Professional Documents
Culture Documents
مسٌحً أرثوذكسً
مقدمة( :من نقطتٌن)
ٌ -1نشر البعض أقوال للقدٌس ساوٌرس وهو ٌرد على بدعة
ٌحارب فٌها فكرة أن الخطٌة لها كٌان مادي ومختلطة بجوهرنا
وجسدنا البشري ،والتً تقود إلى بدعة أن الجسد هو خطٌة
وشر والزواج خطٌة ألنه ٌنجب جسد ،وٌقول الذٌن ٌنشرون
هذه األقوال أن القدٌس ساوٌرس ٌنكر وراثة الخطٌة!! ولكن
لو قرأتم األقوال ستجدونه ٌحارب فكرة أن الخطٌة مختلطة
بجوهرنا البشري ،وٌحارب بدعة أن الخطٌة لها كٌان مادي
ٌختلط بطبٌعتنا البشرٌة منذ أن خلق هللا اإلنسان ،فٌصبح
بالتالً الجسد كمادة هو خطٌة وشر ،والزواج خطٌة وشر ألنه
ٌنجب إنسان له جسد.
الحظوا القول السابق ٌقول أننا نحن قمنا من سقطة الخطٌة القدٌمة ،وهذا
ٌؤكد وراثتها ألننا قمنا منها.
"أن الرسل فتحوا لها (للكنٌسة) باب الجمٌل على آخره ،الذي
هو ٌسوع "أبرع جمالا من بنً البشر" كما ٌقول النبً عنه،
ٌجعل المإمنون ٌدخلون ،دخولهم كما من باب حتى إلى معرفة
ذاته ومعرفة آبٌه ،صارخا ا أٌضا ا فً اآلناجٌل " أنا هو الباب،
إن دخل بً أحد فٌخلص وٌدخل وٌخرج وٌجد مرعى"
(ٌو ،)0:19ولننظر كٌف أن بطرس وٌوحنا والرسل اآلخرٌن
أقاموا الكنٌسة على مثال هذا األعرج :كانت الكنٌسة قدٌما ا
تعرج بنفس الطرٌقة فٌما ٌختص بمعرفة هللا ،ومن بطن أمها
مشلولة بالخطٌة بسبب تعدي آدم وحواء ،وكانت تقول" :
هانذا بالثم صورت وبالخطٌة ولدتنً أمً"( مز .)5:51ماذا
قال لهما إذن بطرس وٌوحنا حٌنما كانت تعرج ومع ذلك كانت
تطلب أن تؤخذ صدقة؟ قال" :أنظر إلٌنا"(أع )4:3فٌما ٌختص
بالتعلٌم والصحة التً تتدفق منها ،واإلستقامة الجدٌدةٌ ،قول
الرسل القدٌسون ٌكفٌك فقط أن تنظري إلٌنا"
عظة "الصعود" للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً ،مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول من الجزء
الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ،17ترجمة الشماس المتنٌح ٌوسف حبٌب
الحظوا هنا ٌؤكد وراثة الخطٌة األصلٌة ،وٌُفسر قول المزمور "باالثم صورت
وبالخطٌة ولدتنً امً" على أنه كل البشرٌة كانت وارثة تعدي آدم وهم فً بطون
أمهاتهم مشلولٌن بالخطٌة ،هذا القول ال ٌحتمل أي تأوٌل أو تفسٌر أخر.
"كانت هذه الضرٌبة القانونٌة (ضرٌبة الدرهمٌن) مطلوبة من
المسٌح أٌضا ا ألنه مولود بكر ،ولو أن كثٌرٌن كانوا ٌجهلون
السر المتعلق بالعذراء أمه سواء قبل المٌالد أو بعد المٌالد.
ومع ذلك فقد كان مستثنى منها ألسباب عدٌدة:
أول :المسٌح هو آدم الجدٌد ،آدم الثانً ،فمن ناحٌة هو من
نفس جنس آدم األول ،ومن ناحٌة أخرى هو من السماء ألنه
إله من إله ،ولٌس من التراب ،فلم ٌتواضع لدرجة تراب
الخطٌة ،ولم ٌسمع القول" :ألنك تراب وإلى تراب تعود" لكنه
أظهر فً ذاته طبٌعتنا بال عٌب "وجعل مع األشرار قبره ومع
غنً عند موته على أنه لم ٌعمل ظلما ولم ٌكن فً فمه غش"
(أش" .)0:53الذي لم ٌفعل خطٌة ول وجد فً فمه مكر"
(بط ،)22:2كٌف إذن ٌكون من لم ٌكن خاضعا للخطٌة خاضعا ا
لضرٌبة الدرهمٌن المطلوبة من أجل خطٌة آدم أبٌنا األول؟"
عظة "ضرٌبة الدرهمٌن" للقدٌس ساوٌرس اإلنطاكً ،مترجم عنها الفرنسٌة من الكتاب األول
من الجزء الثانً من مجموعة "اآلباء الشرقٌٌن" العظة رقم ،17ترجمة الشماس المتنٌح
ٌوسف حبٌب
القول السابق ٌؤكد أن الرب شابهنا فً كل شًء ماعدا الخطٌة ،وانه بال عٌب ،ولم
ٌكن خاضعا لخطٌة آدم مثلنا ،لذلك لم ٌكن علٌه ضرٌبة لٌدفعها ،وباقً قول القدٌس
ٌتحدث عن كٌف أن هذه الضرٌبة تدفع هلل والمسٌح دفعها بدالً منا ،أي سدد دٌوننا
للعدل اإللهً بدالً منا بتقدٌمه ذاته فدٌة عن كل البشرٌة وأوفى دٌونهم.
ثانٌا ا :القدٌس مار ٌعقوب السروجً:
"فالفادي أفتدى العالم بذاته ،بدمه الذكً وموته على الصلٌب
صار قربانا ا لوالده ولم ٌرش دم حٌوانات مثل الالوٌٌن ،كان
هو نفسه الذبٌحة وقدم ذاته فً بٌت القربان وهى أسمى
وأقدس وأغلى من كل ذبٌحة أخرى ،بآلمه أنقذ البشرٌة
وصالحها مع آبٌه السماوي.
عرف داود بإلهام ربه أن الذبائح الالوٌة ل تحرر العالم
المحتاج إلى الخالص ،وأن الخطٌئة التً تتوارثها األجٌال التً
أدخلتها الحٌة ل ٌمكن أن تغفر بذبائح عادٌة لوٌة ،لبد لها
من فداء والفداء ٌجب أن ٌكون ذاتٌا ا وتؤكد أن البن سٌكون
هو الفادي لٌصٌر حبراا ،فشبهه بملكٌصادق فً الغنى
بالمحاسن"
فً قول داود عن الرب ٌسوع انت حبر الى االبد على طقس ملكً صادق ،مختارات من قصائد
مار ٌعقوب السروجً الملفان ،ترجمها من السرٌانٌة الً العربٌة مار مالطٌوس برنابا
متروبولٌت حمص وحماة وتوابعها للسرٌان األرثوذكس ،تقدٌم ونشر غرٌغرٌوس ٌوحنا ابراهٌم
متروبولٌت حلب – دار الرها – حلب
القول السابق واضح وال ٌحتاج لشرح ،فهو ٌؤكد حاجة كل البشرٌة للفداء من
الخطٌة ،الزم تحفظوا العقٌدة دي مهمة أن الفداء من الخطٌة مفٌش حاجة اسمها فداء
من نتائج الخطٌة ،ألن الكتاب ٌقول أجرة الخطٌة هى موت ،فكٌف ٌموت المسٌح عنا
ونحن لم نرث الخطٌة؟ فعدم وجود الخطٌة ٌعنً عدم وجود عقوبتها ،لذلك كلنا
أخطأنا فً آدم والرب قدم فداءاً لكل البشر وكل البشر ٌحتاجون للفداء من الخطٌة،
لذلك ٌقول الكتاب أن المسٌح "كفارة عن خطاٌانا" ولم ٌقل عن فسادنا ألنه إذا فدانا
من الخطٌة فضمنا ً ٌتم الخالص من عقوبتها ،وأقرأوا كل آٌات اإلنجٌل عن الفداء
وعن الذبائح التً ترمز للفداء تتكلم عن "حمل الرب لخطاٌا العالم كله" "خطٌة
العالم" "إثم جمٌعنا"
أٌضا ً الفداء هو للمغفرة بدمه الرب ،والمغفرة هى للخطٌة ،لذلك الرب عالج سبب
عقوبة الموت والفساد وهو الخطٌة ،ال ٌمكن أن ٌقول الرب لشخص أنت بال خطٌة
ولكنً سوف أمٌتك واهلكك وأطردك لألبد!! ،واآلباء أكدوا أن هللا حكم علٌنا فً آدم
بالموت ،ولكن لو أمنا بالمكتوب أن أجرة الخطٌة هى موت ،فنحن معاقبٌن بالموت
ألننا كنا فً صلب آدم فأخطأ آدم فأخطأنا فٌه ،واألن ٌنتقل أصلنا آلدم الثانً وهو
ربنا ٌسوع المسٌح ونولد منه بالمعمودٌة ،فتغفر خطاٌانا.
ان ْال َخ َطا ٌَا" (أع )2:83
ٌح لِ ُغ ْف َر ِ " َو ْل ٌَعْ َتم ِْد ُكل َواحِد ِم ْن ُك ْم َعلَى اسْ م ٌَس َ ْ
ُوع ال َمسِ ِ ِ
المعمودٌة لمغفرة الخطاٌا ،وعلى اسم ٌسوع أي معمودٌة الذٌن أمنوا باسم ٌسوع،
لكن المعمودٌة تتم باسم الثالوث القدوس ثالث غطسات ،كما أن الكتاب ٌقول عن
معمودٌة ٌوحنا المعمدان "معمودٌة ٌوحنا" ومع ذلك لم ٌكن ٌوحنا ٌقول للناس "8أنا
أعمدك ٌا فالن باسم ٌوحنا ،لم ٌفعل هذا ،ولكن معمودٌة ٌوحنا تعنً معمودٌة الذٌن
تبعوا وأمنوا بٌوحنا.
ملحوظة 8ولد ٌعقوب السروجً فً قرٌة كورتم (الٌوم كورتك) على ضفة نهر الفرات وهى
إحدى قرى سروج سنة 757م .ولذلك لقب بالسروجً ،وكان والده كاهناً ،حصل ٌعقوب على
ثقافته الالهوتٌة فً مدرسة الفرس بالرها ،وكانت أٌامه كلها تحصٌل ومذاكرة ،حتى تمكن بعد
فترة قصٌرة من أن ٌفوز بشهرة واسعة لعلمه وفصاحته.
وقد أقرت كنٌسة أنطاكٌة السرٌانٌة األرثوذكسٌة قداسته وضمت أسمه إلى سفر الحٌاة (الذبتٌخا
أو الشمالٌة) فمع أباء الكنٌسة السرٌانٌة فً التذكار الخامس أثناء القداس (حسب الطقس
السرٌانً) ٌقول الشماس8
" لنذكر أٌضا ً الذٌن تقدموا ورقدوا فً قداسة بٌن القدٌسٌن وحفظوا وسلموا إلٌنا عقٌدة واحدة
رسولٌة لٌس فٌها شائبة ....بطرٌركنا مار سوٌرٌوس تاج السرٌان واللسان الفصٌح وعامود
بٌعة هللا المقدسة وملفانها ،وأبانا المطران القدٌس مار ٌعقوب البرادعً مثبت المعتقد القوٌم
ومار أفرام ومار ٌعقوب [السروجً]"..
ثالثاا :رأي قداسة البطرٌرك مار إغناطٌوس زكا عٌواص
بطرٌرك الكنٌسة السرٌانٌة األرثوذكسٌة المتنٌح:
"سر المعمودٌة ٌمحو جوهر الخطٌة الجدٌة التً هً جرٌمة
آدم المتصلة بذرٌته فقد ع ّمت الخطٌة الجدٌة جمٌع الجنس
البشري المولود من آدم وحواء ألنهما لم ٌلدا أحداا إلّ وهما
فً حالة الخطٌة"
"وحٌث أن المعمودٌة ضرورٌة للخالص بناء على قول الرب
ٌسوع القائل« :إن كان أحد ل ٌولد من الماء والروح ل ٌقدر
أن ٌدخل ملكوت هللا»(ٌو )5 :3لذلك أمر الرسل األطهار
واآلباء األبرار أن ٌع ّمد األطفال الصغار خوفا ا من أن ٌموتوا
وهم فً سن الطفولة فٌحرموا من دخول ملكوت ّ
هللا ألنهم
مشتركون فً الخطٌة الجدٌة فال بد من تطهٌرهم منها
بالمعمودٌة"
"ومما ٌبرهن على عماد األطفال أن الرسل لم ٌستثنوا من
العائالت التً ع ّمدوها أحداا ولم ٌفرزوا األطفال من بٌنها بل
ع ّمدوهم معها (1كو 16 :1وأع .)15 :16وقد تض ّمن
قانون 113لمجمع قرطاجنة أن معمودٌة األطفال ضرورٌة
لهم كما هً ضرورٌة لسواهم وذلك لكً ٌخلصوا من خطٌة
ملوثٌن بؤدرانها ٌحرمون منآدم التً ولدوا بها وإذا ماتوا ّ
السعادة األبدٌة ومٌراث المسٌح الذي أعده للمإمنٌن
المع ّمدٌن"
"تجدد المعمودٌة خلقة اإلنسان روحٌا ا فٌنال نعمة التبرٌر أي
تطهٌر النفس من الخطٌة الجدٌة والخطاٌا الفعلٌة السابقة لنٌله
سر المعمودٌة"
المرجع 8أسرار الكنٌسة السبعة -بقلم قداسة البطرٌرك مار إغناطٌوس زكا األول عٌواص
خاتمة
لذلك أرجوكم ل تصدقوا من ٌنكرون وراثة الخطٌة األصلٌة
وٌنسبونهم أفكارهم الخاطئة لآلباء كذباا ،فؤمامكم أقوال ()2
قدٌسٌن من اآلباء القدماء ٌإكدون وراثتها وأمامكم بطرٌرك
السرٌان السابق المتنٌح ٌإمن بوراثتها وأن هذا تعلٌم الرسل
واآلباء ،وللعلم مار إغناطٌوس زكا عٌواص ٌتقن السرٌانٌة
تماما ا فؤكٌد أطلع على تعلٌم القدٌس ساوٌرس اإلنطاكً وباقً
اآلباء السرٌان ،ألن من ٌتابع الكتابات التً كتبها هذا
البطرٌرك ٌرى مدى عمق معرفته وعلمه.
وٌوجد أقوال آباء أخرى لقدٌسٌن سرٌان ولمطارنة وأساقفة
سرٌان تإكد وراثة الخطٌة األصلٌة ،مما ٌإكد أصالة هذه
العقٌدة فال تصدقوا أي كالم ٌقال وأفحصوه أرجوكم ألننا فً
أٌام صعبة بقا فً أي شخص ٌقول فكرة غلط ٌنسبها لآلباء
وٌضلل لناس بٌها ،ألنه عارف ظان كثٌرٌن لٌس لدٌهم وقت
أو قدرة أو إمكانٌة على فحص كالمه ومراجعته.