Professional Documents
Culture Documents
الركن المعنوي في جرائم الأعمال بين افتراض الادانة وقرينة البراءة.
الركن المعنوي في جرائم الأعمال بين افتراض الادانة وقرينة البراءة.
0909 /20 /02 :تاريخ النشر 0909 /11 /26 :تاريخ القبول 0909 /90 /24 :تاريخ إالستالم
:الملخص
إال إذا ورد نص صريح،إن الركن المعنوي في الجريمة ركن أساسي ال يمكن أن تتكون قانونا دونه
ّإال أن الركن المعنوي في إاار جرائ اعأعما ل يبق محافظا على.ُيعبر عن نية المشرع في إقصائه
إلى أن ت، وذلك الستبعاد الخاأ في جرائ اعأعما، بل أضحى يتميز بالضعف،معاييره اعأصولية
.االستغناء عنه كليا بتكريس الصفة المادية للجريمة
أو أحكا القضاء/ لكن القانون و، وقد تظهر كمبدأ عا قرينة البراءة في القانون الجنائي لألعما
يمكن أن يتعارضان مع هذه القرينة من خال إصدار قرائن معاكسة يمكن التصدي لها إلى حد كبير من
.خال إثبات حسن النية
. القاضي الجزائي، قرينة اإلدانة، قرينة البراءة، جرائ اعأعما، الركن المعنوي:الكلمات المفتاحية
Abstract:
The moral element of the crime is very essential in a legal way and that
in the case where there is an explicit text which expresses the intention of the
legislator to exclude it. However, the moral element in the context of business
offenses does not hold to its original standards because it is characterized by
weakness while removing the fault in this kind of crime until it is completely
suppressed, by imposing its material character.
The presumption of innocence in the criminal law can appear as a general
principal. However, this law and or the judiciary judgments may be contradictory
to this presumption within the introduction of some other hypothesizes formed
with a good intention.
Key Words: The moral element, business offenses, the presumption of innocence,
the presumption of guilt, the criminal judge.
38
0000 00 05
المقدمة:
ابقا للقواعد العامة ال تقو الجريمة إال بتوافر عنصري العل واإلرادة ،إال أن هذه القاعدة في بعض
جرائ اعأعما تُعرف بتالشي الركن المعنوي في كثير منها ،خصوصا وأن صعوبة إثبات القصد الجرمي
يمكن أن ُيمثل عائقا حقيقيا لتوقيع العقوبة الجزائية ،وكذا أن اعتماد ركن القصد من عدمه يعتمد في جزء
ها على أهمية المصلحة التي ينبغي حمايتها ومدى خاورة الجريمة المرتكبة ،ذلك أن بعض الجرائ
وخاورة نتائجها على االقتصاد والسياسة االقتصادية للدولة أدت بالمشرع إلى اعتبار بعض التصرفات
واعأفعا تشكل قرينة على ارتكابها.
الركن المعنوي في الجريمة ركن أساسي إال إذا ورد نص يستبعده ،وفي إاار جرائ اعأعما فإن
الركن المعنوي ال يحتفظ بمعاييره اعأصولية ،مما يسمح لنا القو أن المشرع ال يقر في الركن المعنوي لهذه
الجرائ بذات القواعد المقررة له في القانون العادي.
فهو ال يتالب التشدد في إثبات الركن المعنوي لمثل هذه الجرائ لما لها من نتائج ضارة تلحق
بالمصالح التي يقصد المشرع حمايتها ،مما أدى القو إلى وصف هذه الجرائ بأنها جرائ مادية بحتة تقو
بمجرد ارتكاب الفعل الجرمي ودون الحاجة إلى إثبات الركن المعنوي بصورته القصد والخاأ.1
وهكذا برزت ظاهرة مهمة في التشريع الجزائي االقتصادي المعاصر المقارن ،تتمثل في إشغا
حي از مهما باعتباره ركنا معنويا لها ال تقو بدون توفره ،على نحو أورث
الخاأ في الجرائ االقتصادية ّ
االعتقاد بأن الركن المعنوي في جرائ اعأعما ياغى عليه اابع الخاأ غير المقصود (المفترض) ،وبذلك
يتميز عن الركن المعنوي في قانون العقوبات العا .2
إن خروج المشرع عن أه ركائز القانون الجنائي العا في الشق المتعلق بالركن الشرعي والركن المادي
كان له اعأثر المباشر على المفهو التقليدي للركن المعنوي ،وأصبحت جرائ اعأعما في ظل هذا التحو
المفرط تقو على مجرد الخاأ المفترض في ظل الصفة المادية للجريمة.
بل أكثر من ذلك ،لقد أدى تضخ النصوص التشريعية في المادة االقتصادية وتشتتها ،واتجاه
المشرع إلى تغليب الجدوى االقتصادية على الحريات االقتصادية وعلى رأسها حرية الصناعة والتجارة إلى
إضعاف الركن المعنوي وتهميشه ،والذي برز بالخصوص في رغبة المشرع والقضاء على حد سواء في
التسوية بين العمد واإلهما ،إذ يستوي في ذلك الخاأ العمدي والخاأ غير العمدي.3
وهراني إيمان ،اآلليات القانونية لحماية المصلحة االقتصادية العامة ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة 1
أبو بكر بلقا يد ،تلمسان ،الجزائر ،6102-6102 ،ص26.؛ حزاب نادية ،خصوصية الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية،
مجلة المنار للبحوث والدراسات القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة يحي فارس ،المدية ،الجزائر ،العدد ،3
ديسمبر ،6102ص.621.
2
جرجس يوسف اعمه ،مكانة الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية ،دراسة مقارنة ،المؤسسة الحديثة للكتاب ،ارابلس ،لبنان،
،6112ص ص.041-031.
بن قري سفيان ،إزالة تجري قانون اعأعما ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو، 3
38
0000 00 05
يقتضي افتراض الركن المعنوي بنقل عبء إثبات الركن المعنوي من سلاة االتها – خروجا عن
اعأصل – إلى ا لمته بافتراض اتجاه إرادته إلى النتيجة الجرمية في حاالت معينة بوسيلة القرائن ،وعليه
إثبات عكس ذلك ،لنفي الركن المعنوي ومن ث نفي المسؤولية.
ويرجع سبب هذا االفتراض ،هو أن سلاة االتها تواجه صعوبة في اإلثبات ،نظ ار للدور الذي يقو
به المجرمون في امس معال الجريمة ،أو للابيعة الخاصة لبعض الجرائ كجرائ اعأعما .فل يعد
المجرمون أشخاصا همجيون سذج وبدائيون ،يقومون بارتكاب الجرائ دون احتراس ،بل أصبحوا يتفننون في
ارتكاب الجرائ .1
ومن الواضح أن هذه االفتراضات القانونية أو القضائية تتعارض بشكل جدي للغاية مع قرينة
البراءة .فمن هذا المنالق ،فإن االشكالية التي تارح هنا هي :ما مدى مشروعية االفتراضات القانونية
والقضائية للركن المعنوي في جرائ اعأعما ؟
ولالجابة على هذه االشكالية سنتعرض إلى افتراض القصد الجزائي في جرائ اعأعما (الفرع
اعأو ) والى أثر افتراض الركن المعنوي في جرائ اعأعما على قرينة البراءة (الفرع الثاني).
الفرع األول :افتراض القصد الجزائي في جرائم األعمال.
إن سوء النية أمر عسير اإلثبات لتعلقه بالنوايا الخفية ،فهي أمر داخلي يخفيه الجاني في قرار
نفسه .وهكذا ،وأما صعوبة إثبات القصد الجزائي ،وضرورة ردع جرائ اعأعما ،نجد أن المشرعين والقضاة
يلجؤون أحيانا إلى الخروج عن القواعد التقليدية في إثبات القصد الجزائي.
أوال :االفتراض التشريعي للركن المعنوي في جرائم األعمال.
يعتبر االفتراض التشريعي على أنه مجمل الحاالت التي يحتمل فيها المشرع توافر اإلث الجنائي،
لوجود مظاهر يكون على أساسها من المقبو افتراض سوء النية ،وتحميل صاحبها عبء إثبات عكسها،
ويمكن ردها إلى حيازة أشياء معينة ،أو اتخاذ مواقف تثير شكوكا حو مسلك المته .
ومن ث حينما يكون االفتراض راجعا إلى حيازة أشياء معينة في تقدير المشرع ،وفقا للمجرى العادي
لألمور ،فإنه يفترض سوء نية الحائز الذي وضع نفسه في موضع الريبة والشك.2
إذ يفترض النص أن النتيجة متوقعة الحدوث ،في نحو محت وحكمي ،لعلة ابيعة الجريمة المقترفة
أو لعلة الظروف المادية التي يقع فيها الفعل وأن قصد الفاعل مقدر ومتوافر تبعا لهذا الواقع ،حتى ولو ل
يكن الجاني نفسه ينتظر حدوث مثل هذه النتيجةَ ،إال أن ابيعة الجريمة نفسها تفرضه ،بحيث يتغلب الاابع
المرتبط بها على الاابع المتصل بذات الفاعل ،إذ إنه يتحت حكما على من يقترف مثل هذه الجرائ أن
بوشي يوسف ،اعأحكا الموضوعية العامة في القانون الجنائي االقتصادي ،دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية، 1
38
0000 00 05
يكون مقد ار ومدركا بصورة واضحة وجلية توقع حدوث مثل هذه النتائج على سبيل التأكيد ،وأنه يريد ذلك
أصال مع علمه به.1
على اعتبار أنه إذا كان اعأصل في الجرائ – حسب القواعد العامة – أن تكون عمديه أي تقو
على عنصري العل واإلرادة ،أما الجرائ غير العمدية فهي صورة استثنائية ال تتقرر في القانون إال بنص،
فإنه يسوغ القو بأن اعأصل في ذلك النوع من جرائ اعأعما أنها عمديه.
تت المعاقبة على بعض جرائ اعأعما دون توافر اشتراط الركن المعنوي ،وذلك على أساس المسؤولية
الجنائية المفترضة التي تنبني على مجرد الخاأ في التسيير وهو ما يبين اعأهمية الكبيرة التي يتميز بها
الخاأ غير العمدي في مجا اعأعما .
وكل هذا ال يجب القو بأن الركن المعنوي قد أهمل نهائيا ،فهو موجود ولكن بصورة تتماشى
وخصوصية جرائ اعأعما ،وذلك بجعله محل افتراض تشريعي يتحمل المخالف عبء إثبات عد توافره،
واعفاء القضاء من إقامة الدليل على توافره.2
ففي المجا الجمركي ،القاعدة العامة أن القصد الجنائي غير الز لتقدير المسؤولية ،وهو ما تؤكده
المادة 620من قانون الجمارك الجزائري 3بنصها " ال يجوز للقاضي تبرئة المخالفين استنادا إلى نيته أو
تخفيض الغرامات الجبائية " ،وبهذا تكون المسؤولية الجزائية في المجا الجمركي بدون قصد في ظل مادية
جرائ اعأعما .
ويعد نص المادة 620نصا مقتبسا من التشريع الجمركي الفرنسي السيما نص المادة ،321إال
أن المشرع الفرنسي ما لبث أن تخلى عن هذه المادة ،وخاا خاوة جريئة في سبيل إرساء دعائ دولة
القانون واحال العد بالرجوع إلى قواعد القانون العا ،حيث ت إلغاء هذه المادة بموجب القانون رق -22
216المؤرخ في 2جويلية 40122وبذلك ل يعد ممنوعا على القاضي التصريح ببراءة المخالفين لغياب
النية أو القصد ،وهو ما جعل من الجرائ الجمركية في كل صورها جرائ عمدية مثلها مثل باقي ج ارئ
القانون العا يلز لقيامها توافر الركن المعنوي.
كذلك من النصوص التي يظهر من خاللها جليا موقف المشرع في عد اعأخذ بمدلو الركن
المعنوي في التشريع الجمركي ،نص المادة 301المتعلق بأحكا المستفيدين من الغش ،فبالرغ من تقرير
مسؤوليته عن الجرائ المرتكب ة من ارف الغير إال أن المشرع ال يشترط توافر القصد الجنائي إلسناد
المسؤولية.
محمود داوود يعقوب ،المسؤولية الجزائية في القانون االقتصادي ،ط ،6.منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،6112 ، 1
ص ص.22-22.
بن فريحة رشيد ،خصوصية التجري والعقاب في القانون الجنائي لألعما ،جرائ الشركات التجارية نموذجا ،أاروحة دكتوراه، 2
كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر ،6102-6102 ،ص.022.
القانون 12-21المؤرخ في 60يوليو ،0121المتضمن قانون الجمارك ،ج ر ،العدد ،31المؤرخة في 64يوليو ،0121 3
المعد والمتم بالقانون رق 14-02المؤرخ في 02فبراير ،6102ج ر ،العدد ،00المؤرخة في 01فبراير .6102
4
Loi n° 87-502 du 8 juillet 1987 modifiant les procédures fiscales et douanières.
38
0000 00 05
ومن التابيقات كذلك؛ قرينة التهريب بحيازة أو نقل البضائع الحساسة القابلة للغش عأغراض
تجارية عبر سائر اإلقلي الجمركي ،دون تقدي الوثائق التي تثبت الحالة القانونية لهذه البضائع ،إزاء القوانين
واعأنظمة المكلفة إدارة الجمارك بتابيقها .وهذا ما نصت عليه المادتان 362و 662من قانون الجمارك.
وبالتالي ،يتبين أن مجرد حيازة البضائع بدون تقدي المستندات ،يخو افتراض تعمد ارتكاب الجر ،ويجوز
للمته تقدي الدليل العكسي أثناء المحاكمة.
وفي مجا جرائ الصرف ،استبعد المشرع بشكل صريح اعأخذ بالركن المعنوي وهو ما نصت عليه
الفقرة اعأخيرة من المادة اعأولى من اعأمر رق 166-12بنصها ":ال يعذر المخالف على حسن نيته" ،إالَ أن
هذه العبارة ل يت ذكرها في المادة الثانية من نفس القانون التي تنص على باقي جرائ الصرف ،وبذلك
يكون المشرع قد أحدث تفرقة بين الجرائ المنصوص عليها بالمادة اعأولى والتي تخص اعأعوان
االقتصاديين ،وهي تلك المتعلقة بالعمليات ذات الصلة بالتجارة الخارجية وتلك المنصوص عليها في المادة
الثانية والموجهة لعامة الناس .هذا الوضع الذي يثير إشكاال قانونيا آخر مرتبط بنص المادة اعأولى التي
تعاقب على الشروع في الفعل ،إذ أن ما استقر عليه فقهاء القانون الجنائي أن المعاقبة عن الشروع في
الجريمة ال يكون إال في الجرائ العمدية ،إلى جانب استبعاد المشرع اعأخذ بالركن المعنوي صراحة بالنسبة
للشريك.
كما استبعد المشرع اعأخذ بالقصد الجنائي في أغلب الجرائ التي تضمنها القانون المتعلق بحماية
المستهلك وقمع الغش ،2واذا كان اعأمر مستساغا في الجرائ الجنحية فإنه أمر غير مقبو بالنسبة للجنايات
مزور أو فاسد أو سا ال يستجيب للقواعد المابقة في
أين يعاقب المشرع المتدخلين في جرائ عرض منتوج ّ
مجا أمن المنتوجات المنصوص عليها بالمادة ،01من نفس القانون – المحا بشأنها على التنظي -
بعقوبة السجن من 01سنوات إلى 61سنة دون أية إشارة من المشرع إلى وجوب توافر القصد الجنائي
العا أو الخاص ،إذ ال يشترط المشرع عل البائع بعد استجابة المنتوج لمعايير اعأمن المنصوص عليها في
المادة 01والتي يحددها التنظي لقيا المسؤولية ،بالرغ من أن هذه المعايير قد تكون مرتباة بمن أنتج
السلع.3
وفي هذا اإلاار نجد أن الجرائ المتعلقة بإعال المستهلك ،يفترض فيها القانون سوء نية العون
االقتصادي وا لزامه باإلعال ،والذي من صوره اإلعال بشروط البيع المنصوص عليها في المادتين 2و1
من القانون 16-14من القانون المتعلق بالقواعد المابقة على الممارسات التجارية ،4ومن شأن هذا
1
اعأمر 66-12المؤرخ في 11جويلية ، 0112يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظي الخاصين بالصرف وحركة رؤوس اعأموا
من والى الخارج ،ج.ر ،عدد ،43المؤرخ 01جويلية ،0112المعد والمتم .
القانون رق 13-11المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ،المؤرخ في 02فبراير ،6111ج.ر ،عدد ،02المؤرخ في 2 2
مارس .6111
3
بن قري سفيان ،المرجع السابق ،ص.20.
القانون رق ِ 16-14مؤرخ في 63يونيو سنة ،6114يحدد القواعد المابقة على الممارسات التجارية ،ج.ر ،عدد ،40المؤرخ 4
38
0000 00 05
االفتراض أن يضع قرينة بسياة على أساسها ينقل عبء اإلثبات من النيابة العامة إلى المته ليثبت
العكس.
ومن هنا فإن المشرع يعتبر الركن المعنوي في جرائ اعأعما ليس منعدما تماما لكنه مفترض ،إذ
يكتفي المشرع في هذه الحالة بتحقق اعأفعا المادية التي تشكل الركن المادي ،لتقو قرينة على سوء النية،
لترفع عن النيابة العامة وزر عبء اإلثبات ،لتحوله على عاتق المته المستبعد في حقه حسن النية.
وفيما يتعلق بجرائ الشيك فإن الركن المعنوي لهذه الجريمة كان موضع جد فقهي وقضائي،1
واسع النظر إلى الصياغة التي جاء بها نص المادة 324من قانون العقوبات 2الذي فسر على أساس أن
المشرع ل يستلز لتوافر المسؤولية عن جنحة إصدار شيك ناقص ،أو منعد الرصيد نية خاصة بحيث
يتوافر القصد الجنائي بإعااء الشيك مع العل بعد وجود رصيد قائ له ،أو إصدار أمر إلى المسحوب
عليه بعد الدفع حتى ولو كان هناك سبب مشروع ،فسوء النية مفترض في حق الساحب ،عأن عليه متابعة
حركة رصيده لدى المسحوب عليه.3
كما تُشكل الجرائ التي تضمنها القانون المتعلق ببورصة القي المنقولة تأكيدا لقاعدة استبعاد
وتهميش أي دور للركن المعنوي في جرائ اعأعما ،إذ وعلى الرغ من أن مصدر هذا القانون هو التشريع
الفرنسي الذي يأخذ بالركن المعنوي في مثل هذه الجرائ ،نجد أن المشرع الجزائري قد َ
حور النصوص بنية
استبعاد اعأخذ بنية المخالف عند تقرير المسؤولية الجزائية ،خالفا للمشرع الفرنسي الذي اشترط في جريمة
القيا بأعما غير مشروعة في سوق البورصة أن يكون الجاني قد تعمد بفعله اإلخال بالسعر العادي
للسوق في حين جاء النص الجزائري خاليا من مثل هذه اإلشارة.
ثانيا :تأصيل االفتراض القضائي للركن المعنوي في جرائم األعمال.
القاعدة أنه " ال افتراض إال بنص" .فليس للقاضي سلاة في تعديل قواعد المسؤولية الجنائية إلى
المسؤولية المفترضة ،وان كان يجوز له استخالصها من استقراء النصوص القانونية ،وتفسيرها بما يتفق
وصحيح القواعد واعأصو المقررة في هذا الشأن ،بما يساه في أقلمة النصوص الجنائية ومكافحة الظاهرة
اإلجرامية المستحدثة ،وذلك باستنباط أو استنتاج ما يد على افتراض الركن المعنوي من القرائن المادية،
للتغلب على صعوبة إثبات القصد الجنائي.4
إن القاضي الجزائي ل يعد مجرد أداة إلدارة العدالة الجزائية ،وانما أصبح يابق النص بعد تفسيره
وفه علته ،وهو بعد ذلك ليس منبت الصلة بالسياق االجتماعي الذي يتعين عليه أن يابقه فيه.
1
قرار المحكمة العليا الجزائرية ،0111-2-62 ،تحت رق ،601311مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،ج،6116 ،6.
ص.62.
اعأمر رق 022-22المؤرخ في 2يونيو سنة ،0122المتضمن قانون العقوبات ،ج ر ،العدد ،41المؤرخة في 00يونيو 2
،6116ص.62.
4
بوشي يوسف ،المرجع السابق ،ص ص.321-341.
33
0000 00 05
واناالقا من هذا التصور لمهمة القضاء فإن القاضي أصبح يلعب دو ار كبي ار في أقلمة النصوص
الجزائية بما يساه في مكافحة الظواهر اإلجرامية المستحدثة ولكن في إاار الشرعية الجزائية دائما .ومن
مظاهر أقلمة القضاء للنصوص ما ظهر بالنسبة للقصد الجزائي حيث أصبح القاضي يعتمد أحيانا على
القرائن المادية أكثر من البحث في نفسية الجاني ،وبالتالي بدأ يميل إلى افتراض القصد الجزائي ،ومما
شجعه على ذلك أن المشرع نفسه اعتمد تقنية االفتراض.
فالباعث الرئيسي للقضاء يكمن في اعتبارات عملية للتغلب على صعوبة إثبات القصد الجزائي،
وذلك بافتراضه .وهكذا تقرر المسؤولية الجزائية االما ثبت أن الجاني ل يرع العادات والممارسات الشائعة
في الوسط التجاري ،وذلك دون ما نظر إلى شخصية المته أو البحث فيها عن القصد الجزائي الالز
لإلدانة.1
على اعتبار أن للقصد الجزائي الذي ُيمثل العل واإلرادة في القواعد العامة خصوصية في جرائ
اعأعما ،وتظهر هذه الخصوصية في توافر ركن العل دون اإلرادة للتقرير بعمدية الجريمة ،فلتوافر القصد
الجنائي وجوب ارتكاب الجريمة من شخص يعل بعد مشروعيتها دون اشتراط إرادته.
وهنا يكون افتراض القاضي العل إ ن ل يكن موجودا ،وهو ما يالق عليه حالة قرينة العل المفترض في
جرائ اعأعما ،والذي يتمتع بموجبه القاضي بسلاة كبيرة في إثبات قيا الركن المعنوي.2
ومثا ذلك :افتراض القاضي نية الغش لدى البائع حماية للمستهلكين ،وذلك بافتراض القاضي
العل بفساد البضاعة بمجرد إهما التحقق من سالمة البضاعة.
ال شك أن البحث في ابيعة جرائ اعأعما يتعلق إلى حد كبير بإشكاالت تالب الركن المعنوي
وكيفيات إثباته ،مما يجعل القضاء يتدخل بتفسيراته واجتهاداته بواساة القاضي الجنائي محاوال بذلك إيجاد
الحلو المقترحة في الحاالت التي يستعصي فيها الكشف عن إرادة المشرع في تالب الخاأ القصدي من
عدمه ،معتمدا في ذلك على معايير شكلية وموضوعية:3
فبخصوص المعايير الشكلية الفتراض الركن المعنوي قضائيا ،فإنها تختلف وتتعدد وفق ما يلي:
-0هناك معيار التحليل اللفظي للقاعدة الجنائية ،ويقو هذا اعأخير على التعرف على الابيعة المادية
للجريمة من خال الصياغة ذاتها التي أفرغ فيها نص التجري ،لكن الوضع المألوف في التجري أمر ناد ار
ما يصدر نص جنائي ينص صراحة على تقرير مسؤولية جنائية بدون خاأ إزاء جريمة معينة ،لكن الغالب
محمود داوود يعقوب ،المسؤولية الج ازئية في القانون االقتصادي ،ط ،6.منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،6112 ، 1
ص.21.
ابن خليفة سميرة ،القاضي الجزائي والجريمة االقتصادية ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة الجياللي 2
38
0000 00 05
هو صدوره خاليا من اإلشارة إلى تالب الركن المعنوي ،وهذا ما يجعل القاضي الجنائي يتدخل أثر الصمت
التشريعي عن اريق آلية التفسير لمحاولة تكييف الجريمة على أنها مادية.
-6وهناك معيار ابيعة الجزاء وجسامته ،ويقو هذا المعيار على أنه كلما كانت العقوبة بسياة كانت
الجريمة مادية ،وكلما كانت العقوبة مغلظة أو على جانب من الشدة كلما د ذلك على تالب الركن
المعنوي – في غياب النص – لقيا المسؤولية الجنائية بشأنها ،أي أن العقوبة البسياة تحمل على قبو
االكتفاء بالركن المادي لها وعد االلتفات إلى حسن نية الفاعل.
-3كذلك هناك معيار ابيعة الركن المادي في الجريمة ،فأساس هذا المعيار يتعلق بوجوب التمييز بين
الجرائ االيجابية والجرائ السلبية (جرائ االمتناع) ،فالجرائ المادية ،السيما جرائ اعأعما تض بابيعتها
الجرائ السلبية التي غالبا ما تكون في وصف المخالفات التي تعتبر اعأدنى درجة من حيث تقسي الجرائ ،
أما الجرائ االيجابية فتتسع للجرائ الموصوفة بالجنح والجنايات.
كما أن هناك معايير مادية الفتراض الركن المعنوي قضائيا ،فإنها تتمثل فيما يلي:
-0معيار ابيعة المصلحة الجديرة بالحماية ،فهذا المعيار نابع من فكرة الغاية من التجري التي يسعى
إليها المشرع .فعلى خالف العقاب في الجرائ العادية التي تتحدد القيمة الجوهرية للمصلحة الجديرة بالحماية
على أساس أنها مصلحة عامة بخالف المصالح الفردية أو المصالح الخاصة ،أما بخصوص القانون
الجنائي االقتصادي أو القانون الجنائي لألعما حيث يسعى المشرع إلى تحقيق اعأمن القانوني القتصاد
الدولة وتجنيبه من أي مساس أو سلوك ،وذلك من خال بسط حمايته للسياسة االقتصادية العامة المنتهجة
في ذلك.
-6كذلك هناك معيار تمييز الجرائ المصانعة عن غيرها من الجرائ ،وعلى هذا اعأساس فإن التجري
الذي يحيط بالجرائ التقليدية مرده سبب االستهجان المستقر في الضمير االجتماعي الذي ينبذ كل انحااط
أخالقي يمس بقيمة اجتماعية ،لكن اتساع دائرة التجري أفرزت نوع مغاير من الجرائ ال يثير ذات
االستهجان ،مما تجعلها يكتسي اابع آخر ،إذ أنها جرائ مجرمة لذاتها يالق عليها وصف جرائ بحك
القانون أو جرائ مصانعة يخلقها المشرع العتبارات ودواعي اقتصادية تفرضها السياسة العامة للدولة كما
هو الحا بالنسبة للجرائ التي يتصدى لها القانون الجنائي االقتصادي أو لألعما ،وهذه الجرائ هي وحدها
التي يالق عليها وصف الجرائ المادية القائمة على أساس المسؤولية بدون خاأ استنادا لهذا المعيار.
وفي هذا نجد أن القضاء الجزائري يفترض سوء النية في جرائ الشيك ولو مع نص المشرع على
ركنيه في الجريمة ،إذ تنص المادة 324من قانون العقوبات على أنه " يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس
سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك أو عن قيمة النقص في الرصيد:
-كل من أصدر بسوء نية شيكا ال يقابله رصيد ،قائ وقابل للصرف أو كان الرصيد أقل من قيمة
الشيك."...
89
0000 00 05
فاشتراط سوء النية في إصدار الشيك يعني أنه ركن في الجريمة ،وعلى النيابة إثبات ذلك ،غير أن
القضاء أشار في الكثير من اعأحكا إلى اعتبار سوء النية في هذه الجرائ مفترض ،أو يستخلص من واقع
مصدر الشيك.
فقد تقرر أنه " تستخلص سوء النية من مجرد إصدار شيك ال يقابله رصيد ،قائ وقابل للصرف،
وهي مسألة موضوعية يخضع تقديرها لقضاة الموضوع ،وله استخالصها من الوقائع" 1و " يجوز
استخالص سوء النية من الوقائع ،السيما من كون مصدر الشيك سل شيكات على بياض للمستفيد " .2ومن
المستقر عليه قضاء " أن الركن المعنوي للجريمة ال يتمثل في قصد اعأذى والحاق الضرر ،ولكن يستخلص
من انعدا الرصيد أو عد كفايته".3
بالرغ من أن المحكمة العليا في العديد من الق اررات تعتبر سوء النية مفترض ،وأن القانون يشدد
على توافر ركن سوء النية ،الذي يجب إثباته .وفي هذا ال يمكن اعتبار ذلك مخالفة صريحة للقانون الذي
يشترط إثبات سوء النية ،بينما يعتبر القضاء أنها مفترضة ،عأن القضاء بما يخوله له القانون من سلاة في
إثبات الجرائ – السلاة التقديرية -بنص المادة 606من قانون اإلجراءات الجزائية 4التي جاءت كما يلي:
" يجوز إثبات الجرائ بأي اريق من ارق اإلثبات ...وللقاضي أن يصدر حكمه تبعا القتناعه الخاص."...
يخو له القانون استخالص سوء النية من الوقائع ،كما في جريمة إصدار الشيك ،إذ يستخلص من كون
مصدر الشيك سلمه مع انعدا الرصيد أو عد كفايته.5
ونالحظ هذا االفتراض القضائي جليا في االجتهادات الواردة في مجا العالمات التجارية بالنسبة
لجنحة التقليد ،حيث نجد أن المشرع ل يشر افتراض سوء النية ،بل أن النصوص الجزائية المتعلقة بحقوق
الملكية الصناعية أو اعأدبية ال تشير إلى الركن المعنوي ،وليس في هذه النصوص ما يشير إلى افتراضه.
ففي اعأمر 12-13المتعلق بالعالمات 6ل تشر المادة 62إلى سوء النية ،غير أن اجتهاد
المحكمة العليا يعتبر التقليد يكمن في " التشابه الموجود بين عالمتين موضوعتين على نفس المنتوج ،ومن
شأن هذا التشابه أن يحدث لبسا أو خلاا عند المستهلك متوسط االنتباه" .7كما يمكن استخالصه وافتراضه
من كون العالمة مسجلة لدى الجهة المختصة ،ويفترض عل الجميع بها وليس للجاني أن يتذرع بجهله مما
يجعل الركن المعنوي مفترض.
1
المحكمة العليا الجزائرية ،ملف رق ،013341تاريخ ،0112-06-04المجلة القضائية لسنة ،0111العدد ،6ص.22.
2
المحكمة العليا الجزائرية ،ملف رق ،013216تاريخ .0112-06-04
3
المحكمة العليا الجزائرية ،ملف رق ،22402تاريخ ،0111-31-61المجلة القضائية لسنة ،0114العدد ،0ص.620.
اعأمر 022-22المؤرخ في 12يونيو ،0122المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،المعد والمتم ،ج.ر ،عدد ،42المؤرخة 4
89
0000 00 05
ومن ث ،يكفي لوجود الجنحة إثبات ان الفعل يتمثل في اصاناع عالمة ماابقة تاابقا تاما
للعالمة اعأصلية .فال يشترط توافر العنصر المعنوي ،فالعنصر المادي كاف .وال يعد القصد شراا الزما
إلثب ات وجود الجنحة ،أي ال يفرض البحث عن نية مرتكب الفعل الضار ،حسنة كانت أو سيئة.1
في مجا القانون الجنائي لألعما ،فإن الدليل المباشر للقصد عموما صعب إيجاده ،حيث تجد المته
يسعى جاهدا إلبراز حسن نيته .2وللتمكن من الناق باإلدانة ،سيستخد القاضي نظا االفتراضات من أجل
تحديد النية على أساس اكتشاف موضوعي للوقائع والتي تجمع قرائن على سوء نية المته .وبشكل ملموس،
قد ينج إثبات الركن المعنوي للجريمة قيد النظر عن حقيقة أنه مع مراعاة الظروف ال يمكن أن يكون
الجاني بحسن نية.
ومن اعأمثلة الواضحة بشكل خاص كذلك في جريمة إساءة استعما أموا الشركة ،إذ بالفعل أن
القضاء ثابت بشكل واضح ،ويظهر ذلك بشكل رئيسي منذ صدور قرار الغرفة الجنائية لمحكمة النقض
سير الشركة الذي ل يق بإثبات أنه استخد أموا
الفرنسية في 00يناير 0112الذي شكل افتراضا ضد ُم ّ
3
فرحررة زراوي صررالح ،الكامررل فرري القررانون التجرراري الج ازئررري ،الحقرروق الفكريررة ،حقرروق الملكيررة الصررناعية والتجاريررة ،حقرروق الملكيررة 1
89
0000 00 05
فالبينة على من ادعى .وعلى الرغ من نص القوانين الدولية كاإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان
اإلثباتّ ،
0142في المادة السادسة ،وكذا في دساتير الدو كالمادة 41من التعديل الدستوري الجزائري لسنة 6161
" كل شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية إدانته ،في إاار محاكمة عادلة".
غير أن افتراض الخاأ وان كان ال يتفق مع مبدأ قرينة البراءةَ ،إال أنه ال ينا من المبدأ المذكور
عأنه استثناء ،واالفتراض وسيلة قانونية ال يستايع المشرع االستغناء عنها لمجابهة الجرائ عموما ،ث ظل
هذا االفتراض يستخد في أضيق الحدود وبنصوص قانونية صريحة.1
لقد أصبح الركن المعنوي ضعيفا ،وقد كان لهذا الضعف اعأثر المباشر على قرينة البراءة ،إذ
أصبحت هذه اعأخيرة المكرسة دستوريا موضع خرق صريح جراء الحجية المالقة أو النسبية للمحاضر
المحررة ،ونذكر منها على سبيل المثا ال الحصر القانون رق 16-14المحدد للقواعد المابقة على
الممارسات التجارية ،وكذا القانون رق 13-11المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش ،وهو ما جعل
المتعامل االقتصادي مجب ار على إثبات براءته.
وفي هذا الشأن يرى بعض الفقه الفرنسي ،2أنه إذا أخذنا بمبدأ قرينة البراءة على إاالقها وعد
حل ذي ٍّ
رؤية مثالية إلى حد ما دون رؤية واقعية ،والسيما ٍّ
خضوعها إلى أية حدود ،فسيكون الحصو على ّ
في القانون الجنائي لألعما ،إذ ليس اعأمر كذلك دائما.
من الواضح أن هذه االفتراضات للركن المعنوي في جرائ اعأعما ،القانونية أو القضائية ،تقاو
بشكل خاير للغاية افتراض(قرينة) البراءة .ولكن بما أن هذا اعأخير يأتي من نصوص ذات قيمة أكبر من
القانون والمتمثلة في الدستور ،فليس من الممكن استبعاد مثل هذه اعأحكا .
أوال :افتراض الركن المعنوي في جرائم األعمال وقرينة البراءة في ظل احترام النصوص
الدولية.
بداية يمكن أن نشير إلى أنه ل تت معالجة مسألة صحة قانون يتعارض مع افتراض البراءة ،إذ
أصبح اليو إمكانية للمواان البسيط الوصو إلى المجلس الدستوري ،حتى لو كان بشكل غير مباشر،
يمكن ارح أسئلة في هذا الصدد.
من ناحية أخرى ،تمت دعوة المحكمة اعأوروبية لحقوق اإلنسان للبت في مسألة توافق بعض
القوانين مع المادة 6-2من االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان ،في قضية ساالبياكو " " Salabiakuفي
2أكتوبر.30122
88
0000 00 05
في هذه الحالة ،في 62يوليو 0121كان السيد ساالبياكو الذي عاش في باريس ينتظر ارد قاد
من الزايير وصل إليه على متن اائرة تابعة لشركة ايران زايير ،والتي وفقا له يجب أن تحتوي على بعض
عينات من مواد غذائية افريقية ترسل إليه من خال أحد والديه ،ونظ ار لعد عثوره عليه ذهب إلى مضيفة
ايران الزايير والتي أشارت إليه إلى صندوق مقفل ال ي از متأخ ار ظاهرة عليه قسيمة أمتعة " Air
"Zaïreولكن بدون اس .
وبناء على نصيحة شراة المراقبة بتركها هناك التي من الممكن أن تحتوي على سلع محظورة،
ومع ذلك فقد أخذها واجتاز الجمارك دون صعوبة وقد اختار المرور عبر الممر اعأخضر -المخصص
للمسافرين غير المعنيين بالتصريح لدى مصلحة الجمارك -مع ثالثة زاييرين آخرين قابله هناك للمرة
اعأولى ،ومباشرة بعد ذلك الب من شقيقه " "Lupiaعبر الهاتف اصاحابه في مبنى بالقرب من منزله
لمساعدته بداعي أن اعأمتعة المعنية كانت أثقل مما كان متوقعا.
ث ألقى ضباط الجمارك القبض على السيد " أموسي ساالبياكو" ورفاقه الثالثة ،الذين كانوا
يستعدون لركوب الحافلة التابعة لشركة الخاوط الجوية الفرنسية ،وقد استبعد مواانيه الثالثة الذين استعادوا
حريته على الفور ،واعترف بنفسه كمرسل إليه للصندوق .وت اكتشاف فيه 01كغ من نوع المخدرات
المتمثل في قنب الحشيش" ،"cannabisوادعى أنه ل يكن على عل بوجودها وأنه أخذ بالخاأ للارد
المعلن.
في 31يوليو ،0121اتصلت شركة Air Zaïreبالهاتف بمكان إقامة "أموسي ولوبيا ساالبياكو"،
وأبلغته أن اردا يحمل اس مقد الالب وعنوانه في باريس وصل إلى بروكسل عن اريق الخاأ.
بعد بضعة أيا ،وصل الصندوق المخصص له ،وهو أمر ابيعي تماما ،بحيث ادعى المعني أن هناك
نوعا من الخاأ .ومع ذلك ،فقد حوك أما محكمة ( " Bobigny" (TGEبباريس بفرنسا بتهمة ارتكاب
جريمة االستيراد غير المشروع للمخدرات والجريمة الجمركية لتهريب البضائع المحظورة.1
حيث اعتبرت محكمة " " Bobignyأن مقد الالب مذنب ،والحظت على وجه الخصوص " أن
ما يثبت سوء نية المته هو أنه ل يندهش عندما تبين أن الحقيبة اعأولى التي ت فتحها في حضوره ال
تحتوي على أي مواد غذائية عند وصفه بوضوح ما ادعى توقعه من الزايير .وأن وصو الحقيبة اعأخيرة إلى
بروكسل في ظروف ال يمكن إثباتها وال يمكن لوجودها أن يبدد االفتراضات ( القرائن) الجادة والدقيقة
والمتسقة بما فيه الكفاية في الدخو في اريق اإلدانة " .ونتيجة لذلك ،أصدرت المحكمة حكما بالسجن لمدة
عامين على السيد أموسي ساالبياكو والحظر النهائي على اعأراضي الفرنسية .كما فرض عليه غرامة مالية
قدرها 011 111فرنك فرنسي ،بموجب المخالفة الجمركيةُ ،يدفع إلى إدارة الجمارك ،الارف المدني (المادة
404من قانون الجمارك).
1
Tant du délit pénal d’importation illicite de stupéfiants (articles L. 626, L. 627, L. 629, L. 630-1,
R. 5165 et suivants du code de la santé publique) que du délit douanier d’importation en
contrebande de marchandises prohibées (articles 38, 215, 414, 417, 419 et 435 du code des
douanes, articles 42, 43-1 et suivants, 44 du code pénal).
88
0000 00 05
أصلحت محكمة االستئناف بباريس في 1فبراير 0126هذا القرار جزئيا ،واعترفت بفائدة الشك
فيما يتعلق بالجريمة الجنائية المتمثلة في االستيراد غير المشروع للعقاقير المخدرة إذ جاء في تسبيبها "
"( )...الحقائق ( )...ليست مثبتة بما فيه الكفاية ؛ ( )...في الواقع ،إذا كان ساالبياكو أموسي الذي كان
ينتظر الحصو على عبوة بسياة من الاعا قد استولى على صندوق ثقيل للغاية مغلق من قبل قفل ل
يكن لديه مفاتيحه ،والتي ال تحمل اس المستل والتي ت تزويدها بقسيمة اعأمتعة التي ل يكن لديه القسيمة
المقابلة لها ،كما ثبت أن حقيبة تحمل اسمه تحتوي على اعا وصلت إلى بروكسل بعد يومين من شركة
،Air Zaireقادمة من كينشاسا ،ويبدو أن هذه الحقيبة ت توجيهها عن اريق الخاأ إلى بروكسل أثناء
مقصدها كانت باريس؛ ( )...في هذه الظروف ،ليس من المستحيل أن يعتقد ساالبياكو أموسي ،من خال
االستحواذ على الصندوق ،أنه كان مخصصا له حقا؛ ( )...هناك شك واحد على اعأقل يجب أن يفيده
ويؤدي إلى براءته (." )...
لكنها على العكس من ذلك ،أكد القرار حك المحكمة االبتدائية فيما يتعلق بالجريمة الجمركية
لتهريب البضائع المحظورة ،وجاء في بعض من تسبيبها "( )...أي شخص يحمل بضائع أحضرها إلى
فرنسا دون تصريح للجمارك يعتبر مسؤوال قانونيا ما ل [ ]...يبرر فعال قويا محددا يعفيه منه ،هذه القوة
القاهرة قادرة على أن تنتج فقط عن حدث مستقل عن إرادة اإلنسان وأن هذا لن يستايع التنبؤ أو درءه ()...
اجتاز ساالباكو أموسي الجمارك مع الصندوق وأخبر ضباط الجمارك أنه ملك له؛ ( )...لذلك احتجز هذا
الصندوق الذي يحتوي على مواد مخدرة " ،وهنا أكدت محكمة االستئناف إدانة المعني بغرامة جمركية قدرها
011111فرنك فرنسي ،وت تحديد على اعأقل مدة اإلكراه البدني.
لكن رفضت الغرفة الجنائية لمحكمة النقض هذا االستئناف في 60فبراير ،0123بناء على المادة
316من قانون الجمارك الفرنسي ،والتي بموجبها يعتبر حائز البضائع المغشوشة مسؤوال عن الغش ،حيث
ل يت إلغاء هذا الحك من قبل بعد انضما فرنسا إلى االتفاقية اعأوروبية لحقوق اإلنسان .وهنا ناشد
ساالبياكو لجنة ستراسبورغ التي رفضت الشكوى من وجود انتهاك للمادة ،6-2وكان على المحكمة أيضا
أن تحك بهذا المعنى.
وأشارت في هذه المناسبة إلى أن الدو حرة من حيث المبدأ ،وفي ظل شروط محددة ،في جعل
الجريمة واقعة مادية أو موضوعية تعتبرها في حد ذاتها ،سواء كانت ناتجة عن قصد جنائي أو إهما .ومع
ذلك ،يجب على الدو أال تتجاوز الحدود المعقولة مع مراعاة خاورة القضية والحفاظ على حقوق الدفاع.
يتبين أن المحكمة اعأوروبية تقبل في بعض القضايا الخايرة إمكانية إباا افتراض البراءة ،ولكن من
ّ
المه أن تُحتر حقوق الدفاع احتراما كامال ،أي أن الشخص المعني يمكنه الدفاع عن نفسه بشكل مفيد،
واذا لز اعأمر إثبات عد جدوى االفتراض القانوني .بل أكثر من ذلك ،في حالة التشريع الجمركي ،نكون
بالفعل في وجود قضايا مهمة ،واذا كان اإلجراء متناقضا تماما ،فيمكن قبو االفتراض ضد افتراض
البراءة.1
1
Bernard BOULOC, op.cit, p.465.
88
0000 00 05
1
Ibid.
2
Crim., 21 janv. 1985, Bull. n° 31 ; Crim. 7 mai 1987, Bull. n° 186 ; Crim. 2 mai 1990, Bull. n°
164.
3
Crim, 30 janvier 1989, Bull. n° 33.
4
Crim, 10 février 1992, Bull. n° 62.
5
Crim, 6 novembre 1991, Bull. n° 397.
6
Crim. 9 avr. 1992, Bull. n° 155, Crim. 11 juin 1992, Bull. n° 231.
7
Crim, 16 mars 1993, Bull. n° 115.
88
0000 00 05
في اآلونة اعأخيرة ،بعد أن ألغى قانون 2يوليو 0122المادة 6-321من قانون الجمارك الفرنسي التي
ارح السؤا لمعرفة ما إذا كان كما
تحظر على القضاة اإلفراج عن المخالفين لعد توافر القصد الجنائيُ ،
هو الحا في القواعد الجنائية العامة ،إذا من الضروري إثبات سوء نية الضابط أو إذا كان ينبغي إثبات
حسن النية بسبب قرينة البراءة ؟
كان الرد من القضاء سريعا ،إذ من خال القرار الصادر في 02مارس ،20121قررت محكمة
النقض الفرنسية أن إلغاء المادة 6-321يسمح للمجرمين بتقدي دليل على حسن نيته .
في الواقع ،كان يجب اعتبار حسن النية مفترض .لكن هذا ليس الموقف الذي تبنته محكمة النقض
الفرنسية ،إذ بالنسبة لها دائما ما يعود اعأمر إلى الشخص المعني لتقدي دليل على حسن النية.3
مع بدء نفاذ قانون العقوبات الجديد ،الذي ينص على أن جميع الجنايات والجنح تتالب قصد
يغير المسار ،خاصة من حيث المبدأ تواجد فئة
الرتكابها ،قد يت التساؤ عما إذا كان القضاء ال يمكن أن ّ
1
Bernard BOULOC, op.cit, p.466.
2
Crim. 16 mars 1989, Bull. n° 131, D. 1989, p. 515, note Cl. Berr ; Crim. 3 févr. 1992, Bull. n° 45
; Crim. 3 mai 1993, Bull. n° 161.
3
Bernard BOULOC, op.cit, p.467.
88
0000 00 05
الجرائ المادية في مجا القانون الجنائي لألعما ،إذ من الناحية النظرية ت اختفاؤها مع المادة 331من
قانون التكيف المؤرخ 02ديسمبر .10116
لكن التفاؤ بشأن هذه النقاة ال يمكن أن يكون في محله ،إذ في الواقع أن الغرفة الجنائية اتخذت
موقفا واضحا من خال ق اررين ت صدورهما في 62مايو :20114
فمن خال القرار اعأو ،حكمت على أن االستغال دون ترخيص من منشأة مصنفة تقتضي ضمنا
توافر القصد الجنائي الذي يتالبه القانون ،وذلك بمجرد حدوث خرق لنظا قانوني أو تنظيمي .أما القرار
الثاني في نفس اليو فيتعلق ببيع 22سيارة مستعملة بدون فاتورة.
حتى ذلك الحين ،كان من المقبو أن هذا النوع من الجرائ يشكل جريمة مادية ،3ولكن بسبب
صدور قانون العقوبات الجديد كان يجب على اعأقل أن يكون هناك خاأ الفتراض سوء النية ،ولكن مع ذلك
اكتفت الغرفة الجنائية بالقو أن اكتشاف وجود خرق لشرط قانوني أو تنظيمي يؤدي إلى توافر قصد جنائي
لدى فاعلها .وهو نفس التعليل الذي ت إيجاده من خال القرار الصادر في 06يوليو 0114المتعلق بتنفيذ
أشغا البناء دون تصريح مسبق والجهل بخاة استخدا اعأراضي.4
وهكذا يتبين من خال محكمة النقض الفرنسية أن أي خرق لشرط قانوني أو تنظيمي يؤدي إلى
افتراض القصد الجنائي ،وبالتالي تصبح كلها جرائ مادية .ومن أجل مكافحة هذا االفتراض سيكون بالتالي
التذرع بحسن النية التا والكامل مع أدلة داعمة ،واال سيت افتراض القصد الجنائي الذي يت استنتاجه من
مادية الفعل .ويمكن أن يكون اعأمر مختلفا فقط إذا احتج الشخص المعني بسبب التبرير.5
على أي حا ،يجوز للشخص المعني التصدي لالفتراض القانوني أو الواقعي(القضائي) من خال
االستفادة من جميع أسباب عد المسؤولية :ذاتية مثل االضاراب العقلي أو اإلكراه أو الخاأ ،أو موضوعية
مثل أمر القانون أو أمر السلاة الشرعية أو الدفاع الشرعي أو حالة الضرورة.
ت أحيانا التذرع بحالة الضرورة ،لكن ال يجب المبالغة في ذلك ،وهكذا قررت محكمة النقض
بخصوص جريمة التقليد على أنه ال يمكن تبريرها بفشل المورد .6باإلضافة إلى اعأسباب العامة للتبرير،
يجب االعتراف بأن القضاء قد أقر ببعض أسباب التبرير الخاصة ،حيث قضت محكمة النقض بأن رفض
البيع من قبل تاجر إلى تاجر آخر يمكن تبريره بموجب عقد امتياز حصري ،وحتى من خال عقد توزيع
انتقائي ،مثل هذه العقود تجعل البضاعة غير متاحة قانونيا .7ومن نفس المنالق ،رأت محكمة النقض أن
1
Loi n° 92-1336 du 16 décembre 1992 relative à l'entrée en vigueur du nouveau code pénal et à la
modification de certaines dispositions de droit pénal et de procédure pénale rendue nécessaire par
cette entrée en vigueur.
2
Crim, 25 mai 1994, Bull. n° 203, RSC, 1995, p. 97 , obs. B. BOULOC.
3
Crim. 16 nov. 1987, Bull. n° 408 ; Crim. 3 nov. 1983, Bull. n° 279.
4
Crim, 12 juillet 1994, Bull. n° 280.
5
Bernard BOULOC, op.cit, p.467.
6
Crim. 11 févr. 1982, Bull. n° 56.
7
Crim. 11 juill. 1962, Bull. n° 244 ; Crim. 15 mai 1982, Bull. n° 255.
83
0000 00 05
السعر الذي فرضه منافس يمكن أن يبرر إعادة البيع بخسارة1؛ في مثل هذه الحالة ،يعود اعأمر إلى الارف
المدعي إلثبات عد قانونية هذا السعر.
كذلك من جهة أخرى ،يتبين تأثر السلاة التقديرية للقاضي بافتراض الركن المعنوي ،إذ أن القاضي
وهو يباشر سلاته التقديرية في تابيق القانون ال يستمد هذه السلاة من ذاته ولكنه يستمدها من القاعدة
القانونية التي يقو بتابيقها .وهذا يظهر جليا ،من خال الفقرة اعأولى من المادة 606ق.إ.ج التي تنص":
يجوز إثبات الجرائ بأي اريق من ارق اإلثبات ماعدا اعأحوا التي ينص فيها القانون على غير ذلك،
وللقاضي أن يصدر حكمه تبعا القتناعه الخاص".
وعليه ،فإن التصريح بمنع القاضي من تبرئة المخالفين بحسب نواياه ال يمس قرينة البراءة
فحسب ،وانما يمس كذلك بالسلاة التقديرية للقاضي ُفيعدمها ،كون أنه بتحقق ماديات الجريمة ال يسع
القاضي إال التصريح بإدانة المته الماثل أمامه ،ولو توفرت لديه من الدالئل في ملف الدعوى ما يمكن أن
يبرئ به المته باس القانون لو أن القواعد العامة قد اُتبعت في ذلك.
ويؤكد في ذلك ،2أن عد اعأخذ بالركن المعنوي في الجرائ الجمركية فيه إخال بما يمليه القانون
على القاضي ،أو الهيئة القضائية المشكلة من تشكيلة جماعية ،والتي ُيالب فيها من القضاة الرجوع إلى
ضمائره عند اإلدالء بأحكامه في موضوع إدانة المته ،3واإلجابة عن مدى اقتناعه الشخصي بارتكاب
المته للجر المنسوب إليه ،خصوصا في الجرائ الموصوفة بأنها جناية وباعأخص بعد التعديل الجديد الوارد
في اعأمر 12/12المتعلق بمكافحة التهريب ،4الذي جعل من بعض جرائ التهريب جنايات ،بعدما كان
قانون الجمارك ُي ّ
كيفها مابين مخالفات وجنح فقط.
فإلى أي قاعدة يستند القضاة ،وسلاة االقتناع الشخصي تتأرجح مابين اإلاالق والحظر في ظل
التناقض الواضح بين أحكا نصوص آمرة صريحة وواجبة التابيق؟
1
Crim. 11 juill. 1991, Bull. n° 117 et 121 ; Crim. 17 janv. 1994, Bull. n° 22.
مفترراح لعيررد ،الج ررائ الجمركيررة فرري القررانون الج ازئررري ،رسررالة دكترروراه ،كليررة الحقرروق والعلررو السياسررية ،جامعررة أبررو بكررر بلقايررد، 2
التي بها قد وصلوا إلى اقتناعه ،وال يرس له قواعد بها يتعين عليه أن يخضعوا لها على اعأخرص تقردير تمرا أو كفايرة دليرل مرا،
ولكنرره يررأمره أن يسررألوا أنفسرره فرري صررمت وترردبر ،وأن يبحث روا بررإخالص ضررمائره فرري أي تررأثير قررد أحدثترره فرري إدراكه ر اعأدلررة
المسندة إلى المته وأوجه الدفاع عنها ول يضع له القانون سوى هذا السؤا الذي يتضمن كرل ناراق واجبراته ( :هرل لرديك اقتنراع
شخصي ؟).
4
اعأمر رق 12-12مؤرخ في 63أوت ،6112يتعلق بمكافحة التهريب ،ج.ر ،عدد ،21المؤرخ في 62غشت ،6112
المعد والمتم .
88
0000 00 05
الخاتمة:
إذا كان من المبادئ اعأساسية في التشريعات المعاصرة أنه ال جريمة بدون ركن معنوي ،إال أنه في
جرائ اعأعما له خصوصية ،وذلك راجع لابيعتها الخاصة التي استوجبت الخروج عن القواعد العامة
المقررة للركن المعنوي في غيرها من الجرائ ،وتالبت إضعاف الركن المعنوي وعد التشدد في إثباته.
ولت حقيق ذلك البد من أن نعاي أهمية عند صياغة النصوص الجزائية في جرائ اعأعما ببيان
الركن المعنوي – عند اشترااه – وعد السكوت ،وذلك بهدف تقييد سلاة القاضي الجنائي في هذا المجا
احتراما لقاعدة ( ال افتراض إال بنص).
ونوصي كذلك بضرورة التفرقة بين افتراض العل بالجريمة بين المهني وبين المواان العادي ،الذي
يجهل في أغلب اعأحيان ما ينص عليه التشريع الجمركي خاصة وجرائ اعأعما عامة ،بسبب كثرة القوانين
والنصوص التنظيمية.
وصفوة الكال ،تظهر كمبدأ عا قرينة البراءة في القانون الجنائي لألعما ،لكن القانون و/أو
ا لقضاء يمكن أن يتعارض مع هذه القرينة من خال إصدار افتراضات معاكسة يمكن التصدي لها إلى حد
كبير من خال إثبات حسن النية وجميع أسباب التبرير ،حتى من خال أسباب تبرير خاصة يت إصدارها
تدريجيا من القضاء ليأخذ في االعتبار واقع اعأعما .
-3فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري ،الحقوق الفكرية ،حقوق الملكية الصناعية
والتجارية ،حقوق الملكية اعأدبية والفنية ،ابن خلدون للنشر والتوزيع ،الجزائر.6112 ،
-4محمود داوود يعقوب ،المسؤولية الجزائية في القانون االقتصادي ،ط ،6.منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت ،لبنان.6112 ،
ب – الرسائل والمذكرات:
-1ابن خليفة سميرة ،القاضي الجزائي والجريمة االقتصادية ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو
السياسية ،جامعة الجياللي اليابس ،سيدي بلعباس ،الجزائر.6102-6102 ،
999
0000 00 05
-6بن فريحة رشيد ،خصوصية التجري والعقاب في القانون الجنائي لألعما ،جرائ الشركات التجارية
نموذجا ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر-6102 ،
6102.
-3بن قري سفيان ،إزالة تجري قانون اعأعما ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو ،الجزائر6101.-6102 ،
-4مفتاح لعيد ،الجرائ الجمركية في القانون الجزائري ،رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة
أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر6106.-6100 ،
-2وهراني إيمان ،اآلليات القانونية لحماية المصلحة االقتصادية العامة ،أاروحة دكتوراه ،كلية الحقوق
والعلو السياسية ،جامعة أبو بكر بلقا يد ،تلمسان ،الجزائر.6102-6102 ،
ج –المقاالت:
-0التيجاني فاتح محمد »،العقوبة في جرائ الشيك المادة 324من قانون العقوبات « ،مجلة المحكمة
العليا ،عدد خاص ،ج ،6116 ،6.ص ص.31-62.
-6حزاب نادية » ،خصوصية الركن المعنوي في الجرائ االقتصادية « ،مجلة المنار للبحوث والدراسات
القانونية والسياسية ،كلية الحقوق والعلو السياسية ،جامعة يحي فارس ،المدية ،الجزائر ،العدد ،3ديسمبر
،6102ص ص.622-623.
-3هاني منور ،بوشي يوسف » ،االفتراض القضائي للركن المعنوي في القانون الجنائي االقتصادي«،
مجلة العلو القانونية والسياسية ،جامعة الوادي ،الجزائر ،المجلد ،01العدد ،13ديسمبر ،6101ص ص.
.023-024
د – النصوص القانونية:
-0اعأمر 022-22المؤرخ في 12يونيو ،0122المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،المعد والمتم ،
ج.ر ،عدد ،42المؤرخ في 01يونيو .0122
-6اعأمر رق 022-22المؤرخ في 2يونيو سنة ،0122المتضمن قانون العقوبات ،ج ر ،العدد ،41
المؤرخ في 00يونيو سنة ،0122المعد والمتم .
-3القانون 12-21المؤرخ في 60يوليو ،0121المتضمن قانون الجمارك ،ج ر ،العدد ،31المؤرخ في
64يوليو ،0121المعد والمتم بالقانون رق 14-02المؤرخ في 02فبراير ،6102ج ر ،العدد ،00
المؤرخ في 01فبراير .6102
-4اعأمر 66-12المؤرخ في 11جويلية ،0112يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظي الخاصين بالصرف
وحركة رؤوس اعأموا من والى الخارج ،ج.ر ،عدد ،43المؤرخ 01جويلية ،0112المعد والمتم .
-2اعأمر رق 12-13المؤرخ في 01يوليو 6113المتعلق بالعالمات ،ج.ر ،عدد ،44المؤرخ في 63
يوليو .6113
999
0000 00 05
، يحدد القواعد المابقة على الممارسات التجارية،6114 يونيو سنة63 ِمؤرخ في16-14 القانون رق-2
.6114 يونيو سنة62 المؤرخ في،40 عدد،ر.ج
المؤرخ في،21 عدد،ر. ج، يتعلق بمكافحة التهريب،6112 أوت63 مؤرخ في12-12 اعأمر رق-2
. المعد والمتم،6112 غشت62
عدد،ر. ج،6111 فبراير02 المؤرخ في، المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش13-11 القانون رق-8
.6111 مارس2 المؤرخ في،02
:ه – اإلجتهاد القضائي
،0114 المجلة القضائية لسنة،0111-31-61 تاريخ،22402 رق،قرار المحكمة العليا الجزائرية-0
.0 العدد
،0111 المجلة القضائية لسنة،0112-06-04 تاريخ،013341 رق،قرار المحكمة العليا الجزائرية-6
6. العدد
0112.-06-04 تاريخ،013216 رق،قرار المحكمة العليا الجزائرية-3
عدد، مجلة المحكمة العليا،601311 تحت رق،0111-2-62 ،قرار المحكمة العليا الجزائرية-4
.6116 ،6. ج،خاص
مجلة، الغرفة التجارية والبحرية،6116-6-2 تاريخ،620611 رق،قرار المحكمة العليا الجزائرية-2
.0 العدد،6113 ،المحكمة العليا
. المراجع باللغة الفرنسية:ثانيا
A –Articles:
1- Yavonne MULLER-LAGARDE, « La bonne foi : « Peau de chagrin » du
droit pénal des affaires», Gaz. Pal., 17 mars 2009,n° 76, p.26.
2- G. ROYER, «Le gérant qui ne justifie pas de l’affectation des biens de la
société est présumé les avoir utilisés dans son intérêt personnel», note sous Crim.
24 septembre 2008, AJ Pénal 2008, p.506.
3- C. MASCALA, «Droit pénal des affaires», avril 2008 – mai 2009 (25), D.
2009, pp.1723-1730.
4- Bernard BOULOC, «Présomption d'innocence et droit pénal des affaires»,
Revue de science criminelle et de droit pénal comparé, 1995, pp.465-469.
B –Jurisprudence:
Crim. 11 juill. 1962, Bull. Crim. n° 244 ;
Crim. 11 févr. 1982, Bull. Crim. n° 56.
Crim. 15 mai 1982, Bull. Crim. n° 255.
Crim. 3 nov. 1983, Bull. Crim. n° 279.
Crim., 21 janv. 1985, Bull. Crim. n° 31 ;
Crim. 7 mai 1987, Bull. Crim. n° 186 ;
Crim. 16 nov. 1987, Bull. Crim. n° 408 ;
CEDH, 7 octobre 1988, Salabiaku contre France, n° 10519/83, Rev. Sc.
Crim. 1989, p. 167, obs. TEITGEN.
999
0000 00 05
998