You are on page 1of 147

‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‪1-‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق‬
‫ﻗﺴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‬

‫اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‬


‫أﺛﻨﺎء اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ‬
‫ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر‪:‬‬ ‫ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬


‫ﺣﺴﻨﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ‬ ‫ﻗﺎﻧﺔ ﻳﺤﻴﻰ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫أ‪.‬د ﻋﺰوز ﻛﺮدون ‪ ..............................................‬رﺋﯿﺴﺎ‬

‫أ‪.‬د ﺣﺴﻨﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ‪ ..............................................‬ﻣﺸﺮﻓﺎ وﻣﻘﺮرا‬

‫أ‪.‬د ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻛﯿﺒﺶ ‪ .............................................‬ﻋﻀﻮا‬

‫‪2014‬‬
‫‪2014/ 2013‬‬
‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪2013 :‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫إن التطور السريع في مجال األسلحة وتقنيات القتال المستخدمة في النزاعات المسلحة البحرية‬
‫يشكل خط ار محدقا بسالمة البيئة البحرية‪.‬‬

‫فإذا كانت البيئة البحرية‪ ،‬وفقا لما تم التوصل إليه في أعمال الدورة السابعة لمؤتمر األمم المتحدة‬
‫السادس لقانون البحار والذي عقد في جنيف ونيويورك سنة ‪ 8791‬وبحسب ما تمت صياغته في‬
‫اتفاقية قانون البحار لعام ‪ ،8711‬هي عبارة عن نظام بيئي يشكل وحدة معينة في الزمان والمكان في‬
‫ظل ظروف مادية ومناخية‪ ،‬ينطوي على عديد من الخاصيات والمنافع واالستعماالت والثروات‪ ،‬فإن‬
‫هذا النظام أصبح مهدا بخطر اإلضرار بتوازنه وذلك بواسطة األسلحة الممنوعة الكيميائية والنووية‬
‫والبيولوجية وغيرها وذلك في حال نشوء نزاعات مسلحة خاصة إذا كانت هذه النزاعات المسلحة واقعة‬
‫في البحار‪.‬‬

‫وألجل هذا نقول إن مجال حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة مجال بالغ األهمية وشديد‬
‫الحساسية‪ ،‬ذلك أن توازن النظام البيئي البحري يؤدي إلى توازن النظام البيئي إجماال خاصة إذا علمنا‬
‫أن أكثر من ‪ %97‬من المساحة اإلجمالية للكرة األرضية عبارة عن بحار ومسطحات مائية‪ ،‬لذا وجب‬
‫توفير حماية قانونية كافية للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة وتفعيل هذه الحماية عن طريق توافر‬
‫آليات تتضمن تقرير المسؤولية القانونية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة وعن‬
‫خرق قواعد الحماية المقررة لها‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن الغالبية الساحقة من المعاهدات واالتفاقيات التي جاءت تتويجا للجهود الدولية‬
‫لحماية البيئة البحرية في العقود األربعة األخيرة تتعلق بوقت السلم‪ ،‬وال تتناول أوقات النزاعات‬
‫المسلحة‪ ،‬وكذلك األمر فيما يتعلق باتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار العام ‪ 8711‬عندما أفردت‬
‫الجزء الثاني عشر بكامله لحماية البيئة البحرية‪ ،‬وألقت المادة ‪ 871‬منها على عاتق الدول األطراف‬
‫التزاما أو واجبا على األقل باحترام البيئة البحرية وعدم المساس بها‪ .‬وهي تتعلق بوقت السلم‪ ،‬مما‬
‫دفعنا إلى تسليط الضوء على النظام القانوني الذي يعنى بحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫إن حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة يقتضي بالضرورة تنظيم طرق وأساليب وأدوات‬
‫الحرب البحرية ذلك أن األطراف المتنازعة في غياب مثل هذا التنظيم تستهدف الوصول إلى الغاية‬
‫المنشودة وهي القضاء على العدو وممتلكاته‪ ،‬وذلك بالقصف العشوائي والهجوم على‬

‫المدنيين باستخدام الغازات السامة والجرثومية واألدوات التي تؤثر على الطبيعة والبيئة‪ ،‬والبيئة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫البحرية بشكل خاص والتي ال تعترف بالحدود السياسية للدول‪ ،‬ولعل أول تنظيم للحرب كان في‬
‫معاهدة باريس ‪ 6581/04/61‬التي نظمت الحرب البحرية وقواعد الحياد دون أن تنص على حماية‬
‫البيئة البحرية‪.‬‬

‫ثم جاءت اتفاقية جنيف لعام ‪ 8181‬التي تعلقت بحماية ضحايا النزاعات المسلحة من أفراد‪ ،‬تقديم‬
‫اإلسعافات ورعاية المحاربين والجرحى والمرضى دون االهتمام بالبيئة البحرية أو الطبيعية‪ ،‬ألن فكرة‬
‫ابتداء من إعالن‬
‫ً‬ ‫البيئة لم تكن قد ظهرت بعد‪ ،‬ومن جهة ثانية ظهرت بوادر االهتمام بوسائل الحرب‬
‫بيترسبورغ في‪ 8181/81/88‬الذي حرم استخدام الرصاص المتفجر‪ ،‬وبعد ذلك تم تقنين قانون الهاي‬
‫بموجب اتفاقيات الهاي ‪ 8779-8177‬و قد تم تقنين هاتين المجموعتين من القواعد في اتفاقيات‬
‫جنيف األربع الموقع عليها في ‪ ،8717/71/81‬وهكذا جمعت هذه االتفاقيات بين قانون جنيف وقانون‬
‫الهاي‪ :‬ونالحظ أن هذا التقنين السابق لم يهتم بالبيئة البحرية بشكل مباشر غير أننا نجد بعض‬
‫األفكار التي وردت في نصوص تلك االتفاقيات تحمي البيئة البحرية بشكل غير مباشر‪.‬‬

‫ولقد تضافرت الجهود الدولية بعد ذلك من أجل تطوير قانون جنيف والهاي بما يتماشى‬
‫واالحتياجات العسكرية والمقتضيات اإلنسانية والمقتضيات البيئية توازنا مناسبا‪ ،‬وذلك انسجاما مع‬
‫التطور الرهيب لألسلحة وأدوات القتال‪ ،‬فتمخض عن هذه الجهود بروتوكولين إضافيين ملحقين‬
‫باتفاقيات جنيف األربع وذلك في المؤتمر الدبلوماسي الذي اختتمت أعماله في جنيف بالتوقيع على‬
‫هذين البرتوكولين قي‪ ،8799/78/71‬ونجد أن البروتوكول األول قد خصص المادتين‪ 53‬و‪ 33‬منه‬
‫لحماية البيئة الطبيعية‪ ،‬وقد ساهم في هذا التوجه الجديد لحماية البيئة الطبيعية تطور القانون الدولي‬
‫للبيئة‪ ،‬حيث تم عقد أول مؤتمر دولي للبيئة سنة ‪ 8791‬في مدينة استوكهولم السويدية‪ ،‬وبعد هذا‬
‫المؤتمر وبالتحديد في سنة ‪ 8798‬ثم إبرام معاهدة خاصة لحماية الطبيعة وهي اتفاقية حظر استخدام‬
‫تقنيات تغيير البيئة ألغراض عسكرية التي تم اعتمادها من قبل الجمعية العامة في ‪ 87‬ديسمبر‬
‫‪ 8798‬بقرارها رقم ‪ 91/58‬وهي اتفاقية معروفة باسم(‪.(ENMOD‬‬

‫وبفعل عدم كفاية قواعد الحماية المذكورة آنفا فقد تكاثفت الجهود الدولية من جديد من أجل إعداد‬
‫مشاريع وأعمال ودراسات برزت أساسا بعد حرب الخليج الثانية‪ ،‬تحت رعاية األمم المتحدة وذلك‬
‫بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب األحمر التي من اختصاصها تطوير قواعد القانون اإلنساني‪،‬‬
‫وأيضا من خالل المشروع الذي أعده معهد سان ريمو المتعلق بالقانون الدولي المطبق أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫تحديد إشكالية الدراسة‪:‬‬


‫تستوجب دراسة هذا الموضوع اإلجابة عن إشكاليتين رئيسيتين‪ ،‬نخصص لألولى الفصل األول‪،‬‬
‫في حين نتطرق للثانية في فصل ثان‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشكالية األولى‪ :‬هل يمكن تطبيق قواعد الحماية المقررة للبيئة البحرية في زمن السلم‪ ،‬على هذا‬
‫الوسط خالل النزاعات المسلحة؟‬

‫‪ ‬اإلشكالية الثانية‪ :‬هل يوفر القانون الدولي اإلنساني حماية كافية للبيئة البحرية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة؟‬

‫وسنرتكز في دراستنا لهاته اإلشكاليتين على المنهج التحليلي النقدي لمختلف االتفاقيات‬
‫والصكوك القانونية الدولية التي عالجت موضوع حماية البيئة البحرية‪ ،‬وكذلك سنحلل الدراسات‬
‫والمشاريع الحديثة التي تناولت موضوع حماية البيئة لتدعيم فكرة حماية البيئة البحرية في إطار هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫كما سنتبع نفس المنهج التحليلي النقدي في دراسة موضوع المسؤولية الدولية عن انتهاك قواعد الحماية‬
‫المقررة للبيئة البحرية من أجل بيان نوع المسؤولية الملقاة على منتهكي قواعد الحماية‪ ،‬وكذا من أجل‬
‫تبيان التكييف القانوني النتهاك قواعد الحماية‪ ،‬ولتقييم مدى فعالية قواعد المسؤولية ومدى نجاعتها في‬
‫إلزام احترام قواعد الحماية وردع منتهكها‪.‬‬

‫األهمية العلمية والعملية للموضوع‪:‬‬

‫إن حق اإلنسان في بيئة بحرية سليمة حق من الجيل الثالث لحقوق اإلنسان ومنه وجب إقرار‬
‫حماية أخرى لهذا الحق اإلنساني‪ ،‬وضرورة عدم إقرار اتفاقيات تتعارض مع هذا الحق‪.‬‬

‫وأهمية بحثنا ستتجلى من خالل تعرضنا بالدراسة التحليلية النقدية لمختلف النصوص القانونية‬
‫سواء تلك االتفاقيات التي عنيت بموضوع البيئة البحرية خارج إطار القانون الدولي اإلنساني عن‬
‫طريق ما تضمنته اتفاقية قانون البحار لعام ‪ 8711‬أو باالتفاقيات النوعية المبرمة في هذا المجال‪،‬‬
‫وهذا من أجل معرفة مدى عالقتها واتصالها بموضوع الحماية للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪،‬‬
‫وكذلك االتفاقيات التي عنيت بحماية البيئة البحرية بشكل غير مباشر كاتفاقية جنيف والهاي‪ ،‬أو تلك‬
‫التي تطرقت لموضوع الحماية بشكل مباشر ويتعلق األمر بالبروتوكول األول التفاقية جنيف ‪8799‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫واتفاقية (‪ )ENMOD‬لعام ‪ 8798‬بهدف كيفية تقرير هذه المعاهدات لقواعد حماية البيئة البحرية‬
‫أثناء النزاعات المسلحة المعرفة ومعرفة مدى كفايتها هل هي بحاجة إلى معاهدات أخرى أم أنها‬
‫بحاجة إلى تفعيل أقوى من أجل احترام قواعدها بشكل كلي‪.‬‬

‫وكذلك سنتناول بالدراسة والتحليل الدراسات واألعمال الحديثة لحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة لمعرفة مدى إلزامية هذه الدراسات واألعمال‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى سنعالج موضوع المسؤولية الدولية عن االنتهاكات التي تلحق قواعد الحماية‬
‫المقررة للبيئة البحرية وذلك من أجل إبراز مدى فعالية هذه القواعد‬

‫وبناء على ما سبق سنعتمد في موضوعنا هذا على خطة عمل وفق الترتيب الموالي‪:‬‬
‫ً‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني لحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة خارج إطار القانون‬
‫الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم جدوى تطبيق أحكام االتفاقيات النوعية المتعلقة بحماية البيئة البحرية في زمن‬
‫السلم أثناء النزاعات البحرية المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عدم كفاية أحكام اتفاقية قانون البحار للعام ‪2891‬م لحماية البيئة البحرية أثناء‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور منظمة األمم المتحدة في إرساء وتطوير قواعد حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حماية القانون الدولي اإلنساني للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أنواع الحماية المقررة بشأن البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسات الحديثة إلنماء وتطوير قواعد القانون اإلنساني المطبقة على البيئة البحرية‬
‫أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المسؤولية القانونية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪...........................................................................................................................................................‬‬

‫‪1‬‬
‫فصل ألول‬
‫ال‬
‫البحرية‬
‫البيئة‬
‫لحماية‬
‫الق انوني‬
‫لنظام‬
‫ا‬
‫لنزاعاتالمسلحة خارج إطار‬
‫أثناء ا‬
‫إلنساني‪:‬‬
‫القانون الدولي‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫لقد أولت الدول اهتماما بالغا للبيئة البحرية‪ ،‬بعد إدراكها ألهمية هذا الوسط‪ ،‬ولقد تمخض عن هذا‬
‫االهتمام إبرام العديد من االتفاقيات الدولية واإلقليمية‪ ،‬وكذا عن عقد العديد من المؤتمرات التي لعبت‬
‫منظمة األمم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها جهودا كبيرة من أجل إرساء وتطوير قواعد‬
‫حماية دولية للبيئة البحرية‪.‬‬

‫وسنتناول هذا الفصل في ثالث مباحث محاولين اإلجابة فيها عن اإلشكال القانوني المطروح في‬
‫هذا الفصل‪ ،‬والمتمثل في مدى جدوى إسقاط قواعد حماية البيئة البحرية المقررة في االتفاقيات النوعية‬
‫وكذا في اتفاقية قانون البحار لعام ‪2891‬م‪ ،‬على البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬مبرزين دور‬
‫منظمة األمم المتحدة في حماية البيئة البحرية‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم جدوى تطبيق أحكام االتفاقيات النوعية المتعلقة بحماية البيئة البحرية في‬
‫زمن السلم أثناء النزاعات البحرية المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عدم كفاية أحكام اتفاقية قانون البحار للعام ‪2891‬م لحماية البيئة البحرية أثناء‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور منظمة األمم المتحدة في إرساء وتطوير قواعد حماية البيئة البحرية‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم جدوى تطبيق أحكام االتفاقيات النوعية المتعلقة‬


‫بحماية البيئة البحرية في زمن السلم أثناء النزاعات البحرية المسلحة‪.‬‬
‫عقدت اتفاقيات عالمية شرعت تخاطب الملزمين بها لحماية البيئة البحرية من التلوث على‬
‫المستوى العالمي‪ ،‬وقد تنوعت هته االتفاقيات بتنوع مصادر تلوث البيئة البحرية‪ ،‬والذي ينجم عن تعدد‬
‫األنشطة التي تتم في البحار أو ترتبط بها‪ ،‬واالتفاقيات النوعية التي سيتم دراستها في هذا المبحث‬
‫تقتضي تقسيم تحليلها إلى ثالث مطالب‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفطي والتلوث بالسفن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث باإلغراق ومن مصادر في البر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النووي‪.‬‬

‫‪ -‬سنتعرض بالتحليل إلى كل اتفاقية ثم نبين إمكانية من عدم إمكانية إسقاط أحكام كل اتفاقية من‬
‫االتفاقيات النوعية فيما يخص الحماية البيئية للبحار أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬بمعنى ترتيب من عدم‬
‫ترتيب أحكام هته االتفاقيات اللتزام دولي بعدم األضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المطلب األول‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفطي والتلوث بالسفن‪:‬‬


‫يعتبر التلوث النفطي من اخطر أنواع الملوثات فهو يؤثر على التوازن البيئي للبحار‪ ،‬وترتبط‬
‫عمليات التلوث بالنفط بصفة مباشرة بالتلويث بالسفن‪ ،‬الن اغلب ملوثات السفن هي مواد نفطية لذلك‬
‫اقتضت الضرورة الربط بين المصدرين‪،‬ومن ثم التطرق ألحكام االتفاقيات النوعية المتعلقة بهما في‬
‫الفرعين التاليين‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفطي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث من السفن‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفط‪:‬‬

‫النفط مزيج من الهيدروكربونات يحصل عليه عن طريق تقطير زيت البترول الخام‪ ،‬أو قطران‬
‫الفحم‪ ،‬وهو يمتاز بسرعة االشتعال‪ ،‬وبتعبير أكثر تحديد هو المواد الهيدروكاربونية بحالتها الطبيعية‬
‫سائلة كانت أو غازية وكذلك األسفلت والمواد الهيدروكاربونية األخرى الصالحة الستخراج النفط السائل‬
‫أو الغاز‪. 1‬‬

‫إن النفط يعد ثروة طبيعية‪ ،‬إال أنه من جهة أخرى يشكل خط ار على البيئة البحرية‪ ،‬وقد أبرمت‬
‫عدة اتفاقيات لحماية البيئة البحرية من التلوث بالنفط‪.‬‬

‫أوال‪:‬اتفاقية لندن ‪4591‬المتعلقة بمنع تلوث البحر بالبترول‬

‫لقد دعت إليها الحكومة البريطانية‪ ،‬وقامت بإخطار سكرتير عام األمم المتحدة بالمؤتمر المنعقد‬
‫لهذا الغرض‪ ،‬وقد حضر أعمال المؤتمر وفود مثلت اثنين وأربعين دولة‪ ،‬ونتج عنه‬

‫إقرار االتفاقية والتوقيع عليها في ‪21‬مايو ‪2891‬من قبل عشرين دولة‪ ،‬وبدا سريانها في‪12‬‬
‫يوليو‪ 2899‬وقد عدلت أعوام‪.2892 ،2828 ،2821 :‬‬

‫وتعد هذه االتفاقية أول اتفاقية متعددة األطراف لحماية البيئة البحرية من التلوث النفطي‪ ،‬وقد‬
‫تضمنت أحكاما قانونية لحماية البيئة البحرية من التلوث النفطي شملت النطاق الشخصي والنطاق‬
‫الموضوعي والعقوبات في حال مخالفة أحكام االتفاقية ‪.‬‬

‫لقد قررت االتفاقية في مادتها الثانية (‪ )1‬أن أحكامها تسري على السفن المسجلة في إقليم‬
‫الحكومات األطراف‪ ،‬وكذا السفن التي تحمل جنسيات وأعالم تلك الحكومات واستثنت من ذلك السفن‬
‫الحربية‪ ،‬إضافة إلى تقل حمولتها عن ‪ 291‬طن‪ ،‬والسفن األحرى التي تقل حمولتها عن ‪911‬طن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬محمود صالح العادلي‪ ،‬موسوعة حماية البيئة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪.792‬‬

‫‪-3-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫وقد حظرت االتفاقية في مادتها الثامنة (‪ )9‬منها بصورتها المعدلة ‪2821‬م تصريف الزيت والمزيج‬
‫الزيتي من الناقالت حظ ار مطلقا في مناطق خاصة‪ 1‬ضمن مسافة ‪ 211‬ميل من أقرب نقطة يقاس‬
‫منها عرض البحر اإلقليمي ‪.‬‬

‫إن أحكام االتفاقية ضعيفة األثر ألنها لم تشتمل على كل السفن أو الناقالت البحرية والمناطق‬
‫البحرية‪ ،‬حيث وردت استثناءات كثيرة عليها في المادة الثانية (‪ )11‬منها‪ ،‬والمادة الرابعة (‪ )11‬منها‬
‫تسمح بتصريف النفط في حاالت الضرورة وألجل سالمة السفن والركاب والبضائع‪ ،‬باإلضافة إلى أنها‬
‫منحت الصالحية لدولة العلم في تنفيذ أحكامها في أمور كثيرة‪ ،‬وهذا الوضع يؤدي إلى إضعاف‬
‫فعاليتها الن دولة العلم ستصبح الخصم والحكم‪ ،‬مما يجعل السفن التي ترفع أعالم المجاملة تحدث‬
‫تلويثا للبيئة البحرية بدون رقابة عليها لضعف الرابطة بين الدول والسفينة التي تحمل علمها‪.‬‬

‫‪ -‬نصل إلى نتيجة مفادها أن هته االتفاقية بما أنها ال تضع حال تاما للمشكلة التي أبرمت‬
‫ألجلها‪ ،‬وهي حماية البيئة البحرية من التلوث النفطي‪ ،‬فإنها من باب أولى ال تضع حال وال يمكن‬
‫إسقاطها بشان البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬خاصة اذاعلمنا أن المادة التاسعة عشر(‪)28‬‬
‫منها تتيح الفرصة للدول المتحاربة أو المحايدة توقيف التنفيذ في أجزاء منها أو كلها مما يؤدي إلى‬
‫وقف سريانها أثناء الحروب‪ ،‬والتي تخلف اآلثار المدمرة للبيئة البحرية‪ ،‬وهذا يتناقض مع قواعد العدالة‬
‫اإلنسانية ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬االتفاقية الخاصة بالتدخل في أعالي البحار في األحوال التي تؤدي أو من الممكن أن‬
‫تؤدي إلي التلوث بزيت البترول (بروكسل ‪ )4595‬بدا سريانها في ‪.4599‬‬

‫جاءت هذه االتفاقية على مختلف القواعد العامة‪ ،‬فقد حرص واضعوها على تأكيد التوازن الدقيق‬
‫الذي يتعين المحافظة عليه‪ ،‬بين تقرير حق الدول الساحلية بالتدخل في مناطق أعالي البحار‪ ،‬في‬
‫أحوال الحوادث التي يمكن أن تؤدي إلى التلوث بالبترول‪ ،‬وبين مبدأ حرية أعالي البحار‪.‬‬

‫كما جاءت هذه االتفاقية كذلك لتقرر حق الدولة الساحلية بالتدخل في مناطق أعالي البحار في‬
‫أحوال الحوادث التي تؤدي أو من الممكن أن تؤدي إلى التلوث بزيت البترول‪ ،‬وبين مبدأ حرية أعالي‬
‫البحار‪.‬‬

‫‪ -1‬وشملت تلك المناطق بحر البلطيق‪ ،‬وبحر الشمال األطلسي‪ ،‬ومنطقة غرب كندا‪ ،‬والبحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬والبحر األسود والبحر األحمر‪ ،‬والبحر العربي‪ ،‬وخليج البنغال والخليج العربي في السواحل الكويتية‬
‫والسعودية‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫لقد ركزت االتفاقية على الجوانب الوقائية من التلوث وليس على الجوانب العالجية الالحقة‬
‫للتلوث‪ ،‬وقد اشتملت في الماد الثانية (‪ )1‬منها على تحديد الكارثة البحرية بقولها أنها تعني تصادم‬
‫السفن‪ ،‬أو جنوحها أو أي حادثة مالحية أخرى‪ ،‬أو واقعة على ظهر سفينة أو خارجها‪ ،‬ينتج عنها‬
‫ضر ار ماديا أو التهديد المحقق بضرر مادي لسفينة أو شاحنة‪ ،‬كما حددت المادة نفسها الراد بالمصالح‬
‫الساحلية للدول المشتملة بالشاطئ البحري‪ ،‬والميناء‪ ،‬أو األنشطة اإلرشادية‪ ،‬بما في ذلك أنشطة الصيد‬
‫والتي تعد سبال جوهرية لعيش األشخاص المعنيين‪ ،‬والجذب السياحي للمنطقة المعنية‪ ،‬وصحة سكان‬
‫السواحل وسالمة المنطقة‪ ،‬بما في ذلك حماية األحياء والموارد البحرية الحية‪ ،‬وان مثل هذا التحديد في‬
‫المصالح المعتبرة جاء في االتفاقية بمثابة سالح ذي حدين‪ ،‬فهي بالقدر الذي توسعت في جوانب‬
‫حماية البيئة البحرية وما يرتبط بها من مصالح للدول الساحلية‪ ،‬قد تكون سببا لتدخل الدول القوية في‬
‫أنشطة الدول النامية بقصد حرمانها من األنشطة المكفولة في القانون الدولي للبحار‪. 1‬‬

‫وضعت االتفاقية أحكاما هامة تتعلق بتقليل اختصاص دولة العلم في أعالي البحار‪ ،‬باتخاذ ما‬
‫تراه ضروريا من تدابير تحول دون تعرض سواحلها أو تهديد مصالحها بأضرار التلوث النفطي المترتبة‬
‫على الكوارث التي تتعرض لها السفن والناقالت‪ ،‬وقد قيدت حق الدول األطراف هنا بضرورة أخطار‬
‫الدول األخرى قبل اتخاذ إجراءات التدخل‪.‬‬

‫‪ -‬لقد أوردت االتفاقية استثناءا يقضي بالمنع على الدول من ممارسة التدخل المنصوص عليه‬
‫ضمن أحكامها في مواجهة السفن الحربية‪ ،‬والسفن الحربية هي وحدات السالح البحري وهو من أهم‬
‫عناصر القوات المسلحة للدولة‪ ،‬وتدار هذه الوحدات من بمعرفة رجال البحرية من ضباط وجنود وطبقا‬
‫لنظام عسكري دقيق‪ ،‬وتعد السفينة الحربية عمارة بحرية عامة مسلحة تحت قيادة ضابط مفوض من‬
‫قبل الحكومة ويقع االختيار عليه من قائمة ضباط األسطول البحري‪ ،‬ولها بحكم طبيعتها وتسليحها‬
‫سلطة القيام بمهاجمة السفن العامة والخاصة التابعة للعدو‪.2‬‬

‫وكنتيجة لهذا االستثناء نقول انه ال يمكن إسقاط أو تطبيق أحكام هذه االتفاقية بشان البيئة‬
‫البحرية أثناء النزاعات البحرية المسلحة مادام ان هته النزاعات تقودها السفن الحربية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬اتفاقية لندن للوقاية من التلوث الصادر من السفن (‪:)4591‬‬

‫دعت إلى عقد هذه االتفاقية المنظمة البحرية الدولية‪ ،‬وتسمى كذلك إلى جانب البروتوكول المعدل‬

‫‪-1‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬حماية البيئة البحرية من التلوث‪ ،‬المكتب الجامعي للحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫سنة ‪ ،7002‬صفحة ‪ 99‬و‪.00‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬مصطفى الحفناوي‪ ،‬قانون البحار الدولي في زمن السلم‪ ،‬دار الهنا للطباعة‪ ،‬القاهرة‪1927 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.792‬‬

‫‪-5-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫لها الموقع للعام ‪ 2899‬بقواعد مار بول‪ ،‬هذه القواعد التي تعد العمود الفقري للنظام القانوني الحالي‬
‫في ميدان الوقاية من التلوث الصادر عن السفن‪.‬‬

‫‪ -‬المقصود بالتلوث الصادر من السفن(التلوث الذي ينتج عن السفن بتفريغ مواد ضارة في البحر‬
‫على نحو يحتمل معه إلحاق الضرر بصحة اإلنسان‪ ،‬أو األحياء المائية أو الموارد البحرية األخرى‪،‬‬
‫أو عرقلة االستخدامات المشروعة للبحار والتأثير في خواص المياه‪ ،‬واالنتقاص من االستفادة منها‪.1‬‬

‫لقد نصت االتفاقية على جملة من األحكام‪ ،‬منها ما هو ذو طابع حظري أي مضمونها حضر‬
‫بعض العمليات والتصرفات التي قد تقدم عليها السفن والتي من شانها تلويث البيئة البحرية‪ ،‬ومنها‬
‫ماهو ذو طابع تقييدي أي تضع قيودا على شكل معايير ذات مضمون تقني تخضع لها السفن بهدف‬
‫الوقاية من التلوث التشغيلي‪ ،‬ومنها ماهو ضبطي أي قواعد مهمتها مراقبة السفن إلجبارها على‬
‫االمتثال لهذه القواعد والمعايير الدولية الخاصة بمنع التلوث‪.2‬‬

‫‪ -‬ما يهمنا أكثر في إطار دراستنا‪ ،‬من هذه االتفاقية هو ما نصت عليه المادة الثالثة (‪ )10‬منها‪،‬‬
‫حيث وبعدما نصت الفقرة األولى من هذه المادة على أن أحكام االتفاقية تسري على السفن التي ترفع‬
‫أعالم الدول األطراف والسفن التي يتم تشغيلها لحساب وتحت سلطة الدول األطراف‪ ،‬جاءت الفقرة‬
‫الثانية لتستثني وتعفي السفن الحربية من الخضوع لقواعد وأحكام االتفاقية‪ ،‬وكنتيجة لهذا االستثناء فان‬
‫الدول األطراف إذا كانت في نزاع بحري مسلح فان سفنها الحربية غير ملزمة بقواعد ماربول في‬
‫االمتناع الكلي أو تحديد للكميات المفرغة التي تشكل تلويثا صاد ار من السفن‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث باإلغراق والتلوث من مصادر‬


‫برية‪:‬‬
‫يعد اإلغراق من أقدم الملوثات التي تلحق بالبيئة البحرية‪ ،‬فطالما عانت البحار من إغراق المواد‬
‫الضارة كالمواد المشعة والمركبات العضوية وغير العضوية والمواد الصلبة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وبالنسبة إلى التلوث من مصادر في البحر فهو مرتبط بالنشاط البشري على اليابسة‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫تطوير التنمية االقتصادية وتحقيق الرفاهية لبني البشر‪ ،‬سنعالج في مطلبين متتاليين االتفاقيات النوعية‬
‫للحماية من التلوث باإلغراق‪ ،‬واالتفاقيات النوعية للحماية من التلوث من مصادر برية ‪.‬‬

‫‪-1‬د ‪.‬صالح هاشم‪ ،‬المسؤولية الدولية عن المساس بسالمة البيئة البحرية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪2882 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.129‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬محمد البزاز‪ ،‬حماية البيئة البحرية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪7002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪-6-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫الفرع األول االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث باإلغراق‪:‬‬

‫لقد أبرمت عدة اتفاقيات لمواجهة التلوث باإلغراق كمصدر للتلوث ومكافحته‪ ،‬وسنعرض أهم‬
‫أحكام بعض تلك االتفاقيات‪.‬‬

‫أوال‪ -‬اتفاقية لندن لعام ‪ 4591‬بشان منع التلوث البحري بإغراق النفايات والمواد األخرى‪:‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية في لندن بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ ،2891‬وفتح باب التوقيع عليها في ‪ 18‬ديسمبر‬
‫من السنة ذاتها‪ ،‬وتعرف باالتفاقية العامة لإلغراق‪.‬‬

‫لقد حافظت االتفاقية على نفس تعريف اإلغراق الذي ورد في اتفاقية األمم المتحدة للبحار للعام‬
‫‪ ،2891‬وهو كالتالي‪ :‬هو التخلص العمدي في البحر للنفايات أو المواد األخرى من السفن والطائرات‬
‫واألرصفة أو التركيبات الصناعية في البحر‪ ،‬وال يشمل اإلغراق التخلص العمدي في البحر للنفايات أو‬
‫المواد األخرى بطريقة عرضية أو تبعية لتشغيل السفن والطائرات واألرصفة أو التركيبات الصناعية في‬
‫البحر أو تجهيزها في البحر‪ ،‬كما ال يشتمل اإلغراق إيداع مواد لغرض غير مجرد التخلص منها‪.‬‬

‫كما حددت النفايات والمواد التي يمكن إغراقها بمقتضى تصريح خاص مسبق مثل الرصاص‪،‬‬
‫النحاس‪ ،‬الزنك والزرنيخ‪ ،‬كما وضعت استثناءا ربطته بشروط وهو إباحة اإلغراق في حالة القوة‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫إذا كانت االتفاقيات التي تناولناها في مطلبنا األول قد استثنت بعض السفن من تطبيق أحكامها‬
‫خصوصا الحربية منها‪ ،‬فان اتفاقية لندن اكتفت في المادة السابعة (‪ )19‬الفقرة الرابعة منها باستثناء‬
‫السفن والطائرات التي تتمتع بحصانة سيادية طبقا للقانون الدولي من الخضوع ألحكامها‪. 1‬‬

‫‪ -‬نعتقد أن االتفاقية‪ ،‬قد منحت فرصة للدول األطراف للتحجج بالمادة (‪ )19‬منها والتهرب من‬
‫تطبيق أحكامها بشأن منع اإلغراق‪ ،‬إذا تعلق األمر بسفنها الحربية خاصة في أوقات النزاعات‬
‫المسلحة‪،‬بحجة أن األمر يتعلق بسفنها المتمتعة بحصانة سيادية وفقا للمادة السابقة ‪ .‬وبالتالي نصل‬
‫إلى نتيجة مفادها عدم إمكانية إسقاط أحكام اتفاقية لندن على البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اتفاقية أوسلو لعام‪ 4591‬لمنع التلوث البحري باإلغراق من السفن والطائرات‪:‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية في ‪2891/11/29‬م بين الدول التي اشتركت في مؤتمر التلوث البحري‬
‫الذي انعقد في أوسلو بالنرويج في الفترة ‪ 21-8‬أكتوبر ‪2892‬م‪ ،‬وبدأ نفاذها في ‪2891/11/19‬م‪.‬‬
‫وتهدف إلى حماية البيئة البحرية من التلوث باإلغراق للمواد الضارة من السفن والطائرات فيها‪.‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون حماية البيئة‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‪2889 ،‬م‪ ،‬ص‪219‬‬

‫‪-7-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫ولقد دعت المادة (‪ )0‬منها إلى اتخاذ التدابير واإلجراءات المناسبة لمنع انتشار أو تحويل‬
‫الفضالت والنفايات المغرقة من السفن والطائرات إلى أماكن غير مشمولة باالتفاقية‪.1‬‬

‫بخصوص النطاق الموضوعي لالتفاقية‪ ،‬فقد حددت االتفاقية المواد التي يحظر إغراقها على نحو‬
‫مماثل لما رأينا بخصوص اتفاقية لندن‪ ،‬فهناك الملحق األول بالمواد المحظورة مطلقا إغراقها في البحر‬
‫(م‪ )19‬وتضمن الملحق الثاني المواد التي يتطلب إغراقها عناية خاصة‪ ،‬وقد أوردت االتفاقية استثناءا‬
‫بمقتضاه يكون اإلغراق جائ از (م‪ ،)2/ 9‬وخاص بحالة القوة القاهرة‪. 2‬‬

‫أما النطاق الشخصي لالتفاقية فيكاد يتطابق مع نطاق اتفاقية لندن السالف ذكرها‪ .‬فهي تنطبق‬
‫على السفن والطائرات المسجلة في إقليم الدول المتعاقدة‪،‬وعلى السفن والطائرات التي يتم تحميلها في‬
‫إقليمها بالمواد التي سيتم إغراقها‪ ،‬وكذلك على السفن والطائرات التي يعتقد قيامها باإلغراق في البحر‬
‫اإلقليمي (م‪.)2/29‬‬

‫ولقد جاءت االتفاقية باستثناء لبعض السفن من تطبيق أحكامها‪ ،‬حيث جاء في المادة (‪" )2/29‬‬
‫ليس في نصوص االتفاقية ما ينتقص من الحصانة السيادية لبعض السفن بمقتضى القانون الدولي "‬
‫ما يجعلنا نقول في هذا االستثناء ما قلناه في االستثناء الذي جاءت به المادة السابعة من اتفاقية لندن‪،‬‬
‫أي عدم إمكانية إسقاط أحكام اتفاقية أوسلو على البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬الستثنائها‬
‫للسفن المتمتعة بالحصانة السيادية من أحكامها والتي تعد السفن الحربية للدول األطراف بعضا منها‬

‫ثالثا‪ :‬اتفاقية بازل بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود الدولية‬
‫لعام ‪4595‬م‪:‬‬

‫تم التوقيع على هذه االتفاقية في ‪ 11‬مارس ‪ 2898‬م من قبل خمسة وثالثين دولة واالتحاد‬
‫االقتصادي األوروبي في الحال‪ ،‬ثم توالى تصديق الدول على تلك االتفاقية حتى وصل العدد إلى ‪92‬‬
‫دولة من دول العالم بجانب االتحاد األوروبي‪ ،‬ولقد دخلت االتفاقية حيز النفاذ اعتبا ار من ‪9‬‬
‫ماي‪.2881‬‬

‫ولقد ارتأينا التطرق إلى هذه االتفاقية رغم أنها جاءت لتحكم نقل النفايات الخطرة في البيئة بصفة‬
‫عامة أي البيئة البحرية وكذا البرية والجوية ولم تقتصر على البيئة البحرية وحدها‪ ،‬وذلك لكثرة عدد‬
‫الدول المصادقة على هذه االتفاقية‪ ،‬وكذا ألهمية األحكام التي جاءت بها في مجال حماية البيئة‪.‬‬

‫من أهم القضايا التي طرحت بشأن تطبيق االتفاقية قضية إدراج المياه اإلقليمية للدول ضمن مجال‬

‫‪-1‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪-2‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪-8-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫تطبيق االتفاقية‪ ،‬فحرصت على هذا األمر الدول التي تستعمل مياهها لعبور النفايات مثل كندا‬
‫وجامايكا‪ ،‬مما أدى بالفريق العامل على تفسير عبارة ' إقليم ' بالمعنى الذي حدده القانون الدولي‪ ،‬كما‬
‫تحمي هذه االتفاقية حقوق الدول الشاطئية بإعطائها السيادة الكاملة على كل من البحر اإلقليمي‬
‫والمنطقة االقتصادية الخالصة‪ ،‬والجرف القاري وكذلك حسب االقتضاء المجال الجوي فوق هذه‬
‫المناطق باعتبارها خاضعة لواليتها الوطنية‪ ،‬ولهذه الدول أن تمارس اختصاصاتها التنظيمية في صون‬
‫وحماية البيئة ومواردها الطبيعية وفقا للقانون الدولي وخاصة اتفاقية القانون الدولي للبحار للعام ‪2891‬‬
‫م‪ ،‬ومن أهم االلتزامات التي جاءت بها االتفاقية عل الدول األعضاء فيه‪:1‬‬

‫‪ -‬على كل متعاقد التزام مباشر بكفالة عدم السماح بمغادرة أية شحنة نفايات خطرة إلى أي بلد‬
‫قام بحظر استيراد تلك النفايات‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ كافة التدابير الالزمة من أجل خفض توليد النفايات الخطرة والنفايات األخرى إلى أدنى‬
‫حد ممكن‪.‬‬

‫‪ -‬اإلدارة السليمة بيئيا للنفايات للنفايات الخطرة‪ ،‬باتخاذ جميع الخطوات العلمية لضمان ذلك‪،‬‬
‫بطريقة تحمي الصحة البشرية والبيئية من اآلثار المعاكسة التي قد تنتج عن هذه النفايات‪.‬‬

‫ولقد اتبعت اتفاقية بازل وسائل عديدة لتحقيق رقابة فعالة وصارمة على حركة النفايات الخطرة‪،‬‬
‫وتنقسم هذه الوسائل إلى رقابة على النقل المشروع للنفايات الخطرة وأخرى على حاالت النقل غير‬
‫المشروع‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث من مصادر في البر‪:‬‬

‫سنتكلم عن هذا النوع من الملوثات من خالل اتفاقية باريس للعام ‪2891‬م ومن خالل اإلشارة إلى‬
‫مبادئ مؤتمر استوكهلم حول البيئة اإلنسانية للعام ‪2891‬م‪ ،‬إال أن تطرقنا سيكون بإيجاز لكون أحكام‬
‫اتفاقية باريس وقواعد مؤتمر استوكهلم مستبعد تطبيقهما بشأن البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‬
‫لكون مصدر هذا الملوث ال تحمله السفن وال تتسبب فيه وليس منبثقا عنها‪ ،‬بل مصدره األرض ‪.‬‬

‫التلوث من مصادر أرضية معناه تلوث المنطقة البحرية من المجاري المائية من الساحل سواء‬
‫المنسابة تحت الماء أو من خطوط األنابيب أو من منشات أقامها اإلنسان تحت إشراف الدولة العضو‬
‫وسيادتها(‪.)2‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬معمر رتيب محمد عبد الحافظ‪ ،‬اتفاقية بازل ودورها في حماية البيئة من التلوث بالنفايات الخطرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،7002‬ص ‪ 12‬و‪.19‬‬
‫‪-2‬انظر المادة الثانية (‪ )7‬من االتفاقية‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫وبالنظر إلى خطورة هذا المصدر فقد حرص مؤتمر استوكهلم حول البيئة اإلنسانية للعام ‪2891‬‬
‫على التنبيه إلى ذلك‪ ،‬فقد نص المبدأ الثالث من مجموعة المبادئ والتوجيهات التي تبناها المؤتمر‪،‬‬
‫على أنه " ينبغي على الدول أن تستعمل أحسن الوسائل العملية المتاحة لديها لتقليل المواد الضارة في‬
‫البحر بكل الطرق‪ ،‬بما في ذلك المصادر البرية مثل األنهار ومصابها وخطوط األنابيب داخل نطاق‬
‫واليتها اإلقليمية "‪.‬‬

‫ومن أهم االتفاقيات النوعية التي أبرمت لمواجهة حاالت التلوث البحري من مصادر في البر نجد‬
‫اتفاقية باريس للعام ‪2891‬م للحماية من التلوث بمصادر أرضية وقد ألحق بها بروتوكول أثينا عام‬
‫‪2891‬م الخاص بحماية شمال شرق المحيط األطلنطي والبحر المتوسط التلوث من مصادر أرضية‪.‬‬

‫والتلوث من مصادر في البحر يعني‪ :‬تلوث المنطقة البحرية من المجاري المائية من الساحل سواء‬
‫المنسابة تحت الماء أو من خالل خطوط األنابيب أو من منشات أقامها اإلنسان تحت إشراف الدولة‬
‫العضو وسيادتها‪.1‬‬

‫وتطبق هذه االتفاقية في مناطق المحيط األطلسي والمناطق المتجمدة والبحار التابعة لها والتي‬
‫تقع شمال خط عرض ‪ 02‬درجة وبين خط طول ‪ 01‬غربا وخط ‪ 92‬شرقا عبر جزء من المحيط‬
‫األطلسي الذي يقع شمال خط عرض ‪ 98‬درجة‪ ،‬وبين خط طول ‪ 11-11‬درجة غربا‪ ،‬كما استثنت‬
‫المادة الثانية (‪ )1‬من المناطق البحرية المحددة فيها بحر البلطيق والبحر األبيض المتوسط‪ ،‬ويمكن‬
‫القول بأنها بهذا التحديد جاءت لتعم البيئة البحرية لتلك المناطق ولم تترك جزءا منها مهمال بدون‬
‫حماية‪ ،‬فهي عامة بالنسبة لتلك المنطقة‪ ،‬ويشار إلى سالمة المسلك الذي اعتمدته في تقرير حمايتها‬
‫لكافة البيئة البحرية من التلوث وهو ما لم ترتق إليه اتفاقيات عالمية أو إقليمية غيرها‪. 2‬‬

‫وعلى صعيد أخر ألزمت االتفاقية في مادتها األولى (‪ )2‬األطراف باتخاذ كافة اإلجراءات‬
‫والخطوات الممكنة لمنع التلوث المتأتي من إدخال اإلنسان بصفة مباشرة أو غير مباشرة لمواد أو طاقة‬
‫في البيئة البحرية على النحو الذي يترتب عليه إض ار ار بصحة اإلنسان أو الموارد الحية‪ ،‬والنظم‬
‫البحرية والكائنات البحرية األخرى واالستخدامات المشروعة للبحار‪.‬‬

‫‪ -‬لقد ألقت االتفاقية على أطرافها التزامات متدرجة وفقا لطبيعة المواد الملوثة للبيئة البحرية‬
‫وأثارها الضارة لذلك فقد نهجت في ذلك تقسيم تقسيم نوعيات المواد الملوثة في جزئين من المرفق‬
‫األول‪ ،‬حيث ألزمت الدول بإزالة المواد المذكورة في القائمة السوداء ويتم ذلك بحظر التصريف فيها‬
‫حظ ار مطلقا‪ ،‬بينما ألزمت الدول بالتقليل من التلوث الناجم عن المواد المدرجة في القائمة الرمادية من‬

‫‪-1‬انظر المادة الثالثة من االتفاقية‪.‬‬


‫‪-2‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 22‬و‪.29‬‬

‫‪-10-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫ذات المرفق‪.‬‬

‫هذا ولم تتضمن االتفاقية في نصوصها أي حكم يتعلق بتنظيم المسؤولية الناجمة عن عدم تنفيذ‬
‫الدول لتلك االلتزامات‪ ،‬لذا فان المسؤولية الدولية ستخضع للمبادئ العامة التي تحكم قواعدها وفقا‬
‫للقانون الدولي العام‪. 1‬‬

‫المطلب الثالث – االتفاقيات النوعية لحماية البيئة البحرية من التلوث النووي‪:‬‬

‫ال خالف في أن التلوث الذري أو النووي من أشد أنواع التلوث خطورة على اإلطالق‪ ،‬بالنسبة‬
‫ألثاره المدمرة على اإلنسان والحيوان والنبات‪ ،‬وان االهتمام بالحفاظ على البيئة البحرية من التلوث‬
‫النووي قد تجلى في عديد من األعمال القانونية‪ ،‬من أهمها معاهدة موسكو للعام ‪2820‬م ومعاهدة عام‬
‫‪2891‬م‪ ،‬اللذين سنتناولهما في فرعين متتالين‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ -‬معاهدة موسكو للعام ‪4591‬م المتعلقة بحظر اجراء تجارب األسلة النووية في‬
‫الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت الماء‪:‬‬

‫أبرمت هذه االتفاقية ودخلت حيز النفاذ في ‪ 21‬أكتوبر ‪2820‬م‪ ،‬ولقد وقع عليها ما يزيد عن مئة‬
‫وعشرين دولة ‪.‬‬

‫ويبدو من مسمى المعاهدة أنها خاصة بمنع إجراء التجارب الذرية‪ ،‬وتدخل ضمن االتفاقيات التي‬
‫تهدف إلى نزع السالح‪ ،‬غير أن ذلك ال يقدح في أنها من الوسائل القانونية لمكافحة التلوث النووي‬
‫للبيئة البحرية فلقد حظرت االتفاقية إجراء تجارب األسلة النووية في المناطق المائية عموما‪ ،‬سواء‬
‫كانت بحا ار عالية أو بحيرات داخلية أو أي مياه أخرى‪ ،‬ألن كل ماهو تحت الماء فوق األرض وهو‬
‫مجال حرمت المعاهدة إجراء التجارب النووية فيه‪ ،‬وذكر البحار العالية والفضاء الخارجي في‬
‫االتفاقية‪ ،‬وهي خارج نطاق سيادة الدول‪ ،‬جاء لتأكيد تحريم التجارب النووية في هذه المجاالت‪ ،‬حتى‬
‫لو فرضت الدولة سيادتها عليه لفترة مؤقتة وقت إجراء التجارب‪. 2‬‬

‫هناك من الفقه من يرى أن أحكام االتفاقية لم تمتد لتطال التفجيرات التي تحدث وقت الحروب‪،‬‬
‫وانما التركيز على حظر التجارب المتعلقة باألسلحة النووية في األغراض العسكرية وقت السلم‪،‬‬
‫والتفجيرات األخرى في االستعمال السلمي للطاقة النووية‪. 3‬‬

‫غير أننا نعتقد بإمكانية تطبيق أحكام االتفاقية وقت النزاعات المسلحة بما فيها النزاعات البحرية‪،‬‬

‫‪-1‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪-2‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229‬‬
‫‪-3‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪-11-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫فصحيح أن ليس في أحكامها ما يشير بشكل مباشر إلى تطبيقها وقت النزاع المسلح‪ ،‬ولكن بالمقابل‬
‫ليس في أحكامها ما يمنع بشكل مباشر أو غير مباشر من تطبيقها إبان النزاع المسلح‪ ،‬ودليل رأينا في‬
‫ذلك المادة الثالثة (‪ ،)10‬التي جاء في فقرتها األولى مايلي‪:‬‬

‫"‪...‬تتعهد جميع األطراف المتعاقدة إضافة إلى ذلك باالمتناع من أن تكون سببا في تشجيع أو‬
‫االشتراك بأي طريق في إجراء أي تجارب تفجير سالح نووي أو أي تفجير سالح نووي أخر أينما كان‬
‫طالما سيلحق أض ار ار‪ . "...‬فالمادة جاءت على عمومها بمنع إجراء تجارب األسلحة النووية وكذا بمنع‬
‫تفجير األسلحة النووية‪،‬وهذا العموم يتيح إمكانية تطبيقها وقت السلم وكذلك وقت الحرب الفرع الثاني‬
‫– اتفاقية ‪4594‬م بشأن تحريم وضع األسلحة النووية وأسلحة التدمير الشامل األخرى على قاع‬
‫البحار أو أرض المحيطات أو تحتها‪:‬‬

‫لقد تم التوقيع عليها بموجب القرار رقم ‪ 11/1221‬الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫بتاريخ‪2891/21/19‬م ‪.‬‬

‫وقد تم اعتمادها في ‪2892/12/22‬م‪ ،‬وبدأ سريانها في ‪2891/19/29‬م ‪.‬‬

‫واذا كانت هذه المعاهدة تهدف بطريق مباشر إلى منع سباق التسلح في مناطق قاع البحار وأرض‬
‫المحيطات‪ ،‬إال أنها تهدف في الوقت ذاته إلى حماية البيئة البحرية من اآلثار الضارة لألسلحة النووية‪،‬‬
‫بالنظر إلى أن موضوعها هو وضع األسلحة النووية وأسلحة التدمير الشامل األخرى في قلب البيئة‬
‫البحرية‪ ،‬وقد أوضحت ديباجة المعاهدة أنها ' ترمي إلى تحقيق المصلحة العامة للبشرية في تنمية‬
‫استكشاف واستخدام قاع البحار وأرض المحيطات في األغراض السلمية ' وأضافت أنها تعد ' خطوة‬
‫في سبيل استبعاد قاع البحار وأرض المحيطات والتربة تحتها من سباق التسلح '‪ ،‬وبأنها ' تدعم‬
‫مقاصد ميثاق منظمة األمم المتحدة ومبادئه‪ ،‬بشكل يتوافق مع القانون الدولي دون أن يمس حرية‬
‫البحار العالية‪. 1‬‬

‫‪ -‬وعلى الرغم من أن المعاهدة تعد من األدوات المهمة للحفاظ على نقاء البيئة البحرية إال أنها لم‬
‫تسلم من النقائص وبالتالي لم تسلم من االنتقادات‪ ،‬وذلك ألسباب عدة أهمها‪:‬‬

‫إن االتفاقية وفي مادتها األولى تلزم أطرافها بعدم زرع أو وضع أي سالح نووي أو أي أنواع‬
‫أخرى من أسلحة التدمير الشامل وكذلك المنشات والتجهيزات أو أي تسهيالت لتخزين أو تجربة أو‬
‫استخدام مثل هذه األسلحة‪،‬على قاع البحار وأرض المحيطات والتربة تحتها خارج نطاق الحدود‬
‫الخارجية لقاع البحار‪ .‬فيتبين من عبارات " الزرع والوضع " أنه يشترط في األجهزة واألسلحة أن تكون‬
‫ثابتة ومن ثم فان الحظر اليمتد إلى األسلحة والتجهيزات المتحركة كالغواصات والمنصات المتحركة‪،‬‬

‫‪-1‬د أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬

‫‪-12-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫فضال عما زاده وصف ' النووي ' من قصور فقد اقتصر الحظر على التجهيزات المعدة لحمل السالح‬
‫النووي دون غيره من األسلحة ‪.‬‬

‫إن الحظر على النحو الذي أشير إليه ال ينطبق على الدول الساحلية وال على أعماق البحار‬
‫والواقعة تحت المياه اإلقليمية‪ ،‬وهذا الحكم أكدته المادة الثانية في فقرتها األولى‪ ،‬بمعنى أن أحكام‬
‫المعاهدة كلها تظل غائبة في المياه اإلقليمية وقاعها وباطن تربتها وهذا األمر يجعل البيئة البحرية‪-‬‬
‫كلها – عرضة للتلوث المذكور‪.1‬‬

‫‪ -‬نعتقد أنه ليس في االتفاقية ما يمنع من تطبيق الحظر الذي جاءت به أحكامها أوقات النزاعات‬
‫البحرية المسلحة‪ ،‬غير أن النقائص المشار إليها آنفا تعرقل وتصعب من إمكانية ذلك‪ ،‬وباألخص‬
‫حصر الحظر في زرع األسلحة والتجهيزات ووضعها إذ يقتضي أي حظر ألي نوع من أنواع األسلحة‬
‫أثناء النزاع المسلح أن يكون حظ ار الستخدام هذه األسلحة واستعمالها وليس فقط حظ ار لزرعها‬
‫ووضعها ‪.‬‬

‫إذا ومن خالل عرضنا في هذا المبحث ألهم االتفاقيات النوعية التي عنت أحكامها بحماية البيئة‬
‫البحرية من أخطار وملوثات وعوامل عدة‪ ،‬من الصعوبة بل من المستحيل القول بإمكانية تطبيق أو‬
‫إسقاط قواعدها علي أوضاع البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬ذلك أن هذه االتفاقيات باإلضافة‬
‫إلى أن أحكامها ال تلزم إال أطرافها بالنظر إلى المبدأ العام في القانون الدولي‪ ،‬وهو األثر النسبي‬
‫للمعاهدات‪ ،‬فإن العديد منها‪ -‬كما رأينا في هذا المبحث ‪ -‬استثنت تطبيق أحكامها صراحة على السفن‬
‫والناقالت البحرية الحربية‪ ،‬كما أن تلك االتفاقيات ال تأخذ بعين االعتبار الظروف واألوضاع الخاصة‬
‫بالنزاعات البحرية المسلحة وما تتطلبه البيئة البحرية من حماية أثناءها ‪.‬‬

‫إذا كنا قد توصلنا من خالل هذا المبحث إلى عدم إمكانية إسقاط أحكام االتفاقيات النوعية التي‬
‫اهتمت بحماية البيئة البحرية وقت السلم‪ ،‬على البيئة البحرية خالل النزاعات المسلحة‪ ،‬فإننا سنتطرق‬
‫في المبحث الثاني من هذا الفصل إلى أمرين‪ ،‬األمر األول كيفية عناية اتفاقية األمم المتحدة لقانون‬
‫البحار للعام ‪ 2891‬م بالبيئة البحرية‪ ،‬واألمر الثاني إلى إمكانية إسقاط وتطبيق قواعدها وأحكامها‬
‫على البيئة البحرية أثناء النزاعات البحرية المسلحة‪ ،‬باعتبار أن هذه االتفاقية هي اتفاقية أشمل وأعم‬
‫من االتفاقيات النوعية التي تطرقنا إليها في المبحث األول‪ ،‬والتي جاءت بعد جهد جهيد ومخاض‬
‫عسير لنضال كبير ومطالب كثيرة لعديد من دول العالم‪ ،‬لتضع قواعد وأحكام تنظم مجاالت عديدة‬
‫ومتنوعة في شؤون البحار والمحيطات‪ ،‬والتي من بينها مجال البيئة البحرية ‪.‬‬

‫‪-1‬أنظر المادة الثانية (‪ )1‬الفقرة األولى من اتفاقية ‪2892‬م‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استبعاد إسقاط أحكام قانون البحار للعام ‪4591‬المقررة‬


‫لحماية البيئة البحرية وقت السلم‪ ،‬على النزاعات البحرية المسلحة‪:‬‬
‫تعد أحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار فيما يتعلق بحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها‬
‫تأكيدا لعالقة التكامل بين أحكام هته االتفاقية وبين ما سبقتها من اتفاقيات دولية في مجال البيئة‬
‫‪1‬‬
‫البحرية‬

‫سنعالج في هذا المبحث ما جاء في هذه االتفاقية من أحكام عامة لحماية البيئة البحرية‪ ،‬في‬ ‫‪-‬‬

‫مطلب أول ومن تقسيم حمائي بيئي للمناطق البحرية في مطلب ثان‪ ،‬ومن أحكام تفصيلية نوعية‬
‫لحماية البيئة البحرية في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ -‬األحكام العامة لحماية البيئة البحرية‪:‬‬


‫سنتعرف على األحكام العامة لحماية البيئة البحرية في االتفاقية العامة للعام ‪2891‬م من خالل‬
‫ثالث فروع‪:‬‬

‫الفرع األول – االلتزام العام بحماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫جاءت المادة ‪ 281‬على رأس األحكام الواردة في الجزء الثاني عشر من اتفاقية مونتيغوباي لتنص‬
‫على " التزام عام "‪ ،‬حيث تصرح بأن " الدول ملزمة بحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها "‪.‬‬

‫ويعد النص على هذا االلتزام العام من بين اإلنجازات التي حققتها االتفاقية‪ ،‬والتي لها قيمة في‬
‫تقنين وتطوير قواعد القانون الدولي‪ ،‬ويرجع هذا إلى إرسائها اللتزام دولي واضح يفوق في عمومه‬
‫ومداه أية التزامات دولية وردت في االتفاقيات الدولية السابقة في مجال حماية البيئة البحرية ‪ .‬وكما‬
‫يرى الفقيه ' كيس ' تعد المادة ‪ 281‬من أكثر النصوص الدولية شمولية من حيث إلزامها سواء من‬
‫حيث المخاطبين بهذا االلتزام‪ ،‬وكذلك من حيث مضمونه ومداه‪ ،‬وكذا تذهب الدراسات الفقهية إلى‬
‫التأكيد على أنه بالرغم من أن هذا االلتزام العام قد اتخذ شكل قاعدة اتفاقية‪ ،‬فإن سريانه ال يقتصر‬
‫مداه على الدول األطراف وانما تمتد لتشمل الدول الغير‪ ،‬ذلك أن هذا االلتزام يجد جذوره في عرف‬
‫دولي بشأن حماية البيئة البحرية من التلوث‪ ،‬الذي وجد طريقه إلى النشوء بفعل الممارسة الدولية‬
‫المتواترة‪ ،‬والتي صاحبتها عقيدة قانونية عكستها االنشغاالت البيئية التي عبر عنها إعالن استكهولم‬
‫لسنة ‪2891‬م‪ ،‬ومفاوضات مؤتمر األمم المتحدة الثالث لقانون البحار‪ ،‬كما أحذت بها مجموعة كبيرة‬

‫‪-1‬أحمد محمود الجمل‪ ،‬حماية البيئة البحرية من التلوث في ضوء التشريعات الوطنية واالتفاقيات اإلقليمية‬
‫والمعاهدات الدولية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1992 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪-14-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫من الدول في ممارساتها الداخلية‪ ،‬وكان طبيعيا أن يكون لهذا التراكم القانوني تأثير في إرساء هته‬
‫القاعدة‪. 1‬‬

‫‪ -‬لقد نصت المادة ‪ 280‬من اتفاقية مونتيغوباي أن ' للدول حق سيادي في استغالل مواردها‬
‫الطبيعية عمال بسياستها البيئية‪ ،‬وفقا اللتزامها بحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها '‪ ،‬فهذه المادة‬
‫أفصحت‬

‫عن ربط االلتزام العام الملقى على عاتق الدول بموجب المادة ‪ 281‬السابقة بحقها السيادي في‬
‫استغالل ثرواتها‬
‫‪2‬‬
‫الطبيعية‪ ،‬بصورة توفيقية بين الحق والواجب الذي يقيده ويحدد نطاقه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬لما كانت االتفاقية تكرس مبدأ الحماية المزدوجة للبيئة البحرية (الحماية الوقائية والعالجية)‬
‫ولما كان خطر التلوث من أهم األخطار التي تهدد البيئة البحرية فقد انطوى نص المادة ‪ 281‬من‬
‫االتفاقية على التدابير الخاصة بمنع تلوث البيئة البحرية‪ ،‬حيث أوجبت على الدول منفردة أو مشتركة‬
‫حسب االقتضاء اتخاذ جميع ما يلزم من التدابير المتماشية مع االتفاقية لمنع تلوث البيئة البحرية‬
‫وخفضه والسيطرة عليه‪ ،‬كما ألقى عليها التزاما باتخاذ ما يلزم من التدابير لتضمن أن تجري أوجه‬
‫النشاط في المناطق الواقعة تحت واليتها أو رقابتها بحيث ال تؤدي إلى إلحاق ضرر التلوث بدول‬
‫أخرى وبيئتها‪ ،‬وأن ال ينتشر التلوث الناشئ عن أحداث أو نشاط يقع تحت واليتها أو رقابتها إلى خارج‬
‫المناطق التي تمارس فيها حقوقها السيادية‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فإن الفقرة الثالثة من المادة ‪ 281‬أشارت إلى وجوب أن تتناول التدابير المتخذة‬
‫عمال بالجزء الثاني عشر من االتفاقية جميع مصادر تلوث البيئة البحرية فإنها أشارت بصفة خاصة‬
‫إلى وجوب اإلقالل إلى أبعد حد ممكن من‪:‬‬

‫(أ) إطالق المواد السامة أو الضارة أو المؤذية‪ ،‬وال سيما منها المواد الصامدة‪ ،‬من مصادر في‬
‫البر أو امن الجو أو من خالله‪ ،‬أو عن طريق اإلغراق ‪.‬‬

‫(ب) التلوث من المنشات واألجهزة المستخدمة في اكتشاف أو استغالل الموارد الطبيعية لقاع‬
‫البحار وباطن أرضها‪.‬‬

‫‪-1‬د محمد البزاز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 72‬وص ‪.72‬‬


‫‪-2‬عبده عبد الجليل عبد الوارث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬مصطفى سالمة حسين ود‪ .‬مدوس فالح الرشيدي‪ ،‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مجلس النشر العلمي‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫سنة ‪ 7002‬م‪ ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪-15-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫(د) التلوث من المنشات واألجهزة األحرى العاملة في البيئة البحرية‪.‬‬

‫‪ -‬ويالحظ أن الفقرة الرابعة من المادة ‪ 281‬توجب على الدول بعدم التعرض الذي ال مبرر له لما‬
‫قد تقوم به دول أخرى من أوجه النشاط في إطار حقوقها المقررة بموجب أحكام االتفاقية‪ ،‬ثم جاءت‬
‫الفقرة األخيرة لتشير إلى أن حماية البيئة البحرية ال تقتصر فحسب على مكافحة التلوث‪ ،‬وانما تشمل‬
‫التدابير التي تكون ضرورية لحماية النظم البيئية النادرة أو السريعة التأثر‪ ،‬وكذلك موائل األنواع‬
‫المستنزفة أو المهددة أو المهددة أو المعرضة إلى خطر الزوال‪ ،‬وغيرها من أشكال الحياة البحرية‬
‫والحفاظ عليها‪.‬‬

‫ونظ ار ألن التزام الدول بحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها هو التزام عام‪ ،‬فإن المادة ‪ 289‬تؤكد‬
‫أن على هذه الدول عليها أن تتصرف‪ ،‬وهي تعمل على منع تلوث البيئة البحرية‪ ،‬أو خفضه أو‬
‫السيطرة عليه‪ ،‬أال تنقل بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬الضرر أو األخطار من منطقة إلى أخرى أو‬
‫تحول نوعا من التلوث إلى نوع أخر منه‪.‬‬

‫وألجل تثبيت شمولية التزام الدول بحماية البيئة البحرية حثت االتفاقية الدول على التعاون فيما‬
‫بينها على نطاق دولي أو إقليمي على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع الثاني – التعاون بين الدول لتعزيز الحماية‪:‬‬

‫إن التزام الدول بحماية البيئة البحرية والحفاظ عليها يتطلب تعاونا بين الدول‪ ،‬فقد أوجبت المادة‬
‫‪ 289‬من االتفاقية أن تتعاون الدول على أساس عالمي‪ ،‬وحسب االقتضاء على أساس إقليمي‪ ،‬مباشرة‬
‫أو عن طريق المنظمات الدولية المختصة‪ ،‬على صياغته ووضع قواعد ومعايير دولية‪ ،‬وممارسات‬
‫واجراءات دولية موصى بها‪ ،1‬تماشى مع هذه االتفاقية‪ ،‬مع مراعاة الخصائص اإلقليمية المتميزة‪ ،2‬وقد‬
‫تكفلت االتفاقية ببيان مشتمالت هذا التعاون (المواد ‪ )112 ،111 ،288 ،289‬والرصد والتقييم‬
‫(المادتين ‪.)112 ،111‬‬

‫ومن منطلق التفاوت بين القدرات التقنية االقتصادية في مواجهة ما يحدث للبيئة البحرية من‬
‫أخطار‪ ،‬ينبثق واجب التعاون‪ 3‬بين الدول المتقدمة والدول النامية التي ال تملك القدرات العلمية والتقنية‪،‬‬
‫وهو األمر الذي أفصحت عنه المادة ‪ 111‬من االتفاقية‪ ،‬ومن ناحية أخرى ألزمت االتفاقية في المادة‬

‫‪ -1‬كأن تخطر الدولة فو ار الدولة األخرى التي ترى بأنها معرضة لخطر داهم بوقوع ضرر بيئي بحري‪ ،‬وكذا‬
‫المنظمات الدولية المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬مصطفى سالمة حسين ود‪ .‬مدوس فالح الرشيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.992‬‬
‫‪ -3‬بتشجيع برامج المساعدة العلمية والتقنية‪ ،‬وتقديم المشورة في برامج البحث والرصد‪ ،‬والمساعدة فيما يتعلق‬
‫بإعداد التقييمات البيئية‪.‬‬

‫‪-16-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫‪ 110‬منها المنظمات المتخصصة بأن تعامل الدول النامية معاملة تفضيلية سواء من حيث تخصيص‬
‫األموال المناسبة والمساعدة التقنية‪ ،‬أو فيما يتعلق باالنتفاع من الخدمات المتخصصة لهذه المنظمات‪.‬‬

‫وبما يجسد قيم التعاون الدولي تلتزم الدول بموجب المادة ‪ 119‬من االتفاقية بنشر التقارير‬
‫المتضمنة للنتائج التي تم الحصول عليها‪ ،‬عند تقييم اآلثار المحتملة ومالحظة وتحليل وقياس وتقويم‬
‫الملوثات‪ ،‬أو على فترات مناسبة تقدم تلك التقارير إلى المنظمات الدولية المختصة التي تجعلها في‬
‫متناول جميع الدول عالوة على ما تعتمده الدول بموجب المادة ‪ 112‬من تقييم لآلثار المحتملة عندما‬
‫يكون لديها أسباب معقولة لالعتقاد بأن األنشطة التي يعتزم القيام بها تحت واليتها أو رقابتها وقوع‬
‫تلوث كبير للبيئة البحرية‪.‬‬

‫إن فرض االتفاقية على الدول التعاون فيما بينها‪ ،‬قد صاحبه فرض التزامات حول ضرورة اتخاذ‬
‫تدابير فنية على نحو سنوضحه فيما يلي‪ ،‬وهذا لتعزيز حماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التدابير الفنية لحماية لبيئة البحرية‪:‬‬

‫المراد بالتدابير الفنية‪ ،‬تلك التي تتعلق بتحديد ملوثات البيئة البحرية ومراقبتها‪ ،‬وهي تهدف في‬
‫المقام األول إلى الوقاية من األضرار التي تلحق مستقبال بالبيئة البحرية‪ ،‬وفي الغالب ينهض على‬
‫وضع تلك التدابير‪ ،‬الدول والمنظمات الدولية ذات االختصاص‪ ،‬من أجل مالحظة وتقويم اآلثار‬
‫المحتملة ألي أنشطة يمكن أن ينتج عنها تلوث البيئة البحرية‪ ،‬سواء أقامت الدول ذاتها بتلك األنشطة‪،‬‬
‫أو تحت مراقبتها‪ ،‬وسواء تمت داخل إقليمها أو خارجه‪.‬‬

‫ومن بين التدابير الفنية لحماية البيئة البحرية نذكر‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬نظم رصد ملوثات البيئة البحرية‪:‬‬

‫من التدابير المالئمة للوقاية من تلوث البيئة البحرية‪ ،‬إقامة النظم الخاصة برصد مصادر التلوث‬
‫ومراقبتها‪ ،‬وانشاء األجهزة وبرامج التدريب التي تدعم تلك النظم‪،‬وعلى نحو يكفل القيام مبكرا‪ ،‬بمالحظة‬
‫وقياس وتقويم وتحليل مخاطر تلوث البيئة البحرية‪ ،‬أو آثاره بطريقة علمية‪.‬‬

‫وقد حثت اتفاقية قانون البحار الدول على أن تسعى فيما بينها أو عن طريق المنظمات الدولية‬
‫المختصة إلى وتقويم وتحليل مخاطر تلوث البيئة البحرية أو آثاره بواسطة الطرق العلمية المعترف‬
‫‪1‬‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ -‬وفي هذا الصدد تم إنشاء " النظام العالمي لرصد البيئة " حيث يهدف هذا النظام إلى تحديد‬
‫حجم الملوثات والنفايات الضارة بالبيئة البحرية‪ ،‬وتقويم تلوث المحيطات‪ ،‬وأثاره على األنظمة البيئية‬

‫‪-1‬انظر المادة ‪ 709‬من االتفاقية‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫البحرية‪ ،‬وبوجه عام اإلشراف على عمليات الرصد ومراقبة التغيرات البيئية‪ ،‬كما تم إنشاء " مركز‬
‫لبرنامج البحار اإلقليمية"‪ ،‬ومقره جنيف بسويسرا‪ ،‬لمتابعة مراقبة ورصد ملوثات البيئة البحرية‪.1‬‬

‫ثانيا – نظم مقاييس ومستويات تلوث البيئة البحرية‪:‬‬

‫من التدابير الضرورية من الناحية الفنية‪ ،‬لوقاية البيئة البحرية من التلوث‪ ،‬وضع نظام لمقاييس‬
‫ومستويات الملوثات‪ ،‬أي تحديد فني للدرجات القصوى ونسب الملوثات المسموح بها‪ ،‬والتي يعد‬
‫تجاوزها إض ار ار غير جائز قانونا بالبيئة البحرية‪.‬‬

‫ووضع نظم مقاييس ومستويات تلوث‪ ،‬يشمل‪ :‬من ناحية المعايير المحددة لصفات البيئة البحرية‬
‫السلمية المتوازنة‪ ،‬أي التي لها من الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية والبكتريولوجية‪ ،‬ما‬
‫يساعدها على حفظ توازنها واستمرار نشاطها االستيعابي‪ ،‬لكي ال تتأثر ثرواتها الحية والجمالية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية ثانية المعايير المحددة لنوعية الملوثات‪ ،‬في النفايات والمخلفات‪ ،‬والتي يسمح بتصريفها في‬
‫البيئة البحرية‪ ،‬ويجب عند وضع هذه المعايير والمستويات أن يؤخذ في االعتبار الظروف المكانية‬
‫والطبيعية والكيميائية والبيولوجية ألماكن تصريف وتأثير هذه الملوثات على المعايير المحددة لنوعية‬
‫المياه في هذه األماكن‪ ،‬مع األخذ في االعتبار ليس فقط نوعية الملوثات‪ ،‬بل أيضا التأثير المشترك‬
‫لها معا‪ ،‬وتأثير البيئة عليها‪ ،‬وقابلية كل منها على التحلل‪ ،‬باإلضافة إلى كميات النفايات الحاملة لهذه‬
‫الملوثات‪.‬‬

‫ويجب أن يراعى أيضا احتماالت التصريف االضطراري‪ ،‬أو غير اإلرادي‪ ،‬الناشئ عن الحوادث‬
‫وأخطار التشغيل‪ ،‬مع احتساب معامل أمن مناسبا يعتمد على درجة قابلية الملوثات للتحلل في البيئة‪.‬‬

‫ومن ناحية ثالثة‪ ،‬التطوير المستمر للمعايير والمقاييس البيئية‪ ،‬طبقا لما يتضح من التغيرات في‬
‫البيئة البحرية‪ ،‬بالرصد الدوري‪.‬‬

‫ومن ناحية أخيرة‪ ،‬تحديد الضوابط والمعايير بالنسبة لكل ملوث على أساس تأثيره بيولوجيا على‬
‫أكثر الكائنات الحية حساسية له‪. 2‬‬

‫بعد أن تناولنا في هذا المطلب األحكام العامة لحماية البيئة البحرية‪ ،‬سنتناول في سياق متصل‬
‫في مطلب ثان أحكام حماية البيئة البحرية لمختلف المناطق البحرية وفقا التفاقية قانون البحار للعام‬
‫‪2891‬م‪.‬‬

‫‪-1‬كل من النظام والمركز المذكورين تم إنشاءهما في إطار برنامج األمم المتحدة للبيئة اإلنسانية‪ ،‬ونشير إلى‬
‫أن لجنة التنسيق أحد األجهزة األربعة لبرنامج األمم المتحدة للبيئة بذلت مجهودات معتبرة في التحضير منذ‬
‫‪1922‬م لإلقامة النظام العالمي لرصد البيئة‪.‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪-18-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المطلب الثاني‪ -‬التقسيم الحمائي البيئي للمناطق البحرية‪:‬‬


‫إن تلوث البيئة البحرية ليس ثابتا بدرجة متساوية في أجزاء البحار‪ ،‬لذا نجد أن كل تقسيم من‬
‫البيئة البحرية يخضع لنظام قانوني يحدده ويقرر له نظام حماية‪ ،‬بصورة مختلفة عن القسم اآلخر‪ ،‬فقد‬
‫قسمت االتفاقية البيئة البحرية إلى بحر إقليمي ومنطقة متاخمة ومنطقة اقتصادية خالصة وجرف قاري‬
‫وأعلي البحار‪ ،‬وتخلل التقسيم إيراد حاالت خاصة لبض المناطق البحرية‪ ،‬كالمضائق المستخدمة في‬
‫المالحة الدولية‪ ،‬البحار المغلقة أو شبه المغلقة‪ ،‬وأوردت لها أنظمة تكاد تكون مختلفة لحد ما عن‬
‫األنظمة التي قررتها للبيئة البحرية في بقية أجزائها‪:‬‬

‫أوال – البيئة البحرية للبحر اإلقليمي‪:‬‬

‫لقد حددت اتفاقية قانون البحار عرض البحر اإلقليمي بأن ال تتجاوز ‪ 21‬ميل بحري‪ ،1‬وتمارس‬
‫الدولة الساحلية سيادتها على البحر اإلقليمي‪ ،‬ويقابل هذا الحق التزام بالحفاظ على البيئة البحرية‪،‬‬
‫فيمتنع على الدولة الساحلية القيام بأنشطة تؤدي إلى تلويث تلك البيئة‪ ،‬واإلخالل بتوازنها االيكولوجي‪،‬‬
‫كما أن عليها اتخاذ التدابير المالئمة لرصد ملوثاتها ووضع المستويات والمعايير القصوى للتلوث‪،‬‬
‫بالتعاون مع المنظمات الدولية المختصة ومع الدول األخرى‪ ،‬منعا لإلضرار ببيئة بحرها اإلقليمي‪ ،‬أو‬
‫امتداد تأثير الملوثات إلى البيئات البحرية األخرى‪ ،2‬كما منحت االتفاقية الدول الساحلية دو ار مهما‬
‫بالنسبة لمواجهة التلوث العمدي من السفن‪ ،‬طالما وأن هذه المنطقة ستكتظ بحركة المرور لتلك السفن‬
‫وتعد جزءا من اإلقليم البري للدول الساحلية‪ ،‬ولقد عدت المادة ‪28‬ف ‪ 1‬من االتفاقية أعمال التلويث‬
‫المقصود والخطير بأنه مخالف ألحكام المرور البريء‪ ،‬وثمة أمور أوردتها االتفاقية‪،‬بصدد منحها‬
‫السفن األجنبية حق المرور البريء في البحار اإلقليمية للدول الساحلية‪ ،‬وهي متعلقة بحماية البيئة‬
‫البحرية من التلوث الذي يمكن حدوثه نتيجة لحركة السفن ومرورها في هذا الجزء من البحار‪ ،‬إذ تلتزم‬
‫الدولة الساحلية في اعتماد قوانين وأنظمة تتعلق بحماية البيئة البحرية من التلوث طبقا للمادة ‪12‬ف ‪0‬‬
‫من االتفاقية‪ ،‬وللدول الساحلية اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع المرور غير البريء المتعلقة بحقوق‬
‫الحماية للدولة الساحلية‪.‬‬

‫ثانيا – البيئة البحرية للمنطقة المتاخمة‪:‬‬

‫المنطقة المتاخمة أو المالصقة‪ ،‬هي ذلك الجزء الذي يبدأ من نهاية البحر اإلقليمي اتجاه البحر‬
‫العالي لمسافة اثني عشر ميال بحريا‪ ،‬وتلتزم كل دولة بالتعاون مع الدول األخرى‪ ،‬بالحفاظ على البيئة‬
‫البحرية للمنطقة المتاخمة‪ ،‬واتخاذ التدابير الالزمة لمراقبة التلوث فيها‪ ،‬ومنعه أو السيطرة عليه‪.‬‬

‫‪-1‬المادة الثالثة من االتفاقية‪.‬‬


‫‪-2‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪-19-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫ثالثا – البيئة البحرية للمنطقة االقتصادية الخالصة‪:‬‬

‫إن المنطقة االقتصادية الخالصة هي منطقة مالصقة للبحر اإلقليمي‪ ،‬وال تمتد مساحتها ألكثر‬
‫من مائتي ميل بحري من خط األساس الذي يقاس منه عرض البحر اإلقليمي‪.‬‬

‫واذا كان القانون يعترف للدولة الساحلية بحقوق سيادية لغرض استكشاف واستغالل الموارد‬
‫الطبيعية الحية منها وغير الحية‪،‬للمياه التي تعلو قاع البحر وباطن أرضه‪،‬وحفظ هذه الموارد وادارتها‪،‬‬
‫وكذلك فيما يتعلق باألنشطة األخرى لالستكشاف واالستغالل االقتصاديين للمنطقة‪ ،‬كإنتاج الطاقة من‬
‫المياه والتيارات والرياح‪ ،1‬إال أنه جعل لها (والية) حماية البيئة البحرية والحفاظ عليها‪ ،‬وهي والية يجب‬
‫أن تفهم على أنها (التزام) باتخاذ التدابير المالئمة لصيانة البيئة البحرية بوجه عام‪. 2‬‬

‫رابعا – البيئة البحرية للجرف القاري‪:‬‬

‫المستقر عليه أن الحد األقصى للجرف القاري ألي دولة ساحلية هو ‪ 091‬ميل بحري من خط‬
‫األساس الذي يقاس منه عرض البحر اإلقليمي‪.‬‬

‫وكما أن الدولة الساحلية تمارس حقوقا سيادية على منطقة الجرف القاري‪ ،‬ألغراض استكشافه‬
‫واستغالل موارده الطبيعية‪ ،‬بالقيود المعروفة قانونا‪ ،3‬فإن عليها بالمقابل (التزام) برقابة الحالة الطبيعية‬
‫للبيئة البحرية لتلك المنطقة‪ ،‬وتقويم أي تغيير فيها‪ ،‬واالمتناع عن القيام بأي أنشطة يكون من شأنها‬
‫‪4‬‬
‫تلويث تلك البيئة‪ ،‬والسهر على صيانتها ومكافحة تلوثها‪.‬‬

‫خامسا – البيئة البحرية ألعالي البحار‪:‬‬

‫إن أعالي البحار هي جميع أجزاء البحر التي ال تشملها المنطقة االقتصادية الخالصة والبحر‬
‫اإلقليمي والمياه الداخلية لدولة ما‪ ،‬أو ال تشملها المياه األرخبيلية لدولة أرخبيلية‪.‬‬

‫واذا كان القانون الدولي يعترف منذ عهد الفقيه "هوجو جروسيوس"‪ ،‬بأن أعالي البحار مفتوحة لكل‬
‫الدول‪ ،‬ساحلية كانت أم غير ساحلية‪ ،‬وأن لتلك الدول بالتساوي ممارسة حريات عليها‪ ،‬إال أنه‬
‫استوجب على جميع الدول‪ ،‬أال تأتي من األنشطة ما يضر بالبيئة البحرية ألعالي البحار‪ ،‬وهذا التزام‬
‫‪5‬‬
‫عام ومشترك يقع على عاتق الجميع‪ ،‬باعتبار أن البيئة البحرية هي تراث مشترك لإلنسانية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬ف‪ 7‬من قانون البحار‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 02‬ف‪ -1‬ب(‪ )2‬قانون البحار‪.‬‬
‫‪-3‬المواد ‪ 22‬وما يليها من قانون البحار‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 29‬من قانون البحار‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 99‬من قانون البحار‪.‬‬

‫‪-20-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫سادسا – الحماية من التلوث في المضايق المستخدمة للمالحة الدولية‪:‬‬

‫لقد ألزمت االتفاقية في العديد من موادها‪ 1‬سفن الدول المتمتعة بحق المرور العابر عبر مضائق‬
‫الدولة الساحلية‪ ،‬بأن تراعي البيئة البحرية لهذه المناطق‪ ،‬وأعطت حقا بالمقابل للدولة الساحلية بأن‬
‫تعتمد قوانين وأنظمة بشأن المرور العابر تتناول منع التلوث من السفن وخفضه والسيطرة عليه‪ ،‬وأنه‬
‫إذا ما اقترفت السفن أو الناقالت التي تستخدم المرور العابر انتهاكا يحدث تلويثا‪ ،‬يحق للدولة‬
‫الساحلية إبالغ دولة العلم بذلك لتستخدم هذه األخيرة ما تراه ضروريا لمنع التلوث من السفن وخفضه‬
‫والسيطرة عليه ‪.‬‬

‫سادسا – الحماية البيئية في البحار المغلقة أو شبه المغلقة‪:2‬‬

‫دعت اتفاقية األمم المتحدة للبحار للعام ‪2891‬م الدول المشاطئة للبحار المغلقة أو شبه المغلقة‬
‫إلى تنسيق التعاون فيما بينها بشأن حقوقها وواجباتها فيما يتعلق بحماية البيئة البحرية من التلوث‬
‫والحفاظ عليها‪ ،‬وذلك إما بشكل مباشر فيما بينها أو عن طريق منظمات إقليمية مناسبة‪.‬‬

‫سابعا – الحماية البيئية في المناطق الخاصة‪:‬‬

‫المناطق الخاصة تعني تلك األجزاء من البحار التي لها أجزاء من البحار التي لها عوامل‬
‫بيولوجية أو جغرافية تجعلها بحاجة إلى وضع قواعد أكثر شدة وصرامة لحمايتها من التلوث‪.‬‬

‫وقد أتيحت للدولة الساحلية وضع التدابير واإلجراءات الالزمة لحماية المناطق الخاصة المعترف‬
‫بها في االتفاقية‪،‬وذلك عندما تكون لها أسباب معقولة لالعتقاد بأن قطاعا معينا واضح التحديد من‬
‫مناطقها االقتصادية الخالصة عرضة للتلوث‪ ،‬وفي إطار ذلك تقوم بالمشاورات المناسبة مع أي دولة‬
‫‪3‬‬
‫أخرى يعنيها األمر عن طريق المنظمات الدولية المختصة‪.‬‬

‫إنه وبالموازاة مع نص االتفاقية على حماية بيئية لكل قسم من أقسام المناطق البحرية‪ ،‬فإن‬
‫االتفاقية قد خصصت جانبا خاصا منها يتعلق باألحكام التفصيلية ألنواع عدة من مصادر التلوث‬
‫المختلفة على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ -‬األحكام التفصيلية النوعية لحماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫‪-1‬المواد ‪ 29‬و‪ 97‬و‪ 722‬و‪ 722‬من قانون البحار‪.‬‬


‫‪-2‬عرفت المادة ‪ 177‬من االتفاقية‪ ،‬البحار المغلقة وشبه المغلقة بأنها‪ :‬خليج أو حوض أو بحر تحيط به‬
‫دولتان أو أكثر ويتصل ببحر اخر أو بمحيط بواسطة منفذ ضيق أو يتألف كليا وأساسا من البحار اإلقليمية‬
‫والمناطق االقتصادية الخالصة لدولتين ساحليتين أو أكثر‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 711‬من االتفاقية ‪.‬‬

‫‪-21-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫لقد نظمت االتفاقية حمايتها للبيئة البحرية بإيرادها لجملة من األحكام العامة التي تم ذكرها في‬
‫المطلب األول‪ ،‬ثم فصلت أحكام الحماية من كل نوع من أنواع الملوثات‪ ،‬سواء كانت أنشطة آتية من‬
‫البر أو أنشطة ناتجة عن استكشاف واستغالل البحار أو من الجو أو من خالله‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الحماية من التلوث من مصادر في البر‪:‬‬

‫هذه المصادر تشتمل على المنشات البترولية الساحلية‪ ،‬أو المصانع القريبة من السواحل والتي‬
‫تصرف نفاياتها في مجار مائية أو شبكة صرف صحي تصب في البحر‪.‬‬

‫لذلك لقد ألزمت المادة ‪119‬ف‪ 2‬من االتفاقية الدول بأن تعتمد قوانين وأنظمة لمنع تلوث البيئة‬
‫البحرية من مصادر في البر بما في ذلك األنهار ومصابها‪ ،‬وخطوط األنابيب‪ ،‬ومخارج التصريف‬
‫وخفض ذلك التلوث والسيطرة عليه‪ ،‬وبأن تسعى الدول عاملة بصورة خاصة عن طريق المنظمات‬
‫الدولية إلى وضع قواعد ومعايير واجراءات على الصعيدين العالمي واإلقليمي لمنع هذا النوع من‬
‫التلوث‪.‬‬

‫ومن هذه التدابير‪ ،‬منع إقامة مجاري المدن أو المخلفات الصناعية على السواحل البحرية والقيام‬
‫بمعالجة المواد التي تلقى في البحار من مصادر أرضية بهدف اإلقالل من اإلضرار بالبيئة البحرية‬
‫والحد منها‪.‬‬

‫وكذا اإلقالل من رش المبيدات الزراعية والنباتية التي تستخدم إلزالة األعشاب الضارة والتي قد‬
‫ينساب بعضها إلى البحار مع مياه األمطار واألنهار على نحو يقتل األسماك‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫الدراسات تشير إلى أن هذا المصدر يمثل أزيد من ‪ 91‬بالمائة من مجموع ملوثات البيئة البحرية‪،‬‬
‫وكون أكثر خطورة في البحار المغلقة وشبه المغلقة‪ ،‬حيث تضعف حركات التيارات المائية يجعل تركز‬
‫‪1‬‬
‫درجة الملوثات مرتفعا بما يهدد بفناء األحياء البحرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الحماية من التلوث الناتج عن األنشطة الخاصة بقاع البحار‪:‬‬

‫كنتيجة حتمية لعمليات استخراج النفط والغاز يحدث تلويث للبيئة البحرية‪ ،‬وتختلف درجات التلوث‬
‫باختالف أماكن قيعان البحار وكذا باختالف سلطات الرقابة واإلشراف‪ ،‬حيث يمكن استخراج النفط‬
‫والغاز من األجزاء الخاضعة للوالية الوطنية‪ ،‬وكذا من األجزاء الخارجة وعنها‪.‬‬

‫(أ) الحماية المقررة في االتفاقية العامة لألجزاء الخاضعة للوالية الوطنية‪ :‬تنطوي المادة ‪ 119‬من‬
‫االتفاقية على التزام بموجبه تلتزم الدول الساحلية بأن تعتمد قوانين وأنظمة لمنع تلوث البيئة البحرية‬
‫وخفضه والسيطرة عليه عما يخضع لواليتها من أنشطة تخص قاع البحار‪ ،‬وعما يدخل في واليتها من‬

‫‪-1‬عبده عبد الوارث عبد الجليل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.102‬‬

‫‪-22-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫جزر اصطناعية ومنشات وتركيبات‪ ،‬ولم تكتفي االتفاقية باعتماد القوانين والتدابير الدولية‪ ،‬بل منحت‬
‫في الفقرة الثانية من نفس المادة السابقة الدول الساحلية اختصاص وصالحيات أوسع باتخاذ ما قد‬
‫يكون ضروريا من تدابير أخرى لمنع هذا النوع من التلوث‪ ،‬بشرط أن ال تكون التدابير المتخذة أقل‬
‫فاعلية من تلك التدابير والممارسات الموصى بها دوليا‪ ،‬ويتضح بجالء أن هذا الشرط يعتبر أن‬
‫التدابير والمعايير الموصى بها دوليا بمثابة الحد األدنى من تلك المقررة على المستوى الوطني‪ ،‬على‬
‫نحو يجعل الدول في فسحة من األمر باعتماد إجراءات وقواعد أشد منها على المستوى المقرر دوليا‬
‫لمكافحة ذلك النوع من التلوث والسيطرة عليه‪ ،‬ومن جانب أخر حثت الفقرة الرابعة والخامسة من المادة‬
‫السابقة الدول على التعاون في سبيل الموائمة بين سياساتها في سن القواعد والقوانين الوطنية‪ ،‬كما‬
‫تسعى من جانب أخر إلى دعوة الدول لوضع معايير وتدابير فنية مناسبة لمكافحة هذا التلوث‪ ،‬عن‬
‫طريق المؤتمرات الدبلوماسية أو المنظمات الدولية المختصة‪ ،‬وقد كشفت الفقرتان السابقتان عن تحديد‬
‫المنظمات الدولية والمؤتمرات الدبلوماسية‪ ،‬كمراجع قانونية لوضع القواعد والمعايير الدولية بين الدول‪.‬‬

‫(ب) الحماية المقررة في االتفاقية العامة للمنطقة الدولية وما تحت تربتها‪ 1:‬لقد انطوت المادة‬
‫‪ 219‬في الجزء الحادي عشر من االتفاقية إلى وجوب قيام السلطة باعتبار القواعد والقوانين‪ ،‬والمعايير‬
‫التي تهدف لمنع التلوث واألخطار األخرى التي تهدد البيئة البحرية بما فيها الساحل‪ ،‬وكذلك منع‬
‫اإلخالل بالتوازن االيكولوجي للبيئة البحرية‪ ،‬مع ايالء اهتمام خاص إلى ضرورة الحماية من اآلثار‬
‫الضارة مثل النقب والحفر والتخلص من الفضالت واقامة تشغيل أو صيانة المنشات وخطوط األنابيب‬
‫وغيرها من األجهزة المتصلة بهذه األنشطة‪ ،‬كما ألقت الفقرة الثانية من المادة ‪ 118‬على الدول التزاما‬
‫يقتضي وضع القوانين والتدابير الوطنية لخفض التلوث والسيطرة عليه الناجم عن األنشطة التي تقوم‬
‫بها الدول في المنطقة‪ ،‬الناتج عن حركة السفن والمنشات والتركيبات األخرى وغيره من األجهزة التي‬
‫ترفع علمها أو تكون مسجلة فيها أو تعمل تحت سلطتها حسبما يكون الحال‪ ،‬وال تكون هذه القوانين‬
‫واألنظمة أقل فعالية من القواعد واألنظمة الدولية ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن اتفاقية ‪2891‬م قد جددت في هذا الشأن ما يتعلق بتحديد نطاق القوانين‬
‫والتدابير الوطنية بأن ال تقل فعاليتها عن القواعد واألنظمة الدولية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الحماية من التلوث الذي يأتي من الجو أو من خالله‪:‬‬

‫من صور ملوثات البيئة البحرية ما يحدث نتيجة انتقال الملوثات إليها من طبقات الجو التي‬
‫تعلوها عبر هواء الغالف الجوي‪ ،‬وهذا النوع من التلوث أقل صور التلوث تأثي ار على سالمة البيئة‬

‫‪-1‬المنطقة الدولية تعني قاع البحار والمحيطات وباطن أرضها‪ ،‬خارج الوالية الوطنية للدول‪ ،‬أما السلطة فهي‬
‫الجهاز الذي يقوم على استغالل التراث المشترك في تلك المنطقة‪.‬‬

‫‪-23-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫البحرية ألنه قليل الحدوث‪ ،‬كما أن األمطار الحمضية تعد صورة من صور التلوث من الجو ومن‬
‫خالله‪ ،‬لكنه يعتبر في حكم المنعدم من حيث التأثير‪ ،‬نظ ار ألن البحار لها القدرة على التمثيل الذاتي‪،‬‬
‫أي احتواء هذا النوع من الملوثات وتنقيتها‪ ،‬وتبدو أخطر صور هذا النوع من الملوثات هي التفجيرات‬
‫النووية في بعض المناطق‪ ،‬حيث تتساقط إشعاعات من الجو فتأثر في المناطق البحرية التي تقع‬
‫أسفل منها‪ ،‬ولذلك فقد انطوت االتفاقية في مادتها ‪ 221‬على حق الدولة الساحلية في وضع القوانين‬
‫واألنظمة بما يكافح تلوث البيئة البحرية من الجو أو من خالله‪ ،‬لتنطبق على المجال الجوي الخاضع‬
‫لسيادتها وعلى السفن والطائرات الرافعة لعلمها أو المسجلة فيها‪ ،‬وعليها أن تراعي في ذلك المتفق‬
‫عليه دوليا من ممارسات واجراءات وقواعد تتعلق بسالمة المالحة الجوية ‪.‬‬

‫‪ -‬لقد عرضنا في هذا المبحث القواعد المتعلقة بحماية البيئة البحرية في ظل اتفاقية قانون البحار‬
‫‪2891‬م‪ ،‬وكيف أن هناك‪ ،‬على األقل قاعدة دولية عرفية في طريقها إلى النشوء‪ ،‬تفرض على الدول‬
‫احترام البيئة البحرية والعمل على حمايتها‪ ،‬فان السؤال الذي يفرض نفسه هو التساؤل عن مدى تطبيق‬
‫هذه القواعد إبان النزاعات المسلحة في البحار‪.‬‬

‫‪ -‬إن اإلجابة تبدو بالغة الدقة والصعوبة في ضوء حقيقة أن الغالبية الساحقة من النزاعات‬
‫المسلحة المعاصرة تندلع في ضل غياب حالة حرب بالمفهوم القانوني الدقيق‪ ،‬وذلك أمر طبيعي فحالة‬
‫الحرب قد وضعت خارج إطار القانون منذ عام ‪2819‬م عندما تم التوقيع على ميثاق باريس الذي‬
‫تنازلت بموجبه الدول الموقعة عن حقها في استخدام الحرب كأداة لتنفيذ سياساتها القومية‪ ،‬وواقع األمر‬
‫أن القانون الدولي المعاصر يعرف حالة من الغموض والخلط تتعلق بعدم وجود فواصل دقيقة وحاسمة‬
‫بين قانون السالم من ناحية وبين القانون الدولي اإلنساني المطبق على النزاعات المسلحة من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬وكثي ار ما يحدث أن تطبق قواعد قانون السلم إلى جانب قانون النزاعات المسلحة جنبا إلى‬
‫جنب‪ ،‬وحسبنا أن نشير هنا إلى المفاجأة التي طالت العالم قبل شهور قليلة من نهاية حرب الخليج‬
‫األولى بين العراق وايران عندما اكتشف العالم أن العالقات الدبلوماسية لم تقطع رسميا بين الدولتين‬
‫رغم سنوات الحرب الطويلة بينهما‪ ،‬ومع ذلك فإن القول بوجوب تطبيق قواعد اتفاقية قانون البحار‬
‫‪2891‬م المتعلقة بحماية البيئة البحرية في وقت السلم إبان النزاعات المسلحة في البحار يبدو أم ار‬
‫منطويا على قدر كبير من التبسيط‪ ،‬ال يلقي باال إلى األوضاع الخاصة بالنزاعات المسلحة وما‬
‫يالبسها من ظروف خاصة تجعل االلتزام بكل متطلبات قانون السلم ضربا من المستحيل‪ ،‬ومن هنا‬
‫فإنه يكون من األقرب إلى المنطق محاولة إقامة نوع من الرابطة بين قواعد حماية البيئة البحرية في‬
‫وقت السلم وبين قانون النزاعات المسلحة‪ ،‬أو قانون النزاعات المسلحة بوجه عام‪ ،‬كما حدث فيما‬
‫يتعلق بحماية حقوق اإلنسان‪ ،‬فلم يقول أحد بوجوب تطبيق القواعد الخاصة بحماية حقوق اإلنسان في‬
‫مجموعها وقت النزاعات المسلحة‪ ،‬وانما تم إيراد نصوص خاصة في قانون النزاعات المسلحة تتضمن‬

‫‪-24-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫‪1‬‬
‫توفير أكبر قدر مستطاع من حماية واحترام حقوق اإلنسان إبان النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫بعدما تناولنا في هذا المبحث قواعد حماية البيئة البحرية في اتفاقية قانون البحار ‪2891‬م‪ ،‬وقبله‬
‫في مبحث أول قواعد حماية البيئة البحرية في االتفاقيات الدولية النوعية‪ ،‬سنتناول في المبحث الثالث‬
‫دور منظمة األمم المتحدة في دعم وتطوير قواعد حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬دور منظمة األمم المتحدة في دعم وتطوير قواعد حماية‬
‫البيئة البحرية‪:‬‬
‫بالنظر إلى ميثاق منظمة األمم المتحدة لعام ‪2819‬م نجد أن من أهداف تأسيس المنظمة تحقيق‬
‫التعاون الدولي على حل المسائل الدولية ذات الصبغة االقتصادية واالجتماعية والثقافية واإلنسانية‬
‫وتعزيز واحترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للناس جميعا‪ ،‬وجعل هذه الهيئة مرجعا لتنسيق‬
‫‪2‬‬
‫أعمال األمم وتوجيهها نحو إدراك هذه الغايات المشتركة‪.‬‬

‫وما هذا إال مثال على تلك المبادئ‪ ،‬التي اشتمل عليها الميثاق‪ ،‬والتي تثبت أن ميثاق منظمة األمم‬
‫المتحدة قد أكد مبدأ المساواة بين أعضاءه في السيادة‪ ،‬وألقى على عاتقها مسؤولية تنفيذ االلتزامات‬
‫الناشئة عن الميثاق بحسن نية‪ ،3‬واذا كان الميثاق لم يتناول مسؤولية الدول األطراف عن حماية البيئة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬لعدم النص على ذلك صراحة‪ ،‬فإن تفسير الميثاق واالتفاقيات المنشئة للمنظمات‬
‫المتخصصة التابعة لألمم المتحدة تفسي ار واسعا يمكننا من القول بأن هذه المنظمات تستطيع إلقاء‬
‫مسؤولية حماية البيئة على عاتق أعضائها من أجل تحقيق األهداف االجتماعية واالقتصادية‬
‫واإلنسانية المنصوص عليها في مواثيق هذه المنظمات‪.‬‬

‫وسنقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬نتناول في المطلب األول دور منظمة األمم المتحدة في حماية‬
‫البيئة البحرية‪ ،‬وفي المطلب الثاني دور الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة في تطوير‬
‫قواعد حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬صالح الدين عامر‪ ،‬حماية البيئة إبان النزاعات المسلحة في البحار‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪،‬‬
‫العدد ‪ 99‬لعام ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪-2‬ميثاق منظمة األمم المتحدة المادة (‪ )1‬فقرة ‪2‬و‪.9‬‬
‫‪-3‬ميثاق األمم المتحدة المادة(‪ )1‬فقرة ‪1‬و‪7‬واذا كان األمن البيئي يعتبر عنص ار أساسيا من عناصر األمن‬
‫والسالم الدوليين‪ ،‬وفقا للمفهوم المرن لمفهوم 'السالم واألمن الدوليين'‪ ،‬فاألمن البيئي بعد الجهود الدولية‬
‫لمواجهة مسائل البيئة المختلفة وادخال موضوعات البيئة في جدول أعمال المنظمات الدولية المختلفة‪ ،‬يعد‬
‫أحد أهداف منظمة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪-25-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المطلب األول‪ -‬دور منظمة األمم المتحدة في حماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫لقد اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة سنة ‪ ،1112‬يوم السادس من نوفمبر من‬
‫كل عام‪ ،‬يوما عالميا لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة‪ ،‬محاولة بذلك‬
‫تأكيد الربط بين السالم والبيئة‪.‬‬
‫سنتناول دور المنظمة من خالل التركيز على برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة وكذا اإلشارة إلى‬
‫مؤتمر استوكهولم‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تأسيس برنامج األمم المتحدة لحماية للبيئة‪:‬‬

‫كان موضوع البيئة على جدول أعمال أغلب المنظمات الدولية واإلقليمية قبل انعقاد مؤتمر األمم‬
‫المتحدة في استوكهلم عام ‪2891‬م‪ ،‬ثم بعد ذلك أخد هذا االهتمام يزداد شيئا فشيئا حتى تبنته رسميا‬
‫منظمة‪.‬‬

‫األمم المتحدة وأجهزتها المختلفة‪ ،‬من ذلك إشارة قرار الجمعية العامة بشأن الدعوة إلى مؤتمر‬
‫استوكهولم لعام ‪2891‬م إلى أن هناك حاجة ملحة لتكثيف العمل على المستوى الوطني والدولي من‬
‫أجل إزالة أضرار البيئة اإلنسانية‪ ،1‬وقد وضع مؤتمر ستوكهولم خطة العمل السياسة البيئية‪ ،‬وأوصى‬
‫بإنشاء صندوق البيئة وبرنامج عرف فيما بعد ببرنامج األمم المتحدة لحماية البيئة‪،‬وأشار قرار الجمعية‬
‫العامة بشأن تأسيس صندوق البيئة إلى أنه يجب أن يؤخذ بالحسبان أن أي اقتراح في هذا المجال‬
‫يجب أن يحترم الحقوق السيادية للدول‪ ،‬وأن يكون منسجما مع ميثاق منظمة األمم المتحدة ومبادئ‬
‫القانون الدولي‪.‬‬

‫ويتكون برنامج األمم المتحدة للبيئة من ثالثة أجهزة هي‪:‬‬

‫‪ -‬األمانة العامة‪ :‬يرأسها مدير تنفيذي تنتخبه الجمعية العامة لألمم المتحدة لفترة أرع سنوات‪،‬‬
‫وتتخذ األمانة مرك از لها في نيروبي‪ ،‬ولها فروع هي المكاتب اإلقليمية في كل من جنيف‪ ،‬وبيروت‪،‬‬
‫ونيويورك‪ ،‬والمكسيك‪ ،‬وبانكوك‪ ،‬ونيروبي‪ ،‬ويعمل المدير التنفيذي في نطاق نظام منظمة األمم المتحدة‬
‫من أجل تقوية التعاون الدولي في مجال البيئة ويقدم النصح ما أمكن‪ ،‬ويقوم بوضع السياسات لتحقيق‬

‫‪ -1‬في ‪ 20‬يوليو ‪1922‬م تبنى المجلس االقتصادي واالجتماعي التابع لمنظمة األمم المتحدة القرار رقم‬
‫‪1292‬والذي طلب من األمم المتحدة وضع الخطط االزمة لعقد ذلك المؤتمر‪ ،‬وفي سنة‪1922‬متبنت الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة جدول األعمال رقم ‪"91‬مسائل البيئة"‪ ،‬وبعد مناقشة هامة لهذا الموضوع تبنت الجمعية‬
‫العامة مسودة القرار رقم‪ 7292‬دون معارضة وبموجبه وجهت الجهود لعقد المؤتمر في استوكهولم في صيف‬
‫عام ‪.1927‬‬

‫‪-26-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫هذا الهدف‪ ،‬وبناءا على اقتراح الدول النامية اختيرت نيروبي‪ ،‬عاصمة كينيا‪ ،‬مق ار لألمانة العامة من‬
‫أجل تشجيع الدول النامية من أجل المشاركة في هذا البرنامج‪.‬‬

‫‪ -‬المجلس‪ :‬ويتكون من ‪ 99‬دولة ليس جميعها بالضرورة من أعضاء منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وان‬
‫كانت تنتخب من قبل الجمعية العامة األمم المتحدة لمدة ثالث سنوات على أساس التوزيع الجغرافي‬
‫العادل ويكون المجلس مسؤوال أمام الجمعية العامة‪ ،‬وعليه أن يقدم إليه تقارير دورية بشأن أنشطة‬
‫البرنامج المختلفة‪ ،‬ومن أهم وظائفه توطيد التعاون في مجال البيئة وتقديم النصح لتحقيق هذا الغرض‪،‬‬
‫وكذلك رسم سياسة توجيه وتوحيد برنامج البيئة في نظام منظمة األمم المتحدة ومراجعة الوضع البيئي‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬لجنة التنسيق البيئي‪ :‬ويرأسها المدير التنفيذي ومهمتها التنسيق بين برامج البيئة التي تعدها‬
‫الوكاالت المتخصصة وارسال التقارير السنوية إلى المجلس‪ ،‬إال أنها لم تستمر في دورها هذا‪ ،‬وأعطي‬
‫هذا الدور إلى اللجنة اإلدارية لألمم المتحدة‪.‬‬

‫ويقوم برنامج األمم المتحدة للبيئة اآلن ببرامج تتمثل في تنظيم برامج مشتركة واجتماعات داخلية مع‬
‫الوكاالت المختلفة وتقديم االستشارات لها‪ ،‬وجمع رؤساء اإلدارات المختلفة المهتمة بمسائل التلوث‬
‫البحري وتقديم النصح لهم‪ ،‬ولكن ما دور البرنامج في تطوير قواعد قانونية دولية لحماية البيئة‬
‫البحرية؟ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬أثر برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة في تطوير قواعد حماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫وضع برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة‪ ،‬في خطته لعام ‪2899‬م‪ ،‬أهدافا لتطوير قواعد قانونية‬
‫لحماية البيئة تتمثل في المساهمة في تطوير وتقنين مجموعة من القواعد القانونية الدولية لمواجهة‬
‫المستجدات التي أوجدتها االهتمامات الدولية بمسائل البيئة (والتي من أبرزها مسائل البيئة البحرية)‪.‬‬

‫وتعتمد هذه اإلستراتيجية على "مبادئ إعالن استوكهولم لعام ‪2891‬م" لتحفيز التعاون الدولي في‬
‫هذا االتجاه‪ ،‬ولوضع قواعد للمسؤولية الدولية عن المساس بسالمة البيئة‪ ،‬ولتأمين وضع التوجيهات‬
‫واإلجراءات بشأن حل النزاعات الدولية حول البيئة موضع التنفيذ‪ ،‬وتعتمد هذه اإلستراتيجية علي العمل‬
‫المشترك مع التعاون بين الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والمراكز األكاديمية‬
‫والجمعيات العلمية والخبراء من أجل تحقيق أهداف هذه اإلستراتيجية المتمثلة بوضع قاعدة معلومات‬
‫غنية من الممكن استخدامها لوضع المبادئ والقواعد الالزمة لتنفيذ إعالن استوكهولم‪ ،‬وذلك في‬
‫مجاالت خاصة أهمها تنفيذ االتفاقيات الدولية المتعلقة باستغالل قاع البحار واالتفاقيات المتعلقة بتغير‬
‫المناخ‪ ،‬والمسؤولية الدولية عن اإلساءة إلى سالمة المصادر الطبيعية‪ ،‬وتشجيع المنظمات الدولية‬
‫وغيرها على أن تأخذ بعين االعتبار المسائل القانونية في أي عمل من أعمالها‪ ،‬وأن تشرع في عمل‬

‫‪-27-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫التشريعات المقارنة للقوانين الوطنية ذات الصلة بالبيئة من أجل تحديد القواعد القانونية التي يمكن‬
‫تبنيها على الصعيد الدولي‪ ،1‬وفي عام ‪2892‬م قام برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة بمراجعة معمقة‬
‫لما تم تقنينه أو تطويره من قواعد لحماية البيئة وفي نفس العام تم وضع برنامج للمراجعة الدورية‬
‫وتطوير قواعد الحماية البيئية‪ ،‬أطلق عليه "برنامج مونتيفيديو"‪ ،‬وهذا البرنامج وضع من طرف‬
‫مجموعة من خبراء القانونيين تحت إشراف برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة سنة ‪2891‬م ليتم‬
‫إدراجه ضمن نظام منظمة األمم المتحدة على المدى المتوسط لحماية البيئة لألعوام ‪2898-2891‬م‪،‬‬
‫إذ يجب تنفيذ هذا البرنامج جزئيا بواسطة قسم القانون البيئي التابع لبرنامج األمم المتحدة لحماية‬
‫البيئة‪ ،‬وبواسطة بقية أقسام برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة أو يتم تنفيذه بالتعاون مع أجهزة األمم‬
‫المتحدة األخرى والمنظمات الدولية والحكومية وغير الحكومية‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم برنامج منتيفيديو إلى ثالثة أنشطة أو مجاالت‪:‬‬

‫‪ -‬عقد االتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير المبادئ الدولية والتوجيهات والمستويات‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم المساعدة الدولية لوضع القوانين‪.‬‬

‫ونجح برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة في المجاالت الثالثة‪ ،‬حيث تم تحت رعايته عقد كثير‬
‫من االتفاقيات الدولية‪ ،‬ووضع الكثير من االتفاقيات الدولية‪ ،‬ووضع كثير من التوجيهات وتم تقديم‬
‫المساعدة الدولية لكثير من الدول من أجل وضع قوانين وطنية لحماية البيئة‪ ،2‬ومساندة ودعما لجهود‬
‫البرنامج دعت الجمعية العامة األمم المتحدة األعضاء إلى تبني مبادئ هذا البرنامج الخاصة باقتسام‬
‫الثروات الطبيعية‪ ،‬كتوجيهات وتوصيات لالستئناس بها عند وضع أو تنفيذ االتفاقيات الدولية الخاصة‬
‫بذلك‪.‬‬

‫وفي تقديرنا أن الخبراء القانونيين لبرنامج األمم المتحدة لحماية البيئة‪ ،‬قد قاموا بدور مؤثر في‬
‫تقنين وارساء القواعد القانونية العامة لحماية البيئة‪ ،‬وعلى الرغم من عدم ووجود تمثيل كاف بين هؤالء‬
‫الخبراء للدول النامية‪ ،‬فإنه نجح على المستوى اإلقليمي حيث وضعت االتفاقيات والبروتوكوالت التي‬
‫عقدت في مجال البحار اإلقليمية بعض المفاهيم المهمة‪ ،‬كالمناطق المحمية والمناطق الحساسة‪.‬‬

‫التي تم وضع مستويات عالية من الحماية لها‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن برنامج األمم المتحدة لحماية‬

‫‪-1‬د‪ .‬مصطفى سالمة حسين ود‪ .‬مدوس فالح الرشيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-2‬وقد تم تقديم مثل هذه المساعدة الفنية في وضع القوانين الوطنية لحماية البيئة لعديد من الدول النامية بناء‬
‫على طلبها حتى عام ‪1929‬م‪.‬‬

‫‪-28-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫البيئة‪.‬‬

‫قد أسهم في تطوير قواعد القانون الدولي للبيئة كاللجان واإلدارات وعقد المؤتمرات المنتظمة‪ ،‬تنفيذا‬
‫لالتفاقيات التي‪ ،‬عقدت تحت رعايته في شتى موضوعات البيئة كاألزون‪ ،‬والتلوث عبر الحدود‪..‬إلخ‪.‬‬

‫وال شك أن لبرنامج األمم المتحدة لحماية البيئة في جهده هذا قد عمل على تقوية البناء التحتي‬
‫للمجتمع الدولي من أجل تنفيذ قواعد القانون الدولي لحماية البيئة‪ ،‬وذلك عن طريق تقديم المساعدات‬
‫الفنية المختلفة على المستوى الدولي والوطني‪ ،‬وبذل جهود كبيرة على المستوى الدولي والوطني‪ ،‬وبذل‬
‫جهود كبيرة في مجال التعاون مع منظمة الصحة العالمية في لجنة المفاوضات مع الحكومات‪ ،‬التي‬
‫أسستها الجمعية العامة لوضع اتفاق دولي بشأن تغيير المناخ لتقديمه في مؤتمر قمة األرض لعام‬
‫‪2881‬م‪ ،‬وبذلك يكون البرنامج قد ساهم ليس فقط في وضع ذلك االتفاق الدولي بل أيضا في تنظيم‬
‫ذلك المؤتمر وفي تقديم المقترحات المختلفة لمشروع ميثاق األرض وغيره‪.‬‬

‫وفي أعقاب مؤتمر استوكهلم لعام ‪2891‬م الذي احتوى على ستة وعشرون مبدأ‪ ،‬ومن أهم هذه‬
‫المبادئ وجود حق أساسي لإلنسان في أن يحيا في بيئة تسمح في العيش بكرامة وعليه واجب أساسي‬
‫في حماية البيئة لألجيال الحاضرة والمستقبلة‪ ،1‬عقدت منظمة األمم المتحدة سلسلة من المؤتمرات‬
‫بشأن الموضوعات التي نوقشت في ذلك المؤتمر‪ ،‬بل إنه نظم بعضها بالتعاون مع بعض المنظمات‬
‫المتخصصة في مجال البيئة‪ ،‬من ذلك مؤتمرات األمم المتحدة بشأن سكان األرض والمياه والغذاء‪ ،‬وان‬
‫كانت هذه المؤتمرات جميعا لم تؤدي إلى تطورات قانونية في مجال حماية البيئة البحرية‪ ،‬حيث أن‬
‫أغلبها قد انتهى إلى تبني إعالنات أو ق اررات‪ ،‬تشتمل على سياسات أو أهداف‪ ،‬ومع ذلك فإن هذه‬
‫المؤتمرات أدت إلى تطور بعض المؤسسات‪ ،‬حيث تم إنشاء صندوق دولي للزراعة في روما‪ ،‬والى‬
‫قيام الجمعية العامة لألمم المتحدة بإصدار إعالن عام ‪2891‬م بشأن تأسيس نظام اقتصادي دولي‬
‫تبعه تبني ميثاق الحقوق والواجبات االقتصادية للدول‪ ،‬والتي لها عالقة وطيدة بتطوير مبدأ التنمية‬
‫المستدامة الذي يمثل أحد مبادئ القانون الدولي للبحار‪ ،‬كما قام برنامج األمم المتحدة للبيئة عام‬
‫‪2899‬م بالتشاور مع اللجنة االقتصادية لألمم المتحدة بشأن إفريقيا ومنظمة الوحدة اإلفريقية بعد‬
‫مؤتمر إفريقي للبيئة‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذا المؤتمر لم يؤدي إلى تطورات قانونية‪ ،‬فإنه وضع برنامج‬
‫عمل وأسس مكتبا من أجل عقد مؤتمرات دولية مستقبلية في هذا المجال من الممكن أن تؤدي في‬
‫المستقبل إلى تطورات قانونية في مجال حماية البيئة عموما‪ ،‬والبيئة البحرية خصوصا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ -‬دور الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة في تطوير‬

‫‪-1‬علي عدنان الفيل‪ ،‬التشريع الدولي لحماية البيئة‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬سنة ‪،7011‬‬
‫ص ‪.9‬‬

‫‪-29-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫قواعد الحماية للبيئة البحرية‪:‬‬


‫هناك عديد من الوكاالت التابعة لمنظمة األمم المتحدة التي ساهمت بجهود معتبرة في دعم‬
‫القواعد الدولية لحماية البيئة البحرية أهمها‪:‬‬

‫(أ) المنظمة الدولية للبحار‪:‬‬

‫عندما تم تأسيس هذه المنظمة عام ‪2819‬م‪ ،‬كان الهدف من وراء ذلك هو تأمين السالمة في‬
‫البحار وليس منع التلوث فيها من السفن‪ ،‬وقبل أن يدخل اتفاق تأسيس هذه المنظمة حيز النفاذ ظهرت‬
‫مشكلة تلوث البحار بالزيت الناتج عن السفن‪ ،‬فتم عقد اتفاقية لندن لعام ‪2891‬م بشأن منع تلوث‬
‫البحار بالزيت‪ ،‬ثم إحالة تطبيق هذه االتفاقية إلى المنظمة الدولية للبحار‪ ،‬عندما بدأت في العمل عام‬
‫‪2898‬م‪ ،‬فأصبحت هذه المنظمة ال تهتم بالسالمة البحرية فقط وانما بمنع تلوث البحار أيضا‪.‬‬

‫ويقتصر عمل المنظمة التي تتخذ من المملكة البريطانية مق ار لها‪ ،‬إلى حد كبير على النواحي‬
‫التقنية المشار إليها في العديد من االتفاقيات والمبادئ والتوصيات وأنشطة المساعدة التقنية‪ ،‬ويتم تنفيذ‬
‫عمل المنظمة من خالل عديد من اللجان‪ ،‬من أهمها لجنة السالمة البحرية‪ ،‬التي تنقسم بدورها إلى‬
‫عدة لجان فرعية‪ ،‬وتختص هذه اللجان الفرعية بموضوعات مختلفة من أهمها سالمة المالحة‬
‫والمواصالت الالسلكية‪ ،‬واإلنقاذ والتدريب ومراقبة نقل البضائع الخطيرة وتصميم السفن وتجهيزها‬
‫وسالمة مراكب الصيد‪..‬الخ‪ ،‬ومن أهم هذه اللجان لجنة حماية البيئة البحرية‪ ،‬التي تهتم بأنشطة‬
‫المنظمة الخاصة بمنع التلوث‪ ،‬وهناك اللجنة القانونية التي تتعامل مع القضايا القانونية الناشئة عن‬
‫أعمال المنظمة‪.‬‬

‫وفي مجال تحقيق أهدافها المتعلقة بسالمة البيئة البحرية ومنع تلوثها‪ ،‬قامت هذه المنظمة بتبني‬
‫ما يقارب من ثالثين اتفاقا وبروتوكوال وعددا كبي ار من قواعد الممارسات الدولية والتوصيات الخاصة‬
‫بمسائل البيئة‪ ،‬واذا كانت االتفاقيات الدولية كقاعدة عامة‪ ،‬ال تلزم إال الدول األطراف فيها والتوصيات‬
‫ليست ملزمة قانونا للدول‪ ،‬فإن االتفاقيات التي تعقد تحت رعاية هذه المنظمة قد تخرج عن هذه‬
‫القاعدة‪ ،‬ألن المستويات التي تشتمل عليها مثل هذه االتفاقيات تلتزم بها الدول وتنفذها‪ ،‬كمستويات‬
‫األمن ومستويات التلوث‪ ،‬التي دخلت فيما بعد ضمن نطاق الجزء الثاني عشر من اتفاقية األمم‬
‫المتحدة بشأن قانون البحار لعام ‪2891‬م‪ ،‬فهذه المستويات إذا ما تمت مخالفتها كان لدولة الميناء أو‬
‫للدولة الساحلية سلطة فرضها ولو بالقوة‪. 1‬‬

‫كذلك فإن تقنين المنظمة الدولية للبحار‪ ،‬كتقنينها الخاص بنقل البضائع الخطرة يتمتع بقبول واسع‬

‫‪-1‬الجزء الثاني عشر من اتفاقية مونتيغوباي متضمن قواعد حماية البيئة البحرية والحفاظ عليها من المواد‬
‫‪ 197‬إلى ‪.722‬‬

‫‪-30-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫بين الدول‪ ،‬ويتم تنفيذه داخلي عن طريق القوانين الوطنية‪ ،‬وتطبقه المحاكم الوطنية‪ ،‬على أنها‬
‫مستويات يؤدي انتهاكها من قبل أية دولة إلى إثارة مسؤوليتها والزامها بالتعويض‪ ،‬ومن أهم االتفاقيات‬
‫التي عقدت تحت رعاية هذه المنظمة‪ ،‬والتي تهتم بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر بحماية البيئة‬
‫البحرية‪ ،‬اتفاق عام ‪2828‬م بشأن التدخل في أعالي البحار في حالة كوارث التلوث بالزيت‪ ،‬واتفاق‬
‫عام ‪2828‬م بشأن المسؤولية المدنية عن األضرار الذي يحدثها التلوث بالزيت‪ ،‬واتفاق عام ‪2892‬م‬
‫بشأن إنشاء الصندوق الدولي للتعويض عن األضرار الناشئة عن التلوث بالزيت‪ ،‬واتفاق عام ‪2891‬م‬
‫بشأن منع التصادم في البحر‪ ،‬واتفاق عام ‪2891‬م بشأن سالمة األرواح في البحر‪ ،‬واتفاق عام‬
‫‪2899-2890‬م بشأن منع التلوث من السفن‪ ،‬واتفاق عام ‪2881‬م بشأن المسؤولية في مجال حمل‬
‫المواد المشعة في البحر‪ ،‬إضافة إلى ذلك فأن جهود المنظمة الدولية للبحار في سبيل تطوير قواعد‬
‫القانون الدولي لحماية البيئة تتم بالتعاون مع منظمة األمم المتحدة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص برنامج‬
‫األمم المتحدة لحماية البيئة‪ ،‬وبقية الوكاالت المتخصصة‪. 1‬‬

‫(ب) دور منظمة األغذية والزراعة‪:‬‬

‫هي إحدى الوكاالت المتخصصة التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬تعمل كما هو الحال في المنظمة الدولية‬
‫للبحار‪ ،‬مع غيرها من المنظمات المهتمة بحماية البيئة‪.‬‬

‫واذا كان تطوير قواعد الحماية البحرية ليس من ضمن األهداف الرئيسية لهذه المنظمة‪ ،‬واذا‬
‫كانت هذه التطورات التي لحقت قواعد القانون الدولي والقوانين الوطنية‪ ،‬كانت نتيجة التأثير غير‬
‫المباشر لجهود منظمة األغذية والزراعة‪ ،‬فإن قيام هذه المنظمة بتعيين مدير عام مساعد فيها للبيئة‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،‬وتعيين لجنة عالية المستوى لمساعدته في هذه المهمة‪ ،‬سوف يكون له مردود‬
‫إيجابي في المستقبل على تطوير القانون الدولي للبيئة وتطوير قواعد الحماية الدولية للبيئة‪ ،‬كما أن‬
‫للتقارير التى تعدها لجنة المصائد واللجان الفرعية األخرى أثر كبير في تقديم البحوث المتعلقة‬
‫بالمحافظة على المصادر الطبيعية للبحار وتنميتها‪.‬‬

‫(ج) دور منظمة العمل الدولية‪:‬‬

‫تم تأسيس هذه المنظمة عام ‪2828‬م بهدف تحسين الوضع االقتصادي واالجتماعي للعمال‪ ،‬ويتم‬
‫تنفيذ أهداف المنظمة المتمثلة في تأمين وتحسين العمل عن طريق مؤتمر العمل الدولي‪ ،‬والمجلس‪،‬‬
‫ومكتب العمل الدولي‪ ،‬ولهذه الغاية تقوم منظمة العمل الدولية بعقد مؤتمرات دولية بحرية منتظمة‬
‫بالتعاون مع اللجان البحرية األخرى لتحسين وتطوير أوضاع العمل وتدريب عمال البحر‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى تحسين تشغيل السفن‪ ،‬ومن ثم حماية البيئة البحرية من احتمال تلوثها عن طريق التصادم‪،‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬مصطفى سالمة حسين ود‪ .‬مدوس فالح الرشيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪-31-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫وحوادث تلويث البيئة البحرية بالزيت‪ ،‬أو المواد الضارة األخرى‪ ،‬ومن مظاهر التعاون بين منظمة‬
‫العمل الدولية والمنظمة الدولية للبحار في مجال تطوير قواعد قانونية لحماية البيئة‪ ،‬قيام اللجنة‬
‫المشتركة بشأن التدريب بوضع مسودة مشروع اتفاق دولي بشأن مستويات التدريب والمراقبة‪ ،‬وان كان‬
‫يتم تنفيذ هذه االتفاقية بواسطة المنظمة الدولية للبحار كذلك‪ ،‬فإن تنفيذ اتفاق منظمة العمل الدولية لعام‬
‫‪2892‬م بشأن مواصفات الحد األدنى للسفن التجارية‪ ،‬يتطلب تنفيذه تعاون بين منظمة العمل الدولية‬
‫والمنظمة الدولية للبحار ‪.‬‬

‫وقد اهتمت هذه المنظمة حديثا بمصائد األسماك وصناعات البترول الساحلية‪ ،‬فتبنت اتفاقا بشأن‬
‫شهادات رجال الصيد ورفع التقارير بشأن مستويات األرصفة الساحلية في ضوء التطورات التكنولوجية‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫ومن المزايا التي تجعل هذه المنظمة منظمة قادرة على المساهمة في تطوير قواعد الحماية‬
‫البحرية‪ ،‬تشكيل نظامها الفريد الذي يؤمن تصديق الدول األعضاء على االتفاقيات التي تقترحها هذه‬
‫المنظمة‪ ،‬مما يؤدي إلى صيرورة هذه االتفاقيات جزءا ال يتج أز من القانون الداخلي لكل دولة عضو‪،‬‬
‫فوفقا لنظام منظمة العمل الدولية فإن مشروع أي اتفاق دولي يعرض على المؤتمر العام لهذه المنظمة‬
‫يتم اعتماده من قبل المؤتمر‪،‬ثم بعد ذلك يتم التوقيع عليه من قبل رئيس المؤتمر وأمينه العام وبعد ذلك‬
‫فإن الدول األعضاء في منظمة العمل الدولية تكون ملزمة بعرض هذه االتفاقيات على برلماناتها بغية‬
‫التصديق عليها‪ ،‬ثم رفع تقارير سنوية إلى المؤتمر العام عن مدى تطبيق هذه االتفاقيات في النطاق‬
‫الوطني في حالة التصديق عليها‪ ،‬فإذا ما حدث أن أحد الدول المصدقة على إحدى اتفاقيات المنظمة‬
‫لم تطبقها على النطاق الوطني‪ ،‬فإن المنظمات غير الحكومية كاتحادات العمال وغيرها‪ ،‬تقوم برفع‬
‫تقرير إلى منظمة العمل الدولية‪ ،‬التي تقوم بتشكيل لجنة تحقيق وتقص للحقائق بشأن هذا الموضوع‪،‬‬
‫وعلى هذه اللجنة أن ترفع نتيجة التحقيق إلى الحكومة المعنية‪ ،‬التي يكون لها الحق إذا كان التقرير‬
‫ضدها‪ ،‬في اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وعرض النزاع عليها‪ ،‬وأن كان مثل هذا الفرض ناد ار في‬
‫ممارسات منظمة العمل الدولية‪ ،‬ولما كانت هذه اإلجراءات الفريدة التي اشتمل عليها نظام المنظمة‬
‫لتحفيز الدول األعضاء على تبني اتفاقيات العمل المختلفة لم تؤدي إلى تصديق العديد من الدول‬
‫الكبرى على بعض هذه االتفاقيات‪ ،‬فقد أدخلت المنظمة آلية جديدة لتنفيذ هذه االتفاقيات‪ ،‬وذلك في‬
‫اتفاق ‪2892‬م بشأن المستويات الدنيا بالنسبة لمواصفات السفن التجارية‪. 1‬‬

‫(د) دور منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‪:‬‬

‫‪-1‬إذ أن المادة األولى من هذا االتفاق تتطلب من الدول األعضاء ضمان تطابق قوانينها الوطنية مع ما يقارب‬
‫خمسة عشر اتفاقية اشتمل عليها ملحق اتفاق عام ‪1922‬م ومن ضمنها بعض االتفاقيات التي عقدت تحت‬
‫رعاية المنظمة الدولية للبحار‪.‬‬

‫‪-32-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫بدأت هذه المنظمة عملها عام ‪2812‬م‪ ،‬وتعتبر من الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم‬
‫المتحدة‪.1‬‬

‫إضافة إلى الهدف الرئيسي للمنظمة‪ ،‬وهو توطيد التعاون بين الدول من أجل تقدها في مختلف‬
‫ميادين العلم والمعرفة‪،‬عن طريق تشجيع البحوث والتعاون في مجال العلوم الطبيعية واالجتماعية‪،‬‬
‫وتقديم المساعدات التقنية للدول النامية‪ ،‬فأن من نشاطاتها المهمة دعم اللجنة الدولية لعلوم المحيطات‪،‬‬
‫إذ أن هذه اللجنة تقوم بمجودات كبيرة في دعم برامج البحث العلمي‪ ،‬التي تعزز وتسهل قيام اللجان‬
‫الدولية المتخصصة بالسيطرة على التلوث بالدور المحدد لها‪ ،‬من ذلك على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬
‫لجنة الخبراء بشأن السمات العلمية للتلوث البحري‪ ،‬التي توصلت إلى وضع تعريف عملي للتلوث تم‬
‫تبنيه في كثير من االتفاقيات حماية البيئة‪ ،‬كاتفاق لندن لعام ‪2891‬م بشأن منع اإلغراق‪ ،‬واتفاق منع‬
‫التلوث‬

‫بواسطة السفن لعام ‪2890‬م‪ ،‬واتفاقية الكويت اإلقليمية لحماية البيئة البحرية لعام ‪2899‬م واتفاقية‬
‫حماية البحر األحمر من التلوث لعام ‪2891‬م وتقوم لجنة الخبراء بشأن السمات العلمية لتلوث البيئة‬
‫البحرية بتقييم قواعد نقل البضائع الخطرة عبر البحار‪ ،‬التي وضعتها المنظمة الدولية للبحار‪ ،‬وأثر‬
‫التخلص من المخلفات اإلشعاعية في البحر واألنشطة الساحلية األخرى على البيئة البحرية‪ ،‬إذ أن هذه‬
‫اللجنة تحفز الدول واألفراد على اتخاذ تدابير بيئية وذلك من خالل ما تضعه من تقارير بشأن حماية‬
‫البيئة البحرية‪ ،‬كتقريرها لعام ‪2881‬م‪ ،‬الذي يشير إلى أن التلوث البحري يتزايد‪ ،‬مما يتطلب وضع‬
‫القواعد الصارمة من قبل اللجان المتخصصة‪.‬‬

‫(ه)‪ -‬دور المنظمة الدولية للمناخ‪:‬‬

‫تم تعديل دستور المنظمة لتصبح منظمة حكومية عام ‪2891‬م‪ ،‬ومن أهداف إنشاء هذه المنظمة‬
‫تسهيل التعاون الدولي بشأن إنشاء مراكز األرصاد الجوية‪ ،‬واقامة مراكز المراقبة‪ ،‬وتسهيل تبادل‬
‫المعلومات الجوية‪ ،‬لما لذلك من أهمية في تحسين المالحة‪.‬‬

‫وقد قامت المنظمة الدولية للمناخ بجهود كبيرة في مجال تطوير القانون الدولي للبيئة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل ما تقوم به من تقييم ألثر ارتفاع درجة ح اررة األرض‪ ،‬واحتماالت تغيير المناخ عن طريق‬
‫تعاونها مع برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم إبرام اتفاق عام ‪2899‬م بشأن حظر‬
‫استخدام تقنيات التغيير في البيئة ألغراض عسكرية أو ألية أغراض عدائية أخرى‪ ،‬وعقد مؤتمر األمم‬
‫المتحدة للبيئة لعام ‪2881‬م بشأن البيئة والتنمية‪ ،‬وتأتي جهودها هذه جنبا إلى جنب مع بقية‬

‫‪-1‬راجع المادتين (‪)02‬و (‪ )22‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وقد تم تأكيد هذه العالقة بين المنظمتين باتفاق تعاون‬
‫أقر في ‪ 19‬ديسمبر عام ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪-33-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المنظمات الدولية المتخصصة السالفة الذكر‪ ،‬كالمنظمة الدولية للبحار‪ ،‬ومنظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫(و)‪ -‬منظمة الصحة العالمية‪:‬‬

‫دخل ميثاق منظمة الصحة العالمية حيز النفاذ عام ‪2819‬م‪ ،‬واتخذت من مدينة جنيف مق ار لها‪.‬‬

‫ومن أهم أهداف المنظمة تمتع جميع الناس بأعلى قدر ممكن من الصحة‪ ،‬إذ أن صحة البيئة‬
‫تؤثر في صحة اإلنسان‪ ،1‬ولذلك يمكن تحديد أهدافها في تقديم الخدمات الفنية وتوحيد وتصنيف‬
‫األدوية والقيام بالبحوث األزمة لذلك‪.‬‬

‫وقد اهتمت هذه المنظمة رصد عوامل التلوث‪ ،‬كاستعمال العقاقير والمواد الكيميائية وغيرها‪ ،‬في‬
‫عناصر البيئة المختلفة‪ ،‬كالماء والهواء والتربة والغذاء‪ ،‬كما تقوم هذه المنظمة بإدارة وتطوير القواعد‬
‫الدولية للصحة ونشر المعلومات عنها‪ ،‬مما أدى إلى تطور فكرة حق اإلنسان في الصحة‪ ،‬إذ بفضل‬
‫هذه الجهود أصبح هذا الحق مطلبا دوليا وحقا من حقوق اإلنسان‪ ،‬بل أن هذا الحق قد تطور وتفرع‬
‫لينشأ عنه ما يسمى اآلن " بحق اإلنسان في البيئة "‪ ،‬وقد اهتمت المنظمة كذلك بإعداد اتفاق للتنوع‬
‫الحيوي‪ ،‬وعملت بالتعاون مع المجلس الدولي الستكشاف البحار في إعداد تقارير عن مستويات التلوث‬
‫البحري‪ ،‬وأسهمت أيضا بوضع مستويات معينة لكثير من عناصر البيئة‪ ،‬كالمستويات الخاصة بمياه‬
‫الشرب لعام ‪2891‬م‪ ،‬ومعايير نوعية الهواء العام ‪2821‬م‪ ،‬بل قامت في سنة ‪2890‬م وبالتعاون مع‬
‫برنامج األمم المتحدة للبيئة بوضع معايير للصحة البيئية بشكل عام‪.‬‬

‫(ز) دور البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪:‬‬

‫تم إنشاؤه عام ‪2819‬م‪ ،‬ومن أهدافه تقديم القروض الميسرة لتنمية اقتصاديات الدول الفقيرة‪ ،‬أو‬
‫لمؤسساتها االقتصادية‪ ،‬وتقديم الخبرات الفنية والدراسات االقتصادية للنهوض باقتصاديات الدول ذات‬
‫المستوى االقتصادي المتدني‪ ،‬وذلك عن طريق بناء السدود والطرق ومحطات الطاقة وغيرها مما له‬
‫عالقة مباشرة أو غير مباشرة في مسائل البيئة المختلفة‪.‬‬

‫وقد اقتنع مسؤولو البنك الدولي بأثر المشروعات‪ ،‬التي تقام تحت رعايته في مجال البيئة‪ ،‬فعمل‬
‫هذا البنك جاهدا على وضع سياسة بيئية متطورة‪ ،‬وذلك عن طريق إعادة النظر في القروض وشروط‬
‫منحها‪ ،‬بحيث ال تؤثر إقامة المشروعات المختلفة الممولة بتلك القروض سلبا في البيئة مع عدم‬
‫اإلضرار بالتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫وقام البنك مؤخ ار بإدخال بعض اإلصالحات على نظامه الداخلي‪ ،‬حيث أسس مكتبا للمسائل‬
‫البيئية من أجل القيام بالدراسات المختلفة حول اآلثار البيئية المختلفة لسياسات البنك وخططه بعيدة‬

‫‪-1‬المادة األولى من دستور منظمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫‪-34-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المدى‪ ،‬وأدخل أقساما للبيئة في مكاتبه اإلقليمية‪ ،‬وربط البنك بين منحه للقروض المختلفة وبين التزام‬
‫الدول المستفيدة بتطبيق اإلستراتيجية البيئية للبنك‪ ،‬فأعد ورقة تشتمل على المسائل البيئية في هذه‬
‫الدول والية مواجهتها واستتبع ذلك بوضع خطط عمل بيئية خاصة تشتمل على التوجيهات الالزمة‬
‫للتقييم البيئي في الدول المستفيدة من أجل التأكد من أن المشروعات التنموية ال تؤثر سلبا على البيئة‪،‬‬
‫وفي سبيل تطويير قواعد قانون حماية البيئة‪ ،‬قام البنك بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة البيئة‪،‬‬
‫ومنظمة األغذية والزراعة‪ ،‬وغيرها من المنظمات التي تهتم بمسائل البيئة بطريق مباشر أو غير‬
‫مباشر‪ ،‬بتنفيذ هذه اإلستراتيجية‪ ،‬كما قام البنك مؤخ ار بتأسيس مركز التسهيالت الدولية البيئية من أجل‬
‫مساعدة الدول النامية في تحميل بعض التكاليف المالية الناشئة عن قيام هذه الدول بتدابير معينة‬
‫لحماية البيئة‪. 1‬‬

‫(ح)‪ -‬دور الوكالة الدولية للطاقة النووية‪:‬‬

‫تم إنشاء هذه الوكالة عام ‪2899‬م‪ ،‬واتخذت من التمسا مق ار لها‪ ،‬ومن أهدافها تأمين التعاون‬
‫الدولي في مجال االستخدامات السلمية للطاقة الذرية‪ ،‬ووضع المستويات المختلفة غير اإللزامية‬
‫الستخدام هذه الطاقة في مجاالت الصحة واالزدهار على المستوى العالمي‪ ،‬وتقوم كذلك الوكالة بتقديم‬
‫المساعدات الفنية في هذا المجال للدول النامية‪ ،‬ولتحقيق هذه األهداف تعمل مع المنظمات الدولية‬
‫المتخصصة للحد من اآلثار الضارة للطاقة الذرية على حياة اإلنسان‪ ،‬وعلى الثروات والبيئة المحيطة‬
‫بشكل عام‪.2‬‬

‫وتعتبر هذه الوكالة من المنظمات الدولية المتخصصة المستقلة عن منظمة األمم المتحدة إلى حين‬
‫إبرام الوصل بينهما في عام ‪2899‬م‪.‬‬

‫ولهذه الوكالة لجان أمان تخصص بوضع التوجيهات الالزمة لعقد اتفاقيات األمان‪ ،‬التي تتطلبها‬
‫معاهدة عدم نشر األسلحة النووية لعام ‪2829‬م وتتضمن هذه االتفاقية اإلشارة إلى المستويات‬
‫واألنظمة والقواعد وأسس الممارسات الدولية المستقرة لحماية البيئة من اإلشعاع وتقليل أخطاره على‬
‫الحياة والممتلكات‪ ،‬كما أسست الوكالة المجموعة االستشارية الدولية بشأن السالمة من اإلشعاع‪،‬‬
‫ولجنة تأمين التزود بالمواد اإلشعاعية‪ ،‬فهذه األخيرة تمثل لجنة استشارية يلجأ إليها من أجل التزود‬

‫‪-1‬د‪ .‬مصطفى سالمة حسين ود‪ .‬مدوس فالح الرشيدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -7‬من ذلك مثال أن الوكالة قد وضعت المستويات والمعايير الدولية الالزمة لنقل المواد الذرية من مكان إلى‬
‫آخر‪ ،‬وقد أنشأت الوكالة نظام المعلومات الذرية الذي يشتمل على كل ما يحدث في الدول من تطورات‬
‫الستخدام الطاقة الذرية في العلم والتكنولوجيا من أجل قيام الوكالة بنشر هذه التطورات االستفادة منها بوجه‬
‫عام‪.‬‬

‫‪-35-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫بالمواد النووية وفقا لشروط عدم انتشار األسلحة النووية‪ ،‬كما ورد في اتفاقية ‪2829‬م‪.‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫عرضنا في هذا الفصل للحماية التي أوردتها مختلف االتفاقيات الدولية النوعية‪ ،‬للبيئة البحرية من‬
‫أخطار التلوث البحري سواء النفطي أو النووي‪ ،‬أو الصادر من السفن أو بسبب النفايات‪ ،...‬وكذا إلى‬
‫ما تضمنته اتفاقية العامة لقانون البحار للعام ‪2891‬ن من مبادئ هامة‪ ،‬وفي جزئها الثاني عشر‪ ،‬من‬
‫حماية للبيئة البحرية وتأكيدها على ضرورة عدم التعرض لها‪ ،‬ومن جهة أخرع تطرقنا إلى الدور الهام‬
‫الذي تلعبه منظمة المم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها في دعم وتطوير قواعد القانون‬
‫الدولي المتعلقة بحماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫ولقد توصلنا من خالل هذا العرض إلى اإلجابة عن موضوع اإلشكال محل الدراسة في هذا‬
‫الفصل‪ ،‬والمتعلق‪ :‬بمدى إمكانية إسقاط قواعد القانون االتفاقية والمتعلقة بحماية البيئة البحرية في‬
‫أوقات السلم وتطبيقها على نفس الوسط أثناء النزاعات المسلحة؟ ‪.‬‬

‫واإلجابة أوردناها في شكل نقاط كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن أحكام االتفاقيات النوعية التي عنت حماية البيئة البحرية من أخطار وملوثات وعوامل عدة‬
‫من الصعوبة بل من المستحيل القول بإمكانية تطبيق قواعدها على أوضاع البيئة البحرية أثناء‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬ذلك أن هته االتفاقيات باإلضافة إلى أن أحكامها ال تلزم إال أطرافها بالنظر إلى‬
‫المبدأ العام في القانون الدولي‪ ،‬وهو األثر النسبي للمعاهدات‪ ،‬فإن العديد منها – كما رأينا – استبعدت‬
‫تطبيق أحكامها صراحة على السفن والناقالت الحربية‪ ،‬كما أن العديد من تلك االتفاقيات ال تأخذ بعين‬
‫االعتبار الظروف واألوضاع الخاصة بالنزاعات البحرية المسلحة وما تتطلبه البيئة البحرية أثناءها‪.‬‬

‫‪ -‬وفيما يتعلق باالتفاقية العامة لقانون البحار للعام ‪2891‬م فبالرغم مما جاءت به من أحكام‬
‫تحمي مختلف المناطق البحرية من التلوث‪ ،‬فإننا وجدنا أنه من الصعب القول بإمكانية إسقاط كل‬
‫أحكامها على الوسط البحري خالل النزاعات المسلحة‪ ،‬وانما يجب بذل جهود دولي إضافية واقليمية‬
‫وداخلية‪ ،‬من اجل إقامة نوع من الروابط بين قواعد حماية البيئة البحرية الواردة في اإلتفاقية وبين‬
‫قانون النزاعات المسلحة المطبقة على البيئة البحرية‪.‬‬

‫‪ -‬أما منظمة األمم المتحدة فقد نجحت إلى حد كبير في دعم وتطوير القواعد الدولية المتعلقة‬
‫بحماية البيئة البحرية‪ ،‬من خالل برامجها (أهمها برنامج األمم المتحدة لحماية للبيئة) ومن خالل عقد‬

‫‪-36-‬‬
‫سلحة خارج إطارالقانونالدولي إلنساني‬
‫لنزاعاتالم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫لب‬
‫ماية ا‬
‫لنظامالقانوني لح‬
‫الفصل ألول‪……:‬ا‬

‫المؤتمرات المنتظمة (أهمها مؤتمر استكهولم ‪ 2891‬ومؤتمر قمة األرض ‪ )2881‬وكذا من خالل‬
‫تعاونها مع المنظمات المتخصصة في مجال حماية البيئة‪.‬‬

‫‪ -‬وكذا الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة لعبت بشكل الفت في تطوير قواعد‬
‫الحماية كالمنظمة الدولية للبحار‪ ،‬والمنظمة الدولية للمناخ والوكالة الدولية للطاقة النووية‪ ،‬وغيرها من‬
‫المنظمات والوكاالت – التي تم تناولها في هذا الفصل – والتي ساهمت في بلورت قواعد تحمي البيئة‬
‫البحرية‪.‬‬

‫‪-37-‬‬
‫الثاني‪:‬‬
‫فصل‬‫ال‬

‫يئة‬
‫للب‬
‫إلنساني‬
‫الق انونالدولي‬
‫حماية‬
‫لنزاعاتالمسلحة‬
‫أثناء ا‬
‫لبحرية‬
‫ا‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫إلى جانب أن القانون الدولي اإلنساني أو قانون النزاعات المسلحة ينطوي على القواعد القانونية‬
‫التي تنظم حقوق وواجبات الدول المتنازعة أثناء الصراع المسلح والحروب‪ ،‬فأن هذه القواعذد قذد تناولذت‬
‫أيضذذا تنظذذيم مسذذألة حمايذذة البيئذذة ‪ -‬سذواء البيئذذة الطبيعيذذة بشذ ل عذذام أو البيئذذة البحريذذة بصذ ة خاصذذة‪-‬‬
‫أثناء العمليات العس رية والعدائية‪.‬‬

‫ولقد ظهرت حماية قواعذد القذانون الذدولي اإلنسذاني للبيئذة البحريذة فذي البدايذة بصذور غيذر مباشذر‬
‫ان سذببها األساسذي هذو حمايذة األفذراد المذدنين أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬فلذم ت ذن افيذة‪ ،‬ممذا اسذتدعى‬
‫تضذذافر الجهذذود مذذن أجذذل حمايذذة أ ثذذر فعاليذذة فذذي مواجهذذة االعتذذداءات المسذذتمر علذذى البيئذذة البحريذذة‪،‬‬
‫فأبرمت ألجل هلك العديد من االت اقيات والمعاهدات‪ ،‬التي تناولت بشذ ل مباشذر حمايذة البيئذة فذي ضذل‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ما عملت الدول ومختلف المؤسسات واللجان اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬من أجذل ت عيذل‬
‫قواعذذد القذذانون الذذدولي الخاصذذة بحمايذذة البيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬و ذذها نشذذر هذذه القواعذذد‬
‫وانشاء أجهز تراقب وتحقق في مذد احتذرام هذه القواعذد‪ ،‬فذي إطذار آليذات حمايذة تضذمن تذأمين احتذرام‬
‫سالمة البيئة البحرية‪.‬‬

‫ولم يخلو القذانون الذدولي اإلنسذاني مذن قواعذد مرتبذة للمسذؤولية فذي حذال اإلخذالل بهذا مذن جهذة‪،‬‬
‫ومذذن جهذذة أخذذر أن المسذذؤولية القانونيذذة عذذن األضذرار هذذي جذذزء أساسذذي فذذي ذذل نظذذام قذذانوني وتتوقذذف‬
‫مد فعالية النظام القانوني على مد نضج قواعد المسؤولية فيه‪.1‬‬

‫وعلى هها األساس سنتناول في هها ال صل‪ ،‬أنواع الحماية المقرر للبيئذة البحريذة أثنذاء الن ازعذات‬
‫المسلحة في ضل القانون الدولي اإلنساني (فذي ال صذل األول)‪ ،‬واآليذات المقذرر لتطبيذق قواعذد الحمايذة‬
‫(في ال صل الثالث)‪(،‬وفي ال صل الثالث) نعالج المسؤولية الدولية سواء المدنيذة والجزائيذة عذن اإلضذرار‬
‫بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عبد ال ريم سالمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.092‬‬

‫‪-41-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫المبحث األول‪ -‬أنواع الحماية القانونيةة الدوليةة اإلنسةانية المقةرر للبيئةة‬


‫البحرية أثناء النزاعات الدولية المسلحة‪:‬‬
‫لقد ان القانون الدولي اإلنساني في بدايته ال تعنى قواعد سو بالبشر ولم ت ن تنطوي أح امه‬
‫على حماية مباشر للبيئة البحرية إال بص ة غير مباشر وهلك في العديد مذن نصوصذه المتعلقذة بحمايذة‬
‫األعي ذذان المدني ذذة و ذذها المتعلق ذذة بتحذ ذريم اس ذذتخدام أنذ ذواع معين ذذة م ذذن األس ذذلحة‪ ،‬غي ذذر أن ذذه وبع ذذد أن ت ذذيقن‬
‫المجتمع الدولي من ضرور إض اء حماية قانونيذة أ ثذر للبيئذة البحريذة خاصذة أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪،‬‬
‫لهلك فقد تم إبرام ات اقيات دولية إنسانية بحرية تعالج موضوع البيئة الطبيعية بش ل مباشر‪.‬‬

‫وعلى هها األساس سذنتناول فذي مطلبذين متتذاليين الحمايذة غيذر المباشذر ‪ ،‬و ذها الحمايذة المباشذر‬
‫للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬وقبل هلك سنت لم في مطلب أول عذن المبذاد األساسذية للقذانون‬
‫الدولي اإلنساني التي يتعين على أطراف النزاع المسلح النزول عند مقتضذاها ألجذل الح ذاظ علذى البيئذة‬
‫البحرية خالل هها النزاع‪.‬‬

‫المطلة األول‪ -‬المبةةاد األساسةةية للقةةانو الةةدول اإلنسةةان الخاصةةة بالنزاعةةات‬


‫المسلحة‪:‬‬
‫يقوم القذانون الذدولي اإلنسذاني علذى مجموعذة مبذاد تشذ ل قيذودا علذى األطذراف المتحاربذة أثنذاء‬
‫العمليات القتالية‪ ،‬سنقسمها في ثالث فذروع متتاليذة إلذى مبذاد أساسذية (فذرع أول)‪ ،‬ومبذاد عامذة (فذرع‬
‫ثان)‪ ،‬ومباد أخر (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول – المباد األساسية‪:‬‬

‫‪ - 1‬مبدأ الضرور العسكرية‪:‬‬

‫لذذم يختلذذف ال قذذه حذذول م هذذوم الضذذرور العس ذ رية وانمذذا الخذذالف ذذان حذذول تسذذميته‪ ،‬فمذذنهم مذذن‬
‫يسميها حق الضرور ومنهم من يسميها حالة الضرور ‪.1‬‬

‫ومقتضذذى هذذها المبذذدأ أنذذه إها مذذا تحقذذق الهذذدف مذذن الحذذرب‪ ،‬وهذذو إلحذذاق الهزيمذذة بذذالطرف اآلخذذر‬
‫وتحقيذذق النصذذر‪ ،2‬فإنذذه يمنذذع علذذى الطذذرف ال ذذائز التمذذادي فذذي األعمذذال العدائيذذة ضذذد الطذذرف اآلخذذر‬
‫واستعمال أساليب العنف ضد ‪.‬‬

‫‪-1‬رحال سمير‪ ،‬حماية الممتل ات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة في ظل أح ام القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستر‪ ،‬جامعة البليد ‪ ،‬الجزائر ‪ ،0222‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬نجا أحمد أحمد إبراهيم‪ ،‬المسؤولية الدولية عن انتها ات قواعد القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬منشأ المعارف‪،‬‬
‫اإلس ندرية‪،0229 ،‬ص‪.91 ،99‬‬

‫‪-42-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫وان حالذذة الضذذرور العس ذ رية تض ذ ي الشذذرعية علذذى العمليذذات العس ذ رية التذذي تباشذذرها الدولذذة فذذي‬
‫إطار قوانين الحرب‪ ،‬طالما انت تؤدي هه العمليات بطريقذة مباشذر وسذريعة إلخضذاع العذدو‪ ،‬وطالمذا‬
‫انذذت الوسذذائل المسذذتخدمة فيهذذا غيذذر محرمذذة دوليذذا‪ ،‬وانطالقذذا مذذن هذذها المبذذدأ فذذإن ذذل هجذذوم سذواء وقذذع‬
‫علذذى المذذدنيين أو علذذى األعيذذان المدنيذذة‪ ،‬يعذذد تجذذاو از ل ذذر الضذذرور ‪ ،‬إه أنذذه ليسذذت هنذذاك ضذذرور ملحذذة‬
‫لمهاجمة المدنيين أو أعيانهم المدنية‪ ،‬وبالتالي تصبح عمال غير مشروع‪.1‬‬

‫‪ -2‬مبدأ المعاملة اإلنسانية‪:‬‬

‫المقصذذود بهذذها المبذذدأ حمايذذة ارمذذة اإلنسذذان فذذي وقذذت الحذذروب‪ ،‬حيذذث أنذذه ال يم ذذن الحذذديث عذذن‬
‫قانون 'إنساني' دون الرجوع إلى أصل هها المبدأ‪ ،‬أي " اإلنسانية "‪.‬‬

‫وبناء على هلك تعذد أعمذاال غيذر إنسذانية‪ ،‬أعمذال قتذل الجرحذى واألسذر والنسذاء واألط ذال‪ ،‬و ذها‬
‫‪2‬‬
‫االعتداء على المدنيين غير المشار ين في العمليات القتالية‪.‬‬

‫ما يتنافى أيضا مع مبدأ اإلنسانية استخدام عقاقير لمنذع اإلنجذاب تجهذز بهذا القنابذل والمت جذرات‬
‫ويذذتم إطالقهذذا علذذى المذذدنيين‪ ،‬أو اسذذتخدام قنابذذل حارقذذة أو تسذذبب تهتذذك أنسذذجة الجلذذد أو تسذذبب تقطيذذع‬
‫األطذ ذراف أو اس ذذتخدام القناب ذذل المجه ذذز ب ذذاليورانيوم المخص ذذب وال ذذهي يس ذذبب أضذ ذ ار ار بيئي ذذة عل ذذى الم ذذد‬
‫السذذرطان وال شذذل ال لذذوي‪ ،‬و ذذل هذذه األعمذذال الوحشذذية يسذذتخدمها العذذدو‬ ‫الطويذذل‪ ،‬إضذذافة إلذذى أم ذ ار‬
‫الصهيوني ضد الشعب ال لسطيني األعزل‪. 3‬‬

‫‪ -3‬مبدأ الفروسية (الشرف العسكري)‪:‬‬

‫يسذذتلزم هذذها المبذذدأ أن الحذذرب هذذي ذذا ش ذريف ال يجذذب أن يذذتم اللجذذوء فيهذذا إلذذى أي عمذذل أو‬
‫االعتم ذذاد عل ذذى أي وس ذذيلة يتن ذذافي م ذذع ش ذذرف وأخ ذذالق المقات ذذل‪،‬من هل ذذك م ذذثال ع ذذدم مهاجم ذذة الممتل ذذات‬
‫الخاصة بالس ان غير المشار ين في العمليات القتالية واسعاف الجرحى‪.‬‬

‫ويعذذد مبذذدأ ال روسذذية مبذذدأ هامذذا وضذذروريا‪ ،‬إه أنذذه يمثذذل الن ذوا األولذذى نحذذو إنشذذاء قواعذذد القذذانون‬
‫الدولي اإلنساني‪ ،‬حيذث أسذهم فذي التلطيذف مذن ويذالت الحذرب‪ ،‬وأضذ ى عليهذا نوعذا مذن المبذاد والقذيم‬
‫والشذذرف العسذذ ري‪ ،‬مذذا أس ذذهم ف ذذي إنشذذاء وتط ذذوير غي ذذر مذذن القواع ذذد‪ ،‬مث ذذل إسذذعاف المرض ذذى وع ذذال‬

‫‪-1‬د‪ .‬حامد سلطان‪ ،‬الحرب في نطاق القانون الدولي‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬المجلد الخامس والعشرون سنة‬
‫‪ ،1929‬ص ‪.11‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪-43-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫الجرحى وتقديم الطعام إليهم ورعايتهم‪ ،‬حيث استمدت تلك القواعد وجودها من مبدأ ال روسية‪.1‬‬

‫الفرع الثان – المباد العامة‪:‬‬

‫يت رع عن المباد السابقة مباد أخر ‪ ،‬أهمها مبدأ صيانة الحرمات ومبدأ عذدم التمييذز ‪ ،‬وهذي‬
‫مباد مشتر ة بين ات اقيات جنيف وحقوق اإلنسان‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ صيانة الحرمات‪:‬‬

‫يوجب هها المبدأ احترام حيذا ال ذرد وسذالمته البدنيذة والروحيذة فذي وقذت السذلم وفذي وقذت الحذرب‪،‬‬
‫فيحث على صيانة حرمة من يسقط في القتال وعلى حيا من يستسلم من األعداء‪ ،‬وعلى منذع التعذهيب‬
‫بشتى أش اله‪ ،‬ويؤ د على حق اإلنسان في معرفة مصير أفراد أسرته وتلقي طرود اإلغاثة‪.2‬‬

‫‪ -‬مبدأ عدم التمييز‪:‬‬

‫أساس هها المبدأ هو عدم التمييز في تطبيذق قواعذد القذانون الذدولي اإلنسذاني بذين البشذر‪ ،‬اسذتنادا‬
‫علذ ذذى اللذ ذذون أو الجذ ذذنس أو الجنسذ ذذية أو اللغذ ذذة أو الثذ ذذرو أو الطبقذ ذذة االجتماعيذ ذذة أو اآلراء السياسذ ذذية أو‬
‫ال لس ية أو أي معيار مشابه‪.3‬‬

‫وفي هذها الصذدد تقذرر ديباجذة البروتو ذول األول لعذام ‪ 7711‬أنذه " يجذب تطبيذق أح ذام ات اقيذات‬
‫جنيذذف لعذذام ‪ 7797‬وأح ذذام هذذها الملحذذق بحذذهافيرها فذذي جميذذع الظذذروف وعلذذى األشذذخاص افذذة الذذهين‬
‫يتمتعون بحماية هه المواثيق دون أي تمييز مجحف يقوم على طبيعة النزاع المسلح أو على منشذأ أو‬
‫يستند في القضايا التي تناصرها أطراف النزاع أو التي تعزي إليها"‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ -‬المباد األخرى‪:‬‬

‫فض ذذال ع ذذن المب ذذاد األساس ذذية والعام ذذة‪ ،‬للق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني مب ذذاد أخ ذذر تطب ذذق أثن ذذاء‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬نه ر أهمها‪:‬‬

‫‪ -7‬مبدأ تقييد حقوق المتحاربين بصدد استخدام وسائل وأساليب القتال‪:‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬هشام بشير ‪ ،‬أ‪ .‬إبراهيم عبد ربه إب ارهيم‪ ،‬المدخل لدراسة القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬المر ز القومي لإلصدارات‬
‫القانونية‪ ،‬القاهر ‪ ،0210 ،‬ص‪90.‬‬
‫‪-2‬د‪.‬نجا أحمد أحمد إبراهيم ‪ ،‬المسؤولية الدولية عن انتها ات قواعد القانون الدولي االنساني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص من‬
‫‪ 121‬إلى ‪.129‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬نجا أحمد أحمد إبراهيم‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-1‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدولي اإلنساني (في القانون الدولي والشريعة اإلسالمية)‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهر ‪ ،0222،‬ص ‪.90‬‬

‫‪-44-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫لقذذد ورد هذذها المبذذدأ ألول مذذر فذذي إعذذالن سذذان بطرسذذبر لعذذام ‪ ،17791‬وتأ ذذد عذذد م ذرات فذذي‬
‫معاه ذذدات الق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني‪ ،‬وم ذذن هل ذذك م ذذا نص ذذت علي ذذه الم ذذاد ‪ 22‬م ذذن ات اقي ذذة اله ذذاي لع ذذام‬
‫‪7791‬بأنه‪ " .‬ليس للمتحاربين حق مطلق في اختيار وسائل إلحاق الضرر بالعدو "‪.‬‬

‫ويش ل هها المبدأ أحد المباد التي استقرت عليهذا األعذراف الدوليذة فذي الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬ولقذد‬
‫أ ذذد الم ذذؤتمر ال ذذدولي العش ذذرون للص ذذليب األحم ذذر ف ذذي قذ ذرار رق ذذم ‪ 21‬لس ذذنة ‪ 7791‬أن مب ذذدأ تقيي ذذد ح ذذق‬
‫المتحاربين الوارد بالماد ‪ 22‬من ات اقيات الهاي يش ل مبدأ أساسيا وثابتا في القانون الدولي العام‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ حظر اآلالم التي ال مبرر لها‪:‬‬

‫ال يجوز طبقا لهها المبدأ استخدام أساليب أو وسذائل للقتذال يقصذد بهذا أو يتوقذع منهذال أن تسذبب‬
‫أضذ ذ ار ار بالغ ذذة‪ ،‬واس ذذعة االنتش ذذار‪ ،‬وطويل ذذة األم ذذد بالبيئ ذذة الطبيعي ذذة‪ ،‬وال يس ذذتخدم ت ذذدمير البيئ ذذة الطبيعي ذذة‬
‫سال ‪.2‬‬

‫ويعتبذذر مب ذذدأ حظ ذذر اآلالم الت ذذي ال مب ذذرر له ذذا المقصذذد الذ ذرئيس للمب ذذدأ الع ذذام القاض ذذي بتقيي ذذد ح ذذق‬
‫األطذراف المتحاربذذة فذذي اسذذتخدام واختيذذار وسذذائل القتذذال‪ ،‬حيذذث يهذذدف المبذذدآن معذذا إلذذى حظذذر اسذذتخدام‬
‫األسلحة التي إها مذا اسذتخدمت أثنذاء النذزاع المسذلح ت ذرز آالمذا ال مبذرر لهذا‬ ‫األطراف المتحاربة لبع‬
‫تطذذال لذذيس فقذذط المتحذذاربين والمنخذذرطين فذذي األعمذذال العس ذ رية‪ ،‬بذذل قذذد تضذذر أيضذذا بالمذذدنيين غيذذر‬
‫المقاتلين‪.3‬‬

‫‪ -3‬مبدأ التمييز بين األهداف المدنية واألهداف العس رية‪:‬‬

‫ترتبط فعالية القواعد المقرر لحماية األعيان بوضو معالم التمييز بذين األعيذان المدنيذة واألعيذان‬
‫‪4‬‬
‫العس رية من جانب‪ ،‬وبسلوك المحاربين من جانب آخر‬

‫يعتبذر هذذها المبذذدأ حجذر األسذذاس ألح ذذام البروتو ذذولين اإلضذافيين الت اقيذذات جنيذذف لعذذام ‪،7711‬‬

‫‪-1‬حظر إعالن بطرسبر لعام ‪ 1921‬استخدام مقهوفات مت جر يقل وزنها عن ‪ 122‬غرام‪ ،‬استنادا إلى أن التقدم‬
‫الحضاري يجب أن يخ ف قدر اإلم ان من ن بات الحروب‪ ،‬وأن مثل هه األسلحة تزيد بال مبرر اآلالم‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫مخال ة للقوانين اإلنسانية‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬جمعة حشود شباط‪ ،‬حماية المدنيين و األعيان المدنية في وقت الحرب‪ ،‬رسالة د تو ار ‪ ،‬جامعة القاهر ‪،0222 ،‬‬
‫ص ‪.112_111‬‬
‫‪-0‬جون ماري هن رتس ولويز دروزوالد‪ ،‬ارولين ال رمان و ونت دورمانوبابتيست رول (مساعدون)‪ ،‬القانون الدولي‬
‫اإلنساني العرفي‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬مجلة اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬هشام بشير‪ ،‬أ‪ .‬إبراهيم عبد ربه إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪-4‬ميلود عبد العزيز‪ ،‬حماية ضحايا النزاعات المسلحة في ال قه اإلسالمي الدولي والقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪،0211 ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪-45-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫فلقد نصت الماد ‪ 91‬من البروتو ذول األول‪ ،‬علذى أن " تعمذل أطذراف النذزاع علذى التمييذز بذين السذ ان‬
‫المذذدنيين والمقذذاتلين وبذذين األعيذذان المدنيذذة واألهذذداف العس ذ رية‪ ،‬ومذذن ثذذم توجذذه عملياتهذذا ضذذد األهذذداف‬
‫العس رية دون غيرها "‪.‬‬

‫ويوجذذب هذذها المبذذدأ علذذى أط ذراف الن ذزاع فذذي جميذذع األوقذذات ضذذرور التمييذذز أثنذذاء سذذير العمليذذات‬
‫العدائية‪ ،‬و هلك حالة االحتالل بين األهداف العس رية التي تساعد في المجهود الحربي‪ ،‬وبذين األعيذان‬
‫المدني ذذة ذذدور العب ذذاد والش ذذافي والمب ذذاني الت ذذي ت ذذؤوي الم ذذدنيين بش ذذرط ع ذذدم اس ذذتخدامها ف ذذي األغذ ذ ار‬
‫العس رية‪ ،1‬وقد حدد بروتو ول عام ‪ 7711‬بص ة خاصذة األهذداف العسذ رية‪ ،‬حيذث نصذت المذاد ‪12‬‬
‫منه على ما يلي‪ " :‬األعيان التي تسهم مساهمة فعالة في العمذل العسذ ري سذواء ذان هلذك بطبيعتهذا أو‬
‫بموقعهذ ذذا أو بغايتهذ ذذا أو باس ذذتخدامها‪ /‬والتذ ذذي يحقذ ذذق تذ ذذدميرها ال لذ ذذي أو الجزئذ ذذي أو االسذ ذذتيالء عليهذ ذذا أو‬
‫تعطيلها في الظروف السائد حينهاك ميز عس رية أ يد "‪.‬‬

‫فاألهذذداف العس ذ رية حسذذب نذذص المذذاد سذذال ة الذذه ر‪ ،‬يم ذذن تقسذذيمها إلذذى عنص ذرين ومتغيذذر‪،‬‬
‫فالعنصر الثابت يجب أن تسهم األهداف العس رية في العمل العسذ ري‪ ،‬أمذا العنصذر المتغيذر يجذب أن‬
‫يحقق تدمير هه األهداف ميز عس رية أ يد ‪.2‬‬

‫‪ -9‬مبدأ التناسب‪:‬‬

‫يقصد بمبدأ التناسب‪ ،‬مراعا التناسب بذين الضذرر الذهي يلحذق الخصذم والم ازيذا العسذ رية المم ذن‬
‫تحقيقهذذا‪ ،‬ويسذذعى هذذها المبذذدأ إلذذى إقامذذة الت ذوازن بذذين مصذذلحتين متعارضذذتين همذذا‪ :‬اإلنسذذانية والضذذرور‬
‫العس رية‪.3‬‬

‫وبمقتضى هها المبدأ من المحظور شن الهجوم الهي يتوقع منه أن يترتب عليه فقد حيا المدنيين‬
‫أو أي تذذدمير لألعيذذان المدنيذذة أو ل ليهمذذا والذذهي يتجذذاوز ب ثيذذر األهذذداف العس ذ رية ال عليذذة التذذي سذذيتم‬
‫تحقيقها‪.4‬‬

‫المطل الثان ‪ -‬الحماية غير المباشر للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬
‫يم ن القول بأن المنطق القانوني يقضي بأن حماية الس ان المدنيين مح وم عليه بال شذل‪ ،‬إها لذم‬

‫‪-1‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪-2‬بدرية عبد اهلل العوضي‪ ،‬الحماية الدولية لألعيان المدنية وحرب الخليج‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد‪،1‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1911‬ص ‪.12‬‬
‫‪-3‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬المباد األساسية للقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬سلسلة القانون الدولي اإلنساني رقم ‪،0‬‬
‫‪.0221‬‬
‫‪-4‬د‪ .‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪-46-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫يعزز بحماية قوية للوسط البيئي الهي يعيشون فيه‪.1‬‬

‫وقذذد ذذان القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني وحتذذى أعذوام السذذبعينات ير ذذز علذذى البشذذر مذذن حيذذث نطاقذذه‪،‬‬
‫أح امه ونصوصه تطرق لموضوع حماية البيئة البحرية‪.‬‬ ‫غير أنه وفي بع‬

‫وسنتطرق في هها المطلب إلى عناية القانون الذدولي اإلنسذاني بذاألفراد المذدنيين (فذي فذرع أول)‪،‬‬
‫عدم العناية ال افية للقانون الدولي اإلنساني بالبيئة البحرية (في فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ -‬عناية القانو الدول اإلنسان باألفراد المدنيي ‪:‬‬

‫إن هه االت اقية تعد أول ات اقية قد نقلت مختلذف المبذاد اإلنسذانية المعروفذة فذي نطذاق الحذرب‬
‫البرية‪ ،‬وحاولت إسقاطها علذى الحذرب البحريذة‪ ،‬حيذث جذاءت هذه االت اقيذة تحذت عنذوان " ي يذة تطبيذق‬
‫المباد اإلنسذانية علذى الحذرب البحريذة " فنظمذت مجذال تسذيير األعمذال الحربيذة فذي البحذار‪ ،‬ووضذعت‬
‫المباد األساسية لحظر االعتداء على وسائل النقل البحري‪.‬‬

‫للسذ ذ ن الت ذذي تس ذذتعملها مختل ذذف جمعي ذذات‬ ‫ولق ذذد تض ذذمنت الم ذذادتين األول ذذى والثالث ذذة من ذذع التع ذذر‬
‫اإلغاثة في نقل الجرحى والمرضذى‪ ،‬ول ذن هذها المنذع جذاء حمايذة لإلنسذان المتواجذد فذي ظذروف الحذرب‬
‫حياتذذه وسذذالمته للخطذذر‪ ،‬ولذذم ي ذذن متعلقذذا بش ذ ل أساسذذي بحمايذذة البيئذذة البحريذذة‬ ‫البحريذذة‪ ،‬والتذذي تعذذر‬
‫أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -2‬ات اقية الهاي لعام ‪:7791‬‬

‫لقد أس رت هه االت اقية عن ‪ 73‬ات اقية منها ‪ 91‬متعلقة بالحروب البحرية‪ ،‬سنعالج أهذم مذا جذاء‬
‫فيها‪:‬‬

‫أ‪ -‬وضعية الس ن التجارية في الحروب‪:‬‬

‫ولقد نصت عليها االت اقية السادسة والسابعة‪ ،‬فاالت اقية السادسة تتعلق بوضع الس ن التجارية في‬
‫حروب مسلحة للعدو عند بدأ العمليات العدائية‪ ،‬حيث تقوم علذى مبذدأ التمييذز بذين السذ ن الحربيذة وبذين‬
‫الس ن التجارية‪ ،‬أما االت اقية السابعة فإنها تتعلق بتحويل الس ن التجارية إلى س ن حربية‪.‬‬

‫وعليه فإن االت اقيتين لم تشي ار إلى حماية البيئة البحرية بش ل مباشر‪.‬‬

‫ب‪ -‬زرع األلغام‪:‬‬

‫لقد عمدت الدول في مؤتمر الهاي ‪ 7791‬إلى تنظذيم هذه األنذواع مذن األسذلحة‪ ،‬فوضذعت لهذها‬
‫االت اقيذذة الثامنذذة المنظمذذة لبذذث األلغذذام اللمذذس البحريذذة الهاتيذذة‪ ،‬والتذذي حظذذرت اسذذتعمال أن ذواع‬ ‫الغذذر‬

‫‪-1‬ميلود بن عبد العزيز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬

‫‪-47-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫معينة من األلغام البحرية‪.‬‬

‫ويالحظ أنه لم ي ن القصد من وضع هه القواعد هو حماية البيئة بحد هاتها‪ ،‬بل ان ي من في‬
‫األخطذذار التذذي تهذذدد الس ذ ن عامذذة وس ذ ن المحايذذدين علذذى وجذذه الخصذذوص‪ ،‬إلذذى جانذذب ضذذمان مالحذذة‬
‫هادئذة قذدر اإلم ذذان فذي أحذوال الحذذرب‪،1‬األمذر الذهي يطذذر تسذاؤالت عديذد حذذول المذد الذهي يم ذذن أن‬
‫تساهم فيه قواعد هه االت اقية في حماية البيئة الطبيعية؟‪.‬‬

‫تقضي اإلجابة التعرف– باختصار‪ -‬على القواعد الوارد في هه االت اقية‪.‬‬

‫تذذنظم قواعذذد ات اقي ذذة الهذذاي الثامن ذذة لعذذام ‪ ،7791‬الخاصذذة بوض ذذع األلغذذام تح ذذت سذذطح الم ذذاء‪،‬‬
‫موضذذوع بذذث األلغذذام أمذذام العذذدو‪ ،‬هلذذك ألن تلذذك األلغذذام ثبتذذت فعاليتهذذا‪ ،‬حرمذذان العذذدو مذذن اسذذتخدام‬
‫المنطقذذة البحريذذة‪ ،‬حيذذث يجذذري ربطهذذا فذذي قذذاع البحذذر أو اسذذتقرارها مباشذذر فذذي القذذاع‪ ،‬لهذذها فقذذد تضذذمنت‬
‫قواعد محدد تتعلق بوضع تلك األلغام‪.2‬‬

‫وتجدر اإلشار إلى أن ما وضذعته هذه االت اقيذة مذن أح ذام ال ي ذي لتذوفير الحمايذة الالزمذة مذن‬
‫خطر األلغام البحرية‪ ،‬وهو ما اعترفت به صراحة‪ ،‬فنصت الماد (‪ )3‬منها علذى أنذه " يجذب اتخذاه ذل‬
‫االحتياطات المم نة ألمن المالحة السليمة في حالة استعمال ألغام اللمس الهاتية الراسية‪.‬‬

‫ويلتزم المتحاربون بواجب العمل قدر اإلم ان‪ ،‬على جعل هه األلغام غير ضار بعذد مذد محذدد‬
‫من الزمن‪."...‬‬

‫لقد وجهت انتقادات بيذر ولهتذين االت ذاقيتين مذن حيذث قصذورهما علذى حمايذة البشذر وبيئتذه مذن‬
‫آثذار الحذذروب وأيضذذا مذن حيذذث التطذذور الهائذذل والمتسذارع لوسذذائل الحذذرب وأسذاليبها‪ ،‬مذذا أن ربذذط البيئذذة‬
‫البحرية باألعيان المدنية أو هات الطابع المدني ال يحقق نتيجة إيجابية مذن أجذل حمايذة البيئذة البحريذة‪،‬‬
‫الن الع ذذدو أو أطذ ذراف النذ ذزاع ي ذذون ه ذذدفهم إض ذذعاف الع ذذدو ب ذذل الوس ذذائل حت ذذى بيئت ذذه تس ذذتعمل ل ذذن س‬
‫الغذذر ‪ ،‬وعليذذه فذذإن نصذذوص ات اقيذذات الهذذاي غيذذر افيذذة‪ ،‬رغذذم أنهذذا حذذين تحذذرم اسذذتعمال سذذال معذذين‬
‫بش ل عشوائي مثال فهي تحمي الس ن التجارية المحايد وبالتالي تحمي البيئة البحرية من خطر التلوث‬
‫سواء ن طي أو إشعاعي‪.‬‬

‫لقد نصت ديباجة االت اقية الرابعة ما يعرف بمبذدأ ' مذارتيز '‪ ،‬حيذث تقذرر أنذه حتذى يذتم التوصذل‬
‫إلى تقنين امل لقواعد الحرب‪ ،‬فأن األطراف يعلنون أن المدنيين والمقاتلين يظلون في الحاالت التي ال‬
‫تشذذملها النصذذوص التذذي أقرهذذا األطذراف‪ ،‬تحذذت حمايذذة وسذذلطان مبذذاد القذذانون الذذدولي‪ ،‬مذذا اسذذتقر بهذذا‬
‫العرف والمباد اإلنسانية وما يمليه الضمير العام‪.‬‬

‫‪-1‬حسين ابراهيم صالح عبيد‪ ،‬الجريمة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهر ‪.1999 ،‬‬
‫‪-2‬عمر سعد اهلل‪ ،‬تطور تدوين القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،1999 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪-48-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ومن نص الديباجة يتضح أنه يم ن تطبيق مبذدأ 'مذارتيز' علذى البيئذة البحريذة لحمايتهذا‪ ،‬ألننذا ال‬
‫يم ن أن نتر ها لتقدير وتح م القاد العس ريين وجعلها أهدافا عس رية أثناء الهجوم البحذري‪ ،‬بذل نطبذق‬
‫مباد القانون الدولي المتعلق بحماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫ونجذذد أن االت اقيذذة الرابعذذة المتعلقذذة بق ذوانين وعذذادات الحذذرب البريذذة لعذذام ‪ 7791‬تتضذذمن الئحذذة‬
‫ملحقة بها‪ ،‬والتي جاء فذي ح ذم المذاد الثالثذة والعشذرون فيهذا التر يذز علذى حمايذة البشذر – الذهي أشذرنا‬
‫إليه‪ ،-‬بيد أن هذه المذاد التذي تحظذر " تذدمير أو مصذادر أمذالك العذدو‪ ،‬فيمذا عذدا الحذاالت التذي تحذتم‬
‫فيهذذا الظذذروف الحربيذذة هذذها التذذدمير واالسذذتيالء" تش ذ ل إحذذد أقذذدم قواعذذد حمايذذة البيئذذة فذذي فتذذر الن ذزاع‬
‫المسلح‪.1‬‬

‫و ذذها عنذذد رجوعنذذا إلذذى االت اقيذذات الثمانيذذة الخاصذذة بذذالحرب البحريذذة نجذذدها تذذدخل حمايذذة البيئذذة‬
‫البحرية ضمن األعيان المدنية التي ال يجوز تدميرها‪ ،‬وال نجدها تخصص لها حماية مباشر ‪.2‬‬

‫الفرع الثان – عدم العناية الكافية للقانو الدول اإلنسان بالبيئة البحرية‪:‬‬

‫سنتناول أوال في هها ال رع ما جاء في القانون االت اقي حول البيئة بش ل عام‪ ،‬ثم ما تضمنه هذها‬
‫القانون من اهتمام غير مباشر وغير اف للبيئة البحرية‪.‬‬

‫‪ -7‬اهتمام القانون االت اقي بالبيئة بش ل عام‪:‬‬

‫تضذذمن هذذها االهتمذذام بروتو ذذول جنيذذف المبذذرم فذذي ‪ 71‬جذوان‪ 7721‬والمتعلذذق بحضذذر االسذذتخدام‬
‫الحرب ذذي للغ ذذازات الخانق ذذة أو الس ذذامة أو م ذذا ش ذذابهها والوس ذذائل الجرثومي ذذة ف ذذي الح ذذرب بحي ذذث ج ذذاء ه ذذها‬
‫البروتو ول بقيود هي‪:‬‬

‫حماية البيئة البحرية وقيود استخدام األسلحة الجرثومية‪:‬‬

‫شق التقدم العلمي عن إم انيذة اسذتخدام ال ائنذات الحيذة وسذيلة قتاليذة فذي الحذرب‪ ،‬وقذد عذرف "‬
‫جونستون" الوسائل الجرثومية بأنهذا ' االسذتخدام العسذ ري لل ائنذات الحيذة أو مذا ينذتج عنهذا مذن إفذ ارزات‬
‫‪3‬‬
‫سامة بهدف إحداث الوفا أو اإلعاقة أو الضرر لإلنسان أو لحيواناته أو لمحاصيله "‬

‫وقذذد بذذرزت المحاولذذة األولذذى لحظذذر هذذها النذذوع مذذن الوسذذائل القتاليذذة فذذي بروتو ذذول جنيذذف لعذذام‬
‫‪ ،7721‬ال ذذهي ات ق ذذت في ذذه األطذ ذراف عل ذذى توس ذذيع نط ذذاق الحظ ذذر ليش ذذمل األس ذذلحة ال يماوي ذذة‪ ،‬و ذذهالك‬
‫استخدام األساليب والوسائل الجرثومية في الحرب‪.‬‬

‫‪-1‬أنظر الئحة الحرب البرية الملحقة بات اقية الهاي الرابعة لعام ‪.1929‬‬
‫‪-2‬جون بي تيه‪ ،‬مباد القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬معهد هينري دونان‪ ،‬جنيف ‪ ،1991‬ص ‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Johonstone, Ecocide and the Geneva Protocol, Forien Affaires, (July 1974) p 714.‬‬

‫‪-49-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ويالحظ من أح ام هها البروتو ول رغم أنه يحظر استخدام الوسائل الجرثومية إال أنذه ال يحظذر‬
‫إنتذا وتخذزين وتطذوير مثذذل هذه األسذذلحة‪ ،‬وقذد تمذذت معالجذة هذذه الثغذر فذذي االت اقيذة التذذي أبرمذت عذذام‬
‫‪ 7712‬والتي حظرت إنتا وتخزين وتطوير األسلحة الجرثومية‪ ،1‬وفذي ضذوء هلذك فقذد أصذبح اآلن مذن‬
‫األمور غير المشروعة إنتا وحياز األسلحة الجرثومية‪.‬‬

‫وتجذذدر اإلشذذار فذذي هذذها السذذياق إلذذى أن السذذال يعتبذذر محرمذذا بهاتذذه إها مذذا ورد نذذص يحرمذذه فذذي‬
‫قاعد دولية ات اقيذة أو عرفيذة‪ ،‬وتحذريم هذها السذال مطلذق فذي ذل الظذروف‪ ،‬مثذال هلذك القاعذد الدوليذة‬
‫الت ذذي ت ذذنص عل ذذى األس ذذلحة ال يماوي ذذة أو الجرثومي ذذة‪ ،‬فاس ذذتخدام مث ذذل ه ذذه الوس ذذائل محظ ذذور ف ذذي ذذل‬
‫الظروف‪ ،‬سواء اسذتخدمت ضذد األهذداف العسذ رية أو ضذد األهذداف المدنيذة‪ ،‬إال أنذه وفذي ن ذس الوقذت‬
‫ال بد من الت ريق بين السال المحرم بهاته وبين الوسيلة المحرمة‪ ،‬هلك أنه فذي حالذة السذال المحذرم ال‬
‫بد من وجود قاعد دولية‪ ،‬أما بالنسذبة لتحذريم الوسذيلة‪ ،‬فإنذه ال تقذوم ضذرور إلذى وجذود قاعذد دوليذة بذل‬
‫ي ي أن تخالف هه الوسيلة المباد األساسية في قانون المنازعات المسلحة للقول بعدم مشروعيتها‪.2‬‬

‫ويم ذذن ال ش ذذف ع ذذن اآلث ذذار الت ذذي تط ذذال البيئ ذذة البحري ذذة م ذذن جذ ذراء اس ذذتخدام الوس ذذائل الحربي ذذة‬
‫البيولوجيذة فذذي ضذذوء الذذدروس والعبذر المسذذت اد مذذن التجربذذة البريطانيذذة فذي جزيذذر " جرونذذارد " والتذذي تذذم‬
‫لإلنسذذان‬ ‫(الجمذذر )‪ ،‬وهذذه الب تيريذذا تسذذبب المذذر‬ ‫فيهذذا إجذراء تجذذارب علذذى الب تيريذذا التذذي تسذذبب مذذر‬
‫والحيوان‪ ،‬ولقد أدت هه التجربذة إلذى جعذل الجزيذر غيذر صذالحة للسذ ن حتذى اليذوم‪ ،‬والسذبب يعذود إلذى‬
‫النمو والت اثر ال بير لهه الم روبات الدقيقة التي أدخلت إلى هه الجزير والتي غدت جزءا من نظامها‬
‫البيئي‪.3‬‬

‫ونجذذد أن األسذذلحة الجرثوميذذة بطبيعتهذذا واسذذعة االنتشذذار وطويلذذة األمذذد‪ ،‬ومذذن الصذذعوبة بمذذا ذذان‬
‫إزالة آثار أو السيطر عليها‪ ،‬فضال عن ونها عشوائية اآلثار‪ ،‬لها فإنه إها ما أطلق العنان السذتخدامها‬
‫فإن األضرار التي ستلحقها بالبيئة عموما وبالبيئة البحرية بش ل خاص ست ون مروعة جدا‪.‬‬

‫وتعتبذذر ات اقيذذة حظذذر األسذذلحة البيولوجيذذة أول ات اقيذذة تخذذص نذذزع السذذال ‪ ،‬وعليذذه فذذإن بروتو ذذول‬
‫جنيذذف لعذذام ‪ 7721‬يمثذذل مرجعذذا هامذذا الت اقيذذة الخاصذذة باألسذذلحة البيولوجيذذة وال يماويذذة‪ ،‬ورغذذم أهميتذذه‬
‫فإن الدول تحت ظ بحق المعاملة بالمثل في حالة استخدام األسلحة البيولوجية‪ ،‬ل ذن نالحذظ أن الذدول قذد‬
‫تخلت عن تلك التح ظات في اآلونة الخير ومنها ‪ :‬نيوزيلندا في ‪ ،7717‬ومنغوليا وتشي وسلوفا يا سنة‬
‫‪ ،7779‬واسبانيا سنة ‪ ،7772‬وجنوب إفريقيا في ‪ ،7779‬بلجي ا سنة ‪.7771‬‬

‫‪ -1‬عقدت ات اقية حظر استحداث وتخزين األسلحة البيولوجية وتدميرها في نيسان عام‪ 1990‬ودخلت حيز الن اه في‬
‫آهار ‪.1991‬‬
‫‪-2‬د‪.‬رشاد السيد‪ ،‬حماية األعيان الثقافية في النزاعات المسلحة‪ ،‬م‪.‬م‪.‬ق‪.‬د‪ ،‬مطبعة نصر االس ندرية‪ ،1911 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬رشاد السيد‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21 ،22‬‬

‫‪-50-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪ -2‬اهتمام القانون االت اقي بالبيئة البحرية بش ل غير مباشر‪:‬‬

‫رغم أن ات اقية جنيف الرابعة لعام ‪ 7797‬لم تعالج موضوع حماية البيئة البحرية‪ ،‬ورغم هلذك فذإن‬
‫هه الحماية لم ت ن غائبة عن هه االت اقية‪ ،‬حيث أن نص الماد ‪ 13‬من هه االت اقية جذاء بمذا يلذي‪:‬‬
‫" يحظ ذذر عل ذذى دولذ ذذة االح ذذتالل أن ت ذذدمر أي ممتل ذ ذذات خاص ذذة أو ثابت ذذة أو منقولذ ذذة تتعل ذذق بذ ذذاألفراد أو‬
‫الجماعات أو بالدولة أو السلطات العامة أو المنظمات االجتماعية أو التعاونية‪ ،‬إال إها انذت العمليذات‬
‫الحربية تقتضي حتما هها التدمير "‪.‬‬

‫مذذا أن المذذاد ‪ 791‬مذذن االت اقيذذة المذذه ور تعتبذذر أن تذذدمير األمذوال الذذهي يذذتم علذذى نطذذاق واسذذع‬
‫جريمة من جرائم الحرب‪.‬‬

‫ومن هها نجد أن التلويث الهي يتم بش ل متعمد للبحار سواء بالبترول أو القيام بت جير الصواريخ‬
‫النوويذذة أو ضذذرب الس ذ ن الناقلذذة للبتذذرول بواسذذطة األسذذلحة هات التذذدمير الشذذامل يعتبذذر إهذذدا ار لألم ذوال‬
‫وثروات طبيعية غير متجدد اعتداءا على األموال التي حظرت االت اقية تدميرها‪.‬‬

‫ولقد اعتبر ال ثير من المختصين في علوم حماية البيئة أن إهدار الثروات الطبيعية المتجدد يعد‬
‫اعتذذداءا علذذى البيئذذة خاصذذة إها ترتذذب عذذن هذذها اإلهذذدار اإلض ذرار بالعناصذذر األخذذر للبيئذذة الطبيعيذذة‪،‬‬
‫وبالخصذذوص البيئذذة البحريذذة ألن التقذذدم العلمذذي والت نولذذوجي للتنقيذذب عذذن البتذذرول أو الغذذاز أد إلذذى‬
‫ا تشافه والتنقيذب عليذه فذي البحذار حيذث أقيمذت منصذات فذي البحذار لذهلك الغذر ‪ ،‬لذهلك فذإن االعتذداء‬
‫عليها يؤدي إلى تلويث البيئة الطبيعية للبحار‪.‬‬

‫‪ -2‬حماية البيئة البحرية والقيود على استخدام األسلحة ال يماوية‪:‬‬

‫قواعد القذانون الذدولي اإلنسذاني موضذوع البيئذة بشذ ل غيذر مباشذر‪ ،‬إال أنذه لذم ي ذن‬ ‫تناولت بع‬
‫فذي نيذذة واضذعيها فذذي هلذك الوقذذت أن ي ذون مذذن بذين األهذذداف المقصذود مذذن وراء حمايذة البيئذذة فذي حذذد‬
‫هاتهذذا‪ ،1‬مثذذل هلذذك القواعذذد االت اقيذذة والعرفيذذة التذذي تقيذذد أو تحذذد مذذن اسذذتخدام السذذموم فذذي الحذذرب التذذي‬
‫وضذ ذذعت لت ذ ذذادي المعانذ ذذات غيذ ذذر الضذ ذذرورية للمتحذ ذذاربين‪ ،‬فضذ ذذال عذ ذذن آثارهذ ذذا العش ذ ذوائية التذ ذذي تلحذ ذذق‬
‫بالمتحذذاربين وغيذذرهم‪ ،‬إال أن مذذن المؤ ذذد بأنذذه لذذم ينذذدر ضذذمن اهتمذذامهم آنذذهاك اآلثذذار الناجمذذة عذذن هذذه‬
‫السموم على النظام البيئي المحيط بموقع استخدام هه األسلحة السامة‪.2‬‬

‫وقد تطور حظر السموم في الحرب ليشمل مختلف الوسائل ال يماوية التي تسذتخدم فذي الحذروب‪،‬‬
‫وممذذا ورد فذذي تحديذذد الوسذذائل الحربيذذة ال يماويذذة فذذي أنهذذا " االسذذتخدام المتعذذدد للسذذموم سذذائلة انذذت أم‬

‫‪-1‬أنظر الئحة الحرب البرية الملحقة بات اقية الهاي الرابعة لعام ‪.1929‬‬
‫‪-2‬جان بي تيه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪-51-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫صلبة إلحداث وايقاع اإلصابات "‪.1‬‬

‫ولقد برز االهتمام الدولي لمعالجة لهها النوع من الوسائل القتالية في مؤتمر برو سل عام ‪7119‬‬
‫عنذذدما تبنذذت الذذدول المشذذار ة إعالنذذا دوليذذا حذذول قذوانين وأعذراف الحذذرب‪ ،‬وتضذذمنت المذذاد (‪ )7/73‬مذذن‬
‫هها اإلعالن ما يلي‪ " :‬إن الدول المشار ة تلتزم باالمتناع عن استخدام السمأو األسلحة السامة "‪ ،2‬ما‬
‫دعا إعالن الهاي لعام ‪ 7177‬المتعلق بالغذازات السذامة الذدول األطذراف لالمتنذاع عذن اسذتخدام قذهائف‬
‫تحتذذوي علذذى غذذازات سذذامة أو ضذذار بالصذذحة‪ ،3‬وأعيذذد التأ يذذد علذذى ن ذذس المضذذمون فذذي ات اقيذذة الهذذاي‬
‫الرابعذذة لق ذوانين وأع ذراف الحذذرب البريذذة لعذذام ‪ 7791‬فذذي المذذاد الثالثذذة والعش ذرين التذذي اسذذتخدم السذذم أو‬
‫الوسائل القتالية السامة في الحرب‪.4‬‬

‫وعلذى الذذرغم مذن الجهذذود الدوليذة السذذال ة‪ ،‬فقذذد تذم اسذذتخدام األسذلحة ال يماويذذة فذي الحذذرب العالميذذة‬
‫األولى‪ ،‬فقد استخدم األلمان غاز ال وسجين وغاز الخردل و ان هلك عام ‪ ،7771‬وفي أعقاب هلذك فقذد‬
‫ات قذذت الذذدول علذذى وضذذع بروتو ذذول يتعلذذق بحظذذر اسذذتخدام الغذذازات الخانقذذة أو السذذامة أو مذذا شذذابهها‬
‫والوسذذائل الب تريولوجيذذة فذذي الحذذرب فذذي جنيذذف عذذام ‪ – 7721‬والذذهي تمذذت اإلشذذار إليذذه فذذي بدايذذة هذذها‬
‫المطلب ‪.-‬‬

‫وقذذد أسذ رت الجهذذود عذذن إصذذدار الجمعيذذة العامذذة لألمذذم المتحذذد فذذي ‪ 1‬ذذانون األول عذذام ‪7799‬‬
‫الق ذرار رقذذم (‪2792‬ب) الذذهي يذذدعو إلذذى م ارعذذا نصذذوص بروتو ذذول جنيذذف لعذذام ‪ 7721‬بشذذأن حظذذر‬
‫استخدام الغازات السامة‪.‬‬

‫نشير إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬أن استعمال هه األسذلحة يذؤدي إلذى اإلضذرار بالبيئذة بأنواعهذا الذثالث‬
‫البريذذة والجويذذة والبحريذذة‪ ،‬رغذذم أن أح ذذام هذذها البروتو ذذول ال تعذذالج الن ازعذذات المسذذلحة التذذي تذذدور فذذي‬
‫البحر‪ ،‬فلم تبين أح امه هل تطبق على النزاعات الدولية التي تدور في البحر أو التي تدور في البر‪.5‬‬

‫المطل الثان ‪ -‬الحماية المباشر للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬


‫نتيجة لعجز القانون التقليذدي اإلنسذاني عذن إضذ اء الحمايذة الالزمذة للبيئذة خاصذة أثنذاء الن ازعذات‬
‫المسلحة – ما رأينا في المطلب السابق – وبعد بلذور م هذوم البيئذة إثذر مذؤتمر اسذتو هلم لعذام ‪،7712‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬عمر إسماعيل سعد اهلل‪ ،‬تدوين القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬محاضرات ألقيت على طلبة الماجستير في لية‬
‫الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.1999‬‬
‫‪-D SCHINDER et TOMAN, the laws of armed conflict. A collection of conventions,‬‬
‫‪2‬‬

‫‪RESOLUTOINS AND DOCUMENTS2,ed 1981,P 29‬‬


‫‪-3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪-4‬أنظر محاضرات د عمر سعد اهلل إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-5‬محاضرات د عمر سعد اهلل إسماعيل‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪-52-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫فإنه تم إبرام ات اقيات دولية إنسانية تعالج موضوع حماية البيئة الطبيعية بش ل عام‪ ،‬و ذها حمايذة البيئذة‬
‫الطبيعية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫وعليه سنتناول هه الحماية المباشر من خالل ثالث فروع‪ ،‬ال ذرع األول نخصصذه لد ارسذة ات اقيذة‬
‫حظذذر اسذذتخدام تقنيذذات تغييذذر البيئذذة‪ ،‬وال ذذرع الثذذاني نتنذذاول فيذذه البروتو ذذول اإلضذذافي األول الت اقيذذات‬
‫جنيف لعذام ‪ ،7797‬أمذا فذي ال ذرع الثالذث فنشذير فيذه إلذى الذروابط بذين أح ذام البروتو ذول األول وقواعذد‬
‫ات اقية حظر استخدام تقنيات تغير البيئة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ -‬اتفاقية حظر استخدام تقنيات تغيير البيئة‪:‬‬

‫أقرت الجمعية العامة لألمم المتحد في ‪ 79‬ديسمبر ‪ ،7719‬ات اقية حظر استخدام تقنيات تغيير‬
‫عدائيذة أخذر ‪ ،‬بذالقرار رقذم ‪ 92 /37‬بتذاريخ ‪،7719/72/79‬‬ ‫عسذ رية أو أي ألغذ ار‬ ‫البيئة ألغ ار‬
‫االت اقيذذة للتوقيذذع‬ ‫وقذام األمذذين العذذام لألمذذم المتحذد بوصذ ه الوديذذع لالت اقيذذة فذي ‪ 1‬أيذذار ‪ ،7711‬بعذذر‬
‫والتصديق عليها‪ ،‬ووقعت على االت اقية في هاك اليوم ‪ 39‬دولة‪.1‬‬

‫عدائية أخر " تقنيذات تغييذر البيئذة‬ ‫وتستهدف هه االت اقية حظر االستخدام الحربي أو ألغ ار‬
‫التذي تترتذب عليهذذا آثذار واسذعة النطذذاق أو دائمذة أو خطيذر ‪ :‬وسذذيلة إلحذاق الذدمار واإلضذرار بذأي دولذذة‬
‫طرف أخر " (الماد األولى)‪.‬‬

‫واالعتداءات على البيئة التي تحظرها االت اقية‪ ،‬هي التي تنجم عن استخدام أي تقنيذات تسذتهدف‬
‫أو ت وينهذذا أو تر يبهذذا عذذن طريذذق تغييذذر متعمذذد فذذي العمليذذات الطبيعيذذة (المذذاد‬ ‫تعذذديل ديناميذذة األر‬
‫الثانية)‪.2‬‬

‫عسذ رية قذذد يذذنجم عذذن نذذوعين مذذن الظذواهر‪:‬‬ ‫وتجذذدر اإلشذذار هنذذا إلذذى أن تغيذرات البيئذذة ألغذ ار‬
‫النذذوع األول ينش ذذأ ع ذذن اسذذتخدام وس ذذائل الح ذذرب التقليديذذة أو أس ذذلحة ال ذذدمار الشذذامل اس ذذتخدام مبي ذذدات‬
‫األعشذذاب واألغطيذذة النباتيذذة أو اللجذذوء إلذذى األسذذلحة النوويذذة للتسذذبب فذذي اسذذتحداث ال ذزالزل أو األم ذوا‬
‫البحرية العني ة‪.‬‬

‫أما النوع الثاني فينتج عن التدخل المتعمد في العمليات الطبيعية أو تغيير النظام البيئي‪.3‬‬

‫‪ -1‬عقدت االت اقية في أيار ‪1999‬بجنيف ودخلت حيز الن اه في تشرين األول ‪ ،1991‬وقد انضمت إليها بالمرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 211-91‬المؤرخ في ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،1991‬راجع الجريد الرسمية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ 19‬الصادر في ‪9‬‬
‫أ توبر ‪1991‬‬
‫‪ -2‬أنطوان بوفيه‪ :‬األعمال والدراسات الحديثة المتعلقة بحماية البيئة في فتر النزاعات المسلحة‪،‬م‪،‬د‪،‬ص‪،‬أ‪ ،‬العدد ‪،01‬‬
‫نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني‪ -‬ديسمبر‪ /‬انون األول‪ ،‬جنيف‪،1990 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ficher G. :La convention sur l’interdiction d’utiliser des techniques de modification a‬‬
‫‪des fins hostiles ,3 A.F.D.I1978, p 826.‬‬

‫‪-53-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪ -‬وسنتطرق فيمذا يلذي إلذى نطذاق ت سذير هذه االت اقيذة‪ ،‬والذى النشذاطات المحظذور فيهذا‪ ،‬والذى مذا‬
‫تضمنته من تحديد لتقنيات التغيير في البيئة والى عنصر الرقابة فيها‪.‬‬

‫‪ -7‬نطاق الت سير‪:‬‬

‫يندر في مقدمة األح ام التي تضمنتها االت اقية الماد األولى‪ ،‬والتي تنص على أنه‪ " :‬تعهد ل‬
‫دولذذة طذذرف فذذي هذذه االت اقيذذة عذذدم اسذذتخدام تقنيذذات التغييذذر فذذي البيئذذة هات اآلثذذار واسذذعة االنتشذذار أو‬
‫وسذذيلة إللحذذاق الذذدمار أو‬ ‫عدائيذذة أخذذر‬ ‫عسذ رية أو أليذذة أغذ ار‬ ‫طويلذذة البقذذاء أو الشذذديد ‪ ،‬ألغذ ار‬
‫اإلضرار بأية دولة طرف أخر "‪.1‬‬

‫والواضذح مذذن هذذها الذذنص أنذذه ثمذذة معذذايير محذذدد ل ذذي ي ذذون العمذذل العسذ ري أو العذذدواني محرمذذا‬
‫بسبب ما يلحقه من أضرار بالبيئة‪.‬‬

‫فمذذا المقصذذود بوجذذوب أن ي ذذون التغييذذر فذذي البيئذذة منطويذذا علذذى آثذذار واسذذعة االنتشذذار أو طويلذذة‬
‫البقاء أو الشديد ‪.‬‬

‫لقد أثارت هه التعبيرات تساؤالت خالل مراحل الم اوضات‪ ،‬وقدمت بشذأنها ت سذيرات عديذد ‪ ،‬مذن‬
‫بينها ما تضمنه ت اهم خاص بالماد األولى‪ ،2‬حيث تضمن هها الت اهم معيار اتساع االنتشذار علذى أن‬
‫المقصود به منطقة تشذمل عذد مئذات مذن ال يلذومترات المربعذة‪ ،‬وأن طذول البقذاء يشذمل فتذر عذد أشذهر‬
‫أو فصل على األقل من فصذول السذنة أمذا شذد األثذر فتعنذي أضذرار واضذحة بالحيذا اإلنسذانية والمذوارد‬
‫الطبيعية واالقتصادية أو غيرها‪ ،3‬فيما برر ممثل الواليات المتحد األمري ية الم هوم المقيد الهي جاءت‬
‫به الماد ‪" ،‬بضرور الوصول إلى احترام أح ام االت اقية ولتجنذب االختالفذات التذي قذد تذنجم عذن شذ او‬
‫تتعلذذق بخروقذذات ال يم ذذن التأ ذذد منهذذا"‪ .‬غيذذر أن هذذها الطذذر مذذردود عليذذه‪ ،‬هلذذك ألنذذه لمذذا ذذان الحظذذر‬
‫مشروط لما زادت احتماالت خرقه‪ ،‬فالدولة المنته ة يم نها دائما أن تزعم بذأن الشذروط الم روضذة فذي‬
‫االت اقية غير متوفر ‪.4‬‬

‫‪ -2‬النشاطات المحظور ‪:‬‬

‫حظذذرت (المذذاد ‪7‬ف ‪7‬و‪ ،)2‬اسذذتخدام تقنيذذات التغييذذر فذذي البيئذذة و ذذهالك مسذذاعد أو تشذذجيع أو‬
‫حث دولة أخر ‪ ،‬أو مجموعة من الدول أو أية منظمة دولية على االضطالع بهه األنشطة المحظور ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, p 822.‬‬
‫‪ -2‬الت اهم الخاص المنو به يحدد بص ة خاصة مد تطبيق الماد ‪ 1‬و‪ 0‬من االت اقية ما أنه ال يظهر في الملحق‬
‫المرفق باالت اقية‪ ،‬لهلك فإن قيمته القانونية محدود (راجع الماد ‪ 20‬من ات اقية فيانا لقانون المعاهدات لعام ‪.)1929‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬صال الدين عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29 -22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, p 822.‬‬

‫‪-54-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ويتضذذح مذذن هذذها الذذنص أن المحظذذور هذذو االسذذتعمال‪ ،‬فذذإهن ال ينذذدر فذذي نطذذاق الحظذذر بع ذ‬
‫النشذذاطات األخذذر أهمهذذا تجهيذذز هذذه التقنيذذات‪ ،‬ولقذذد قذذدت عذذد طلبذذات أثنذذاء إعذذداد االت اقيذذة لحظذذر‬
‫هذها االقتذ ار مذن محذرري المشذروع لت ذادي الشذ او والن ازعذات التذي‬ ‫التهديد باالستخدام‪ ،‬ول ن تم رف‬
‫قد تنجم في هه الحالة‪.1‬‬

‫‪ -3‬تحديد تقنيات التغيير في البيئة‪:‬‬

‫أوضحت الماد الثانية من االت اقية‪ ،‬المقصود بتقنيات التغيير في البيئة وهلك في نصها‪:‬‬

‫"‪ -2‬يقصد بعبار " تقنيات تغيير البيئذة " مذا هذي مسذتعملة فذي المذاد األولذى أيذة تقنيذة إلحذداث‬
‫تغيير – عن طريق التغيير المتعمد في العمليات الطبيعية – في ديناميذة ال ذر األرضذية أو تر يبهذا‪ ،‬أو‬
‫تش يلها‪ ،‬بما فيهلك مجموعة األحياء منها واليابسة والمذاد وطبقذات الجذو‪ ،‬أو ديناميذة ال ضذاء الخذارجي‬
‫أو تر يبه أو تش يله"‪.2‬‬

‫ويالحظ بأن المصطلحات الوارد في هه الماد جاءت غامضة‪ ،‬لهلك فقد طرحت تساؤالت حول‬
‫من األساليب ضمن التقنيات المحظور وعلى سبيل المثال ال الحصذر عمليذة تذدمير‬ ‫مد اعتبار بع‬
‫السذذدود‪ ،‬باإلضذذافة إلذذى هذذها‪ ،‬فإنذذه اسذذتنادا إلذذى التعريذذف الذذهي جذذاءت بذذه المذذاد (‪ )2‬مذذن االت اقيذذة‪ ،‬فذذإن‬
‫الحظذذر ال يشذذمل تغيي ذرات البيئذذة الناشذذئة بش ذ ل غيذذر مباشذذر أو عرضذذا مذذن وسذذائل الحذذرب التقليديذذة أو‬
‫أسذذلحة الذذدمار الشذذامل‪ ،3‬أمذذا إها انذذت هذذه األسذذاليب تسذذتهدف تغييذذر البيئذذة بصذ ة مباشذذر فذذإن الحظذذر‬
‫ينطبق عليها‪ ،‬وهها يدل على أن الحظر الوارد في هه االت اقية جاء محدودا‪.4‬‬

‫لهذذه المصذذطلحات المسذذتعملة‪ ،‬فمذذا المقصذذود بوجذذوب أن تسذذبب‬ ‫ويالحذذظ ذذهلك‪ ،‬الطذذابع الغذذام‬
‫هه التقنيات " دمار"‪ " ،‬خسائر" و"أضرار" ؟‬

‫لقد منح المندوب األمري ي م هوم واسع لهه المصذطلحات‪ ،‬عنذدما صذر بأنذه‪ " :‬يجذب أن يلحذق‬
‫الذذدمار والخسذذائر واألض ذرار بذذالقوات المسذذلحة والس ذ ان المذذدنيين للدولذذة الطذذرف‪ ،‬باإلضذذافة إلذذى المذذدن‪،‬‬
‫المصانع‪ ،‬األراضي الزراعيذة‪ ،‬الطذرق‪ ،‬شذب ات االتصذال والثذروات الطبيعيذة‪( ،‬مذع األخذه بعذين االعتبذار‬
‫‪5‬‬
‫معيار الضرر واسع االنتشار أو طويل األمد‪ ،‬أو الشديد)"‬

‫أو الغايذذات العسذ رية‬ ‫وبموجذب االت اقيذذة ذهلك فذذأن االسذذتخدام المحظذور مقصذذور علذذى األغذ ار‬

‫‪1‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, P 802.‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬صال الدين عامر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪-3‬رشاد السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, P 801.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, P 822.‬‬

‫‪-55-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪1‬‬
‫أو أية غايات عدائية‪ ،‬وعليه فإن الحظر هنا يتبع النية وهي عنصر هاتي‬

‫ومن جهة أخر فقد طالب العديد من الوفود حهف (ال قر ‪ 7‬من الماد األولى) المتضمنة " دولة‬
‫ط ذذرف "‪ ،‬باعتب ذذار أن االت اقي ذذة يج ذذب أن تس ذذري ف ذذي مواجه ذذة ال اف ذذة‪ ،‬ول ذذيس فق ذذط ف ذذي مواجه ذذة ال ذذدول‬
‫األطراف‪.2‬‬

‫وتجدر اإلشار أخيذ ار إلذى أن اسذتخدام هذه التقنيذات وسذيلة انتقاميذة أو فذي حالذة الذدفاع الشذرعي‬
‫يعد تصرفا محظو ار‪.3‬‬

‫‪ -9‬الرقابة‪:‬‬

‫الجذذدير بالتنويذذه‪ ،‬أن (المذذاد ‪ )1‬مذذن االت اقيذذة‪ ،‬تناولذذت التعذذاون الذذدولي فذذي هذذها المضذذمار‪ ،‬فقذذد‬
‫شجعت الدول على التعاون فيما بينها لحل المشا ل الهي يطرحها تن يه االت اقيذة‪ .‬ويم ذن أن ي ذون هذها‬
‫التعاون بالتنسيق مع منظمات دولية‪ ،‬أو اللجنة االستشارية للخبراء المنشأ بموجب هه الماد ‪.4‬‬

‫وقد أناطت هه االت اقية لمجلس األمن دو ار أساسيا في نطذاق الرقابذة علذى التذزام الذدول األطذراف‬
‫بأح امها‪ ،‬حيث أتاحت المجال للدولة المتضذرر مذن عذدم التذزام دولذة أخذر باالت اقيذة أن تتقذدم بشذ و‬
‫لمجلذس األمذذن‪ ،‬الذذهي لذذه صذذالحية التحذذري ولذذه أن يقذذرر أن الدولذذة الشذذا ية متضذذرر أو أن هنذذاك خطذ ار‬
‫من تضررها نتيجة انتهاك االت اقية ويقذع علذى عذاتق ذل األطذراف مسذاعدتها وفقذا ألح ذام ميثذاق األمذم‬
‫المتحد ‪.5‬‬

‫عن مضمون االت اقية‪ ،‬وعلى الذرغم مذن النقذائص سذال ة الذه ر‪ ،‬يع ذس بحذق أننذا‬ ‫إن هها العر‬
‫إزاء إح ذذد الوث ذذائق األساس ذذية‪ ،‬ف ذذي مج ذذال حماي ذذة البيئ ذذة الطبيعي ذذة – بم ذذا فيه ذذا البيئ ذذة البحري ذذة – أثن ذذاء‬
‫النزعات المسلحة‪ ،‬هلك ألنها تجسد نظاما قانونيا خاصا خول البيئة‪.‬‬

‫الفرع الثان ‪ -‬بروتوكول جنيف األول لسنة ‪ 1711‬الملحق باتفاقية جنيف لعام ‪:1797‬‬

‫للتوقيذذع والتصذديق واالنضذمام مذذن قبذل المذؤتمر الدبلوماسذذي لتأ يذد القذانون الذذدولي‬ ‫أعتمذد وعذر‬
‫اإلنساني المنطبق على المنازعات المسلحة وتطوير وهلك بتاريخ ‪ 1‬حزيران‪/‬يونيو ‪ – 7711‬تذاريخ بذدء‬
‫الن اه ‪ 1‬انون األول‪/‬ديسمبر ‪.6 7711‬‬

‫‪-1‬رشاد السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, P 822‬‬
‫‪-3‬ن س المرجع‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Ficher G. : op. cit, P 822‬‬
‫‪-5‬رشاد السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪-6‬د‪ .‬هشام بشير‪ -‬د‪.‬إبراهيم عبد ربه إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪-56-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫سنتطرق أوال إلى مضمون هها البروتو ول ثم إلى قصور في تحديد قواعد لحماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫‪ -7‬مضمون البروتو ول‪:‬‬

‫يحتذذوي البروتو ذذول علذذى مذذادتين رئيسذذتين تعالجذذان موضذذوع حمايذذة البيئذذة فذذي فتذذر النذزاع المسذذلح‬
‫الدولي‪.‬‬

‫أ‪ -‬توفير وتأمين الحماية للبيئة بهاتها‪:‬‬

‫تنص الماد ‪ 31‬ف ال قر ‪ 3‬على أنه ‪ " :‬يحظر استخدام وسائل أو أساليب للقتال‪ ،‬يقصد بها أو‬
‫قد يتوقع منها أن تلحق بالبيئة الطبيعية أض ار ار بالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد "‪.‬‬

‫يالحظ في ظل تطبيق هه الماد أن أي أسلوب أو وسيلة من أساليب القتال يقصد بها ن تؤدي‪،‬‬
‫أو يتوقع أن تؤدي إلى أضرار جسيمة بالبيئة‪ ،‬حتى ولو ان هلك على نحو عرضي‪ ،‬تعتبر أو أسذاليب‬
‫محرمة‪ ،‬رغم التح ظات‪ 1‬التي أبذدتها الوفذود المشذار ة علذى نطذاق تطبيذق هذه المذاد فذي مذؤتمر جنيذف‬
‫الدبلوماسي للعمل على إنماء وتطوير قواعد القانون اإلنساني المطبقة على النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الماد ‪ 11‬من البروتو ول تؤ د أيضذا علذى ذل طذرف فذي نذزاع مسذلح احتذرام البيئذة‪ ،‬بحيذث‬
‫نصذذت علذذى أن‪ .7" :‬ت ارعذذى أثنذذاء القتذذال حمايذذة البيئذذة الطبيعيذذة مذذن األض ذرار البالغذذة واسذذعة االنتشذذار‬
‫وطويلة األمد‪ ،‬وتتضمن هه الحماية حظر استخدام أسذاليب أو وسذائل القتذال التذي يقصذد بهذا أو يتوقذع‬
‫منها أن تسبب مثل هه األضرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم تضر بصحة أو بقاء الس ان‪.‬‬

‫‪ .2‬تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة الطبيعية"‪.‬‬

‫ونالحظ أن هه الماد التي تستهدف حماية الس ان المدنيين من آثار األعمال العدائية تدخل في‬
‫سذذياق أوسذذع‪ ،‬هذذو سذذياق حمايذذة الممتل ذذات هات الطذذابع المذذدني التذذي يتناولهذذا ال صذذل الثالذذث مذذن البذذاب‬
‫الرابع من البروتو ول األول‪.2‬‬

‫فال رق بين المادتين السابقتين‪ ،‬هو أن الماد ‪31‬ف‪ 3‬تستهدف حمايذة البيئذة فذي حذد هاتهذا‪ ،‬بينمذا‬
‫الماد ‪ 11‬تتضمن الت ازمذا عامذا بحمايذة البيئذة الطبيعيذة أثنذاء األعمذال العدائيذة‪ ،‬ل ذن هذها االلتذزام يعتمذد‬
‫على حماية المدنيين‪.‬‬

‫وقذذد عبذذرت التعليقذذات شذذبه الرسذذمية التذذي نش ذرتها اللجنذذة الدوليذذة للصذذليب األحمذذر حذذول نصذذوص‬
‫البروتو ولين‪ ،‬والتي أعذدها خبذراء اللجنذة الدوليذة للصذليب األحمذر عذن األهميذة الحيويذة للبيئذة الطبيعيذة‬
‫قواعد حمايتها المقرر في وقت السلم إلى قانون النزاعات‪ ،‬وهلك بالقول‪:‬‬ ‫والحاجة إلى إدخال بع‬

‫‪-1‬أنظر في هلك المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬العدد ‪ 19‬يناير‪/‬فبراير‪ ،1991 ،‬ص ‪.11-99‬‬
‫‪-2‬أنظر المواد من ‪ 10‬إلى ‪ 12‬من بروتو ول جنيف األول للعام ‪.1999‬‬

‫‪-57-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫" مر أحر هها مقال جديد‪ .‬احترام البيئة الطبيعية حتى في وقت السلم لم ي ن في دائر االهتمام‬
‫إال مذذؤخرا‪ ،‬ل نذذه اليذذوم فذذي المقذذام األول فذذي ضذذمائر األمذذم‪ .‬وبمذذا أنهذذا فذذي ذذل األوقذذات مهذذدد بذذال وارث‬
‫الطبيعية‪ ،‬الج اف‪ ،‬أو ال وارث اإلنسانية التلوث‪ ،‬فما الهي سيحل باإلنسانية في زمن الصذراعات مذع‬
‫ل الدمار الناتج عن أعمال الهدم اإلنساني؟‪.‬‬

‫ف ر المحيط الطبيعي يجب أن ت هم في معنى أ ثر اتساعا لتشمل المحيط البيولوجي الهي يعيش‬
‫فيذذه السذ ان‪ .‬إن األمذذر ال يتوقذذف فحسذذب علذذى األشذذياء الضذذرورية للبقذذاء المذذه ور فذذي نذذص المذذاد ‪19‬‬
‫(حماية األشياء الضرورية لبقاء الس ان المدنيين – المواد الغهائية – المساحات ال الحية – ميا الشرب‬
‫– المواشي) ول ذن ذهلك الغابذات ونباتذات أخذر مذه ور فذي ات اقيذة ‪ 79‬أ تذوبر ‪ 7719‬حذول حظذر أو‬
‫األسذلحة التقليديذة‪ ،‬إضذافة إلذى الحيوانذات والنباتذات وعناصذر بيولوجيذة أو مناخيذة‬ ‫تقييد استعمال بعذ‬
‫‪1‬‬
‫أخر ‪".‬‬

‫‪ -‬عند استقرائنا لنصوص البروتو ول‪ ،‬أم ن لنا التعرف على العديد من القواعذد والمبذاد العامذة‬
‫التي تسهم في حماية البيئة في فتر النزاع المسلح‪ ،‬ومن هد القواعد والمباد ما يلي‪:‬‬

‫‪ -7‬حق أطراف النزاع المسلح في اختبار واستعمال وسائل القتال ليس حقا مطلقا‪:‬‬

‫وقد تضمنت هها المبدأ ال قر ‪ 7‬من الماد ‪ 31‬من البروتو ول‪ ،‬ونشير أن هها المبدأ تم اإلعذالن‬
‫عنه ألول مر في إعالن سان بترسبور عام ‪.7191‬‬

‫‪ -2‬ضرور حماية البيئة الطبيعية‪:‬‬

‫ورد هها المبدأ في ال قر ‪ 3‬من الماد ‪ 31‬وال قذر ‪ 2‬مذن المذاد ‪ 11‬مذن البروتو ذول‪ ،‬حيذث تذنص‬
‫ال ق ذذر ‪ " :3‬يحظ ذذر اس ذذتخدام وس ذذائل وأس ذذاليب للقت ذذال‪ ،‬يقص ذذد به ذذا أو ق ذذد يتوق ذذع منه ذذا أن تلح ذذق بالبيئ ذذة‬
‫الطبيعية أض ار ار بالغة وواسعة االنتشار وطويلة األمد "‪.‬‬

‫وتنص ال قر ‪ " :2‬تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة الطبيعية "‪.‬‬

‫يالحذذظ أن نصذذا ال قذرتين موجهذذان لصذذون البيئذذة الطبيعيذذة وحمايتهذذا بذذهاتها‪ ،‬إال أن التسذذاؤل الذذهي‬
‫يطر بالنسبة لل قر ‪ ،3‬هو هل ينتظر المجتمع الدولي اجتماع المعايير الثالثذة ل ذي يتحذرك لمنذع خذرق‬
‫قواعد القانون الدولي اإلنساني المتعلقة بحماية البيئة الطبيعية‪ ،‬هها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخر تصطدم‬
‫ال قر ‪ 2‬من الماد ‪ 11‬ب ر الضرور العس رية‪ ،‬التي يحتج بها األطراف المتحاربة عاد في نزاعاتهم‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ التمييز بين األهداف العس رية واألهداف غير العس رية‪:‬‬

‫ورد هها المبذدأ فذي نذص المذاد ‪ 12‬مذن البروتو ذول األول بنصذها‪ ":‬علذى أطذراف النذزاع أن تميذز‬

‫‪-1‬هها التعليق ترجمنا إلى العربية‪ ،‬أنظر نص التعليق باإلنجليزية‪ :‬صال الدين عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪-58-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫فذذي ذذل وقذذت بذذين المذذدنيين أو غيذذرهم مذذن األشذذخاص المحميذذين والمقذذاتلين‪ ،‬و ذذهلك بذذين األعيذذان هات‬
‫الطابع المدني أو التي هي في مأمن من الهجمات واألهداف العس رية "‪.‬‬

‫نجذذد هذذها الذذنص يوجذذب التمييذذز بذذين األهذذداف العس ذ رية واألهذذداف غيذذر العس ذ رية وهذذها لتجنذذب‬
‫إحذذداث أض ذرار بالبيئذذة الطبيعيذذة التذذي ي ذذون فذذي مذذأمن مذذن الهجذذوم العس ذ ري التذذي تمثذذل فذذي حذذد هاتهذذا‬
‫أهدافا عس رية‪.‬‬

‫‪ -9‬مبدأ حظر أنواع معينة من األسلحة‪:‬‬

‫نصذت علذذى هذها المبذذدأ ال قذر ‪ 2‬مذذن المذاد ‪ 31‬مذذن البروتو ذول األول‪ ،‬حيذذث نصذت علذذى أنذذه‪" :‬‬
‫تحظذذر اسذذتخدام األسذذلحة والقذذهائف والم ذواد ووسذذائل القتذذال التذذي مذذن شذذأنها إحذذداث إصذذابات أو آالم ال‬
‫مبرر لها "‪.‬‬

‫وحسب هه الماد فإن استخدام األلغام واألسلحة األخر التقليدية في النذزاع المسذلح ضذد أهذداف‬
‫عس رية مقرون بمراعا حماية البيئة البحرية من خطر التلوث والتدمير‪.‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الحيطة‪:‬‬

‫حيث تنص ال قذر ‪ 7‬مذن المذاد ‪ 91‬مذن البروتو ذول األول علذى أنذه‪ " :‬تبذهل رعايذة متواصذلة فذي‬
‫إدار العمليات العس رية‪ ،‬من أجل ت ادي الس ان المدنيين واألشخاص واألعيان المدنية "‪.‬‬

‫مذذا نصذذت ال قذذر ‪ 2‬مذذن ن ذذس المذذاد ‪...":‬أن يبذذهل مذذا فذذي طاقتذذه عمليذذا للتحقذذق مذذن أن األهذذداف‬
‫المقرر مهاجمتها ليست أشخاصا مدنيين أو أعيانا مدنية وأنها غير مشمولة بحماية خاصة‪."...‬‬

‫وتنص ال قر ‪ 9‬من ن س الماد على أنه‪ " :‬يتحد ل طرف في النزاع افذة االحتياطذات المعقولذة‬
‫عنذذد إدار العمليذذات العس ذ رية فذذي البحذذر أو فذذي الجذذو‪ ،‬وفقذذا لمذذا لذذه مذذن حقذذوق ومذذا عليذذه مذذن واجبذذات‬
‫بمقتض ذذى قواع ذذد الق ذذانون ال ذذدولي المطبق ذذة ف ذذي الن ازع ذذات المس ذذلحة‪ ،‬لتجن ذذب إح ذذداث الخس ذذائر ف ذذي أروا‬
‫المدنيين والحاق الخسائر بالممتل ات المدنية "‪.‬‬

‫نالحظ من هه ال قرات أن أطذراف النذزاع المسذلح يجذب عليهذا م ارعذا قواعذد الحمايذة المخصصذة‬
‫للبيئ ذذة الطبيعي ذذة أثن ذذاء الن ازع ذذات المس ذذلحة ق ذذدر المس ذذتطاع ألج ذذل تجن ذذب إح ذذداث أضذ ذرار بي ذذر للبيئ ذذة‬
‫الطبيعية‪ ،‬ول ن هه ال قرات ال يجب أن ي هم منها أنه يجوز شن هجومات مباشر ضذد البيئذة الطبيعيذة‬
‫حيذذث تذذنص ال قذذر ‪ 1‬مذذن المذذاد ‪ 91‬علذذى أنذذه‪ " :‬ال يجذذوز ت سذذير أي مذذن أح ذذام هذذه المذذاد بأنذذه يجذذوز‬
‫شن هجوم ضد الس ان المدنيين أو األشخاص المدنيين أو األعيان المدنية "‪.‬‬

‫‪ – 2‬قصور البروتو ول عن تحديد قواعد حماية افية للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫أح ذذام البروتو ذذول اإلضذذافي األول لعذذام ‪ 7711‬تمنذذع االعتذذداء علذذى البيئذذة الطبيعيذذة مذذا رأينذذا‬

‫‪-59-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫خاصة المادتين (‪ 31‬و‪ ،)31‬إال أنه لمسنا نقائص أو إش االت تصعب من حماية البيئة الطبيعية أثناء‬
‫الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬أهذذم هذذه اإلش ذ االت تحديذذد م هذذوم الهجمذذات و ي يذذة مباش ذرتها‪ ،‬وام انيذذة اسذذتخدام‬
‫عسذ رية أو حربيذة‪ ،‬و ذها تحديذد م هذوم حالذة الضذرور التذي قذد يحذتج بهذا أي‬ ‫البيئة البحرية في أغ ار‬
‫طرف لتبرير عملياته العدائية‪.‬‬

‫أ‪ -‬إش الية االحتياطات واجبة االتخاه عند القيام بالهجمات‪:‬‬

‫لقد نصت ال قر ‪ 7‬من الماد ‪ 97‬من البروتو ول اإلضافي األول لعام ‪ 7711‬على أن الهجمات‬
‫هي أعمال عنف هجومية‪ ،‬أو دفاعية توجه ضد الخصم‪.‬‬

‫ولقد انتقد األستاه " ليونال ال س ا "‪ 1‬هها النص معتب ار إيا مجرد وصف وليس تعبي ار دقيقا‪.‬‬

‫إها رجعنذذا إلذذى ال قذذر ‪ 2‬مذذن نذذص المذذاد ‪ 11‬مذذن البروتو ذذول اإلضذذافي األول لعذذام ‪ 7711‬التذذي‬
‫تؤ د على " اتخاه افة السبل‪ ،‬والطرق المم نة‪ ،‬للتأ ذد مذن أن األهذداف ليسذت مدنيذة‪ ،‬وليسذت مشذمولة‬
‫بحماية خاصة "‪ ،‬فإننا نتساءل عن مد إم انية توفر الدول على امذل اإلم انذات الالزمذة وفذي الوقذت‬
‫المناسذذب مذذن أن هذذه االحتياطذذات قذذد تمذذت مراعاتهذذا‪ ،‬وعذذن المعيذذار المعتمذذد والذذهي يم ذذن علذذى أساسذذه‬
‫التحقق من أن طرف النزاع قد استعمل افة الطرق لعدم االعتداء على البيئة البحرية ؟‪.‬‬

‫أي أننذذا نذذر أن شذذروط مباشذذر الهجمذذات ب افذذة أنواعهذذا مذذن شذذأنه أن ال يحقذذق الحمايذذة الالزمذذة‬
‫ويبعدنا عن الهدف المراد تحقيقه وهو حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫ومن جهة أخر (ال قر ‪ )3‬من ن س الماد تلزم األطراف المتنازعة " باالمتنذاع عذن الهجمذات إها‬
‫انذذت مذذن شذذأنها أال تحقذذق مصذذلحة عسذ رية أ يذذد ومباشذذر مقارنذذة مذذع األضذرار التذذي تسذذببها األهذذداف‬
‫المدنية "‪ .‬ويثور هنا ذهلك التسذاؤل حذول مذد إم انيذة الذدول معرفذة مسذبقا مذا قذد يسذببه القصذف الذهي‬
‫سذذتقوم بذذه مذذن ضذذرر علذذى البيئذذة البحريذذة المحيطذذة بالهذذدف العسذ ري وهذذل سذذيحقق مصذذلحة أ يذذد مذذن‬
‫جراء هها القصف ت وق قيمة الضرر الهي سيلحق البحر؟‪.‬‬

‫العس رية أو الحربية‪:‬‬ ‫ب‪ -‬استخدام البيئة البحرية في األغ ار‬

‫تجيز الماد (‪ 12‬ف ‪ )2‬و ها الماد (‪ 19‬ف ‪ )2‬من البروتو ول األول لعذام ‪ 7711‬لطذرف النذزاع‬
‫استخدام بيئته البحرية في أغ ارضذه العسذ رية أو الحربيذة‪ ،‬وتعطذي مذن جهذة أخذر لطذرف النذزاع اآلخذر‬
‫حق شن هجمات على تلك األهداف المدنية‪.‬‬

‫فقذذد نصذذت المذذاد (‪ 12‬ف ‪ )2‬علذذى أنذذه‪ " :‬تقتصذذر الهجمذذات علذذى األهذذداف العس ذ رية فحسذذب‪،‬‬
‫وتنحص ذذر األه ذذداف العسذذ رية فيم ذذا يتعل ذذق باألعي ذذان عل ذذى تل ذذك الت ذذي تس ذذهم مس ذذاهمة فعال ذذة ف ذذي العم ذذل‬

‫‪1‬‬
‫‪-Clasca lonnel : La protection des biens publics , R.I.C.R (Genéve)N° 726 , 1980, p 250.‬‬

‫‪-60-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫العسذ ري سذواء ذذان هلذذك بطبيعتهذذا أو موقعهذذا أو بغايتهذذا أو باسذذتخدامها‪ ،‬والتذذي يحقذذق تذذدميرها التذذام أو‬
‫الجزئي أو االستيالء عليها أو تعطيلها في الظروف السائد حينهاك ميز عس رية أ يد "‪.‬‬

‫فيمذذا نصذذت المذذاد " ‪ 19‬ف ‪ " 2‬علذذى أنذذه‪ " :‬تتوقذذف الحمايذذة الخاصذذة ضذذد الهجذذوم المنصذذوص‬
‫عليه بال قر األولى في الحاالت التالية‪:‬‬

‫(أ) فيمذذا يتعلذذق بالسذذدود والجسذذور إها اسذذتخدمت فذذي حيذذز اسذذتخداماتها العاديذذة دعمذذا للعمليذذات‬
‫العس رية على نحو منظم‪...‬‬

‫(ب) فيما يتعلق بالمحطات النووية لتوليد ال هرباء‪...‬‬

‫( ) فيما يتعلق باألهداف العس رية األخر الواقعة عند هه األعمال الهندسية‪"...‬‬

‫‪ -‬أي أنذذه يم ذذن ألحذذد أط ذراف الن ذزاع أن يسذذتخدم منشذذأ مدنيذذة‪ ،‬س ذ ينة تجاريذذة أو ناقلذذة بتذذرول‬
‫بهجمذذات عس ذ رية‬ ‫س ذ ن حربيذذة لتذذدعيم أسذذطوله البحذذري العس ذ ري‪ ،‬ويم ذذن للطذذرف اآلخذذر أن يتعذذر‬
‫على هه المنشات‪ ،‬والهي يؤدي إلى تلوث بير في البيئة البحرية نتيجة قصذف هذه األهذداف المدنيذة‪،‬‬
‫هلك إها استحدث أحد أطذراف النذزاع قاعذد عسذ رية بحريذة فذي قذاع البحذر‪ ،‬و ذان بهذا أسذلحة مختل ذة‪،‬‬
‫فذذإن أي هجذذوم عس ذ ري مذذن الطذذرف المقابذذل علذذى هذذه القاعذذد سذذيخلف آثذذا ار مذذدمر علذذى تلذذك المنطقذذة‬
‫البحرية وعلى األجزاء البحرية األخر المتصلة بها‪.‬‬

‫– حالة الضرور العس رية أو الحربية‪:‬‬

‫لم تعرف نصوص البروتو ول اإلضافي األول لعام ‪ 7711‬حالذة الضذرور العسذ رية أو الحربيذة‪،‬‬
‫بحي ذذث أن الم ذذادتين (‪ 79‬و‪ )13‬م ذذن البروتو ذذول وصذ ذ ت حال ذذة الض ذذرور بعب ذذارات مختل ذذة (ض ذذرورات‬
‫عس رية ملحة وبين ضرورات عس رية وفقط)‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى ال قه نجد محاوالت عديد لتعريف حالة الضرور ‪ ،‬ومن بين هه المحاوالت ما يلي‪:‬‬

‫" هذذي تلذذك الضذذرورات التذذي تنشذذأ عذذن حالذذة الحذذرب‪ ،‬والتذذي تبذذرر اتخذذاه جميذذع وسذذائل العنذذف مذذن‬
‫أجل إخضاع العدو وهزيمته "‪.1‬‬

‫أمذذا األسذذتاه " حسذذين إبذراهيم صذذالح عبيذذد " فيعذذرف الضذذرورات الحربيذذة بأنهذذا‪ " :‬التذذي يتن ذذر فيهذذا‬
‫أحد المتنازعين لعادات الحرب في سبيل تن يه خطة حربية معينة "‪.2‬‬

‫أمذذا ال قذذه األلمذذاني التقليذذدي فإنذذه يعرفهذذا بأنهذذا‪ " :‬خطذذة يسذذتعملها الطذذرف المتنذذازع لمذذا تعارضذذت‬

‫‪-1‬مصط ى امل شحاتة‪ :‬االحتالل الحربي وقواعد القانون الدولي المعاصر ‪ ،‬الجزائر‪ ،1992 ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪-2‬حسين إبراهيم صالح عبيد‪ :‬الجريمة الدولية‪ :‬دراسة تحليلية وتطبيقية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهر ‪ ،1999 ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪-61-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫النصوص القانونية مع المصلحة الوطنية "‪.1‬‬

‫الفةرع الثالةةث – الةروابط بةةي قواعةةد اتفاقيةة " انمةةود " وأحكةةام البروتوكةول اإلضةةاف األول لعةةام‬
‫‪:1711‬‬

‫لقد أثيرت تساؤالت حول العالقة بين نص البروتو ول األول المضاف إلذى ات اقيذات جنيذف لعذام‬
‫‪( 7779‬الماد ‪ 31‬و‪ ،)11‬وبين ات اقية (انمود)‪ ،‬فهل تنطويان على ازدوا أم هما مت املتان؟‬

‫تجذذدر اإلشذذار أوال إلذذى أن هذذاتين االت ذذاقيتين تحظ ذران نذذوعين مختل تذذين تمامذذا مذذن العذذدوان علذذى‬
‫البيئة فالبروتو ول األول يحظر اللجوء إلى الحرب اإلي ولوجية‪ ،‬أي استخدام وسائل قتالية قد تِؤدي إلى‬
‫التوازن ذذات الطبيعي ذذة األساس ذذية الت ذذي ال غن ذذى عنه ذذا‪ ،‬إتب ذذاع سياس ذذة األر‬ ‫زوال أو اإلخ ذذالل ب ذذبع‬
‫المحروقة من طرف المستعمر ال رنسي إبان الحرب التحريرية في الجزائر‪ ،‬قذد سذبب إتذالف اآلالف مذن‬
‫اله تارات واألشجار‪...‬الخ‪ ،2‬أمذا االعتذداءات البيئيذة التذي تذنص عليهذا ات اقيذة تقنيذات تغييذر البيئذة فهذي‬
‫مختل ذذة ف ذذاألمر يتعل ذذق هن ذذا ب ذذاللجوء إل ذذى الح ذذرب الجيوفيزيائي ذذة الت ذذي تترت ذذب عل ذذى الت ذذدخل المتعم ذذد ف ذذي‬
‫العمليات الطبيعية مما يؤدي إلى حدوث ظواهر مثل األعاصير‪ ،‬أو األموا البحرية العني ة‪.3‬‬

‫ومذذن جانذذب أخذذر وفذذي إطذذار المقارنذذة بذذين المعاهذذدتين‪ ،‬وفيمذذا يتعلذذق بالوسذذائل القتاليذذة‪ ،‬نجذذد ن‬
‫البروتو ول نجد أن له مجال تطبيق أوسع من االت اقية‪ ،‬حيث أن هاته األخير محدد في الوسائل التي‬
‫تؤدي إلى التغيير في البيئة‪ ،‬بينما يشمل البروتو ول أية وسيلة قتالية يقصد بها أن تؤدي‪ ،‬أو يتوقذع أن‬
‫‪4‬‬
‫تؤدي إلى أضرار جسيمة بالبيئة‪.‬‬

‫إن هاتين االت اقين المعاهدتين الدوليتين ال تنطويان على ازدوا مطلقا‪ ،‬بذل إنهمذا مت املتذان وان‬
‫األسئلة الحساسة بالنسبة للت سير‪ ،‬تمس بص ة خاصة العالقة المتبادلة بينهما‪ ،‬ترجع‬ ‫انتا تثيران بع‬
‫المصذذطلحات‬ ‫هذذه الصذذعوبات بص ذ ة خاصذذة إلذذى أن هذذاتين المعاهذذدتين تعطيذذان معنذذى مختل ذذا لذذبع‬
‫التذذي تذذرد فذذي ذذل منهمذذا‪ ،‬وه ذذها فذذالمعنى الذذهي يقصذذد فذذي البروتو ذذول األول مذذن عبذذار " بالغذذة واسذذعة‬
‫االنتش ذذار وطويل ذذة األم ذذد " ال يتط ذذابق معن ذذى ال ذذهي يقص ذذد م ذذن ه ذذه المص ذذطلحات ف ذذي ات اقي ذذة ‪،7719‬‬
‫ونقتصر على مثال لهه الصعوبات االصطالحية فنشير إلى أنه إها ان مصطلح طويل األمذد بالنسذبة‬
‫الت اقيذذة األمذذم المتحذذد بمعنذذى فتذذر عذذد شذذهور أو نحذذو فصذذل واحذذد‪ ،‬فذذإن المقصذذود بذذه فذذي البروتو ذذول‬
‫األول عذد عقذود مذذن السذنين "‪ ،‬وهنذذا يجذب اإلشذار إلذذى أن المذادتين (‪ 31‬و‪ )11‬مذذن البروتو ذول منعتذذا‬
‫استخدام أساليب أو وسائل القتال التي يقصد بها أو يتوقع منها أن تسبب أض ار ار بالغة واسذعة االنتشذار‬

‫‪1‬‬
‫‪-Charles Rousseau : Le droit des cenflits armés, pedone, Paris, p 131.‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬فوزي أوصديق‪ ،‬مبدأ التدخل والسياد لماها؟ و يف؟‪ ،‬دار ال تاب الحديث‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬رشاد السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Les armes nouvelles a la lumiére de jus in bello ,R.B.I, N 1, 1993.‬‬

‫‪-62-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫وطويلة األمد للبيئة الطبيعية‪ ،‬ل ذن أح ذام االت اقيذة أوسذع ألنهذا تتطلذب فقذط واحذد مذن هذه األوصذاف‪،‬‬
‫واسعة أو باقية أو خطير ‪ ،1‬بمعنى آخر إها انذت ظذروف المذد والخطذور واالنتشذار ت ار ميذة فذي أح ذام‬
‫البروتو ول األول ف ل منها ي ي ليترتب عليه تطبيق ات اقيات تقنيات تغيير البيئة‪.2‬‬

‫بعد أن تطرقنا في هها المبحث لقواعد الحماية المقرر للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬من‬
‫مبذذاد أساسذذية وقواعذذد حمايذذة غيذذر مباشذذر ومباشذذر لهذذا‪ ،‬سذذنحاول فذذي المبحذذث الم ذوالي معالجذذة آليذذات‬
‫الحماية المالئمة لت عيل هه القواعد و ها مراقبة مد احترامها‬

‫المبحث الثان ‪ :‬آليات حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬


‫سذذنعالج آليذذات الحمايذذة المقذذرر لحمايذذة البيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة وهلذذك مذذن خذذالل‬
‫ثذذالث مطالذذب‪ ،‬حيذذث نذذت لم فذذي المطلذذب األول عذذن ت عيذذل هذذه القواعذذد‪ ،‬مذذن خذذالل التطذذرق لذذدليل سذذان‬
‫ريم ذذو ال ذذهي يعتب ذذر ثم ذذر جه ذذد ال ذذدول ومختل ذذف اللج ذذان والمؤسس ذذات بش ذذأن حماي ذذة البيئ ذذة البحري ذذة أثن ذذاء‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬و ها من خالل تبيان نشاطات لجنة الصليب الحمر‪ ،‬وفي المطلب الثذاني عذن نشذر‬
‫هه القواعد آلية للتعريف وال شف عن مختلف مباد وأح ام القذانون الذدولي المتعلقذة بالقذانون الذدولي‬
‫اإلنسذذاني بمذذا فيهذذا تلذذك المتعلقذذة بالبيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة ‪ ،‬وفذذي المطلذذب الثالذذث عذذن‬
‫الرقابة الدولية من أجل تأمين احترام هه القواعد من خالل تطرقنا لمختلف األجهذز التذي ت ارقذب وتحقذق‬
‫في مد احترام هه القواعد‪.‬‬

‫القةةانو الةةدول اإلنسةةان المطبةةق ف ة‬ ‫المطل ة األول‪ -‬دليةةل سةةا ريمةةو بش ة‬


‫النزاعات المسلحة ف البحار لسنة ‪:1779‬‬
‫لقذذد علم ذذت الذذدول أن ذذه ال غنذذى ع ذذن وضذذع قواع ذذد دوليذذة م ص ذذلة تتعلذذق بتنظ ذذيم سذذير العملي ذذات‬
‫العدائية في البحار ولهلك جاء دليل سان ريمو‪.‬‬

‫أن يمثل هها الدليل إلى حد بير نسخة حديثة تماثل دليل أو س ورد لسنة‬ ‫ولقد ان من الم تر‬
‫‪ ،7773‬وتجدر اإلشار إلى أن الدليل ليس نصا إ راهيا‪ ،‬فهو ال يرقى إلذى معاهذد دوليذة تلذزم أطرافهذا‪،‬‬
‫فقذذد أر الخبذراء أن مذذن شذذأن تحريذذر هذذه الوثيقذذة أن يسذذاعد علذذى توضذذيح القذذانون وا ازلذذة االنطبذذاع بذذأن‬
‫االختالفات شديد للغاية بحيث أنه يستحيل تطوير الوثيقة على نمط واحد قانون عرفي أو تقنينها‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع ن سه‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪-2‬أنظر‪ :‬أنطوان بوفيه‪ ،‬حماية البيئة الطبيعية في فتر النزاع المسلح‪ ،‬المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬العدد ‪ ،00‬السنة‬
‫‪ ،1991‬ص‪.119‬‬

‫‪-63-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫سنعالج في فرع أول اإلعداد لدليل سان ريمو‪ ،‬ثم مضمون دليل سان ريمو في فرع ثان‪.‬‬

‫الفرع األول – اإلعداد لدليل سا ريمو‪:‬‬

‫لقد أشرف معهذد سذان ريمذو الذدولي للقذانونم اإلنسذاني بالتعذاون مذع عذدد مذن المؤسسذات األخذر ‪،‬‬
‫م ذذن بينه ذذا اللجن ذذة الدولي ذذة للص ذذليب األحم ذذر وع ذذد جمعي ذذات وطني ذذة‪ ،‬وبحض ذذور العدي ذذد م ذذن الم ذذوظ ين‬
‫الح وميين والخبراء‪ ،‬ووفذود ‪ 29‬دولذة‪ ،‬وعذد جمعيذات وطنيذة‪ ،‬علذى تنظذيم سلسذلة مذن مذن االجتماعذات‬
‫السنوية للخبراء حول موضوع قذانون الحذرب البحريذة التذي عقذد أولهذا فذي سذان ريمذو سذنة ‪ ،7711‬وفذي‬
‫االجتمذذاع الثذذاني فذذي مدريذذد سذذنة ‪ 7711‬بالتعذذاون مذذع الصذذليب األحمذذر اإلسذذبانين حيذذث توصذذلت فذذي‬
‫االجتماع األول إلى إقرار خطة عمل ثم من خالل وضع خطوات ت ل في نهاية المطاف التوصل إلى‬
‫القواعذذد‬ ‫إق ذرار نذذص شذذامل ينطذذوي علذذى قواعذذد قذذانون الحذذرب البحريذذة القذذائم حاليذذا مضذذافا إليذذه بع ذ‬
‫والمباد الجديد التي تدخل في إطار التطوير الحثيث للقانون الدولي اإلنساني المطبذق علذى الن ازعذات‬
‫المسلحة في البحار‪.‬‬

‫وعلذذى الذذرغم مذذن أن اإلعذذالن الذذهي أصذذدر الخب ذراء المشذذار ون مذذن أول دور مذذن دورات المائذذد‬
‫المسذذتدير قذذد انطذذو علذذى إشذذار واضذذحة إلذذى أهميذذة الوقذذوف علذذى التذذأثيرات الضذذار ألن ذواع األسذذلحة‬
‫ولت نولوجيات القتال في النزاعات المسلحة البحرية‪.1‬‬

‫وفذذي اجتمذذاع جنيذذف فذذي سذذبتمبر سذذنة ‪ ،7773‬تمذذت مناقشذذة موضذذوع حمايذذة البيئذذة البحريذذة أثنذذاء‬
‫الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬وتذذم التوصذذل إلذذى نتذذائج محذذدد حيذذث تذذم تضذذمين مشذذروع الذذنص المنسذذق نصذذوص‬
‫تتعلق بحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫وقبل اجتماع جنيف لعام ‪ ،7773‬عقدت أربع اجتماعات ببخوم بألمانيذا (عذام ‪ ،)7717‬وطولذون‬
‫ب رنسا (عام ‪ ،)7779‬وبرغن (عام ‪ ،)7777‬وأوتاوا ب ندا (‪ ،)7772‬ولي ورن بإيطاليا (عام ‪.)7779‬‬

‫ونظمذذت االجتماعذذات للخب ذراء بالتعذذاون مذذع الجمعيذذات الوطنيذذة‪ ،‬وأدت اللجنذذة الدوليذذة للصذذليب‬
‫األحمر دو ار مهما فذي مجمذل تلذك العمليذة‪ ،‬إه أنهذا بصذ تها المشذار ة فذي اجتمذاع جنيذف قذدمت النصذح‬
‫والمشور لمعهذد سذان ريمذو أثنذاء إجذراء المناقشذات‪ ،‬ونسذقت أعمذال التحريذر وأسذهمت فذي أعمذال اإلدار‬
‫واألمانة‪ ،‬ما نظمت ثالثة اجتماعات لمقررين استندوا إلى تقاريرهم إلجذراء المناقشذات فذي االجتماعذات‬
‫السنوية بغية إعداد صياغة " الشر "‪.‬‬

‫الفرع الثان ‪ -‬مضمو دليل سا ريمو‪:‬‬

‫أنجذذز الخبذراء غايذذاتهم بذذل إن االجتماعذذات حققذذت نجاحذذا مشذذهودا حتذذى أنذذه ذذان باإلم ذذان تنذذاول‬

‫‪-1‬د‪ .‬صال الدين عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪-64-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫المزيد مذن المسذائل التذي لذم ت ذن متوخذا فذي األصذل‪ ،‬مسذألة البيئذة البحريذة مذثال بحيذث لذم تأخذد بعذين‬
‫المواد بش ل مباشر والمواد األخر نستشف منها حماية البيئة البحرية‪.‬‬ ‫االعتبار وخصص لها بع‬

‫ويت ون الدليل من ‪ 713‬فقر موزعة على ستة أجزاء‪ ،1‬ونتناول األجزاء التي لهذا عالقذة بموضذوع‬
‫حماية البيئة البحرية وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬فيمذذا يتعلذذق بذذالجزء األول مذذن الذذدليل المعنذذون‪ ' :‬أح ذذام عامذذة ' الخاصذذة بنطذذاق تطبيذذق‬
‫القواعذذد واآلثذذار المترتبذذة علذذى ميثذذاق األمذذم المتحذذد والمنذذاطق البحريذذة التذذي يجذذوز فيهذذا إج ذراء عمليذذات‬
‫عس رية‪ ،‬وتعريف للمصطلحات المستعملة في الدليل‪:‬‬

‫حيذذث تلتذذزم األط ذراف فذذي أي ن ذزاع مسذذلح فذذي البحذذار بقواعذذد ومبذذاد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‬
‫اعتبذذا ار مذذن تذذاريخ اسذذتخدام القذذو المسذذلحة‪ ،‬وفذذي الحذذاالت التذذي ال يذذنص عليهذذا هذذها الذذدليل أو ال تذذنص‬
‫عليهذذا أيذذة ات اقذذات دوليذذة‪ ،‬يظذذل األشذذخاص المذذدنيون والمحذذاربون تحذذت حمايذذة وسذذلطة مبذذاد قذذانون‬
‫الشعوب الناجمة عن العادات واألعراف المستقلة‪ ،‬والمباد اإلنسانية ومقتضيات الضمير العام‪.2‬‬

‫و يجوز للقوات البحرية وفقا لهها الجزء أن تشن أعماال عدائية على سطح الماء أو تحته أو فوقه‬
‫ف ذذي من ذذاطق بحري ذذة معين ذذة وحظ ذذر ش ذذن أعم ذذال عدائي ذذة ف ذذي من ذذاطق بحري ذذة أخ ذذر حي ذذث نص ذذت (ال ق ذذر‬
‫العاشر ) من الدليل على أنه‪:‬‬

‫"مع مراعا القواعد األخر المطبقة لقانون النزاعات المسلحة في البحار‪ ،‬والذوارد ه رهذا أو التذي‬
‫لم ترد في هها الصك‪ ،‬يجوز للقوات البحرية أن تشن أعماال عدائية على سطح الماء أو تحته أو فوقه‪:‬‬

‫أ‪ -‬فذذي البحذذر اإلقليمذذي والميذذا الداخليذذة والمنطقذذة االقتصذذادية الخالصذذة والرصذذيف القذذاري‪ ،‬وعنذذد‬
‫الضرور ‪ ،‬في الميا األرخبيلية للدول المحاربة‪.‬‬

‫ب‪ -‬في أعالي البحار‪.‬‬

‫‪ -‬فذذي المنطقذذة االقتصذذادية الخالصذذة والرصذذيف القذذاري للذذدول المحايذذد ‪ ،‬مذذع م ارعذذا األح ذذام‬
‫المنصوص عليها في ال قرتين ‪ 39‬و‪.31‬‬

‫و(ال قذذر ‪ )77‬مذذن الذذدليل تعطذذي حمايذذة للبيئذذة البحريذذة بمنذذع شذذن األعمذذال العدائيذذة علذذى بع ذ‬
‫المن ذذاطق البحري ذذة‪ ،‬حي ذذث نص ذذت نص ذذت عل ذذى أن ذذه " ينبغ ذذي تش ذذجيع أطذ ذراف النذ ذزاع عل ذذى االت ذذاق عل ذذى‬
‫االمتناع عن شن أي أعمال عدائية في المناطق البحرية التي تتضمن‪:‬‬

‫‪-0‬راجع دليل سان ريمو بشأن القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار‪ ،‬المجلة الدولية للصليب‬
‫األحمر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬السنة ‪ ،1991‬ص من ‪ 121‬إلى ‪.121‬‬
‫‪-2‬أنظر ال قرتين ‪ 1‬و ‪ 0‬من دليل سان ريمو‪.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫أ‪ -‬نظما بيئية نادر أو سريعة الزوال‪.‬‬

‫ب‪ -‬أو موطن ذذا ألن ذ ذواع أو أش ذ ذ ال أخ ذذر للحيذ ذذا البحريذذذة المنقرض ذذة أو المه ذذدد أو فذ ذذي طريذ ذذق‬
‫‪.‬‬ ‫االنق ار‬

‫الحماية التي قررتها ال قر ‪ 77‬غير افية و ان علذى واضذعي الذدليل أن يعطذوا حمايذة أ بذر لهذه‬
‫المناطق من خالل مثال تحميل المسؤولية الدولية لألطراف التي تخرق تطبيق هه ال قر ‪.‬‬

‫ثانيا – فيما يتعلق باألعمال العدائية في المنطقة االقتصادية والرصيف القاري‪:‬‬

‫علذذى‬ ‫تعطذذي (ال قذذر ‪ )39‬مذذن الجذذزء الثذذاني مذذن الذذدليل حمايذذة مباشذذر للبيئذذة البحريذذة حيذذث ت ذذر‬
‫الذذدول المتحاربذذة التذذي تشذذن أعمذذاال عدائيذذة علذذى المنطقذذة االقتصذذادية الخالصذذة االلتذزام بالقذذانون الذذدولي‬
‫اإلنساني والقانون الدولي للبحار الهي يحدد حقوق وواجبذات الذدول السذاحلية‪ ،‬فالحمايذة ال تتعلذق بالبيئذة‬
‫البحرية لوحدها‪ ،‬ألنه لوال الحقوق والواجبات للدول الساحلية لما أعطيت هه الحماية للبيئذة البحريذة فذي‬
‫هه المنطقة ومنه نر أن الحماية الوارد في ال قر ‪ 39‬هي حماية غير افية رغم أنها حماية مباشر ‪.‬‬

‫إه تذذنص ال قذذر (‪ )39‬علذذى أنذذه‪ " :‬إها شذذنت أعمذذال عدائيذذة فذذي المنطقذذة االقتصذذادية الخالصذذة أو‬
‫في الرصيف القاري لدولة محايد ‪ ،‬وجذب علذى الذدول المحاربذة أال تتقيذد بالقواعذد النافذه األخذر لقذانون‬
‫الن ازعذذات المس ذذلحة ف ذذي البحذذار فحس ذذب‪ ،‬ب ذذل أن ت ارعذذي أيض ذذا حس ذذب األصذذول حق ذذوق وواجب ذذات ال ذذدول‬
‫الس ذذاحلية م ذذن ب ذذين جمل ذذة أم ذذور أخ ذذر ‪ ،‬ال تش ذذاف واس ذذتغالل المذ ذوارد االقتص ذذادية الخالص ذذة والرص ذذيف‬
‫القاري‪ ،‬ولحماية ووقاية البيئة البحرية "‪.‬‬

‫ومن جهة ثانية‪ ،‬تعطي (ال قر ‪ )31‬أيضا حماية للبيئة البحرية في المنطقة االقتصذادية الخالصذة‬
‫للذذدول السذذاحلية‬ ‫لسذذالمة الجذذزر للذذدول السذذاحلية وأيضذذا بعذذدم التعذذر‬ ‫أثنذذاء زرع األلغذذام بعذذدم التعذذر‬
‫لحقذذوق الذذدول السذذاحلية فذذي است شذذاف أو اسذذتغالل الذذدول المحايذذد ‪ ،‬حيذذث نصذذت‬ ‫وأيضذذا بعذذدم التعذذر‬
‫هذذه ال قذذر علذذى أنذذه " إها أر محذذارب ضذذرور وضذذع األلغذذام فذذي المنطقذذة االقتصذذادية الخالصذذة أو فذذي‬
‫الرصيف القاري لدولة محايد ‪ ،‬وجب أن يخطر هه الدولة بهلك‪."...‬‬

‫ول ن هه الحمايذة والوقايذة غيذر افيذة ألن حمايذة البيئذة البحريذة تعذد األمذر األخيذر فذي حسذابات‬
‫المتحاربين‪.‬‬

‫ثالثا – فيما يتعلق بالعمال العدائية في أعالي البحار وقيعان البحار‪:‬‬

‫تنص ال قر ‪ 39‬من الدليل على أنه " يجب تسيير األعمال العدائية في أعالي البحار مذع م ارعذا‬
‫ممارسذة الذذدول المحايذذد لحقهذذا فذذي است شذذاف واسذتغالل المذوارد الطبيعيذذة لقيعذذان البحذذار وبذذاطن أرضذذها‬
‫التي ال تدخل ضمن نطاق والياتها الوطنية "‪.‬‬

‫‪-66-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫وتنص ال قر ‪ 31‬على أنه " يجب أن يسهر المتحاربون على تجنب اإلضذرار بال ذابالت وخطذوط‬
‫األنابيب المر بة في قيعان البحار التي ال تعود بال ائد على المحاربين وحدهم "‪.‬‬

‫من خالل هاتين ال قرتين نالحظ أن البيئة البحرية محمية بطريق غير مباشر وهلك ضمن حقذوق‬
‫وواجبذذات الدولذذة السذذاحلية فذذي اسذذتغالل واست شذذاف أعذذالي البحذذار وقيعذذان البحذذار‪ ،‬وهذذه الحمايذذة غيذذر‬
‫المباشر هي غير افية ألن الدول المحاربة يم ن لها أن تتحجج بالضرور العس رية التي تعتبر م هوم‬
‫غيذذر ثابذذت فهذذي ت سذذر حسذذب األط ذراف المتحاربذذة‪ ،‬وهذذها مذذا يذذؤثر علذذى تطبيذذق قواعذذد القذذانون الذذدولي‬
‫اإلنساني المتعلقة بحماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫رابعا – فيما يتعلق بتسيير األعمال العدائية في البحار‪:‬‬

‫ال قر ‪ 31‬من الدليل والتي انت مدرجذة فذي بروتو ذول جنيذف األول لعذام ‪ ،7711‬تعطذي حمايذة‬
‫للبيئذذة البحريذذة أثنذذاء شذذن الهجمذذات العسذ رية وهلذذك بتقييذذد حريذذة األط ذراف المتحاربذذة فذذي اختيذذار وسذذائل‬
‫وأساليب الحرب‪.‬‬

‫ولذذدينا ذذهلك ال قذذر ‪ 37‬التذذي تذذدر البيئذذة البحريذذة ضذذمن األعيذذان هات الطذذابع المذذدني‪ ،‬أي أنهذذا‬
‫تذذنص علذذى حمايذذة غيذذر مباشذذر للبيئذذة البحريذذة‪ ،‬ألن م هذذوم الهذذدف المذذدني متغيذذر تسذذتطيع تغييذذر القذذو‬
‫المتحاربة التحجج بالضرور العس رية بشن أعمال عدائيذة علذى منذاطق بحريذة وهلذك لمنذع تقذدم الطذرف‬
‫المحذذارب ودخولذذه إلذذى هذذه المناطق‪،‬وعليذذه فذذإن ربذذط البيئذذة البحريذذة بالهذذدف المذذدني ال يعطذذي الحمايذذة‬
‫ال افية للبيئة البحرية وال يجعلها في معزل عن الهجمات العس رية‪.‬‬

‫خامسا – فيما يتعلق بااللتزام بقواعد القانون الدولي عند استخدام وسائل وأساليب الحرب‪:‬‬

‫تنص ال قر ‪ 99‬من الدليل علذى أنذه " يجذب اسذتخدام وسذائل الحذرب وأسذاليبها مذع إيذالء الم ارعذا‬
‫الواجبة للبيئة الطبيعية استنادا إلى قواعد القانون الدولي هات الصلة‪ ،‬وتحظر األضرار وأعمذال التذدمير‬
‫التي تلحق بالبيئة الطبيعية والتي ال تبررها الضرورات العس رية وتباشرها على نحو تعس ي "‪.‬‬

‫والمقصود بقواعد القانون الدولي هات الصلة‪ ،‬قواعد القانون الدولي للبحار وقواعد القانون الذدولي‬
‫للبيئة حيث يتضمنان التزامات قانونية دولية ترمي إلى حماية البيئة البحرية بش ل عام‪.‬‬

‫سادسا – فيما يتعلق بالتدابير المتخه عند الهجوم‪:‬‬

‫لقد نصت ال قر ‪ 99‬من الدليل على أنه‪ " :‬يجب االمتناع عن شن هجوم إن ان من المتوقع أن‬
‫يسبب خسائر أو أض ار ار عرضية م رطة مقارنة بال ائد العس رية المباشر ‪."...‬‬

‫والمقصذذود باألض ذرار العرضذذية باإلضذذافة إلذذى فقذذدان الحيذذا أو الذذويالت التذذي تلحذذق المذذدنيين أو‬
‫غيرهم من األشخاص المحميين‪ ،‬األضرار التي تلحق بالبيئة الطبيعية‪ ،‬وهها حسب ما تنص عليه ال قر‬

‫‪-67-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪ 73‬من الدليل‪.‬‬

‫إن اتخاه هه التدابير االحتياطية من شأنه أن يعطي أ ثر حماية وضمان للبيئة البحرية‪.‬‬

‫سابعا – فيما يتعلق بوسائل وأساليب الحرب في البحر‪:‬‬

‫لقد قيدت ال قر ‪ 31‬حق أطراف النزاع في اختيار وسائل وأساليب الحرب بمنع القصف العشوائي‬
‫لألهداف غير العس رية والحاق أضرار عرضية بالبيئة البحرية نتيجة لهها القصف‪.‬‬

‫ولقد جاءت ال قر ‪ 11‬تطبيقا لنص الماد ‪ ،31‬حيث نصت على أنه‪ " :‬يجب استعمال الصواريخ‬
‫والمقهوفات‪ ،‬بما فيها الصواريخ والمقهوفات هات القدر فوق األفقية‪ ،‬وفقا لمبذاد التمييذز بذين األهذداف‪،‬‬
‫ما هو منصوص عليه في ال قرات ‪ 31‬و‪." 99‬‬

‫عسذ رية مشذروعة‬ ‫ومن أمثلة الوسائل واألساليب المشروعة‪ ،‬استعمال األلغام في البحذر ألغذ ار‬
‫منذذع العذذدو مذذن الوصذذول إلذذى منذذاطق بحريذذة‪ ،‬و ذذها إنشذذاء منذذاطق اسذذتثنائية بشذذرط أن ال تضذذر هذذه‬
‫المناطق باالستخدامات المشروعة لمساحات بحرية محدود ‪.‬‬

‫رغذذم أن هذذها الذذدليل جذذاء لتنظذذيم سذذير العمليذذات الحربيذذة فذذي البحذذار ولذذم يذذأتي إلض ذ اء الحمايذذة‬
‫المباشر للبيئذة البحريذة أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬إال أنذه تضذمن قذد ار معتبذ ار مذن الحمايذة للبيذ البحريذة‪،‬‬
‫واعتمد واضعو الدليل في هلك على مبدأ التناسب بين العمليات الحربية وبين حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫ونش ذذير ف ذذي األخي ذذر إل ذذى أن ه ذذها ال ذذدليل يعتب ذذر مش ذذروع ات ذذاق‪ ،‬يح ذذث ال ذذدول عل ذذى ض ذذرور ع ذذدم‬
‫اإلضرار بالبيئة البحرية‪ ،‬والشيء الجديد الذهي جذاء بذه هذها الذدليل هذو اسذتخدام وسذائل وأسذاليب الحذرب‬
‫استنادا إلى قواعد القانون الدولي للبحار وقواعد القانون الدولي للبيئة‪.‬‬

‫المطل ة الثةةان – اجتماعةةات خب ةراء القةةانو الةةدول اإلنسةةان ف ة مجةةال حمايةةة‬


‫البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬
‫سنتطرق في هها المطلب إلى اجتماعات خبراء القذانون الذدولي اإلنسذاني‪ ،‬التذي دعذت إليذه اللجنذة‬
‫الدوليذذة للصذذليب األحمذذر سذذنة ‪( 7772‬فذذي فذذرع أول)‪ ،‬وبعذذدها إلذذى االجتمذذاع الثذذاني الذذهي انعقذذد سذذنة‬
‫‪( 7773‬فذذي فذذرع ثذذان)‪ ،‬والذذى المبذذاد التوجيهيذذة التذذي وضذذعتها اللجنذذة الدوليذذة للصذذليب األحمذذر عذذن‬
‫حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة (في فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ -‬اجتماع خبراء القانو الدول اإلنسان ف جنيف سنة ‪:1772‬‬

‫‪-68-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪1‬‬
‫اللجنذة الدوليذة للصذليب األحمذر‬ ‫بما أن المجتمع الدولي ممثال في هيئة األمم المتحد ‪ ،‬قد فذو‬
‫االعتنذذاء وبصذذور مباشذذر بمسذذألة حمايذذة البيئذذة فذذي فتذذر الن ازعذذات المسذذلحة‪،‬فقد دعذذت اللجنذذة إلذذى عقذذد‬
‫اجتماع للخبراء بهها الشأن وخاصة حمايذة البيئذة البحريذة‪ ،‬وعقذد االجتمذاع مذن ‪ 21‬إلذى ‪ 27‬أفريذل سذنة‬
‫‪ ،7772‬واش ذذترك في ذذه نح ذذو ثالث ذذون خبيذ ذ ار ينتم ذذون إل ذذى القذ ذوات المس ذذلحة واألوس ذذاط الجامعي ذذة والعلمي ذذة‬
‫ممثل ذذي األوس ذذاط الح ومي ذذة وغي ذذر الح ومي ذذة‪ ،‬ودع ذذي ذذل الخبذ ذراء بصذ ذ تهم‬ ‫والح ومي ذذة‪ ،‬و ذذهلك بعذ ذ‬
‫الشخصية‪.2‬‬

‫وفي ما يلي أهم المسائل الرئيسية التي تم تناولها بالبحث في هلك االجتماع‪:‬‬

‫لقذذد ثمذذن االجتمذذاع قواعذذد القذذانون الذذدولي االنسذذاني االت اقيذذة والعرفيذذة و ذذها قواعذذد القذذانون الذذدولي‬
‫العام المتعلق بالمسؤولية الدولية و ذها قواعذد القذانون الذدولي للبيئذة‪ ،‬حيذث أ ذد المجتمعذون علذى أن هذه‬
‫القواعد تشذ ل خطذوات هامذة ومشذجعة‪ ،‬ت ذل حمايذة فعالذة للبيئذة‪ ،‬وأ ذدوا فذي ن ذس الوقذت علذى ضذرور‬
‫احترامها وتن يهها‪ ،‬ونشرها على أوسع نطاق مم ن‪.‬‬

‫وتنذذاول الخب ذراء ن ذذس المسذذألة التذذي بحثنذذا فيهذذا – فذذي فصذذلنا األول – وهذذي مسذذألة مذذد إم انيذذة‬
‫تطبيق قواعد القانون الدولي للبيئة المطبقة أصال في وقت السلم‪ ،‬أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬ونالحذظ أن‬
‫الخبراء سلموا بإم انية إسقاطها وتطبيقها في هه ال ترات‪.‬‬

‫وقد أعد المجتمعون قائمة بالمسائل القانونية الرئيسية التي تسذتوجب ال حذص والد ارسذة‪ ،‬ومذن بذين‬
‫هه المسائل‪ ،‬االستعانة بالقواعد العرفية التي تحمي البيئة بشذ ل عذام والبيئذة البحريذة بشذ ل خذاص فذي‬
‫ت سير القواعد االت اقية المطبقة وخاصة قواعد البروتو ول اإلضذافي األول لسذنة ‪ 7711‬وأح ذام ات اقيذة‬
‫حظر تغيير البيئة‪ ،‬ومسألة المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة‪ ،‬ومسألة التوازن الذهي يتعذين مراعاتذه‬
‫بين الضرور العس رية وحماية البيئة‪.‬‬

‫الفرع الثان –اجتماع خبراء القانو الدول اإلنسان ف جنيف سنة ‪:1773‬‬

‫قامذ ذذت اللجنذ ذذة الدوليذ ذذة للصذ ذذليب األحمذ ذذر بتوجيذ ذذه الذ ذذدعو إلذ ذذى مجموعذ ذذة مذ ذذن الخب ذ ذراء القذ ذذانونيين‬
‫والعس ريين لالجتماع فذي مقرهذا بجنيذف‪ ،‬تحذت اسذم " مذؤتمر الخبذراء مذن أجذل حمايذة البيئذة فذي أوقذات‬

‫تم الته ير خالل الدور السادسة و األربعين للجمعية العامة لألمم المتحد سنة ‪ ،1991‬باختصاص اللجنة الدولية‬ ‫‪1‬‬

‫للصليب األحمر في مجال حماية البيئة في فتر النزاعات المسلحة‪ ،‬وبناءا على نص القرار ‪ 119/12‬الهي اعتمدته‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬دعيت اللجنة إلى متابعة أعمالها في هها المجال‪ ،‬والى تقديم تقرير في هها الشأن إلى الدور السابعة‬
‫واألربعين ألعمال الجمعية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر أيضا الوثيقة ‪( /19 /201‬عن هيئة األمم المتحد ) الصادر في ‪ 21‬جويلية ‪ 1990‬بعنوان‪:‬‬
‫‪Protection de l environnement en pèriode de conflit armè, Rapport du secrétaire‬‬
‫‪Gènèral ,PP11- 114.‬‬

‫‪-69-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫النزاعات المسلحة "‪ ،‬في ال تر الممتد ما بين ‪ 21‬و‪ 21‬جان ي ‪ ،7773‬وقد شارك في هذها اللقذاء أ ثذر‬
‫من ثالثين خبيرا‪ ،‬تم اختيارهم على أساس شخصي بحث‪.‬‬

‫وفيما يلي أهم ما جاء به هها االجتماع من أعمال ودراسات‪:‬‬

‫أ ذذد الخبذ ذراء المجتمع ذذون عل ذذى أهمي ذذة الق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني والق ذذانون ال ذذدولي للبيئ ذذة وقواع ذذد‬
‫المسؤولية في القانون الدولي العام المعنيذة بحمايذة البيئذة البحريذة أو البيئذة بشذ ل عذام وأوصذوا بضذرور‬
‫أن تصبح هذه القواعذد معلومذة علذى نطذاق واسذع‪ ،‬خاصذة بذين األفذراد العسذ ريين والقذاد – خاصذة وأن‬
‫مسذؤولية القذذاد العسذ ريين‪ 1‬هذذي مسذذؤولية مباشذر ال يم ذذن التنصذل منهذذا تحذذت ظذل أي هريعذذة ‪ ، -‬مذذا‬
‫أ ذدوا علذى ضذرور العمذل مذن أجذل إسذقاط قواعذد القذانون الذدولي للبيئذة بمذا تتضذمنه مذن الت ازمذات وقذت‬
‫السلم‪ ،‬على البيئة البحرية أثناء النزاع المسلح‪.‬‬

‫ما تطرق الخبراء إلى دور القانون الذدولي للبحذار‪ 2‬الجديذد فذي حمايذة البيئذة البحريذة وقذت السذلم‪،‬‬
‫قتاليذذة‪ ،‬والذذى دور االت اقيذذات الدوليذذة المتعلقذذة بحمايذذة البيئذذة‬ ‫ومنعذذه اسذذتخدام أعذذالي البحذذار فذذي أغذ ار‬
‫البحرية من التلوث الن طي – والتي تطرقنا إليها في فصلنا األول ‪ ،-‬بمذا تتضذمنه مذن الت ازمذات قانونيذة‬
‫تحظذذر التصذريف المتعمذذد للذذن ط فذذي البحذذار‪ ،‬وعلذذى هلذذك فذذإن الهجذذوم العسذ ري علذذى نذذاقالت الذذن ط يعذذد‬
‫فعال محرم دوليا ألن فيه إضرار بالبيئة البحرية‪.‬‬

‫ما تطرق المجتمعون إلى موضوع الموازنذة بذين الضذرورات العسذ رية وبذين حمايذة البيئذة‪ ،‬وعلذى‬
‫ضرور وجود تناسب بينهما‪.‬‬

‫وت ذذم التأ ي ذذد عل ذذى أن االعت ذذداء ال ذذهي يخل ذذف الض ذذرر الجس ذذيم بالبيئ ذذة‪ ،‬يع ذذد جريم ذذة ح ذذرب دولي ذذة‬
‫تستحق المساءلة الجنائية الدولية‪.‬‬

‫ما طالذب األعضذاء بإعذاد النظذر القاعذد التذي تقضذي بضذرور وقذف سذريان االت اقيذات الدوليذة‬
‫التي تطبق وقت السلم بمجرب بدء الحرب‪ ،‬مؤ دين على ضرور أن تتضمن االت اقيات المعنية بحماية‬
‫البيئة البحرية وقت السلم سريان أح امها حتى في حالة اندالع الحروب‪.‬‬

‫ومن بين أهم االقتراحات التي اختتم بها هها االجتماع‪:‬‬

‫اقت ار إم انية اللجوء إلى الم اهيم الحديثة للمسؤولية الدولية‪ ،‬والتي تنطوي على الم هوم الوقائي‬
‫للمسؤولية‪ ،‬فأجمعوا على أن هها الم هذوم يذتالءم مذع اعتبذارات حمايذة البيئذة البحريذة فذي وقذت الن ازعذات‬
‫المسلحة‪ ،‬وأوصوا بضرور التمسك بتطبيق مبدأ " الوقاية " من الضرر البيئي المتوقع‪.‬‬

‫‪-1‬علي عواد‪ ،‬العنف الم رط‪ ،‬قانون النزاعات المسلحة وحقوق اإلنسان‪ ،‬دار المؤلف‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،0221 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪-2‬أنظر في هلك‪ :‬صال الدين عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.01 -0‬‬

‫‪-70-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫المطالبذة بضذرور التحديذذد الواضذح لمعذذايير التذدمير المحظذور ارت ابذذه فذي البيئذذة الطبيعيذة‪ ،‬والذذهي‬
‫اشترط فيه أن ي ون بالغ الضرر‪ ،‬واسع االنتشار وطويل األمد‪ ،‬وهلك حتى يم ن تحديذد مقذدار الضذرر‬
‫البيئي المسمو به أثناء القتال‪.‬‬

‫ضرور وضع قواعد وضوابط محدد لم هوم الضرورات العس رية‪ ،‬وواجب األخه بعذين االعتبذار‬
‫حماية البيئة البحرية‪.‬‬

‫غير أن المش لة هه ليست بالتي يم ن حلها من خالل دور أو دورتين من المؤتمر‪ ،‬وهلك رغم‬
‫ذذل مذذا وفرتذذه اللجنذذة الدوليذذة للصذذليب األحمذذر مذذن بحذذوث ود ارسذذات أجريذذت حذذول هذذها الموضذذوع‪ ،‬لذذها‬
‫ان ضت الدور الثانية للمؤتمر على أن تعقد له دور ثالثذة فذي جذوان ‪ ،7773‬حتذى تسذتعمل المناقشذات‪،‬‬
‫وينظر في التقرير النهائي لتقديمه ألمين عام األمم المتحد ‪.1‬‬

‫انعقذذد االجتمذذاع الثالذذث للخب ذراء مذذن ‪ 1‬إلذذى ‪ 7‬ج ذوان ‪ ،7773‬بجنيذذف‪ ،‬وتذذم تنذذاول مختلذذف النقذذاط‬
‫التي تم التوصل إليها في االجتمذاعين السذابقين‪ ،‬وقذد سذاهم االجتمذاع الثذاني فذي إعذداد تقريذر االجتمذاع‬
‫الثالذذث النهذذائي‪ ،‬الذذهي رفعتذذه اللجنذذة الدوليذذة للصذذليب األحمذذر إلذذى األمانذذة العامذذة لألمذذم المتحذذد تمهيذذدا‬
‫لعرضه على أعمال الجمعية العامذة فذي دورتهذا ‪ ،92‬طبقذا لتوصذية اتخذهتها الجمعيذة العامذة فذي دورتهذا‬
‫السابقة‪.‬‬

‫والمالحذذظ أن الخب ذراء توصذذلوا إلذذى صذذياغة " خطذذوط نموهجيذذة " لت ذذون مثذذاال تسذذير علذذى منوالذذه‬
‫الذذدول عنذذد سذذن الق ذوانين واألح ذذام العس ذ رية‪ ،‬خصوصذذا مذذا يتعلذذق منهذذا بسذذير العمليذذات العدائيذذة‪ ،‬وقذذد‬
‫ش لت تلك الخطوط ملحقا للتقرير المرفوع إلى الجمعية العامة لألمم المتحد ‪.2‬‬

‫ولذذم يقذذدم التقريذذر النهذذائي فذذي االجتمذذاع ‪ 91‬للجمعيذذة العامذذة‪ ،‬وتذذأخر إلذذى غايذذة االجتمذذاع ‪،97‬‬
‫وتضمن هها التقرير مباد توجيهية لوضع تيبات وتعليمات عس رية عن حماية البيئة بأنواعها الثالث‬
‫في أوقات النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ -‬المباد التوجيهيةة لوضة كتيبةات وتعليمةات عسةكرية عة حمايةة البيئةة أثنةاء‬
‫النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫إن المباد التوجيهية التي وضعتها اللجنة الدولية للصليب األحمذر ليسذت مشذروعا لتقنذين جديذد‪،‬‬
‫وانم ذذا ه ذذدفها األساس ذذي ه ذذو المس ذذاهمة ال عال ذذة ف ذذي زي ذذاد ال ذذوعي بض ذذرور حماي ذذة البيئ ذذة الطبيعي ذذة أثن ذذاء‬

‫‪-1‬أنظر‪ :‬د‪ .‬صال هاشم جمعة‪ ،‬حماية البيئة من آثار النزاعات المسلحة‪ ،‬المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬العدد ‪،20‬‬
‫سنة‪ ،1992‬ص ‪.011 -012‬‬
‫‪-2‬أنظر‪ :‬عامر الزمالي‪ ،‬حماية البيئة البحرية من آثار النزاعات المسلحة‪ ،‬المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬العدد ‪،20‬‬
‫سنة ‪ ،1992‬ص ‪.011‬‬

‫‪-71-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫النشذذر‪ ،‬ويبقذذى األمذذر مترو ذذا للذذدول وعلذذى وجذذه الخصذذوص‬ ‫فهذذه المبذذاد تعذذد وسذذيلة ألغ ذ ار‬
‫قواتها المسلحة التخاه اإلجراءات المناسبة‪.1‬‬

‫ويجب اإلشار إلى أن هه المباد التوجيهية مستقا من الص وك القانونية ومن ممارسات الدول‬
‫فيما يتعلق بحماية البيئة من آثار النزاعات المسلحة‪ ،‬وقد جمعت من أجل تقوية االهتمام بحمايذة البيئذة‬
‫داخل القوات المسلحة‪.‬‬

‫وفيما يلي سنبين القواعد المحدد بشأن حماية البيئة البحرية‪ ،‬ثم إلى نشر هه المباد وتن يهها‪.‬‬

‫أ‪ -‬القواعد المشار إليها في المباد التوجيهية المتعلقة بحماية البيئة البحرية‪:‬‬

‫‪ -‬يعذذد انتها ذذا خطي ذ ار لقواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني ذذل تذذدمير للبيئذذة البحريذذة الذذهي ال تبذذرر‬
‫الضرور العس رية‪.2‬‬

‫‪ -‬يعد حماية للبيئة البحرية الحظذر العذام علذى تذدمير األهذداف المدنيذة‪ ،‬مذا لذم ي ذن هذها التذدمير‬
‫مبر ار بالضرورات العس رية‪.3‬‬

‫‪ -‬يحظر زرع األلغام البحريذة علذى نحذو عشذوائي‪ ،‬ويجذب أن تسذجل مواقذع جميذع حقذول األلغذام‬
‫المخطط لها ويحظر وضع األلغام البحرية التي تت جر من بعد وال يبطل م عولها هاتيا وغير مسجلة‪.4‬‬

‫ه ذذها باإلض ذذافة إل ذذى الحماي ذذة الت ذذي تقرره ذذا أح ذذام البروتو ذذول اإلض ذذافي األول (المذ ذواد ‪ 31‬و‪13‬‬
‫و‪ )11‬وأح ذذام ات اقيذذة حظذذر اسذذتخدام تقنيذذات تغيذذر البيئذذة‪ -،‬والتذذي سذذتتم د ارسذذتهما بالتحليذذل فذذي مبحثنذذا‬
‫الموالي ‪.-‬‬

‫ب‪ -‬نشر المباد التوجيهية وتن يهها‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم الدول بنشر هه القواعد وتعميمها على أوسع نطاق مم ن‪ ،‬وادراجها في برامجها المتعلقة‬
‫بالتدريب العس ري والمدني‪.5‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬د‪ .‬هاتز‪ ،‬بيتر غاسر‪ ،‬مباد توجيهية لوضع تيبات وتعليمات عس رية عن حماية البيئة في أوقات النزاع‬
‫المسلح‪ ،‬المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،1992‬ص ‪.112 – 011‬‬
‫‪-2‬أنظر‪ :‬ديباجة ات اقية الهاي الرابعة لعام ‪.1929‬‬
‫‪-3‬أنظر‪ :‬الماد ‪( 02‬ز) من الئحة ات اقية الهاي الرابعة‪ ،‬والماد ‪ 12‬من ات اقية جنيف الرابعة‪ ،‬والماد ‪ 10‬من‬
‫البروتو ول األول‪.‬‬
‫‪-4‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 2‬من البروتو ول الثاني الت اقية األسلحة التقليدية‪ ،‬وات اقية الهاي الثامنة‪.‬‬
‫‪-5‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 1‬من ات اقية الهاي الرابعة ‪ ،1929‬والماد ‪ 111‬من ات اقية جنيف الرابعة ‪ ،1919‬والماد ‪ 92‬من‬
‫البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬

‫‪-72-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪ -‬تحترم الدول وت ل احترام االلتزامات بموجب القانون الدولي اإلنساني المطبق في حالذة النذزاع‬
‫المسلح‪ ،‬بما في هلك القواعد التي تنص على حماية البيئة في أوقات النزاع المسلح‪.1‬‬

‫‪ -‬تلت ذذزم ال ذذدول ل ذذد د ارس ذذتها أو تطويره ذذا أو حيازته ذذا لس ذذال جدي ذذد أو وس ذذيلة أو طريق ذذة جدي ذذد‬
‫الح ذذاالت أو جميعه ذذا‪ ،‬بموج ذذب‬ ‫للح ذذرب بتحدي ذذد م ذذا إها ذذان اس ذذتعمال ه ذذها الس ذذال محظ ذذو ار ف ذذي بعذ ذ‬
‫القانون الدولي بما في هلك قواعد حماية لبيئة أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة حدوث انتها ات لقواعد القانون الدولي اإلنساني المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬تتخد التدابير‬
‫لوقف أي انتهاك مذن هذها النذوع ومذن حذدوث مزيذد مذن االنتها ذات‪ ،‬ويطلذب مذن الضذباط العسذ ريين أن‬
‫يمنعذوا حذذاالت انتهذذاك هذذه القواعذذد‪،‬وأن يقومذوا عنذذد االقتضذذاء‪ ،‬بقمعهذذا وابذذال السذذلطات المختصذذة بهذذا‪،‬‬
‫وفي الحاالت الخطير ‪ ،‬يقدم مرت بو هه االنتها ات إلى العدالة‪.2‬‬

‫‪ -‬لقذذد تطرقنذذا فذذي هذذها المطلذذب إلذذى دليذذل سذذان ريمذذو‪ ،‬والذذى اجتماعذذات خب ذراء القذذانون الذذدولي‬
‫اإلنساني تحت رعاية اللجنذة الدوليذة للصذليب األحمذر‪ ،‬فذي إطذار ت عيذل قواعذد القذانون الذدولي اإلنسذاني‬
‫خاصة تلك المتعلقة بحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫وسذذنتناول فذذي المطلذذب الم ذوالي إلذذى نشذذر قواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني المتعلقذذة بحمايذذة البيئذذة‬
‫البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬من أجل تعزيز ت عيل هه القواعد‪.‬‬

‫المطل الثان – نشر قواعد القانو الدول اإلنسةان المتعلقةة بحمايةة البيئةة البحريةة أثنةاء‬
‫النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫يقصد بالنشر الترويج للقواعد والمباد االنسانية والتعريف بها‪ ،‬بما فيها المباد التي تنشط على‬
‫أساس ذذها اللجن ذذة الدولي ذذة للص ذذليب األحم ذذر واله ذذالل األحم ذذر‪ ،‬م ذذن أج ذذل تعزي ذذز قيم ذذة اإلنس ذذان ف ذذي زم ذذن‬
‫النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫والغاي ذذة المرج ذذو م ذذن النش ذذر هن ذذا‪ ،‬احتذ ذرام ال ذذدول أطذ ذراف النذ ذزاع المس ذذلح ألح ذذام الق ذذانون ال ذذدولي‬
‫اإلنساني‪ ،‬و ها توعية الجمهور بذأن مجمذل االت اقيذات اإلنسذانيةمن الضذروري احترامهذا فذي ذل ال تذرات‬
‫المسلحة وغير المسلحة‪.‬‬

‫وعلى هها األساس تنبين في هها المطلب طبيعة النشر(فرع أول)‪ ،‬ووسائل النشر (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول – طبيعة النشر‪:‬‬

‫‪-1‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 1‬من ات اقية جنيف الرابعة لعام ‪ ،1919‬والماد ‪ 1‬من البروتو ول األول لعام ‪.1999‬‬
‫‪-2‬أنظر‪ :‬المادتان ‪ 112‬و‪ 119‬من ات اقية جنيف الرابعة‪ ،‬والمادتان ‪ 12‬و ‪ 19‬من البروتو ول األول الت اقيات جنيف‪.‬‬

‫‪-73-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫على الرغم من أن الجهل بالقانون ال ي ون عه ار الرت اب محظور‪ ،1‬فإن ات اقيات جنيف في ماد‬
‫مشتر ة نصت على نشر أح امها على نطاق واسع في السلم ما في الحرب‪.2‬‬

‫والذذدول ملزمذذة بالقيذذام بمختلذذف وثذذائق القذذانون الذذدولي االنسذذاني واالت اقيذذات والقذ اررات واالعالنذذات‪،‬‬
‫ومذذا يصذذدر عذذن المجتمذذع الذذدولي مذذن نذذدوات‪ ،‬خصذذت القيذذاد العسذ رية بذذدور بذذارز خاصذذة فذذي ت اصذذيل‬
‫التن يذذه والحذذاالت غيذذر المنصذذوص عليهذذا‪ ،3‬ويضذذيف البروتو ذذول األول إلذذى تلذذك اإلج ذراءات الضذذرورية‬
‫لتن يه االلتزامات واألوامر والتعليمات‪.4‬‬

‫إل ذذى جان ذذب ال ذذدور األساس ذذي ال ذذهي يج ذذب عل ذذى ال ذذدول أن تلعب ذذه ف ذذي نش ذذر قواع ذذد الق ذذانون ال ذذدولي‬
‫اإلنساني‪ ،‬فإن للمؤسسات اإلنسانية دو ار ال يسذتهان بذه‪ ،‬ومذن هلذك إن النظذام األساسذي لحر ذة الصذليب‬
‫األحمر والهالل األحمر والنظام األساسي للجنة الدولية للصليب األحمر يضذعان علذى عاتقهذا مسذؤولية‬
‫العمل على " تطبيق القانون اإلنساني بأمانة "‪ ،5‬وعلى هها األساس تسعى اللجنذة لجمذع أ بذر مذا يم ذن‬
‫مذذن معلومذذات عمذذا تحقذذق فذذي مجذذال اإلجذراءات الوطنيذذة لتطبيذذق القذذانون اإلنسذذاني " ويبقذذى علذذى الذذدول‬
‫انجاز ال ثير في هه الناحية‪.6‬‬

‫الفرع الثان – وسائل النشر‪:‬‬

‫يتم النشر بعديد الطرق والوسائل هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬عن طريق وسائل اإلعالم‪:‬‬

‫تلعب وسائل اإلعالم دو ار رئيسا في مختلف مراحل أعمال العنف‪ ،‬فالتل ز والجرائد واإلنترنت تعذد‬
‫وسذذائل هامذذة لنقذذل األخبذذار للس ذ ان وبإم انهذذا بذذث صذذور عذذن األحذذداث‪ ،‬وبوسذذعها تقذذديم نذذداءات إلذذى‬
‫مختلف القيادات والس ان والمقاتلين‪.‬‬

‫ب‪ -‬عن طريق اللجنة الدولية للصليب األحمر‪:‬‬

‫تع ذذد اللجن ذذة الدولي ذذة للص ذذليب األحم ذذر م ذذن أه ذذم الهيئ ذذات الت ذذي تق ذذوم بالنش ذذر خ ذذار هيئ ذذة اإلع ذذالم‬
‫الرسذذمي‪ ،‬فه ذذي تمث ذذل الو ي ذذل الرس ذذمي للنش ذذر علذذى الص ذذعيد ال ذذدولي‪ ،7‬وتت ذذولى النش ذذر رابط ذذة الجمعي ذذات‬

‫‪-1‬عامر الزمالي‪ ،‬مدخل إلى القانون الدولي االنساني‪ ،‬منشورات المعهد العربي لحقوق اإلنسان‪ ،‬تونس‪.1992 ،‬‬
‫‪-2‬أنظر‪ :‬الماد ‪111 ،109 ،11 ،19‬على التوالي من ات اقيات جنيف األربع لعام ‪.1919‬‬
‫‪-3‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 11‬من ات اقية جنيف األولى والماد ‪ 12‬منم ات اقية جنيف الثانية‪.‬‬
‫‪-4‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 12‬من البروتو ول األول لعام ‪.1999‬‬
‫‪-5‬أنظر الماد ‪( 1‬أ ) و ‪ ) 0( 1‬من النظامين األساسيين‪.‬‬
‫‪-6‬عامر الزمالي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-7‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 0( 1‬ر) من النظام األساسي للجنة الدولية للصليب األحمر‪.‬‬

‫‪-74-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫الوطنية للصليب األحمر والهالل األحمر‪.‬‬

‫‪ -‬الجمعيات الوطنية للصليب األحمر والهالل األحمر‪:‬‬

‫تتحمل ل جمعية وطنية للصليب والهذالل األحمذر مسذؤولية عمليذة النشذر علذى الصذعيد الذداخلي‬
‫وهلك من خالل تعريف أعضائها بمختلف مباد القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫وتقوم هه الجمعيات بمساعد السلطات الرسمية في الدولة بتقديم االستشارات والحلول في مجذال‬
‫التعريف بالقانون الدولي االنساني‪.‬‬

‫د‪ -‬عن طريق ال تيبات العس رية اإلرشادية‪:‬‬

‫ذل عمذذل علمذي أو بيذذداغوجي يتضذذمن التعريذف بالقذذانون الذدولي اإلنسذذاني يعذذد مذن قبيذذل تيبذذات‬
‫اإلرشذذاد‪ ،‬ذذها المذذدونات الت ذذي تتض ذذمن ب ذرامج الت ذذدريب العس ذ ري الموجه ذذة ألفذ ذراد الق ذوات المس ذذلحة تع ذذد‬
‫تيبات لإلرشاد‪.‬‬

‫ويجب على الدول‪ 1‬أن تصدر التعليمات واألوامر ال يلة باحترام القذانون الذدولي اإلنسذاني لقواتهذا‬
‫المسلحة‪ ،‬ألجل أن ت ون هه القوات مستوعبة أثناء أدائها لمهامها بالمباد اإلنسانية‪.‬‬

‫ن‪ -‬عن طريق الم تبات العمومية‪:‬‬

‫حيذذذث تعتبذ ذذر م ذذن وس ذذائل النشذ ذذر تزوي ذذد الم تبذ ذذات العموميذ ذذة فذ ذذي مختلذ ذذف أرجذ ذذاء الذذذوطن ب تذ ذذب‬
‫وملخص ذذات ف ذذي مج ذذال الق ذذانون اإلنس ذذاني‪ ،‬وت ذذون ه ذذه المؤل ذذات إم ذذا هات ط ذذابع تعليم ذذي ذذأن تتعل ذذق‬
‫بمقذذررات د ارسذذية‪ ،‬أو أن ت ذذون متخصصذذة رسذذائل الماجسذذتير والذذد تو ار ‪ ،‬باإلضذذافة إلذذى عقذذد نذذدوات‬
‫ومحاضرات حول مباد وقواعد القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫والبد أن نشير في األخير أن النشر ال يقتصر على حالة السلم بل أيضا أثناء النزاع المسلح‪.‬‬

‫دائما وفي إطار آليذات الحمايذة‪ ،‬وبعذد أن تناولنذا النشذر فذي هذها المطلذب ‪ ،‬سذنتطرق إلذى الرقابذة‬
‫الدولية بغية تأمين احترام القواعد في المطلب الموالي‪.‬‬

‫المطل ة الثالةةث – الرقابةةة الدوليةةة م ة أجةةل ت ة مي احت ةرام قواعةةد القةةانو الةةدول‬
‫اإلنسان المتعلقة بحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬
‫يم ن ألطراف النزاع المسلح أن تعهد لدولة أو منظمة دولية مهمة اإلشذراف علذى تطبيذق القواعذد‬
‫والمباد الدوليذة اإلنسذانية فذي مذا يخذص النذزاع المعنذي (ال ذرع األول)‪ ،‬مذا أن هنذاك أشذخاص مذؤهلين‬

‫‪-1‬الماد ‪ 19‬من البروتو ول األول للعام ‪ 1999‬تلزم الدول بأن تعلم قواتها المسلحة بالمباد التي تتضمنها االت اقيات‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫‪-75-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ولجان دولية تسهر على تأمين احترام هه القواعد (ال رع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول –الرقابة الدولية ع طريق تعيي الدولة الحامية‪:‬‬

‫تطبق االت اقيات اإلنسانية بمعاونة واشراف الدول الحاميذة‪ ،1‬وهذه األخيذر هذي الدولذة التذي يوافذق‬
‫أط ذراف الن ذزاع علذذى قيامهذذا بمهمذذة تذذأمين احت ذرام االت اقيذذات األربذذع والبروتو ذذول األول‪ ،2‬وهلذذك لحمايذذة‬
‫أن تعذذين بخذذالف‬ ‫مصذذالح طذذرف لذذد طذذرف آخذذر أثنذذاء الن ذزاع‪ ،‬ويجذذوز للدولذذة الحاميذذة لهذذها الغذذر‬
‫ممثليها الدبلوماسيين والقنصليين‪ ،‬منذدوبين مذن رعايذا دوا محايذد أخذر ‪ ،‬وتوافذق علذى هذؤالء المنذدوبين‬
‫الهين يتولون واجباتهم لديها‪.‬‬

‫وجهذذت عذذد انتقذذادات لهذذه اآلليذذة ال ذوارد فذذي ات اقيذذة جنيذذف والبروتو ذذول األول‪ ،‬فتعيذذين الدولذذة‬
‫الحامية مقرون بشذرط قبولهذا والموافقذة عليهذا مذن أطذراف النذزاع‪ ،‬وهذو الشذرط الذهي يم ذن أن يشذل ليذة‬
‫آلية الرقابة على تطبيق قواعد القانون الدولي اإلنساني‪.،‬‬

‫ما أن هناك أسباب عد تجعل أطراف النزاع ال تلجأ إلى تعيين الدولة الحامية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إها ان النزاع المسلح غير دولي‪ ،‬فأن أطرافه تحرص على عذدم تذدويل النذزاع‪ ،‬وعذدم اللجذوء‬
‫إلى الرقابة الدولية عن طريق تعيين الدولة الحامية‪.‬‬

‫ب‪ -‬إها لم يرغب أحد أطراف النزاع أو ليهما في االعتراف بوجود نزاع مسلح‪.‬‬

‫‪ -‬إها لذذم ي ذذن للذذدول اسذذتعداد مذذن أجذذل القيذذام بذذدور الدولذذة الحاميذذة بسذذبب ثذذر األعبذذاء الناجمذذة‬
‫عن هه المهمة‪.‬‬

‫والجدير باله ر‪ ،‬أن هناك بديل للدولة الحامية‪ ،‬وهي اللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬وهها حسذب‬
‫الماد (‪ 1‬ف ‪ )3‬من البروتو ول األول لسنة ‪.7711‬‬

‫حيذذث تؤ ذذد المذذاد " ‪ " 1‬علذذى الذذدول أط ذراف الن ذزاع أن تعمذذل علذذى ايجذذاد البذذديل العملذذي الذذهي‬
‫يتولى حل مش لة عدم االت اق على تعيين هه الدولة‪ ،‬وعند هلك تبذادر اللجنذة الدوليذة للصذليب األحمذر‬
‫مساعديها أوال على أطراف النزاع مذن أجذل تعيذين الدولذة الحاميذة التذي تنذال رضذا الطذرفين‪،‬‬ ‫إلى عر‬
‫واستعدادها للسما لها أداء حماية مصالح ل منها‪.3‬‬

‫ومذذن الناحيذذة القانونيذذة‪ ،‬تعتبذذر عمليذذة تعيذذين الدولذذة الحاميذذة أو البذذديل عنهذذا ناجمذذة عذذن ات ذذاق‬
‫رسمي يرد إما على صور ات اق ثنائي يضم طرفي النزاع مضافا إليه موافقة الدولة الحامية‪ ،‬أو بموجب‬

‫‪-1‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 9‬من االت اقية الرابعة لسنة ‪.1919‬‬


‫‪-2‬جيرار ني يقو‪ ،‬تن يه القانون الدولي اإلنساني – مبدأ سياد الدول – م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ عدد ‪ 11‬جنيف ‪ ،1991‬ص ‪.192‬‬
‫‪-3‬أنظر‪ :‬المواد ‪ 12،12،12،11‬على التوالي من ات اقيات جنيف األربع‪ ،‬الماد ‪ 1‬فقر ‪ 1‬من البروتو ول األول‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ات ذذاق ثالثذذي يضذذم طرفذذي النذزاع والدولذذة الحاميذذة معذذا‪ ،‬ألن موافقذذة الدولذذة الحاميذذة أو البذذديل عنهذذا شذذرط‬
‫ضروري ألجل بدء العمل بنظام الحماية‪.1‬‬

‫وتشذذترط المذذاد (‪ )1‬أن تذذتم هذذه العمليذذة فذذي بدايذذة الن ذزاع ودون إبطذذال حيذذث يقذذوم طرفذذي الن ذزاع‬
‫بتعيين الدولة الحامية‪ ،‬وبخالفه فإنه يتعين عليها تقديم الدول المرشحة لهه المهمة خالل أسذبوعين مذن‬
‫طلب اللجنة الدولية‪.‬‬

‫واها لذذم يذذتم تعيذذين وظي ذذة الدولذذة الحاميذذة أو البذذديل فذذي االت اقيذذات األربذذع والبروتو ذذول اإلضذذافي‬
‫األول‪ ،‬فإن القواعد العرفية يلة بتحديد هه الوظي ة‪.‬‬

‫ونأ ذذد فذذي األخيذذر أن ه ذذه االليذذة لذذم تأخ ذذه بعذذين االعتبذذار‪ ،‬فنجذذد أن ال ذذدول لذذم تحتذذرم تطبيقه ذذا‬
‫متحججة بالضرورات العس رية‪.‬‬

‫الفرع الثان – الرقابة الدولية ع طريق األشخاص المؤهلي والمستشاري القانونيي ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬األشخاص المؤهلو ‪:‬‬

‫نص ذذت الم ذذاد (‪ )9‬م ذذن البروتو ذذول األول عل ذذى األش ذذخاص الم ذذؤهلين لتق ذذديم المش ذذور للس ذذلطات‬
‫واعالمهذذا بجوانذذب تطبيذذق قذذانون الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬وهذذم علذذى العمذذوم أسذذاته القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‬
‫والعاملين على نشر والمتخصصين في ميدان القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫ويج ذذب إع ذذداد هذ ذؤالء األش ذذخاص وق ذذت الس ذذلم‪ ،‬بمس ذذاعد الجمعي ذذات الوطني ذذة للص ذذليب األحم ذذر‬
‫والهذذالل الحمذذر‪ ،‬واها تذذم لدولذذة مذذا ت ذذوين مثذذل أولئذذك األشذذخاص فذذإن عليهذذا إرسذذال قائمذذة األسذذماء إلذذى‬
‫اللجنة الدولية للصليب األحمر حتى ت ون عند الحاجة تحت تصرف األطراف المتعاقد ‪.2‬‬

‫ب‪ -‬المستشارون القانونيون‪:‬‬

‫لقذذد نصذذت المذذاد ‪ 12‬مذذن البروتو ذذول األول علذذى أن مهمذذة المستشذذارين المنصذذوص علذذيهم هذذي‬
‫تقذذديم المشذذور للقذذاد العس ذ ريين حسذذب الدرجذذة المالئمذذة بشذذأن تطبيذذق ألح ذذام االت اقيذذات والبروتو ذذول‪،‬‬
‫والتعلذذيم المناسذذب الذذهي يلقذذن للقذوات المسذذلحة فذذي هذذها المجذذال‪ ،‬وي ل ذذون بذذاإلبال عذذن أي انتهذذاك لهذذها‬
‫القذذانون‪ ،‬وينطبذذق وصذذف المستشذذارين علذذى مذذن ذذانوا يذذؤدون مهمذذة التحقيذذق أو محققذذين أو عملذوا فذذي‬
‫أنشذذطة المستشذذارين أو عمل ذوا محذذامين أو قضذذا مذذدنيين أو عس ذ ريين أو عمل ذوا ضذذباط احتيذذاطيين‬
‫ودرسوا ضمن برامج التدريب العس ري في القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬زهير حسني‪ ،‬القانون الدولي االنساني‪،‬م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ‪ ،‬العدد ‪ 09‬سبتمبر – أ توبر‪ ،1990 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪-2‬عامر الزمالي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪-77-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫الفرع الثان – الرقابة الدولية ع طريق اللجنة الدولية لتقص الحقائق‪:‬‬

‫لقد تم النص على التحقيق في أول األمر في ات اقيات جنيف األربع وهلك بطلب من أحد أطراف‬
‫النزاع بسبب أي انتهاك‪ ،1‬ولقد حاول المشار ون في المؤتمر الدبلوماسي لتأ يد وتطوير القذانون الذدولي‬
‫اإلنسذذاني المطبذذق فذذي الن ازعذذات المسذذلحة (جنيذذف ‪ )7711 – 7719‬بعذذث جهذذاز تحقيذذق بموجذذب نذذص‬
‫قانوني‪.2‬‬

‫وسذذنتطرق فذذي هذذها ال ذذرع إلذذى الواليذذة القانونيذذة لهذذه اللجنذذة‪ ،‬والذذى عمذذل غرفذذة التحقيذذق بهذذا‪ ،‬والذذى‬
‫اختصاصها‪.‬‬

‫أوال – الوالية القانونية للجنة الدولية لتقص الحقائق‪:‬‬

‫تباشذذر اللجنذذة الدوليذذة لتقصذذي الحقذذائق مهامهذذا تجذذا الذذدول التذذي تقبذذل اختصذذاص اللجنذذة‪ ،‬أي أن‬
‫سريان االختصاص القانوني للجنة شأنه شأن سريان المعاهدات الدولية التي ال تسري إال على أطرافها‪،‬‬
‫فال يجوز للجنة أن تبادر من تلقاء ن سها بالتحقيق في انتها ات القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫ثانيا – عمل غرفة التحقيق‪:‬‬

‫تتش ل غرفة التحقيق من سبعة أعضاء‪ ،‬خمسة منهم يتم اختيارهم من قبذل لجنذة تقصذي الحقذائق‬
‫بعذذد مشذذاورات يقذذوم بهذذا رئذذيس اللجنذذة مذذع أط ذراف النذزاع‪ ،‬ويشذذترط فذذي هذؤالء الخمسذذة أن ال ي ونذوا مذذن‬
‫رعايذذا أطذراف النذزاع‪ ،3‬أمذذا االثنذذين اآلخذرين فيذذتم تعينهمذذا مذذن قبذذل أطذراف النذزاع شذذرط أن ال ي ونذذا مذذن‬
‫رعاياهذذا وأن ينتميذذا إلذذى دولذذة محايذذد فذذي الن ذزاع‪ ،‬وفذذي حالذذة عذذدم اختيذذار أط ذراف الن ذزاع االثنذذين اللذذهين‬
‫يمثالهما ي ون رئيس اللجنة مضط ار لتعيين ههين االثنين‪.4‬‬

‫ويبدأ عمل الغرفة بطلب موجه إلى أطراف النزاع لتقديم أدلة عن وجود انتها ات للقانون الذدولي‬
‫اإلنسذذاني وتقذذديم ذذل المعلومذذات التذذي لهذذا صذذلة بهذذا‪ ،‬مذذا تذذدعو الدولذذة الحاميذذة أو تذذدعو بذذديلها (عنذذدما‬
‫ت ون البديل عنها اللجنة الدولية للصليب الحمر) لتقديم األدلة والمعلومات المتعلقة بهات النزاع‪.‬‬

‫أما اللجنة فتقوم ب تابة تقرير خاص تعد بن سذها مذع تثبيذت عمذل الغرفذة والتوصذيات التذي ت ارهذا‬
‫مناسبة‪ ،5‬ما يحتوي التقرير على توصيات بخصوص حل النزاع الناجم عن االدعاءات المه ور ‪.‬‬

‫‪-‬أنظر‪ :‬المواد ‪ 10،12،120،119‬تباعا من االت اقيات األربع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-2‬عامر الزمالي‪،‬ن س المرجع‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪-3‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 92‬فقر ‪ " 2‬أ " من البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬
‫‪ -4‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 92‬فقر ‪ " 2‬ب " من البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬
‫‪-5‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 92‬فقر ‪ " 1‬ب" من البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬

‫‪-78-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫أمذذا المرحلذذة األخيذذر مذذن عمذذل الغرفذذة فيتعلذذق بذذردود أط ذراف الن ذزاع علذذى تقريذذر اللجنذذة ومذذد‬
‫استعدادها بالقبول بالتوصيات التي تقدمها الغرفة ل ل نزاع‪ ،‬وال توجد مذد محذدد لتقذديم الذردود وبالتذالي‬
‫فإن النزاع قد يتطور وتزداد االنتها ات وتزداد األضرار التي تصيب البيئة‪.‬‬

‫ثالثا – اختصاصات اللجنة‪:‬‬

‫تختص اللجنة أساسا بالتحقيق‪ ،‬ما تقوم ببهل مساعيها الحميد بين أطراف النزاع‪.‬‬

‫أ‪ -‬اختصاصها بالتحقيق‪:‬‬

‫عنذذد تقذذديم طلذذب التحقيذذق مذذن أحذذد األط ذراف التذذي تذذدعي بوجذذود وقذذائع مذذا تش ذ ل انتها ذذا لقواعذذد‬
‫الق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني للجن ذذة‪ ،‬ف ذذإن اللجن ذذة تقص ذذر التحقي ذذق عل ذذى االنتها ذذات الخطي ذذر فق ذذط‪ ،1‬وه ذذها‬
‫يقتض ذذي م ذذن اللجن ذذة تق ذذدير ذذون المخال ذذات خطي ذذر ‪ ،‬األم ذذر ال ذذهي يم ذذن اللجن ذذة م ذذن ت يي ذذف ن ذذوع ه ذذه‬
‫االنتها ات‪ ،‬رغم من عدم النص على مهمة تمييز في هه المخال ات‪.‬‬

‫ما أن هه المهمة تمتد إلى تقييم القواعد التي يش ل عدم االلتزام بها مخال ة أو انتها ا خطي ار‪.‬‬

‫ونشذذير هنذذا إلذذى أن سذذبب قيذذام لجنذذة خاصذذة أنشذذأها مجلذذس األمذذن فذذي التحقيذذق فيمذذا حذذدث فذذي‬
‫حذذرب الخلذذيج الثانيذذة إلذذى أن لجنذذة تقصذذي الحقذذائق لذذم تشذ ل إال فذذي سذذنة ‪ ،7777‬أي بعذذد نهايذذة حذذرب‬
‫الخلذذيج الثانيذذة‪ ،‬مذذا أن العذراق لذذم ي ذذن مصذذادقا علذذى البروتو ذذولين للعذذام ‪ ،7711‬ولذذم يوافذذق علذذى قيذذام‬
‫اللجنة بالتحقيق‪.‬‬

‫ب‪ -‬قيامها بالمساعي الحميد ‪:‬‬

‫بعذذد أن تنتهذذي اللجنذذة مذذن إثبذذات وقذذوع المخال ذذات واالنتها ذذات الخطيذذر ‪ ،‬فإنهذذا مذذدعو إلذذى بذذهل‬
‫مس ذذاعيها الحميذذذد ل ذذدعو أط ذ ذراف الن ذ ذزاع إلذ ذذى االمتث ذذال لقواع ذذد القذ ذذانون الذذذدولي اإلنسذ ذذاني ال ذ ذوارد فذ ذذي‬
‫االت اقيذ ذذات األربذ ذذع والبروتو ذ ذذول األول‪ ،‬وتتمثذ ذذل المسذ ذذاعي الحميذ ذذد للجنذ ذذة بمالحظذ ذذات حذ ذذول الوقذ ذذائع‬
‫وتوص ذذيات بالتس ذذوية الودي ذذة للمش ذذا ل الت ذذي تثيره ذذا المخال ذذات واالنتها ذذات‪ ،‬اض ذذافة إل ذذى المالحظ ذذات‬
‫الم توبة والش هية التي يبديها أطراف النزاع‪.‬‬

‫ويتع ذذين عل ذذى اللجن ذذة عن ذذد إثب ذذات وق ذذوع المخال ذذات واالنتها ذذات الم ذذه ور وتق ذذديمها إل ذذى أطذ ذراف‬
‫النزاع‪ ،‬أن تبدي التوصيات المناسبة بخصوص هها الموضوع‪.2‬‬

‫وعليه ف ي الوقت التذي يتعذين علذى اللجنذة تقيذيم الوقذائع ودعذو األطذراف المتنازعذة إلذى االمتثذال‬
‫للقواعد المه ور أعال ‪ ،‬فإن عملها هها يتضمن ح مذا قانونيذا علذى هذه الوقذائع ومذد مخال تهذا للقذانون‬

‫" من البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬ ‫‪-‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 92‬فقر ‪" 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬أنظر‪ :‬الماد ‪ 92‬فقر ‪ " 1‬ب" من البروتو ول اإلضافي األول‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-79-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫و ي ية االمتثال لهها القانون أو القواعد‪.‬‬

‫وان هها التقييم لهه التوصيات ال تتعد أن ت ون مجرد تقدير أولذي للوقذائع المذه ور ‪ ،‬أمذا إها لذم‬
‫يت ذق أطذراف النذزاع علذى الرجذذوع إلذى اللجنذذة فإنذه يذتم تعيذذين علذيهم إها لذذم يت قذوا علذذى الطريقذة المناسذذبة‬
‫للتحقيق في االنتها ات والمخال ات‪.1‬‬

‫وخالصة القول أن اللجنة الدولية لتقصي الحقائق من مهامها التحقيق في االنتها ذات الجسذيمة‪،‬‬
‫وبالتذذالي تقذذوم هذذه اللجنذذة بذذالتحقيق باالنتها ذذات التذذي تمذذس أو تقذذع علذذى البيئذذة البحريذذة‪ ،‬ألن االعتذذداء‬
‫عليها يعتبر انتهاك جسيم وهها حسب الماد ‪ 29‬من مشروع لجنة القانون الدولي للجرائم والجنح‪.2‬‬

‫إال أننا نشير إلى أن هه اللجنة لم تنشأ لمحا مة الذدول فهذي ليسذت هيئذة قضذائية‪ ،‬وانمذا نشذأت‬
‫لمساعد الذدول علذى تطبيذق القذانون الذدولي اإلنسذاني بمذا فيذه القواعذد المتعلقذة بحمايذة البيئذة الطبيعيذة‪،‬‬
‫مذا أن هنذذاك إشذ اال آخذر يتعلذذق بذذدور اللجنذذة الدوليذة للصذذليب األحمذذر‪ ،‬فيمذا يخذذص إجذراءات التحقيذذق‬
‫هلك أن نصوص ات اقيات جنيف األربع لم تنص على تدخلها في هها المجال ولقذد تلقذت اللجنذة طلبذات‬
‫عديد إلجراء التحقيق‪ ،‬وهو ما يجعلها في أمر محير‪ ،‬هلك أنها منظمة إنسانية وليست لجنة تحقيق‪.3‬‬

‫رابعةةا – الرقابةةة الدوليةةة ع ة طريةةق التعةةاو م ة األمةةم المتحةةد ف ة مجةةال تطبيةةق القةةانو‬
‫اإلنسان ‪:‬‬

‫بإم ذذان الذذدول التعذذاون مذذع منظمذذة األمذذم المتحذذد فذذي مجذذال الرقابذذة علذذى م ارعذذا قواعذذد القذذانون‬
‫الدولي‪ ،‬هلك بأن تقوم بإصدار ق اررات وتوصيات لوقف االعتداء وارت اب المخال ات الجسيمة حتذى وان‬
‫لزم استخدام القو ‪.4‬‬

‫وقد ان من أهم ما صدر عن هيئة األمذم المتحذد فذي مجذال حمايذة البيئذة البحريذة‪ ،‬هذو مذا ورد‬
‫بقرار مجلس األمن رقم ‪ 911‬الصذادر فذي ‪ 3‬أفريذل مذن عذام ‪ ،7777‬حيذث جذاء بذال قر السادسذة عشذر‬
‫منذذه‪ " ،‬يؤ ذذد مذذن جديذذد أن الع ذراق دون المسذذاس بذذديون والت ازمذذات الع ذراق الناشذذئة قبذذل ‪ 2‬أوت ‪7779‬‬
‫مسؤول بمقتضى القانون الدولي عن أي خسذار مباشذر أو ضذرر مباشذر‪ ،‬بمذا فذي هلذك الضذرر الالحذق‬
‫بالبيئة واستن اد الموارد الطبيعية‪ ،‬أو ضرر وقع على الح ومات األجنبية أو رعاياها أو شر اءها‪ ،‬نتيجة‬

‫‪-‬زهير حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬فرانسوز ريل‪ :‬اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‪ ،‬دور اللجنة الدولية للصليب األحمر م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ‪ ،‬عدد ‪ ،11‬جنيف‪،‬‬
‫‪ ،1991‬ص ‪.91‬‬
‫‪-‬ن س المرجع‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -4‬الماد ‪ 19‬من البروتو ول األول لعام ‪.1999‬‬

‫‪-80-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫لغزو العراق واحتالله غير المشروع لل ويت "‪.1‬‬

‫فمجلذذس األمذذن أ ذذد عذذدم مشذذروعية المسذذاس المتعمذذد بالبيئذذة البحريذذة‪ ،‬واتخاههذذا هذذدفا مباشذ ار لمثذذل‬
‫هها النوع من الهجوم الهي أضر بها خالل حرب الخليج الثانيذة‪ ،‬فذإن الجمعيذة العامذة لألمذم المتحذد قذد‬
‫أقرت توصية رقذم ‪ )7772( 31/91‬عبذرت فيهذا عذن قلقهذا البذالغ بشذأن األضذرار البيئيذة وتبديذد المذوارد‬
‫الطبيعيذذة بمذذا فذذي هلذذك تذذدمير المئذذات مذذن ابذذار الذذن ط والقذذاء ميذذات مذذن الذذن ط الخذذام فذذي البحذذر خذذالل‬
‫الن ازعذذات المسذذلحة الحديثذذة‪ ،‬مشذذير إلذذى أن القذذانون الذذدولي يحظذذر مثذذل هذذه األعمذذال‪ ،‬مؤ ذذد علذذى أن‬
‫التدمير المتعمد للبيئة ال تبرر الضرور العس رية وأنه يمثل مخال ة للقانون الدولي القائم‪.2‬‬

‫والجذ ذذدير بالذ ذذه ر أن ق ذ ذرار مجلذ ذذس األمذ ذذن رقذ ذذم " ‪ " 911‬قذ ذذد نذ ذذص علذ ذذى إنشذ ذذاء صذ ذذندوق لذ ذذدفع‬
‫التعويضات التي يتحملها العراق وسيمول هها الصندوق من نسبة مئوية من قيمة الصادرات والمنتجذات‬
‫الن طيذذة العراقيذذة‪ ،‬ولقذذد حذذدد األمذذين العذذام األمذذم المتحذذد هذذه النسذذبة ب ‪ 39‬مذذن قيمذذة هذذه الصذذادرات‬
‫الن طية‪.3‬‬

‫وفي األخير نشير إلى أن الدول تعمل بأجهز الرقابة األربع التي تناولناها في هها المطلذب‪ ،‬مذن‬
‫حي ذذث إد ار المستش ذذارين واألش ذذخاص الم ذذؤهلين ض ذذمن القذ ذوات النظامي ذذة إلعط ذذاء أ ث ذذر فعالي ذذة لتطبي ذذق‬
‫القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬إال أننا نالحظ أن اآللية الوحيد التذي جذر العمذل بهذا هذي التعذاون مذع األمذم‬
‫المتحد وهها مذا حذدث فذي حذرب الخلذيج الثانيذة‪ ،‬حذين تذدخلت األمذم المتحذد مباشذر فذي النذزاع‪4 ،‬ول ذن‬
‫على الرغم من أن ما قامت به السلطات العراقية من إحراق عمدي لعذدد بيذر مذن آبذار الذن ط ال ذويتي‪،‬‬
‫وس ب ميات بير من الن ط في الخليج‪ ،‬يعد ارثة بيئية ستستمد آثارها الضار إلى سنوات قادمة‪ ،‬إال‬
‫أن السذذبب مذذن وراء هذذها التذذدخل لذذيس حمايذذة البيئذذة البحريذذة‪ ،‬وانمذذا هذذو غذذزو العذراق لل ويذذت بذذالقو ‪ ،‬ومذذا‬
‫حدث للبيئة البحرية ان نتيجة لهلك العدوان‪.‬‬

‫‪-1‬راجع‪ :‬نص القرار في مجلة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،121‬يوليو ‪،1991‬ص ‪.122 -122‬‬
‫‪-‬راجع‪ :‬المجلة الدولية للصليب األحمر‪ ،‬عدد ‪ ،1990 ،01‬ص ‪.112 – 121‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬د‪ .‬عبد العزيز مخيم عبد الهادي‪ ،‬العدوان العراقي على البيئة بدولة ال ويت في ضوء أح ام القانون الدولي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪2‬‬

‫الحقوق‪ ،‬العدد ‪ ،0‬جامعة ال ويت‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬ص ‪.019‬‬


‫‪-1‬عبد العزيز مخيمر عبد الهادي‪ ،‬العدوان العراقي على البيئة بدولة ال ويت في ظل أح ام القانون الدولي‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬العدد‪ ،1‬مارس ‪ ،1991،1992‬ص ‪.022‬‬

‫‪-81-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫المبحث الثالث – المسؤولية الدوليةة عة اإلضةرار بالبيئةة البحريةة أثنةاء‬


‫النزاعات المسلحة‪:‬‬
‫تطبيق المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬لذه أهميذة بيذر ‪،‬‬
‫فهو نتا جسيم للبيئة ويستحيل إصال تلك األضرار وال سيما أن الضذرار البيئيذة نتائجهذا بعيذد المذد‬
‫وهو ما يجعل تطبيق المسذؤولية تحقذق الذردع العذام والخذاص‪ ،‬وهذو مذا يضذمن عذدم انتهذاك هذه القواعذد‬
‫مسذذتقبال‪ ،‬وتصذذبح تلذذك المسذذؤولية هات فعاليذذة ويجعذذل المتحذذاربين يسذذعون إلذذى وضذذع افذذة االحتياطذذات‬
‫والتدابير لعدم ارت اب جرائم ضد البيئة‪.1‬‬

‫تنص المذاد األولذى مذن مشذروع لجنذة القذانون الذدولي‪ ،‬حذول مسذؤولية الذدول‪ ،‬علذى أن "أي فعذل‬
‫غيذذر مشذذروع دوليذذا تقذذوم بذذه دولذذة مذذا‪ ،‬يسذذتتبع مسذذؤوليتها الدوليذذة"‪ ،‬وتذذنص المذذاد (‪ )77‬مذذن البروتو ذذول‬
‫األول لعام ‪7711‬م‪ ،‬الم مل الت اقيات جنيف األربذع لعذام ‪7797‬م‪ ،‬علذى أن" يسذأل طذرف النذزاع الذهي‬
‫إها اقتضت الحال هلك‪ ،‬وي ون مسؤوال عذن‬ ‫ينتهك أح ام االت اقيات وهها البروتو ول‪ ،‬عن دفع تعوي‬
‫افة األعمال التي يقترفها األشخاص الهين يش لون جزءا من قواته المسلحة"‪.‬‬

‫فالنظذذام القذذانوني لمسذذؤولية الذذدول‪ ،‬شذذخص مذذن أشذذخاص القذذانون الذذدولي‪ ،‬يقذذوم فذذي حذذال إخذذالل‬
‫الذذدول بالتزاماتهذذا الدوليذذة(االت اقيذذة والعرفيذذة) الذذهي يذذنجم عنذذه أضذرار أو مخذذاطر تلحذذق بالذذدول األخذذر ‪،‬‬
‫ممذا يخلذق رابطذذة قانونيذة بذذين الذدول المنته ذة للقواعذذد الدوليذة والذذدول المتضذرر ‪ ،‬تلتذذزم األولذى بموجبهذذا‬
‫عنه‪ ،‬وهه الرابطة القانونية هي ما تسمى بالمسؤولية الدولية‪.‬‬ ‫بإصال الضرر أو التعوي‬

‫ويتوقف مد فعالية النظام القانوني للمسؤولية على مد نضو قواعذد المسذؤولية فيذه‪ ،‬بذل يم ذن‬
‫القول أن المسؤولية يم ن أن ت ون أدا تطوير للقذانون بمذا ت لذه مذن ضذمانات ضذد مخال ذة االلت ازمذات‬
‫‪2‬‬
‫القانونية‪.‬‬

‫والحقيقذذة أن إعمذذال األح ذذام العامذذة للمسذذؤولية الدوليذذة عذذن األعمذذال غيذذر المشذذروعة فذذي أوقذذات‬
‫السلم‪ ،‬ال يثير أية مشا ل قانونية‪ ،‬فقد استقر مبدأ المسؤولية الدولية بالنظر إلذى وجذود القواعذد القانونيذة‬
‫والتطبيقذذات القضذذائية التذذي تضذذبط وتوضذذح العديذذد مذذن أح ذذام المسذذؤولية‪ ،‬أمذذا فذذي مجذذال المسذذؤولية عذذن‬
‫اإلض ذرار بالبيئذذة خاصذذة تلذذك التذذي تلحذذق بالبيئذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬فذذإن األمذذر يثيذذر العديذذد مذذن‬
‫الجوانذذب القانونيذذة المختل ذذة‪ ،‬فالنصذذوص الدوليذذة اإلنسذذانية ال تتضذذمن أح امذذا ت صذذيلية حذذول مسذذؤولية‬

‫‪-1‬حسين علي الدريدي‪ ،‬مد فعالية القواعد اإلنسانية في حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬رسالة د تو ار ‪ ،‬جامعة‬
‫عمان العربية للدراسات العليا‪ ،‬األردن‪ ،0221 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬معمر رتيب محمد عبد الحافظ‪ ،‬القانون الدولي للبيئة وظاهر التلوث‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهر ‪0229 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.119‬‬

‫‪-82-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫أطراف النزاع المسلح الصذريحة عذن األضذرار التذي تلحذق بالبيئذة أثنذاء سذير العمليذات العدائيذة‪ ،‬وا ت ذت‬
‫هه النصوص بتقرير قواعد عامة لحماية البيئة من األضرار البالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد‪ ،‬ما‬
‫هذ ذذو الحذ ذذال فذ ذذي المذ ذذادتين (‪31‬ف‪ )3‬و (‪ )11‬مذ ذذن البروتو ذ ذذول األول لعذ ذذام ‪7711‬م‪ ،‬مذ ذذا أن األح ذ ذذام‬
‫القضذذائية حذذول المسذذؤولية عذذن األضذرار البيئيذذة – بشذ ل عذذام‪ -‬مذذا ازلذذت نذذادر بسذذبب حداثذذة المشذ الت‬
‫‪1‬‬
‫التي تثيرها هه المسؤولية‪.‬‬

‫وف ذذي ه ذذها المبح ذذث س ذذنعالج الطبيع ذذة القانوني ذذة للمس ذذؤولية ع ذذن األضذ ذرار البيئي ذذة أثن ذذاء الن ازع ذذات‬
‫المسلحة‪ ،‬و ها اآلثار القانونية لهه المسؤولية‪ ،‬وهلك في مطلبين متتاليين‪.‬‬

‫المطل األول‪ -‬الطبيعة القانونية للمسؤولية ع األضرار البيئية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫مذذن أجذذل د ارسذذة الطبيعذذة القانونيذذة للمسذذؤولية عذذن األضذرار البيئيذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة وجذذب‬
‫لزاما التطرق إلى مضمون المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة (ال رع‬
‫األول)‪ ،‬و ها إلى الت ييف القانوني النتهذاك قواعذد حمايذة البيئذة البحريذة أثنذاء الن ازعذات المسذلحة (ال ذرع‬
‫الثاني)‪ ،‬و ها إلى شروط انعقاد هه المسؤولية‪.‬‬

‫الفةةةرع األول‪ -‬مضةةةمو المسةةةؤولية الدوليةةةة عةةة اإلضةةةرار بالبيئةةةة البحريةةةة أثنةةةاء النزاعةةةات‬
‫المسلحة‪:‬‬

‫يرتبط نظام المسؤولية القانونية ب ر المقابلة بذين الحقذوق وااللت ازمذات‪ ،‬ف ذل حذق يقابلذه واجذب أو‬
‫التذزام‪ ،‬بحيذذث يلتذذزم المخاطذذب بأح ذذام القاعذذد القانونيذذة بممارسذذة حقذذه ضذذمن حذذدود معينذذة‪ ،‬يترتذذب علذذى‬
‫تجاوزها مسائلته قانونيا وتوقيع الجزاء المقرر عليه بموجب هه القواعد‪.‬‬

‫فقواعذذد القذذانون الذذدولي العذذام التذذي تحذذرم اللجذذوء إلذذى اسذذتخدام القذذو أو التهديذذد بهذذا‪ -‬خذذار نطذذاق‬
‫الدفاع عن الن س المنصوص عليذه فذي المذاد (‪ )17‬مذن ميثذاق األمذم المتحذد ‪ -‬وقواعذد القذانون الذدولي‬
‫اإلنسذذاني التذذي تحذذرم اسذذتخدام وسذذائل وأسذذاليب قتاليذذة عش ذوائية وم رطذذة الضذذرر‪ ،‬وأيذذة قاعذذد قانونيذذة –‬
‫دوليذة أو وطنيذذة‪ -‬ال تحقذق غايتهذذا بذالتزام المخذذاطبين بأح امهذا وعذذدم تجاوزهذا‪ ،‬إال إها وجذذد نظذام يرتذذب‬
‫جزاءات قسرية (مدنية أو جنائية) تساهم فذي إعذاد الحذق إلذى نصذابه وانصذاف المعتذد علذيهم‪ ،‬فبذدون‬
‫نظام المسؤولية الدولية ال ت ون للقاعد القانونية أية أهمية أو أثر‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف المسؤولية الدولية‪:‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائي و د‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬المسؤولية الدولية عن األضرار البيئية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪،‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،0229 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪-83-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫لقذد تعذذددت التعذذاريف ال قهيذة للمسذذؤولية الدوليذذة‪ ،‬فلذد عرفهذذا األسذذتاه " ارشذد السذذيد " بأنهذذا‪' :‬النظذذام‬
‫عذذن ذذل حذذرق للقذذانون الذذدولي تقترفذذه دولذذة مسذذؤولة ويسذذبب أض ذ ار ار'‪،1‬‬ ‫الذذهي ينش ذ االلت ذزام بذذالتعوي‬
‫ويعرفها األستاه "عبد البديع شلبي" بأنها‪ ' :‬تنشأ حينما يرت ب شخص من أشخاص القانون الدولي فعال‬
‫يشذ ل مخال ذة اللت ازمذات ومبذاد القذانون الذدولي'‪ ، 2‬وعرفهذذا أيضذا األسذتاه"محمذد طلعذت الغنيمذي" بأنهذذا‬
‫'نظام قانوني يتقرر بمقتضا ‪ ،‬التزام الدولذة المذدعى عليهذا‪ ،‬بإصذال أو جبذر الضذرر الذهي يلحذق بدولذة‬
‫أخذذر ‪ ،‬بص ذ تها ذذهلك‪ ،‬أو بأحذذد رعاياهذذا‪ ،‬مذذن ج ذراء قيامهذذا بعمذذل أو امتنذذاع غيذذر مشذذروع وفقذذا ألح ذذام‬
‫وقواعد القانون الدولي‪ ،‬أو يخر عن المستو الدولي للسلوك الهي ترسمه تلك األح ام أو القواعد'‪،3‬‬

‫أما األستاهان " اتيا تامي از ودوالشا و" فيعرفان المسؤولية الدوليذة بأنهذا‪ ' :‬ذل اخذالل بذالتزام سذواءا‬
‫ذذان هلذذك بعمذذل نشذذاط أو بسذذهو نذذابع مذذن قاعذذد مذذن قواعذذد القذذانون الذذدولي‪ ،‬والذذهي يذذؤدي اليذذا إلذذى خلذذق‬
‫الدولذذة التذذي تطلذذب‬ ‫عالقذذة قانونيذذة جديذذد بذذين الدولذذة التذذي أخلذذت بذذاالتزام والتذذي البذذد عليهذذا مذذن تعذذوي‬
‫هلك'‪.4‬‬

‫وفذذي ن ذذس السذذياق يقذذول األسذذتاه أحمذذد عبذذد الذذونيس شذذتا‪ ،‬بذذأن " المسذذؤولية الدوليذذة نظذذام قذذانوني‬
‫بمقتضا يلتزم شخص القانون الدولي المنسوب إليذه ال عذل غيذر المشذروع دوليذا‪ ،‬بإصذال الضذرر الذهي‬
‫لحق بشخص آخر من أشخاص القانون الدولي‪ ،‬من جراء هها ال عل "‪.5‬‬

‫ما عرفت هلك‪ ،‬بأنها حالة يؤخد عليها الشخص عن عمل ارت به‪ ،‬وهها العمل يتضمن اخالال‬
‫بالقاعذذد ‪ ،‬ومادامذذت القاعذذد قانونيذذة فذذاإلخالل بهذذا يرتذذب المسذذؤولية القانونيذذة‪ ،‬يقابلهذذا الجذزاء الذذهي حذذدد‬
‫القانون أو أحد شروطه‪.6‬‬

‫أمذذا لجنذذة القذذانون الذذدولي ف ذذي تقريرهذذا عذذن أعمذذال دورتهذذا الواحذذد واألربعذذون لعذذام ‪7717‬م‪ ،‬فقذذد‬
‫عرفذذت المسذذؤولية الدوليذذة بأنهذذا‪ :‬ذذل عمذذل غيذذر مشذذروع دوليذذا صذذادر عذذن دولذذة يرتذذب عليذذه مسذذؤوليتها‬
‫الدوليذة وهذي‪ - :‬ذل عمذذل أو امتنذاع عذن عمذل يعذذد خرقذا إللتذزام مؤسذس علذذى قاعذد مذن قواعذد القذذانون‬
‫الدولي العام‪.‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائي ‪ ،‬د‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬المرجع السابق اله ر‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪-2‬د عبد البديع صال شلبي‪ ،‬حق االسترداد في القانون الدولي العام‪ ،‬منشأ المعارف‪ ،‬القاهر ‪1912 ،‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪-2‬د ريمة عبد الرحيم الطائي‪ ،‬د حسين علي الدريدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Attiatamiza.eduardo: «la responsabiliti de l état» le droit international. pedone. Paris‬‬
‫‪1991. p394.‬‬
‫‪-5‬لنوار فيصل‪ ،‬حماية البيئة الطبيعية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬بن ع نون‪ ،0220-0221 ،‬ص‬
‫‪.019‬‬
‫‪-6‬عمر بن عبد اهلل بن سعيد البلوشي‪ ،‬مشروعية أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬منشرورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،0229‬ص ‪.121‬‬

‫‪-84-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪-‬أن يسند هها العمل غير المشروع إلى الدولة باعتبارها شخصا قانونيا‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬أن يترتب على هها العمل أو االمتناع ضر ار‪.‬‬

‫وبناءا على ما تقدم مذن تعذاريف ‪ ،‬فإنذه يم ننذا القذول بذأن المسذؤولية الدوليذة عذن اإلضذرار بالبيئذة‬
‫البحرية خاصة أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬تنشأ عندما يقوم أحد أشخاص القانون الدولي بذاإلخالل بقواعذد‬
‫الحمايذذة التذذي تخللهذذا القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬سذواء انذذت قواعذذد ات اقيذذة أو عرفيذذة مقذذرر للبيئذذة بشذ ل‬
‫عام وللبيئة البحرية بش ل خاص‪ ،‬ف ل عمل أو امتناع عن عمل لشخص من أشخاص القانون الدولي‪،‬‬
‫يتسذذبب فذذي اإلض ذرار بالبيئذذة البحريذذة يجعذذل المسذذؤولية الدوليذذة لهذذها الشذذخص قائمذذة فذذي مواجهذذة الدولذذة‬
‫المتضرر وفي مواجهة المجتمع الدولي‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أساس المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫هناك نظريات تقليدية أقامت المسؤولية الدولية على أسذاس الخطذأ و ذهلك علذى أسذاس المخذاطر‪،‬‬
‫ما ظهر معيار ال عل غير المشروع أساس حديث للمسؤولية‪.‬‬

‫‪-7‬الخطأ أساس للمسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫صذذاحب نظريذذة الخطذذأ هذذو ال قيذذه " جروسذذيوس " الذذهي اعتبذذر أن الدولذذة تسذذأل عذذن فعذذل خذذاط‬
‫يرت به األمير‪ ،‬إها لم يتخه اإلجراءات لمنع وقوع الخطذأ‪ ،‬أو لذم يعاقذب المرت ذب ‪ ،‬باعتبذار األميذر يملذك‬
‫افة السلطات بيد ‪ ،‬غير أن الدولة ال تسأل عن مسؤولية األفراد إال إها قصرت بش ل واضح‪.‬‬

‫ولقذذد سذذادت هذذه النظريذذة ردحذذا مذذن الذذزمن وانقسذذم ال قذذه إلذذى اتجاهذذات عديذذد فذذي تعذذاملهم معهذذا‪،‬‬
‫لها‪ ،‬والهي ير في النظريذة اإلراديذة حيذث أن الدولذة تنتهذك بإرادتهذا االلت ازمذات‪،‬‬ ‫فنجد االتجا المعار‬
‫ل ذذن الدول ذذة إها اخت ذذارت الم ذذوظ ين وقص ذذروا ف ذذي أداء الت ازم ذذاتهم فهن ذذا يص ذذعب إثب ذذات الخط ذذأ‪ ،‬وي ذذر "‬
‫إنزيلذذوتي " أن األسذذاس فذذي انتهذذاك القواعذذد ال يشذذترط حصذذول الخطذذأ وال سذذوء النيذذة وال عذذدم الحيطذذة‪،2‬‬
‫ومن المنتقدين لنظرية الخطأ ال قيه "ليون ديجي " الهي ير في مبدأ المساوا الهي ينظم افة العالقات‬
‫‪ ،‬و ذها ال قيذه " بذريتش " الذهي يذرف‬ ‫العامة بين المذواطنين‪ ،‬و ذل مخال ذة تحذدث ضذر ار تلذزم بذالتعوي‬
‫ف ذر الخطذأ ويجعذل مخال ذة القواعذد الدوليذة األسذذاس الوحيذد للمسذؤولية الدوليذة‪ ، 3‬ويذر ال قيذه " جنينذذة "‬
‫أن الخطذذأ بقذذوم أمذذام المحذذا م الوطنيذذة‪ ،‬أمذذا أمذذام المحذذا م الدوليذذة فإنهذذا تسذذتند إلذذى االلت ازمذذات‪ ،‬وعلذذى‬
‫خالف هلك نجد من المؤيدين لهه النظريذة "جذور سذيل "‪ ،‬والذهي يذر أن مخال ذة القذانون الذدولي يعنذي‬

‫‪-1‬صبا العشاوي‪ ،‬المسؤولية الدولية عن حماية البيئة‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0212 ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Voir : Anzilotti : Responsabilitié internationale des états à raison de demage soufferts par‬‬
‫‪les étrangers, R.D.A.D.1906, P 287.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Robert Luis Perret : de la faut et du devoir international fondement de la responsabilité,‬‬
‫‪Paris 1977, P 75.‬‬

‫‪-85-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫تج ذذاوز الس ذذلطة أو تج ذذاوز ف ذذي الس ذذلطة أو تعس ذذف ف ذذي اس ذذتعمال الس ذذلطة‪ ،‬وي ذذرق "س ذذيل " ب ذذين الخط ذذأ‬
‫الشخصي والخطأ المرفقي فت ذون المسذؤولية شخصذية يؤسذس الخطذأ علذى الشذخص‪ ،‬وت ذون موضذوعية‬
‫عنذذدما تؤسذذس علذذى الخطذذأ المصذذلحي المرفذذق فتتحذذول مذذن مسذذؤولية شخصذذية إلذذى موضذذوعية‪ ،‬ويذذههب‬
‫" افارييذذه" إلذذى أن الخطذذأ إمذذا طذذيش أو عذذدم التبصذذر أو التقصذذير‪ ،‬وهذذو م هذذوم موضذذوعي يتمثذذل فذذي‬
‫اإلخذذالل بذذالتزام دولذذي تعاقذذدي‪ ،‬وحتذذى يقذذوم الخطذذأ البذذد مذذن حصذذول ضذذرر بحذذق دولذذة أذذخر نذذاتج عذذن‬
‫عمل غير مشروع‪ ،‬وال يعتبر خطأ خار الحاالت التالية‪ :‬إها قصذرت الدولذة باختيذار الموظذف أو امتنذع‬
‫عن تن يه التزاماتها فهها يعني أن الخطأ شخصي وموضوعي‪.1‬‬

‫وال شك أن التطورات المتالحقة جعلت الخطأ قاص ار عن التبرير ل ن الرجوع إلى مواقذف المحذا م‬
‫‪ ،‬وقذد تقذذوم مسذؤولية الدولذة بذالغم مذن عذذدم‬ ‫والقضذاء يعطيذه قيمذة‪ ،‬إه ير ذز القضذذاء علذى قيمذة التعذوي‬
‫تذوافر الخطذذأ‪ ،‬بذذل علذذى أسذذاس اإلهمذذال وعذذدم تذذوفير الحمايذذة مذذا فذذي قضذذية ورفذذو‪ ، 2‬بذذالغم مذذن إدعذذاء‬
‫األطذراف بوجذذود الخطذذأ‪ ،‬غيذذر أن مح مذذة العذذدل الدوليذذة لذذم تأخذذه بهذذه النظريذذة‪ ،‬بذذل ر ذذزت علذذى انتهذذاك‬
‫سياد الدولة واعتبار العمل غير المشروع‪.‬‬

‫وير األستاه " طلعت الغنيمي " أن ف ر الخطأ قد نقلت من القانون الذداخلي إلذى القذانون الذدولي‬
‫دون أن يوضع في االعتبار أن ف ر انتهاك القانون وف ر الخطأ ثي ار ما تختلطان فذي القذانون الذداخلي‬
‫على نحو ال يساير الوضذع فذي القذانون الذدولي‪ ،‬فضذال عذن تضذمنها عناصذر ن سذانية يصذعب تحليلهذا‪،‬‬
‫لذذهاك فذذإن النظريذذة قذذد تسذذبب تعقيذذدات فذذي العالقذذات الدوليذذة مذذن حيذذث أنهذذا تعتقذذد فذذي شخصذذية الدولذذة‬
‫وحقيقتهذذا التذذي ت مذذن وراء الطبيعذذة الميتافيزيقيذذة‪ ،‬علذذى أننذذا يجذذب أن نعتذذرف أن ف ذذر الخطذذأ هذذي ر يذذز‬
‫العديد من حاالت المسؤولية‪ ،‬وهي بال جدال المبرر الهي يرجع إليه القضاء عندما يأخه ب ر التقصير‬
‫فذذي الحذذرص أسذذاس للمسذذؤولية‪ ،‬ويقذذدم لنذذا الغنيمذذي أمثلذذة إلثبذذات وجهذذة نظذذر السذذابقة فذذي داللتهذذا فيمذذا‬
‫يتعلق بنظريذة الخطذأ تلذك‪ ،‬فذي قضذية "جيسذي " التذي نظرتهذا مح مذة التح ذيم البريطانيذة األمري يذة سذنة‬
‫‪7727‬م حيذذث اعتبذذرت الواليذذات المتحذذد مسذذؤولة أمذذام بريطانيذذا عذذن تص ذرفات موظ يهذذا رغذذم أن تلذذك‬
‫التصريحات صدرت بحسن نية وبعقيد أنها تت ق مذع تعليمذات قبلتهذا الذدولتان‪ ،‬ول ذن المح مذة لذم تأخذه‬
‫بشذروط الغذش أو الخطذأ أسذاس لمسذؤولية الدولذة‪-3‬نظريذة الخطذأ وحمايذة البيئذة البحذري أثنذاء الن ازعذذات‬
‫المسلحة‪:‬‬

‫قد يلجأ أطراف النزاع الدولي البحري ألجذل تحقيذق الغايذة والهذدف المنشذود وهذو إضذعاف الطذرف‬
‫األخذذر والحذذاق الهزيمذذة بذذه و سذذب الن ذزاع‪ ،‬إلذذى ذذل أسذذاليب الحذذروب ووسذذائل القتذذال الحديثذذة والمتطذذور‬

‫‪-1‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ ،‬محاضرات في المسؤولية الدولية‪ ،‬دار هوهه‪ ،‬الجزائر‪ ،0229 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬احسان الهندي‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬دار الخليل‪ ،‬عمان‪1912 ،‬م‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪-86-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫األسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل‪ ،‬وان ان هلك على حساب سذالمة البيئذة البحريذة وعذدم إلحذاق‬
‫الضرر بها‪.‬‬

‫واها أخهنا بنظرية الخطأ في قيام المسؤولية الدولية ألحد أطذراف النذزاع المسذلح عذن تلويذث البيئذة‬
‫البحرية والحاق الضرر بها‪ ،‬فإن إثبات الخطأ هنا أمر صعب للغاية إه أن ل طرف من أطراف النزاع‬
‫يتمسك ويحتج بالضرور العس رية مانع يمنع عنه تحمذل مسذؤولية الضذرر الذهي ألحقذه بالبيئذة البحريذة‬
‫و ها إلط اء المشروعية على عمله‪.‬‬

‫وفذي حذرب الخلذذيج الثانيذة نجذذد أن قذرار مجلذذس األمذن رقذم " ‪ " 911‬لذذم يقذم مسذذؤولية العذراق علذذى‬
‫أساس الخطأ وانما أقامها على أساس ال عل غير الشروع‪.‬‬

‫وبالرجوع إلذى نذص المذادتين " ‪ " 31‬و" ‪ " 11‬مذن البروتو ذول األول والمذادتين " ‪ " 7‬و" ‪ " 2‬مذن‬
‫عس رية‪ ،‬فإنها ال تؤسس مسؤولية الدولة علذى أسذاس الخطذأ‬ ‫ات اقية حظر تقنيات تغيير البيئة ألغ ار‬
‫عنذذد تلويذذث البيئذذة البحريذذة‪ ،‬وانمذذا خذذرق قواعذذد حمايذذة البيئذذة الذوارد فذذي تلذذك النصذذوص هذذو الذذهي ي ذذون‬
‫أساس قيام المسؤولية الدولية‪.‬‬

‫إها نستنتج عدم إم انية تطبيق نظرية الخطأ وعدم إعمالها أساس لقيام المسؤولية الدوليذة للدولذة‬
‫عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -2‬نظري ذذة المخ ذذاطر أس ذذاس للمس ذذؤولية الدولي ذذة ع ذذن اإلضذ ذرار بالبيئ ذذة البحري ذذة أثن ذذاء الن ازع ذذات‬
‫المسذلحة‪:‬ابتذذدع ال قذه الذذدولي هذه النظريذذة لمواجهذة التطذذورات الت نولوجيذة الحديثذذة‪ ،‬التذي سذذاهمت بشذ ل‬
‫ودخول المجتمع الدولي‬ ‫ملحوظ ومؤسف في زياد نسبة تلوث البيئة البشرية‪ ،‬وانتشار األوبئة واألم ار‬
‫عصذذر التنذذافس النذذووي وارتيذذاد ال ضذذاء الخذذارجي وغيذذر مذذن أوجذذه التقذذدم العلمذذي‪ ،‬بحيذذث لذذم تعذذد قواعذذد‬
‫المسؤولية التقليدية القائمة على أساس الخطأ ‪ -‬في مخال ذة قواعذد وأح ذام القذانون الذدولي العذام – قذادر‬
‫علذذى االسذتجابة لهذذه األوضذذاع المسذذتجد ‪ ،‬أو إيجذذاد الحلذذول للمشذذا ل الناجمذذة عذذن مثذذل هذذه الظذذروف‪،‬‬
‫فهه األنشطة تمارسذها الذدول بشذ ل مطذابق ألح ذام وقواعذد القذانون الذدولي‪ ،‬ومذع هلذك تذنجم عنهذا أثذار‬
‫وأضرار بيئيذة واسذعة االنتشذار وطويلذة األمذد األمذر الذهي أد إلذى البحذث علذى أسذاس جديذد للمسذؤولية‬
‫الدولية‪ ،‬بحيث يم ن اعتبار مثل هه الدول مسؤولة عن األضرار الناجمة عذن أنشذطتها المختل ذة‪ ،‬رغذم‬
‫أن تلذذك األنشذذطة ال تشذ ل خرقذذا أو خروجذذا علذذى أح ذذام القذذانون الذذدولي‪ ،‬بمعنذذى أن هذذه النظريذذة ت ذذي‬
‫العتبذذار الدولذذة مسذذؤولة قانونيذذا‪ ،‬أن ت ذذون هذذه األخيذذر هذذي السذذبب مذذن الناحيذذة الموضذذوعية فذذي وقذذوع‬
‫ضرر للغير‪ ،‬إه ي ي أن تقوم عالقة السببية بين سلوك الدولة والضرر الواقع لتقرير مسؤوليتها الدوليذة‬
‫ولو لم ترت ب خطأ أو مخال ة ألح ام وقواعد القانون الدولي‪.1‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائي‪ ،‬د‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪-87-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫بل حتى وان اتخهت هه الدولة المسببة للضرر افة االحتياطات الالزمة لمنع وقوع الضرر‪.1‬‬

‫وقذد تذم ت ذريس نظريذة المسذؤولية الموضذوعية للذدول عذن أنشذطتها الخطذر ‪ ،‬لحمايذة البيئذة البشذرية‬
‫مذذن األض ذرار المترتبذذة علذذى هذذه الممارسذذة‪ ،‬فذذي العديذذد مذذن األعمذذال القضذذائية والقانونيذذة‪ ،‬ف ذذي قضذذية‬
‫عن الخسائر‬ ‫صهر المعادن في مدينة " ترايل " ب ندا وبشأن طلب الواليات المتحد األمري ية التعوي‬
‫التذي لحقذذت باألشذخاص والممتل ذذات فذي واليذذة واشذذنطن‪ ،‬مذن جذراء األدخنذة السذذامة التذي ين ثهذذا المصذذنع‬
‫فذذي اله ذواء الجذذوي‪ ،‬وتنقلذذه الريذذا عبذذر الحذذدود‪ ،‬قذذررت مح مذذة التح ذذيم الذذدولي‪ ،‬التذذي ش ذ لتها الذذدولتان‪،‬‬
‫بح مهذا الصذذادر عذام ‪7797‬م‪ ،‬أنذذه " وفقذذا لمبذاد القذذانون الذدولي لذذيس لدولذذة الحذق فذذي أن تسذذتعمل أو‬
‫تسذذمح بأنشذذطة علذذى إقليمهذذا علذذى نحذذو يسذذبب الضذذرر‪ ،‬عذذن طريذذق األدخنذذة‪ ،‬أو إلقلذذيم دولذذة أخذذر أو‬
‫للممتل ذذات أو لألش ذذخاص في ذذه‪ ،‬عن ذذدما ت ذذون الحال ذذة هات نت ذذائج خطي ذذر ويثبذذت الض ذذرر بأدل ذذة واض ذذحة‬
‫ومقنعة "‪.‬‬

‫ولقد اعتمد المبدأ (‪ )27‬من مجموعة مباد مؤتمر اسذتو هولم حذول البيئذة عذام ‪7712‬م‪ ،‬نظريذة‬
‫المسؤولية الموضوعية‪ ،‬الهي جاء فيه‪..." :‬إن على الدولة مسؤولية ضمان أن األنشذطة التذي تذتم داخذل‬
‫واليتها أو تحت إشرافها ال تسبب ضر ار لبيئة الدول األخر أو للمناطق فيما وراء حدود واليتها الوطنيذة‬
‫"‪.‬‬

‫وه ذذها نجذذد أن نظريذذة المسذذؤولية الموضذذوعية‪ ،‬أو نظريذذة المخذذاطر‪ ،‬القائمذذة علذذى اعتبذذار الدولذذة‬
‫مسؤولة عن األضرار التي لحقت بالغير بمجرد ممارستها لألنشطة الخطر ولو لم يثبت مخال تها لقواعد‬
‫وأح ام القانون الدولي‪ ،‬قدتم ت ريسها في مجموعة من المعاهذدات الدوليذة التذي تهذدف إلذى حمايذة البيئذة‬
‫بش ذ ل عذذام‪ ،‬مثذذل المعاهذذدات النوويذذة والمعاهذذدات التذذي تعذذالج تلذذوث البحذذار بالمحروقذذات‪ 2‬والمعاهذذدات‬
‫المتعلقة بارتياد ال ضاء الخارجي‪ ،3‬ومن أمثلة المعاهدات النووية في هها المجال‪ ،‬المعاهد الدولية لعذام‬
‫‪7799‬م المتعلقة بالمسؤولية المدنية في المجال النووي‪ ،‬والتي أقامت المسؤولية الموضوعية على عاتق‬
‫المس ذذتثمر الن ذذووي ع ذذن الض ذذرر ال ذذهي ي ذذنجم ع ذذن النط ذذاق الن ذذووي‪ ،‬و ذذهلك هن ذذاك االت اقي ذذة الدولي ذذة لع ذذام‬
‫‪7792‬م المتعلق ذذة بالمس ذذؤولية الموض ذذوعية لمش ذذغلي السذ ذ ن النووي ذذة ع ذذن الحذ ذوادث الناتج ذذة ع ذذن الوق ذذود‬
‫النذذووي‪ ،‬أو عذذن ال ضذذالت هات اإلشذذعاع النذذووي أو المتخل ذذة عنذذه‪ ،‬ومذذن االت اقيذذات الدوليذذة فذذي مجذذال‬
‫البيئذذة والتذذي أقذذرت بمبذذدأ المسذذؤولية المطلقذذة علذذى أسذذاس ف ذذر المخذذاطر أو الضذذمان فذذي المجذذال الذذدولي‬
‫نجد ات اقية مجلس أوروبا لعام ‪7773‬م الخاصة بالمسؤولية المدنية عن األضرار الناتجذة عذن األنشذطة‬

‫‪-1‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص‪.00‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Res.C.I.J,1973 Affaire des essais nucleair , cont. France.PP 99-123.‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائى‪ ،‬د‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪-88-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪1‬‬
‫الضار بالبيئة‬

‫وقد طبقت نظرية المخاطر في عد ميادين أهمها‪:‬‬

‫‪-7‬االستخدام السلمي للطاقة الهرية‪:‬‬

‫سذلمية‬ ‫يعتبر تقرير مبدأ المسؤولية عن األضرار التذي تذنجم عذن اسذتخدام الطاقذة الهريذة ألغذ ار‬
‫أم ار ضروريا‪ ،‬هلك بالنظر إلى المخاطر الشديد التي يحتمل أن تنجم عن اسذتخدام الطاقذة الهريذة‪ ،‬رغذم‬
‫أن الدولذذة لذذم ترت ذذب خطذذأ أو فعذذال غيذذر مشذذروع‪ ،‬وفذذي حالذذة مذذا اها سذذببت الدولذذة أض ذرار بذذدول أخذذر‬
‫وهذذي‬ ‫‪ ،‬وهذذها حتذذى ال تبقذذى الضذذحية دون تعذذوي‬ ‫نتيجذذة اإلشذذعاع الذذهري فهذذي ملزمذذة بذذدفع التعذذوي‬
‫اعتبارات تمليها العدالة‪.‬‬

‫‪-2‬تلويث البحار بالمحروقات‪:‬‬

‫إن حذوادث تصذذادم نذذاقالت البتذذرول ومذذا ينذذتج عنهذذا مذذن تلويذذث للبيئذذة البحريذذة قذذد أد إلذذى ظهذذور‬
‫قاع ذ ذ ذذد قانوني ذ ذ ذذة خاص ذ ذ ذذة بالمس ذ ذ ذذؤولية المدني ذ ذ ذذة ع ذ ذ ذذن األضذ ذ ذ ذرار الناجم ذ ذ ذذة ع ذ ذ ذذن التل ذ ذ ذذوث بالزي ذ ذ ذذت ف ذ ذ ذذي‬
‫‪7797/97/27‬م‪ ،‬وقواعذذد خاصذذة بمنذذع إغذراق مخل ذذات السذ ن سذذنة ‪7713‬م‪ ،‬لهذذا تقذذر مسذذؤولية مالذذك‬
‫الس ينة عن تلوث البيئة البحرية‪.‬‬

‫رغذذم مذذا تقذذدم‪ ،‬فذذإن نظريذذة المخذذاطر لذذم تصذذبح أساسذذا عامذذا للمسذذؤولية الدوليذذة‪ ،‬إه جذذر العذذرف‬
‫الذذدولي علذذى عذذدم األخذذه بهذذا إال بنذذاءا علذذى معاهذذدات متعلقذذة بأنشذذطة هات خطذذور بالغذذة‪ ،‬وهذذو األمذذر‬
‫المطبذذق فعذذال فذذي معظذذم االت اقيذذات التذذي تذذنظم أوجذذه االسذذتعماالت السذذلمية للطاقذذة الهريذذة‪ ،‬وفذذي أنشذذطة‬
‫ارتياد ال ضاء الجوي‪ ،‬ونقل األشياء‪...‬الخ‪.‬‬

‫ول ذذن مذذا يالحذذظ علذذى هذذه النظريذذة أسذذاس للمسذذؤولية الدوليذذة النتهذذاك قواعذذد حمايذذة البيئذذة أثنذذاء‬
‫الن ازعذذات المسذذلحة أنهذذا ال يم ذذن االسذذتناد عليهذذا فذذي ظذذل ظذذروف الحذذرب والن ذزاع المسذذلح‪ ،‬وهلذذك ل ذذون‬
‫الحرب في حد هاتها فعل غير مشروع دوليذا ومحذرم‪ ،‬وهذه النظريذة ال تذدخل فذي قيذام المسذؤولية الدوليذة‬
‫للدول عن انتها ات البيئة الطبيعية‪ ،‬ألن م هوم النظريذة يقذوم علذى شذرط عذدم المشذروعية‪ ،‬ول ذن يم ذن‬
‫تطبيقهذذا فذذي وقذذت السذذلم خاصذذة مذذن التلذذوث العذذابر للحذذدود الناش ذ عذذن األنشذذطة الخطذذر والذذهي يضذذر‬
‫‪2‬‬
‫بالبيئة‬

‫‪-3‬نظريذذة ال عذذل غي ذذر المشذذروع أسذذاس للمس ذذؤولية الدوليذذة عذذن اإلضذ ذرار بالبيئذذة البحريذذة أثن ذذاء‬

‫‪-1‬صبا العشاوي‪ ،‬ن س المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬


‫‪-1‬نصر اهلل سناء‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة من التلوث في ضوء القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬مه ر ماجستير‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار‪ ،‬عنابة‪0211/0212 ،‬‬

‫‪-89-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫لقد فرضت عديد االنتقادات التي وجهت إلى األسذاس التقليذدي للمسذؤولية الدوليذة (نظريذة الخطذأ)‬
‫على أنصار المدرسة الوضذعية البحذث عذن أسذاس آخذر لمسذؤولية الدولذة يت ذق وطبيعذة القذانون الذدولي‪،‬‬
‫هذذه المدرسذذة ف ذذر الخطذذأ ليذذة لمذذا تتضذذمنه مذذن اعتبذذارات ن سذذية وشخصذذية يصذذعب تقذذديرها‪،‬‬ ‫وت ذرف‬
‫وتقرر أن العبر هي بالص ة غير المشروعة للتصرف المخالف للقانون الدولي‪.1‬‬

‫والعمذذل غيذذر المشذذروع الذذهي ينسذذب إلذذى الدولذذة يذذتلخص فذذي أن الدولذذة لذذم تتخذذه اإلجذراءات األزمذذة‬
‫لمنذذع هذذه األعمذذال وبذذهلك تصذذبح شذري ة لهذذم وأنهذذا بعذذد وقذذوع هتذذه األعمذذال لذذم تتخذذه ضذذدهم اإلجذراءات‬
‫العقابية الالزمة فقد ان عليها إما معاقبتهم أو تسليمهم فإها لذم ت عذل هلذك فهذي ت ذون قذد أقذرت عملهذم‪،‬‬
‫فهه النظرية ال تستوجب وقوع الخطأ بقدر ما تتطلب وجود إخالل بالتزام ت رضه قواعذد القذانون الذدولي‬
‫االت اقية أو العرفية أو المباد العامة للقانون الدولي‬

‫لقذذد وجذذدت عذذد تعري ذذات لنظريذذة العمذذل غيذذر المشذذروع وهذذي فذذي غالبهذذا ترت ذذز علذذى العنص ذذر‬
‫الموضوعي أي وجذود إخذالل بقاعذد قانونيذة وعنصذر شخصذي يقتضذي نسذب ال عذل غيذر المشذروع إلذى‬
‫الدولة‪ ،‬وما يجب التر يز عليه في هها اإلطار هو أن العنصذر الشخصذي فذي إطذار نظريذة العمذل غيذر‬
‫المشذذروع يختلذذف عنذذه فذذي نظريذذة الخطذذأ الذذهي يرت ذذز هذذو األخذذر علذذى عنصذذر ن سذذي يتمثذذل فذذي ضذذرور‬
‫إثبذذات اإلهمذذال أو عذذدم الرعونذذة أو التهذذور‪ ،‬فذذي حذذين أن العنصذذر الموضذذوعي مذذا أش ذرنا يذذتلخص فذذي‬
‫خرق قاعد من القواعد المنصوص عنها في القانون الدولي أو في القوانين الداخلية‪.2‬‬

‫والعمل غير المشروع ثالث أنواع‪:‬‬

‫‪-‬انتهاك االلتزام‪ ،‬يعني القيام بعمل معين‪.‬‬

‫‪-‬انتهاك التزام دولي يتطلب تحقيق نتيجة محدد ‪.‬‬

‫‪-‬انتهاك التزام دولي يتطلب مع الدولة منع وقوع حدث معين‪.‬‬

‫أ‪ -‬انتهاك التزام دولي يعني القيام بعمل معين‪:‬‬

‫يعني ممارسة نشاط معين‪ ،‬أو االمتناع وتسذمى الت ازمذات تصذرفية تتطلذب فعذل أو االمتنذاع‪ ،‬مذثال‬
‫الت ذزام بعذذدم العذذدوان وهلذذك بذذأن ال تذذدخل الق ذوات األجنبيذذة أ ارضذذي دولذذة أخذذر الت ازمذذا بمصذذلحة قانونيذذة‬
‫دولية‪ ،‬وفي مجال القضاء علذى العنصذرية‪ ،‬تلذزم الدولذة بذأن ال تذنص فذي تشذريعاتها الوطنيذة مذا يخذالف‬

‫‪-1‬د‪ .‬تونسي بن عامر‪ ،‬المسؤولية الدولية‪ ،‬العمل غير المشروع أساس للمسؤولية الدولية‪ ،‬منشورات دحلب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬حميد جميلة‪ ،‬النظام القانوني للضرر البيئي واليات تعويضه‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،0211 ،‬ص ‪.101 ،102‬‬

‫‪-90-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫االت اقيات الدولية وحقوق اإلنسان‪ ،‬وفي حالذة عذدم اتخذاه مثذل هذها اإلجذراء يعتبذر انتهذاك اللتذزام دولذي‪،‬‬
‫ويقضذذي االمتنذذاع أن ال تذذدخل الشذذرطة مقذذر الدولذذة األخذذر أو س ذ ارتها أو البعثذذات الدبلوماسذذية وعذذدم‬
‫إخضذذاع األشذذخاص الذذهين يخضذذعون للحمايذذة الدوليذذة للتوقيذذف أو المسذذاءلة‪ ،‬وعلذذى الدولذذة أن تعتذذرف‬
‫‪1‬‬
‫بق اررات التح يم الدولي وتلتزم به‬

‫ب‪ -‬انتهاك التزام دولي يتطلب تحقيق نتيجة محدد ‪:‬‬

‫تذذنص المذذاد ‪ 27‬مذذن مشذذروع مسذذؤولية الدولذذة أن الدولذذة التذذي تنتهذذك الت ازمذذا دوليذذا يتطلذذب منهذذا‬
‫تأمين نتيجة بالوسيلة التي تختارها‪.‬‬

‫وحذذين ينشذ تصذذرف الدولذذة حالذذة غيذذر مطابقذذة للنتيجذذة مذذثال‪ ،‬االت اقيذذة الدوليذذة لل حذذم تقضذذي بذذأن‬
‫الدولة حر في اختيار الوسيلة التي تحقق بها النتيجة‪ ،‬وتقضي االت اقية الدوليذة للحمايذة الدبلوماسذية أن‬
‫الدولة ملزمة باتخذاه التذدابير المناسذبة لمنذع المسذاس بشذخص مسذؤول البعثذة أو اإلضذرار بهذا أو تع يذر‬
‫أمنها‪ ،‬وعلى الدولة أن تتخه اإلجذراءات التشذريعية لتحقيذق الحقذوق المقذرر فذي العهذدين الذدوليين لحقذوق‬
‫اإلنسان ‪ ،7799‬وهناك من ير أن إصذدار قذانون حتذى وان لذم يمذس بم ار ذز معينذة فيعتبذر انتها ذا إها‬
‫مع القانون الدولي‪ ،‬مثل انتهاك مل ية األجانب بنزعها خالفا للقانون‪ ،‬أو أن الجهاز التن يهي‬ ‫ما تناق‬
‫يقوم بإجراءات من شأنها ممارسة التمييز العنصري‪.‬‬

‫‪ -3‬انتهاك التزام دولي يتطلب من الدولة منع وقوع حدث معين‪:‬‬

‫رعايذذا الدولذذة األخذذر فذذي إقليمهذذا لعمليذذات مذذن شذذأنها أن‬ ‫وهلذذك بذذأن تلتذذزم الدولذذة بذذأن ال يتعذذر‬
‫تنتهك حقذوق اإلنسذان‪ ،‬أو االغتيذال‪ ،‬أو اقتحذام مقذر البعثذة الدبلوماسذية‪ ،‬واها مذا وقذع خذالف هلذك فلذيس‬
‫بوسذذع الدولذذة أن تتذذهرع بأنهذذا قامذذت بواجباتهذذا الم روضذذة‪ ،‬واها مذذا وقذذع حذذدث ووقعذذت النتيجذذة فيجذذب أن‬
‫ت ون هناك عالقة سببية بين ال عل والنتيجة‪ ،‬وال يشترط وقوع الضرر‪ ،‬ويجب على الدولة أن تحقق في‬
‫‪2‬‬
‫الحادث وتثبت أنها تصرفت لمنع وقوع الحادث والنتيجة‪.‬‬

‫‪ -‬فذذي سذذياق متصذذل اتجهذذت لجنذذة القذذانون الذذدولي إلذذى الت رقذذة بذذين االنتهذذاك الجسذذيم واالنتهذذاك‬
‫البسذذيط‪ ،‬واعتبذذرت الجريمذذة الدوليذذة هذذي االنتهذذاك الجسذذيم‪ ،‬ولقذذد حذذددت المذذاد ‪ " 77‬ويشذ ل ال عذذل غيذذر‬
‫المشروع انتها ا اللتزام دولي عندما تنجم الجريمة عن عد أمور"‪:‬‬

‫أ – انتهذذاك خطيذذر اللتذزام دولذذي هي أهميذذة جوهريذذة للح ذذاظ علذذى األمذذن والسذذلم الذذدوليين‪ ،‬ذذالتزام‬
‫حظر العدوان‪.‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ ،‬محاضرات في المسؤولية الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪-2‬ن س المرجع‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪-91-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ب – انتهذذاك التذزام خطيذذر هي أهميذذة جوهريذذة لضذذمان حذذق الشذذعوب فذذي تقريذذر مصذذيرها‪ ،‬ذذالتزام‬
‫سيطر استعمارية‪ ،‬أو مواصلتها بالقو ‪.‬‬ ‫فر‬

‫‪ -‬انتهاك خطيذر وواسذع النطذاق اللتذزام دولذي هي أهميذة جوهريذة لحمايذة البشذر‪ ،‬ذالتزام حضذر‬
‫الرق واإلباد الجماعية وال صل العنصري‪.‬‬

‫د‪ -‬انتهاك خطيذر وواسذع النطذاق اللتذزام دولذي هي أهميذة جوهريذة لحمايذة البيئذة البشذرية والح ذاظ‬
‫عليها‪ ،‬التزام حضر التلوث الجسيم للجو أو البحار‪.‬‬

‫‪ -‬وقذذد أ ذذدت مح مذذة العذذدل الدوليذذة فذذي ح مهذذا فذذي قضذذية ' برشذذلونة ت ار شذذن '‪ 1‬علذذى ضذذرور‬
‫الت رقة بين التزامات الدولة اتجذا الجماعذة الدوليذة فذي مجموعهذا وبذين الت ازمذات تنشذأ بذين دولذة وأخذر ‪،‬‬
‫وهه االلتزامات لها ص ة قانون آمر‪ ،‬أي أنها قواعذد آمذر خاصذة تلذك االلت ازمذات تجذا المجتمذع الذدولي‬
‫ل‪.‬‬

‫والعمل غير المشروع تقاس جسامته بمد ال وارث التي يحدثها أو طابع ال ضاعة‪.‬‬

‫والض ذذرر ال ذذهي يق ذذع إم ذذا أن يم ذذس الدول ذذة ب ذذهاتها أو ي ذذؤثر عل ذذى المجتم ذذع ال ذذدولي برمت ذذه‪ ،‬واها م ذذا‬
‫اخترق ذذت دول ذذة قاع ذذد أساس ذذية‪ ،‬ف ذذإن األم ذذر يس ذذمح باس ذذتعمال الق ذذو ض ذذدها مث ذذل الت ذذدخل ب ذذالقو ‪ ،‬ويج ذذب‬
‫لتوقيف هها االنتهاك‪ ،‬وتقرير المسؤولية عن طريق استعمال القو ‪.‬‬ ‫التعر‬

‫‪ -‬وير األستاه صال الدين عامر وبتعليقه على ح م مح مة العدل الدولية في قضية 'برشذلونة‬
‫للنقذذد الشذديد‪ ،‬فذذي ح مهذذا فذذي قضذذية‬ ‫ت ار شذن' أن المح مذذة قذذد تجذذاوزت بهذذها الح ذم موق هذذا الذذهي تعذذر‬
‫جنوب إفريقيا‪ ،‬إه أنهذا لذم تصذل إلذى حذد القذول بوجذود دعذو الحسذبة فذي القذانون الذدولي أي تقيمهذا أيذة‬
‫دولة لضمان احترام أية قاعد قانونيذة‪ ،‬وانمذا قصذرت اعترافهذا بهذه المصذلحة القانونيذة للدولذة فذي إقامذة‬
‫الدعو أمام القضاء الدولي في األحوال التي ت ون القاعد التذي تجذري المطالبذة بوجذوب احترامهذا جذزء‬
‫من قواعد القانون الدولي العام ي قاعد آمر وهو ما يت ق مع ما نادت به المح مة مذن ضذرور الت رقذة‬
‫بذذين نذذوعين مذذن القواعذذد القانونيذذة تنذذتج ذذل منهمذذا طائ ذذة متميذذز مذذن االلت ازمذذات الدوليذذة‪ ،‬التذذي تتحملهذذا‬
‫الذذدول فذذي مواجهذذة المجتمذذع الذذدولي فذذي مجموعذذه‪ ،‬وأخذذر تتولذذد فذذي إطذذار العالقذذات الثنائيذذة بذذين الذذدول‬
‫‪2‬‬
‫المختل ة‪.‬‬

‫‪-1‬تبنت مح مة العدل الدولية في ح مها في هه القضية نظرية العمل غير المشروع‪ ،‬وجاء في الح م أنه ان من حق‬
‫الح ومة البلجي ية أن تتقدم بش و لو أنها استطاعت أن تثبت أن أحد حقوقها قد انته ت وأن األفعال موضوع الش و‬
‫قد استتبعت انتهاك التزام دولي ناش عن معاهد أو قاعد قانونية‪ ،‬انظر د‪ .‬حميد جميلة‪ ،‬النظام القانوني للضرر‬
‫البيئي واليات تعويضه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪-2‬د‪ .‬صال الدين عامر ‪ ،‬قانون التنظيم الدولي النظرية العامة‪ ،‬مطبعة جامعة القاهر ‪1912 ،‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪-92-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫وقذذد اتبعذذت لجنذذة القذذانون الذذدولي طريقذذة التقسذذيم فذذي القواعذذد التذذي تح ذذم المسذذؤولية الدوليذذة‪ ،‬حيذذث‬
‫أشارت إلى أن هناك التزامات أساسية متعلقة متعلقة بصيانة المصالح األساسية للمجتمع الدولي‪ ،‬والتي‬
‫يعتبذذر انتها هذذا جريمذذة دوليذذة مذذن جهذذة ‪ ،‬مذذن جهذذة أخذذر أشذذارت أيضذذا إلذذى أن هنذذاك الت ازمذذات دوليذذة‬
‫أخر التي تعتبر مخال تها مجرد جنحة دولية أي مخال ات بسيطة‪.‬‬

‫وعلي ذذه نج ذذد أن اإلضذ ذرار بالبيئ ذذة البحري ذذة أو تلويثه ذذا ه ذذو فع ذذل غي ذذر مش ذذروع دولي ذذا تؤس ذذس علي ذذه‬
‫المسؤولية الدولية للدولة‪ ،‬وأيضا نجد أن خرق قواعد الحماية للبيئة البحرية في القانون الذدولي اإلنسذاني‬
‫هو خرق لقواعد أحد مصادر القانون الدولي وهي القواعد العرفية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص الماد ‪ 11‬من البروتو ول اإلضذافي األول لعذام ‪7711‬م فذإن لقيذام المسذؤولية‬
‫الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات المسذلحة فذي البحذار‪ ،‬يجذب أن يحصذل ضذرر ول ذن‬
‫هذذها الضذذرر يجذذب أن ي ذذون بليغذذا وواسذذع االنتشذذار وطويذذل األمذذد بحيذذث أنذذه دون هذذه المعذذايير الثالثذذة‬
‫للضرر ال تقذوم المسذؤولية الدوليذة عذن اإلضذرار بالبيئذة البحريذة‪ ،‬ون ذس الشذيء يقذال عذن المذاد األولذى‬
‫من ات اقية حظر استخدام تقنيات تغير البيئة لعام ‪7719‬م‪.‬‬

‫فذذإها ت ذوافرت معذذايير الضذذرر المشذذار إليهذذا آن ذذا فذذإن االعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات‬
‫المس ذذلحة يشذ ذ ل جريم ذذة دولي ذذة وج ذذب مس ذذاءلة الدول ذذة المرت ب ذذة ل ذذهلك ال ع ذذل‪ ،‬ألن البيئ ذذة البحري ذذة تتعل ذذق‬
‫بالمصالح األساسية للجماعة الدولية‪.‬‬

‫الفرع الثان ‪ -‬التكييف القانون لالعتداء على البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪:‬‬

‫قواعد القانون الدولي اإلنساني تجرم – ولو بص ة ضمنية – انتهاك قواعد حماية البيئة البحرية‬
‫أثناء النزاعات المسذلحة‪ ،‬وتعتبذر االعتذداء علذى هذه البيئذة يشذ ل انتها ذا جسذيما لقواعذد القذانون الذدولي‬
‫اإلنسذاني‪ ،‬أو جريمذة حذرب‪ ،‬وهذها الت ييذف هذو نتيجذة للتطذور الحاصذل فذي القذانون الذدولي اإلنسذاني‪، 1‬‬
‫وقد ورد هها الت ييف فذي نصذوص عديذد أهمهذا المذواد (‪ 97‬و‪ 19‬و‪ 727‬و‪ )799‬مذن ات اقيذات جنيذف‬
‫األرب ذذع لع ذذام ‪ ،7797‬عل ذذى التذ ذوالي‪ ،‬والم ذذادتين (‪ 13‬و‪ )791‬م ذذن ات اقي ذذة جني ذذف الرابع ذذة لع ذذام ‪،7797‬‬
‫والماد (‪ )11‬من البروتو ول األول لعام ‪.7711‬‬

‫علذذى أن ت يي نذذا لالعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة علذذى النحذذو السذذابق‪ ،‬أنهذذا تش ذ ل انتها ذذا جسذذيما‬
‫التسذ ذذاؤالت حذ ذذول المقصذ ذذود‬ ‫لقواعذ ذذد القذ ذذانون الذ ذذدولي اإلنسذ ذذاني أو جريمذ ذذة حذ ذذرب دوليذ ذذة‪ ،‬يثيذ ذذر بع ذ ذ‬
‫باالنتها ات الجسذيمة وجذرائم الحذرب‪ ،‬وهذل هذي بمعنذى واحذد‪ ،‬ومذاهي اآلثذار القانونيذة المترتبذة عذن هذها‬
‫الت ييف؟‬

‫‪ -1‬مال حداد‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني وحماية التراث والبيئة خالل النزاعات المسلحة‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني افاق‬
‫وتحديات‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت‪ ،0221 ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪-93-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫أوال ‪ -‬تعريف الجريمة الدولية ‪:‬‬

‫لقد عرفها الد تور 'عباس هاشم السعدي' بأنها ‪ ":‬ل واقعة ترت ب إخالال بقواعد القانون الدولي‪،‬‬
‫والتي مذن شذأنها إلحذاق الضذرر بالمصذالح التذي يذوفر لهذا هلذك القذانون حمايذة جنائيذة‪ ،‬والتذي تذؤدي إلذى‬
‫نشذذوء عالقذذة قانونيذذة بذذين مرت ذذب الجذذرم والجماعذذة الدوليذذة بأ ملهذذا‪ ،‬بخذذالف ال عذذل غيذذر المشذذروع الذذهي‬
‫يرتذذب المسذذؤولية المدنيذذة‪ ،‬والذذهي يذذؤدي إلذذى نشذذوء عالقذذة قانونيذذة (ماليذذة) بذذين مرت ذذب الخطذذأ والشذذخص‬
‫المضرور فقط"‪ ، 1‬ويعرفهذا األسذتاه " عبذد اهلل سذليمان " بأنهذا ‪ " :‬ذل أداء أو امتنذاع عذن عمذل يصذيب‬
‫المصذالح الحيويذذة الدوليذذة ال بذذر بضذذرر يمنعذذه العذذرف الذذدولي ويذذدعو لمعاقبتذذه باسذذم المجموعذذة الدوليذذة‬
‫"‪.2‬‬

‫وتصنف الجرائم الدولية في نطاق القانون الدولي العام‪ ،‬إلى ثالث فئات‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجرائم الدولية التي يرت بها أفراد بص تهم أعضاء دولة ضد دول أخر ‪ ،‬جريمة العدوان‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجذرائم الدوليذذة التذذي يرت بهذذا أفذراد بصذ تهم أعضذذاء دولذذة ضذذد جماعذذة معينذذة‪ ،‬جريمذذة إبذذاد‬
‫الجنس البشري وجريمة التمييز العنصري‪.‬‬

‫‪ - -‬الجرائم الدولية التي يرت بها أفراد بص تهم الخاصة‪ ،‬ضد مصالح دولية‪ ،‬جريمة القرصنة‪،‬‬
‫وتزييف العملة األجنبية وجريمة االتجار بالرقيق‪.‬‬

‫هذذها بالنسذذبة للقذذانون الذذدولي العذذام‪ ،‬أمذذا بالنسذذبة إلذذى القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني – ذذرع مذذن فذذروع‬
‫الق ذ ذذانون ال ذ ذذدولي الع ذ ذذام المطب ذ ذذق أثن ذ ذذاء الن ازع ذ ذذات المس ذ ذذلحة – فإن ذ ذذه اقتص ذ ذذر عل ذ ذذى اس ذ ذذتخدام مص ذ ذذطلح‬
‫(االنتها ذذات) الجسذذيمة وغيذذر الجسذذيمة‪ ،‬للداللذذة علذذى تص ذرفات الذذدول أط ذراف الن ذزاع‪ ،‬المخال ذذة لقواعذذد‬
‫االت اقيذة والعرفيذذة‪ ،‬ولذم يسذذتخدم مصذطلح الجريمذذة الدوليذذة أو جريمذة الحذذرب إال فذي المذذاد (‪ )1/11‬مذذن‬
‫البروتو ذذول األول عذ ذذام ‪ ،7711‬التذ ذذي ت ذذنص علذ ذذى أنذذذه " تعذ ذذد االنتها ذ ذذات الجسذ ذذيمة لالت اقيذ ذذات وهذ ذذها‬
‫‪3‬‬
‫البروتو ول بمثابة جرائم حرب وهلك مع عدم اإلخالل بتطبيق هه المواثيق "‬

‫والمتتبع لنصوص القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬يجذدها قذد اسذتعملت مصذطلح (االنتها ذات الجسذيمة)‬

‫‪-1‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائي و د‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-2‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المقدمات األساسية في القانون الدولي الجنائي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪-1‬يبدو أن المشرع اإلنساني قد أخد الت رقة بين (االنتها ات الجسيمة) و(االنتها ات البسيطة أو غير الجسيمة) من‬
‫ال قه القديم‪ ،‬فقد ان ال قيه السوفييتي 'لي ين' أول من ميز بين االنتها ات البسيطة للقانون الدولي والجرائم الدولية‬ ‫بع‬
‫األسس الرئيسة والمباد األساسية للنظام القانوني للجماعة الدولية‪ ،‬انظر ‪ :‬تقرير لجنة القانون الدولي عن‬ ‫التي تقو‬
‫أعمال دورتها الثامنة والعشرون‪ 2 ،‬أيار‪ 02 -‬تموز‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪-94-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫أحيانذذا‪ ،‬ومصذذطلح (االنتها ذذات) أحيانذذا أخذذر ‪ ،‬ممذذا يعنذذي ن هنذذاك فارقذذا جوهريذذا بينهمذذا‪ ،‬ويذذر بع ذ‬
‫الباحثين –بحق‪ -‬أن النصوص االت اقية التي أشارت إلى مصطلح (االنتها ذات الجسذيمة) وهذي (المذواد‬
‫(‪ 97‬و‪ 19‬و‪ 727‬و‪ )799‬مذذن ات اقيذذات جنيذذف األربذذع لعذذام ‪7797‬م‪ ،‬علذذى الت ذوالي والمذذاد (‪ )11‬مذذن‬
‫البروتو ذول األول لعذام ‪7711‬م)‪ ،‬لذم تعذط م هومذا واضذحا أو محذددا لهذها المصذطلح‪ ،‬يميزهذا عذن بذاقي‬
‫االنتها ذذات (العاديذذة والبسذذيطة) بذذل ا ت ذذت فقذذط بسذذرد أمثلذذة لجذرائم أو أفعذذال اعتبرتهذذا انتها ذذات جسذذيمة‬
‫لقواعد القانون الذدولي اإلنسذاني‪ ،‬وقذد اختل ذت قائمذة هذه االنتها ذات (الجسذيمة) مذن ات اقيذة إلذى أخذر ‪،‬‬
‫فهنذذاك انتها ذذات جسذذيمة ن ذذص عليهذذا فذذي ات اقي ذذات جنيذذف األربذذع لع ذذام ‪7797‬م‪ ،‬هذذي ‪ :‬القتذذل العم ذذد‪،‬‬
‫التع ذذهيب أو المعام ذذل اإلنس ذذانية‪ ،‬اآلالم الش ذذديد الت ذذي ترت ذذب ع ذذن عم ذذد‪ ،‬االنتها ذذات الخطي ذذر للس ذذالمة‬
‫البدنيذذة أو للصذذحة‪ ،‬وتضذذيف االت اقيذذات األولذذى والثانيذذة‪ ،‬و ذذهلك االت اقيذذة الرابعذذة‪ ،‬أمذذو ار أخذذر إلذذى تلذذك‬
‫القائمة‪ :‬تدمير الممتل ات واالستيالء عليها‪ ،‬وتضيف االت اقيذة الثالثذة والرابعذة ‪ :‬اإل ذ ار علذى العمذل فذي‬
‫القوات المسلحة للعدو والحرمان من الحق في المحا مة العادلة وتضيف أيضا‪ ،‬االت اقية الرابعة ‪ :‬الن ي‬
‫أو اإلبعاد غير القانوني‪ ،‬واالعتقال‪ ،‬وأخه الرهائن‪.‬‬

‫وفذذي مقابذذل هلذذك هنذذاك مذذن يذذر أن المعيذذار الحقيقذذي لتحديذذد االنتها ذذات الجسذذيمة‪ ،‬هذذو اقترانهذذا‬
‫بوجود نية التعمد والقصد الجنائي‪ ،‬هلك ألن الح م يوصف في المعاهد الدولية بأنذه انتهذاك جسذيم فإنذه‬
‫يتناول في ن س الوقت القصد الجنائي والتعمد في ارت اب الجريمة‪.1‬‬

‫اآلثذذار القانونيذذة المختل ذذة علذذى هذذه الت رقذذة بذذين‬ ‫ورغذذم أن االت اقيذذات اإلنسذذانية‪ ،‬قذذد رتبذذت بع ذ‬
‫االنتها ذذات الجسذذيمة واالنتها ذذات العاديذذة إال أنهذذا بقيذذت مذذع هلذذك‪ ،‬ت رقذذة غامضذذة المعذذالم‪ ،‬لعذذدم تعريذذف‬
‫ذذل منهذذا علذذى نحذذو دقيذذق‪ ،‬وألنهذذا فذذي األسذذاس ت رقذذة غيذذر مقبولذذة إنسذذانيا‪ ،‬ف ذذل انتهذذاك لقواعذذد القذذانون‬
‫الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬التذذي تتذذولى حمايذذة ضذذحايا الن ازعذذات المسذذلحة مذذن ويذذالت الحذذرب‪ ،‬هذذو انتهذذاك جسذذيم‬
‫وخطير‪.2‬‬

‫أمذذا اآلثذذار القانونيذذة المترتبذذة علذذى الت رقذذة بذذين (االنتها ذذات الجسذذيمة) و(االنتها ذذات العاديذذة) فذذي‬
‫هه الت رقة فيم ن أن نبينها فيما يلي‪:‬‬ ‫االت اقيات اإلنسانية رغم غمو‬

‫أ – إن االنتها ذذات الجسذذيمة‪ ،‬باعتبارهذذا ج ذرائم حذذرب‪ ،‬تتخذذه الذذدول فذذي مواجهتهذذا عقوبذذات جنائيذذة‬
‫(المواد ‪ 97‬و‪ 19‬و‪ 727‬و‪ )799‬من ات اقيات جنيف األربع لعام ‪7797‬م) وتتعهد هه الدول بالتعذاون‬
‫فيما بينها بالنسبة لهه االنتها ات (الجسيمة) حول اإلجراءات الجنائية وتسليم مرت بيها (الماد ‪ 11‬من‬

‫‪-1‬أحمد بشار موسى‪ ،‬المسؤولية الجنائية الدولية لل رد‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،0229 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪-2‬خياري عبد الرحيم‪ ،‬حماية الممتل ات الثقافية في المنازعات المسلحة على ضوء أح ام القانون الدولي اإلنساني‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪-95-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫البروتو ول األول)‪.‬‬

‫ب – إن االنتها ذذات الجس ذذيمة‪ ،‬باعتباره ذذا جذ ذرائم ح ذذرب‪ ،‬الب ذذد م ذذن تذ ذوافر القص ذذد الجن ذذائي ل ذذد‬
‫مرت بيهذذا لقيامهذذا (الم ذواد ‪ 9/77‬و‪ 11‬مذذن البروتو ذذول األول) بينهمذذا (االنتها ذذات األخذذر ) تذذنجم عذذن‬
‫التقصير أو اإلهمال في أداء عمل واجب األداء (الماد ‪ 19‬من البروتو ول األول)‪.1‬‬

‫– إن االنتها ات الجسيمة وحدها‪ ،‬التي تش ل جريمة حرب (الماد ‪ 11‬مذن البروتو ذول األول‬
‫لعام ‪7711‬م)‪.‬‬

‫د‪ -‬مذذن اآلثذذار القانونيذذة التذذي تترتذذب علذذى تمييذذز االت اقيذذات اإلنسذذانية بذذين االنتها ذذات الجسذذيمة‬
‫واالنتها ات العادية‪ ،‬توزيع المسؤولية بين القاد العس ريين ومرؤوسذيهم‪ ،‬فالقذاد العسذ ريون يسذألون فذي‬
‫حالذذة مخذذال تهم لقواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬عذذن ارت ذذاب (انتها ذذات جسذذيمة أو انتها ذذات عاديذذة)‬
‫حسذذب تذ ذوافر القصذذد الجن ذذائي لذذديهم (الم ذذاد ‪ 2 / 19‬مذذن البروتو ذذول األول) أمذذا مرؤوس ذذيهم فيس ذذألون‬
‫دائمذذا‪ ،‬فذذي حالذذة انتهذذا هم لقواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬عذذن ارت ذذاب انتها ذذات جسذذيمة الفت ذ ار‬
‫إلمامهم التام بنصوص االت اقيات اإلنسانية (الماد ‪)2 / 13‬من البروتو ول األول‪.‬‬

‫ن‪ -‬ومذذن اآلثذذار القانونيذذة المترتبذذة علذذى التمييذذز بذذين االنتها ذذات الجسذذيمة واالنتها ذذات األخذذر‬
‫اختالف دور ل من اللجنة الدولية لتقصي الحقائق واللجنة الدولية للصليب األحمر‪ ،2‬بحسذب تصذنيف‬
‫االنتهاك المرت ب من قبل أطراف النذزاع المسذلح‪ ،‬فالجنذة الدوليذة لتقصذي الحقذائق‪ ،‬تمذارس اختصاصذها‬
‫بذذالتحقيق فذذي الوقذذائع المتعلقذذة بذذأي إدعذذاء خذذاص باالنتها ذذات الجسذذيمة‪ ،‬دون موافقذذة األطذراف المعنيذذة‪،‬‬
‫بينما البد مذن موافقذة هذه األطذراف فذي حالذة قيذام اللجنذة الدوليذة بممارسذة دورهذا فذي التحقيذق فذي حالذة‬
‫االنتها ذذات العاديذذة‪ ،‬أمذذا بالنسذذبة للجنذذة الدوليذذة للصذذليب األحمذذر‪ ،‬فإنهذذا ال تسذذتطيع ممارسذذة دورهذذا فذذي‬
‫الرقابذذة علذذى مذذد الت ذزام أط ذراف الن ذزاع المسذذلح بتطبيذذق قواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬عذذن طريذذق‬
‫إصدار بيانات علنية (وهي أهم آلية من آليات الرقابة التي تمارسها اللجنة الدولية للصليب األحمر) إال‬
‫إها انت االنتها ات المرت بة من طرف النزاع المسلح‪ ،‬انتها ات جسيمة أو خطير ‪.‬‬

‫‪ -‬وه ها نستطيع القول‪ ،‬بأن القانون الدولي اإلنساني قذد اسذتخدم مصذطلح(االنتها ذات الجسذيمة)‬
‫على نحو مرادف لمصطلح الجريمة الدولية‪ ،‬واعتبر هها االنتهاك ' جريمة حرب ' ومذن اآلثذار القانونيذة‬
‫التي رتبتها االت اقيات اإلنسانية على التمييز بين االنتها ات الجسيمة والعادية على النحو السابق يم ن‬

‫‪ -1‬عرف اإلهمال أو التقصير بأنه " التخلف عن القيام بواجب قانوني يستوجب درجة من العناية للوفاء بااللتزامات‬
‫الم روضة على الدولة بموجب قواعد القانون الدولي " ‪ ،‬أنظر ‪ :‬د‪ .‬رشاد السيد‪ ،‬المسؤولية الدولية عن أضرار الحروب‬
‫العربية االسرائلية‪ ،‬دار ال رقان‪ ،‬عمان‪ ،1910 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-2‬بحسب الماد ‪ ، /0 / 92‬و‪ ،‬د من البروتو ول األول لعام ‪1999‬م‪ ،‬باعتبار هه اللجان من الهيئات التي يناط بها‬
‫الرقابة على تطبيق قواعد القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫‪-96-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫لنذذا أن نعذذرف االنتهذذاك الجسذذيم أو(جريمذذة الحذذرب) بأنهذذا‪ :‬األفعذذال التذذي ترت ذذب أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‬
‫عمدا من قبل أطراف النذزاع المسذلح (الذدول والجماعذات المنظمذة أو المنشذقة وحر ذات التحريذر الوطنيذة‬
‫وأفذراد القذوات المسذلحة التذذابعين لهذه الهيئذذات االعتباريذة) والتذذي تشذ ل تجذذاو از أو اعتذداءا علذذى مصذذلحة‬
‫ال قذذه بأنهذذا " تلذذك الطائ ذذة مذذن‬ ‫إنسذانية عامذذة يحميهذذا وينظمهذذا القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬ويعرفهذذا بعذ‬
‫الج ذرائم التذذي تقذذع أثنذذاء الحذذرب‪ ،‬وت ذذون مخال ذذة لقوانينهذذا وعاداتهذذا ويرت بهذذا المواطنذذون التذذابعون لدولذذة‬
‫محاربة سوء انوا عس ريين أم مدنيين على رعايا دول أخر أو ممتل ات هه الدولذة العامذة سذواء ذان‬
‫وقوعها في إقليم الدولة المحاربة أو في ميدان القتذال أو فذي اإلقلذيم المحتذل‪ ،1‬مذا عرفهذا األسذتاه " عبذد‬
‫اهلل سذذليمان بأنهذذا " ذذل أداء أو امتنذذاع عذذن عمذذل يصذذيب المصذذالح الحيويذذة الدوليذذة لإلنسذذانية ال بذذر ‪،‬‬
‫بضرر يمنعه العرف الدولي لمعاقبته باسم المجموعة الدولية "‪.2‬‬

‫ونشير في هها الصدد إلى أنه وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬بدأ م هوم جذرائم الحذرب يتبلذور‬
‫بص ذ ة أ بذذر‪ ،‬فقذذد عرفذذت هذذه ال تذذر أشذذهر المحا مذذات لمجرمذذي الحذذرب التذذي عرفهذذا المجتمذذع الذذدولي‬
‫آنهاك‪ ،‬فابرم ات اق لندن عام ‪ 7791‬الخاص بمحا مة مجرمي الحرب األلمان وتش يل مح مة عس رية‬
‫دوليذذة لمحا مذذة دول المحذذور الغربذذي فذذي 'نورمبذذور '‪ ،‬مذذا أصذذدر القائذذد األعلذذى لق ذوات الحل ذذاء فذذي ‪77‬‬
‫جان ي ‪ 7799‬ق ار ار بإنشاء مح مة مماثلة لمحا مة دول المحور الشرقي في طو يو‪.3‬‬

‫ونسذذتطيع القذذول ذذهلك أن جريمذذة االعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة تش ذ ل‬
‫جريمذذة حذذرب‪ ،‬ونذذدعم هلذذك – أساسذذا – بالمذذاد (‪ )1 / 11‬مذذن البروتو ذذول األول‪ ،‬و ذذها المذذاد األولذذى‬
‫ال قر الثانية البند (‪ )9‬من النظام األساسي للمح مة الجنائية الدولية‪ ،‬ولقد جاء فذي ال قذر '‪ '9‬حذرف ' '‬
‫مذذن المذذاد (‪ )1/ 11‬مذذن البروتو ذذول األول لعذذام ‪7711‬م مذذا يلذذي ‪ :‬أنذذه تعتبذذر انتها ذذات جسذذيمة تلذذك‬
‫االعتذذداءات التذذي تمذذارس خالفذذا لمذذا تقضذذي بذذه ات اقيذذات جنيذذف األربذذع والبروتو ذوالن اإلضذذافيان لهمذذا‪،‬‬
‫عسذ رية مذن‬ ‫ومثلها القيام بشن هجمات ردع على البيئذة البحريذة‪ ،‬مذالم تثبذت اسذتخدام البحذار ألغذ ار‬
‫طرف العدو أو أنه وضع صواريخ‪ ،‬الشيء الهي يؤدي إلى جعل البيئة البحرية هدفا عس ريا مباش ار‪.‬‬

‫أما الماد األولى ال قر ‪ 2‬البند '‪ '9‬من النظام األساسي لمح مة العدل الدولية فقد نصت بقولهذا "‬
‫تعني جرائم الحرب تعمد الهجوم مع العلم بأن هذها الهجذوم سيسذ ر عذن خسذائر عرضذية فذي األروا أو‬
‫عن إصذابات بذين المذدنيين أو عذن إلحذاق أضذرار مدنيذة أو إحذداث ضذرر واسذع النطذاق وطويذل األجذل‬
‫وشذذديد للبيئذذة الطبيعيذذة ي ذذون أثذذر واضذذحا بالقيذذاس إلذذى مجمذذل الم اسذذب العس ذ رية المتوقعذذة الملموسذذة‬
‫المباشر "‪.‬‬

‫‪-1‬حسين إبراهيم صالح عبيد‪ ،‬الجريمة الدولية دراسة تحليلية وتطبيقية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهر ‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪-2‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-3‬حسين إبراهيم صالح عبيد‪ ،‬القضاء الدولي الجنائي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهر ‪ ،1999 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪-97-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ثانيا – النتائج المترتبة على اعتبذار أن انتهذاك قواعذد حمايذة البيئذة البحريذة تشذ ل انتها ذا جسذيما‬
‫أو جريمة حرب ‪:‬‬

‫بناءا على ما تقدم بيانه يم ن لنا أن نتوصل إلى نتائج عد بالنسبة لالعتداء على البيئذة البحريذة‬
‫أثناء النزاعات المسلحة ‪:‬‬

‫‪ -‬إن االعتداء المتعمد على البيئة البحرية يش ل جريمة حرب‪ ،‬أمذا األضذرار البيئيذة الناجمذة عذن‬
‫اإلهمال أو التقصير فذال تشذ ل جريمذة حذرب ضذد البيئذة‪ ،‬وانمذا تشذ ل فقذط مجذرد انتهذاك لقواعذد حمايذة‬
‫البيئذذة مذذن طذذرف القائذذد العس ذ ري‪ ،‬فذذي حالذذة تقصذذير فذذي الحصذذول علذذى معلومذذات تتذذا لذذه فذذي تلذذك‬
‫الظذذروف‪ ،‬عذذن عذذزم مرؤوسذذيه االعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة‪ ،‬أو أنذذه لذذم يتخذذه مذذا بوسذذعه مذذن إج ذراءات‬
‫مستطاعه لمنع هها االعتداء في حالة علمه بهلك (الماد ‪ 19‬ف ‪ 2‬من البروتو ول األول)‪.‬‬

‫‪ -‬ال يقتصذذر ارت ذذاب جريمذذة االعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة علذذى األفذراد الطبيعيذذين فقذذط‪ ،‬مذذا هذذو‬
‫الحذذال فذذي الجريمذذة الدوليذذة فذذي نطذذاق القذذانون الذذدولي العذذام‪ ،‬وانمذذا يم ذذن إسذذناد هذذه الجريمذذة (االنتهذذاك‬
‫الجسيم) للدول ن سها أو الجماعات المنشقة وحر ات التحرير الوطنية باعتبارهذا أشخاصذا اعتباريذة‪ ،‬مذع‬
‫مالحظذذة أن إسذذناد المسذذؤولية الجنائيذذة لألشذذخاص االعتباريذذة‪ ،‬علذذى النحذذو السذذابق‪ ،‬ال ين ذذي مسذذؤولية‬
‫عقوبذات‬ ‫الواقذع‪ ،‬وانمذا يترتذب علذى هلذك فذر‬ ‫األشخاص الطبيعيين الهين اقترفوا هه الجرائم في أر‬
‫جنائيذذة تالئذذم األشذذخاص الطبيعيذذين ( اإلعذذدام والحذذبس) وعقوبذذات جنائيذذة تالئذذم األشذذخاص االعتبذذاريين‬
‫( الغرامة والمصادر )‪.‬‬

‫‪ -‬إن االنتهاك الجسيم‪ ،‬باعتبار جريمة حرب‪ ،‬ال بد لقيامه مذن تذوافر أر ذان الجريمذة وهذي الذر ن‬
‫المادي‪ ،‬الم ون من انتهاك قواعد القانون الدولي اإلنساني‪ ، 1‬والذر ن المعنذوي الم ذون مذن تذوافر الذر ن‬
‫المعنوي‪ ،‬الم ون من توافر القصد الجنائي (الماد ‪ 77‬ف ‪ 7‬والمذاد ‪ 11‬ف ‪ 2‬مذن البروتو ذول األول)‬
‫‪2‬‬
‫والر ن الشرعي‪ ،‬الم ون من وجود نص إنساني (ات اقي أو عرفي) يجرم هها ال عل‪.‬‬

‫‪ -‬إن انتهاك الر ن المعنذوي (القصذد الجنذائي) فذي جريمذة االعتذداء علذى البيئذة البحريذة‪ ،‬ال ين ذي‬
‫قيام الجريمة أو يصبح هها ال عل مباحا‪ ،‬غاية ما في األمر أن مرت ب هه الجريمة‪ ،‬دون توافر القصذد‬
‫الجنائي لديه‪ ،‬يسأل عن ارت اب انتهاك قواعد حماية البيئة البحرية بوص ه مقص ار أو مهمال‪.3‬‬

‫‪-‬ويالح ذذظ أن نص ذذوص الق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني‪ ،‬م ذذا رأين ذذا أن ذذا‪ ،‬ق ذذد رتب ذذت عل ذذى التميي ذذز ب ذذين‬
‫االنتها ذذات الجس ذذيمة واالنتها ذذات األخ ذذر تمييذ ذ از ف ذذي مس ذذؤولية الق ذذاد العسذ ذ ريين ومرؤوس ذذيهم فالق ذذاد‬

‫‪-1‬انظر الماد المشتر ة بين ات اقيات جنيف األربع لعام ‪ 12( 1919‬و ‪ 11‬و ‪ 122‬و ‪)119‬‬
‫‪-2‬انظر الماد ‪ 19‬و ‪ 12‬و ‪ 12‬المشتر ة بين ات اقيات جنيف األربع لعام ‪.1919‬‬
‫‪-3‬انظر الماد ‪ 12‬من البروتو ول األول‪.‬‬

‫‪-98-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫العس ذ ريون قذذد يسذذألون فذذي حالذذة مخذذال تهم أو انتهذذا هم لقواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬عذذن ارت ذذاب‬
‫جريمة حذرب (انتهذاك جسذيم) أو مجذرد انتهذاك حسذب تذوافر القصذد الجنذائي لذديهم‪ ،‬مذا جذاء فذي المذاد‬
‫(‪ 19‬ف ‪ ' :)2‬ال يع ذذى قيذذام أي مذذرؤوس بانتهذذاك االت اقيذذات وهذذها البروتو ذذول‪ ،‬أرسذذا مذذن المسذذؤولية‬
‫الجنائية أو التأديبية‪ ،‬حسب األحوال‪ ،‬إها علمذوا أو ذان لذديهم معلومذات تتذيح لهذم فذي تلذك الظذروف أن‬
‫يخلصوا إلى أنه ان يرت ذب‪ ،‬أو أنذه فذي سذبيله الرت ذاب مثذل هذها االنتهذاك ' ‪ ،‬بينمذا يسذأل المرؤوسذون‬
‫(أفراد القوات المسلحة) دائما‪ ،‬فذي حالذة انتهذا هم لقواعذد حمايذة البيئذة‪ ،‬عذن ارت ذابهم النتها ذات جسذيمة‬
‫أو ج ذرائم حذذرب ضذذد البيئ ذذة‪ ،‬ألنذذه (المرؤوسذذون) ال ئ ذذة التذذي تباشذذر عمليذذا انته ذذاك قواعذذد حمايذذة البيئ ذذة‬
‫ف ذذيهم اإللم ذذام بقواع ذذد الق ذذانون ال ذذدولي‬ ‫واس ذذتخدام الوس ذذائل واألس ذذاليب القتالي ذذة ف ذذي س ذذبيل هل ذذك‪ ،‬وي ت ذذر‬
‫اإلنساني‪ ،‬لعدم التهرع بجهلها وحتى في حالذة تلقذيهم األوامذر العسذ رية مذن القذاد بانتهذاك تلذك القواعذد‪،‬‬
‫فإنهم ال يستطيعون ن ي المسؤولية الجنائية عن أن سهم – مع مشار ة القاد لهم في تلك المسؤولية‪ -‬إه‬
‫فيهم العلم واإللمام المسبق بقواعد القانون الدولي اإلنساني وعدم الخرو عليها أو مخال تها ما‬ ‫ي تر‬
‫جذذاء المذذاد ‪ 13‬مذذن البروتو ذذول األول للعذذام ‪7711‬م‪ ،‬التذذي ألزمذذت األط ذراف السذذامية المتعاقذذد – فذذي‬
‫ال قر األولى‪ -‬بنشر نصوص االت اقيات اإلنسانية حتى تصبح معروفة ألفراد القوات المسلحة‪ ،‬وفرضت‬
‫فذذي ال قذذر الثانيذذة‪ ،‬علذذى أيذذة سذذلطة عس ذ رية أو مدنيذذة تضذذطلع أثنذذاء الن ذزاع المسذذلح‪ ،‬بمسذذؤوليات تتعلذذق‬
‫بتطبيق االت اقيات اإلنسانية‪ ،‬أن ت ون على إلمام تام بنصوص هه المواثيق‪.‬‬

‫بعدما بحثنا الت ييف القانوني لالعتداء على البيئة البحرية في هها ال رع ووجذدنا أن هذها االعتذداء‬
‫يشذ ل جريمذة حذرب بوصذ ه اعتذداء جسذيم سذنتناول فذي ال ذرع المذوالي شذروط انعقذاد المسذؤولية القانونيذة‬
‫عن انتهاك قواعد حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫الفةةرع الثالةةث ‪ -‬شةةروط انعقةةاد المسةةؤولية القانونيةةة عة انتهةةا قواعةةد حمايةةة البيئةةة البحريةةة‬
‫أثناء النزاعات المسلحة ‪:‬‬

‫إها ان ال قه السذائد فذي القذانون الذدولي العذام مذازال يقصذر مسذؤولية الذدول المترتبذة علذى مخال ذة‬
‫التزاماته ذذا الدولي ذذة‪ ،‬عل ذذى المس ذذؤولية المدني ذذة وح ذذدها‪ ،‬ويس ذذتخدم مص ذذطلح ' المس ذذؤولية الدولي ذذة ' ردي ذذف‬
‫للمسؤولية المدنية‪ ،‬حيث عرف هها ال قه المسؤولية الدوليذة بأنهذا نظذام قذانوني ينشذ االلتذزام بذالتعوي‬
‫ع ذذن ذذل خ ذذرق للق ذذانون ال ذذدولي ال ذذهي تقترف ذذه دول ذذة مس ذذئولة ويس ذذبب أضذ ذ اررا‪ ،‬فإن ذذه وبالنس ذذبة إل ذذى نظ ذذام‬
‫المسذؤولية القانونيذذة فذي نطذذاق القذذانون الذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬فذإن النصذذوص اإلنسذذانية ال سذيم المذذاد ‪ 3‬مذذن‬
‫ات اقيذذة الهذذاي الرابعذذة لعذذام ‪ ،7791‬والمذذاد ‪ 77‬مذذن البروتو ذذول األول لعذذام ‪ 7711‬قذذد أجذذازت مسذذاءلة‬
‫أط ذراف الن ذزاع (دول وجماعذذات منشذذقة وحر ذذات تحريذذر) جنائيذذا عذذن األفعذذال التذذي يقترفهذذا أف ذراد قواتهذذا‬
‫عذن األضذرار التذي‬ ‫المسلحة‪ ،‬أثناء اندالع العمليات القتالية‪ ،‬باإلضافة إلى المسؤولية المدنية بالتعوي‬
‫لحقذذت بذذاألطراف األخذذر ‪ ،‬حيذذث ‪،‬صذذت هتذذين المذذادتين علذذى " مسذذؤولية طذذرف النذزاع فذذي حالذذة انتهذذاك‬

‫‪-99-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫إها اقتضذذت الحذذال هلذذك‪...،‬الطذذرف المحذذارب ي ذذون مسذذئوال‬ ‫أح ذذام االت اقيذذات الدوليذذة عذذن دفذذع تعذذوي‬
‫أيضا عن جميع األعمال التي يرت بها أشخاص ينتمون إلى قواته المسلحة "‪ ،‬ما رأينا أيضا أن القانون‬
‫الدولي اإلنساني قد ميز بين االنتها ات الجسيمة أي جرائم الحرب والتي تتمثل في األفعال التي ترت ب‬
‫عمذذدا أثنذذاء الن ذزاع المسذذلح مذذن قبذذل أط ذراف هذذها الن ذزاع‪ ،‬والتذذي تش ذ ل تجذذاو از أو اعتذذداءا علذذى مصذذلحة‬
‫إنسذذانية عامذذة يحميهذذا وينظمهذذا هذذها القذذانون‪ ،‬واالنتها ذذات العاديذذة التذذي تتمثذذل فذذي اإلهمذذال أو التقصذذير‬
‫الواقع من قبل أفراد القوات المسذلحة والتذي تشذ ل أيضذا اعتذداءا علذى مصذلحة إنسذانية يحميهذا وينظمهذا‬
‫القانون الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫وانطالقذذا مذذن النصذذوص اإلنسذذانية السذذابقة‪ ،‬فإنذذه يشذذترط النعقذذاد مسذذؤولية أطذراف النذزاع القانونيذذة‬
‫(بشقيها المدنية والجزائية) عن األضرار البيئية أثناء النزاعات المسلحة الشروط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬وجود قاعد قانونية (اتفاقية أو عرفية) تحم البيئة ‪:‬‬

‫ال تنعقد مسذؤولية أطذراف النذزاع عذن األضذرار التذي تلحذق البيئذة أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪ ،‬إال إها‬
‫وجدت قواعد قانونية في القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬تجرم االعتداء على البيئة‪ ،‬وهها شرط طبيعي النعقاد‬
‫المسؤولية القانونية‪ ،‬ينطلق من القاعد األساسذية فذي افذة التشذريعات الجنائيذة (الدوليذة والوطنيذة) وهذي‬
‫قاعد (ال جريمة وال عقوبة إال بنص)‪.‬‬

‫والحقيقذذة أنذذه بذذالرغم مذذن الجهذذود التذذي بذذهلتها األجهذذز المختصذذة فذذي األمذذم المتحذذد ‪ ،‬لتذذدويل قواعذذد‬
‫القانون الدولي الجنائي العرفي أو إعداد ات اقيذات دوليذة‪ ،‬لتحديذد الجذرائم الدوليذة تطبيقذا لمبذدأ (ال جريمذة‬
‫وال عقوبة إال بنص) إال أنها مع هلك لم تنل نصذيبا (الجذرائم الدوليذة) مذن التحديذد والوضذو مثلمذا عليذه‬
‫الحال في التشريعات الوطنية‪ ،‬ولعل السبب في هلك يعود إلى افتقار القانون الدولي إلى سلطة تشذريعية‬
‫إدارتهذذا علذذى الذذدول بهذذها الخصذذوص‪ ،‬وألن القذذانون الذذدولي الجنذذائي مذذا زال فذذي مرحلذذة‬ ‫مر زيذذة ت ذذر‬
‫الت وين والنمو‪ ،‬فيأتي تحديد الجرائم نتيجذة هلذك توفيقذا لوجهذات نظذر متباينذة‪ ،‬ممذا يجعذل البذاب م توحذا‬
‫للقضذذاء بذذاللجوء إل ذذى الت سذذير الواس ذذع والقيذذاس‪ ،‬لس ذذد الذذنقص ف ذذي القذذانون بأشذ ذ ال ال تقرهذذا التشذ ذريعات‬
‫الجنائية الوطنية التي تطبق مبدأ(ال جريمة وال عقوبة إال بذنص) تطبيقذا صذارما‪ ،1‬ولذهلك فذإن المذاد (‪9‬‬
‫‪ /‬ب) م ذذن النظ ذذام األساس ذذي للمح م ذذة العس ذ رية الدولي ذذة ف ذذي ' ن ذذورنبير '‪ ،‬الت ذذي أنش ذذأت ع ذذام ‪7791‬م‪،‬‬
‫نصذذت علذذى أن " جذرائم الحذذرب هذذي مخال ذذة قذوانين وأعذراف الحذذرب‪ ،‬وهذذي تشذذمل علذذى سذذبيل المثذذال ال‬
‫الحصر أفعال القتال وسوء المعاملة‪.2"...‬‬

‫‪-1‬د‪ .‬عباس هاشم السعدي‪ ،‬مسؤولية ال رد الجنائية عن الجرائم الدولية‪ ،‬اإلس ندرية‪0220 ،‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-2‬لإلطالع على النظام األساسي للمح مة العس رية في نورنبير ‪ ،‬أنظر‪ :‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫سنة ‪ ،1911‬قسم الوثائق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪-100-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫وم ذذن هن ذذا نج ذذد أيض ذذا‪ ،‬أن ات اقي ذذات جني ذذف األرب ذذع لع ذذام ‪ ،7797‬ف ذذي المذ ذواد (‪ 19‬و‪ 17‬و‪739‬‬
‫و‪ )791‬قد أشارت إلى المخال ات الجسيمة على نحو ال ي يذد الحصذر‪ ،‬فقذد نصذت هذه المذواد علذى "أن‬
‫المخال ات الجسيمة التي تشير إليها الماد السابقة هي التي تتضمن أحد األفعال التالية إها اقترفت ضد‬
‫أشخاص معنيين أو ممتل ات محمية باالت اقية ‪ :‬القتل العمد والتعذهيب‪ ،"...‬وفذي مجذال تجذريم االعتذداء‬
‫علذذى البيئذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة فإنذذه علذذى الذذرغم مذذن أن االت اقيذذات اإلنسذذانية لذذم تتضذذمن ص ذراحة‬
‫الذذنص علذذى تجذريم هذذها ال عذذل – مذذا رأينذذا سذذابقا – إال أن وجذذود نصذذوص دوليذذة صذريحة تحمذذي البيئذذة‬
‫أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬خاصذذة المذذادتين (‪ 31‬ف ‪ )3‬و(‪ )11‬مذذن البروتو ذذول األول‪ ،‬يذذدل علذذى نيذذة‬
‫المشرع اإلنسذاني حمايذة البيئذة المحيطذة بالعمليذات العدائيذة مذن األضذرار الجسذيمة التذي تلحقهذا‪ ،‬وتجذرم‬
‫أي فعل يترتب عليه إلحاق أه خطير بها‪.‬‬

‫‪ -‬ونعتقذذد أنذذه أن األوان‪ ،‬أمذذام التطذذورات الت نولوجيذذة الهائلذذة التذذي تلحذذق بالبيئذذة أضذ ار ار هائلذذة‪ ،‬ال‬
‫تؤثر على إم انيذات النمذو االقتصذادي واالجتمذاعي للذدول وحسذب‪ ،‬بذل وتذؤثر أيضذا علذى بقذاء األجيذال‬
‫الحاضذذر والمقبلذذة‪ ،‬أن تتضذذمن االت اقيذذات اإلنسذذانية – إها لذذم يتيسذذر عقذذد ات اقيذذة دوليذذة خاصذذة بحمايذذة‬
‫البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة – نصوصا صريحة تجرم االعتداء علذى البيئذة‪ ،‬ويبذدو أن النظذام‬
‫األساسي للمح مة الجنائية الدولية‪ ،‬قذد جذاء علذى نحويحقذق – إلذى حذد مذا –مبذدأ (ال جريمذة إال بذنص)‬
‫حيث تضمن هها النظام أشد الجرائم خطور وموضع اهتمام المجتمع الدولي بأسر ‪ ،‬وهي جريمة اإلبذاد‬
‫الجماعية والجرائم ضد اإلنسانية وجذرائم الحذرب وجريمذة العذدوان‪ ،‬مذع توقذف اختصذاص المح مذة حيذال‬
‫جريمة العدوان لحين التوصل إلى تعريف مت ق عليه لهه الجريمذة‪ ،1‬واعتبذر هذها النظذام جريمذة إحذداث‬
‫أضرار واسعة النطاق وطويلذة األجذل وشذديد الخطذور بالبيئذة الطبيعيذة – ومذن بينهذا البيئذة الطبيعيذة ‪-‬‬
‫من قبيل جرائم الحرب‪.2‬‬

‫ثانيا‪ -‬وقوع انتها لقواعد الحماية م قبل أطراف النزاع المسلح‪:‬‬

‫يتمثل الشرط الثاني من شروط انعقاد المسذؤولية القانونيذة عذن األضذرار البيئيذة‪ ،‬فذي وقذوع انتهذاك‬
‫لقواعذذد الحمايذذة المقذذرر بموجذذب القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬ومنهذذا قاعذذد حمايذذة البيئذذة‪ ،‬فانتهذذاك أط ذراف‬
‫عليها بموجب قواعد حمايذة البيئذة البحريذة ب عذل صذادر عنهذا هذو الذهي‬ ‫النزاع لاللتزام الدولي الم رو‬
‫يش ل العنصر الموضوعي لل عل غير المشروع دوليا‪.3‬‬

‫‪-1‬الماد (‪ )1‬من النظام األساسي للمح مة الجنائية الدولية‪.‬‬


‫‪-2‬الماد (‪ /0/1‬ب‪ )1 /‬من النظام األساسي للمح مة الجنائية الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬أما العنصر الشخصي للعمل غير المشروع دوليا فيتمثل في إسناد هها ال عل إلى أحد أشخاص القانون الدولي‪ ،‬حول‬
‫انتهاك االلتزام الدولي‪ ،‬أنظر ‪:‬مناقشات لجنة القانون الدولي حول مشروع مسؤولية الدول‪ ،‬الوثائق الرسمية للجمعية‬
‫العامة لألمم المتحد ‪ ،‬الدور الثامنة والعشرون – الملحق رقم (‪.1992 ،)12‬‬

‫‪-101-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫ويبذذدو أن المشذذرع اإلنسذذاني فذذي ات اقيذذات جنيذذف األربذذع لعذذام ‪ ،7797‬والبروتو ذوالت الم ملذذة لهذذا‬
‫لعام ‪ ،7711‬قد استخدم مصطلح (االنتهاك) للداللة على األفعال التي يرت بها أطراف النزاع على نحو‬
‫غير مطابق لما تتطلبه قواعد القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬والتي ترتب مسؤوليتها القانونية‪ ،‬وهو المصطلح‬
‫الذذهي اسذذتخدمه النظذذام األساسذذي لمح مذذة العذذدل الدوليذذة فذذي المذذاد (‪ ،) /2/39‬فذذي حذذين أن ات اقيذذة‬
‫الهاي الرابعة لعام ‪،7791‬قد استخدمت مصطلح (اإلخالل) ‪ 1‬ويالحظ أن وقوع انتها ات لقواعد حماية‬
‫البيئذذة‪ ،‬باعتبذذار العنصذذر الموضذذوعي لل عذذل غيذذر المشذذروع دوليذذا‪ ،‬ال يقتصذذر علذذى الذذدول أطذراف النذزاع‬
‫وحذذدها باعتبارهذذا مسذذئولة عذذن قواته ذذا المسذذلحة‪ ،‬وانمذذا تقذذوم القذ ذوات المنشذذقة – فذذي الن ازعذذات المس ذذلحة‬
‫الداخلية – وحر ات التحير الوطنية أيضا بانتهاك هه القواعد‪ ،‬مع مالحظة أن البروتو ول الثاني لعذام‬
‫‪ 7711‬الخذاص بحمايذة ضذحايا الن ازعذات المسذلحة غيذر الدوليذذة‪ ،‬لذم يتضذمن قواعذد تحمذي البيئذة خذذالل‬
‫ه ذذها الن ذذوع م ذذن الن ازع ذذات المس ذذلحة‪ ،‬عل ذذى غذ ذرار المذ ذواد (‪ )11( ، )3/31‬م ذذن البروتو ذذول األول لع ذذام‬
‫‪ ،7711‬الخذاص بحمايذذة ضذذحايا الن ازعذذات المسذذلحة الدوليذذة‪ ،‬مذذا يعنذذي أن االعتذذداء علذذى البيئذذة البحريذذة‬
‫مذذن قبذذل أط ذراف الن ذزاع المسذذلح الذذداخلي أمذذر مبذذا (غيذذر مجذذرم)‪ ،‬وهذذو مذذن المأخذذه التذذي تسذذجل علذذى‬
‫البروتو ذذول الثذذاني‪ ،‬و ذذان األجذذدر بذذه أن يتضذذمن نصذذا ممذذاثال للمذواد (‪ )3/31‬و(‪ )11‬مذذن البروتو ذذول‬
‫األول‪ ،‬حتى ال تبقى مسألة حماية البيئة خالل الحروب األهلية موضع اجتهاد‪.2‬‬

‫ثالثا‪ -‬حدوث ضرر بيئ جسيم‪:‬‬

‫ال ي ذذي النعقذذاد المسذذؤولية القانونيذذة فذذي نطذذاق القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬انتهذذاك أط ذراف الن ذزاع‬
‫المسلح لقواعد حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬وانما البد من حدوث ضذرر جسذيم للبيئذة (بنوعيهذا‬
‫المدنيذذة والطبيعيذذة) النعقذذاد مسذذؤولية ه ذؤالء األط ذراف القانونيذذة‪ ،‬غيذذر أن النصذذوص االت اقيذذة اإلنسذذانية‬
‫(المادتذ ذذان ‪ 31.3‬و‪ )11‬مذ ذذن البروتو ذ ذذول األول‪ ،‬قذ ذذد أشذ ذذار ت إلذ ذذى األض ذ ذرار البيئيذ ذذة شذ ذذرط النعقذ ذذاد‬
‫المسؤولية القانونية‪ ،‬فالمذاد (‪ )3/31‬تذنص علذى أنذه "يحظذر اسذتخدام وسذائل أو أسذاليب للقتذال‪ ،‬يقصذد‬
‫بها أو يتوقع منها أن تلحق بالبيئة الطبيعية أض ار ار بالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد" ‪ ،‬والماد (‪)11‬‬

‫‪ -1‬هلك استخدمت اللجنة الدولية للقانون الدولي‪ ،‬مصطلح (االنتهاك) في الماد (‪ )12‬من مشروع مسؤولية الدول‪ ،‬إه‬
‫نصت هه الماد التي جاءت تحت عنوان (وقوع انتهاك لاللتزام دولي)‪ ' ،‬على أن الدولة تعد مرت بة النتهاك دولي إها‬
‫عليها‪ ،‬أنظر‪ :‬تقرير لجنة القانون الدولي عن أعمال دورتها‬ ‫ارت بت فعل غير مطابق يتطلبهاإللتزام الدولي الم رو‬
‫الثامنة والعشرون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -2‬الواقع أنه قدم اقت ار أثناء المؤتمر الدبلماسي لتأ يد وتطوير القانون الدولي اإلنساني المطبق أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪ ،‬إلد ار نص في البروتو ول األول‪ ،‬بيد أن هها اإلقت ار رف في نهاية المطاف ‪ ،‬أنظر‬
‫‪Alexandre kiss,les protocoles additioneis aux conventions de Geneva de 1977 et‬‬
‫‪laprotection de biens de lenvironment : Etudes et Essais sur le Droit international‬‬
‫‪Humanitaire et les principes de la croix-Rouge en L’honneur de Jean pictet, comite‬‬
‫‪international de la croix-Rouge ,Geneve ,1984 , p,184.‬‬

‫‪-102-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫تنص على أنه " تراعى أثناء القتال حماية البيئة الطبيعية من األضذرار واسذعة االنتشذار وطويلذة األمذد‪،‬‬
‫وتتضمن هه الحماية حظر استخدام أساليب أو وسائل القتال التي يقصذد بهذا أو يتوقذع منهذا أن تسذبب‬
‫مثل هه األضرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم تضر بصحة أو بقاء الس ان"‪.1‬‬

‫ونسذتطيع أن نسذتخلص مذن هذذه النصذوص معذالم المسذؤولية القانونيذذة الناجمذة عذن انتهذاك قواعذذد‬
‫حماية البيئة البحرية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -7‬ال تنعقد مسؤولية أطراف النزاع المسلح (المدنية والجنائية) بمجرد انتهاك قواعد حمايذة البيئذة‬
‫البحرية‪ ،‬بل البد من حدوث أضرار بيئية بحرية‪.‬‬

‫‪ -2‬ال ي ي أي ضرر بيئي بحري ناجم عن انتهاك قواعد الحمايذة‪ ،‬النعقذاد المسذؤولية القانونيذة‪،‬‬
‫بل البد من توافر مواص ات خاصة بهها الضرر البيئي البحري‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن ي ون ضر ار بالغا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن ي ون ضر ار واسع االنتشار يمتد إلى عد يلومترات‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬أن ي ون ضر ار طويل األمد يمتد إلى عد شهور أو عد فصول من السنة‪.‬‬

‫‪ -3‬تختلذذف مسذذؤولية أط ذراف الن ذزاع المسذذلح عذذن األض ذرار البيئيذذة‪ ،‬بحسذذب مذذا إها ذذان اسذذتخدام‬
‫الوسذذائل واألسذذاليب القتاليذذة قذذد تذذم بقصذذد إلحذذاق األه بالبيئذذة (البذذالغ واسذذع االنتشذذار وطويذذل األمذذد) أو‬
‫استخدمت بدون قصد إلحاق هها األه ‪.‬‬

‫وعليه فإن استخدام أي وسيلة أو أسلوب حربي يلحق أض ار ار بالغة واسعة االنتشار وطويلذة األمذد‬
‫بالبيئذذة البحريذذة‪ ،‬يعذذد اسذذتخداما محظذذورا‪ ،‬ويرتذذب المسذذؤولية القانونيذذة س ذواء تذذم هذذها االسذذتخدام بقصذذد أو‬
‫بذذدون قصذذد‪ ،‬غيذذر أن اسذذتخدام أسذذاليب ووسذذائل القتذذال بقصذذد إلحذذاق أه بذذالغ (علذذى النحذذو السذذابق)‬
‫بالبيئة البحرية يعد مخال ة جسيمة (جريمة حذرب) ويرتذب مسذؤولية جنائيذة‪ ،‬بينمذا اسذتخدام هذه الوسذائل‬
‫واألسذذاليب القتاليذذة دون قصذذد إلحذذاق مثذذل هذذها األه بالبيئذذة‪ ،‬مذذع وقذذوع النتيجذذة المذذدمر بإلحذذاق األه‬
‫البذذالغ واسذذع االنتشذذار وطويذذل األمذذد‪ ،‬يش ذ ل مخال ذذة (انتهذذاك) ألح ذذام القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني ترتذذب‬
‫المسؤولية المدنية‪ ،‬وهلك بموجب المادتين (‪ )11‬و(‪ )19‬من البروتو ول األول لعام ‪7711‬م‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬توافر القصد الجنائ ‪:‬‬

‫‪-1‬حول مزايا هاتين المادتين واالنتقادات التي وجهت لهما‪ ،‬أنظر‪ :‬حسين علي الدريدي‪ ،‬مد فعالية القواعد الدولية‬
‫اإلنسانية في حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬رسالة د تو ار ‪ ،‬جامعة عمان العربية للدراسات العليا‪ ،0221 ،‬ص‬
‫‪ 199‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪-2‬حول هه الشروط وما وجه إليها من مأخه وانتقادات‪ ،‬أنظر‪ :‬المرجع السابق ن سه‪ ،‬ص ‪ 002‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪-103-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫يع ذذد ه ذذها الش ذذرط المتعل ذذق ب ذذالر ن المعن ذذوي خاص ذذا بانعق ذذاد المس ذذؤولية الجنائي ذذة فق ذذط‪ ،‬فالمس ذذؤولية‬
‫المدنيذة تنعقذد فذي نطذاق القذانون الذدولي اإلنسذاني – وغيرهذا مذن التشذريعات الجنائيذة الدوليذة والداخليذة‪-‬‬
‫بمجرد انتهاك أطراف النزاع لقواعد حماية البيئة وحدوث أضرار بحرية جسيمة – على النحو السذابق –‬
‫النظذذر عذذن ت ذوافر أو عذذدم ت ذوافر القصذذد الجنذذائي‪ ،‬بحيذذث ي ذذي أن يتوقذذع طذذرف الن ذزاع‪ ،‬أو ذذان‬ ‫بغ ذ‬
‫بمقذدور أن يتوقذع بذأن اسذذتخدام تلذك الوسذائل واألسذذاليب القتاليذة سذوف يذنجم عنهذذا أضذرار بيئيذة جسذذيمة‬
‫(الماد ‪ )3/31‬و(الماد ‪ )11‬من البروتو ول األول لعام ‪.)7711‬‬

‫أما مسؤولية أطراف النزاع الجنائية‪ ،‬فإنها ال تنعقد وال يعد طرف النزاع مرت با لجريمة حرب ضذد‬
‫البيئذة‪ ،‬وغيرهذا مذن فئذات الحمايذذة‪ ،‬إال إها ذان قذد تعمذد حصذذول تلذك األضذرار (المذاد ‪ )9/77‬و(المذذاد‬
‫‪ )11‬من البروتو ول األول‪ ،‬بمعنذى أن طذرف النذزاع ذان يقصذد باسذتخدامه الوسذائل واألسذاليب القتاليذة‬
‫إلحاق أضرار بيئية بالغة وواسعة االنتشار وطويلة األمد (المذاد ‪ )3/31‬و(المذاد ‪ )11‬مذن البروتو ذول‬
‫األول‪ ،‬فإها انت ى علم الجاني بم ونات الجريمة التي حددها القانون فإها انت ى هها العلذم وهذو مذا يطلذق‬
‫عليه الجهل أو الغلط في الوقائع والقانون‪ ،‬انت ى بهلك القصد الجنائي‪.1‬‬

‫والعلة من اشتراط القصد الجنائي لقيام المسؤولية الجنائية‪ ،‬أن المسؤولية الجزائية ترتذب جذزاءات‬
‫جزائية‪ ،‬عقوبة لتوافر إراد آثمذة لذد مرت ذب هذه الجذرائم‪ ،‬وال ت ذون إرادتذه آثمذة إال إها ذان مذدر ا بذأن‬
‫ما يقوم بذه يشذ ل جريمذة يعاقذب علذى ارت ابهذا‪ ،‬وأنذه ارت ذب فعلذه هذها مختذارا‪ ،‬بمعنذى انذت لديذه القذدر‬
‫عنذذه‪ ،‬وبتطبيذذق‬ ‫علذذى الم اضذذلة بذذين السذذلوك اإلج ارمذذي الذذهي أقذذدم عليذذه والسذذلوك المشذذروع الذذهي أعذذر‬
‫هها الشرط على الجرائم الدولية‪ ،‬نجذد أن مح مذة " نذورنبير " قذد اشذترطت فذي ح مهذا الصذادر فذي ‪21‬‬
‫تش ذرين األول عذذام ‪7791‬م فذذي قضذذية ' فذذون ليذذد ' ت ذوافر عناصذذر القصذذد الجنذذائي (العلذذم واإلراد ) فذذي‬
‫جريمة الحرب العدوانية‪ ،‬فقد جاء في حيثيات هها الح م "‪...‬في جريمة الحرب العدوانية‪ ،‬ما هو الحال‬
‫في القضايا الجنائية االعتيادية‪،‬يجب توافر ن س العناصر الم ونة للجريمة‪ ،‬فيجب أوال‪ :‬أن يتوافر العلذم‬
‫الحقيقي بأن الحرب العدوانية هي المقصود بهاتها‪.2"...‬‬

‫‪ -‬بعد تطرقنا في هها المطلب إلى الطبيعة القانونية للمسؤولية عن اإلضرار بالبيئية البحرية أثذاء‬
‫النزاعات المسلحة‪ ،‬سنباشر في المطلب الموالي من هذها المبحذث البحذث فذي اآلثذار القانونيذة للمسذؤولية‬
‫عن اإلضرار بالبيئية البحرية أثاء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫المطلة الثةةان ‪ -‬اآلثةةار القانونيةةة للمسةةؤولية ع ة اإلضةرار بالبيئيةةة البحريةةة أثةةاء‬


‫النزاعات المسلحة‬

‫‪-1‬حسين عبيد‪ ،‬الجريمة الدولية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪-2‬د‪ .‬ريمة عبد الرحيم الطائي ود‪ .‬حسين علي الدريدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬

‫‪-104-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫المسذذؤولية عذذن األضذرار البيئيذذة تعتمذذد علذذى طذريقتين‪ ،‬الطريقذذة األولذذى هات طذذابع وقذذائي الهذذدف‬
‫منها منع وقوع الضرر أما الطريقة األخر فتهدف إلى إصال الضرر‪.1‬‬

‫إن ثب ذذوت مس ذذؤولية أح ذذد أطذ ذراف النذ ذزاع المس ذذلح‪ ،‬ع ذذن األضذ ذرار الت ذذي لحق ذذت بالبيئ ذذة البحري ذذة –‬
‫وغيرها من ال ئات المحمية – نتيجة انتهذاك قواعذد الحمايذة المقذرر فذي القذانون الذدولي اإلنسذاني‪ ،‬يذؤدي‬
‫إلذذى ترتيذذب نذذوعين مذذن اآلثذذار أو العالقذذات القانونيذذة‪ ،‬عالقذذة قانونيذذة بذذين الدولذذة المنته ذذة لتلذذك القواعذذد‬
‫عنذذه‬ ‫والدولذذة المتضذذرر ‪ ،‬تلتذذزم بمقتضذذاها األولذذى بإ ازلذذة الضذذرر النذذاجم عذذن هذذها االنتهذذاك أو التعذذوي‬
‫(المسذذؤولية المدنيذذة)‪ ،‬وعالقذذة قانونيذذة بذذين الدولذذة المنته ذذة أو المرت بذذة لجريمذذة حذذرب والجماعذذة الدوليذذة‬
‫بأسذرها لمعاقبذة الطذرف األول باعتبذذار قذد خذر علذذى القذيم والقواعذد اإلنسذانية العامذذة التذي تهذم الجماعذذة‬
‫الدولية (المسؤولية الجنائية)‪.‬‬

‫وسذذنحاول فذذي ال ذذرعين التذذاليين البحذذث فذذي هذذهين المسذذؤوليتين وفذذي آثارهمذذا القانونيذذة عذذن انتهذذاك‬
‫قواعد البيئة البحرية واالعتداء عليها‪.‬‬

‫الفرع األول – اآلثار القانونية للمسؤولية المدنية ع اإلضةرار بالبيئةة البحريةة أثنةاء النزاعةات‬
‫المسلحة‪:‬‬

‫تقذررت المسذؤولية المدنيذة فذي نطذذاق القذانون الذدولي اإلنسذاني‪ ،‬فذذي صذدر المذادتين (المذاد الثالثذذة‬
‫مذذن ات اقيذذة الهذذاي الرابعذذة لعذذام ‪ ،7791‬والمذذاد ‪77‬مذذن البروتو ذذول األول لعذذام ‪ ،)7711‬حيذذث نصذذت‬
‫هتين المادتين على أنه يسأل طرف النزاع الهي ينتهك أح ذام االت اقيذات أو البروتو ذول األول عذن دفذع‬
‫‪2‬‬
‫إها اقتض ذذت الح ذذال هل ذذك‪ ،‬وأن ه ذذها الط ذذرف ي ذذون مس ذذؤوال ع ذذن اف ذذة األعم ذذال الت ذذي يقترفه ذذا‬ ‫تع ذذوي‬
‫األشخاص الهين يش لون جزءا من قواته المسلحة‪.‬‬

‫ما أن الماد (‪ )791‬من ات اقية جنيف الرابعة لعام ‪ ،7797‬قد أ دت على الص ة اآلمر لقواعذد‬
‫المسؤولية المدنيذة‪ ،‬بحيذث ال يجذوز ألطذراف النذزاع التحلذل منهذا‪ ،‬فقذد نصذت المذاد علذى أنذه " ال يجذوز‬
‫ألي طرف متعاقد أن يتحلل أو يحل طرفا متعاقدا آخذر مذن المسذؤوليات التذي تقذع عليذه أو علذى طذرف‬

‫‪-1‬بن علي م ار ‪ ،‬المسؤولية الدولية عن التلوث عبر الحدود‪ ،‬رسالة د تو ار ‪ ،‬بن ع نون‪ ،‬الجزائر‪،0229 -0222 ،‬‬
‫ص ‪.129‬‬
‫من خالل‬ ‫عن الضرر الهي تسببه دولة لدولة أخر ‪ ،‬أن يتم دفع هها التعوي‬ ‫‪-1‬من الطرق المستحدثة لدفع التعوي‬
‫معاهد سالم تلتزم فيها الدولة المهزومة بأن تدفع للدولة المتضررر مبلغا من المال‪ ،‬أنظر‪ :‬فريتيس السهوفن‪ ،‬اليزابيت‬
‫الحرب‪ ،‬مدخل للقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد عبد العليم‪ ،‬اللجنة الدولية للصليب‬ ‫تسغ لد‪ ،‬ضوابط تح م خو‬
‫األحمر‪ ،0221 ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪-105-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫متعاقد آخر‪."...‬‬

‫‪ ،‬فهذي‬ ‫ويؤخه على الماد الثالثة والماد (‪ )77‬السابقتين‪ ،‬أنها جاءت على نحو مختصر وغام‬
‫لذذم تشذذر إلذذى األض ذرار الناجمذذة عذذن مخال ذذة قواعذذد االت اقيذذات اإلنسذذانية – ومنهذذا قواعذذد حمايذذة البيئذذة‬
‫البحرية – مع أن هه األضرار تش ل أحد شروط انعقاد المسذؤولية القانونيذة فذي القذانون الذدولي العذام‪،1‬‬
‫ويبذذدو أن عذذدم اإلشذذار إلذذى هذذه األض ذرار ال يعنذذي قيذذام هذذه المسذذؤولية بمجذذرد مخال ذذة أو انتهذذاك هذذه‬
‫القواعد دون حدوث أضرار تلحق باألطراف األخر ‪ ،‬فالضرر يعذد أساسذيا لقيذام أي مسذؤولية (مدنيذة أو‬
‫جنائية) في أي نظام قانوني (دولي أو وطني)‪ - ،2‬على الرغم من صعوبة إثباته الصطدامه بذالتغيرات‬
‫العلميذذة فباسذذتثناء الحذذاالت التذذي يتضذذح فيهذذا جليذذا إتذذالف إحذذد الذذنظم البيئيذذة وعذذدم إم انيذذة معالجتذذه‪،‬‬
‫غالبا ما ينتج عن نقص المعلومات الخاصة بت اعالت الوسط البيئذي وبتذرابط عناصذر ت ذاوت بيذر فذي‬
‫أنواع التلوثات‪.3‬‬ ‫بع‬

‫‪ ،‬أضذف إلذى هلذك إلذى أن هنذاك نصوصذا إنسذانية أخذر تذنص علذى‬ ‫فالضرر هو سبب التعذوي‬
‫الضرر شرط لقيام المسؤولية القانونية خاصة بالنسبة لألضرار البيئية – ما رأينا في المطلب السابق‬
‫بالنسبة إلى المواد (‪ )3/31‬و(‪ )11‬من البروتو ول األول‪.-‬‬

‫فقذذط‬ ‫مذذا أن هذذه الم ذواد التذذي قذذررت مسذذؤولية أط ذراف الن ذزاع المدنيذذة‪ ،‬قذذد أشذذارت إلذذى التعذذوي‬
‫أح ذذد اآلث ذذار القانوني ذذة للمس ذذؤولية المدني ذذة‪ ،‬م ذذع أن المس ذذؤولية المدني ذذة ال تق ذذوم عل ذذى أس ذذاس المطالب ذذة‬
‫فقذذط‪4 ،‬فقذذد تقذذوم علذذى أسذذاس المطالبذذة بإصذذال أو جبذذر األض ذرار البيئيذذة أو إعادتهذذا إلذذى‬ ‫بذذالتعوي‬
‫حالتها السابقة إها ان هلك مم نا‪.‬‬

‫ولعذذل المشذذرع اإلنسذذاني فذذي المذواد السذذابقة يذذر أن إصذذال األضذرار البيئيذذة وجبرهذذا أو إعادتهذذا‬
‫أهم آثار المسؤولية القانونية‪.‬‬ ‫إلى حالتها السابقة‪ ،‬ماهي إال صور للتعوي‬

‫وان الدول المتضرر بيئيا جراء االعتداء على البيئة أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬غالبا ما تلجأ لتقرير‬
‫مسؤولية الدول المنته ة إلى المحا م الدولية أو إلى مجلس األمن‪.‬‬

‫أن مح مذذة العذذدل الدوليذذة‪ ،‬فذذي حالذذة عذذدم ت عيذذل دور المح مذذة الجنائيذذة الدوليذذة‪،‬‬ ‫ويذذر الذذبع‬

‫‪-1‬د‪ .‬رشاد السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪-2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-3‬د‪ .‬نبيلة إسماعيل رسالن‪ ،‬المسؤولية المدنية عن اإلضرار بالبيئة‪ ،‬دار الجامعة الجديد ‪ ،‬االس ندرية‪ ،0229 ،‬ص‬
‫‪.91‬‬
‫‪-4‬هوادي جع ر‪ ،‬المسؤولية الدولية عن تلوث البيئة بأنشطة غير محرمة دوليا‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة باجي مختار‪،‬‬
‫عنابة‪ ،0221 ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪-106-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫عن األضرار البيئية – وقت السلم أو أثناء النزاعات‬ ‫ست ون الم ان المثالي للنظر في دعاو التعوي‬
‫المسلحة – على الرغم من أن هه المح مة لم تنظر إلى اآلن في أية دعو مشابهة‪.1‬‬

‫ولعذذل السذذبب فذذي عذذدم لجذذوء الذذدول‪ ،‬إلذذى اآلن‪ ،‬إلذذى مح مذذة العذذدل الدوليذذة‪ ،‬للنظذذر فذذي دعذذاو‬
‫المسؤولية المدنية عن األضرار البيئية‪ ،‬يعود إلى األسباب التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن اللجذذوء إلذذى مح مذذة العذذدل الدوليذذة‪ ،‬يقتضذذي ضذذرور موافقذذة الذذدول علذذى ق ارراتهذذا‪ ،‬أو القبذذول‬
‫اإلل ازمذذي باختصاصذذها‪ ،‬فمذذثال بقذذي الع ذراق بعيذذدا عذذن المثذذول أمذذام مح مذذة العذذدل الدوليذذة عذذن األض ذرار‬
‫البيئية أثناء حرب الخليج الثانية عام ‪ 7777‬لعدم قبوله ق ارراتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن أغل ذذب األضذ ذرار البيئي ذذة – خاص ذذة ف ذذي أوق ذذات الس ذذلم – تلح ذذق ب ذذالمواقع الت ذذي ال تخض ذذع‬
‫للسيطر اإلقليمية ألية دولة‪ ،‬أعالي البحار‪ ،‬وبالتذالي ال يتذوافر عنصذر المصذلحة لدولذة معينذة‪ ،‬لتتذولى‬
‫مهمة رفع مثل هه الدعو ‪.2‬‬

‫‪ -‬صعوبة إثبات األضذرار البيئيذة‪ ،‬فهذي أضذرار قذد ال تظهذر أثارهذا السذلبية فذور وقذوع االنتهذاك‬
‫لقواعذد حمايذة البيئذة‪ ،‬ل نهذا سذتؤثر علذى األجيذال القادمذة‪ ،‬نتيجذة هلذك نجذد الذدول‪ ،‬خاصذة فذي الن ازعذات‬
‫المسلحة الحديثة‪ ،‬حرب الخليج الثانية عام ‪ ،7777‬والعتبارات سياسية محضة‪ ،‬قد لجذأت إلذى مجلذس‬
‫األمذذن الذذدولي لتقريذذر المسذذؤولية المدنيذذة عذذن األضذرار البيئيذذة الناجمذذة عذذن انتهذذاك العذراق لقواعذذد حمايذذة‬
‫البيئذذة أثنذذاء النذزاع المسذذلح‪ ،3‬وقذذد أصذذدر مجلذذس األمذذن فذذي هذذها الخصذذوص‪ ،‬القذرار رقذذم (‪ )211‬نيسذذان‬
‫‪ ،7777‬الهي اعتبر " العراق مسئوال طبقا للقانون الدولي‪ ،‬عن جميع الخسذائر واألضذرار ومذن بينهذا مذا‬
‫لحذ ذذق بالبيئذ ذذة وهذ ذذدر الثذ ذذروات الطبيعيذ ذذة عمذ ذذدا و ذ ذذهلك عذ ذذن جميذ ذذع األض ذ ذرار التذ ذذي لحقذ ذذت دوال أخذ ذذر ‪،‬‬
‫واألشخاص والشر ات األجنبية‪ ،‬الناجمة مباشذر عذن االجتيذا واالحذتالل غيذر المشذروعين لل ويذت مذن‬
‫قبذذل الع ذراق "‪ ،‬مذذع إنشذذاء صذذندوق ولجنذذة تعويضذذات خاصذذة‪ ،4‬وعلذذى الذذرغم مذذن أن اللجذذوء إلذذى مجلذذس‬
‫تلذك األضذرار‪ ،‬إلصذدار وفذق ال صذل‬ ‫األمن قد ألزم العراق بصور فعلية تن يه التزاماتها المالية بتعوي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Stephanie n.semonds.Conventionnel warfare and Conventional protection ;Aprosal for‬‬
‫‪international legal reform. Stanford Journal of international Law. Vol. 29.No. 1.Fall‬‬
‫‪1992.P. 199.‬‬
‫‪ -2‬وهها ما قررته مح مة العدل الدولية ن سها عام ‪ ،1992‬إه رفضت الش و المقدمة من استراليا ونيوزلندا ضد فرنسا‬
‫لقيام األخير بالتجارب النووية في أعالي البحار‪ ،‬وهلك بحجة أنه ال توجد مصلحة قانونية مباشر لهاتين الدولتين في‬
‫الدفاع عن البيئة في تلك المنطقة‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫د‪ .‬غسان الجندي‪ ،‬القانون الدولي لحماية البيئة‪ ،‬عمان‪ ،‬مطبعة التوفيق‪ ،0221 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬تم اللجوء ب ثر إلى مجلس األمن أثناء األزمة العراقية من عام ‪0222 – 1992‬م‪ ،‬وهلك لسيطر الو‪.‬م‪.‬أعلى هها‬
‫المجلس واتخاه أدا لتن يه سياستها في خلق نظام دولي جديد أو م افحة اإلرهاب الدولي ما أصبحت تردد اآلن‪.‬‬
‫‪-4‬د‪ .‬غسان الجندي‪ ،‬الوضع القانوني لألسلحة النووية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،0222 ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪-107-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫السابع من ميثاق األمم المتحذد ‪ ،‬ممذا يذوفر حمايذة أ ثذر فاعليذة للبيئذة البحريذة أثنذاء الن ازعذات المسذلحة‪،‬‬
‫إال أن هه الحالة ال تمثل سابقة قانونية يم ن القياس عليها‪ ،‬في نزاعات مسذلحة أخذر يم ذن أن تذنجم‬
‫عنها أضرار بيئية مشابهة‪ ،‬وهلك لالعتبارات التالية‪:‬‬

‫األضذ ذرار البيئي ذذة‪ ،‬ب ذذل إن‬ ‫‪ -7‬إن القذ ذرار (‪ )911‬الس ذذبق ال ذذه ر‪ ،‬ل ذذم ي ذذن قاصذ ذ ار عل ذذى تع ذذوي‬
‫عذن تلذك األضذرار يمثذل جذزءا يسذي ار جذدا مذن حجذم التعويضذات األخذر ‪ ،‬فقذد قسذم هذها القذرار‬ ‫التعوي‬
‫التعويضات التي يتعين على العراق دفعها إلى ست فئات‪:‬‬

‫عن األضرار الناجمة عن مغادر العراق وال ويت‪.‬‬ ‫أ‪ -‬التعوي‬

‫عن األضرار الناجمة عن الوفيات واإلصابات البدنية الخطير ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التعوي‬

‫عن األضرار الشخصية التي تقل قيمتها (عن ‪ )799,999‬دوالر‪.‬‬ ‫‪ -‬التعوي‬

‫عن األضرار الشخصية التي تزيد قيمتها (عن ‪ )799,999‬دوالر‪.‬‬ ‫د‪ -‬التعوي‬

‫عن األضرار التي لحقت الشر ات العاملة في العراق وال ويت‪.‬‬ ‫ه‪ -‬التعوي‬

‫عذذن األض ذرار التذذي لحقذذت بالذذدول والمنظمذذات الدوليذذة‪ ،‬وهذذه ال ئذذة مذذن المطالبذذات‬ ‫و‪ -‬التعذذوي‬
‫عن األضرار البيئية التي لحقت بال ويت‪.‬‬ ‫تشمل التعوي‬

‫وأخي ار فإن المدقق لقرار مجلذس األمذن يجذد باإلضذافة إلذى االنتقذادات السذابقة‪ ،‬قذد خذالف القواعذد‬
‫التذذي أقرهذذا القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‪ ،‬حذذول المسذذؤولية الدوليذذة‪ ،‬بذذل وخذذالف فذذي ثيذذر مذذن جوانبذذه قواعذذد‬
‫عذذن افذذة األضذرار التذذي لحقذذت ال ئذذات‬ ‫المسذذؤولية الدوليذذة التقليديذذة‪ ،‬لتحميلذذه العذراق مسذذؤولية التعذذوي‬
‫السابقة‪ ،‬حتى تلك األضرار التذي نجمذت عذن تصذرفات الحل ذاء أن سذهم‪ ،‬ممذا يجذافي قواعذد المسذاوا فذي‬
‫‪1‬‬
‫المعاملة الثابتة في القانون الدولي اإلنساني وغير من القوانين‪.‬‬

‫‪ -2‬إن مجلس األمن‪ ،‬نظ ار لتر يبته التي تشذمل أعضذاء دائمذين وأعضذاء غيذر دائمذين‪ ،‬ال يم ذن‬
‫أن ي ذذون الم ذذان المناسذذب لذذدعاو المسذذؤولية عذذن األضذرار البيئيذذة‪ ،‬لمذذا يترتذذب علذذى هذذه التر يبذذة مذذن‬
‫محابا األعضاء الدائمين في مجلس األمن‪ ،‬وهو ما حصل فعال في هها القرار‪.‬‬

‫األضذرار البيئيذذة‪ ،‬لذذم يسذذتند إلذذى قواعذذد‬ ‫‪ -3‬إن تقيذيم مجلذذس األمذذن لمسذذؤولية العذراق عذذن تعذوي‬
‫القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني التذذي تحمذذي البيئذذة أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬وانمذذا اسذذتندت إلذذى عذذدم شذذرعية‬
‫االحذذتالل الع ارقذذي لل ويذذت‪ ،‬ممذذا يعنذذي أن الع ذراق مذذا ذذنن لي ذذون مسذذئوال عذذن األض ذرار البيئيذذة لذذو أن‬
‫احتاللذذه لل ويذذت ذذان مشذذروعا‪ ،‬وفذذي هلذذك مخال ذذة لقواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني التذذي تطبذذق علذذى‬
‫النظر عن مد شرعية أو عدم شرعية اللجوء إلى القو ‪.‬‬ ‫أطراف النزاع المسلح بالتساوي‪ ،‬بغ‬

‫‪-1‬دغسان الجندي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪-108-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪ -9‬ما يؤخه على هها القرار‪ ،‬أنه لم يشر إلى القانون الدولي اإلنساني لتقرير مسؤولية العذراق‪،‬‬
‫مذذع أن هذذها القذذانون هذذو المطبذذق خذذالل هذذه ال تذذر ‪ ،‬وا ت ذذى باإلشذذار إلذذى مخال ذذة الع ذراق لقواعذذد القذذانون‬
‫الدولي العام‪.1‬‬

‫ال ذذرع الثذذاني – اآلثذذار القانونيذذة للمسذذؤولية الجزائيذذة عذذن اإلض ذرار بالبيئذذة البحريذذة أثنذذاء الن ازعذذات‬
‫المسلحة‪:‬‬

‫يعتبذذر التج ذريم علذذى انتهذذاك قواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني مذذن بذذين أ ثذذر الجوانذذب تحديذذدا فذذي‬
‫القانون الدولي المعاصر‪ ،2‬وسنت لم في هها ال رع عن المسؤولية الجزائية بالنسبة إلى ال رد و ها بالنسبة‬
‫إلى الدول‪.‬‬

‫لقذذد نصذذت المذذاد ‪ 21‬مذذن النظذذام األساسذذي لمح مذذة العذذدل الدوليذذة علذذى أنذذه " باإلضذذافة إلذذى مذذا‬
‫هذذو منصذذوص عليذذه فذذي هذذها النظذذام األساسذذي مذذن أسذذباب أخذذر للمسذذؤولية الجنائيذذة عذذن الج ذرائم التذذي‬
‫تذذدخل فذذي اختصذذاص المح مذذة ي ذذون القائذذد العس ذ ري أو الشذذخص القذذائم فعذذال بأعمذذال القائذذد العس ذ ري‬
‫وهو الشخص الهي ينذوب عنذه سذواء مسذاعد أو الذهي يليذه فذي القيذاد وفقذا للتسلسذل العسذ ري‪ ،‬مسذؤوال‬
‫مسذذؤولية جنائيذذة عذذن الج ذرائم التذذي تذذدخل فذذي اختصذذاص المح مذذة‪ ،‬والمرت بذذة مذذن جانذذب قذوات تخضذذع‬
‫لسلطته وسيطرته ال عليتين حسب الحالة نتيجة لعذدم ممارسذة القائذد العسذ ري سذيطرته علذى هذه القذوات‬
‫ممارسة سليمة‪.‬‬

‫أن ي ذذون قذذد علذذم بسذذبب الظذذروف‬ ‫إها ذذان هلذذك القائذذد العس ذ ري أو الشذذخص قذذد علذذم أو ي تذذر‬
‫السائد في هلك الحين بأن القوات ترت ب أو على وشك ارت اب هه الجريمة‪.‬‬

‫إها لذم يتخذذه هلذذك القائذذد العسذ ري أو الشذذخص جميذذع التذذدابير الالزمذذة والمعقولذذة فذذي حذذدود سذذلطته‬
‫المسألة على السلطات المختصة للتحقيق والمقاضا ‪.‬‬ ‫لمنع وقمع ارت اب هه الجرائم أو لعر‬

‫فيما يتصل بعالقة الرئيس والمذرؤوس غيذر الذوارد وصذ ها فذي ال قذر (أ) يسذأل الذرئيس جنائيذا عذن‬
‫الجرائم التي تدخل في اختصذاص المح مذة والمرت بذة مذن جانذب مرؤوسذين يخضذعون لسذلطة وسذيطرته‬
‫ال عليتين نتيجة لعدم ممارسة سيطرته على هؤالء المرؤوسين ممارسة سليمة‪."...‬‬

‫فهذذه المذذاد تؤ ذذد علذذى مسذذؤولية ال ذذرد (القائذذد) الجنائيذذة نتيجذذة لعذذدم القيذذام بواجبذذه وفقذذا للمذذاد ‪19‬‬
‫من البروتو ول اإلضافي األول للعام ‪7711‬م‪.‬‬

‫‪-1‬د‪.‬غسان الجندي‪ ،‬ن س المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪-2‬عمر سعد اهلل‪ ،‬القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬الممتل ات المحمية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0221 ،‬ص‬
‫‪.111‬‬

‫‪-109-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫و هلك نجد أن الماد (‪/ 1‬ب‪ )9 /‬مذن هذها النظذام تعتبذر أن جريمذة االعتذداء علذى البيئذة تشذ ل‬
‫جريمذذة حذذرب فقذذد نصذذت هذذه المذذاد علذذى أن " تعذذد شذذن هجذذوم مذذع العلذذم بذذأن هذذها الهجذذوم سيسذ ر عذذن‬
‫خسائر تبعية في األروا أو عن إصابات بين المدنيين‪ ،‬أو إلحاق أضرار مدنية أو إحداث ضرر واسع‬
‫النطاق أو طويل األجل وشديد للبيئة الطبيعية‪ ...‬يش ل جريمة حذرب "‪ ،‬فت ذون بذهلك المح مذة الجنائيذة‬
‫الدوليذذة الم ذذان المناسذذب للمطالبذذة بتوقيذذع العقوبذذات الجنائيذذة علذذى أف ذراد الق ذوات المسذذلحة‪ ،‬الذذهين تثبذذت‬
‫مسؤوليتهم القانونية عن إلحاق الدمار الواسذع بالبيئذة المحيطذة بالعمليذات القتاليذة‪ ،‬ذهلك توجذد نصذوص‬
‫إنسانية أخر يسذتخلص مذن اسذتقرائها وجذوب المسذؤولية الجنائيذة لألفذراد اآلمذرين أو المن ذهين للعمليذات‬
‫العدائيذذة ضذذد البيئذذة‪ ،‬مذذن هذذه النصذذوص المذذاد (‪ )9/799‬مذذن ات اقيذذة جنيذذف الرابعذذة لعذذام ‪ 7797‬التذذي‬
‫نصت على أنه "‪ ...‬وينت ع المتهمون في جميع األحوال بضمانات للمحا مة والدفاع الحر‪."...‬‬

‫‪ -‬أمذذا فيمذذا يخذذص مسذذاءلة الذذدول جنائيذذا عذذن االنتها ذذات الجسذذيمة أو الج ذرائم التذذي يقترفهذذا أف ذراد‬
‫قذواتهم المسذذلحة‪ ،‬أثنذذاء الن ازعذذات المسذذلحة‪ ،‬فإنذذه يم ذذن الوقذذوف علذذى نصذذوص ات اقيذذة ثيذذر فذذي القذذانون‬
‫الذذدولي اإلنسذذاني تقذذرر هذذه المسذذؤولية‪ ،‬فباإلضذذافة إلذذى المذذادتين (‪ )3‬مذذن ات اقيذذة الهذذاي الرابعذذة لعذذام‬
‫‪ ،7791‬والمذذاد (‪ )77‬مذذن البروتو ذذول األول لعذذام ‪ 7711‬اللتذذان أشذذارتا إلذذى أن "‪ ...‬الطذذرف المحذذارب‬
‫ي ون مسئوال –أيضا‪ -‬عن جميع األعمال التي يرت بها أشخاص ينتمون إلى قواتذه المسذلحة" وهذي مذواد‬
‫تمت اإلشار إليها سابقا‪ ،‬يم ن الوقوف أيضا‪ ،‬على نصوص ات اقيذة أخذر ‪ ،‬ذالمواد (‪ 97‬و‪ 19‬و‪727‬‬
‫و‪ )799‬مذذن ات اقيذذات جنيذذف األربذذع لعذذام ‪ ،7797‬علذذى التذوالي‪ ،‬التذذي تذذنص علذذى أن " تتعهذذد األطذراف‬
‫عقوبذات جزائيذة فعالذة علذى األشذخاص الذهين‬ ‫السامية المتعاقد بأن تتخه أي إجراء تشريعي يلزم ل ر‬
‫يقترفون أو يأمرون باقتراف إحد المخال ات الجسيمة لهه االت اقية‪."...‬‬

‫مذذا أن النصذذوص االت اقيذذة‪ ،‬التذذي اعتبذذرت االسذذتخدام المبذذالغ فيذذه للقذذو الذذهي ال تبذذرر الضذذرور‬
‫العسذ ذ رية يشذ ذ ل انتها ذذا جس ذذيما لقواع ذذد الق ذذانون ال ذذدولي اإلنس ذذاني أو جذ ذرائم الح ذذرب‪ ،‬الم ذذادتين (‪13‬‬
‫و‪ )791‬م ذذن ات اقي ذذة جني ذذف الرابع ذذة لع ذذام ‪ ،17797‬تع ذذد م ذذن النص ذذوص الدولي ذذة الت ذذي تق ذذرر المس ذذؤولية‬
‫الجنائية عن انتهاك قواعذد القذانون الذدولي اإلنسذاني بمذا فيهذا قواعذد حمايذة البيئذة‪ ،‬ألن اعتبذار االنتهذاك‬
‫جريمة دولية يرتب بطريقة تلقائية المسؤولية الجنائية على الطرف المنتهك‪.‬‬

‫أمذذا فذذي مجذذال حمايذذة البيئذذة‪ ،‬بشذ ل خذذاص‪ ،‬فإنذذه مذذن المؤسذذف أن المذذادتين (‪ )3/31‬و(‪ )11‬مذذن‬
‫البروتو ول األول‪ ،‬اللتان تحميان البيئذة الطبيعيذة بصذور مباشذر وصذريحة‪ ،‬مذن المؤسذف أنهذا لذم تذنص‬
‫صراحة علذى اعتبذار انتها هذا يشذ ل جريمذة حذرب‪ ،‬مذا أن المذاد (‪ )3/11‬مذن البروتو ذول هاتذه‪ ،‬التذي‬
‫اعتبذذرت االعتذذداء علذذى األعيذذان المدنيذذة واألعيذذان التذذي ال غنذذى عنهذذا لبقذذاء الس ذ ان علذذى قيذذد الحيذذا ‪،‬‬

‫‪- 1‬تنص هه المواد على تدمير ممتل ات العدو على نحو ال تبرر الضرور العس رية‪ ،‬يعد انتها ا جسيما لقواعد القانون‬
‫الدولي اإلنساني‪.‬‬

‫‪-110-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫واالعتداء على األشغال المحتوية على قو خطر ‪ ،‬تش ل انتها ا جسيما لقواعد القانون الذدولي اإلنسذاني‬
‫أو جذرائم حذذرب‪ ،‬لذذم تشذذر إلذذى اعتبذذار االعتذذداء علذذى البيئذذة الطبيعيذذة‪ ،‬ون بينهذذا البيئذذة البحريذذة‪ ،‬مذذا هذذو‬
‫الحال بالنسبة لألعيذان السذابقة‪ ،‬انتها ذا جسذيما القذانون الذدولي اإلنسذاني وهذها مذا قذد يعتبذر فيذه الذبع‬
‫أن الذذدول أط ذراف الن ذزاع علذذى الذذرغم مذذن أنهذذا ملزمذذة باتخذذاه افذذة اإلج ذراءات لوقذذف انتهذذاك هذذه الم ذواد‬
‫(الم ذذادتين ‪ 3/31‬و‪ 11‬م ذذن البروتو ذذول األول) إال أنه ذذا غي ذذر ملزم ذذة ب ذذالمثول أم ذذام المح م ذذة ف ذذي ح ذذال‬
‫انتها ها فعال‪.‬‬

‫إال أننا نعتقد أن القانون الدولي اإلنساني يجرم االنتها ات على البيئة ويجعل من الدولة المرت ب‬
‫لالنتهذاك مسذؤولة أمذام المحذا م الدوليذة‪ ،‬فهنذاك نصذذوص ات اقيذة تجذرم هذها ال عذل أو التصذرف المحذذالف‬
‫لقواعذذد حمايذذة البيئذذة‪ ،‬ول ذذن بصذذور ضذذمنية‪ ،‬منهذذا المذذاد ‪ 791‬مذذن ات اقيذذة جنيذذف الرابعذذة لعذذام ‪7797‬‬
‫التذذي اعتبذذرت " تذذدمير واغتصذذاب الممتل ذذات علذذى نحذذو ال تبذذرر ضذذرورات حربيذذة وعلذذى نطذذاق بيذذر‬
‫بطريقة غير مشروعة وتعس ية يعد انتها ا جسيما لقواعد القانون الدولي "‪.‬‬

‫وأخي ار البذد مذن اإلشذار ‪ ،‬إلذى أنذه علذى الذرغم مذن أخذه القذانون الذدولي اإلنسذاني‪ ،‬فذي المذواد التذي‬
‫أشذ ذرنا إليه ذذا س ذذابقا‪ ،‬لمب ذذدأ مس ذذاءلة ال ذذدول جنائي ذذا ع ذذن االنتها ذذات الجس ذذيمة الت ذذي يقترفه ذذا أفذ ذراد قذ ذواتهم‬
‫المسلحة‪ ،‬أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬إال أن التطبيق العملي لقواعد المسؤولية الدولية‪ ،‬لم يس ر حتى اآلن‬
‫عقوبات جنائية على الدول أشخاص اعتبارية‪ ،‬فالمحذا م الدوليذة التذي أنشذأت عقذب الحذرب‬ ‫عند فر‬
‫العالميذذة الثانيذذة (مح مذذة نذذورنبير ومح مذذة طو يذذو) لذذم تحمذذل المسذذؤولية الجنائيذذة عذذن الجذرائم المرت بذذة‬
‫خالل هه الحرب على الدول‪ ،‬ألمانيا النازية مثال‪ ،‬وانما تم تحميلها لألشخاص الطبيعيين وحدهم‪.‬‬

‫واها ذ ذذان القض ذ ذذاء ال ذ ذذدولي‪ ،‬ل ذ ذذم يرت ذ ذذب – حت ذ ذذى اآلن – المس ذ ذذؤولية الجنائي ذ ذذة‪ ،‬إال عل ذ ذذى األفذ ذ ذراد‬
‫الطبيعيين وحدهم‪ ،‬فإنه مذن المتوقذع خاصذة بعذد دخذول النظذام األساسذي للمح مذة الجنائيذة الدوليذة حيذز‬
‫التن ي ذذه‪ ،‬أن تص ذذدر أح ام ذذا دولي ذذة ت ذذدين ال ذذدول جنائي ذذا‪ ،‬أش ذذخاص اعتباري ذذة‪ ،‬إل ذذى جان ذذب األشذذذخاص‬
‫الطبيعيذذين‪ ،‬عذذن الجذرائم التذذي يقترفهذذا أفذراد قواتهذذا المسذذلحة‪ ،‬خاصذذة وأن قواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني‬
‫(فذذي المذذاد ‪ 3‬مذذن ات اقيذذة الهذذاي لعذذام ‪ ،7791‬والمذذاد ‪ 77‬مذذن البروتو ذذول األول لعذذام ‪ ،7711‬ومذواد‬
‫النظ ذذام األساس ذذي للمح م ذذة الجنائي ذذة الدولي ذذة‪ ،‬الم ذذاد ‪/2/21‬أ وب) الت ذذي تعط ذذي المح م ذذة ح ذذق ف ذذر‬
‫عقوبات جنائية تالءم طبيعة األشخاص االعتبارية الغرامة والمصادر تعطي هه اإلم انية‪ ،‬ممذا يذوفر‬
‫حماية أ ثر فعالية لقواعد القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬مما يوفر حمايذة أ ثذر فعاليذة لقواعذد القذانون الذدولي‬
‫اإلنساني‪ ،‬ومنها قواعد حماية البيئة – والبيئة البحرية – أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫خالصة الفصل الثان ‪:‬‬

‫على الرغم من تأ يد القانون الدولي اإلنساني علذى ضذرور حمايذة البيئذة البحريذة أثنذاء الن ازعذات‬
‫المسذذلحة‪ ،‬مذذن خذذالل مبادئذذه األساسذذية ومذذن خذذالل القواعذذد االت اقيذذة‪ ،‬س ذواء منهذذا التذذي تحميهذذا بش ذ ل‬
‫مباشر‪ ،‬ات اقية حظر استخدام تقنيات تغييذر البيئذة‪ ،‬والبروتو ذول اإلضذافي األول لعذام ‪ 7711‬الملحذق‬
‫بات اقية جنيف لعذام ‪ ،7797‬أو تلذك التذي تناولتهذا بشذ ل غيذر مباشذر‪ ،‬إال أن هتذه القواعذد ال ازلذت غيذر‬
‫افيذذة لتذذوفير الحمايذذة الالزمذذة لبيئذذة البحريذذة خاصذذة مذذع ت ازيذذد أخطذذار وآثذذار اإلض ذرار بهذذا أثنذذاء فت ذرات‬
‫الن ازعذذات المسذذلحة‪ .‬وهذذه النتيجذذة التذذي توصذذلنا إليهذذا يم ذذن اعتبارهذذا إجابذذة عذذن اإلشذ ال الذذهي طرحنذذا‬
‫اية الحماية التي توفرها قواعد القانون الدولي اإلنساني للبيئذة‬ ‫للدراسة في هها ال صل‪ ،‬والمتعلق بمد‬
‫البحرية أثناء النزاعات المسلحة؟‪.‬‬

‫ومذذن جهذذة ثانيذذة فلقذذد بذذهلت مختلذذف الذذدول واللجذذان والمؤسسذذات المهتمذذة بتعزيذذز حمايذذة البيئذذة‬
‫البحريذة خذالل النذزاع المسذلح‪ ،‬مجهذودات للذت بإعذداد مشذروع ات ذاقي بهذها الصذدد هذو دليذل سذان ريمذو‬
‫المتعلذذق بالقذذانون الذذدولي اإلنسذذاني المطبذذق فذذي الن ازعذذات المسذذلحة فذذي البحذذار‪ ،‬و ذذها سذذاهمت نشذذاطات‬
‫لجن ذذة الص ذذليب األحم ذذر ف ذذي ه ذذها المس ذذعى‪ ،‬م ذذن خ ذذالل تحض ذذيرها الجتماع ذذات خبذ ذراء الق ذذانون ال ذذدولي‬
‫واألخصذائيين فذي هذذها الشذأن وبذدعمها لعقذذد مذؤتمرات منتظمذة‪ ،‬وفذذي ن ذس السذياق سذذاهمت طذرق النشذذر‬
‫المختل ة بالتعريف بقواعد القانون الدولي المطبقة أثناء النزاعات المسلحة على نطذاق واسذع خاصذة بذين‬
‫القاد والعس ريين‪.‬‬

‫ومذذن أجذذل إعطذذاء أ ثذذر فعاليذذة لتطبيذذق قواعذذد القذذانون الذذدولي اإلنسذذاني تذذم تقريذذر أجهذذز ت ارقذذب‬
‫وتحقذذق ف ذذي م ذذد احت ذرام ه ذذه القواع ذذد‪ ،‬إال أن العم ذذل بهذذا ي ذذاد ي ذذون منعذذدما إها اس ذذتثنينا منه ذذا اآللي ذذة‬
‫المتمثلة في التعاون مع منظمة األمم المتحد من أجل ت عيل قواعد الحماية المقرر للبيئذة البحريذة أثنذاء‬
‫النزاع المسلح‪.‬‬

‫وم ذذن خ ذذالل تطرقن ذذا للمس ذذؤولية ع ذذن انته ذذاك قواع ذذد حماي ذذة البيئ ذذة البحري ذذة ف ذذي الق ذذانون ال ذذدولي‬
‫اإلنساني‪ ،‬الحظنا أن المسؤولية الدولية عن األضرار البيئية في القانون الدولي اإلنساني‪ ،‬مبذدأ مسذتقر‪،‬‬
‫غيذذر أن هذذها المبذذدأ تواجهذذه صذذعوبات‪ ،‬وعراقيذذل فذذي حالذذة تطبيقذذه‪ ،‬وهذذها مذذا يضذذعف فعاليذذة المسذذؤولية‬
‫المنصوص عليها في االت اقيات اإلنسانية‪.‬‬

‫‪-112-‬‬
‫سلحة‬
‫لنزاعات الم‬
‫لبحرية أثناء ا‬
‫يئة ا‬
‫مايةالقانون الدولي إلنسانيللب‬
‫ثاني‪ ...................................................:‬ح‬
‫الفصل ال‬

‫‪-113-‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫إن اﻹﺿ ـرار ﺑﺎﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺑﺣرﯾ ــﺔ ﻫ ــو إﺿـ ـرار ﺑﺎﺳ ــﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺣﯾ ــﺎة‪ ،‬إذ أﻧ ــﻪ ﯾط ــﺎل ﺟ ــل اﻷوﺳ ــﺎط وﻛﺎﻣ ــل‬
‫اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻘــد ﺗطرﻗﻧــﺎ ﺑﺎﻟد ارﺳــﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾــل‪ ،‬ﻣــن ﺟﻬــﺔ أوﻟــﻰ‪ ،‬إﻟــﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ أوردﺗﻬــﺎ ﻣﺧﺗﻠــف اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺎت‬
‫اﻟدوﻟﯾـﺔ اﻟﻧوﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﻣـن أﺟــل ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ ﻣــن أﺧطـﺎر اﻟﺗﻠــوث اﻟﺑﺣـري ﺳـواء اﻟﻧﻔطـﻲ أو اﻟﻧــووي‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺻ ــﺎدر ﻣ ــن اﻟﺳ ــﻔن أو ﺑﺳ ــﺑب اﻟﻧﻔﺎﯾ ــﺎت‪ ،...‬وﻛ ــذا إﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﺗﺿ ــﻣﻧﺗﻪ اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺑﺣ ــﺎر ﻟﻠﻌ ــﺎم‬
‫‪1982‬ن ﻣــن ﻣﺑــﺎدئ ﻫﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺟزﺋﻬــﺎ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻋﺷــر‪ ،‬ﻣــن ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ وﺗﺄﻛﯾــدﻫﺎ ﻋﻠــﻰ ﺿــرورة‬
‫ﻋدم اﻟﺗﻌرض ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧـرع ﺗطرﻗﻧـﺎ إﻟـﻰ اﻟـدور اﻟﻬـﺎم اﻟـذي ﺗﻠﻌﺑـﻪ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة واﻟﻣﻧظﻣـﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ دﻋم وﺗطوﯾر ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻟﻘــد ﺗوﺻــﻠﻧﺎ إﻟــﻰ أن أﺣﻛــﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت اﻟﻧوﻋﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋﻧــت ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ ﻣــن أﺧطــﺎر‬
‫وﻣﻠوﺛــﺎت وﻋواﻣــل ﻋــدة ﻣــن اﻟﺻــﻌوﺑﺔ ﺑــل ﻣــن اﻟﻣﺳــﺗﺣﯾل اﻟﻘــول ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ ﺗطﺑﯾــق ﻗواﻋــدﻫﺎ ﻋﻠــﻰ أوﺿــﺎع‬
‫اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ أﺛﻧــﺎء اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺳــﻠﺣﺔ‪ ،‬ذﻟــك أن ﻫﺗــﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أن أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ ﻻ ﺗﻠــزم إﻻ‬
‫أطراﻓﻬـﺎ ﺑـﺎﻟﻧظر إﻟــﻰ اﻟﻣﺑـدأ اﻟﻌــﺎم ﻓـﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬وﻫــو اﻷﺛـر اﻟﻧﺳــﺑﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎﻫـدات‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻌدﯾـد ﻣﻧﻬــﺎ –‬
‫ﻛﻣــﺎ رأﯾﻧــﺎ – اﺳــﺗﺑﻌدت ﺗطﺑﯾــق أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ ﺻ ـراﺣﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻔن واﻟﻧــﺎﻗﻼت اﻟﺣرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻌدﯾــد ﻣــن ﺗﻠــك‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﻻ ﺗﺄﺧــذ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر اﻟظــروف واﻷوﺿــﺎع اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺑﺣرﯾــﺔ اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ وﻣــﺎ ﺗﺗطﻠﺑــﻪ‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ أﺛﻧﺎءﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺑﺣــﺎر ﻟﻠﻌــﺎم ‪1982‬م ﻓﺑــﺎﻟرﻏم ﻣﻣــﺎ ﺟــﺎءت ﺑــﻪ ﻣــن أﺣﻛــﺎم‬
‫ﺗﺣﻣــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟﺑﺣرﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻠــوث‪ ،‬ﻓﺈﻧﻧــﺎ وﺟــدﻧﺎ أﻧــﻪ ﻣــن اﻟﺻــﻌب اﻟﻘــول ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ إﺳــﻘﺎط ﻛــل‬
‫أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺳط اﻟﺑﺣري ﺧﻼل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪ ،‬ﻓﻣن ﺟﻬﺔ أﺣﻛﺎم اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻ ﺗﺄﺧـذ ﺑﻌـﯾن اﻻﻋﺗﺑـﺎر‬
‫اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻟﻐﯾﺎب وﺟود رواﺑط ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑـﯾن ﻗواﻋـد ﺣﻣﺎﯾـﺔ‬
‫اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬وﻣــن ﺟﻬــﺔ ﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻓﻠﻘــد ﺑّﯾﻧــﺎ اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ ﺑﻣﺳــﺄﻟﺔ ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ أﺛﻧــﺎء‬
‫اﻟﻧزﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪ ،‬وﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺿﻌف ﻫـذا اﻻﻫﺗﻣـﺎم وﺑﻌـدﻩ ﻋـن ﺿـﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻓﻌﻠﯾـﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻠوﺛ ــﺎت واﻟﻌواﻣ ــل اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻠﺣ ــق ﺑﻬ ــﺎ أﺛﻧ ــﺎء وﻋﻘ ــب اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ‪ ،‬ذﻟ ــك أن اﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺿ ــﻣﻧﻬﺎ‬
‫واﻟﻣﺗﺻ ــﻠﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺑﺣرﯾ ــﺔ ﺗواﺟ ــﻪ ﻣﺷ ــﻛﻼت ﺗﺻ ــﻌب ﺗطﺑﯾﻘﻬ ــﺎ أﻫﻣﻬ ــﺎ‪ ،‬اﻟﺗط ــور اﻟرﻫﯾ ــب واﻟﻣﺗﺳ ــﺎرع‬
‫ﻟوﺳﺎﺋل وأدوات اﻟﺣروب‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑروﺗوﻛول اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻷول ﻟﻌـﺎم ‪ ،1977‬ﻓـﻲ ﻣﺎدﺗﯾـﻪ ‪ 35‬و‪ ،55‬اﻟﻠﺗـﺎن‬
‫ﺗﻌــدان اﻟﻠﺑﻧــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﺑﻧــﺎء أﺳــس ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ‪ ،‬ﺗﻔﺗﻘ ـران إﻟــﻰ اﻟدﻗــﺔ واﻟوﺿــوح وﺗﺗرﻛــﺎن‬
‫اﻟﺑﺎب ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر واﻟﺗﺄوﯾل‪.‬‬
‫وﻣن ﺧﻼل ﻛل ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ ﻧﻘﺗرح ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﯾﺟـب ﻋﻧــد إﺑـرام اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت ﻣﺳـﺗﻘﺑﻼ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ أن ﺗﺗﺿـﻣن ﻣــﺎ ﯾﻘﺗﺿــﻲ‬
‫ﺑوﺟ ــوب ﺳـ ـرﯾﺎﻧﻬﺎ ﻓ ــﻲ أوﻗ ــﺎت اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ‪ ،‬وﻛ ــذا ﯾﺟ ــب إﻋ ــﺎدة اﻟﻧﺿ ــر ﻓ ــﻲ اﻟﻘﺎﻋ ــدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ‬

‫‪-116-‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫ﺗﺗﺿــﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ اﻟﻣطﺑﻘــﺔ ﻓــﻲ وﻗــت اﻟﺳــﻠم‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻘﺿــﻲ‬
‫ﺑوﻗف ﺳرﯾﺎن ﻫﺗﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻗﯾـﺎم اﻟﺣـروب‪ ،‬وﺳـﺑب ذﻟـك أن اﻟﻌدﯾـد ﻣـن ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت ﺗﺗﺿـﻣن‬
‫ﻗواﻋد وأﺣﻛﺎم ﺗﺻﻠﺢ أن ﺗطﺑق أوﻗﺎت اﻟﺣروب‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋ ــدم اﻻﻛﺗﻔ ــﺎء ﺑ ــدﻟﯾل ﺳ ــﺎن رﯾﻣ ــو ﻛﺻ ــك دوﻟ ــﻲ أو ﻣﺷ ــروع اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ ﻣﺗﺿ ــﻣﻧﺎ ﻟﻠﻘواﻋ ــد اﻟدوﻟﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣطﺑ ــق أﺛﻧ ــﺎء اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﺣ ــﺎر‪ ،‬ووﺟ ــوب اﻟ ــدﻋوة إﻟ ــﻰ وﺿ ــﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ دوﻟﯾ ــﺔ ﺗﻬ ــدف ﺑﺷ ــﻛل‬
‫ﻣﺑﺎﺷــر وﺑﺻــﻔﺔ واﺿــﺣﺔ ﻻ ﯾﺗﺧﻠــل أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ ﻏﻣــوض أو أي ﻟــﺑس‪ ،‬ﺑﺷــﺄن ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻓﺗ ـرات‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﯾﺟــب اﻟﺗﺧﻔﯾ ــف ﻣــن ﺷ ــدة اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣ ــد ﻓ ــﻲ ﺗﺣدﯾــد اﻷﻋﻣ ــﺎل اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ ﻻﻋﺗ ــداءات ﻣﺿـ ـرة‬
‫ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ واﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺿـﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدﺗـﺎن ‪ 35‬و‪ 33‬ﻣـن اﻟﺑروﺗوﻛـول اﻹﺿـﺎﻓﻲ اﻷول ﻟﻌـﺎم ‪ ،1977‬واﻟﻠﺗـﺎن‬
‫ﺗﺷﺗرطﺎن ﻓﻲ اﻟﺿرر أن ﯾﻛون واﺳﻊ اﻻﻧﺗﺷـﺎر وطوﯾـل اﻷﻣـد‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧـﻰ أن اﻻﻋﺗـداءات ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ آﺛـﺎ ار واﺳـﻌﺔ اﻻﻧﺗﺷـﺎر وطوﯾﻠـﺔ اﻷﻣـد ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗﺷـﻛل أﻋﻣـﺎﻻ ﻣﺣظـورة ﻣﺿـرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺿــرورة اﻟﺗﻣﺳــك ﺑﻣﺑــدأ اﻟوﻗﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺿــرر اﻟﺑﯾﺋــﻲ اﻟﻣﺗوﻗــﻊ وذﻟــك ﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ ﻣــن‬
‫اﻷﺿ ـرار اﻟﻣﺗوﻗــﻊ ﺣــدوﺛﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﺳــﺗﺧدام وﺳــﺎﺋل ﻗﺗــﺎل ﻣﻌﯾﻧــﺔ ‪ ،‬وﺗوﻋﯾــﺔ أط ـراف اﻟﻧ ـزاع اﻟﻣﺳــﻠﺢ‪ ،‬واﻟﻘــﺎدة‬
‫اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻋن طرﯾق اﻟﻧﺷر ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ‪ ،‬ذﻟك أﻧـﻪ ﻻ ﯾﻣﻛـن اﻟﺣﯾﻠوﻟـﺔ دون‬
‫وﻗوع اﻻﻋﺗداءات ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻹﺿـرار ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﺳـﺗﻘﺑل إﻻ ﻣـن ﺧـﻼل ﺗوﻋﯾـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أوﺳـﻊ‬
‫ﻧطــﺎق ﻣﻣﻛــن‪ ،‬وﺑﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟــﺔ ﻣــن ﻗﺑــل ﻣﺧﺗﻠــف اﻟــدول واﻟﺟﻣﻌﯾــﺎت واﻟﻠﺟــﺎن واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ﺳ ـواء‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ أو اﻟدوﻟﻲ ﺑدﻋم وﺗﻌزﯾز ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﻣﺛﻠـﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬أن ﺗﻌـﯾن وﺳـﺎﺋل وأﺳـﺎﻟﯾب‬
‫اﻟﻘﺗﺎل اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ وأن ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺣظرﻫﺎ‪ ،‬وأن ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻣرﺗﻛﺑـﺎ ﻟﺟرﯾﻣـﺔ دوﻟﯾـﺔ ﺿـد اﻟﺑﯾﺋـﺔ‪،‬‬
‫وأن ﺗﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻷﻣﻣﯾﺔ آﻟﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت‪.‬‬
‫‪ -6‬ﯾﺟــب ﺗﻔﻌﯾــل آﻟﯾــﺎت اﻟرﻗﺎﺑــﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﺿــﻣﺎن اﺣﺗ ـرام ﻗواﻋــد اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣﻘــررة ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ‬
‫اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺑﺣرﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﺟ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟ ــدوﻟﻲ إﻋط ــﺎء اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ــﺔ ﻟﺗﻘﺻ ــﻲ اﻟﺣﻘ ــﺎﺋق‬
‫ﺻـﻼﺣﯾﺎت أوﺳــﻊ ﻷﺟــل اﻟﺗﻘﺻــﻲ واﻟﺗﺣﻘﯾـق ﻓــﻲ اﻟﺟـراﺋم اﻟﻣرﺗﻛﺑــﺔ ﺿــد اﻟﺑﯾﺋـﺔ‪ ،‬وﻋــدم اﺷــﺗراط ﻣواﻓﻘــﺔ اﻟدوﻟــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﺻـﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟرﻗﺎﺑـﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾـق ﻓـﻲ اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﺳـﺑﺑﺗﻬﺎ أو ﯾظـن‬
‫أن ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ﺳﺑﺑﺗﻬﺎ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ أﺛﻧﺎء أو ﺑﻌد ﻧزاﻋﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﺢ ﻣﻊ دوﻟﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫‪-117-‬‬
‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫أوﻻ ‪ -‬ﺑﺎﻟﻠّﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ –1‬اﻟﻛﺗب‪:‬‬

‫‪ .1‬أﺣﻣ ـ ــد أﺑ ـ ــو اﻟوﻓ ـ ــﺎ‪ :‬اﻟﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟ ـ ــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳ ـ ــﺎﻧﻲ )ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟ ـ ــدوﻟﻲ واﻟﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2006 ،‬‬

‫‪ .2‬أﺣﻣد ﺑﺷﺎرة ﻣوﺳﻰ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009 ،‬‬

‫‪.3‬أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺳﻼﻣﺔ‪ :‬ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود‪.1997 ،‬‬

‫‪ .4‬إﺣﺳﺎن اﻟﻬﻧدي‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌﺎم‪ ،‬دار اﻟﺧﻠﯾل‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.1986 ،‬‬

‫‪ .5‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻟﺟﻣل‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﺑﺣرﯾـﺔ ﻣـن اﻟﺗﻠـوث ﻓـﻲ ﺿـوء اﻟﺗﺷـرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾـﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.1998 ،‬‬

‫‪ .6‬ﺗوﻧﺳ ــﻲ ﺑ ــن ﻋ ــﺎﻣر‪ :‬اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾ ــﺔ‪ -‬اﻟﻌﻣـ ــل ﻏﯾ ــر اﻟﻣﺷ ــروع ﻛﺄﺳ ــﺎس ﻟﻠﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ‪،-‬‬
‫ﻣﻧﺷورات دﺣﻠب‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1995 ،‬‬

‫‪ .7‬ﺟون ﺑﯾﻛﺗﯾﻪ‪ :‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻌﻬد ﻫﯾﻧري دودان‪ ،‬ﺟﻧﯾف‪.1975 ،‬‬

‫‪ .9 .8‬ﺣﺳن إﺑراﻫﯾم ﺻﺎﻟﺢ ‪ - :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1977 ،‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1979 ،‬‬

‫‪ .10‬ﺣﻣﯾـ ــدة ﺟﻣﯾﻠـ ــﺔ‪ :‬اﻟﻧظـ ــﺎم اﻟﻘـ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺿـ ــرر اﻟﺑﯾﺋـ ــﻲ واﻟﯾـ ــت ﺗﻌوﯾﺿـ ــﻪ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋـ ــر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ .12 .11‬رﺷﺎد اﻟﺳﯾد‪ - :‬اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋـن أﺿـرار اﻟﺣـروب اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻹﺳـراﺋﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔرﻗـﺎن‪،‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪.1982 ،‬‬

‫‪ -‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻋﯾﺎن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪ ،‬م‪.‬م‪.‬ق‪.‬د‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻧﺻر‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.1984 ،‬‬

‫‪ .13‬ﺻﺑﺎح اﻟﻌﺷـﺎوي‪ :‬اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋـن ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ‪ ،‬دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾـﺔ ﻟﻠﻧﺷـر واﻟﺗوزﯾـﻊ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋـر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ .14‬ﺻﻼح ﻫﺎﺷم‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1991 ،‬‬

‫‪ .15‬ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻋﺎﻣر‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1983 ،‬‬

‫‪ .16‬ﻋﺑــدﻩ ﻋﺑــد اﻟ ـوارث ﻋﺑــد اﻟﺟﻠﯾــل‪ :‬ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻠــوث‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗــب اﻟﺟــﺎﻣﻌﻲ ﻟﻠﺣــدﯾث‪،‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2006 ،‬‬

‫‪ .17‬ﻋﺑــد اﻟﺑــدﯾﻊ ﺻــﻼح ﺷــﻠﺑﻲ‪ :‬ﺣــق اﻻﺳــﺗرداد ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻣﻧﺷــﺄة اﻟﻣﻌــﺎرف‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫‪ .18‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻌﺷﺎوي‪ :‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2007 ،‬‬

‫‪ .19‬ﻋﺑد اﷲ ﺳﻠﯾﻣﺎن‪ :‬اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬دﯾـوان اﻟﻣطﺑوﻋـﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.1993 ،‬‬

‫‪ .20‬ﻋﺑــﺎس ﻫﺎﺷــم اﻟﺳــﻌدي‪ :‬ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻔــرد اﻟﺟﻧﺎﺋﯾــﺔ ﻋــن اﻟﺟ ـراﺋم اﻟدوﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷــﺄة اﻟﻣﻌــﺎرف‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ .21‬ﻋﻠــﻲ ﻋــدﻧﺎن اﻟﻔﯾــل‪ :‬اﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟــدوﻟﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ‪ ،‬دار اﻟﺣﺎﻣــد ﻟﻠﻧﺷــر واﻟﺗوزﯾــﻊ‪ ،‬ﻋﻣــﺎن اﻷردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ .22‬ﻋﻠــﻲ ﻋ ـواد‪ :‬اﻟﻌﻧــف اﻟﻣﻔــرط‪ ،‬ﻗــﺎﻧون اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺳــﻠﺣﺔ وﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن‪ ،‬دار اﻟﻣؤﻟــف‪ ،‬ﺑﯾــروت‪،‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪.2001 ،‬‬

‫‪ .25 .24 .23‬ﻋﻣــر ﺳــﻌد اﷲ‪ - :‬ﺗطــور ﺗــدوﯾن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﻐــرب اﻹﺳــﻼﻣﻲ‪،‬‬
‫ﺑﯾــروت‪ – .1977 ،‬اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻣﺗﻠﻛــﺎت اﻟﻣﺣﻣﯾــﺔ‪ ،‬دﯾ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋــر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫– ﺗدوﯾن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿـرات أﻟﻘﯾـت ﻋﻠـﻰ طﻠﺑـﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﺣﻘـوق‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋـر‪،‬‬
‫‪.1997‬‬

‫‪ .26‬ﻋﺎﻣر اﻟزﻣﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷـورات اﻟﻣﻌﻬـد اﻟﻌرﺑـﻲ ﻟﺣﻘـوق اﻹﻧﺳـﺎن‪،‬‬
‫ﺗوﻧس‪.1993 ،‬‬

‫‪ .27‬ﻋﻣ ــر ﺑ ــن ﻋﺑ ــد اﷲ ﺑ ــن ﺳ ــﻌﯾد اﻟﺑﻠوﺷ ــﻲ‪ :‬ﻣﺷ ــروﻋﯾﺔ أﺳ ــﻠﺣﺔ اﻟ ــدﻣﺎر اﻟﺷ ــﺎﻣل‪ ،‬ﻣﻧﺷ ــورات اﻟﺣﻠﺑ ــﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2007 ،‬‬

‫‪ .29 .28‬ﻏﺳﺎن اﻟﺟﻧدي‪ - :‬اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ اﻟﻧووﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪.2000 ،‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺗوﻓﯾق‪.2004 ،‬‬

‫‪ .30‬ﻓرﯾﺗﺳــﯾس ﻛﺎﻟﺳــﻬوﻓن‪ ،‬إﻟﯾزاﺑﯾــت ﺗﺳــﻐﻔﻠد‪ ،‬ﺿ ـواﺑط ﺗﺣﻛــم ﺧــوض اﻟﺣــرب‪ ،‬ﻣــدﺧل ﻟﻠﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ‬
‫اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم‪ ،‬اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‪.2004 ،‬‬

‫‪ .31‬ﻓوزي أوﺻدﯾق‪ :‬ﻣﺑدأ اﻟﺗدﺧل واﻟﺳﯾﺎدة ﻟﻣﺎذا؟ وﻛﯾف؟‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1999 ،‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫‪ .32‬ﻛرﯾﻣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟطـﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﺳـﯾن ﻋﻠـﻲ اﻟدرﯾـدي‪ :‬اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺑﯾﺋﯾـﺔ أﺛﻧـﺎء‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪.2009 ،‬‬

‫‪ .33‬ﻛﻣـﺎل ﺣـداد‪ :‬اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ وﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺗـراث واﻟﺑﯾﺋـﺔ ﺧـﻼل اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ آﻓﺎق وﺗﺣدﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪.2005 ،‬‬

‫‪ .34‬ﻣﺣﻣود ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎدﻟﻲ‪ :‬ﻣوﺳوﻋﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﺑدون ﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫‪.35‬ﻣﺣﻣد اﻟﺑزاز‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2006 ،‬‬

‫‪ .36‬ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺣﻔﻧﺎوي‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﺑﺣﺎر اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ زﻣن اﻟﺳﻠم‪ :‬دار اﻟﻬﻧﺎ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1962 ،‬‬

‫‪ .37‬ﻣﺻــطﻔﻰ ﺳــﻼﻣﺔ ﺣﺳــﯾن‪ ،‬ﻣــدوس ﻓــﻼح اﻟرﺷــﯾدي‪ :‬اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻧﺷــر اﻟﻌﻠﻣــﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻛوﯾت‪.2007 ،‬‬

‫‪ .38‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل ﺷﺣﺎﺗﺔ‪ :‬اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺣرﺑﻲ وﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1993 ،‬‬

‫‪ .40 .39‬ﻣﻌﻣــر رﺗﯾــب ﻣﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﺣــﺎﻓظ‪ - :‬اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ وظــﺎﻫرة اﻟﺗﻠــوث‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿــﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2007 ،‬‬

‫‪ -‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﺎزل ودورﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻣـن اﻟﺗﻠـوث ﺑﺎﻟﻧﻔﺎﯾـﺎت اﻟﺧطـرة‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫرة‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ .41‬ﻣﯾﻠ ــود ﻋﺑ ــد اﻟﻌزﯾ ــز‪ :‬ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﺿ ــﺣﺎﯾﺎ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻔﻘ ــﻪ اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ اﻟ ــدوﻟﻲ واﻟﻘ ــﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2011 ،‬‬

‫‪ .42‬ﻧﺑﯾﻠـ ــﺔ إﺳـ ــﻣﺎﻋﯾل رﺳـ ــﻼن‪ :‬اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ ﻋـ ــن اﻹﺿـ ـ ـرار ﺑﺎﻟﺑﯾﺋـ ــﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ اﻟﺟدﯾ ـ ــدة‪،‬‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2007 ،‬‬

‫‪ .43‬ﻧﺟـﺎة أﺣﻣـد أﺣﻣـد إﺑـراﻫﯾم‪ :‬اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻋـن اﻧﺗﻬـﺎك ﻗواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻟﺟﻧـﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷــﺄة‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪.2009 ،‬‬

‫‪ .44‬ﻫﺷ ــﺎم ﺑﺷ ــﯾر‪ ،‬إﺑـ ـراﻫﯾم ﻋﺑ ــد رﺑ ــﻪ إﺑـ ـراﻫﯾم‪ :‬اﻟﻣ ــدﺧل ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون اﻟ ــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﻛ ــز اﻟﻘـ ــوﻣﻲ‬
‫ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2012 ،‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﻣﺟﻼت‪:‬‬

‫‪ .2 .1‬أﻧط ـوان ﺑوﻓﯾ ــﻪ‪ - :‬ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾــﺔ ﻓ ــﻲ ﻓﺗ ـرة اﻟﻧـ ـزاع اﻟﻣﺳــﻠﺢ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ــﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠﺻ ــﻠﯾب‬
‫اﻷﺣﻣر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،22‬ﺳﻧﺔ ‪.1991‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫‪ -‬اﻷﻋﻣﺎل واﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻓـﻲ ﻓﺗـرة اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ‪ ،‬م‪.‬د‪ .‬ص‪.‬أ‪ ،‬اﻟﻌـدد‬
‫‪ ،28‬ﻧوﻓﻣﺑر‪ -‬دﯾﺳﻣﺑر‪ ،‬ﺟﻧﯾف‪.1992 ،‬‬

‫‪ .3‬ﺑدرﯾـ ــﺔ ﻋﺑـ ــد اﷲ اﻟﻌوﺿـ ــﻲ‪ :‬اﻟﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻟﻸﻋﯾـ ــﺎن اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ وﺣـ ــرب اﻟﺧﻠـ ــﯾﺞ‪ ،‬ﻣﺟﻠـ ــﺔ اﻟﺣﻘـ ــوق‪،‬‬
‫اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،4‬دﯾﺳﻣﺑر ‪.1984‬‬

‫‪ .4‬ﺟــون ﻣــﺎري ﻫــﺎﻧﻛرﺗس وﻟوﯾزدروزواﻟــد‪ ،‬ﻛــﺎروﻟﯾن اﻟﻔرﻣــﺎن وﻛوﻧــت دورﻣــﺎﻧو ﺑﺎﺑﺗﯾﺳــت رول‪ :‬اﻟﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻌرﻓﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻷول‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‪.‬‬

‫‪ .5‬ﺟﯾ ـرار ﻧﯾﻛوﻓــو‪ :‬ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ – ﻣﺑــدأ ﺳــﯾﺎدة اﻟــدول ‪ ،-‬م‪.‬د‪ .‬ص‪.‬أ‪ ،‬اﻟﻌــدد ‪،18‬‬
‫ﺟﻧﯾف‪.1991 ،‬‬

‫‪ .6‬ﺣﺎﻣـد ﺳـﻠطﺎن‪ :‬اﻟﺣــرب ﻓـﻲ ﻧطـﺎق اﻟﻘــﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻟﻠﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠــد ‪،25‬‬
‫‪.1969‬‬

‫‪ .7‬زﻫﯾر ﺣﺳﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،27‬ﺳﺑﺗﻣﺑر‪ -‬أﻛﺗوﺑر‪.1992 ،‬‬

‫‪ .8‬ﺻـﻼح اﻟـدﯾن ﻋـﺎﻣر‪ :‬ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ إﺑـﺎن اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ ﻓـﻲ اﻟﺑﺣـﺎر‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻟﻠﻘــﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.1993 ،49‬‬

‫‪ .9‬ﺻﻼح ﻫﺎﺷم ﺟﻣﻌـﺔ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻣـن آﺛـﺎر اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻟﻠﺻـﻠﯾب اﻟﺣﻣـر‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪.1993 ،32‬‬

‫‪ .11 .10‬ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﻣﺧــﯾم ﻋﺑــد اﻟﻬــﺎدي‪ - :‬اﻟﻌــدوان اﻟﻌ ارﻗــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﯾﺋــﺔ ﺑدوﻟــﺔ اﻟﻛوﯾــت ﻓــﻲ ﺿــوء‬
‫أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول‪.1991 ،‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌ ــدوان اﻟﻌ ارﻗ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ ﺑدوﻟ ــﺔ اﻟﻛوﯾ ــت ﻓ ــﻲ ﺿ ــوء أﺣﻛ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟ ــدوﻟﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق‪،‬‬
‫اﻟﻛوﯾت‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.1992 ،2‬‬

‫‪ .12‬ﻋ ــﺎﻣر اﻟزﻣ ــﺎﻟﻲ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﺑﺣرﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﺛ ــﺎر اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ــﺔ ﻟﻠﺻ ــﻠﯾب‬
‫اﻟﺣﻣر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.1993 ،32‬‬

‫‪ .13‬ﻓراﻧﺳ ـ ــوز ﻛرﯾ ـ ــل‪ :‬اﻟﻠﺟﻧ ـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻟﺗﻘﺻ ـ ــﻲ اﻟﺣﻘ ـ ــﺎﺋق‪ ،‬دور اﻟﻠﺟﻧ ـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﺻ ـ ــﻠﯾب اﻷﺣﻣ ـ ــر‪،‬‬
‫م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،18‬ﺟﻧﯾف‪.1991 ،‬‬

‫‪ .14‬ﻫ ــﺎﺗز‪ ،‬ﺑﯾﺗرﻏﺎﺳ ــر‪ :‬ﻣﺑ ــﺎدئ ﺗوﺟﯾﻬﯾ ــﺔ ﻟوﺿ ــﻊ ﻛﺗﯾﺑ ــﺎت وﺗﻌﻠﯾﻣ ــﺎت ﻋﺳ ــﻛرﯾﺔ ﻋ ــن ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫أوﻗﺎت اﻟﻧزاع اﻟﻣﺳﻠﺢ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪.1996 ،48‬‬

‫‪ .15‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،17‬ﯾﻧﺎﯾر‪ /‬ﻓﺑراﯾر ‪.1991‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫‪ .16‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول‪.1945 ،‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ – اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻣﯾﺛﺎق ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ‪.1945‬‬

‫‪ .2‬اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﺣﺎر ﻟﻌﺎم ‪.1982‬‬

‫‪ .3‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻﻫﺎي ﻟﻌﺎم ‪.1899‬‬

‫‪ .4‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻﻫﺎي اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻘواﻧﯾن وأﻋراف اﻟﺣرب اﻟﺑرﯾﺔ ﻟﻌﺎم ‪.1907‬‬

‫‪ .5‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف اﻷرﺑﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻟﻌﺎم ‪.1949‬‬

‫‪ .6‬اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣظر اﺳـﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾـﺎت ﺗﻐﯾﯾـر اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﻷﻏـراض ﻋﺳـﻛرﯾﺔ أو أﯾـﺔ أﻏـراض ﻋداﺋﯾـﺔ أﺧـرى ﻟﻌـﺎم‬
‫‪.1976‬‬

‫راﺑﻌﺎ – اﻟﺑروﺗوﻛوﻻت واﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ .7‬اﻟﺑروﺗوﻛول اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻷول ﻟﻌﺎم ‪ 1977‬اﻟﻣﻠﺣق ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف ﻟﻠﻌﺎم ‪.1949‬‬

‫‪ .8‬اﻟﺑروﺗوﻛول اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻌﺎم ‪ 1977‬اﻟﻣﻠﺣق ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺟﻧﯾف ﻟﻠﻌﺎم ‪.1949‬‬

‫‪ .9‬دﻟﯾل ﺳﺎن رﯾﻣو ﺑﺷﺄن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣطﺑق ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣﺎر ﻟﻌﺎم ‪.1994‬‬

‫‪ .10‬ﻻﺋﺣﺔ اﻟﺣرب اﻟﺑرﯾﺔ اﻟﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻻﻫﺎي اﻟراﺑﻌﺔ ﻟﻌﺎم ‪.1907‬‬

‫‪ .11‬إﻋﻼن اﺳﺗوﻛﻬوﻟم ﺑﺷﺄن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻌﺎم ‪1972‬‬

‫‪ .12‬إﻋﻼن ﻣﺑﺎدئ ﻗﻣﺔ اﻷرض " رﯾودﺟﺎﻧﯾرو " ﺑﺷﺄن اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪1992‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ – اﻟوﺛﺎﺋق‪:‬‬

‫‪ .1‬اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬اﻟدورة ‪ ،28‬اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪.10‬‬

‫‪ .2‬اﻟوﺛﯾﻘﺔ ‪ 47 / 328‬ﻋن ﻣﻧظﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ 31‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪.1992‬‬

‫‪ .3‬ﺗﻘرﯾر ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻋن أﻋﻣﺎل دورﺗﻬﺎ ‪ 3 ،28‬أﯾﺎر‪ 23 -‬ﺗﻣوز‪.1976 ،‬‬

‫‪ .4‬ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬رﻗم ‪.2008 ،2‬‬

‫‪ .5‬اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن رﻗم ‪ 687‬ﻓﻲ ‪ 3‬أﻓرﯾل‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪.1991‬‬

‫‪ .6‬ﺗوﺻﯾﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم ‪ ،417 /46‬ﺳﻧﺔ ‪.1991‬‬

‫‪ .7‬ﺗوﺻﯾﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة رﻗم ‪ ،37/47‬ﺳﻧﺔ ‪.1992‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‪............................................................................................................................................................:‬‬

‫‪ .6‬اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‪.‬‬

‫‪ .7‬اﻟﻣظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ .8‬اﻟﻣﺎﺋــدة اﻟﻣﺳــﺗدﯾرة اﻟﺧﺎﻣﺳــﺔ ﻋﺷــر ﻟﻠﻣﻌﻬــد اﻟــدوﻟﻲ ﻟﻠﻘــﺎﻧون اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ 'ﺑﺳــﺎن رﯾﻣــو' )م‪.‬د‪.‬ص‪.‬أ اﻟﻌــدد‬
‫‪ ،47‬ﺟﻧﯾف ‪.(1991‬‬

‫‪ .9‬اﻟﺗﻌﻠﯾﻘــﺎت ﺷــﺑﻪ اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﻠﯾب اﻷﺣﻣــر‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﻟﻠﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻌــدد‬
‫‪) 1993 ،49‬اﻟﻧص ورد ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﺗرﺟﻣﻧﺎ ﻣﻌﻧﺎﻩ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ(‪.‬‬

‫‪ .10‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 47‬اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪.1991 /10 /09‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ – اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺟﻣﻌـﺔ ﺣﺷـود ﺷـﺑﺎط‪ :‬ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻣـدﻧﯾﯾن واﻷﻋﯾـﺎن اﻟﻣدﻧﯾــﺔ ﻓـﻲ وﻗـت اﻟﺣــرب‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ دﻛﺗـوراﻩ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪.2003 ،‬‬

‫‪ .2‬ﺣﺳــﯾن ﻋﻠــﻲ اﻟدرﯾــدي‪ :‬ﻣــدى ﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻘواﻋــد اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻓــﻲ ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﺑﯾﺋــﺔ أﺛﻧــﺎء اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺳــﻠﺣﺔ‪،‬‬
‫رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻣﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬اﻷردن‪.2004 ،‬‬

‫‪ .3‬ﺑن ﻋﻠﻲ ﻣراح‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﻠوث ﻋﺑر اﻟﺣـدود‪ ،‬رﺳـﺎﻟﺔ دﻛﺗـوراﻩ‪ ،‬ﺑـن ﻋﻛﻧـون‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋـر‪،‬‬
‫‪.2007 -2006‬‬

‫‪ .4‬ﻟﻧ ـوار ﻓﯾﺻ ــل‪ :‬ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾ ــﺔ أﺛﻧ ــﺎء اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺳ ــﻠﺣﺔ‪ ،‬ﻣ ــذﻛرة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر‪ ،‬ﺑ ــن ﻋﻛﻧ ــون‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.2002 -2001 ،‬‬

‫‪ .5‬ﺧﯾـﺎري ﻋﺑـد اﻟـرﺣﯾم‪ :‬ﺣﻣﺎﯾـﺔ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛـﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ ﻋﻠـﻰ ﺿـوء ﺣﻛـﺎم اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟدوﻟﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.1996 ،‬‬

‫‪ .6‬رﺣﺎل ﺳﻣﯾر‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧزﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻓﻲ ظـل اﻟﻘـﺎﻧون اﻟـدوﻟﻲ اﻹﻧﺳـﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻠﯾدة‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .7‬ﻧﺻــر اﷲ ﺳــﻧﺎء‪ :‬اﻟﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻠــوث ﻓــﻲ ﺿــوء اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــدوﻟﻲ اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣــذﻛرة‬
‫ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪.2011/2010 ،‬‬

‫‪ .8‬ذواذي ﺟﻌﻔــر‪ ،‬اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻋــن ﺗﻠــوث اﻟﺑﯾﺋــﺔ ﺑﺄﻧﺷــطﺔ ﻏﯾــر ﻣﺣرﻣــﺔ دوﻟﯾــﺎ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪.2004 ،‬‬

‫أوﻻ – اﻟﻛﺗب‪:‬‬

‫‪- 123 -‬‬


............................................................................................................................................................:‫ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

1.Attila Tamiza ; Eduardo de Arechogor: la responsabilité internationale de


l’état , in mélange le le droit internationale, bilan et prospective. Pedone Paris
1991.
2.Ficher G : La convention sur l’ interdiction d’ utiliseur des techniques de
modification a des fins hostiles, A.F.D.I , 1978.
3. Robert Luis Perret : de la faut et du devoir international fondement de la
responsabilité, Paris 1977.
:‫ﺛﺎﻧﯾﺎ – اﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟوﺛﺎﺋق‬

1. Voir : Anzilotti : Responsabilitié internationale des états à raison


de demage soufferts par les étrangers, R.D.A.D. 1906.
2. Closca Lonnel : La protection des biens Publics. R.I.C.R, (Genéve) N°
726, 1980.
3. Schindler et J. Fomam: the law of armed conflicte. A. Collection
convention, resolution and other documents 2 ed. 1981.
4. Les armes nouvelles a la lumiére de jus in bello, R,B,I,N 1, 1993.
5. R.es.C.I.J,1973 Affaire des assais nucléaires, cont, France.
6. Stephanie n. semonde. Conventionnel. Warfare and conventionnel
protion ; Aprosal for internationnal legal reform. Stanford journal of
internationnal. Law. Vol. 29. No. 1 Fall 1992.
7. Alexandre kiss, les protocoles additionnés aux conventions de Geneva de
1977 et la protection de biens de l’environnent : Etudes et Essais sur le Droit
international Humanitaire et les principes de la croix-Rouge en L’honneur de
Jean pictet, comite international de la croix-Rouge ,Genève ,1984.
8. Protection de l’environnement en période de conflit armé, rapport du
secrétaire général.

- 124 -
‫فهرس الموضوعات‬

‫المقدمة ‪..........................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني لحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة خارج إطار‬
‫القانون الدولي اإلنساني‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم جدوى تطبيق أحكام االتفاقيات النوعية المتعلقة بحماية البيئة‬

‫‪2‬‬ ‫البحرية في زمن السلم أثناء النزاعات البحرية المسلحة‪............................‬‬

‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفطي والتلوث بالسفن‪...‬‬

‫‪3‬‬ ‫الفرع األول ‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث النفطي‪................‬‬

‫‪6‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬اتفاقية لندن للوقاية من التلوث الصادر من السفن ‪.............‬‬

‫المطلب الثاني‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث باإلغراق والتلوث من‬


‫‪6‬‬ ‫مصادر برية‪......................................................................‬‬

‫‪7‬‬ ‫الفرع األول االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث باإلغراق‪................‬‬

‫‪9‬‬ ‫الفرع الثاني‪ -‬االتفاقيات النوعية للحماية من التلوث من مصادر في البر‪....‬‬

‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث – االتفاقيات النوعية لحماية البيئة البحرية من التلوث النووي‪....‬‬

‫الفرع األول ‪ -‬معاهدة موسكو للعام ‪1963‬م المتعلقة بحظر إجراء تجارب‬
‫‪11‬‬ ‫األسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت الماء‪.............‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬اتفاقية ‪ 1971‬بشأن تحرير وضع األسلحة النووية وأسلحة التدمير‬
‫‪12‬‬ ‫الشامل األخرى على قاع البحار أو أرض المحيطات أو تحتها‪......‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استبعاد إسقاط أحكام قانون البحار للعام ‪1992‬المقررة لحماية البيئة‬
‫‪15‬‬ ‫البحرية وقت السلم‪ ،‬على النزاعات البحرية المسلحة‪..............................‬‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب األول‪ -‬األحكام العامة لحماية البيئة البحرية ‪.......................‬‬

‫‪-126-‬‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول – االلتزام العام بحماية البيئة البحرية‪............................‬‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني – التعاون بين الدول لتعزيز الحماية‪.....................‬‬

‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التدابير الفنية لحماية لبيئة البحرية‪.............................‬‬

‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ -‬التقسيم الحمائي البيئي للمناطق البحرية‪........................‬‬

‫‪23‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ -‬األحكام التفصيلية النوعية لحماية البيئة البحرية‪...............‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬دور منظمة األمم المتحدة في دعم وتطوير قواعد حماية البيئة‬
‫‪27‬‬ ‫البحرية‪....................................................................... :‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب األول‪ -‬دور منظمة األمم المتحدة في حماية البيئة البحرية‪..............‬‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تأسيس برنامج األمم المتحدة لحماية للبيئة‪.....................‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬أثر برنامج األمم المتحدة لحماية البيئة في تطوير قواعد حماية‬
‫‪29‬‬ ‫البيئة البحرية‪....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ -‬دور الوكاالت المتخصصة التابعة لمنظمة األمم المتحدة في‬
‫‪31‬‬ ‫تطوير قواعد الحماية للبيئة البحرية‪..........................................‬‬

‫‪39‬‬ ‫خالصة الفصل األول‪.........................................................‬‬

‫الفصل الثاني – حماية القانون الدولي اإلنساني للبيئة البحرية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ -‬أنواع الحماية القانونية الدولية اإلنسانية المقررة للبيئة البحرية أثناء‬
‫‪42‬‬ ‫النزاعات الدولية المسلحة‪................................................ :‬‬
‫المطلب األول‪ -‬المبادئ األساسية للقانون الدولي اإلنساني الخاصة بالنزاعات‬
‫‪42‬‬ ‫المسلحة‪..................................................................... :‬‬

‫‪-127-‬‬
‫‪42‬‬
‫الفرع األول – المبادئ األساسية‪..........................................:‬‬
‫‪44‬‬
‫الفرع الثاني – المبادئ العامة‪.............................................:‬‬
‫‪44‬‬
‫الفرع الثالث‪ -‬المبادئ األخرى‪............................................:‬‬
‫‪47‬‬
‫المطلب الثاني‪ -‬الحماية غير المباشرة للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪....‬‬
‫‪47‬‬
‫الفرع األول‪ -‬عناية القانون الدولي اإلنساني باألفراد المدنيين‪...............‬‬
‫‪49‬‬
‫الفرع الثاني – عدم العناية الكافية للقانون الدولي اإلنساني بالبيئة البحرية‪...‬‬
‫‪53‬‬ ‫المطلب الثاني‪ -‬الحماية المباشرة للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.......‬‬

‫‪53‬‬ ‫الفرع األول‪ -‬اتفاقية حظر استخدام تقنيات تغيير البيئة‪.....................‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬بروتوكول جنيف األول لسنة ‪ 1977‬الملحق باتفاقية جنيف لعام‬
‫‪57 ......................................................................1999‬‬

‫الفرع الثالث – الروابط بين قواعد اتفاقية " انمود " و أحكام البروتوكول‬
‫‪62‬‬ ‫اإلضافي األول لعام ‪................................................1977‬‬

‫‪64‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آليات حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪..................‬‬

‫المطلب األول‪ -‬دليل سان ريمو بشأن القانون الدولي اإلنساني المطبق في النزاعات‬
‫‪64‬‬ ‫المسلحة في البحار لسنة ‪.....................................1999‬‬

‫‪64‬‬ ‫الفرع األول – اإلعداد لدليل سان ريمو‪....................................‬‬

‫‪65‬‬ ‫الفرع الثاني‪ -‬مضمون دليل سان ريمو‪....................................‬‬

‫المطلب الثاني – اجتماعات خبراء القانون الدولي اإلنساني في مجال حماية البيئة‬

‫‪69‬‬ ‫البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.......................................‬‬

‫‪69‬‬ ‫الفرع األول ‪ -‬اجتماع خبراء القانون الدولي اإلنساني في جنيف سنة ‪1992‬‬

‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاني –اجتماع خبراء القانون الدولي اإلنساني في جنيف سنة ‪1993‬‬

‫‪-128-‬‬
‫الفرع الثالث‪ -‬المبادئ التوجيهية لوضع كتيبات وتعليمات عسكرية عن حماية‬
‫‪72‬‬ ‫البيئة أثناء النزاعات المسلحة‪...............................................‬‬

‫المطلب الثاني – نشر قواعد القانون الدولي اإلنساني المتعلقة بحماية البيئة البحرية‬
‫‪74‬‬ ‫أثناء النزاعات المسلحة‪................................................‬‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع األول – طبيعة النشر‪................................................‬‬

‫‪75‬‬ ‫الفرع الثاني – وسائل النشر‪..............................................‬‬

‫المطلب الثالث – الرقابة الدولية من أجل تأمين احترام قواعد القانون الدولي‬
‫اإلنساني‪76 ........................................................................‬‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع األول –الرقابة الدولية عن طريق تعيين الدولة الحامية‪................‬‬

‫الفرع الثاني – الرقابة الدولية عن طريق األشخاص المؤهلين والمستشارين‬


‫‪78‬‬ ‫القانونيين‪..................................................................‬‬

‫‪79‬‬ ‫الفرع الثاني – الرقابة الدولية عن طريق اللجنة الدولية لتقصي الحقائق‪......‬‬

‫المبحث الثالث – المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء النزاعات‬

‫المسلحة‪83 ............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ -‬الطبيعة القانونية للمسؤولية عن األضرار البيئية أثناء النزاعات‬

‫‪84‬‬ ‫المسلحة‪........................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ -‬مضمون المسؤولية الدولية عن اإلضرار بالبيئة البحرية أثناء‬


‫‪84‬‬ ‫النزاعات المسلحة‪.........................................................:‬‬

‫الفرع الثاني‪ -‬التكييف القانوني لالعتداء على البيئة البحرية أثناء النزاعات‬

‫‪94‬‬ ‫المسلحة…………………‪................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ -‬شروط انعقاد المسؤولية القانونية عن انتهاك قواعد حماية البيئة‬

‫‪-129-‬‬
‫‪101‬‬ ‫البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ -‬اآلثار القانونية للمسؤولية عن اإلضرار بالبيئية البحرية أثاء‬

‫‪106‬‬ ‫النزاعات المسلحة‪..............................................................‬‬

‫الفرع األول – اآلثار القانونية للمسؤولية المدنية عن اإلضرار بالبيئة البحرية‬


‫‪107‬‬ ‫أثناء النزاعات المسلحة‪.....................................................‬‬

‫الفرع الثاني – اآلثار القانونية للمسؤولية الجزائية عن اإلضرار بالبيئة البحرية‬


‫‪110‬‬ ‫أثناء النزاعات المسلحة‪.............................................‬‬

‫‪114‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‪..............................................................‬‬

‫الخاتمة‪116 ................................................................... ..........‬‬

‫‪118‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪...........................................................‬‬

‫‪126‬‬ ‫فهرس الموضوعات‪................................................................‬‬

‫‪-130-‬‬
‫تحديد إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫تستوجب دراسة هذا الموضوع اإلجابة عن إشكاليتين رئيسيتين‪ ،‬نخصص لألولى الفصل األول‪ ،‬في‬
‫حين نتطرق للثانية في فصل ثان‪.‬‬

‫‪ ‬اإلشكالية األولى‪ :‬هل يمكن تطبيق قواعد الحماية المقررة للبيئة البحرية في زمن السلم‪ ،‬على هذا‬
‫الوسط خالل النزاعات المسلحة؟‬

‫‪ ‬اإلشكالية الثانية‪ :‬هل يوفر القانون الدولي اإلنساني حماية كافية للبيئة البحرية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة؟‬

‫إن حق اإلنسان في بيئة بحرية سليمة حق من الجيل الثالث لحقوق اإلنسان ومنه وجب إقرار حماية‬
‫أخرى لهذا الحق اإلنساني‪ ،‬وضرورة عدم إقرار اتفاقيات تتعارض مع هذا الحق‪.‬‬

‫وأهمية بحثنا ستتجلى من خالل تعرضنا بالدراسة التحليلية النقدية لمختلف النصوص القانونية سواء‬
‫تلك االتفاقيات التي عنيت بموضوع البيئة البحرية خارج إطار القانون الدولي اإلنساني عن طريق ما‬
‫تضمنته اتفاقية قانون البحار لعام ‪ 2891‬أو باالتفاقيات النوعية المبرمة في هذا المجال‪ ،‬وهذا من أجل‬
‫معرفة مدى عالقتها واتصالها بموضوع الحماية للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬وكذلك االتفاقيات‬
‫التي عنيت بحماية البيئة البحرية بشكل غير مباشر كاتفاقية جنيف والهاي‪ ،‬أو تلك التي تطرقت لموضوع‬
‫الحماية بشكل مباشر ويتعلق األمر بالبروتوكول األول التفاقية جنيف ‪ 2811‬واتفاقية (‪ )ENMOD‬لعام‬
‫‪ 2811‬بهدف كيفية تقرير هذه المعاهدات لقواعد حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة المعرفة‬
‫ومعرفة مدى كفايتها هل هي بحاجة إلى معاهدات أخرى أم أنها بحاجة إلى تفعيل أقوى من أجل احترام‬
‫قواعدها بشكل كلي‪.‬‬

‫وكذلك سنتناول بالدراسة والتحليل الدراسات واألعمال الحديثة لحماية البيئة البحرية أثناء النزاعات‬
‫المسلحة لمعرفة مدى إلزامية هذه الدراسات واألعمال‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى سنعالج موضوع المسؤولية الدولية عن االنتهاكات التي تلحق قواعد الحماية المقررة‬
‫للبيئة البحرية وذلك من أجل إبراز مدى فعالية هذه القواعد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن اإلضرار بالبيئة البحرية هو إضرار باستم اررية الحياة‪ ،‬إذ أنه يطال جل األوساط وكاملل الكائنلات‬
‫الحية‪.‬‬
‫ولقد تطرقنا بالدراسة والتحليل‪ ،‬من جهة أولى‪ ،‬إلى الحمايلة التلي أوردتهلا مختللف االتفاقيلات الدوليلة‬
‫النوعية‪ ،‬من أجل حماية البيئة البحرية من أخطار التلوث البحري سواء النفطي أو النووي‪ ،‬أو الصادر ملن‬
‫السلفن أو بسللبب النفايلات‪ ،...‬وكللذا إللى مللا تضللمنته اتفاقيلة العامللة لقلانون البحللار للعلام ‪ 2891‬مللن مبللاد‬
‫هامة‪ ،‬وفي جزئهلا الثلاني عشلر‪ ،‬ملن حمايلة للبيئلة البحريلة وتأكيلدها عللى ضلرورة علدم التعلرض لهلا‪ ،‬وملن‬
‫جهة أخرع تطرقنا إلى الدور الهام الذي تلعبه منظمة المم المتحدة والمنظملات المتخصصلة التابعلة لهلا فلي‬
‫دعم وتطوير قواعد القانون الدولي المتعلقة بحماية البيئة البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬ولقددد توصددانا إلددى أن أحكددا االتفاقيددا النوعيددة التللي عنللت حمايللة البيئللة البحريللة مللن أخطللار‬
‫وملوثات وعوامل عدة ملن الصلعوبة بلل ملن المسلتحيل القلول بإمكانيلة تطبيلق قواعلدها عللى أوضلاع البيئلة‬
‫البحريللة أثنللاء الن ازعللات المسلللحة‪ ،‬ذلللك أن هتلله االتفاقيللات باإلضللافة إلللى أن أحكامهللا ال تلللزم إال أطرافهللا‬
‫بالنظر إلى المبدأ العام في القانون الدولي‪ ،‬وهو األثلر النسلبي للمعاهلدات‪ ،‬فلإن العديلد منهلا – كملا رأينلا –‬
‫استبعدت تطبيق أحكامها صراحة على السفن والناقالت الحربية‪ ،‬كما أن العديد من تلك االتفاقيات ال تأخذ‬
‫بعين االعتبار الظروف واألوضاع الخاصة بالنزاعات البحرية المسلحة وما تتطلبه البيئة البحرية أثناءها‪.‬‬
‫‪ -‬وفيملا يتعللق باالتفاقيدة العامددة لقدانون البحددار لاعدا ‪2891‬م فبلالرغم ممللا جلاءت بله ملن أحكللام‬
‫تحمي مختلف المناطق البحرية من التلوث‪ ،‬فإننا وجدنا أنه من الصعب القول بإمكانية إسقاط كل أحكامها‬
‫علل للى الوسل للط البحل للري خل للالل الن ازعل للات المسل لللحة‪ ،‬فمل للن جهل للة أحكل للام االتفاقيل للة ال تأخل للذ بعل للين االعتبل للار‬
‫الخصوصية المحيطلة بالن ازعلات المسللحة‪ ،‬وملن جهلة أخلرى لغيلاب وجلود روابلط حقيقيلة بلين قواعلد حمايلة‬
‫البيئة البحرية الواردة في االتفاقية وبين قانون النزاعات المسلحة المطبقة على البيئة البحرية‪.‬‬

‫‪ -‬ومن جهة ثانية فلقد ّبينا اهتما القانون الدولي اإلنساني بمسألة حماية البيئة البحرية أثناء‬

‫النزعا المساحة‪ ،‬على الرغم من تأكيد القانون الدولي اإلنسلاني عللى ضلرورة حمايلة البيئلة البحريلة‬
‫أثناء النزاعات المسلحة‪ ،‬من خالل مبادئه األساسلية وملن خلالل القواعلد االتفاقيلة‪ ،‬سلواء منهلا التلي تحميهلا‬
‫بش للكل مباش للر‪ ،‬كاتفاقي للة حظ للر اس للتخدام تقني للات تغيي للر البيئ للة‪ ،‬والبروتوك للول اإلض للافي األول لع للام ‪2811‬‬
‫الملحللق باتفاقيللة جنيللف لعللام ‪ ، 2898‬أو تلللك التللي تناولتهللا بشللكل غيللر مباشللر‪ ،‬إال أن هتلله القواعللد تفتقللر‬
‫إلللى الدقللة والوضللوه (أهمهللا المللادتين ‪ 53‬و‪ 33‬مللن البروتوكللول اإلضللافي األول اللتللان تفتق لران إلللى الدقللة‬
‫والوضوه وتتركان الباب مفتوحا للتفسير والتأويل) ‪،‬كما أنها الزالت غير كافية لتوفير الحماية الالزمة لبيئة‬
‫البحريللة خاصللة مللع ت ازيللد أخطللار وآثللار اإلض لرار بهللا أثنللاء فت لرات الن ازعللات المسلللحة‪ .‬وهللذه النتيجللة التللي‬
‫توصلللنا إليهللا يمكللن اعتبارهللا إجابللة عللن اإلشللكال الللذي طرحنللاه للد ارسللة فللي هللذا الفصللل‪ ،‬والمتعلللق بمللدى‬

‫‪2‬‬
‫كفاية الحماية التي توفرها قواعد القانون الدولي اإلنساني للبيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة؟‪.‬‬

‫وفي نفس الصدد فلقد بذلت مختلف الدول واللجان والمؤسسات المهتمة بتعزيز حماية البيئة البحرية‬
‫خللالل الن لزاع المسللل ‪ ،‬مجهللودات كللللت بإعللداد مشللروع اتفللاقي بهللذا الصللدد هللو دليللل سللان ريمللو المتعلللق‬
‫بالقانون الدولي اإلنساني المطبق في النزاعات المسلحة في البحار‪ ،‬وكلذا سلاهمت نشلاطات لجنلة الصلليب‬
‫األحمللر فللي هللذا المسللعى‪ ،‬مللن خللالل تحضلليرها الجتماعللات خب لراء القللانون الللدولي واألخصللائيين فللي هللذا‬
‫الشأن وبدعمها لعقد ملؤتمرات منتظملة‪ ،‬وفلي نفلس السلياق سلاهمت طلرق النشلر المختلفلة بلالتعريف بقواعلد‬
‫القانون الدولي المطبقة أثناء النزاعات المسلحة على نطاق واسع خاصة بين القادة والعسكريين‪.‬‬

‫ومن أجل إعطاء أكثر فعالية لتطبيق قواعد القانون الدولي اإلنسلاني تلم تقريلر أجهلزة ت ارقلب وتحقلق‬
‫فللي مللدى احت لرام هللذه القواعللد‪ ،‬إال أن العمللل بهللا يكللاد يكللون منعللدما إذا اسللتثنينا منهللا اآلليللة المتمثلللة فللي‬
‫التعاون مع منظمة األمم المتحدة من أجل تفعيل قواعد الحماية المقررة للبيئة البحرية أثناء النزاع المسل ‪.‬‬

‫ومن خالل تطرقنا للمسؤولية عن انتهلاك قواعلد حمايلة البيئلة البحريلة فلي القلانون اللدولي اإلنسلاني‪،‬‬
‫الحظنا أن المسؤولية الدولية عن األضرار البيئية في القلانون اللدولي اإلنسلاني‪ ،‬مبلدأ مسلتقر‪ ،‬غيلر أن هلذا‬
‫المبدأ تواجهه صعوبات‪ ،‬وعراقيل في حالة تطبيقه‪ ،‬وهذا ما يضعف فعالية المسؤولية المنصوص عليها في‬
‫االتفاقيات اإلنسانية‪.‬‬

‫ومن خالل كل ما تناولناه نقترح ما ياي‪:‬‬

‫‪ -2‬يجب عند إبرام االتفاقيات مستقبال‪ ،‬والمتعلقة بحماية البيئة البحرية أن تتضمن ما يقتضي‬
‫بوجوب سريانها في أوقات النزاعات المسلحة‪ ،‬وكذا يجب إعادة النضر في القاعدة القانونية التي تتضمنها‬
‫العديد من االتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة البحرية المطبقة في وقت السلم‪ ،‬والتي تقضي بوقف سريان‬
‫هته االتفاقيات في حالة قيام الحروب‪ ،‬وسبب ذلك أن العديد من هذه االتفاقيات تتضمن قواعد وأحكام‬
‫تصل أن تطبق أوقات الحروب‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم االكتفاء بدليل سان ريمو كصلك دوللي أو مشلروع اتفاقيلة متضلمنا للقواعلد الدوليلة المطبلق‬
‫أثناء الن ازعلات المسللحة فلي البحلار‪ ،‬ووجلوب اللدعوة إللى وضلع اتفاقيلة دوليلة تهلدف بشلكل مباشلر وبصلفة‬
‫واضحة ال يتخلل أحكامها غموض أو أي لبس‪ ،‬بشأن حماية البيئة البحرية في فترات النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -5‬يجب التخفيف من شدة المعيلار المعتملد فلي تحديلد األعملال المشلكلة العتلداءات مضلرة بالبيئلة‬
‫البحرية والتي تتضمنها المادتان ‪ 53‬و‪ 55‬من البروتوكلول اإلضلافي األول لعلام ‪ ،2811‬واللتلان تشلترطان‬

‫‪3‬‬
‫في الضرر أن يكون واسع االنتشار وطويل األمد‪ ،‬بمعنى أن االعتداءات على البيئة البحرية والتي ال تنتج‬
‫آث للا ار واس للعة االنتش للار وطويل للة األم للد فه للي ال تش للكل أعم للاال محظ للورة مضللرة بالبيئ للة البحري للة‪ ،‬حس للب ه للذا‬
‫المعيار‪.‬‬

‫‪ -9‬ض للرورة التمس للك بمب للدأ الوقاي للة م للن الض للرر البيئ للي المتوق للع وذل للك لحماي للة البيئ للة البحري للة م للن‬
‫األضل لرار المتوق للع ح للدوثها نتيج للة اس للتخدام وس للائل قت للال معين للة ‪ ،‬وتوعي للة أطل لراف النل لزاع المس للل ‪ ،‬والق للادة‬
‫العسكريين بصفة خاصلة بهلذا المبلدأ علن طريلق النشلر عللى نطلاق واسلع‪ ،‬ذللك أنله ال يمكلن الحيلوللة دون‬
‫وقللوع االعتللداءات علللى البيئللة البحريللة واإلضلرار بهللا فللي المسللتقبل إال مللن خللالل توعيللة دوليللة علللى أوسللع‬
‫نطاق ممكن‪ ،‬وبمساهمة فعاللة ملن قبلل مختللف اللدول والجمعيلات واللجلان والمؤسسلات المعنيلة سلواء عللى‬
‫الصعيد الداخلي أو الدولي بدعم وتعزيز حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة‪.‬‬

‫‪ -3‬يجللب علللى منظمللة األمللم المتحللدة‪ ،‬بوصللفها ممثلللة للمجتمللع الللدولي‪ ،‬أن تعللين وسللائل وأسللاليب‬
‫القتلال الضلارة بالبيئلة وأن تللنص عللى حظرهلا‪ ،‬وأن تعتبللر ملن يسلتخدمها مرتكبلا لجريمللة دوليلة ضلد البيئللة‪،‬‬
‫وأن تضع هذه الهيئة األممية آليات دولية للرقابة الفعالة على مثل هذه االنتهاكات‪.‬‬

‫‪ -6‬يجللب تفعيللل آليللات الرقابللة الدوليللة لضللمان احت لرام قواعللد الحمايللة المقللررة فللي القللانون الللدولي‬
‫اإلنس للاني للبيئل للة البحريل للة‪ ،‬بحي للث يج للب علل للى المجتم للع ال للدولي إعطل للاء اللجنلللة الدوليلللة لتقصلللي الحقل للائق‬
‫صللالحيات أوسللع ألجللل التقصللي والتحقيللق فللي الج لرائم المرتكبللة ضللد البيئللة‪ ،‬وعللدم اشللتراط موافقللة الدولللة‬
‫المعنية‪ ،‬مسبقا على ممارسة اللجنة لصالحياتها في الرقابة والتحقيق في األضرار التلي سلببتها أو يظلن أن‬
‫هذه الدولة سببتها للبيئة البحرية أثناء أو بعد نزاعها المسل مع دولة أخرى‪.‬‬

‫‪4‬‬
ABSTRACT

La problématique de la recherche :

L’étude de ce sujet nécessite de répondre à deux problématiques principales:

Le premier chapitre sera consacré à la première problématique tandis que le deuxième


chapitre traitera la deuxième.

Première Problématique :

• Les règles de protection de l’environnement marin en temps de paix sont-elles


applicables dans ce milieu en temps de conflits armés ?

Deuxième problématique :

• Le Droit Humanitaire offre-t-il une protection suffisante pour l’environnement marin


en temps de conflits armés ?

Le droit de l’homme à un environnement marin sain est un droit de la troisième


génération des droits de l’homme, pour ce, il fallait trouver une autre protection pour
ce Droit Humanitaire, et non pas mettre des conventions s’opposant à ce dernier.

L’importance de notre recherche se traduit par une étude analytique et critique des
différents textes juridiques, que ce soit les conventions qui ont pour objet
l’environnement marin en dehors du cadre de Droit International Humanitaire, et ce,
dans le contenu de la Convention de Droit de la Mer de 1982, et les autres conventions
adoptées dans ce cadre, dont le but est de faire comprendre sa relation avec la
protection de l’environnement marin en temps de conflits armés. Ainsi, les
conventions qui ont traité ce sujet d’une manière directe à l’exemple de la Convention
de Genève et de La Haye, ou d’une manière indirecte, il s’agit du Premier Protocole de
la Convention de Genève de 1977 et la Convention (ENMOD) de 1976, afin de savoir
comment ces conventions ont-elles abordé les règles de protection de l’environnement
marin en temps de conflits armés, ainsi que le niveau de suffisance atteint par ces
1
règles et qui détermine si elles ont besoin d’autres conventions ou plutôt de les rendre
plus efficaces dans le but d’aboutir à leur respect intégral.

D’un autre côté, nous allons étudier la responsabilité internationale des violations
des règles de protection de l’environnement marin, pour dévoiler le degré d’efficacité
de ces règles.

La nuisance à l’environnement marin nuit la continuité de la vie, car elle touche


tous les milieux et tous les êtres-vivants.

En premier lieu, nous avons traité la protection mise en place par les différentes
conventions spécialisées, afin de protéger l’environnement marin des dangers de
pollution maritime pétrolier ou nucléaire produits par des navires ou des déchets.., et
de ce que contient la Convention de 1982 dans sa XXIIème Partie, en matière de
protection de l’environnement marin. Ainsi que le rôle important que joue
l’Organisation des Nations Unies et ces Organisations Spécialisées dans le domaine du
renforcement et du développement des règles du Droit International à propos de ce
sujet.

Nous avons trouvé qu’il est difficile, voir impossible, d’appliquer les dispositions
des conventions qui ont traité la protection de l’environnement marin d’une façon
générale, à ce même espace en temps de conflits armés, car ces conventions ne sont
obligatoires que pour ces membres parties selon le principe général du Droit
International « l’effet relatif des traités », ceci d’une part.

D’autre part, une grande partie de ces conventions a écarté les navires et les
transporteurs militaires du champ d’application de ces dispositions. En effet, un
nombre très important de ces conventions ne prend pas en considération les
conjonctures spéciales et les situations particulières des conflits maritimes armés, et ce
que nécessite l’environnement marin dans ces cas.

En ce qui concerne la Convention Générale de Droit de la Mer de 1982,


nonobstant, les dispositions misent pour la protection des espaces maritimes de la
2
pollution, nous trouvons qu’il est difficile d’appliquer toutes ces dispositions sur ces
espaces maritimes en temps de conflits armés. D’une part, elle ne prend pas en
considération la particularité des conflits armés, d’autre part, l’absence des rapports
réels entre les règles de la protection de l’environnement marin dans cette convention
et le Droit des conflits armés dans cet espace.

En deuxième lieu, nous avons dévoilé l’importance qu’accorde le Droit


International Humanitaire au profit de la protection de l’environnement marin en
temps de conflits armés, cette branche du Droit International a confirmé la nécessité de
protéger cet espace dans ses principes primordiaux et règles conventionnelles qui le
traitent directement, à l’exemple de la Convention de l’Interdiction de l’Utilisation des
Techniques Modifiant la Nature et le Premier Protocole Additionnel de 1977 annexé à
la Convention de Genève de 1949, ou qui aborde ce sujet indirectement. Toutefois, ces
règles ne sont pas assez claires (notamment les règles 35 et 55 du deuxième protocole
additionnel), d’autant plus qu’elles n’offrent pas la protection nécessaire pour
l’environnement marin, notamment, avec la multiplication des dangers et des effets de
sa nuisance en temps de conflits armés. Ce résultat peut être considéré comme étant
une réponse à la problématique posée pour ce chapitre ; concernant la suffisance de la
protection qu’offrent les règles du Droit Humanitaire pour l’environnement marin en
temps de conflits armés.

Au même temps, les Etats, les comités, et les institutions intéressés par notre sujet
ont fait des efforts considérables qui ont abouti à la préparation d’un projet
conventionnel qui est Le Manuel de San Remo sur le Droit International applicable
aux conflits armés sur mer. D’autre part nous reconnaissons les énormes efforts qu’a
fait le Comité International de la Croix-Rouge dans cette question avec la préparation
des réunions des experts du Droit International et des spécialistes en la matière, et avec
son soutien considérable dans la tenue des conférences régulières, dans le même
contexte, nous citons la contribution des différents moyens de diffusion et de
détermination du Droit International Humanitaire en temps de conflits armés, le plus
largement possible, notamment pour les dirigeants et les militaires.

3
Pour donner plus d’efficacité dans l’application des règles du Droit International
Humanitaire, des organes chargés de contrôler et de veiller au respect de leur
application ont été mis en place, toutefois son utilisation est presque nulle si nous
exceptons le mécanisme de coopération avec l’ONU pour activer les règles de
protection de l’environnement marin en temps de conflits armés.

Dans notre étude sur la responsabilité internationale de violation des règles de


protection de l’environnement marin en Droit International Humanitaire, nous avons
remarqué que la responsabilité internationale des dommages environnementaux en
Droit International Humanitaire est un principe, cependant, ce dernier est confronté à
des difficultés et des obstacles, lors de son application, ce qui fragilise l’efficacité de la
responsabilité prévue dans les conventions humanitaires.

Après ce que nous avons traité, nous proposons ce que suit :

1. Au moment de l’élaboration des conventions, sur la protection de


l’environnement marin, il faut qu’elles contiennent l’obligation de son application
en période de conflits armés. De ce fait, il faut revoir la règle que disposent
plusieurs conventions concernant a protection de l’environnement marin en temps
de paix, et qui stipule la suspension de l’application de ces conventions en temps de
guerres, et ce, car de nombreuses de celles-ci contiennent des règles et des
dispositions qui peuvent être appliquées en temps de guerres.

2. Ne pas se satisfaire par le manuel de San Remo autant qu’un pacte international
ou qu’un projet de convention dont nous trouvons les règles appliquées en temps de
conflits armés sur mer inclues. Et l’obligation de faire appel à l’élaboration d’une
convention internationale qui vise directement et clairement la question de la
protection de l’environnement marin en temps de conflits armés.

3. Il faut diminuer l’intensité du critère employé dans la détermination des faits


nuisant l’environnement marin que disposent les articles 33 et 35 du Premier
Protocole Additionnel de 1977, et qui recommandent que le dommage doit être

4
largement répandu et à long terme, cela veut dire que les agressions de
l’environnement qui ne produisent pas des effets largement répandus, à long termes,
ne sont pas considérés, dans ce sens, comme étant des faits interdits nuisibles à
l’environnement marin.

4. La nécessité de s’en tenir au principe de prévention du dommage


environnemental prévu, en vue de protéger l’environnement marin des dommages
résultant de l’utilisation de certains instruments de combats, en outre sensibiliser les
parties en conflit armé et les dirigeants militaires sur ce principe en le diffusant sur
une grande échelle, puisqu’on ne peut pas éviter les agressions ou les nuisances sur
l’environnement marin dans le futur, qu’avec une sensibilisation internationale
d’une façon large et avec une participation active de la part des différents Etats,
associations, comités, et institutions concernés, au niveau national ou international,
par la consolidation et le renforcement de la protection de l’environnement marin en
temps de conflits armés.

5. L’Organisation des Nation Unies, de part sa qualité de représentant de la


communauté internationale, doit préciser les moyens et méthodes de combat nuisant
l’environnement marin, et doit les interdire, et considérer celui qui les utilisent
comme étant un auteur d’un crime international contre l’environnement, et que cette
organisation onusienne met des mécanismes internationaux de contrôle efficaces sur
ces violations. 6. Il faut actualiser les mécanismes de contrôle, pour assurer le
respect des règles de protection consacrées dans le Droit International Humanitaire,
en donnant à la Commission International de Vérité et d’Enquête plus de pouvoirs
et en écartant la condition d’accord préalable de l'État concerné sur l’exercice de
ladite commission de ses prérogatives en matière de contrôle et d’enquête sur les
nuisances causées ou présumées par cet Etat dans l’environnement marin pendant
ou après le conflit armé avec un autre Etat.

5
ABSTRACT

The research problem:

The study of this subject requires answers for two main problems:

Chapter one focuses on the first problem and chapter two on the second.

Problem I:

 Are the rules on the protection of the marine environment in time of peace
applicable as in time of war?

Problem II:

 Does the Humanitarian Law offer adequate protection to the marine


environment during armed conflicts?

The human right to a healthy marine environment is included in the third


generation human rights. Therefore, this humanitarian right should be protected,
and conventions and legislation should not go against it.

The importance of this research is reflected in an analytic and critial study of


different legal texts, including conventions on marine environment outside the
framework of the International Humanitarian Law, such as the United Nations
Convention on the Law of the Sea, and other conventions adopted within this
scope, with the aim to illustrate its relation with marine environment protection
during armed conflicts. The study includes also conventions dealing directly
with this topic such as Geneva Convention and The Hague convention, or
indirectly, as it is the case for the First Protocol of the 1977 Geneva convention ,
and the (ENMOD Convention) of 1976, in order to find out how these
conventions dealt with rules of marine environment protection during armed
conflicts, and their level of adequacy which determines if they need to be
completed by other conventions, or rather acquire more efficiency, so that they
will be fully respected.

On the other hand, we’ll deal with the international responsibility for violations
of rules on marine environment protection, to determine their level of efficiency.

Harm to Marine environment is a threat to life, since it affects all environments


and all living beings.

1
Firstly, we dealt with the protection undertaken by different specialized
conventions focusing on the protection of marine environment against oil or
nuclear pollution caused by ships and waists, besides Part XXII of the UNLOS
on the protection of marine environment, as well as the significant role of the
UNO and its relevant agencies with respect to the strengthening and promoting
the rules of International Law in this scope.

We found it difficult, if not impossible to apply the same provisions of


conventions on marine environment protection in general, in time of armed
conflicts, because they are mandatory only for member parties according to the
general principle of International Law “The Relative Effect of Treaties”. In
addition, much of these conventions didn’t include military vessels and ships in
its provisions. Thus, a many of these conventions don’t take in consideration
special situations and particular circumstances during armed marine conflicts,
and the requirements for marine protection in such cases.

With regard to the 1982 UNCLOS, notwithstanding the provisions related to the
protection of marine environment against pollution, we realize that all the
provisions relevant to marine environment cannot be easily applied in times of
war. It doesn’t take into account the special featureof armed conflicts.
Furthermore, there are no real links between the UNCLOS rules on marine
environment protection and the Law of armed conflicts.

Secondly, we have referred to the importance given by the International


Humanitarian Law to the protection of marine environment in times of armed
conflicts. This branch of the International Law emphasized, through its primary
principles and conventional rules, the protection of marine environments in war
time, such as the Convention on the Prohibition of Military or Any Other Hostile
Use of Environmental Modification Techniques (ENMOD) and the Additional
Protocol of 1977, annexed to the 1949Geneva Convention, which deals
indirectly with the protection of marine environment. However, these rules are
not clear enough (particularly rules 35 and 55 of the second Additional
Protocol), since they don’t guarantee enough protection for the marine
environment, particularly in time of armed conflicts. This conclusion may be
seen as an answer for the problem pointed out in this chapter in relation with the
adequate protection afforded by the Humanitarian Law in war times.

2
In parallel, the significant efforts deployed by States, Committees and
institutions interested in this topic, resulted in a conventional project called The
San Remo Manual on the international law applicable to armed conflicts at sea.

We refer also to the great efforts of the International Committee of the Red
Cross by holding meetings with experts of International Law and subject matter
specialists, and regular conferences as well. In the same context, we refer to the
contribution of different means of disseminating information and spreading the
International humanitarian Law, as much as possible, especially among political
and military officials.

With the aim to make the rules of Humanitarian International Law more
effective, bodies responsible for monitoring compliance with their application,
were established. But they almost play no role, except the cooperation
mechanism with the UNO to enforce the rules on the protection of marine
environment in times of armed conflicts.

In our study of the international liability for violations of protection rules in


Humanitarian Law, we noted that the international liability for environmental
damage is one of the principles of the International Humanitarian Law. But this
principle is facing difficulties and obstacles in terms of implementation, which
may affect the liability provided for in humanitarian conventions.

In the light of what we have studied, we suggest the following:

1. When elaborating conventions on the protection of marine environment,


mandatory provisions on their application in time of armed conflicts
should be included.
Therefore, there is a need to reconsider the ruleon the protection of marine
environnent in peace time, contained in several traities and stating that
they should be suspended in war time. In addition to that, many
conventions conatain rules and provisions that can be applied in war time.
2. The International Law shouldn’t be limited to The San Remo Manual as
an international charter or a draft convention which includes rules applied
in time of armed conflicts at sea. An international convention should be
prepared, dealing directly and clearly with the protection of marine
environment in times of armed conflicts.
3. The criteria of marine environment harm should be less strict. In articles
33 and 35, it is stated that the harm should be widespread for a long time.

3
Hence, environmental harm which is not widespread is not considered as
affecting marine environment.
4. The principle of anticipated environmental harm needs to be considered,
in order to protect marine environment against harm caused by the use of
certain military equipment. There is a necessity to make parties to armed
conflicts and military leaders aware of this principle by spreading it on a
larger scale. Marine environment harm can be avoided only through
international awareness and the collaboration, on the national or
international level, of different Sates, associations, committees and
institutions interested in this issue, and by strengthening the protection of
marine environment in time of armed conflicts.
5. As a representative of the international community, the United Nations
should clarify and ban the war means and methods that harm marine
environment. Their use should be considered as an environmental crime.
International mechanisms should be set up in order to have an effective
control over violations.
6. The update of control mechanisms, to ensure compliance with protection
rules in the International Humanitarian Law, by giving more power to the
Truth Commission, and revoking the condition on prior consent of the
relevant State for the Commission to exercise control and conduct
inquiries on harms to marine environment caused, or assumed to be
caused, by that State during or after an armed conflict with another State.

4
‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‬

The environment La protection de


‫ﲪﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ‬
protection l’environnement

The marine environment L’environnement


‫اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ‬
Marin

The environment damage Le dommage


‫اﻟﻀﺮر اﻟﺒﻴﺌﻲ‬
environnemental

The armed conflicts Les conflits armés


‫اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ‬

The Humanitarian Law Le Droit Humanitaire


‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ اﻹﻧﺴﺎﱐ‬

You might also like