Professional Documents
Culture Documents
تاريخ إنشاء مركز الترميم والصيانة والميكروفيلم بدار الكتب المصري
تاريخ إنشاء مركز الترميم والصيانة والميكروفيلم بدار الكتب المصري
في إطار اهتمام دار الكتب المصرية بالمحافظة على مقتنياتها من كنوز المعرفة ،والثقافة ،والتراث
القومي وصيانتها ،أنشأت الدار سنة 1962قسما ً خاصا ً بأعمال صيانة وترميم المخطوطات زودته
باألجهزة واألدوات العلمية ،وبذلك أصبح لدى دار الكتب المصرية نواة لجهاز فني ،وأخذت الدار تعمل
على تكامله حتى أصبح مركزاً هاما ً لترميم المخطوطات في العالم العربي تنفيذاً للقرار رقم 450لسنة
1966.
ويُعد هذا المركز أحد المحاور الرئيسية في دار الكتب لحفظ وصيانة المقتنيات القومية ،والذي يعمل
.بشكل دقيق طبقا ً لما وصلت إليه أحدث وسائل الترميم في العالم
أنشىء هذا المركز سنة 1974تحت إشراف المرحوم د .يوسف شوقي ،حيث وضعت دعائمه
وتجهيزاته خبيرة إيطالية ،وتمت الدراسة بشكل خاص للحفاظ على التراث القومي وأوائل المطبوعات،
والمخطوطات .وشملت الدراسة مؤثرات البيئة على تقادم الورق وتلفياته ،مع دراسة أبحاث قياسية
لتحديد إمكانية التخزين بشكل سليم يضمن الحفاظ على األوراق في مناخ بيئي سليم؛ لتقليل اآلثار
.السلبية على المقتنيات القومية النادرة في العالم
وكان الهدف من إنشاء هذا المركز العناية بالمخطوطات ،والكتب النادرة ،وذلك بفحصها باألجهزة
العلمية الحديثة؛ للكشف عما قد أصابها من تلف نتيجة للتقادم بفعل الزمن أو اآلفات الحشرية ،وإزالة
تلك اآلثار بالمعالجة الكيميائية والترميمات الالزمة مع التجليد .ويتولى المركز تعقيم تلك المقتنيات
.وتهيئة الظروف الالزمة لحفظها وسالمتها
ُزود القسم في سنة 1951بماكينة تصوير دقيقة (الميكروفيلم) p،زيدت إلى ثالث ماكينات سنة ،1969
مع تقليل تصوير الفوتوستات القديم ،وسُمي القسم "معمل التصوير لدار الكتب" وبدأ العمل سنة 1970
.في تنفيذ خطة تصوير مخطوطات الرصيد العام
وفي سنة 1975تقرر عدم تداول األفالم السلبية (النيجاتيف) المصورة pوحفظها في المعامل ،وطبع
نسخة إيجابية (بوزيتيف) pمنها وتسليمها لمكتبة الميكروفيلم لتداول المحققين
وقد قامت عدة محاوالت للنهوض بمركز وتطوير إمكاناته؛ حيث زارت دار الكتب خبيرة أمريكية في
نة 1992؛ لدراسة وضع مجموعات دار الكتب ،وقدمت تقريراً تناول اإلمكانات الموجودة ووائل
.تحديثها
ثم تم بروتوكول للتعون الثقافي بين وزارتي الثقافة المصرية واإلسبانية (دار الكتب ،وصندوق التنمية
الثقاقية ،والعالقات الخارجية للحكومة اإلسبانية) ،اتُفق فيه على أن تُقدم حكومة اسبانيا األجهزة
والمعدات المتطورة للصيانة والترميم ،والتدريب الالزم عليها ،.على أن تقوم الحكومة المصرية
.بتجهيز البنية األساسية للمركز تبعا ً للمواصفات التي يتقدم بها الجانب األسباني
وقد زار مصر في الفترة من 10 - 8مارس ،1993وفد من وزارة الثقافة األسبانية لوضع خطة
إلنشاء مركز قومي لترميم وصيانة المخطوطات .وتقتضى هذه الخطة التجديد والتطوير الشامل
لمعامل وورش الترميم والصيانة الموجودة بالدار .وبعد المعاينة وضع الوفد األسباني تقريراً شمل
.التعديالت والتوسعات التي يقدمها المشروع األسباني ،سيوفره من معدات وأجهزة متطورة
وقدم الجانب األسباني تخطيطا ً هندسيا ً للمساحة المقترحة والتعديالت المطلوبة في بنيتها األساسية؛
ليقوم الجانب المصري بتجهيزها (األعمدة p-الفواصل -األرضيات -الحوائط -األسقف -األبواب-
النوافذ -الصرف الصحي -التهوية) ،باإلضافة إلى اإلضاءة ،والتكييف ،والوقاية ضد الحريق والتامين.
وقام بتمويل عملية البنية األساسية للمركز صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة ،وقام الجانب األسباني
.إلهداء جميع األجهزة والمعدات الحديثة التى اتُفق عليها
وبدأت مرحلة التطبيق برفع أساسات المبنى وإعادة تصميمها وتقسيمها حسب التطوير الشكلى للمركز
شاملة المعامل البحثية والتطبيقية ،واآلالت والمعدات الثقيلة ،وإعادة حسابات تحمل األرضيات لآلالت،
وارتفاعات األسقف ،والتهوية ،والكهرباء طبقا ً ألحدث النظم العلمية المحسوبة حسابا ً دقيقاً .وتم تزويد
المكان باألثاث والمناضد المجهزة بالبنورات ال ُمضاءة من أسفل لسهولة رؤية تلفيات الورق ،وإتمام
إصالحها ،وماكينة سد الثقوب ،ثم ماكينة التصفيح وهي تقوى بشدة األوراق شديدة التلف ،كما تم
.تأسيس المعامل البحثية بكافة األجهزة البحثية والتطبيقية
وافُتتح المركز في سنة 1997بحضور ملك أسبانيا خوان كارلوس ،وأصبح أكبر مركز للترميم في
الشرق األوسط ،وأول مركز يتخصص في مجال ترميم المخطوطات والبرديات ،والمقتنيات األثرية
كالمصاحف العادية وال ُمذهبة ،وأمهات الكتب ،وأوائل المطبوعلت وأندرها ،والدوريات ،والخرائط،،
.والصور
:وتتمثل مهام المركز والدور الذي يقوم به في اآلتي
معالجة وترميم المقتنيات الثقافية متمثلة في المخطوطات والمطبوعات النادرة من الكتب والجرائد 1-
.والخرائط
.صيانة التراث الثقافي بالمخازن والمكتبات بإعدادها وتجهيزها 2-
المقاومة المتكاملة للحشرات والقوارض ،والتعقيم لمستودعات الكتب المتمثلة في مخازن الحفظ3- ،
والمكتبات ،وقاعات اإلطالع مع المتابعة الدورية -4.إجراء األبحاث العلمية التي تخدم المجال بجانب
.االشتراك في المشاريع البحثية مع الجهات العلمية األخرى في مجال الترميم والصيانة
التصوير الميكروفيلمي لجميع المقتنيات النادرة من المخطوطات والمطبوعات . 5-
التوعية ألمناء المكتبات ،وللباحثين بقيمة هذا التراث وكيفية التعامل معه والحفاظ عليه 6-
تقديم الخبرات واالستشارات العلمية للجهات التي تتضمن تراثا ً قوميا ً من المخطوطات ونوادر 7-
المطبوعات على مستوى الجمهورية بجانب إنشاء وحدات للترميم والصيانة بالمتاحف ،والهيئات،
.والمكتبات الكبرى
ويضم المركز نخبة من الباحثين المتخصصين في مختلف التخصصات العلمية ،ويتعاون الجميع في
منظومة واحدة للوصول إلى أفضل النتائج عن طريق أحدث الطرق في العالج والترميم .وينقسم
:المركز حاليا ً إلى
:أ -منطقة المعامل البحثية
وتشتمل معامل الكيميا ،والتلوث ،والقياسات الطبيعية ،والكائنات الدقيقة ،والحشرات ،وذلك إلجراء
.الدراسات الالزمة ،وتحديد أنسب وسائل وإجراءات الوقاية والمعالجة للحالة موضوع البحث
:ب -منطقة الترميم
وتشتمل على وحدة التعقيم المجهزة لتعقيم المجموعات التالفة ،كما تشتمل أيضا ً على وحدات لمعالجة
.المخطوطات ،والمطبوعات مما أصابها من تلف بفعل التقادم
:جـ -منطقة التجليد
تقوم بالتجليد الحديث ،ألى جانب مسئوليتها عن ترميم األغلفة الجلدية للمخطوطات ال ُمعالجة كيميائياً،
.وإعادتها كما كانت في المخطوطات األصلية
:د -منطقة الميكروفيلم
.وتشتمل على غرفة الكاميرا ،والقسم المعملي ،وقسم االستنساخ ،واستوديو التصوير الفوتوغرافي
:وحدة التصوير pالميكروفيلمي
يتم بها تسجيل تراث دار الكتب ميكروفيلمياً؛ا ،لحفظ نسخة منه خدمة للباحثين من خالل اإلطالع على
النسخ ،أو استنساخ الورق ،بجانب إتاحة التبادل بين دار الكتب والمكتبات العالمية الكبرى من خالل
.النسخ الممصورة p،وتزويد الدار بالمخطوطات والمطبوعات
وبالمركز مكتبة متخصصة تضم مجموعة من أحدث الكتب والمراجع في مجال ترميم وصيانة
.المخطوطات لخدمة الباحثين بالمركز
:وقد أخذ مركز الترميم على عاتقه المهام اآلتيه
تقرير المعرفة لدى الدارسين ،وتنمية مهاراتهم العلمية والعملية في مجال حفظ وصيانة التراث 1-
.العربي والقومي
إعداد نواة ألجيال جديدة من المتخصصين في الترميم والحفظ والصيانة تتمتع بالقدرة على الحفاظ 2-
.على تراث األمة وفق أحدث األساليب العلمية والتقنيات التي توصل إليها العلم في هذا المجال
التعاون مع الجهات األخرى داخل جمهورية مصر العربية وخارجها وخاصة في الدول العربية3- ،
.وذلك من أجل المساهمة في إعداد الكوادر البشرية القائمة على حفظ وصيانة التراث العربي القومي
وتحقيقا ً لما سبق يقوم المركز بإعداد العديد من الدورات التدريبية ،كما يقوم بإيفاد الباحثين في 4-
دورات تدريبية للخارج في دول مثل :ماليزيا ،إيطاليا ،النمسا ،أسبانيا ،سوريا ...للتدريب وتبادل
الخبرات في مجاالت الترميم والتجليد ،وفي الوقت نفسه قام المركز بتدريب العديد من المصريين
والوافدين من البالد العربية
إن كالً من المخطوطات والوثائق والكتب من الناحية المادية ،تعتمد حالتها الصحية على طبيعة المواد
المصنوعة منها ،وعلى طبيعة الظروف المحيطة بها ،لذلك فإن معالجتها وترميمها وحفظها ال يتوقف على
أعمال الصيانة والترميم فحسب ،بل يعتمد على تهيئة الظروف المناسبة لسالمتها والمحافظة عليها .وإذا نظرنا
إلى الكتب والمخطوطات من الناحية المادية؛ فإننا نجدها مكونة من مواد سيللوزية ممثلة بالورق ،ومواد
بروتينية ممثلة بالجلود والرقوق ،وهي بجملتها تتعرض للكثير من العوامل البيئية المختلفة مثل :التلوث
الجوي ،وتغيرات درجات الحرارة والرطوبة ،واختالف شدة اإلضاءة واإلشعاعات ،إضافة إلى ما يحمله
الهواء من جراثيم البكتريا ،الفطريات ،وبويضات الحشرات ،وذرات األتربة والغبار المحملة بمختلف الذرات
المعدنية الضارة .هذه العوامل مجتمعة تتفاعل فيما بينها مع مكونات المخطوط تاركة عليها إصابات ،وآثار
.دمار واضحة
وقد تنبه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث منذ تأسيسه عام 1991إلى أزمة الحفاظ على المخطوطات
والكتب ،وقد أنفق الكثير من الجهد والوقت للتغلب عليها ،فشرع منذ ذلك الوقت بإنشاء وحدة فنية متكاملة
لصيانتها ،وحفظها ،وقيض لها من يقوم عليها من ذوي الخبرة والكفاءة ،وأثراهم بالحصول على الخبرات،
ومكنهم من االطالع على مناهج المدارس العالمية وأساليبها المتنوعة في صيانة المخطوطات ،فأسس قسم
.المعالجة والترميم والحفظ ،وكان ذلك في أغسطس من عام 1992
وشيئا ً فشيئا ً أخذ هذا القسم مكانته فأصبح من األقسام المهمة ليس في المركز فحسب ،بل أصبح يتمتع بمكانة
مرموقة وسمعة طيبة على مستوى العالم .وتوسعت خدماته لتشمل عمليات الصيانة التي تخضع لها كل
ممتلكات المركز الورقية التي تتضمن (المخطوطات ،المطبوعات ،والوثائق ،والجرائد ،والمجالت،
والخرائط) .ويضيف ان أهداف المركز تخطت البعد المحلي إلى البعد العربي والدولي من خالل تنظيم
الدورات التدريبية في الحفظ والمعالجة والترميم في داخل الدولة خارجها ،وتقديم الدراسات الفنية التطبيقية
واالستشارات العلمية المتخصصة للجهات والمراكز في الدولة والعالمين العربي واإلسالمي ،مع تقديم أجهزة
الترميم وموادها الى الكثير من المراكز العربية واإلسالمية ،مع تنظيم ومعارض فنية خاصة بفنون المخطوط
..العربي اإلسالمي
ويقول إن البداية اقتصرت على موظف واحد هو رئيس القسم لتتوسع فيما بعد وتضم حاليا ً 39موظفاً ،وحقق
إنجازات على المستويين المحلي والدولي ،ومن أبرز األعمال التي نفذت أخيراً في القسم ترميم مصحف حلب
التاريخي ،وهو نسخة نفيسة يرجع تاريخها إلى العهد المملوكي بين القرنين السابع والثامن الهجري ،وهو من
.أعظم مقتنيات المكتبة الوقفية في حلب الشهباء
وكانت النسخة مصابة بأضرار كثيرة منها تراكم األتربة في كعب المصحف ،وأثار رطوبة وتشربات لونية
على الورق أدت إلى انحالل الحبر في بعض الصفحات ،وتشوه الكتابة ،وضعف وتساقط أجزاء الحبر وتشقق
الحافة السفلية للمصحف بالكامل ،واهتراء الورق ونقص في بعض الصفحات ،إضافة الى ترميم قديم بورق
.من نوع جيد أدى الى تقصفه
معالجة الكتب المحترقة
يُطلق عليها هذا االسم ألن اإلصابة بشكلها الفيزيائي تشبه األوراق المعرضة للحريق ،وتُعد هذه اإلصابة من
أشد اإلصابات خطورة على الورق ،وعالجها يقتصر على القليل من مراكز الترميم في العالم ،ألنه يتطلب
.العلم والمهارة والتكنولوجيا في آن معا ً