Professional Documents
Culture Documents
بـــدم
ِ مزجْ تَ دمعا َج َرى من مقل ٍة ســــلم
ٍ أمن تذكر جيرا ٍن بذى ْ
وَأومض البرق في الظَّ ْلما ِء من ِإ ِ
ضـم ت الري ُح ِم ْن تلقا ِء كاظمـــ ٍة َأ ْم هبَّ ِ
يهــــم
ِ وما لقلبك إن قلت استفق فما لعينيك إن قلت ا ْكفُفا هَ َمتــا
َّ
ما بين منسجم منه ومضْ ط ِ
ـــرم أن الحب منكتـــ ٌم أيحسب الصبُ ّ
لــــم
البان وال َع ِ
ِ وال أر ْقتَ لذكر لوال الهوى لم ترق دمعا ً على طـل ٍل
والســــقم
ِ به عليك عدول الدمع ْ
شــهدت فكيف تنكر حبا ً بعد ما
والعنــــم
ِ مثل البهار على خديك وأثبت الوج ُد خطَّ ْي عبر ٍة وضــن ًى
باأللــــم
ِ والحب يعترض اللذات من أهوى فأرقـني نع ْم سرىـ طيفُ ْ
تلــــم
ِ مني إليك ولو أنصفت لم يا الئمي في الهوى العذري معذرة
بمنحســــم
ِ عن الوشاة وال دائي بمســـــتتر
ٍ ك حالِ َي ال ِسرِّيعَد ْت َ
صــمم
ِ إن المحب عن العذال في محضْ تني النصح لكن لست أســمعهُ
والشيبُ أبع ُد في نصح عن التهــم نصيح الشيب في ع َذ ٍل َ إنى اتهمت
والهـــرم
ِ من جهلها بنذير الشيب ْ
أتعظـــت فإن أ َمارتي بالسو ِء ما َّ
ضيف أل ّم برأسي غي َر محتشـــم ٍ ت من الفعل الجميل قـرى وال أع ّد ْ
بالكتــم
ِ منه لي بدا ً ا سر ُ
كتمت كنت أعلم أني ما أوقـــرُه لو ُ
الخيل باللُّج ِ
ُــــم ِ كما يُر ُّد جما ُح جماح من غوايتهـــا ٍ من لي بر ِّد ْ
إن الطعام يقوي شهوةَ النَّ ِ
هـــم َّ فال تر ْم بالمعاصيـ كس َر شهوتهـــا
ينفطــم
ِ الرضاع وإن تفطمهُ ِ حب والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على
ص ِـم إن الهوى ما تولَّى يُصْ ِم أو يَ ِ فاصرف هواها وحاذرـ أن تُ َوليَــهُ ْـ
ت المرعى فال تُ ِس ِم وإن هي استحل ِ ْ األعمال ســائمةٌ ِ وراعها وهي في
الدسـم
ِ أن السم فى يدر َّمـن حيث لم ِ حسنت لذةً للمر ِء قاتلــةً ْ ك ْم
التخـــــم
ِ فرب مخمص ٍة شر من جوع ومن شبع ٍ واخش الدسائس من
النـــدم
ِ من المحارم والز ْم حمية واستفرغ الدمع من عين قد امتألتْ
ـــم َّ
وإن هما محضاك النصح فات ِه ِ ْ ص ِهما وخالف النفس والشيطان واع ِ
والحكــم
ِ تعرف كي َد الخصم ُـ فأنت وال تط ْع منهما خصما ً وال حكمـــا ً
ً
لقد نسبت به نسال لذي عُقـــــ ُ ِم ُ أستغف ُر هللا من قو ٍل بال عمــــ ٍل
استقـم
ِ اسـتقمت فما قولى لك ُ وما ت بـه لكن ما ائتمرْ ُ الخير ْ
َ أ ْمرتُك
اصــــم
ِ فرض ولم
ٍ ولم أص ِّل سوى تزودت قبل الموت نافلـــةً ُـ وال
ورم
اشتكت قدماه الض َر من ِ ْ أ ِن من أحيا الظالم إلـــى ظلمت سنَّةَ ْ
ُ
األدم
ِ تحت الحجارة ك ْشحا ً مترف ب أحشاءه وطـــوىـ وش َّد من سغ ٍ
شــــمم
ِ عن نفسه فأراها أيما وراود ْته الجبا ُل الش ُم من ذهــ ٍ
ب
ص ِم إن الضرورة ال تعدو على ال ِع َ َّ وأكدت زهده فيها ضرورتُـــه ْ
العـدم
ِ لواله لم تُ ْخ ِ
رج الدنيا من وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ ْ
من
عجــم
ِ والفريقين من عُرْ ب ْ
ومن محمد صلى هللا عليه وآله وسلم وسلم سيد الكونين والثقليــــن
نعــــم
ِ قول ال منه والأب َّر في ِ نبينا اآلم ُر الناهي فال أحــــ ٌد
مقتحـــم
ِ هول من األهوال ٍ لكل هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته
منفصـــم
ِ مستمسكون بحب ٍل غير دعا إلى هللا فالمستمسكون بــه
كـــرم
ِ علم وال
ولم يدانوه في ٍ ق وفي ُخلـ ُ ٍ
ق فاق النبيين في خَل ٍ
غرفا ً من البحر أو رشفا ً من ِ
الديم وكلهم من رسول هللا ملتمـــسٌ
الحكم
ِ من نقطة العلم أو من شكلة وواقفون لديه عند حدهــــم
النســـم
ِ ثم اصطفاه حبيبا ً بارُئ فهو الذي تم معناه وصورتــه
منقســـم
ِ فجوهر الحسن فيه غير شريك في محاســـنه ٍ منزهٌ عن
واحكم بما شئت مدحا ً فيه واحتكم د ْع ما ادع ْتهُ النصارىـ في نبيهم
عظم
ِ وانسب إلى قدره ما شئت من وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
بفــــــم
ِ ح ٌّد فيعرب عنه ناط ٌ
ق فإن فضل رسول هللا ليس لــــه
الرمم
ِ دارس
َ أحيا اس ُمه حين يدعى لو ناسبت قد َره آياتُه عظمــــا ً
نهـــم
ِ حرصا ً علينا فلم نرْ تبْ ولم لم يمتحنا بما تعيا العقو ُل بـــه
في القرب والبعد فيه غير ُم ْن ِ
فحـم أعيا الورى فه ُم معناه فليس يُرى
ـــم
الطرف من أ َم ِ َـ صغيرةً وتُكلُّ كالشمس تظهر للعينين من بعُـ ٍد
قو ٌم نيا ٌم تسلوا عنه بال ُحلُ ِ
ــــــم ك في الدنيا حقيقتـَه وكيف يُ ْد ِر ُ
كلهــــــم
ِ خلق هللاِ وأنه خي ُر العلم فيه أنه بشــــــ ٌر
فمبلغ ِ
بهــــم
ِ اتصلت من نوره ْ فإنما آي أتى الرسل الكرام بها وك ُل ٍ
ُظ ِهرنَ أنوا َرها للناس في الظُ ِ
لـم ي ْ فإنه شمسُ فض ٍل هم كواكبُهــا
ســـــم
ِ مشتمل بالبشر متَّ
ٍ بالحسن ق أكر ْم ب َخ ْلق نب ّي زانه ُخلـُـــ ٌ
كرم والدهر في ِه َم ِم والبحر في ٍ شرف
ٍ ترف والبدر في ٍ كالزهر في
حشـم
ِ عسكر حين تلقاه وفي ٍ في ٌ
كانه وهو فرد من جاللتــــه
ق منه و ُم ْبتَســم من م ْع ِدنَي منط ٍ صدف
ٍ كأنما اللؤلؤ المكنون فى
ق منه وملتثـــــمـ طوبى لمنتش ٍ ُ
طيب يعد ُل تُربا ً ضم أعظ َمـــهُ َ ال
ومختتــــم
ِـ طيب مبتدٍأ منه َ يا أبان مولدُه عن طيب عنصــره
والنقـم
ِ قد ْن ِذروا بحلول البْؤ س ُأ يو ٌم تفرَّس فيه الفرس أنهــــ ُم
ملتئـم
ِ كشم ِل أصحاب كسرى غير وبات إيوان كسرى وهو منصد ٌ
ع
سدم
عليه والنه ُر ساهي العي ِن من ِ أسـف
ٍ األنفاس من
ِ والنار خامدةُ
و ُر َّد واردُها بالغيظ حين ظمــي أن غاضت بحيرتُهــا وسا َء ساوة ْ
ــرم
ض ِ حزنا ً وبالماء ما بالنار من َ ْ كأن بالنار ما بالماء من بــــلل ّ
والحق يظه ُر من معن ًى ومن َكلِ ِـم والجنُ تهتفُ واألنوارـ ساطعــةٌ
تُسم ْع وبارقةُ اإلنذار لم تُشــــ َ ِم َع ُموا وص ُّمواـ فإعالنُ البشائر لــ ْم
يقـــــم
ِ بأن دينَهم المعو َّج لم من بعد ما أخبر األقوا َـم كا ِهنُهُ ْم
صنم
ِ ض ٍة وفق ما في األرض من منق ّ وبعد ما عاينوا في األفق من ُشهُب
نـــهزم
ِ من الشياطين يقفو إثر ُم حتى غدا عن طريقـ الوحي منهز ٌم
صى من راحتيه ُر ِم ِى أو عسك ٌر بال َح َ كأنهم هربا ً أبطا ُل أبرهــــــ ٍة
ملتقــــم
ِ نب َذ المسبِّح من أحشا ِء تسبيح ببطنهمـــــا ٍ نبذاً به بعد
قــــدم
ِ ق بال تمشى إليه على سا ٍ جاءت لدعوته األشجا ُر ســـاجدةً ْ
ّ ِّ
بديع الخط في اللقَ ِـم فروعُها من ْ
كتـــبت ً
رت سطرا لما كأنَّما َسطَ ْ
ِ
س للهجير َحــــ ِمى تقيه ح َّر وطي ٍ مثل الغمامة أنَّى سار سائــــرةً َ
القســــم
ِ من قلبه نسبةً مبرورة إن لـــهت بالقمر المنشق ّ أقس ْم ُ
طرف من الكفار عنه ع ِمى ٍـ وك ُل كرم
وما حوى الغار من خير ومن ٍ
أرم
وهم يقولون ما بالغـارـ مــن ِ ق لم يَ ِرما صدِّي ُق في الغار وال ِّ ص ْد ُـفال ِّ
ُــــم
خير البرية لم تنسُج ولم تح ِ ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على
من الدروع وعن عا ٍل من األطـ ُ ِم أغنت عن مضاعفـــ ٍة ْ وقايةُ هللا
ــــم
ض ِ ونلت جواراًـ منه لم يُ َ ُ إال ُ
واستجرت به ما سامنى الده ُر ضيما ً
مستلم
ِ إال استلمت الندى من خير التمست غنى الدارين من يده ُ وال
ت العينان لم يَنَـــم قلبا ً إذا نام ِ إن لــه نكر الوح َي من رؤياهُ ّ ال تُ ِ
حتلــــم
ِ فليس يُنك ُر فيه حا ُل ُم بلوغ من نبوتــــه ٍ وذاك حين
بمتهـــــم
ِ ب
نبي على غي ٍ وال ٌّ ب
ي بمكتسـَــ ٍ تبارك هللا ما وح ٌ
اللمـــم
ِ وأطلقت أربا ً من ربقة
ْ صبا ً باللمس راحتُـهكم أبرأت و ِ
حكت غ ّرةً في األعصر ال ُده ُِم ْ حتى ت السنةَ الشهباء دعوتـُــه وأحي ِ
ـر ِم
َسيْبٌ من الي ِّم أو سي ٌل من ال َع ِ البطاح بهـا
َ بعارض جاد أو ِخ ْل ُ
ت ٍ
(-------------------الفصل السادس :في شـرف القرآن ومدحه)-------------------
علــم
ِ نار القرى ليالً على ظهور ِ َ ْ
ظهــرت ت لهي آيا ٍ د ْعني ووصف َـ
منتظــم
ِ ً
وليس ينقصُ قدرا غير ً
فال ُّدرُّ يزداد حسنا وهو منتظــ ٌم
يـم ِّ
ما فيه من كرم األخالق والش ِ آمال المديح إلــــى فما تَطاو ُل ِ
بالقــدم
ِ قديمةٌ صفةُ الموصوف آيات حق من الرحمن ُمحدثـــةٌ ُ
عن المعا ِد وعن عا ٍد وعـن ِإ َر ِم بزمان وهي تُخبرنـــا ٍ ْ
تقترن لم
تــدم
من النبيين إذ جاءت ولم ِ دامت لدينا ففاقت ك َّل معجـز ٍة ْ
ــم ق وما تَبغين من َح َك ِ لِذى شقا ٍ مات فما تُبقين من شبـــ ٍه مح ّك ٌ
السلم
ِ ْ
أعدى األعادي إليها ملقِ َي بـر ٍ قط إال عاد من َح َ ُوربت ُّ
ْ ما ح
الغيور ي َد الجاني عن الحُـ َر ِم ِـ ر َّد ضهــا ت بالغتُها دعوى معار َ ر َّد ْ
والقيـم
ِ وفوقـ جوهره في الحسن لها معا ٍن كموج البحر في مـد ٍد
بالســــأم
ِـ وال تسا ُم على اإلكثار فما تع ُّد وال تحصى عجائبهــــا
فاعتصـــم
ِ لقد ظفِرتَ بحبل هللا فقلت لــه ُ َّت بها عين قاريهاـ قر ْ
من ور ِدها ال ّشبِ ِـم أطفْأتَ حر لظى ْ إن تتلها خيفةً من حر نار لظــى ُ
ــم
من العصاة وقد جاؤوه كال ُح َم ِ كأنها الحوض تبيضُّ الوجوه بـه
فالقسطُ من غيرها في الناس لم ِ
يقم وكالصراطـ وكالميزان معْدلــةً
الفهـــم
ِ تجاهالً وهو عينُ الحاذق تعجبن لحسو ٍد راح ينكرهـــا ْ ال
ســـقم
ِ وينك ُر الف ُم طع َم الما ِء من قد تنكر العينُ ضو َء الشمس من رمد
(-------------------الفصل السابع :في إسرائه ومعراجه صلى هللا عليه وآله وسلم)-------------------
(-------------------الفصل الثامن :في جهاد النبي صلى هللا عليه وآله وسلم)-------------------
والخــدِـَم
ِ عمر مضى في الشعر ٍ ذنوب
َ بمديح استقي ُل به
ٍ خ ْدمتُه
ي من النَّ َع ِ
ـــم كأنَّني بهما ه ْد ٌ ْإذ قلّدان َي ما تُ ْخشي عواقبُــه
والنـــدم
ِ حصلت إالّ على اآلثام ُ ي الصبا في الحالتين وما ُ
أطعت غ َّ
تشتر الدين بالدنيا ولم تَس ِ
ُــم ِ لم س في تجارتهـــا فياخسارةَ نف ٍ
ـلم بيع وفيـ َس ِ ْ
يَبِ ْن له ال َغبْنُ في ٍ ومن يب ْع آجالً منه بعاجلــــ ِه
بمنصـــرم
ِ من النبي وال حبلي ت ذنبا ً فما عهدي بمنتقض إن آ ِ ْ
مـم
وهو أوفى الخلق بال ِذ ِ فإن لي ذمةً منه بتســــميتيـ محمداً ّ
القــــدم
ِ فضالً وإال فقلْ يا زلةَ إن لم يكن في معاديـ آخذاً بيدى ّ
محتــرم
ِ أو يرج َع الجا ُر منه غير حاشاه أن يحر َم الراجي مكار َمـه
لتــــز ِم
ِ وجدتُهُ لخالصي خي َر ُم ألزمت أفكاريـ مدائحــه ُ ومن ُذ
األزهار في األ َك ِم َ تإن الحيا يُ ْنبِ ُّ ولن يفوتَ الغنى منه يداً ت َِر ْ
بـت
َـــرم
هير بما أثنى على ه ِ يدا ُز ٍ ْ
اقتطفت ول ْم أر ْد زهرةَ الدنيا التي
سواك عند حلول الحادث ال َعـ ِم ِم من ألو ُذ بـه يا أكر َم الخلق ما لي ْ
منتقـــم
ِ إذا الكري ُم تجلَّى باسم رسول هللا جاهُك بــي َ ولن يضيق
والقلـــم
ِ اللوح
ِ ومن علومك عل َم فإن من جودك الدنيا وض ّرتَهــاـ ّ
كاللــمم
ِ إن الكبائ َر في الغفران ّ يا نفسُ ال تقنطي من زل ٍة عظمــتْ
سم
تأتي على حسب العصيان في القِ ِ لع ّل رحمةَ ربي حين يقســــمها
منخــرم
ِـ لديك واجعل حسابي غير يارب واجعلْ رجائي غير منع ِكـ ٍ
س
ينهــزم
ِ صبراً متى تد ُعهُ األهوا ُل والطف بعبدك في الدارين إن له ْ
ــــــجِـم
ِ على النبي ب ُم ْنهَ ٍّل و ُم ْن َس وائذن لسُحب صال ٍة منك دائمــ ٍة ْ
بالنغم
ِ العيس
ِ العيس حادي َ وأطرب ت البان ري ُح صــبا ً حت عذبا ِما رنّ ْ
الكـرم
ِ علي وعن عثمانَ ذي وعن ٍ عمـر
ٍ بكر وعن ثم الرضا عن أبي ٍ
والكـرم
ِ أهل التقى والنَّقا وال ِح ِلم ب ث َّم التَّابعينَ فهُــ ْم واآل ِل َوالصَّحْ ِ
واغفرْ لنا ما مضى يا واسع الكـرم ِّ
يا ربِّ بالمصطفىـ بل ْغ مقاصـدنا
يتلوه فى المسجد األقصى وفىـ الحرم واغفر إلهى لكل المسلمين بمــا
وإس ُمهُ قس ٌم من أعظــم القســم وبجاه من ب ْيتُهُ فى طيبة حــر ٌم
والحمد هلل في بدٍإ وفىـ ختــــم وهذه بردةُ المختار قد ُخ ْ
تمـت
فرّجْ بها كربنا يا واسع الكـــرم أبياتها ق ْد ْ
أتت ستينَ م ْع مائـ ٍة
تمت القصيدة المباركة ،والحمد هلل أوال وآخرا والصالة والسالم على سيد الخلق أبا الزهراء وآله أجمعين