Professional Documents
Culture Documents
تقديم الشخصية المرجعية ميسون بنت بحدل PDF
تقديم الشخصية المرجعية ميسون بنت بحدل PDF
-م ــن ُهــنا ،أي ــتها ال ــجاري ــة الج ــدي ــدة! ك ــيف ل ـ ِـك أن ت ــضيعي خ ــلفي؟
ث أن تــطرد الخــدم واح ـ ًدا تــلو اآلخــر .إن ر ّـكـزي فــزوج ـ ُة الخـ ِ
ـليفة مــا تــلب ُ
ـجال للخ ــطأ ..ح ــصول ـ ِـك ع ــلى رض ــاه ــا ي ــعني
ث ُهــنا ف ــال م ـ َ ِ
أردت امل ُ ــكو َ
بالد املسلمني كافة ،وعلى رأسهم الخليفة. ِ حصولك على رضى ِ
ضـحكت ،ونـاولـتني السـ ّلة بـينما كـنا نـسير فـي إحـدى حـدائـق الـقصر،
ـحبس األن ــفاس م ــن ـارف وال ــزي ـ ِ
ـنة ال ــتي ت ـ ُ ح ــدي ــق ٌة م ــز ّي ــن ٌة ب ــأن ــواع ِ ال ــزخ ـ ِ
ـصار مـن روعـتها ،فـال أكـا ُد إال أن أض ّـل طـريـقي ف األب جـمالـها ،وتخ ِ
ـط ُ
َ
وأنـسى الـوصـيف َة أمـامـي ..ال يـسعني إال أن أغـرق فـي تـفاصـيل كـل
جدا ٍر وزاوية .ثم قطعت تأ ُّملي وأردفت:
ِ
ـنفسك .م ــيسون ب ــنت -ت ــقول ــني إن ــني أب ــال ــغ؟ ان ــتظري ح ــتى ت ــري ــنها ب ـ
ـبيلة بــدويـ ٍـة فــي الــعراق.
بحــدل ..شــاعــرة عــربـ ّية فــصيحة ،وابــن ُة زعــيم ِ قـ ٍ
ت ــعلمني أن زواج ــها ب ــالخ ـ ِ
ـليفة م ــعاوي ــة ك ــان ب ــدوافـ ـعٍ س ــياس ــية؟ فله ــذا
ـبير ف ــي ان ــتصار ج ــيش املس ــلمني ب ــعد وق ــوع ض ــحاي ــادور ك ـ ٌال ــزواج ٌ
ال ــطاع ــون .أس ـ َكنَها الخ ــليف ُة دار اإلم ـ ِ
ـارة ُهــنا ف ــي دم ــشق ،ف ــي ق ــصره
املـلكيّ ،وو ّفـر لـها كـل مـا تـحتاجـه مـن رخـاء الـعيش .ومـع ذلـك ،لـم تـعتد
ـصوص ا ،ول ــم ت ــأل ــفها .رف ــضت أفخ ــر
ًـ ح ــياةَ امل ــدي ــنة ع ــمو ًمــا ،وال ــقصر خ ـ
ال ــثياب ،رف ــضت أط ــيب ال ــطعام ووف ــرة الخ ــدم .غ ــلبها ص ــدق ع ــاط ــفتها
ـبداوة الــتي ألِ ـفَتها.
ِ وحــنينُها إلــى وطــنها ..مشــتاق ـ ٌة هــي إلــى حـ ِ
ـياة الـ
أث ـ ـ ِبتي ك ـ ــفاءت ـ ـ ِـك وخ ـ ــذي ه ـ ــذه إل ـ ــيها ،واخ ـ ــرج ـ ــي م ـ ــن غ ـ ــرف ـ ــتها دون أن
طردي.
تُ َ
تــركــتني الــوصــيف ُة عــند بــاب ضخــم ُمــف ِرط فــي الــزخــارف .طــرق ـتُه ثــالثًــا
ـليال .دخ ـ ُ
ـلت ح ــام ــل ًة السـ ـ ّلة، ـيت م ــن ق ــوة ليتح ـ ّـرك ق ـ ً ودف ــعتُه ب ـ ِّ
ـكل م ــا أوت ـ ُ
ـطلُّـط ُّل عــلى مــدخــل الــقصر — تُـ ِ ـلس عــلى شــرفـ ٍـة تُـ ِ
فــإذا بــمسيون تجـ ُ
عـلى أكـثر األمـاكـن روعـ ًة وبـها ًء .ورغـم ذلـك ،لـم يـنعكس املـنظر ال ّ
ـخالب
ع ــليها .ك ــان ــت ب ــاه ــرةَ الج ــمال ،وف ــي أج ــم ِل ُحـ ّلة ..ل ــكن ال ـ ُوج ــو َم ع ــلى
وج ــهها أخ ــفى ذل ــك ك ـ ّله .وح ــتى م ــن ه ــذا ال ـبُعد ،ك ــان ب ــإم ــكان ــي رؤي ــة
الآللِئ التي تسيل على خ ّديها .سألتُها ُمستغربة:
وأنت في ُم ٍ
لك يُضاهي ُملك بلقيس؟ ِ -ما الذي يُ ِ
بكيك
-أال ت ــترك ــون ــي وش ــأن ــي؟ م ــاذا ع ــساي أن أف ــعل؟ ل ــم ت ــفارق ــني ب ــادي ــتي
أح ُّن إليها وإلى أهلي فيها! يو ًما ..أشتاق إليها ِ ..
سكتت بره ًة ،ثم أنشدت قائل ًة:
أحب إلي من قص ٍر ُم ِ
نيف ُّ ِ
تخفقُ األروا ُح فيه يتَلبَ ٌ
الش ِ
فوف أحب إلي من لِبس ُّ ُّ وتقر عيني ٍ
عباءة و ُل ُ
بس
َّ
ِ
الرغيف أحب إليّ من أك ِل يرة فـي ِكس ِر بيتي
س ٍ وأ ْك ُل ُك َ
ِ
الدفوف أحب إلى من نَ ْق ِر وأصوات الرياح ِ ِّ
بكل فجٍّ ُ
العيش الظَّ ِ
ريف ِ إلى نفسي من عيشتي في الب ْد ِو أشهىَ خشون ُة
ُ
ِ
شريف ٍ
وطن ذاك من فحسبي َ فما أبغي سوى وطني بديال