‫(شدة الحساب ال تصيب الجائع) وأخرج أبو نُعيم في الحلية‪ ،‬والخطيب‪،‬‬

‫وابن عساكر‪ ،‬وابن الن ّجار عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬دخلت على‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وهو يصلِّي جالساً‪ .‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أراك‬
‫تصلِّي جالسا ً فما أصابك؟ قال‪« :‬الجوع‪ ،‬يا أبا هريرة» فبكيت‪ .‬فقال‪« :‬ال‬
‫فإن شدة الحساب يوم القيامة ال تصيب الجائع ِإذا‬ ‫تبك يا أبا هريرة‪َّ ،‬‬‫ِ‬
‫احتسب في دار الدنيا» ‪ .‬كذا في الكنز‪« .‬حياة الصحابة» (‪)366-365 /1‬‬
‫وأخرجه أيضا ً عن عبد الرحمن بن سابط ال ُج َمحي وفي حديثه‪ :‬قال‪ :‬وكان‬
‫ِإذا خرج عطاؤه إبتاع ألهله قوتهم وتص َّدق ببقيته‪ ،‬فتقول له إمرأته‪ :‬أين‬
‫إن ألهلك عليك حقاً‪،‬‬ ‫فضل عطائك؟ فيقول‪ :‬قد أقرضته‪ .‬فأتاه ناس فقالوا‪ّ :‬‬
‫وإن ألظهارك عليك حقاً‪ .‬فقال‪ :‬ما أنا بمستأثر عليهم وال بملتمس رضى‬
‫أحد من الناس لطلب الحور العين‪ ،‬لو اطَّلعت َخيْرة من خيرات الجنة‬
‫ألشرقت لها األرض كما تشرق الشمس‪ ،‬وما أنا بالتخلِّف عن ال َعنَق األول‬
‫بعد أن سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪« :‬يجمع هللا ع ّز وج ّل‬
‫الناس للحساب‪ ،‬فيجيء فقراء المؤمنين يَزفّون كما تزف الحمام‪ ،‬فيقال‬
‫لهم‪ :‬قِفُوا عند‌الحساب‪ ،‬فيقولون‪ :‬ما عندنا حساب وال آتيتمونا شيئاً‪ ،‬فيقول‬
‫ربهم‪ :‬صدق عبادي‪ ،‬فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين‬
‫عاماً» ‪ .‬وقد تق َّدم في قصة أخرى‪« .‬حياة الصحابة» (‪)427 /2‬‬
‫(قصته عليه السالم مع أعرابي في شأن الحساب) وأخرج ابن النجار عن‬
‫أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬من يحاسب الخلق يوم القيامة يا رسول هللا؟ فقال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم «هللا عز وجل» ‪ ،‬فقال األعرابي‪ :‬نجونا وربِّ الكعبة فقال‪« :‬وكيف‬
‫يا أعرابي» ؟ فاقل‪ :‬إن الكريم إذا قدر عفا‪ .‬كذا في الكنز‪« .‬حياة الصحابة»‬
‫(‪)37-36 /4‬‬
‫(سبب زهده رضي هللا عنه) وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أي الدرداء‬
‫رضي هللا عنه نحوه‪ ،‬زاد‪ :‬والذي نفس أبي الدرداء بيده‪ ،‬ما أحب أن لي‬
‫اليوم حانوتا ً على باب المسجد ال يخطئني فيه صالة‪ ،‬أربح فيه كل يوم‬
‫أربعين ديناراً وأتص َّدق بها كلِّها في سبيل هللا‪ .‬قيل له‪ :‬يا أبا الدرداء‪ ،‬وما‬
‫تكره من ذلك؟ قال‪ :‬ش ّدة‌الحساب‪ .‬وهكذا أخرجه ابن عساكر‪ ،‬كما في‬
‫الكنز‪« .‬حياة الصحابة» (‪)579 /2‬‬