You are on page 1of 24

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫حـكـــم تكـفـير المعــين‬


‫*‬
‫د‪ .‬حسـين جلـيعـب السعيدي‬

‫تاريخ قبول البحث‪9/7/2014 :‬م‬ ‫تاريخ وصول البحث‪22/4/2014 :‬م‬


‫ملخص‬
‫يهدف هذا البحث إلى بيان خطورة التساهل بالحكم بالكفر على المسلم وهو ما اصطلح عليه‬
‫عن د علم اء العقي دة "حكم تكف ير المعين"‪ ،‬في ظ ل تن امي ظ اهرة التكف ير بين أوس اط بعض الحرك ات‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫حيث يظه ر من خالل البحث احتي اط الش رع في إطالق ه ذا الحكم‪ ،‬ووج وب التثبت من ه دون‬
‫غل و أو تس اهل‪ ،‬وبي ان الف رق بين التكف ير الع ام المطل ق ال وارد في النص وص الش رعية وبين تكف ير‬
‫المعين‪ ،‬مع إيضاح شروط التكفير والموانع التي قد تنتفي في حق المعين‪ ،‬مع إبراز اآلثار الخطيرة‬
‫المترتبة على هذا الحكم ‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This research aims at showing the risk of accusing a muslim of infidelity,‬‬
‫"‪according to the terms of the creed's scholars, "Judgment of appointed Infidelity‬‬
‫‪through the rising of this case between some Islamic movements. The Islamic law‬‬
‫‪started this solution, and must commit to it without complacency. State the difference‬‬
‫‪between the general infidelity and the judgment of appointed infidelity, with listing the‬‬
‫‪rules, and stating the dangers and the outcomes.‬‬

‫المقدمـة ‪:‬‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬الحمد هلل الذي أوجب اإليمان على القلوب فقال في محكم تنزيله‪َ  :‬يا‬
‫اس اتَّقُ وا َر َّب ُك ُم الَّ ِذي‬ ‫ُّه ا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ون ‪ ، ‬وق ال‪َ  :‬ي ا َأي َ‬
‫)‪(11‬‬
‫س ِل ُم َ‬ ‫ين آم ُن واْ اتَّقُ وا اللَّ َه ح َّ ِ ِ‬
‫ق تُقَات ه َوالَ تَ ُم وتُ َّن ِإال َوَأنتُم ُّم ْ‬ ‫َ‬
‫َأي َّ ِ‬
‫ُّه ا الذ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ام‬
‫اَألر َح َ‬‫ون ِب ه َو ْ‬ ‫اءلُ َ‬‫س َ‬ ‫س اء َواتَّقُ واْ اللَّ َه الَّذي تَ َ‬
‫يرا َو ِن َ‬ ‫َّ‬
‫ق م ْن َها َز ْو َج َها َو َبث م ْن ُه َما ِر َج ااًل َكث ً‬ ‫س َواح َدة َو َخلَ َ‬ ‫َخلَقَ ُكم ِّمن َّن ْف ٍ‬

‫ص ِل ْح لَ ُك ْم ْ‬ ‫س ِد ً‬
‫آم ُنوا اتَّقُوا اللَّ َه َوقُولُوا قَ ْوال َ‬ ‫ُّها الَّ ِذ َ‬ ‫ان َعلَ ْي ُك ْم َر ِق ً‬ ‫ِإ َّن اللَّ َه َك َ‬
‫)‪(2‬‬
‫َأع َم الَ ُك ْم‬ ‫يدا* ُي ْ‬ ‫ين َ‬ ‫يبا ‪ ،‬وق ال س بحانه‪َ  :‬يا َأي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما)‪ ،(3‬وصلِّ اللهم وب ارك وسلِّم على من بعثت ه رحم ة‬ ‫س ولَ ُه فَقَ ْد فَ َاز فَ ْو ًزا َعظ ً‬‫وب ُك ْم َو َمن ُيط ْع اللَّ َه َو َر ُ‬ ‫َو َي ْغف ْر لَ ُك ْم ُذ ُن َ‬
‫ونورا وهداية للعالمين؛ سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬ ‫ً‬
‫وبعـد ‪:‬‬
‫يعد التكفير من أخطر األحكام وأعظمها؛ وذلك لما يترتب عليه من اآلثار‪ :‬كإباحة دم المسلم وماله‪ ،‬وتطليق‬
‫زوجته‪ ،‬وقطع التوارث بينه وبين أقربائه‪ ،‬فض اًل عن نظرة المسلمين إليه‪ ،‬واحتقارهم إياه؛ لخروجه عن دينه ‪ ،‬وما‬
‫إلى ذلك من أحكام تلحق المرتد‪.‬‬
‫وق د ج اءت األحك ام الش رعية بالتح ذير من التسرُّع في إطالق الكف ر على المس لم‪ ،‬فعن عبد اهلل بن عم ر‬
‫(رضي اهلل عنهما)‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬أيما رجل قال ألخيه‪ :‬يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما»(‪.)4‬‬
‫مسلما بكفر فهو كقتله»(‪.)5‬‬
‫ً‬ ‫رمى‬
‫وجاء عنه ‪ ‬أنه قال‪« :‬ومن َ‬

‫* أستاذ مساعد‪ ،‬رئيس قسم العقيدة والدعوة‪ ،‬كلية الشريعة‪ ،‬جامعة الكويـت‪.‬‬

‫‪423‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫شديدا‪ ،‬فأوجب التثبت‪ ،‬حتى ال‬ ‫ً‬ ‫طا‬‫ولما لم تكن مسألة التكفير باألمر الهين‪ ،‬احتاط الشرع في إطالقها احتيا ً‬
‫آم ُنوا ِإ َذا‬
‫ين َ‬ ‫ُّها الَّ ِذ َ‬
‫يتهم مسلم بكفر‪ ،‬وحتى ال تستباح أموال الناس وأعراضهم بمجرد الظن والهوى‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬يا َأي َ‬
‫ض ا ْلحي ِ‬
‫اة ال ُّد ْن َيا)‪، (6‬‬ ‫س َت ُمْؤ ِم ًن ا تَ ْبتَ ُغ َ‬ ‫يل اللَّ ِه فَتََب َّي ُن وا َوالَ تَقُولُ وا ِل َم ْن َأْلقَى ِإلَ ْي ُك ُم َّ‬
‫س ِب ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َع َر َ َ َ‬ ‫الس الَ َم لَ ْ‬ ‫ض َر ْبتُ ْم في َ‬
‫َ‬
‫فح ذرهم من التس رع في التكف ير‪ ،‬وأم رهم ب التثبت في ح ق من ظه رت من ه عالم ات اإلس الم في م وطن ليس أهل ه‬
‫بمسلمين‪.‬‬

‫خطـة البحث‪:‬‬
‫قسمت هذا البحث إلى مقدمة وثالثة مباحث وخاتمة على النحو التالي‪:‬‬
‫المقدمة‪ :‬ذكرت فيها سبب اختياري للموضوع‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وخطته‪.‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعريف الكفر لغة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خطورة التكفير وآثاره‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حكم تكفير المعين‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬أوردت فيها أبرز النتائج التي توصل إليها البحث‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الكفر لغة واصطال ًحا‬


‫تعـريف الكفـر‪:‬‬
‫افرا لتغطيت ه الحب‪ ،‬ق ال تع الى‪َ  :‬ك َمثَ ِل َغ ْي ٍث ْ‬
‫َأع َج َب ا ْل ُكفَّ َار َن َباتُ ُه)‪،(7‬‬ ‫وسمِّي الفالح ك ً‬
‫لغـة‪ :‬أصل الكفر تغطية الشيء‪ُ ،‬‬
‫كافرا لتغطيته كل شيء‪.‬‬
‫وسمي الليل ً‬
‫(‪)8‬‬
‫والكفر‪ :‬كل شيء غطى شيًئا فقد كفره‪ ،‬ومنه سمي الكافر لأنه يستر نعم اهلل‪.‬‬

‫والكف ر ‪ -‬بالض م والقي اس الفتح ‪ -‬لغ ة‪ :‬الس تر‪ ،‬والكف ر ض د اإليم ان يتع دى بالب اء‪ ،‬نح و‪َ  :‬ف َم ْن َي ْكفُ ْر‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ِبالطا ُغوت َو ُيْؤ ِمن ِباللّه ‪[‬البقرة‪ ، ]256:‬وضد الشكر يتعدى بنفسه‪ ،‬يقال‪ :‬كفره ً‬
‫(‪)9‬‬
‫كفرانا‪ ،‬ويقال‪ :‬كفر المنعم‬ ‫ً‬ ‫كفورا؛ أي‬
‫والنعمة‪ ،‬وال يقال‪ :‬كفر بالمنعم والنعمة(‪.)10‬‬
‫يقول ابن الجوزي(‪« :)11‬ذكر أهل التفسير أن الكفر في القرآن على خمسة أوجه‪:‬‬

‫ُيْؤ ِم ُن َ‬ ‫اء َعلَ ْي ِه ْم َأَأن َذ ْرتَ ُه ْم َْأم لَ ْم تُن ِذ ْر ُه ْم الَ‬ ‫أحدها‪ :‬الكفر بالتوحيد‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ِ :‬إ َّن الَّ ِذ َ‬
‫(‬
‫ون‪[‬البق رة‪]6:‬‬ ‫س َو ٌ‬
‫ين َكفَ ُرواْ َ‬
‫‪.)12‬‬
‫الثاني‪ :‬كفران النعمة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬واشكروا لي وال تكفرون)‪. (13‬‬
‫ض)‪ (14‬؛ أي يتبرأ بعضكم من بعض‪.‬‬ ‫ام ِة َي ْكفُُر َب ْع ُ‬
‫ض ُك ْم ِب َب ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫والثالث‪ :‬التبرؤ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ :‬ثُ َّم َي ْو َم ا ْلق َي َ‬
‫اءهم َّما َعَرفُواْ َكفَ ُرواْ ِب ِه ‪[ ‬البقرة‪.)15(]89 :‬‬ ‫والرابع‪ :‬الجحود‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ  :‬فلَ َّما َج ُ‬
‫(‪)17‬‬
‫َأع َج َب ا ْل ُكفَّ َار َن َباتُ ُه‪[ ‬الحديد‪ ]20‬؛ يريد ُّ‬
‫الزَّراع الذين يغطون الحب» ‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫والخامس‪ :‬التغطية‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ْ  :‬‬

‫‪424‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫تعريف الكفر اصطالحًا‪:‬‬


‫يق ول ابن تيمي ة‪" :‬الكف ر‪ :‬ع دم الإيم ان‪ ،‬باتف اق المس لمين‪ ،‬س واء اعتق د نقيض ه وتكلم ب ه‪ ،‬أو لم يعتق د ش يًئا ولم‬
‫يتكلم"(‪ ،)18‬ويقول في موضع آخر في مجموع الفتاوى‪" :‬الكفر عدم الإيمان باهلل ورسوله‪ ،‬سواء كان معه تك ذيب أو لم‬
‫تباعا لبعض األهواء الصارفة عن اتب اع‬
‫كبرا أو ا ً‬
‫حسدا أو ً‬
‫يكن معه تكذيب‪ ،‬بل شك وريب‪ ،‬أو إعراض عن هذا كله ً‬
‫الرسالة"(‪.)19‬‬
‫(‪)20‬‬
‫الكفر بقوله‪« :‬وهو في الدين‪ :‬صفة من جحد شيًئا مما افترض اهلل تعالى اإليمان به بعد‬ ‫ويعرف ابن حزم‬
‫مع ا‪ ،‬أو عمل عماًل جاء النص بأنه‬
‫قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه‪ ،‬أو بلسانه دون قلبه‪ ،‬أو بهما ً‬
‫مخرج له بذلك عن اسم اإليمان»(‪.)21‬‬

‫ويقول السبكي(‪:)22‬‬
‫حكم الشارع بأنه كفر‪،‬‬
‫"التكفير حكم شرعي سببه جحد الربوبية‪ ،‬أو الوحدانية‪ ،‬أو الرسالة‪ ،‬أو قولٌ أو فعلٌ َ‬
‫جحدا"(‪.)23‬‬
‫وإ ن لم يكن ً‬

‫ويقول ابن القيم في بيان معنى الكفر‪:‬‬


‫(‪)24‬‬
‫ما علم أن الرسول جاء به‪ ،‬سواء كان من المسائل التي تسمونها علمية أو عملية‪ ،‬فمن جحد‬ ‫"الكفر جحد‬
‫ما جاء به الرسول ‪ ‬بعد معرفته بأنه جاء به؛ فهو كافر في دقِّ الدين وجلِّه"(‪.)25‬‬
‫من خالل النصوص السابقة ندرك معنى الكفر الذي ال يجامع االيمان بأنه اعتقادات وأقوال وأفعال حكم الشارع بأنها‬
‫تناقض الإيمان‪.‬‬
‫وق د ورد عن س لف ه ذه الأم ة تقس يم الكف ر إلى م ا يخ رج عن المل ة‪ ،‬وإلى ما ال يخ رج؛ ك ابن عب اس‪،‬‬
‫وغيرهم(‪.)28‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫وطاووس(‪ ،)26‬وعطاء‬
‫وأحيان ا‬
‫ً‬ ‫أحيان ا الكفر المخرج من الملة‪،‬‬
‫ً‬ ‫رادا بها‬
‫والمتتبع للنصوص الواردة فيها كلمة الكفر يجد أنها ترد مُ ً‬
‫عبا‪ ،‬وكل شعبة من شعب الإيمان تسمى‬ ‫عبا كما أن للإيمان شُ ً‬
‫يراد بها الكفر غير المخرج من الملة؛ ذلك لأن للكفر شُ ً‬
‫(‪)29‬‬
‫يما َن ُك ْم‪[‬البق رة‪ . ]143:‬وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة‬ ‫ان اللّ ُه ِلي ِ‬
‫ض َ ِإ‬
‫يع َ‬ ‫ُ‬ ‫إيمانا‪ ،‬قال تعالى‪َ  :‬و َما َك َ‬
‫ً‬
‫عظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫الشهادة‪ ،‬ومنها ما ال يزول بزوالها؛ كترك إماطة الأذى عن الطريق‪ ،‬وبينهما شعب متفاوتة تفاوتًا‬
‫وك ذلك الكف ر ذو أص ول وش عب متفاوتة؛ منه ا م ا ت وجب الكف ر‪ ،‬ومنه ا م ا هي من خص ال الكفار وال ت وجب‬
‫الكفر لمرتكبها‪.‬‬

‫يقول الإمام أبو عبيد القاسم بن سالم(‪:)30‬‬


‫"وأما اآلثار المرويات بذكر الكفر والشرك ووجوبهما بالمعاصي؛ فإن معناها عندنا ليست تثبت على أهلها‬
‫(‬
‫كفرا وال شر ًكا يزيالن الإيمان عن صاحبه‪ ،‬وإ نما وجوهها أنها من الأخالق والسنن التي عليها الكفار والمشركون"‬
‫ً‬
‫‪.)31‬‬

‫‪425‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وبتتبع كلمة الكفر الواردة في النصوص الشرعية نجد أن الكفر كفران ‪:‬‬
‫(‪)32‬‬
‫كفر أكبر‪ :‬وهو الموجب للخلود في النار‪ ،‬وكفر أصغر‪ :‬وهو الموجب الستحقاق الوعيد دون الخلود ‪.‬‬
‫وسوف أذكرهما بشيء من التفصيل مع التوسع فيما يتعلق بالكفر الأصغر لمسيس الحاجة لتوضيحه‪.‬‬

‫أواًل ‪ :‬الكفر األكبر‪:‬‬


‫آم َن َو ِم ْن ُهم َّمن‬ ‫ِ‬
‫وهو الموجب للخلود في النار‪ ،‬ويأتي في النصوص مقاباًل للإيمان‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فَم ْن ُهم َّم ْن َ‬
‫يم ِان ِه ْم‪[ ‬آل عمران‪.)34( ]86‬‬‫ِإ‬ ‫َكفَر‪[‬البقرة‪ ،)33( ]253 :‬وقال تعالى‪َ  :‬ك ْي َ ِ‬
‫ف َي ْهدي اللّ ُه قَ ْوماً َكفَ ُرواْ َب ْع َد َ‬ ‫َ‬
‫وهذا الكفر خمسة أنواع‪ :‬كفر تكذيب‪ ،‬وكفر استكبار وإ باء مع التصديق‪ ،‬وكفر إعراض‪ ،‬وكفر شك‪ ،‬وكفر‬
‫(‪)35‬‬
‫نفاق‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الكفر الأصغر‪:‬‬
‫وه و الم وجب الس تحقاق الوعي د دون الخل ود‪ ،‬ويتن اول جمي ع المعاصي؛ لأنه ا من خص ال الكف ر‪ ،‬فكم ا أن‬
‫كفرا‪ ،‬ولأنها ضد الشكر الذي هو العمل بالطاعة(‪.)36‬‬ ‫إيمانا‪ ،‬فكذلك المعاصي تسمى ً‬ ‫الطاعات تسمى ً‬
‫شِ‬
‫اكراً َوِإ َّما َكفُوراً‪[ ‬اإلنسان‪ ،)37(]3:‬وقال تعالى‪( :‬فمن شكر فإنما يشكر لنفسه‬ ‫يل ِإ َّما َ‬ ‫قال تعالى‪ِ :‬إ َّنا َه َد ْي َناهُ َّ‬
‫الس ِب َ‬
‫ومن كفر فإن ربي غني كريم) (‪.)38‬‬

‫نصوص ورد فيها لفظ الكفر مرادًا به المعصية ‪:‬‬


‫‪ -1‬عن عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬أن النبي ‪ ‬قال‪( :‬سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) (‪.)39‬‬
‫رادا به الكفر المخرج عن الملة‪ ،‬بدليل قوله تع الى‪( :‬وإ ن طائفتان من المؤم نين اقتتلوا) (‪،)40‬‬
‫الكفر هنا ليس م ً‬
‫قال الإمام البخاري‪" :‬فسماهم مؤمنين"(‪.)41‬‬
‫ق ال ابن حج ر‪" :‬اس تدل المؤل ف على أن الم ؤمن إذا ارتكب معص ية ال يكفر؛ لأن اهلل تع الى أبقى علي ه اس م‬
‫المؤمن فقال‪( :‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) (‪ ،)42‬ثم قال‪( :‬إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) (‪،)43‬‬
‫يضا بقوله ‪( :‬إذا التقى المسلمان بسيفيهما) (‪ ،)44‬فسماهما مسلمين مع التوعد بالنار"(‪.)45‬‬
‫كما استدل أ ً‬
‫وقال ابن حجر في شرح حديث‪" :‬سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"(‪" :)46‬لم يُ رد حقيقة الكفر التي هي الخروج‬
‫عن الملة‪ ،‬بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير"(‪.)47‬‬
‫‪ -2‬عن ابن عباس‪ ‬قال‪ :‬قال النبي‪( :‬أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن‪ ،‬قي ل‪ :‬أيكفرن باهلل؟ قال‪ :‬يكفرن‬
‫خيرا قط"(‪.)48‬‬
‫العشير‪ ،‬ويكفرن الإحسان‪ ،‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيًئا قالت‪ :‬ما رأيت منك ً‬
‫وهذا الحديث فيه التصريح بأن لفظ الكفر يطلق على ما دون الكفر باهلل المخرج عن الملة؛ ولذلك بوب عليه‬
‫الإمام البخاري بقوله‪" :‬باب كفران العشير‪ ،‬وكفر دون كفر"(‪.)49‬‬
‫(‪)50‬‬
‫كفرا‪ ،‬لكن‬
‫قال ابن العربي ‪" :‬مراد المصنف أن يبين أن الطاعات كما تسمى إيمانًا‪ ،‬كذلك المعاصي تسمى ً‬
‫حيث يطلق عليها الكفر ال يراد الكفر المخرج عن الملة"(‪.)51‬‬
‫وذكر ابن حجر أن من فوائد هذا الحديث‪" :‬جواز إطالق الكفر على ما ال يخرج من الملة ‪.)52( "...‬‬

‫‪426‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خطورة التكفير وآثاره‬


‫مسألة التكفير وما يترتب عليه من آثار خطيرة من المسائل التي تناولت اهتمام العلماء من السلف والخلف‪ ،‬وما‬
‫ذلك إال لعظم هذه المسألة وأهميتها من مسائل االعتقاد‪.‬‬
‫لمعيَّن إلى من ُوصم بالجهل والطيش‪ ،‬شأنه في ذلك شأن من سلفه من الخوارج‬
‫وال يتساهل في إصدار التكفير ُ‬
‫ال ذين هم أول من تس اهل في الحكم ب الكفر على المعين من أهل اإلس الم‪ ،‬حيث وص فهم الن بي ‪ ‬بص فات الجهل والطيش؛‬
‫(‬
‫كقوله ‪" :‬سفهاء الأحالم"‪" ،‬أحداث الأسنان"‪" ،‬ال يجاوز إيمانهم حناجرهم"(‪" ،)53‬يقتلون أهل اإلسالم ويدعون أهل األوثان"‬
‫‪ ،)54‬ونحو ذلك من الصفات التي تدل على قلة علمهم في الشرع وطيشهم وتسرعهم‪.‬‬
‫كفر وال يفسق‬
‫والتكفير من األحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة‪ ،‬فيجب التثبت فيه غاية التثبت‪ ،‬فال ُي َّ‬
‫إال من دلت النصوص الشرعية على كفره أو فسقه‪ ،‬ومتي ما توافرت شروطه وانتفت موانعه‪.‬‬
‫وقد دلت األدلة الكث يرة من الكت اب والس نة على ال ترهيب والتح ذير من التس اهل في إطالق لفظة الكفر على من‬
‫ال يستحقها من غير بينة وبرهان‪.‬‬
‫س َت ُمْؤ ِم ًنا‬
‫الم لَ ْ‬ ‫يل اللَّ ِه َفتََب َّي ُن وا َوالَ تَقُولُ وا ِل َم ْن َأْلقَى ِإلَ ْي ُك ُم َّ‬
‫الس َ‬
‫س ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫آم ُن وا ِإ َذا َ‬
‫ض َر ْبتُ ْم في َ‬ ‫ين َ‬ ‫ُّها الَّ ِذ َ‬‫ق ال تع الى‪َ  :‬يا َأي َ‬
‫ون‬ ‫يرةٌ َك َذِل َك ُكنتُم ِّمن َق ْب ُل َف َم َّن اللَّ ُه َعلَ ْي ُك ْم فَتََب َّي ُن وا ِإ َّن اللَّ َه َك َ‬
‫ان ِب َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح َي اة ال ُّد ْن َيا َفعن َد الله َم َغ ان ُم َكث َ‬
‫ض َ‬ ‫ون َع َر َ‬
‫تَْبتَ ُغ َ‬
‫يرا)‪.(55‬‬
‫َخ ِب ً‬
‫فقد أمر اهلل جل وعال ب التبيُّن فق ال‪( :‬فتبينوا)؛ أي فت أنَّوا في قتل من أشكل عليكم أم ره فلم تعلم وا حقيقة إس المه‬
‫حربا لكم وهلل‬
‫يقينا ً‬
‫وال كف ره‪ ،‬وال تعجل وا فتقتل وا من التبس عليكم أم ره‪ ،‬وال تق دموا على قتل أحد إال من علمتم وه ً‬
‫(‪)56‬‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫ق ال الحافظ ابن حجر في الفتح‪" :‬وفي اآلية دليل على أن من أظهر ش يًئا من عالم ات اإلس الم لم يحل دمه ح تي‬
‫(‪)57‬‬
‫تختبر أمره؛ ألن السالم تحية المسلمين‪ ،‬وكانت تحيتهم في الجاهلية بخالف ذلك‪ ،‬فكانت هذه عالمة"‪.‬‬
‫عن ابن عمر‪ ،‬عن النبي ‪ ‬أنه قال‪( :‬إذا قال الرجل ألخيه‪ :‬يا كافر فقد باء بها أحدهما) (‪ ،)58‬وعنه أيضًا قال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ‪( :‬أيما رجل كفر رجاًل فأحدهما كافر) (‪.)59‬‬
‫أيضا قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪( : ‬إذا قال الرجل لصاحبه‪ :‬يا كافر؛ فإنما تجب على أحدهما‪ ،‬فإن كان الذي‬
‫وعنه ً‬
‫قيل له كافرًا فهو كافر‪ ،‬وإ ال رجع إليه ما قال) (‪.)60‬‬
‫قال النووي في شرحه لمسلم‪" :‬معناه فقد رجع عليه تكفيره‪ ،‬فليس الراجع حقيقة الكفر‪ ،‬بل التكفير؛ لكونه جعل‬
‫افرا‪ ،‬فكأنه كفر نفسه‪ :‬إما ألنه كفر من مثل ه‪ ،‬وإ ما ألنه كفر من ال يكف ره إال ك افر يعتقد بطالن دين‬
‫أخ اه الم ؤمن ك ً‬
‫اإلسالم"(‪.)61‬‬
‫وعن أبي ذر‪ ‬أنه س مع رس ول اهلل ‪ ‬يق ول‪ ..." :‬من دعا رجاًل ب الكفر أو ق ال‪ :‬ع دو اهلل وليس ك ذلك إال ح ار‬
‫عليه"(‪.)62‬‬
‫ق ال ابن دقيق العبد(‪" :)63‬وه ذا وعيد عظيم لمن كفر أح ًدا من المس لمين‪ ،‬وليس هو ك ذلك‪ ،‬وهي ورطة عظيمة‬
‫بعضا"(‪.)64‬‬
‫ً‬ ‫وقع فيها خلق من العلماء اختلفوا في العقائد‪ ،‬وحكموا بكفر بعضهم‬
‫فهذه األحاديث وأمثالها فيها التحذير من الانزالق في التكفير بال تثبت وال علم‪ ،‬فالتكفير حكم شرعي‪ ،‬مضبوط‬
‫بضوابط معلومة من نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬فال يصار إليها بمجرد الهوى والجهل؛ فإن "من ادعى دعوى وأطلق فيها‬

‫‪427‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مخالف ا لجميع أهل العلم‪ ،‬ثم مع مخ الفتهم يريد أن يكفر ويض لل من لم يوافقه عليها؛ فه ذا من أعظم ما يفعله‬
‫ً‬ ‫عن ان الجهل‬
‫كل جهول"(‪.)65‬‬
‫وألن أصل اإليم ان والكفر محله القلب‪ ،‬وال يطلع على ما في القل وب إال اهلل‪ ،‬يق ول تع الى‪َ  :‬من َكفَ َر ِباللَّ ِه ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َولَ ِكن َّمن َ‬ ‫ِئ‬ ‫َب ْع ِد ِإ ِ ِ ِإ َّ‬
‫يم‪(6‬‬‫اب َعظ ٌ‬ ‫ب ِّم َن اللَّه َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ضٌ‬ ‫ش َر َح ِبا ْل ُك ْف ِر َ‬
‫ص ْد ًرا فَ َعلَ ْي ِه ْم َغ َ‬ ‫يمانه ال َم ْن ُأ ْك ِرهَ َو َق ْل ُب ُه ُم ْط َم ٌّن ِباِإل َ‬
‫يم ِ‬ ‫َ‬
‫)‪.6‬‬
‫(‪)67‬‬
‫بن زيد (رضي اهلل عنهم ا) ق ال‪ :‬بعثنا رس ول اهلل ‪ ‬في سراة فص بحنا الحرق ات من جهينة‪،‬‬ ‫فعن أس امة‬
‫رجال فق ال‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬فطعنته‪ ،‬فوقع في نفسي من ذلك‪ ،‬فذكرته للنبي ‪ :‬فق ال رس ول اهلل ‪" :‬أق ال ال إله إال‬
‫ً‬ ‫ف أدركت‬
‫اهلل وقتلت ه؟" ق ال‪ :‬قلت‪ :‬يا رس ول اهلل‪ ،‬إنما قالها خوفً ا من الس الح‪ ،‬ق ال‪" :‬أفال ش ققت عن قلبه ح تى تعلم أقالها أم ال؟" فما‬
‫زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ"(‪.)68‬‬
‫فاألصل في دم اء المس لمين وأم والهم وأعراض هم الحرمة من بعض هم على بعض‪ ،‬وال تحل إال ب إذن الش ارع‪،‬‬
‫(‬
‫قال‪ ‬في حجة الوداع‪" :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا"‬
‫‪ ،)69‬وقال‪" : ‬كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"(‪.)70‬‬
‫(‪)71‬‬
‫في‬ ‫وعاصيا عده العلماء من البغي‪ ،‬فهذا اإلمام أبو داود السجستاني‬
‫ً‬ ‫ولعظم جرم تكفير المسلم ولو كان مذنبًا‬
‫بابا أس ماه‪ :‬ب اب النهي عن البغي‪ ،‬وأورد فيه نصوصًا تؤكد التح ذير من الحكم على معين‬
‫بوب ً‬
‫س ننه في كت اب اإليم ان َّ‬
‫(‪)73‬‬
‫بغ ير وجه حق ب الكفر‪ ،‬أو أن اهلل ال يغفر ل ه‪ ،‬أو يخل ده في الن ار‪ ،‬وإ ذن ذلك من البغي والظلم(‪ ،)72‬ق ال ابن أبي العز‬
‫الحنفي‪" :‬إنه لمن أعظم البغي أن يش هد على معين أن اهلل ال يغفر له وال يرحمه بل يخل ده في الن ار؛ ف إن ه ذا حكم الك افر‬
‫بعد الموت"(‪.)74‬‬
‫ومما يوضح خطورة التكفير والبغي الواقع على من ال يستحق ذلك‪ :‬العلم باآلثار الخطيرة المترتبة على تكفير‬
‫المعين‪ ،‬فمن تلك اآلثار‪:‬‬
‫‪ -1‬وجوب التفريق بينه وبين زوجته؛ فالمسلمة ال تحل للكافر‪ ،‬ويحرم بقاؤها ‪ -‬وكذلك أوالدها ‪ -‬تحت سلطانه‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب رفع أمره للحاكم الشرعي وتطبيق حد الردة عليه بعد إقامة الحجة عليه واالستتابة‪.‬‬
‫صلى عليه‪ ،‬وال ُيدفن في مقابر المسلمين‪ ،‬وال يُورث‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا مات ال تجري عليه أحكام المسلمين؛ فال يغسل‪ ،‬وال يُ َّ‬
‫(‪)75‬‬
‫‪ -4‬إذا مات على الكفر وجبت عليه لعنة اهلل والخلود األبدي في النار‪.‬‬
‫ولما كانت تلك هي آثار التكفير المترتبة على من أطلقت عليه لفظة الكفر‪ ،‬احتاط السلف إلطالق هذا الحكم الخطير‬
‫على المعين؛ فالبد من توافر الشروط وانتفاء الموانع‪ .‬وهذا ما سيتضح معنا في المبحث القادم‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حكم تكفير المعين‬


‫قبل البدء في عرض رأي السلف في حكم تكفير المعين‪ ،‬البد من الإشارة إلى آراء مخالفيهم من الفرق في‬
‫والمعتزلة(‪.)77‬‬ ‫(‪)76‬‬
‫هذه المسألة؛ وهم‪ :‬الخوارج‬
‫رأي الفرق في مسألة التكفير ‪ -‬وهذه الآراء سبق اإلشارة إليها عند الحديث عن مرتكب الكبيرة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الخوارج‪ :‬ذهبوا إلى تكفير مرتكب الكبيرة‪ ،‬واستدلوا بالنصوص الواردة في تكفير العصاة‪،‬غير أن ما ذهب إليه‬
‫(‪)78‬‬
‫من الخوارج لم يوافقوا على إطالق اسم الكفر على كل ذنب‪ ،‬بل‬ ‫الخوارج ليس قول جميع فرقهم؛ إذ إن النجدات‬
‫كافرا كفر نعمة ال كفر شرك‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إنه كافر كفر نعمة ال كفر شرك‪ ،‬ووافقهم على ذلك اإلباضية في كونه ً‬

‫‪428‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫(‪)79‬‬
‫يقول ون‪ :‬بأن ه تح ل موارثت ه ومناكحت ه‬ ‫إال أن النج دات ي رون اس تحالل دم ه ومال ه وعرضه‪ ،‬واإلباض ية‬
‫كافرا على اإلطالق‪.‬‬‫مؤمنا على اإلطالق وال ً‬‫ً‬ ‫وأكل ذبيحته‪ ،‬وأنه ليس‬
‫أم ا الصفرية(‪ )80‬منهم‪ ،‬ف يرون أن ال ذنوب ال تي فيه ا ح د مق رر ال يتج اوز بمرتكبه ا م ا س ماه اهلل ب ه من أن ه‬
‫سارق أو قاذف‪ ،‬كما أنهم ال يبيحون قتل نساء مخالفيهم وال أطفالهم‪ ،‬وكل ذنب ليس فيه حد مقرر في الشريعة مثل‬
‫مؤمنا(‪.)81‬‬
‫ً‬ ‫جميعا‬
‫ً‬ ‫اإلعراض عن الصالة فمرتكبه كافر‪ ،‬وال يسمون مرتكب واحد من هذين النوعين‬
‫المعتزل ة‪ :‬ذهب وا إلى رأي مخ الف للجمي ع في ه ذه المس ألة‪ ،‬فالعاص ي عن دهم ممن ارتكب كب يرة تس توجب‬
‫العق اب في ال دنيا والآخ رة‪ ،‬ال م ؤمن وال ك افر‪ ،‬ب ل ل ه اس م بين االس مين‪ ،‬وحكم بين الحكمين‪ ،‬فال يك ون اس مه اس م‬
‫الكافر‪ ،‬وال اسمه اسم المؤمن‪ ،‬وإ نما يسمى فاسقًا‪.‬‬
‫وك ذلك ال يك ون ل ه حكم الك افر‪ ،‬وال حكم الم ؤمن‪ ،‬ب ل يف رد ل ه حكم ث الث ه و م ا يس مى‪« :‬بالمنزل ة بين‬
‫المنزلتين»‪ ،‬ويعامل في الدنيا معاملة المسلمين؛ فتجوز مناكحته وموارثته ودفنه في مقابر المسلمين‪ ،‬أما حكمه في‬
‫الآخرة‪ ،‬فهو الخلود في النار؛ ألن من دخل النار ال يخرج منها‪ ،‬والمؤمن ال يدخل النار(‪.)82‬‬
‫وينبغي قب ل الب دء في ع رض رأي الس لف في حكم تكف ير المعين اإلش ارة إلى مس ألة التفريق بين التكف ير‬
‫المطلق وتكفير المعين؛ لما لذلك من أهمية في معرفة األحكام المترتبة على كل نوع منهما‪:‬‬
‫فالتكفير المطلق هو‪ :‬الحكم بالكفر على القول أو الفعل أو االعتقاد الذي ينافي أصل اإلسالم ويناقضه‪ ،‬وعلى فاعله‬
‫على سبيل اإلطالق دون تحديد أحد بعينه‪.‬‬
‫أما تكفير المعين فهو الحكم على المعين بالكفر إلتيانه أمرًا يناقض اإلسالم بعد استيفاء شروط التكفير فيه‪،‬‬
‫وانتفاء موانعه‪.‬‬
‫أحدا من‬
‫وبهذا فرق السلف بين التكفير المطلق وتكفير المعين‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم‪« :‬وليس ألحد أن يكفر ً‬
‫المس لمين‪ ،‬وإ ن أخط أ وغل ط‪ ،‬ح تى تق ام علي ه الحج ة‪ ،‬وت بين ل ه المحج ة‪ ،‬ومن ثبت إس المه بيقين لم ي زل ذل ك عن ه‬
‫بالشك‪ ،‬بل ال يزال إال بعد قيام الحجة وإ ثبات الشبهة»(‪.)83‬‬
‫ثم يق ول‪« :‬إن التكف ير ل ه ش روط وموان ع ق د تنتفي في ح ق المعين‪ ،‬وإ ن التكف ير المطل ق ال يس تلزم تكف ير‬
‫المعين‪ ،‬إال إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع‪ُ ،‬يبين هذا أن اإلمام أحمد وعامة األئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم‬
‫يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكالم بعينه»(‪.)84‬‬
‫(‪)85‬‬
‫من الحلولية والنفاة ‪ -‬الذين نفوا أن اهلل تعالى فوق العرش ‪ -‬لما‬ ‫أيضا‪« :‬ولهذا كنت أقول للجهمية‬
‫وقال ً‬
‫(‪)86‬‬
‫كافرا؛ ألني أعلم أن قولكم كفر‪ ،‬وأنتم عندي ال تكفرون ألنكم جهال» ‪.‬‬
‫وقعت محنتهم‪ :‬أنا لو وافقتكم كنت ً‬
‫وبهذا يتضح أن التكفير العام المطلق يجب القول بعمومه وإ طالقه؛ ألنه حكم شرعي أطلقه الشرع على هذه‬
‫األحوال فيجب القول بما قاله الشارع‪.‬‬
‫وفي هذا يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية بعد أن ذكر أن أصل ضالل المنافقين الزنادقة هو اإلعراض عما جاء‬
‫به الرسول ‪ ‬من الكتاب والسنة‪« :‬فهذا الكالم يمهد ألصلين عظيمين‪:‬‬
‫أح دهما‪ :‬أن العلم واإليم ان واله دى فيم ا ج اء ب ه الرس ول ‪ ،‬وأن خالف ذل ك كف ر على اإلطالق‪ ،‬فنفي‬
‫الصفات كفر‪ ،‬والتكذيب بأن اهلل يُرى في الآخرة‪ ،‬أو أنه على العرش‪ ،‬أو أن القرآن كالمه‪ ،‬أو أنه كلم موسى‪ ،‬أو أنه‬
‫اتخذ إبراهيم خلياًل كفر‪ ،‬وكذلك ما كان في معنى ذلك‪ .‬وهذا معنى كالم أئمة السنة وأهل الحديث‪.‬‬
‫واألصل الثاني‪ :‬أن التكفير العام كالوعيد العام يجب القول بإطالقه وعمومه»(‪.)87‬‬

‫‪429‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أم ا الحكم على المعين بأن ه ك افر‪ ،‬فه ذا يق ف على ال دليل المعين‪ ،‬ف إن الحكم يتوق ف على ثب وت ش روطه‬
‫وانتفاء موانعه؛ فالكفر من الوعيد الذي يطلق القول به‪ ،‬ولكن ال يحكم على المعين بدخوله في ذلك المطلق حتى يقوم‬
‫فيه المقتضى الذي ال معارض له‪.‬‬
‫وبه ذا التفري ق بين التكف ير المطل ق لتكف ير المعين يظه ر خط أ من غال في ه ذه المس ألة ف ادَّعى تكف ير المعين‬
‫بإطالق دون النظر إلى الشروط والموانع‪ ،‬وبين من امتنع عن تكفير المعين بإطالقه فأغلق باب الردة‪.‬‬

‫شـروط تكفير المعـين ‪:‬‬


‫الحالة األولى‪ :‬أن يقصد المعين بكالمه المعنى المكفر‪.‬‬
‫لزام ا معرفة قصد‬
‫وردَّته‪ ،‬كان ً‬‫التيقن من كُفره ِ‬
‫تحرى في إطالقه على المعين ُّ‬ ‫حكم ا شرعيًّا يُ َّ‬
‫لما كان التكفير ً‬
‫المعين‪ ،‬والتزام ه ب المعنى الكف ري‪ ،‬أو ع دم التزامه؛ وذل ك ألن بعض األلف اظ تك ون متش عبة المع اني‪ ،‬فربم ا‬
‫أمورا مكفرة لم يقصدها ولم يلتزمها‪.‬‬
‫لفظ معنًى غير المعنى الكفري‪ ،‬أو قال قواًل يستلزم ً‬
‫قصد المعين من ٍ‬
‫ومثاله‪ :‬ما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬كان رجل ُيسرف على نفسه‪ ،‬فلما حضره الموت‬
‫عذابا ما‬
‫قال لبنيه‪ :‬إذا أنا مت فأحرقوني‪ ،‬ثم اطحنوني‪ ،‬ثم ذروني في الريح؛ فواهلل لئن قدر اهلل على ليعذبني ً‬
‫أحدا‪ .‬فلما مات‪ ،‬فُعل به ذلك‪ ،‬فأمر اهلل األرض فقال‪ :‬اجمعي ما فيك منه‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فإذا هو قائم‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫عذبه ً‬
‫ما حملك على ما صنعت؟ قال‪ :‬يا رب‪ ،‬خشيتك! فغفر له»(‪.)88‬‬
‫الحال ة الثانية‪ :‬ومن األح وال ال تي ت رد على قص د المعين أن يك ون القص د مكف ًرا دون أن ي دل علي ه العم ل الظ اهر‪،‬‬
‫ومثال ه أعم ال المن افقين ال تي هي في الظ اهر طاع ات‪ ،‬م ع أنهم كف ار حقيق ة لع دم إخالص هم هلل تع الى‪ ،‬ق ال‬
‫اآلخ ِر َو َما ُه ْم ِب ُمْؤ ِم ِن َ‬
‫ين)‪ ، (89‬وإ ن ك انوا في الظ اهر تُج رى‬ ‫اس م ْن يقُو ُل آم َّنا ِباللَّ ِه و ِبا ْليوِم ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ َ َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬و ِم َن َّ‬
‫عليهم أحكام اإلسالم بما كانوا يُظهرون من اإليمان‪.‬‬
‫وسبُ رسوله ‪ ‬ونحوهما؛ ألن‬
‫ّ‬ ‫سب اهلل تعالى‪،‬‬
‫قاطع ا بكفر الباطن‪ ،‬ومثال ه ُّ‬
‫ً‬ ‫والحالة الثالثة‪ :‬أن يكون العم ل الظاهر‬
‫هذا السب في نفس األمر كفر بذاته‪ ،‬وال يقع من مؤمن باهلل تعالى ورسوله‪.‬‬
‫سبَ رسوله ُكفر ظاهر وباطن‪ ،‬سواء كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم‬ ‫سب اهلل أو ّ‬
‫يقول شيخ اإلسالم‪« :‬إن َّ‬
‫أو كان ذاهاًل عن اعتقاده‪ .‬هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن اإليمان قول وعمل»(‪.)90‬‬
‫رددا‬
‫والحال ة الرابعة‪ :‬حيث ي أتي المعين بق ول مجم ل‪ ،‬أو فع ل ُمش كل يحص ل ال تردد في قص ده وم راده‪ ،‬مم ا يوق ع ت ً‬
‫وتوقفً ا واختالفً ا بين العلماء في تكفيره‪ ،‬ومثاله‪ :‬م ا أورده القاضي عياض(‪ )91‬حيث قال‪« :‬وقد اختلف أئمتنا‬
‫في رجل أغضبه غريمه فقال له‪ِّ :‬‬
‫صل على النبي ‪ ،‬فقال له الطالب‪ :‬ال صلى اهلل على من صلى عليه‪ ،‬فقيل‬
‫لسحنون(‪ :)92‬هل هو كمن شتم النبي ‪ ،‬أو شتم المالئكة الذين يصلون عليه؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬إذا كان على ما وصفت‬
‫مضمرا الشتم»(‪.)93‬‬
‫ً‬ ‫من الغضب؛ ألنه لم يكن‬
‫‪2‬ـ قيام الحجة‪:‬‬
‫أرس ل اهلل الرس ل عليهم الس الم مبش رين ومن ذرين‪ ،‬وأق ام س بحانه للن اس أس باب الهداي ة‪ ،‬ومن تم ام حكمت ه‬
‫أحدا إال بعد قي ام الحج ة عليه‪ .‬وه ذه الحج ة تق وم على المعين إما بإرس ال الرسل؛ لقوله تع الى‪:‬‬ ‫وعدل ه أنه ال يعذب ً‬
‫س ِل‪[‬النس اء‪ ،)94(]165:‬أو عن طري ق بل وغ ال دعوة‬ ‫اس َعلَى اللّ ِه ُح َّج ٌة َب ْع َد ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫ون ِل َّلن ِ‬
‫ين ِلَئالَّ َي ُك َ‬
‫ين َو ُمن ِذ ِر َ‬
‫ش ِر َ‬
‫سالً ُّم َب ِّ‬
‫‪ُّ‬ر ُ‬

‫‪430‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫إلي ه بأخب ار الن بي ‪ ‬والس ماع عنه؛ لقوله ‪« :‬وال ذي نفس محم د بي ده‪ ،‬ال يس مع بي أح د من ه ذه األم ة يه ودي وال‬
‫نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إال كان من أصحاب النار»(‪.)95‬‬
‫يقول شيخ اإلسالم‪« :‬والذي عليه السلف واألئمة أن اهلل تعالى ال يعذب إال من بلغته الرسالة‪ ،‬وال يعذب إال‬
‫من خ الف الرس ل كم ا دل علي ه الكت اب والس نة‪ ،‬ومن لم تقم علي ه الحج ة في ال دنيا بالرس الة؛ كاألطف ال‪ ،‬والمج انين‪،‬‬
‫وأه ل الف ترات‪ ،‬فه ؤالء فيهم أق والٌ أظهره ا م ا ج اءت ب ه اآلث ار أنهم يُمتحن ون ي وم القيام ة‪ ،‬فيبعث إليهم من ي أمرهم‬
‫بطاعته‪ ،‬فإن أطاعوه استحقوا الثواب‪ ،‬وإ ن عصوه استحقوا العذاب»(‪.)96‬‬
‫فمن بلغت ه ال دعوة فق د ق امت علي ه الحج ة كم ا ق ال ش يخ اإلس الم‪« :‬حكم الوعي د على الكف ر ال يثبت في ح ق‬
‫الشخص المعين حتى تقوم عليه حجة اهلل التي بعث بها رسوله )‪.»(97‬‬
‫وقيام الحجة يختلف باختالف األحوال واألزمان واألشخاص كما قال ابن القيم(‪« :)98‬إن قيام الحجة يختلف‬
‫باختالف األزمنة واألمكنة واألشخاص؛ فقد تقوم حجة اهلل على الكفار في زمان دون زمان‪ ،‬وفي بقعة وناحية دون‬
‫أخرى‪ ،‬كما أنها تقوم على شخص دون آخر؛ إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون‪ ،‬وإ ما لعدم فهمه كالذي ال‬
‫يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له»(‪.)99‬‬
‫تاما حتى تتبين معاندة من خالفها بعد ذلك‪ ،‬حتى ال يكون لمن‬
‫إيضاحا ًّ‬
‫ً‬ ‫ويشترط في قيام الحجة أن توضح‬
‫قامت عليه الحجة حجة بعد الرسل‪ ،‬فإن كان صاحب شبهة تزال هذه الشبهة‪ ،‬يقول شيخ اإلسالم‪« :‬وليس ألحد أن‬
‫أحدا من المسلمين وإ ن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة‪ ،‬وتبين له المحجة‪ ،‬ومن ثبت إسالمه بيقين لم يزل‬
‫يكفر ً‬
‫(‪)100‬‬
‫ذلك عنه بالشك‪ ،‬بل ال يزول إال بعد إقامة الحجة وإ زالة الشبهة» ‪.‬‬

‫مـوانــع الكـفــر ‪:‬‬


‫والمراد بها األسباب التي تمنع من إلحاق الكفر بالمعين؛ وهي‪:‬‬
‫األول‪ :‬الجهل‪:‬‬
‫ويأتي بمعنى «خلو النفس من العلم‪ ،‬أو اعتقاد الشيء بخالف ما هو عليه»(‪.)101‬‬

‫أمرا أصليًّا فُطر عليه جميع الخلق‪ ،‬وينبغي على الكل رفعه‪ ،‬كلٌّ حسب استطاعته‪.‬‬
‫ُيعد الجهل ً‬

‫مانع ا من التكف ير في ح ال التلبس به؛ ك أن يك ون ممن أس لم ح ديثًا أو نش أ في البادي ة‬


‫ذرا ً‬‫والجه ل ُي َع ُّد ع ً‬
‫ونحوها‪ ،‬يق ول ش يخ اإلس الم‪« :‬لكن من الن اس من يك ون ج اهاًل ببعض ه ذه األحك ام جهاًل يع ذر ب ه‪ ،‬فال يحكم بكف ره‬
‫أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بالغ الرسالة‪ ،‬كما قال تعالى‪( :‬لئال يكون للناس على اهلل حجة بع د الرسل) (‪)102‬؛‬
‫وله ذا ل و أس لم رج ل ولم يعلم أن الص الة واجب ة علي ه‪ ،‬أو لم يعلم أن الخم ر ح رام‪ ،‬لم يكف ر بع دم اعتق اده إيج اب ه ذا‬
‫وتحريم هذا‪ ،‬بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية»(‪.)103‬‬

‫بالغ ا غير‬
‫عذرا مقب واًل لكل من ادَّعاه‪ ،‬يقول اإلمام الشافعي‪« :‬إن من العلم ما ال يسع ً‬
‫كما أن الجهل ال يعد ً‬
‫مغلوب على عقله جهله؛ مثل الصلوات الخمس‪ ،‬وأن هلل على الناس صوم شهر رمضان‪ ،‬وحج البيت إذا استطاعوا‪،‬‬
‫وزكاة أموالهم‪ ،‬وأنه حرم عليهم الزنى‪ ،‬والقتل‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والخمر‪ ،‬وما كان في معنى هذا»(‪.)104‬‬

‫‪431‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وعلى ه ذا فمن ق ال م ا ي وجب الكف ر ال يحكم بكف ره ح تى تق وم علي ه الحج ة ال تي يكف ر تاركها ‪ .‬وه ذا في‬
‫المسائل التي قد يخفى دليلها على بعض الناس‪ ،‬أما ما ُيعلم من الدين بالضرورة فال يتوقف في تكفيره‪.‬‬

‫ومما سبق يتبين أهمية عدم إطالق القول بأن الجهل عذر مقبول‪ ،‬كما ال يطلق القول بخطأ هذا العذر‪ ،‬بل‬
‫البد من التفريق بين ما كانت المخالفة فيه بمناقضته أصل الدين واألمور الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة‪ ،‬وما‬
‫(ظاهرا)‪ ،‬وأحك ام‬
‫ً‬ ‫كانت المخالفة فيه متعلقة بأمور تحتاج إلى بيان وتفصيل‪ ،‬كما أنه البد من التفريق بين أحكام الدنيا‬
‫(باطنا)» (‪.)105‬‬
‫ً‬ ‫الآخرة‬

‫الثاني‪ :‬الخطـأ‪:‬‬
‫«وهو أن يقصد بقوله شيًئا فيصادف فعله غير ما قصده»(‪.)106‬‬
‫إن اهلل (سبحانه وتعالى) عصم هذه األمة أن تجتمع على الخطأ كما قال النبي ‪« :‬إن اهلل ال يجمع أمتي‪ ،‬أو‬
‫قال أمة محمد ‪ ،‬على ضاللة‪ ،‬ويد اهلل مع الجماعة‪ ،‬ومن شذَّ شذَّ في النار»(‪.)107‬‬
‫ٍ‬
‫متعمد‪ ،‬كما قال النبي ‪:‬‬ ‫تعمدا‪ ،‬أو غير‬
‫وأما آحادها فغير معصومين من الخطأ‪ ،‬بل كل ابن آدم يقع في الخطأ إما ً‬
‫«كل ابن آدم خطَّاء‪ ،‬وخير الخطائين التوابون»(‪.)108‬‬
‫وقد أمر اهلل تعالى الناس أن يطلبوا الحق بقدر وسعهم وإ مكانهم‪ ،‬ولم يكلفهم ما ال يطيقون‪ .‬وهذا من رحمة‬
‫أيضا أن من بذل في طلب الحق ما في وسعه‪ ،‬فلم يصبه أو أخطأه فال إثم عليه‪.‬‬‫اهلل تعالى بهم‪ ،‬ومن رحمته ً‬
‫وفي هذا يقول شيخ اإلسالم‪« :‬فإذا ُأريد بالخطأ اإلثم‪ ،‬فليس المجتهد بمخطئ‪ ،‬بل كل مجتهد مصيب مطيع‬
‫هلل‪ ،‬فاعل ما أمره اهلل به‪ ،‬وإ ذا أريد به عدم العلم بالحق في نفس األمر فالمصيب واحد وله أجران»(‪.)109‬‬
‫أما من أخطأ فحكم أو أفتى بغير علم واجتهاد فهو آثم عاصٍ‪ ،‬قال شيخ اإلسالم‪« :‬فمن كان خطؤه لتفريطه‬
‫فيم ا يجب علي ه من اتِّب اع القرآن واإليم ان مثاًل ‪ ،‬أو لتعدي ه ح دود اهلل بس لوك الس بل ال تي نُهي عنه ا‪ ،‬أو التِّب اع ه واه‬
‫بغير هدى من اهلل‪ ،‬فهو الظالم لنفسه‪ ،‬وهو من أهل الوعيد بخالف المجتهد»(‪.)110‬‬
‫يقول شيخ اإلسالم‪« :‬وأما التكفير‪ ،‬فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد ‪ ‬وقصد الحق فأخطأ؛ لم يكفر‪،‬‬
‫بل يغفر له خطؤه‪ ،‬ومن تبين له ما جاء به الرسول ‪ ،‬فشاقَّ الرسول من بعد ما تبين له الهدى‪ ،‬واتبع غير سبيل‬
‫ٍ‬
‫عاص مذنب‪ ،‬ثم قد يكون فاسقًا‪ ،‬وقد‬ ‫المؤمنين؛ فهو كافر‪ ،‬ومن اتبع هواه وقصَّر في طلب الحق‪ ،‬وتكلم بال علم؛ فهو‬
‫تكون له حسنات ترجح على سيئاته»(‪.)111‬‬
‫كفر من أخطأ حتى تقام عليه الحجة؛ ألن من ثبت إسالمه بيقين ال‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬يرى أنه ليس ألحد أن ُي ِّ‬
‫يزول عنه بالشك(‪.)112‬‬
‫مانعا مستقلًّا‪ :‬التأويل‪.‬‬
‫ضمنا في الخطأ‪ ،‬وإ ن عدَّها البعض ً‬
‫ً‬ ‫ومن الموانع التي تدخل‬

‫والتأويل لغة‪ :‬كلمة التأويل تفيد معنى الرجوع والقوة‪ ،‬جاء في اللسان‪« :‬اَألوْ ُل‪ :‬الرجوع‪ ،‬آ َل الشيء يئ ول‬
‫وألت عن الش يء‪ :‬ارت ددت ‪ ،"...‬وق ال أبو عبيد في قول ه‪َ  :‬و َم ا َي ْعلَ ُم‬
‫ُ‬ ‫وَأول إلي ه الش يء‪ :‬رجع ه‪،‬‬
‫ْأوالً وم آًلا‪ :‬رج ع‪َّ ،‬‬
‫ْأويلَ ُه ِإالَّ اللّ ُه‪[ ‬آل عم ران‪ ، ]7 :‬ق ال‪ :‬التأوي ل‪ :‬المرج ع والمص ير‪ ،‬م أخوذ من آل يئ ول إلى ك ذا؛ أي ص ار إلي ه‪،‬‬
‫(‪)113‬‬
‫تَ ِ‬
‫وأولته‪ :‬صيرته إليه»(‪.)114‬‬

‫‪432‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫اصطالحـاً‪ :‬للتأويل في االصطالح ثالثة ٍ‬


‫معان‪:‬‬
‫* يراد به حقيقة ما يئول إليه الكالم وإ ن وافق ظاهره‪.‬‬
‫* يراد بلفظ التأويل التفسير‪.‬‬
‫* يراد به صرف اللفظ عن ظاهره الذي يدل عليه إلى ما يخالف؛ لدليل منفصل يوجب ذلك(‪.)115‬‬

‫تأواًل بسبب بعض الشبهة‪ ،‬فهو معذور باتفاق األئمة على ذلك‪ ،‬فهو كالعذر بالجه ل‬
‫أما حكم من وقع في الكفر مُ ِّ‬
‫والخطأ‪ .‬والخالف في هذه المسألة هو في حدود التأويل الذي يعذر صاحبه والذي ال يعذر‪ ،‬يقول ابن حزم‪« :‬ومن‬
‫بلغه األمر عن رسول اهلل ‪ ‬من طريق ثابتة وهو مسلم‪ ،‬فتأوَّل في خالفه إياه‪ ،‬أو َر َّد ما بلغه بنص آخر‪ ،‬فما لم تقم‬
‫عليه الحجة في خطئه في ترك ما ترك‪ ،‬وفي األخذ بما أخذ‪ ،‬فهو مأجور معذور؛ لقصده إلى الحق‪ ،‬وجهله به‪ ،‬وإ ن‬
‫قامت عليه الحجة في ذلك فعاند؛ فال تأويل بعد قيام الحجة(‪.»)116‬‬
‫كفرا كمقاالت الجهمية الذين قالوا‪ :‬إن اهلل ال يتكلم وال‬
‫وقرر هذا شيخ اإلسالم بقوله‪« :‬إن القول قد يكون ً‬
‫ُي رى في الآخ رة‪ ،‬ولكن ق د يخفى على بعض الن اس أن ه كفر‪ ،‬فيُطل ق الق ول بتكف ير القائ ل‪ ،‬كم ا ق ال الس لف‪ :‬من ق ال‬
‫القرآن مخلوق فهو كافر‪ ،‬ومن قال‪ :‬إن اهلل ال يُ رى في الآخرة فهو كافر‪ ،‬وال ُيكفر الشخص المعين حتى تقوم عليه‬
‫الحج ة كم ا تق دم؛ كمن جح د وج وب الص الة والزك اة‪ ،‬واس تحل الخم ر وال زنى وت أول‪ ،‬ف إن ظه ور تل ك األحك ام بين‬
‫المسلمين أعظم من ظهور هذه‪ ،‬فإن كان المتأول المخطئ في تلك ال يحكم بكفره إال بعد البيان له واستتابته كما فعل‬
‫الصحابة في الطائفة الذين استحلوا الخمر(‪ ،)117‬ففي غير ذلك أولى وأحرى ‪.)118( »...‬‬
‫يقول اإلمام ابن القيم ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬بعدما بيَّن كفر من جحد فريضة من الفرائض‪« :‬جهاًل أو تأوياًل يعذر‬
‫فيه صاحبه‪ ،‬فال ُيكفر صاحبه به؛ كحديث الذي جحد قدرة اهلل وعلمه وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح‪ ،‬ومع‬
‫ادا أو‬
‫ه ذا فق د غف ر اهلل ل ه ورحم ه لجهل ه‪ ،‬وإ ن ك ان ذل ك ال ذي فعل ه مبل غ علم ه‪ ،‬ولم يجح د ق درة اهلل على إعادت ه عن ً‬
‫تكذيبا»(‪.)119‬‬
‫ً‬
‫أيض ا‪ :‬ابن الوزير(‪ -)120‬رحمه اهلل ‪ -‬حيث قال‪« :‬قد تكاثرت الآي ات واألحاديث في العف و‬ ‫وممن قرر ذلك ً‬
‫عن الخطأ‪ ،‬والظاهر أن أهل التأويل أخطئوا‪ ،‬وال سبيل إلى العلم بتعمدهم؛ ألنه من علم الباطن الذي ال يعلمه إال اهلل‬
‫ِ ِ‬ ‫تع الى‪ ،‬ق ال تع الى في خط اب أه ل اإلس الم خاص ة‪:‬ولَ ْيس علَ ْي ُكم ج َن ِ‬
‫ط ْأتُم ِب ه َولَكن َّما تَ َع َّم َد ْت ُقلُ ُ‬
‫وب ُك ْم‬ ‫َأخ َ‬
‫يم ا ْ‬
‫اح ف َ‬‫َ َ َ ْ ُ ٌ‬
‫ف اللّ ُه َن ْفساً ِإالَّ ُو ْ‬
‫‪[‬األح زاب‪ ، ]5:‬وقول ه‪ :‬الَ ُي َكلِّ ُ‬
‫(‪)122‬‬ ‫(‪)121‬‬
‫‪ ،‬وص ح في تفس يرها أن اهلل تع الى ق ال‪:‬‬ ‫س َع َها‪[‬البق رة ‪]286‬‬
‫«قد فعلت» في حديثين صحيحين(‪.)124( »)123‬‬
‫ص ْدراً‪[‬النح ل‪)125( ]106:‬؛ حيث ق ال‪« :‬إن المت أولين غ ير كف ار؛‬ ‫واس تدل بقول ه تع الى‪َ  :‬ولَ ِـكن َّمن َ‬
‫ش َر َح ِب ا ْل ُك ْف ِر َ‬
‫تجويزا أو احتمااًل »(‪.)126‬‬
‫ً‬ ‫قطعا أو ًّ‬
‫ظنا أو‬ ‫ألن صدورهم لم تنشرح بالكفر ً‬
‫ثالثًا‪ :‬اإلكــــراه‪:‬‬
‫معنى اإلكراه في اللغة‪:‬‬
‫قال الفراء(‪« :)127‬ال ُك ْره – بالضم ‪ -‬المشقة‪ ،‬يقال‪ :‬قمت على ُك ْره؛ أي على مشقة‪ ،‬قال‪ :‬ويقال‪ :‬أقامني فالن‬
‫على َك ْره – بالفتح ‪ -‬إذا أكرهك عليه‪ ،‬وقال ابن سيده(‪ :)128‬ال َك ْرهُ‪ :‬اإلباء والمشقة تُ َكلَّفها فَتَ َح َّملها‪ ،‬وال ُك ْره – بالضم ‪-‬‬
‫المشقة تحتملها من غير أن تَ َكلَّفَها»(‪.)129‬‬
‫المعنى االصطالحي‪ :‬عرف العلماء اإلكراه بتعريفات كثيرة‪ ،‬وهذه التعريفات وإ ن اختلفت عباراتها إال أنها‬
‫متفقة في معانيها من حيث اإلجمال‪.‬‬
‫‪433‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فعرفه ابن حجر ‪ -‬رحمه اهلل ‪ -‬بقوله‪« :‬هو إلزام الغير بما ال يريده»(‪.)130‬‬
‫وعرف ه عالء ال دين البخ اري(‪ )131‬تعريفً ا ش اماًل فق ال‪« :‬ه و حم ل الغ ير على أم ر َي ْمتَنِ عُ عن ه بتخوي ف يق در‬
‫الحامل على إيقاعه‪ ،‬ويصير الغير خائفًا فائت الرضا بالمباشرة»(‪.)132‬‬

‫أنــواع اإلكــراه(‪:)133‬‬
‫قسم علماء األصول والفقهاء اإلكراه إلى نوعين؛ هما‪:‬‬
‫‪1‬ـ اإلكراه الملجئ (التام)‪ :‬وهو الذي يقع على نفس المكره‪ ،‬وال يبقى للشخص معه قدرة وال اختيار على دفع ما هدد‬
‫به عن نفسه‪.‬‬
‫‪2‬ـ اإلكراه غير الملجئ (الناقص)‪ :‬وهو التهديد أو الوعيد بما دون تلف النفس أو العضو‪ .‬وهذا النوع يفسد الرضا‪،‬‬
‫ولكنه ال يفسد االختيار؛ لعدم االضطرار إلى مباشرة ما أكره عليه لتمكنه من الصبر على ما هدد به‪.‬‬

‫شـروط اإلكــراه ‪:‬‬


‫قادرا على إيقاع ما يهدد به‪ ،‬والمأمور عاجز عن الدفع ولو بالفرار‪.‬‬ ‫‪1‬ـ أن يكون فاعله ً‬
‫الم ْك َره أنه إذا امتنع أوقع به ما ُهدِّد به‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن يغلب على ظن ُ‬
‫جدا‪ ،‬أو جرت العادة أنه ال يخلف ما هدد به‪.‬‬ ‫‪3‬ـ أن يكون ما ُهدد به فوريًّا‪ ،‬أو بعد زمن قريب ًّ‬

‫إيم ِان ِه ِإالَّ َم ْن ُأ ْك ِرهَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫‪4‬ـ أال يظهر من المأمور ما ي دل على اختي اره‪ .‬وال دليل علي ه قول ه تع الى‪َ  :‬من َكفََر ِباللّه من َب ْعد َ‬
‫(‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ولَ ِ‬ ‫ِئ‬
‫يم ‪[‬النحل‪]106:‬‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫ب ِّم َن اللّ ه َولَ ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫ض ٌ‬ ‫ش َر َح ِب ا ْل ُك ْف ِر َ‬
‫ص ْدراً فَ َعلَ ْي ِه ْم َغ َ‬ ‫ـكن َّمن َ‬ ‫َو َق ْل ُب ُه ُم ْط َم ٌّن ِباِإل َ‬
‫يم ِ َ‬
‫(‪)135‬‬
‫أن ه‬ ‫‪ .)134‬وه ذا الم انع معتبر عن د الس لف (رحم ة اهلل عليهم)؛ لدالل ة النص وص علي ه‪ ،‬فق د روي عن الحسن‬
‫قال‪« :‬التقية إلى يوم القيامة»(‪.)136‬‬
‫كم ا اعت بره الش افعي وأبو حنيفة(‪ ،)137‬وذك ره البخ اري في ص حيحه حيث ق ال ‪ -‬بع د أن س رد بعض األدل ة‬
‫عليه‪:‬‬
‫والمكره ال يكون إال مستضعفًا غير ممتنع‬
‫«فعذر اهلل المستضعفين الذين ال يمتنعون من ترك ما أمر اهلل به‪ُ ،‬‬
‫من فعل ما أمر به»(‪.)138‬‬
‫(‪)139‬‬
‫أن النط ق بكلم ة الكف ر ُيس قط األحك ام المترتب ة علي ه واإلثم في ح ال اإلك راه باتف اق‬ ‫كم ا ذك ر القرط بي‬
‫العلماء(‪.)140‬‬
‫مطمئن ا‬
‫ً‬ ‫وقال شيخ اإلسالم‪« :‬فأباح (سبحانه وتعالى) عند اإلكراه أن ينطق الرجل بالكفر بلسانه‪ ،‬إذا كان قلبه‬
‫درا‪ ،‬وأب اح للمؤم نين أن يتق وا من الك افرين تق اة‪ ،‬م ع نهي ه لهم عن م واالتهم‪،‬‬
‫باإليم ان‪ ،‬بخالف من ش رح ب الكفر ص ً‬
‫وعن ابن عباس‪( :‬إن التقية باللسان) (‪)141‬؛ ولهذا لم يكن عندنا نزاع في أن األقوال ال يثبت حكمها في حق المكره‬
‫بغير حق‪ ،‬فال يصح كفر المكره بغير حق‪ ،‬وال إيمان المكره بغير حق»(‪.)142‬‬
‫وحكى شيخ اإلسالم مسألة أخرى في اإلكراه‪ ،‬وهي‪ :‬هل يشمل اإلكراه األفعال كما يشمل األقوال؟ فبين أن‬
‫هذه المسألة اختُلف فيها إلى قولين‪ ،‬وأن الجمهور على أنه شامل لألفعال كما أنه شامل لألقوال‪ .‬وهو الرأي المشهور‬
‫عن اإلمام أحمد‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫مانع ا إال في األق وال فق ط دون األفع ال‪ .‬وه ذا الم روي عن ابن عب اس في‬
‫والق ول الث اني‪ :‬أن ه ال يع د اإلك راه ً‬
‫قوله‪« :‬إنما التقية باللسان»‪ .‬وهي الرواية األخرى عن أحمد(‪.)143‬‬
‫كان هذا بإيجاز رأي السلف في مسألة تكفير المعين‪.‬‬

‫الخاتمـة ‪:‬‬
‫* الكفر الذي ال يجامع اإليمان يشتمل على اعتقادات وأقوال وأفعال حكم الشارع بمناقضتها لإليمان‪.‬‬
‫* الكفر كفران؛ كفر أكبر‪ :‬وهو الموجب للخلود في النار‪ ،‬وكفر أصغر؛ وهو الموجب الستحقاق الوعيد دون الخلود‪.‬‬
‫* هناك فرق بين التكفير المطلق‪ ،‬وتكفير المعين‪.‬‬
‫* تكفير المعين هو‪ :‬الحكم على المعين بالكفر لإتيانه أمرًا يناقض اإلسالم بعد استيفاء شروط التكفير فيه وانتفاء موانعه‪.‬‬
‫* التكفير المطلق ال يستلزم تكفير المعين إال إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع‪.‬‬
‫* التكفير العام المطلق يجب القول بعمومه وإ طالقه؛ ألنه حكم شرعي أطلقه الشارع على هذه األحوال‪ ،‬فيجب القول بما‬
‫قاله الشارع‪.‬‬
‫كفرا‪ ،‬لكن إطالق مسمى الكفر عليها‬
‫إيمانا‪ ،‬كذلك المعاصي تسمى ً‬
‫* أثبتت النصوص الشرعية أن الطاعات كما ُتسمى ً‬
‫ال يراد به الكفر المخرج من الملة‪.‬‬
‫* دلت النصوص الشرعية على خطورة التساهل في التكفير وإ طالقه على من ال يستحق من غير بينة وال برهان‪،‬‬
‫وأطلقت الوعيد والترهيب الشديد على ذلك‪.‬‬

‫المصـادر والمـراجـع ‪:‬‬

‫اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ،‬الحافظ أحمد بن حجر العسقالني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أصول الدين‪ ،‬البغدادي‪ ،‬دار المدينة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫األعالم‪ ،‬خير الدين الزركلي‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫إيثار الحق على الخلق‪ ،‬ابن الوزير اليماني‪ ،‬مطبعة اآلداب والمؤيد‪ ،‬مصر‪ ،‬القاهرة‪1318 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫اإليمان‪ ،‬القاسم بن سالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬األلباني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار األرقم‪ ،‬الكويت‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬ألبي نصر الجوهري‪ ،‬ت‪ :‬العطار‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪1376 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫تاريخ بغداد‪ ،‬الخطيب البغدادي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫تذكرة الحفاظ‪ ،‬للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد (الذهبي)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫تعظيم قدر الصالة‪ ،‬أبو بكر المروزي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن الفريوائي‪ ،‬مكتبة الدار بالمدينة المنورة‪،‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫تفسير القرآن العظيم‪ :‬الحافظ ابن كثير‪ ،‬ت‪ :‬سامي سالمة‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬ط الثانية‪1420 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫تقريب التهذيب‪ :‬للحافظ ابن حجر العسقالني‪ ،‬ت‪ :‬محمد عوامة‪ ،‬دار الرشيد‪ ،‬سوريا‪ ،‬ط ‪1406‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‪ ،‬البن عبد البر‪ ،‬ت‪ :‬العلوي والبكري‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫الجامع (السنن)‪ :‬الترمذي‪ ،‬ت‪ :‬شاكر‪ ،‬وعبد الباقي‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫جامع البيان في تأويل آي القرآن‪ ،‬محمد بن جرير الطبري‪ ،‬تحقيق‪ :‬صدقي العطار‪ ،‬بيروت‪1415 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫الجامع الصحيح‪ ،‬اإلمام البخاري‪ ،‬ت‪ :‬د‪ /‬مصطفي ديب البغا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪435‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجامع الصحيح‪ ،‬مسلم بن حجاج النيسابوري‪ ،‬ت‪ :‬عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪1374 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬أبوعبد اهلل محمد القرطبي‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1365 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫السنة‪ ،‬ابن أبي عاصم‪ ،‬تحقيق‪ :‬األلباني‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫السنن‪ ،‬لإلمام أبي داود سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬ت‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الباز‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫سير أعالم النبالء‪ ،‬للحافظ الذهبي‪ ،‬ت‪ :‬شعيب األرناءوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1401 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫شذرات الذهب في أخبار من ذهب‪ ،‬لعبد الحي بن العماد الحنبلي‪ ،‬بيروت‪.1399 ،‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫شرح األصول الخمسة‪ ،‬القاضي عبد الجبار‪ ،‬ت‪ :‬عثمان‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1408 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬ابن أبي العز‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثامنة‪1404 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫شرح العقيدة الواسطية‪ ،‬الشيخ ابن عثيمين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدمام‪1415 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫الشفا بتعريف حقوق المصطفى‪ ،‬القاضي عياض‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي البجاوي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫صحيح الجامع الصغير وزيادته‪ :‬لأللباني‪ ،‬الطبعة الثانية‪1406 ،‬هـ‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫طبقات الشافعية الكبرى‪ ،‬تاج الدين عبد الوهاب السبكي‪ ،‬تحقيق‪ :‬الطناحي والحلو‪ ،‬القاهرة‪1343 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪ ،‬للحافظ العسقالني‪ ،‬ت‪ :‬الخطيب‪ ،‬دار الريان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1407 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫الفصل في الملل واألهواء والنحل‪ ،‬ابن حزم‪ ،‬ت‪ :‬نصر‪ ،‬ود‪ .‬عميرة‪ ،‬دار عكاظ‪ ،‬مكه‪ ،‬ط‪1402 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬جمال الدين بن منظور‪ ،‬ت‪ :‬الكبير‪ ،‬حسب اهلل‪ ،‬الشاذلي‪ ،‬طبع دار المعارف‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫مجموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬جمع ابن قاسم‪ ،‬بدون بيانات‪.‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫مدارج السالكين‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد الفقي‪ ،‬مكتبة السنة المحمدية‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫المستدرك على الصحيحين‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم النيسابوري‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬الهند‪1334 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫المسند‪ ،‬اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫معجم المؤلفين‪ ،‬عمر رضا كحالة‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس‪ ،‬ت‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1411 ،1‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫مقاالت اإلسالميين‪ ،‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبدالحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪1416 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫الملل والنحل‪ ،‬الشهرستاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد الكيالني‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪1404 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫النهاي ة في غ ريب الح ديث واألث ر‪ ،‬البن األث ير الج زري‪ ،‬تحقي ق‪ :‬الطن احي وال زاوي‪ ،‬دار إحي اء الكتب‪،‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫نواقض اإليمان االعتقادية وضوابط التكفير‪ ،‬محمد الوهيبي‪ ،‬دار المسلم‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1422 ،2‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫وفيات األعيان‪ ،‬أبو العباس (ابن خلكان)‪ ،‬ت‪681 :‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬حسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫إعالم الموقعين عن رب العالمين ‪ :‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬تحقيق طه سعد‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫بغي ة المرت اد في ال رد على المتفلس فة و القرامط ة و الباطني ة ‪ :‬ش يخ اإلس الم ابن تيمي ة‪ ،‬تحقي ق موس ى‬ ‫(‪)44‬‬
‫الدويش‪ ،‬مكتبة العلوم و الحكم‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1408‬‬
‫التعريفات ‪ :‬الجرجاني‪ ،‬مكتبة لبنان‪،‬ببب ‪ 1978‬م‪.‬‬ ‫(‪)45‬‬
‫تهذيب التهذيب ‪ :‬الحافظ ابن حجر العسقالني‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة األولى ‪1404‬هـ ‪.‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫‪436‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫ج امع العل وم و الحكم ‪ :‬البن رجب الحنبلي‪ ،‬تحقي ق ش عيب األرن اؤوط‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪ ،‬مؤسس ة الرس الة‪،‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫الج واب الص حيح لمن ب دل دين المس يح ‪ :‬ش يخ اإلس الم ابن تيمي ة‪ ،‬تحقي ق علي بن حس ن ابن ناص ر‪،‬و‬ ‫(‪)48‬‬
‫اخرين‪ ،‬دار العاصمة الرياض‪ ،‬ط‪1419 ،2‬هـ‪.‬‬
‫الدرة فيما يجب اعتقاده ‪ :‬ابن حزم‪ ،‬تحقيق أحمد الحمد و سعيد القزقي‪،‬مكتبة التراث‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪1‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫الرسالة ‪ :‬اإلمام الشافعي‪ ،‬تحقيق أحمد شاكر ‪ .-‬مكتبة التراث‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1399‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫سنن ابن ماجه ‪ :‬ابن ماجه‪ ،‬تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.- ،‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫السنن الكبرى‪ :‬البيهقي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫الص ارم المس لول على ش اتم الرس ول‪ :‬البن تيمي ة‪ ،‬تحقي ق محم د الحل واني وش ودري‪،‬رم ادي للنش ر‪،‬ال دمام‪،‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫الطبعة األولى‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫طريق الهجرتين وباب السعادتين ‪ :‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة ‪.-‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫الفرق بين الفرق ‪ :‬لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد ـ مكتبة‬ ‫(‪)55‬‬
‫محمد علي صبيح وأوالده بمصر ـ مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الكلي ات ‪ :‬أب و البق اء الكف وي‪ ،‬تحقي ق‪ :‬ع دنان درويش ومحم د المص ري‪ ،‬مؤسس ة الرس الة‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪،‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫‪1419‬هـ‪.‬‬
‫المبسوط ‪ :‬محمد بن أحمد السرخسي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪.- ،‬‬ ‫(‪)57‬‬
‫مس ائل اإلم ام أحم د ‪ :‬رواي ة ابن ه ص الح‪ ،‬تحقي ق فض ل ال رحمن محم د دين‪ ،‬ال دار العلمي ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪،‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫المصباح المنير‪ ،‬للفيومي‪ ،‬مكتبة لبنان‪1987 ،‬هـ‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫المعجم الكبير ‪ :‬الطبراني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمدي عبد المجيد السلفي ـوزارة األوقاف بالجمهورية العراقية ـ مطبعة‬ ‫(‪)60‬‬
‫األمة‪،‬ط‪1‬‬
‫المغني ‪ :‬ابن قدامة المقدسي‪ ،‬تحقيق عبد اهلل التركي‪ ،‬و عبد الفتاح الحلو‪ ،‬هجر للطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫مفردات ألفاظ القران‪ :‬ألبي القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الراغب األصفهاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬مرعشليـ دار‬ ‫(‪)62‬‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫الهــوامـش‪:‬‬

‫‪437‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.102 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ )2‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.1 :‬‬


‫(‪ )3‬سورة الأحزاب‪ ،‬اآلية‪.71 ،70 :‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري في كت اب‪ :‬األدب‪ ،‬ب اب‪ :‬من أكف ر أخ اه بغ ير تأوي ل فه و كم ا ق ال ( ‪ ،)5/2264‬رقم (‪ ،)5753‬ومس لم في‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كتاب‪ :‬اإليمان‪ ،‬باب‪ :‬بيان من قال ألخيه المسلم‪ :‬يا كافر (‪ ،)1/79‬رقم (‪ ،)60‬من حديث ابن عمر‪‬‬
‫(‪ )5‬رواه ‪ -‬بهذا اللفظ ‪ -‬البخاري في كتاب‪ :‬اإليمان‪ ،‬باب‪ :‬من حلف بملة سوى ملة اإلسالم (‪ ،)6/2451‬رقم (‪ ،)6276‬من‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫حديث الضحاك بن ثابت (رضي اهلل عنه)‬
‫(‪ )6‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.94 :‬‬
‫(‪ )7‬سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.20 :‬‬
‫(‪ )8‬الكليات‪ ،‬أبو البقاء الكفوي‪ ،‬ص ‪.742‬‬
‫(‪ )9‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪.256 :‬‬
‫(‪ )10‬الكليات‪ ،‬أبو البقاء الكفوي‪ ،‬ص ‪.763‬‬
‫(‪ )11‬هو‪ :‬العالمة الحافظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن عبيد اهلل التميمي القرشي‪ ،‬أبو الفرج ابن الجوزي‪ ،‬واعظ مفسر‬
‫محدث‪ ،‬صاحب تصانيف كثيرة‪ ،‬منها‪« :‬الموضوعات الكبرى»‪ ،‬و«كشف المشكل من حديث الصحيحين» في الحديث‪،‬‬
‫و«زاد المس ير في علم التفس ير» وغيره ا‪ ،‬م ات س نة (‪597‬هـ)‪ .‬انظ ر‪ :‬س ير أعالم النبالء (‪ ،)21/365‬ت ذكرة الحف اظ (‬
‫‪.)4/1342‬‬
‫(‪ )12‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬
‫(‪ )13‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.152 :‬‬
‫(‪ )14‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.25 :‬‬
‫(‪ )15‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.89 :‬‬
‫(‪ )16‬سورة الحديد‪ ،‬اآلية‪.20 :‬‬
‫(‪ )17‬نزهة األعين النواظر في علم الوجوه والنظائر‪ ،‬البن الج وزي (‪ ،)120 ،2/119‬بعناي ة مه ر النس اء ا الطبع ة األولى‪( ،‬‬
‫‪1394‬هـ)‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬الهند‪.‬‬
‫(‪ )18‬مجموع الفتاوى‪ / 20 ( ،‬ص ‪. ) 98‬‬
‫(‪ )19‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪438‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫(‪ )20‬هو‪ :‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم‪ ،‬الفارسي األصل‪ ،‬األندلسي القرطبي‪ ،‬فقيه ظاهري‪ ،‬حافظ‪ ،‬متكلم أديب‪،‬‬
‫ول د س نة (‪384‬هـ) بقرطب ة‪ ،‬من أش هر مص نفاته‪ :‬كت اب «المحلى باألح اديث واآلث ار»‪ ،‬و«الفص ل في المل ل واأله واء‬
‫والنحل» وغيرهما‪ ،‬مات سنة (‪456‬هـ)‪ .‬انظر‪ :‬وفيات األعيان (‪ ،)3/325‬سير األعالم (‪.)18/184‬‬
‫(‪ )21‬الفصل (‪.)3/252‬‬
‫(‪ )22‬ه و عب د الوه اب بن علي الش افعي ت اج ال دين الس بكي‪ ،‬ول د بالق اهرة س نة ‪727‬ه‪ .‬ب رز في عل وم كث يرة واش تغل ب الفتوى‬
‫والت دريس والقض اء‪ ،‬ل ه مؤلف ات متع ددة‪ .‬ت وفي بدمش ق س نة ‪771‬هـ‪ .‬انظ ر‪ :‬ال درر الكامنة (‪ ،)3/30‬وش ذرات ال ذهب(‬
‫‪.)6/180‬‬
‫(‪ )23‬فتاوى السبكي (‪.)2/586‬‬

‫ات اللّ ِه َي ْج َح ُد َ‬
‫ون‬ ‫ين ِبآي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )24‬الجح د في اللغ ة‪ :‬إنك ارك بلس انك م ا تس تيقنه نفس ك‪ ،‬ق ال تع الى‪ :‬فَ ِإ َّن ُه ْم الَ ُي َك ِّذ ُبو َن َك َولَك َّن الظَّالم َ َ‬
‫‪[‬الأنع ام‪ ،]33 :‬والجح ود ها هن ا ي راد ب ه التك ذيب المن افي للتص ديق كم ا ي راد ب ه االمتن اع واإلب اء المن افي لالنقي اد‪ .‬انظ ر‪:‬‬
‫مفردات الأصبهاني (ص ‪ ،)122‬ومجموع الفتاوى‪ ،‬البن تيمية (‪ ،)2/98‬وكتاب الصالة‪ ،‬البن القيم (ص ‪.)44‬‬
‫(‪ )25‬مختصر الصواعق المرسلة‪ ،‬لابن القيم (‪.)421/ 2‬‬
‫(‪ )26‬هو‪ :‬ط اوس بن كيس ان الخ والني‪ ،‬م والهم‪ ،‬من كب ار الت ابعين‪ ،‬أص له من ف ارس‪ ،‬ومول ده ومنش ؤه ب اليمن‪ ،‬ت وفي حاجًّا‬
‫بمزدلفة عام ‪106‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬تهذيب التهذيب‪ ،‬لابن حجر (‪ ،)8 ،5‬وصفوة الصفوة‪ ،‬البن الجوزي (‪.)2/160‬‬
‫(‪ )27‬هو‪ :‬عطاء بن رباح القرشي‪ ،‬موالهم‪ ،‬من كبار التابعين‪ ،‬ثقة فقيه‪ ،‬نشأ بمكة وفاق أهلها في الفتوى‪ ،‬توفي سنة ‪114‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬التاريخ الكبير‪ ،‬البخاري (‪ ،)464، 463 /6‬وتهذيب الأسماء واللغات‪ ،‬للنووي (‪.)334 ،333 /1‬‬
‫(‪ )28‬تعظيم قدر الصالة‪ ،‬للمروزي (‪.)2/518‬‬
‫(‪ )29‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪.143 :‬‬
‫(‪ )30‬أبو عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬إمام السنة‪ ،‬فقيه‪ ،‬محدث‪ ،‬أديب‪ ،‬كان ذا دين وسيرة جميلة ومذهب حسن‪ ،‬له تصانيف كثيرة‪،‬‬
‫توفي سنة ‪224‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬طبقات الحنابلة‪ ،‬ألبي يعلى (‪ ،)1/259‬وفيات الأعيان‪ ،‬البن خلكان (‪.)225 /3‬‬
‫(‪ )31‬الإيمان‪ ،‬أبو عبيد القاسم بن سالم (ص ‪ .)93‬وينظر الصالة‪ ،‬البن القيم (ص ‪.)54 ،53‬‬
‫(‪ )32‬مدارج السالكين‪ ،‬ابن القيم (‪.)1/335‬‬
‫(‪ )33‬سورة البقرة‪ ،‬آية‪.253 :‬‬
‫(‪ )34‬سورة آل عمرآن‪ ،‬آية‪.86 :‬‬
‫(‪ )35‬مدارج السالكين‪ ،‬لابن القيم‪.337 \1 ،‬‬

‫‪439‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )36‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر‪.83\1 ،‬‬


‫(‪ )37‬سورة الإنسان‪ ،‬آية‪.3 :‬‬
‫(‪ )38‬سورة النمل‪ ،‬آية‪.40 :‬‬
‫(‪ )39‬أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب المناقب (‪ ،)219\4‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الإيمان (‪.)79\1‬‬
‫(‪ )40‬سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.9 :‬‬
‫(‪ )41‬صحيح البخاري‪.219\4 ،‬‬
‫(‪ )42‬سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.9 :‬‬
‫(‪ )43‬سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.10 :‬‬
‫(‪ )44‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الإيمان ‪ ،15\1‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الفتن ‪.2214 ،2213\4‬‬
‫(‪ )45‬فتح الباري‪ ،‬لابن حجر (‪.)85\1‬‬
‫(‪ )46‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الإيمان (‪ ،)1/27‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الإيمان (‪.)1/81‬‬
‫(‪ )47‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر (‪.)113\1‬‬
‫(‪ )48‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الإيمان (‪.)14\1‬‬
‫(‪ )49‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر (‪.)113\1‬‬
‫(‪ )50‬هو محمد ابن عبد اهلل المعافري‪ ،‬تولى قضاء إشبيلية‪ ،‬إمام مجتهد‪ ،‬فقيه‪ ،‬أصولي‪ ،‬أديب‪ ،‬رحل إلى المشرق ومات بقرب‬
‫ف اس‪ ،‬وبه ا دفن ع ام ‪543‬هـ‪ ،‬من كتب ه‪ :‬العواص م من القواص م‪ ،‬وعارض ة الأح وذي‪ ،‬وأحك ام الق رآن‪ .‬انظ ر‪ :‬س ير أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬للذهبي (‪ ،)197\20‬والأعالم‪ ،‬للزركلي (‪.)230\6‬‬
‫نقال عن فتح الباري‪ ،‬ابن حجر (‪.)83\1‬‬
‫(‪ً )51‬‬
‫(‪ )52‬المصدر السابق (‪.)543 ،542\2‬‬
‫مرفوع ا عند البخ اري في‬
‫ً‬ ‫(‪ )53‬ه ذه الص فة وما س بقها من الص فات ج زء من ح ديث علي بن أبي ط الب (رضي اهلل عنه)‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب فضائل القرآن (‪ ،)6/115‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة (‪.)2/746‬‬
‫مرفوع ا عند البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب التوحيد (‪ ، )8/219‬ومسلم في‬
‫ً‬ ‫(‪ )54‬هذه اللفظة جزء من حديث أبي سعيد الخدري‬
‫صحيحه‪ ،‬كتاب الزكاة (‪.)2/741‬‬
‫(‪ )55‬سورة النساء‪ ،‬آية‪.)94( :‬‬
‫(‪ )56‬تفسير الطبري‪ ،‬ابن جرير الطبري‪.)5/221( ،‬‬
‫‪440‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫(‪ )57‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر‪.)8/108( ،‬‬


‫(‪ )58‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب األدب‪ ، )8/32( ،‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان (‪.)1/79‬‬
‫(‪ )59‬أخرجه أحمد في مسنده (‪ ، )2/60‬وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند‪.‬‬
‫(‪ )60‬أخرجه أحمد في مسنده (‪.)2/105‬‬
‫(‪ )61‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬النووي‪.)1/238( ،‬‬
‫(‪ )62‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب األدب (‪ ،)18 / 8‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان (‪ ،)1/79‬وأحمد في مسنده (‬
‫‪.)5/166‬‬
‫(‪ )63‬هو‪ :‬محمد بن علي بن وهب أبو الفتح‪ ،‬المع روف ب ابن دقيق العي د‪ ،‬أص له من منفل وط بمص ر‪ ،‬رحل إلى الش ام وتعلم‬
‫بدمشق والإسكندرية والقاهرة‪ ،‬ولي القضاء بمصر إلى أن أدركته المنية بالقاهرة سنة ‪702‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬الدرر الكامنة‪ ،‬ابن‬
‫حجر (‪ ،)5/348‬ومعجم المؤلفين‪ ،‬رضا كحالة (‪.)11/70‬‬
‫(‪ )64‬إحكام األحكام‪ ،‬ابن دقيق العيد‪.)4/76( ،‬‬
‫(‪ )65‬الرد على البكري‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ )66‬سورة النحل‪ ،‬آية‪.106 :‬‬
‫(‪ )67‬أس امة بن زيد بن حارث ة‪ ،‬ص حابي ابن ص حابي‪ ،‬ولد بمكة ونشأ على اإلس الم‪ ،‬وه اجر إلى المدينة‪ ،‬وأمَّره الن بي‪ ‬قبل‬
‫جما‪ ،‬توفي بالمدينة سنة ‪54‬هـ‪ .‬انظر‪ :‬سير أعالم النبالء (‪ ،)6/342‬وتهذيب‬
‫حبا ًّ‬
‫العشرين من عمره‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬يحبه ًّ‬
‫التهذيب‪ ،‬ابن حجر (‪.)1/208‬‬
‫(‪ )68‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب المغازي (‪ ،)5/183‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب اإليمان (‪.)1/96‬‬
‫(‪ )69‬أخرجه البخ اري في ص حيحه‪ ،‬كت اب العلم من ح ديث أبي بك رة (‪ ، )1/24‬ومس لم في ص حيحه‪ ،‬كت اب القس امة (‬
‫‪.)3/1305‬‬
‫(‪ )70‬أخرجه مس لم في ص حيحه‪ ،‬كت اب ال بر والص لة (‪ ،)4/1986‬وأبو داود في س ننه‪ ،‬كت اب األدب (‪ ،)5/195‬وأحمد في‬
‫مسنده (‪.)277/ 2‬‬
‫(‪ )71‬هو س ليمان بن األش عث السجس تاني‪ ،‬أبو داود‪ ،‬إم ام أهل الح ديث في زمان ه‪ ،‬ص احب الس نن ال تي طبقت اآلف اق‪ ،‬ت وفي‬
‫بالبصرة سنة ‪275‬ه‪ .‬انظر‪ :‬سير أعالم النبالء‪ ،‬الذهبي (‪ ،)13/203‬والأعالم‪ ،‬الزركلي (‪.)122 /3‬‬
‫(‪ )72‬سنن أبي داود (‪.)5/207‬‬

‫‪441‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )73‬هو‪ :‬أبو الحسن علي بن عالء ال دين علي بن أبي العز الحنفي القاضي بدمشق ش ارح الطحاوية وص احب كت اب اإلتب اع‬
‫توفي سنة ‪792‬هـ‪ ،‬ودفن بسفح قاسيون‪ .‬انظر‪ :‬مقدمة شرح الطحاوية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬التركي واألرناءوط‪.‬‬
‫(‪ )74‬شرح الطحاوية‪ ،‬ابن أبي العز (‪.)2/436‬‬
‫(‪ )75‬ينظر د‪ /‬يوسف القرضاوي‪ ،‬ظاهرة الغلو في التكفير‪ ،‬ص‪.32 ،31‬‬
‫(‪ )76‬إحدى الفرق الضالة‪ ،‬ظهرت في أوائل خالفة علي بن أبي طالب (رضي اهلل عنه)‪ ،‬وتفرع عنها عدة فرق يجمعها القول‬
‫بالتبري من عثمان وعلي (رضي اهلل عنهما)‪ ،‬وتكفير أصحاب الكبائر‪ ،‬والخروج على الإمام إذا خالف السنة‪ ،‬ولهم أقوال‬
‫أخرى ليس هنا مجال ذكرها‪ .‬انظر‪ :‬مقاالت اإلسالميين‪ ،‬الأشعري (‪ ،)191 ،1/56‬والفرق بين الفرق‪ ،‬البغدادي (ص‬
‫‪.)75‬‬
‫(‪ )77‬هم أتباع واصل بن عطاء‪ ،‬ويسمون أصحاب العدل والتوحيد‪ ،‬ويلقبون بالقدرية‪ ،‬من أوائل الفرق الكالمية ظهورًا‪ ،‬تفرع‬
‫عن هذه الطائفة فرق يجمعها الأصول الخمسة التي بني عليها مذهبهم‪ ،‬وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ال‬
‫م ؤمن وال ك افر مطلقً ا‪ ،‬وغ ير ذل ك‪ .‬انظ ر‪ :‬الف رق بين الف رق‪ ،‬البغ دادي (ص ‪ ،)114‬والمل ل والنح ل‪ ،‬الشهرس تاني (‬
‫‪.)1/44‬‬
‫(‪ )78‬فرقة من فرق الخوارج تنتسب إلى نجدة بن عامر‪ ،‬يسمون بالعاذرية؛ ألنهم يعذرون بالجهل في أحكام الفروع‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الملل والنحل‪ ،‬الشهرستاني (‪.)1/123‬‬
‫(‪ )79‬فرق ة من ف رق الخ وارج تنس ب إلى عبد اهلل بن إب اض‪ ،‬من أخ ف ف رق الخ وارج تش ددًا تج اه أه ل القبل ة‪ .‬انظ ر‪ :‬المل ل‬
‫والنحل‪ ،‬الشهرستاني (‪.)134 / 1‬‬
‫(‪ )80‬فرقة من فرق الخوارج‪ ،‬أتباع زياد بن الأصفر‪ ،‬وإليه نسبوا‪ ،‬خالفوا الأزارقة والنجدات والإباضية في أمور منها‪ :‬أنهم لم‬
‫يكف روا القع دة عن القت ال إذا ك انوا م وافقين لهم في ال دين واالعتق اد‪ ،‬وق الوا بج واز التقي ة في الق ول دون العم ل‪ ،‬ولهم‬
‫مقوالت دون ذلك‪ .‬انظر‪ :‬الملل والنحل‪ ،‬الشهرستاني (‪.)137 / 1‬‬
‫(‪ )81‬انظر‪ :‬الفصل في الملل واألهواء والنحل‪ ،‬البن حزم (‪ ،)5/73‬والتبصير في الدين‪ ،‬ص ‪ ،31‬علق عليه محمد الكوثري‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1374( ،‬ه‪1955/‬م)‪.‬‬
‫(‪ )82‬شرح األصول الخمسة‪ ،‬للقاضي عبد الجبار (‪.)712 ، 666‬‬
‫(‪ )83‬الفتاوى (‪.)12/466‬‬
‫(‪ )84‬المصدر السابق (‪12/487‬ـ‪.)488 ،‬‬
‫(‪ )85‬هم أتباع الجهم بن صفون المتوفي سنة ‪128‬ه‪ ،‬ويسمون الجبرية ألنهم يقولون‪ :‬إن اإلنسان مجبور ال اختيار له‪ ،‬وقالوا‬
‫ب أن الإيم ان ه و المعرف ة باهلل ورس له‪ ،‬وأن ما س واها من الإق رار باللس ان‪ ،‬والخض وع ب القلب‪ ،‬والعم ل ب الجوارح ليس‬
‫‪442‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫بإيمان‪ ،‬وأن الكفر هو الجهل به‪ .‬انظر‪ :‬مقاالت اإلسالميين‪ ،‬الأشعري (‪.)1/197‬‬
‫(‪ )86‬المصدر السابق (‪.)23/326‬‬
‫(‪ )87‬الفتاوى (‪.)498 ،12/497‬‬
‫(‪ )88‬أخرج ه البخ اري ‪ -‬به ذا اللف ظ ‪ -‬في كت اب‪ :‬األنبي اء‪ ،‬ب اب (‪ ،)3/1283( )54‬ب رقم (‪ )3294‬من ح ديث أبي هري رة‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(رضي اهلل عنه)‬
‫(‪ )89‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬
‫(‪ )90‬الصارم المسلول‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫الي ْحصبي‪ ،‬أبو الفضل األندلسي المالكي‪ ،‬المولود سنة (‬
‫(‪ )91‬هو‪ :‬اإلمام العالمة الحافظ القاضي عياض بن موسى بن عياض َ‬
‫‪476‬هـ)‪ ،‬ص احب مص نفات نفيس ة‪ ،‬منه ا‪« :‬الش فاء بتعري ف حق وق المص طفى»‪ ،‬و«إكم ال المعلم ش رح ص حيح مس لم»‬
‫وغيرهما‪ ،‬مات سنة (‪544‬هـ)‪ .‬انظر‪ :‬وفيات األعيان (‪ ،)3/483‬وسير األعالم (‪.)20/212‬‬
‫(‪ )92‬ه و اإلم ام العالم ة‪ ،‬فقي ه المغ رب‪ ،‬أبو س عيد‪ ،‬عبد الس الم بن س عيد بن ح بيب‪ ،‬التن وخي‪ ،‬المغ ربي‪ ،‬الم الكي‪ ،‬الملقَّب‬
‫بس حنون‪ ،‬قاض ي الق يروان‪ ،‬وراوي «المدون ة» عن ابن القاس م‪ ،‬من أئم ة المالكي ة‪ ،‬م ات س نة (‪240‬هـ)‪ .‬انظ ر‪ :‬ت رتيب‬
‫المدارك (‪ ،)2/585‬وسير األعالم (‪.)12/63‬‬
‫(‪ )93‬الشفاء بتعريف حقوق المصطفى‪ ،‬للقاضي عياض (‪2/979‬ـ ‪ ،)980‬تحقيق‪ :‬علي البجاوي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫وأ عالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬تعليق‪ :‬طه سعد‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪ ،‬القاهرة‪.)3/180( ،‬‬
‫(‪ )94‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.165 :‬‬
‫(‪ )95‬أخرجه مسلم في كتاب‪ :‬اإليمان‪ ،‬باب‪ :‬وجوب اإليمان برسالة محمد (‪ ،)1/34‬رقم (‪ ،)153‬وأحمد في (‪)350 ،2/317‬‬
‫من حديث أبي هريرة (رضي اهلل عنه)‪.‬‬
‫(‪ )96‬الفتاوى (‪ ،)17/308‬والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (‪ ،)1/312‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫(‪ )97‬بغي ة المرت اد في ال رد على المتفلس فة والقرامط ة والباطني ة «الس بعينية»‪ ،‬البن تيمي ة (‪ ،)311‬تحقي ق‪ :‬موس ى ال دويش‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪1408 ،‬ه‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫المفس ر النحوي‪ ،‬العارف شمس الدين أبو‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )98‬هو‪ :‬اإلمام محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي ثم الدمشقي‪ ،‬الفقيه األصولي‬
‫وتفنَ ن في علوم اإلسالم‪ ،‬له مصنفات كثيرة‪ ،‬منها‪« :‬زاد المعاد في‬
‫عبداهلل ابن قيم الجوزية‪ ،‬الزم شيخ اإلسالم وأخذ عنه‪ّ ،‬‬
‫ه دي خ ير العب اد»‪ ،‬و«طري ق الهج رتين»‪ ،‬و«أعالم الم وقعين عن رب الع المين» وغيره ا‪ ،‬م ات س نة (‪751‬هـ)‪ .‬انظ ر‪:‬‬
‫المنهج األحمد (‪ ،)5/92‬األعالم (‪.)6/280‬‬
‫(‪ )99‬طريق الهجرتين وباب السعادتين‪ ،‬البن القيم (‪ ،)414‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪1375 ،‬ه‪.‬‬

‫‪443‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفتاوى (‪.)12/466‬‬ ‫(‪)100‬‬


‫التعريفات‪ ،‬محمد الشريف الجرجاني (‪ ،)80‬مكتبة لبنان‪1978 ،‬م‪.‬‬ ‫(‪)101‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.165 :‬‬ ‫(‪)102‬‬
‫الفتاوى (‪.)11/406‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫الرسالة (‪ ،)357‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪.‬‬ ‫(‪)104‬‬
‫انظر‪ :‬ضوابط التكفير‪ ،‬للدكتور عبداهلل القرني (‪ ،)289‬الطبعة الثانية‪1420 ،‬ه‪ ،‬دار عالم الفوائد‪ ،‬مكة‪.‬‬ ‫(‪)105‬‬
‫جامع العلوم والحكم‪ ،‬ص ‪.352‬‬ ‫(‪)106‬‬
‫أخرجه الترمذي في سنته‪ ،‬كتاب الفتن (‪ ،)4/466‬وقال‪ :‬حديث غريب‪ ،‬والحاكم في مستدركه (‪،)116 ،1/115‬‬ ‫(‪)107‬‬
‫والط براني في الكبير (‪ ،)12/447‬وابن أبي عاصم في السنة‪ ،‬ص ‪ ،39‬والاللكائي في شرح اعتقاد أهل السنة ‪1/106‬‬
‫مرفوعا‪ ،‬وله طرق‪ ،‬لكنها ال تخلو من مقال‪ ،‬واهلل وأعلم‪ .‬انظر‪ :‬تلخيص التحبير (‬
‫ً‬ ‫من حديث ابن عمر (رضي اهلل عنه)‬
‫‪ ،)3/141‬وتحفة األحوذي (‪.)6/322‬‬
‫أخرج ه الترم ذي في س ننه كت اب‪ :‬القيام ة (‪ ،)4/659‬وال دارمي في س ننه (‪ ،)2/392‬وابن ماج ه في س نته كت اب‪:‬‬ ‫(‪)108‬‬
‫الزه د‪ ،‬رقم (‪ ،)4251‬وأحم د في مس نده ( ‪ ،)3/198‬وعب د بن حمي د في مس نده‪ ،‬ص ‪ ،360‬والح اكم في مس تدركه (‬
‫مرفوع ا‪ ،‬وقال الترمذي عنه‪« :‬غريب»‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ )4/244‬كلهم من طريق علي بن مسعدة‪ ،‬عن قتادة عن أنس (رضي اهلل عنه)‬
‫وصححه الحاكم‪ ،‬لكن تعقبه الذهبي بأن علي بن مسعدة ليِّن‪ ،‬وحسَّنه الشيخ األلباني في صحيح الجامع رقم (‪.)4391‬‬
‫الفتاوى (‪.)13/124‬‬ ‫(‪)109‬‬
‫الفتاوى (‪.)13/317‬‬ ‫(‪)110‬‬
‫المصدر السابق (‪.)12/180‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫المصدر السابق (‪ )12/466‬بتصرف‪.‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬ ‫(‪)113‬‬
‫لسان العرب (‪11/32‬ـ ‪.)34‬‬ ‫(‪)114‬‬
‫انظر‪ :‬مجموع الفتاوى‪ ،‬لابن تيمية (‪.)13/277،313( ،)68 ،3/54( ،)70–4/68‬‬ ‫(‪)115‬‬
‫ال درة فيم ا يجب اعتق اده‪ ،‬البن ح زم (‪ ،)414‬تحقي ق‪ :‬أحم د العم ر وس عيد الق زقي‪ ،‬مكتب ة ال تراث‪ ،‬مك ة المكرم ة‪،‬‬ ‫(‪)116‬‬
‫الطبعة األولى‪1408 ،‬ه‪.‬‬
‫كقدامة بن مظعون وأصحابه (رضي اهلل عنهم )‪ .‬انظر ذلك في سنن البيهقي (‪.)8/16‬‬ ‫(‪)117‬‬
‫‪444‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حسين جليعب‬

‫الفتاوى (‪.)7/619‬‬ ‫(‪)118‬‬


‫مدارج السالكين (‪.)1/367‬‬ ‫(‪)119‬‬
‫هو‪ :‬محمد بن إبراهيم بن علي الحسني القاسمي‪ ،‬أبو عبد اهلل عز الدين المعروف بابن الوزير الصنعاني‪ ،‬مجتهد‪،‬‬ ‫(‪)120‬‬
‫متكلم‪ ،‬ن اظم‪ ،‬من أعي ان اليمن‪ ،‬من مص نفاته الكث يرة‪« :‬إيث ار الح ق على الخل ق» وغيره ا‪ ،‬ت وفي س نة (‪840‬هـ)‪ .‬انظ ر‪:‬‬
‫األعالم (‪ ،)6/191‬معجم المؤلفين (‪.)8/210‬‬
‫سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.5 :‬‬ ‫(‪)121‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.286 :‬‬ ‫(‪)122‬‬
‫رواه ‪ -‬به ذا اللف ظ ‪ -‬مس لم في كت اب‪ :‬اإليم ان‪ ،‬ب اب‪ :‬تج اوز اهلل عن ح ديث النفس (‪ )1/116‬رقم (‪،)126‬‬ ‫(‪)123‬‬
‫والترمذي في التفسير‪ ،‬تفسير سورة البقرة (‪ ،)5/221‬رقم (‪ ،)2992‬وأحمد في (‪ )2/412‬من حديث ابن عباس (رضي‬
‫أيضا‪.‬‬
‫مرفوعا‪ ،‬ورواه مسلم في الباب السابق (‪ ،)1/115‬رقم (‪ )125‬من حديث أبي هريرة (رضي اهلل عنه) ً‬
‫ً‬ ‫اهلل عنه)‬
‫إيثار الحق على الخلق‪ ،‬ص ‪.435‬‬ ‫(‪)124‬‬
‫سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.106 :‬‬ ‫(‪)125‬‬
‫إيثار الحق على الخلق‪ ،‬ص ‪.437‬‬ ‫(‪)126‬‬
‫ه و‪ :‬العالم ة أبو زكري ا يح يى بن زي اد بن عبد اهلل األس دي‪ ،‬م والهم‪ ،‬الك وفي المع روف ب الفراء‪ ،‬إم ام الكوف يين‬ ‫(‪)127‬‬
‫وأعلمهم ب النحو واللغ ة وفن ون األدب‪ ،‬ع الم بأي ام الع رب وأخباره ا‪ ،‬من تص انيفه العدي دة‪« :‬مع اني القرآن»‪ ،‬و«الم ذكر‬
‫والم ؤنث» وغيرهم ا‪ ،‬م ات س نة (‪307‬هـ)‪ .‬انظ ر‪ :‬ت اريخ بغ داد (‪ ،)14/146‬وفي ات األعي ان (‪ ،)6/176‬س ير األعالم (‬
‫‪.)10/118‬‬

‫ه و‪ :‬العالم ة علي بن إس ماعيل المع روف ب ابن ِس َ‬


‫يده‪ ،‬أبو الحس ن األندلس ي‪ ،‬إم ام اللغ ة وآدابه ا‪ ،‬من كتب ه‪:‬‬ ‫(‪)128‬‬
‫ص ص»‪ ،‬و«المحكم والمحي ط األعظم» وغيرهم ا‪ ،‬م ات س نة ( ‪458‬هـ)‪ .‬انظ ر‪ :‬وفي ات األعي ان ( ‪ ،)3/330‬س ير‬ ‫«الم َخ َّ‬
‫ُ‬
‫األعالم (‪.)18/144‬‬
‫لسان العرب (‪ )13/534‬مادة «كره»‪.‬‬ ‫(‪)129‬‬
‫فتح الباري (‪.)12/311‬‬ ‫(‪)130‬‬
‫ه و‪ :‬اإلم ام عالء ال دين عبد العزي ز بن أحم د بن محم د البخ اري‪ ،‬الفقي ه األص ولي‪ ،‬الحنفي‪ ،‬من مص نفاته «ش رح‬ ‫(‪)131‬‬
‫أصول الفقه للبزدوي» المسمى بـ«كشف األسرار» وغيره‪ ،‬مات سنة (‪730‬هـ) ـ انظر‪ :‬الجواهر المضية (‪ ،)2/428‬تاج‬
‫التراجم‪ ،‬ص (‪ ،)188‬األعالم (‪.)4/137‬‬
‫انظر‪ :‬نواقض اإليمان االعتقادية‪ ،‬وضوابط التكفير عند السلف‪ ،‬لمحمد الوهبي (‪.)2/7‬‬ ‫(‪)132‬‬

‫‪445‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراساتـ اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حكـم تكفير المعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المبسوط‪ ،‬للسرخسي (‪ ،)144 ،24/143‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫(‪)133‬‬


‫سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.106 :‬‬ ‫(‪)134‬‬
‫هو‪ :‬الحسن بن أبي الحسن‪ ،‬يسار‪ ،‬أبو سعيد األنصاري موالهم‪ ،‬البصري‪ ،‬ثقة فاضل‪ ،‬إمام مشهور‪ ،‬وكان يرسل‬ ‫(‪)135‬‬
‫ويدلس‪ ،‬مات سنة عشر ومائة‪ .‬انظر‪ :‬الطبقات الكبرى (‪ ،)7/156‬سير األعالم (‪ ،)4/563‬تقريب التهذيب (‪.)160‬‬
‫تفسير القرطبي (‪.)3/432‬‬ ‫(‪)136‬‬
‫المبسوط للسرخسي (‪ ،)44 ،12/43‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1393( ،‬هـ)‪.‬‬ ‫(‪)137‬‬
‫صحيح البخاري مع الفتح (‪.)12/331‬‬ ‫(‪)138‬‬
‫هو‪ :‬اإلمام أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر األنصاري‪ ،‬الخزرجي القرطبي‪ ،‬من كبار المفسرين والعباد‪،‬‬ ‫(‪)139‬‬
‫من مصنفاته التفسير المسمى «الجامع ألحكام القرآن»‪ ،‬و«التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» وغيرهما‪ ،‬مات سنة (‬
‫‪671‬هـ)‪ .‬انظر‪ :‬شذرات الذهب (‪ ،)5/335‬األعالم (‪.)6/216‬‬
‫انظر‪ :‬تفسير القرطبي (‪.)3/432‬‬ ‫(‪)140‬‬
‫رواه الط بري في تفس يره (‪ ،)3/229‬وال بيهقي في الس نن الك برى (‪ )8/209‬عن ابن عب اس (رض ي اهلل عنه)‬ ‫(‪)141‬‬
‫موقوفًا عليه‪.‬‬
‫االستقامة (‪2/319‬ـ‪ ،)320 ،‬تحقيق‪ :‬محمود رشاد سالم‪ ،‬الطبعة األولى (‪1404‬هـ)‪ ،‬جامعة الإمام محمد بن سعود‬ ‫(‪)142‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الفت اوى الك برى «المص رية» (‪ ،)1/56‬تحقي ق‪ :‬محم د ومص طفى عط ا‪ ،‬الطبع ة األولى ( ‪1408‬هـ)‪ ،‬دار الري ان‪،‬‬ ‫(‪)143‬‬
‫ورواية اإلمام أحمد الثانية رواها صالح عنه‪ .‬انظر‪ :‬مسائل اإلمام أحمد برواية ابنه صالح بن أحمد بن حنبل ( ‪580‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬فضل الرحمن دين محمد‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 ،‬هـ‪ ،‬الدار العلمية‪.‬‬
‫وحكاية المشهور من مذهب االمام ‪ ،‬انظر‪ :‬المغني‪ ،‬البن قدامة (‪ ،)12/499‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل التركي وعبد الفتاح‬ ‫(‪)144‬‬
‫الحلو‪ ،‬الطبعة األولى (‪1410‬هـ)‪ ،‬هجر للطباعة‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪1437 ،)4‬ه‍‪2015/‬م‬

You might also like