You are on page 1of 20

‫تلخيص الفصل ألاول والثاني من قانون ألاحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪5112‬م‬

‫الطالب‪ :‬عباس ناصر القالف‬

‫الدكتور‪ :‬بدر الراجحي‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ألاول‬

‫التدابير االحترازية والعقوبات الجزائية التي توقع على األحداث المنحرفين‬

‫لقد أورد المشرع الكويتي أحكام خاصة باألحداث‪ ،‬والعلة في ذلك أن األحداث الذين لم يبلغوا الثماني عشرة‬
‫سنة يشكلون طائفة خاصة من المجرمين‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أهلية األسناد‪ ،‬حيث إنهم ليس مسؤولين‬
‫مسؤولية كاملة كالبالغين‪ ،‬وال هم غير مسؤولين على اإلطالق‪ ،‬حيث تتفاوت مسؤوليتهم الجزائية وفقا‬
‫النعدام أو تدرج اإلدراك والتمييز لديهم‪.‬‬

‫وقد كانت الشريعة اإلسالمية سباقة في تدرج المسؤولية الجزائية للصغير علي حسب الفئة العمرية لسنه‪،‬‬
‫حيث ميزت بين الصغير المميز‪ ،‬وغير المميز والبالغ‪ ،‬ووضعت قواعد خاصة منظمة لمسؤوليتهم حسب‬
‫المراحل التي يمرون بها‪ ،‬فشرعت عقوبات خاصة بهم حماية للنظام العام ومراعاة لشخص الحدث وتتفق‬
‫معظم التشريعات الجزائية ومنها قانون الجزاء وقانون األحداث الكويتي على انعدام مسؤولية الحدث الذي‬
‫لم يبلغ السابعة من عمره‪ ،‬فهو غير مميز‪ ،‬ثم تتدرج التشريعات في تخفيف المسؤولية الجزائية على حسب‬
‫المراحل العمرية للحدث‪ ،‬فمن كان دون السابعة فهو غير مميز وتنعدم مسؤوليته الجزائية‪ ،‬أما من بلغها‬
‫دون عارض ينال ملكاته الذهنية فهو مميز‪ ،‬أما من بلغ سن السابعة ولم يبلغ الخامسة عشرة‪ ،‬فإن هللا يعد‬
‫سببا لتخفيف مسؤوليته الجزائية‪.‬‬

‫ومن ثم‪ ،‬فإن قانون األحداث قد قسم المسؤولية الجزائية لألحداث على حسب المرحلة العمرية إلى ثالثة‬
‫مراحل نتناولها بالتفصيل على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫مسؤولية الحدث الذي لم يبلغ سن السابعة‬

‫هذه المرحلة العمرية من من الحدث‪ ،‬تبدأ منذ الميالد‪ ،‬وحتی يبلغ السابعة من عمره‪ ،‬ويطلق الفقهاء على‬
‫الصغير في هذه المرحلة الصبي غير المميز ويطلق بعضهم على هذه المرحلة مرحلة انعدام اإلدراك‬
‫والتمييز‪.‬‬

‫االتجاه الغالب في النظم التشريعية هو تحديد سن لعدم تمييز الحدث تبدأ من الميالد وتنتهي في سن السابعة‬
‫أو الثامنة على اختالف هذه التشريعات يفترض فيها عدم تمييز الحدث مطلقا وإن كان غير ذلك من الناحية‬
‫الفعلية ومن ثم عدم إخضاعه للمسؤولية الجزائية وعدم تطبيق التدابير والعقوبات عليه‪.‬‬

‫وقد نصت المادة الثانية من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أنه‪" :‬ال يسأل جزائيا الحدث الذي لم يبلغ‬
‫من العمر سبع سنوات كاملة وقت ارتكابه أي واقعة تشكل جريمة يعاقب عليها القانون"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب األول‬

‫شرط قيام المسؤولية الجزائية‬

‫إنه يشترط لقيام الجريمة‪ ،‬تحقق ركنيها المادي والمعنوي معا‪ ،‬حيث يمثل الركن المادي‪ ،‬السلوك المادي‬
‫الذي يحظره القانون‪ ،‬ويمثل الركن المعنوي اإلرادة اآلثمة التي توجه هذا السلوك‪ .‬فهو يمثل العالقة‬
‫الشخصية النفسية بين الفعل اإلجرامي ومرتكبه‪ ،‬حتى يمكن إسناد الخطأ إليه‪ ،‬ولكي يمكن إسناد الجريمة‬
‫إلى الفاعل البد من توافر اإلدراك والتمييز واإلرادة عند مرتكب الفعل فإن تخلف أحدهما انتفى الركن‬
‫المعنوي ومن ثم انتفت األهلية الجنائية‪.‬‬

‫لذلك يمكن القول بأن المسؤولية الجنائية تنتفي إذا لم يتوفر أحد الشرطين إما اإلدراك أو التمييز‪ ،‬وبالتالي‬
‫عدم القدرة على االختيار‪ ،‬فيطلق على األسباب التي تجعل الفرد غير قادر على االختيار (موانع المسؤولية‬
‫الجنائية) ألن أثر هذه األسباب إذا توفرت يتمثل في عدم اعداد القانون بارادة من صدرت عنه ماديات‬
‫الجريمة ومن ثم عدم مساءلته جنائيا عن األفعال التي ارتكبها‪.‬‬

‫واإلدراك‪ ،‬وهو معرفة اإلنسان ما يفعل خير أو شرا ‪ ،‬ووجود اإلرادة منه‪ ،‬وهي توجيه الطاقة النفسية لفعل‬
‫شيء أو االمتناع عن فعلها‪.‬‬

‫ويقصد باإلرادة قدرة الشخص على التحكم فيما يباشره من فعل أو امتناع‪ ،‬أي سلوكه اإليجابي أو السلبي‪،‬‬
‫فيجب أن تتوافر اإلرادة الحرة للجاني‪ ،‬بحيث يكون مسيطرا على تصرفاته‪ ،‬فهي حجر الزاوية للمسؤولية‬
‫الجزائية‪ ،‬سواء أكانت الجريمة عمدية أو ناتجة عن خطأ غير عمدي ‪.‬‬

‫فاإلرادة تعبر عن قوة داخلية نفسية ومعنوية يعبر عنها اإلنسان في سلوكه الخارجي‪ ،‬وحرية اإلنسان في‬
‫التصرف ليست مطلقة‪ ،‬ألنها تحكمها رغبات ونزعات ومؤثرات مختلفة داخلية وخارجية‪ ،‬إال أن هذه‬
‫العوامل ال يجوز أن تقلل من سيطرته عليها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫فترة عدم المسؤولية المطلقة‬

‫إذا كان مناط المسؤولية الجزائية واإلدراك والتمييز‪ ،‬فإن المسؤولية الجزائية تنعدم في حق اإلنسان‬
‫بالسنوات األولى من عمره‪ ،‬وذلك النعدام التمييز لديه‪ ،‬ويسمى في هذه المرحلة بالصبي غير المميز‪ ،‬فقد‬
‫اعتبر المشرع الكويتي كل من لم يبلغ السابعة من عمره عديم التمييز‪ ،‬ومن ثم منعدم المسؤولية الجزائية‬
‫بصورة مطلقة‪.‬‬

‫ومعنى عدم التمييز عند الصبي غير المميز‪ ،‬هو انعدام قدرته على فهم ماهية العمل اإلجرامي الذي يقوم به‬
‫والنتائج المترتبة على عمله‪ ،‬ومن ثم ال يجوز تحريك الدعوى الجزائية ضده إذا ارتكب فال يعتبره القانون‬
‫جريمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فقد نصت المادة ‪ 5‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أنه‪" :‬ال يسأل جزائيا الحدث الذي لم يبلغ من‬
‫العمر سبع سنوات كاملة وقت ارتكاب أي واقعة تشكل جريمة يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫ويتضح من هذا النص أنه تضمن قرينة غير قابلة إلثبات العكس‪ ،‬فقد افترض المشرع أن الحدث الذي لم‬
‫يبلغ السبع سنوات تنعدم لديه كل من التمييز واإلدراك منال اإلرادة‪.‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن القانون قد وضع لهذه المرحلة السنية قرينة قاطعة غير قابلة إلثبات العكس‪ ،‬وهي افتراض‬
‫عدم التمييز إطالقا‪ .‬لذلك ال يقبل من المحكمة أن تقيم الدليل على إدراك الحدث في هذه السن‪ ،‬حتى وإن رأت‬
‫أنه قادر على التمييز‪.‬‬

‫وال يمكن للمحكمة أن تطبق على الحدث الذي لم يتم السابعة من عمره أي عقوبة جزائية أو تدبير‪ ،‬إال تدبير‬
‫التسليم أو اإليداع في إحدى المستشفيات العالجية والمؤسسات االجتماعية المتخصصة بحسب الحالة‪،‬‬
‫وهو ما نصت عليه المادة (‪ )2‬فقرة (‪ )5‬من قانون األحدات رقم ‪ 111‬لسنة ‪.5112‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫األحداث المنحرفون الذين أكملوا سن السابعة‬

‫ولم يبلغوا الخامسة عشرة‬

‫في هذه المرحلة‪ ،‬يحمل المشرع الحدث نوعا من المسؤولية الجزائية‪ ،‬إال أنها مسؤولية مخففة‪ ،‬وعلة ذلك‪.‬‬
‫أن الحدث في هذا السن أصبح قادرا على التمييز واالختيار‪ ،‬إال أنه رغم ذلك لم يبلغ حد كمال اإلدراك‬
‫والتمييز بين ماينفع وما يضر‪ ،‬وقد وضع المشرع في هذه المرحلة العمرية مجموعة من التدابير‬
‫اإلصالحية التي تقوم إعوجاج سلوكيات الحدث‪ ،‬وترك للقاضي حرية االختيار من هذه التدابير بما يتناسب‬
‫مع من الحدث ودرجة إدراكه وحالته البدنية والخلفية والباعث على الجريمة والظروف التي يعيش فيها‪.‬‬

‫وتتأسس هذه المسؤولية على اعتبار أن الحدث قد أصبح يستجيب إلى حد ما لشرط اإلرادة واألهلية‬
‫للمساءلة الجزائية مع أن قدرات اإلدراك واإلرادة لم تكتمل لديه بشكل كاف‪ ،‬ما جعل الفقه يشكك في طبيعة‬
‫مسؤوليته في هذه المرحلة ويصفها بالمسؤولية االجتماعية انطالقا من أن المجتمع هو المسؤول عن‬
‫انحراف األحداث في هذه السن‪.،‬‬

‫فقد عامل المشرع الكويتي الحدث‪ ،‬الذي أتم السابعة ولم يكمل الخامسة عشرة من عمره وفق خطة تنطوي‬
‫على محاولة تهذيبه وتأهيله لحياة شريفة عن طريق اتخاذ بعض التدابير‪ ،‬حيث إن العقوبات المقررة في‬
‫قانون الجزاء عن الجرائم المرتكبة ال تصلح عادة في عالج األحداث في هذه السن‪ ،‬بل قد ترسخ نزعة‬
‫اإلجرام في نفوسهم بدال من انتزاعها منهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول‬

‫التدابير المقررة لألحداث المنحرفين‬

‫إن إخضاع الحدث في سن المسؤولية االجتماعية للتدابير اإلصالحية إنما يهدف إلى إصالحه وتقويمه‬
‫وتأهيله وإعادة صقل نفسه المنحرفة لتعود إلى فطرتها الطبيعية‪ ،‬وهذا الهدف تتركز فيه أغراض التدابير‬
‫في مواجهة الخطورة الكامنة في شخص المنحرف القضاء عليها قبل أن تتأصل وتصعب مواجهتها‪،‬‬
‫وتقتضي المواجهة أال يترك الحدث المنحرف أو المعرض لالنحراف دون توجيه وتقويم بل تقتضي‬
‫إخضاعه ألساليب التربية والتهذيب التي تمكنه من الرجوع إلى النماذج السلوكية التي توافق قيم المجتمع‪.‬‬

‫فالتركيز على التأهيل واإلصالح كغرض أساسي للتدابير اإلصالحية بشان األحداث برز على إثر الشكوك‬
‫التي أثيرت حول نظام العقوبة ومدى قدرتها على تحقيق هذه األغراض والتي أفضت في النهاية إلى‬
‫استبعادها من محيط األحداث السيما المهددين بخطر االنحراف منهم والتعويل على التدابير اإلصالحية‬
‫والتقويمية كبدائل للعقوبة الجزائية بشأنهم خاصة فيما دون السن التي تؤهلهم للمسؤولية الجزائية المخففة‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة ‪ 2‬من قانون األحداث رفم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على التدابير اإلصالحية المقررة لألحداث الذين‬
‫أتموا السابعة ولم يبلغوا الخامسة عشرة من عمرهم بقولها‪ " :‬إذا ارتكب الحدث الذي أتم السابعة ولم يكمل‬
‫الخامسة عشرة من العمر جريمة يحكم عليه باحد التدابير األتية‪:‬‬

‫التسليم‪.‬‬

‫اإللحاق بالتدريب المهني‪.‬‬

‫االلتزام بواجبات معينة‪.‬‬

‫االختبار القضائي‪.‬‬

‫اإليداع في إحدى مؤسسات الرعاية االجتماعية ‪.‬‬

‫اإلبداع في إحدى المستشفيات العالجية المتخصصة‪.‬‬

‫وال يحكم على هذا الحدث بأية عقوبة أو تدبير منصوص عليه في قانون آخر‪ ،‬فإذا لم يبلغ السابعة من عمره‬
‫فال يتخذ في شأنه إال تدبير التسليم أو اإليداع في إحدى المستشفيات العالجية والمؤسسات االجتماعية‬
‫المتخصصة بحسب الحالة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفرع األول‬

‫التسليم‬

‫يقصد بالتسليم‪ :‬تسليم الحدث إلى ولي أمره‪ ،‬فإذا لم تتوافر فيه الصالحية للقيام بتربيته‪ ،‬سلم إلى من يكون‬
‫أهال لذلك من أقاربه أو أي شخص أخر مؤتمن يتعهد بتربيته وضمان حسن سيره‪ ،‬أو إلى أسرة موثوق بها‬
‫يتعهد ربها بذلك‪.‬‬

‫وإذا كان الحدث ذا مال أو كان له من يلزم باإلتفاق عليه قانونا وطلب من حکم بتسليمه إليه تقرير نفقة له‬
‫عين القاضي المبلغ الذي يؤخذ من مال الحدث أو يلزم به المسؤول عن النفقة‪ .‬وهو ما نصت عليه المادة ‪6‬‬
‫من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪.5112‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن المشرع رتب األشخاص الذين يتم التسليم ألحدهم على الوجه سالف الذكر‪ ،‬بمعنى أنه ال‬
‫يجوز التسليم إلى واحد منهم إال عند عدم صالحية المتقدمين عليه في ذلك الترتيب‪ ،‬ومرجع هذا الترتيب‬
‫هو مصلحة الصبي فتكون األولوية لمن تهمهم مصلحة الصبي ثم من يليه وهكذا‪ ،‬على أن يكون التسليم‬
‫ألحد األبوين‪ ،‬أو وليه أو وصيه أو ألحد أقربائه الموثوق فيهم‪ ،‬أو أسرة بديلة‪ ،‬وذلك لإلشراف الدقيق على‬
‫سلوكه‪ ،‬ويكون المستلم ملتزم بذلك طبقا للنظام والقانون‪.‬‬

‫حيث إن الغرض من هذا اإلجراء التقويمي تهذيب الحدث وتربيته وإصالحه واالهتمام به ورعايته‬
‫ومراقبته مراقية جدية ومنعه من ارتكاب أفعال مخالفة القانون‪ ،‬وهو ما يكون متمثال في والدي الحدث‪.‬‬

‫ومع كل ما جاء من تدابير إصالحية في القانون ضد الحدث المنحرف فالقانون وضع القواعد التي يجب‬
‫أن تتوفر بالمتسلم سواء كان أحد الوالدين أو الولي‪ ،‬لتطبيق اإلجراءات اإلصالحية والتهذيبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫اإللحاق بالتدريب المهني‬

‫يقصد باإللحاق بالتدريب المهني أن يوضع الحدث باحد المراكز أو المعاهد المتخصصة أو أحد المصانع‬
‫أو المتاجر أو المزارع المختصة بذلك التي تقبل تدريبه وبما يتناسب مع ظروف الحدث وبما ال يعيق انتظام‬
‫الحدث في التعليم األساسي وتحدد المحكمة في حكمها مدة لهذا التدبير ال تجاوز ثالث سنوات‪.‬‬

‫وتكمن أهمية هذا التدبير في أنه يعتبر من الناحية التقويمية ذات طبيعة مزدوجة‪ .‬إذ تلجأ إليه المحكمة كتدبير‬
‫وقائي تحمي به الحدث المتعطل‪ ،‬أو المشرد من الوقوع في هوة اإلجرام أو التعرض لالنحراف‪ ،‬كما قد‬
‫تلجأ إليه المحكمة كتدبير عالجي يتبع مع الحدث فيما إذا كان قد ارتكب جريمة بالفعل‪ ،‬أو خالف المعايير‬
‫السلوكية المتعارف عليها بين الناس‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وتتمتع محكمة األحداث بسلطة تقديرية أثناء الحكم بهذا التدابير على أن يكون الحكم الصادر من قبلها‬
‫مالئما‪ ،‬وحالة اإلنحراف التي يتعرض لها الحدث وال يحکم به إال إذا وجد الحدث في حالة تسول أو تشرد‬
‫أو عدم وجود من يرعاه أو من يتولى اإلنفاق عليه‪ ،‬ويتعين على المحكمة قبل الحكم بهذا التدبير أن تتحرى‬
‫من مكان التدريب خاصة المراكز غير المتخصصة‪ ،‬ويجب التفرقة بين المراكز التابعة للدولة‪ ،‬وكذا‬
‫المراكز التابعة لجهات خاصة‪.‬‬

‫ومدة التدبير على العمل تختلف من حدث آلخر‪ ،‬ونوع العمل الذي يتدرب عليه الحدث‪ ،‬أيضا تختلف المدة‬
‫الالزمة إلتقانه من عمل آلخر‪ ،‬وهذا يتطلب أال تحدد المحكمة مدة لهذا التدبير‪ ،‬لكن المشرع وضع حد‬
‫أقصى للتدبير تقرر أنه ال يجوز أن تزيد مدة بقاء الحدث في جهة التدريب على ثالث سنوات‪.‬‬

‫أما شروط اإللتحاق بالتدريب المهني فيشترط في المدارس‪ ،‬والمراكز التي تقوم بهذه المهمة أن تكون على‬
‫درجة من اإلدارة والتنظيم واالنضباط والجدية كما يجب أن تكون هذه الصفات‪ ،‬والخصائص متوافرة‬
‫أيضا في العاملين بها بحيث يكونوا على درجة كبيرة من األخالق الحميدة والسلوك الحسن‪ ،‬ويشترط كذلك‬
‫في التدريب الذي يجري للحدث أن يكون تدريبا على أعمال‪ ،‬أو حرف أو مهن‪ ،‬مفيدة‪ ،‬ومطلوبة حسب‬
‫احتياجات سوق العمل السائدة في البالد إذ ال يجوز تدريب الحدث على مهن لم يعد المجتمع في حاجة إليها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫االلتزام بواجبات معينة‬

‫يعتبر من التدابير التي أقرتها معظم التشريعات العربية‪ ،‬فقد أقر المشرع الكويتي هذا التدبير حيث نصت‬
‫المادة ‪ 9‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أنه‪ ":‬يكون الحكم بإلزام الحدث بأحد الواجبات التالية أو‬
‫جميعها على أن تحدد مدة لذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬حظر إرتياد األماكن المشتبه فيها ‪.‬‬

‫‪ -5‬حظر مصاحبة المشردين أو من اشتهر عنهم سوء السيرة وفساد األخالق‪.‬‬

‫‪ -3‬الحضور في أوقات محددة أمام جهات تحددها المحكمة‪.‬‬

‫‪ -4‬يحظر على الحدث التردد على األماكن التي يشاهد فيها أفالم العنف أو أفالم إباحية أو ما شابه ذلك التي‬
‫تؤدي إلى انحرافه أو إلى تقليد تلك األفالم مما فيها من أثار سلبية ضارة‪ ،‬على أن ال تقل مدة اإللزام عن ستة‬
‫أشهر وال تزيد على ثالث سنوات‪...‬‬

‫‪7‬‬
‫الفرع الرابع‬

‫االختبار القضائي‬

‫إن هذا التدبير نظام عقابي قوامه معاملة تستهدف التأهيل أساسا‪ ،‬وتفترض تقييد الحرية عن طريق فرض‬
‫التزامات والخضوع إلشراف شخصي‪ ،‬فإن ثبت فشلها استبدل بها سلب الحرية‪.‬‬

‫وقد بين المشرع في المادة ‪ 11‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬المقصود باالختبار القضائي والذي هو‪:‬‬
‫وضع الحدث في بيئته الطبيعية تحت إشراف وتربية وتوجيه مراقب السلوك وذلك بأمر من محكمة‬
‫األحداث يحدد فيه الشروط الواجب مراعاتها ومدة االختبار على أال تتجاوز السنتين‪ ،‬وعلى أن تتم‬
‫إجراءاته بمكتب المراقبة االجتماعية‪.‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن االختبار القضائي كتدبير وقائي وعالجي في مجال األحداث المنحرفين بمقتضاه يظل‬
‫الحدث المنحرف في بيئته الطبيعية مستمتع بحريته تحت رعاية من تسلمه‪ ،‬وتحت مالحظة شخصية من‬
‫أحد المتخصصين في الخدمة االجتماعية (مراقبه السلوك) لفترة يحيطه فيها بالنصح والتوجيه والمساعدة‬
‫ابتغاء تقويم الحدث وإصالحه‪ ،‬فاالختبار القضائي كما قال الفقيه جون بول هو "إصالحية بدون جدران"‪.‬‬

‫وإذا فشل الحدث في االختبار القضائي عرض األمر على المحكمة مرة أخرى لتتخذ ما تراه مناسبا من‬
‫التدابير األخرى المناسبة والمقررة في المادة (‪ )2‬من قانون األخداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪.5112‬‬

‫الفرع الخامس‬

‫اإليداع في مؤسسة لرعاية األحداث‬

‫إن اإليداع يتحقق عندما تأمر محكمة األحداث بإيداع الحدث في إحدى مؤسسات الرعاية االجتماعية التابعة‬
‫لوزارة الشؤون االجتماعية والعمل لفرض إيواء ورعاية األحداث المنحرفين واألحداث المعرضين‬
‫لالنحراف‪ ،‬فإذا كان الحدث ذو عاهة يكون اإليداع في مؤسسة مناسبة لتأهيله‪.‬‬

‫ويفترض هذا التدبير إخضاع الحدث لعالج تقويمي متكامل يتسع لكل جوانب حياته‪ ،‬بغية إعادته للتكيف‬
‫االجتماعي وجعله عنصرا مفيدا في مجتمعه بعد خروجه من المؤسسة‪.‬‬

‫ومؤسسات الرعاية االجتماعية لألحداث قد تكون تابعة لوزارة الشؤون االجتماعية أو لجهات أخرى‬
‫معترف بها‪ ،‬ويجب أن يتم وضع الحدث في المؤسسات التي تتناسب وقدراته ودرجة تهذيبه ويعتمد كل‬
‫ذلك على اإلدارة التي تقوم عليها وطريقة العمل فيها واألنظمة التي تحدد دور المؤسسات وعالقتها بالحدث‬
‫من وقت إرساله إليها حتى ذلك اليوم الذي يترك فيه الحدث هذه المؤسسة‪ ،‬وقد تستمر هذه العالقة حتى بعد‬
‫خروجه من المؤسسة واندماجه في المجتمع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفرع السادس‬

‫اإليداع في مأوى عالجي‬

‫إذا تبين لمحكمة األحداث أن الحالة الصحية للحدث المنحرف أو المعرض لالنحراف تستدعي الرعاية أو‬
‫العالج الطبي فقد أجازت المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬المحكمة أن تقرر إيداعه مؤسسة صحية‬
‫مناسبة لهذا الغرض للمدة التي تستدعي حالته الصحية البقاء فيها تحت اإلشراف الطبي المطلوب وفقا‬
‫للتقارير الطبية واإلجتماعية على أن يعاد النظر في أمر هذا التدبير اذا تعين للمحكمة أن حالته الصحية‬
‫أصبحت تسمح بذلك‪.‬‬

‫فالمشرع الكويتي أجاز للمحكمة أن تودع الحدث في مأوى عالجي إذا وجدت أن حالته الصحية تستدعي‬
‫الرعاية أو العالج الطبي‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬فإنه من حق القاضي أن يستعين في فحص حالة الحدث‪ ،‬برأي أهل‬
‫الخبرة من األطباء العقليين واألخصائيين النفسيين‪ ،‬قبل إيداعه في مأوی عالجي لتلقي العناية التي تدعو‬
‫إليها حالته‪ ،‬وللقاضي تقدير التقرير الطبي فله أن يأخذ به أو يطرحه‪.‬‬

‫و المشرع الكويتي لم يحدد مدة العالج في المؤسسة العالجية‪ ،‬وإنما المؤسسة العالجية هي التي تقرر إنهاء‬
‫حجز الحدث في المؤسسة عندما يتماثل للشفاء من السبب الذي دعا إلى إيداعه بها‪ ،‬وذلك بمراقبة المحكمة‬
‫لحالة الحدث‪ ،‬وفي جميع األحوال ال يجوز بقاء الحدث في هذه المؤسسات إذا بلغ الحادية والعشرين‪ ،‬فإذا‬
‫استدعت حالته االستمرار في العالج‪ ،‬فإنه ينقل إلى المستشفيات المخصصة للكبار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫مدة التدابير المقررة لألحداث‬

‫األصل أن يكون التدبير االحترازي غير محدد المدة‪ ،‬والعلة في ذلك أن الهدف األساسي من التدبير‬
‫االحترازی هدف وقائي‪ ،‬حيث إنه يهدف إلى مواجهة الخطورة اإلجرامية واالجتماعية الكامنة في‬
‫شخصية الحدث‪ ،‬لمنع إقدامه على ارتكاب الجريمة في المستقبل‪ ،‬ومن ثم فإن وجوب فرض التدبير‬
‫االحترازی يکون متناسب مع الخطورة اإلجرامية وجودا وعدما۔‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن التدابير التي تفرض على األحداث في سن معين ال يحدد القاضي مدتها مسبقا أي حين‬
‫النطق بها‪ ،‬وإنما يكون زوال فرض التدبير مرتبطا بزوال الخطورة اإلجرامية للحدث‪ ،‬ويترك أمر تقدير‬
‫ذللك للسلطة المختصة حين يثبت أن التدبير قد حقق هدفه في تهذيب الحدث وإصالحه‪.‬‬

‫وتختلف التشريعات حول ضرورة تحديد مدة اإليداع في إحدى المؤسسات التربوية التي تمر بها المحكمة‬
‫في حكمها على الحدث‪ ،‬فهناك تشريعات تلزم المحكمة بضرورة تحديد مثل هذه المدة شأنها في ذلك شأن‬
‫العقوبات الجنائية التي تتضمن مثل هذا التحديد‪ ،‬كما أن هنالك تشريعات أخرى ترى عدم جدوى هذا التحديد‬
‫في الحكم‪ ،‬وذلك ألن أمر الحدث مرهون بزوال حالته الخطرة وهذه الحالة هي كالمرض‪ .‬بمعنى أن مدد‬
‫التدابير تخضع لقواعد خاصة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫موقف المشرع الكويتي‪:‬‬

‫اعتبر المشرع الكويتي الحد األقصى للتدبير ثالث سنوات بالنسبة لتسليم الحدث إلى غير الملزم باإلنفاق‪،‬‬
‫وكذلك بالنسبة لتدبير اإللحاق بالتدريب المهني‪ ،‬وتدبير اإللزام بواجبات معينة‪ ،‬أما تدبير اإليداع في‬
‫المأوى العالجي فلم يضع المشرع حد أقصى لإليداع وإنما قرر إنه إذا بلغ الحدث الحادية والعشرين ينقل‬
‫إلى المستشفيات المخصصة لرعاية الكبار‪.‬‬

‫أما الحد األدنى للتدبير فقد قرره المشرع في حالة واحدة فقط وهي حالة اإللزام بواجبات معينة وجعل الحد‬
‫األدنى ستة شهور‪.‬‬

‫وقد حرص المشرع على إخضاع الحدث لالختبار القضائي مدة ال تزيد على سنتين حيث نصت المادة (‪)11‬‬
‫من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أن‪ ":‬يتم االختبار القضائي بوضع الحدث في بيئته الطبيعية تحت‬
‫التوجيه واإلشراف مع قيامه بالواجبات التي تحددها المحكمة والتي يقترحها مراقب السلوك وذلك لمدة ال‬
‫تزيد على سنتين‪.‬‬

‫إطالة مدة التدبير أو األمر بإنهائه أو تعديله أو إبداله‪:‬‬

‫يجوز لمحكمة األحداث وفقا للمادة (‪ )51‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬الحكم بإطالة مدة التدبير بما‬
‫ال يجاوز نصف الحد األقصى المقرر للتدبير أو أن تستبدل التدبير بتدبير آخر يتفق مع حالة الحدث الذي‬
‫يخالف أحكام التدبير المفروض عليه في أحد البنود (‪- 3‬االلتزام بواجبات معينة) و(‪ -4‬االختبار القضائي) و(‪2‬‬
‫‪ -‬اإلبداع في إحدى مؤسسات الرعاية االجتماعية) و(‪ - 6‬اإليداع في إحدى المستشفيات العالجية‬
‫المتخصصة) من المادة رقم (‪ )2‬من قانون األحداث وهذا كله بعد سماع أقوال الحدث المخالف ‪.‬‬

‫وتنتهي تدابير األحداث عموما ببلوغ الحدث المحكوم عليه الحادية والعشرين‪ ،‬وذلك حماية للحريات‬
‫الفردية بضمان أال يبقى الشخص معتقال مدى حياته‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪)14‬۔‬

‫الحكم بتدبير واحد مناسب‪:‬‬

‫قررت المادة (‪ )13‬على أنه " إذا ارتكب الحدث الذي لم تبلغ سنه خمس عشرة سنة عدة جرائم الغرض واحد‬
‫بحيث ارتبطت بعضها ببعض ارتباطا ال يقبل التجزئة أو إذا كون الفعل الذي ارتكب جرائم متعددة وجب‬
‫الحكم بتدبير واحد مناسب‪ ،‬کمايتبع ذلك إذا ظهر بعد الحكم بالتدبير أن الحدث ارتكب جريمة أخرى سابقة‬
‫أو الحقة على ذلك الحکم"‪.‬‬

‫فنرى أن المشرع قد قرر للحدث الذي لم يبلغ سن الخامسة عشرة من عمره في المادة (‪ )13‬على وجوب الحكم‬
‫بتدبير واحد مناسب‪ ،‬فتعرضت المادة في شقها األول إلى حالة االرتباط الذي ال يقبل التجزئة بارتكاب‬
‫(الجرائم التعدد المادي) وحالة التعدد المعنوي بمعنى أن يرتكب الحدث فعال واحدا ولكنه يشكل عدة جرائم‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫أما الشق الثاني من المادة فتطرقت الحالة غريبة وهي حالة إذا ظهر بعد الحكم بالتدبير ارتكاب الحدث‬
‫جريمة أخرى سابقة أو الحقة على ذلك الحكم‪ ،‬فوفقا لهذا النص وحتى عند عدم وجود ارتباط بين الجريمة‬
‫التي صدر بها الحكم والجريمة األخرى فإنه يجب على المحكمة أن تصدر عليه حكما واحدا‪.‬‬

‫تقادم التدبير‪:‬‬

‫لقد قرر المشرع في المادة (‪ )21‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬مدة القادم العقوبة حيث نصت على‬
‫أنه‪ ":‬ال ينفذ أي تدبير أغفل تنفيذه لمدة سنة كاملة من يوم النطق به إال بقرار جديد يصدر من المحكمة بناء‬
‫علی جلب نيابة األحداث بعد أخذ رأي مراقب السلوك"‪.‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬إن القانون وضع أسسا للعقوبات وجعل العقوبة ال تدوم إلى األبد بل عمل المشرع على إسقاط‬
‫العقوبة بعد مضي مدة "التقادم"‪ ،‬ويكون للمحكمة أن تقرر سقوط العقوبة بالتقادم من تلقاء نفسها حتى لو لم‬
‫يطلب المتهم ذلك الحق العتباره من النظام العام‪ ،‬والتقادم ال يبدأ إال من تاريخ النطق بالحكم‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫العقوبات المقررة لألحداث الذين أكملوا الخامسة عشرة‬

‫ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمرهم‬

‫حيث تجمع التشريعات على استبعاد العقوبة المتناهية في الشدة من التطبيق في محيط األحداث المنحرفين‬
‫كاإلعدام واألشغال الشاقة والسجن المؤبد تأسيسا على أن هذه العقوبات ال تالئم حالة الحدث في شيء‪،‬‬
‫فعقوبة اإلعدام‬

‫فقد اعتبر المشرع أن من بلغ الخامسة عشرة ولم يبلغ الثامنة عشرة مسؤوال جزائيا‪ ،‬إال أن هذه المسؤولية‬
‫هي مسؤولية مخففة‪ ،‬حيث استبدل عقويات مخففة على الحدث محل العقوبات المقررة للجريمة في حالة‬
‫المسؤولية الجزائية الكاملة‪ .‬فبدل الحبس المؤيد قرر الحبس مدة ال تزيد على خمس عشرة سنة‪ ،‬على أن‬
‫يجري تنفيذها في مؤسسات عقابية خاصة باألحداث‪ .‬كما قرر المشرع في حالة ارتكاب الحدث لجريمة‬
‫عقوبتها الحبس المؤقت أن يطبق عليه القاصي نصت الحد األقصى المقرر لهذه الجريمة‪ ،‬وقرر المشرع‬
‫أيضا أال يعاقب الحدث بالغرامة سواء اقترنت هذه العقوبة بالحبس أو لم تقترن‪.‬‬

‫وقد أجاز المشرع أيضا للقاضي تطبيق بعض التدابير التقويمية (االختبار القضائي ‪ -‬اإليداع في إحدى‬
‫مؤسسات الرعاية االجتماعية ‪ -‬اإليداع في إحدى المستشفيات العالجية المتخصصة) بدال من تطبيق‬
‫العقوبات المقررة للجريمة فيما عدا الجرائم التي تكون عقوبتها اإلعدام أو الحبس المؤبد‪ ،‬على أن ينتهي‬
‫التدبير المحكوم به على الحدث بلوغه سن الحادية والعشرين من عمره‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب األول‬

‫المسؤولية العقابية‬

‫نصت المادة ‪ 12‬من قانون األحداث رقم ‪ 116‬لسنة ‪ 5112‬والمعدل بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 5112‬على أن‪" :‬ال يحكم‬
‫باإلعدام وال بالحبس المؤبد على الحدث‪ ،‬وإذا ارتكب الحدث الذي أكمل الخامسة عشرة ولم يجاوز الثامنة‬
‫عشرة من العمر جناية عقوبتها اإلعدام أو الحبس المؤيد‪ .‬يحكم عليه بالحبس مدة ال تزيد على خمس عشرة‬
‫سنة‪.‬‬

‫وإذا ارتكب الحدث جريمة عقوبتها الحبس المؤقت يحكم عليه بالحبس مدة ال تجاوز نصف الحد األقصى‬
‫المقرر قانونا للجريمة‪.‬‬

‫وال يعاقب الحدث بالغرامة سواء اقترنت هذه العقوبة بالحبس أو لم تقترن‪ .‬وال تخل األحكام السابقة بسلطة‬
‫المحكمة في تطبيق أحكام المواد (‪ ،)11‬و(‪ )15‬و (‪ )13‬من قانون الجزاء في الحدود المسموح بتطبيقها قانونا‬
‫على الجريمة التي وقعت من الحدث‪.‬‬

‫ويتضح من هذا النص أن الحدث في هذه السن إذا ارتكب جريمة عقوبتها اإلعدام أو الحبس المؤبد‪ ،‬فإن هذه‬
‫العقوبة تصبح بالنسبة له الحبس الذي ال تزيد مدته عن خمس عشرة سنة‪ ،‬فقد رفع المشرع الحد األقصى‬
‫للعقوبة في القانون رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬حيث كانت في القانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 1913‬الحجم مدة ال تزيد على عشر‬
‫سنوات‪.‬‬

‫أما إذا ارتكب الحدث جريمة عقوبتها الحبس المؤقت فللقاضي أن يحكم على الحدث بالحبس مدة ال تجاوز‬
‫نصف الحد األقصى للعقوبة المقررة للجريمة المسندة إلى الحدث‪.‬‬

‫كذلك قرر المشرع في قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬عدم جواز الحكم علي الحدث بعقوبة الغرامة‬
‫سواء اقترنت بالحبس أو لم تقترن‪ ،‬فقد كانت في القانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 1913:‬ال يعاقب الحدث بغرامة سواء‬
‫اقترنت هذه العقوبة بالحبس أو لم تقترن إال بما ال يجاوز نصف الحد األقصى للغرامة المقرر للجريمة التي‬
‫ارتكبها الحدث"‪.‬‬

‫فبالتالي‪ ،‬ومادام المشرع الكويتي قد أغفل النص على هذه المسالة‪ ،‬فإن عذر القصر الجزائي بوجهة نظرنا‬
‫هو سبب شخصي يبقي للجرم طبيعته األصلية فال يغير طبيعة الجريمة‪ ،‬فال تصبح الجناية جنحة‪ ،‬فتظل‬
‫الجناية جناية ولو حكمت المحكمة بعقوية تدخل في نطاق العقوبات المقررة للجنح ‪ .‬فالعبرة هي بالرجوع‬
‫إلى مقدار المقوية المنصوص عليها للجريمة بغض النظر عن العذر القانوني المقرر للحدث‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫االختيار بين العقوبات والتدابير‬

‫تنص المادة ‪ 16‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أنه‪ " :‬يجوز لمحكمة األحداث فيما عدا الجرائم‬
‫التي تكون عضويتها اإلعدام أو الحبس المؤبد بدال من توقيع العقوبات المنصوص عليها في المادة السابقة‬
‫وفي الجرائم التي يجوز فيها الحب أن تحكم على الحدث بأحد التدابير المنصوص عليها في البنود (‪،)2( ،)4‬‬
‫(‪ )6‬من المادة (‪ )2‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫ويتضح من النص أن للقاضي حرية الخيار بين أن يحكم على الحدث بعقوبة الجريمة المقررة أصال وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 12‬من قانون األحداث‪ ،‬أو أن يتخذ في شأنه تدبيرا وقائيا‪ ،‬إن رأى فيه ما يحقق الهدف منه في‬
‫تهذيب وإصالح الحدث‪ ،‬وسلطة قاضي األحداث في ذلك هي سلطة مطلقة‪ ،‬إال أن هذه السلطة ال تشمل‬
‫الجرائم المعاقب عليها باإلعدام أو الحبس المؤبد لصراحة نص المادة ‪ 16‬سالفة الذكر‪.‬‬

‫فالمبدأ في معاملة الحدث في هذه المرحلة هو تطبيق التدابير اإلصالحية ومع ذلك أجاز المشرع للقاضي‬
‫تطبيق العقوبة المخففة مراعاة لمصلحة الحدث فمكنه بذلك من االختيار بين العقوبة المخففة وأحد التدابير‬
‫اإلصالحية عند المحاكمة ومن التحول ما بين العضوية والتدبير خالل مرحلة تنفيذ الحكم‪.‬‬

‫قد قرر المشرع سلطة تقديرية لقاضي األحداث في االختيار بين العقوبة المخففة وأحد التدابير اإلصالحية‬
‫عند تقرير الجزاء المالئم لالنحراف يوم المحاكمة تقديرا منه أن هدف حماية الحدث إصالحه‪ ،‬وهذا قد‬
‫يستدعي توقيع العقوبة المخففة كما قد يستدعي توقيع أحد التدابير اإلصالحية‪ ،‬لذلك ترك للقاضي سلطة‬
‫االختيار بينهما حسبما تنتهي إليه قناعته بعد مناقشة الدعوى أمام بصره ومسمعه يوم المحاكمة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫السلطة المختصة بالتحقيق االبتدائي واالجتماعي‬

‫في قضايا األحداث‬

‫إن الدعوى الجزائية تمر بمرحلتين‪ ،‬أولهما ‪ :‬مرحلة التحقيق االبتدائي الذي يتم قيل رفع الدعوى إلى‬
‫المحكمة‪ ،‬واألخرى‪ :‬مرحلة التحقيق النهائي وهو الذي يجرى أمام جهة المحاكمة‪.‬‬

‫وتختص نيابة األحداث أساسا بالتحقيق االبتدائي مع األحداث المنحرفين‪ ،‬إال أن ذلك يسبقه عدة إجراءات‬
‫مثل االستدالل والتي يقوم بها رجال شرطة األحداث الذين خولهم المشرع القيام بهذه المهمة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫السلطة المختصة بالتحقيق االجتماعي في قضايا األحداث‬

‫تنص المادة ‪ 42‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على أن‪" :‬تتولى شرطة حماية األحداث عرض الحدث‬
‫المنحرف المتهم بارتكاب جناية أو جنحة على نيابة األحداث والتي تختص وحدها بمباشرة الدعوى‬
‫الجزائية والتحقيق و التصرف واالدعاء فيها‪.‬‬

‫ويتضح من هذا النص أن المشرع قد خول شرطة األحداث سلطة القيام بالتحقيق االجتماعي‬

‫المطلب األول‬

‫تخصص الشرطة برعاية األحداث ومبرراته‬

‫في ماهية شرطة األحداث‪:‬‬

‫شرطة األحداث هي شرطة متخصصة تقوم بمنع ومكافحة جرائم األحداث وإجراء البحث والتحري عن‬
‫هذه الجرائم وجمع االستدالالت عنها وضبطها وتنفيذ األحكام والقرارات المتعلقة باألحداث وحراسة‬
‫مؤسسات الرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫وشرطة األحداث تابعة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية‪ ،‬وهم مكلفون بالتحقيق األولي في الجرائم التي‬
‫يرتكبها األحداث‪ .‬فحينما يقبض رجل الشرطة على الحدث المتهم بانتهاك النظام االجتماعي يقوده إلى‬
‫مراكز االستقبال في الوحدات االجتماعية حيث يقوم األخصائيون االجتماعيون بتحويله إلى شرطة‬
‫األحداث التي تقوم بدورها بالتحري والبحث االجتماعي في قضيته‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويحتل دور شرطة األحداث في مكافحة انحراف األحداث مركز بالغ األهمية فرجل الشرطة هو أول من‬
‫يتصل بالحدث‪ ،‬وهذا يعود ببالغ األثر على اإلجراءات التي تتخذ في شأن األحداث‪ ،‬وقد امتد االهتمام بدور‬
‫رجل الشرطة في المؤتمرات وحلقات الدراسة الدراسة اإلقليمية لمكافحة الجريمة والوقاية من االنحراف‪.‬‬

‫مبررات تخصص شرطة األحداث‪:‬‬

‫نظرا للدور اإليجابي الذي تقوم به شرطة األحداث في مساعدة المؤسسات االجتماعية في تهذيب شخصية‬
‫الحدث‪ ،‬وإعادة إدماجه في المجتمع ليصيح عنصرا فاعال فيه‪ ،‬فإنه يجب أن يتم تشكيل شرطة األحداث من‬
‫عناصر منتقاة وعلى مستوى معين من الكفاءة والخبرة ومن التدريب‪ ،‬بحيث يكون رجل شرطة األحداث‬
‫مدركا بشكل تام لظاهرة انحراف األحداث واألسس الفلسفية لرعايتهم وتقويمهم‪ ،‬فالبد من تلقي شرطة‬
‫األحداث لمناهج تشتمل على مبادئ علم النفس وعلم االجتماع لالستعانة بها في فهم شخصية الحدث الذي‬
‫سوف يتعامل معه في المستقبل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫المؤهالت المتطلبة لتخصص الشرطة برعاية األحداث‬

‫مما الشك فيه‪ ،‬أن التعامل مع األحداث المنحرفين يستلزم فهما دقيقا لطبيعة التكوين النفسي لهؤالء‪،‬‬
‫وعوامل البيئة التي تحيط بهم‪ ،‬وأسباب انحرافهم‪ ،‬والوسائل العلمية لمعالجة هذا االنحراف‪ ،‬وهو ما يستلزم‬
‫أن يكون لرجال الشرطة المختصين برعاية األحداث مؤهالت خاصة وصالحيات قانونية مالئمة‪ ،‬تمكنهم‬
‫من النجاح في أداء واجباتهم في التعامل مع األحداث‪.‬‬

‫ومن أهم الصفات والمؤهالت التي ينبغي توافرها في رجال شرطة األحداث ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الرغبة الذاتية للعمل في مجال رعاية األحداث ومعالجة انحرافهم‪.‬‬

‫‪ -5‬اإللمام الكامل بالقوانين واألنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون األحداث‪.‬‬

‫‪ -3‬قوة الشخصية وما تطلبه من ذكاء‪ ،‬واتزان نفسي‪ ،‬واتخاذ القرارات الصائبة بدون تردد‪.‬‬

‫‪ -4‬حسن المظهر واللياقة‪ ،‬واالبتعاد عن مواطن الشبهات‪.‬‬

‫‪ -2‬استيعاب أهمية دور الشباب في المجتمع وخطورة انحراف األحداث فيه وأسباب هذا االنحراف وطرق‬
‫ووسائل معالجته‪.‬‬

‫‪ -6‬القناعة بوجوب التعاون مع جميع المؤسسات ذات الصلة بشؤون األحداث وخاصة محاكم األحداث‬
‫ومؤسسات الرعاية االجتماعية واالصالحية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المطلب الثالث‬

‫واجبات وصالحيات الشرطة المختصية برعاية األحداث‬

‫صالحيات شرطة األحداث‪:‬‬

‫حتى تستطيع شرطة األحداث القيام بواجباتها المنوطة بها بشكل صحيح البد لها من توافر إمكانيات مادية‬
‫وقانونية‪ ،‬وتتمثل اإلمكانيات المادية في األبنية والمعدات ووسائل االتصال إلى جانب العدد الكافي من‬
‫العناصر البشرية المؤهلة سواء كانت من الضباط أو مساعديهم‪.‬‬

‫أما الصالحيات القانونية فإنها تختلف من بلد آلخر‪ ،‬وذلك في ضوء أحكام القوانين النافذة في كل بلد‪ ،‬فكلما‬
‫اتسع نطاق المؤسسات االجتماعية المعنية بمكافحة التسول والتشرد وحماية األطفال ورعاية األحداث‬
‫انحسر دور الشرطة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫واجبات شرطة األحداث‪:‬‬

‫عرف قانون اإلجراءات الجزائية الشرطة وحدد وظيفتها حيث نصت المادة ‪39‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية على أن‪ " :‬الشرطة هي الجهة اإلدارية المكلفة بحفظ‬

‫النظام ومنع الجرائم‪ ،‬وتتولى إلى جانب ذلك‪ ،‬وطبقا لهذا القانون‪ ،‬المهمات اآلتية‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬إجراء التحريات الالزمة للكشف عن الجرائم ومعرفة مرتكبيها وجمع كل ما يتعلق بها من معلومات‬
‫الزمة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬تنفيذ أوامر سلطات التحقيق والمحاكمة في كل ما يتعلق بالتحقيقات والمحاكمات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬تولي من ثبت له من رجال الشرطة صفة المحقق للتحقيق في األحوال التي ينص فيها القانون على‬
‫ذلك‪.‬‬

‫بصفة عامة‪ ،‬فإن مهمة منع وقوع الجرائم مهمة خطيرة جدا‪ ،‬وتقع على عاتق رجال الشرطة بمختلف‬
‫رتبهم‪ ،‬فهي مهمة مانعة‪ ،‬تأتي قبل ارتكاب الجريمة‪ .‬فإذا لم تنجح التدابير اإلدارية الوقائية‪ ،‬في منع ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬انتقل عبء البحث عنها وعن مرتكبها وعن أدلتها إلى رجال الضبطية القضائية‪.‬‬

‫ويعتبر من واجبات شرطة األحداث ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مكافحة ومنع النشاط الشبابي المعادي للمجتمع‪ ،‬ومحاولة السيطرة على األحداث الذين يملكون سلوكا‬
‫انعزاليا معاديا للمجتمع‪ ،‬وعلى الظروف التي تهيئ لذلك ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -5‬إيجاد وسائل صحيحة لمعالجة األحداث من األفعال التي يرتكبونها‪ ،‬بقصد منع تكرارها‪.‬‬

‫‪ -3‬التعاون مع الهيئات االجتماعية والبيئية المعنية بمنع الجريمة‪ ،‬وذلك لتخطيط وتنظيم البيئة المناسبة وسد‬
‫االحتياجات األساسية للشباب‪ ،‬وذلك بهدف منع الجريمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫السلطة المختصة بالتحقيق االبتدائي‬

‫يعرف التحقيق االبتدائي بأنه‪" :‬مجموعة اإلجراءات التي تباشرها سلطة التحقيق (المحقق) قبل بدء مرحلة‬
‫المحاكمة بهدف البحث والتنقيب عن األدلة في شأن جريمة ارتكبت وتجميعها ثم تمحيصها للتحقق من مدى‬
‫كفايتها إلحالة المتهم على المحاكمة‪ ،‬وفق االختصاص الذي أعطاه له المشرع بغية استظهار الحقيقة في‬
‫الواقعة الجزائية المثارة أمامه وجمع أدلتها وفق تلك اإلجراءات‪.‬‬

‫وتعتني التشريعات الجزائية بحماية الحدث سواء كان منحرف أو في خطر معنوي‪ ،‬فاعال أو ضحية‪،‬‬
‫وامتدت هذه الحماية إلى الحماية اإلجرائية للحدث وخصته بقواعد إجرائية مميزة في كافة مراحل الدعوى‬
‫مع الرجوع إلى القواعد العامة في حالة عدم وجود نص خاص‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫نيابة األحداث‬

‫لقد خول المشرع الكويتي نيابة األحداث االختصاص بالتحقيق االبتدائي مع األحداث المنحرفين في جميع‬
‫الجرائم ‪ -‬جنح وجنايات‪ ،-‬فهي تجمع بين سلطتي االتهام والتحقيق‪.‬‬

‫حيث إنه بصدور قانون األحداث رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 1913‬صدر قرار النائب العام بإنشاء نيابة األحداث‬
‫التخصصية‪ ،‬ومن ثم صدر تعميم النائب العام رقم ‪ 1‬لسنة‪ 1913‬بتنظيم عمل نيابة األحداث‪.‬‬

‫وبإصدار القانون رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬بشأن األحداث المعدل بالقانون رقم ‪ 1‬لسنة ‪ - 5112‬والذي ترتب عليه‬
‫إلغاء قانون األحداث رقم ‪ 3‬لسنة ‪ – 1913‬صدر تعميم النائب العام رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 5112‬بشأن قانون األحداث‪،‬‬
‫والتعميم رقم ‪ 5‬لسنة ‪ 5112‬بشأن التعديل عليه‪ ،‬ويحتوي التعميمان على القواعد واإلجراءات الموضوعية‬
‫التي استحدثها هذا القانون‪.‬‬

‫وقد عرفت الفقرة (‪ )2‬من المادة األولى من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة‪ 5112‬نيابة األحداث بأنها‪ " :‬نيابة‬
‫متخصصة مكلفة بالتحقيق والتصرف واالدعاء في قضايا الجنايات والجنح التي يرتكبها األحداث وغيرها‬
‫من االختصاصات المبينة في هذا القانون"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن نياية األحداث ليست مختصة بالتحقيق والتصرف واالدعاء بجرائم األحداث‬
‫فقط‪ ،‬بل هي مكلفة بنظر ودراسة إنهاء التدابير وتعديلها وإبدالها وإنهائها‪ ،‬وتختص بدراسة اإلفراج تحت‬
‫شرط والتفتيش على مختلف مؤسسات الرعاية االجتماعية التي تنفذ فيها مختلف أحكام األحداث‪ ،‬وكذلك‬
‫بنظر الطعن باالستئناف على جميع األحكام الصادرة من محكمة األحداث‪ ،‬وأخيرا دراسة ونظر الزيارات‬
‫لألحداث المودعين دور الرعاية االجتماعية ومراقبة صحة وشروط مواعيدها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫ضمانات التحقيق االبتدائي‬

‫لقد منح المشرع الكويتي للحدث المنحرف عدة ضمانات عند التحقيق معه من قبل نيابة األحداث‪ ،‬وذلك‬
‫لحمايته‪ ،‬وهذه الضمانات هي على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عالنية التحقيق بالنسبة للخصوم‪ ،‬تنص المادة ‪ 22‬من قانون اإلجراءات الجزائية على أن‪ " :‬للمتهم‬
‫وللمجني عليه الحق في حضور جميع إجراءات التحقيق اإلبتدائي‪ ،‬ولكل منهما أن يصحب محاميه في‬
‫جميع األحوال"‪.‬مما الشك فيه أن عالنية التحقيقات تحد من أهم الضمانات التي ينبغي أن تتسم بها‪ ،‬فالحدث‬
‫له الحق في العلم بما يتم من اإلجراءات‪ ،‬والذي يمنحه الثقة والطمأنينة إلى سالمتها‪ ،‬بعكس التي تتخذ في‬
‫الخفاء مهما طابقت الحقيقة والواقع‪ ،‬فالسرية تولد الشك إذا توهم بالخضوع لإليحاء والتأثير‪.‬‬

‫وقد أخذ المشرع بقاعدة عالنية إجراءات التحقيق األبتدائي‪ ،‬على أن هذا ال يعني أن تجرى التحقيقات في‬
‫مكان يصح ألي فرد من الجمهور أن يدخله إذ قد يفسد هذا على المحقق سبيل إظهار الحقيقة‪ ،‬وإنما يقصد‬
‫بالعالنية نسبيتها أي عالنيتها بالنسبة إلى كل من يتناوله التحقيق فقط دون الجمهور عامة‪ .‬ولهذه العالنية‬
‫النسبية أثر من نظام التنقيب والتحري في اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سرية التحقيق بالنسبة للجمهور‪ ،‬المقصود بجعل التحقيق سرية أن جمهور الناس ال يصرح لهم‬
‫بالدخول في المكان الذي يجري فيه‪ ،‬وال تعرض محاضر التحقيق الطالع الناس‪ ،‬وال يجوز للصحف‬
‫وغيرها من وسائل اإلعالم إذاعتها‪ ،‬وال يجوز لكاتب الجلسة أن يقضي بمعلومات في المسائل التي‬
‫بطبيعتها سرية‪.‬‬

‫والعلة في جعل التحقيق سريا بالنسبة للجمهور إنه من المحتمل أن يكون الحدث المنحرف بريئا مما نسب‬
‫إليه حفاظا على سمعته وسمعة أسرته‪ ،‬وحفاظا على نفسية الحدث‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستعانة بمحام أمام نيابة األحداث‪ ،‬إن حق االستعانة بمحام للدفاع من الحقوق الدستورية المكفولة‬
‫لجميع المواطنين‪ ،‬ويطلق عايه " حق الدفاع"‪ ،‬وبالنسبة للحدث المنحرف سواء في الجناية أو الجنحة فإن‬
‫قانون األحداث الكويتي الجديد قرر وجوب تمكينه من هذا الحق‪ ،‬وهو توجه تشريعي منطقي على اعتبار‬
‫أن القانون يوجب تمثيل الحدث بمحام حتى وإن لم يعبر عن نيته اإلجرامية كما لو تواجد في إحدي حاالت‬

‫‪18‬‬
‫التعرض لالنحراف‪ ،.‬كما يساعد وجود المحامي بقرب الحادث في توفير ضمانة االستقرار واالتزان‬
‫النفسي للحدث ويعينه على تفهم بعض المصطلحات التي قد تبدو غريبة عليه ولم يألفها من قبل‪ ،‬مثل‬
‫الجريمة‪ ،‬شهود عيان أو نفي‪.‬‬

‫ولقد اوجب قانون األحداث الكويتي على نيابة اإلحدات ندب محام للحدث للدفاع عنه إذا لم يقم الحدث أو‬
‫متولي رعايته بتوكيل محام للقيام بهذه المهمة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 41‬من قانون األحداث رقم ‪111‬‬
‫لسنة ‪ 5112‬بقولها‪" :‬للحدث أو لمتولي رعايته الحق في أن يوكل محاميا للدفاع عنه في مرحلتي التحقيق‬
‫والمحاكمة‪ ،‬وإذا لم يتم توكيل محامي للدفاع عنه وجب على النيابة أو المحكمة أن تنتدب له محاميا يقوم‬
‫بهذه المهمة "‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تدوين التحقيق‪:‬‬

‫لما كانت التحقيقات اإلبتدائية موضع مناقشة الخصم دائما سواء إبان إتخاذها أو بعد طرح الدعوى على‬
‫القضاء‪ ،‬لذا يجب تدوينها ليستطيع من يشاء أن يحتج بما يجري خاللها وأن يستنبط ما يتراءى له من نتائج‪.‬‬
‫فهي المرجع لكل من ابتغى االعتماد عليها‪ ،‬ولم ينص المشرع صراحة على قاعدة تدوين التحقيق إال أنها‬
‫تستخلص من بعض مواد قانون اإلجراءات الجزائية مثل المادة ‪ 91‬والخاصة باستجواب المتهم‪.‬‬

‫وقد تثبت اإلجراءات في محضر واحد أو في محاضر متعددة‪ ،‬فكل األوراق التي تتضمن إثبات إجراءات‬
‫الدعوى تعتبر من محاضر التحقيق‪ ،‬ولم يوجب القانون في أي من نصوصه إفراد محاضر مستقلة لبعض‬
‫اإلجراءات‪ ،‬واألصل أن يستصحب المحقق ما إذا كان عضونيابة أحد كتاب النيابة العامة أو المحكمة على‬
‫حسب األحوال ليقوم بتدوين التحقيق‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الحبس االحتياطي أواإليداع التحفظي‪:‬‬

‫واألمر بالحبس االحتياطي أو اإليداع التحفظي هو أقسى أوامر المحقق وأشدها وطأة‪ ،‬ألنه يضرب‬
‫الشخص في حريته‪ ،‬وهي ثمينة ومقدسة‪.‬‬

‫واتخاذه متروك لتقدير المحقق نفسه يقرره متى شاء‪ ،‬إذا وجد أن ضرورة التحقيق تقتضيه‪ ،‬دون أن يكون‬
‫ملزما باتباع تسلسل معين في األوامر‪ .‬أي أنه يستطيع أن يقرر حبس المتهم احتياطيا‪ ،‬دون إصدار أمر إليه‬
‫بالحضور أو أمر قبض‪ .‬وأمر الحبس االحتياطي يتضمن حكما باألمر بالقبض‪.‬‬

‫ونظرا للنتائج الخطيرة التي تترتب عليه‪ ،‬وجب على المحقق أال يلجأ إليه إال في حاالت الضرورة القصوى‪.‬‬

‫والمبررات التي من أجلها أجاز المشرع حبس المتهم احتياطيا أساسها مصلحة التحقيق أو مصلحة الحدث‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫والحبس االحتياطي أو اإليداع التحفظي يعد إجراء آمن وإجراء تحقيق وضمان تنفيذ الحكم‪ ،‬وكون الحبس‬
‫االحتياطي أو اإليداع التحفظي إجراء آمن فيه إرضاء جزئي لشعور المجني عليه وبالتالي المجتمع يخفف‬
‫من حدة غضبه‪ ،‬بل هو حماية للمتهم نفسه من االعتداء عليه‪ ،‬كما أنه يمنع المتهم من الفرار والمحافظة على‬
‫أدلة االتهام من التشويه أو اإلخفاء بمعرفة المتهم‪ ،‬كما أنه يساهم في منع ارتكاب المتهم لجرائم جديدة مماثلة‬
‫خصوصا إذا كانت دوافع الجريمة األولى ال زالت قائمة‪ ،‬وكونه إجراء تحقيق يبدو في أنه يجعل المتهم‬
‫دائما في متناول يد المحقق فيمكنه في أي وقت من استجوابه ومواجهته بمختلف الشهود‪ ،‬األمر الذي يؤدي‬
‫إلى إنجاز اإلجراءات والوصول إلى الحقيقة لمجازاة فاعل الجريمة على ما جنت يداه‪ ،‬فضال عن إبعاد‬
‫تأثيره على مجريات التحقيق‪ .‬وأخيرا فإنه ضمان لتنفيذ الحكم إذا صدر على المتهم باإلدانة‪ ،‬أي يعطي‬
‫ضمانا لعدم هروب المتهم‪ ،‬وفي هذه الصورة تغلب مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد‪ ،‬ويعتبر الحبس‬
‫االحتياطي أو اإليداع التحفظي بهذه المثابة المساعد الضروري لإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وقد أوجب المشرع الكويتي استجواب المتهم قبل إصدار أمر الحبس االحتياطي أو اإليداع التحفظي‪،‬‬
‫ومناقشته تفصيال بالتهمة المنسوبة إليه‪.‬‬

‫تلك هي الشروط الموضوعية والشكلية التي تطلبها القانون لوجود أمر الحبس االحتياطي أو اإليداع‬
‫التحفظي‪ ،‬أي لتكوينه وقيامه بصفة عامة‪ ،‬وباكتمالها يمكن القول إن هناك أمرا بعد إدراج بيانات معينة فيه‬
‫‪.‬‬

‫وتخضع مدة الحبس االحتياطي أو اإليداع التحفظي للقواعد التالية التي وضعت باعتبارها نوعا من‬
‫الضمان لحرية الحدث المتهم‪ .‬وهي ما نصت عليه المادة ‪ 11‬من قانون األحداث رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 5112‬على‬
‫الوجه التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬يسري أمر الحبس أو اإليداع الذي يصدر من نياية األحداث لمدة أسبوع من تاريخ القبض على الحدث‪،‬‬
‫ولنيابة األحداث أن تحبس المتهم – من باب أولى ‪ -‬مدة أقل من ذلك تطبيقا لقاعدة من يملك األكثر يملك األقل‪.‬‬

‫‪ -5‬إذا أوشكت مدة األسبوع على االنقضاء‪ ،‬ورأت نيابة األحداث تجديد الحبس اإلحتياطي أو اإليداع‬
‫التحفظي‪ ،‬وجب عليها قبل انتهائها عرض األوراق على رئيس محكمة األحداث ليصدر أمره في هذا‬
‫الصدد وفقا لتقديره‪ ،‬فله أن يرفض تجديد الحبس واألمر بتسليم الحدث إلى متولي رعايته للتحفظ عليه‬
‫وتقديمه عند كل طلب‪ ،‬وحينئذ يتعين على نيابة األحداث أن تأمر بإخالء سبيل المتهم فورا إذ إن حبسه ال‬
‫سند له من القانون‪ ،‬وإما أن تأمر محكمة األحداث بالتجديد‪ ،‬ولرئيس المحكمة تجديد الحبس لمدة ال تزيد‬
‫على أسبوع في كل مرة يطلب فيها تجديد الحبس‪ ،‬وليس هناك حد أدنى‪ ،‬بمعنى أنه يجوز لرئيس المحكمة‬
‫أن يصدر األمر بتجديد الحبس لمدة أقل من أسبوع‪.‬‬

‫‪21‬‬

You might also like