You are on page 1of 17

‫الرد عىل الإدعاء الاكذب بأن القديس ساويرس الإنطايك‬

‫يُنكر وراثة اخلطية الصلية‬


‫فهرس‬
‫مقدمة‬
‫تعرٌف الخطٌة‬
‫األمر الذي كان ٌرد علٌه القدٌس ساوٌرس‬
‫أقوال آباء الكنٌسة السرٌانٌة عن وراثة الخطٌة األصلٌة‬
‫أولا‪ :‬أقوال القدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‬
‫ثانٌا ا‪ :‬القدٌس مار ٌعقوب السروجً‬
‫ثالثا ا‪ :‬رأي قداسة البطرٌرك مار إغناطٌوس زكا عٌواص‬
‫بطرٌرك الكنٌسة السرٌانٌة األرثوذكسٌة المتنٌح‬
‫خاتمة‬

‫مسٌحً أرثوذكسً‬
‫مقدمة‪( :‬من نقطتٌن)‬
‫‪ٌ -1‬نشر البعض أقوال للقدٌس ساوٌرس وهو ٌرد على بدعة‬
‫ٌحارب فٌها فكرة أن الخطٌة لها كٌان مادي ومختلطة بجوهرنا‬
‫وجسدنا البشري‪ ،‬والتً تقود إلى بدعة أن الجسد هو خطٌة‬
‫وشر والزواج خطٌة ألنه ٌنجب جسد‪ ،‬وٌقول الذٌن ٌنشرون‬
‫هذه األقوال أن القدٌس ساوٌرس ٌنكر وراثة الخطٌة!! ولكن‬
‫لو قرأتم األقوال ستجدونه ٌحارب فكرة أن الخطٌة مختلطة‬
‫بجوهرنا البشري ‪ ،‬وٌحارب بدعة أن الخطٌة لها كٌان مادي‬
‫ٌختلط بطبٌعتنا البشرٌة منذ أن خلق هللا اإلنسان‪ ،‬فٌصبح‬
‫بالتالً الجسد كمادة هو خطٌة وشر‪ ،‬والزواج خطٌة وشر ألنه‬
‫ٌنجب إنسان له جسد‪.‬‬

‫‪ -2‬على الجانب األخر ظهر المهرطق بٌالجٌوس الذي ٌٌنكر‬


‫وراثة الخطٌة األصلٌة ونتائجها الفساد والموت‪ ،‬ولكً ٌثبت‬
‫فكرته قال أن الخطٌة لٌس لها كٌان مادي‪ ،‬فكٌف لشًء لٌس‬
‫له كٌان مادي ٌإثر وٌفسد شًء له كٌان مادي وهو اإلنسان؟‬
‫تعرٌف الخطٌة‪:‬‬
‫الخطٌة لٌس لها كٌان مادي وهذا األمر شرحه اآلباء خاصة‬
‫القدٌس أغسطٌنوس‪ ،‬والقدٌس باسٌلٌوس الكبٌر‪ ،‬ولكً ل‬
‫أحٌرك عزٌزي القاريء بخصوص سإال المهرطق بٌالجٌوس‬
‫الذي سبق وعرضته‪ ،‬سؤقول لك أولا ما هى الخطٌة‪ ،‬وثانٌا ا رد‬
‫القدٌس أغسطٌنوس على بٌالجٌوس‪.‬‬

‫الخطٌة هى فعل ٌتسم بالخطؤ وحالة وجود اإلنسان فً مخالفة‬


‫لوصٌة هللا‪ ،‬وهذا التعرٌف ٌإمن به القدٌسٌن‪ ،‬وحتى المهرطق‬
‫بٌالجٌوس ٌرفض فكرة أن الخطٌة له كٌان مادي ولكنه ٌإمن‬
‫بهذا لكً ٌنفً وجودها ونتائجها بمعنى أدق ٌنفً أن اإلنسان‬
‫لو أخطؤ ٌحتاج لفداء ونعمة هللا فٌعتبر أن الخطٌة ل تإثر فً‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫كٌف إذن لشًء غٌر مادي (الخطٌة) أن ٌٌفسد و ٌٌمٌت شًء‬


‫مادي وهو اإلنسان‪ ،‬القدٌس اغسطٌنوس عبقري جدا فً‬
‫إجابته على بٌالجٌوس حٌث قال له‪:‬‬
‫عدم األكل هو فعل ولٌس شًء مادي ولكنه ٌإدي ألضعاف‬
‫الجسد والموت‪ ،‬فقرار عدم تناول الطعام لٌس شًء مادي بل‬
‫هو فعل‪ ،‬هكذا الخطٌة فعل ٌتسم بالخطؤ ومخالفة لوصٌة هللا‬
‫تفصلنا عنه‪ ،‬فنعاقب بالموت "أجرة الخطٌة موت" وننفصل‬
‫عن هللا مصدر الحٌاة والخٌر ونفسد‪ ،‬وملك علٌنا الموت‬
‫بالخطٌة‪ ،‬فً آدم أخطؤنا كلنا بدون إستثناء‪ ،‬فال ٌوجد موت‬
‫بدون شوكته أي الخطٌة‪ ،‬ألن الموت ل وجود له بدون خطٌة‬
‫فهى السبب وهى أصل الموت‪ ،‬لذلك كل البشرٌة تحتاج للفداء‬
‫والفداء هو أن ٌحمل الرب خطٌة العالم كله وعقوبتها بدلا‬
‫منهم‪ ،‬وٌفدٌهم ألنه بدون خطٌة ل وجود لحكم الموت‪ ،‬ول‬
‫حاجة للفداء‪ ،‬لذلك إنكار وراثة الخطٌة ٌلغً الفداء أو حاجة‬
‫الكل للفداء‪.‬‬
‫األمر الذي كان ٌرد علٌه القدٌس ساوٌرس‪:‬‬
‫إذن القدٌس أغسطٌنوس ٌشترك مع القدٌس ساوٌرس فً‬
‫فكرة أن الخطٌة لٌست كٌان مادي‪ ،‬و ٌٌعرفها بؤنها بل فعل ٌتسم‬
‫بالخطؤ‪ ،‬فعل خاطًء‪ ،‬وحالة الوجود فً مخالفة لوصٌة هللا‪،‬‬
‫وهذه الحالة تزداد وتنشط عند البعٌدٌن عن هللا وتقودهم‬
‫لشرور أكثر فؤكثر‪.‬‬
‫لذلك ل تصدقوا من ٌقولون لكم أن القدٌس ساوٌرس ٌرد على‬
‫عقٌدة وراثة الخطٌة األصلٌة‪ ،‬هذا غٌر صحٌح‪.‬‬
‫فهو ٌرد على بدعة أن الخطٌة كٌان مادي مختلط بجسدنا‬
‫وكٌاننا اإلنسانً وبالتالً ٌكون جسد اإلنسان فً مادته‬
‫وجوهره شر وخطٌة‪ ،‬وهذا كالم ل ٌإمن به القدٌس‬
‫أغسطٌنوس ول نإمن به بل بدعة رفضتها الكنٌسة وردت‬
‫علٌها كثٌراا‪.‬‬
‫فبعض هإلء الهراطقة أستغلوا عقٌدة الكنٌسة بوراثة الخطٌة‬
‫لكً ٌثبتوا بها فكرهم‪ ،‬ولكنهم أستغلوها بشكل مشوه‪ ،‬وقالوا‬
‫أن الخطٌة كٌان مادي‪ ،‬وبعضهم قال أن الجسد خطٌة وشر‬
‫وآمنوا بؤنه عقوبة وأن اإلنسان لكً ٌخلص ٌجب أن ٌخرج‬
‫من الجسد‪ ،‬وهكذا نسبوا هلل الخالق أنه خلق الخطٌة‪.‬‬
‫ولم ٌكتفوا بهذا بل قالوا أن ربنا ٌسوع المسٌح ولد من‬
‫العذراء بجسد خاطًء‪ ،‬ألن الجسد هو خطٌة وهللا تجسد‪.‬‬
‫والقدٌس أثناسٌوس كان رده على هذه البدعة قوي جداا فً‬
‫كتابٌن ضد المهرطق أبولٌنارٌوس ومن ضمن حججه القوٌة‬
‫على إتهامهم لربنا ٌسوع المسٌح لما قالوا له "أن المسٌح به‬
‫خطٌة وخاطًء ألن الجسد أعتاد الخطٌة ووارث الخطٌة" فرد‬
‫علٌهم بحجج قوٌة منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ربنا ٌسوع المسٌح ولد من العذراء بالروح القدس‬
‫ولٌس نتٌجة تناسل‬
‫‪ -2‬لو أن الجسد خطٌة‪ ،‬وهللا خلق الجسد‪ ،‬فٌكون هللا ظالم‬
‫لو أنه قام بإدانة اإلنسان فً الٌوم األخٌر على خطاٌاه‬
‫وعاقبه ألن هللا هو من جعل اإلنسان خاطئاا‪.‬‬
‫‪ -3‬لو أن الجسد شر وعقوبة وخطٌة‪ ،‬فلماذا تجسد هللا؟‬
‫‪ -4‬لو أن الجسد خطٌة وعقوبة وسجن فكٌف تكون عقوبة‬
‫الموت شر‪ ،‬بل ٌجب أن نعتبرها خٌر ألنها ستحررنا من‬
‫شر الجسد‪ ،‬وهذا كالم غٌر صحٌح تماماا‪.‬‬
‫‪ -5‬لو أن الجسد خطٌة وشر فبذلك تكون القٌامة خطٌة‬
‫وشر ألننا سنقوم بالجسد والروح معاا‪.‬‬
‫وحجج أخرى جمٌلة قدمها القدٌس أثناسٌوس وشروحات‬
‫ٌا أحبائً بعدما أتضحت لكم الصورة‪ ،‬تخٌلوا معً كم‬
‫التزٌٌف الذي ٌنشره البعض‪ ،‬وٌنسبون لآلباء القدٌسٌن ما‬
‫لم ٌقولونه‪ ،‬أنتبهوا أرجوكم وتمسكوا بإٌمان الكنٌسة‬
‫الثابت الذي نشؤتم علٌه‪.‬‬
‫سؤضع لكم بعض األقوال التً ٌنشرها هإلء الذٌن‬
‫ٌنكرون وراثة الخطٌة األصلٌة لٌنسبوا للقدٌس ساوٌرس‬
‫أنه ٌنكر وراثة الخطٌة!! وستجدونه ل ٌنكرها بل ٌرد‬
‫على الهرطقة التً وضحتها لكم والتً حاربها آباء‬
‫كثٌرون‪ ،‬حتى القدٌس دٌدٌموس الضرٌر المعروف لكل‬
‫الباحثٌن أنه ٌإمن بوراثة الخطٌة بكل وضوح‪ ،‬حارب هذه‬
‫البدع‪ ،‬ودحض المانوٌٌن وبدعهم وغٌرهم‪.‬‬

‫إلٌكم بعض أقوال القدٌس ساوٌرس التً نشروها‪:‬‬

‫"ألنه ٌبدو لً أنه ٌولّد فكراا سٌئا ا لى سامعٌه‪ .‬فكما أن‬


‫الذي ٌقول عن الجسد أنه متنفس (ذو نفس) ٌشٌر إلى‬
‫اإلختالط بٌن النفس والجسد‪ ،‬كذلك الذي ٌقول "الجسد‬
‫كونة فً الجسد ومعلوم أن‬ ‫بالخطٌئة" ٌبٌن أن الخطٌئة م َّ‬
‫حضرتك تعترف فً كل مكان أن الخطٌئة أصابت اإلنسان‬
‫كمرض"‬
‫القول السابق الذي هم ٌنشرونه ال ٌتحدث عن إنكار وراثة‬
‫الخطٌة بل ٌتحدث عن ما سبق وشرحته لكم عن بدعة‬
‫نرفضها ورفضتها الكنٌسة جمعاء‪.‬‬
‫نكمل معا ا األقوال التً ٌستشهدون بها‪:‬‬
‫"أما بالنسبة للخطٌئة فالمانٌون والذٌن جنوا على‬
‫شاكلتهم قد هذوا وجدفوا بقولهم أنها (أي الخطٌئة)‬
‫مختلطة طبٌعٌا ا بالجبلة البشرٌة"‬
‫القول السابق ٌؤكد أنه ٌرد على بدعة أن هللا خلق الجسد‬
‫واإلنسان خاطًء بالجبلة أي بالخلق‪ ،‬وأن الخطٌة هى مادة‬
‫وكٌان فً جسد اإلنسان‪.‬‬
‫أقوال آباء الكنٌسة السرٌانٌة عن وراثة الخطٌة األصلٌة‬
‫أولا‪ :‬أقوال القدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‪:‬‬
‫"وكما أننا حٌنما نبشر بفضل القٌامة نبٌن أن بها قمنا من‬
‫سقطة الخطٌة القدٌمة‪ ،‬هكذا فً الٌوم األربعٌن من قٌامة‬
‫مخلصنا من بٌن األموات إذ صعد على عرش ملكه الموضوع"‬
‫عظة الصعود للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‪ ،‬مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول من الجزء‬
‫الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ‪ ،17‬ترجمة الشماس المتنٌح ٌوسف حبٌب‬
‫‪Patrologia orientalis, R. griffin f. nau les homelies cathedrals de severe‬‬
‫‪d’ntioche homelie LXXI‬‬

‫الحظوا القول السابق ٌقول أننا نحن قمنا من سقطة الخطٌة القدٌمة‪ ،‬وهذا‬
‫ٌؤكد وراثتها ألننا قمنا منها‪.‬‬

‫"كٌف أتكلم بدموع؟ كٌف أبٌن لك جسامة الخطٌة؟ بعد أن أتى‬


‫بنا من ل شًء إلى الوجود‪ ،‬وشرفنا بالسلطان على الوحوش‬
‫والطٌور والحٌوانات وعلى كل األرض حتى كانت الوحوش‬
‫تخدمنا خاضعة لنا‪ ،‬وكان الدب والذئب ٌكنان سالما ا نحو‬
‫اإلنسان‪ .‬فلتقنعك الوحوش نفسها فقد كانت كسائر قطٌع‬
‫حٌوانات المرعى تجتمع حول آدم‪ ،‬حٌنما كان ٌعطٌها أسماء‬
‫بطرٌقة خاصة كان ٌمٌز كل نوع باسمه‪ ،‬ولكن األن بعد ان‬
‫أنتزع عنا هذا السلطان بسبب الخطٌة لم نعد نحمل فً أنفسنا‬
‫السمة الطاهرة التً للصورة اإللهٌة‪ ،‬فإننا نخشى قساوة‬
‫الوحوش الضارٌة‪ ،‬نتذكر سلطاننا القدٌم فتنكشف خطٌة‬
‫جنسنا‪".‬‬
‫عظة الصعود للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‪ ،‬مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول من الجزء‬
‫الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ‪ ،17‬ترجمة الشماس المتنٌح ٌوسف حبٌب‬
‫الحظوا فً القول السابق‪ٌ ،‬تكلم بصٌغة الجمع وٌؤكد أن خطٌة آدم هى خطٌة جنسنا‪،‬‬
‫خطٌة الجنس البشري كله‪ ،‬وهذا ٌذكرنا بقول القدٌس ٌوحنا المعمدان عن هللا "حمل‬
‫هللا الذي ٌحمل خطٌة العالم"‪ ،‬وقول بولس الرسول "بإنسان واحد دخلت الخطٌة إلى‬
‫العالم"‬

‫"أن الرسل فتحوا لها (للكنٌسة) باب الجمٌل على آخره‪ ،‬الذي‬
‫هو ٌسوع "أبرع جمالا من بنً البشر" كما ٌقول النبً عنه‪،‬‬
‫ٌجعل المإمنون ٌدخلون‪ ،‬دخولهم كما من باب حتى إلى معرفة‬
‫ذاته ومعرفة آبٌه‪ ،‬صارخا ا أٌضا ا فً اآلناجٌل " أنا هو الباب‪،‬‬
‫إن دخل بً أحد فٌخلص وٌدخل وٌخرج وٌجد مرعى"‬
‫(ٌو‪ ،)0:19‬ولننظر كٌف أن بطرس وٌوحنا والرسل اآلخرٌن‬
‫أقاموا الكنٌسة على مثال هذا األعرج‪ :‬كانت الكنٌسة قدٌما ا‬
‫تعرج بنفس الطرٌقة فٌما ٌختص بمعرفة هللا‪ ،‬ومن بطن أمها‬
‫مشلولة بالخطٌة بسبب تعدي آدم وحواء‪ ،‬وكانت تقول‪" :‬‬
‫هانذا بالثم صورت وبالخطٌة ولدتنً أمً"( مز‪ .)5:51‬ماذا‬
‫قال لهما إذن بطرس وٌوحنا حٌنما كانت تعرج ومع ذلك كانت‬
‫تطلب أن تؤخذ صدقة؟ قال‪" :‬أنظر إلٌنا"(أع‪ )4:3‬فٌما ٌختص‬
‫بالتعلٌم والصحة التً تتدفق منها‪ ،‬واإلستقامة الجدٌدة‪ٌ ،‬قول‬
‫الرسل القدٌسون ٌكفٌك فقط أن تنظري إلٌنا"‬
‫عظة "الصعود" للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‪ ،‬مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول من الجزء‬
‫الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ‪ ،17‬ترجمة الشماس المتنٌح ٌوسف حبٌب‬

‫الحظوا هنا ٌؤكد وراثة الخطٌة األصلٌة‪ ،‬وٌُفسر قول المزمور "باالثم صورت‬
‫وبالخطٌة ولدتنً امً" على أنه كل البشرٌة كانت وارثة تعدي آدم وهم فً بطون‬
‫أمهاتهم مشلولٌن بالخطٌة‪ ،‬هذا القول ال ٌحتمل أي تأوٌل أو تفسٌر أخر‪.‬‬
‫"كانت هذه الضرٌبة القانونٌة (ضرٌبة الدرهمٌن) مطلوبة من‬
‫المسٌح أٌضا ا ألنه مولود بكر‪ ،‬ولو أن كثٌرٌن كانوا ٌجهلون‬
‫السر المتعلق بالعذراء أمه سواء قبل المٌالد أو بعد المٌالد‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد كان مستثنى منها ألسباب عدٌدة‪:‬‬
‫أول‪ :‬المسٌح هو آدم الجدٌد‪ ،‬آدم الثانً‪ ،‬فمن ناحٌة هو من‬
‫نفس جنس آدم األول‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى هو من السماء ألنه‬
‫إله من إله‪ ،‬ولٌس من التراب‪ ،‬فلم ٌتواضع لدرجة تراب‬
‫الخطٌة‪ ،‬ولم ٌسمع القول‪" :‬ألنك تراب وإلى تراب تعود" لكنه‬
‫أظهر فً ذاته طبٌعتنا بال عٌب "وجعل مع األشرار قبره ومع‬
‫غنً عند موته على أنه لم ٌعمل ظلما ولم ٌكن فً فمه غش"‬
‫(أش‪" .)0:53‬الذي لم ٌفعل خطٌة ول وجد فً فمه مكر"‬
‫(بط‪ ،)22:2‬كٌف إذن ٌكون من لم ٌكن خاضعا للخطٌة خاضعا ا‬
‫لضرٌبة الدرهمٌن المطلوبة من أجل خطٌة آدم أبٌنا األول؟"‬
‫عظة "ضرٌبة الدرهمٌن" للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً‪ ،‬مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول‬
‫من الجزء الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ‪ ،17‬ترجمة الشماس المتنٌح‬
‫ٌوسف حبٌب‬

‫القول السابق ٌؤكد أن الرب شابهنا فً كل شًء ماعدا الخطٌة‪ ،‬وانه بال عٌب‪ ،‬ولم‬
‫ٌكن خاضعا لخطٌة آدم مثلنا‪ ،‬لذلك لم ٌكن علٌه ضرٌبة لٌدفعها‪ ،‬وباقً قول القدٌس‬
‫ٌتحدث عن كٌف أن هذه الضرٌبة تدفع هلل والمسٌح دفعها بدالً منا‪ ،‬أي سدد دٌوننا‬
‫للعدل اإللهً بدالً منا بتقدٌمه ذاته فدٌة عن كل البشرٌة وأوفى دٌونهم‪.‬‬
‫ثانٌا ا‪ :‬القدٌس مار ٌعقوب السروجً‪:‬‬
‫"فالفادي أفتدى العالم بذاته‪ ،‬بدمه الذكً وموته على الصلٌب‬
‫صار قربانا ا لوالده ولم ٌرش دم حٌوانات مثل الالوٌٌن‪ ،‬كان‬
‫هو نفسه الذبٌحة وقدم ذاته فً بٌت القربان وهى أسمى‬
‫وأقدس وأغلى من كل ذبٌحة أخرى‪ ،‬بآلمه أنقذ البشرٌة‬
‫وصالحها مع آبٌه السماوي‪.‬‬
‫عرف داود بإلهام ربه أن الذبائح الالوٌة ل تحرر العالم‬
‫المحتاج إلى الخالص‪ ،‬وأن الخطٌئة التً تتوارثها األجٌال التً‬
‫أدخلتها الحٌة ل ٌمكن أن تغفر بذبائح عادٌة لوٌة‪ ،‬لبد لها‬
‫من فداء والفداء ٌجب أن ٌكون ذاتٌا ا وتؤكد أن البن سٌكون‬
‫هو الفادي لٌصٌر حبراا‪ ،‬فشبهه بملكٌصادق فً الغنى‬
‫بالمحاسن"‬
‫فً قول داود عن الرب ٌسوع انت حبر الى االبد على طقس ملكً صادق‪ ،‬مختارات من قصائد‬
‫مار ٌعقوب السروجً الملفان‪ ،‬ترجمها من السرٌانٌة الً العربٌة مار مالطٌوس برنابا‬
‫متروبولٌت حمص وحماة وتوابعها للسرٌان األرثوذكس‪ ،‬تقدٌم ونشر غرٌغرٌوس ٌوحنا ابراهٌم‬
‫متروبولٌت حلب – دار الرها – حلب‬

‫القول السابق واضح وال ٌحتاج لشرح‪ ،‬فهو ٌؤكد حاجة كل البشرٌة للفداء من‬
‫الخطٌة‪ ،‬الزم تحفظوا العقٌدة دي مهمة أن الفداء من الخطٌة مفٌش حاجة اسمها فداء‬
‫من نتائج الخطٌة‪ ،‬ألن الكتاب ٌقول أجرة الخطٌة هى موت‪ ،‬فكٌف ٌموت المسٌح عنا‬
‫ونحن لم نرث الخطٌة؟ فعدم وجود الخطٌة ٌعنً عدم وجود عقوبتها‪ ،‬لذلك كلنا‬
‫أخطأنا فً آدم والرب قدم فداءاً لكل البشر وكل البشر ٌحتاجون للفداء من الخطٌة‪،‬‬
‫لذلك ٌقول الكتاب أن المسٌح "كفارة عن خطاٌانا" ولم ٌقل عن فسادنا ألنه إذا فدانا‬
‫من الخطٌة فضمنا ً ٌتم الخالص من عقوبتها‪ ،‬وأقرأوا كل آٌات اإلنجٌل عن الفداء‬
‫وعن الذبائح التً ترمز للفداء تتكلم عن "حمل الرب لخطاٌا العالم كله" "خطٌة‬
‫العالم" "إثم جمٌعنا"‬
‫أٌضا ً الفداء هو للمغفرة بدمه الرب‪ ،‬والمغفرة هى للخطٌة‪ ،‬لذلك الرب عالج سبب‬
‫عقوبة الموت والفساد وهو الخطٌة‪ ،‬ال ٌمكن أن ٌقول الرب لشخص أنت بال خطٌة‬
‫ولكنً سوف أمٌتك واهلكك وأطردك لألبد!!‪ ،‬واآلباء أكدوا أن هللا حكم علٌنا فً آدم‬
‫بالموت‪ ،‬ولكن لو أمنا بالمكتوب أن أجرة الخطٌة هى موت‪ ،‬فنحن معاقبٌن بالموت‬
‫ألننا كنا فً صلب آدم فأخطأ آدم فأخطأنا فٌه‪ ،‬واألن ٌنتقل أصلنا آلدم الثانً وهو‬
‫ربنا ٌسوع المسٌح ونولد منه بالمعمودٌة‪ ،‬فتغفر خطاٌانا‪.‬‬
‫ان ْال َخ َطا ٌَا" (أع ‪)2:83‬‬
‫ٌح لِ ُغ ْف َر ِ‬ ‫" َو ْل ٌَعْ َتم ِْد ُكل َواحِد ِم ْن ُك ْم َعلَى اسْ م ٌَس َ ْ‬
‫ُوع ال َمسِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المعمودٌة لمغفرة الخطاٌا‪ ،‬وعلى اسم ٌسوع أي معمودٌة الذٌن أمنوا باسم ٌسوع‪،‬‬
‫لكن المعمودٌة تتم باسم الثالوث القدوس ثالث غطسات‪ ،‬كما أن الكتاب ٌقول عن‬
‫معمودٌة ٌوحنا المعمدان "معمودٌة ٌوحنا" ومع ذلك لم ٌكن ٌوحنا ٌقول للناس‪ "8‬أنا‬
‫أعمدك ٌا فالن باسم ٌوحنا‪ ،‬لم ٌفعل هذا‪ ،‬ولكن معمودٌة ٌوحنا تعنً معمودٌة الذٌن‬
‫تبعوا وأمنوا بٌوحنا‪.‬‬

‫ٌقول أٌضا القدٌس ٌعقوب أسقف سروج (السروجً)‬


‫"والملك األزلً ل بداٌة لملكه ول نهاٌة‪ ،‬وصار وسٌطا ا وسالم‬
‫الجانبٌن المتخاصمٌن‪ ،‬سحق أبواب الجحٌم ولم ٌعد بحاجة إلى‬
‫هارون‪ ،‬ألن البن أخذ مكانه وجاء لٌحرر األرضٌٌن من قٌود‬
‫الخطٌئة األصلٌة"‬
‫فً قول داود عن الرب ٌسوع انت حبر الى االبد على طقس ملكً صادق (المرجع السابق)‬

‫ملحوظة‪ 8‬ولد ٌعقوب السروجً فً قرٌة كورتم (الٌوم كورتك) على ضفة نهر الفرات وهى‬
‫إحدى قرى سروج سنة ‪ 757‬م‪ .‬ولذلك لقب بالسروجً‪ ،‬وكان والده كاهناً‪ ،‬حصل ٌعقوب على‬
‫ثقافته الالهوتٌة فً مدرسة الفرس بالرها‪ ،‬وكانت أٌامه كلها تحصٌل ومذاكرة‪ ،‬حتى تمكن بعد‬
‫فترة قصٌرة من أن ٌفوز بشهرة واسعة لعلمه وفصاحته‪.‬‬
‫وقد أقرت كنٌسة أنطاكٌة السرٌانٌة األرثوذكسٌة قداسته وضمت أسمه إلى سفر الحٌاة (الذبتٌخا‬
‫أو الشمالٌة) فمع أباء الكنٌسة السرٌانٌة فً التذكار الخامس أثناء القداس (حسب الطقس‬
‫السرٌانً) ٌقول الشماس‪8‬‬
‫" لنذكر أٌضا ً الذٌن تقدموا ورقدوا فً قداسة بٌن القدٌسٌن وحفظوا وسلموا إلٌنا عقٌدة واحدة‬
‫رسولٌة لٌس فٌها شائبة ‪ ....‬بطرٌركنا مار سوٌرٌوس تاج السرٌان واللسان الفصٌح وعامود‬
‫بٌعة هللا المقدسة وملفانها‪ ،‬وأبانا المطران القدٌس مار ٌعقوب البرادعً مثبت المعتقد القوٌم‬
‫ومار أفرام ومار ٌعقوب [السروجً]‪"..‬‬
‫ثالثاا‪ :‬رأي قداسة البطرٌرك مار إغناطٌوس زكا عٌواص‬
‫بطرٌرك الكنٌسة السرٌانٌة األرثوذكسٌة المتنٌح‪:‬‬
‫"سر المعمودٌة ٌمحو جوهر الخطٌة الجدٌة التً هً جرٌمة‬
‫آدم المتصلة بذرٌته فقد ع ّمت الخطٌة الجدٌة جمٌع الجنس‬
‫البشري المولود من آدم وحواء ألنهما لم ٌلدا أحداا إلّ وهما‬
‫فً حالة الخطٌة"‬
‫"وحٌث أن المعمودٌة ضرورٌة للخالص بناء على قول الرب‬
‫ٌسوع القائل‪« :‬إن كان أحد ل ٌولد من الماء والروح ل ٌقدر‬
‫أن ٌدخل ملكوت هللا»(ٌو ‪ )5 :3‬لذلك أمر الرسل األطهار‬
‫واآلباء األبرار أن ٌع ّمد األطفال الصغار خوفا ا من أن ٌموتوا‬
‫وهم فً سن الطفولة فٌحرموا من دخول ملكوت ّ‬
‫هللا ألنهم‬
‫مشتركون فً الخطٌة الجدٌة فال بد من تطهٌرهم منها‬
‫بالمعمودٌة"‬
‫"ومما ٌبرهن على عماد األطفال أن الرسل لم ٌستثنوا من‬
‫العائالت التً ع ّمدوها أحداا ولم ٌفرزوا األطفال من بٌنها بل‬
‫ع ّمدوهم معها (‪1‬كو ‪ 16 :1‬وأع ‪ .)15 :16‬وقد تض ّمن‬
‫قانون ‪ 113‬لمجمع قرطاجنة أن معمودٌة األطفال ضرورٌة‬
‫لهم كما هً ضرورٌة لسواهم وذلك لكً ٌخلصوا من خطٌة‬
‫ملوثٌن بؤدرانها ٌحرمون من‬‫آدم التً ولدوا بها وإذا ماتوا ّ‬
‫السعادة األبدٌة ومٌراث المسٌح الذي أعده للمإمنٌن‬
‫المع ّمدٌن"‬
‫"تجدد المعمودٌة خلقة اإلنسان روحٌا ا فٌنال نعمة التبرٌر أي‬
‫تطهٌر النفس من الخطٌة الجدٌة والخطاٌا الفعلٌة السابقة لنٌله‬
‫سر المعمودٌة"‬

‫المرجع‪ 8‬أسرار الكنٌسة السبعة ‪ -‬بقلم قداسة البطرٌرك مار إغناطٌوس زكا األول عٌواص‬
‫خاتمة‬
‫لذلك أرجوكم ل تصدقوا من ٌنكرون وراثة الخطٌة األصلٌة‬
‫وٌنسبونهم أفكارهم الخاطئة لآلباء كذباا‪ ،‬فؤمامكم أقوال (‪)2‬‬
‫قدٌسٌن من اآلباء القدماء ٌإكدون وراثتها وأمامكم بطرٌرك‬
‫السرٌان السابق المتنٌح ٌإمن بوراثتها وأن هذا تعلٌم الرسل‬
‫واآلباء‪ ،‬وللعلم مار إغناطٌوس زكا عٌواص ٌتقن السرٌانٌة‬
‫تماما ا فؤكٌد أطلع على تعلٌم القدٌس ساوٌرس اإلنطاكً وباقً‬
‫اآلباء السرٌان‪ ،‬ألن من ٌتابع الكتابات التً كتبها هذا‬
‫البطرٌرك ٌرى مدى عمق معرفته وعلمه‪.‬‬
‫وٌوجد أقوال آباء أخرى لقدٌسٌن سرٌان ولمطارنة وأساقفة‬
‫سرٌان تإكد وراثة الخطٌة األصلٌة‪ ،‬مما ٌإكد أصالة هذه‬
‫العقٌدة فال تصدقوا أي كالم ٌقال وأفحصوه أرجوكم ألننا فً‬
‫أٌام صعبة بقا فً أي شخص ٌقول فكرة غلط ٌنسبها لآلباء‬
‫وٌضلل لناس بٌها‪ ،‬ألنه عارف ظان كثٌرٌن لٌس لدٌهم وقت‬
‫أو قدرة أو إمكانٌة على فحص كالمه ومراجعته‪.‬‬

‫ربنا ٌحفظنا جمٌعا ً فً إٌمانه المستقٌم لكً نخلص‪ ،‬ألنه بدون‬


‫إٌمان (مستقٌم عامل) ال ٌمكن إرضاءه‪ ،‬ألن طرق الرب‬
‫مستقٌمة بال عٌب‪.‬‬
‫مرفق بحث عبارة عن مجموعة من أقوال اآلباء عن‬
‫ ٌمكنكم تحمٌله من هذا الرابط‬،‫وراثة الخطٌة األصلٌة‬
http://www.mediafire.com/file/184g2sfx
xuyusio/%25D8%25A7%25D9%2582%25
D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584_%2
5D8%25B9%25D9%2586_%25D9%2588%
25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AB
%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%258
4%25D8%25AE%25D8%25B7%25D9%258
A%25D8%25A9.docx/file

You might also like