛و�أنظر �أي�ضا ابن‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص‪277-276‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل‬ ‫ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪ 203-202‬؛ إ‬
‫أاللباب ‪� ،‬ص ‪253‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪203-202‬؛ ابن القف الكركي‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ودفع‬
‫املر�ض‪� ،‬ص ‪.414‬‬
‫أ‬
‫الذكي الرائحة ‪ ،‬امل�ستخرج ب�نبيق وق َْرع فوق بخار املاء ‪ .‬ابن ر�سول‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الن�صيبيني العطِ ر ال َع ِرق‬
‫ّ‬ ‫ماء الورد ‪� :‬أجوده‬ ‫‪ 75‬‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ . 482‬وماء الورد اجلوري ‪ :‬ن�سبة �إىل مدينة جور بفار�س ‪ .‬للمزيد �أنظر ياقوت ‪ ،‬معجم‬
‫البلدان‪ ،‬ج ‪� ،2‬ص ‪.182-181‬‬
‫‪35‬‬
‫ب�سط فيه على خرقة مطَ يبة و ُين ْقي عليه الغبار ب أ� ْن ُيركَّ ب‬
‫جام قوارير ‪َ ،‬ف ُي َ‬
‫(‪)77‬‬ ‫(‪)76‬‬

‫على اجلَام جام اخر و ُيخ ّفف يف الظِ لّ‪ّ .‬ثم ُي�سحق ويحمل على الواحِ د واحِ د مِ �سك‪.‬‬
‫�شئت‪.‬‬
‫ممن َ‬‫وبِعه كيف �شئت َ‬

‫‪� -6‬صنعة م�سك �آخر‬

‫ُت أ� ُخذ من ال�سادوران ّ‬


‫اجليد ما �شئت‪ ،‬ا�سحقه ِنع َِما‪ّ ،‬ثم قطّ ر عليه ماء َ�ص ْمغ‬
‫اج َعله يف حريرة خلقة غري‬ ‫ال�ص َن ْو َبر ح ّتى ي�صري مثل ال َعجني الرقيق‪ّ ،‬ثم ْ‬
‫(‪)78‬‬
‫َ‬
‫�صفيقة‪ّ .‬ثم اع�رصه ‪ ،‬ف إ� ْنه يخرج مثل ال�سِ ْم�سِ م �أو اخل َْر َدل(‪ّ .)79‬ثم اجعله يف النافجة‬
‫(‪)80‬‬
‫و�شد را�سها ويكون قد حملت عليه مثل ربعه مِ �سكا و�ش ّد ر�أْ�سها مباء ال�صمغ‬ ‫ّ‬
‫العربي املحلول باملاء‪ّ .‬ثم اجعله على ر�أْ�س ت ْنور ُ�س ْخن �إىل ال�صباح‪ ،‬يخرج عجيب ًا‬
‫ّ‬
‫رت ال�سادوران وع�رصته يف خرقه احلرير‬ ‫دب َ‬
‫كر‪ .‬وان اردته َم ْ�س ُحوقا ف إ�ذا ّ‬
‫جداً ال ُي ْن َ‬
‫وخرج ك أ�مثال اخلردل فاجعل عليه مثله م�سك َا واخلط به ِن ْعم ًا و�صيرّ ه يف قاروةٍ‬
‫يجئ عجباً‪.‬‬

‫ال�سالمي ‪� ،‬ص ‪. 591‬‬ ‫والدوية عند م�ؤلفي الغرب إ‬ ‫اجلام ‪� :‬إناء من ف�ضة ‪ .‬العربي اخلطابي ‪ ،‬أالغذية أ‬ ‫‪ 76‬‬
‫والقارور ‪ :‬ما ق ََّر فيه ال�رشاب وغريه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫القارورة ‪ :‬واحدة القَوارير من الزجاج ‪ ،‬والعرب ت�سمي املر�أة القارورة وتكنى بها ‪.‬‬ ‫‪7 7‬‬
‫وقيل ‪ :‬ال يكون �إال من الزجاج خا�صة ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( قرر ) ‪.‬‬
‫�صمغ �شجرة ال�صنوبر ‪ :‬وهو الراتينج ‪ :‬وهو ثالثة �أنواع ‪ :‬منه �سيال ال ينعقد ‪ ،‬ومنه �صلب �ساذج ‪ ،‬ومنه �صلب يعقد بعد‬ ‫‪7 8‬‬
‫وي�صب على جزء منه مثله من زيت البزر ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫طبخه بالنار ‪ ،‬وهو الذي ي�سمى َق َلفُونيا ‪ .‬و�إذا �أذيب بالنار �إىل �أن ين�سبك‬
‫ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 334‬؛ ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪. 263‬‬
‫اخل َْردل ‪ :‬من نوع ال َبقل امل�س َت أ� َنف ‪ ،‬وهو ب�ستاين وبري و�أنواعه كثرية وكلها قريبة بع�ضها من بع�ض ‪ ،‬منه ما يزرع‬ ‫‪ 79‬‬
‫ال�شبه بالفُحل ‪ ،‬على ورقه خ�شونة وفيها تقطيع وت�رشيف ‪َ ،‬ج ْعدة جداً تنب�سط على أالر�ض ‪،‬‬ ‫وما ال يزرع‪ ،‬وهو قريب َّ‬
‫وزهر �أ�صفر َت ْخلفه مزاود رقاق طوال يف داخلها حب �صغري مدحرج �صلب �أحمر معروف‬ ‫ٌ‬ ‫كثرية‬ ‫لها �ساق ذات �أغ�صان‬
‫عند النا�س ‪ ،‬ي�سمى عندهم �أ�صناب ‪ .‬للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 313‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول‪،‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪،‬‬ ‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪121-120‬؛ ابن البيطار ‪،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 138‬؛ إ‬
‫ج‪205 ،1‬؛ ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪316‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 175‬‬
‫أ‬
‫ال�صمغ العربي ‪ :‬هو �صمغ الق ََرظ ‪ ،‬وهو الذي ُي�ستعمل يف املركَّ ب وال ي�صلح بغريه ‪ ،‬ف�نه ينحل يف املاء ب�رسعة من‬ ‫‪ 80‬‬
‫غري تعقيد‪ ،‬وما عداه من ال�صموغ التي جتمع من �أ�شجار الفواكه متى ُجعل يف املركِّب �أف�سده ‪ .‬النويري ‪ ،‬نهاية أالرب‪،‬‬
‫ج‪� ، 11‬ص ‪ 322‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 65‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 248-247‬‬
‫‪36‬‬
‫‪� -7‬صنعة م�سك �آخر‬
‫دي‪،‬‬ ‫َت أ�خ ُذ جزءاً من ُق�شور أالملج الذي قد �أُخرج َنواه ومثله �شيطرج هِ ْن ّ‬
‫(‪)82‬‬ ‫(‪)81‬‬

‫�سحق كل واحد وحده ‪ ،‬و ُينخل ‪ ،‬وي ؤ�خذ من ال�سادوران مثلها‪ ،‬فينقع يف ماء َح ٍار‬ ‫ُي َ‬
‫ويخلط الكل و َي�سحق �أي�ض ًا ويقطر عليه ماء‬
‫ي�سحق نعما َ‬
‫حتى يخرج َ�س َوا َده‪ ،‬ثم َ‬
‫ال�ص َن ْو َبر ‪ .‬ثم َيحمِ ل على هذا مثقال مِ �سك �إذا كان الدواء �أربع مثاقيل ‪ .‬ثم‬
‫�صمغ َ‬
‫ح�شى به النافجة وي�ش ّد ر�أ�سها مباء ال�صمغ ويج ّفف على ر�أ�س تنور‪ .‬ثم ُي َباع‬ ‫ُي َ‬
‫كيف �شئت‪.‬‬

‫‪� -8‬صنعة م�سك �آخر‬


‫مل ْن ُزوع‬
‫وينخل بحريرة ومن ال�سادوران ا ّ‬
‫ً‬ ‫نعما‬
‫يدق ّ‬‫زءا ّ‬‫َت أ� ُخذ من أال ْملج ُج ً‬
‫جزءا ومن العنزروت ن�صف جزء َي ُد ّق كُ ّل واحد وحده وي�سحق‬
‫احلار ً‬
‫َ‬ ‫ال�صبغ باملاء‬
‫َ‬
‫ال�ص َنو َبر ّثم يحمل‬
‫وينخل بحريرة و َي ْج َمع اي�ضا بال�سحق وتقطر عليه ماء �صمغ َ‬
‫منه على ك ّل ثالثة مثاقيل من هذا مثقال م�سك ّثم ي�سحق اجلميع وتحُ �شى به‬
‫النافجة وي�شد مو�ضع خرقها مباء ال�صمغ ويو�ضع على َر�أ�س ّتنور كما و�صفنا‬
‫يجف‪ّ .‬ثم بعها ممن �شئت‪.‬‬‫�أوال ح ّتى ّ‬

‫‪� -9‬صنعة م�سك �آخر‬


‫اجليد ال�صحيح فُتق�شرِ ه وترمي بداخله وت أ�ْخذ حلمه‬
‫ت أ� ُخذ من ال ُتفاح ال�شامي ّ‬
‫فقط فتقطعه وت�صيرّ ه يف خرقه وتع�صرّ ه ع�صرْ ه ع�رصاً �شديداً حتى تخرج رطوبته‬

‫أالملج ‪ :‬هي ثمرة �سوداء ‪ ،‬ت�شبه عيون البقر ‪ ،‬لها نوى مدور حاد الطرفني ‪ ،‬ف إ�ذا نزعت منه ق�رشته ان�شق النوى على‬ ‫‪ 81‬‬
‫ثالث قطع‪ .‬وامل�ستعمل منه ثمرته التي على النواة ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 7‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 39‬و�أنظر اي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪87‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 66-65‬‬
‫ال�شيطرج ‪ :‬ينبت كثرياً يف القبور واحليطان العتيقة ‪ ،‬واملوا�ضع التي ال حترث ‪ .‬وزهره نا�رض �أبدا ‪� ،‬إال �أنه �أحمر ‪ ،‬وورقه‬ ‫‪8 2‬‬
‫�شبيه بورق احل ُْرف ‪ ،‬يطول ق�ضيبه نحوا ذراع ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 276‬؛ ابن البيطار‪،‬‬
‫اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.218-217‬‬
‫‪37‬‬
‫يجف نعم ًا ‪ّ .‬ثم ي�سحق على‬ ‫يجف يف �إناء(‪ )83‬نظيف يف الظ ّل حتى ّ‬ ‫وطعمه كُ له‪ّ .‬ثم ّ‬
‫َ�صالية �سحقا نعم ًا ّثم يطرح على كُ ّل ع�رشة مثاقيل منه مثقالني �سادوران ُمد َبراً‬
‫وت�ص ّب عليه من املاء �أكرث من غَ ْمره ‪ّ .‬ثم‬ ‫وتدبريه �أن تجَ َعله يف �إناء حتمل ال ّنار ُ‬
‫ويخرج �صب َغ ُه‪ّ .‬ثم ُت ِخ ْرجه وتجُ ِ ّففه وت�سحقه نعما‪.‬‬ ‫بنار ّلينة ح ّتى َي ْغلى ُ‬
‫ُتوقِد حتته ٍ‬
‫ّثم يخلط بال ُتفاح كا ُقلنا و َي�سحق معه ف إ�ْن جاء لونه على لون امل�سك و�إ ّال فزده‬
‫من ال�سادوران مثقاال �آخر ّثم ا�سحقها جميعا �أي�ض ًا نعما وال ت�سن ْد يدك عليه ّثم‬
‫انخله بمُ ْن َخل َ�ش ْعر غري [ �سفيق ] (‪ّ )84‬ثم َِن ِّده مباء قليل َق َدر ما يجتمع ّثم ج ّففِه ف إ�ذا‬
‫جف نعما فاحمل على كّ ل ع�رشة مثاقل من هذا مثقال م�سك‪ .‬وكّ لما ِز ْدت عليه من‬ ‫ّ‬
‫و�صيرّ ِْ ه يف قارورة وا َّتقِ �أن تكون ن َدي َّة فتخم وانزله يف‬ ‫امل�سك كان �أجود‪ّ .‬ثم ج ّففه َ‬
‫القارورة �سبعة �أ ّيام ّثم احمل للواحد من هذا واحداً من م�سك و ِب ْعه من �شئت ف إ� ّنه‬
‫اجليد من قبل‬ ‫يخرج عجب ًا وان �أردته للغالية �أعنى هذا اجل ََ�سد ْ‬
‫فاع ُج ْنه بالبان‬
‫(‪)86‬‬ ‫(‪)85‬‬
‫ّ‬
‫�أن حتمل عليه امل�سك ّثم افتقه مبا �شئت من امل�سك والَع ْنبرَ (‪ )87‬وال�سك يجئ غالية‬
‫مرتفعة عجيبة‪.‬‬

‫الناء ‪ :‬الذي يرتفق به ‪ ،‬وهو م�شتق من ذلك ألنه قد بلغ �أن يعتمل مبا يعاين به من طبخ �أو خرز �أو جنارة ‪ ،‬واجلمع‬ ‫إ‬ ‫‪8 3‬‬
‫� آ ِن َي ٌة و�أوان ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( �أنى )‬
‫يف ( �أ ) و ( ب ) ( �شفيق) والغالب �أنها حتريف ‪ ،‬والت�صويب من ( د ) وجاء يف املعجم �أن َّ‬
‫ال�سفْق ‪ :‬لغة يف ال�صفق ‪ .‬وثوب‬ ‫‪8 4‬‬
‫الثوب َي ْ�سفُق �سفاقة ‪ ،‬فهو �سفيق كَ ثُف ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( �سفق )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫�سفيق �أي �صفيق ‪َ ،‬‬
‫و�سفُق‬
‫الغالية ‪� :‬رضب من الطيب املركب يقال �إن �أول من �سماها بذلك هو معاوية بن �أبي �ســفيان بعد �أن دخل عليه عبد‬ ‫‪ 85‬‬
‫اهلل بن جعفر ورائحة الطيب تفوح منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما طيبك يا عبد اهلل ؟ فقال ‪ :‬م�سـك وعنرب جمع بينهما دهن بان فقال‪:‬‬
‫معاوية ‪ :‬غالية ‪� ،‬أي ذات ثمن غال ‪ .‬اال�صفهاين ‪ ،‬حما�رضات أالدباء ‪ ،‬ج‪� ،4‬ص‪ 360‬؛ الزخم�رشي ‪ ،‬ربيع أالبرار ‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫�ص ‪ 268‬؛ أالب�شيهي ‪ ،‬امل�ستطرف ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪28‬؛ ابن �سيده ‪ ،‬املخ�ص�ص ‪ ،‬ال�سفر احلادي ع�رش ‪� ،‬ص ‪.201‬‬
‫كالثل يف ا�ستواء ‪� ،‬أوراقه ُهدب ‪ ،‬وق�ضبانه �شحمه خ�رض ‪ ،‬وثمرته ت�شبه قرون اللوبياء‪،‬‬ ‫البان ‪� :‬شجر ي�سمو ويطول أ‬ ‫‪ 86‬‬
‫وفيها حب ‪� ،‬إذا انتهى انفتق وانترث منه حب �أبي�ض �أغرب نحو الف�ستق ‪ ،‬ومنه ي�ستخرج دهن البان ‪ ،‬ويقال لثمرته‬
‫ال�شوع ‪ ،‬و�إذا �أرادوا ا�ستخراج دهنه ر�ض على ال�صالية حتى ينعزل ق�رشه ‪ ،‬ثم يطحن ويعت�رص ‪ ،‬وهو كثري الدهن ‪.‬‬ ‫ُُّ‬
‫دهنه ي�ستعمل يف الطيوب املرتفعة ‪.‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 17‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪،‬‬
‫تذكرة �أويل أاللباب‪� ،‬ص ‪ 100‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 57‬؛ الزهراوي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن‬
‫الت أ�ليف‪� ،‬ص ‪. 285‬‬
‫العنرب ‪ :‬مادة �شمعية توجد يف �أمعاء بع�ض �أنواع احليتان وخ�صو�صا احليتان املعروفة باحليتان العنربية ‪ ،‬وعندما‬ ‫‪8 7‬‬
‫والو ْر ُد‪ .‬ويدخل العنرب اخلام يف‬ ‫ت�ستخرج املادة جتفف فت�صبح ذات رائحة طيبة ‪ .‬ومن �أ�سماء العنرب الذَكِ ُّي َ‬
‫وخ َّ�ض ٌم َ‬
‫تركيب ومزج العديد من العطور وخا�صة الغوايل وال ُّن ُدد والبخورات‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬
‫‪ 338‬؛ ابن �سينا‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪ 243‬؛ الرفاء ‪ ،‬املحب واملحبوب وامل�شموم وامل�رشوب ‪ ،‬ج‪� ، 3‬ص ‪. 172‬‬
‫‪38‬‬
‫‪� -10‬صنعة م�سك �آخر‬
‫ت أ�خذ العود اجل َّيد فت�سحقه وتنخله بحريرة‪ّ .‬ثم تعجنه مباء احل َ‬
‫ُ�ض�ض‪ّ .‬ثم‬
‫تبخره يف باطية(‪� )88‬أو قدح زجاج بعود ُمطّ ّرى َِمراراً يع َبق ّثم حتمل على كُ ّل‬
‫َ‬
‫ويخلطها جميعا‬‫جيد َ‬ ‫املدبر جزءا وجزءاً من مِ ْ�سك ّ‬ ‫ّ‬ ‫خم�سة �أجزاء من هذا العود‬
‫عجباً‪.‬‬
‫بال�سحق ويجعله يف قارورة وبِعه ممن �شئت يجئ َ‬ ‫َ‬

‫‪� -11‬صنعه م�سك �آخر‬


‫(‪)90‬‬
‫الرطْ ب يك�رس قِ طِّ عا ِ�ص َغارا ويكال ويلقى يف طنجري‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)89‬‬
‫ت أ�خذ ق�شور البلّوط‬
‫ّثم ُي َ�ص ّب عليه من املاء ثالثة ا�ضعافه ثم يو َقد حتته حتى ت�صري املاء �إىل الثلث‪.‬‬
‫ربد وي�ص ّفى ويرمى بالثِقل و ُينظّ ف الطِ نجري ّثم ٌيعاد ذلك املاء امل�ص َّفى �إليه‬ ‫ّثم ُي ّ‬
‫(‪)91‬‬
‫ِ�صري يف ط�ست‬ ‫ربد وي َ‬‫ويحرك ح ّتى ي�صري �إىل الن�صف‪ّ .‬ثم ُي ّ‬‫وب ِرفق َّ‬ ‫ويو َقد حتته ْ‬
‫ويكن من الغبار وال َقذى ُي َ�صان ب أ�ن ُي ْغطَ ى ويو�ضع يف ال�شم�س ح ّتى‬ ‫ّ‬ ‫(‪)92‬‬
‫�ضار‬
‫او ُغ ٍ‬
‫اجليد البالغ‪ّ .‬ثم يحمل‬‫يجف ِنع َِما‪ّ .‬ثم ُي ؤ�خذ في�سحق ف إ�نه يخرج يف لون امل�سك ّ‬ ‫ّ‬
‫املدبر جزءاً من م�سك ويخلط به وي�سحق معه‪.‬‬ ‫على كُ ّل ثالثة �أجزاء من هذا البلّوط ّ‬
‫ال�ص ْمغ‬
‫و�ش ّدها مباء َ‬‫جيدا مل �أ َر مثله و�إن �شئت ف َد َْبره يف النافجة ُ‬ ‫يخرج عجيبا ّ‬
‫وحملت منه للواحد‬‫ُ‬ ‫كما و�صفنا يف ما تق َدم ف إ� ّنه يخرج عجبا وقد عملته مِ راراً‪.‬‬
‫واحد وبعت منه مراراً كثرية من العطّ ارين فلم ينكره‪ .‬وبعت منه بدم�شق جمل ًة‬
‫بثالثني ديناراً على �أنه جاء معي من بغداد‪.‬‬

‫اجو ُد‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( بطا )‬ ‫معرب ‪ ،‬وهو ال َّن ُ‬
‫الباطية ‪� :‬إناء قيل هو َّ‬ ‫‪ 88‬‬
‫البلوط ‪ :‬من جن�س ال�شجر العظام ‪ ،‬ال�شوك الورق ‪ ،‬و�أنواعه كثرية ‪ ،‬حلو ومر ‪ ،‬واحللو منه ثمره طوي ٌل آ‬
‫والخر ق�صري ‪،‬‬ ‫‪ 89‬‬
‫خر �أ�صهب ‪ ،‬و� آ َخر �شدي ُد ال�صفرة ‪ .......‬وعلى بع�ض �أنواعه َينزل الق ِْرمز ‪ .‬للمزيد �نظر‬
‫أ‬ ‫اجلرم و� آ ُ‬
‫و�آخر �شدي ُد ال�سواد غليظ ْ‬
‫الغ�ساين‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪57‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أيل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 122‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 76-75‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 34‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪.98-97‬‬
‫والدوية ‪� ،‬ص ‪. 595‬‬ ‫نحا�س ُم َد ّورة ‪ .‬العربي اخلطابي ‪ ،‬أالغذية أ‬ ‫ٍ‬ ‫الطنجري ‪ :‬قِ ْد ُر‬ ‫‪9 0‬‬
‫ال�صفْر ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ط�ست ) ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫نية‬ ‫الط�ست ‪ :‬من � آ‬ ‫‪ 91‬‬
‫ال�ص ْحفة املتخذة منه ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪،‬‬ ‫ار ‪َّ :‬‬‫الغ�ضار ‪ :‬الطني احل ُّر ‪ ...‬وقيل الطني الالَّزب أالخ�رض ‪ .‬وال َغ َ�ض ُ‬ ‫‪ 92‬‬
‫مادة ( غ�رض ) ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪� -12‬صنعة تَزيد يف امل�سك‬
‫دخلت على رجل م�شهور ببغداد من ميا�سري‬ ‫ُ‬ ‫(‪)93‬‬
‫حممد بن هرثمة‬ ‫قال يل ّ‬
‫�أ�صحاب امل�سك ممن [ َيج ُِي ؤ� ُه](‪ )94‬من ال َت ْبت ‪ .‬وقد اراد �أن َي ْعر�ض على �أ ْقوام‬
‫ا�سع‪.‬‬
‫م�سكا‪ ،‬فدعا بجدى فذبحه يف ط�ست واخذ امل�سك ف�صيرّ ه يف جام قوارير َو ٍ‬
‫ّثم جعل ي�ضع [ راحته ](‪ )95‬على ذلك الدم ّثم ي�ضعه على امل�سك‪ّ .‬ثم يخرج ذلك‬
‫الدم املختلط بامل�سك‪ .‬ففعل هذا مراراً‪ّ .‬ثم اخلط الك ّل ِنع َِّما وب�سط على َنطْ ع وترك‬
‫قليالً‪ّ .‬ثم ُجمِ َع ورفع ّثم عر�ضه على القوم ثم باعه وقد زاد زيادة �صاحلة‪.‬‬

‫‪ -13‬ابواب �صنعة العنرب‬


‫ال�ص ْمغ أال�سود �أوقيتني ومن‬ ‫من ذلك ي ؤ�خذ من َز َبد ال َبحر �أُوقية ومن َ‬
‫(‪)96‬‬

‫�ست �أواق ومن ُ�س ْن ُبل الطِ يب وزن خم�سة َدراهِ م َي ُد ُّق ك ّل واحد من هذه‬
‫ال�س ْن َد ُرو�س ّ‬
‫َ‬
‫وحدة ِنعِما وي�سحق وينخل ّثم يخلط الك ّل وي�سحق‪ّ .‬ثم ي ؤ�خذ �شمع ابي�ض فيجعل‬
‫يف طنجري نظيف ويذاب فاذا ذاب َت ُذ ُر فيه أالدوية قلي ًال قلي ًال وي�شاط بعود ح ّتى‬
‫وت�صب عليه ماءاً بارداً ّثم تك�سرِ ه يخرج يف‬
‫ّ‬ ‫يخرج‬‫يختلط وي�صري مثل البي�ضة‪ّ .‬ثم ُ‬
‫لون العنرب َ�س َو ًاء ّثم حتمل منه الواحد واحد‪.‬‬

‫‪� -14‬صنعة عنرب �آخر‬


‫اجليد �سبع �أواقٍ ومن العود‬ ‫ت أ�خذ من َز َبد ال َب ْحر �أُوقية ومن َ‬
‫ال�س ْن َد ُرو�س‬
‫(‪)97‬‬
‫ّ‬

‫مل جند له ترجمة يف امل�صادر املتوفرة بني �أيدينا ‪.‬‬ ‫‪ 93‬‬


‫يف أال�صل يجئه ‪ ،‬ويف ( ب ) يجيئه ‪ ،‬والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 94‬‬
‫يف ( �أ ) ( داخنه ) ‪ ،‬والت�صويب من ( ب ) و ( د )‬ ‫‪ 95‬‬
‫والوزان ‪� ،‬ص ‪. 20-19‬‬ ‫أالوقية ‪ :‬وجمعها �أواق ‪ ،‬وت�ساوي اثنا ع�رش درهم ًا ‪ .‬هنت�س ‪ ،‬املكاييل أ‬ ‫‪ 96‬‬
‫ال�س ْن َد ُرو�س ‪ :‬هو �صمغ �أ�صفر �شبيه الكهربا ‪� ،‬إال �أنه �أرخى منه ‪ ،‬وفيه �شيء من املرارة ‪ .‬للمزيد �نظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد‬
‫أ‬ ‫َ‬ ‫‪9 7‬‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 246-245‬؛ و�أنظر �أي�ضا الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 281‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أيل أاللباب‪،‬‬
‫�ص ‪ 286‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 198‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 238‬‬
‫‪40‬‬
‫اجليد خم�سة مثاقيل ومن ُ�س ْن ُبل الطيب خم�سة دراهم ومن املوم أالبي�ض‬
‫(‪)98‬‬
‫ّ‬
‫يدق ك ّل واحد من أالودية وحده وينخل بحريرة‪ّ .‬ثم يجمع اي�ضا بال�سحق‬ ‫�أوقيتني ّ‬
‫و ُيذاب املوم يف مِ ْغ َرفَة جديدة(‪ [ )99‬نظيفة ] (‪َ )100‬و ُت ُّذر عليه الدواء قليال قليال‬
‫و ُي�ساط بعود ح ّتى يختلط ويحمل للواحد واحد من العنرب ويباع‪.‬‬

‫‪� -15‬صنعة عنرب �آخر‬


‫جيداً وثالثني مثقاال َز َب َد ال َب ْحر وثمانية مثاقيل‬ ‫ت أ�خذ ع�رشين مثقاال عوداً ّ‬
‫طبي‪ ،‬يدق‬‫ّ‬
‫(‪)102‬‬
‫جيداً وع�رشة مثاقيل َب ْع ٍر‬ ‫ّ‬
‫(‪)101‬‬
‫ُ�س ْن ُبل الطيب وت�سعة مثاقيل َز ْر َنب‬
‫ويقر�ص ُقر�ص ًا ويج ّفف يف الظ ّل‬ ‫ّ‬ ‫�صاف‬
‫ٍ‬ ‫ك ّل واحد وحده وينخل ويعجن مباء‬
‫يدق وينخل‪ّ .‬ثم خذ خم�سة مثاقيل م�سك وثالثة َق َراريط(‪ )103‬عنرب‪ ،‬ا�سحق‬ ‫ِنع َِما‪ّ ،‬ثم ّ‬
‫واعجنه به ‪ّ ،‬ثم اعجنه‬ ‫ُ‬ ‫بال�س ْحق‪ّ .‬ثم �أذِب العنرب‬
‫امل�سك �أي�ض ًا ِنعِما ‪ّ ،‬ثم اجمع الك ّل َ‬
‫مباء ورد خال�ص و ّقر�صه على �صنعة �أقرا�ص امل�سك وعل ّقة وا�ستعمله �إذا �شئت‪.‬‬

‫‪� -16‬صنعة الرامك‬


‫ت أ�خذ َع ْف�ص ًا اخ�رض ّ‬
‫جيداً ُف ْتلقيه على مِ ْقلى مل ُي ِ�ص ْب ُه َد َ�س ٌم‪ ،‬وا ْقله ِب ِر ْفق‬ ‫(‪)104‬‬

‫ال�شمع بالفار�سية امل َّتخذ من بيوت ال َّنحل التي يبي�ض فيها و ُيفرخ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬املوم هو ال�شمع أالبي�ض من‬ ‫املوم ‪ :‬هو َّ‬ ‫‪ 98‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ذاته وطبيعته ‪ ،‬وقيل القار ‪ .‬للمزيد �نظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة الزهار ‪� ،‬ص ‪ 178‬؛ و�نظر �ي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 509‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 463‬؛ ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪. 192‬‬
‫يف ( د ) مغرفة حديد ‪.‬‬ ‫‪ 99‬‬
‫كلمة غري وا�ضحة يف ( �أ ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 100‬‬
‫َز ْر َنب ‪ :‬هو من �أدق النبات ‪ ،‬و�شجرته طيبة الرائحة ‪ ،‬ولي�س من نبات �ر�ض العرب ‪ ،‬وي�سمى �رجل اجلراد ‪ ،‬وهو �دنى‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫‪ 101‬‬
‫العطر ‪ ،‬مثل ورق الطَّ ْرفاء ‪� ،‬أ�صفر ‪ .‬وقيل ح�شي�ش دقيق طيب الرائحة ‪ ،‬ي�شبه رائحة أالترج ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 199‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 176‬؛ إ‬
‫�ص ‪272‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة‪� ،‬ص ‪. 201‬‬
‫أ‬
‫البعر ‪ :‬هو الزبل وكان ي�ستخدم يف الع�صور الو�سطى كثريا يف الغرا�ض الطبية وي�ستخدم كذلك يف تركيب العطور ‪.‬‬ ‫‪ 102‬‬
‫للمزيد �أنظر ‪ ،‬ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪� ،‬ص ‪ 81‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الطب ‪� ،‬ص ‪. 197‬‬
‫جاء يف املعجم ‪ :‬الق َِّرط والقِرياط من الوزن ‪ :‬معروف وهو ن�صف دانق ‪ ،‬وا�صله قِ َّراط بالت�شديد ألن جمعه قراريط‬ ‫‪ 103‬‬
‫‪ ............‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( قرط ) ‪.‬‬
‫يقول أالنطاكي �أن العف�ص ‪� :‬شجر جبلي يقارب البلوط يثمر بني�سان و ُيدرك بت�رشين ‪ ،‬و�أجوده ال�صغري البالغ أالخ�رض‬ ‫‪ 104‬‬
‫الرزين املتكّرج ‪ .‬و�أرد�ؤه أال�سود أالمل�س اخلفيف ‪ ،‬وتبقى قوته ثالث �سنني ‪ .‬وي�ضيف ابن ر�سول �أن ‪ :‬منه ما ي�ؤخذ من‬
‫والول �أقوى منه ‪ .‬والعف�ص‬ ‫م�رض�س لي�س مبث َّقب ‪ .‬ومنه �أمل�س خفيف مثقب ‪ ،‬وهو �أرد�ؤه ‪ ،‬أ‬ ‫ِّ‬ ‫غ�ض �صغري‬ ‫�أ�شجاره وهو ّ‬
‫أالخ�رض هو ح�صرْ م العف�ص ‪ .‬النطاكي ‪ ،‬تذكرة �وىل اللباب ‪� ،‬ص ‪ 341‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الطب ‪� ،‬ص ‪. 329‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬

‫‪41‬‬
‫حار ّثم خذ دب�س(‪ )105‬ف أ� ْغ ِل ِه‬
‫يحترٍ َ ق‪ّ .‬ثم ّبرده و ٌد ٌقه ِنع َِما وانخله ّثم ُبلّه مباء ّ‬
‫ح ّتى ْ‬
‫لت به العف�ص‪ّ ،‬ثم �أعِ ْده �إىل الهاون(‪ )106‬ود ُقه‬ ‫يف قِ ْدر ب َِرام ح ّتى يغلظ ويتع ّقد‪ّ .‬ثم ّ‬
‫اي�ضا ح ّتى يختلط‪ .‬وكلّما دققته �ساعة َر َ�ش ْ�ش َت عليه �شيئ ًا من ماء حا ٍّر ج ّداً ح ّتى‬
‫ال َيلتزق العف�ص بالهاون‪ّ .‬ثم �أخ ِرجه و�صيرّ ه يف َق ْ�ص َعة َخ َ�ش ٍب وادلكه بيدك دلكا‪.‬‬
‫احتك �أي�ضا من ال ُدهن‬ ‫واطل َر َ‬
‫فادهن وج َهها ب ُدهن َ َز ْن َبق ِْ‬
‫ُ‬ ‫ّثم خذ بالَطة وا�سعة‬
‫يجف‪ّ .‬ثم �صيرّ ه يف‬ ‫واب ُ�سطْ ُه على البالطة وكُ ْن ُه من ال ُغبار ح ّتى ّ‬ ‫ّثم قر�صه و ّثقبه ْ‬
‫خيط وارفعه يف َ�سفَط كب ٍري حيث ال يناله ُغبار وال ُدخان‪ .‬ف إ�ن اردت ان جتعله‬
‫[�سكاً](‪ )107‬فاحِ مل على كُ ّل �س َتة مثاقيل منه خم�سة قراريط عنرب وثالثة قراريط‬ ‫ُ‬
‫م�سك ومثقالني كُ ُرو�ش وثالثة مثاقيل َ�س ْن َد ُرو�س ّ‬
‫جيد‪.‬‬ ‫(‪)108‬‬

‫‪� -17‬أبواب �صنعة ال َز َع ْف َران‬


‫من ذلك ت أ�خذ من الك ُُ�شوث(‪ )109‬الياب�س الذي هو ل ُِ�سن َِّت ِه حديث اجلفاف و ُت َن ِّق ِة‬
‫وتقطعه على مِ ثال َ�شعر ال َزع ْف َران ّثم اغ�سله غ�سله باملاء ال�صايف ّثم اب�سطه‬
‫(‪)110‬‬
‫ا�ستج‬
‫ارة ّثم خذ َن َ�ش ْ‬
‫حج َ‬‫جاج �أو ِ‬ ‫يجف من مائه ّثم �صيرّ ه يف �إناء ُز ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ح ّتى‬

‫ينقل ابن البيطار عن ابن احل�سن كيف ي�صنع الدب�س ؟ فيقول ‪ :‬ي�ؤخذ التمر اجليد احلديث الفار�سي ف ُيجعل على كل‬ ‫‪ 105‬‬
‫ع�رشة �أرطال منه من املاء ال�صايف العذب ع�رشة �أرطال و ُيجعل يف قدر و ُيغلى املاء من قبل طَ ْرحه غليان ًا ّ‬
‫جيداً ‪ ،‬و�إذا‬
‫طُ رح عليه َبعد َف َّت ِه �ضرُ ب فيه حتى ينماع و َي ْن�ضج ‪ ،‬و�إن كان كثرياً �ضرُ ب ‪ ،‬ف إ�ذا ن�ضج ُيجعلُ يف اجلامات و ُيع�رص‬
‫حتت ال�سم�سم ثم يجعل يف �أجانني يف ال�صيف �إن كان �صيف ًا حتى َيثْخن ‪ ،‬ويعاد �إىل القدر حتى يغلي و َي�صري �إىل احلد‬
‫�شتاء ‪ .‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 153‬‬
‫الذي ينبغي �إن كان ً‬
‫اوين ‪ .‬ابن‬ ‫أ‬
‫هاوون لن جمعه َه َو ُ‬ ‫ون ‪ ،‬فار�سي معرب ‪ :‬هذا الذي ُي َدقُّ فيه ؛ قيل كان �أ�صله ُ‬‫والهاو ُن والها ُو ُ‬
‫ُ‬ ‫الهاو ُن‬
‫َ‬ ‫‪ 106‬‬
‫منظور‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( هون ) ‪.‬‬
‫يف ( �أ ) ( م�سكا ) والغالب �أنه ت�صحيف وال�صواب ( �سك ) والت�صويب من ( ب) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 107‬‬
‫الكرو�ش‪:‬معروفة من احليوان‪ .‬و�أجودها كرو�ش ال�ض أ�ن احل َْويلّ‪ .‬وهي باردة ع�صبية‪ ،‬جيدة ملن يتدخن غذا�ؤه ‪ ،‬وتزيد‬ ‫‪ 108‬‬
‫يف الباءة‪ .‬ي�ستعمل منها‪:‬بقدر احلاجة‪ .‬ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪ 422‬و�أنظر اي�ضا ابن �سينا‪ ،‬القانون يف‬
‫الطب‪� ،‬ص ‪. 158‬‬
‫الكَ�شوث ‪ :‬نبات حمبب ‪ ،‬مقطوع أال�صل ‪� ،‬أ�صفر اللون ‪ ،‬يتعلق ب أ�طراف ال�شوك ‪ ،‬وكثريا ما يف�سد النبات الذي يتعلق به‪،‬‬ ‫‪ 109‬‬
‫مثل اخليوط‪ ،‬ويتداوى به النا�س ‪ ،‬وفيه مرارة ‪ ،‬ويجعل يف ال�رشاب في�شده ‪ ،‬ويعجل به ال�سكر ‪ ،‬ومقدار حرارة احلار من‬
‫ي�سخن �إن كان َ�سخِ نا ‪ ،‬ويربد �إن كان باردا ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد‬
‫الكَ�شُ وث وبرد البارد ‪ :‬مبقدار ال�شجر الذي يتعلق عليه ‪ُ ،‬‬
‫من أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 426-425‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 318‬‬
‫الن�شا�ستج �أو الن�شا ‪ :‬ل ُّب احلنطة املغ�سولة ‪ ،‬معروف ‪� ،‬أجوده أالبي�ض احلديث النقي ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪،‬‬ ‫‪ 110‬‬
‫�ص ‪ 524‬؛ وانظر اي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 353‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 362‬‬
‫‪42‬‬
‫ا�س َتج لكل‬
‫ال ُع ْ�صفُر الثخني اجليد الذي مل ٌيلق عليه َح ّب ُر ّمان‪ ،‬واخِ لط مع هذا ال َن َ�ش ْ‬
‫ثالثة �أرطال(‪ )111‬منه بالبغدادي وزن ثالثة دراهم زعفران جيد مطحون و�أ� ِرضبه‬
‫بالن�شا�ستج ح ّتى يختلط به ِنعِما‪ّ .‬ثم �أ ْف ِر ْغه على ُ‬
‫الك�شوث واغِ ُمره به وكُ َّنه من‬
‫ال ُغبار وا ْت ُركه يومني وليلتني‪ّ .‬ثم ا ْنظُ ر �إليه ف إ� ّنك تراه قد �أخذ ال�صبغ وذهبت‬
‫ُح ْم َرة ال َن�شا والزعفران‪� .‬أ ْخ ِرجه حينئ ٍذ واب�سطه يف جام وا ْت ُركه ح ّتى ّ‬
‫يجف ن�صف‬
‫َر�شه عليه و ُل َُّته به َ‬
‫وغ ِّط ِه من الغبار وا ْتركه‬ ‫اجليد ف َّ‬
‫ّ‬
‫(‪)112‬‬
‫اجلفاف ّثم خذ َ�ص ْبغ ال َب ْقم‬
‫جيد و ِب ْع ُه كيف �شئت‪ .‬وان اردت ان‬ ‫يجف نعما‪ّ .‬ثم اخلطه مبثله زعفران ّ‬ ‫ح ّتى ّ‬
‫الك�شوث �أو ًال يف �صبغ ال َب ْقم ح ّتى ي أ�خذ لَونه ّثم �أخ ِر ْجه ْ‬
‫واع�صرِ ه‬ ‫حتكمه فا ْن َقع ُ‬
‫يجف ّثم ب ْعد ذلك ف َد ّب ِره بالن�شا�ستج والزعفران كما و�صفنا‬
‫واب�سطه يف جام ح ّتى ّ‬ ‫ُ‬
‫�آنفا‪ .‬ف إ�ذا ر�أي ْته قد �صار يف لون الزعفران ومثاله َ�س َواء‪ ،‬بعد �أن ُ‬
‫يرده �إىل ن�شا�ستج‬
‫وزعفران جديد �إن احتاج �إىل َم ّرة ثانية ح ّتى ي�صري يف مثال الزعفران‪ ،‬ف إ�ذا‬
‫جديدين بعد �أن ُ‬
‫تب�سطه بينهما‪.‬‬ ‫�صار كذلك فاع�صرِ ه ّثم �ضعه بني ُق ِرطاَ�سينْ‬
‫(‪)113‬‬

‫القرطا�س أالعلى َبالطّ ه �أو َق ْرميد ّة ح ّتى تنب�سط وي�صري يف َخ ْل َقه‬


‫ّثم �ضع فوق ْ‬
‫جيد ُمن ّقى مطحون ف إ�نه‬
‫و�صمغ ّ‬ ‫�سكر ابي�ض مطحون َ‬ ‫ال َزع ْف َران و َد ْع ُه و�أنرث عليه َّ‬
‫بع�ضه ببع�ض و [ ُي َثقله ] ‪ .‬ثم اخِ لطَ ه مبثله زعفران ّ‬
‫جيد َو َع ِب ِه يف َ�سلًّة‬ ‫يلزق ُ‬
‫ّ‬
‫(‪)114‬‬

‫ف إ�نه ال ُي ْنكَر‪ .‬و�إن اردته زعفران مطحون فاطَ َح ْنه اذا ّ‬


‫جف نعما واطحن مثله‬
‫اجليد مثل ن�صفه اعني الك ُُ�شوث واخلط الك ّل‬
‫ّ‬
‫(‪)115‬‬
‫زعفران واطحن من ا ُ‬
‫جل ّل َنار‬
‫يجيء زعفران ًا غاية ِب ْعه كيف �شئت ال ينكُره احد‪.‬‬

‫الرطل ‪ :‬ن�صف َم َنا ‪ ،‬وكل رطل ي�ساوي مائة وثمانية وع�رشون درهما ‪ .‬اخلوارزمي ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪ 26-25‬؛‬ ‫‪ 111‬‬
‫وانظر اي�ضا ابن �سيده ‪ ،‬املخ�ص�ص ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ال�سفر الثاين ع�رش ‪� ،‬ص ‪. 264‬‬
‫جاء يف الل�سان �أن ال َب ْق ُم ‪� :‬شَ جر ُي ْ�صبغ به ‪ ،‬دخيل معرب ‪ .‬ونقل عن اجلوهري �ن ال َب ْقم ‪� :‬صبغ معروف وهو ال َع ْن َدم ‪.‬‬
‫أ‬ ‫‪ 112‬‬
‫ابن منظور ‪ ،‬مادة ( بقم ) ؛ و�أنظر �أي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 91-90‬‬
‫والقرطَ �س والق َْرطا�س ‪ ،‬كله ‪ :‬ال�صحيفة‬
‫ْ‬ ‫القرطا�س ‪ :‬معروف ُي ْتخذ من َب ْرد ِّي يكون مب�رص ‪ ..........‬والقِرطا�س والقُرطا�س‬ ‫‪ 113‬‬
‫الثابتة التي يكتب فيها‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( قرط�س ) ؛ و�أنظر �أي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 306‬‬
‫كلمة غري وا�ضحة يف ( �أ ) و ( ب ) و ( ج ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 114‬‬
‫الربي ‪ ،‬كما �أن ورد الرمان زهرة الرمان‬ ‫ّ‬ ‫اجللنار ‪ :‬معناه بالفار�سية ورد الرمان ‪ ،‬وهو الرمان الذكر ‪ ،‬وهو زهر الرمان‬ ‫‪ 115‬‬
‫الب�ستاين ‪ ،‬فطعم اجللنار قوي القب�ض ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد من أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 69‬‬
‫‪43‬‬
‫‪� -18‬صنعة َز ْع َف َران �آخر‬
‫ت أ�خذ من امل ُّريق (‪ )116‬احلديث القريب االجتناء فتجعله �أي�ض ًا يف �إناء ُزجاج‬
‫ا�س َتج ال ُع ْ�صفُر الذي و�صفناه �آنِف ًا‬
‫[وت�صب] عليه من ذلك َن َ�ش ْ‬
‫(‪)117‬‬
‫ّ‬ ‫�أو حِ جارة‬
‫ويكون غمره قليال وتدعه فيه‬ ‫َ‬ ‫خملوط معه الزعفران املطحون على ذلك ال َعيِار‬
‫يومني وليلتني‪ّ .‬ثم ُتخرجه وتع�رصه وجتعله يف جام زجاج وت ُك ُنه من الغبار‬
‫جف‪ّ .‬ثم ُتعيِده يف الن�شا�ستج والزعفران يومني �أو ثالثة مع لياليها‪ ،‬ثم‬ ‫وتدعه َي َ‬
‫يقب قليال وتذهب رطوبته‪ّ .‬ثم جتعله‬ ‫وت�رشره على جام ح ّتى ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخرجه وتع�صرّ ه‬
‫بني َق ْرطا�سني َن َّق ِْيني وجتعل فوقه بالطة كما و�صفنا �آنفا‪ .‬ف إ�نه ينب�سط وي�صري‬
‫جيد ف إ�نه ال ينكر يف �شيء من‬ ‫يف �شكل الزعفران‪ّ .‬ثم اخلطه مع مثله زعفران ّ‬
‫�أموره ‪ .‬وقد عمِ لناه‪ .‬و�إن �أ َردته زعفران ًا مطحونا‪ ،‬فاَطَ ْحنه ّثم اخلطه مع مثله‬
‫كر‪.‬‬
‫جللَّنار املطحون يجيء غاية ال ُي ْن َ‬ ‫زعفران مطحون ومثل ن�صفه من َج ْوف ا ُ‬

‫‪� -19‬صنعة زعفران �آخر‬


‫ت أ�خذ الحُ ْل َبة(‪ )118‬اجل َيد َف ُت َّنب ُتها يف الكيزان (‪ )119‬كما ُن ِب َتت لالكل ‪ .‬ف إ�ذا َن َب َتت‬
‫ور َقها وخذ ُع ُروقها فجفَفه يف الظل ّثم خذ مثقال زعفران ومثله ُعروق‬ ‫فا ْن ِزع َ‬
‫الك ُْركُ م‪ )120( .‬ا�سحق ك ّل واحد وحده واخلطها بال�سحق �أي�ضاً‪ّ .‬ثم خذ من احلُلبة‬

‫‪ 116‬املريق ‪ :‬هو الع�صفر ‪ .‬ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 342‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 268‬‬
‫‪ 117‬يف ( �أ ) ( وي�رضب عليه ) والغالب �أنها ت�صحيف من النا�سخ ‪ .‬والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫حل ْل َبة‪:‬احللبة نبت لها حب �أ�صفر يتعالج به وييب�س في ؤ�كل وهو معروف‪.‬ويف حديث خالد بن معد « لو يعلم النا�س ما يف‬ ‫‪ -118‬ا ُ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫احللبة ال �شرتوها ولو بوزنها ذهب»‪.‬ابن �سينا ‪،‬القانون يف الطب‪�،‬ص ‪ 128‬؛و�نظر �ي�ضا البريوين‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 160‬‬
‫كالبريق �إال �أنه �أ�صغر منه ‪ .‬والكيزان من �أدوات �صناعة الطيب وال �سيما يف التكلي�س‪.‬‬ ‫‪ -119‬الكيزان ‪ :‬جمع كوز وهو �إناء أ‬
‫مطينة ويجعل يف النار حتى ي�صري مثل الدقيق ‪ .‬للمزيد �أنظر اخلوارزمي ‪،‬‬ ‫والتكلي�س هو ‪� :‬أن ُيجعل َج�سد يف كيزان َّ‬
‫مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪. 228‬‬
‫كالبريق �إال �أنه �أ�صغر منه ‪ .‬والكيزان من �أدوات �صناعة‬ ‫‪ -120‬الكركم ‪ :‬هو ال�صنف الكبري الكيزان ‪ :‬جمع كوز وهو �إناء أ‬
‫مطينة ويجعل يف النار حتى ي�صري مثل الدقيق‪.‬‬ ‫الطيب وال �سيما يف التكلي�س‪.‬والتكلي�س هو‪� :‬أن ُيجعل َج�سد يف كيزان َّ‬
‫للمزيد �أنظر اخلوارزمي ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪. 228‬من عروق ال�صباغني‪ ،‬وهي العروق ُ‬
‫ال�صفْر ‪،‬ونباتها هو امل�سمى‬
‫بقلة اخلطاطيف‪ .‬والكركم املعروف عندنا عروقٌ ي�ؤتى بها من الهند ‪ ،‬و ُت َ�س ّمى القرمد بالفار�سية ‪.‬ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪ 310 ،‬وانظر اي�ض ًا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪�،‬ص‪ 422‬؛ ابن القف الكركي‪ ،‬جامع الغر�ض يف‬
‫حفظ ال�صحة ‪� ،‬ص ‪320‬‬
‫‪44‬‬
‫والكركُ م ب َِخ ْم ٍر َعتيقٍ قدر ما َي ْغ ُمر احللُبة‬
‫ُ‬ ‫امل َد َّبرة ع�رشين مثقا ًال ّثم اَدف الزعفران‬
‫ّثم اجعله يف َب ْرني َّة زجاج و�ش ّد ر�أ�سها نعما ّثم اتركه ثالثة �أيام ولياليها ّثم‬
‫�أخ ِرجه و�أع�صرِ ه [ وي َب ْ�سه ] وانظر ف إ�ن خرج يف لون الزعفران ّ‬
‫اجليد‪ .‬واال‪،‬‬ ‫(‪)121‬‬

‫واب�سطه على جام ُزجاج‬ ‫فجدد له العمل ثاني َّة ح ّتى ت�صري �إىل ما قلنا‪ّ .‬ثم �أ ْخ ِرجه ُ‬
‫يجف‪ّ .‬ثم‬
‫يجف يف الظل وكُ نه من الغبار و َقل ِْبه يف اليوم ثالث مرار ح ّتى ّ‬ ‫ح ّتى ّ‬
‫احمل عليه مثله زعفرانا ف إ�نه ال ينكر‪.‬‬

‫‪� -20‬صنعة زعفران جيد‬


‫(‪)123‬‬
‫ت أ�خذ من َُع ْ�صب(‪ )122‬البقر املدقوق الذي قد �صار ُ�سلُوكَ ا من َق ْبل �أن [ َي�شرْ ُ خ]‬
‫فخذ منه [ ما �شاكل ] (‪ )124‬الزعفران يف �سلكه ف َق ِّطعه �أمثال َ�شعر الزعفران ‪ّ .‬ثم خذ‬
‫املجفف اي�ضا مثله وقَطِ ْعه �أي�ض ًا على قدر الزعفران‪ّ .‬ثم خذ‬ ‫ّ‬ ‫(‪)125‬‬
‫من [ الكُ�شوث ]‬
‫جزءا و ُدقها‬ ‫دا�س ْنج ومن دم االخوين الذي يقال له [ ال ُن ْ�سك ] من ك ّل واحد ً‬ ‫ُم ْر َ‬
‫(‪)126‬‬

‫لينة ح ّتى‬ ‫اء اغمره و�أغلِه بنار ّ‬ ‫و�ص ّب عليهما َم ً‬ ‫دقا نِاعِ َّما واجعلهما يف طنجري ُ‬
‫ي�رشب املاء كُ لّه‪ .‬ف إ�نه يخرج يف لون الزعفران‪ّ .‬ثم خذه ف َيب ِْ�سه يف جام قوارير‬
‫جيد ف إ�ن ُه‬‫يجف َنعِماً‪ّ .‬ثم احمِل عليه مثله زعفران �شعر ّ‬ ‫وكُ ّن ُه من ال ُغبار ح ّتى ّ‬
‫ودب ِره بالتدبري الذي و�صفنا يف �أول‬ ‫فاطحنه ّ‬ ‫َ‬ ‫يخرج غاية و�إن �أردت �أن َ‬
‫تطحنه‬
‫جيداً بالِغ ًا ال ُي ْنكر‪.‬‬
‫باب وهو عمل الكُ�شوث ف إ� ّنه يخرج ّ‬

‫‪ 121‬يف ( �أ ) ( و�أيب�سه ) ويف ( ب ) ( فيب�سه ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬


‫الب ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ع�صب )‪.‬‬‫‪ -122‬جاء يف القـامو�س �أن ال ُع ْ�صبة ‪ :‬نبات يلتوي على ال�شجر ‪ ،‬وهو الل َّْب ُ‬
‫واللبالب‪ :‬نبات له ورق �شبيه بورق قِ ي�سو�س ‪� ،‬إال �أنه �أ�صغر منه ‪ ،‬وق�ضبان طوال تتعلق بكل �شيء هو بالقرب منها من‬
‫ال�سباخات و�أمرجة الكروم ‪ ،‬وبني زرع احلنطة ‪ ،‬وله نور �شبيه بقمع ابي�ض ‪ ،‬يخلفه غُ لُف �صغرية‪،‬‬ ‫النبات ‪ ،‬وتنبت يف َّ‬
‫أ‬
‫وح ْمر ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪. 441‬‬ ‫فيها حب �صغار ُ�س ْود ُ‬
‫‪ -123‬يف ( �أ ) ( ي�رسح ) ويف ( ب ) ( ت�رشح ) ‪ .‬والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬
‫‪ -124‬يف ( �أ ) ( ما ي�شاكل ) ‪ .‬والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪ -125‬يف ( �أ ) و ( ب ) ( االك�شوث ) وهو ت�صحيف الك�شوت ‪.‬‬
‫‪ -126‬يف ( �أ ) ( امل�سك ) وهو ت�صحيف من النا�سخ ويف ( ب ) الب�سـك وهو �أي�ضا ت�صحيف ‪ .‬والت�صويب من ( �أ ) �أنظر ( رقم‬
‫‪� -22‬صنعة �أخرى من تثقيل الزعفران ‪ ،‬ورقم ‪� -23‬صنعة تثقيل الزعفران امل�سحوق ) ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪� -21‬صنعة تثقيل الزعفران ال�شعر‬
‫خذ ال َع ْرطَ نِي َثا(‪ُ )127‬د ْقه وا ْن َق ْع ُه يف املاء يوم ًا وليلة �أو يومني وليلتني ومعه‬
‫(‪)130‬‬
‫مثله �شحم حنظل‪ّ )128(.‬ثم بعد ذلك َِ�ص ّف(‪ )129‬املاء يف �إناء والْقِ فيه ُ�سكَّر طَ برَ ْ َزد‬
‫ال�سكَر مثل وزن الزعفران‪ .‬ف إ�ذا‬ ‫بو ْزن ن�صف زعفرانك‪ .‬ومِ ْن ُهم َمن يعمل ُ‬ ‫مدقوق َ‬
‫ال�سكَر يف ذلك املاء فالْقِ فيه الزعفران ويكون املاء َغ ْم َر ُه وكُ ّن ُه من الغبار‬ ‫انح ّل ُ‬
‫وا ْت ُرك ْه ح ّتى ين�شف جميع ذلك املاء‪ّ .‬ثم اب�سطه يف جام قوارير وكُ ُن ُه من الغبار‬
‫يجف ِنعِماً‪ّ .‬ثم احمِ ل عليه مثله زعفران واخلِطها‬ ‫ّ‬ ‫وا ْتركه يف ذلك اجلام ح ّتى‬
‫املدبر‬
‫خفيف فخذ من ذلك املاء ّ‬ ‫ّ‬ ‫جميعا و ِب ْعه كيف �شئت‪ .‬وان اردت �أ ْن يكون ثقيل‬
‫ير ّ�ش الق�صار(‪ )131‬على الثوب‪ .‬ف إ� ّنه يجىء ثقيل‬ ‫ور ّ�شه على الزعفران كما ُ‬
‫يف فيِكَ ُ‬
‫و�ص ّب عليه‬ ‫ب�سني ف ُد ّقه ُ‬
‫(‪)132‬‬
‫جل ْ‬
‫فالول واال فخذ ا ِ‬ ‫ي�سيرْ ان قن ْعت بهذا واال أ‬‫خفيف َ‬
‫املاء و�أمِ ْث ُه بيدك‪ّ .‬ثم �ص ّفه وخذ ُ�سكَّر طَ برَ ْ َزد وا�سحقه وا ْلقِه َم َع ُه واخلطه به واتركه‬
‫ْ�ساعة ‪ّ .‬ثم خذ من هذا املاء ِبفِيكَ وانفخ عليه وقد ب�سطته يف جام �أو على َ�صال َي ٍة‪.‬‬
‫ّثم اتركه يقب قليال ّثم ّقل ِْبه وان ْف َخ عليه �أي�ض ًا تفعل به ذلك ثالثة َم َرات �أو �أ َر َبع ّثم‬
‫يجف‪.‬‬
‫كُ ّنه من الغبار واتركه ّ‬

‫‪�-22‬صنعة �أخرى من تثقيل الزعفران‬

‫ُي ؤ�خذ من ال�سكُر ف ّ‬


‫ُيحل باملاء ّثم يجعل يف طنجري و ُي ْغلَي َغ ْل َي ُه ّثم ينزل‬
‫امل�سمى باملهد عند �أهل ال�شام ‪ ،‬وخا�صة ب�ساحل غزة ‪ ،‬ومنهم‬ ‫َّ‬ ‫‪ -127‬العرطنيثا ‪ :‬تقال على بخور مرمي ‪ ،‬و�أي�ض ًا على الدواء‬
‫من ي�سميه العلج ‪ ،‬و�أهل امل�رشق ي�سمونه القبلعي ‪َ ،‬يغ�سلون به ثياب ال�صوف َف ًي َن ّقيها جداً ‪ .‬ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.241‬‬
‫أ‬
‫‪ -128‬احلنظل ‪ :‬هو نبات ُيخرج �أغ�صان ًا وورق ًا مفرو�شة على الر�ض �شبيه ًة ب أ�غ�صان ال ِقثَّاء الب�ستاين وورقه ‪َ ،‬و َرقُه ُم َّ‬
‫�رشف‪،‬‬
‫وله ثمرة م�ستديرة بكُرة متو�سطة يف ال َعظَ م ‪ُ ،‬مرة �شديدة املرارة ‪ .‬ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -129‬يف ( �أ ) و ( ب ) ( �صفى ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬
‫‪ -130‬يقول ابن ر�سول‪� :‬أجود ال�سكر ال�شفاف الطربزد‪ ،‬املجلوب من امل�رشق‪ ،‬وكلما عتق ال�سكر كان �ألطف‪ .‬املعتمد يف‬
‫أالدوية‪� ،‬ص ‪233‬؛ ويذكر ابن القف الكركي �أن الطربزد هو النقي البيا�ض و�أجوده ال�صلب ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ‬
‫ال�صحة ‪� ،‬ص ‪. 314‬‬
‫َ�صار ُ واملُق�رص ُ ‪ :‬امل َُح ّور للثياب ال�أنه َي ُدقها بالق�رصة التي هي القطعة من اخل�شب ‪ ،‬وحرفته الق�صارة ‪ .‬ابن منظور‪،‬‬ ‫‪ -131‬الق َّ‬
‫ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ق�رص ) ‪.‬‬
‫�ص ‪ ،‬وهو حجر رخو َب َّراق ‪ ،‬منه �أبي�ض ومنه �أحمر ‪ ،‬ومنه ممتزج ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪،‬‬ ‫جل ّ‬‫اجلب�سني ‪ :‬هو ا ِ‬
‫‪ْ -132‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫�ص ‪ 64‬؛ و�نظر �ي�ضا ‪ ،‬النطاكي ‪ ،‬تذكرة �يل اللباب ‪� ،‬ص ‪. 150‬‬
‫‪46‬‬
‫عن النار ويرتك قليال بقدر ما يمُ كن ّثم ُيل ْق َى فيه الزعفران ال�شعر ويرتك �ساعة‬
‫(‪)134‬‬
‫بال‬
‫الناء وي�صري يف غِ ْر ٍ‬ ‫ويكون ذلك يف �إجانة(‪� )133‬أو �شبه ذلك‪ّ .‬ثم يخرج من إ‬
‫الناء على ما َبق َِى من املاء‬ ‫الناء الذي كان فيه‪ ،‬لي�سيل ما ؤ�ه يف إ‬ ‫ويو�ضع فوق إ‬ ‫َ‬
‫�شارة‬
‫يع‪ .‬ف إ�ذا �سال ك ّل ما فيه ون�شف نداه ُب�سِ ط على َنطْ ٍع ونُثرِ عليه ُن َ‬ ‫لئال َي ِ�ض َ‬
‫ارة َخ َ�شب ال�ساج(‪� )136‬أو غريه ان مل يمُ كن ال�ساج‪ّ .‬ثم‬ ‫اخل ََ�شب ‪ .‬و�أجود ذلك ُن َ�ش َ‬
‫(‪)135‬‬

‫يجف الزعفران ِنع َِما‪ّ .‬ثم ُي َغ ْر َبل ح َتى يرتك الن�شارة ويبقى الزعفران‬‫يرتك حتى َ‬
‫في ؤ�خذ وقد زاد زيادة ال يكاد ُي ْفطَ ن لها ‪ّ .‬ثم ُيوخذ ذلك املاء في�صري يف طنجري‬
‫ويوقد حتته بِرفق ح ّتى ي�صري يف قوام ال َع َ�سل �أو كيف �أردت ّثم ُتلقِى فيه ورداَ‬
‫ي�سمى ال ُن�سك م�سحوق و ُتلقى‬ ‫جزءا‪ ،‬ون�صف جزء من دم االخوين الذي ّ‬ ‫مطحون ًا ً‬ ‫ُ‬
‫فيه �أ ِ‬
‫فاوي ُه اخلَلوق وينح ّل با َ‬
‫مل َث ّل َثة نعم َا يجيء جيداً غاية يف اجلودة‪.‬‬

‫‪� -23‬صنعة تثقيل الزعفران امل�سحوق‬


‫ي ؤ�خذ ال�شكاعا(‪ )137‬ف ُيدق وي ُنخل بحريرة(‪ )138‬و ُيخلط مع الزعفران املطحون‬
‫للواحد واحد �أو ي ؤ�خذ من املامريان(‪ )139‬جزء م�سحوق ومن ال ُن ْ�سك الذي ُقلنا �أنه‬
‫الجانة ‪ :‬بك�رس الهمزة وفتح اجليم ممدودة ‪� : -‬إناء ُتغ�سل فيه الثياب ‪ .‬حممد عمارة ‪ ،‬قامو�س امل�صطلحات االقت�صادية‪،‬‬ ‫‪ -133‬إ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫�ص ‪ 30‬؛ و�نظر �ي�ضا العربي اخلطابي ‪ ،‬الغذية والدوية ‪� ،‬ص ‪.589‬‬ ‫أ‬
‫‪ -134‬غَ ْر َبلَ ال�شيء ‪َ :‬ن َخله ‪ .‬والغ ِْربالُ ‪ :‬ما غُ ْربِلَ به ‪ ،‬معروف ‪ ،‬غَ ْر َبلْت الدقيق وغريه ويقال غَ ْر َبلَه �إذا قطعه ‪ .‬ابن منظور‪،‬‬
‫ل�سان العرب‪ ،‬مادة ( غربل ) ‪.‬‬
‫‪ُ -135‬ن�شارة اخلَ�شب ‪ :‬ما كان منها من خ�شب له قب�ض وجالء مبنزلة خ�شب بع�ض ال�شوك ‪ ،‬فهي تن ّقى اجلروح الرطبة‬
‫وجتلوها ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 524‬‬
‫‪ -136‬ال�ساج ‪ :‬هو �شجر هندي ‪ ،‬ولي�س يف ال�شجر ما هو �أكرب منه ‪ ،‬وخ�شبه �أ�سود ُ�صلْب ‪ ،‬وي�سمو يف الهواء كثريا ‪ ،‬وفروعه‬
‫ت�سمو ومتتد‪ ،‬وله ورق كبري ‪ .‬وفيما يحكى �أن ال�شجرة منه تظل خلقا كثرياً ‪ ،‬وخ�شبه ال يتغري مع القدم ‪....................‬‬
‫وي�صنع من ثمره دهن يعرف بدهن ال�ساج ‪ ،‬تغ�ش به نوافج امل�سك ‪ ،‬ويغو�ص فيها غو�صا ال يتبني‪ ،‬ويزيد من وزنه ‪.‬‬
‫ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪217‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 183‬؛ أالنطاكي‪،‬‬
‫تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 263-262‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة‪� ،‬ص ‪. 216‬‬
‫والنطاكي والبريوين ال�شكاعي ‪ :‬وي�سمى ال�شوكة البي�ضاء ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ -137‬ال�شكاعا ‪ :‬عند ابن اجلزار ال�شكاعا ‪ ،‬وعند ابن ر�سول أ‬
‫أ‬
‫الطرى ‪ .‬االعتماد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 32‬؛ املعتمد‬ ‫ّ‬ ‫أ‬
‫�شبيه الباذاورد ‪ ،‬وثمرته و�أ�صله �أقوى ما فيه ‪� ...........‬أجوده الخ�رض‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 269‬؛ تذكرة �أيل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 307‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 410-409‬‬
‫‪ -138‬احلريرة ‪ :‬منخل من احلرير ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ -139‬املامريان ‪ :‬نبت له �ساق تقوم عنه ��صول عقدة معوجة �صلبة ‪ ،‬الهندي منها هو الجود ي�رضب �إىل ال�سواد ‪ ،‬وال�صيني‬
‫�إىل ال�صفرة ‪ ،‬وغريهما �إىل اخل�رضة يكون عند املياه ورقه كاللبالب ‪ ،‬حا ّد �إىل املرارة له بزر كال�سم�سم وك أ�نه ال�صنف‬
‫ال�صغري من العروق ال�صفر ‪ ،‬يدرك ال�سنبلة وتبقى قوته ع�رشين �سنة ‪ . ....‬أالنطاكي ؛ تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪47‬‬
‫جن�س من دم أالخوين ثالثة �أجزاء َي ُدق �أي�ض ًا وي ُنخل ُ‬
‫ويخلط معه املامريان ‪ .‬ثم‬
‫يت من حمل من هذا اثنني وواحد زعفران‬ ‫يخلط مبثله زعفران م�سحوق ‪ .‬وقد ر�أ ُ‬
‫�أو ي ؤ�خذ دم أال َخ َوين الذي يقال له [ ال ُن�سك ] (‪ )140‬في�سحق وي�سحق معه مثل ربعه‬
‫ثم يخلط معه مثل ربعه زعفران مطحون يخرج‬ ‫حل ْنطَ ة في�سحق نعما‪ّ .‬‬‫ن�شا�ستج ا ِ‬
‫�صبغه‪.‬‬
‫الك ّل خري من الزعفران يف ْ‬

‫‪� -24‬صنعة َخلُوق ِج ّيد ال ُينْك َر‬


‫ت أ�خذ َم َنا ُع ْ�صفُر(‪ )141‬فُتخرج َز ْر َد َجه كُ لّه ّثم تجُ ِ ّففه يف الظـ ّل �أو يف ال�شم�س‬
‫و َت ُك ّنه من الغبار‪ .‬ف إ�ذا َج ّف نعما َف ِز ْنه وا ْنظُ ر ما َن َق�ص من و َز ْن املنا‪ .‬ف�صيرّ َمكا َن ُه‬
‫(‪)145‬‬
‫[ بذر ورد ] (‪ )142‬كما هو و�ألقِ معه �أوقية [ كبابة(‪ )144( ])143‬واوقية قا ُقلّة‬
‫مدقوقتني منخولتني ّثم �أجمع الك ّل وطحنه طَ حن ًا ليناً‪ .‬ف إ�ن ارد َت ُه لل َب ْيع فاعجنه‬
‫ورد‬ ‫مل َنا منه اوقِ يتَينْ محَ ْ لَب م ُق�رش م�سحوق وثالثة �أواق َ‬ ‫ب ُد ْهن َح ْل واجعل على ا َ‬
‫ريه يف باطية‬ ‫ع�سل‪ّ .‬ثم اعجن الك ّل بعد النخل ب ُدهن الحَ ل و�ص َ‬ ‫مطحون واوقية َ‬
‫(‪)146‬‬
‫دخنه ثالثة �أيام كل يوم ع�رشين مرة بالق�سط‬ ‫زجاج كما ت�صنع باخللوق ‪ّ .‬ثم َ‬
‫‪ -140‬يف ( �أ ) و ( ب ) ( الب�شك ) وهو ت�صحيف من الن�ساخ وال�صواب ( ال ُن�سك ) وقد تقدم احلديث عن معنى الكلمة و�صفتها‪.‬‬
‫وانظر �أي�ضا ال�سطر الثاين من رقم ‪� -23‬صنعة تثقيل الزعفران امل�سحوق ‪.‬‬
‫ريفي يزرع زرع ًا ‪ ،‬وكالهما ينبت ب أ�ر�ض العرب ولي�س‬ ‫ري ومنه ّ‬ ‫‪ -141‬ورد يف كتاب النبات ‪ :‬ومما ي�صبغ به ال ُع ْ�صفُر منه ّب ّ‬
‫يف البرّ ّي منه منفعة ‪ .‬الدينوري ‪� ،‬ص ‪ 167‬؛ و�أنظر �أي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 268-267‬‬
‫‪ -142‬يف ( �أ ) الكلمة غري وا�ضحة والت�صويب من ( ب ) و ( د )‬
‫‪ -143‬يف ( �أ ) ( كناز ) ومل نقف على معنى الكلمة و�صفتها والغالب �نها ت�صحيف من النا�سخ‪ ،‬والت�صويب من ( ب ) و (د )‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -144‬الكبابة ‪ :‬هي حب العرو�س ‪ .‬ونعتها مثل نعت ال ُف ْلفُل ‪ .‬ولها �أذناب يف �أطرافها ‪ ،‬ولونها �أ�صهب ‪ .‬وهي �صنفان ‪ :‬كبرية‬
‫حب العرو�س ‪ ،‬وال�صغرية العلنجة ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 410‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن‬ ‫و�صغرية‪ .‬فالكبرية ّ‬
‫أ‬
‫البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات الدوية ‪� ،‬ص ‪ 302‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ‪� ،‬ص ‪420‬‬
‫و�سمى الهيل ‪ ،‬وي�سمى الذكر ‪ .‬وهو حب �أكرب من‬ ‫‪ -145‬القاقلة ‪ :‬هي من أالفاوية العطرية ‪ .‬وهي �صنفان ‪ :‬كبري و�صغري ‪َّ .‬‬
‫النبق قليال‪ ،‬له �أقماع وق�رش ‪ ،‬ويف داخله حب �صغري مربع طيب الرائحة ‪ .‬ذو َد َ�سم �أغرب ‪ ،‬ي�ؤتى به من بالد �أر�ض اليمن‬
‫والهند‪ .‬وهو يحذي الل�سان كالكبابة ‪ ،‬مع قب�ض وعطرية ‪ .‬وق�رشه و�أقماعه �أ�ش ّد قب�ضا ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪،‬‬
‫�ص ‪ 375‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 12‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 299‬‬
‫‪ -146‬الق�سط ‪ :‬ثالثة �أ�صناف �أبي�ض خفيف يحذو الل�سان مع طيب رائحة وهو الهندي ‪ ،‬و�أ�سود خفيف اي�ض ًا وهو ال�صيني‪،‬‬
‫و�أحمر رزين وكله قطع خ�شبية جتلب من نواحي الهند ؛ قيل ‪� :‬شجره كالعود ‪ ،‬وقيل ‪ :‬جنم ال يرتفع وله ورق عري�ض‬
‫ولعله أالظهر ‪ ،‬والرا�سن هو ال�شامي منه ‪ .‬والق�سط من العقاقري النفي�سة �إذا �أخذ بالغ ًا ومل يت آ�كل تبقى قوته �أربع �سنني‪.‬‬
‫للمزيد �أنظر أالنطاكي‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 373‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية‪� ،‬ص ‪287‬؛‬
‫البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 308-307‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪. 236-235‬‬
‫‪48‬‬
‫دخنه مبثلثة‬ ‫وال�ص ْن َدل(‪ )148‬وحب الكافور ثم بعد ثالثة �أيام َ‬
‫َ‬
‫(‪)147‬‬ ‫الهندي أ‬
‫والظفار‬
‫طيبة مراراً‪ّ .‬ثم اخلطِ باملنا من هذا اوقية زعفران مطحون و�شيئ ًا من كافور‬
‫اجليد الغاية امل َْح�ض �أعني الزعفران‪ .‬ف إ�نه ال ي ْنكر يف محَ ْ ت َته ‪.‬‬
‫و ِب ْعه بح�ساب ّ‬
‫و�إن �أردته �أرفع من هذا فاعجنه بزنبق(‪ )149‬واجعل على املنا ثالثة اواق زعفران‬
‫يجىء عجيب‪.‬‬

‫‪� -25‬صنعة َخلُوق ج ّيد‬


‫ا�س َتج الفَالُو َدج ي ٌُد ّق وينخل ويلقى عليه ثلث رطل ُن ْ�سك �أو من دم‬ ‫ت أ�خذ رطل نَ�شَ ْ‬
‫أال َخ َوين اجل ّيد م�سحوق‪ّ .‬ثم يعجن بزنبق ج ّيد فى باط َية زجاج ِن ِعم ًا ّثم ي ُب�سط يف‬
‫الباطية ثم تكب الباطية وي ُب َّخ ُر بق ُْ�س ٍط و�أظْ فار ثالثة َمرات‪ّ .‬ثم اعجنه من الر�أ�س و ِزد‬
‫ْلق على كُ ّل رطل من هذا ثالث �أواق زعفران مطحون‬ ‫عليه ز َنبق ان كان ياب�س‪ّ .‬ثم ا ِ‬
‫با�سة(‪)150‬م�سحوقة ون�صف َجوز ُبوا(‪ )151‬م�سحوق ودرهمني كافور‬ ‫وخم�سة دراهم َب ْ�س َ‬
‫لب م�سحوق ومثله قرنفل م�سحوق ‪ّ .‬ثم اخلط الك ّل ِن ِع ّما و�صيرّ ه‬ ‫حب محَ ْ َ‬
‫وثالثة دراهم ّ‬

‫‪ -147‬أالظفار ‪� :‬أظفار الطيب ‪� :‬رضبان ‪� :‬أحدهما الذي ُي�سمى البغيلة ‪ ،‬والثاين الذي ي�سمى القر�شية ‪ ،‬وهما حاران ياب�سان‪،‬‬
‫ينفعان �أرحام الن�ساء �إذا تدخن ب أ�حدهما ‪ ،‬و�أف�ضلُهما أالذكى رائحة على النار ‪ ،‬وهما يقعان يف البخورات ‪ ،‬واملثلثات‬
‫والربمكيات ونحوها ‪ .‬للمزيد �أنظر الزهراوي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪� ،‬ص ‪ 279‬؛ و�أنظر اي�ضا أالنطاكي ‪،‬‬
‫تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 78‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 50‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 72‬‬
‫والبي�ض ‪ ،‬و�أ�صنافه الثالثة باردة ياب�سة �إال �أن أالحمر �أ�شدها برداً ‪ ،‬ينفع‬
‫والحمر أ‬ ‫‪ -148‬ال�صندل ‪ :‬ثالث ُة �أ�صناف ‪ :‬أال�صفر أ‬
‫املحرورين ‪ ،‬وينفع من �ضعف املعدة احلارة واخلفقان ‪ ،‬ويدخل يف كثري من ال�ضمادات ‪ ،‬و�أف�ضل �أ�صنافه الثالثة‬
‫ألعمال الطيب أال�صفر املقا�صريي احلديث الذكي الرائحة ‪ ،‬وهو يدخل يف �صناعة البان والذرائر واللخالخ ‪ ،‬ويت�رصف‬
‫يف وجوه كثرية من موجوه الطيب ‪ ،‬وقد يدخل يف بع�ض بخورات النار ‪ .‬الزهراوي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف‪،‬‬
‫�ص ‪279‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 100‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪. 248 ،‬‬
‫باليا�سمني ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 207‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن البيطار ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫املربب‬
‫َّ‬ ‫‪ -149‬ال َز ْن َبق ‪ :‬هو ُدهن اخل ّل‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 274‬‬ ‫اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 180‬؛ إ‬
‫‪ -150‬ال َب ْ�سبا�سة ‪ :‬هو ق�شور جوز بوا التي تكون فوق الق�رشة الغليظة ‪ ،‬والق�رشة الغليظة ال ت�صلح ل�شىء ‪ ،‬وثمره ي�صلح للطيب‪،‬‬
‫و�أجودها احلمراء‪ ،‬و�أرد�ؤها ال�سوداء ‪ ،‬وهي نافعة للطحال ‪ ،‬وتقوي املعدة ال�ضعيفة ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 23‬؛ و�أنظر �أي�ضا الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ؛ �ص ‪ 63-62‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب‪� ،‬ص‬
‫‪ 111‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪44‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ‪� ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ -151‬اجلوزبوا ‪ :‬هو جوز الطيب ‪ ،‬هو جوز يف قدر ال َعف�ص ‪� ،‬سهل الك�رس ‪ ،‬رقيق الق�رش ‪ ،‬طيب الرائحة ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪،‬‬
‫املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪ 77-76‬؛و�أنظر �أي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪49‬‬
‫يف الباطية وامده بزنبق ان �أراد ودخنه اي�ضا بق ًْ�سط و�أظفار و�إن َد َّخ ْن َت ُه ب ُن ِبذَة ُع ٍ‬
‫ود‬
‫جاء غاية وليكن ال ُعود ُمطّ رى وا َّياك �أ ْن تحُ ْ ِر َق ُه‪ّ .‬ثم �صيرّ ه يف قارورة‪ .‬ف إ�ذا �أردت‬
‫خللُوق للواحد �أربعة‪.‬‬ ‫ا�ستعماله فامده مباء َو ْرد خال�ص فهذا ُحمالن يف ا َ‬

‫‪� -26‬أبواب �صنعة ال َو ْر�س‬


‫دق َ�سيِا َُد َو َران ِنع ِّما‬
‫خذ من ال َق ْن ِبيِل َرطل ومن �سيا ُدوران(‪ )152‬ن�صف رطل ُت ّ‬
‫وتخلِطه مع القنبيل‪ .‬ف إ�ن جاء لونه على لون الور�س واال زدته �سِ َيا َد َو َران ح ّتى‬
‫جيد ّثم بعه كيف �شئت ال ينكر‪.‬‬ ‫ر�ض َِيكَ ل َْو ُنه‪ّ .‬ثم اخِ لط معه مثله ور�س ّ‬
‫ُي ِ‬

‫‪� -27‬صنعة ور�س �آخر‬


‫اجليد فتنخله ثم َت ُل ّت ُه مباء [ زاج ] (‪ )153‬أال َ�ساكِ فَة (‪ّ .)154‬ثم‬
‫ت أ�خذ من القنبيل ّ‬
‫يجف ِن ِّعما‪ّ .‬ثم لَته �أي�ض ًا‬
‫اب�سطه يف طَ ْ�ستٍ (‪� )155‬أو على َبالَطَ ة �أو َنطْ ع يف ال�شم�س ح ّتى ّ‬
‫الور�س اجليد‬ ‫مباء الزاج ّثم اعده �إيل ال�شم�س‪ ،‬يفعل به كذلك ح ّتى يكون يف لون ّ‬
‫فادهنه ب ُد ْهن َح ّل وادلكه براحتك َد ْلكَا ج َيدا ح ّتى ت�ستوي‪ّ .‬ثم‬ ‫�إ ّال �أ ّنه يكون َ�شعِث ُ‬
‫وى(‪)157‬م�سحوق‬ ‫�ألْقِ عليه على كل رطل من هذا ُر ْب َع َرطْ ل ور�س و�أوقية طني َه َر ّ‬
‫(‪)156‬‬

‫‪ -152‬ال�سياه ذروان �أو ال�سادوران وعند أالنطاكي هو ال�ساذوران ‪ :‬وهو �صمغ �أجوده ال�ضارب �إىل احلمرة ‪� .‬أنظر أالنطاكي ‪،‬‬
‫تذكرة �أويل أاللباب‪� ،‬ص ‪292‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 217‬‬
‫‪ -153‬يف ( �أ ) ( داج ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪ .‬والزاج ملح معروف ويقال له ال�شب اليماين ‪ .‬والزاج منه �بي�ض و�حمر‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫و�أخ�رض و�أ�صفر ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن �سينا ‪ ،‬القانون يف الطب ‪ 83 ،‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬
‫‪ ،193‬أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪246-245‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 196‬‬
‫‪ -154‬زاج أال�ساكفة‪ :‬هو نوع من الزاج ‪ .‬ولقد جاء ذكره عند ابن البيطار يف اجلامع ملفردات الدوية عندما حتدث عن‬
‫أ‬
‫ال�شحرية نقال عن الغافقي فقال‪ :‬و�أما ال�شحرية فزعم قوم �أنه الزاج أالخ�رض امل�سمى باليونانية م�شيق ‪ ،‬كذا قال �أبن‬ ‫َّ‬
‫ابن �سيناء ‪ ،‬وقال بع�ضهم ال�شحرية هو الزاج العراقي املعروف بزاج أال�ساكفة ‪� .‬أنظر ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات‬
‫أالدوية‪� ،‬ص ‪. 415‬‬
‫ال�صفْر ‪� ،‬أنثى وقد تذكر ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ط�ست )‪.‬‬
‫‪ -155‬الطَّ ْ�س ُت ‪ :‬من �آنية َّ‬
‫‪ -156‬طني ‪ :‬ا�سم ملا تخلخل من أالجزاء الرتابية وتن�ضج بالطبع حتى فنيت �أجزاء ؤ�ه ويختلف باختالف طبقات أالر�ض‬
‫وخلو�صها من نحو الكربيت واملعادن الفا�سدة وجتفيف احلرارة والتدخني ‪ ،‬و�أجوده احلر النقي احلا�صل بعد املياه‬
‫والورام واحل�صف‬ ‫بالر�سوب ‪ ،‬و�أجود ذلك طني م�رص ‪ .‬وكلما ادخر �أو زاد جتفيفه كان �أبلغ يف منه الرتهل واال�ست�سقاء أ‬
‫وخ�شونة البدن واحلمى ونزف الدم �رشب ًا وطالء‪ . ......‬للمزيد �أنظر أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص‪333 - 331‬؛ و�نظر‬
‫أ‬
‫�أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 313-309‬؛ وعن �أنواع الطني �أنظر البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 259-257‬‬
‫‪ -157‬الهروي ‪ :‬ن�سبة �إىل مدينة هراة وهي من �أجل واكرب مدن خرا�سان فتحها أالحنف بن قي�س �صلحا ‪ ،‬وين�سب �إليها جمع‬
‫من الفقهاء واملحدثني ‪ .‬باخمرمة احلمريي ‪ ،‬الن�سبة �إىل املوا�ضع والبلدان ‪� ،‬ص ‪ 584‬؛ وعن هراة �أنظر ياقوت ‪ ،‬معجم‬
‫البلدان ‪ ،‬ج ‪� ، 5‬ص ‪ 396‬؛ احلمريي‪ ،‬الرو�ض املعطار‪� ،‬ص ‪. 594‬‬
‫‪50‬‬
‫مزاود الور�س ف إ� ّنه ال ُينكره احد من النا�س‪.‬‬
‫وتخلط الك ّل ِنع ِّما وي�صري يف ِ‬

‫‪� -28‬صنعة ور�س �آخر‬

‫ت أ�خذ من القنبيل ما �شئت فد ّقه وانخله ُ‬


‫مب ْن َخل َ�ش ْعر ّثم ُل ّت ُه ب�شيء من دهن‬
‫احمِ ل عليه مثل خم�سه ور�س‬ ‫حتمر على لون الور�س‪ّ .‬ثم ْ‬ ‫َح ّل و�أل ِق ِه على مِ ْقلى ح ّتى ّ‬
‫خريي(‪ .)158‬ان �شاء اهلل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫�أو ا ّقل يجىء غاية وليكن الدهن‬

‫‪� -29‬صنعة عبري ج ّيد‬


‫ُي ؤ�خذ َج ْوف كَ َرب ال َن ْخل(‪ُ )159‬ي ْ�سحق وينخل بحريرة ف إ� ّنه يخرج يف لون‬
‫العبري(‪� )160‬سواء ال ينكر من لونه �شيء ‪ .‬احمل منه واحد �أو اثنني ومن العبري واحد‪،‬‬
‫يجىء غاية وقد عمِ لناه فجاء عجب ًا وهو �أي�ض ًا ُحمالن للم�سك أل ِّنه يف لونه‪.‬‬

‫‪� -30‬صنعة حملب ج ّيد‬

‫ت أ�خذ من اللَّوز ّ‬
‫املر(‪ )161‬ما �شئت وتق�شرِ ه من قِ �شرْ َِ ته وت ُد ّقه ِنع ِّما وتعجنه‬

‫‪ -158‬دهن اخلريي ‪ :‬هو دهن املنثور جيد الفعل يف غالب �أمرا�ض الر�أ�س وال�صداع املزمن وي�شد ال�شعر ويحلل الرياح الغليظة‬
‫ويختلف باختالف �ألوانه ‪ .‬أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪.223‬‬
‫النا�س‬
‫ُ‬ ‫‪:‬جمع كُ رابة وهي ما يقع من ثمر النخل يف ا�صول الك ََرب‪,‬فاذا فرغ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 159‬ورد يف كتاب النبات للدينوري �أن ‪ :‬أالكرابة‬
‫يتكربون‪,‬وماجمعوا من ذلك التمر‬ ‫النا�س ّ‬
‫ٌ‬ ‫من اجلداد تتبعوا ما ب ّقي يف الكرب ف أ�خذوه وذلك الفعل التكريب‪,‬يقال َ‬
‫خرج‬
‫فهو الكُرابة ويزعمون انه لي�س فيما ينتبذ النا�س نبيذ �أطيب رائحة من نبيذه ‪ ......‬والن�ساء يتخذن منه ُ�س ُخف ًا لطيف‬
‫َحيات‪� .‬ص ‪. 217‬‬
‫ريحه‪,‬ويدخل يف �رضوب من �صنعة الطيب كلها ُتن�سب اليه يقال لها ال َبل ّ‬
‫‪ 160‬ال َعبِري‪� :‬أخالط ٌ من الطيب تجُ ْ َمع بالزعفران‪ ،‬وقيل هو الزعفران وحده ‪ ......‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( عرب)‪.‬‬
‫والر�ض البي�ضاء‬ ‫‪ 161‬عند أالنطاكي يف تذكرة �أوىل أاللباب ‪ :‬اللوز ‪� :‬شجره يقرب من الرمان ‪ ،‬وينجب يف البالد الباردة أ‬ ‫ ‬
‫أ‬
‫واجلبال ‪ ،‬ويغر�س يف نحو الربع ربيع ًا ‪ ،‬ويثمر بعد ثالث �سنني ‪ ،‬ويطول مكثه يف الر�ض وورقه �سبط م�ستديرة يعمل‬
‫حار يف الدرجة الثالثة‪،‬‬ ‫املر ‪ّ :‬‬‫منه الكامخ ‪� ، ............‬أنظر �ص ‪ 409‬؛ وعند ابن ر�سول يف املعتمد يف أالدوية ‪ :‬اللوز ّ‬
‫ال�سدد احلادثة يف الكبد عن‬ ‫وقوته قوة ملطفة ‪ .‬والدليل عليه طعمه ‪ ،‬وما اخترب �أمره بالتجربة ‪ .‬وذلك �أنه يفتح ُّ‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة‬ ‫أالخالط الغليظة اللزجة املت�ضاغطة يف �أق�صى العروق ‪ ،‬تفتحا بليغا ‪ .‬ويجلو النم�ش ؛ و�أنظر �أي�ضا إ‬
‫الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 353‬؛البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪�،‬ص ‪ 334-333‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪51‬‬
‫بزنبق وت�صيرّ ه يف باطية زجاج كما ُيطلَى اخللوق‪ّ .‬ثم َب ّخره بال ُق ْ�سط وال ََ�ص ْن َدل ّثم‬
‫جيداً ‪ .‬و�إن �أردت �أن‬ ‫ُدبر ربع رطل يجىء محَ ْ لَب ًا ّ‬ ‫احمِ ل على كل منا من هذا ا ّللَوز امل َّ‬
‫حمكَما فاحِ مل للواحد واحد‪ .‬وكذلك �إن َعمِ ْل َته من َن َوى (‪)162‬امل ِْ�شمِ �ش او َن َوى‬‫يكون ُ‬
‫اخل َْوخ‪ .‬و�إن خلطت قدر ربعه ل َْوز ُح ْل ٍو جاء غايةً‪ .‬ومنهم من ي أ� ْخذ ال�سم�سم فيج ّففه‬
‫و َيعمله على هذا ال َع َمل‪.‬‬

‫‪ -31‬عود ال ينكر‬

‫ت أ�خذ من َ‬
‫ال�صن َدل َمنا �أو �أق ّل �أو كرث و َتربه على ُبرا َية العود َ�س َواء وتنقعه‬
‫جيد وترتكه �أربعني يوم ًا تب َدل له ذلك ك ّل‬ ‫جيد �أو مطبوخ ّ‬ ‫يف َخ ْمر عتيق �أو َنبِيذ ّ‬
‫ع�رشة �أيام ويكون ذلك يف �إناء ُزجاج �أو حِ جارة ّثم تنظر �إليه بعد ذلك ف إ�ّنك تجَ ِ ُده‬
‫اي َن ْحو �أردت‬ ‫قد ا�سو ّد و�صار يف مِ ثال العود أال�سود ‪َِّ .‬‬
‫فطره كما ُيطَ ّرى العود على ّ‬
‫من التطْ رية والعمل‪.‬‬

‫وح�سنه‬
‫‪� -32‬صنعة عود ُيحكى الهندي يف َج ْودته ُ‬
‫بالهندي‬
‫ّ‬ ‫ت أ�خذ من قِ �شرْ َخ َ�شب العود الذي يقال له [ إ‬
‫الفليق ] (‪ )163‬وهو َي ْ�ش َبه‬
‫ربى كما ُيربى العود يف مثاله و�صنعته‪ّ .‬ثم ي ؤ�خذ له من‬ ‫يف رائحته ول َْونه‪ ،‬ف ُْي َ‬
‫الرخيِ�ص ال ُدون‪ ،‬ما يباع املنا بع�رشين درهماً‪ ،‬و ُي َح َّم�س على النار‬ ‫َ‬
‫(‪)164‬‬
‫[ال�سكّ ]‬

‫‪ 162‬يف ( �أ ) نواء والتعديل من ( ب ) والنوا �أو النوى ‪ :‬كل عجم �صلب داخل الثمرة ‪ ،‬وقد يطلق على نوى التمر وكل مع‬
‫ثمرته‪ .‬أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أوىل أاللباب ‪� ،‬ص ‪. 474‬‬
‫‪ 163‬وردت يف جميع الن�سخ ( االقلنق ) وهي كلمة غري وا�ضحة ومل نقف على معناها و�صفتها يف امل�صادر املتوفرة بني‬
‫الفليق ) ‪ .‬ينقل النويري يف باب العود و�أنواعه عن حممد‬‫والرجح �أنها حتريف وت�صحيف من الن�ساخ لكلمة ( إ‬ ‫ايدينا أ‬
‫الريحى‬
‫ّ‬ ‫الفليق ‪ ،‬ف أ�نه يجلب من �أر�ض ال�صني ‪ ،‬ويكون يف العظم مثل اخل�شب‬ ‫امل�سمى إ‬
‫َّ‬ ‫بن العبا�س فيقول‪� :‬أما العود‬
‫الغليظ‪ ،‬يباع املن منه بدينار و�أقل و�أكرث ‪ ،‬والعود من ق�شوره ‪ ،‬و�أما داخله وقلبه فخ�شب �أبي�ض خفيف مثل اخلِالف؛‬
‫و�إذا و�ضع على اجلمر ُو ِجد له يف �أوله رائحة حلوة طيبة ‪ ،‬ف إ�ذا �أخذت النار منه له رائحة جرازية رديئة كرائحة ال�شعر‬
‫‪ .‬للمزيد �أنظر النويري ‪ ،‬نهاية أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ 164‬يف ( �أ ) ( ال�سنك ) والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) وهي تتكرر وت�ستخدم يف املخطوط هكذا و�سوف نقوم بت�صويبها‬
‫ال�شارة �إىل ت�صويبها ‪.‬‬
‫كلما وردت فال حاجة لتكرار إ‬
‫‪52‬‬
‫مل َد َّبر ف ُي ْع َزل‪ّ .‬ثم ي ؤ�خذ‬ ‫ب َن ُ�ضوح ُم َع َّتق وماء َو ْرد‪ّ .‬ثم ي ؤ�خذ ذلك ُ‬
‫ال�سكّ امل َُح ًّم�س ا ُ‬
‫ورد مـن الـورد اليـاب�س أالحمـر َ�ص َحـاح ف ُين َقع يف املـاء و ُيرتك ح ّتى ي�ســو ّد املاء‪.‬‬
‫ال�سكّ ويكـون َع ْجن ًا رقيقاً‪ّ .‬ثم ينقع فيه العود‬ ‫ّثم خذ املـاء ف�ص ّفه وعجن به ُ‬
‫وال�سكّ ثالثة �أق�سام فيفعل بالعود‬ ‫يجف عليه‪ .‬ويكون قد ق�سمت املاء ُ‬ ‫ويرتك ح ّتى ّ‬
‫كذلك ثالث َم َرات [�شيء] (‪ )165‬فوق �شيء ‪ .‬ف إ�ن �أردت �أن يكون ُحلْو الرائحة ِجداً‪،‬‬
‫ِار ذلك ‪� :‬إذا كان العود وزنه‬ ‫�أل َق ْي َت فيه كافورا‪ ،‬ف إ�ذا ّ‬
‫جف ِنع ِّما طُ ِّر َى بعنرب‪ ،‬وعِ ي ُ‬
‫طرى بالعنرب لك ّل �أوقية من‬ ‫ال�سكّ منا وكان الكافور ن�صف �أ ّ‬
‫وقية‪ّ .‬ثم ُي َّ‬ ‫منوان كان ُ‬
‫الخر‬ ‫طري كُ ّل �أوقية بن�صف العنرب والن�صف آ‬ ‫املدبر ربع مثقال عنرب‪ُ ،‬ي ّ‬
‫هذا العود ّ‬
‫طرى به ثانية‪ .‬ف إ� ّنه يخرج ابي�ض غاية‪.‬‬ ‫َي�صري يف القدح الذي يكون فيه‪� ،‬أو ُي َّ‬
‫ف إ�ذا �أردت َب ْي َع َه ف َّل ْق َت القِطع َّة بن�صفني ّثم �ضع وج َه العود نف�سه على النار فيفوح‬
‫طيبا ِج ّداً ُيل َّي�س على ُمر�شه‪.‬‬ ‫وال�سكّ و ُي َب ِّخر العنرب‪ .‬فيجيء ّ‬
‫رائحة العود ُ‬

‫‪ -33‬ابواب �صنعة الغوايل‬


‫اجليد البالغ‬ ‫ّ‬
‫(‪)166‬‬
‫من ذلك الغالية القطرانية الفاخرة‪ .‬يوخذ َقطران الداذين‬
‫(‪)167‬‬
‫ف ُي َ�ص َّفى بخِ ْر َقة كَ ّتان رقيقة ّثم ي�صري يف قدح زجاج ُمطَ ينَّ ِبطينِ احلكْمة‬
‫ومة ‪ ،‬و�إن‬ ‫وله ُتر�س من طينِ عند َ�شفَته حوله كما يدور َع ْر�ضه ثالثة �أ�صابع َم ُ‬
‫�ضم َ‬
‫مل يكن زجاج ف ِق ْدر برام �صغرية نظيفة يعمل لها تر�س من الطني فقط وال يطينَّ‬
‫اللة ثم ُيركب على ُم ْ�س َتو َقد ُمه َْن َدم‬‫هي ‪ .‬ثم يجفف الطني نعما أليهما كان من آ‬
‫ذلك الرت�س على حلقة امل�ستوقد ويبقى القِدر �أو القدح ُمعلق ًا يف امل ُْ�س َتو َقد ثم‬
‫يطني �أي�ض ًا الرت�س َم َع فم امل�ستوقد ثم ي�صري لل ُدخان مخَ ْ َرج ًا َبعيداً من ر�أ�س القدر‬
‫وي�صري �شبه �أنبوب ليخرج ال ُدخان من ُبع ٍد ‪ .‬ثم ُيو َقد حتت هذا القِدر بِرفْقِ ِجداً ناراً‬‫َ‬

‫‪ 165‬يف ( �أ ) ( م�شى ) وهو ت�صحيف من النا�سخ ‪ ،‬والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬


‫ ‬
‫ال�ص َن ْو َبر الدهني ‪ .‬و�سوف ي أ�تي تو�ضيحه يف رقم ‪� -75‬صناعة ماء كافور ال ينكر ‪.‬‬
‫‪ 166‬الداذين ‪ :‬هو عقد َخ�شَ ب َ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 167‬طني احلكمة ‪ :‬طني يحتاج �إليه يف الطب لتوثيق �آالت التقطري والطبخ به ‪ .‬النطاكي ‪،‬تذكرة �ويل اللباب ‪� ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪53‬‬
‫َل ِي َنة معتدلة بعـود عـود كاخلِالل حتى يـكون النـار كَ انها �سرِ اج ‪ .‬ثم َت ُ�ص َب على‬
‫القطران مثـله َ�سـواء من ُد ْهن بـان رخي�ص ويكون قدر البـان والقطران َجميِع ًا �إىل‬
‫ن�صف القدح �أو القـِ ْدر‪ .‬واح َذر �أن [ تحَ ت َّد النار وت�شــتد ] (‪ )168‬ف إ�نها �إن احت َدت �أو‬
‫ُيت‬‫مو ِ�ضعك كنين ًا من الريح �أي�ض ًا ألن الريح ت�شعلُه ف إ�ن بل َ‬ ‫ا�شتدت ا�شتعل ويكون ُ‬
‫با�شتعاله فليكن عندك غِ طاء للقِدر ُمهندم مطبق عليها انطباق ًا ُم َه ْن َدم ًا ال َخلل‬
‫فيها بينه وبينها ‪ .‬ف إ�ن ا�شتعل �أو فار فبادر ف أ�طبقتها بهذا الغطاء ف إ�نه يطُ في‬
‫و�صفت لك حتى يفنى البان‪ .‬ف إ�ذا فنى ف�صب مثله ُد ْهن‬ ‫ُ‬ ‫وال يزال‪ .‬وتوقد على ما‬
‫واء على َه ْيئة واحدة حتى َي ْف َنى‬ ‫زنبق طيب َو َ�سط و�أنت دائِب ُتوقِ د ُوقودك أالول َ�س َ‬
‫الزنبق �أي�ض ًا ‪ .‬ثم خذ حينئ ٍذ من القطران على خالل‪ ،‬ووجه به مع ا�شنان(‪ )169‬يبعد‬
‫عنك خارج من املنزل حتى ي�شتم رائحته‪ .‬ف إ�ن كان فيه من ريح القطران �شيء‬
‫ِز ْد َت عليه من الزنبق �أي�ض ًا وطبخته على ذلك املثال من الوقود َ�س َواء حتى ين ّفذ‬
‫�أي�ض ًا ذلك الزنبق‪ .‬ثم ي�شتم �أي�ض ًا من ُب ْع ٍد فال يزال يفعل به ذلك حتى ال يبقى من‬
‫ريح القطران �شيء البتة وال ُي ْد َري ما هو ‪ .‬ويكون قد نقعت قبل ذلك بيوم قرنف ًال‬
‫عذب‪ .‬ف إ�ذا كان وقت طبيخك هذا يكون قد �صفَيته يف جام‬ ‫جيداً حديث ًا يف ماء ٍ‬
‫زجاج ثخني �أو َت ْور حِ جارة‪.‬‬
‫ف إ�ذا �صار القطران �إىل احلد الذي ذكرنا من ذهاب رائحته كُ لها وفناء الزنبق‬
‫وذهابه وعالمة ذلك �أ ْنه �إذا فَنى الزنبق بد�أ يريد ف إ�ذا [ ر�أيته ] (‪ )170‬يريد فر�ش عليه‬
‫من ماء القرنفُل قلي ًال ف إ�نه يرتفع له َز َبد كثري‪ .‬فَا ْقلَع القدر حينئذ عن امل�ستوقد‬
‫ف�صبه كله يف ماء‬ ‫ناحي ًة حتى ينحط ال َز َبد وي�سكُن‪ .‬ف إ�ذا �أمكِن وبرد قلي ًال ُ‬ ‫و�ضعها َ‬
‫القرنفل وغطي عليه و�أتركه �إىل الغد �إىل مثل ذلك الوقت ثم اخرجه ‪ ،‬ف إ�نك جتده‬
‫يف �أ�سفل القرنفل وغطى عليه واتركه �إىل الغد �إىل مثِل ذلك الوقت‪ .‬ثم �أخرجه ‪،‬‬

‫‪ 168‬يف ( �أ ) ( يحتد النار وا�شتدت ) يالحظ هنا �أن النا�سخ ذكر الفعل و�أنثه ألن النار تذكر وت�ؤنث ‪ .‬وكذلك يف ( ب ) (جتتد‬
‫النار وا�شتد ) و يف ( ج ) ( يحتد النار وت�شتد ) ويف ( د ) ( حتتد النار وي�شتد ) ‪.‬‬
‫زين الرج َل ويقعد‬
‫ُ ّ‬‫ي‬ ‫الذي‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫ْ �شَ ُ‬ ‫أ‬
‫وال‬ ‫‪.‬‬ ‫على‬ ‫نان من احلم�ض ‪ :‬معروف الذي يغ�سل به أاليدي ‪ ،‬وال�ضم �أ‬ ‫وال ْ�ش ُ‬ ‫‪ 169‬أُال ْ�ش ُ‬
‫نان ‪ :‬إ‬
‫معه على مائدته ي أ�كل طعامه ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( �أ�شن ) ‪.‬‬
‫‪ 170‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( داي�سته) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫ف إ�نكَ جتده يف �أ�سفل القدر قد ر�سب �شبيه بالقعر يف لَني الغالية ولي�س جم�سها‬
‫وامتدادها فارفعه حينئذ يف قارورة زجاج َوا�سعة الفم وكنه من ال ُغبار والق َذى‪،‬‬
‫فهذا هو ُركنك الذي هو ج�سد الغالية َيعمل منه �إذا �شئت‪ .‬ف إ�ذا �أردت العمل فخذ‬
‫من امل�سك والعنرب فاحمل منه على هذا اجل�سد بقدر ما تريد وا�ستعمله ف إ�نه يجئ‬
‫غاية ك أ� َن الكل م�سك وعنرب ال ي�شك فيه‪ .‬و�أجود عمله وفتقه(‪ )171‬وحمالنه على ما‬
‫ُي�سحق امل�سك وينخل بحريرة ‪ .‬ثم ي ؤ�خذ العنرب اجليد فيك�رس �صغارا ثم‬
‫َ‬ ‫�أ ِ�صف لك‪ .‬ف‬
‫يوخذ ُم ْد ُهن برام �أو تور برام مما يذاب فيه العنرب فُيحمى على َنار ٍ‬
‫فحم‪.‬‬ ‫(‪)173‬‬ ‫(‪)172‬‬

‫ف إ�ذا َحمِ َى طُ َ‬
‫رح فيه العنرب‪ .‬ف إ�ذا ذاب ُ�ص َّب عليه دهن بان جيد بالغ على االوقية‬
‫من العنرب �أوقية من البان �أو �أقل‪ ،‬و�إن كان البان جيداً فن�صف �أوقية ‪ .‬ثم ينحى‬
‫و ُيخلط به نعما‪ .‬ثم ُتلقى امل�سك على العنرب ويخلط نعماً‪ .‬ثم �أحمل على هذا من‬
‫دبرته ‪ ،‬كيف �شئت ‪� :‬إن �شئت واحد وواحد‪ ،‬و�إن �شئت �أثنني‬
‫ج�سد القطران‪ ،‬الذي ّ‬
‫من الركن وواحد من الطيب الذي دبرته �أعنى امل�سك والعنرب‪ ،‬وعلى �أي قدر �شئت‪.‬‬
‫[(‪)174‬وهذه ال�صفة �أخذتها من �أبي يو�سف يعقوب بن �إ�سحاق الكندي وقد ر�أئيته‬
‫وقد َعمِ ل ُه وفتقه ُقدامى و�أخذت من هذا اجلَ�س َد ودفعته �إىل كثري من العطارين‪.‬‬
‫و�سـك ُمرتفع فقط‬
‫فعمله وخرج عنه يف ح�سـاب الغـالية التي هي من م�سـك وعنرب ُ‬
‫وجرى جمراها وبدل يل فيه مفروجا وعلمته �إياه فهو [ يعمله ] (‪ )175‬اليوم على‬
‫َو ْ�صـفِنا ] (‪.)176‬‬

‫الطيب َي ْف ُتقه َف ْتقا ‪ :‬طيبه وخلطه بعود وغريه ‪،‬‬


‫املق�صود بفتقه ‪ :‬خلطه وتطييبه بامل�سك ‪ .‬ويف ل�سان العرب ‪َ :‬فتَقَ ّ‬ ‫‪ 171‬‬
‫وكذلك الدهن‪� .‬أنظر ابن منظور ‪ ،‬مادة ( فتق ) ‪.‬و�أنظر �أي�ضا ابن �سيده ‪ ،‬املخ�ص�ص ‪ ،‬ال�سفر احلادي ع�رش ‪ ،‬ج‪� ، 3‬ص‬
‫‪.200‬‬
‫مل ْد ُهن ‪ :‬بال�ضم ال غري ‪� :‬آلة ال ُّد ْهن ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( دهن ) ‪.‬‬
‫ا ُ‬ ‫‪ 172‬‬
‫التور ‪ :‬من الواين ‪ :‬مذكر قيل هو عربي ‪ ،‬وقيل دخيل ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( تور ) ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 173‬‬
‫الخرون ‪ ،‬لتظهر بعد ذلك يف جميع‬ ‫يت�ضح من ال�سياق �أن هذه الفقرة م�ضافة من قبل النا�سخ أالول ومنه نقلها الن�ساخ آ‬ ‫‪ 174‬‬
‫الن�سخ املخطوطة ‪.‬‬
‫يف ( �أ ) ( يعلمه ) وهي ت�صحيف من النا�سخ ‪ ،‬والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 175‬‬
‫نهاية الفقرة امل�ضافة من قبل الن�ساخ ‪.‬‬ ‫‪ 176‬‬
‫‪55‬‬
‫‪� -34‬صنعة غالية �أخرى قطرانية كان يعملُها ابان العطار‬
‫ت أ�خذ القطران اجليد [ الداذين ] (‪ )177‬وت�صريه يف قدح �أو قدر حجارة كما‬
‫و�صفنا من عمل الطني وامل�ستوقد‪ .‬ثم توقد حتته برفق حتى ُيزبِد‪ .‬ف إ�ذا �ألق َِى كله‬
‫يف طَ �ست فيها ماء القرنفل كما و�صفنا وترك �إىل الغد‪ .‬ف إ�ذا كان من الغد �أخِ ذ‬
‫ورفع وفيه َبع ُد رائحة القطران‪ .‬فهذا ركن لك‪ .‬ف إ�ذا اردت �أن ت�ستعمله فخذ منه ما‬ ‫ُ‬
‫�شئت ف�صيرّ ه يف القدح املطَ ني �أو القدر ور ّده �إىل ذلك امل�ستوقد على ال�صفة أالوىل‬
‫الوقود بعينه‪ .‬ف إ�ذا ذاب ف أ�لقِ على الرطل بالبغدادي(‪ )178‬من هذا‬‫َ�س َواء‪ .‬ثم �أوقِ د ذلك ُ‬
‫القطران خم�سة مثاقيل الذن(‪ )179‬جيد و�أذبِه يف مذابة على حِ ّدته‪ .‬ف إ�ذا ذاب نعماً‪،‬‬
‫ثم �أذب له من مذابة على حِ َِدته‬ ‫�أعنى الالذن‪ ،‬ف أ�ف ِرغه على القطران الذي تزبده‪َ .‬‬
‫خم�سة مثاقيل لُبنى(‪ )180‬من �أجود ما يكون ف إ�ذا ذابت ف أ�ف ِرغها على القطران الذي‬
‫م�سحوق ‪ .‬ثم َح ِركه بحديدة حملبة رقيقة‬ ‫ُتدبِره‪ .‬ثم �ألق عليه خم�سه مثاقيل �سك ُ‬
‫حتى يختلط ‪ .‬ثم �أن ِزله عن النار وحركه �ساعة حتى يبلُغ ال�سك ويلتحم به نعما‪.‬‬
‫ثم ارفع هذا يف قارورة ثم �شد‬ ‫فهذا ركنك وهو ج�سدك الذي يعمل منه �إذا �أ َ‬
‫ردت ‪َ .‬‬
‫ر�أ�سها ف إ�ذا �أردت َع َمل الغالية وفَتقها فاجود عيارك وما تعمل منه �أن ت أ�خذ من‬
‫هذا الركن مثقالني و�أحمِ ل عليه مثقال م�سك ومثقالني �سك ومثقال عود م�سحوقة‬
‫منخولة يخلط بهذا اجل�سد‪ .‬ثم يذاب ل ُه ن�صف مثقال عنرب و ُيخلط معه ثم ي�صري يف‬
‫قدح ويذاب بثالثة مثاقيل �أو �أربعة على َقدر ما تريد من َغلظِ ِه ور َّقته بان مديني‬
‫من �أجود ما يكون او من �أ ْج َود البان الكويف ‪ .‬وهذا ُي�سمى الر�شيدي(‪ )181‬ألن ُولد‬
‫‪ 177‬يف ( �أ ) ( املدادين) ويف (ب ) ( الراذين ) والت�صويب من ( د ) وقد تقدم الكالم على الداذين ‪.‬‬
‫والوزان ‪� ،‬ص ‪. 35‬‬ ‫‪ 178‬الرطل البغدادي ‪ :‬ي�ساوي نحو ‪ 130‬درهما = ‪406,25‬غم ‪ .‬للمزيد �أنظر هنت�س ‪ ،‬املكاييل أ‬
‫القي�سو�س ‪ ،‬فرتعاه املاعز ‪ ،‬فتلزق الرطوبة على‬
‫ُ‬ ‫‪ 179‬الذَن ‪ :‬هو �شيء من رطوبة يدبق بيد الالم�س ‪ ،‬يكون على �شجرة‬
‫�أفخاذها وحلاها ‪ .‬ومن النا�س من ي أ�خذه في�صفيه ‪ ،‬ويعمل منه �أقرا�صا ‪ .‬ومنهم من ي�خذ حباال فيمرها على ال�شجر ‪،‬‬
‫أ‬
‫فما لزق بها من رطوبة جمعوه وعملوه �أقرا�صا ‪ ،‬ولي�س فيه �شيء من الرمل ‪ ،‬ولي�س به�ش �شبيه بالراتينج ‪ .‬ابن ر�سول‪،‬‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 439‬؛ و�أنظر أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪400‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار‪� ،‬ص‬
‫‪164-163‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ودفع املر�ض ‪� ،‬ص ‪. 421-420‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 342‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص‬ ‫�رضب من امليعة ‪ .‬للمزيد �أنظر إ‬
‫ٌ‬ ‫‪ 180‬ل ُْبنى ‪:‬‬
‫‪ 451‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 403‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪. 166‬‬
‫‪ 181‬تن�سب �إىل خام�س اخللفاء العبا�سيني اخلليفة هارون الر�شيد بن حممد املهدي بن املن�صور العبا�سي ‪ .‬توىل اخلالفة‬
‫�سنة ‪ 786/170‬وتويف �سنة ‪ . 808/193‬للمزيد �أنظر ال�سيوطي ‪ ،‬تاريخ اخللفاء ‪� ،‬ص ‪. 308-302‬‬
‫‪56‬‬
‫ابان ي َز ُع ُمون �أ ّن هذا الغالية كان ابان (‪ )182‬يعملها للر�شيد ف�سميت الر�شيدية‬
‫(‪)183‬‬

‫وقد كان يعملها على ما قلنا وال يدخل فيها عنرب‪ .‬فهذا �أجود ما يكون من عملها‪.‬‬
‫ف أ�ما اليوم فُيل ُقون على كل خم�سة �أجزاء من اجل�سد الوزن الذي قلنا من امل�سك‬
‫و�أ�صحابه فاحتفظ بها ف إ�نها غاية‪.‬‬

‫‪� -35‬صنعة غالية قطرانية‬


‫ت أ�خذ رطل بالبغدادي قطران َج ِيد وتدبره يف قدح ُمطني كما و�صفنا �أو ًال �سواء‬
‫بري�شه َبط قلي ًال‬
‫من البناء والوقود وجميع العمل‪ .‬ف إ�ذا ارتفعت َرغو ُت ُه وزبده فخذه َ‬
‫بت بن�صفه‬ ‫قلي ًال ‪ .‬كلما ارتفع فخذه عنه فال َتزال كذلك َح َّتى َ‬
‫يذه ُب ثُلثُه‪ ،‬و�إن ذ ََه َ‬
‫كان �أجود‪ .‬ف إ�ذا بلغ �إىل هذا احلد فقطر عليه �شي ًا من َزيت َو ْز َن مثقال فقط ف إ�نه‬
‫يذهب الدخان كله‪ .‬ثم‬ ‫يرتفع له دخان كثري‪ .‬فح ِركه دائم وال يزال ُيح ِركُ ه حتى َ‬
‫�ألقِ عليه دهن خِ ِريي(‪ )184‬طيب ب َقدر الزيت‪ ،‬ثم ال يزال ُيحركه حتى ينقطع الدخان‬
‫لق عليه زنبق طيب و�أفعل به كذلك‪ .‬ف إ�ذا انقطع دخان الزنبق ف أ�ف ِر ْغه‬ ‫ثم �أ ٍ‬
‫�أي�ضاً‪َ .‬‬
‫ثم برده ثم �أجمعه يف‬ ‫جيد‪ّ .‬‬ ‫يف طَ ْ�ست نظيف يكون قد م�سح قبل ذلك بن�ضوح ُم َع َّتق ّ‬
‫قدح وا�سع زجاج �أو باطية‪ .‬ثم �أ ُب�سطه يف ذلك القدح �أو الباطية كما تب�سط اخللوق‪،‬‬
‫بخره بعود جي ّد غري ُمطري ثالث مرات‪ .‬ثم �أحمل على كل ع�رشة مثاقيل من‬ ‫ثم َ‬
‫هذا اجل�سد مثال م�سك ومثقالني �سك م�سحوق منخول بحريرة ومثقال عنرب �أزرق‬
‫يذاب العنرب َو ْحده ُمذابة ‪ .‬ف إ�ذا ذاب قُطِ َر على املِ�سكِ وال�سك امل�سحوق‪ .‬ثم ي�سحق‬
‫�ساعة ثم يخلط يف اجل�سد نعم ًا يف قدح زجاج‪ .‬ثم يبخر �أي�ض ًا ثالث مرات بالعود‬
‫اجليد ثم يمُ ّد بدهن بان جي ّد على �أي َق َدر �شئت من الغلظ والرقة‪ .‬ثم �صريه يف‬

‫‪ 182‬مل جند له ترجمة يف امل�صادر املتوفرة بني �أيدينا ‪.‬‬


‫والمراء يف الع�رصين أالموي والعبا�سي ا�ستخدام الغوايل وكان كل خليفة يختار مواد ومقادير‬ ‫‪� 183‬شاع بني اخللفاء أ‬
‫الغالية وي�ست�شار يف طريقة مزجها وتركيبها وتن�سب �إليه ‪ .‬ومن �أ�شهر الغوايل غالية ه�شام بن عبد امللك وغالية‬
‫احلجاج بن يو�سف الثقفي وغالية الر�شيد وغالية الواثق وغالية حميد الطو�سي وغالية �أم جعفر الربمكي ‪ .‬للمزيد �أنظر‬
‫النويري ‪ ،‬نهاية أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪60-52‬؛ اال�صفهاين ‪ ،‬حما�رضات أالدباء ‪ ،‬ج‪� ، 4‬ص ‪. 377‬‬
‫‪ 184‬ينقل ابن البيطار عن دي�سقوريد�س �أن اخلريي ‪ :‬نبات معروف وله زهر خمتلف ‪ ،‬بع�ضه �أبي�ض وبع�ضه فرفريي وبع�ضه‬
‫وال�صفر نافع يف �أعمال الطب ‪ .‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 150‬؛ وانظر اي�ضا ‪ ،‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف‬ ‫�أ�صفر ‪ ،‬أ‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 220‬‬ ‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 144‬؛ إ‬
‫‪57‬‬
‫قارورة و�ش َد ر�أ�سه و�أتركه �أيام ًا حتى يختمر‪ .‬ثم َي�ستعمله ‪ ،‬يجئ غاية ‪ .‬و�إن �أردته‬
‫�أرفع من هذا ف أ��ضعِف امل�سك‪�.‬إذا �أردت �أن ٌت َ�سو ِد الغالية �إذا كانت �صهباء‪ ،‬ف أ��رسج‬
‫�رساج ًا بدهن خريي �أو بنف�سج و�أجمع دخانه ‪ .‬وذلك �أن ت أ�خذ طَ �ست منب�سط أال�سفل‬
‫وت�صب فيها �إىل ثلثها ماء‪ ،‬و ٌت�رسج ال�رساج وت�ضعه‬ ‫ُ‬
‫(‪)185‬‬
‫فت ُن�صبها على أالثايف‬
‫حتتها ‪ .‬ف إ�ن دخان ال�رساج َي�رسج التزاق ُه ‪ ،‬واجتماعه يف �أ�سفل الط�ست ‪ .‬ف أ�جمع‬
‫منه ما �أحببت يف �سرَ َ عِ ه ‪ .‬وهذا �أ�صل لك يف كل ما تريده �أن يجمع ُدخانه من �سائر‬
‫أالدهان ‪ ،‬ثم �أخذ ذلك الدخان و�ألق منه على الغالية التي تريد َ�س َوا َدها و�أعجنه‬
‫ال�س َواد �إن �شاء اهلل ‪ .‬وال ين ُق�ص من طيبها‬‫نعما حتى ي�صري �إىل ما تريد من َ‬ ‫به ّ‬
‫ورائحتها �شيئ ًا البتة‪ .‬وهو باب َح َ�سن يحتاج �إليه يف �أكرث الغوايل‪.‬‬

‫‪ -36‬باب �آخر‬
‫�إذا �أردت �أن ُتي�رس العنرب حتى ي�سحق بالقهر وال حتتاج �إىل �إذابته‪ ،‬فخذ‬
‫(‪)186‬‬
‫و�ضعها على الثلج ‪ .‬ف إ�ذا بردت كالثلج فك�رس ه‬ ‫َبالطه ُرخام �أو َ�صالية زجاج َ‬
‫العنرب يف جلد لني‪ ،‬يو�ضع فيه وي�رضب‪ ،‬ف إ�نه ينك�رس ‪� ،‬أو َق َر�صه �صغارا‪ .‬ثم ُيل َقى‬
‫رتك قليالً‪ .‬ف إ�نه يربد ويجف‪ .‬فا�سحقه ف إ� ّنه ين�سحق مثل ال َه َباء ‪،‬‬ ‫على ال َبالطة و َت ُ‬
‫وا�ستعمله فيما تريد على املكان ‪ ،‬و�إال ف أ�علم �أ َنه �إذا ذهب عنه ذلك البرَ د ‪ ،‬رجع‬
‫ريت العود‬ ‫�إىل كيانه واجتمع ألنه ُده ّني ‪ .‬فيحتاج حينئذ �أن يذبيه بالنار‪� .‬إذا طَ َ‬
‫الر َ�صا�ص وهو يف‬ ‫َ‬
‫(‪)187‬‬
‫فذر عليه �أ�سفيداج‬
‫بالعنرب و�أردت �أن يكون العود �أبي�ض ّ‬
‫تور التطرية فاثر َب ْع ُد ثم َح ِركه نعم ًا حتى يل َزم القِطَ ع العود التي طريتها منه ما‬
‫�أردت من بيا�ضه ف أ�نه يجيء ح�سن ًا جداً �أبي�ض ما �أقام عندك‪ .‬وهذا اال�سفيداج ال‬
‫ي�ضرُ ه يف رائحته ب�شيء وهو خري من التطرية بالُ�سكَر ألن ال�سكر يقطع رائحة‬

‫ثاف ‪ .‬ابن منظـور ‪ ،‬ل�سـان العرب ‪ ،‬مـادة‬ ‫‪ 185‬أال ْثف ِّي ُة إ‬


‫وال ْثفِي ُة ‪ :‬اجلـحـر الذي تو�ضع عليـه القِـ ْد ُر ‪ ،‬وجمعها �أثايفُّ و�أ ٍ‬
‫(�أثف)‪.‬‬
‫‪ 186‬حرف الهاء يف ( فك�رسه ) يظهر يف كل الن�سخ ماعدا ( ب ) وبدونه ي�ستقيم املعنى ‪.‬‬
‫‪� 187‬أ�سفيداج ‪ :‬املراد به املعمول من الر�صا�ص ف إ�ن كان من القلعي فهو الرومي أالجود ‪� .........‬جوده البي�ض الرزين‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫املعمول يف (�شهر) �أبيب �أعني متوز ‪ .‬أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 69‬؛و�أنظر اي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف‬
‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 186‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 42-41‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪.398 ،‬‬
‫‪58‬‬
‫وح ِركه نعما حتى يلتزق الع�سل‬ ‫الكافور‪ .‬و�إن �شئت فقطر عليه َقطْ رات َع َ�سل َ‬
‫بالقطع العود كلها ‪ .‬ف إ� ّنه �إذا جف وجمد �أبي�ض ح�سنا ‪� .‬إذا �أردت �أن تتبخر ف أ�جود‬
‫الغ�ض الذي مل‬
‫ّ‬ ‫(‪)188‬‬
‫ذلك و�أطيبه �أن َتخرج من احلَمام فتدلُك َب َد َنكَ ب أ�طراف النمام‬
‫ُي ِ�صبه املاء نعم ًا ‪ .‬ثم يمَ �سح مباء ورد ثم يبخر نعم ًا ٌُم ْ�شبع ًا(‪ .)189‬ف إ�ذا فعلت ذلك‬
‫و�أخرجت املجمرة من حتتك فا�سمح ج�سد ب�شيء من النمام �أي�ض ًا وكذلك ثو َبك ‪.‬‬
‫�إذا ُبخ ِر على املُ�شجب(‪ )190‬ف�ضع حتته وهو على امل�شجب منام ًا غ�ض ًا �أو ُدرج فيه‬
‫منام واتركه �ساعتني �أو ثالث �ساعات ثم �ألب�سه �أو �أرفعه كيف �شئت ف أ�نك جت ُد ل ُه‬ ‫ّ‬
‫رائحة عجيبة يبقى يف ثوبك بقاء عجيبا‪.‬‬

‫�أبواب أالدهان‬
‫‪-37‬طبيخ البان‬
‫(‪)193‬‬
‫و�سعــــــد‬
‫ُ‬
‫(‪)192‬‬
‫ومـــَرمـــاحـُـــوز‬ ‫(‪)191‬‬
‫ت أ�خـــــذ ورق الــغــــــار‬

‫‪ 188‬النمام ‪ :‬منه ب�ستاين فيه رائحة من رائحة املر َزجنو�ش ‪ ،‬وي�ستعمله النا�س يف أُالكلة ‪ :‬وهو الدبيب ‪ ،‬النه يدب يف‬
‫أالر�ض‪ .............. ،‬ومنه غري ب�ستاين ‪ ،‬ولي�س يدب يف نباته ‪ .‬بل هو قائم ‪ ،‬وله �أغ�صان دقاق يف مقدار ما ي�صلح لفتل‬
‫ال�سذاب ‪ .‬وزهره حريق‬ ‫ال�سذاب ‪� ،‬إىل الدقة ما هو ‪� ،‬أطول و�أ�صلب من ورق َّ‬ ‫القنديل ‪ ،‬و�أغ�صانه مملوءة ورقا �شبيها بورق َّ‬
‫أ‬
‫املذاق ورائحته طيبة ‪ ،‬وال ينتفع به ‪ .‬ابن ر�ســول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 527‬؛البريوين ‪ ،‬ال�صيـدنة ‪� ،‬ص ‪ 364‬؛‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪� ،‬ص ‪ 386‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 354‬‬ ‫إ‬
‫‪ 189‬يف ( ب ) و ( د ) ( م�شبع ًا )‪.‬‬
‫ِ�شج ُب كال�شجاب ‪ .‬ابن منظور ‪،‬‬‫بات ُموثَّق ٌة من�صوب ٌة ‪ ،‬تو�ضع عليها الثياب و ُت ْن�شرَ ‪ ،‬واجلمع �شُ ُج ٌب ؛ وامل َ‬
‫‪:‬خ�شَ ٌ‬‫جاب َ‬
‫وال�ش ُ‬
‫َّ‬ ‫‪ 190‬‬
‫ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( �شجب ) ‪.‬‬
‫وخمل �أ�صفر �أ�صغر من البندق �أ�سود الق�رش ‪ ،‬له لب يقع‬ ‫‪ 191‬غار ‪ :‬هو �شجر عظام ‪ ،‬له ورق طوال �أطول من ورق اخلِالف َ‬
‫أ‬
‫الرند ‪ .‬للمزيد �نظر ابن‬ ‫أ‬
‫يف الدواء‪ ،‬وورقه طيب الريح يقع يف العطرية ‪ ،‬ويقال لثمره ال َّد ْه َم�ست ‪ ،‬و�هل ال�شام ي�سمونه َّ‬
‫ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 348‬؛و�أنظر اي�ضا أالنطاكي‪،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 348‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 550‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 280‬‬ ‫ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 256‬؛ إ‬
‫ماحوز ‪ :‬هو ال�رسو اجلبلي خ�شبي خ�شن أالوراق ‪ ،‬يقارب ل�سان الثور �إال �أنه �أطول ويف ورقه ميل �إىل �أ�سفل ‪ ،‬وبزره يف‬ ‫‪َ 192‬م ْر ُ‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب‪،‬‬ ‫ظروف كالكتان ‪ . ..........‬للمزيد �أنظر أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 422‬؛ و�أنظر �أي�ضا إ‬
‫ج‪� ، 1‬ص ‪ 366‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 490‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪. 176‬‬
‫الر�ض ‪ ،‬خ�شنا طيب الرائحة ‪ ،‬مع �شيء من حدة ‪ ،‬ولي�س ينتفع من ال�سعد �إال‬ ‫ّ‬ ‫‪�ُ 193‬س ْعد ‪� . :‬أجوده ما كان ثقيفا ثقيال ع�رس‬
‫أ‬
‫ب أ��صله خا�صة ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 226-225‬؛و�نظر اي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص‬
‫أ‬
‫‪ 221-220‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 267‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 191-190‬؛‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪. 550‬‬ ‫إ‬
‫‪59‬‬
‫ومـــرزجنـــــو�ش(‪ )194‬ياب�س ومرو (‪� )195‬أبي�ض ‪ ،‬والعيار يف ذلك �أن يكون لكل ع�رشة‬
‫�أرطال بالبغدادي رطلني من هذه أالفواه‪ٌ ،‬دقها وانخلها مب ُنخل �شعر‪ .‬ثم �أجعلهـا‬
‫يف تور ِب َرام واعجنهـا مبـاء واتركها يف التـور بقيـة يومها وليلتها ‪ ،‬وليكن عليهـا‬
‫مـن [ املاء ] (‪)196‬ما يغمرها‪ .‬ف إ�ذا كان الغد فاجعلها يف طنجري برام �أو قِ در ِبرام‬
‫و�صب عليها �أي�ض ًا من املاء ما يغمرها ب أ�ربع �أ�صابع‪ .‬ثم خذ‬
‫نظيفة من ال َد َ�سم ُ‬
‫دهن حب ال ُقطن(‪� )197‬أو ُدهن َن َوى‬
‫مقداره ثم �صب عليها الدهن‪ ،‬وليكون الدهن ُ‬
‫امل�شم�ش(‪ ، )198‬و ُدهن حب ال ُقطن �أجــود يخرج يف كيان البان َ�سواء ‪ .‬ونحن ن�شرَ ح‬
‫حب ال ُقطن وغريه بعد فراغنا من �صفة طبخ البان‪ .‬ثم �أ ْوقِد حتته برفق‬ ‫�إخراج ُدهن ّ‬
‫�ص املاء �شيئا فزده مثل ما نق�ص من‬ ‫وت ؤ�ده و�أنت تنظر �إليه ومت ّده باملاء‪ :‬كلما َن َق َ‬
‫احلار وتوقد حتته �إىل الع�رص‪ .‬ثم �أتركه �إىل الغد يف الطنجري ثم �صفَّه ثم خذ‬ ‫ّ‬ ‫املاء‬
‫هذه أالف َْواه و�أفعل بها كما فعلت �أول مرة وخذ املقدار و�أوقِد �إىل الع�رص وكلما‬
‫نق�ص من املاء �شيء زدت مثله من املاء الفائر حتى توقِد �إىل الع�رص‪ .‬ثم تقطع‬
‫ربد‪ .‬ثم �صفِه ثم خذ �أي�ض ًا [ زرنب ](‪ )199‬و َف َل ْن َجة(‪)200‬وكَ َبا َبه‬
‫النار وتدعه حتى ي ُ‬

‫وح َبقُ القثاء �أي�ضا‪.‬‬


‫ال�سم�سق بالعربية ‪ ،‬والعبقر اي�ضا ‪َ ،‬‬
‫وم ْر َدقو�ش ‪ .‬وهو فار�سي وا�سمه َّ‬ ‫جن�ش ‪َ ،‬‬
‫َم ْر َزجنو�ش ‪ :‬ويقال َم ْر َز ُ‬ ‫‪ 194‬‬
‫وهو نبات كثري أالغ�صان ‪ ،‬ينب�سط على الر�ض يف نباته ‪ ،‬وله ورق م�ستدير ‪ ،‬عليه زَغَ ب ‪ .‬وهو طيب الرائحة جدا ‪،‬‬
‫أ‬
‫م�سخن‪ ،‬ي�ستعمل يف أالكاليل ‪ .‬ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 488‬؛و�أنظر اي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب‪،‬‬
‫ال�شبيلي‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪.365‬‬ ‫�ص ‪ 420‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 341‬؛ إ‬
‫َم ْرو ‪ :‬هو امل َْرماحوز عند ابن ر�سول يف املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬أنظر �ص ‪ 348‬؛و�أنظر اي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات‬ ‫‪ 195‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 366‬‬ ‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 342‬؛ إ‬
‫يف ( �أ ) الكلمة مطمو�سة والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د )‬ ‫‪ 196‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ورد عند ابن وح�شية يف باب ذكر القطن �أنه ‪ :‬يفلح يف كل الر�ضني اجلياد ويعلو نباته �قل من قامة الرجل ‪ .‬وعيدانه‬ ‫‪ 197‬‬
‫دقاق ‪ ،‬وهو �ضعيف يف نباته ‪ .‬وحمله مدور فيه القطن ‪ ،‬ين�شق عن القطن فيخرج منه ‪� .‬أنظر الفالحة النبطية ‪ ،‬ج‪، 1‬‬
‫�ص ‪. 520‬‬
‫ال�سفل وغلظ ال�رشج ‪ ،‬وت�ضمد به البوا�سري الظاهرة ‪ ،‬ويحتمل للباطنة منها ‪ ،‬وهو �شبيه‬ ‫أ‬
‫دهن َن َوى امل�شم�ش ‪ :‬يحلل �ورام ُّ‬ ‫‪ 198‬‬
‫املر ‪ ،‬وينفع من ال ّزحري ومن الرطوبة ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 171‬؛و�أنظر‬ ‫القوة بدهن اللوز َ‬
‫اي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �ويل اللباب ‪� ،‬ص ‪. 224‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫يف ( �أ ) و ( ج ) ( مدنب ) ومل نعرث على معنى لها يف امل�صادر التي بني �أيدنا ‪ .‬والغـالب �أنها ت�صحيف من الن�ســاخ ‪.‬‬ ‫‪ 199‬‬
‫ويف ( ب ) و ( د ) زرنب وهو ال�صواب ‪ ،‬وقد تقدم احلديث عن �صفة الزرنب ‪.‬‬
‫فلَنجة ‪ :‬قيل �أنها من أالثمار ‪ ،‬وقيل �أنها من احلبوب ‪� ،‬أجودها احلديث الكبار ‪ ،‬حارة ياب�سة يف الثانية ‪ ،‬مقوية للمعدة‬ ‫‪2 00‬‬
‫والكبد الباردتني ‪ ،‬وتزيد يف الباءة ال�رشبة منها ‪ :‬درهم ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪366‬؛‬
‫وانظر اي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 272‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 292-291‬‬
‫‪60‬‬
‫واعجنه قبل �أن تفرع من الطبخة‬ ‫وا�سحقه ُ‬‫َ‬ ‫وقاقلة و[ َ�سليخة ](‪ ،)201‬خذ منها رطلني‬
‫وخمرها يف تور برام ‪،‬ف إ�ذا فرغت من الطبخة الثانية بتلك االفواه اعدتها‬ ‫الثانية ّ‬
‫املخمرة ‪ .‬الطبخة الثالثة بهذه أالفوة التي �أذكر لك‪ :‬خذ من االفواه‬ ‫ّ‬ ‫بهذه أالفواه‬
‫ال�صالب رطلني ومن �سنبل الع�صافري �أوقيتني ومن القرنفل �أوقيه دقها وانخلها‬
‫وخمرها ليلة �أي�ضاً‪ .‬ثم �أطبخ ال ُدهن بها كما طبخت �أول مرة والثانية من ُغ ْد َوة‬ ‫ّ‬
‫�أي�ض ًا �إىل الع�رص‪ .‬ثم �أعِ د طبخه من الغد بهذه االفواه �سواء التي م�ضت تجُ ّددها له‬
‫�أي�ض ًا وتطبخه �إىل الع�رص كما طبخته �أول مرة‪ .‬ثم خذ من العو ُد ال ُقماري ثالث‬
‫ا�سة ثالثة مثاقيل واطبخه به ثالث �ســاعات ثم‬ ‫�أواق ومن ال�سنبل �أوقية ومن ال َب ْ�س َب َ‬
‫َد ْعه ي�سكن‪ .‬ثم �صفه ثم خـذ لكل رطـل من الدهن مثقـال م�سك جيد ‪ .‬ثم اب�شه ب�شـ ًا‬
‫من غري تخمري ومن غري �أن ت�صب يف الطنجري مـاء واجعل مع امل�سـك �شـيئ ًا من‬
‫(‪)203‬‬
‫عود ُقما ِري(‪ .)202‬ثم �أوقِ د ‪ ،‬يخرج ك أ�جود ما يكون و�أطيبه من البان املديني‬
‫حب البان رط ًال‬ ‫الغاية‪ .‬ف إ�ذا �أردت العمل به و�أن جتعل فيه حب البان فخذ من ّ‬
‫جانة َخ�ضرْ اء و�صب عليه ماء‬ ‫ون�صف رطل فدقه وانخله بغِربال واجعله يف �إ ٍ‬
‫ُ�س ْخن ًا واعجنه بيدك‪ ،‬ثم �أمده باملاء احلار َق َد َر ما يكون َخاثِراً واتركه ب َقية يومك‬
‫‪ 201‬وردت الكلمة يف ( �أ ) و ( ج ) (�سلنجة ) ومل نعرث على معنى لها يف امل�صادر التي بني �أيدنا ‪ .‬والغالب �أنها ت�صحيف‬
‫من الن�ساخ ‪ .‬ووردت يف ( ب ) و ( د ) ( �سليخة ) وهي ال�صواب ‪ .‬وال�سليخة ‪� :‬أ�صناف كثرية ‪ ،‬وهي كلها من نوع اجلَنبة‪،‬‬
‫ونباتها خمتلف فمنها ما له ورق كورق ال�سو�سن ‪ ،‬الذي يقال له �إير�سا �إال �أنه �أرق و�أ�شد خ�رضة ‪ ،‬ولها �أ�صل غليظ‬
‫اللحاء ‪ ،‬ياقوتي اللون ‪� ،‬أحمر ‪ ،‬طويل أالنابيب ‪ ،‬عطر الرائحة ‪ ،‬فيها �شيء من رائحة اخلمر ‪ ،‬ويف طعمها �شيء من طيب‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪542‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن البيطار ‪،‬‬ ‫مع َي�سري ملوحة ولزوجة وحرارة ‪ .‬للمزيد �أنظر إ‬
‫اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 195‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ 2 02‬عرف العرب يف الع�رص العبا�سي �أنواعا عديدة من العود و�صل عددها �إىل �أكرث من ع�رشين �صنفا كانوا يجلبونها من‬
‫�أنحاء خمتلفة من الهند و�أرخبيل املاليو وال�صني ‪ .‬ومن �أ�شهر �أنواع العود العود القماري‪ .‬والعود القماري ‪ :‬ي�ؤتى به‬
‫والزرق ‪ ،‬الكثري املاء ‪ ،‬الرزين ال�صلب ‪ ،‬الذي‬ ‫من قمار ‪ ،‬وهي �أر�ض �سفالة الهند ‪ ،‬وهو �أي�ضا يتفا�ضل ‪ ،‬و�أجوده أال�سود أ‬
‫ال بيا�ض فيه ‪ ،‬ويبقى على النار ويكون يف القطعة منه ن�صف رطل �إىل ما دون ذلك ‪ .‬للمزيد �أنظر النويري ‪ ،‬نهاية‬
‫أالرب‪ ،‬ج‪� ،12‬ص ‪ 28‬؛ و�أنظر �أي�ضا اليعقوبي ‪ ،‬كتاب البلدان ‪� ،‬ص ‪ 124-123‬؛ القلق�شندي ‪� ،‬صبح أالع�شى ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص‬
‫‪ 130-125‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 228-277‬‬
‫بالفاوية الطيبة مثل‬‫ين – ف أ�ن �أهل املدينة يطبخونه أ‬ ‫مل َد ّ‬‫ين فيقول ‪ :‬و�أما البان ا َ‬ ‫‪ 2 03‬يتحدث النويري عن البان ا َ‬
‫مل َد ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ال�سليخة وال�سنبل والقرنفل والكبابة والهرنوة وال�صندل ال�صفر املخروط ‪ ،‬و�سِ َّن العود ال�سود ‪ ،‬يطبخونه بكل واحد‬
‫من هذه أال�صناف �أياما مع املاء ال�صايف ‪ ،‬ثم يبرَّ د ويطبخ بال�صنف أالخر حتى ينتهي ‪� ........‬إال �أن هذا الدهن ال ي�صلح‬
‫للغوايل‪ ،‬النه يتغلب على روائح العنرب وامل�سك بروائح أالفاوية وحِ ّدتِها ‪ ،‬فال ت�ستعمله امللوك �إال �أن تدهن به �أيديها‬
‫هن ‪� .‬أنظر نهاية أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪ 83-81‬؛ و�أنظر �أي�ضا اليعقوبي‪،‬‬ ‫يف ال�شتاء ‪ ،‬وت�ستعمله الن�ساء يف �أطيابهن ُ‬
‫وخ ُم ِر ّ‬
‫كتاب البلدان ‪� ،‬ص ‪. 126‬‬
‫‪61‬‬
‫وليلتك‪ .‬ثم �صيرَّ ه مع الدهن بعد طبخك ل ُه مرتني �أعني الطبختني أالوليتني فقط‬
‫بالطبخة أالوىل التي فيها الغار واملرماحوز وليكن عيار ذلك لكل ع�رشة �أرطال‬
‫من دهن حب ال ُقطْ ن الذي و�صفنا رطل ون�صف من حب البان‪ .‬ثم دبره كما و�صفنا‬
‫بالطبخ أ‬
‫والفواه �إىل �أن يتم كما و�صفنا ف إ�نه يخرج عجب ًا يختار على البان اجليد‬
‫ال�س(‪ )204‬الغ�ض‬ ‫البالغ‪ .‬و�إن �أردت �أن يكون �أخ�رض فتخرج ظريف فخذ من �أطراف آ‬
‫الذي ي�سمى القراح َف ُدقه و�أ ْع�رص ماءه ‪ .‬أ‬
‫وال ْخذ لكل ع�رشة �أرطال من ال ُدهن رط ًال‬
‫وع َمله كُ له على ما و�صفنا‬ ‫من ماء آ‬
‫ال�س واطبخه به طبخه ‪� ،‬إذا فرغت من طبخه َ‬
‫ومتامه فاطبخه به حتى يذهب املاء ويبقى الدهن اخ�رض �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -38‬صنعة [ طبيخ ] (‪ )205‬بان �أخر‬

‫ت أ�خذ ع�رشة �أمناء زيت �إنفاق(‪ )206‬جيد ورطل ورد �أحمر ياب�س ُمنقى من‬
‫قماعه ورطل مرو �أبي�ض ورق حديث ومثله من �أطراف آ‬
‫ال�س ياب�س ‪ ،‬و�إن كان‬ ‫�أ َ‬
‫ال�س احللواين [كان ](‪� )207‬أجود ‪ ،‬يدق كل واحد وحده َ‬
‫وينخل مبنخل �صفيق‬ ‫من آ‬
‫ويلَقى يف قِ ْدر بِرام وي�صب عليه ماء يغمره ب أ�ربع �أ�صابع‪ ،‬ثم ي�صب عليه الزيت ‪.‬‬
‫ثم ي ؤ�خذ َقدر املاء من الزيت بعودٍ ‪ ،‬ثم يطبخ يوم ًا �إىل الليل حتى يذهب املاء و�أتقِ‬
‫ُدخول النار عليه من فوقه‪ .‬ثم َبرده و�صفه و�أم�سح القدر نعماً‪ .‬ثم �أعده و�أفعل به‬
‫مثل الفعل أالول يف َقدر املاء واالفواه �سوا ٍء ‪ ،‬ثم برده و�صفه و�أ َ‬
‫م�سح القدر نعم ًا‬

‫ال�س ‪ :‬هو معروف وي�سمى عند العامة بالريحان ‪ ،‬والريحان يف احلقيقة هو كل ما فيه رائحة عطرية من أال�شجار‬ ‫آ‬ ‫‪2 04‬‬
‫ال�س أ‬
‫‪،‬فاللف والالم فيه‬ ‫والنبات ‪� ،‬إال �أن العامة غلبوا هذا اللفظ وجعلوه علما على هذا النوع من ال�شجر الذي هو آ‬
‫أ‬
‫للغلبة ال للتعريف كال َعقَبة والكتاب ‪ .‬للمزيد �أنظر البريوين‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 34-33‬الوزير الغ�ساين‪ ،‬حديقة الزهار‪،‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪.41‬‬ ‫�ص ‪ 9‬؛ و�أنظر اي�ضا ‪ .‬أالنطاكي‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 68‬؛ إ‬
‫وردت الكلمة يف ( �أ ) و ( ج ) (طبخ ) والغالب �أنها ت�صحيف من ال ُن َ�ساخ ‪ .‬ووردت يف ( ب ) و ( د ) (طبيخ ) وهي‬ ‫‪ 205‬‬
‫ال�صواب‪.‬‬
‫الغ�ض ‪ ،‬للمزيد انظر املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪-214‬‬
‫ّ‬ ‫الزيتون‬ ‫من‬ ‫املعت�رص‬ ‫ْب‬
‫ذ‬ ‫الع‬ ‫الزيت‬ ‫هو‬ ‫نفاق‪:‬‬ ‫ال‬
‫إ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫�‬ ‫ر�سول‬ ‫ذكر ابن‬ ‫‪ 206‬‬
‫‪ 215‬؛ وانظر اي�ضا ‪ ،‬الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪103‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.45‬‬
‫كلمة ( كان ) مطمو�سة يف ( �أ ) والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪2 07‬‬
‫‪62‬‬
‫وورد وكبابة‬ ‫ثم اطبخه بافواه �سواء املَالب وهي [�سليخة] وقِ رفة وفلنجة َ‬
‫(‪)208‬‬

‫�أجزاء �سواء ويكون قدرها ثالثة �أرطال من كلها‪ .‬ثم �أعمل كالعمل أالول �سواء‬
‫يف َق ْدر مائة وطبخه‪ .‬ثم بِرده ثم �صفه واطبخه ثالثة بافواه ا َ‬
‫جل ْع َف ِرية(‪ )209‬وهي‬
‫[هيدبوا ](‪ )210‬من كل واحد جزء‬ ‫�سبا�سة و َ‬
‫و�ص ْن َدل و َب َ‬
‫و�س ْنبلُ َ‬
‫جو ْز ُبوا و َق َر ْنفل ُ‬
‫ويكون ذلك ثالثة �أرطال �أي�ض ًا من جميعها ودبرته كما دبرت �أول مرة‪ .‬ثم ِ�صفه‬
‫يخرج بانا جيداً �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪�َ -39‬ص ْن َعة �إخراج دهن حب القُطْ ن الذي يطبخ كالبان‬


‫ت أ�خذ حب ال ُقطن فتخرج ما يف جوفه و َيدق نعما حتى ي�صري مثل املُخ ‪ .‬ثم‬
‫ُتدبِر كما ُتدبر دهن اللوز واجلوز(‪ )211‬حتى ُيخرج دهنه وت�ستعمله يف البان كما‬
‫و�صفنا يف ما م�ضى‪ ،‬ف إ�ن �أردت ُدهن حب القطن هذا التدبري و�إال فدبره بتدبري‬
‫يخرج يف رائحة البان وطيبه مل ُير مثله يف معناه وطيب رائحته وهو �أي�ض ًا‬ ‫�آخر ُ‬
‫ذهب باخلا�صة منه ويلني الب�رشة و ُي�صفي اللون ‪ .‬فخذ‬ ‫لل�شــعر ُيكرثه و ُي�س ِوده و ُي َ‬
‫ال�س ْن ُبل �أوقية ومن ال َق َرنفُل‬
‫منه منا و�صريه يف طنجري برام نظيف‪ .‬ثم خذ من ُ‬
‫ن�صف �أوقية ومن املرزجنو�ش املُجفف �أوقية ومن [ االفرجنمِ ْ�شك ] (‪ )212‬املُجفف‬

‫وردت الكلمة يف ( �أ ) و ( ج ) (�سلنجة ) وهي ت�صحيف من الن�ساخ ‪ .‬ووردت يف ( ب ) و ( د ) ( �سليخة ) وهي ال�صواب‪.‬‬ ‫‪ 208‬‬
‫بالر�ض‪.‬للمزيد �أنظر البريوين‪،‬ال�صيدنة‪�،‬ص ‪.240‬‬ ‫اجلعفرية ‪ :‬هو نبات ً�سو َرنجْ َان وهو �أول زهر يلوح يف الربيع وورقه ال طئ أ‬ ‫‪2 09‬‬
‫يف ( �أ ) و ( د ) هربوا ‪ ،‬ويف ( ب ) ( هربونة ) ‪ .‬ومل نهتد �إىل معنى الكلمة و�صفتها‪ ،‬والغالب �أنها ت�صحيف من الن�ساخ‬ ‫‪ 210‬‬
‫وال�صواب هيدبوا ‪ .‬وجاء يف اجلامع ملفردات أالدوية �أن هيدبوا ‪ :‬هو الهال ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن البيطار ‪� ،‬ص ‪.359‬‬
‫دهن اجلوز ‪ :‬قوي احلرارة ‪ ،‬حملل نافع للقُولَنج والفالج والت�ش�شُّ نج ‪� ،‬إذا ا�ستعط به ‪� ،‬أو مرخ به البدن ‪ ،‬وينفع النوا�صري يف‬ ‫‪ 211‬‬
‫نواحي العني ‪ ،‬و�أ�صحاب أالمزجة الباردة ‪ ،‬ودهن العتيق منه يلني الع�صب املت�شنج ‪ ........‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪ ،‬املعتمد‬
‫يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 170‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن البيطار ؛ اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 107‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪،‬‬
‫�ص ‪. 158‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ردت الكلمة يف ( � ) و ( ج ) ( الفرجنم�شت ) ‪ ،‬ثم �صوبت يف ال�سطر التايل لت�صبح ( الفرجنمِ �شك ) وهي ال�صواب ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 212‬‬
‫حل َبق فيقول ‪ :‬ونوع �سابع يعرف بالقرنفلي ‪ ،‬ورقه عري�ض‬ ‫ال�شبيلي عن ا َ‬ ‫حل َبق ‪ .‬يتحدث إ‬ ‫واالفرجنمِ ْ�شك‪ :‬هو �أحد �أنواع ا َ‬
‫أ‬
‫كورق احلَماحِ م ‪� ،‬إال �أنها �أعر�ض ‪ ،‬وي�شبه ورق الباذروج يف ال�شكل ‪ ،‬خ�رضته مائلة �إىل ال�صفرة ‪ ،‬فيه ت�رشيف ‪ ،‬وك�ن‬
‫عليه زئرباً �أبي�ض �شبه ال ُغبار ‪ ،‬وله يف �أعلى أالغ�صان �أغ�صان �أخر ‪ ،‬رقاق يف رقة امليل ‪ ،‬ثالثة �أو �أربعة ‪ ،‬تخرج من‬
‫مو�ضع واحد ك أ�نها مملوءة من غلف البرُ ّ ‪ ،‬وبزره دقيق مدحرج يف قدر َح ّب اخلردل و�أ�صغر ‪ ،‬لونه �أ�صهب ‪ ،‬وي�سمى‬
‫ب أ��صبع القينات ‪ ،‬وبالريحانة الرومية ‪ ،‬وكمادريون ‪ ،‬وهو أالفرجنم�شك‪ .‬للمزيد �أنظر عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪158‬؛‬
‫ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪63‬‬
‫وو ْرد �أحمر‬
‫و�ص ْن َدل �أبي�ض �أوقية وقا ُقلة �أوقية َ‬
‫�أوقية ومرو �أبي�ض جمفف �أوقية َ‬
‫اه�سِ ف ََرم ن�صف �أوقية ومن َبذر أال َفرنجْ َ م�شك ن�صف �أوقية ومن‬ ‫�أوقية ومن بذر َ‬
‫ال�ش ْ‬
‫الزعفران ال�صحيح ثالثة َدراهم واذخر(‪ )213‬وميعة(‪ )214‬مق�رش وورد أال ُترج وحب‬
‫جتمع هذه‬
‫ُ‬ ‫ال�س من كل واحد �أوقية ‪،‬‬ ‫جوف أال ُترج املق�رش و َبذر النمام وحب آ‬
‫أال�شياء بعد الدق وتلقى على ال ُدهن و ُيو َقد حتت الطنجري وقود لني بِرقق وي�رضب‬
‫�رضب ًا �شديداً ب َق َ�ص َبة �أو عود حتى �إذا َع ْلم َت �أن ُقوى هذه أال�شياء قد تداخلت من‬
‫وح َّبتني م�سِ ك‪ .‬ثم �رضبته‬
‫لقيت عليه وزن دانِق كافور َ‬ ‫مل َد َّهن وا�ستحكمت فيه‪� ،‬أ َ‬ ‫ا ُ‬
‫را�سة وتركتها بقية يومها‬ ‫و�شدت ر�أ�سها بلبِد �أو كُ َ‬
‫نعما ثم �أنزلت الطنجري عن النار َ‬
‫الدهن وي�صفو ف إ�ذا �أ�صبحت �صفيته يف القوارير جتده دهن ًا‬ ‫وليلتها ح ّتى يبرُ د ُ‬
‫طيب ًا ك أ�جود ما يكون من البان يف رائحته ولونه مل تر مثله يف هذا املعنى وهو‬
‫كثري املنفعة �إن �شاء اهلل بعده دهن امل�شم�ش‪.‬‬

‫‪� -40‬صنعة غالية‬

‫ت أ�خذ وزن ع�رشة دراهم ُمر َد َ‬


‫ا�س ْنج (‪� )215‬أحمر ووزن �أربعني دِرهما بان جيد‪.‬‬
‫اجعل البان يف قدح زجاج ُمطَ ني �أو َتور حجارة ‪ ،‬ثم �أجعله على نار فَحم لينة‪.‬‬

‫‪� 213‬إذْخِ ر ‪ :‬باملعجمة اخلالل امل أ�موين ‪ ،‬ومب�رص حلفاء مكة ‪ ،‬وهو نبات غليظ أال�صل كثري الفروع دقيق الورق �إىل حمرة‬
‫و�صفرة وح ّدة‪ .‬ثقيل الرائحة عطري‪ ،‬يدرك بتموز �أعني �أبيب و�أجوده احلديث أال�صفر امل أ�خوذ من احلجاز ثم م�رص‪،‬‬
‫والعراقي رديء ‪ ،‬ويغ�ش بالكوالن والفرق �صغر ورقه ويقال �أنه �آجامي ‪ . .....‬للمزيد انظر البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص‬
‫‪ ،38-37‬أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب‪� ،‬ص ‪62‬؛ و�أنظر اي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 14‬؛‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 46‬؛ ويقول الوزير الغ�ساين �أن �أجوده ما ينبت ب أ�ر�ض بابل ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص‬ ‫إ‬
‫‪. 29‬‬
‫‪ 214‬امل َْيعة ‪ :‬حارة ياب�سة تنفع من النوازل ‪ ،‬و�أف�ضلها احلمراء احلديثة الذكية ‪ ،‬وهي ت�صلح يف �أعمال الطيب وتدخل غي‬
‫�أعمال النار من البخورات وغري ذلك ‪ .‬الزهرواي ‪ ،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪� ،‬ص ‪ 275‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول‪،‬‬
‫املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪510‬؛ أالنطاكي‪ ،‬تذكرة �أيل أاللباب‪� ،‬ص ‪ 464‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪-29‬‬
‫‪. 30‬‬
‫أ‬
‫دا�س ْنج ‪ :‬هو امل َْر َتك ‪ .‬وهو يعمل من الر�صا�ص ‪ ،‬ومنه ما يعمل من الف�ضة ‪ ،‬ومنه ما لونه �حمر وهو �صقيل ‪ ،‬ويقال‬
‫‪ 215‬امل َْر َ‬
‫له الذهبي ‪ ،‬وهو �أجودة �أ�صنافه ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 492‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪،‬‬
‫تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪423‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 344‬‬
‫‪64‬‬
‫ا�س ْنج فيه قلي ًال قلي ًال – وليكن املردا�سنج م�سحوق ًا‬
‫ف إ�ذا َ�س َخ َن [ فانَثرِ ] املُر ْد َ‬
‫(‪)216‬‬

‫وجف فا�سحقه‬‫منخو ًال بحريرة‪ -‬وح ِركه حتى ينعقد ثم اعزله ُيربد نعماً‪ .‬ف إ�ذا برد ّ‬
‫مع مثقايل مِ ْ�سك ُمرتفع‪ .‬فهذا ج�سدك وركنك‪ .‬ف إ�ذا �أردت �أن تف ُت َقه فاف ُت ْقعه كيف‬
‫وال�سك والعنرب والبان على ما و�صفنا من التدبري‬ ‫�شئت على َق َدر ما تريد بامل ِْ�سك ُ‬
‫فيما تق ّدم �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -41‬صنعة غالية �أ ُخرى‬


‫ت أ�خذ فَل ْن َجة َف ُتنقيها حبة حبة‪ .‬ثم دقها نعما مباء ورد جيد حتى يتعجن‪ .‬ثم‬
‫حتى تعفن‪ .‬ثم‬ ‫لُفها يف خرقة كتان نظيفة وادفنها يف أالر�ض يف مو�ضع َندِى ّ‬
‫ال�سك مثقال‬ ‫وا�سحقها على َ�صالية حتى جتف ‪ .‬ثم خذ منها �أُوقية ومن ُ‬ ‫َ‬ ‫�أخ ِرجها‬
‫امل�سك ُربع مثقال �أذِب العنرب و�أ ِلقِه على ُ‬
‫ال�سك‬ ‫ومن العنرب ن�صف مثقال ومن ْ‬
‫واملِ�سك واخلِط ُه به نعما‪ .‬ثم اخلطِ ُه(‪ )217‬مع ال َف َل ْنجة املدبرة نعما‪ .‬وتدبري ذلك �أن‬
‫يذاب العنرب بالبان اجليد‪ ،‬ثم يلقى عليه امل�سك ثم يخلط الكُل نعما ثم ُي ؤ�خذ من‬
‫املوم أالبي�ض ع�رشة مثاقيل ‪ ،‬ثم �أذِبه ف إ�ذا ذاب ف أ�لق عليه أالخالط قلي ًال قلي ًال‬
‫وح ِركه [ دائبا ] (‪ )218‬حتى َي�ستوعِ ب اجلميع وي�صري الكل �شيئ ًا واحداً ‪ .‬ثم يجعل‬
‫يف قارورة يف َمو�ضع بارد يجئ غالية طيبة‪.‬‬

‫‪� -42‬صنعة غالية �أخرى عجيبة‬


‫ت أ�خذ �أوقية موم �أ�صفر جيد و�أربعة مثاقيل َ�سا َد َو َران (‪� )219‬أ�سود �صايف جيد‬

‫يف ( �أ ) و ( ج ) الكلمة غري وا�ضحة ‪ ،‬ويف ( ب ) وردت ( نرث ) ويف ( د ) وردت ( فانرث ) وهي ال�صواب ‪.‬‬ ‫‪ 216‬‬
‫وردت الكلمة يف ( �أ ) ناق�صة حرف أاللف ( خلطه ) ‪.‬‬ ‫‪ 217‬‬
‫وردت الكلمة يف ( �أ ) ( داميا ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 218‬‬
‫جاء يف تذكرة �أويل أاللباب �أن �سياه ذوران ‪ :‬هو �ساذروان ‪� .‬أنظر أالنطاكي ‪� ،‬ص ‪ . 292‬وقد تقدم احلديث عن‬ ‫‪ 219‬‬
‫ال�ساذروان ‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ت ُدق ُه وتنخله بحريرة‪ ،‬ثم ُتذيب املوم و َت ْنثرُ عليه �سا َد َو َران وانت حتركه نعم ًا‬
‫حتى يبتلعه وي�صري اجلميع �شيئ ًا واحداً ‪ ،‬ثم ُتخرجه �إذا برد و َت ْدلُكه بِيدِك د َل ْك ًا‬
‫�شديداً حتى تراه قد �صار مثل ال ِز ْفت(‪ .)220‬ثم ُتعيده �إىل النار فتذيبه ‪ .‬ف إ�ذا ذاب‬
‫ف أ�لقِ عليه مثقال مِ �سك ون�صف مثقال عنرب جيد‪ُ ،‬تذيب العنرب و ُتلقي امل�سك عليه‪.‬‬
‫و�صب عليه من البان اجليد‬ ‫ثم ت�سحقه نعم ًا حتى تلقيه على اجل�سد الذي دبرت ُ‬
‫حتى ي�صري يف قوام الغالية اجليدة وي�صري �شيئ ًا واحِ داً‪ .‬ثم �أ ْنزله عن النار َو َد ْع ُه‬
‫يَبرْ ُ د قلي ًال ‪ .‬ثم ُذر عليه ن�صف مثقال مِ �سك م�سحوق منخول وح ِركه نعما حتى‬
‫و�سد ر�أ�سها نعم ًا و�صريه‬ ‫يختلط وي�صري الكل �شيئ ًا واحداً‪ .‬ثم �صيرِ ه يف قارورة ُ‬
‫يف ما ٍء بارد وكلما عتق كان �أجود له و�أطيب‪.‬‬

‫‪� -43‬صنعة غالية �أخرى طيبة‬


‫ت أ�خذ رطل [ مومياى ] (‪ )221‬جيد وربع رطل موم �أبي�ض جيد‪� ،‬أذبهما جميع ًا‬
‫طرح‬ ‫يف تور حجارة ‪ .‬ف إ�ذا ذابا جميع ًا فقطر عليهما �شيئ ًا من دهن بان جيد‪ .‬ثم �أ ّ‬
‫جيد طيب الريح م�سحوق منخول بحريرة وربع رطل ب�سبا�س‬ ‫عليه ربع رطل رامك ّ‬
‫طرح عليه ربع مثقال مِ �سك جيد و�أذبه ب ُدهن‬ ‫عود م�سحوق منخول بحريرة‪ .‬ثم �أ َ‬
‫بان جيد ثم اعجنه َع ْجن ًا جيداً ناعماً‪ .‬ثم اجعله يف قارورة وا�سِ َعة الفَم ‪ .‬فهذا‬
‫َج َ�سد لك وركن لك‪ ،‬فاف ُتقه بعد ذلك كيف �شئت‪ ،‬و�إن �ألقيت عليه يف الركن ُ�سد�س‬
‫مثقال عنرب جاءت غاية‪.‬‬

‫‪ِ 2 20‬زفت ‪ :‬الزفت الرطب ( طالء كالقار �أو القطران ) ُيجمع من �أد�سم ما يكون من خ�شب أالرز والينبوت ‪ ،‬و�أجوده ما كان‬
‫يربق ‪ ،‬وكان �صافيا نقيا �أمل�س‪ ،‬وهو ي�سخن �أكرث مما يجفف ‪ ،‬وفيه �شيء من اللطافة ‪ .........‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪،‬‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ ،205‬و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 254‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات‬
‫أالدوية‪� ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ 221‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( مومياى ) ‪ ،‬ويف ( ب ) و ( د ) ( موميا ) وهو ال�صواب ‪ .‬واملُوميا ‪ :‬يوجد يف ال�سواحل وقد َج َمد و�صارا‬
‫قارا‪ ،‬يفوح منه رائحة الزفت املخلوط مع املاء بال ُقفْر مع َن نْت ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬
‫‪509‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص‪ 463-462‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 355‬؛ ابن اجلزار‪،‬‬
‫أالعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪113-112‬‬
‫‪66‬‬
‫‪� -44‬صنعة غالية �أخرى‬
‫ت أ�خذ ربع رطل مومياى جيد بالغ وربع رطل موم �أبي�ض ُم�صفى جيد بالغ‪.‬‬
‫�أذبهما جميع ًا يف تور حجارة‪ ،‬ف إ�ذا ذابا فقطر عليهما �شيئ ًا من بان جيد ثم �أطرح‬
‫وربع رطل ب�سبا�س عود‬ ‫عليه ربع رطل رامك جيد بالغ م�سحوق منخول بحريرة ُ‬
‫م�سحوق منخول بحريرة ون�صف مثقال مِ ْ�سك جيد ون�صف مثقال عنرب جيد و�أخلط‬
‫الكُل نعم ًا و�أمده ب ُدهن بان جيد حتى ي�صري يف قوام الغالية اجليدة‪ .‬وليكن فيه‬
‫ِرقة قليالً‪ .‬ثم �أرفعه يف قارورة و�أ ِجد َ�س َّد را�سها‪ .‬فهذا ج�سد وركن‪ .‬اف ُت ْقه كيف‬
‫�شئت‪ ،‬يجيء كما تحُ ِ ب �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -45‬صنعة غالية �أخرى طيبة‬


‫ت أ�خذ من �صمغ ال�سا َد َو َران وعيدانه اجليد و�ألْق ق�شوره ‪ ،‬ثم �أجعله يف قدح‬
‫و�صب عليه من املاء غمره‪ ،‬ثم اتركه �إىل الغد ف إ�ن ُه يربو وينتفخ ثم اتركه‬ ‫ُزجاج ُ‬
‫يجف‪ .‬فحينئذ قد �أمك ََن َ�س ْح ُق ُه ‪ .‬فا�سحقه نعما‬
‫كما هو حتى َي ْن َ�شف ماءه و َيكاد ِ‬
‫يجف وي�صري مثل الهباء‪ .‬ثم �أ ْ�س َحق ل ِوزن كُ ل مثقالني من هذا ال�سادوران‬ ‫حتى ِ‬
‫ُدبر وزن دانق ُ�سك وحبة(‪ )222‬مِ ْ�سك مرتفع‪ .‬ثم �أ�سحق الكُل نعما ثم ُحله بالبان‬ ‫امل َّ‬
‫املُرتفع‪ .‬يجي غاية طَ يبة ِجدا‪.‬‬

‫‪� -46‬صنعة غالية قطرانية‬


‫ت أ�خذ من القطران الداذين اجليد البالغ كما و�صفنا فيجعله يف َقرعة زجاج‬
‫و ُيركب عليها أالنبيق‪ .‬ثم ت�ضعه على نار فحم ف إ�نه َي ْقطُ ر منه ماء �أبي�ض‪ .‬فاتركه‬
‫َيقطُ ر �أبداً حتى ينقطع ال َقطر‪ .‬ف إ�ذا انقطع ف أ�نزل القرعة عن النار وبردها‪ ،‬ثم‬

‫‪ 222‬احلبة ‪ :‬وهي وزن حبة ال�شعري وت�ساوي نحو ‪0446‬و‪ 0‬غم ‪ .‬للمزيد �أنظر هنت�س ‪ ،‬املكاييل أ‬
‫والوزان ‪� ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪67‬‬
‫ا�ستخرج ما فيها تجِ ده �أ�سود حالِك‪ُ ،‬خذه وارفعه يف قدح زجاج �أو باطية زجاج‬
‫تب�سط اخللوق ودخِ نه بعود جيد ثالث مرات َ�ش ْبع ُه ‪ .‬ثم �أرفَعه يف‬ ‫واب�سطه كما ُ‬ ‫ُ‬
‫و�سد ر�أ�سها‪ .‬ف إ�ذا �أردت العمل فخذ من هذا اجل�سد واحِ د ومثله ُ�سك وقرياط‬ ‫قارورة ُ‬
‫مِ �سك وقرياط عود ون�صف قرياط عنرب ُتدبِر هذه كما ُقلنا بال�سحق والنخل‪ .‬ثم‬
‫الركن املُدبر من القطران يف قدح ويمُ َ د ب ُدهن بان خال�ص على َق َدر‬ ‫ُي َخلط مع ُ‬
‫ما تريده من قوامه يف ال ِغلَظ وال ِر َّقة ثم �أذِب العنرب و�ألقه عليها واخلِطه نعما ثم‬
‫�صريه كما هو بحرارته يف قارورة و�سد ر�أ�سها و�ضعها يف ماء باردٍ واتركها فيه‬
‫�ساعة جيدة ثم �أخ ِرجها ولفها يف ثوب ن َع ُمها فيه ليلة واعلم �أنها كُ لما عت َقت كان‬
‫جل ْزء الذي ُقلنا �أنه ي ؤ�خذ من الركن عياره مثقال فهذا �أجود ما يكون‬ ‫�أجود لها ‪ .‬وا ُ‬
‫و�أن جعلت من الركن مثقالني على هذه أالوزان جاء جيداً عجيباً‪.‬‬

‫‪� -47‬صنعة غالية �أخرى عجيبة‬


‫الرخام(‪)223‬اللني منه الناعم وهو من الرخام امل َْر َمر(‪)224‬الذي‬ ‫ي ؤ�خذ من ُن َ‬
‫�شارة ُ‬
‫َي�ستعمِ له اخل ََّراطون وي ُع َمل منه �آنية‪ ،‬ي ؤ�خذ منه وي�سحق ثم ينخل بحريرة‪ .‬ثم‬
‫ينحل ثم مير�س نعم ًا ثم ي�صفى ثم يرمي‬ ‫ي ؤ�خذ �سيا َد َوران جيد ف ُين َقع يف ماء حتى َ‬
‫بالثقل‪ .‬ثم يلقى الرخام على َ�صالَية و ُي�س َقى من هذا املاء وي�سحق و ُي�سقى حتى‬
‫ي�سحق[ و ] (‪)225‬يت�صنع هذا الرخام بلون ال�سيا َد َو َران وميوت وي�صري كامل َْر َهم‬
‫والزبد لين ًا ونعمة‪ .‬ثم يجفف نعم ًا وي�سحق وينخل بحريرة و ُيعزل ثم ي ؤ�خذ من‬
‫هذا الرخام �أوقية ومن ال�شمع(‪ )226‬أالبي�ض النقي امل َُ�صفى مثقال �أو ن�صف مثقال‬

‫الرخام ‪ :‬هو حجر رخو معلوم ‪ ،‬يقطع من معادنه وين�رش ‪ ،‬و�ألوانه كثرية ‪ ،‬واملخ�صو�ص منه با�سم الرخام ما كان‬ ‫ُ‬ ‫‪2 23‬‬
‫�أبي�ض ‪ ،‬ف أ�ما ما كان خمريا �أو �أ�صفر �أو �أ�سود �أو ُزر ُزوريا ‪ ،‬فكلها داخله يف �أجنا�س أالحجار ‪ ،‬ومعدودة منها‪ .‬للمزيد‬
‫�أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪185‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللبـــاب ‪� ،‬ص ‪ 238‬؛ القزويني‪،‬‬
‫عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪. 262‬‬
‫امل َْر َم ُر ‪ :‬هو نوع من الرخام ُ�صل ٌْب ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( مرر ) ‪.‬‬ ‫‪ 224‬‬
‫زيادة يقت�ضيها ال�سياق ‪.‬‬ ‫‪ 225‬‬
‫ال�شمع ‪ :‬ي�سمى املُوم بالفار�سية ‪ .‬وقد �سبق بيان �صفة املوم ‪.‬‬ ‫‪ 226‬‬
‫‪68‬‬
‫على ما تريد‪ ،‬فيذاب ال�شمع ثم ُيلقى عليه الرخام و ُي ْع َجن به حتى َي ْل َتحِ مه نعم ًا‬
‫وي�صري الكُل �شيئ ًا واحِ داً‪ .‬فهذا َج�سد لك وركُ ُنك ‪ .‬ثم ُيرفَع ويكَن من الغبار‪ .‬ف إ�ذا‬
‫(‪)227‬‬
‫�أردت ال َع َمل فخذ من املِ�سك ما �شئت من القِلة والكَرثة ومن العنرب القا ُقلِي‬
‫مثله‪ ،‬وهو �أجود و�أ َحد رائحة ‪ ،‬وال�شحري(‪� )228‬أعذب و�أطيب �إال �أن القا ُقلي �أحد‬
‫رائحة و�أ�شد َي ْب�س ًا وت َبي�ض ًا ‪ .‬ي�سحق املِ�سك وينخل بحريرة ويكُ�رس العنرب �صغاراً‬
‫دهن بان جيد‬ ‫رح فيها العنرب ف إ�ذا ذاب ُ�صب عليه ُ‬ ‫وحتمى املذابة‪ ،‬ف إ�ذا َحمِ َيت طُ َ‬
‫بالغ على �أوقية عنرب مثقال من البان ثم ُينحى عن النار وي�صفى بخرقة ‪ ،‬ثم‬
‫ٌيل َقى املِ�سك على العنرب و ُي َخلط نعماً‪ ،‬ثم ُيطرح عليه من اجل ََ�سد الذي َد َّبرته ما‬
‫�شئت‪ .‬ف إ�جود ذلك وهو الغاية للواحد واحِ د ‪ ،‬واجليد الذي يف املرتبة الثانية من‬
‫اجل�سد اثنني ومن امل�سك والعنرب واحد ‪.‬‬
‫[ قال �أبو يـو�سـف (‪ :)229‬و�أمـا الذي ا�شرتيته منه وعلمته فقال يل �إن الذي‬
‫ا�شرتي ُته منه �إنه َح َم َل على أالوقية من اجل ََ�سد مثقـاال من امل�سك ومثقـال عنرب‬
‫دبرته على ما �أمر ُتك فاخلِطه نعما ثم �صريه يف قدح‬ ‫وكان جيداً طيباً‪ .‬ف إ�ذا ّ‬
‫مو�ضع بار ِد حتى َي ْج ُمد‪ .‬ف إ�ذا َج ُمد‬
‫ٍ‬ ‫زجـاج �صغري ثم ي�صـري يف ثلج �أو ماء باردٍ �أو‬
‫ال�ش ْفرة جداً ‪ ،‬ثم‬ ‫كَ �سرِ القدح و�أخ ِرج كما هو و َقطَ ع �صفائح ِر َقاق بِ�سِ كني ر َقيقة َ‬
‫ٌيب�سـط يف جام زجاج يف مو�ضع �شديد البرَ ْ د �أي�ض ًا ‪ .‬ف إ�نه يبي�ض يف ثالثة �أيام‬
‫�أو �أربعة حتى ي�صري مثل الثلج‪ .‬فلم �أر من هذا النحو �أجود من هذا وال �أطيب وهو‬
‫(‪)230‬‬
‫ُيغلط به يف ح�ساب اجليد‪].‬‬

‫‪ 227‬العنرب القاقلي ‪ :‬ن�سبة �إىل بحر قاقلة يف الهند ‪ .‬للمزيد �أنظر اليعقوبي ‪ ،‬كتاب البلدان ‪� ،‬ص ‪ 122‬؛ النويري ‪ ،‬نهاية‬
‫أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ 228‬العنرب ال�شحري ‪ :‬وهو ما قذفه بحر الهند �إىل �ساحل ال�شِ َّحر من �أر�ض اليمن ‪ .‬للمزيد �أنظر اليعقوبي ‪ ،‬كتاب البلدان‪� ،‬ص‬
‫‪ 123‬؛ النويري ‪ ،‬نهاية أالرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪. 19‬‬
‫‪� 229‬أبو يو�سف ‪ :‬هو يعقوب بن ا�سحاق الكندي ‪ ،‬م�ؤلف « كتاب الرتفق يف العطر « وهو مو�ضوع هذه الدرا�سة ‪ ،‬وقد تقدم‬
‫احلديث عنه‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ 2 30‬يظهر وا�ضحا �ن هذه الفقرة م�ضافة من قبل النا�سخ وقد و�ضعتها بني معكوفني‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪� -48‬صنعة غالية �أحمد بن علي(‪� )231‬أخذتها منه مب رِْ�ص‬

‫ي ؤ�خذ الفُ�ستق اخلرا�ساين اجليد �أو ال�شامي َ‬


‫ال�سمِ ني املَقلِي الرزين اجليد‪ ،‬فيلقى‬
‫على َمقلى َحدِي ٍد �أو َح َجر حتى َي ْ�س َو َد القِ�رش ويكَاد يحرتق ‪ .‬ثم ُيربد و ُيفلق و ُي َ‬
‫خرج‬
‫�سحق و ُيقطر عليه قطرة بان جيد‬‫و ُيق�شرَّ من ق�رش الداخل �أي�ض ًا الذي عليه ‪ ،‬ثم ُي َ‬
‫بالغ و ُيقر�ص ُقر�ص ًا رقيق ًا �أو ُقر�صني �أو ثالثة‪ ،‬ثم َ‬
‫يو�ضع على خِ ْر َقة ُقطن جديد‬
‫يف جام و ُيغطي فوقه �أي�ض ًا باخلِرقة و ُيرتك كذلك يوم ًا وليلة‪ .‬ف إ�ذا كان من الغد‬
‫الغ�ض ال َذكي الرائحة الذي مل‬
‫َّ‬ ‫ُ�سحِ ق وقُطِ ر عليه قطرة بان ثم �أخذ �أطراف ّ‬
‫النمام‬
‫وع ِجن الفُ�س ْتق بذلك النمام ثم ُق ِر�ص �أي�ض ًا ثم‬
‫ُي�صبه املاء فُم�سِ ح من غباره بخِ ر َقة ُ‬
‫وو�ضع الف ُْ�س ُتق‬
‫�شت اجلام بورق النمام الذي و�صفنا ُ‬
‫ُرمِ ى باخل ِْر َقة من اجلام وف ََّر َ‬
‫وغطِ ى عليه بورق منام �أي�ض ًا ُ‬
‫وغطِ ى فوق اجلام مبا َيكُن ُه من‬ ‫على ذلك النمام ُ‬
‫الغبار‪ .‬وكُ نـه من الهـواء‪ ،‬ويو�ضـع يف مو�ضـع [ كِ ٍ‬
‫نني ] (‪ )232‬لئال َي�سرْ ُ ع جفَاف‬
‫النمام ف إ�ذا كان من الغد ُبدِل له ورق ال ّنمام على ما و�صفنا �سواء ُيف َعل به ذلك‬
‫ثالثة �أيام ُم َت َوال َيةً‪ .‬ف إ�ذا كان اليوم الرابع بال َغ َداة �أخ ِرج ُ‬
‫و�سحِ ق وقُطِ ر عليه َقطرة‬
‫و�سحق به نعما‪ ،‬ثم ُعمِ ل ُقر�صا �أي�ض ًا �أو اقرا�ص ًا ثم ُرمِ ى �أي�ض ًا بالنمام‬
‫بان �أي�ض ًا ُ‬
‫خرج و ُي�سحق و ُيقطر عليه �أي�ض ًا‬ ‫ثالثة �أيام على ما و�صفنا فيما تقدم �سواء‪ ،‬ثم ُي َ‬
‫�سحق وي ُقر�ص مثل ال َع َمل أالول �سواء ثم يربي بالنمام ثالثة �أيام �أخرى‬
‫البان و ُي َ‬
‫وال�س ْحق بالبان‬
‫على ما و�صفنا ‪ُ ،‬يف َعل به كذلك خم�س مرات من الترَ ِ بية بالنمام َ‬
‫يوما ف إ�نه حينئذ يكون طيب الريح عجيب لني كالزبد ‪.‬‬ ‫فذلك متام خم�سة ع�رش ً‬
‫واب�سطه كما و�صفنا �أو ًال ثم َبخِ ره بالعود اجليد الطيب‬
‫ثم ِ�صريه يف باطية ُزجاج ُ‬
‫ال�صرِ ف ثالث َمرات �أو �أربع‪�َ ،‬ش َب َع ُه ‪ ،‬وكُ لما زدته من ال ُدخ َنة كان �أجود‪ .‬فهذا ركُ ن‬
‫وج َ�سد‪ ،‬اف ُتقه بامل�سك والعنرب كيف �شئت ف إ�نه يجيء غاية ‪� .‬أخربين �أحمد‬ ‫لك َ‬

‫‪ 231‬مل جند له ترجمة يف امل�صادر املتوفرة بني �أيدينا ‪.‬‬


‫‪ 2 32‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( كثري ) وهو ت�صحيف والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫بن علي قال ‪َ :‬ع َمل هذه الغالية َر ُجل من احلكماء خلالد بن يزيد(‪ )233‬بارمينية‬
‫خلتان بع�ض ولده‪ ،‬ف ُف ِت َقت ثالثة �أ�صناف‪� :‬صنف بامل�سك والعنرب والبان على‬
‫امل�سك والعنرب وغلف بها بطارقة البلد‬ ‫الركن ُجزء من ْ‬ ‫من ُ‬
‫(‪)234‬‬
‫كُ ل [ ُج ْز�أين ]‬
‫و�صاحب اخلراج والقا�ضي و�أ�صحابه و�أ�صحاب الربيد‪ .‬والدرجة الثانية ثالثة‬
‫ودبره‬
‫ال�سك اجلي ّد ون�صف ُجزء عنرب َّ‬
‫وجزء من ُ‬ ‫�أجزاء من اجل ََ�سد وجزء من املِ�سـك ُ‬
‫بالبـان وغلف بها ال ُقواد ومن �شبههم ‪ .‬والدرجة الثالثة خم�سة �أجزاء من اجلَ�سد‬
‫ال�سك [ وجز�أين ] من العود امل�سحوق وربع جزء‬ ‫وجزء من امل ِْ�سك وجز�أين من ُ‬
‫ودبره بالبان مثل أالول وغلف بها ا ُ‬
‫جل ْند وال ُتجار و�سائر النا�س ‪ .‬فاحتفظ‬ ‫عنرب َّ‬
‫بها �أيها املالك لعلمها وعملها �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -49‬صفة غالية �أخرى عجيبة‬


‫[ خذ ] (‪ )235‬جزءا من ال�سِ م�سم املق�شرَّ أالبي�ض احلديث َف َنق ِه من كُ ل َقذا فيه‬
‫حبة حبة ثم �أغ�سله َغ ْ�سلة مباء �صافء ثم َجفِفه يف الظِ ل يف مو�ضع كنني نعما‪.‬‬
‫ثم خذ جام قوارير ف أ�لق فيه ع�رشة مثاقيل مِ �سك �أو ما �أمكنك من امل ِْ�سك ف إ� ّنه‬
‫فاب�سطه يف اجلام َب ْ�سطا‬ ‫ذهب منه �شيء بل ُيزيد يف وزنه‪ .‬فخذ ذلك املِ�سك ُ‬ ‫ال ُي َ‬
‫اخلر ُقة‬
‫رقيقا‪ .‬ثم ُ�شد على اجلام خِ ْرقة لي�ست ب�صفيقة جداً ‪ .‬وا�س َتوثِق من َ�شد و�صل َ‬
‫باجلام ثم �أ ُب�سط ذلك ال�سِ م�سم على تلك اخل ِر ْقة التي على اجلام فوق امل ِْ�سك و�أطبِق‬
‫و�شد الو�صل �أي�ض ًا الذي بني اجلامني بعجني ‪ ،‬ثم �ضع اجلامني‬ ‫جام �أخرى ُ‬ ‫عليه َ‬
‫وع�شي ًة وارفع اجلام أالعلى وح ِرك‬ ‫يف بيت طيب الريح كنني و�أ ُ‬
‫دخل البيت ُغ ْد َو ًة َ‬
‫ال�سِ م�سِ م ناعم ًا ‪ ،‬ثم �أ ُب�سطه و�أطبق عليه اجلام أالخر و�شد الو�صل و�أغلِق الباب‬
‫‪� 233‬أبو ها�شم خالد بن يزيد بن معاوية بن �أبي �سفيان أالموي ؛ كان من �أعلم قري�ش بفنون العلم ‪ ،‬وله كالم يف �صناعة‬
‫الكيمياء والطب ‪ ،‬وكان ب�صرياً بهذين العلمني متقن ًا لهما ‪ ،‬وله ر�سائل دالة على معرفته وبراعته ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن‬
‫خلكان ‪ ،‬وفيات أالعيان ‪ ،‬مج ‪� ، 2‬ص ‪. 226-224‬‬
‫‪ 2 34‬يف ( �أ ) ( جزءين ) [ وهي تتكرر وت�ستخدم يف املخطوط هكذا و�سوف نقوم بت�صويبها كلما وردت فال حاجة لتكرار‬
‫ال�شارة �إىل ت�صويبها ] و يف ( ب ) و ( ج ) ( جزوين ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬ ‫إ‬
‫‪� 235‬إ�ضافة يف ( د ) وبها ي�ستقيم ال�سياق ‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫تفعل ذلك �أ ُ�سبوعني‪ .‬ثم بعد ذلك فخذ ال�سِ م�سِ م وارفع مِ ْ�سكَكَ كما هو قد زاد وزنه‪.‬‬
‫فا�سحقه يف هاون ُزجاج �أو َ�صالية زجاج حتى ي�صري‬ ‫ًَ‬ ‫ثم خذ ذلك ال�سِ ْم�سم امل ُد َّبر‬
‫واجتهد فيه ثم �أخ ِرجه واع�صرِ ه وخذ‬
‫ِ‬ ‫مثل الزبد واعلم �أن َ�س ْح َقة هو َمالك َعمله‬
‫خرج عجب ًا وهو دهن امل ِْ�سك الذي ال َ�شيء �أجود منه وال �أطَ َيب منه‬ ‫دهنه‪ ،‬ف إ�نه َي ُ‬
‫ُ‬
‫ثم �أع�صرِ ه ِنع َِّما ثم خذ هذا الك�سب الذي ع�رصته ف أ�لقه على َ�صالية و�ألق عليه‬
‫َق ْرطا�س ًا مخُ رقا منخوال بحريرة ِنع َِّما مِ ْثل ُه �سواء‪ .‬ثم ا�سحقها حتى ي�صريان �شيئ ًا‬
‫ال�سواد ‪ ،‬فهذا َج َ�سد عجيب‪ .‬ف إ�ذا �أردت �أن َت ْف ُتق فخذ لكُل �أوقية من هذا‬ ‫واحِ داً يف َ‬
‫الركَ ن مثقال م�سك جيد ون�صف مثقال عنرب‪� .‬أذبِه بالبان اجليد وليكن بقدر ما‬
‫تعجن به الغالية ‪� ،‬أعني املقدار الذي حددته لك و�أن عجنته الكُل على هذا العيار‪.‬‬ ‫ُ‬
‫و�ضع ُه يف مو�ضع بارد جداً ف إ�نه‬‫ف إ�ذا فرغت منه ف�صريه يف قارورة ثالثة �أيام َ‬
‫غاية عجيب جداً ‪ .‬عيار القارورة �أن يكون فيها خم�سون مثقا ًال اكرث ذلك �إىل‬
‫الع�رشين مثقاال‪.‬‬

‫مل�شْ ِم�ش‬
‫َوى ا ِ‬
‫‪� -50‬صنَعة ُدهن ن َ‬
‫(‪)236‬‬
‫يخرج ُدهني اللوز واجلوز‪ .‬ف إ�ن �شئت طبخته كما و�صفنا‬ ‫ُيخرج ال ُدهن كما َ‬
‫�أو ًال من طبيخ ُدهن البان حتى يتم كما و�صفنا و�إن �شئت دبرته بهذا التدبري الذي‬
‫�أ ِ�ص ُف ُه �أي�ضـ ًا وهو ُيج ِود َ‬
‫ال�شـ ْعر و ُي َ�سـو َده ويكُثـره و ُيذهـب [ باحلرار ] (‪ )237‬منه‪.‬‬
‫ي�صري‬‫وى امل ِْ�شمِ �ش منا و ُت�صيرِ ه يف قارورة وتدعه حتى َ‬ ‫ت أ� ُخذ من ُدهن َن َ‬
‫ال�صفاء ثم ت أ�خذ محَ لب ُمق�رش و َق َر ْنفُل وبنك(‪ )238‬وورد ياب�س و َقا ُقلة‬ ‫كاملاء يف َ‬
‫ومرو �أبي�ض �أو َمرماحوز وهو ِجن�س من طيب املرو و�صندل‬ ‫ومرزجنو�س مجُ َ فف َ‬ ‫َ‬
‫‪ 236‬جاء هذا الو�صف يف �صنعة رقم ‪ -37‬طبيخ البان ‪ ،‬يف �أبواب االدهان ‪.‬‬
‫‪ 2 37‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( احلوار ) ويف ( ب ) ( احلرار ) ويف ( د ) ( احلزاز ) ‪ .‬والغالب �أنها ( احلرار ) وهي عامية وتعني يف منطقة‬
‫اخلليج « احلبوب والبثور ال�صغرية التي تظهر على الوجه « ‪.‬‬
‫‪ 2 38‬جاء يف اجلامع ملفردات أالدوية نقال عن دي�سقورد�س �أن ال َبنك‪ُ :‬يوتى به من بالد الهند وهو �شبيه بالق�شور ك�نه ق� ُ‬
‫رش‬ ‫أ‬
‫دخن به لطيب رائحته ‪ ،‬يقع يف �أخالط ال ُد َّخن املركبة ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن البيطار‪�،‬ص ‪ 79‬؛ و�أنظر �أي�ضا‬
‫�شجر ِة التوت ُي َّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الزهراوي‪،‬الت�رصيف ملن عجز عن الت�ليف‪�،‬ص ‪ 279‬؛ النطاكي ‪ ،‬تذكرة �ويل اللباب ‪� ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪72‬‬
‫وو َرق أال ُترج(‪ )239‬املُجفف‬ ‫اه�سِ فَرم مجُ فف َ‬ ‫ور ؤ�و�س َ‬
‫ال�ش ْ‬ ‫�أ�صفر و�أ ْفرنجَ َ ُم�شك مجُ فف ُ‬
‫و�س ْن ُبل وقاقلة َوجوز َب َوا من كُ ل واح ِد �أوقية ‪ ،‬ي َدق‬‫ا�سمِ ني املُجفف ُ‬
‫(‪)240‬‬
‫وو ْرد ال َي ْ‬
‫َ‬
‫يف تور برام وي�صب‬ ‫(‪)241‬‬
‫نخ ًال َجري�ش ًا ويعجن [ َ‬
‫�ساورد ]‬ ‫هذه أال�شياء وينخل َ‬
‫عليه ماء َو ْرد ما يغمره ب أ��صب َعني ويرتك يوم ًا وليلة ويكن من الغبار والقذا ‪.‬‬
‫ي�ضا ماء َو ْرد و�أوق ْدت برفق‬ ‫بت عليه �أ ً‬ ‫ف إ�ذا �أ�صبحت �ألقيته يف طنجري برام َ‬
‫و�ص َب َ‬
‫امل�صفَى‪ .‬ثم توقِ د حتته و�أنت‬ ‫دهن َن َوى امل�شم�ش ُ‬ ‫حتى �إذا �سخن ِنعِم ًا َ�ص َب ْب َت عليه ُ‬
‫دائب ًا تحُ َ ِركه تحَ ْ ِريك ًا �شديداً حتى �إذا ذهب ما الورد وعملت �أن أال�شياء قد تداخلت‬
‫ال ُدهن �ألقيت عليه حبة مِ ْ�سك وثالث حبات [ �سك عنرب ] (‪ )242‬م�سـحوق ودانق‬
‫(‪)243‬‬
‫و�سـد ر�أ�سه بلَبد‬
‫كـافـور‪ .‬ثم حركته حتريك ًا �شديـداً ثم �أ ْن َزلت الطنجري عن النـار ُ‬
‫و�شد حولها بخيط واتركه كذلك بقية يومه وليلته حتى يبرُ د ِنعِم ًا‬ ‫�أو كِ َ‬
‫ربا�سة(‪ُ )244‬‬
‫دهن ًا عجيب ًا ال‬ ‫و�صفِه برفق يف القوارير ف إ�نه يخرج ُ‬ ‫وي�سكُن وي�صفو‪.‬ثم افتحه َ‬
‫يعرف �أطيب منه يف رائحته وينفع يف فعله‪.‬‬

‫‪� -51‬صنعة دهن زنبق جيد‬


‫ت أ�خذ من دهن احلَل‪ ،‬وهو دهن ال�سِ م�سم ‪ ،‬منا ويكون َ�صافي ًا طرياً‪ ،‬فت�صريه‬
‫يف طنجري برام وت أ�خذ من ورد الن�سرِ ين(‪� )245‬أوقية ومن َبذر ال�شاه�سفرم �أوقية‬
‫أالترج ‪ :‬هو ثمر �شجرة يطول ناعم الورق واحلطب و ُيدرك عند �شم�س القو�س ‪ ،‬و�أجوده أالمل�س الطوال الكبار الن�ضيجة‬ ‫‪ 239‬‬
‫و�أرد�ؤه ما مال �إىل ا�ستدارة ‪ . ...............‬للمزيد �أنظر أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 59‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪. 44-43 ، 1‬‬ ‫البيطار‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ ، 12‬إ‬
‫والبي�ض �أطيبهما رائحة ‪ ،‬و�أقواهما حرارة ويبو�سة ‪.‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪،‬‬ ‫اليا�سمني ‪ :‬هو �صنفان ‪� :‬أبي�ض و�أ�صفر ‪ .‬أ‬ ‫‪2 40‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة‬ ‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 551-550‬؛ و�أنظر �أي�ضا الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 132‬؛ إ‬
‫الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 625-623‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 64‬؛البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪.380‬‬
‫يف ( �أ ) و ( ب ) و ( ج ) ( �سا ورد ) وهي حتريف ماء ورد ‪ .‬ويف ( د ) ( ماء ورد ) وهو ال�صواب ‪.‬‬ ‫‪ 241‬‬
‫يف ( ب ) و ( د ) ( �سك غري م�سحوق ) بدل ( �سك عنرب م�سحوق ) والغالب �أنه حتريف من الن�ساخ ‪.‬‬ ‫‪2 42‬‬
‫جاء يف القامو�س املحيط للفريوز�آبادي �أن اللبد‪ :‬ال�صوف ‪� .‬ص ‪ 404‬؛ وجاء يف ل�سان العرب البن منظور‪َ :‬ي ْل ُب ُد ل ُبوداً‪:‬‬ ‫‪2 43‬‬
‫َتل ََّبد بها �أي ل َِ�صقَ ‪� .‬أنظر مادة ( لبد ) ‪.‬‬
‫الكربا�سة ‪ :‬ثوب ‪ ،‬فار�سية ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( كرب�س ) ‪.‬‬ ‫‪ 244‬‬
‫النِ�سرْ ِ ين ‪ :‬نور �أبي�ض ‪ .‬وهو ورد �أبي�ض ‪ ،‬و�شجره ونواره ي�شبه �شجر الورد ونواره ‪� ،‬أكرث ما يكون مع الورد أالبي�ض‪.‬‬ ‫‪ 245‬‬
‫وهو قريب القوة من اليا�سمني ‪ .‬و�سماه بع�ض النا�س وردا �صينيا ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬
‫‪ 522‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 470‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 362‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة‬
‫أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 179‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 64‬‬
‫‪73‬‬
‫الو ْرد ‪ ،‬ن�صف �أوقية ومن‬ ‫ومن بذر النِ�سرْ ين ‪ ،‬وهو احلب ال�صغار الذي يف َو َ�سط َ‬
‫ا�سمني الطري الغ�ض ثالث �أواق‪ ،‬ف إ�ن مل يكن زمان الطري فليكن من اجلَاف‬ ‫ال َي ْ‬
‫النقي خم�سة �أواقٍ ‪ ،‬ومن َو َرق الورد أالبي�ض �أوقية ومن بذر الورد �أي�ض ًا ن�صف‬
‫ال�ص ْندل أالبي�ض‬
‫�أوقية ومن عي َدان ال َيا�سمني املجففة ن�صف رطل بالبغدادي ومن َ‬
‫ثالث دراهم‪ُ ،‬تلقى هذه أال�شياء على ال ُدهن ثم ُتوقِ د وقوداً لين ًا بِرفْقٍ ‪ ،‬و�أنت حتركه‬
‫نزلت الطنجري عن‬‫نت �أن أال�شياء قد تداخلت ال ُدهن �أ َ‬ ‫ب َق َ�صبة �أو بعود حتى �إذا ظَ َن َ‬
‫و�س َد َّت ر�أ�سه ب َل َبد �أو َخ ْي َ�شة �أو َثوب مثل العمل أالول وتركته بقية يومه‬
‫النار َ‬
‫وليلته ثم َ�صفِه يف قوارير ُج ُدد ثم �أخلط يف املنا من هذا الدهن ن�صف رطل من‬
‫دهن زنبق جيد ‪ .‬وقد بيع منه مبال ‪ ،‬مجُ رب‪.‬‬

‫‪� -52‬صنعة دهن زنبق جيد بالغ‬


‫ت أ�خذ من دهن احلَل العتيق فاجعله يف قارورة ثخينة و�ألق فيه لكل رطل‬
‫�أوقية من َيا�سمِ ني طري وا�ستوثق من َ�سد ر�أ�سها محُ َ كم ًا ثم �صري القارورة يف‬
‫َزبيِل(‪ )246‬وعلقها يف بئر َماء يف جوف ماء ‪ .‬ثم �أخ ِرجه يف كل ثالثة �أيام �أو‬
‫ا�سمِ ني وجدِد له يا�سمني غريه ‪� .‬أفعل به كذلك خم�سة مِ َر ٍار �أو‬
‫�أربعة‪ ،‬و�أ ْر ِم ذلك ال َي ْ‬
‫خرج دهن زنبق جيد بالغ �إليه املثل‪.‬‬ ‫�سبعة �أكرثه ‪ ،‬ف إ�نه ُي ُ‬

‫‪� -53‬صنعة دهن ورد غالية‬


‫ن أ�خذ من دهن احلَل اجليد ال�صايف منا وت�صبه يف طنجري برام‪ ،‬ثم ت أ�خذ من‬
‫اع ًة‬ ‫ال�شاهِ �سفَرم وبذر الورد ال�صاح أالبي�ض‪ ،‬الذي بيا�ضه ُم�شاب ُ‬
‫بح ْم َرةٍ َ�س َ‬ ‫َبذر َ‬
‫الورد‬‫أالبي�ض من كل واحد �أوقية ‪ ،‬ومن َو َرق َ‬ ‫و�سن‬
‫ال�س َ‬
‫ُيجنى ‪ ،‬ومن َب ْذر ُ‬
‫(‪)247‬‬

‫‪ 246‬ال ّزبِيل وال َّز ْنبِيل ‪ :‬اجلراب ‪ ،‬وقيل الوعاء ُيحمل فيه ‪ ،‬ف إ�ذا جمعوا قالوا زنابيل ‪ . .....‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة‬
‫(زبل ) ‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 247‬ال�سو�سن ‪ :‬من جن�س الب�صل ‪ ،‬وهو ا�سم �عجمي معروف و�نواعه كثرية ‪ ،‬فمنه البي�ض والحمر وال�صفر والزرق ‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫اعة ُي ْجنى ‪ ،‬خم�س �أواقٍ ‪ ،‬ومن ال�صندل أال�صفر‬ ‫أالحمر الطري الذكي الرائحة َ�س َ‬
‫ر�ضو�ض ثالثة دراهم‪ .‬تلقى هذه أال�شياء‬ ‫ن�صف �أوقية ومن حب امل َْحلب املق�رش َم ُ‬
‫على ال ُدهن يف الطنجري‪ ،‬و ُي�صب عليه ثالثة �أواق ماء ورد جيد خال�ص من �أجود‬
‫ما يكون منه و�أذكاه ِريح ًا ‪ .‬ثم ُيو َقد حتت الطنجري وقوداً لين ًا وتحُ ِركه ب َق َ�صبه‬
‫يذهب املاورد ويداخل رائحة أالفواه‬ ‫مق�رشة �أو بعود نظيف حتريك ًا �شديداً حتى َ‬
‫الدهن جيداً ‪ .‬ثم �أن ِزل الطنجري عن النار و�سد ر�أ�سه بلبد �أو َخ ْي َ�شة �أو َث ْوب كما‬
‫ف�صفِه يف القوارير ثم �أحمِ ل على‬ ‫و�صفنا واتركه بقية يومه وليلته ‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت َ‬
‫كل منا من هذا ال ُدهن رط ًال من دهن الورد اخلال�ص‪ .‬يكون الكُل �شيئ ًا واحداً ال‬
‫ُينكر ُه �أحد من النا�س ‪ ،‬بِعه كيف �شئت‪.‬‬

‫‪� -54‬صنعة دهن ِخريي مرتفع‬


‫الرخي�ص منا‪،‬‬ ‫خل ِريى َ‬ ‫ت أ�خذ من دهن [ الرب�شنان ] (‪ )248‬منا �أو من دهن ا ِ‬
‫وت�صبه يف طنجري برام‪ ،‬ثم ت أ�خذ من َب ْذر أالف ََرنجْ َ ُم ْ�شك �أوقية ومن ورد أال ُترج‬
‫ال�س مر�ضو�ض درهمني ومن َنافِ جة م�سك مثقال ون�صف‬ ‫�أوقية ومن ّب ْذر حب آ‬
‫ومن الزعفران ال�صحيح املغ�سول وزن خم�سة دراهم‪ُ ،‬تلقى هذه أال�شياء على‬
‫الدهن يف الطنجري ثم ُتوقِ د وقوداً لين ًا وتحُ ِركه ب َق َ�ص َبة �أو ب ُعود حتريك ًا �شديداً‪.‬‬
‫ف إ�ذا علمِ ت �أن أال�شياء قد تداخلت ال ُدهن �أنزلت الطنجري عن النار و�شد ر�أ�سه ب َل َبد‬
‫ف�صفه‬ ‫ي�شة مثل العمل أالول َ�س َواء وتركته بقية يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت َّ‬ ‫�أو َخ َ‬
‫يف القوارير‪ ،‬يخرج دهن خِ ريي غاية نهاية‪ ،‬وقد عِ مله بع�ض �أ�صحابنا و�ألقى فيه‬
‫بعد الفَراغ منه �أوقية ورق خريي �أحمر طري ون�صف �أوقية من اخلريي أال�صفر‪،‬‬
‫ُيل َقى �أطرافه أالخ�رض وت أ�خذ الورق فقط‪ ،‬فجاء عجب ًا ‪ ،‬واك َت َ�س ْب ُت فيه ماالً‪.‬‬

‫للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 271‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 249‬؛‬
‫أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 95‬؛ ابن القف الكركي ‪ ،‬جامع الغر�ض يف حفظ ال�صحة ‪� ،‬ص ‪. 320‬‬
‫‪ 2 48‬يف ( �أ ) ( الرب�شان ) وهو حتريف من النا�سخ والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪� -55‬صنعة دهن خريي �أخ�رض‬
‫ت أ�خذ من دهن الرب�شنان �أو دهن اخلريي الرخي�ص منا و ُت َ�صفيه و ُت َ�صيرِ ه يف‬
‫اه�سِ ف ََرم‬ ‫فرجنم�شك �أوقية ون�صف ومن بذر َ‬
‫ال�ش ْ‬ ‫طنجري برام وتلقي عليه من َب ْذر أال َ‬
‫ن�صف �أوقية ومن َو ْرد أالترج املُج َّفف �أوقية ومن ال�صندل أالبي�ض �أوقية ومن‬
‫اخلريي أال�صفر درهمني ومن‬ ‫ّ‬ ‫املجفف ن�صف �أوقية ومن َبذر‬ ‫َو َرق أال َ‬
‫فرنجْ َ ُم ْ�شك َّ‬
‫احم(‪ )249‬املُجفف ن�صف‬ ‫الزعفران املغ�سول ال�صحيح ثالثة دراهم ومن َو َرق احل ََم َ‬
‫�أوقية‪ُ [ ،‬تلقى ] (‪ )250‬هذه أال�شياء على الدهن و ُتوقِ د وقوداً لينا وتحُ ِركه و َت�ضرْ ِ به‬
‫نعم ًا ب َق َ�ص َبة مق�شرَّ ة �أو بعود نظيف و ُتلقى عليه َو ْزن ن�صف دانق كافور‪ ،‬و�أنت‬
‫دائب ُتوقِ د حتى �إذا علمت �أن ال ُدهن قد �أخرج ريح هذه أال�شياء وطَ ْعمها‪� ،‬أنزلت‬
‫ا�سة ‪ ،‬كما و�صفنا‬ ‫و�س َد ْدت ر�أ�س الطنجري ب َل َبد �أو َخ ْي�ش َة �أو ك ِر َب َ‬
‫الطنجري عن النار َ‬
‫ثم ُي�ص َّفى يف القوارير‪ .‬وهو جيد طيب‪.‬‬ ‫�أ ّوال ‪ ،‬وتركته بقية يومه وليلته ‪ّ .‬‬

‫خريى �أخر طيب‬


‫ّ‬ ‫‪� -56‬صنعة دهن‬
‫ت أ�خذ من دهن احل ّل ‪ ،‬وليكن �صافيا‪ ،‬منا و ُت�ص ِريه يف طنجري برام وت أ�خذ‬
‫م�شك خم�سة ومن ورق احلماحم‬ ‫من َب ْذر احل ََماحِ م ثالثة دراهم ومن َب ْذر أال ْف َرنجْ َ ُ‬
‫ع�رشين درهما ‪َ ،‬رطْ ب ًا كان �أو يابِ�ساً‪ ،‬ومن بذر امل َْرزَنجْ ُ و�ش ن�صف �أوقية ومن َو َرق‬
‫اخلريى أالحمر �أوقية‬
‫ّ‬ ‫جمفف كان �أو َرطب ومن الورق‬ ‫م�شك ع�رشة دراهم ُ‬ ‫أال ْف َرنجْ َ ُ‬
‫الو ْرد أالبي�ض ن�صف �أو ّقية ومن‬
‫اخلريى أال�صفر ن�صف �أوقية ومن ورق َ‬ ‫ّ‬ ‫ومن َب ْذر‬
‫النمام ن�صف �أوقية ومن ال�صندل‬ ‫ورق أال ُترج املُج َّفف ن�صف �أوقية ومن ورق ّ‬
‫أال�صفر درهمني ومن لُب �أطراف النماّم �أوقية‪ُ ،‬تلقى هذه أال�شياء على الدهن‬

‫حل َبق الب�ستاين العري�ض الورق ‪ ،‬وي�سمى بال�شام حبق نبطي ‪ .‬وله �أغ�صان خ�رض مربعة َخ َّوارة ‪ ،‬ونوار‬ ‫‪ 249‬احل ََماحم ‪ :‬هو ا َ‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪-157‬‬ ‫إ‬ ‫؛‬ ‫‪106‬‬ ‫�ص‬ ‫‪،‬‬ ‫دوية‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫يف‬ ‫املعتمد‬ ‫‪،‬‬ ‫ر�سول‬ ‫ابن‬ ‫‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حل‬ ‫ا‬ ‫كبزر‬ ‫�أبي�ض ‪ ،‬وبزره‬
‫‪ 163‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 190‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 250‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( يلقى ) وهو حتريف والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫وتوقِ د ُو ُقو ًدا لين ًا و�أنت دائب حت ِركه ب َق َ�ص َبة �أو بعود حتى �إذا عِ لمت �أن أال�شياء قد‬
‫و�س َد َت ر�أ�سه مثل العمل أالول �سواء‬
‫تداخلت الدهن وا�ستحكمت ‪� ،‬أنزلت الطنجري َ‬
‫واتركه باقي يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت فَ�صفى الدهن يف القوارير ‪ ،‬و�إن �شئت‬
‫اجليد‪ .‬ف إ�نه يخرج‬
‫فاخِ لط معه من دهن اخلريى للمنا من هذا رطل من اخلريى ّ‬
‫ِيع أال ّول َو ْح َده على �أنه خريى خال�ص جيد بالغ وي ؤ�خذ من هذا‬ ‫دهن ًا عجباً‪ .‬وقد ب َ‬ ‫ُ‬
‫اخلريى‬
‫َ‬ ‫الدهن وي�صري يف قارورة وي�صري عليه لكُل رطل �أوقية ون�صف من َو َرق‬
‫أالحمر ‪ ،‬وي�صري يف َزبِيل و ُيعلق يف بِئر ماء يف جوف املاء‪ ،‬بعد �أن ت�سد ر�أ�س‬
‫الو َرق يف خم�سة �أيام ويرتك �شهرا‪ .‬ف إ�نه يخرج‬ ‫القارورة نعما ‪ ،‬وتجُ ِ ّدد له هذا َ‬
‫دهن ًا جيداً �إليه املثل‪.‬‬

‫‪� -57‬صنعة دهن َبر�شنان طيب‬


‫ت أ�خذ من دهن احلل اجليد ال�صايف العتيق‪ ،‬يجعل يف َقنين َة(‪ )251‬ويكون َق َدر‬
‫منا‪ .‬ثم ت أ�خذ من القنبيط(‪ )252‬املُر ن�صف رطل و َتن َقعه بن�صف رطل من ماء ليلة‪.‬‬
‫(‪)253‬‬
‫لقيت القنبيط مع املاء الذي َن َق ْع َت ُه فيه يف طنجري برام [و�أوقِ د]‬ ‫ف إ�ذا �أ�صبحت �أ ْ‬
‫ذهب ن�صفه �أو �أكرث من الن�صف ‪ ،‬و�أجود له �أن‬ ‫حتته برفق ح ّتى ّي ْذهب املاء �أو َي َ‬
‫َيب َقى ال ُثلْث ‪ ،‬ف إ�ذا �صار �إىل هذا احلَد ف أ�لْقِ عليه ال ُدهن و�أ ْغ ِل ِه‬
‫يذهب ال ُث ْل َثان ول ْ‬
‫ثم �ألْقِ عليه َو ْزن خم�سة دراهم َم ْي َعة ياب�سة ودانق‬ ‫غليه �شديد ًة و�أنت دائب حت ِركه ّ‬
‫هب ما ِب َقى من‬ ‫كافور و�أنت دائب ُت ِوقد بنار لينة و�أنت حت ِركه حتى �إذا اختلط َو َذ َ‬
‫املاء �أ ْن َز ْل َته عن النار و�ش ّد ر�أ�س الطنجري بل َبد �أو بغريه مما و�صفنا مثل العمل‬

‫‪ 251‬ال َق َّني َن ُة ‪ :‬من الزجاج الذي يجعل ال�رشاب فيه ‪ .....‬واجلمع قِ َنان ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( قنن ) ‪.‬‬
‫‪ 252‬يقول ابن ر�سول �أن ال ُق َّنبيط ‪ :‬هو الكُرنب ‪ ،‬والكرنب النبطي هو الكرنب على احلقيقة ‪ .‬وهو �شبيه َّ‬
‫بال�سلق ‪� ،‬صغري القلوب‪.‬‬
‫و�س ْبط ‪ .‬وكالهما ي�ؤكل �ساقه وورقه ‪ .‬واجلعد �أطيب طعما ‪ ،‬و�أ�صدق حالوة ‪ ،‬و�أ�شد رخو�صة‪.‬‬ ‫وهو �صنفان ‪ :‬ج ْعد َ‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 416‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 390‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪-313‬‬ ‫أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 142‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 311‬؛ إ‬
‫‪. 316‬‬
‫‪ 253‬يف ( �أ ) و ( ب ) و ( ج ) ( �قد ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬
‫أ‬

‫‪77‬‬
‫أال ّول �سواء واتركه باقي يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت َ‬
‫ف�ص َّفه يف القوارير يخرج‬
‫جيداً َبالِغ ًا ال ُي ْنكَر‪.‬‬

‫(‪)254‬‬
‫‪� -58‬صنعة دهن �أحمر ُي�شبه دهن [ الكاذي ]‬
‫ال�شنكار(‪ )255‬وهو العاقِ ر َ�سم َقا‬‫ي ؤ�خذ منا من دهن حل جيد ‪ ،‬ثم ي ؤ�خذ من عيدان َّ‬
‫جيداً‪،‬‬‫َو ْزن درهم‪ ،‬وت أ�خذ من دهن الكاذي ن�صف رطل فتخلطه مع احل ّل �إذا �أردته ّ‬
‫ثم �أ ّج َمعه كُ له يف قارورة‪،‬‬ ‫و�إن �أردته دون ف أ�لق عليه من دهن الكاذي �أوقيتني‪ّ ،‬‬
‫و�ألق معه ال َعاقِ ر َ�س ْم َقا واجمع الكل يف قارورة و�ضعه يف ال�شم�س وخ�ضخ�ضه ‪،‬‬
‫ريه من الزيت‬ ‫حمر كل دهن تريد تحَ ْ مِ َ‬ ‫ف إ�نه ي�صري �أحمر مثل النار عجيب‪ .‬وكذلك ُي َّ‬
‫وغريه من كل دهن ‪ ،‬تلقى فيه ال َعاقِ ر َ�س ْم َقا وت�ضعه يف ال�شم�س وتحُ ِركه ف إ� ّنه‬
‫ال�شعِري(‪ )256‬وال َع َد�س وت�صريه يف خرقة‬ ‫ُيحمِ ره ‪� ،‬أو ت أ�خذ ال�شنكار ُ‬
‫وتر�ضه �أمثال َ‬
‫حمر مِ ْثل‬‫رارا يف ال�شم�س ‪ ،‬ف إ�نه ُي َّ‬
‫رقيقة و ُتلقيه يف الدهن وحتركه يف كل يوم َم ً‬
‫النار وال تغري طَ ْعمه وال ريحه ‪ .‬وهو ح�سن ِجداً‪.‬‬

‫‪� -59‬صنعة دهن اخل ْر َدل الذي ُيغَ�ش به دهن ال َب َن ْف َ�سج‬


‫رضب مباء َبارد ‪ .‬ف إ�ذا ارتفعت َر ْغ َوته �أخذتها‬
‫ُيدق اخلَر ْدل َدق ًا جيداً و ُي� َ‬

‫‪ 254‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( الكاديل ) ويف ( ب ) ( الكاذين ) ويف ( د ) ( الكاذي ) وهو ال�صواب ‪.‬‬


‫ال�شنكار ‪ :‬هو �شِ ْنجار ‪ ،‬والك َْحالء ‪ ،‬ورجل احلمامة ‪ ،‬وبال�رسيانية حالوما ‪ .‬وهو �أربعة �أ�صناف ‪ .‬وهو نبات له ورق‬ ‫‪َّ 255‬‬
‫�شبيه بورق اخل�س الدقيق الورق ‪ ،‬وعليه زَغَ ب ‪ ،‬وهو خ�شن �أ�سود كثري العدد ‪ ،‬نابت حول أالر�ض ‪ ،‬ال�صق لها ‪ ،‬له �شوك‪،‬‬
‫ال�صبع ‪ ،‬يكون لونه يف ال�صيف �أحمر ‪� ،‬إىل حمرة الدم ‪ ،‬ي�صبغ اليد �إذا ُم ّ�س ‪ ،‬وينبت يف �أر�ض طيبة‬
‫وله �أ�صل يف غلظ إ‬
‫الرتبة ‪ ،‬ولي�س قواه اجلميع �سواء ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 272‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 585‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 214-213‬؛‬ ‫‪ 417-416‬؛ إ‬
‫أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪.309‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة‬‫والحر�ش ‪ ،‬وهو ق�صري احلب ‪ .‬للمزيد �أنظر إ‬ ‫‪ 256‬ال�شعري ‪ :‬هو من احلنطة ‪ ،‬و�أنواعه كثرية ؛ فمنه أالمل�س ‪ ،‬أ‬
‫أ‬
‫الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 186‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪ 265-263‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪،‬‬
‫�ص ‪ 402-401‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 305‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 210‬؛‬
‫القزويني‪ ،‬عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪. 324‬‬
‫‪78‬‬
‫حار‪ ،‬ال تزال ت�رضبه وت أ�خذ َ‬
‫الر ْغ َو َة ‪ .‬ف إ�ذا اجتمع لك ما �أردت من‬ ‫ف أ�لقيتها يف ماء ٍ‬
‫ذلك من الرغوة ّ�صريتها يف طنجري وتوقد عليها وقوداً لين ًا ناعِ م ًا حتى َت ْذهب‬
‫كربا�سة مثل‬‫الرغوة ويبقى الدهن‪ .‬ثم �أن ِزل الطنجري عن النار و�سد ر�أ�سه بلَبد �أو ْ‬
‫العمل أالول �سواء واتركه باقي يومه وليلته ‪ .‬ثم �صفه وارفعه و�أحمِ ل منه واحِ داً‬
‫على �أثنني من دهن ال َب َن ْف َ�سج(‪ .)257‬ي�صري الكُل واحِ داً ‪ .‬يجيء جيد عجيب وهو‬
‫مجُ َّ رب‪.‬‬

‫‪� -60‬صنعة دهن عجيب جيد‬

‫ت أ�خذ من دهن احلل العتيق منا وجتعله يف قارورة ‪ ،‬وت أ�خذ َق َر ْنفَل ُ‬
‫و�س ْن ُبل‬
‫الو ْرد‬
‫وب ْذر َ‬‫وورد أال ُترج ّ‬ ‫وم ْرزَنجْ ُ و�س مجُ فف و ُبنك و�صندل �أ�صفر و�أذخر َ‬
‫وو ْرد َ‬
‫َ‬
‫وو َرق احل ََماحِ م املُجفف وورق أال ْف َر َ‬
‫جن ُم ْ�شك‬ ‫�شارة العود وحب أالترج املُق�شرَّ َ‬
‫و ٌن َ‬
‫بن�ضوح ُم�صفى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مبنخل َ�صفِيق ويعجن‬ ‫املُجفف من كُ ل َواح ٍد �أوقية يدق وينخل ُ‬
‫ُي�ص َّفى الن�ضوح بخرقة حتى يخرج ٌث ْقله ويبقى [ماءه ] (‪ ،)258‬ثم يعجن به أالفواه‬
‫ويجعل يف تور برام فوق أالفواه �أي�ض ًا ن�ضوح ُم�صفى مقدار �أ ْ�ص ُب َعني ويرتك يف‬
‫وي�صب عليه �أوقيتني ما ورد‬ ‫ّ‬ ‫التور يومني وليلتني‪ .‬ثم ي ؤ�خذ فيلقى يف طنجري برام‬
‫وي�صب الدهن على أالفواه ويوقد حتته وقوداً ُم َْ�ستوي ًا و�أنت حت ِركه حتريك ًا �شديداً‬
‫ثم يلقى فيه قِ �شرْ ال ُتفاح ال�شامي وقِ �رش أال ُترج أال�صفر وقرياط كافور وحبة مِ ْ�سك‪.‬‬
‫ثم توقد حتته و�أنت حت ِركه حتى ي َذهب املاء ويبقى الدهن وتعلم �أ ّن أال�شياء قد‬
‫تداخلت الدهن‪ .‬ثم ُين َزل الطنجري عن النار و َت ُ�سد ر�أ�سه َبل َبد �أو َخ ْي�شة مثل العمل‬

‫جل ْنبة ينبت من �أرومته يف العام املقبل ‪ ،‬ومن جن�س الكفوف ‪ .‬وهو نوعان ‪ :‬ب�ستاين ّ‬
‫وبري‪ .‬فالب�ستاين‬ ‫‪َ 257‬ب َنف َْ�سج ‪ :‬من نوع ا َ‬
‫ي�شبه ورق ُه ورق اخل َُّبازي �إال �أنها �أكرب منها ‪ ،‬مائلة �إىل الطول وفيها ت�رشيف وانحفار ‪ ،‬وله �ساق رقيقة وعليها زَغَ ب‬
‫ور �أ�سماجنوين مييل تارة �إىل البيا�ض وتارة �إىل �إىل احلمرة على ح�ساب �أ�صنافه‬‫ي�سري ميتد على وجه أالر�ض ‪ ،‬وله َن ٌ‬
‫‪ . .............‬للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 43‬و�أنظر �أي�ضا ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪،‬‬
‫�ص ‪ 79‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 102‬؛ القزويني ‪ ،‬عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪ 312‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪،‬‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 93-92‬‬ ‫�ص ‪ 36-35‬؛ إ‬
‫‪ 258‬يف ( �أ ) ( ما�ؤه ) و الت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫أالول و َترتكُ ه بقية يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت [ َ�ص َّف ] (‪ )259‬الدهن يف القوارير‬
‫يخرج عجب ًا �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -61‬صنعة دهن طيب عجيب جيد‬


‫ت أ�خذ من دهن احلماحم(‪ )260‬ال�صايف منا وجتعله يف �إناء زجاج‪ ،‬وت أ�خذ [من‬
‫و�سعد م ُق�شرَّ �أبي�ض َ‬
‫وم ْرزَنجْ ُ و�ش مجُ فف و َق َر ْن ُقل وقِ ْرفَة من كل واِح ٍد‬ ‫َماجوز]‬
‫(‪)261‬‬
‫ُ‬
‫خم�سة دراهم ومن َب ْذر أال ْف َرنجْ َ م�شك خم�سة دراهم ومن بذر [ال�سو�سن] (‪� )262‬أربعة‬
‫املجفف درهمني و َقاُقلة وكَ َبا َبة وميعة ياب�سة و�صندل‬ ‫ال ُترج َّ‬ ‫دراهم ومن َو ْرد أْ‬
‫مب ْنخل َوا�سِ ع ويعجن مباء َورد‬ ‫�أبي�ض من كل واحِ د ثلثة دراهم ‪ ،‬يدق وينخل ُ‬
‫ون�ضوح م�ص َّفى و ُيجعل يف تور برام وي�صب عليه �أي�ض ًا ماء َو ْرد َغمره ب أ��صبعني‬
‫ويلقى معه قِ �شرْ تفاح �شامي وقِ �رش أالترج ويرتك يوم ًا وليلة �أو �أكرث‪ .‬ثم ُي�صب‬
‫الدهن يف طنجري برام و ُت َ�صب هذه أال�شياء عليه ويوقد حتت الطنجري وقوا ًد لين ًا‬
‫املاورد‬
‫َ‬ ‫و�أنت حتركه حتريك ًا �شديداً بق�صبة مق�شرّ ة �أو عود نظيف حتى يذهب‬
‫وتعلم �أن ريح هذه أال�شياء قد تداخلت الدهن‪ .‬ثم ُتلقى عليه وزن قرياط كافور‬
‫وو ْزن درهمني زعفران(‪� )263‬صحيح وحبة م�سك وا�رضبه نعماً‪ .‬ثم �أنزل الطنجري‬ ‫َ‬
‫و�سد ر�أ�سه ب َل َبد �أو َخ ْي َ�شة واتركه بقية يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا�أ�صبحت َ‬
‫ف�ص َّفه يف القوارير‬
‫جتده غاية �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫يف ( �أ ) و ( ج ) ( �صفي ) والت�صويب ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 259‬‬


‫يف ( �أ ) و ( ج ) ( دهن احلماحم ) ويف ( ب ) و ( د ) ( دهن اخلل )‪.‬‬ ‫‪ 260‬‬
‫يف ( ب ) ( ماء جوز ) و يف ( ج ) ( من ماحوز ) ( د ) ( مرماحوز )‪ .‬وهي كلمة غري وا�ضحة ومل نتمكن من معرفة معناها‬ ‫‪ 261‬‬
‫و�صفتها ‪.‬‬
‫وردت ( ال�س�سن ) يف ( �أ ) و ( ب ) و ( ج ) وهي كلمة غري وا�ضحة ومل نتمكن من معرفة معناها و�صفتها ‪ ،‬ووردت يف (د)‬ ‫‪ 262‬‬
‫والرجح �أنها بذر ال�سو�سن وقد �سبق ذكره ‪ .‬و�أنظر ‪� -53‬صنعة دهن ورد غالية‪.‬‬ ‫( ال�سي�سن ) وهي �أي�ضا ت�صحيف ‪ ،‬أ‬
‫ال�سعدي �إال �أنها �أرق ‪ ،‬ويف ر�أ�س كل ورقة على طولها بيا�ض ‪ ،‬ويف‬
‫َز ْعفران ‪ :‬نبات من نوع الب�صل ‪ ،‬وله ورق كورق ُّ‬ ‫‪ 263‬‬
‫و�سطها �ساق يف ر�أ�سها زهر ي�شبه زهر ال�سوجنان ‪ ،‬بنف�سجي اللون يف داخله ثالث �شعرات �صفر ومن بينها ثالث‬
‫�شعرات حمر طيبة الرائحة ‪ ،‬وهو الزعفران ‪ .‬للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 108‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪. 277-276‬‬ ‫ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 203-202‬؛ إ‬
‫‪80‬‬
‫‪� -62‬صنعة دهن �آخر عجيب طيب الريح‬
‫ت أ�خذ من الزنبق اجليد رطل �أو رطلني وت�صبه يف باطية زجاج وت�صب عليه‬
‫ترج وقِ �شرْ ال ُتفاح‬ ‫لكل منا من الزنبق ثالثة �أرطال ن�ضوح ُم�ص ّفى ‪ .‬ثم ُتلقى فيه أال ُ‬
‫وقِ طع َ�سف َْر َجل(‪ُ )264‬منقى من حبة و�صندل مدقوق وورد �أحمر ياب�س و�أطراف آ‬
‫ال�س‬
‫وورق ال َن َّمام وورق احل ََماحِ م مجُ َّففة هذه �أو َرطبة ولُب أال ُترج �أو َو ْرده ‪،‬‬
‫الرطب َ‬‫َ‬
‫و ُتغطى وتحُ ِرك يف كُ ل يوم مرة‪ .‬و�إن �شئت غريت له أال�شياء يف كُ ل خم�سة �أيام‪.‬‬
‫ف إ�نه �أذكى و�أطيب ‪ .‬ثم ُت�صفِيه يف قارورة و ُتلقى عليه حبتني مِ �سك‪ .‬ف إ�نه ي أ�تيك‬
‫عجيب الرائحة‪.‬‬

‫‪� -63‬صنعة دهن �آخر طيب الريح‬


‫الرخي�ص من كُ ل واحد منا‪،‬‬ ‫خذ من دهن احل ّل امل�صفى ومن دهن اخلريي َ‬
‫ت�صبه يف طنجري برام وت أ�خذ َق َر َن ْفل َ‬
‫وم ْرزَنجْ ُ و�س مجُ فف و�صندل �أبي�ض و َقا ُقلة‬
‫و�سعد ُمق�رش و�أذخِ ر وق�رش أال ُترج أال�صفر مجُ فف وقِ �رش التفاح ال�شامي‬ ‫وجوز َب َوا ُ‬
‫و�س ْن ُبل الطيب من كل واحِ د ن�صف �أوقية‪ ،‬ومن بذر احل ََماحِ م ومن َبذر‬ ‫مجُ فف ُ‬
‫اه�سِ ف ََرم و َبذر امل َْرزَنجْ ُ و�ش من كل واحِ د ثالثة دراهم ‪ ،‬و َزعفران �صحيح‬ ‫ال�ش ْ‬
‫َ‬
‫خم�سة دراهم ‪ُ ،‬تلقى هذه أال�شياء كلها على الدهن يف الطنجري وت�صب عليه �أي�ض ًا‬
‫�أوقيتني ماء ورد جيد و ُت ِوقد حتته وقو ًدا لين ًا بِرفقٍ و�أنت دائب تحُ ركه حتريك ًا‬
‫اخل‬ ‫نظيف �أو بِ�شِ قة قناة حتى يذهب املاء ورد و َي َت َد َ‬
‫ٍ‬ ‫�شديداً ب َق َ�صبة ُمق� ٍرشة �أو عودٍ‬
‫فاويه‪ .‬ثم ُتنزل الطنجري عن النار وي�شد ر�أ�سه َبل َبد مِ ْثل أالول ويرتك‬ ‫الدهن ريح أال ِ‬
‫ف�ص َّفه يف القوارير ف إ�نه يخرج طيب عجيب‪.‬‬ ‫بقية يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت َ‬

‫واحلام�ض ‪ ،‬والطويل ‪ ،‬واملُدحرج‪،‬‬


‫ُ‬ ‫ال�شجر اخل�شبي ‪ ،‬و�أنواعه كثرية ‪ ،‬فمنه ا ُ‬
‫حلل ُْو ‪،‬‬ ‫‪�َ 264‬سف َْرجل ‪ :‬ا�سم جن�س ‪ ،‬وهو من جن�س َّ‬
‫ال�شبيلي‪،‬‬
‫إ‬ ‫ي�ضا‬‫أ‬ ‫�‬ ‫نظر‬‫أ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫؛‬ ‫‪275‬‬ ‫�ص‬ ‫‪،‬‬ ‫زهار‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫حديقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الغ�ساين‬ ‫الوزير‬ ‫نظر‬‫أ‬ ‫�‬ ‫للمزيد‬ ‫ل�شبهه بنهود أالبكار ‪. .............‬‬ ‫وا ُ‬
‫مل َن ّهد ِ‬
‫أ‬
‫عمدة الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 2‬ص ‪ 554-553‬؛ ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف الدوية ‪� ،‬ص ‪. 267-266‬‬
‫‪81‬‬
‫‪� -64‬صنعة دهن �آخر طيب‬
‫َارة مِ �سك قدر‬ ‫ت أ�خذ دهن خل جيد وت�صبه يف طنجري برام‪ ،‬و ُتلقى عليه ف َ‬
‫مثقالني وهي التي قد �أخ ِرج مِ �سكها ون�صف مثقال كافور ‪ ،‬و�صندل �أ�صفر و َبذر‬
‫َح َماحِ م و َبذر �شاه�سِ فرم وبذر �أفرنجَ م�شك وقِ �رش أالترج أال�صفر وحب أالترج‬
‫أال�صفر من كل واحِ د خم�سة مثاقيل‪[ ،‬ولبنى] (‪ )265‬ياب�سة ثالثة مثاقيل ‪ُ ،‬تلقى‬
‫هذه أال�شياء ‪ ،‬على الدهن‪ ،‬ويوقد وقوداً لين ًا ‪ ،‬و�أنت دائب تحُ ركه حتريك ًا �شديداً‬
‫كما و�صفنا �آنف ًا ‪ ،‬حتى يعلق وتعلم �أن أالفواه قد تداخلت الدهن‪ .‬ثم ُتنزل الطنجري‬
‫و ُتغطي ر�أ�سه [ بحريرة‪ ،‬ثم ي ؤ�خذ من املوم أالبي�ض ع�رشين مثقا ًال ‪ ،‬ف أ�ذبه يف‬
‫طنجري نظيف و ُذر عليه أالدوية قلي ًال قليالً‪ ،‬وحركه بعود حتى َي ْختلط ِنعِم ًا‬
‫وي�صري مثل البي�ض‪ ،‬ثم �أن ِزله عن النار و�صب عليه ماء با ِرداً‪ ،‬ثم �أك�سرِ البي�ضة‬
‫بن�صفني ‪ ،‬ثم خذ َ�سندرو�س ًا �أ�سود ف أ�ذبه و�أطلِ به ظاهر البي�ضة وب ِرده ثم �أجعله‬
‫الرطب �سبعة‬ ‫يف قارورة وا�سِ عة الفم و�سد ر�أ�سها نعماً‪ .‬ثم �أ ْد ُف ْنها يف ِز ْبل اخل َْيل َ‬
‫�أيام ثم �أخرجه ف إ�نه ال ينكر يف لونه من العنرب �شيء وهذا ُيتخذ منه فال بد وغري‬
‫ذلك ‪ ،‬و�إن �أردت ف أ�حمل منه للواحِ د واحِ د ] (‪. )266‬‬

‫(‪)267‬‬
‫‪� -65‬صنعة عنرب �آخر‬

‫ت أ�خذ �سبعة مثاقيل َ�س ْن َد ُرو�س �أزرق طيب الريح و�أوقيتني َز َبد َ‬
‫البحر وخم�سة‬
‫جمع بال�سحق‪ ،‬ثم‬
‫يرة ثم ُي َ‬
‫بح ِر َ‬
‫مثاقيل ُ�سن ُبل طيب ‪ ،‬يدق كل واحِ د َو ْحده وي ُنخل َ‬

‫‪ 265‬غري وا�ضحة يف ( �أ ) و الت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪ .‬وقد تقدم الكالم على معنى ل ُْبنى و�صفتها ‪.‬‬
‫‪ 266‬ما بني القو�سني املعكوفني �ساقط من الن�سخة ( ب ) ‪.‬‬
‫‪ 267‬من هنا يبد�أ أالختالف يف الن�سخة ( ب ) حيث �سقط منها حت�ضري ومزج ما يقارب من ‪ 17‬نوعا من العطور منها على‬
‫�سبيل املثال �أبواب يف عمل الكافور ‪ ،‬و�أبواب يف �صنعة ال�سكّ والرامك ‪ .‬كما �أختلف فيها كذلك الرتتيب ‪ ،‬حيث نقل‬
‫النا�سخ عددا منها مثل « ت�صعيد ماء أالترج « و « ت�صعيد ماء التفاح « و» ت�صعيد ماء آ‬
‫ال�س « و « �صنعة الت�صعيد يف‬
‫والنبيق « �إىل نهاية ال�صفحات يف املخطوط و�أوردها مت�سل�سلة ‪ ،‬وختم املخطوط‬ ‫الرطوبة وغري ذلك و�صنعة القرعة أ‬
‫بـــ « ت�صعيد الكافور « ‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫ت ؤ�خذ خم�سة مثاقيل �شمع �أبي�ض ُيذاب ال�شمع و َت ُذر عليه أالدوية ويحرك بعود‬
‫نعما حتى يختلط ويجتمع‪ ،‬ثم ُير�ش عليه ماء بارد‪ ،‬ثم يحمل منه واحد ومن‬
‫العنرب واحِ د‪.‬‬

‫‪� -66‬صنعة عنرب �آخر‬

‫ي ؤ�خذ ُجزء عنرب جيد وجزء ُ�سك جيد وخم�سة �أجزاء �شمع �أبي�ض‪ٌ ،‬ي ْ�س َح ُق ُ‬
‫ال�سك‬
‫ال�سك و ُيلقى عليه ال�شمع ويذاب معه ويحرك بعود حتى‬ ‫ويذاب العنرب و ُيطرح عليه ُ‬
‫يختلط نعماً‪ .‬ثم ُي َنزل عن النار و ُير�ش عليه ماء با ِرد و ُيك�رس ‪ ،‬ال ينكر من العنرب‬
‫�شيء ‪ .‬و�إذا �أردت �أن تخلط هذه أاللوان التي و�صفناها لك من عمل �إ�شباه العنرب‬
‫فخذ ما �شئت من �أيها �شئت و�ألقي يف َمذابه و�ضعه على نار ف َْحم‪ .‬ف إ�ذا ذاب ف أ�لق‬
‫عليه العنرب و�أذِبه معه وحركه حتى يختلط به نعما‪ .‬ثم �أن ِزله عن النار وب ِرده‬
‫وارفعه‪ ،‬ال ُي ْنك ََر َّن العنرب �شيء ‪.‬‬

‫‪� -67‬أبواب عمل الكافور‬


‫الرخِ م الذي َي ْخرطه اخلَراطون ‪ ،‬وهو �إىل الزرقة قلي ًال ‪ ،‬فخذ‬ ‫ت أ�خذ من ُ‬
‫الر َخام َ‬
‫من ُن َحا َتته ثم ِز ْن منه ُج ْزاً ‪ ،‬ومن الكافور ُجزءاً ‪ ،‬ثم �أع ِزل من الكافور ربع ذلك‬
‫�سحق الثالثة أالرباع الباقي من الكافور مع ُ�س َحالَة الرخام َ�س ْحق ًا جيداً‬
‫اجلزء‪ ،‬ثم �أ َ‬
‫على َ�صال َية ُرخام َ�صلية ‪ ،‬ثم خذ �صمغ عربي �أبي�ض‪ ،‬قد يقع يف املاء حتى �صار‬
‫يف قوام الع�سل الرقيق‪ ،‬فخذ منه ف َقطَ ر على ذلك امل�سحوق واعجنه به واجعله يف‬
‫وجففه نعماً‪ .‬ثم �صريه على ُم ْن َخل َ�ش ْعر وكُ ب املُنخل‪ .‬ثم‬‫ارة الكافور ِ‬ ‫حج َ‬
‫مثال َ‬
‫مل ْنخل من فوق الكافور بجام قوارير‪ ،‬ثم ت أ�خذ مجِ ْ َمر ًة فيها نار ف َْحم‬ ‫ُغطِ َى على ا ُ‬
‫وتلقى فيه كافوراً وت�ضعها حتت املنخل حتى يرتفع ُد َّخان الكافور �إليه‪ ،‬و�أ�شبعه‬
‫لت ف أ�فركه على هذا الذي‬ ‫من هذه ال ُدخنة ثم خذ ذلك الربع من الكافور الذي َع َز َ‬
‫‪83‬‬
‫�ض ‪َ ،‬يجي ُئك كما تحُ ب �إن �شاء اهلل ‪ )268([ ،‬وقال يل �أبو‬
‫دبرته‪ ،‬واخلط َب ْع َ�ضه ب َب ْع ٍ‬
‫يو�سف �أنه َعمِ ل هذا الباب بغري‬
‫بالرخام‪ ،‬وهي َتب�ص ِببرَ ق ك أ�نها‬
‫ُرخام‪َ .‬عمله بِقطَ ع تكون يف اخلَ�ص �شبيهة ُ‬
‫وهي يف طَ ْبع الكافور يف �شبيه بلونه َ‬
‫و�صالبته وحمنته‪ .‬فزعم‬ ‫(‪)269‬‬
‫[ اجلب�سني ]‬
‫�أنه جاء غاية‪].‬‬

‫‪� -68‬صنعة كافور �آخر‬

‫جل َياد ثم تك�سرِ ها‬ ‫ال�صالب ال�صافِ ية ا ِ‬


‫[النو�شادِر](‪ِ )270‬‬
‫َ‬ ‫ت أ�خذ من َحجارة‬
‫ارة الكافور الفُتات وقدرها‪ .‬ثم خذ مثل [ ُث ْلثِه ] (‪ )271‬كافور‬
‫َ�صغاراً يف مِ ثال َح َج َ‬
‫وت�سحقه ِنعِم ًا ويكون ج ِري�ش ال�سحق قلي ًال ‪ .‬ويكون قد َح َلل َْت ماء ال�صمغ‬
‫َ‬ ‫جيد‬
‫العربي مثل ال َع َ�سل ‪ .‬فَبلَ به حِ جارة النو�شادر وقد �صففتها يف جام قوارير‪ .‬ثم‬
‫َت ْنثرُ عليها هذا الكافور امل�سحوق و ُت ْق ِل ُبها يف اجلام حتى ُتلَطَ خها كلها و َتكْت�سي‬
‫بهذا الكافور‪ .‬ثم �أتركَ ُه كما هو يف اجلام حتى يجف وي�رضبه الريح ثم �أخلِطه يف‬
‫قارورة �أيام ثم �أخ ِرجه وبِعه ممن �شئت ال ُينك ِره‪.‬‬

‫يظهر وا�ضحا �أن هذه الفقرة م�ضافة من قبل النا�سخ وقد و�ضعتها بني معكوفني‬ ‫‪ 268‬‬
‫هذه الكلمة وردت غري وا�ضحة يف ( �أ ) و ( ج) وهي تتكرر وت�ستعمل هكذا ‪ ،‬ويف ( د ) خمتلفة وغري وا�ضحة و مفقودة‬ ‫‪ 269‬‬
‫يف ( ب ) ومل نوفق يف العثور على معناها و�صفتها ويظهر �أنها حتريف من النا�سخ أ‬
‫والرجح �أنها ( اجلب�سني)‪ ،‬ونرى‬
‫اجل�ص ‪ ،‬وهو حجر رخو َبراق ‪ ،‬منه‬‫ّ‬ ‫ال�شارة لت�صويبها كلما وردت يف الن�ص ‪ .‬واجلب ِْ�سني ‪ :‬هو‬ ‫�أنه الحاجة لتكرار إ‬
‫�أبي�ض‪ ،‬ومنه �أحمر ‪ ،‬ومنه ممتزج ‪ ،‬وله قوة قاب�ضة َم ْغ ِر ّية ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪64‬؛‬
‫و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪. .150‬‬
‫ال ُنو�شادر �أو ال ُن�شادر ‪ :‬هو �صنفان ‪ :‬طبيعي و�صناعي ‪ .‬فالطبيعي ينبع من عيون حمئة يف جبال خرا�سان ‪ .‬و�أجوده‬ ‫‪2 70‬‬
‫الطبيعي اخلر�ساين ‪ ،‬وهو ال�صايف كالبلور ‪ .‬وقال ‪ :‬النو�شادر �صنف من امللح حمتفر ‪ ،‬يخرج من معدنه ح�صى ُ�صلبا‪،‬‬
‫ومنه �شديد امللوحة يحذي الل�سان حذيا �شديدا ‪ .‬ومنه ما يكون من دخان احلمامات التي يحرق فيها ال َّزبل خا�صة ‪.‬‬
‫التنكاري ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مل َن َكّب ب�سواد وبيا�ض ‪ .‬ومنه أالغرب ‪ ،‬ومنه أالبي�ض ال�صايف‬
‫و�أ�صنافه كثرية ‪ :‬فمنه ا ُ‬
‫املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‪ 259‬؛ و�أنظر �أي�ضا البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 365-364‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات‬
‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 433‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 171‬‬
‫يف ( �أ ) ( ثالثة ) والت�صويب من ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 271‬‬
‫‪84‬‬
‫‪� -69‬صنعة كافور �آخر‬
‫ت أ�خذ من الكافور اجليد خم�سة مثاقيل ومن ال�صمغ العربي أالبي�ض خم�سة‬
‫مثاقيل‪ .‬ثم �أ ْ�س َحقها جميع ًا مع وزن درهم َذ ِر َيره(‪ )272‬عنرب مفتوقة‪ ،‬ثم اعزله ‪،‬‬
‫جلب�سِ ني البرَ اق الذي يطبخ بالنار ع�رشين مثقاالً‪ ،‬ثم خذ من َخ َ�شب‬ ‫ثم خذ من ا ِ‬
‫اجلذوع (‪ )273‬العتيق خم�سة مثاقيل‪ .‬و�إن كان اخل ََ�شب َنخِ راً كان �أجود‪ .‬ا�سحقهما‬
‫جلب�سني واخل ََ�شب ‪ ،‬ثم �ألق عليه ن�صف الدواء أالول‬ ‫جميع ًا �سحق ًا جيداً‪� ،‬أعنى ا ِ‬
‫فحله باملاء حتى ت�صريه يف قوام‬ ‫وا�سحقه كله نعماً‪ .‬ثم خذ الن�صف الباقي ُ‬
‫الع�سل‪ ،‬ثم �أعجن به هذا الذي دبرته‪ .‬ثم �إذا هو فت قلي ًال فك�رسه يف مثال حجارة‬
‫الكافور اجلري�ش‪ .‬ثم �أحمل منه واحِ داً ومن الكافور واحِ داً يجئ غاية‪ .‬جمرب قد‬
‫عمل ُته ‪ ،‬واك َت�سب به‪.‬‬

‫‪� -70‬صنعة كافور �آخر‬


‫ت أ�خذ أُالر ُز(‪ )274‬اجليد أالبي�ض فان َقعه يف املاء ال َعذب و�أبدل له املاء يف‬
‫كُ ل يوم حتى يربو ويلني وي�صري كهيئة ال ُزبد ‪ .‬ثم خذ جام قوارير نظيف جيد‬
‫ف أ�لطَ خه بهذا أُال ُرز لَطخ ًا رقيق ًا ثم َجفِفه يف الظَ ل ‪.‬ف إ�ذا جف فا ْن َحته واع ِزله وكنه‬
‫جمعت‬ ‫من الغبار ‪ .‬ثم �أطلِ اجلام �أي�ض ًا و�أفعل من ذلك بقدر ما تريد‪ .‬ثم ِزن ما َ‬
‫من ُن َحا َتة ذلك أال ُرز ‪ ،‬ثم ِز ْن لكُل ع�رشة مثاقيل منه مثقاال من كافور ي�سحقه‬
‫ويخلطه معه ثم اتركه �أيام ًا يف قارورة‪ .‬ف إ�ذا �أردت ال َع َمل به و�أن َت ْ‬
‫عمل منه َخ َرزاً‬

‫ق�ص َب ال ُّن َّ�شاب‪.‬‬‫ات من ق�صب الطيب الذي ُيجا ُء به من بلد الهند ي�شبه َ‬ ‫ق�ص ِب الطَّ يب‪ .‬وال َّذ ِريرة ‪ُ :‬ف َت ٌ‬
‫ير ُة ‪ :‬ما ا ْن ُتحِ تِ من َ‬
‫‪ 272‬ال َّذ ِر َ‬
‫ويف حديث عائ�شة ‪ :‬طَ َّي ْبت ر�سول اهلل ‪� ،‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪ ،‬إلحرامه ب َذرِيرةٍ ؛ قال ‪ :‬هو نوع من الطيب جمموع من‬
‫�أخالط ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ذرر ) ‪.‬‬
‫جلذ ُْع ‪ :‬واحد ُجذوع النحلة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو �ساق النخلة ‪ ،‬واجلمع �أجذاع وجذوع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال يتبني لها‬ ‫‪ 2 73‬جاء يف املعجم �أن ا ِ‬
‫جذع حتى يبني �ساقُها ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( جذع ) ‪.‬‬
‫‪ 2 74‬أال ْرز ‪ :‬هو من جن�س احلبوب ومن نوع احلنطة ‪ ،‬م�شهور ومعروف ‪ .‬للمزيد �نظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة الزهار ‪� ،‬ص‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 33‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 64‬؛ القزويني ‪ ،‬عجائب املخلوقات ‪� ،‬ص ‪ 308‬؛ ابن البيطار ‪،‬‬
‫اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 16‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪85‬‬
‫فاعجنه مباء ال�صمغ أالبي�ض واعمل منه ما �أردت‪ .‬و�إن �أردت �أن تبيعه فاحِ مل‬
‫للواحِ د من هذا املُدبر واحد كافور وبعه كيف �شئت ‪ ،‬ال ي ُنكر يف َ�شيء من َ�س ِجي َّة‬
‫الكافور ‪ .‬وقد عملناه‪.‬‬

‫‪� -70‬صفة كافور �آخر‬


‫بزجاجة ‪ .‬ثم‬‫لح اللني [ فانحت ] وجهه الظاهر َ‬ ‫ت أ�خذ َن َوى ال َب َ‬
‫(‪)277‬‬ ‫(‪)276‬‬ ‫(‪)275‬‬

‫دقه نعما حتى ي�صري مب َن ِزلة ال ُزبد ‪ .‬ثم �أحمِ ل عليه مثله كافوراً واخلط ُهما نعما‪،‬‬
‫ثم اعجنه مباء الكافور اجليد واب�سطه يف جام‪ .‬ف إ�ذا قب َففُته على مثال َح َ�صى‬
‫الكافور يجيء ُح ْمالن غاية‪.‬‬

‫‪� -72‬صنعة كافور �آخر‬


‫خذ اللبان اجليد ال�صايف أالبي�ض فا�سحقه واحمل عليه مثل ن�صفه كافور‬
‫وا�سحقها نعما ثم اعجنه مباء الكافور اجليد �أي�ض ًا واب�سطه يف جام‪ .‬ف إ�ذا قب‬
‫فاك�سرِ ه على مثال حب الكافور ‪ ،‬واحمِ ل منه كيف �شئت‪.‬‬

‫‪� -73‬صنعة كافور �آخر‬


‫أالبي�ض اجليد ال�صايف‪ ،‬ثم خذ خِ ْرقة نظيفة من‬ ‫(‪)278‬‬
‫ت أ�خذ [ ال َت ْنكار ]‬

‫يف ( �أ ) و ( ج ) ( نوا ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬ ‫‪ 275‬‬


‫جاء يف حديقة أالزهار �أن ‪ :‬ال َبل َُح وال ُب�سرْ ‪ :‬هما مع ًا ثمر ال َّنخلة قبل �إن�ضاجه ‪ ،‬ف إ�ذا َن�ضجا �صارا ُرطَ ب ًا ‪ ،‬وهما من‬ ‫‪ 276‬‬
‫النخلة مبنزلة احلِ�صرْ م من الك َْرمة ‪� .‬أنظر الوزير الغ�ساين ‪� ،‬ص ‪ 58‬؛ و�أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪-33‬‬
‫‪ 34‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 122‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.74‬‬
‫يف ( �أ ) ( فا�سخنت ) والغالب �أنها ت�صحيف ‪ ،‬والت�صويب من ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪2 77‬‬
‫يف ( �أ ) ( ال�شكاد ) والغالب �أنها ت�صحيف ‪ ،‬وهي تتكرر وت�ستعمل هكذا‪ ،‬والت�صويب من ( ج ) و ( د ) ونرى �أنه الحاجة‬ ‫‪2 78‬‬
‫ورق ‪ ،‬وي�شوبه �شيء‬ ‫ال�شارة لت�صويبها كلما وردت يف الن�ص ‪ .‬وال ِت ْنكار ‪ :‬من �أجنا�س امللح ‪ ،‬موجود فيه طعم ال ُب َ‬ ‫لتكرار إ‬
‫من مرارة ‪ . .....‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 52‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص‬
‫‪ 141‬؛ ابن اجلزار ‪ ،‬االعتماد يف أالدوية ‪. 171 ،‬‬
‫‪86‬‬
‫(‪)280‬‬
‫ق�ص]‬‫كتان(‪)279‬تكون �صفيقة‪ ،‬ف ُبلها باملاء ثم اع�رصها من ذلك املاء وال [ َت ْ�س َت ِ‬
‫رصها ‪ ،‬ثم لُف تلك القطع التنكار فيها واتركه حتى َي َبتل وجه التنكار‪ ،‬ثم خذه‬ ‫َع� َ‬
‫الو�سخ ‪ .‬ثم دق التنكار‬ ‫وقِ �شــر وجهه الظـاهر ُبزجـاجة ف إ�نه ال يكـاد ي�ســلم من َ‬
‫بعد َت ْنقيتكَ �إياه نعما‪ ،‬ثم اعزله ناحِ َية ثم خذ ماء �صافي ًا ف�صيرِ ه يف طنجري نظيف‬
‫و�أغلِه غَ ليان ًا جيداً ثم انزله عن النار و�ألق عليه التنكار املدقوق يف ذلك املاء‬
‫وامر�سه نعم ًا حتى ي�صري كال ِلبنْ (‪،)281‬‬‫املُغلي ثم اتركه‪ .‬ف إ�ذا �أمكنك فادخِ ل يدك فيه ُ‬
‫جاجة وا�سِ َع ٍة ثم غطه واتركه يف ال�شم�س‪ ،‬حتى‬ ‫ٍ‬ ‫ويكون املاء بقِدر ‪ .‬ثم �صيرّ ه يف ُز‬
‫ن�شف املاء وي�صري كقِطع اللنب الذي قد نقر ‪ .‬فخذه حينئ ٍذ فك�سرِ ه على‬ ‫يجف و ُي َ‬
‫مثال حجارة الكافور ثم احمل من هذا واحداً ومن الكافور واحِ د واخ ِلطُ هما نعم ًا‬
‫ثم اجعله يف قارورة و�شد ر�أ�سها �شداً جيداً فلُفها يف خِ ْر َقة واتركها ُج ْم َعة ثم‬
‫�أخ ِرجه ف إ�نه ال يمُ يزه عطار وال �صاحب كافور وال غريه ‪ .‬وقد عملت وهو جمرب‪.‬‬

‫‪� -74‬صنعة َخ َرز كافور‬

‫[ج ْز�أين] ومن امللح أال ْن َد َرانيِ‬ ‫أالبي�ض ّ‬


‫اجليد ُ‬ ‫ت أ�خذ من الطبا�شري‬
‫(‪)284‬‬ ‫(‪)283‬‬ ‫(‪)282‬‬

‫�أربعة �أجزاء ومن الكافور الرخي�ص أال�سود مثلهما‪ .‬ا�سحق الكل واع ِزله ‪ .‬ثم اجعله‬
‫الكتان ‪ :‬معروف يزرع مب�رص وما يليها ‪ ..........‬وهو دون ذراع له زهر �أزرق يخلف جوزة يف حجم احلم�ص حم�شورة‬ ‫‪2 79‬‬
‫بزرا كما تقدم ‪ ،‬والكتان حلا�ؤه ي�ؤخذ منه بالدق و�أجوده النقي الذي مل ي�صب مباء يف خمازنه ‪. .....‬للمزيد �أنظر‬
‫أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 385‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 413-412‬؛ الدم�شقي‪،‬‬
‫ال�شارة �إىل حما�سن التجارة ‪� ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫إ‬
‫يف ( �أ ) و ( ج ) ( ت�ستق�صي ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬ ‫‪2 80‬‬
‫جاء يف ل�سان العرب �أن ‪ :‬ال َّلبِنة والل َّْبنة ‪ :‬التي ُي ْبنى بها ‪ ،‬وهو امل�رضوب الطني ُم َر َّبع ًا ‪ ،‬واجلمع َلبنِ ٌ و ِلبنْ ٌ ‪� .‬أنظر ابن‬ ‫‪ 281‬‬
‫منظور ‪ ،‬مادة ( لنب ) ‪.‬‬
‫أ‬
‫الطبا�شري ‪ :‬هو �شيء يكون يف جوف القنا الهندي ‪ ،‬ويجلب من �ساحل الهند كله ‪ ،‬و�كرث ما يكون مبو�ضع منه ي�سمى‬ ‫‪2 82‬‬
‫�سندابور ‪ ،‬من بلد كلي ‪ ،‬حيث يكون الفلفل أال�سود ‪ .‬ويقول الهند ‪� :‬إن �أجوده �أ�شده بيا�ضا‪ ،‬وخا�صة ُعقَده التي يف جوف‬
‫ق�صبة ‪ ،‬و�شكلها م�ستدير ‪� ،‬شكل الدرهم ‪ . .......‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 302-301‬؛ و�أنظر‬
‫ال�شبيلي ‪ ،‬عمدة‬ ‫�أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 326‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 226‬؛ إ‬
‫الطبيب ‪ ،‬ج‪� ، 1‬ص ‪ 283-282‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪.252‬‬
‫تقدم احلديث عن ت�صويبها ‪.‬‬ ‫‪ 283‬‬
‫امللْح ‪� :‬أقوى ما يكون منه املعدين ‪ .‬وزعم بع�ض النا�س �أن املعدين هو أالن َدراين ‪ .‬للمزيد �أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف‬ ‫‪2 84‬‬
‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 504‬؛ و�أنظر �أي�ضا أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪. 460-459‬‬
‫‪87‬‬
‫وخ ْم ٍر ثالثة �أيام‪ .‬ثم �أطبق‬
‫و�شع ٍر َ‬
‫قني(‪َ )285‬‬
‫يف قدح زجاج ُمطني بطني قد ُع ِج َن ِب�سرِ ِ ٍ‬
‫على هذا القدح قدح �آخر مثلة ُمطني بطينه �أي�ض ًا وطَ ينِ الو�صل نعم ًا ثم جففه ‪.‬‬
‫ف إ�ذا جف الطني كله نعم ًا جيداً فاجعله يف تور يف نار ِز ْبل لينة من ُغ ْدوة �إىل‬
‫الع�رص‪ .‬ثم �أخرجه واتركه يربد نعم ًا ثم �أخرجه جتده ذائب ًا لين ًا مثل العجني �أبي�ض‬
‫والنية‪ .‬ثم كنه من الغبار واتركه‬ ‫مثل الثلج �أ َعمل منه ما �شئت من اخل ََرز(‪ )286‬آ‬
‫جتده َنعم ًا ثم �أخرطه على �أي نحو �أردت �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -75‬صنعة ماء الكافور ال ينكر‬

‫ت أ�خذ عقد َخ َ�شب َ‬


‫ال�ص َن ْو َبر(‪ )287‬الدهني وهو الداذين ف ُدقه �أمثال العد�س ه�شها‪.‬‬
‫ثم خذ منه خم�سة �أجزاء ومن الق�شور ال ُك ْن ُدر وحده ‪ ،‬ال يكون فيه �شيء من ال ُك ْن ُدر‪،‬‬
‫دهما يف َق ْر َعة و�أنبيق يف رطوبة ‪ .‬ف إ�نه‬ ‫و�صاعِ ُ‬ ‫فدقه وخذ منه جزءاً و�أخِ لطهما َ‬
‫كافور ال َي ُ�شك فيه عطار وال غري ‪ .‬جمرب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َيقطُ ر منه ماء‬

‫‪� -76‬أبواب �صنعة ال�سك والرامك‬


‫من ذلك ت أ�خذ من ف أ�ر امل�سك(‪)288‬الطري اعنى القريب عهداً بامل�سك فانقعه يف‬

‫جاء يف الل�سان �أن ال�سرَّ َ ق هي‪� :‬شِ قاقُ احلرير‪ ،‬وقيل هو �أجوده‪ ،‬و�أحدته �سرَ َ قة‪ .‬للمزيد �أنظر ابن منظور ‪ ،‬مادة (�رسق)‪.‬‬ ‫‪ 285‬‬
‫اخل ََر ُز ‪ :‬ف�صو�ص من حجارة ‪ ،‬وحدتها َخ َر َز ٌة ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( خرز ) ‪ .‬واملق�صود هنا خرز من‬ ‫‪ 286‬‬
‫ف�صو�ص الكافور ‪.‬‬
‫ورقٌ‬ ‫له‬ ‫ّها‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫وك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫رز‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫هو‬ ‫والذكر‬ ‫نثاه‬‫أ‬ ‫�‬ ‫وقيل‬ ‫‪،‬‬ ‫رز‬ ‫أ‬
‫ال‬ ‫ذكر‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫كثرية‬ ‫نواعه‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫العظام‬ ‫ال�شجر‬ ‫جن�س‬ ‫ال�صنوبر‪ :‬من‬ ‫‪2 87‬‬
‫كالترج يف العظم‪،‬‬ ‫ُم َهدب ‪ ،‬ومنه ما يثمر وما ال يثمر ‪ ،‬والذي يثمر يكون ثمره كبريا و�صغريا ‪ .‬فمن الكبري ما له ثمر أ‬
‫ومن هذا النوع يعمل الزفت ألنه �أد�سم �أنواع ال�صنوبر ‪ ،‬وح�سبك به �أن خ�شبه ُي�ست�صبح به كما ي�ست�صبح بال�شمع‬
‫وال�رساج‪ .‬للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 192‬؛ انظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص‬
‫‪ 293-292‬؛ أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪˜. 381‬‬
‫لت بع�ض العطارين من �أ�صحاب املعتزلة عن ف أ�رة‬ ‫يتحدث اجلاحظ عن ف أ�رة امل�سك يف كتاب احليوان فيقول ‪ � :‬أس� ُ‬ ‫‪2 88‬‬
‫أ‬
‫باخل�ش ِف �أ�شب ُه ‪ ،‬ثم ق�ص علي �ش�ن امل�سك وكيف ي�صنع ‪ ،‬وقال ‪ :‬لوال � َّن ر�سول اهلل‬
‫أ‬ ‫ْ‬ ‫امل�سك‪ ،‬فقال ‪ :‬لي�س بالف أ�رة ‪ ،‬وهو‬
‫تطي ْب ُت به ‪� .‬أنظر املجلد الثاين ‪� ،‬ص ‪ 268‬ويتحدث ابن منظور عن طريقة ا�ستخراج امل�سك‬ ‫(�ص) ‪ ،‬قد تطيب بامل�سك ملا ّ‬
‫من الف أ�رة فيذكر �أن ‪ :‬ف أ�رة امل�سك ‪ :‬تكون بناحية ال ُتبت ي�صيدها ال�صياد فيع�صب �سرُ َّ تها بع�صاب �شديد و�رستها ُم َدالَّة‬
‫مل َع�صرَّ َ ة مت دفنها يف ال�شعري حتى ي�ستحيل الدم اجلامد م�سك ًا‬ ‫فيجتمع فيها دمها ثم تذبح ‪ ،‬ف إ�ذا �سكنت ق َّور ال�رسة ا ُ‬
‫أ‬
‫ذكي ًا بعدما كان دم ًا ال ُيرام َن ْتن ًا ‪� .‬أنظر ل�سان العرب ‪ ،‬مادة ( ف�رة ) ‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫متر�سه كل يوم بيدك َم ْر�س ًا �شديداً �أ�شد ما تقِدر عليه‪ .‬ثم بعد ذلك‬
‫املاء ثالثة �أيام ُ‬
‫َ�صفَه و�أعزله ‪ .‬ثم خذ من الرامك ما تريد وا�سحقه و�ألق معه لكل رطل وزن درهم‬
‫ُج ْن ُد َبا َد ْ�سترَ (‪ )289‬م�سحوق جيد ثم اعجنه به نعم ًا وق ِر�صه على �صنعة �أقرا�ص ال�سك‬
‫وجففه و�ضعه يف َ�سفَط مع ُ�سك جيد بالغ ع�رشة �أيام ثم �أخرجه ف إ�نه ال ينكر من‬
‫ال�سك ‪ ،‬وا�ستعمله‪.‬‬
‫جيد ُ‬

‫‪� -77‬صنعه �سك �آخر‬


‫ٌ�ض�ض ثم‬ ‫ت أ�خذ العود اجليد فت�سحقه ثم تنخله بحريرة ثم تعجنه مباء احل َ‬
‫ُت َب َخره بعود ُمطرى ثالثة �أيام‪ .‬ثم دقه �أي�ض ًا واعجنه مباء َو ْرد وقر�صه �أقرا�صا‬
‫ال�سك وجففه و�ضعه �أي�ض ًا يف َ�سفَط ‪ ،‬فيه �سك جيد �أو مِ �سك‪ ،‬ع�رشة �أيام‬ ‫على �صنعة ُ‬
‫ثم �أخرجه ‪ ،‬وا�ستعمِ له‪.‬‬

‫‪� -78‬صنعة �سك �آخر‬


‫َيب�سها نعما [ تدقها وتنخلها ] (‪ )290‬بحريرة‪ .‬ثم ت أ�خذ‬
‫ت أ�خذ كرو�ش امل ِْ�سك ف ْ‬
‫من الرامك املدقوق املنخول جز�أين ومن هذه الكرو�ش جز�أين �أخلطهما جميع ًا‬
‫بال�سحق ثم �أعجنهما بزنبق خال�ص‪ ،‬ثم خذ لكل رطل بالبغدادي من هذا املدقوق‬
‫املدبر وزن ن�صف مِ ث َقال عنرب جيد‪� .‬أذبه يف مذابة وقد قر�صت ُ‬
‫ال�سك َقطر به بهذا‬
‫ال�سك َتطَ لِيه عليه ثم بخره بكافور وارفعه يف قارورة �أو يف �سفط‬ ‫العنرب �أعنى ُ‬
‫طيب �أيام ًا ثم ا�ستعمله‪.‬‬

‫‪ُ 289‬ج ْن ُد َبا َد ْ�سترَ ‪ :‬هي خ�صية حيوان بحري يعي�ش يف الرب على �صورة كلب ولكنه �أ�صغر ‪ ،‬غريز ال�شعر �أ�سود ب�صا�ص ‪،‬‬
‫و�أجود اجلندباد�سرت ( اجلندبيد�سرت ) أالحمر الطيب الرائحة الرزين ال�رسيع التفتت الذي مل يجاوز ثالث �سنني ‪ ،‬وما‬
‫خالفه رديء ‪ . .......‬للمزيد �أنظر أالنطاكي ‪ ،‬تذكرة �أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 157‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف‬
‫أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 75-73‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪ 142-141 ،‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 373‬؛ الوزير‬
‫الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ 2 90‬وردت يف ( �أ ) و ( ج ) يف �صيغة امل�ضارع ( يدقها وينخلها ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪� -79‬صنعة ال�سك الفاخر اجليد‬
‫ت أ�خذ �ستة مثاقيل رامك جيد ا�سحقه نعما‪ ،‬وخذ مثقالني من جلود َف أ�ر امل ِْ�سك‬
‫الياب�س ا�سحقه نعم ًا ثم خذ �أربعة مثاقيل َ�سن َدرو�س �أحمر جيداً ا�سحقه نعما‪.‬‬

‫‪ -80‬ت�صعيد (‪ )291‬ماء أال ْترُج‬


‫رش ُه أالعلى ‪� ،‬أ�صفر كان �أو �أخ�رض‪ ،‬ثم َت ُر ّ�ضه يف [ فنجان ] (‪ )292‬ثم‬
‫يق�رش قِ � ُ‬
‫ُت�صيرِ ه يف القرعة وت�صاعِ د كما قلنا يجيء جيداً‪.‬‬

‫‪ -81‬ت�صعيد ماء التفاح‬


‫ت أ�خذ التفاح ال�شامي فتقطعه وترمي بجوفة ثم تق�سمه يف فنجان وت�صاعده‬
‫والتدبري(‪ )293‬واحد‪.‬‬

‫‪ -82‬ت�صعيد ماء آال�س‬


‫الغ�ض فتخرطُ ه من ُق ْ�ضبانِه وتدقة يف فنجان و ُتر�ش‬
‫ّ‬ ‫ت أ�خذ �أطراف آ‬
‫ال�س‬

‫‪ 291‬الت�صعيد ‪ :‬ويعني احل�صول على اجلزء املتطاير من املادة عن طريق حتويلها مبا�رشة بوا�سطة الت�سخني �إىل بخار‬
‫دون �أن متيع ‪ ،‬وجمعها با�ستعمال املكثف وا�ستقبالها يف دورق خا�ص ‪.‬وجاء يف ل�سان العرب �أن الت�صعيد ‪ :‬إ‬
‫الذابة‪،‬‬
‫و�رشاب ُم َ�ص ّع ٌد �إذا ُعولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعم ًا ولون ًا ‪ .‬ابن منظور ‪ ،‬مادة‬
‫ٌ‬ ‫ومنه قيل‪َ :‬خ ٌّل ُم َ�صع ٌد‬
‫والزق ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(�صعد ) وي�ستخدم يف الت�صعيد �آلة أالثال وهي م�صنوعة من الزجاج �أو الفخار على هيئة الطبق ذي املكبة‬
‫�أنظر اخلوارزمي ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪ 225‬و�أنظر �أي�ضا ‪ Al-Hassan, Islamic Technology, p.136‬وقد و�صف‬
‫الزهراوي طريقة تدبري القطران بالت�صعيد فقال ‪ :‬يو�ضع القطران يف القطارة ( �أنية التقطري ) و ُي�ص َّعد فيخرج من ر�أ�س‬
‫القطّ ارة ك أ�نه قطعة زفت ‪ ،‬وحينئ ٍذ ُيرفع لوقت احلاجة ‪� .‬أنظر الت�رصيف ملن عجز عن الت أ�ليف ‪� ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪ 2 92‬يف ( �أ ) و ( ب ) ( منجان ) ومل نقف على معناها يف امل�صادر املتوفرة بني �أيدينا والغالب �أنها ت�صحيف ‪ ،‬والت�صويب‬
‫من ( د ) ‪.‬‬
‫‪ 2 93‬التدبري �أو التدابري ‪ :‬ا�ستخدم امل�سلمون يف الع�صور الو�سطى العديد من التقنيات والعمليات اخلا�صة برتكيب العطور‬
‫ومزجها وف�صلها وتنقيتها وكانت ت�سمى عندهم بـ « التدابري « وهي التطبيقات العملية منها على �سبيل املثال ‪:‬التقطري‬
‫والحراق وغريها‬ ‫والذابة والعقد والغ�سل واال�ستنزال والتبلور والطبخ إ‬ ‫واللغام واحلل إ‬ ‫والت�صعيد والتكلي�س وال�سحق إ‬
‫من العمليات الكيميائية ‪ .‬للمزيد �أنظر اخلوارزمي ‪ ،‬مفاتيح العلوم ‪� ،‬ص ‪ 229-228‬؛ حممد كامل ح�سني‪ ،‬املوجز يف‬
‫تاريخ الطب وال�صيدلة عند العرب ‪�،‬ص ‪ 358-349‬؛ ‪p136 - 137 , Al-Hassan, Islamic Technology‬‬
‫‪90‬‬
‫عليه �شيئ ًا من ماء وت�صاعده كما قلنا يجيء جيداً �إن �شاء اهلل‪ .‬وكذلك املرزجنو�ش‬
‫تخرطه من عيدانه وتدقه و ُتديقه باملاء مثل اخلِطمي(‪ )294‬وي�صاعده ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ُ‬
‫النمام على مثل هذا احلال �سواء يجيء جيداً �إن �شاء اهلل ‪ .‬وكذلك امل َْرماخوز‬
‫وكذلك اخلريي وكذلك ال َبنف�سج تدبريها كتدبري الورد �سواء جيداً �إن �شاء اهلل ‪.‬‬
‫ال�سو�سن والرنج�س �أي�ض ًا ‪ ،‬ف إ�ما ما كان من احلب مثل حب البان وحب‬ ‫وكذلك ُ‬
‫ور�ش عليه املاء ودقه واع�صرِ ه‬ ‫وغري ذلك فخذ غ�ض ًا فدقة نعم ًا ُ‬
‫(‪)295‬‬
‫ال َد ْه َم�ست‬
‫وخذ ماءه و�صاعِ ده كما و�صفنا‪ ،‬و�إال �إن �شئت فدق �أي هذه كان من احلب �أعني‬
‫وغمه ليلة و�صاعده من الغد وكذلك كُ ل ما نذكره ‪ .‬ومل‬ ‫دقة نعم ًا و�أحيل ُه باملاء ُ‬
‫ُن َ�سمِ ه من العِطر أ‬
‫والفواه وغري ذلك ف إ�ن التدبري والعمل فيه واحد �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� [ -83‬صنعة الت�صعيد يف الرطوبة وغري ذلك و�صنعة القرعة‬


‫أ‬
‫والنبيق و�صورتها ]‬
‫ف إ�ذا �أدخلت ما �أردت مما ذكرنا يف القرعة‪ ،‬ف ِركب أالنبيق على القرعة‬
‫و�شد و�صل ما بينه وبني القرعة‬
‫ِع�صا َبة من خرقة عر�ضها ثالثة‬‫ب َ‬
‫�أ�صابع م�ضمومة �أو �إ�صبعني‬
‫و ُيطلى باخلطمى طلي ًا ثخيناً‪ ،‬ثم‬
‫ُي َدار على َو�صل ما َو َ�صل ما بني‬
‫القرعة أ‬
‫والنبيق ويرتك قلي ًال حتى‬
‫ملترْ �سات ‪ ،‬وهو ب�ستاين وبري ‪ ،‬فالب�ستاين ثالثة �أنواع ‪� :‬أح ُدهما �أبي�ض كافوري‪،‬‬ ‫نوع من ال َبقل ومن جن�س ا ِ‬
‫‪ 294‬اخلَطْ مِ ي ‪ٌ :‬‬
‫وثانيها �أحمر قاين ‪ ،‬وثالثها �آزوردي غمامي ‪ ،‬يعلو من أالر�ض نحو القامة كالق�صبة ‪ ،‬له ورقٌ كورق اخلُبازي ‪.......‬‬
‫للمزيد �أنظر الوزير الغ�ساين ‪ ،‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 305‬؛ و�أنظر �أي�ضا ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية‪� ،‬ص ‪-131‬‬
‫‪132‬؛ البريوين ‪ ،‬ال�صيدنة ‪� ،‬ص ‪ 172‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪.144‬‬
‫وخ ْمل �أ�صفر �أ�صغر من البندق �أ�سود‬ ‫حب الغار ‪ .‬وهو �شجر عظام ‪ ،‬له ورق طوال �أول من ورق اخلِالف َ‬ ‫‪ 295‬ال َد ْه َم ْ�ست ‪ :‬هو ّ‬
‫الرند ‪.‬‬ ‫أ‬
‫لب يقع يف الدواء وورقه طيب الريح ‪ ،‬يقع يف العطرية ‪ .‬ويقال لثمره ال َّد ْه َم ْ�ست ‪ .‬و�هل ال�شــام ي�سمونه َ‬‫الق�رش ‪ ،‬له ّ‬
‫�أنظر ابن ر�سول ‪ ،‬املعتمد يف أالدوية ‪� ،‬ص ‪ 349-348‬؛ الوزير الغ�ساين ‪ :‬حديقة أالزهار ‪� ،‬ص ‪ 331‬؛ أالنطاكي‪ ،‬تذكرة‬
‫�أويل أاللباب ‪� ،‬ص ‪ 348‬؛ ابن البيطار ‪ ،‬اجلامع ملفردات أالدوية ‪� ،‬ص ‪. 256‬‬
‫‪91‬‬
‫يجف ثم ي ؤ�خذ ق ّدر برام �أو فخار‪ ،‬ويكون َق َدرها طول القرعة‪ ،‬وت�صب فيها ماء‬
‫وي�صري يف �أ�سفل القِدر �شبه الطوق من َخ َ�شب تو�ضع القرعة عليه ويكون املقدر‬
‫خ�شب منقود يف و�سطه ب ّقدر‬ ‫َغطاء من َ‬
‫َ�س َعة حلق القرعة‪ ،‬ويكون هذا الغطاء‬
‫قطعتني حتى �إذا ُو ِ�ض َعت القرعة يف‬
‫القدر‪ُ ،‬جمع ن�صفي الغطاء على ُعنق‬
‫القرعة ‪ ،‬فيبقى أالنبيق خارج ًا من‬
‫غطاء القِدر ‪ ،‬ثم تو�ضع القابلة يف طرف‬
‫الحليل(‪)296‬فيها ويكون َقدر املاء ُي ْعلم‬ ‫إ‬
‫(‪)297‬‬
‫ما ُيجعل فيها وهذه ال�صورة‪.‬‬
‫و�إن كانت ال َقدر و�أردت �أن تعلق‬
‫فيها �أربع قرعات �أو �أكرث �أو �أقل فالعمل واحد و�إن نق�ص املاء الذي يف القدر‬
‫حتى يق�صرُ عنه �أن يغطي ما يف القرعة قبل �أن ينفُذ جميع املاء الذي َي ْقطُ ر فيها‬
‫بارداً ‪ ،‬ف ُي�صيب القرعة فيك�رسها �أو َيرب ُد املاء يف‬ ‫‪ ،‬فزد يف القدِر ماء وال يكون َ‬
‫ماء حاراً ت�صبه من‬ ‫القدر فينقطع القطر‪ .‬بل يكون املاء الذي ت�صبه يف القِدر ً‬
‫جانب القدر ال ٌي�صيب القرعة يف حال َ�ص َبك له البتة ‪ .‬فهذا �صفة الت�صعيد يف‬
‫مطينة بطني قد ُخلِط‬ ‫الرطوبة ‪ .‬و�أما �إذا �أردت �أن ُت َ�صاعد يف ال َي ْب�س فلتكن القرعة َّ‬
‫فيه زبِل ياب�س منخول و�شعر النا�س مقر�ض �صغار يخمر يومني �أو ثالثة وطُ ني‬
‫به بعد ويكون غلظ الطني �أ�صبع ‪ ،‬و َتبِنى له هذا املوقِ د‪ ،‬ف إ�نه �أجود ما ُ�صوعِ د فيه‪،‬‬
‫ولتكن ناره نار فحم معتدلة خفيفة إلن النار احلامية تحُ ِرقه و ُت�شيطه و ُتف�سِ د‬
‫ُقوته وريحه وطعمه‪.‬وهذه �صورته وهيئته‪.‬‬

‫الحليل هو أالنبوب ‪ :‬وهو من �آالت تدبري العطور ‪ ،‬وي�ستخدم مع القابلة أ‬


‫والنبيق والقرعة لتذويب املواد ‪� .‬أنظر ال�صور‬ ‫‪ 296‬إ‬
‫والر�سوم املرفقة‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 297‬ال توجد يف الن�سخة ( � ) و ( ج ) ر�سوم و�صور ما عدا ر�سمة واحدة للقرعة والخرى للنبيق و�ضعهما الن�ساخ بجانب‬
‫والنبيق و�صورتهما‪� .‬أما يف الن�سخة ( ب ) و ( د )‬‫عنوان « �صنعة الت�صعيد يف الرطوبة وغري ذلك و�صنعة القرعة أ‬
‫فتوجد ر�سوم �أخرى �سوف نقوم بنقلها و�رشحها وو�ضعها يف املكان املنا�سب ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫اعد ال َنبيذ يف‬ ‫وهكذا ُي َ�ص َ‬
‫الرطوبة‪ ،‬فيخرج على لون املاء‬
‫�صاعد اخلل �أي�ض ًا يف‬
‫ورد‪.‬وكذلك ُي َ‬
‫الرطوبة ‪ ،‬فيخرج على لون املاء ورد‬
‫ي�صاعد ‪،‬فيخرج على‬‫َ‬ ‫‪،‬وكذلك املُرى‬
‫يذهب‬
‫لوحته َ‬ ‫لون املاء ورد اال �أن ُم َ‬
‫عنه ‪ .‬ف أ�لقِ عليه َملح ًا وا�ستعمله‪.‬‬

‫‪ -84‬وت�صعيد الكافور‬
‫فهو ُي�صعد على وجهني �أحدهما ُيعمل بالب�رصة وهو الذي ي�سمى ال�سكر وهو‬
‫اجليد البالغ الذي ال غ�ش فيه ‪ ،‬ي ؤ�خذ من ماء الكافور ال ِر َباحي(‪ )298‬اجليد من دقاقه‬
‫م�سحوق نعماً‪ .‬ثم ي�صري يف قدح على خلِقه الباطية ُمدور أال�سفل ‪ ،‬ويطني �أي�ض ًا‬
‫بالطني الذي و�صفناه ‪ .‬و ُيركب هذا القدح على َبربخ من طني طوله ثالثة �أ�شبار‪،‬‬
‫ويطبق َح َوايل ر�أ�س القدح مع ر�أ�س الرببخ ‪ .‬ويكون القدح معلق ًا يف الرببخ كما‬
‫تراه يف ال�صورة‪ .‬ثم ت�صري يف باطن هذا القدح الكافور امل�سحوق‪ ،‬ويكون عياره‬
‫خم�سة مثاقيل فقط فهذا �أكرثه و�أقله ثالثة مثاقيل‪ .‬ثم يطبق على القدح جام‬
‫مل َقبب قلي ًال ويكون التقبيب �إىل �أ�سفل على هذه ال�صورة ‪ .‬ويطني‬ ‫قوارير �شبيه با ُ‬
‫و�صل اجلام مع َ�شفة القدح ويو�ضع يف �أ�سفل الرببخ نار فحم لينة يكون قِ درها‬
‫قِ دراً واحِ داً ‪ ،‬ف إ�نه يرتفع الكافور ويل�صق يف �أ�سفل اجلام ك أ�نه ُ�سك ََرة بي�ضاء‪،‬يبقى‬
‫َث َقالَته �أ�سفل‪ .‬و�أمنا ي�صاعد لهذا الكافور ما كان �أ�سود و�أ ْ�سمر �أو كمِ د اللون ‪ .‬و�أما‬
‫الت�صعيدات أال َخر فهو امل ْغ�شو�ش وهو الذي ُي ْخ َرط منه البي�ض آ‬
‫والنية‪.‬‬

‫الرباحى ‪ ،‬و�أجود الرباحي‬ ‫‪ 2 98‬جاء يف كتاب « نهاية أالرب يف فنون أالدب « للنويري �أن الكافور �أ�صناف ‪� :‬أف�ضلها َّ‬
‫ال َف ْن ُ�صوري ‪ .‬وقالوا ‪ :‬وال يوجد هذا ال�صنف �إال يف ر�ؤ�س ال�شجر وفروعها ‪ ،‬ولونه �أحمر ُم َّلمع ‪ ،‬ثم ُي�صعد هناك فيكون‬
‫منه الكافور أالبي�ض ‪ ،‬و�إمنا �سمي الكافور رباحيا ‪ ،‬ألن �أول من وقع عليه ملك يقال له ‪ ( :‬رباح ) ‪ ،‬فن�سب �إليه ‪............. ،‬‬
‫�أنظر ج‪� ، 11‬ص ‪. 294-293‬‬
‫‪93‬‬
‫يوخذ من الكافور اجليد جزء ومن تحَ ت الكافور ثالثة �أجزاء وي ؤ�خذ من ال َت ْنكار‬
‫املبي�ض الذي و�صفنا عمله يف �أول كتابنا هذا يف عمل الكافور جزء‪ ،‬فذلك خم�سة‬
‫�أجزاء ُي ْ�سحق كل واحد و ُي ْخلَط الكل بال�سحق �أي�ضاً‪ .‬ثم يتخذ له مثل هذا امل�ستوقد‬
‫الذي و�صفناه �إال �أنه �أو�سع من هذا و�أق�رص �سمك ًا على الن�صف من هذا ‪� ،‬شبيه‬
‫التنور (‪ ،)299‬ويركب عليه �أي�ض ًا قدح ًا مثل أالول �إال �أنه �أو�سع و�أ�سفله م�سطوح‪ .‬ثم‬
‫و�ضع يف و�سط هذا كاد �أن‬
‫ي�صري يف و�سط هذا القدح قدح �صغري يكاد ر�أ�سه �إذا ُ‬
‫ينال ر�أ�س القدح الكبري‪ .‬ثم ي�صري هذا الكافور املدبر حول هذا القدح ال�صغري يف‬
‫جوف �أر�ض القدح الكبري‪ ،‬كما قلنا‪،‬‬
‫و ُي�شد الو�صل ويكُب عليه جام على‬
‫خِ لْقه ن�صف الكرة ويكون َح َد َبته‬
‫�إىل �أ�سفل ويطني �أي�ض ًا و�صلهما ‪،‬‬
‫وهذه �صورته ومثاله ‪ .‬ثم تو�ضع‬
‫حتته نار فحم َق ِو َّية من غدوة �إىل‬
‫ن�صف النهار‪ ،‬ف إ�نه ي�صعد وين ِزل �إىل القدح وينعقد يف جوفه كالبي�ضة‪ .‬ثم �إذا‬
‫(‪)300‬‬
‫فرغ َبر ُد ُه و�أخرجه واخ ِرطه ما �شئت‪{.‬‬

‫‪� -85‬صنعة دهن ال�شاه�سفرم جيد ينفع لوجع املفا�صل‬

‫تعمِ د �إىل ال�شاه�سفرم [ فت�سقيه](‪ )301‬املاء من الليل ‪ .‬ف إ�ذا �أ�صبحت َج َر ْرته‪،‬‬
‫ثم خرطت الورق من العيدان ودققته وع�رصته و�أخذت ماءه‪ .‬ثم تعمِ د �إىل ال�سِ م�سِ م‬
‫املق�شرَّ أالبي�ض الذي مل ُي ِ�صبه مِ لح‪ ،‬ف ُي َ‬
‫طحن و ُي ْخرج دهنه‪ .‬ثم ت أ�خذ لكل ع�رشة‬

‫‪ 299‬التنور ‪ :‬هو املوقد ‪ ،‬وقد تقدم الكالم على املوقد ‪.‬‬


‫الختالف ويعود التوافق مع الن�سخة ( ب ) يف ذكر �أنواع العطور ‪.‬‬ ‫‪ 300‬هنا ينتهي إ‬
‫‪ 301‬يف ( �أ ) و ( ب ) و ( ج ) ( فت�سقه ) والت�صويب من ( د ) ‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫�أرطال من دهن ال�سِ م�سِ م ٌ‬
‫وي�صب يف �إناء ويوقد حتته بنار لينة حتى يذهب املاء‬
‫ويبقى الدهن‪ .‬ثم ُي َ�صفى و ُيرفَع يف زجاجة‪ .‬ثم خذ منه وزن درهمني �إىل خم�سة‬
‫دراهم‪ .‬ويدهن به �صاحب َوجع املفا�صلِ ‪ ،‬ولكل َريح يف اجل�سد‪ .‬مبارك‪ ،‬جمرب‬
‫�إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫�أبواب عمل الت�صعيدات من �أنواع الطيب وغري ذلك‬

‫‪ -86‬ت�صعيد ماء زعفران‬

‫ت أ�خذ من الزعفران ال�شعر ما �شئت و�صب عليه لكل �أوقية �أربعة �أرطال‬
‫بالبغدادي ماء ‪ ،‬ف إ�ذا �أردته �أجود ما يكون فيكون املاء ماء ورد تنقعه فيه من‬
‫الليل‪ .‬ف إ�ذا كان من الغد �صريته يف القرعة و�صاعدته يف رطوبة‪ .‬يخرج كله ماء‬
‫ورد يف لونه ‪ ،‬ورائحته رائحة الزعفران املتفتق‪،‬عجب طيب جداً‪.‬‬

‫‪ -87‬ت�صعيد ماء زعفران �أخر‬

‫ت أ�خذ من الزعفران امل�سحوق �أوقية يكون من جيده ‪ ،‬وت أ�خذ �أربع �أواق َع َ�سل‬
‫رقيق �صايف‪ ،‬ومثل الكل مرتني ماء ورد وهو ع�رشة �أواق‪ ،‬تخلط الكل وي�صاعد يف‬
‫رطوبة‪ .‬يخرج عجب يف لونه وطيبه كلون ماء الورد‪.‬‬

‫‪ -88‬ت�صعيد �آخر طريف‬

‫ت أ�خذ من الزعفران امل�سحوق اجليد ما �شئت فُتند به من الليل باملاء و َت ُغمه‪.‬‬


‫ثم ُيخرجه من الغد وهو نِدى ‪ .‬في�صريه يف القرعة وت�صاعِ ده يف رطوبة‪َ ،‬ي ُخرج‬
‫ريح الزعفران محَ ْ �ض ولونه �أبي�ض‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -89‬ت�صعيد زعفران �آخر‬
‫ت أ�خذ رطل زعفران �شعر جيد و َت�صب عليه رطل ون�صف ماء وتدعه يومه‬
‫وليلته يف املاء ويكون مغموم ًا ‪ .‬ثم �أعمد �إليه من الغد ف أ�دلكه بيدك نعم ًا ثم‬
‫والنبيق و�صعده يف رطوبة يجئ عجب ًا جداً‪.‬‬ ‫�صريه يف القرعة أ‬

‫‪ -90‬ت�صعيد ماء زعفران‬


‫حتمل على كل �أوقيتني زعفران منا و [ ُثلث ] (‪ )302‬ما ورد ون�صف مثقال‬
‫كافور‪ .‬ثم ت�صريه يف القرعة أ‬
‫والنبيق و ُت�صاعِ ده يف رطوبة يخرج عجب ًا جيداً‪.‬‬

‫‪ -91‬ت�صعيد ماء زعفران يربى بامل�سك‬


‫ي ؤ�خذ املِ�سك فُيفر�ش يف جام قوارير‪ ،‬وي�صري فوقه خرقة رقيقة‪ ،‬ثم يفر�ش‬
‫ويغم‪ .‬و�إن كان العمل‬‫الزعفران فوق اخلرقة‪ ،‬ثم ي�صري فوق الزعفران خرقة �أخرى ّ‬
‫كثرياً [ ف�ساف ](‪ )303‬م�سك فوقه خرقة فوقها زعفران وخرقة فوقه وفوقها م�سك‬
‫وفوقه خرقة فوقها زعفران‪ .‬ثم يغم من فوق ذلك كله ويرتك حتى ي أ�خذ رائحة‬
‫و�صب عليه �شيء من‬ ‫امل�سك جيداً ‪ .‬ف إ�ذا �صار كذلك ُجمع الزعفران كله يف �إناء ُ‬
‫مطبوخ َر ْي َحانيِ ال َم َر َارة فيه وما ورد جوري(‪ )304‬من املطبوخ واحد ومن ماء الورد‬
‫�أثنني ويرتك فيه َق َدر ثالث �ساعات ثم ي�صري يف القرعة واالنبيق وي�صاعد يف‬
‫رطوبة‪ .‬يخرج ماء لونه لون ماء الورد وريحه ريح امل�سك أالذفر(‪� )305‬إن �شاء اهلل ‪.‬‬
‫يف ( �أ ) ( ثالث ) والت�صويب من ( ب ) و ( ج ) و ( د ) ‪.‬‬ ‫‪3 02‬‬
‫كلمة غري وا�ضحة يف جميع الن�سخ والغالب �أنها م�صحفة‪ .‬ومل نقف على معنى الكلمة و�صفتها يف امل�صادر املتوفرة‬ ‫‪ 303‬‬
‫بني �إيدينا ‪.‬‬
‫الورد اجلوري ‪ :‬ن�سبة �إىل مدينة جور يف فار�س ‪ ،‬وهو �أجود �أنواع الورد ‪ ،‬وهو أالحمر ال�صايف ‪ .‬للمزيد �أنظر ياقوت ‪،‬‬ ‫‪3 04‬‬
‫معجم البلدان ‪� ،‬ص ‪. 181‬‬
‫جاء يف املخ�ص�ص �أن ال َّذفَر ‪ :‬حدة الريح طيبة كانت �أو منتنة فمن الطّ يِب قولهم م�سكٌ �أ ْذفَر ‪� .‬أنظر ابن �سيده ‪ ،‬ج ‪، 3‬‬ ‫‪ 305‬‬
‫ال�سفر احلادي ع�رش ‪� ،‬ص ‪. 207‬‬
‫‪96‬‬
‫بع�ضه ببع�ض‬ ‫(‪)306‬‬
‫‪ -92‬ت�صعيد ماء امل�سك والكافور والزعفران [خمتلطاً]‬
‫ت أ�خذ مثقالني م�سك ومثقال كافور و�أوقية زعفران م�سحوق‪ ،‬واخلط اجلميع‬
‫بال�سحق‪ .‬ثم خذ خم�سة �أرطال بالبغدادي ماء ورد ُجوري خال�ص و�أخلط أالخالط‬
‫و�صاعِ د يف رطوبة‪ ،‬يخرج‬ ‫به واتركه ثالثة �ساعات‪ .‬ثم ّ�صريه �إىل القرعة أ‬
‫والنبيق َ‬
‫�أجود ما ُعمِ ل من الطيب �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ -93‬ت�صعيد ماء امل�سك وحده‬


‫ال�صغدى(‪ )307‬اجليد البالغ دانق ومن املاء ورد‬‫عياره ‪ :‬ت أ�خذ من امل�سك ُ‬
‫اجلوري اجليد رطل بالبغدادي ‪ُ .‬يخلَط امل�سك باملاء ورد ويعزل �ساعتني ثم ي�صري‬
‫والنبيق وي�صاعد يف رطوبه ‪ .‬يخرج ماء م�سك خال�ص عجيب جداً‪.‬‬ ‫�إىل القرعة أ‬

‫‪ -94‬عيار �آخر من ت�صعيد امل�سك‬


‫ت أ�خذ مثقالني م�سك جيد بالغ م�سحوق ‪ُ ،‬تدِيفه يف منا و ُثلث ماء ورد جوري‬
‫كالول يجيء عجباً‪.‬‬ ‫خال�ص‪ .‬ثم ت�صريه �إىل القرعة وت�صاعده أ‬

‫‪ -95‬ت�صعيد ماء الكافور غاية‬


‫�سحق ‪ ،‬وي ؤ�خذ من نحت الكافور �أوقية‬
‫ي ؤ�خذ من الكافور ال ِر َباحِ ي مثقال ف ُي َ‬
‫�سحق و ُيخلط مع الكافور وي ؤ�خذ من ماء الورد اجليد منا وثلث بالبغدادي ويداف‬ ‫ف ُي َ‬
‫الكافور فيه وي�صري �إىل القرعة وي�صاعد يف رطوبة ‪ ،‬يخرج ماء كافور عجباً‪.‬‬

‫‪ 306‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( خمتلطا ) والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬


‫دي ‪ ،‬وهو ما �أ�شرتاه جتار ُخرا�سان من ال ُّت َّبت وحملوه على‬ ‫‪ 307‬ينقل النويري عن حممد بن العبا�س �أن ‪� :‬أجود امل ِْ�سك ُّ‬
‫ال�ص ْغ ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفاق ‪ .‬للمزيد �نظر نهاية الرب ‪ ،‬ج‪� ، 12‬ص ‪. 6‬‬ ‫الظهر �إىل خرا�سان ثم يحمل من خرا�سان �إىل آ‬

‫‪97‬‬
‫‪ -96‬ت�صعيد اخللوق اجليد جمرب‬
‫ت أ�خذ خلوق ًا معجون ًا مفروغ ًا منه لي�س فيه دهن البتة ت أ�خذ منه �أوقية ‪،‬‬
‫ف ُتحلها يف �أربعة �أرطال ماء ورد خال�ص‪ .‬ثم جتعله يف القرعة وت�صاعده يف‬
‫رطوبة‪ ،‬يخرج خلوق ًا يف رائحته وماء ورد يف لونه‪ .‬ثم �أخ ِرج الثقل و�صب عليه‬
‫قدر ن�صف ألول واخلطه به ‪ .‬ثم ِ�صاعده �أي�ضاً‪ ،‬ف إ�نه يخرج طيب ًا‬
‫ماء ورد �أي�ض ًا َ‬
‫�إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ -97‬ت�صعيد ماء اخللوق أ‬


‫بالفواه‬
‫ي ؤ�خذ قرنفل جزء و�صندل �أ�صفر جزء وكافور رباحي ن�صف جزء و�سنبل‬
‫ن�صف جزء وميعة َرطْ بة ن�صف جزء ولكل �أوقية من جميعها مثقال عود هندي‬
‫و�سد�س مثقال م�سك يدق أالفواه وينخل وقد ُ�صيرِ معها ب�سبا�سة جزء وجوزبوا‬
‫جزء وقاقلة[ جزء ] (‪ )308‬وحملب مق�رش ثالثة �أجزاء وزعفران �صحيح جزء ‪ ،‬ي�سحق‬
‫املحلب وامل�سك والكافور كل واحد وحده‪ .‬ثم يجمع الكل ثم يبل مبنا وثلث ماء‬
‫ورد جوري ‪ .‬ثم ي�صري يف القرعة وي�صاعد يف رطوبة‪ .‬يخرج عجب ًا ال يدري ما‬
‫هو من طيبه‪.‬‬

‫‪ -98‬ت�صعيد ماء القرنفل جيد‬


‫ت أ�خذ �أوقيتني قرنفل �صحيح ‪ ،‬ال يكون عرق ‪ ،‬مدقوق منخول ‪ ،‬ووزن دانق‬
‫كافور م�سحوق‪ .‬ثم يذاب يف منا وثلث [ ماء ] ورد جيد و ُي َذر الكافور فوقه‪ ،‬ثم‬
‫يرتك يومه وليلته‪ .‬ف إ�ذا كان من الغد ُ�ص ِوعد مثل أالول يخرج ماء قرنفل عجيب‬
‫�إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪� -308‬إ�ضافة يف ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬


‫‪98‬‬
‫‪ -99‬عيار �آخر‬
‫اجليد �أوقية وي�رضب يف ثالثة �أرطال ماء ورد جيد‬ ‫ي ؤ�خذ من القرنفل ّ‬
‫وت�صاعده كما ذكرنا يف أالول‪ .‬يخرج جيداً �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ -100‬ت�صعيد ماء القرنفل �آخر عجيب‬


‫ي�صب عليه ثالثة‬
‫ّ‬ ‫ت أ�خذ من القرنفل اجليد ثالثة �أرطال مدقوق �أو �صحيح‬
‫في َته‪ .‬ثم‬ ‫�أرطال ماء عذب وت ُغمه ليلتة ‪ .‬ف إ�ذا كان من الغد َم َر ْ�س َته وع�رصته َ‬
‫و�ص ْ‬
‫�صاعدت ذلك املاء كما و�صفنا‪ ،‬يخرج غاية �إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ -101‬ت�صعيد ال ِق ْر َفة‬
‫وكذلك القرفة ت أ�خذها فتفعل بها كما فعلت بالقرنفل وعلى عياره �سواء‬

‫‪ -102‬وكذلك القرفة الرقيقة‬


‫�سواء �إال انك ُتغمها يومني ثم ٌت ِ�صاعدها يجيء غاي ًة عجب ًا‬
‫على عمل القرنفل ً‬
‫�إن �شاء اهلل‪.‬‬

‫‪ [ -103‬ت�صعيد ماء ] ال�سنبل يجي غاية‬


‫مل َنقي اجليد ثالثة �أرطال مدقوق �أو غري مدقوق ويحمل‬ ‫ت أ�خذ من ال�سنبل ا ُ‬
‫عليه ثالثة �أرطال ماء عذب ًا وتغمه يوم ًا وليلة‪ .‬ثم ُ‬
‫متر�سه و ُت�صفِى املاء وت�صاعده‬
‫كما و�صفنا‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -104‬ت�صعيد ما العود‬

‫ت أ�خذ من العود الهندي اجليد ِ‬


‫الني �أوقية‪ .‬مدقوق ‪ ،‬ودانقني م�سك وثالثة‬
‫�أرطال ماء ورد‪ُ ،‬يخلط الكل وي ُدبر مثل �أ�صحابه‪.‬‬

‫‪ -105‬ت�صعيد ماء ال�صندل‬


‫ي ؤ�خذ من ال�صندل أال�صفر اجليد امل�سحوق �أوقية يذاب بثالثة �أرطال ماء ورد‬
‫والتدبري واحِ د‪.‬‬

‫‪ -106‬ت�صعيد ماء الورد اجليد‬


‫�ض‬‫ت أ�خذ من الورد أالحمر ما �أردت فتن ِزع �أقماعه‪� ،‬أعنى الورد أالحمر ال َغ ّ‬
‫وركَ ب أالنبيق‬ ‫الطَ ِرى‪ ،‬واب�سط ورقة واتركه قلي ًال ‪ .‬ثم اح�ش به القرعة �إىل ُع ُنقِها َ‬
‫و�صاعِ ده يف رطوبة‪ .‬ف إ�ن �أردت �أن يكون ماء وردك هذا‪ ،‬الذي ين ِزل من أالنبيق‬
‫الن�سان ] (‪� ، )309‬صبغ ثوبه‪ ،‬فكلّما ّ‬
‫جف‬ ‫�أحمر كلون الورد‪ ،‬ف إ�ذا َ�ص َببته على [ إ‬
‫جف كله �أ ْج َمع‪ ،‬ذهب اللون أالحمر كله من‬ ‫ذهبت احلُمرة من الثوب‪ ،‬حتى �إذا ّ‬
‫الثوب وعاد الثوب أالبي�ض �إىل حاله كما كان وبقيت رائحته يف الثوب‪ ،‬ف إ�ذا‬
‫وركبه‬ ‫والنبيق �أي�ض ًا بورق الورد‪َ ،‬‬ ‫فاح�ش ِجيد أ‬ ‫ُ‬ ‫ح�شوت القرعة من َو َرق الورد‪،‬‬
‫على القرعة‪ ،‬ثم َ�صاعده يف رطوبة ‪ .‬ف إ�نه ينزل ماء �أحمر كما و�صفنا‪ .‬وقد عملناه‬
‫(‪)310‬‬
‫غري مرة‪ .‬و�إن �أردت �أن حتمره بلون كَ دم الغزال‪ ،‬خذ عوداً من [ال َعاقر َ�سمق ًا ]‬
‫وهو ال�شنكار ‪ ،‬ويكون جيد غري َعفن ف ُبله باملاء �ساعة‪ ،‬ثم لُفه يف ُقط َنه و�أدخِ ل‬
‫ت�شد �إيالج ال ُقطْ نة‪ .‬ثم ركب‬ ‫ال ُقطنة من داخِ ل يف �أ ْحليل أالنبيق‪ ،‬وهو ُبل ُبلته‪ ،‬وال ُ‬
‫أالنبيق على القرعة و�صاعِ ده يف رطوبة كما قلنا‪ .‬ف إ�ن ماء الورد �إذا َمر بهذه‬
‫‪ 3 09‬يف ( �أ ) و ( ج ) ( اال�شنان ) وهي ت�صحيف ‪ ،‬والت�صويب ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪ 310‬يف ( �أ ) و ( ج ) حمرفة وغري وا�ضحة ‪ ،‬والت�صويب من ( ب ) و ( د ) ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫ال�صبغ أالحمر منها ونزل ما ورد �أحمر‪ ،‬وفِ ْعلُه يف الثوب �إذا‬ ‫ال ُقطْ نة ‪َ ،‬ق َبل لون َ‬
‫ِ�شي�شة‬
‫�سواء و�إن لففت يف هذه ال ُقطْ َنة قِ طْ عة من جوز احل َ‬ ‫ً‬ ‫ُ�صب عليه مثل أالولَ‬
‫التي ت�سمى ب�ستان ابروز ‪ ،‬فعل ذلك ال ْفِعل من احل ُْم َرة و�إن جعلت يف هذه ال ُقطْ َنة‬
‫َ�ش َع َرات زعفران خرج املاء �أ�صفر‪ .‬و�إن جعلت قي هذه ال ُقطْ َنة من ورق َ‬
‫الرطْ َبة‬
‫مدقوق خرج املاء �أخ�رض و َف َعل يف الثوب مثل أالحمر وكذلك أال�صفر �أي�ض ًا ‪ .‬فهذه‬
‫�أبواب من عمل ماء الورد ظريفة جداً‪.‬‬

‫‪ -107‬ت�صعيد ماء الورد الياب�س‬


‫ت�صب عليه ثالثة‬
‫ّ‬ ‫ثم‬
‫قماعه‪ّ .‬‬ ‫ت أ�خذ ثالثة �أرطال ورد ياب�س �أحمر تن ّقيه ِ‬
‫من �أ َ‬
‫ثم تدلكه بيدك نعماً‪ ،‬ح ّتى يخرج طَ ْعمه كلّه‪ .‬ثم‬‫ماء وترتكه ثالثة �أياّم‪ّ .‬‬
‫�أرطال ً‬
‫ت�ص ّفيه مت ت�صاعده كما قلنا قبل يف رطوبة‪ ،‬يجيء جيد‪.‬‬

‫‪ -108‬ت�صعيد اليا�سمني‬
‫ت أ�خذ �أيها �شئت ‪ ،‬فن�شرِ ه قليالً‪ .‬ثم ُت َ�صري منه �إىل ثلثي القرعة ثم ُت َ�صاعدِه يف‬
‫رطوبة كما قلنا �أوالً‪ .‬يجيء جيداً‪ .‬وكذلك تدبري النِ�سرْ ين‪ُ .‬يقلع �أقماعه مثل الورد‬
‫�سواء [ وكذلك العان�رسين ] (‪ ) 311‬العمل واحد مثل أالول‪ ،‬وترتك بقية يومه وليلته‪،‬‬
‫ف�صفِه يف القوارير ‪ ،‬يخرج عجيب ًا جداً‪.‬‬ ‫ف إ�ذا �أ�صبحت من الغد َ‬

‫‪� -109‬صنعة دهن �أخر عجيب جدا ً‬


‫ت أ�خذ �أربعة �أرطال ماء فتجعله يف قِ ْدر بِرام َنظيفَة‪ .‬ثم توقد عليه بنار لينة‪.‬‬
‫ُ�صب عليه �أربعة �أرطال دهن ح ّل ّ‬
‫طرى ‪ .‬ثم َيغلى َغل َيتني‬ ‫ف إ�ذا َغلى ثالث َغليات ف ّ‬

‫‪ 311‬ت�صحيف وحتريف غري وا�ضح يف ( �أ ) و ( ج ) والغالب �أنها �إ�ضافة من الن�ساخ ‪.‬‬


‫‪101‬‬
‫�صفى عن املاء �إىل �إنا ٍء نظيف‪ ،‬ثم َي ُرده �أعنى الدهن �إىل‬‫�أو ثالث بنار ل َينة‪ ،‬ثم ُي َّ‬
‫ال ِق ْدر ‪ ،‬وتدق ثالث �أواق َح ْب محَ ْ لب مق�شرَّ وثالث �أواق ْق ِرفَة وثالثة مثاقيل َقر َنفُل‬
‫�أو �أقل ون�صف مثقال َز ْعفَران ومثله َو ْر�س‪َ ،‬ي ُدق الزعفران بهاون نعما‪ .‬ثم ُيج َعل‬
‫قطع النار‪ ،‬ويكون القِدر على اجلَمر ‪ ،‬ثم تحُ ِرك ف إ�ذا َغلَى ثالث َغليات‬ ‫مع الدهن‪ ،‬و َي َ‬
‫ف أ�لقِ فيه مثقال ل ُْبنى جيدة َبالغِة وذلك قبل �أن َت ْر َف َعه من النار‪ ،‬ثم �أرفعه عنها‪.‬‬
‫و�صفِه واخلط فيه ثلث �أواق دهن َز ْنبق جيد بالغ‪ .‬ثم �أرفعه ف إ�نه يخرج‬ ‫ثم َب ِرده َ‬
‫طيب �إن �شاء اهلل الرحيم الوهاب ‪.‬وبعونه مت الكتاب‬

‫‪102‬‬
‫نتائج الدرا�سة‬
‫لقد �أ�سـفرت درا�سة خمطوط « كتاب الرتفق يف العطر « وحتقيقة عن نتائج‬
‫نوردها على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد �أ�سهم العلماء العرب امل�سلمون يف تطوير علم الكيمياء بت�صديهم‬
‫ملو�ضوعات علمية مفيدة وفريدة نالت العلوم الطبيعية والتطبيقية ومن‬
‫�ضمنها كانت �صناعة العطور حيث متكنوا من خاللها تطوير �أدوات و�آالت‬
‫مبتكرة مثل القرعة واالنبيق والقابلة وا�ستخدام تقنيات كيميائية متطورة‬
‫الحراق وال�سحق والتقطري والت�صعيد والتطرية‪.‬‬ ‫مثل إ‬
‫‪� -2‬أظهرت هذه الدرا�سة �أن �صناعة العطور يف القرن الثالث الهجري املوافق‬
‫للتا�سع امليالدي كانت �صناعة رائجة ومزدهرة يف املجتمع العبا�سي‬
‫القبال عليها كان كبريا وجمزي ًا ‪.‬‬‫و�أن إ‬
‫‪ -3‬اعتمد امل ؤ�لف يف الكثري من املعلومات التي �أوردها عن العطور وتركيبها‬
‫ومزجها وا�ستخال�صها على خربته وجتاربه واختباراته ال�شخ�صية وكذلك‬
‫على املعلومات التي �سمعها ونقلها من �سبقوه وعا�رصرة من العطارة‬
‫املتخ�ص�صني‪.‬‬
‫‪� -4‬أو�ضحت الدرا�سة �أن مهنة تركيب العطور ومزجها وا�ستخال�ص الروائح‬
‫الذكية كانت من املهن التخ�ص�صية التي تتطلب ممن ميار�سها معرفة‬
‫ودراية بالعلوم أالخرى كالطب والكيمياء وال�صيدلة والنبات وهي كثريا‬
‫ما كانت جتتمع يف الع�صور الو�سطى لدي عامل واحد ‪ .‬كما �أنها تتطلب ممن‬
‫يزاولها �أي�ضا �صربا طويال ودقة متناهية يف مزج العطور و�إ�ستخال�صها ‪،‬‬
‫وحذراً �شديد عند ا�ستخدام أالدوات والتقنيات الكيميائية ‪ ،‬ون�شاطا وحيوية‬
‫يف مالحظة ومراقبة التفاعالت الكيميائية ‪.‬‬
‫بال�ضافة �إىل معرفته وا�شتغاله‬‫‪ -5‬ك�شفت لنا الدرا�سة �أن م ؤ�لف املخطوط إ‬
‫بعلوم كثرية كان تاجرا ميتهن العطارة وي�سرتزق منها ويتنقل من مكان‬
‫‪103‬‬
‫�إىل �آخر من �أجل ت�سويق ب�ضاعته �أو احل�صول على مزيج �أو تركيبة جديدة‬
‫مبتكرة يقوم بتح�ضريها ومن ثم تعميم ا�ستخدامها بني النا�س كما فعل‬
‫مع �صنعة غالية �أحمد بن علي ‪.‬‬
‫حاول الكندي �أن يكون كتابه هذا �شامال لكل �أنواع العطور املعروفة‬ ‫‪ -6‬‬
‫واملتداولة يف ع�رصه ‪ ،‬وا�ستخدم يف تركيبها ومزجها العديد من املواد‬
‫اخلام املتي�رسة وامل�ستعملة والتي ي�سهل احل�صول عليها من البيئة‬
‫واح�ضان الطبيعة‪ .‬ولقد احتوى املخطوط على �أكرث من ‪ 135‬مادة من‬
‫املواد النباتية واحليوانية واملعدنية التي كان لها منافع طبية وعطرية‬
‫متنوعة‪.‬‬
‫ينطوي املخطوط على معلومات علمية غزيرة و�أ�صيلة يف �صناعة العطور‪.‬‬ ‫‪ -7‬‬
‫فهو يحتوي على ثروة كبرية من امل�صطلحات الفنية يف العلوم الطبيعية‪،‬‬
‫وي�شتمل كذلك على العديد من املركبات واملواد الكيميائية الطبيعية مثل‬
‫القطران والر�صا�ص والنحا�س ‪ .‬كما يورد امل ؤ�لف �أي�ضا جمموعة من‬
‫والوزان املختلفة التي كانت ت�ستخدم يف ع�رصه لوزن وكيل‬ ‫املكاييل أ‬
‫والج�سام ال�سائلة والتي كانت تتميز بالدقة‬‫أالدوية واملعادن الثمينة أ‬
‫وال�ضبط ‪.‬‬
‫من خالل جتاربه العملية الكيميائية يف تركيب ومزج العطور ا�ستطاع‬ ‫‪ -8‬‬
‫والدهان التي ت�ساعد على حفظ‬‫امل ؤ�لف التو�صل �إىل حت�ضري بع�ض أالدوية أ‬
‫الن�سان ووقايته من أالمرا�ض وكانت هذه أالدهان ت�ستخدم يف‬ ‫�صحة إ‬
‫عالج وجع املفا�صل وتنفع يف التخل�ص من الرياح التي ت�صيب اجل�سد‪.‬‬
‫ي ؤ�خذ على امل ؤ�لف �أنه �أخل يف بع�ض أالحيان باملنهج العلمي الذي �سار‬ ‫‪ -9‬‬
‫عليه فذكر �أنواعا من العطور يف غري مكانها فمثال نرى �أنه يذكر �صنعة‬
‫رامك يف �أبواب العنرب وحقها �أن تكون يف �أبواب �صناعة ال�سك والرامك ‪.‬‬
‫ويذكر �صنعة �أنواعا من العنرب �ضمن �أبواب �صناعة أالدهان وكان االجدر‬

‫‪104‬‬
‫�أن تكون يف �أبواب �صنعة العنرب ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن امل آ�خذ �أي�ضا �أنه يغلب على تركيب بع�ض العطور ومزجها يف هذا‬ ‫‪ 10‬‬
‫املخطوط التدلي�س والغ�ش وي�ستخدم فيها امل ؤ�لف طرق وو�سائل متعددة‬
‫وين�صح وي�شجع على ا�ستخدامها وي ؤ�كد على عدم ا�ستطاعة املتخ�ص�صني‬
‫يف تركيب العطور معرفتها وك�شفها ‪.‬‬
‫‪ -11‬و�أخريا �أن هذا املخطوط يعد منهال وم�صدراً رئي�سي ًا من م�صادر �صناعة‬
‫وجتارة العطور يف الع�صور الو�سطى ‪ .‬ولقد �أغنى امل ؤ�لف املعرفة إ‬
‫الن�سانية‬
‫يف جمال علم الكيمياء برتكيبات وا�ستخال�صات متنوعة من الطيب‬
‫والعطور تتميز ب�سهولة الرتكيب وقلة التكاليف حيث ميكن جتربتها يف‬
‫كل الع�صور واال�ستفادة منها يف توفري م�صدر عي�ش �إ�ضايف ألن منتجاتها‬
‫غالية الثمن ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫غالف الن�سخة ( �أ )‬
‫‪106‬‬
‫ال�صفحة أالوىل من ( �أ )‬
‫‪107‬‬
‫ال�صفحة أالخرية من ( �أ )‬
‫‪108‬‬
‫غالف الن�سخة ( ب )‬
‫‪109‬‬
‫ال�صفحة أالوىل من ( ب )‬
‫‪110‬‬
‫ال�صفحة أالخرية من ( ب )‬
‫‪111‬‬
‫غالف الن�سخة ( ج )‬
‫‪112‬‬
‫ال�صفحة أالوىل من ( ج )‬
‫‪113‬‬
‫ال�صفحة أالخرية من ( ج )‬
‫‪114‬‬
‫غالف الن�سخة ( د )‬

‫‪115‬‬
‫ال�صفحة أالوىل من ( د )‬
‫‪116‬‬
‫ال�صفحة أالخرية من ( د )‬
‫‪117‬‬
‫فهر�س املو�ضوعات‬

‫‪5‬‬ ‫هدف الدرا�سة‬


‫‪6‬‬ ‫ملخ�ص الدرا�سة‬
‫‪7‬‬ ‫متهيد‬
‫‪8‬‬ ‫جتارة العطور و�صناعتها عند العرب‬
‫‪13‬‬ ‫امل ؤ�لف و�أهم �آثاره املطبوعة‬
‫‪17‬‬ ‫�أهمية املخطوط‬
‫‪18‬‬ ‫�سبب ت أ�ليف املخطوط‬
‫‪18‬‬ ‫حتليل حمتويات املخطوط‬
‫‪25‬‬ ‫ن�سخ املخطوط‬
‫‪27‬‬ ‫منهج تخريج املخطوط‬
‫‪31‬‬ ‫�أبواب �صنعة امل�سك‬
‫‪40‬‬ ‫�أبواب �صنعة العنرب‬
‫‪42‬‬ ‫�أبواب �صنعة الزعفران‬
‫‪50‬‬ ‫�أبواب �صنعة الور�س‬
‫‪53‬‬ ‫�أبواب �صنعة الغوايل‬
‫‪58‬‬ ‫باب �آخر‬
‫‪59‬‬ ‫�أبواب أالدهان‬
‫‪83‬‬ ‫�أبواب عمل الكافور‬
‫‪88‬‬ ‫�أبواب �صنعة امل�سك والرامك‬
‫‪95‬‬ ‫�أبواب عمل الت�صعيدات‬
‫‪118‬‬
‫فهر�س العطور والنباتات العطرية‬

‫( �أ )‬
‫‪82 , 81 , 80 , 79 , 76 , 75 , 73 ، 64‬‬ ‫أالترج‬
‫‪81 , 79 , 64‬‬ ‫�أذخر‬
‫‪85‬‬ ‫أالرز‬
‫‪90 , 81 , 75 , 62‬‬ ‫آ‬
‫ال�س‬
‫‪50 , 49‬‬ ‫أالظفار‬
‫‪81 , 80 , 76 , 75 , 73 , 79 , 64 , 63‬‬ ‫أالفرجنم�شـك‬
‫‪79 , 33‬‬ ‫�أكرا�ش ( كرو�ش ) امل�سك‬
‫‪37‬‬ ‫أالملج‬
‫(ب)‬
‫‪, 63 , 61 , 60 , 59 , 57 , 55 , 54 , 38‬‬
‫‪, 71 , 70 , 69 , 68 , 67 , 66 , 65 , 64‬‬ ‫البان‬
‫‪91 , 72‬‬
‫‪56‬‬ ‫بان كويف‬
‫‪61 , 56‬‬ ‫بان مدين‬
‫‪76‬‬ ‫بر�شنان‬
‫‪98 , 67 , 63 , 61 , 49‬‬ ‫ب�سبا�سة‬
‫‪43‬‬ ‫البقم‬
‫‪39‬‬ ‫البلوط‬
‫‪91‬‬ ‫بنف�سج‬
‫‪119‬‬
‫‪79 , 72‬‬ ‫بنك‬
‫(ت)‬
‫‪90 , 37‬‬ ‫التفاح ال�شامي‬
‫‪94 , 76‬‬ ‫التنكار‬
‫(ج)‬
‫‪44 , 43‬‬ ‫اجللنار‬
‫‪101‬‬ ‫جوز احل�شي�شة‬
‫(ح)‬
‫‪43‬‬ ‫حب رمان‬
‫‪33‬‬ ‫حب ال�سم�سم‬
‫‪89 , 39 , 33‬‬ ‫احل�ض�ض‬
‫‪44‬‬ ‫احللبة‬
‫‪, 81 , 80 , 79 , 76 , 75 ، 74 ، 73 ، 72‬‬
‫احلماحم‬
‫‪82‬‬
‫‪46‬‬ ‫احلنظل‬
‫‪98 , 81 , 73 , 63 , 49‬‬ ‫جوز بوا‬
‫(خ)‬
‫‪36‬‬ ‫اخلردل‬
‫‪91‬‬ ‫اخلطمي‬
‫‪85‬‬ ‫خ�شب اجلذوع‬
‫‪88‬‬ ‫خ�شب ال�صنوبر‬

‫‪120‬‬
‫‪98 , 68 , 57 , 49 , 48 , 47‬‬ ‫اخللوق‬
‫(د)‬
‫‪88 , 56 , 53‬‬ ‫الداذين‬
‫‪49 , 48 , 45 , 33 , 32‬‬ ‫دم أالخويني‬
‫‪91‬‬ ‫دهم�ست‬
‫‪79 , 58‬‬ ‫دهن بنف�سج‬
‫‪72 , 63‬‬ ‫دهن اجلوز‬
‫‪63 , 62 , 60‬‬ ‫دهن حب القطن‬
‫‪, 78 , 77 , 76 , 74 , 73 , 69 , 68 , 51‬‬
‫دهن حل‬
‫‪81 , 79‬‬
‫‪101 , 93 , 82‬‬ ‫دهن اخلردل‬
‫‪87 ، 75‬‬ ‫دهن اخلل‬
‫‪91 , 81 , 76 , 75 , 58 , 51‬‬ ‫دهن خريي‬
‫‪54 , 42 , 32‬‬ ‫دهن الزنبق‬
‫‪88 , 73 ، 67 ، 65 , 52 , 36 , 33‬‬ ‫دهن ال�سم�سم‬
‫‪78 , 34‬‬ ‫دهن الكاذي‬
‫‪72 , 63‬‬ ‫دهن اللوز‬
‫(ذ)‬
‫‪85‬‬ ‫ذريرة‬
‫(ر )‬
‫‪90 , 89 , 88 , 83 ، 82 ، 66 , 60 , 32‬‬ ‫رامك‬

‫‪121‬‬
‫(ز)‬
‫‪82 , 41 , 40‬‬ ‫زبد البحر‬
‫‪34 , 33 , 32 , 31‬‬ ‫زراوند‬
‫‪60 , 41‬‬ ‫زرنب‬
‫‪، 50 ، 48 ، 47 ، 46 ، 45 ، 44 ، 43 ، 35‬‬
‫‪101 ، 99 ، 97 ، 96 ، 82 ، 81 ، 76 ، 65‬‬ ‫زعفران‬
‫‪104 ، 103 ، 102 ،‬‬
‫‪، 81 ، 75 ، 74 ، 59 ، 54 ، 52 ، 50 ، 32‬‬
‫زنبق‬
‫‪102 ، 90‬‬
‫( �س )‬
‫‪، 78 ، 66 ، 50 ، 38 ، 37 ، 36 ، 34 ، 33‬‬
‫ال�سادوران ( �سيادوران )‬
‫‪69‬‬
‫‪81 ، 80 ، 60‬‬ ‫�سعد‬
‫‪81‬‬ ‫�سفرجل‬
‫‪, 66 , 58 , 57 , 56 , 54 , 53 , 43 , 39‬‬
‫ال�سك‬
‫‪90 , 89 , 83 , 74 , 68‬‬
‫‪93‬‬ ‫�سكر‬
‫‪63 , 61‬‬ ‫�سليخة‬
‫‪100 ، 98 ، 83 ، 79 ، 73 ، 64 ، 62‬‬ ‫ال�سنبل‬
‫‪81 ، 41 ، 40 ، 35‬‬ ‫�سنبل الطيب‬
‫‪61‬‬ ‫�سنبل الع�صافري‬
‫‪90 ، 83 ، 82 ، 43 ، 41 ، 40‬‬ ‫ال�سندرو�س‬
‫‪91 ، 80 ، 74‬‬ ‫�سو�سن‬

‫‪122‬‬
‫( �ش )‬
‫‪101 ، 82 ، 81 ، 75 ، 74 ، 73 ، 65‬‬ ‫ال�شاه�سفرم‬
‫‪78‬‬ ‫ال�شعري‬
‫‪47‬‬ ‫ال�شكاعا‬
‫‪100 , 78‬‬ ‫ال�شنكار‬
‫‪37‬‬ ‫�شيطرج‬
‫( �ص )‬
‫‪86 ، 83 ، 44 ، 40 ، 38 ، 37 ، 33‬‬ ‫ال�صمغ‬
‫‪37 ، 36‬‬ ‫�صمغ ال�صنوبر‬
‫‪، 75 ، 74 ، 71 ، 65 ، 64 ، 53 ، 52 ، 49‬‬
‫ال�صندل‬
‫‪100 ، 98 ، 82 ، 81 ، 80 ، 77 ، 76‬‬
‫(ط)‬
‫‪88‬‬ ‫الطبا�شري‬
‫‪97 ، 96‬‬ ‫الطيب‬
‫(ع)‬
‫‪51‬‬ ‫العبري‬
‫‪88 ، 81 ، 77 ، 72 ، 34 ، 27‬‬ ‫العد�س‬
‫‪46‬‬ ‫العرطنيثا‬
‫‪45‬‬ ‫ع�صب البقر‬
‫‪44 ، 43‬‬ ‫الع�صفر‬
‫‪92‬‬ ‫عطر‬

‫‪123‬‬
‫‪42‬‬ ‫عف�ص‬
‫‪، 56 ، 55 ، 54 ، 53 ، 43 ، 42 ، 41 ، 39‬‬
‫‪، 71 ، 70 ، 68 ، 67 ، 60 ، 59 ، 58 ، 57‬‬ ‫العنرب‬
‫‪90 ، 83 ، 82 ، 74 ، 72‬‬
‫‪69‬‬ ‫العنرب ال�شحري‬
‫‪69‬‬ ‫العنرب القاقلي‬
‫‪37 ، 33‬‬ ‫العنزروت‬
‫‪، 58 ، 57 ، 54 ، 51 ، 50 ، 41 ، 39 ، 32‬‬
‫العود‬
‫‪100 ، 98 ، 89 ، 79 ، 71 ، 68 ، 63 ، 61‬‬
‫(غ)‬
‫‪63 ، 60‬‬ ‫الغار‬
‫‪، 71 ، 66 ، 58 ، 57 ، 56 ، 55 ، 54 ، 38‬‬
‫الغالية ( غوايل )‬
‫‪74‬‬
‫‪97 ، 96‬‬ ‫الطيب‬
‫(ف)‬
‫‪70‬‬ ‫ف�ستق‬
‫‪66 ، 64 ، 61‬‬ ‫فلنجة‬
‫(ق)‬
‫‪99 ، 81 ، 80 ، 73 ، 65 ، 61 ، 49‬‬ ‫قاقلة‬
‫‪63‬‬ ‫القراح‬
‫‪102 ، 99 ، 80 ، 64 ، 35‬‬ ‫قرفة‬
‫‪، 79 ، 73 ، 72 ، 64 ، 56 ، 55 ، 50 ، 35‬‬
‫قرنفل‬
‫‪100 ، 99 ، 98 ، 81 ، 80‬‬

‫‪124‬‬
‫‪51 ، 50 ، 49‬‬ ‫الق�سط‬
‫‪81 ، 80‬‬ ‫ق�رش أالترج‬
‫‪81 ، 80‬‬ ‫ق�رش التفاح‬
‫‪77‬‬ ‫قنبيط‬
‫‪51 ، 50‬‬ ‫القنبيل‬
‫(ك)‬
‫‪، 76 ، 74 ، 67 ، 59 ، 53 ، 50 ، 49 ، 35‬‬
‫‪، 87 ، 86 ، 85 ، 84 ، 83 ، 82 ، 81 ، 80‬‬ ‫كافور‬
‫‪95 ، 94 ، 90 ، 89 ، 88‬‬
‫‪98 , 93‬‬ ‫الكافور الرباحي‬
‫‪80 ، 64 ، 61 ، 49‬‬ ‫كبابة‬
‫‪52‬‬ ‫كرب النخل‬
‫‪45‬‬ ‫الكركم‬
‫‪46 ، 44 ، 43‬‬ ‫الك�شوت‬
‫‪88‬‬ ‫الكندر‬
‫(ل)‬
‫‪86‬‬ ‫اللبان‬
‫‪102 ، 82 ، 57‬‬ ‫لبنى‬
‫‪52‬‬ ‫اللوز املر‬
‫(م)‬
‫‪، 75 ، 73 ، 66 ، 59 ، 53 ، 50 ، 42 ، 36‬‬
‫‪، 99 ، 97 ، 96 ، 94 ، 89 ، 82 ، 81 ، 80‬‬ ‫ماء ورد‬
‫‪101 ، 100‬‬
‫‪125‬‬
‫‪99 ، 98 , 97 , 96‬‬ ‫ماء ورد جوري‬
‫‪48‬‬ ‫املامريان‬
‫‪102 ، 99 ، 75 ، 73 ، 51 ، 50 ، 49‬‬ ‫حملب‬
‫‪66 ، 65 ، 46‬‬ ‫مردا�سنج‬
‫‪91 ، 81 ، 80 ، 79 ، 77 ، 73 ، 64 ، 60‬‬ ‫مرزاجنو�ش‬
‫‪91 ، 73 ، 63 ، 60‬‬ ‫مرماحوز‬
‫‪73 ، 65 ، 63 ، 60‬‬ ‫مرو‬
‫‪44‬‬ ‫املريق‬
‫‪، 40 ، 39 ، 38 ، 37 ، 36 ، 35 ، 32 ، 31‬‬
‫‪، 59 ، 58 ، 57 ، 56 ، 55 ، 53 ، 52 ، 42‬‬
‫امل�سك‬
‫‪، 71 ، 70 ، 69 ، 68 ، 67 ، 66 ، 65 ، 62‬‬
‫‪100 ، 98 ، 97 ، 89 ، 81 ، 80 ، 76‬‬
‫‪98‬‬ ‫امل�سك ال�صغدي‬
‫‪96‬‬ ‫امل�سك أالذفر‬
‫‪67 ، 66‬‬ ‫مومياى‬
‫‪98 ، 80 ، 78 ، 68 ، 65‬‬ ‫ميعة‬
‫(ن)‬
‫‪91‬‬ ‫نرج�س‬
‫‪101 ، 74‬‬ ‫ن�رسين‬
‫‪43‬‬ ‫ن�شاء‬
‫‪50 , 48 , 44 , 43‬‬ ‫ن�شا�ستج‬
‫‪81 ، 79 ، 58 ، 53 ، 34‬‬ ‫الن�ضوح‬

‫‪126‬‬
‫‪91 ، 81 ، 77 ، 71 ، 70 ، 65 ، 60 ، 59‬‬ ‫النمام‬
‫‪86‬‬ ‫نوى البلح‬
‫‪52‬‬ ‫نوى اخلوخ‬
‫‪73 ، 61 ، 52‬‬ ‫نوى امل�شم�ش‬
‫( هـ )‬
‫‪63‬‬ ‫هيدبوا‬
‫(و)‬
‫‪، 75 ، 73 ، 65 ، 64 ، 63 ، 53 ، 50 ، 48‬‬
‫ورد‬
‫‪100 ، 91 ، 81 ، 80 ، 79 ، 77‬‬
‫‪102 ، 73 ، 51 ، 50 ، 35‬‬ ‫ور�س‬
‫(ي)‬
‫‪101 ، 75 ، 74 ، 73‬‬ ‫يا�سمني‬

‫‪127‬‬
‫فهر�س أالعالم‬

‫‪57 , 56‬‬ ‫�أبان العطار‬


‫‪71 ، 70‬‬ ‫�أحمد بن علي‬
‫‪71‬‬ ‫خالد بن يزيد‬
‫‪40‬‬ ‫حممد بن هرثمة‬
‫‪84 ، 69‬‬ ‫يعقوب بن �إ�سحاق الكندي ( �أبو يو�سف )‬

‫‪128‬‬
‫فهر�س أالوزان واملكاييل‬

‫‪، 62 ، 56 ، 54 ، 50 ، 49 ، 41 ، 40 ، 33‬‬
‫‪، 75 ، 74 ، 73 ، 72 ، 70 ، 66 ، 65 ، 64‬‬ ‫�أوقية ( �أواق )‬
‫‪98 ، 97 ، 96 ، 83 ، 82 ، 80 ، 79 ، 77 ، 76‬‬

‫‪68‬‬ ‫حبة ( ال�شعري )‬

‫‪100 ، 99 ، 78 ، 76 ، 74 ، 68 ، 65 ، 33‬‬ ‫دانق‬

‫‪، 78 ، 76 ، 65 ، 50 ، 43 ، 41 ، 40 ، 35‬‬
‫درهم ( دراهم )‬
‫‪95 ، 85 ، 81 ، 80‬‬
‫‪، 62 ، 60 ، 58 ، 56 ، 52 ، 51 ، 50 ، 41‬‬
‫‪، 96 ، 81 ، 77 ، 75 ، 74 ، 67 ، 64 ، 63‬‬ ‫رطل ( �أرطال )‬
‫‪101 ، 100 ، 99 ، 97‬‬

‫‪81 ، 70 ، 68 ، 51 ، 42 ، 41‬‬ ‫قرياط ( قراريط )‬

‫‪، 47 ، 45 ، 43 ، 38 ، 37 ، 35 ، 32 ، 31‬‬
‫‪، 83 ، 82 ، 72 ، 70 ، 69 ، 68 ، 66 ، 58‬‬ ‫مثقال ( مثاقيل )‬
‫‪97 ، 94 ، 90 ، 86 ، 85‬‬
‫‪، 81 ، 77 ، 76 ، 64 ، 53 ، 52 ، 49 ، 48‬‬
‫َمن ( �أمنان )‬
‫‪99 ، 98 ، 97‬‬

‫‪129‬‬
‫فهر�س أالدوات آ‬
‫والالت امل�ستخدمة يف �صناعة العطور‬

‫‪100 ، 93 ، 92‬‬ ‫الحليل‬


‫إ‬
‫‪53‬‬ ‫�أنبوب‬
‫‪100 ، 97 ، 96 ، 93 ، 92 ، 89 ، 68‬‬ ‫�أنبيق‬
‫‪62 ، 47‬‬ ‫�إجانة‬
‫‪88 ، 80 ، 69 ، 53 ، 46 ، 45 ، 44 ، 43 ، 38‬‬
‫�إناء ( �آنية )‬
‫‪97 ، 95 ، 94 ،‬‬
‫‪71 ، 68 ، 58 ، 52 ، 50 ، 49 ، 39‬‬ ‫باطية‬
‫‪53 ، 35 ، 32‬‬ ‫براية‬
‫‪94‬‬ ‫بربح ( من الطني )‬
‫‪45‬‬ ‫برنية‬
‫‪59 ، 51 ، 44 ، 42‬‬ ‫بالطة‬
‫‪95 ، 38 ، 37 ، 34‬‬ ‫تنور‬
‫‪، 80 ، 73 ، 67 ، 65 ، 62 ، 60 ، 59 ، 55‬‬
‫تور‬
‫‪88‬‬
‫‪70 ، 55 ، 47 ، 46 ، 45 ، 44 ، 43 ، 40 ، 36‬‬
‫جام‬
‫‪86 ، 85 ، 77 ، 72 ،‬‬
‫‪57‬‬ ‫حديدة‬
‫‪66 ، 58 ، 55 ، 52 ، 41 ، 37 ، 36 ، 34 ، 33‬‬
‫حريرة‬
‫‪90 ، 89 ، 83 ، 82 ، 73 ، 72 ، 69 ، 67 ،‬‬
‫‪، 80 ، 79 ، 72 ، 70 ، 66 ، 37 ، 34 ، 32‬‬
‫خرقة‬
‫‪97 ، 92 ، 87‬‬

‫‪130‬‬
‫‪58‬‬ ‫ري�شة ( بط )‬
‫‪58‬‬ ‫�رساج‬
‫‪90 ، 89 ، 42 ، 34‬‬ ‫�سفط‬
‫‪44‬‬ ‫�سلة‬
‫‪83 ، 72 ، 67 ، 66 ، 59 ، 47 ، 38 ، 32‬‬ ‫�صالية‬
‫‪58 ، 56 ، 51 ، 40‬‬ ‫ط�ست‬
‫‪65 ، 62 ، 61 ، 48 ، 47 ، 46 ، 41 ، 40 ، 39‬‬
‫‪، 80 ، 79 ، 78 ، 77 ، 76 ، 75 ، 74 ، 73 ،‬‬ ‫طنجري‬
‫‪95 ، 87 ، 82 ،. 81‬‬
‫‪40‬‬ ‫غ�ضار‬
‫‪93 ، 92‬‬ ‫قابلة‬
‫‪55 ، 50 ، 41 ، 40 ، 39 ، 38 ، 37 ، 36 ، 32‬‬
‫‪، 75 ، 74 ، 72 ، 68 ، 66 ، 65 ، 58 ، 57 ،‬‬
‫قارورة ( قوارير )‬
‫‪87 ، 86 ، 85 ، 84 ، 82 ، 81 ، 79 ، 77 ، 76‬‬
‫‪101 ، 97 ، 94 ، 90 ،‬‬
‫‪70 ، 67 ، 65 ، 58 ، 57 ، 56 ، 54 ، 39 ، 32‬‬
‫قدح‬
‫‪102 ، 94 ، 88 ،‬‬
‫‪، 65 ، 64 ، 63 ، 61 ، 56 ، 55 ، 54 ، 42‬‬
‫قدر‬
‫‪102 ، 93‬‬
‫‪، 99 ، 98 ، 97 ، 96 ، 92 ، 90 ، 89 ، 67‬‬
‫قرعة‬
‫‪101 ، 100‬‬
‫‪44 ، 34‬‬ ‫قرمية‬
‫‪42‬‬ ‫ق�صعة خ�شب‬

‫‪131‬‬
‫‪77‬‬ ‫قنينة‬
‫‪92‬‬ ‫كرا�سة‬
‫‪45‬‬ ‫كيزان‬
‫‪، 80 ، 79 ، 78 ، 77 ، 76 ، 75 ، 74 ، 65‬‬
‫لبد‬
‫‪82 ، 81‬‬
‫‪49 ، 48‬‬ ‫املثلثة‬
‫‪84 ، 59‬‬ ‫املجمرة‬
‫‪65 ، 55‬‬ ‫مدهن‬
‫‪90‬‬ ‫مذابة‬
‫‪51‬‬ ‫مزاود‬
‫‪60‬‬ ‫امل�شجب‬
‫‪102 ، 94 ، 93 ، 56 ، 54‬‬ ‫م�ستوقد‬
‫‪41‬‬ ‫مغرفة‬
‫‪70 ، 51 ، 42‬‬ ‫مقلى‬
‫‪84 ، 80 ، 63 ، 60 ، 51 ، 37‬‬ ‫منخل‬
‫‪76 ، 49 ، 38 ، 37 ، 36 ، 34 ، 33‬‬ ‫النافجة‬
‫‪102 ، 72 ، 42‬‬ ‫الهاون‬

‫‪132‬‬
‫فهر�س امل�صطلحات العلمية والفنية‬

‫‪59‬‬ ‫�أ�سفيداج‬
‫‪54‬‬ ‫�أ�شنان‬
‫‪80 ، 75 ، 64 ، 63 ، 62 ، 61 ، 60 ، 47‬‬
‫االفواه ( أالفاوية )‬
‫‪99 ، 98 ، 92 ، 82 ،‬‬
‫‪101‬‬ ‫ب�ستان‬
‫‪41‬‬ ‫َب ْو طبي‬
‫‪71‬‬ ‫التجار‬
‫‪100 ، 92 ، 91 ، 73 ، 46‬‬ ‫التدبري‬
‫‪59 ، 53‬‬ ‫التطرية‬
‫‪87‬‬ ‫التنكار‬
‫‪68‬‬ ‫ثوب‬
‫‪84 ، 47‬‬ ‫اجلب�سني‬
‫‪90 ، 59‬‬ ‫جلد ( جلود )‬
‫‪71‬‬ ‫اجلند‬
‫‪53 ، 44 ، 43‬‬ ‫حجارة‬
‫‪83 ، 69‬‬ ‫اخلراطون‬
‫‪88 ، 86‬‬ ‫خرز‬
‫‪92‬‬ ‫خ�شب‬
‫‪45 ، 43‬‬ ‫خمر عتيق‬
‫‪80 ، 77 ، 76 ، 75 ، 74‬‬ ‫خي�شة‬
‫‪75‬‬ ‫خيط‬

‫‪133‬‬
‫‪42‬‬ ‫دب�س‬
‫‪40‬‬ ‫دينار‬
‫‪84 ، 83 ، 69‬‬ ‫الرخام‬
‫‪51‬‬ ‫زاج أال�ساكفة‬
‫‪93 ، 88‬‬ ‫زبل‬
‫‪77 ، 75‬‬ ‫زبيل‬
‫‪، 58 ، 52 ، 50 ، 49 ، 45 ، 44 ، 39 ، 32‬‬
‫زجاج‬
‫‪95 ، 88 ، 87 ، 86 ، 80 ، 72 ، 70 ، 59‬‬
‫‪66‬‬ ‫الزفت‬
‫‪63‬‬ ‫زيت �إنفاق‬
‫‪47‬‬ ‫ال�ساج‬
‫‪68‬‬ ‫�سحق‬
‫‪59 ، 47 ، 44‬‬ ‫�سكر‬
‫‪47 ، 46‬‬ ‫�سكر طربزد‬
‫‪70‬‬ ‫�سكني‬
‫‪83 ، 69 ، 41‬‬ ‫�شمع‬
‫‪71‬‬ ‫�صاحب الربيد‬
‫‪71‬‬ ‫�صاحب اخلراج‬
‫‪32‬‬ ‫�صفيقة‬
‫‪93 ، 88‬‬ ‫طني‬
‫‪54‬‬ ‫طني احلكمة‬
‫‪51‬‬ ‫طني هروي‬
‫‪96 ، 85 ، 84 ، 83 ، 59 ، 49 ، 48‬‬ ‫الع�سل‬
‫‪89 ، 87 ، 56 ، 40 ، 35‬‬ ‫العطار ( العطارين )‬
‫‪134‬‬
‫‪71‬‬ ‫القا�ضي‬
‫‪91 ، 90‬‬ ‫فنجان‬
‫‪72 ، 43‬‬ ‫القرطا�س‬
‫‪47‬‬ ‫الق�صار‬
‫‪82 ، 81 ، 77 ، 76 ، 65‬‬ ‫ق�صبة‬
‫‪58 ، 57 ، 56 ، 55 ، 54‬‬ ‫القطران‬
‫‪47 ، 32‬‬ ‫غربال‬
‫‪86 ، 66 ، 54 ، 34‬‬ ‫كتان‬
‫‪86 ، 84 , 79‬‬ ‫كربا�سة‬
‫‪87‬‬ ‫ال ِلبنْ‬
‫‪56‬‬ ‫الذن‬
‫‪69‬‬ ‫املرمر‬
‫‪87‬‬ ‫امللح االندراين‬
‫‪82 ، 67 ، 66 ، 41‬‬ ‫املوم أالبي�ض‬
‫‪65‬‬ ‫موم �أ�صفر‬
‫‪94 ، 53‬‬ ‫نبيذ‬
‫‪68‬‬ ‫نخل‬
‫‪84 ، 82‬‬ ‫الن�شادر‬
‫‪47‬‬ ‫ن�شارة اخل�شب‬

‫‪135‬‬
‫فهر�س البلدان‬

‫‪71‬‬ ‫�أرمينية‬
‫‪93‬‬ ‫الب�رصة‬
‫‪40 ، 39‬‬ ‫بغداد‬
‫‪40‬‬ ‫دم�شق‬
‫‪40‬‬ ‫التبت‬

‫فهر�س احليوانات‬

‫‪40‬‬ ‫جدي‬
‫‪89‬‬ ‫جندباد�سرت‬
‫‪82‬‬ ‫خيل‬
‫‪32‬‬ ‫�ض أ�ن‬
‫‪101‬‬ ‫غزال‬
‫‪90 ، 89 ، 82‬‬ ‫فارة امل�سك‬

‫‪136‬‬
‫امل�صادر واملراجع العربية أ‬
‫والجنبية‬
‫�أوالً ‪ :‬امل�صادر‪:‬‬
‫القران الكرمي‬
‫ابن �أبي �أ�صيبعة ‪ :‬موفق الدين �أبي العبا�س احمد بن القا�سم بن خليفة ( ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ) 1269/668‬عيون أالنباء يف طبقات أالطباء ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬نزار ر�ضا ‪ ( ،‬دار‬
‫مكتبة احلياة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫ابن �أحمد باخمرمة احلمريي ‪ :‬جمال الدين عبد اهلل الطيب بن عبد اهلل ( ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ) 1540/947‬الن�سبة �إىل املوا�ضع والبلدان ‪ ،‬ج‪ ( ، 1‬مركز الوثائق والبحوث‪،‬‬
‫�أبو ظبي ‪. ) 2004 ،‬‬
‫ابن البيطار ‪� :‬أبو حممد عبد اهلل بن �أحمد ابن البيطار ال�شهري بالع�شاب املالقي‬ ‫‪-‬‬
‫والغذية ‪ ،‬تنقيح وحتقيق‬ ‫( ت‪ ،)1248/646 .‬اجلامع ملفردات أالدوية أ‬
‫ال�سالمي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1990 ،‬‬ ‫وتهذيب‪ :‬حممد العربي اخلطابي ‪ ( ،‬دار الغرب إ‬
‫ابن اجلزار ‪� :‬أبو جعفر �أحمد بن �إبراهيم ابن �أبي خالد ‪ ( ،‬ت‪، ) 979/369 .‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب االعتماد يف أالدوية املفردة ‪ ،‬طبع بالت�صوير عن خمطوطة �آيا �صوفيا‬
‫ال�سالمية ‪ ،‬فرانكفورت‬ ‫يف ا�ستانبول ( من�شورات معهد تاريخ العلوم العربية إ‬
‫‪. ) 1985 ،‬‬
‫ابن جلجل ‪� :‬أبي داود �سليمان بن حيان أالندل�سي ‪� ( ،‬ألفه �سنة ‪،)987/377‬‬ ‫‪-‬‬
‫طبقات أالطباء واحلكماء ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬ف ؤ�اد �سيد ‪ ( ،‬م ؤ��س�سة الر�سالة ‪ ،‬بريوت‬
‫‪. ) 1985‬‬
‫ابن خلكان ‪� :‬أبو العبا�س �شم�س الدين احمد بن حممد بن �أبي بكر ( ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، ) 1282/681‬وفيات أالعيان و�أنباء �أبناء الزمان ‪ 8،‬جملدات ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫�إح�سان عبا�س ‪ ( ،‬دار �صادر ‪ ،‬بريوت ‪.)1977 ،‬‬
‫ابن ر�سول ‪ :‬امللك املظفر يو�سف بن عمر بن علي بن ر�سول الغ�ساين ( ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ ، ) 1294/694‬املعتمد يف أالدوية املفردة ‪ ،‬ت�صحيح وفهر�سة ‪ :‬م�صطفى‬
‫ال�سقا ‪ ( ،‬دار القلم ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1951 ،‬‬
‫ابن ر�ضوان ‪� :‬أبو احل�سن علي بن ر�ضوان بن علي بن جعفر ( ت‪)1067/460 .‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاية يف الطب‪ ،‬حتقيق ‪� :‬سلمان قطاية ‪ ( ،‬وزارة الثقافة واالعالم ‪ ،‬العراق ‪،‬‬
‫‪. ) 1981‬‬
‫ابن الزبري ‪ :‬القا�ضي الر�شيد بن الزبري ( القرن اخلام�س الهجري‪ /‬احلادي‬ ‫‪-‬‬
‫ع�رش امليالدي ) كتاب الذخائر والتحف ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد حميد اهلل ‪ ( ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪. ) 1984‬‬
‫اليادي ( ‪ ، )1161/557‬كتاب أالغذية ‪،‬‬ ‫ابن زهر ‪� :‬أبو مروان عبد امللك ابن إ‬ ‫‪-‬‬
‫والدوية عند م ؤ�لفي الغرب‬ ‫ن�رشه ‪ :‬حممد العربي اخلطابي يف كتاب أالغذية أ‬
‫ال�سالمي‪ ،‬بريوت‪.) 1990 ،‬‬ ‫ال�سالمي‪( ،‬دار الغرب إ‬ ‫إ‬
‫ابن �سيده ‪� :‬أبو احل�سن علي بن ا�سماعيل ( ت‪ ، ) 1065/458 .‬املخ�ص�ص ‪5 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫�أجزاء ‪ ( ،‬من�شورات املكتب التجاري ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫ابن �سينا ‪ :‬الرئي�س �أبي علي احل�سني بن عبد اهلل ( ‪ ، ) 1036/428‬القانون يف‬ ‫‪-‬‬
‫الطب ‪� ،‬رشح وترتيب ‪ :‬جربان جبور ‪ ( ،‬م ؤ��س�سة املعارف ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1971 ،‬‬
‫ابن العدمي ‪ :‬كمال الدين �أبو القا�سم عمر بن �أحمد بن هبة اهلل ( ‪،)1261/660‬‬ ‫‪-‬‬
‫الو�صلة �إىل احلبيب يف و�صف الطيبات والطيب ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬سليمى حمجوب ودرية‬
‫اخلطيب ‪ ،‬جزءان ( معهد الرتاث العلمي العربي ‪ ،‬جامعة حلب ‪.)1988 ،‬‬
‫ابن القف الكركي ‪� :‬أمني الدولـة �أبو الفرج ( ت‪ ، ) 1286/685 .‬جامع الغر�ض‬ ‫‪-‬‬
‫يف حفظ ال�صحـة ودفـع املر�ض ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬سامي خلف احلمارنة ‪ ( ،‬اجلامعة‬
‫أالردنية ‪ ،‬عمان ‪. ) 1989 ،‬‬
‫ابن الكلبي ‪�:‬أبو املنذر ه�شام بن �أبي النظر حممد بن ال�سائب الكلبي ( ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ) 819/204‬مثالب العرب ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬جناح الطائي ‪ ( ،‬دار الهدى ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪. ) 1998‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬ابن ماجة ‪ :‬حممد بن يزيد القزويني ( ت‪� ، ) 888/275 .‬سـنن ابن مـاجـة ‪،‬‬
‫جزءان ‪ ( ،‬ا�سـتـنبول ‪. ) 1981 ،‬‬
‫‪ -‬ابن منظور ‪ :‬حممد بن مكرم بن علي ‪� ،‬أبو الف�ضل جمال الدين ( ت‪،)1311/711 .‬‬
‫ل�سان العرب املحيط ‪� ،‬أعاد بناءه على احلرف أالول من الكلمة ‪ :‬يو�سف خياط‪،‬‬
‫‪ 7‬جملدات ( دار اجليل ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1988 ،‬‬
‫‪ -‬ابن الندمي ‪ :‬حممد بن �إ�سـحاق ( ت‪ ) 995/385 .‬الفهر�سـت ‪ ،‬حتقـيق‪ :‬ناهـد‬
‫عبا�س عثمان ‪ (،‬دار قطري بن الفجاءة ‪ ،‬الدوحة ‪. ) 1985 ،‬‬
‫‪ -‬ابن وح�شية ‪ :‬ابوبكر �أحمد بن علي بن قي�س الك�سداين ( القرن الرابع الهجري‪/‬‬
‫العا�رش امليالدي) الفالحة النبطية ‪ ،‬اجلزء أالول ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬توفيق فهد ‪( ،‬املعهد‬
‫العلمي الفرن�سي للدرا�سات العربية ‪ ،‬دم�شق ‪. ) 1993 ،‬‬
‫ال�شبيلي ( القرن ال�ساد�س الهجري ‪ ،‬الثاين ع�رش امليالدي)‪،‬‬ ‫ال�شبيلي ‪� :‬أبو اخلري إ‬
‫‪ -‬إ‬
‫عمدة الطبيب يف معرفة النبات ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد العربي اخلطابي‪،‬‬
‫ال�سالمي ‪ ،‬بريوت ‪.) 1995 ،‬‬ ‫(دار الغرب إ‬
‫ال�صفهاين ( ت‪،)1033/425 .‬‬ ‫ال�صفهاين ‪� :‬أبو القا�سم ح�سني بن حممد الراغب إ‬ ‫‪ -‬إ‬
‫حما�رضات أالدباء وحماورات ال�شعراء والبلغاء ‪� 4،‬أجزاء ‪ ( ،‬مكتبة احليدرية ‪،‬‬
‫قم ‪. ) 1993 ،‬‬
‫‪ -‬أال�صمعي ‪ :‬ابو �سعيد عبد امللك بن قريب ( ت‪ ، ) 831 /216 .‬كتاب النبات ‪،‬‬
‫حتقيق ‪ :‬عبد اهلل يو�سف الغنيم ‪ ( ،‬مطبعة املدين ‪ ،‬القاهرة ‪. ) 1972 ،‬‬
‫‪ -‬أالنطاكي ‪ :‬داود بن عمر أالنطاكي الطبيب ( ‪ ، ) 1599/1008‬تذكرة �أويل‬
‫أاللباب واجلامع للعجب العجاب ‪� ،‬رشح وتعليق ‪ :‬علي �شريي ‪( ،‬م ؤ��س�سة‬
‫عزالدين للطباعة والن�رش ‪ ،‬بريوت ‪.)1991 ،‬‬
‫‪ -‬بزرك بن �شـهريار ‪ :‬بزرك بن �شـهريار النـاخداء الرام هرمزي ( �ألفه يف حدود‬
‫وجزائِر ُه ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬يو�سف‬ ‫�سنة ‪ ،)950/339‬عجـائب الهند َب ّر ُه َو َب ْح ُر ُه َ‬
‫ال�شاروين ‪ ( ،‬ريا�ض الري�س للكتب والن�رش ‪ ،‬لندن ‪. ) 1990 ،‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ -‬البريوين ‪� :‬أبو الريحان حممد بن �أحمد البريوين ( ت‪ ، ) 1050/442 .‬كتاب‬
‫ال�صيدنة ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬احلكيم حممد �سعيد ورانا �إح�سان �إلهى ‪ ( ،‬م ؤ��س�سة همدرد‬
‫الوطنية ‪ ،‬كرات�شي ‪. ) 1973 ،‬‬
‫‪ -‬البيهقي ‪ :‬ظهـري الدين ابو احل�سـن علي بن زيد ( ت‪ ، ) 1169/565 .‬تاريخ‬
‫ال�سالم‪ ،‬ن�شـر وحتقيـق ‪ :‬حممد كـرد علي ‪ ( ،‬مطبوعات جممع اللغة‬ ‫حكماء إ‬
‫العربية ‪ ،‬دم�شق ‪. ) 1988 ،‬‬
‫‪ -‬التاجر ‪� :‬سليمان ( كتبه �سنة ‪� ) 851/237‬أخبار ال�صني والهند ‪ ،‬حتقيق‬
‫وحتليل ‪ :‬ابراهيم خوري‪� ، 4 ،‬سل�سلة �أبحاث ودرا�سات عن تاريخ �شبه القارة‬
‫الهندية ‪ ( ،‬دار املو�سم ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1991 ،‬‬
‫‪ -‬الثعالبي ‪� :‬أبو من�صور عبد امللك بن حممد بن �إ�سماعيل ( ت‪، ) 1037/429 .‬‬
‫ثمار القلوب يف امل�ضـاف واملن�سوب ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد �أبو الف�ضل �إبراهيم ( دار‬
‫املعارف ‪ ،‬م�رص‪. ) 1985 ،‬‬
‫لطـائف املعارف ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬إبراهيم أالبياري ‪ ( ،‬القاهرة ‪. ) 1960 ،‬‬
‫‪ -‬اجلاحظ ‪ :‬عمرو بن بحر ( ت‪، ) 868/255 .‬‬
‫التب�رص بالتجارة ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬ح�سن ح�سني عبد الوهاب ‪ ( ،‬دار الكتاب اجلديد ‪،‬‬
‫بريوت ‪.)1983 ،‬‬
‫احليوان ‪ ،‬جملدان ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬يحيى ال�شامي ‪ ( ،‬من�شورات دار مكتبة الهالل ‪،‬‬
‫بريوت ‪. ) 1986 ،‬‬
‫‪ -‬احلمريي ‪ :‬حممد بن عبد املنعم ( ت‪ ، ) 1516/920 .‬الرو�ض املعطار يف خرب‬
‫أالقطار ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬إح�سان عبا�س ‪ ( ،‬مكتبة لبنان ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1984 ،‬‬
‫‪ -‬اخلوارزمي ‪� :‬أبو عبد اهلل حممد بن احمد بن يو�سف الكاتب ( ت‪، ) 990/380 .‬‬
‫مفاتيح العلوم ‪ ( ،‬دار املناهل للطباعة والن�رش ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1991 ،‬‬
‫‪ -‬الدم�شقي ‪� :‬أبو الـف�ضل جـعفر بن علي الـدم�شـقي ( ت‪ .‬القرن ال�سـاد�س الهجري‪/‬‬
‫ال�شـارة �إىل حما�سـن التجارة ‪ ،‬تـحقيق ‪ :‬الـب�شـري‬ ‫الثاين ع�شـر امليالدي )‪ ،‬إ‬

‫‪140‬‬
‫ال�شوربجي ‪ ( ،‬مكتبة الكليات أالزهرية ‪ ،‬القاهرة ‪. ) 1977 ،‬‬
‫داود ( ت‪، ) 895/282 .‬‬ ‫‪ -‬الدينوري ‪� :‬أبو حنيفة �أحمد بن ُ‬
‫كتاب النبات ‪ ،‬اجلزء الثالث ‪ ،‬والن�صف أالول من اجلزء اخلام�س ‪ ،‬حتقيق ‪:‬‬
‫‪ ( ،Bernhard Lewin‬فرانز �شتايرن ‪ ،‬في�سبادن ‪. ) 1974 ،‬‬
‫كتاب النبات ‪ ،‬قطعة من اجلزء اخلام�س ‪ ( ، Bernhard Lewin ،‬مطبعة بريل‪،‬‬
‫ليدن ‪.)1953 ،‬‬
‫ال�رسي بن �أحمد ( ت‪ ، ) 972/362 .‬املحب واملحبوب وامل�شموم‬ ‫ّ‬ ‫الر ّفاء ‪:‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫وامل�رشوب ‪� 4 ،‬أجزاء ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬م�صباح غالوجني ‪ ( ،‬مطبوعات جممع اللغة‬
‫العربية ‪ ،‬دم�شق ‪. ) 1986 ،‬‬
‫‪ -‬الرندي ‪ :‬حممد بن ابراهيم ( من �أهل القرن التا�سع ) كتاب أالغذية ‪ ،‬ن�رشه‪ :‬حممد‬
‫والدوية عند م ؤ�لفي الغرب إ‬
‫ال�سالمي‪،‬‬ ‫العربي اخلطابي يف كتاب أالغذية أ‬
‫ال�سالمي ‪ ،‬بريوت‪.)1990 ،‬‬ ‫(دار الغرب إ‬
‫‪ -‬الزخم�رشي ‪ :‬حممود بن عمر ( ت ‪ .‬حوايل ‪ ، ) 1143/538‬ربيع أالبرار ون�صو�ص‬
‫أالخبار ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬سليم النعيمي ‪� 4 ،‬أجزاء ‪ ( ،‬بغداد ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الزهراوي ‪� :‬أبو القا�سم خلف بن عبا�س ( ت ‪ .‬بعد ‪ ، ) 1013/404‬الت�رصيف‬
‫ملن عجز عن الت أ�ليف ‪ ،‬ف�صول منتقاة ‪ ،‬ن�رشها ‪ :‬حممد العربي اخلطابي يف‬
‫ال�سالمي ‪،‬‬
‫ال�سالمي ‪ ( ،‬دار الغرب إ‬ ‫والدوية عند م ؤ�لفي الغرب إ‬ ‫كتاب أالغذية أ‬
‫بريوت ‪. ) 1990 ،‬‬
‫‪ -‬ال�سريايف ‪� :‬أبو زيد احل�سـن بن يزيد ( كتبه �سنة ‪� ، ) 916/304‬أخبار ال�صني‬
‫والهند ‪ ،‬حتقيق وحتليل ‪ :‬ابراهيم خوري ‪� ، 4 ،‬سل�سلة �أبحاث ودرا�سات عن‬
‫تاريخ �شبه القارة الهندية ‪ ( ،‬دار املو�سم ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1991 ،‬‬
‫ُ�ضريي ( ت‪)1505/911 .‬‬ ‫‪ -‬ال�سيوطي ‪ :‬جالل الدين عبد الرحمن بن �أبي بكر اخل َ‬
‫تاريخ اخللفاء ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬رحاب خ�رض عكاوي ‪ ( ،‬م ؤ��س�سة عز الدين للطباعة‬
‫والن�رش ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1992 ،‬‬

‫‪141‬‬
‫‪� -‬شيخ الربوة ‪� :‬شـم�س الدين �أبو عبد اهلل حممد بن �أبي طالب أالن�صاري الدم�شقي‬
‫( ت‪ ،)1372/727 .‬نخبة الدهر يف عجـائب الرب والبحر ‪ ( ،‬دار �إحياء الرتاث‬
‫العربي ‪ ،‬بريوت ‪. )1988 ،‬‬
‫‪� -‬صاعد أالندل�سي ‪� :‬أبو القا�سم �صاعد بن �أحمد أالندل�سي ‪ ( ،‬ت‪، )1070/463 .‬‬
‫طبقات أالمم ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬ح�سني م ؤ�ن�س ‪ ( ،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة ‪. ) 1994 ،‬‬
‫‪ -‬الفريوز�آبادي ‪ :‬جمد الدين حممد بن يعقوب ( ت‪ ، ) 1414/817 .‬القامو�س‬
‫املحيط ‪ ( ،‬م ؤ��س�سة الر�سالة ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1987 ،‬‬
‫‪ -‬القزويني ‪ :‬زكريا بن حممد بن حممود ( ت‪، ) 1283/682 .‬‬
‫�آثـار البـالد و�أخبـار العباد ‪ ( ،‬دار �صادر ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫عجائب املخلوقات وغرائـب املجودات ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬فاروق �سـعد ‪ ( ،‬دار االفاق ‪،‬‬
‫بريوت‪. ) 1981 ،‬‬
‫‪ -‬القفطي ‪ :‬جمال الدين �أبي احل�سن علي بن يو�سف ( ت‪ ، ) 1248/646 .‬ت أ�ريخ‬
‫احلكماء ‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوليو�س ليبريت ‪ ( ،‬ليبزج ‪. ) 1903 ،‬‬
‫‪ -‬القلق�شندي ‪� :‬أبو العبا�س �أحمد بن علي ( ت‪� ، ) 1418/821 .‬صبح أالع�شـى يف‬
‫الن�شاء‪ 14،‬جزءاً‪ ( ،‬امل ؤ��س�سة امل�رصية العامة للت أ�ليف ‪ ،‬م�رص ‪ ،‬بدون‬ ‫�صنـاعة إ‬
‫تاريخ ) ‪.‬‬
‫‪ -‬الكندي‪� :‬أبو يو�سف يعقوب بن �إ�سحاق ( ت‪ .‬حوايل ‪ ) 873/260‬ال�سيوف و�أجنا�سها‪،‬‬
‫حتقيق ‪ :‬عبد الرحمن زكي ‪ ( ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬م�رص ‪. ) 2001 ،‬‬
‫‪ -‬جمهول ‪ ( :‬من القرن الثامن الهجري ‪ /‬الرابع ع�رش امليالدي ) ‪ ،‬مفتاح الراحة‬
‫ألهل الفالحة‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد عي�سى �صاحلية و�إح�سان �صدقي العمد ‪ ( ،‬املجل�س‬
‫الوطني للثقافة والفنون آ‬
‫والداب‪ ،‬الكويت ‪. ) 1984 ،‬‬
‫‪ -‬املقد�سي ‪� :‬شم�س الدين �أبو عبد اهلل حممد بن �أحمد املعروف بالب�شاري ( ت‪.‬‬
‫‪ ، ) 990/380‬اح�سن التقا�سيم يف معرفة أالقاليم ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد خمزوم ‪،‬‬
‫(دار �إحياء الرتاث العربي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1987 ،‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ -‬امل�سعودي ‪� :‬أبو احل�سن علي بن احل�سني بن علي ( ت‪ ، ) 957/346 .‬مروج الذهب‬
‫ومعادن اجلوهر ‪� 4 ،‬أجزاء يف جملدان ‪ ( ،‬دار أالندل�س ‪ ،‬بريوت ‪.)1965 ،‬‬
‫‪ -‬امل�رصي ‪ :‬مدين بن عبد الرحمن القو�صوين ( �ألفه �سنة ‪، ) 1628/1038‬‬
‫قامـو�س أالطبا ونامو�س أاللبا ‪ ،‬جزءان ‪ ،‬طبع بالت�صـوير عن خمطوط دار‬
‫الكتـب الظاهرية يف بدم�شـق ‪ ( ،‬من�شـورات جمـمع اللغـة العربيـة ‪ ،‬دم�شـق ‪،‬‬
‫‪. ) 1979‬‬
‫‪ -‬النووي ‪ :‬ابي زكريا يحيى بن �رشف الدين ( ت‪ ، ) 1277/676 .‬ريا�ض‬
‫ال�صاحلني ‪ ( ،‬دار اخللود‪ ،‬بريوت‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫‪ -‬النويري ‪� :‬شهاب الدين �أحمد بن عبد الوهاب ( ت‪ ) 1332/733 .‬نهاية أالرب‬
‫يف فنون أالدب ‪ 31 ،‬جزءا‪ ( ،‬دار الكتب امل�رصية ‪ ،‬القاهرة ‪. ) 1937 ،‬‬
‫‪ -‬الوزير ( الغ�ساين ) ‪� :‬أبو القا�سم بن حممد أالندل�سي ( ت‪ .‬حوايل ‪،)1611/1019‬‬
‫حديقة أالزهار يف ماهية الع�شب والعقار ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد العربي اخلطابي ‪،‬‬
‫ال�سالمي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1985 ،‬‬ ‫(دار الغرب إ‬
‫‪ -‬ياقوت احلموي ‪� :‬شهاب الدين �أبو عبد اهلل ( ت‪، ) 1228/626 .‬‬
‫ال�سالمي ‪،‬‬ ‫معـجم أالدباء ‪� 7 ،‬أجزاء ‪ ،‬حتقيق ‪� :‬إح�سان عبا�س ‪ ( ،‬دار الغرب إ‬
‫بريوت‪.) 1993 ،‬‬
‫معـجم البـلدان ‪� 5 ،‬أجزاء ‪ ( ،‬دار �إحياء الرتاث العربي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1979 ،‬‬
‫‪ -‬اليعقوبي ‪� :‬أحمد بن �أبي يعقوب بن جعفربن وهب بن وا�ضح ( ت‪.‬‬
‫‪،)897/284‬‬
‫‪ -‬تاريخ اليعقوبي ‪ ،‬جملدان ‪ ( ،‬دار �صادر ‪ ،‬بـريوت ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫كـتاب البــلـدان ‪( ،‬دار �إحياء الرتاث العربي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1988 ،‬‬

‫‪143‬‬
‫املراجع العربية ‪:‬‬
‫‪� -‬أبو ريدة ‪ :‬حممد عبد الهادي ‪ ،‬ر�سائل الكندي الفل�سفية ‪ ،‬جزءان ‪ ( ،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪ ،‬م�رص ‪.)1950 ،‬‬
‫ال�سالمي‪،‬‬‫وال�سالم ‪ ( ،‬دار الكتاب إ‬‫‪ -‬أالفغاين ‪� :‬سعيد ‪� ،‬أ�سواق العرب يف اجلاهلية إ‬
‫القاهرة ‪.) 1993 ،‬‬
‫‪ -‬أالهواين ‪ :‬احمد ف ؤ�اد ‪ ،‬كتاب الكندي �إىل املعت�صم باهلل يف الفل�سفة أالوىل ‪( ،‬دار‬
‫�إحيا الكتب العربية ‪ ،‬م�رص ‪. ) 1948،‬‬
‫‪ -‬بدوي ‪ :‬عبد الرحمن ‪ ،‬مو�سوعة الفل�سفة‪ ،‬جزء�آن ‪( ،‬املو�سوعة العربية للدرا�سات‬
‫والن�رش ‪ ،‬بريوت‪. ) 1984 ،‬‬
‫‪ -‬بروكلمان ‪ :‬كارل ‪ ،‬تاريخ أالدب العربي ‪ ،‬نقله �إىل العربية ‪ :‬ال�سيد يعقوب بكر‬
‫ورم�ضان عبد التواب ‪� 5 ،‬أجزاء ‪ ( ،‬دار املعارف ‪ ،‬م�رص ‪. ) 1977 ،‬‬
‫‪ -‬جرنفيل ‪ :‬فرميـان ‪ ،‬التقوميان الهجري وامليالدي ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬ح�ســام حميى‬
‫والعالم ‪ ،‬العراق ‪. ) 1986 ،‬‬‫الدين أاللو�سي ‪( ،‬وزرارة الثقافة إ‬
‫ال�سالم ‪� 10 ،‬أجزاء ‪ ( ،‬دار الكتاب ‪،‬‬‫‪ -‬جواد علي ‪ ،‬املف�صل يف تاريخ العرب قبل إ‬
‫القاهرة ‪. )1993 ،‬‬
‫ال�سالمي يف الع�رص الو�سيط ‪( ،‬افريقيا‬ ‫‪ -‬حركات ‪ :‬ابراهيم ‪ ،‬الن�شاط االقت�صادي إ‬
‫ال�رشق ‪ ،‬املغرب ‪.) 1996 ،‬‬
‫‪ -‬ح�سني ‪ :‬حممد كامل ‪ ،‬املوجز يف تاريخ الطب ‪ ،‬وال�صيدلة ‪ ( ،‬جامعة الدول‬
‫العربية ‪ ،‬م�رص ‪ ،‬دون تاريخ ) ‪.‬‬
‫ال�سالمي‪ ( ،‬دار‬ ‫والدوية عند م ؤ�لفي الغرب إ‬‫‪ -‬اخلطابي ‪ :‬حممد العربي ‪ ،‬أالغذية أ‬
‫ال�سالمي ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1990 ،‬‬ ‫الغرب إ‬
‫ال�سالم ‪ ،‬نقله �إىل العربية ‪ :‬حممد عبد‬ ‫‪ -‬دي بور ‪ :‬ت ‪ .‬ج ‪ ،‬تاريخ الفل�سفة يف إ‬
‫الهادي �أبو ريدة ‪ ( ،‬دار النه�ضة العربية ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1981 ،‬‬
‫‪ -‬الزركلي ‪ :‬خري الدين ‪ ،‬أالعالم قامو�س تراجم أل�شهر الرجال والن�ساء من‬
‫‪144‬‬
‫العرب وامل�ستعربني وامل�ست�رشقني ‪� 8 ،‬أجزاء ‪ ( ،‬دار العلم للماليني ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫‪.)1979‬‬
‫ال�سالمية ‪،‬‬
‫عمارة ‪ :‬حممد ‪ ،‬قامو�س امل�صطلحات االقت�صادية يف احل�ضارة إ‬
‫(دار ال�رشوق ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1993 ،‬‬
‫كحالة ‪ :‬عمر ر�ضا ‪،‬‬
‫معجم امل ؤ�لفني ‪ 15 ،‬جزء ‪ ( ،‬دار �إحياء الرتاث ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬بدون تاريخ )‬
‫وال�سالم ‪� 5،‬أجزاء ‪ (،‬م ؤ��س�سة الر�سالة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫اعالم الن�ساء يف عاملي العرب إ‬
‫‪. ) 1977‬‬
‫‪ -‬كرات�شـكوف�سـكي ‪ ،‬تـاريخ أالدب اجلغرايف العربي ‪ ،‬ترجمة ‪� :‬صالح الدين عثمان‬
‫ها�شم ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ( ،‬دار الغرب ‪ ،‬بريوت ‪. ) 1987 ،‬‬
‫والوزان ‪ ( ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪،‬‬‫‪ -‬مبارك ‪ :‬علي با�شا ‪ ،‬امليزان يف أالقي�سة أ‬
‫م�رص ‪ ،‬بدون تاريخ ) ‪.‬‬
‫ال�شكري ‪ :‬جابر ‪،‬‬
‫‪ « -‬امل�صطلح الكيمياوي يف الرتاث العربي» ‪ ،‬جملة املجمع العلمي العراقي ‪،‬‬
‫اجلزء أالول ‪ ،‬العدد احلادي والثالثون ‪ ،‬بغداد ‪. 1980 ،‬‬
‫‪ « -‬كتاب كيمياء العطر والت�صعيدات املن�سوب للكندي « جملة املجمع العلمي‬
‫العراقي‪ ،‬اجلزء أالول ‪ ،‬املجلد ال�ساد�س والثالثون ‪ ،‬بغداد ‪. 1980 ،‬‬
‫ال�سـالمية ومـا يعـادلها يف النظام املرتي‪،‬‬ ‫‪ -‬هنت�س ‪ :‬فالرت ‪ ،‬املكاييل واالوزان إ‬
‫ترجمة ‪ :‬كامل الع�سلي ‪( ،‬اجلامعة أالردنية ‪ ،‬عمان ‪. ) 1970 ،‬‬
‫‪� -‬آل يا�سني ‪ :‬حممد ح�سن ‪ ،‬معجم النباتات والزراعة ‪ ،‬جزءان ‪ ( ،‬املجمع العلمي‬
‫العراقي ‪ ،‬بغداد ‪) 1986 ،‬‬

‫‪145‬‬
: ‫املراجع أالجنبية‬

* Atiyeh ( George N. ) Al-Kindi: The Philosopher of the Arabs (Islamic


Research Institute , Rawalpaindi, 1966 ) .

* Garbers ( Karl ), Kitab Kimiya al-Itr Wat-Tasidat ,( liepzeg , 1948 ).

* Groom ( Nigel ) Frankincense and Myrrh : A Study of the Arabian


Incense Trade , ( London, 1981) .

* Al-Hassan (Ahmad. Y.) and Hill (Donald. R.) Islamic Technology,


( Cambridge University Press, Cambridge, 1992 ) .

* Hudud al-Alam : The Region of the world , a Persian geography 372


A.H. - 982 A.D., tr. V. Minorsky ( London, 1937 ) .

* Ivry ( Alfred L. ) Al-Kindi’s Metaphysics : A Translation of Ya’qub ibn


Ishaq al-Kindi Treatise « On First Philosophy « ( State University of
New York , 1974) .

* Tibbetts ( G. R. ) , A Study of the Arabic texts containing material on


South - East Asia ( Leiden, 1979 ) .

146

You might also like