Professional Documents
Culture Documents
أشجار التّين ،ولكن أصحاب البستان يحبون ثمارها أكثر من جاراتها ،وكانوا كلما أثمرت أتوا يقطفون
ضا إن جلس أحدهم ثمارها ،ولكن هذه التينة كانت تغضب كلما أخذ أحدهم شيئًا من ثمارها ،وكانت تغضب أي ً
تحتها ليستظل بظلها ،وبقيت على هذه الحال سنين عديدة ،حتى أتى يوم لم تعد تطيق أن يأخذ أحدهم منها
شيئًا ،وعندها قالت لجاراتها :إني أخرج الثّمار ،فيأكل منها ك ّل من يمر من عندي ،وأنا ال أستفيد منها بشيء،
ثمارا وال أوراقًا بعد ذلك أبدًا ،حتى ال يأكل منها أحد ،وال يجلس تحتها أحد .
فقررت أن ال تخرج ً
الربيع ،وتلونت جميع األشجار بألوان خضراء جميلة،
شتاء ،ومن بعده أتى ّ ومرت األيام ،وأتى فصل ال ّ
ّ
ّ
وأثمرت بثمار رائعة ،إال هذه التينة التي لم تثمر ،ولم تورق ،وبقيت يابسة ،كأنها ميتة ،وعندما رآها صاحب
سا ،وقطعها ،وجمع حطبها ،وأوقد بها
البستان على هذه الحال ،لم يتحمل ذلك ،وقرر أن يقطعها ،فأحضر فأ ً
ً
قائل : النّار في الشتاء ،وأنشد في خبر ذلك الشاعر إيليا أبو ماضي
غيرهـــــا أَثَــــــــــــر
َال يَبين َلها في َ َِلَحب َ
سنَّ عَلى َنفسي عَوارفَــــــــــــــها
َكأَنَّها َوتَ ٌد في اِلَرض أَو َحـــ َجـــــــر َو َظلَّت التي َنة ال َحمقاء عاريَــــــــــــــةً
فَاجتَثَّها َف َه َوت في النار تَستَــــــــعر َولَم يطق صاحب البستان رؤ َيت َــــــها
ي تناول فيه إيليا عواقب الحمق والغرور بأسلوب قصصي شيق ينتمي النّص إلى غرض ال ّ
شعر االجتماع ّ
غير مباشر عن طريق عرضها باللجوء إلى الطبيعة وجعل التبنة تتحدث وتعبر عن نفسها ..
شعريّة مثل :ي على ي ّد ابن الرومي في مقطوعاته ال ّ وال ّ
شعر االجتماعي بدا يظهر في العصر العباس ّ
الحمال البائس