You are on page 1of 11

‫عقيدة النصارى‬

‫كان ابتداء تحريف عقيدة النصارى من دخول بولس ( شاؤول اليهودي‬


‫) ه''ذه الديانة أي بعد خمسة ق''رون من رفع المس''يح عليه الس''الم حيث‬
‫أصبحت تقوم على ثالث أسس ‪:‬‬
‫‪ -1‬التثليث ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصلب و الفداء ‪.‬‬
‫‪ -3‬محاسبة المسيح للناس ‪.‬‬
‫التثليث‬
‫مراد النصارى بالتثليث هو ( إله واحد األب و االبن و ال''روح الق''دس )‬
‫ويفسرون هذه العقيدة بقولهم أن تعليم الثالوث يتضمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬وحدانية اهلل ‪.‬‬
‫‪ -2‬الهوت األب و االبن و الروح القدس ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن األب و االبن و الروح القدس أقانيم يمتاز كل منهم عن اآلخر‪.‬‬
‫‪ -4‬أنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة و المجد ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن بينهم تمييزا في الوظائف و العمل‪.‬‬
‫‪ -6‬أن بعض أعمال الالهوت تنسب في الكتاب المق''دس إلى األب و االبن‬
‫و الروح القدس معاً‪ ،‬و بعضها تنسب على الخصوص إلى كل واحد منهم‪.‬‬
‫و عقيدة التثليث يتضح منها‪ :‬أنهم يقولون إن اهلل واحد حقيقي وهو في‬
‫الوقت نفسه ثالثة حقيقية ‪ ،‬وهذا شيء محير ج''داً !! ويص''دق عليهم أنهم‬
‫يعبدون ثالثة آلهة ويعتقدون أنهم موحدون‪.‬‬
‫ولقد صرّح كث''ير منهم بع''دم معقولية التثليث وأنها قض''ية ال يقبلها‬
‫العقل‪ ،‬ومع ذلك يؤمنون به‪.‬‬
‫والتثليث ‪-‬بهذا االسم‪ -‬لم يرد في العه''دين وال م''رة واح''دة‪ ،‬وإنما أول‬
‫من نطق به هو أس''قف أنطاكية الس''ادس (ثيوفيلي''وس)‪ ،‬مما ي''دل على أن‬
‫النصارى ابتدعوا عقيدة التثليث في وقت مت''أخر و الواقع أنهم اس''توردوها‬
‫من األديان الوثنية‪.‬‬
‫استدالالت النصارى على التثليث و إبطالها و نقضها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان اهلل تعالى ورد اسمه بالعبرية " ألوهيم " الذي يدل على الجم''ع‪،‬‬
‫و الرد عليه انه دليل باطل بنص التوراة التي نصت على ان اهلل واحد‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وأنه تعالى استخدم صيغه الجمع في التحدث عن نفسه كما ج''اء‬
‫في سفر التكوين " و قال اهلل نعمل اإلنسان " ‪ ،‬و إبطال هذا الدليل أن لفظة‬
‫"نعمل "وردت على صيغة تعظيم‪ '،‬ثم إن هن''اك مئ''ات األق''وال ال''واردة في‬
‫العهد الق''ديم' على لفظ اإلف''راد فكيف ت''ترك تلك المئ''ات و يؤخذ به''ذه‬
‫اللفظة الواحدة و شبهها ‪.‬‬
‫‪ -2‬ألف''اظ الص''ورة الموض''وعة للمعمودية وهي ‪ ":‬عم''دوا باسم األب‬
‫واالبن والروح القدس " والرد عليهم هو ان هذه اللفظة ال تعني أك''ثر من‬
‫طلب اإليمان بهؤالء الثالثة الذين هم اهلل تعالى و رسوله المس''يح و الملك‬
‫جبريل إذا صدق راوي هذه العبارة‪.‬‬
‫‪ -3‬األحوال التي واكبت تعميد المس''يح وفيها أن يس''وع رأى روح اهلل‬
‫نازال وأنه سمع صوت يقول‪ :‬هذا هو اب''ني الح''بيب‪ ،..‬وال''رد عليه أنه ليس‬
‫فيها ما يدل على أن هؤالء الثالثة واحد‪.‬‬
‫أدلة إثبات الوحدانية و إبطال التثليث من العهد القديم' و األناجيل ‪:‬‬
‫‪ -‬ورد في "سفر التثنية "‪ " :‬اسمع يا إسرائيل ال''رب إلهنا رب واحد " ‪،‬‬
‫ومنها ما ورد في إنجيل يوحنا (وه''ذه هي الحي''اة األبدية أن يعرف''وك أنت‬
‫اإلله الحقيقي وحدك‪.)..‬‬
‫االقانيم الثالثة تعريفها و أدلتهم عليها و بيان بطالن تلك األدلة ‪:‬‬
‫‪ -‬النص''ارى يزعم''ون ان اهلل ذو ثالثة أق''انيم ‪ :‬األب و االبن و ال''روح‬
‫القدس ‪.‬‬
‫‪ -‬االقنوم األول " األب "‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬ويراد باألب عندهم ‪ :‬الذات اإللهية مجردة عن االبن و الروح القدس‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬أدلتهم على أبوة اهلل للمسيح اهلل عن قولهم ‪ :‬ما ورد في إنجيل متى‬
‫‪":‬و إما ذلك اليوم و تلك الساعة فال يعلم بها احد من مالئكة السموات إال‬
‫أبي وحده "‬
‫ت‌‪ -‬الرد عليهم و بيان بطالن أدلتهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن األناجيل التي اعتمد النصارى عليها في إثب''ات ذلك ال تص''لح أن‬
‫تكون مستندا إذ هي كتب غ''ير موثوق''ة‪ ،‬كما أن بينها اختالف''ات في ه''ذه‬
‫األلفاظ نفسها في كتبهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان النصارى ال يعتقدون ان اهلل أب للمسيح أبوة حقيقية ويعتق''دون‬
‫ان اهلل تعالى أب للمسيح و هو في نفس هو هو ليس هو غ''يره‪ ،‬وه''ذا يجعل‬
‫كلمة األب الواردة في األناجيل لديهم ليس لها مفهوم حقيقي‪.‬‬
‫‪ -3‬على فرض صحة الروايات ال''واردة ل''ديهم في األناجيل في كلمة "‬
‫األب " فيجب ان تفسر على معنى غير األبوة الحقيقية ألمرين ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬أنهم أوردوا على لسان المسيح كالما كث''يرا ال يمكن ان يحمل على‬
‫المعنى الظاهري بل البد من حمله على المجاز‪ ،‬فكذلك أبوة اهلل للمسيح‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬ان نسبة األبوة الى اهلل ليست خاصة في المسيح ل''ديهم' بل وردت في‬
‫العهد القديم' و في األناجيل منسوبة الى غير المسيح كالتالميذ' و غيرهم و‬
‫المراد بها عند النصارى أبوة النعمة‪.‬‬
‫‪ -‬االقنوم الثاني " االبن " ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬المراد باالبن عندهم ‪ :‬هي كلمة اهلل المتجس''دة و هو المس''يح عليه‬
‫السالم و يزعم''ون ان االبن مس''او لألب في الوج''ود و ان األب خلق الع''الم‬
‫بواسطة االبن‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬أدلتهم على ان المس'''يح ابن اهلل ‪:‬اس'''تدلوا على ذلك بما ورد في‬
‫أناجيلهم من النصوص التي تنسب المسيح ابنا هلل كما هو في إنجيل متى‪":‬‬
‫أنت هو ابن اهلل الحي "‬
‫ت‌‪ -‬الرد عليهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان كتبهم التي يستندون إليها في هذا هي كتب غير موثقة و غ''ير‬
‫سليمة من التحريف‪.‬‬
‫‪ -2‬ان البنوة التي يزعمها النصارى ال تتفق مع البنوة الحقيقية ف''االبن‬
‫في األصل جزء من األب و يكون األب سابقا لالبن في الوجود ‪.‬‬
‫‪ -3‬ان هذا الوصف و هو " ابن اهلل " أطلق على غير المسيح في م''واطن‬
‫كثيرة من أناجيلهم‪ ،‬و يري''دون به البن''وة المجازية ال''تي تع''ني اللطف و‬
‫الحفظ من قبل اهلل لهم فكذلك إذا ما ورد من بنوة المسيح هلل ال تعني غير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬ان المسيح عليه السالم قد دلت األدلة الكثيرة على بشريته و انه ابن‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬االقنوم الثالث " الروح القدس " ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬المراد بالروح القدس عند النصارى ‪ :‬هو في كالمهم روح اهلل ال''ذي‬
‫يتولى تأييد' اتباع المسيح و تطهيرهم‪.‬‬
‫و استدلوا على ألوهيته بأن الكتاب المقدس لديهم' وصف الروح الق''دس‬
‫بصفات ال يوصف بها إال اهلل فدل هذا عندهم على ألوهيته ‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬الرد عليهم ‪ :‬ليس في األناجيل أي عب''ارة ت''دل على المع''نى ال''ذي‬
‫يدعونه في ال''روح الق''دس و هو األلوهية ‪ ،‬بل ال''روح الق''دس الم''راد به‬
‫جبريل عليه السالم في كل موطن ورد ذكره فيه‪.‬‬
‫فمن هذا كله يتضح لنا أن عقي''دة التثليث عند النص''ارى ليس لها أدلة‬
‫تثبت صحتها‪.‬‬
‫الصلب و الفداء ‪:‬‬
‫‪ -‬الص''لب ‪ :‬هو التعليق على خش''بة الص''ليب ‪ ،‬و اليه''ود و النص''ارى‬
‫يعتقدون ان المسيح عليه السالم مات مصلوبا‪ ،‬والنصارى يعلل''ون ذلك بأنه‬
‫صلب فداء للبشر لتخليصهم من خطيئة أبيهم آدم و هي أكله من الش''جرة‬
‫التي نهي عنها فانتقلت الخطيئة الى أبنائه‪.‬‬
‫‪ -‬قصة الصلب إجماال كما وردت في األناجيل ‪:‬‬
‫ان المسيح عليه السالم طلبه اليهود ليقتل''وه النه في زعمهم كفر باهلل‬
‫ف''دلهم على مكانه (يه''وذا االس''خريوطي) وقبض''وا عليه ليلة الجمعة ثم‬
‫حملوه إلى دار الوالي و حكم عليه بالصلب وص''لب ثم ان''زل من الص''ليب و‬
‫ادخل القبر ثم قام من ق''بره ثم ظهر لهم في الجليل و كلمهم و بقي معهم‬
‫أربعين يوما ثم ارتفع الى السماء و هم ينظرون إليه ‪.‬‬
‫‪ -‬حقيقة نهاية المسيح على األرض و مجيئه مرة أخرى ‪:‬‬
‫و الحق بالنسبة' للمس''يح ان اهلل أنج''اه من أعدائه اليه''ود وه''ذا ال''ذي‬
‫يتناسب مع سؤال المسيح اهلل فقد استجاب اهلل له‪ ،‬قال تع''الى (‪..‬بل رفعه اهلل‬
‫إليه‪.)...‬‬
‫والنص''ارى يعتق''دون رجعه المس''يح قبل ي''وم القيامة و انه سيحاسب‬
‫الناس و يضم أتباعه إليه و اليهود يؤمنون بان مسيحا سيأتي آخر الزمان و‬
‫ينتصر به اليهود على أعدائهم وهو المسيح الدجال اليهودي‪ ،‬والذي يبدو أن‬
‫النصارى أيضا سيكونون من أتباعه‪.‬‬

‫‪ -‬الفداء ‪ :‬هو اعتقاد النصارى ان موت المسيح كان كفارة لخطيئة آدم‬
‫التي انتقلت الى أبنائه بالوراثة‪.‬‬
‫‪ -‬أدلة النصارى على الفداء ‪ :‬ما جاء في إنجيل مرقص‪ ":‬ان ابن اإلنسان‬
‫لم يأت ليخدم بل ليخدم و ليبذل' نفسه فدية عن كثيرين ‪.‬‬
‫معارضة عقيدة الصلب والفداء للعقل‬
‫إن عقيدة النصارى في الصلب والف''داء‪ ,‬ينتابها الكث''ير من المالحظ''ات‬
‫واالعتراضات المنطقية والعقلية‪ ,‬ناهيك عن االعتراضات النقلية والنصية‪,‬‬
‫التي أوردت غيضا من فيض منها سابقا‪ ,‬وذلك من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫من السخف واالستهزاء بالعقول أن تغفر خطيئة آدم عليه السالم‬ ‫‪-1‬‬
‫بخطيئة وجريمة أبشع‪ ,‬وهي تعليق اإلله –المس''يح ابن اهلل كما يزعم''ون‪-‬‬
‫على الصليب ليذوق اآلالم‪.‬‬
‫أليس من السفه الفك''ري أن نق''ول‪ :‬إن اهلل س''بحانه وتع''الى لم‬ ‫‪-2‬‬
‫يرضى أن ينتقم من المجرمين الظالمين وانتقم من ابنه البريء‪.‬‬
‫ما الحكمة العظمى التي من أجلها يظل ابن آدم متحمال لخطيئة‬ ‫‪-3‬‬
‫أبيه‪ ,‬حتى يأتي اإلله يسوع في آخر الزمان ليكون قربانا‪ ,‬وبين عيسى وآدم‬
‫عليهما السالم أنبياء ورسل ال حصر لهم‪.‬‬
‫هل من العدالة اإللهية أن يحاسب اإلنسان على فعل غيره؟!!'‬ ‫‪-4‬‬
‫إن القول بتوريث الخطيئة لهو في غاية الظلم ال''ذي يت''نزه عن‬ ‫‪-5‬‬
‫اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫يلزم من يقبل هذه العقيدة أن يقبل ما يرفضه كل عقل‪ ,‬من أن‬ ‫‪-6‬‬
‫خالق الكون جل جالله يمكن أن يحل في رحم امرأة في هذه األرض‪.‬‬
‫يلزم من عقيدة الفداء والصلب أن يكون خالق الك''ون ع''اجز عن‬ ‫‪-7‬‬
‫إتمام مراده بالجمع بين عدله ورحمته‪.‬‬
‫عقيدة الصلب والفداء تتنافى مع القول باأللوهية‪ ,‬حيث تستلزم‬ ‫‪-8‬‬
‫وقوع اإلهانة والعذاب لإلله المسيح كما يقولون‪.‬‬
‫هناك العديد من الطوائف المسيحية تعتقد بأن من ي''ؤمن به''ذه‬ ‫‪-9‬‬
‫العقيدة سينال غفران شامل للخطايا الالحقة والسابقة‪ ,‬وبهذا تكون عقي''دة‬
‫الصلب والف''داء هي امت''داد للخطيئة وليس غف''ران له''ا‪ ,‬فكيف يصح ذلك‬
‫عقال؟؟!!‬
‫إن أفضل تشبيه لهذه العقيدة الباطل''ة‪ ,‬ما س''طره األس''تاذ محمد حسن‬
‫عبد الرحمن في كتابه (براهين تحتاج إلى تأمل في ألوهية المس''يح)‪ '،‬حيث‬
‫شبه األمر بقصة ملك تم''رد عليه ش'عبه‪ ،‬فأرسل إليهم رسال ي'دعونهم إلى‬
‫الخير والرجوع لسلطانه‪ ,‬واإلذعان لقوانين العدل والسالم التي وضعها‪.‬‬
‫لكن هؤالء قتلوا رسله واستهزءوا بهم‪ ،‬وزادوا عتوا‪ ،‬ف''زاد غضب الملك‬
‫عليهم‪ ،‬ثم ما لبث الملك أن أصدر قرارا بأنه سيبعث ابنه الوحيد ليض''ربوه‬
‫ويقتلوه ويهينوه كفارة عن معاصيهم‪ '،‬فمن صدق ذلك فهو عن''ده الك''ريم‬
‫المغفور له‪.‬‬
‫كما أصدر أم''را آخر بإلغ''اء كل ق''وانين الع''دل والرخ''اء الس''ابقة‪,‬‬
‫وأصدر أمرا باعتب''ار الرضا ب'القرارات الس''ابقة كافيا للحكم على الراضي‬
‫بأنه مواطن صالح مهما ارتكب من آثام وموبقات وجرائم‪.‬‬
‫وقد كانت حيثيات هذا القرار‪ :‬أن الملك ع''ادل‪ ،‬ومن عدله يقتص من‬
‫المجرمين المخربين المفسدين في مملكته‪ ،‬ولكنه حبا لهم‪ ،‬وحتى ال يهلك‬
‫كل من في المملكة‪ ,‬رضي بأن يقتص من ابنه الوحيد البريء‪ ،‬الذي يع''دل‬
‫القص''اص منه كل ج''رائم ش''عبه‪ ،‬وأمر ب''أن يع''ذب ثم يص''لب‪ .‬فما رأي‬
‫النصارى بهذا الملك؟؟‪'!!.‬‬
‫ومثل ه''ذا الملك ال يق''ال في حقه ع''ادل أو ظ''الم‪ '،‬وإنما األليق به أن‬
‫يقال عنه‪ :‬إنه غبي سفيه معتوه ‪-‬كما يرى األستاذ محمد حسن–‬
‫هذه هي صورة اإلله الذي تريد النصرانية المحرفة أن نعبده‪)4( .‬‬
‫الرد اإلسالمي على هذه العقيدة‬
‫إن أجمل وأعظم رد على ه''ذه العقي''دة الباطل''ة‪ ,‬ما ج''اء في الق''رآن‬
‫الكريم‪ ,‬الذي بين زيف وبطالن هذه الدعوى‪ ,‬موضحا خيوط المؤامرة على‬
‫عيسى عليه الس''الم من قبل اليه''ود‪ ,‬ال''ذين أرادوا اإليق''اع به في الم''وت‬
‫والقتل‪ ,‬من خالل المكر به‪ ,‬ولكن اهلل تعالى رد كيدهم' في نح''رهم‪ ,‬ونجا‬
‫نبي اهلل من بين أيديهم‪.‬‬
‫واآليات تتكلم بوضوح وجالء ال يحتاج معه إلى شرح أو توض''يح‪ ,‬ق''ال‬
‫تعالى متح''دثا عن اليه''ود‪{ :‬فَبِمَا نَقْضِ' هِمْ مِيثَ''اقَهُمْ وَكُفْ''رِهِمْ‬
‫بِآيَاتِ اللَّ''هِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَ''اءَ بِغَيْ''رِ حَ''قٍّ وَقَ''وْلِهِمْ قُلُوبُنَا‬
‫غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْ''رِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُ''ونَ إِلَّا قَلِيلًا *‬
‫وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا‬
‫قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُ' ولَ اللَّ''هِ وَمَا قَتَلُ''وهُ وَمَا‬
‫ش'' كٍّ‬
‫صَلَبُوهُ' وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي َ‬
‫مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُ''وهُ يَقِينًا *‬
‫بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمً''ا} النس''اء‪-155/‬‬
‫‪157‬‬
‫إن المدقق فيما يقوله النصارى عن الصلب والفداء‪ ,‬وبن''وة المس''يح هلل‬
‫الذي افتداه‪ ,‬وما كان سائدا في الوثنيات القديمة في الهند وغيرها‪ ,‬ي''وقن‬
‫أن هناك تماثال وتشابها‪ ,‬يدعو إلى دفع أي شك ب''أن النص''رانية قد أخ''ذت‬
‫الكثير من العقائد الوثنية‪.‬‬
‫وقد أسهب جميع علماء مقارنة األديان والمهتمين بالتاريخ الق''ديم‪ ،‬في‬
‫الحديث عن عقيدة الصلب والفداء‪ ،‬وعن أص''ولها‪ ،‬وك''انوا جميعا متق''اربي‬
‫اآلراء في بيان جذور ه''ذه العقي''دة‪ ،‬وكيفية وص''ولها للديانة المس''يحية‬
‫المحرفة‪ ،‬ومن هؤالء صاحب كت''اب العقائد الوثنية في الديانة المس''يحية‪,‬‬
‫لمؤلفه محمد ط'''اهر التن'''ير الب'''يروتي‪ ,‬وال'''ذي حققه محمد عبد اهلل‬
‫الشرقاوي –أستاذ الفلسفة ومقارنة األديان بكلية العل''وم بجامعة الق''اهرة‪-‬‬
‫الذي كان عبارة عن خالصة إطالعه على ما يقرب من أربعين كتابا أجنبيا‬
‫في مقارنة األدي''ان وفي الت''اريخ الق''ديم‪ .‬حيث جمع الش''يء الكث''ير مما‬
‫يشترك فيه النصارى مع الوثنيين المختلفي النحل‪ ،‬واألمكنة' في العقائد‪.‬‬
‫فهل هناك شك بعد كل هذا ببطالن هذه العقيدة؟؟!!'‬
‫دعوى محاسبة المسيح للناس ‪:‬‬
‫يزعم النص''ارى أن المس''يح عليه الس''الم س''وف يت''ولَّى ي''وم القيامة‬
‫محاسبة الناس وإدانتهم‪ ،‬ولهم على ذلك نصوص من إنجيل يوحنا وغ''يره‪.‬‬
‫ومن ذلك ما ورد في (إنجيل يوحنا) (‪( :)5/26‬كما أن األب له حي''اة في‬
‫ذاته كذلك أعطى االبن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته‪ ،‬وأعطاه سلطاناً أن‬
‫يدين أيضاً؛ ألنه ابن اإلنسان)‪.‬‬
‫وجاء في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (‪( :)5/10‬ألنه البد‬
‫أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح؛' لينال كل واحد ما ك''ان بالجس''د‪،‬‬
‫بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً)‪ .‬وثبوت هذه العقي''دة ف''رع عن ثب''وت‬
‫أصلها‪ ،‬وهي األناجيل أو الرسائل‪ ،‬وما نعتقده في ذلك أن اهلل ع''زَّ وج''لَّ‬
‫هو الذي يتولَّى حس''اب الن''اس ي''وم القيام''ة‪ '،‬ويك''ون الرسل ش''هوداً على‬
‫أقوامهم‬
‫قول النصارى في الجنة و النار و البعث ‪:‬‬
‫‪ -‬يعتقد النصارى بالبعث الجسدي و يؤمنون بالنعيم األبدي في الجنة و‬
‫العذاب األبدي في النار إال أنهم يزعمون ان الجنة ليس فيها أكل و ال شرب‬
‫و ال نكاح و ال شيء من المتع الحسية و يعتقدون ان المتعة تكون برؤية اهلل‬
‫فقط‪.‬‬
‫ورد في (ق''اموس الكت''اب المق''دس)‪( :‬تتض''من القيامة بحسب تعليم‬
‫الكتاب المقدس قيامة األجساد وتغيير هذه األجس''اد وبقاءها إلى األب''د‪.)...‬‬
‫ثم قال‪( :‬ولقد عَلَّم المسيح بوض''وح ب''أن الم''وتى س''يقومون)‪ .‬كما أن‬
‫النصارى يؤمنون بالنعيم األبدي في الجنة والعذاب األب''دي في الن''ار‪ ،‬كما‬
‫جاء في (إنجيل متى) (‪( )25/34‬ثم يقول الملك للذين عن يمينه‪ :‬تعالوا‬
‫يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس' العالم‪ .‬ثم يقول أيضاً‬
‫للذين عن اليسار‪ :‬اذهبوا ع''ني يا مالعين إلى الن''ار األبدية المع''دة إلبليس‬
‫ومالئكته‪ ...‬فيمضي هؤالء إلى عذاب أبدي واألب''رار إلى حي''اة أبدي''ة)‪ .‬إال‬
‫أنهم يزعم''ون أن الجنة ليس فيها أكل وال ش''رب وال نك''اح وال ش''يء من‬
‫المتع الحسية‪ ،‬وإنما يعتقدون أن المتعة تكون برؤية اهلل فقط‪ .‬فلهذا يق''ول‬
‫ميخائيل مينا‪( :‬إن نعيم األبرار هو عبارة عن اتصالهم باهلل ورؤيتهم جالله‪،‬‬
‫ورؤية اهلل هي الجزاء األعظم الفائق كل خير الذي يمأل رغبة كل إنسان‪،‬‬
‫ويشبع شهوات نفس''ه‪ ،‬بل هو س''عادته النهائية المش''تهاة من كل مش''اعره‪،‬‬
‫والتي إليه تتجه كل أشواق قلبه)‪ .‬وإنكارهم هذا يعود إلى أنهم ي''رون أن‬
‫األجساد يوم القيامة ستكون أجساداً روحانية ال تحتاج إلى الطعام والشراب‪،‬‬
‫وليس فيها شهوة الجم''اع‪ ،‬وال ف''رق فيها بين جسد الم''رأة وجسد الرج''ل‪.‬‬
‫ويس''تدلون ل''ذلك بنص''ين‪ :‬أح''دهما في (إنجيل متَّى) (‪ )22/29‬وفيه‬
‫يقول المسيح‪( :‬ألنهم في القيامة ال يزوج''ون وال ي''تزوجون‪ ،‬بل يكون''ون‬
‫كمالئكة اهلل في السماء)‪ .‬واآلخر من كالم بولس في كورنثوس األولى (‬
‫‪ )15/44‬وهو يتحدث عن قيامة األموات (ي''زرع جس''ماً حيواني''اً ويق''ام‬
‫جس''ماً روحاني''اً)‪ .‬وه''ذا الكالم من ب''ولس ال دليل له علي''ه‪ ،‬وهو من‬
‫اختراعاته وافتراءاته العديدة‪.‬‬
‫أما النص المنسوب إلى المسيح فليس فيه سوى نفي ال''زواج‪ ،‬وليس فيه‬
‫نفي الطعام والشراب‪ ،‬وقد ثبت في نصوص األناجيل إثبات الطعام والش''راب‬
‫في اآلخرة‪ ،‬فقد ذكر (لوقا) في (‪ :)22/29‬أن المسيح قال لتالميذه الذين‬
‫يؤمنون ب''ه‪( :‬وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتـا لت''أكلوا وتش''ربوا‬
‫على مائدتي‪ ،‬وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل االثني عشر)‪.‬‬
‫وفي (إنجيل متى) (‪ )26/29‬أن المسيح قال لتالميذه' بعد آخر ش''راب‬
‫شربه معهم‪( :‬وأقول لكم‪ :‬إني من اآلن ال أش'رب من نت''اج الكرمة ه''ذا إلى‬
‫ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً في ملكوت أبي)‪.‬‬
‫فهذه النصوص تعارض ذلك النص الس''ابق ال''ذي ينكر النعيم الحس''ي‪،‬‬
‫وتدل على عدم صحته؛ ألن الحق أن أهل الجنة يتنعمون فيها نعيماً كامالً‪،‬‬
‫ذكره اهلل عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم‪ ،‬وبيَّنه النبي محمد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم بياناً شافياً‪ ،‬وليس هناك مانع عقلي منه‪ ،‬واهلل على كل ش''يء ق''دير‬
‫وفضله عظيم ‪.‬‬
‫الشعائر عند النصارى ‪:‬‬
‫‪ )1‬التعميد ‪:‬‬
‫وهو مفت''اح ال''دخول في النص''رانية ‪،‬و م''رادهم من التعميد ان يك''ون‬
‫االنسان طاهرا مبرءا من الذنوب و ط''ريقتهم هي رش الم''اء على الجبهه او‬
‫غمس اي ج''زء من الجسم في الم''اء او غمس الش''خص كله في الم''اء و ال‬
‫يكون اال في الكنيسة و على يد كاهن ‪.‬‬
‫‪ )2‬العشاء الرباني ‪:‬‬
‫و هو قطع من الخبز مع كأس من الخمر يتناوله النصارى في الكنيسة‬
‫رمزا و تذكار لصلب المسيح عندهم ‪ ،‬و عند غير الكاثوليك ان هذا رم''زا‬
‫لما حل بالمسيح' ‪.‬‬
‫وهاتان الشعيرتان هما أهم شعائر النصارى ‪.‬‬
‫‪ )3‬االعتراف للقسس و صكوك الغفران ‪:‬‬
‫التوبة عند النصارى ال تتم اال باالعتراف بالذنوب امام القس او الك''اهن‬
‫في الكنيسة ثم يمسحه الكاهن فتغفرذنوبه ثم قرر في المجتمع الثاني عشر‬
‫سنة ‪1215‬م ان الكنيسة الكاثوليكية' تملك حق الغفران و تمنحه لمن تشاء‬
‫‪،‬و هذا مظهر من مظاهر تالعبهم‪.‬‬
‫‪ )4‬الزواج عند النصارى ‪:‬‬
‫يجوز الزواج عند النصارى ما عدا للقسس و الكاهن ل''دى الكاثوليك و‬
‫االرثوذكس اقتداءا في زعمهم بالمسيح' الذي لم يتزوج ‪،‬و ال يجوز ال''زواج‬
‫عن''دهم ب''اكثر من واح''ده و ال طالق عن''دهم اال في حالة الزنا و يج''وز‬
‫الطالق عن'''دهم في حالة اختالف ال'''دين بين الرجل و الم'''رأة اذا لم يتم‬
‫التوافق بينهما ‪.‬‬
‫‪ )5‬حمل الصليب و تقديسه ‪:‬‬
‫يرمزون بالصليب إلى صلب المسيح و يزعمون ان حمله يشعرهم بانكار‬
‫النفس و اقتف''اء اثر المس''يح و ال يوجد ل''دى النص''ارى دليل على حمله و‬
‫تقديسه ‪،‬و ال يع''رف من ال''ذي دعا الى حمله و انما هو امر استحس''نوه و‬
‫درجوا عليه في زمن متاخر حتى صار من اظهر شعائرهم‪.‬‬
‫‪ )6‬تقديس يوم االحد ‪:‬‬
‫‪ -‬من المعلوم ان ب''ني اس''رائيل يعظم''ون ي''وم الس''بت اال ان النص''ارى‬
‫تركوا يوم الس''بت و عظم''وا االحد رغبة منهم في مخالفة اليه''ود‪ ،‬وه''ذا‬
‫تحريف بما يوافق أهوائهم‪.‬‬

You might also like