You are on page 1of 21

308-38 0000 00 05

‫الركن المعنوي في جرائم األعمال بين افتراض اإلدانة وقرينة البراءة‬


The moral element of business offenses between the presumption
of guilt and the presumption of innocence
*
‫إلياس بوزيدي‬
-‫ الجزائر‬- ‫المركز الجامعي بمغنية‬
Bouzidi.droit@gmail.com

0909 /20 /02 :‫تاريخ النشر‬ 0909 /11 /26 :‫تاريخ القبول‬ 0909 /90 /24 :‫تاريخ إالستالم‬

:‫الملخص‬
‫ إال إذا ورد نص صريح‬،‫إن الركن المعنوي في الجريمة ركن أساسي ال يمكن أن تتكون قانونا دونه‬
‫ ّإال أن الركن المعنوي في إاار جرائ اعأعما ل يبق محافظا على‬.‫ُيعبر عن نية المشرع في إقصائه‬
‫ إلى أن ت‬، ‫ وذلك الستبعاد الخاأ في جرائ اعأعما‬،‫ بل أضحى يتميز بالضعف‬،‫معاييره اعأصولية‬
.‫االستغناء عنه كليا بتكريس الصفة المادية للجريمة‬
‫أو أحكا القضاء‬/‫ لكن القانون و‬، ‫وقد تظهر كمبدأ عا قرينة البراءة في القانون الجنائي لألعما‬
‫يمكن أن يتعارضان مع هذه القرينة من خال إصدار قرائن معاكسة يمكن التصدي لها إلى حد كبير من‬
.‫خال إثبات حسن النية‬
.‫ القاضي الجزائي‬،‫ قرينة اإلدانة‬،‫ قرينة البراءة‬، ‫ جرائ اعأعما‬،‫ الركن المعنوي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The moral element of the crime is very essential in a legal way and that
in the case where there is an explicit text which expresses the intention of the
legislator to exclude it. However, the moral element in the context of business
offenses does not hold to its original standards because it is characterized by
weakness while removing the fault in this kind of crime until it is completely
suppressed, by imposing its material character.
The presumption of innocence in the criminal law can appear as a general
principal. However, this law and or the judiciary judgments may be contradictory
to this presumption within the introduction of some other hypothesizes formed
with a good intention.
Key Words: The moral element, business offenses, the presumption of innocence,
the presumption of guilt, the criminal judge.

.‫* المؤلف المرسل‬

38
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫ابقا للقواعد العامة ال تقو الجريمة إال بتوافر عنصري العل واإلرادة‪ ،‬إال أن هذه القاعدة في بعض‬
‫جرائ اعأعما تُعرف بتالشي الركن المعنوي في كثير منها‪ ،‬خصوصا وأن صعوبة إثبات القصد الجرمي‬
‫يمكن أن ُيمثل عائقا حقيقيا لتوقيع العقوبة الجزائية‪ ،‬وكذا أن اعتماد ركن القصد من عدمه يعتمد في جزء‬
‫ها على أهمية المصلحة التي ينبغي حمايتها ومدى خاورة الجريمة المرتكبة‪ ،‬ذلك أن بعض الجرائ‬
‫وخاورة نتائجها على االقتصاد والسياسة االقتصادية للدولة أدت بالمشرع إلى اعتبار بعض التصرفات‬
‫واعأفعا تشكل قرينة على ارتكابها‪.‬‬
‫الركن المعنوي في الجريمة ركن أساسي إال إذا ورد نص يستبعده‪ ،‬وفي إاار جرائ اعأعما فإن‬
‫الركن المعنوي ال يحتفظ بمعاييره اعأصولية‪ ،‬مما يسمح لنا القو أن المشرع ال يقر في الركن المعنوي لهذه‬
‫الجرائ بذات القواعد المقررة له في القانون العادي‪.‬‬
‫فهو ال يتالب التشدد في إثبات الركن المعنوي لمثل هذه الجرائ لما لها من نتائج ضارة تلحق‬
‫بالمصالح التي يقصد المشرع حمايتها‪ ،‬مما أدى القو إلى وصف هذه الجرائ بأنها جرائ مادية بحتة تقو‬
‫بمجرد ارتكاب الفعل الجرمي ودون الحاجة إلى إثبات الركن المعنوي بصورته القصد والخاأ‪.1‬‬
‫وهكذا برزت ظاهرة مهمة في التشريع الجزائي االقتصادي المعاصر المقارن‪ ،‬تتمثل في إشغا‬
‫حي از مهما باعتباره ركنا معنويا لها ال تقو بدون توفره‪ ،‬على نحو أورث‬
‫الخاأ في الجرائ االقتصادية ّ‬
‫االعتقاد بأن الركن المعنوي في جرائ اعأعما ياغى عليه اابع الخاأ غير المقصود (المفترض)‪ ،‬وبذلك‬
‫يتميز عن الركن المعنوي في قانون العقوبات العا ‪.2‬‬
‫إن خروج المشرع عن أه ركائز القانون الجنائي العا في الشق المتعلق بالركن الشرعي والركن المادي‬
‫كان له اعأثر المباشر على المفهو التقليدي للركن المعنوي‪ ،‬وأصبحت جرائ اعأعما في ظل هذا التحو‬
‫المفرط تقو على مجرد الخاأ المفترض في ظل الصفة المادية للجريمة‪.‬‬
‫بل أكثر من ذلك‪ ،‬لقد أدى تضخ النصوص التشريعية في المادة االقتصادية وتشتتها‪ ،‬واتجاه‬
‫المشرع إلى تغليب الجدوى االقتصادية على الحريات االقتصادية وعلى رأسها حرية الصناعة والتجارة إلى‬
‫إضعاف الركن المعنوي وتهميشه‪ ،‬والذي برز بالخصوص في رغبة المشرع والقضاء على حد سواء في‬
‫التسوية بين العمد واإلهما ‪ ،‬إذ يستوي في ذلك الخاأ العمدي والخاأ غير العمدي‪.3‬‬

‫وهراني إيمان‪ ،‬اآلليات القانونية لحماية المصلحة االقتصادية العامة‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫أبو بكر بلقا يد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،6102-6102 ،‬ص‪26.‬؛ حزاب نادية‪ ،‬خصوصية الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية‪،‬‬
‫مجلة المنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪،3‬‬
‫ديسمبر ‪ ،6102‬ص‪.621.‬‬
‫‪2‬‬
‫جرجس يوسف اعمه‪ ،‬مكانة الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬ارابلس‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،6112‬ص ص‪.041-031.‬‬
‫بن قري سفيان‪ ،‬إزالة تجري قانون اعأعما ‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائر‪ ،6101-6102 ،‬ص‪.42.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫يقتضي افتراض الركن المعنوي بنقل عبء إثبات الركن المعنوي من سلاة االتها – خروجا عن‬
‫اعأصل – إلى ا لمته بافتراض اتجاه إرادته إلى النتيجة الجرمية في حاالت معينة بوسيلة القرائن‪ ،‬وعليه‬
‫إثبات عكس ذلك‪ ،‬لنفي الركن المعنوي ومن ث نفي المسؤولية‪.‬‬
‫ويرجع سبب هذا االفتراض‪ ،‬هو أن سلاة االتها تواجه صعوبة في اإلثبات‪ ،‬نظ ار للدور الذي يقو‬
‫به المجرمون في امس معال الجريمة‪ ،‬أو للابيعة الخاصة لبعض الجرائ كجرائ اعأعما ‪ .‬فل يعد‬
‫المجرمون أشخاصا همجيون سذج وبدائيون‪ ،‬يقومون بارتكاب الجرائ دون احتراس‪ ،‬بل أصبحوا يتفننون في‬
‫ارتكاب الجرائ ‪.1‬‬
‫ومن الواضح أن هذه االفتراضات القانونية أو القضائية تتعارض بشكل جدي للغاية مع قرينة‬
‫البراءة‪ .‬فمن هذا المنالق‪ ،‬فإن االشكالية التي تارح هنا هي‪ :‬ما مدى مشروعية االفتراضات القانونية‬
‫والقضائية للركن المعنوي في جرائ اعأعما ؟‬
‫ولالجابة على هذه االشكالية سنتعرض إلى افتراض القصد الجزائي في جرائ اعأعما (الفرع‬
‫اعأو ) والى أثر افتراض الركن المعنوي في جرائ اعأعما على قرينة البراءة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬افتراض القصد الجزائي في جرائم األعمال‪.‬‬
‫إن سوء النية أمر عسير اإلثبات لتعلقه بالنوايا الخفية‪ ،‬فهي أمر داخلي يخفيه الجاني في قرار‬
‫نفسه‪ .‬وهكذا‪ ،‬وأما صعوبة إثبات القصد الجزائي‪ ،‬وضرورة ردع جرائ اعأعما ‪ ،‬نجد أن المشرعين والقضاة‬
‫يلجؤون أحيانا إلى الخروج عن القواعد التقليدية في إثبات القصد الجزائي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االفتراض التشريعي للركن المعنوي في جرائم األعمال‪.‬‬
‫يعتبر االفتراض التشريعي على أنه مجمل الحاالت التي يحتمل فيها المشرع توافر اإلث الجنائي‪،‬‬
‫لوجود مظاهر يكون على أساسها من المقبو افتراض سوء النية‪ ،‬وتحميل صاحبها عبء إثبات عكسها‪،‬‬
‫ويمكن ردها إلى حيازة أشياء معينة‪ ،‬أو اتخاذ مواقف تثير شكوكا حو مسلك المته ‪.‬‬
‫ومن ث حينما يكون االفتراض راجعا إلى حيازة أشياء معينة في تقدير المشرع‪ ،‬وفقا للمجرى العادي‬
‫لألمور‪ ،‬فإنه يفترض سوء نية الحائز الذي وضع نفسه في موضع الريبة والشك‪.2‬‬

‫إذ يفترض النص أن النتيجة متوقعة الحدوث‪ ،‬في نحو محت وحكمي‪ ،‬لعلة ابيعة الجريمة المقترفة‬
‫أو لعلة الظروف المادية التي يقع فيها الفعل وأن قصد الفاعل مقدر ومتوافر تبعا لهذا الواقع‪ ،‬حتى ولو ل‬
‫يكن الجاني نفسه ينتظر حدوث مثل هذه النتيجة‪َ ،‬إال أن ابيعة الجريمة نفسها تفرضه‪ ،‬بحيث يتغلب الاابع‬
‫المرتبط بها على الاابع المتصل بذات الفاعل‪ ،‬إذ إنه يتحت حكما على من يقترف مثل هذه الجرائ أن‬

‫بوشي يوسف‪ ،‬اعأحكا الموضوعية العامة في القانون الجنائي االقتصادي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،6102 ،‬ص‪.343.‬‬


‫‪2‬‬
‫بوشي يوسف‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.344.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫يكون مقد ار ومدركا بصورة واضحة وجلية توقع حدوث مثل هذه النتائج على سبيل التأكيد‪ ،‬وأنه يريد ذلك‬
‫أصال مع علمه به‪.1‬‬
‫على اعتبار أنه إذا كان اعأصل في الجرائ – حسب القواعد العامة – أن تكون عمديه أي تقو‬
‫على عنصري العل واإلرادة‪ ،‬أما الجرائ غير العمدية فهي صورة استثنائية ال تتقرر في القانون إال بنص‪،‬‬
‫فإنه يسوغ القو بأن اعأصل في ذلك النوع من جرائ اعأعما أنها عمديه‪.‬‬
‫تت المعاقبة على بعض جرائ اعأعما دون توافر اشتراط الركن المعنوي‪ ،‬وذلك على أساس المسؤولية‬
‫الجنائية المفترضة التي تنبني على مجرد الخاأ في التسيير وهو ما يبين اعأهمية الكبيرة التي يتميز بها‬
‫الخاأ غير العمدي في مجا اعأعما ‪.‬‬
‫وكل هذا ال يجب القو بأن الركن المعنوي قد أهمل نهائيا‪ ،‬فهو موجود ولكن بصورة تتماشى‬
‫وخصوصية جرائ اعأعما ‪ ،‬وذلك بجعله محل افتراض تشريعي يتحمل المخالف عبء إثبات عد توافره‪،‬‬
‫واعفاء القضاء من إقامة الدليل على توافره‪.2‬‬
‫ففي المجا الجمركي‪ ،‬القاعدة العامة أن القصد الجنائي غير الز لتقدير المسؤولية‪ ،‬وهو ما تؤكده‬
‫المادة ‪ 620‬من قانون الجمارك الجزائري‪ 3‬بنصها " ال يجوز للقاضي تبرئة المخالفين استنادا إلى نيته أو‬
‫تخفيض الغرامات الجبائية "‪ ،‬وبهذا تكون المسؤولية الجزائية في المجا الجمركي بدون قصد في ظل مادية‬
‫جرائ اعأعما ‪.‬‬
‫ويعد نص المادة ‪ 620‬نصا مقتبسا من التشريع الجمركي الفرنسي السيما نص المادة ‪ ،321‬إال‬
‫أن المشرع الفرنسي ما لبث أن تخلى عن هذه المادة‪ ،‬وخاا خاوة جريئة في سبيل إرساء دعائ دولة‬
‫القانون واحال العد بالرجوع إلى قواعد القانون العا ‪ ،‬حيث ت إلغاء هذه المادة بموجب القانون رق ‪-22‬‬
‫‪ 216‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ 40122‬وبذلك ل يعد ممنوعا على القاضي التصريح ببراءة المخالفين لغياب‬
‫النية أو القصد‪ ،‬وهو ما جعل من الجرائ الجمركية في كل صورها جرائ عمدية مثلها مثل باقي ج ارئ‬
‫القانون العا يلز لقيامها توافر الركن المعنوي‪.‬‬
‫كذلك من النصوص التي يظهر من خاللها جليا موقف المشرع في عد اعأخذ بمدلو الركن‬
‫المعنوي في التشريع الجمركي‪ ،‬نص المادة ‪ 301‬المتعلق بأحكا المستفيدين من الغش‪ ،‬فبالرغ من تقرير‬
‫مسؤوليته عن الجرائ المرتكب ة من ارف الغير إال أن المشرع ال يشترط توافر القصد الجنائي إلسناد‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫محمود داوود يعقوب‪ ،‬المسؤولية الجزائية في القانون االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،6.‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،6112 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ص‪.22-22.‬‬
‫بن فريحة رشيد‪ ،‬خصوصية التجري والعقاب في القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬جرائ الشركات التجارية نموذجا‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،6102-6102 ،‬ص‪.022.‬‬
‫القانون ‪ 12-21‬المؤرخ في ‪ 60‬يوليو ‪ ،0121‬المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،31‬المؤرخة في ‪ 64‬يوليو ‪،0121‬‬ ‫‪3‬‬

‫المعد والمتم بالقانون رق ‪ 14-02‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ ،6102‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،00‬المؤرخة في ‪ 01‬فبراير ‪.6102‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Loi n° 87-502 du 8 juillet 1987 modifiant les procédures fiscales et douanières.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫ومن التابيقات كذلك؛ قرينة التهريب بحيازة أو نقل البضائع الحساسة القابلة للغش عأغراض‬
‫تجارية عبر سائر اإلقلي الجمركي‪ ،‬دون تقدي الوثائق التي تثبت الحالة القانونية لهذه البضائع‪ ،‬إزاء القوانين‬
‫واعأنظمة المكلفة إدارة الجمارك بتابيقها‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادتان ‪ 362‬و‪ 662‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يتبين أن مجرد حيازة البضائع بدون تقدي المستندات‪ ،‬يخو افتراض تعمد ارتكاب الجر ‪ ،‬ويجوز‬
‫للمته تقدي الدليل العكسي أثناء المحاكمة‪.‬‬
‫وفي مجا جرائ الصرف‪ ،‬استبعد المشرع بشكل صريح اعأخذ بالركن المعنوي وهو ما نصت عليه‬
‫الفقرة اعأخيرة من المادة اعأولى من اعأمر رق ‪ 166-12‬بنصها‪ ":‬ال يعذر المخالف على حسن نيته"‪ ،‬إالَ أن‬
‫هذه العبارة ل يت ذكرها في المادة الثانية من نفس القانون التي تنص على باقي جرائ الصرف‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون المشرع قد أحدث تفرقة بين الجرائ المنصوص عليها بالمادة اعأولى والتي تخص اعأعوان‬
‫االقتصاديين‪ ،‬وهي تلك المتعلقة بالعمليات ذات الصلة بالتجارة الخارجية وتلك المنصوص عليها في المادة‬
‫الثانية والموجهة لعامة الناس‪ .‬هذا الوضع الذي يثير إشكاال قانونيا آخر مرتبط بنص المادة اعأولى التي‬
‫تعاقب على الشروع في الفعل‪ ،‬إذ أن ما استقر عليه فقهاء القانون الجنائي أن المعاقبة عن الشروع في‬
‫الجريمة ال يكون إال في الجرائ العمدية‪ ،‬إلى جانب استبعاد المشرع اعأخذ بالركن المعنوي صراحة بالنسبة‬
‫للشريك‪.‬‬
‫كما استبعد المشرع اعأخذ بالقصد الجنائي في أغلب الجرائ التي تضمنها القانون المتعلق بحماية‬
‫المستهلك وقمع الغش‪ ،2‬واذا كان اعأمر مستساغا في الجرائ الجنحية فإنه أمر غير مقبو بالنسبة للجنايات‬
‫مزور أو فاسد أو سا ال يستجيب للقواعد المابقة في‬
‫أين يعاقب المشرع المتدخلين في جرائ عرض منتوج ّ‬
‫مجا أمن المنتوجات المنصوص عليها بالمادة ‪ ،01‬من نفس القانون – المحا بشأنها على التنظي ‪-‬‬
‫بعقوبة السجن من ‪ 01‬سنوات إلى ‪ 61‬سنة دون أية إشارة من المشرع إلى وجوب توافر القصد الجنائي‬
‫العا أو الخاص‪ ،‬إذ ال يشترط المشرع عل البائع بعد استجابة المنتوج لمعايير اعأمن المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 01‬والتي يحددها التنظي لقيا المسؤولية‪ ،‬بالرغ من أن هذه المعايير قد تكون مرتباة بمن أنتج‬
‫السلع‪.3‬‬
‫وفي هذا اإلاار نجد أن الجرائ المتعلقة بإعال المستهلك‪ ،‬يفترض فيها القانون سوء نية العون‬
‫االقتصادي وا لزامه باإلعال ‪ ،‬والذي من صوره اإلعال بشروط البيع المنصوص عليها في المادتين ‪ 2‬و‪1‬‬
‫من القانون ‪ 16-14‬من القانون المتعلق بالقواعد المابقة على الممارسات التجارية‪ ،4‬ومن شأن هذا‬

‫‪1‬‬
‫اعأمر ‪ 66-12‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ ، 0112‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظي الخاصين بالصرف وحركة رؤوس اعأموا‬
‫من والى الخارج‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،43‬المؤرخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،0112‬المعد والمتم ‪.‬‬
‫القانون رق ‪ 13-11‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ ،6111‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،02‬المؤرخ في ‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫مارس ‪.6111‬‬
‫‪3‬‬
‫بن قري سفيان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20.‬‬
‫القانون رق ‪ِ 16-14‬مؤرخ في ‪ 63‬يونيو سنة ‪ ،6114‬يحدد القواعد المابقة على الممارسات التجارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،40‬المؤرخ‬ ‫‪4‬‬

‫في ‪ 62‬يونيو سنة ‪.6114‬‬

‫‪38‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫االفتراض أن يضع قرينة بسياة على أساسها ينقل عبء اإلثبات من النيابة العامة إلى المته ليثبت‬
‫العكس‪.‬‬
‫ومن هنا فإن المشرع يعتبر الركن المعنوي في جرائ اعأعما ليس منعدما تماما لكنه مفترض‪ ،‬إذ‬
‫يكتفي المشرع في هذه الحالة بتحقق اعأفعا المادية التي تشكل الركن المادي‪ ،‬لتقو قرينة على سوء النية‪،‬‬
‫لترفع عن النيابة العامة وزر عبء اإلثبات‪ ،‬لتحوله على عاتق المته المستبعد في حقه حسن النية‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بجرائ الشيك فإن الركن المعنوي لهذه الجريمة كان موضع جد فقهي وقضائي‪،1‬‬
‫واسع النظر إلى الصياغة التي جاء بها نص المادة ‪ 324‬من قانون العقوبات‪ 2‬الذي فسر على أساس أن‬
‫المشرع ل يستلز لتوافر المسؤولية عن جنحة إصدار شيك ناقص‪ ،‬أو منعد الرصيد نية خاصة بحيث‬
‫يتوافر القصد الجنائي بإعااء الشيك مع العل بعد وجود رصيد قائ له‪ ،‬أو إصدار أمر إلى المسحوب‬
‫عليه بعد الدفع حتى ولو كان هناك سبب مشروع‪ ،‬فسوء النية مفترض في حق الساحب‪ ،‬عأن عليه متابعة‬
‫حركة رصيده لدى المسحوب عليه‪.3‬‬
‫كما تُشكل الجرائ التي تضمنها القانون المتعلق ببورصة القي المنقولة تأكيدا لقاعدة استبعاد‬
‫وتهميش أي دور للركن المعنوي في جرائ اعأعما ‪ ،‬إذ وعلى الرغ من أن مصدر هذا القانون هو التشريع‬
‫الفرنسي الذي يأخذ بالركن المعنوي في مثل هذه الجرائ ‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري قد َ‬
‫حور النصوص بنية‬
‫استبعاد اعأخذ بنية المخالف عند تقرير المسؤولية الجزائية‪ ،‬خالفا للمشرع الفرنسي الذي اشترط في جريمة‬
‫القيا بأعما غير مشروعة في سوق البورصة أن يكون الجاني قد تعمد بفعله اإلخال بالسعر العادي‬
‫للسوق في حين جاء النص الجزائري خاليا من مثل هذه اإلشارة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأصيل االفتراض القضائي للركن المعنوي في جرائم األعمال‪.‬‬
‫القاعدة أنه " ال افتراض إال بنص"‪ .‬فليس للقاضي سلاة في تعديل قواعد المسؤولية الجنائية إلى‬
‫المسؤولية المفترضة‪ ،‬وان كان يجوز له استخالصها من استقراء النصوص القانونية‪ ،‬وتفسيرها بما يتفق‬
‫وصحيح القواعد واعأصو المقررة في هذا الشأن‪ ،‬بما يساه في أقلمة النصوص الجنائية ومكافحة الظاهرة‬
‫اإلجرامية المستحدثة‪ ،‬وذلك باستنباط أو استنتاج ما يد على افتراض الركن المعنوي من القرائن المادية‪،‬‬
‫للتغلب على صعوبة إثبات القصد الجنائي‪.4‬‬
‫إن القاضي الجزائي ل يعد مجرد أداة إلدارة العدالة الجزائية‪ ،‬وانما أصبح يابق النص بعد تفسيره‬
‫وفه علته‪ ،‬وهو بعد ذلك ليس منبت الصلة بالسياق االجتماعي الذي يتعين عليه أن يابقه فيه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‪ ،0111-2-62 ،‬تحت رق ‪ ،601311‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬ج‪،6116 ،6.‬‬
‫ص‪.62.‬‬
‫اعأمر رق ‪ 022-22‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،0122‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،41‬المؤرخة في ‪ 00‬يونيو‬ ‫‪2‬‬

‫سنة ‪ ،0122‬المعد والمتم ‪.‬‬


‫التيجاني فاتح محمد‪ ،‬العقوبة في جرائ الشيك المادة ‪ 324‬من قانون العقوبات‪ ،‬مجلة المحكمة العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬ج‪،6.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،6116‬ص‪.62.‬‬
‫‪4‬‬
‫بوشي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.321-341.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫واناالقا من هذا التصور لمهمة القضاء فإن القاضي أصبح يلعب دو ار كبي ار في أقلمة النصوص‬
‫الجزائية بما يساه في مكافحة الظواهر اإلجرامية المستحدثة ولكن في إاار الشرعية الجزائية دائما‪ .‬ومن‬
‫مظاهر أقلمة القضاء للنصوص ما ظهر بالنسبة للقصد الجزائي حيث أصبح القاضي يعتمد أحيانا على‬
‫القرائن المادية أكثر من البحث في نفسية الجاني‪ ،‬وبالتالي بدأ يميل إلى افتراض القصد الجزائي‪ ،‬ومما‬
‫شجعه على ذلك أن المشرع نفسه اعتمد تقنية االفتراض‪.‬‬
‫فالباعث الرئيسي للقضاء يكمن في اعتبارات عملية للتغلب على صعوبة إثبات القصد الجزائي‪،‬‬
‫وذلك بافتراضه‪ .‬وهكذا تقرر المسؤولية الجزائية االما ثبت أن الجاني ل يرع العادات والممارسات الشائعة‬
‫في الوسط التجاري‪ ،‬وذلك دون ما نظر إلى شخصية المته أو البحث فيها عن القصد الجزائي الالز‬
‫لإلدانة‪.1‬‬
‫على اعتبار أن للقصد الجزائي الذي ُيمثل العل واإلرادة في القواعد العامة خصوصية في جرائ‬
‫اعأعما ‪ ،‬وتظهر هذه الخصوصية في توافر ركن العل دون اإلرادة للتقرير بعمدية الجريمة‪ ،‬فلتوافر القصد‬
‫الجنائي وجوب ارتكاب الجريمة من شخص يعل بعد مشروعيتها دون اشتراط إرادته‪.‬‬
‫وهنا يكون افتراض القاضي العل إ ن ل يكن موجودا‪ ،‬وهو ما يالق عليه حالة قرينة العل المفترض في‬
‫جرائ اعأعما ‪ ،‬والذي يتمتع بموجبه القاضي بسلاة كبيرة في إثبات قيا الركن المعنوي‪.2‬‬
‫ومثا ذلك‪ :‬افتراض القاضي نية الغش لدى البائع حماية للمستهلكين‪ ،‬وذلك بافتراض القاضي‬
‫العل بفساد البضاعة بمجرد إهما التحقق من سالمة البضاعة‪.‬‬
‫ال شك أن البحث في ابيعة جرائ اعأعما يتعلق إلى حد كبير بإشكاالت تالب الركن المعنوي‬
‫وكيفيات إثباته‪ ،‬مما يجعل القضاء يتدخل بتفسيراته واجتهاداته بواساة القاضي الجنائي محاوال بذلك إيجاد‬
‫الحلو المقترحة في الحاالت التي يستعصي فيها الكشف عن إرادة المشرع في تالب الخاأ القصدي من‬
‫عدمه‪ ،‬معتمدا في ذلك على معايير شكلية وموضوعية‪:3‬‬
‫فبخصوص المعايير الشكلية الفتراض الركن المعنوي قضائيا‪ ،‬فإنها تختلف وتتعدد وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬هناك معيار التحليل اللفظي للقاعدة الجنائية‪ ،‬ويقو هذا اعأخير على التعرف على الابيعة المادية‬
‫للجريمة من خال الصياغة ذاتها التي أفرغ فيها نص التجري ‪ ،‬لكن الوضع المألوف في التجري أمر ناد ار‬
‫ما يصدر نص جنائي ينص صراحة على تقرير مسؤولية جنائية بدون خاأ إزاء جريمة معينة‪ ،‬لكن الغالب‬

‫محمود داوود يعقوب‪ ،‬المسؤولية الج ازئية في القانون االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،6.‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،6112 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.21.‬‬
‫ابن خليفة سميرة‪ ،‬القاضي الجزائي والجريمة االقتصادية‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي‬ ‫‪2‬‬

‫اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،6102-6102 ،‬ص‪.634.‬‬


‫‪3‬‬
‫أكثررر تفصرريل‪ :‬جرررجس يوسررف اعمرره‪ ،‬المرجررع السررابق‪ ،‬ص ص‪640-632.‬؛ هرراني منررور‪ ،‬بوشرري يوسررف‪ ،‬االفت رراض القضررائي‬
‫للركن المعنوي في القانون الجنائي االقتصادي‪ ،‬مجلة العلرو القانونيرة والسياسرية‪ ،‬جامعرة الروادي‪ ،‬الج ازئرر‪ ،‬المجلرد ‪ ،01‬العردد ‪،13‬‬
‫ديسمبر ‪ ،6101‬ص ص‪.020-021.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫هو صدوره خاليا من اإلشارة إلى تالب الركن المعنوي‪ ،‬وهذا ما يجعل القاضي الجنائي يتدخل أثر الصمت‬
‫التشريعي عن اريق آلية التفسير لمحاولة تكييف الجريمة على أنها مادية‪.‬‬
‫‪-6‬وهناك معيار ابيعة الجزاء وجسامته‪ ،‬ويقو هذا المعيار على أنه كلما كانت العقوبة بسياة كانت‬
‫الجريمة مادية‪ ،‬وكلما كانت العقوبة مغلظة أو على جانب من الشدة كلما د ذلك على تالب الركن‬
‫المعنوي – في غياب النص – لقيا المسؤولية الجنائية بشأنها‪ ،‬أي أن العقوبة البسياة تحمل على قبو‬
‫االكتفاء بالركن المادي لها وعد االلتفات إلى حسن نية الفاعل‪.‬‬
‫‪-3‬كذلك هناك معيار ابيعة الركن المادي في الجريمة‪ ،‬فأساس هذا المعيار يتعلق بوجوب التمييز بين‬
‫الجرائ االيجابية والجرائ السلبية (جرائ االمتناع)‪ ،‬فالجرائ المادية‪ ،‬السيما جرائ اعأعما تض بابيعتها‬
‫الجرائ السلبية التي غالبا ما تكون في وصف المخالفات التي تعتبر اعأدنى درجة من حيث تقسي الجرائ ‪،‬‬
‫أما الجرائ االيجابية فتتسع للجرائ الموصوفة بالجنح والجنايات‪.‬‬
‫كما أن هناك معايير مادية الفتراض الركن المعنوي قضائيا‪ ،‬فإنها تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬معيار ابيعة المصلحة الجديرة بالحماية‪ ،‬فهذا المعيار نابع من فكرة الغاية من التجري التي يسعى‬
‫إليها المشرع‪ .‬فعلى خالف العقاب في الجرائ العادية التي تتحدد القيمة الجوهرية للمصلحة الجديرة بالحماية‬
‫على أساس أنها مصلحة عامة بخالف المصالح الفردية أو المصالح الخاصة‪ ،‬أما بخصوص القانون‬
‫الجنائي االقتصادي أو القانون الجنائي لألعما حيث يسعى المشرع إلى تحقيق اعأمن القانوني القتصاد‬
‫الدولة وتجنيبه من أي مساس أو سلوك‪ ،‬وذلك من خال بسط حمايته للسياسة االقتصادية العامة المنتهجة‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬كذلك هناك معيار تمييز الجرائ المصانعة عن غيرها من الجرائ ‪ ،‬وعلى هذا اعأساس فإن التجري‬
‫الذي يحيط بالجرائ التقليدية مرده سبب االستهجان المستقر في الضمير االجتماعي الذي ينبذ كل انحااط‬
‫أخالقي يمس بقيمة اجتماعية‪ ،‬لكن اتساع دائرة التجري أفرزت نوع مغاير من الجرائ ال يثير ذات‬
‫االستهجان‪ ،‬مما تجعلها يكتسي اابع آخر‪ ،‬إذ أنها جرائ مجرمة لذاتها يالق عليها وصف جرائ بحك‬
‫القانون أو جرائ مصانعة يخلقها المشرع العتبارات ودواعي اقتصادية تفرضها السياسة العامة للدولة كما‬
‫هو الحا بالنسبة للجرائ التي يتصدى لها القانون الجنائي االقتصادي أو لألعما ‪ ،‬وهذه الجرائ هي وحدها‬
‫التي يالق عليها وصف الجرائ المادية القائمة على أساس المسؤولية بدون خاأ استنادا لهذا المعيار‪.‬‬
‫وفي هذا نجد أن القضاء الجزائري يفترض سوء النية في جرائ الشيك ولو مع نص المشرع على‬
‫ركنيه في الجريمة‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 324‬من قانون العقوبات على أنه " يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس‬
‫سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في الرصيد‪:‬‬

‫‪ -‬كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد‪ ،‬قائ وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من قيمة‬
‫الشيك‪."...‬‬

‫‪89‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫فاشتراط سوء النية في إصدار الشيك يعني أنه ركن في الجريمة‪ ،‬وعلى النيابة إثبات ذلك‪ ،‬غير أن‬
‫القضاء أشار في الكثير من اعأحكا إلى اعتبار سوء النية في هذه الجرائ مفترض‪ ،‬أو يستخلص من واقع‬
‫مصدر الشيك‪.‬‬
‫فقد تقرر أنه " تستخلص سوء النية من مجرد إصدار شيك ال يقابله رصيد‪ ،‬قائ وقابل للصرف‪،‬‬
‫وهي مسألة موضوعية يخضع تقديرها لقضاة الموضوع‪ ،‬وله استخالصها من الوقائع"‪ 1‬و " يجوز‬
‫استخالص سوء النية من الوقائع‪ ،‬السيما من كون مصدر الشيك سل شيكات على بياض للمستفيد "‪ .2‬ومن‬
‫المستقر عليه قضاء " أن الركن المعنوي للجريمة ال يتمثل في قصد اعأذى والحاق الضرر‪ ،‬ولكن يستخلص‬
‫من انعدا الرصيد أو عد كفايته"‪.3‬‬
‫بالرغ من أن المحكمة العليا في العديد من الق اررات تعتبر سوء النية مفترض‪ ،‬وأن القانون يشدد‬
‫على توافر ركن سوء النية‪ ،‬الذي يجب إثباته‪ .‬وفي هذا ال يمكن اعتبار ذلك مخالفة صريحة للقانون الذي‬
‫يشترط إثبات سوء النية‪ ،‬بينما يعتبر القضاء أنها مفترضة‪ ،‬عأن القضاء بما يخوله له القانون من سلاة في‬
‫إثبات الجرائ – السلاة التقديرية‪ -‬بنص المادة ‪ 606‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ 4‬التي جاءت كما يلي‪:‬‬
‫" يجوز إثبات الجرائ بأي اريق من ارق اإلثبات‪ ...‬وللقاضي أن يصدر حكمه تبعا القتناعه الخاص‪."...‬‬
‫يخو له القانون استخالص سوء النية من الوقائع‪ ،‬كما في جريمة إصدار الشيك‪ ،‬إذ يستخلص من كون‬
‫مصدر الشيك سلمه مع انعدا الرصيد أو عد كفايته‪.5‬‬
‫ونالحظ هذا االفتراض القضائي جليا في االجتهادات الواردة في مجا العالمات التجارية بالنسبة‬
‫لجنحة التقليد‪ ،‬حيث نجد أن المشرع ل يشر افتراض سوء النية‪ ،‬بل أن النصوص الجزائية المتعلقة بحقوق‬
‫الملكية الصناعية أو اعأدبية ال تشير إلى الركن المعنوي‪ ،‬وليس في هذه النصوص ما يشير إلى افتراضه‪.‬‬
‫ففي اعأمر ‪ 12-13‬المتعلق بالعالمات‪ 6‬ل تشر المادة ‪ 62‬إلى سوء النية‪ ،‬غير أن اجتهاد‬
‫المحكمة العليا يعتبر التقليد يكمن في " التشابه الموجود بين عالمتين موضوعتين على نفس المنتوج‪ ،‬ومن‬
‫شأن هذا التشابه أن يحدث لبسا أو خلاا عند المستهلك متوسط االنتباه"‪ .7‬كما يمكن استخالصه وافتراضه‬
‫من كون العالمة مسجلة لدى الجهة المختصة‪ ،‬ويفترض عل الجميع بها وليس للجاني أن يتذرع بجهله مما‬
‫يجعل الركن المعنوي مفترض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحكمة العليا الجزائرية‪ ،‬ملف رق ‪ ،013341‬تاريخ ‪ ،0112-06-04‬المجلة القضائية لسنة ‪ ،0111‬العدد ‪ ،6‬ص‪.22.‬‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة العليا الجزائرية‪ ،‬ملف رق ‪ ،013216‬تاريخ ‪.0112-06-04‬‬
‫‪3‬‬
‫المحكمة العليا الجزائرية‪ ،‬ملف رق ‪ ،22402‬تاريخ ‪ ،0111-31-61‬المجلة القضائية لسنة ‪ ،0114‬العدد ‪ ،0‬ص‪.620.‬‬
‫اعأمر ‪ 022-22‬المؤرخ في ‪ 12‬يونيو ‪ ،0122‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعد والمتم ‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪ ،42‬المؤرخة‬ ‫‪4‬‬

‫في ‪ 01‬يونيو ‪.0122‬‬


‫‪5‬‬
‫بوشي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.326.‬‬
‫‪6‬‬
‫اعأمر رق ‪ 12-13‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪ 6113‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،44‬المؤرخة في ‪ 63‬يوليو ‪.6113‬‬
‫‪7‬‬
‫المحكمرة العليرا الجزائريررة‪ ،‬ملرف رقر ‪ ،620611‬ترراريخ ‪ ،6116-6-2‬الغرفرة التجاريرة والبحريررة‪ ،‬مجلرة المحكمرة العليررا‪،6113 ،‬‬
‫العدد ‪ ،0‬ص‪.622.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫ومن ث ‪ ،‬يكفي لوجود الجنحة إثبات ان الفعل يتمثل في اصاناع عالمة ماابقة تاابقا تاما‬
‫للعالمة اعأصلية‪ .‬فال يشترط توافر العنصر المعنوي‪ ،‬فالعنصر المادي كاف‪ .‬وال يعد القصد شراا الزما‬
‫إلثب ات وجود الجنحة‪ ،‬أي ال يفرض البحث عن نية مرتكب الفعل الضار‪ ،‬حسنة كانت أو سيئة‪.1‬‬
‫في مجا القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬فإن الدليل المباشر للقصد عموما صعب إيجاده‪ ،‬حيث تجد المته‬
‫يسعى جاهدا إلبراز حسن نيته‪ .2‬وللتمكن من الناق باإلدانة‪ ،‬سيستخد القاضي نظا االفتراضات من أجل‬
‫تحديد النية على أساس اكتشاف موضوعي للوقائع والتي تجمع قرائن على سوء نية المته ‪ .‬وبشكل ملموس‪،‬‬
‫قد ينج إثبات الركن المعنوي للجريمة قيد النظر عن حقيقة أنه مع مراعاة الظروف ال يمكن أن يكون‬
‫الجاني بحسن نية‪.‬‬
‫ومن اعأمثلة الواضحة بشكل خاص كذلك في جريمة إساءة استعما أموا الشركة‪ ،‬إذ بالفعل أن‬
‫القضاء ثابت بشكل واضح‪ ،‬ويظهر ذلك بشكل رئيسي منذ صدور قرار الغرفة الجنائية لمحكمة النقض‬
‫سير الشركة الذي ل يق بإثبات أنه استخد أموا‬
‫الفرنسية في ‪ 00‬يناير ‪ 0112‬الذي شكل افتراضا ضد ُم ّ‬
‫‪3‬‬

‫الشركة بغرض خدمة مصلحتها‪.4‬‬


‫إن الصيغة المستخدمة تقليديا من قبل القضاء هي كما يلي‪ " :‬إذا ل يكن هناك ما ُيبرر استخدامها‬
‫مسير الشركة س ار في مصلحته‬
‫لمصلحة الشركة وحدها‪ ،‬فقد ت بالضرورة استخدا أموا الشركة التي أخذها ّ‬
‫سير الشركة‪ ،‬الذي يعد عنص ار‬
‫لم ّ‬
‫الشخصية "‪ .‬ولمواجهة الحاجة إلى إثبات دليل على المصلحة الشخصية ُ‬
‫أساسيا في جريمة إساءة استعما ممتلكات الشركة‪ ،‬وضع القضاة بالتالي افتراض القصد الجنائي بشأن هذه‬
‫النقاة‪.5‬‬
‫وهكذا من خال هذا االفتراض‪ ،‬تعمل الغرفة الجنائية على قلب عبء اإلثبات‪ ،‬مما ُيقلل من دور‬
‫هذا الركن الذي يشكل جريمة إساءة استعما أموا الشركة‪ ،‬ليمنح مدير الشركة إثبات أن أموا الشركة‬
‫التي ت اقتااعها ل تكن في مصلحته الشخصية ولكن في مصلحة الشركة‪ ،‬وهو دليل يصعب التذرع به‬
‫على اعتبار أن المفهو القضائي للمصلحة الشخصية واسع بشكل خاص‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أثر افتراض الركن المعنوي في جرائم األعمال عل قرينة البراءة‪.‬‬
‫تصاد فكرة افتراض الخاأ الجنائي مع المبادئ القانونية العامة‪ ،‬خاصة مع مبدأ أن اعأصل في‬
‫اإلنسان البراءة حتى يقو دليل على إدانته‪ ،‬ويترتب على مبدأ قرينة البراءة أن يقع على سلاة االتها عبء‬

‫فرحررة زراوي صررالح‪ ،‬الكامررل فرري القررانون التجرراري الج ازئررري‪ ،‬الحقرروق الفكريررة‪ ،‬حقرروق الملكيررة الصررناعية والتجاريررة‪ ،‬حقرروق الملكيررة‬ ‫‪1‬‬

‫اعأدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،6112 ،‬ص‪.620.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Y. MULLER-LAGARDE, La bonne foi : « Peau de chagrin » du droit pénal des affaires, Gaz.‬‬
‫‪Pal., 17 mars 2009,n° 76, p. 26 et s.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Crim. 11 janvier 1996, n° 95-81776, Bull. crim. 1996, n° 21 ; Rev. Sociétés 1996, p. 586, obs. B.‬‬
‫‪BOULOC ; Dr. pén. 1996, comm. n° 108.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪G. ROYER, Le gérant qui ne justifie pas de l’affectation des biens de la société est présumé les‬‬
‫‪avoir utilisés dans son intérêt personnel, note sous Crim. 24 septembre 2008, AJ Pénal 2008, p‬‬
‫‪506.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪C. MASCALA, Droit pénal des affaires, avril 2008 – mai 2009, D. 2009, p. 1723.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫فالبينة على من ادعى‪ .‬وعلى الرغ من نص القوانين الدولية كاإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫اإلثبات‪ّ ،‬‬
‫‪ 0142‬في المادة السادسة‪ ،‬وكذا في دساتير الدو كالمادة ‪ 41‬من التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪6161‬‬
‫" كل شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية إدانته‪ ،‬في إاار محاكمة عادلة"‪.‬‬
‫غير أن افتراض الخاأ وان كان ال يتفق مع مبدأ قرينة البراءة‪َ ،‬إال أنه ال ينا من المبدأ المذكور‬
‫عأنه استثناء‪ ،‬واالفتراض وسيلة قانونية ال يستايع المشرع االستغناء عنها لمجابهة الجرائ عموما‪ ،‬ث ظل‬
‫هذا االفتراض يستخد في أضيق الحدود وبنصوص قانونية صريحة‪.1‬‬
‫لقد أصبح الركن المعنوي ضعيفا‪ ،‬وقد كان لهذا الضعف اعأثر المباشر على قرينة البراءة‪ ،‬إذ‬
‫أصبحت هذه اعأخيرة المكرسة دستوريا موضع خرق صريح جراء الحجية المالقة أو النسبية للمحاضر‬
‫المحررة‪ ،‬ونذكر منها على سبيل المثا ال الحصر القانون رق ‪ 16-14‬المحدد للقواعد المابقة على‬
‫الممارسات التجارية‪ ،‬وكذا القانون رق ‪ 13-11‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬وهو ما جعل‬
‫المتعامل االقتصادي مجب ار على إثبات براءته‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن يرى بعض الفقه الفرنسي‪ ،2‬أنه إذا أخذنا بمبدأ قرينة البراءة على إاالقها وعد‬
‫حل ذي ٍّ‬
‫رؤية مثالية إلى حد ما دون رؤية واقعية‪ ،‬والسيما‬ ‫ٍّ‬
‫خضوعها إلى أية حدود‪ ،‬فسيكون الحصو على ّ‬
‫في القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬إذ ليس اعأمر كذلك دائما‪.‬‬
‫من الواضح أن هذه االفتراضات للركن المعنوي في جرائ اعأعما ‪ ،‬القانونية أو القضائية‪ ،‬تقاو‬
‫بشكل خاير للغاية افتراض(قرينة) البراءة‪ .‬ولكن بما أن هذا اعأخير يأتي من نصوص ذات قيمة أكبر من‬
‫القانون والمتمثلة في الدستور‪ ،‬فليس من الممكن استبعاد مثل هذه اعأحكا ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬افتراض الركن المعنوي في جرائم األعمال وقرينة البراءة في ظل احترام النصوص‬
‫الدولية‪.‬‬
‫بداية يمكن أن نشير إلى أنه ل تت معالجة مسألة صحة قانون يتعارض مع افتراض البراءة‪ ،‬إذ‬
‫أصبح اليو إمكانية للمواان البسيط الوصو إلى المجلس الدستوري‪ ،‬حتى لو كان بشكل غير مباشر‪،‬‬
‫يمكن ارح أسئلة في هذا الصدد‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬تمت دعوة المحكمة اعأوروبية لحقوق اإلنسان للبت في مسألة توافق بعض‬
‫القوانين مع المادة ‪ 6-2‬من االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬في قضية ساالبياكو " ‪ " Salabiaku‬في‬
‫‪ 2‬أكتوبر‪.30122‬‬

‫‪ 1‬بوشي يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.324.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Bernard BOULOC, Présomption d'innocence et droit pénal des affaires, Revue de science‬‬
‫‪criminelle et de droit pénal comparé , 1995, p.465.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪CEDH, 7 octobre 1988, Salabiaku contre France, n° 10519/83, Rev. Sc. Crim. 1989, p. 167, obs.‬‬
‫‪TEITGEN.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬في ‪ 62‬يوليو ‪ 0121‬كان السيد ساالبياكو الذي عاش في باريس ينتظر ارد قاد‬
‫من الزايير وصل إليه على متن اائرة تابعة لشركة ايران زايير‪ ،‬والتي وفقا له يجب أن تحتوي على بعض‬
‫عينات من مواد غذائية افريقية ترسل إليه من خال أحد والديه‪ ،‬ونظ ار لعد عثوره عليه ذهب إلى مضيفة‬
‫ايران الزايير والتي أشارت إليه إلى صندوق مقفل ال ي از متأخ ار ظاهرة عليه قسيمة أمتعة " ‪Air‬‬
‫‪ "Zaïre‬ولكن بدون اس ‪.‬‬
‫وبناء على نصيحة شراة المراقبة بتركها هناك التي من الممكن أن تحتوي على سلع محظورة‪،‬‬
‫ومع ذلك فقد أخذها واجتاز الجمارك دون صعوبة وقد اختار المرور عبر الممر اعأخضر ‪ -‬المخصص‬
‫للمسافرين غير المعنيين بالتصريح لدى مصلحة الجمارك‪ -‬مع ثالثة زاييرين آخرين قابله هناك للمرة‬
‫اعأولى‪ ،‬ومباشرة بعد ذلك الب من شقيقه " ‪ "Lupia‬عبر الهاتف اصاحابه في مبنى بالقرب من منزله‬
‫لمساعدته بداعي أن اعأمتعة المعنية كانت أثقل مما كان متوقعا‪.‬‬
‫ث ألقى ضباط الجمارك القبض على السيد " أموسي ساالبياكو" ورفاقه الثالثة‪ ،‬الذين كانوا‬
‫يستعدون لركوب الحافلة التابعة لشركة الخاوط الجوية الفرنسية‪ ،‬وقد استبعد مواانيه الثالثة الذين استعادوا‬
‫حريته على الفور‪ ،‬واعترف بنفسه كمرسل إليه للصندوق‪ .‬وت اكتشاف فيه ‪01‬كغ من نوع المخدرات‬
‫المتمثل في قنب الحشيش" ‪ ،"cannabis‬وادعى أنه ل يكن على عل بوجودها وأنه أخذ بالخاأ للارد‬
‫المعلن‪.‬‬
‫في ‪ 31‬يوليو ‪ ،0121‬اتصلت شركة ‪ Air Zaïre‬بالهاتف بمكان إقامة "أموسي ولوبيا ساالبياكو"‪،‬‬
‫وأبلغته أن اردا يحمل اس مقد الالب وعنوانه في باريس وصل إلى بروكسل عن اريق الخاأ‪.‬‬
‫بعد بضعة أيا ‪ ،‬وصل الصندوق المخصص له‪ ،‬وهو أمر ابيعي تماما‪ ،‬بحيث ادعى المعني أن هناك‬
‫نوعا من الخاأ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد حوك أما محكمة (‪ " Bobigny" (TGE‬بباريس بفرنسا بتهمة ارتكاب‬
‫جريمة االستيراد غير المشروع للمخدرات والجريمة الجمركية لتهريب البضائع المحظورة‪.1‬‬
‫حيث اعتبرت محكمة " ‪ " Bobigny‬أن مقد الالب مذنب‪ ،‬والحظت على وجه الخصوص " أن‬
‫ما يثبت سوء نية المته هو أنه ل يندهش عندما تبين أن الحقيبة اعأولى التي ت فتحها في حضوره ال‬
‫تحتوي على أي مواد غذائية عند وصفه بوضوح ما ادعى توقعه من الزايير‪ .‬وأن وصو الحقيبة اعأخيرة إلى‬
‫بروكسل في ظروف ال يمكن إثباتها وال يمكن لوجودها أن يبدد االفتراضات ( القرائن) الجادة والدقيقة‬
‫والمتسقة بما فيه الكفاية في الدخو في اريق اإلدانة "‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصدرت المحكمة حكما بالسجن لمدة‬
‫عامين على السيد أموسي ساالبياكو والحظر النهائي على اعأراضي الفرنسية‪ .‬كما فرض عليه غرامة مالية‬
‫قدرها ‪ 011 111‬فرنك فرنسي‪ ،‬بموجب المخالفة الجمركية‪ُ ،‬يدفع إلى إدارة الجمارك‪ ،‬الارف المدني (المادة‬
‫‪ 404‬من قانون الجمارك)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Tant du délit pénal d’importation illicite de stupéfiants (articles L. 626, L. 627, L. 629, L. 630-1,‬‬
‫‪R. 5165 et suivants du code de la santé publique) que du délit douanier d’importation en‬‬
‫‪contrebande de marchandises prohibées (articles 38, 215, 414, 417, 419 et 435 du code des‬‬
‫‪douanes, articles 42, 43-1 et suivants, 44 du code pénal).‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫أصلحت محكمة االستئناف بباريس في ‪ 1‬فبراير ‪ 0126‬هذا القرار جزئيا‪ ،‬واعترفت بفائدة الشك‬
‫فيما يتعلق بالجريمة الجنائية المتمثلة في االستيراد غير المشروع للعقاقير المخدرة إذ جاء في تسبيبها "‬
‫"(‪ )...‬الحقائق (‪ )...‬ليست مثبتة بما فيه الكفاية ؛ (‪ )...‬في الواقع ‪ ،‬إذا كان ساالبياكو أموسي الذي كان‬
‫ينتظر الحصو على عبوة بسياة من الاعا قد استولى على صندوق ثقيل للغاية مغلق من قبل قفل ل‬
‫يكن لديه مفاتيحه‪ ،‬والتي ال تحمل اس المستل والتي ت تزويدها بقسيمة اعأمتعة التي ل يكن لديه القسيمة‬
‫المقابلة لها‪ ،‬كما ثبت أن حقيبة تحمل اسمه تحتوي على اعا وصلت إلى بروكسل بعد يومين من شركة‬
‫‪ ،Air Zaire‬قادمة من كينشاسا‪ ،‬ويبدو أن هذه الحقيبة ت توجيهها عن اريق الخاأ إلى بروكسل أثناء‬
‫مقصدها كانت باريس؛ (‪ )...‬في هذه الظروف‪ ،‬ليس من المستحيل أن يعتقد ساالبياكو أموسي‪ ،‬من خال‬
‫االستحواذ على الصندوق‪ ،‬أنه كان مخصصا له حقا؛ (‪ )...‬هناك شك واحد على اعأقل يجب أن يفيده‬
‫ويؤدي إلى براءته (‪." )...‬‬
‫لكنها على العكس من ذلك‪ ،‬أكد القرار حك المحكمة االبتدائية فيما يتعلق بالجريمة الجمركية‬
‫لتهريب البضائع المحظورة‪ ،‬وجاء في بعض من تسبيبها "(‪ )...‬أي شخص يحمل بضائع أحضرها إلى‬
‫فرنسا دون تصريح للجمارك يعتبر مسؤوال قانونيا ما ل [‪ ]...‬يبرر فعال قويا محددا يعفيه منه‪ ،‬هذه القوة‬
‫القاهرة قادرة على أن تنتج فقط عن حدث مستقل عن إرادة اإلنسان وأن هذا لن يستايع التنبؤ أو درءه (‪)...‬‬
‫اجتاز ساالباكو أموسي الجمارك مع الصندوق وأخبر ضباط الجمارك أنه ملك له؛ (‪ )...‬لذلك احتجز هذا‬
‫الصندوق الذي يحتوي على مواد مخدرة "‪ ،‬وهنا أكدت محكمة االستئناف إدانة المعني بغرامة جمركية قدرها‬
‫‪ 011111‬فرنك فرنسي‪ ،‬وت تحديد على اعأقل مدة اإلكراه البدني‪.‬‬
‫لكن رفضت الغرفة الجنائية لمحكمة النقض هذا االستئناف في ‪ 60‬فبراير ‪ ،0123‬بناء على المادة‬
‫‪ 316‬من قانون الجمارك الفرنسي‪ ،‬والتي بموجبها يعتبر حائز البضائع المغشوشة مسؤوال عن الغش‪ ،‬حيث‬
‫ل يت إلغاء هذا الحك من قبل بعد انضما فرنسا إلى االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان‪ .‬وهنا ناشد‬
‫ساالبياكو لجنة ستراسبورغ التي رفضت الشكوى من وجود انتهاك للمادة ‪ ،6-2‬وكان على المحكمة أيضا‬
‫أن تحك بهذا المعنى‪.‬‬
‫وأشارت في هذه المناسبة إلى أن الدو حرة من حيث المبدأ‪ ،‬وفي ظل شروط محددة‪ ،‬في جعل‬
‫الجريمة واقعة مادية أو موضوعية تعتبرها في حد ذاتها‪ ،‬سواء كانت ناتجة عن قصد جنائي أو إهما ‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬يجب على الدو أال تتجاوز الحدود المعقولة مع مراعاة خاورة القضية والحفاظ على حقوق الدفاع‪.‬‬
‫يتبين أن المحكمة اعأوروبية تقبل في بعض القضايا الخايرة إمكانية إباا افتراض البراءة‪ ،‬ولكن من‬
‫ّ‬
‫المه أن تُحتر حقوق الدفاع احتراما كامال‪ ،‬أي أن الشخص المعني يمكنه الدفاع عن نفسه بشكل مفيد‪،‬‬
‫واذا لز اعأمر إثبات عد جدوى االفتراض القانوني‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬في حالة التشريع الجمركي‪ ،‬نكون‬
‫بالفعل في وجود قضايا مهمة‪ ،‬واذا كان اإلجراء متناقضا تماما‪ ،‬فيمكن قبو االفتراض ضد افتراض‬
‫البراءة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bernard BOULOC, op.cit, p.465.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫تقي االحت ار الكامل لقرينة البراءة تتسامح في القبو‬


‫وبالتالي‪ ،‬فإن الهيئات التي من المرجح أن ّ‬
‫باالستثناءات‪ ،‬إذا كان الحق في الدفاع عن النفس متاحا بالكامل‪ .‬لذا يمكن تفسير أن قاضي الحك ل‬
‫يشعر بأنه قادر على استبعاد هذا أو ذاك الحك الخاص بخرق قرينة البراءة‪.1‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ليس لقاضي الحك صفة لتقيي دستورية القانون عأنها ليست من اختصاصه‪ ،2‬بل‬
‫له الحق في تقدير انتظا القانون الداخلي مع حك دولي‪ .‬قد يبدو من الغريب أن القاضي الواني‪ ،‬الذي ال‬
‫صوت عليه البرلمان من‬ ‫يمكنه التحك في ماابقة قانون مع الدستور‪ ،‬لديه السلاة الستبعاد تابيق قانون ّ‬
‫خال التذرع بحك من معاهدة دولية‪ ،‬والتي ينبغي بدال من ذلك ترك تفسيرها باعأحرى للسلاة التنفيذية‪ .‬لكن‬
‫التسلسل الهرمي للمعايير يقود هذا الحل‪ ،‬والذي ال يمكننا أن نقو حقا أن القضاء يسيئون استخدامه‪.‬‬
‫ولتأكيد ذلك‪ ،‬من خال ثالث مجاالت ت ارح تساؤالت على محكمة النقض الفرنسية‪ .‬ففيما يتعلق‬
‫بالتشريع الجمركي فقد أصدرت الغرفة الجنائية ق ار ار بتاريخ ‪ 31‬يناير ‪ ،30121‬بعد فترة وجيزة من قضية‬
‫ساالبياكو‪ ،‬إذ رأت أن المادة ‪ 6-2‬من االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان ال تستبعد افتراضات الوقائع‬
‫(المستنتجة من قبل القاضي) أو القانون المنصوص عليها في المسائل الجنائية‪ ،‬وبالتالي أن االفتراضات‬
‫المذكورة‪ ،‬مثل تلك الواردة في المادة ‪ 402‬من قانون الجمارك‪ ،‬تأخذ في االعتبار خاورة القضية وتترك‬
‫حقوق الدفاع كاملة‪ ،‬وأن القانون ليس له هدف لتحديد وسائل اإلثبات المنصوص عليها في القانون‬
‫الداخلي‪ .‬وت اعتماد حل ماابق في المواد الجمركية بالقرار الصادر في ‪ 01‬فبراير ‪.40116‬‬
‫وبعد ما يقرب من ثالث سنوات‪ ،‬كانت مسألة المسؤولية المالية لمالك السيارة عن مخالفات وقوف‬
‫السيارات معروضة على الغرفة الجنائية لمحكمة النقض‪ .‬حيث ردت بقرار مؤرخ في ‪ 2‬نوفمبر ‪ 50110‬أن‬
‫المادة ‪ 6-2‬ال تستبعد االفتراضات القانونية أو الوقائع (القضائية)‪ ،‬عأنه من الممكن تقدي أدلة على عكس‬
‫ذلك‪ ،‬وأن حقوق الدفاع مضمونة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك هناك ق ارران آخران يكرران الصيغة في عا ‪.60116‬‬
‫كذلك في مجا قانون الصحافة‪ ،‬تمكنت محكمة النقض في ‪ 02‬مارس ‪ ،70113‬من التأكيد على‬
‫أن المبدأ الذي يت بموجبه ربط نية الضرر تلقائيا باالتهامات التشهيرية ال يتعارض مع المادتين ‪ 2‬و‪01‬‬
‫من االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان‪ ،‬حالما يكون من الممكن تقدي أدلة على العكس وحقوق الدفاع‬
‫مضمونة‪.‬‬
‫من هذه الق اررات المختلفة‪ ،‬من الواضح أن القانون الجنائي الداخلي يمكن أن يثبت بشكل مثالي‬
‫افتراض القانون دون أن يتعارض مع المادة ‪ 6-2‬من االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Crim., 21 janv. 1985, Bull. n° 31 ; Crim. 7 mai 1987, Bull. n° 186 ; Crim. 2 mai 1990, Bull. n°‬‬
‫‪164.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Crim, 30 janvier 1989, Bull. n° 33.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Crim, 10 février 1992, Bull. n° 62.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Crim, 6 novembre 1991, Bull. n° 397.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Crim. 9 avr. 1992, Bull. n° 155, Crim. 11 juin 1992, Bull. n° 231.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Crim, 16 mars 1993, Bull. n° 115.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫ثانيا‪ :‬الـتأكيد القضائي الفتراض الركن المعنوي في جرائم األعمال‪.‬‬


‫من المفيد اإلشارة إلى أن القضاء اعترف بقرينة اإلدانة مع إمكانية تقدي أدلة على عكس ذلك‪ ،‬إال‬
‫ضيق ومحدود للغاية‪ ،‬وهذا ما نجده في الجرائ الجمركية‪ ،‬إذ ال يمكن‬‫أنه يجب االعتراف بأن هذا المسار ّ‬
‫إال لحالة القوة القاهرة اإلفراج عن الشخص المتابع‪.‬‬
‫في حاالت أخرى‪ ،‬صحيح أن سوء النية تكون مفترضة حتى يتمكن الشخص المته من إثبات‬
‫فعا ‪ .‬ولكن يالحظ أن القضاء يأتي أحيانا لتحديد بعض اعأسباب الخاصة للتبرير‬ ‫حسن نيته بشكل ّ‬
‫واالعتراف على هامش القانون‪ ،‬بالحقائق المبررة الخاصة‪.1‬‬
‫بشكل عا ‪ ،‬عندما يت قبو افتراض قانوني أو قضائي‪ ،‬فإن الارف المعني لديه إمكانية إثبات‬
‫حسن نيته‪ .‬ويكمن أساس هذا االحتما في حقيقة أن الابيعة الخاصة للجريمة التي تفترض الركن المعنوي‬
‫من وجود الركن المادي‪ ،‬عندها يجب على الشخص المعني أن يثبت أنه كان يحق له أن يتصرف كما‬
‫فعل‪ ،‬هذا هو الحا مع جرائ التقليد أو التشهير‪.‬‬
‫إن المحاك تاالب في بعض اعأحيان إثبات أكثر تالبا‪ ،‬حيث أنه في مسائل التشهير سيكون من‬
‫الضروري تأسيس حسن نية معينة‪ ،‬وذلك خاصة إذا كان صحفي‪ ،‬إذ ينبغي لهذه اعأخير أن يجري جميع‬
‫عمليات التحقق المقبولة لإلعفاء من الجريمة المزعومة‪ .‬أما في مجا جريمة التقليد فيكون أقل قوة‪ ،‬عأنه‬
‫يكفي إثبات عد وجود الخاأ‪.‬‬

‫في اآلونة اعأخيرة‪ ،‬بعد أن ألغى قانون ‪ 2‬يوليو ‪ 0122‬المادة ‪ 6-321‬من قانون الجمارك الفرنسي التي‬
‫ارح السؤا لمعرفة ما إذا كان كما‬
‫تحظر على القضاة اإلفراج عن المخالفين لعد توافر القصد الجنائي‪ُ ،‬‬
‫هو الحا في القواعد الجنائية العامة‪ ،‬إذا من الضروري إثبات سوء نية الضابط أو إذا كان ينبغي إثبات‬
‫حسن النية بسبب قرينة البراءة ؟‬
‫كان الرد من القضاء سريعا‪ ،‬إذ من خال القرار الصادر في ‪ 02‬مارس ‪ ،20121‬قررت محكمة‬
‫النقض الفرنسية أن إلغاء المادة ‪ 6-321‬يسمح للمجرمين بتقدي دليل على حسن نيته ‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬كان يجب اعتبار حسن النية مفترض‪ .‬لكن هذا ليس الموقف الذي تبنته محكمة النقض‬
‫الفرنسية‪ ،‬إذ بالنسبة لها دائما ما يعود اعأمر إلى الشخص المعني لتقدي دليل على حسن النية‪.3‬‬
‫مع بدء نفاذ قانون العقوبات الجديد‪ ،‬الذي ينص على أن جميع الجنايات والجنح تتالب قصد‬
‫يغير المسار‪ ،‬خاصة من حيث المبدأ تواجد فئة‬
‫الرتكابها‪ ،‬قد يت التساؤ عما إذا كان القضاء ال يمكن أن ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪Bernard BOULOC, op.cit, p.466.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Crim. 16 mars 1989, Bull. n° 131, D. 1989, p. 515, note Cl. Berr ; Crim. 3 févr. 1992, Bull. n° 45‬‬
‫‪; Crim. 3 mai 1993, Bull. n° 161.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bernard BOULOC, op.cit, p.467.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫الجرائ المادية في مجا القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬إذ من الناحية النظرية ت اختفاؤها مع المادة ‪ 331‬من‬
‫قانون التكيف المؤرخ ‪ 02‬ديسمبر ‪.10116‬‬
‫لكن التفاؤ بشأن هذه النقاة ال يمكن أن يكون في محله‪ ،‬إذ في الواقع أن الغرفة الجنائية اتخذت‬
‫موقفا واضحا من خال ق اررين ت صدورهما في ‪ 62‬مايو ‪:20114‬‬
‫فمن خال القرار اعأو ‪ ،‬حكمت على أن االستغال دون ترخيص من منشأة مصنفة تقتضي ضمنا‬
‫توافر القصد الجنائي الذي يتالبه القانون‪ ،‬وذلك بمجرد حدوث خرق لنظا قانوني أو تنظيمي‪ .‬أما القرار‬
‫الثاني في نفس اليو فيتعلق ببيع ‪ 22‬سيارة مستعملة بدون فاتورة‪.‬‬
‫حتى ذلك الحين‪ ،‬كان من المقبو أن هذا النوع من الجرائ يشكل جريمة مادية‪ ،3‬ولكن بسبب‬
‫صدور قانون العقوبات الجديد كان يجب على اعأقل أن يكون هناك خاأ الفتراض سوء النية‪ ،‬ولكن مع ذلك‬
‫اكتفت الغرفة الجنائية بالقو أن اكتشاف وجود خرق لشرط قانوني أو تنظيمي يؤدي إلى توافر قصد جنائي‬
‫لدى فاعلها‪ .‬وهو نفس التعليل الذي ت إيجاده من خال القرار الصادر في ‪ 06‬يوليو ‪ 0114‬المتعلق بتنفيذ‬
‫أشغا البناء دون تصريح مسبق والجهل بخاة استخدا اعأراضي‪.4‬‬
‫وهكذا يتبين من خال محكمة النقض الفرنسية أن أي خرق لشرط قانوني أو تنظيمي يؤدي إلى‬
‫افتراض القصد الجنائي‪ ،‬وبالتالي تصبح كلها جرائ مادية‪ .‬ومن أجل مكافحة هذا االفتراض سيكون بالتالي‬
‫التذرع بحسن النية التا والكامل مع أدلة داعمة‪ ،‬واال سيت افتراض القصد الجنائي الذي يت استنتاجه من‬
‫مادية الفعل‪ .‬ويمكن أن يكون اعأمر مختلفا فقط إذا احتج الشخص المعني بسبب التبرير‪.5‬‬
‫على أي حا ‪ ،‬يجوز للشخص المعني التصدي لالفتراض القانوني أو الواقعي(القضائي) من خال‬
‫االستفادة من جميع أسباب عد المسؤولية‪ :‬ذاتية مثل االضاراب العقلي أو اإلكراه أو الخاأ‪ ،‬أو موضوعية‬
‫مثل أمر القانون أو أمر السلاة الشرعية أو الدفاع الشرعي أو حالة الضرورة‪.‬‬
‫ت أحيانا التذرع بحالة الضرورة‪ ،‬لكن ال يجب المبالغة في ذلك‪ ،‬وهكذا قررت محكمة النقض‬
‫بخصوص جريمة التقليد على أنه ال يمكن تبريرها بفشل المورد‪ .6‬باإلضافة إلى اعأسباب العامة للتبرير‪،‬‬
‫يجب االعتراف بأن القضاء قد أقر ببعض أسباب التبرير الخاصة‪ ،‬حيث قضت محكمة النقض بأن رفض‬
‫البيع من قبل تاجر إلى تاجر آخر يمكن تبريره بموجب عقد امتياز حصري‪ ،‬وحتى من خال عقد توزيع‬
‫انتقائي‪ ،‬مثل هذه العقود تجعل البضاعة غير متاحة قانونيا‪ .7‬ومن نفس المنالق‪ ،‬رأت محكمة النقض أن‬

‫‪1‬‬
‫‪Loi n° 92-1336 du 16 décembre 1992 relative à l'entrée en vigueur du nouveau code pénal et à la‬‬
‫‪modification de certaines dispositions de droit pénal et de procédure pénale rendue nécessaire par‬‬
‫‪cette entrée en vigueur.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Crim, 25 mai 1994, Bull. n° 203, RSC, 1995, p. 97 , obs. B. BOULOC.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Crim. 16 nov. 1987, Bull. n° 408 ; Crim. 3 nov. 1983, Bull. n° 279.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Crim, 12 juillet 1994, Bull. n° 280.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Bernard BOULOC, op.cit, p.467.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Crim. 11 févr. 1982, Bull. n° 56.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Crim. 11 juill. 1962, Bull. n° 244 ; Crim. 15 mai 1982, Bull. n° 255.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫السعر الذي فرضه منافس يمكن أن يبرر إعادة البيع بخسارة‪1‬؛ في مثل هذه الحالة‪ ،‬يعود اعأمر إلى الارف‬
‫المدعي إلثبات عد قانونية هذا السعر‪.‬‬
‫كذلك من جهة أخرى‪ ،‬يتبين تأثر السلاة التقديرية للقاضي بافتراض الركن المعنوي‪ ،‬إذ أن القاضي‬
‫وهو يباشر سلاته التقديرية في تابيق القانون ال يستمد هذه السلاة من ذاته ولكنه يستمدها من القاعدة‬
‫القانونية التي يقو بتابيقها‪ .‬وهذا يظهر جليا‪ ،‬من خال الفقرة اعأولى من المادة ‪ 606‬ق‪.‬إ‪.‬ج التي تنص‪":‬‬
‫يجوز إثبات الجرائ بأي اريق من ارق اإلثبات ماعدا اعأحوا التي ينص فيها القانون على غير ذلك‪،‬‬
‫وللقاضي أن يصدر حكمه تبعا القتناعه الخاص"‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن التصريح بمنع القاضي من تبرئة المخالفين بحسب نواياه ال يمس قرينة البراءة‬
‫فحسب‪ ،‬وانما يمس كذلك بالسلاة التقديرية للقاضي ُفيعدمها‪ ،‬كون أنه بتحقق ماديات الجريمة ال يسع‬
‫القاضي إال التصريح بإدانة المته الماثل أمامه‪ ،‬ولو توفرت لديه من الدالئل في ملف الدعوى ما يمكن أن‬
‫يبرئ به المته باس القانون لو أن القواعد العامة قد اُتبعت في ذلك‪.‬‬
‫ويؤكد في ذلك‪ ،2‬أن عد اعأخذ بالركن المعنوي في الجرائ الجمركية فيه إخال بما يمليه القانون‬
‫على القاضي‪ ،‬أو الهيئة القضائية المشكلة من تشكيلة جماعية‪ ،‬والتي ُيالب فيها من القضاة الرجوع إلى‬
‫ضمائره عند اإلدالء بأحكامه في موضوع إدانة المته ‪ ،3‬واإلجابة عن مدى اقتناعه الشخصي بارتكاب‬
‫المته للجر المنسوب إليه‪ ،‬خصوصا في الجرائ الموصوفة بأنها جناية وباعأخص بعد التعديل الجديد الوارد‬
‫في اعأمر ‪ 12/12‬المتعلق بمكافحة التهريب‪ ،4‬الذي جعل من بعض جرائ التهريب جنايات‪ ،‬بعدما كان‬

‫قانون الجمارك ُي ّ‬
‫كيفها مابين مخالفات وجنح فقط‪.‬‬
‫فإلى أي قاعدة يستند القضاة‪ ،‬وسلاة االقتناع الشخصي تتأرجح مابين اإلاالق والحظر في ظل‬
‫التناقض الواضح بين أحكا نصوص آمرة صريحة وواجبة التابيق؟‬

‫‪1‬‬
‫‪Crim. 11 juill. 1991, Bull. n° 117 et 121 ; Crim. 17 janv. 1994, Bull. n° 22.‬‬
‫مفترراح لعيررد‪ ،‬الج ررائ الجمركيررة فرري القررانون الج ازئررري‪ ،‬رسررالة دكترروراه‪ ،‬كليررة الحقرروق والعلررو السياسررية‪ ،‬جامعررة أبررو بكررر بلقايررد‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،6106-6100 ،‬ص‪.26.‬‬


‫لقرد نرص المشررع الج ازئرري فري المررادة ‪ 312‬ق‪.‬إ‪.‬ج علرى أنره‪ " :‬إن القرانون ال يالرب مررن القضراة أن يقردموا حسرابا عرن الوسررائل‬ ‫‪3‬‬

‫التي بها قد وصلوا إلى اقتناعه ‪ ،‬وال يرس له قواعد بها يتعين عليه أن يخضعوا لها على اعأخرص تقردير تمرا أو كفايرة دليرل مرا‪،‬‬
‫ولكنرره يررأمره أن يسررألوا أنفسرره فرري صررمت وترردبر‪ ،‬وأن يبحث روا بررإخالص ضررمائره فرري أي تررأثير قررد أحدثترره فرري إدراكه ر اعأدلررة‬
‫المسندة إلى المته وأوجه الدفاع عنها ول يضع له القانون سوى هذا السؤا الذي يتضمن كرل ناراق واجبراته ‪( :‬هرل لرديك اقتنراع‬
‫شخصي ؟)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫اعأمر رق ‪ 12-12‬مؤرخ في ‪ 63‬أوت ‪ ،6112‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،21‬المؤرخ في ‪ 62‬غشت ‪،6112‬‬
‫المعد والمتم ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫إذا كان من المبادئ اعأساسية في التشريعات المعاصرة أنه ال جريمة بدون ركن معنوي‪ ،‬إال أنه في‬
‫جرائ اعأعما له خصوصية‪ ،‬وذلك راجع لابيعتها الخاصة التي استوجبت الخروج عن القواعد العامة‬
‫المقررة للركن المعنوي في غيرها من الجرائ ‪ ،‬وتالبت إضعاف الركن المعنوي وعد التشدد في إثباته‪.‬‬
‫ولت حقيق ذلك البد من أن نعاي أهمية عند صياغة النصوص الجزائية في جرائ اعأعما ببيان‬
‫الركن المعنوي – عند اشترااه – وعد السكوت‪ ،‬وذلك بهدف تقييد سلاة القاضي الجنائي في هذا المجا‬
‫احتراما لقاعدة ( ال افتراض إال بنص)‪.‬‬
‫ونوصي كذلك بضرورة التفرقة بين افتراض العل بالجريمة بين المهني وبين المواان العادي‪ ،‬الذي‬
‫يجهل في أغلب اعأحيان ما ينص عليه التشريع الجمركي خاصة وجرائ اعأعما عامة‪ ،‬بسبب كثرة القوانين‬
‫والنصوص التنظيمية‪.‬‬
‫وصفوة الكال ‪ ،‬تظهر كمبدأ عا قرينة البراءة في القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬لكن القانون و‪/‬أو‬
‫ا لقضاء يمكن أن يتعارض مع هذه القرينة من خال إصدار افتراضات معاكسة يمكن التصدي لها إلى حد‬
‫كبير من خال إثبات حسن النية وجميع أسباب التبرير‪ ،‬حتى من خال أسباب تبرير خاصة يت إصدارها‬
‫تدريجيا من القضاء ليأخذ في االعتبار واقع اعأعما ‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪.‬‬


‫أ – الكتب‪:‬‬
‫‪-0‬بوشي يوسف‪ ،‬اعأحكا الموضوعية العامة في القانون الجنائي االقتصادي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.6102 ،‬‬
‫‪-6‬جرجس يوسف اعمه‪ ،‬مكانة الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المؤسسة الحديثة‬
‫للكتاب‪ ،‬ارابلس‪ ،‬لبنان‪6112. ،‬‬

‫‪-3‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية‬
‫والتجارية‪ ،‬حقوق الملكية اعأدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.6112 ،‬‬
‫‪-4‬محمود داوود يعقوب‪ ،‬المسؤولية الجزائية في القانون االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،6.‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.6112 ،‬‬
‫ب – الرسائل والمذكرات‪:‬‬
‫‪-1‬ابن خليفة سميرة‪ ،‬القاضي الجزائي والجريمة االقتصادية‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪.6102-6102 ،‬‬

‫‪999‬‬
‫‪0000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪-6‬بن فريحة رشيد‪ ،‬خصوصية التجري والعقاب في القانون الجنائي لألعما ‪ ،‬جرائ الشركات التجارية‬
‫نموذجا‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪-6102 ،‬‬
‫‪6102.‬‬
‫‪-3‬بن قري سفيان‪ ،‬إزالة تجري قانون اعأعما ‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪6101.-6102 ،‬‬
‫‪-4‬مفتاح لعيد‪ ،‬الجرائ الجمركية في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪6106.-6100 ،‬‬
‫‪-2‬وهراني إيمان‪ ،‬اآلليات القانونية لحماية المصلحة االقتصادية العامة‪ ،‬أاروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلو السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقا يد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.6102-6102 ،‬‬
‫ج –المقاالت‪:‬‬
‫‪-0‬التيجاني فاتح محمد‪ »،‬العقوبة في جرائ الشيك المادة ‪ 324‬من قانون العقوبات «‪ ،‬مجلة المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬ج‪ ،6116 ،6.‬ص ص‪.31-62.‬‬
‫‪-6‬حزاب نادية‪ » ،‬خصوصية الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية «‪ ،‬مجلة المنار للبحوث والدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلو السياسية‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ديسمبر‬
‫‪ ،6102‬ص ص‪.622-623.‬‬
‫‪-3‬هاني منور‪ ،‬بوشي يوسف‪ » ،‬االفتراض القضائي للركن المعنوي في القانون الجنائي االقتصادي«‪،‬‬
‫مجلة العلو القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،13‬ديسمبر ‪ ،6101‬ص ص‪.‬‬
‫‪.023-024‬‬
‫د – النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪-0‬اعأمر ‪ 022-22‬المؤرخ في ‪ 12‬يونيو ‪ ،0122‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المعد والمتم ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪ ،42‬المؤرخ في ‪ 01‬يونيو ‪.0122‬‬
‫‪-6‬اعأمر رق ‪ 022-22‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،0122‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫المؤرخ في ‪ 00‬يونيو سنة ‪ ،0122‬المعد والمتم ‪.‬‬
‫‪-3‬القانون ‪ 12-21‬المؤرخ في ‪ 60‬يوليو ‪ ،0121‬المتضمن قانون الجمارك‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،31‬المؤرخ في‬
‫‪ 64‬يوليو ‪ ،0121‬المعد والمتم بالقانون رق ‪ 14-02‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ ،6102‬ج ر‪ ،‬العدد ‪،00‬‬
‫المؤرخ في ‪ 01‬فبراير ‪.6102‬‬
‫‪-4‬اعأمر ‪ 66-12‬المؤرخ في ‪ 11‬جويلية ‪ ،0112‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظي الخاصين بالصرف‬
‫وحركة رؤوس اعأموا من والى الخارج‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،43‬المؤرخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،0112‬المعد والمتم ‪.‬‬
‫‪-2‬اعأمر رق ‪ 12-13‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪ 6113‬المتعلق بالعالمات‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ ،44‬المؤرخ في ‪63‬‬
‫يوليو ‪.6113‬‬

‫‪999‬‬
0000 00 05

،‫ يحدد القواعد المابقة على الممارسات التجارية‬،6114 ‫ يونيو سنة‬63 ‫ ِمؤرخ في‬16-14 ‫القانون رق‬-2
.6114 ‫ يونيو سنة‬62 ‫ المؤرخ في‬،40 ‫ عدد‬،‫ر‬.‫ج‬
‫ المؤرخ في‬،21 ‫ عدد‬،‫ر‬.‫ ج‬،‫ يتعلق بمكافحة التهريب‬،6112 ‫ أوت‬63 ‫ مؤرخ في‬12-12 ‫اعأمر رق‬-2
. ‫ المعد والمتم‬،6112 ‫ غشت‬62
‫ عدد‬،‫ر‬.‫ ج‬،6111 ‫ فبراير‬02 ‫ المؤرخ في‬،‫ المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‬13-11 ‫ القانون رق‬-8
.6111 ‫ مارس‬2 ‫ المؤرخ في‬،02
:‫ه – اإلجتهاد القضائي‬
،0114 ‫ المجلة القضائية لسنة‬،0111-31-61 ‫ تاريخ‬،22402 ‫ رق‬،‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‬-0
.0 ‫العدد‬
،0111 ‫ المجلة القضائية لسنة‬،0112-06-04 ‫ تاريخ‬،013341 ‫ رق‬،‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‬-6
6. ‫العدد‬
0112.-06-04 ‫ تاريخ‬،013216 ‫ رق‬،‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‬-3
‫ عدد‬،‫ مجلة المحكمة العليا‬،601311 ‫ تحت رق‬،0111-2-62 ،‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‬-4
.6116 ،6.‫ ج‬،‫خاص‬
‫ مجلة‬،‫ الغرفة التجارية والبحرية‬،6116-6-2 ‫ تاريخ‬،620611 ‫ رق‬،‫قرار المحكمة العليا الجزائرية‬-2
.0 ‫ العدد‬،6113 ،‫المحكمة العليا‬
.‫ المراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬

A –Articles:
1- Yavonne MULLER-LAGARDE, « La bonne foi : « Peau de chagrin » du
droit pénal des affaires», Gaz. Pal., 17 mars 2009,n° 76, p.26.
2- G. ROYER, «Le gérant qui ne justifie pas de l’affectation des biens de la
société est présumé les avoir utilisés dans son intérêt personnel», note sous Crim.
24 septembre 2008, AJ Pénal 2008, p.506.
3- C. MASCALA, «Droit pénal des affaires», avril 2008 – mai 2009 (25), D.
2009, pp.1723-1730.
4- Bernard BOULOC, «Présomption d'innocence et droit pénal des affaires»,
Revue de science criminelle et de droit pénal comparé, 1995, pp.465-469.
B –Jurisprudence:
Crim. 11 juill. 1962, Bull. Crim. n° 244 ;
Crim. 11 févr. 1982, Bull. Crim. n° 56.
Crim. 15 mai 1982, Bull. Crim. n° 255.
Crim. 3 nov. 1983, Bull. Crim. n° 279.
Crim., 21 janv. 1985, Bull. Crim. n° 31 ;
Crim. 7 mai 1987, Bull. Crim. n° 186 ;
Crim. 16 nov. 1987, Bull. Crim. n° 408 ;
CEDH, 7 octobre 1988, Salabiaku contre France, n° 10519/83, Rev. Sc.
Crim. 1989, p. 167, obs. TEITGEN.

999
0000 00 05

Crim, 30 janvier 1989, Bull. Crim. n° 33.


Crim. 16 mars 1989, Bull. Crim. n° 131, D. 1989, p. 515, note Cl. Berr ;
Crim. 2 mai 1990, Bull. Crim. n° 164.
Crim. 11 juill. 1991, Bull. Crim. n° 117 et 121 ;
Crim, 6 novembre 1991, Bull. Crim. n° 397.
Crim. 3 févr. 1992, Bull. Crim. n° 45 ;
Crim, 10 février 1992, Bull. Crim. n° 62.
Crim. 9 avr. 1992, Bull. Crim. n° 155.
Crim. 11 juin 1992, Bull. Crim. n° 231.
Crim, 16 mars 1993, Bull. Crim. n° 115. .
Crim. 3 mai 1993, Bull. Crim. n° 161
Crim. 17 janv. 1994, Bull. Crim. n° 22.
Crim, 25 mai 1994, Bull. Crim. n° 203, RSC, 1995, p. 97 , obs. B. BOULOC.
Crim, 12 juillet 1994, Bull. Crim. n° 280.
Crim. 11 janvier 1996, n° 95-81776, Bull. crim. 1996, n° 21 ; Rev. Sociétés
1996, p. 586, obs. B. BOULOC ; Dr. pén. 1996, comm. n° 108.

998

You might also like