You are on page 1of 12

‫المسؤولية الجنائية في إطار عالقات العمل الفردية على ضوء‬

‫القانون الجزائري‪.‬‬

‫الدكتورة ‪ :‬مجدوب نوال ‪.‬‬


‫تخصص ‪ :‬القانون الجنائي لألعمال ‪.‬‬
‫الوظيفة ‪ :‬أستاذة بكلية الحقوق و العلوم السياسية ‪.‬‬
‫جامعة أبوبكر بلقايد – تلمسان ‪.‬‬
‫‪ doctrmedjdoub@gmail.com‬البريد االلكتروني ‪:‬‬

‫مقدم ـ ـ ــة ‪:‬‬


‫يقصــد باملســؤولية الجزائيــة ملرتكب الجريمــة اإلجتماعيــة صــالحيةـ الشــخص الجــاني لتلقي‬
‫العقوبــة الــتي يقرهــا القــانون ‪ ،‬أو هي صــالحية و قابليــة الشــخص ألن يكــون محــل مســائلة‬
‫جنائية ‪.‬‬
‫و نظ ــرا لوج ــود إنتهاك ــات في إط ــار عالق ــات العم ــل س ــواء الفردي ــة منه ــا أو الجماعي ــة ‪ ،‬ك ــان‬
‫لزامــا أن يكــون هنــاك تــدخل جنــائي في محيــط العمــل ‪ ،‬لبســط معــالم الحمايــة الجنائيــة من‬
‫أجل كبح جماح كل معتد على تشريع العمل ‪.‬‬
‫و ق ــد ك ــانت املس ــؤولية الجنائي ــة مبني ــة على أس ــاس الخط ــأ الشخص ي ثم ــرة تط ــور املف ــاهيم‬
‫الجزائي ـ ــة إس ـ ــتغرق حقب ـ ــة من ال ـ ــزمن إنتهت في أواخ ـ ــر الق ـ ــرن التاس ـ ــع عش ـ ــر إلى اإلق ـ ــرار‬
‫باملسؤولية الشخصية و فردية العقوبة ‪.‬‬
‫و على هذا األساس يمكننا طرح اإلشكال الذي يثيره املوضوع كالتالي ‪:‬‬
‫هل يعد الخطأ الشخصي املرتكب في إطار عالقة العمل أساسا للمسؤولية الجنائيةـ ؟ ‪،‬‬
‫و إلى أي مدى يصل نطاق املسؤولية الجنائيةـ في إطار عالقات العمل ؟‪.‬‬
‫و ستتم اإلجابة عن اإلشكال السابق من خالل املحورين التالين ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املسؤولية الجزائية عن الخطأ الشخصي ‪.‬‬
‫‪ .‬املبحث الثاني ‪ :‬املسؤولية الجزائية عن فعل الغير‬

‫املبحث األول ‪ :‬املسؤولية الجزائية عن الخطأ الشخصي‬


‫بعـ ــد أن كـ ــانت املسـ ــؤولية الجزائيـ ــة قائمـ ــة على أسـ ــاس الخطـ ــأ الشخص ي ‪ ،‬جـ ــاءت الثـ ــورة‬
‫الصـناعيةـ بخطـوات لم تكن في حسـبان املشـرعين ‪ ،‬السـيما املشـرع الفرنسي حيث أحـدثت‬
‫تغييرات جدرية في وسائل اإلنتاج ‪ ،‬و في تسيير اآللة بما فيه عالقة صاحب العمـل بالعمـال‬
‫‪.‬‬
‫و ك ـ ــل ذل ـ ــك أدى إلنتق ـ ــال املس ـ ــؤولية الجنائي ـ ــة من مفهومه ـ ــا الض ـ ــيق الق ـ ــائم على أس ـ ــاس‬
‫الشخصية و الفردية و القائمة على أساس الخطأ الشخصي إلى مفهـوم وضــعي جديـد مبـني‬
‫على أساس ضمان املخاطر دون الحاجة إلثبات الخطأ لدى‪  ‬مسبب الضرر‪.‬‬
‫و إذا كان من بين أهم املبادئ التي يقوم عليها التشريع العقابي مبدأ شخصيةـ العقوبــة ممــا‬
‫يتطلب معــه تحديــد املقصــود باملبــدأ و مــدى عالقتــه باملســائلة الجنائي ـةـ ‪ ،‬و هــو مــا ســيكون‬
‫محل تحليلـ من خالل النقاط التالية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مفهوم املسؤولية عن الخطأ الشخصي في عالقات العمل‪.‬‬
‫و يقص ـ ــد باملس ـ ــؤولية الجنائي ـ ــة عن الفع ـ ــل الشخص ي في الجريم ـ ــة اإلجتماعي ـ ــة ص ـ ــالحية‬
‫الجــاني بغض النظــر عن صــفته عامــل أو صــاحب عمــل لتلقي الجــزاء الــذي يرتبــه القــانون ‪،‬‬
‫أو هي إلتزام أحد أطراف عالقة العمل بالخضوع لألثر الذي يقــره التشــريع الجنــائي للعمــل‬
‫كعقوبة إلرتكابه جريمة إجتماعية بخطئه الشخصي‪.‬‬
‫تتجلىـ صور اإلجرام اإلجتماعي املرتكب في حق العامل في مايلي‬
‫‪ -1‬مخالفة األحكام املرتبطة باألجور‪ : ‬و يكــون ذلــك من خالل لجــوء رب العمــل إلى رســم‬
‫نـوع من التمـايز بين الجنسـين في إسـتحقاق األجـور ‪ ،‬أو من خالل دفـع أجـر أدنى من األجـر‬
‫الوط ــني املض ــمون ‪ ،‬أو من خالل اإلحج ــام عن مس ــك دف ــاتر األج ــور املنص ــوص عليه ــا من‬
‫خالل نص املادة ‪ 154‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.96/98‬‬
‫و من أج ــل ض ــمان مراع ــاة املس ــتخدم لتش ــريع العم ــل املتعل ــق ب ــاألجور تم إس ــتحداث جه ــاز‬
‫يختص بمراقب ـ ــة تط ـ ــبيق األحك ـ ــام التش ـ ــريعية و التنظيمي ـ ــة املتعلق ـ ــة بعالق ـ ــات العم ـ ــل و‬
‫املتجســد أساســا في مفتشــية العمــل ‪ ،‬هــذا الجهــاز الــذي يســهر بمــوجب الصــالحيات املخولــة‬
‫ل ــه على التحقــق من إحــترام املس ــتخدم لجميــع حقــوق العم ــال و حمايته ــا و ع ــدم اإلنتقــاص‬
‫منها‪.‬‬
‫‪-2‬جريمة تشغيل األطفال دون السن القانوني للتشغيل‪ ‬إذ تعــد هــذه الجريمــة من أخطــر‬
‫الجــرائم‪  ‬الــتي تمس بكيــان الطفولــة و تــؤثر على النظــام القــانوني للتشــغيل بإقحــام القصــر‬
‫دون السن القانونية في ميدان الشغل رغم نقص تجربتهم و عدم الدراية الكافية بمخــاطر‬
‫التشغيل و تتجلى العناصر أو األركان املقومة للجريمة في مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الـ ــركن املفـ ــترض‪ ‬أين يشـ ــترط أن تـ ــرتكب الجريمـ ــة في حـ ــق األطفـ ــال بإعتبـ ــار أن الطفـ ــل‬
‫بطبيعتهـ التكوينيـة عنصـر ضـعيف في املجتمـع من الناحيـة البدنيـةـ و العقليـة ‪ ،‬الشـيئ الـذي‬
‫يجعل ــه عرض ــة لإلس ــتغالل من ط ــرف أص ــحاب العم ــل ال ــذين يرتكب ــون ج ــريمتهم بس ــهولة‬
‫إدراكا منهم بإستطاعتهم خـداع املجـني عليــه أين تســلب طفولتــه و براءتـه في ســن مبكـرة هـو‬
‫أحوج فيها إلى الراحة و التعلم و كل ما يناسب عمره ‪.‬‬
‫و يش ــترط أيض ــا أن تك ــون للج ــاني ص ــفة املس ــتخدم ‪ ،‬و يقص ــد ب ــه ك ــل ش ــخص ط ــبيعي أو‬
‫معنوي يبرم عقد عمل مع العامل‪.‬‬
‫الـ ـ ــركن املادي‪ : ‬و يجلى السـ ـ ــلوك املادي في جريمـ ـ ــة اإلسـ ـ ــتخدام قبـ ـ ـلـ الحـ ـ ــد األدنى لسـ ـ ــن‬
‫التشـ ــغيل في قيـ ــام املسـ ــتخدم بتشـ ــغيل الحـ ــدث الـ ــذي لم يتجـ ــاوز سـ ــنه الحـ ــد األدنى لسـ ــن‬
‫التشــغيل لديــه و تحت إشــرافه بعــوض‪ ،‬و من ذلــك أيضــا تــدريب الحــدث الــذي لم يتجــاوزـ‬
‫سنه سن التدريب املحدد ‪.‬‬
‫‪-3‬جريمة عدم إجراء الفحص الطبي‪ ‬إذ تقوم هذه الجريمة بمجـرد إحجــام املســتخدم عن‬
‫توقيــع الكشــف الصــحي اإلبتــدائي و الــدوري على نفقتــه و إثباتــه بالبطاقــة الصــحية ‪ ،‬و كــل‬
‫نشـ ــاط يتعلـ ــق بحف ــظ صـ ــحة و سـ ــالمة و نظافـ ــة و أمن العامـ ــل من توفـ ــير العالج و توفـ ــير‬
‫اإلسعافات األولية و أدوات الوقاية الشخصية و التدريب عليها و توفير التهوية و اإلضــاءة‬
‫و املياه النقية و دورات املياه ‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم وجبة صحيةـ متوازنة ‪.‬‬
‫‪ -4‬جريم ة ع دم إح ترام س اعات العم ل القانونية‪ ‬تقـ ــوم هـ ــذه الجريمـ ــة من خالل قيـ ــام‬
‫املســتخدم أو صــاحب العمــل بخــرق األحكــام القانونيــة املتعلقــة بســاعات العمــل ‪ ،‬من خالل‬
‫تش ــغيل العم ــال خالل ف ــترة اللي ــل ‪ ،‬و هي الف ــترة بين غ ــروب الش ــمس إلى غاي ــة ش ــروقها في‬
‫اليوم التالي ‪.‬‬
‫و قد حدد املشرع الجزائري العمل الليلي أنـه تلـك الفـترة املمتـدة بين السـاعة التاسـعة ليال‬
‫و السـاعة الخامســة صــباحا طبقــا لنص املادة ‪ 32‬من القــانون رقم ‪ 90/11‬املتعلــق بعالقــات‬
‫العمل الجزائري‪.‬ـ‬
‫و يـ ــدخل ضـ ــمن الجـ ــرائم اإلجتماعيـ ــة الجـ ــرائم املرتكبـ ــة في حـ ــق املراة العاملـ ــة و من ذلـ ــك‬
‫تشــغيل النســاء في أشــغال غــير صــحية أو خطــرة مــع تعنيفهــا أو حرمانهــا من حقهــا في إجــازة‬
‫الحمل أو الوضع ‪.‬‬
‫كــان هــذا عن مفهــوم املســؤولية الجزائيــة عن الفعــل الشخصي و الــذي كــان يحكم جــرائم‬
‫العمل تقديسا ملبدأ الشخصية ‪ ،‬و تبقى اإلشارة إلى املبدأ ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أساس املسؤولية الجنائيةـ عن الفعل الشخصي‬
‫لم يحدد املشرع الجزائري األساس الذي تقوم عليه هذه املسؤولية ‪ ،‬مما فتحـ الباب أمــام‬
‫اإلجتهادات القضائية للبحث عن األساس الذي تقوم عليه هذه املسؤولية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األساس الفقهي‬
‫ال تقــوم املســؤولية الجنائيــة عن الفعــل أو الخطــأ الشخصي إال بتــوافر ثالثــة عناصــر يمكن‬
‫إجمالها فيمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إتيان سلوك مادي من طرف الجاني أي أحد أطراف عالقة العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في إتيان السلوك أي وجود قصد جنائي لدى أحد أطراف العالقة أي الجاني‬
‫‪ -‬العلم بعدم مشروعية السلوك أي علم الجاني بمخالفة القانون ‪.‬‬
‫وبالتالي بتوافر هذه الشروط يكون الشخص مسائل جنائيا على أساس الخطأ الشخصي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األساس القانوني‬
‫تبنى املشرع املسؤولية مبدأ املسؤولية على أساس الخطأ الشخصي و يتضح ذلك جليا من‬
‫خالل النصوص القانونية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 57‬من الق ـ ـ ــانون رقم ‪ 90/02‬املؤرخ في ‪ 06‬ف ـ ـ ــبراير ‪ 1990‬و املتعل ـ ـ ــق بالوقاي ـ ـ ــة من‬
‫النزاعات الجماعية في العمل و تسويتها و مممارسة حق اإلضراب ‪ ،‬و التي تعاقب بــالحبس‬
‫من ثماني ــة أي ــام إلى ش ــهرين و بغرام ــة من ‪50‬دج – ‪ 2000‬دج أو بإح ــدى ه ــاتين العقوب ــتين‬
‫كل من يمس بحق اإلضراب ‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪ 24‬من الق ــانون رقم ‪ 90/03‬و ال ــتي تع ــاقب ك ــل من يعرق ــل مفتش العم ــل في إط ــار‬
‫أداء مهامه ‪.‬‬
‫و يأخذ على العقوبة املوقعة على الجاني أنها غـير رادعـة ‪ ،‬إذ ال يمكن تصـور تحقيـق الـردع‬
‫الكافي مادام أن الجزاء ال يترك أثره لدى املخالف ‪.‬‬
‫و إذا كــان األصــل أن املســؤولية تقــوم على أســاس الخطــأ الشخصي إال أن الضــرورة دفعت‬
‫للخروجـ عن هذا األصل ‪ ،‬و هو ما ستتم دراسته في مايلي ‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬املسؤولية الجنائيةـ عن فعل الغير‪  ‬‬
‫ظهــرت املســؤولية املدنيــة عن فعــل الغــير في القــانون املدني أي مســؤولية الشــخص عن كــل‬
‫ما يوجد تحت حراسـته على أسـاس أن الخطـأ الشخصي مفـترض فيـه ‪ ،‬مؤسسـة على مبـدأ‬
‫مفاده وجوب التعويض عن الضـرر الـذي يحدثـه من هم تحت رقابـة ‪ ،‬من منطلـق أنهم إمـا‬
‫قص ــروا في الرقاب ــة أو أخط ــؤوا في اإلدارة ‪ ،‬م ــع إمكاني ــة املكل ــف بالرقاب ــة من التخلص م ــتى‬
‫أثبت أنه قام بواجب الرقابة ‪.‬‬
‫و قــد تــأثر املشــرع العقــابي بتلــك التطــورات الطارئــة على املســؤولية املدنيــة ‪ ،‬ممــا دفعــه إلى‬
‫تبني نوعا جديدا من املسؤولية الجنائية عن فعل الغير بعد أن جردها من الطـابع الجـزائي‬
‫مؤسسا لها على خطأ املستخدم أو املشرف ‪.‬‬
‫و بالت ــالي ظه ــرت مس ــؤولية رب العم ــل عن الج ــرائم ال ــتي يرتكبه ــا العم ــال أو الت ــابعون ‪ ،‬و‬
‫يرج ــع مه ــد التط ــورات ال ــتي عرفته ــا املس ــؤولية الجزائي ــة إلى القض ــاء الفرنس ي من ــذ الق ــرن‬
‫التاسـ ـ ــع عشـ ـ ــر ‪ ،‬مؤكـ ـ ــدا على طابعهـ ـ ــا الخصوص ي كونهـ ـ ــا تشـ ـ ــكل خروجـ ـ ــا على شخصـ ـ ــيةـ‬
‫املسؤولية ‪ ،‬ثم أخذ بها التشريع الفرنسي و شيئا فشيئا بدأ يتوسع فيها ‪.‬‬
‫و على ه ــذا األس ــاس س ــيتم تحدي ــد الح ــاالت ال ــتي يك ــون فيه ــا الش ــخص مس ــؤوال جنائي ــا عن‬
‫فعـ ــل غـ ــيره من خالل تحديـ ــد أسـ ــاس املسـ ــؤولية الجنائي ـ ـةـ عن فعـ ــل الغـ ــير (أوال) و أنـ ــواع‬
‫املسؤولية‪  ‬الجنائية عن فعل الغير(ـ ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أساس املسؤولية الجنائية عن فعل الغير‬
‫لم يح ــدد املش ــرع ش ــروط مس ــائلة الش ــخص جنائي ــا عن فع ــل غ ــيره ‪ ،‬مم ــا يحتم الع ــودة إلى‬
‫اإلجتهادات الفقهية ‪ ،‬مع تبيان تطبيقات القضاء و موقف املشرع الجزائري‪.‬ـ‬
‫أ‪ -‬األساس الفقهي‬
‫من خالل النص ــوص القانوني ــة و األحك ــام القض ــائية و بالخص ــوص الفرنس ــية و ال ــتي توق ــع‬
‫على عـاتق رب العمـل أو املتبـوع النتـائجـ الجزائيـة املترتبـةـ عن األفعـال الجرميـة الـتي يرتكبهـا‬
‫العام ــل أو األج ــير يمكنن ــا تبي ــان األفع ــال الجرمي ــة ال ــتي يرتكبه ــا العام ــل أو األج ــير و من ثم‬
‫تبيان أهم الشروط املقومة للمسؤولية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬إرتكــاب جريمــة من التــابع أي العامــل أو األجــير ‪ ،‬و يعــد هــذا الشــرط األســاس املوضــوعي‬
‫لقي ــام ه ــذه املس ــؤولية ‪ ،‬و باإلس ــتناد إلى األحك ــام القض ــائية الفرنس ــية ف ــإن املس ــؤولية عن‬
‫فع ـ ــل الغ ـ ــير ال تق ـ ــوم إال في إط ـ ــار املهن املنظم ـ ــة أين يق ـ ــع على ص ـ ــاحب املؤسس ـ ــة اإلل ـ ــتزام‬
‫بضمان إحترام األنظمة ‪ ،‬و يستوي في ذلك أن تكون الجريمة عمدية أو غير عمدية ‪.‬‬
‫مع اإلشـارة أن مسـائلة رئيس املؤسسـة جنائيـا ال تمنـع من إقامـة املسـؤولية الجنائيـة للتـابع‬
‫أو العامل لكونه فاعل مادي ‪ ،‬السيما في حالة إرتكابهما أخطاء مختلفة ‪.‬‬
‫كمــا أنــه يمكن مســائلة رب العمــل لوحــده مــتى كــان العامــل أو األجــير مجــرد أداة بين يديــه ‪،‬‬
‫و من ذلك تعرضه لإلكراه ‪.....‬ـ‬
‫و من ذلك إهمال أحد العاملين في شركة‪ Sidco ‬للحفريات إلى وقوع آلة حادة على زميله‪     ‬‬
‫الحف ــار ووفات ــه ‪ ،‬فق ــد قض ــت محكم ــة الش ــارقة بح ــق ورث ــة املت ــوفي في الرج ــوع على العام ــل‬
‫املتس ــبب في القت ــل الخط ــأ و على رب العم ــل عمال بمب ــدأ مس ــؤولية الت ــابع جنائي ــا عن فع ــل‬
‫الغير‪. ‬‬
‫كم ــا توب ــع في فرنس ــا ص ــيدلي و أدين بس ــبب مخالف ــة التش ــريع الص ــيدالني من ط ــرف الق ــائم‬
‫بتحضير الدواء ‪.‬‬
‫‪ -‬إرتك ــاب الت ــابع خط ــأ يض ــر ب ــالغير ‪:‬فق ــد قض ي في فرنس ــا بمس ــائلة رب العم ــل في مواجه ــة‬
‫الغير عن تصرفات العامل طاملا أن تصرفه كان في نطاق العمــل ‪ ،‬حـتى و لـو تجــاوز ســلطته‬
‫شريطة أن يكون ذلك في إطار أداء مهامه ‪.‬‬
‫و على ه ـ ــذا األس ـ ــاس فالخطـ ــأ األجن ـ ــبي عن عالق ـ ــة العم ـ ــل ال يمكن أن يك ـ ــون س ـ ــببا لقي ـ ــام‬
‫املسؤولية الجنائيةـ لرب العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬إرتكـ ـ ــاب الخطـ ـ ــأ من طـ ـ ــرف املتبـ ـ ــوع أو من طـ ـ ــرف صـ ـ ــاحب العمـ ـ ــل إذ يشـ ـ ــترط إلسـ ـ ــناد‬
‫املس ـ ــؤولية الجنائي ـ ـةـ عن فع ـ ــل الغ ـ ــير إلى ص ـ ــاحب العم ـ ــل إرتكاب ـ ــه لخط ـ ــأ جن ـ ــائي يتجلىـ في‬
‫اإلهمــال أو الرعونــة أو عــدم اإلحتيــاط أو عــدم مراعــاة األنظمــة ‪،‬و من ذلــك عــدم مراعــاة‬
‫صاحب العمل لشروط الصحة و سالمة العمال ‪.‬‬
‫مع اإلشارة أنه متى ثبت مخالفة رب العمـل لشـروط األنظمـة فـإن القصـد الجنـائي مفـترض‬
‫فيه ‪ ،‬مما يترتب عنه إعفاء النيابة العامة من إثباته ‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم إنابــة صــاحب العمــل ســلطاته لشــخص آخــر ‪ ،‬أي عــدم تفــويض صــاحب العمــل مهــام‬
‫الرقابــة و اإلشــراف على العمــل لشــخص آخــر ‪ ،‬و لــو أن القضــاء الفرنسي إعتــبره مســؤوال‬
‫جنائيــا رغم وجــود التفــويض ‪ ،‬كونــه مالــك املؤسســة ‪ ،‬مــع اإلشــارة أنــه ال يجــوز التفــويض‬
‫في املهام التي يجعلها صاحب العمل حكرا عليه دون سواه ‪.‬‬
‫و لــو أنــه يمكن لــرب العمــل التنص ـلـ من املســؤولية الجنائيــة مــتى أثبت أنــه وضــع على رأس‬
‫املصــلحة محــل إرتكــاب املخالفــة شــخص ذو كفــاءة عاليــة ‪ ،‬مــع توفــيره لكــل وســائل الرقابــة‪،‬‬
‫شريطة أن يكون التفويض سابقا على إرتكاب املخالفة ‪.‬‬
‫و من أجــل تفــادي الوقــوع في لبس حــول التفــويض و نطاقــه و حــدوده باإلضــافة إلى صــحته‬
‫و بعده الزمني يستحسن أن يكون مكتوبا مع العلم أن اإلشـارة ملنصـب العمــل في اإلتفاقيـة‬
‫الجماعية للعمل ال يشكل دليال على قيام التفويض ‪.‬‬
‫و بالتــالي فإنــه في حالــة وجــود تفــويض فــإن املفــوض يســأل دون صــاحب العمــل‪ ،‬إال أنــه في‬
‫حال ــة قي ــام ص ــاحب العم ــل بتفويض ــين لنفس العم ــل فإن ــه يس ــأل وح ــده جنائي ــا ألن وج ــود‬
‫مفوضين من شأنه عرقلة كل منهما‪.‬‬
‫ب‪ -‬األساس القانوني‬
‫يتجلىـ األس ـ ــاس الق ـ ــانوني للمس ـ ــؤولية الجنائي ـ ــة عن فع ـ ــل الغ ـ ــير من خالل نص املادة ‪144‬‬
‫مكـ ـ ــرر ‪ 01‬من قـ ـ ــانون العقوبـ ـ ــات الجزائـ ـ ــري و املتعلقـ ـ ــة باملسـ ـ ــؤولية الجنائيـ ـ ــة ملسـ ـ ــؤولي‬
‫النشـ ـ ــرية ‪ ،‬و مسـ ـ ــؤولي تحريرهـ ـ ــا عن جنحـ ـ ــة اإلسـ ـ ــاءة إلى رئيس الجمهوريـ ـ ــة عن طريـ ـ ــق‬
‫النش ــريات ‪،‬إذ يش ــكل نص املادة األس ــاس الق ــانوني للمس ــؤولية الجنائي ــة عن فع ــل الغ ــير في‬
‫قانون العقوبات و التي تبناها املشرع الجزائري من املشرع الفرنسي ‪.‬‬
‫و من ثم يتجلى األســاس القــانوني للمســؤولية الجنائيــة عن فعــل الغــير في التشــريع الجنــائي‬
‫للعمـل من خالل نص املادة ‪ 36/02‬من القـانون رقم ‪، 88/07‬و الـتي تنص على أنـه " عنـدما‬
‫تنسب املخالفات إلى العمال فإنهــا تعتـبر من فعــل املســير إذا لم يتخــذ اإلجـراءات الضـروريةـ‬
‫بغ ــرض إح ــترام التعليم ــات القانوني ــة في مج ــال الوقاي ــة الص ــحية و األمن و طب العم ــل ‪ ،‬و‬
‫لم يتخــذ العقوبــات التأديبيــة على مرتكــبي هــذه املخالفــات "‪،‬و أضــافت ذات املادة في فقرتهــا‬
‫الثالثة أنه ال يسأل املسير متى إرتكبت هذه املخالفات عمدا من طرف العمال ‪.‬‬
‫باإلضــافة إلى نص املادة ‪ 30‬من القــانون رقم ‪ 05/08‬املتعلــق بالصــحة و أمن العمــل و الــتي‬
‫إعتـ ــبرت املسـ ــير مسـ ــؤول جنائيـ ــا عن كـ ــل املصـ ــالح الـ ــتي تـ ــدخل في إطـ ــار إختصاصـ ــه في كـ ــل‬
‫املســائل املتعلقــة بمخالفــة أحكــام الصــحة و أمن العمــل ‪،‬ممــا يتضــح معــه أنــواع املســؤولية‬
‫الجنائية عن فعل الغير و التي سيتم توضيحها من خالل ما يلي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع املسؤولية الجنائية عن فعل الغير‬
‫إن دراسة أنـواع املسـؤولية الجنائيـة عن فعـل الغـير تقودنـا للتميـيز بين املسـؤولية الجنائيـة‬
‫املباشــرة عن فعــل الغــير ( أ) باإلضــافة إلى حالــة املســؤولية الجنائيــة غــير املباشــرة عن فعــل‬
‫الغير ( ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬املس ــؤولية الجنائي ــة غ ــير املباش ــرة عن فع ــل الغ ــير‪ ‬و يتعل ــق األم ــر بحال ــة إل ــزام املش ــرع‬
‫املتبــوع ألداء الغرامــة الجزائيــة الــتي حكم بهــا على التــابع دون أن يقاســمه نفس املســؤولية‬
‫الجنائي ـ ـةـ ‪ ،‬فهي بمثابـ ــة مسـ ــؤولية مدنيـ ــة تصـ ــبوا إلى حمـ ــل املتبـ ــوع لـ ــدفع غرامـ ــة لفائـ ــدة‬
‫الخزينة العامة و ال تعد تفويضا لصالح املجني عليه ‪.‬‬
‫و يجــد هــذا النــوع من املســؤولية تطبيقــا لــه بالخصــوص في مجــال املرور و من أمثلتهــا نجــد‬
‫نص املادة ‪ 96‬من الق ــانون رقم ‪،01/14‬و ال ــتي نص ــت ص ــراحة على تحمي ــل ص ــاحب بطاق ــة‬
‫تسـجيل السـيارة املسـؤولية املدنيـة عن مخالفـة التنظيمـ الخـاص بوقـوف املركبـات ‪ ،‬و الـتي‬
‫يترتب عنها دفع الغرامة فقط إال متى أثبت صاحب البطاقة وجود قوة قاهرة أو قــد تمكن‬
‫من إكتشاف املرتكب الحقيقي للمخالفة ‪.‬‬
‫ب‪-‬املسؤولية الجنائيةـ املباشرة عن فعل الغير ‪:‬‬
‫بــرزت عــدة نظريــات من أجــل تبيــان التكــييف القــانوني للمســؤولية الجنائيــة عن فعــل الغــير‬
‫يمكن تلخيصها في مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬نظري ــة النياب ــة القانوني ــة‪ ‬و مف ــاد ه ــذه النظري ــة أن الجريم ــة املرتكب ــة من ط ــرف العام ــل‬
‫كفاعل مباشر تنسب لـرب العمـل كفاعـل غـير مباشـر كونـه مسـؤوال إفتراضـيا عنـه‪ ،‬و كـون‬
‫العامل ممثال قانونيا لرب العمل ‪.‬‬
‫و هــو التكــييفـ الــذي أخــذت بــه محكمــة النقض املصــرية حيث أقــرت في أحــد أحكامهــا أن‬
‫املسؤولية مفترضة لصاحب العمل و تجد أساسها القانوني في فكرة النيابة في املسؤولية‪.‬‬
‫و لــو أن هــذه النظريــة قــد إنتقــدت كونهــا منافيــة للمنطــق القــانوني الــذي ال يقبــل أن يمثــل‬
‫أطراف عالقة العمل بعضهم البعض في مجال إرتكاب الجرائم و املسائلة الجنائيةـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية الخضوع اإلرادي‬
‫تبـ ــنى هـ ــذه النظريـ ــة على مـ ــدير املشـ ــروع أو مباشـ ــر املهن الـ ــذي يقبـ ــل الخضـ ــوع ملا يفـ ــرض‬
‫القــانون عليــه من إلتزامــات متعلقــة بنشــاطه ‪ ،‬كمــا يتحمــل نتــائج اإلخالل بهــذه االلتزامــات ‪،‬‬
‫و من ضمن هذه النتائج قيام املسؤولية الجنائية ‪.‬‬
‫و قد إنتقدت هذه النظرية بإعتبار أنه من غير السائغ الخلط بين إتجاه اإلرادة إلى إرتكــاب‬
‫الجريمـ ــة و اإلتجـ ــاه إلى تحمـ ــل مسـ ــؤوليتها ‪ ،‬فـ ــاألول يعـ ــترف بـ ــه القـ ــانون و الثـ ــاني ال قيمـ ــة‬
‫قانونية له‬
‫‪ -3‬نظرية اإلشتراك‬
‫يعت ــبر أنص ــار ه ــذه النظري ــة أن رب العم ــل مس ــؤوال جنائي ــا عن فع ــل الغ ــير ‪ ،‬و باعتب ــارـ أن ــه‬
‫املســتفيد من ارتكــاب الجريمــة فهــو شــريك إمــا بــالتحريض أو االتفــاق أو املســاعدة للفاعــل‬
‫املادي ‪ ،‬و مـا يعـاب على هـذه النظريـة أن االشـتراك في القواعـد العامـة يتطلب تـوافر قصـد‬
‫االشتراك في ارتكاب الجريمة ‪ ،‬و هو ما ال يتوافر في املسؤولية عن فعل الغير ‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الفاعل املعنوي‬
‫يـرى أنصـار هـذه النظريـة أن الشـخص الـذي لم يسـاهم في ارتكـاب الجريمـة بصـفة مباشـرة‬
‫يعــد مرتكبــا معنويــا للجريمــة مــتى وقعت بســبب عــدم تنفيــذه لاللــتزام القــانوني الواقــع على‬
‫عاتقـ ــه ‪ ،‬و املتضـ ــمن ي اإلشـ ــراف على التـ ــابعين لديـ ــه خالل تنفيـ ــذهم اللـ ــوائح الـ ــتي يسـ ــأل‬
‫شخصياـ عن عدم مراعاتها ‪  .‬‬
‫غــير أن مــا يعــاب على هــذه النظريــة هــو أن الفاعــل هــو ذلــك الشــخص الــذي يســخر شخصــا‬
‫غير مسؤول من أجل جعله أداة الرتكاب الفعل املكون للجريمـة ‪ ،‬و لـو أنـه يأخــذ على هـذه‬
‫النظري ــة أن رب العم ــل يبقى مس ــؤوال عن إهمال ــه في اإلش ــراف ‪ ،‬و ه ــو م ــا ال يتط ــابق م ــع‬
‫نظرية الفاعل املعنوي ‪.‬‬
‫الخاتمـ ـ ـ ــة ‪:‬‬
‫لقــد تزايــد اإلجــرام االجتمــاعي في ســوق العمــل الجزائــري ‪ ،‬الســيما مــع أزمــة البطالــة الــتي‬
‫شـاعت مـؤخرا و الـتي رافقت األزمـة االقتصـادية الـتي هـزت باالقتصـاد الوطـني الجزائـري ‪،‬‬
‫و ال يمكن تناسي املزايــا الــتي جــاء بهــا وكــاالت التشــغيل للتقليـلـ من حــدة البطالــة إال أنــه ال‬
‫يمكن إنكار حقيقية تزعزع مكانة العامل رغم وجود هـذه الوكـاالت ‪ ،‬أين أصـبح العامـل ال‬
‫يعدو كونها آلة تسير من لدن رب العمـل ‪ ،‬باإلضـافة إلى تعـرض العامـل لشـتى صـور العنـف‬
‫و التحرش بصورتيه املادية و املعنوية ‪.‬‬
‫فكم من عاملة على املستوى الدولي تحولت إلى ضحيةـ االتجار بالبشر فقـد ألنـه تم إغوائهـا‬
‫و اس ــتدراجها تحت غط ــاء‪  ‬وع ــود التوظي ــف‪ ،‬أو منص ــب عم ــل ؟ ‪ ،‬و كم من ولي أم ــر س ــخر‬
‫ابن ــه القاص ــر كآل ــة يس ــتغلها رب العم ــل أو س ــاهم في ذل ــك من خالل إخالل ــه ب ــواجب رعاي ــة‬
‫ابن ــه؟ ‪ ،‬و كم من عام ــل قب ــل العم ــل في س ــاعات مت ــأخرة و في أش ــغال خط ــيرة فق ــد لكون ــه‬
‫مسؤوال عن رعية؟ ‪.‬‬
‫فـ ــإذن كـ ــان اإلجـ ــرام االجتمـ ــاعي املرتكب في إطـ ــار عالقـ ــات العمـ ــل و مـ ــازال متواصـ ــال رغم‬
‫وج ــود ترس ــانة قانوني ــة و منظوم ــة تش ــريعية ق ــد يعتبره ــا رج ــل الق ــانون فعال ــة ‪ ،‬و ه ــو م ــا‬
‫ي ــدفعنا لط ــرح جمل ــة من االقتراح ــات ‪ ،‬للمس ــاهمة في إرس ــاء عدال ــة جنائي ــة فعال ــة في املادة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬و ذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬يتــوجب أن تكــون املنظومــة الجنائيــة املنــاط بهــا حمايــة الحقــوق العماليــة ذات فعاليــة ألنــه‬
‫رغم وجــود ترســانة قانونيــة إال أنهــا مشــوبة بالقصــور‪ ،‬كمــا يتــوجب أن تــواكب التطــورات‬
‫الراهنة التي عرفها سوق العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬يت ــوجب أن تطب ــق النص ــوص العقابي ــة في املادة االجتماعي ــة تطبيق ــا فعلي ــا ‪ ،‬م ــع ردع ك ــل‬
‫مستخدم ضرب عرض الحائط حقوق العامــل ‪ ،‬مـع القضــاء على تقنيــة الوســاطة الـتي يلجـأ‬
‫إليها رب العمل من أجل التنصلـ من املسؤولية الجنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يتوجب أن تلعب مفتشية العمل دورها اإليجابي ‪.‬‬
‫‪-‬يتــوجب على أربـاب العمــل التطبــع بأخالقيــات العمــل و عــدم جعــل عالقــات العمــل و حاجــة‬
‫الغير للعمل وسيلة إلشباع رغباتهم غير املشروعة‪.‬‬
‫و في الخت ــام يمكن الق ــول أن نج ــاح عالق ــات العم ــل مره ــون على إملام رب العم ــل بواجبات ــه‬
‫تج ــاه العام ــل ‪ ،‬و حقوق ــه على العام ــل ‪ ،‬و في ذات ال ــوقت إملام العام ــل بحقوق ــه لكن دون‬
‫تناس ي إملام ــه بواجبات ــه تج ــاه رب العم ــل و مك ــان العم ــل كك ــل ‪ ،‬و ك ــل ه ــذا ح ــتى تتحس ــن‬
‫عالق ــات العم ــل ‪ ،‬و ب ــذلك يوض ــع ح ــدا لإلج ــرام االجتم ــاعي املق ــوم للمس ــؤولية الجنائي ــة في‬
‫إطار عالقات العمل ‪.‬‬
‫املراجع املعتمدة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬املؤلفات‬
‫‪ -‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -‬أحم ــد محم ــود خل ــف ‪،‬الحماي ــة الجنائي ــة للمس ــتهلك ‪ ،‬دار الجامع ــة الجدي ــدة‪ ،‬الق ــاهرة ‪،‬‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ -‬آمـ ــال بطـ ــاهر ‪ ،‬النظـ ــام القـ ــانوني لحمايـ ــة األجـ ــور في القـ ــانون الجزائـ ــري ‪ ،‬دار الجامعـ ــة‬
‫الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬أحم ــد علي ي ــونس ‪ ،‬املس ــؤولية الجنائي ــة ‪ ،‬مق ــال منش ــور بمجل ــة الفتح القانوني ــة ‪ ،‬الع ــدد‬
‫‪ ،07‬الصادر في ديسمبر‪ .1996‬‬
‫‪ -‬بن عـ ــزوز بن صـ ــابر ‪ ،‬نشـ ــأة عالقـ ــة العمـ ــل الفرديـ ــة في التشـ ــريع الجزائـ ــري و املقـ ــارن ‪،‬‬
‫الطبعة‪ ،01.‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪. 2011،‬‬
‫‪ - ‬صــالح علي علي حســن ‪،‬حمايــة الحقــوق العماليــة ‪ ،‬دار الجامعــة الجديــدة ‪،‬اإلســكندرية ‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -‬فاطمة بحري ‪ ،‬الحماية الجنائية املوضوعية لألطفال املستخدمين‪ ،‬دار الفكر الجــامعي ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬محم ــد ري ــاض دغم ــان ‪ ،‬النظ ــام الع ــام في عالق ــات العم ــل –دراس ــة مقارن ــة‪ ،-‬الطبع ــة ‪01.‬‬
‫‪،‬املؤسسة الحديثة للكتاب ‪ ،‬لبنان ‪.2015،‬‬
‫ثاتيا ‪ :‬املصادر القانونية‬
‫‪-‬األمر ‪،66/156‬املؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ ،1966‬و املتضمن قانون العقوبات املعدل و املتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬القـ ــانون ‪ ، 78/07‬املؤرخ في ‪ 20‬ينـ ــاير ‪ ، 1998‬املتعلـ ــق بالوقايـ ــة الصـ ــحية و األمن و طب‬
‫العمل ‪.‬‬
‫‪ -  ‬الق ــانون رقم ‪ ، 90/03‬املؤرخ في ‪ 06‬ف ــبراير ‪،1990‬املتض ــمن مفتش ــية العم ــل ‪ ،‬الص ــادر‬
‫بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائري ‪ ،‬العدد ‪. 06.‬‬
‫‪ - ‬الق ــانون ‪ ، 90/11‬املتعل ــق بعالق ــات العم ــل الجزائ ــري‪ ،  ‬الجري ــدة الرس ــمية للجمهوري ــة‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ 12.‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ -‬القـ ــانون ‪ ،01/14‬املؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪،2001‬املتعلـ ــق بتنظيم حركـ ــة املرور عـ ــبر الطـ ــرق و‬
‫سالمتها و أمنها ‪.‬‬
‫‪ -  ‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 96/98‬املؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ، 1996‬املتضمن قائمة الــدفاتر و‬
‫الســجالت الخاصــة الــتي يلــتزم بهــا املســتخدمون و محتواهــا ‪ ،‬الجريــدة الرســمية للجمهوريــة‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪.17.‬‬

‫‪  ‬ثالثا ‪ :‬األحكام القضائية‬


‫‪ - ‬حكم محكم ــة الش ــارقة ‪ ،‬القس ــم الج ــزائي ‪ ،‬مل ــف رقم ‪ ، 179.‬مجل ــة الع ــدل ‪ ،‬الص ــادرة‬
‫بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪. 1981‬‬

‫‪ http://frssiwa.blogspot.com/2017/05/blog-post_67.html‬رابط التحميل‬

You might also like