Professional Documents
Culture Documents
جزائري ة العدي د من املش كالت ،لع ل من أهمه ا املش كالت الإداري ة في تس يير امللف ات املختلف ة ،أدت إلى الكث ير من
عديدة ،إدارية وعلمية وبحثية وإلى ضعف املستوى الفكري واالجتماعي والثقافي للطلبة .نتيجة االعتماد املتواصل
سياس ة االس تيعاب الكمي ش به العش وائي ،وغي اب حوكم ة إداري ة جامعي ة يتم على أساس ها تق ييم العائ د العلمي
إدارة الجامعية مسؤولية ثقيلة في إصالح الجامعة وتطوير جهازها الإداري ،عبر تطبيق إصالح إداري شامل وعميق
يجية ،والبحث عن نمط إداري وبديل.
ب الحي اة في تجس يد وظ ائف الجامع ة ،وهي املح رك األول ملختل ف األنش طة البيدغوجي ة و األكاديمي ة و البحثي ة،
ودعام ة رئيس ية لألداء العلمي .وم ا يالح ظ ،ه و النقص الكب ير في تط بيق نم ط الإدارة االس تراتيجية في كث ير من
معة .لهذا يجب التحول من التسيير التقليدي إلى الإدارة االستراتيجية من خالل تكريس مجموعة من املبادئ مثل
ة قابلة للتطبيق ذات قيم ورسالة واضحة ،وضمن خطط بعيدة املدى ،وتفعيل مبدأ املشاركة في التسيير ال إداري
سوسيو -اقتصادي...الخ.
لإصالح الإداري ،الإدارة االستراتيجة ،الجامعة ،التنمية ،العوملة.
Abstract:
The Algerian university known several problems, in particular the administrative problems in
the various files, It has imbalance of numerous administrative, scientific domains and search
intellectual, social and cultural level of the students. This situation is the result of the pol
absorption semi-blind, and the absence of the good university administrative governance based on
of evaluation.
The administration is the dynamo of all the activities of the university; it is the first en
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
educational, academic acts and the search, because the administrative performance is a complem
performance. What is remarkable is the big lack of implementation of the style of strategic manag
institutions, in particular has the university. It is for it, it is necessary to pass of a traditional manag
management, by exploiting a set of principles: define applicable strategic objectives, and with
lights, long-term plans, practise the principle of administrative participation in management and
…socioeconomic environment etc
Key Words: Administrative reform; strategic management; university; development; globalizatio
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
التط ابق واالنس جام بين المكتس بات والم ؤهالت ومتطلب ات المحي ط السوس يو-
اقتصادي وسوق العمل.
إلى جانب ذلك فإن الجامعة تعيش أزمة غياب رؤية استراتيجية ذات معالم
ومرتك زات علمي ة واض حة ،وس لوكات تنظيمي ة تنفيذي ة موض وعية؛ فال يجب
أن يكون نشاط الإدارة الجامعية في مختلف مستوياتها العليا والوسطى والدنيا
مج رد ردود أفع ال ،ب ل يجب أن تنظ ر إلى المس تقبل وتستش رفه وتس تبق
التغيير ،وال تنتظره بسلبية.
ولهذا ،فإن الإدارة الجامعية لها مسؤولية ثقيلة في إصالح الجامعة وتطوير
الجه از الإداري ،ع بر تط بيق إص الح إداري اس تراتيجي ،والبحث عن نم ط
إداري عص ري وب ديل ،يح ارب النم ط الإداري المتس م بالالمب االة والتواكلي ة،
ألن الإدارة هي عص ب حي وي في تجس يد وظ ائف الجامع ة ،وهي المح رك
األول لمختلف األنشطة ،سواء كانت بيدغوجية أو اكاديمية أو بحثية ،فاألداء
الإداري مكمل ودعامة رئيسية لألداء العلمي.
أوالً -الجامعة :وظائف ومهام استراتيجية:
.1الجامعة والتعليم الجامعي:
الجامعة صرح علمي هام في المجتمع ،تمثل آخر مراحل التعليم والتكوين
العالي النظامي الرسمي ،فهي قمة السلم التعليمي ،لها رسالة و وظيفة صعبة
للغاي ة ودقيق ة ،هي بن اء وتك وين اإلنس ان وتط ويره باعتب اره الطاق ة المحرك ة
والق وة الدافع ة لعملي ة تط ور المجتم ع وتقدمه( .)1فالجامع ة هي المص در األول
لتلبي ة احتياج ات المجتم ع من الم وارد البش رية والقي ادات العلمي ة والفكري ة
وغيره ا ،وبالت الي فهي مفت اح التنمي ة الش املة والمس تدامة ال تي تس تهدف
اإلنسان باعتباره أداتها وعمودها الفقري وغايتها في الوقت نفسه.
إن الجامع ة كي ان منظم وتنظيم متكام ل ،وهي بمثاب ة مجتم ع مص غر ال
يستطيع أن ينفصل عن المجتمع الكلي ،في تأثره ا ب ه أو تأثيرها في ه س لبا أو
3
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
4
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
التعليم يقصد به ذلك النشاط التواصلي الذي يهدف إلى إثارة العلم وتحف يزه
وتسهيل حصوله ،فهو مجموعة األفعال التواصلية والقرارات التي يتم اللجوء
إليه ا بش كل قص دي ومنظم ،ويتم اس تغاللها وتوظيفه ا بكيفي ة مقص ودة من
ط رف ش خص (أو مجموع ة من األش خاص) ،يت دخل كوس يط بين المعرف ة
والتك وين( .)6واله دف من تدخل ه ه و إح داث تغي ير مرغ وب في س لوكات
واتجاهات المتكون أو المتعلم ،والتخلي عن السلوكات واالتجاهات المرفوضة
أو الخاطئة من جهة ،واكتساب مهارات ومعلومات جديدة لم تكن معروفة من
قبل من جهة أخرى.
ويم ر التك وين والتعليم الع الي بش كل ع ام بع دة مراح ل ح تى يص ل إلى
تحقي ق أهداف ه وهي :الم دخالت والعملي ات التحويلي ة والمخرج ات ،ولكن م ع
تط ور ال رؤى وزي ادة أهمي ة ارتب اط التعليم ب الواقع االجتم اعي واالقتص ادي
وغيرهم ا ،أص بح حتمي اً التكلم عن عنص ر أو بع د راب ع في عملي ة التك وين،
وهو سوق العمل أو المحيط االقتصادي أو التنموي بشكل عام.
إن أهمية التعليم والتكوين مسألة لم تعد اليوم قابلة للجدل والنقاش في أي
مك ان في الع الم ،س واء المتق دم أو الن امي ،فالتج ارب الدولي ة المعاص رة أثبتت
بما ال يدع مجاال للشك ،أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هي التعليم ،وأن
ك ل ال دول ال تي تق دمت من الياب ان إلى كوري ا الجنوبي ة إلى النم ور اآلس يوية
تقدمت عبر بوابة التعليم ،لهذا وضعت الدول المتطورة التعليم والتكوين وبن اء
وترقي ة الم وارد البش رية في أولى اهتماماته ا ،ب ل أعطت ه ص بغة إس تراتيجية،
وق د خلص ب ول كيني دي في كت اب ح ديث ل ه تحت عن وان "االس تعداد للق رن
الح ادي والعش رين" ،إلى أن التعليم ه و الوس يلة الوحي دة لمواجه ة تح ديات
القرن الحادي والعشرين( ،)7الذي يتميز بتحوالت سريعة في مجاالت المعرفة
والمعلوم ات والتكنولوجي ا الرقمي ة ،ح تى أص بحنا نعيش عص ر مجتم ع
المعرف ة ،ال ذي يق اس في ه تق دم المجتمع ات بم ا تنتج ه من معرف ة وابتك ارات
5
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
علمية ال بإنتاجها للسلع والبضائع ،األمر الذي يفرض على مهندسي العملية
التعليمي ة التجدي د المس تمر للمن اهج وط رق الت دريس والوس ائل التعليمي ة من
ناحي ة ،وك ذلك لل برامج التربوي ة ال تي تس تهدف تخ ريج أجي ال ق ادرة على
التكي ف والعط اء في ه ذا الع الم المتغ ير من ناحي ة أخ رى ( ،)8فإنس ان الي وم
أص بح ال يقضي ك ل عم ره في وظيف ة واح دة ،فك ل ال دالئل تش ير إلى أن 80
في المائة من وظائف القرن 21م لم يتم تحديد مسمياتها بعد ،فعلى كل فرد
أن يك ون ج اهزاً لتحوي ل مس اره ال وظيفي والت أقلم م ع لغ ة العلم والتكنولوجي ا
()9
المتطورة.
.2الجامعة والتنمية:
إن إس هام التعليم في التنمي ة مس ألة تناولته ا ك ل األدبي ات االقتص ادية ،ب دءاً
ب آدم س ميث و ك ارل م اركس وألف رد مارش ال ،ال ذي اعت بر التعليم نوع ا من
انواع االستثمار .كما أعطت المؤسسات الدولية أهمية بالغة للتعليم والتكوين
والت دريب المس تمر وخاص ة التعليم الع الي؛ حيث اعتبرت ه مؤش را أساس يا
للتنمي ة البش رية ،ب ل وص ناعة ك برى يجب أن تنف ق عليه ا الدول ة وت راقب
وتخض ع م دخالتها ومخرجاته ا إلى التق ييم والقي اس ،لعقلن ة العملي ة التعليمي ة
()10
والتحكم في الموارد المالية.
إن التعليم والتكوين الجامعي الناجح يتصف بالخصائص اآلتية:
-1يس توعب أك بر ع دد ممكن من الطلب ة ،م ع إعط ائهم فرص ا متكافئ ة
وي ؤهلهم في التخصص ات ال تي تتف ق م ع رغب اتهم وق دراتهم ،في ض وء
متطلب ات المجتم ع وس وق العم ل في القطاع ات العام ة والخاص ة واألهلي ة،
ويتمكن النظ ام التعليمي من اكتش اف ق درات وم واهب الطلب ة وص قل وتفج ير
طاق اتهم الخالق ة وإ ب داعاتهم في ش تى المج االت ،وإ ع دادهم جي دا لمواجه ة
تح ديات المس تقبل وس وق العم ل المتغ يرة ،م ع غ رس ب ذرة التك وين المس تمر
مدى الحياة والتعليم الذاتي.
6
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
-2أن يتص ف التعليم الج امعي بالمرون ة والتن وع ،ح تى يتمكن من إع داد
الموارد البشرية المؤهلة في التخصصات المختلفة ،كما يتيح النظام التعليمي
ابت داع تخصص ات جدي دة وفق ا لمتطلب ات المجتم ع ،كم ا ي تيح للطلب ة س هولة
تغيير التخصص دون هدر.
-3أن يس تعين النظ ام التعليمي الج امعي بتقني ات التعليم والت دريس الحديث ة
المقروءة والمرئية والمسموعة ،أي بالوسائل البيداغوجية التكنولوجية ،ويتسع
لعقد الندوات وحلقات المناقشة والبحث واالتصال بمراكز وشبكات المعلوم ات
المعنية بالبحث العلمي والتعليم.
-4أن يتض من النظ ام إلى ج انب ال برامج التعليمي ة النظامي ة نس بة معين ة من
البرامج التدريبية والتجديدية والميدانية (العملية).
-5أن يق وم على اإلع داد األك اديمي هيئ ة ت دريس عالي ة المس توى والكف اءة
العلمي ة والبيداغوجي ة والشخص ية ،يع اونهم مس اعدون نش طون وهيئ ة فني ة
وجهاز إداري فعال.
-6أن تكون هناك سهولة في التمويل والدعم المادي ،تمكن التعليم العالي من
تعظيم مخرجات ه ،من مخصص ات الدول ة وإ س هامات القطاع ات المختلف ة
المستفيدة من الجامعة والبحث العلمي والتدريب فيها.
-7أن يس مح النظ ام بتوف ير اإلمكاني ات الض رورية وال وقت الالزم للقي ام
باألنش طة الثقافي ة والرياض ية واالجتماعي ة والترفيهي ة والخ دمات العام ة
()11
كالضمان االجتماعي مثالً.
.3العولمة والتعليم الجامعي:
من ذ نهاي ة الق رن 20م أص بح الع الم يعيش عص ر العولم ة ،وه و عص ر
تم يزه كم ا س بق اإلش ارة إلى ذل ك ث ورة تكنولوجي ا المعلوم ات الرقمي ة
واالتص االت الس ريعة ،وق د كتب الكث ير ح ول ظ اهرة العولم ة وتجلياته ا
وتأثيراته ا الس لبية وااليجابي ة على ثقاف ات واقتص اديات بل دان الع الم الث الث
7
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
ومنها الجزائر ،وظهرت آراء واتجاهات مختلفة؛ فهناك المتفهم والمؤيد لهذه
الظاهرة الكوني ة ولو بدرجات متفاوت ة ،وال داعي للتعام ل معها واالن دماج في
مقتضياتها وقواعدها ،وهناك الرافض والمحذر من تبعات الرضوخ لمبادئها
خوفاً على الهوية والخصوصية.
ولم تبقى الجامعة بمعزل عن هذا الزخم والنقاش ،الذي اختلط فيه العلمي
بم ا ه و إي ديولوجي ،فاص بحت المك ان المالئم لط رح التص ورات وال رؤى
المختلف ة ح ول مفه وم العولم ة ،وق د ش كل الج انب العلمي والمع رفي
والتكنول وجي أب رز مظاهره ا؛ حيث جعلت من ه وس ائل وتكنولوجي ا االتص ال
الس ريعة وأهمه ا االن ترنت حقال مفتوح ا للجمي ع ،مم ا أدى بالجامع ة إلى
ض رورة تك ييف دوره ا م ع ه ذه المعطي ات الجدي دة .لق د أث رت العولم ة على
رس الة الجامع ة في ع دة مظ اهر وش كلت لتطوره ا تح ديات عظيم ة كتح دي
ث ورة التكنولوجي ا والمعلوماتي ة الس ريعة التغ ير وض رورة مواكبته ا ،وتح دي
المنافس ة العالمي ة واإلنت اج العلمي والمع رفي واالحتك ارات العالمي ة في ظ ل
()12
اقتصاد السوق وحرية التجارة ...الخ.
إن أي تط ور في التعليم الج امعي يس توجب بالض رورة رؤي ة اس تراتيجية
س ليمة لبعث إص الح إداري ش امل ،من أج ل تغي ير األنم اط الس لبية الس ائدة،
وفق مقومات ومبادئ الإدارة االستراتيجية.
ثانياً -معالم اإلصالح اإلداري الجامعي في ضوء اإلدارة االستراتيجية:
تتطلب االس تراتيجية قطيع ة ذهني ة ص ارمة م ع رواس ب الماض ي ومخلف اه
الفكرة والثقافية ولبلوغ ذلك يجب المبادرة وبإدارة وبحزم لإلصالح اإلداري
والتط وير ومواكب ة التغي ير .إن الجامع ة هيكالً إداري اً بيروقراطي اً ،ب ل نظام اً
مفتوحاً ومتفاعالً مع بيئته ،لذلك تعتمد إدارتها في المرونة والتجديد باستمرار
للتخلص من الجم ود اإلداري وال روتين والبيروقراطي ة ،ع بر إص الح إداري
فعال ومدروس.
8
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
9
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
-مب دأ المش اركة واالس هام في رس م سياس ة المنظم ة ،والق ائم على التفاع ل
البناء بين القيادة االدارية وباقي أفرادها ،وفتح قنوات دائمة لالتصال الرسمي
وغ ير الرس مي وفي ك ل االتجاه ات الص اعدة والنازل ة واألفقي ة ،للرف ع من
الش عور بالرض ا وال دمج بين األه داف الفردي ة والجماعي ة وتقلي ل عوام ل
المقاومة لدى العاملين.
-رص د وتحلي ل البيئ ة الداخلي ة والبيئ ة الخارجي ة باس تمرار ،والتخطي ط
االس تراتيجي للتعام ل م ع المتغ يرات والمس تجدات والتكي ف معه ا ،ومواجه ة
التهديدات بأفضل االستراتيجيات ،من خالل تفعيل أسلوب التفكير المستقبلي.
ينطل ق ه ذا التخطي ط االس تراتيجي من إج راء التع ديالت الض رورية في
الهيك ل التنظيمي ،وك ذا في أنظم ة وقواع د العم ل اإلداري أو اإلنت اجي،
والعاملين ،حتى يتم الرفع من قدرات التعامل مع البيئتين الداخلية والخارجية
()17
ومنه ،فإن أبرز األهداف األخرى لإلدارة االستراتيجية هي:
-تس طير األولوي ات واأله داف حس ب األهمي ة ووف ق مخطط ات طويل ة
ومتوسطة المدى.
-تخص يص الم وارد البش رية المطلوب ة وذات الكف اءة والفعالي ة ،لتنفي ذ تل ك
األهداف (تنمية واستقطاب رأس المال البشري والفكري).
-وضع معايير دقيقة وموضوعية للحكم على كفاءة وأداء ومردودية األفراد
واإلدارة.
-زيادة فاعلية عمليات اتخاذ القرارات والتنسيق والرقابة واكتشاف وتصحيح
االنحرافات.
-اس تغالل الف رص المتاح ة في البيئ ة الخارجي ة وس وق المنافس ة ومقاوم ة
التهديدات.
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
-التق اط اإلش ارات وجم ع المعلوم ات عن نق اط الق وة والض عف ،الكتش اف
المش كالت مبك را؛ ح تى ال تك ون الق رارات عب ارة عن ردود أفع ال لق رارات
خارجية.
-تسهيل عمليات االتصال في المنظمة؛ حتى ال تصدر رسائل غير مفهومة
أو مغرضة.
وعلي ه ،ف إن اإلدارة االس تراتيجية عملي ة رس م اإلتج اه المس تقبلي للمنظم ة،
واختي ار األنم اط والتص رفات المالئم ة على الم دى البعي د ،في ض وء العوام ل
والمتغ يرات البيئي ة؛ حيث تقتض ي عملي ة اإلدارة االس تراتيجية تحدي د الرؤي ة
والغايات الكبرى للمنظمة وأهدافها ،ثم اختيار البديل االستراتيجي المناسب،
أي ص ياغة االس تراتيجية ثم تطبيقه ا ومتابعته ا ،وأخ يراً تق ييم االس تراتيجية
وتص حيح االنحراف ات .ف اإلدارة االس تراتيجية تع ني ب القرارات األساس ية
والهامة بالنسبة للمنظمة ،والتي تمس موقعها وعالقتها مع عناصر البيئة.
ومن أبرز الخصائص التي تقود لنجاح اإلدارة االستراتيجية هي البصيرة
النافذة واالستشعار البيئي والقدرة على تحليل البيانات والمعلومات وتفسيرها
ومه ارة االختي ار االس تراتيجي والتج اوب االجتم اعي ،والمعرف ة التام ة
والشاملة لمختلف جوانب المنظمة وبيئتها ومتطلبات نشاطها والتميز بمعارف
()18
علمية وتطبيقية واسعة والتمتع بميزات التفكير االبتكاري والتحديد.
لق د ازداد اهتم ام الكث ير من المؤسس ات العام ة والخاص ة في العدي د من
المج االت الخدمي ة واالقتص ادية ب اإلدارة االس تراتيجية واألخ ذ ب التفكير
()19
االستراتيجي؛ وذلك نظراً للعوامل اآلتية:
-تدهور األداء االقتصادي مع ندرة الموارد االقتصادية وضرورة االستفادة
منها.
-ازدي اد األعب اء على ميزاني ة الدول ة ،ومس ؤولية تلبي ة حاجي ات المواط نين
األساسية في نفس الوقت.
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
إن رس الة ورؤي ة المنظم ة ال تي تخل ق االنس جام واالش تراك في ثقاف ة
تنظيمي ة واح دة ،وبالت الي إيج اد وعي مش ترك بمص يها وح افز على تحم ل
المس ؤولية والمزي د من االل تزام والجه د واللحم ة والتع اون بي أف راد المنظم ة
على تحقيق تلك الرسالة.
إن تصميم األهداف أمر مهم لتحديد ما يجب فعله ،وهي عنصر ضروري
في اإلدارة االس تراتيجية ،تح دد المس ؤوليات والمه ام ،وي رى ع الم اإلدارة
إي دوين ل وك ( )Edwin Lookفي كتاب ه الس لوك التنظيمي واألداء اإلنس اني
،1986أن جميع سلوكات األفراد هادفة ،وعلى هذا األساس أصدر نظريته
حول (تصميم الهدف) ،وقال " إن تحديد الهدف مسبقاً وفي مدة زمنية معينة
ي ؤدي إلى زي ادة الدافعي ة ،واألداء ،خاص ة إذا ت وفر عنص ر المش اركة من
ط رف األف راد في وض ع تل ك األه داف ،إلى ج انب زي ادة درج ة والئهم
للمنظمة ،وهذا ما أشار إليه وأكده كل من موال ( )Mullin .jوالتان (Latin.
)G .pويوك ل ( ،25)Yukl. G .aفك ل الدراس ات اإلداري ة والنفس ية الحديث ة
تؤك د على أهمي ة األه داف في رف ع األداء ،وه ذا م ا أدى إلى ظه ور مفه وم
اإلدارة باألهداف.
.2 .3التحليل االستراتيجي:
يطلق عليه كذلك التحليل البيئي أو التشخيصي االستراتيجي ،ويعنى جميع
البيان ات والمعلوم ات عن البيئ تين الداخلي ة والخارجي ة ،واإلحاط ة وأخ ذ فك رة
حقيقي ة وواقعي ة عن مختل ف العوام ل والم ؤثرات الرئيس ة ال تي تتفاع ل م ع
وت ؤثر في المنظم ة وفي مس تقبلها ،وتع د ه ذه العملي ة أو الخط وة مهم ة للغاي ة
في نج اح اإلدارة االس تراتيجية ،وألنه ا أس اس نج اح عملي ات اتخ اذ الق رارات
االس تراتيجية في مختل ف المس تويات التنظيمي ة ،خاص ة في الجامع ة حيث
للمعلومات أثر بالغ في أداء وظيفتها ،باعتبارها منبع المعرفة العلمية الناتجة
عن البحث.
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
1
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
-مهارات تنفيذ ورقاب ة االس تراتيجيات ،أي تخص يص الموارد وبن اء الهيكل
التنظيمي المناسب وتوزيع المهام ،وتفويض السلطة ووضع الضوابط ،ونشر
الثقاف ة التنظيمي ة الداعم ة للسياس ات االس تراتيجية المخت ارة ،لكن بالتش اور
والمش اركة م ع جمي ع أط راف المنظم ة ،وتش جيع رأس الم ال البش ري على
اإلبداع.
الفع ال والتعامل الجيد مع اآلخرين
-مهارات إنسانية كالقدرة على التواصل ّ
داخل وخارج المنظمة ،والتأثير فيهم بفضل سلوكات ذات قيم إنسانية ،لتحقي ق
جو ديمقراطي يتميز بالتعاون وروح الفريق.
-مه ارات فني ة :الق درة على إنج از نش اطات متخصص ة ذات ط ابع تق ني
كاستعمال الحاسوب ،أو معالجة البيانات أو المحاسبة المالية.
وإ لى ج انب ه ذه المه ارات يجب أن يتم يز القائ د االس تراتيجي على
خص ائص شخص ية مث ل :حب العم ل واإلخالص ،الص بر والتحم ل للمش قة
الناتج ة عن المس ؤولية ،الثق ة ب النفس والش جاعة ،ال ذكاء والطم وح ،التعلم
المستمر واإلبداع الشفافية واإلصغاء...الخ.
ثالثاً -آليات تطبيق اإلدارة االستراتيجية الجامعية:
تق ع على ع اتق اإلدارة الجامعي ة ع دة وظ ائف ومس ؤوليات ليس ت س هلة
التجس يد ،إال بت وفر الظ روف والعوام ل المس اعدة على اإلص الح اإلداري
وإ دخ ال مف اهيم إداري ة جدي دة ،تقط ع الص لة م ع ال ذهنيات القديم ة ال تي إعت اد
عليها الموظفون وأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.
إن تط بيق مب ادئ ومقوم ات االدارة االس تراتيجية يع نى اإليم ان به ا أوالً
كمح رك لتط وير إدارة الجامع ة وق د ذل ك ال دخول في إج راءات وخارط ة
فعال ة ،تأخذ بالحس بان عناص ر قي ام اإلدارة االس تراتيجية ،سنستعرض
طري ق ّ
أبرزها فيما يلي:
.1المشاركة في صنع القرارات:
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
وتعد المشاركة ضمن مفهوم اإلدارة بالمشاركة عامال إلضافة أفكار جدي دة
وأك ثر تعمق ا وواقعي ة ،ألن العم ال ق د يكون وا أك ثر إدراك ا ب أمور ال ي دركها
المدراء أو المش رفون ،كم ا أنها تعزز ل ديهم الثقة ب النفس وتزيد روح الوالء
واالنتم اء وترف ع تدرج ة الدافعي ة للعمل ( ،)35وت ؤدي إلى الرض ا ال وظيفي
وترفع روحهم المعنوية ،وبالتالي التزامهم اتجاه الوظيفة الجامعة ككل.
ويمكن أن تأخ ذ المش اركة ش كلين رئيس يين هم ا :المش اركة المباش رة بين
اإلدارة الجامعة وكل أعضاء الجامعة ،والمشاركة غير المباشرة ،بينها وبين
الممثلين في المج الس العملي ة واإلداري ة واللج ان المختلف ة .ومن جه ة أخ رى
ف إن المركزي ة في اتخ اذ الق رارات والبيروقراطي ة وغي اب تف ويض الس لطة
مفت اح الفس اد والرش وة وض عف الض مير المه ني...وبالت الي ض ياع فعالي ة
اإلدارة.
وتع د المش اركة أفض ل أدوات محاب ة الفس اد اإلداري ة والمالي ة
واألخالقي...ألنه ا طري ق الش فافية والمحاس بة والمس اءلة ،أي الحكم الراش د
(الحوكم ة اإلداري ة الجامعي ة) ،فالفس اد حس ب معادل ة كليتج ارد ( 1988
)Klitgaardيس اوي درج ة احتك ار الق رار زائ د حري ة التص رف ن اقص
المساءلة.
()36
الفساد= درجة احتكار القرار +حرية التصرف -المساءلة
إن الجامعة لها دور كبير في خلق وعي اجتماعي ،لمحاربة مظاهر الفس اد
والوقاية منه ،وتجفيف منابعه ،من خالل التزام أعضائها بالمعايير األخالقية
المهنية ،ونشر العلم والمعرفة وثقافة المواطنة وسط بيئتها .إال أنه ومن جهة
أخ رى ف إن الجامع ة تت أثر ب دورها ب الجو الع ام الس ائد " فالدول ة من خالل
سياستها تقوم بإيجاد بيئة وسياق عام وحوافز مشجعة أو محاربة للفساد ،لذلك
37
فمحاربة الفساد ليست عملية مستقلة عن إصالح الدولة".
.2نظم التخطيط االستراتيجي والتحفيز والفحص والتقييم:
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
فاأللقاب المهنية العلمية مثالً تمثل لمصلحة العامل ومصلحة العمل معاً.
()40
حافزاً لألساتذة في الجامعة لمزيد من العمل واألداء واإلنجاز المتوصل.
قد يكون التحفيز داخلياً وذاتياً ،له بعد معنوي أكثر مثل قناعة الموظف أو
العامل أو األستاذ برسالته ووظيفته ،والرغبة في إنجازها إلشباع دوافع ذاتية
لدي ه ،أو يع بر عن اتجاه ات إيجابي ة نح و العم ل ،تتمث ل في الحم اس والهم ة
وب ذل الجهود ،وق د يك ون التحفيز خارجي ا كاس تجابة لم ؤثرات البيئ ة واإلدارة
الجامعي ة ،وه و ذو بع د م ادي أك ثر ،مث ل المكاف آت والمنح والترقي ات وتثمين
األبحاث واإلبداع ،وحتى الضبط الوظيفي.
وإ ذا لم يكن في المؤسسة الجامعية نظام تحفيز فعال يغطي كافة العاملين،
فقد تتعرض للعديد من المخاطر مثل:
-انخفاض مستوى األداء واإلنتاج أقل من األهداف المسطرة.
-انخفاض جودة العمل والخدمات.
-زي ادة ال زمن المنف ق على إتم ام عم ل م ا ،وبالت الي زي ادة التكلف ة وتعط ل
المصالح المرتبطة.
-ع دم رض ا الع املين وظه ور الص راع والمص لحة الذاتي ة الض يقة ب دل
التعاون.
-زيادة روح الالمباالة وغياب الشعور بالمسؤولية.
-زيادة نسبة التغيب المقصود ،والتأخر عن العمل.
()41
-غياب الثقة واالحترام بين العاملين واإلدارة.
ومن بين اإلجراءات التحفيزية هو التدريب ،حيث تضع المؤسسة الجامعية
برامج تدريبية دورية لفائدة جميع عمالها ،وفي مختلف المستويات المهمة.
فالت دريب ه و مجم ل العملي ات الق ادرة على جع ل األف راد والف رق ي ؤدون
وظ ائفهم الحالي ة ،وال تي ق د يكلف ون به ا مس تقبال من أج ل الس ير الحس ن
للمؤسس ة بمه ارة( ،)42وبالت الي ف إن الت دريب تعم ل على رف ع مع ارف ومه ارات
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
واتجاه ات الع املين وزي ادة مع دالت أدائهم وينقص التك اليف ،ويرف ع ال روح
المعنوي ة ،ويعم ل على جع ل المؤسس ة أك ثر مرون ة في إط ار التنمي ة اإلداري ة
وتكيف مع التطورات والمستجدات البيئية.
كما يعد الفحص الداخلي والتقييم والرقابة الذاتية عملية إدارية استراتيجية
ض رورية ك ل ف ترة زمني ة مح ددة ( 03إلى 04س نوات) تق وم بمس ح ع ام
لمختل ف الهياك ل القاعدي ة المكون ة للجامع ة ،من أقس ام وكلي ات ،تعتم د على
تجمي ع موض وعي ودقي ق للمعلوم ات ح ول س ير عملي ات التعليم الج امعي،
ومختلف المصالح اللوجستية المرتبطة بها.
إن ه ذه الخط وة الدوري ة تفي د في مراجع ة م ا تم إنج ازه لتحقي ق األه داف
االس تراتيجية من االص الح اإلداري ،وكش ف النق ائص والص عوبات المختلف ة
ال تي تعي ق اإلدارة الجامعي ة ،س واء على مس توى النظم والق وانين والهيكل ة
البش رية ،أو على مس توى الوس ائل واالمكاني ات وأجه زة العم ل الفني ة ،ويمكن
اعتبار عملية الفحص العام هذه رقابة استراتيجية تساعد على إعادة النظ ر في
رؤي ة اإلدارة االس تراتيجية للخط ة العام ة والعم ل على مالئم ة األه داف م ع
القدرات ويمكن تقسيم مجاالت الفحص الداخلية والتقييم إلى:
-فحص إج راء التس يير اإلداري ة للقس م والكلي ة ،من محاض ر وس جالت
وأرشيف وتنظيم الوسائل...
-فحص التس يير البي داغوجي ،من ج داول اس تعمال ال زمن ولج ان ف رق
التكوين والتربصات الميدانية وتوفر وسائل التدريب.
-نظ ام المعلوم ات واالتص ال من أدوات تبلي غ المعلوم ات ونش رها ،وتنظيم
المواقع اإللكترونية وتفعيلها...الخ
ك ل ه ذه اإلج راءات التقييمي ة تس تهدف تط وير آلي ات اإلص الح الجامع ة
وتحسين الجانب اإلداري لتقديم خدمات تعليمية جيدة .أما التقييم والرقابة على
مستوى الوحدات واألقسام ،فإن اإلدارة االستراتيجية انتقلت من الرقابة القبلية
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
إلى الرقاب ة الذاتي ة ثم إلى االل تزام في مك ان العم ل ،حيث تتوق ع اس تراتيجية
االل تزام أداء متفوق ا للع املين ،وتك ون الوظ ائف مح ددة بش كل واس ع ،ويتوق ع
منهم ان يتول وا إدارة أنفس هم ق در اإلمك ان ،ويمكن الت دريب المتك رر لتنمي ة
المهارات.
ل ذلك على الم دراء أن يثق وا في مرؤوس يهم وأن يتوقع وا منهم الكث ير كم ا
يقول ريتش ارد ،إي ولت ون .وعلي ه إن الرقاب ة الذاتي ة نابع ة من ش عور العام ل
بالمسؤولية نتيجة مشاركته في صنع القرارات ،وانتمائه لثقافة مؤسسته وثقة
اإلدارة فيه.
.3تكنولوجيا المعلومات واالتصال واإلصالح الجامعي:
تض م البيئ ة الخارجي ة تغ يرات عدي دة وس ريعة ،ومنه ا المفاجئ ة إال أن
التغي ير في الج انب التكنول وجي ه و األك ثر ق وة وت أثير تنق ل المجتمع ات إلى
مجتمع ات المعرف ة ،بع دما ك انت مجتمع ات ص ناعية وبع د الص ناعية ،ح تى
غدت الثورة التكنولوجية الرقمية اخر ثورات العالم المعاصر.
كم ا أص بح التن افس االقتص ادي بين ال دول والمؤسس ات أساس ه ه ذه
التكنولوجيا لهذا أصبحت في بؤرة اهتمام اإلدارة االستراتيجية ،ألن الوسائل
الحديث ة في تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص االت هي العام ل األهم في الت أثير
على النشاطات االقتصادية واإلدارية وغيرها .مما تضمنته من قدرات فائقة
على جمع وتخزين ومعالجة المعلومات حتى صارت المؤسسات في منافسة
ش ديدة على من يتحكم في إدارة المعرف ة وتوظيفه ا لخل ق ال ثروة وتحس ين
ظروف الحياة.
وتعد الجامعة معمل إنتاج المعرفة وقلعة تخزينها ومجال توظيفها لخدمة
المحي ط االقتص ادي واالجتم اعي ،ألنه ا هي ال تي تض م البني ة التحتي ة الالزم ة
الدارة المعرف ة ورأس الم ال البش ري المؤه ل ل ذلك .أم ا في مج ال اس تخدام
تكنولوجيا المعلوم ات واالتص االت في تعزي ز التسيير االس تراتيجي ،ف إن هذا
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
االس تخدام كفي ل بإنت اج نظ ام معلوم ات مب ني على قواع د علمي ة فعال ة ،تش مل
مختل ف األنش طة الجامعي ة ،من ج انب بي داغوجي وغ داري وبح ثي وخدم ة
العمالء.. .الخ.
فليس المهم توف ير وتجه يز الجامع ة بالوس ائل بق در م ا تمكن األهمي ة في
طريق ة االس تعمال والتوظي ف البيان ات باعتباره ا أج زاء غ ير منظم ة من
المعلومات ثم استيفؤها من المصادر أولية مثل أدوات القياس واالفراد ،ومن
()43
مصادر ثانوية كالسجالت والتقارير ،سواء من داخل او خارج المؤسسة.
إن الجامعة ال يمكنها العمل دون معلومات تتم مبادلتها ومعالجتها ونشرها
واس ترجاعها بع د التخ زين بواس طة ش بكة اتص ال داخلي ة وخارجي ة تقليدي ة
(ورقي ة هاتفي ة) والكتروني ة رقمي ة تس مح بت دفق المعلوم ات في جمي ع
االتجاه ات .وه ذه المعلوم ات ج د ض رورية لص ياغة االس تراتيجية وخططه ا
واتخاذ القرارات ومراقبتها وتقييمها.
وعليه ،فإن نظام المعلومات اإلدارية يعتبر أحد الموارد األساسية بالمنظمة
وس الحها االس تراتيجي في التعام ل م ع البيئ ة ال تي تتص ف ب التغيير الس ريع
واش تداد ح دة المنافس ة ،ليس فق ط على المس توى المحلي وإ نم ا أيض اً على
المستوى الدولي( ،)44وهذا بهدف الوصول إلى إدارة إلكترونية أو رقمية بعيدة
عن أساليب اإلدارة التقليدية.
إن نظ ام المعلوم ات الق ائم على أس لوب اإلدارة االلكتروني ة ل ه ع دة مزاي ا
()45
وأهداف هي:
-تطوير الغدارة عامة باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة وبالتالي رفع كفاءة
الموظف ومردوده.
-محاربة مظاهر البيروقراطية والقضاء على تعقيدات العمل اليومية وخفض
التكاليف وتقليص الوقت وتقريب المكان.
2
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
-توف ير المعلوم ات ألص حاب الق رار بس رعة وفي وقته ا المناس ب وانج اح
عملية ال رقابة.
-زيادة االرتباط والتواصل بين اقسام المنظمة.
-حس ن اس تخدام الجامع ة الجزائري ة لتكنولوجي ا المعلوم ات وأس اليب اإلدارة
االلكتروني ة سيش كل واح د من العوام ل المس اعدة على تحس ين تص نيفها من
طرف الهيئات الدولية ،والتي الزالت تعاني من درجة جد متدنية في ترتيب
أفضل الجامعات العالمية.
-كم ا يس اعدها على تخفيض الكث ير من نفقاته ا ومنه ا زي ادة ق درة اس تيعابها
من خالل اعتماد أسلوب التعليم عن بعد.
.4االنفتاح على المحيط والشراكة:
تع د الجامع ة نس ق مفت وح فيم ا يخص بني ة وطبيع ة عالقته ا م ع المحي ط
السوس يو اقتصادي ال ذي تعم ل في ه؛ حيث تأخذ من ه االفراد والم وارد المادي ة
وتق وم بعملي ات تحويلي ة ع بر الت دريس والتك وين الج امعي بمختل ف أط واره
وطرقه وأساليبه ،إلنتاج مخرجات مؤهلة لتولي مناصب عمل في المؤسسات
وت أطيره وادارة االقتص اد ،أو القي ام باألبح اث العلمي ة وتلبي ة احتياج ات
المجتمع.
لكن على الجامعة إبقاء صلتها قائمة مع مخرجاتها من خالل تغذية عكس ية
ونظ ام اتص ال ومعلوم ات فع ال لمعرف ة وتق ييم موق ف المحي ط من تل ك
المخرجات ومراجعة النقائص ومدى قدرته على إدماج الخريجين واستقطابهم
واس تغالل مع ارفهم ومه ارتهم .ل ذلك يجب أن تكي ف المؤسس ات الجامعي ة
برامجها ومناهجها التكوينية مع ما يطلبه سوق العمل واحتياجات المجتمع من
خالل تكوين نوعي للطالب يجمع بين الرصيد النظري والمعطيات التطبيقية
الميدانية.
3
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
3
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى ال
انتاج المعرفة والبحث العلمي في ظل تناقص دعم الدولة المالي بسبب االزمة
المالية لكن كل هذا يتطلب إدارة جامعية ذات رؤية استراتيجية.
*خاتمة
إن من أهم رك ائز التعليم والتك وين الج امعي وش روط نجاح ه ،ه و طبيع ة
النمط اإلداري المتبع ،والذي يسهر على سير العملية التعليمية ومتابعتها ،بدءاً
بالم دخالت ثم العملي ات التحويلي ة وص والً إلى المخرج ات .وفي ظ ل ع دم
وصول الجامعة الجزائرية إلى بلوغ اهدافها ،والظروف الصعبة التي تعيشها،
فإن الواقع يدعو إلى ضرورة القيام بإصالح إداري عميق ومدروس لإلدارة
الجامعي ة ،ينطل ق من الخ برات المتراكم ة ،وتش خيص وتحلي ل معطي ات البيئ ة
الداخلية والخارجية للجامعة.
وم ا يالح ظ ،ه و النقص الكب ير في تط بيق نم ط اإلدارة االس تراتيجية في
كثير من المؤسسات وخاصة الجامعة منها ،رغم دورها وفعاليتها ،فهذا النمط
اإلداري ال ذي طبقت ه جامع ة هارف ارد اإلمريكي ة س نة 1984جعله ا األولى
عالمي اً في مختل ف التص نيفات .له ذا فتط بيق مب ادئ اإلدارة االس تراتيجية ه و
توج ه ال ب د من ه ،لكي تتمكن الجامع ة الجزائري ة في التحكم في العملي ات
اإلداري ة المختلف ة ،وإ يج اد إدارة فعال ة لألنش طة البيداغوجي ة والبحثي ة
واللوجيستية ،وتدعيم مكانتها في المحيط المحلي والوطني والدولي.
إن هذا التحول والتطور من التسيير التقليدي إلى اإلدارة االستراتيجية ،ال
يتم إال بتك ريس مجموع ة من المب ادئ مث ل :وض ع أه داف اس تراتيجية قابل ة
للتط بيق ذات قيم ورس الة واض حة ،وض من خط ط بعي دة الم دى ،وتفعي ل مب دأ
المش اركة في التس يير اإلداري واإلنفت اح على المحي ط السوس يو -اقتص ادي،
ومالءم ة التخصص ات الجامعي ة م ع احتياج ات س وق العم ل والتكي ف م ع ك ل
التغ يرات ،وتثمين البحث العلمي وتش جيع روح المب ادرة واإلب داع في ك ل
3
اإلصالح اإلداري بالجامعة الجزائرية :من التسيير التقليدي إلى الرؤية االستراتيجية
* الهوامش والمراجع:
3
-1إسماعيل محمد دياب ،العائد االقتصادي المتوقع من التعليم الجامعي ،عالم الكتب ،القاهرة ،1990 ،ص .33
-2محمود الحضري ،رحلة في مراحل التعليم ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،2005 ،ص .195
-3إسماعيل محمد دياب ،مرجع سابق ،ص .38
-4حسن شحاتة ،التعليم الجامعي والتقويم الجامعي ،مكتبة الدار العربية للكتاب ،القاهرة ،2001 ،ص .22
5
- Revue Feurstein, Pedagogie de lamediation autour du PEI chronique scolaire,
Lyon 3è Édition, 1996 P36.
-6محمد الدريج ،تحليل العملية التعليمية ،قصر الكتاب ،البليدة ،الجزائر ،2000 ،ص .13
-7حس ن كام ل به اء ال دين ،التعليم والمس\\تقبل ،الهيئ ة المص رية العام ة للكت اب ،الق اهرة ،1999 ،ص ص -13
.14
-8مج دي عزي ز إب راهيم ،منطلق \\ات المنهج ال \\تربوي في مجتم \\ع المعرفة ،ع الم الكتب ،الق اهرة ،2002 ،ص
.104
-9حسن شحاتة ،مرجع سابق ،ص ص .110 -109
-10زاي ري بلقاس م ،البعد االقتصادي لعالق\\ة التعليم الع\\الي بالتنمية ،مجل ة الحقيق ة ،جامع ة أدرار ،ع دد ،6م اي
،2005ص ص .41 -40
-11حسن شحاتة ،مرجع سابق ،ص ص .110 -109
-12حسين كامل بهاء الدين ،مرجع سابق ،ص .36
-13ياس ر الس عدون ،نماذج لمفاهيم اإلص\\الح اإلداري في ال\\وطن الع\\ربي ،ض من كت اب اإلدارة العام ة واإلص الح
اإلداري في الوطن العربي ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،عمان ،األردن ،1986 ،ص .786
14
- Le Dictionnaire Encyclopédique De L’administration Public, Réforme
Administrative, www.Dictionnaire. Enap. Ca.
-15محم د عب د الغ ني حس ن هالل ،مه \\ارات مقاوم \\ة ومواجه \\ة الفس \\اد ،مرك ز تط وير األداء والتنمي ة للنش ر
والتوزيع ،القاهرة ،2011 ،ص .55
-16ن ور الق رني ،دور اإلدارة الجامعي \\ة في تنمي \\ة كفاي \\ات أعض \\اء هيئ\\\ة الت\\\دريس ومعوقاته\\\ا في الجامع\\\ات
السعودية ،أطروحة دكتوراه (غير منشورة) جامعة اليرموك ،األردن ،2010 ،ص .10
-17ديفي د هاريس ون ،اإلدارة االس\\تراتيجية ،ترجم ة :عالء ال دين ناظوري ة ،دار زه ران للنش ر والتوزي ع ،عم ان،
األردن ،2009 ،ص ص .146 -145
-18عمرو عادل عبد السالم عباس ،ماهي العوامل التي تجع\\ل اإلداري متم\\يزاًwww :bayt.com./en/spéci :
،altiesتمت زيارة الموقع بتاريخ.17/10/2016 :
-19فيص ل بن محم د القحط اني ،اإلدارة االس\\تراتيجية لتحس\\ين الق\\درة التنافس\\ية للش\\ركات وفق \اً لمع\\ايير األداء
االس\\تراتيجي وإ دارة الج\\ودة الش\\املة ،رس الة ماجس تير (غ ير منش ورة) ،كلي ة إدارة األعم ال الجامع ة الدولي ة،
بريطانيا ،انجلترا ،2010 ،ص .04
-20محم ود عس اف ،واق\\ع اإلدارة المدرس\\ية في محافظ\\ة غ\\زة في ض\\وء مع\\ايير اإلدارة االس\\تراتيجية ،رس الة
ماجستير (غير منشورة) ،كلية التربية ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،2005 ،ص .05
-21حس ن مخت ار حس ين ،تص\\ور مق \\ترح لتط \\بيق التخطي \\ط االس\\تراتيجي في التعليم الج\\امعي المص\\ري ،مجل ة
التربية ،عدد ،2002 ، 6ص .170
-22فاض ل حن ا ،متطلبات تطبيق اإلدارة االس\تراتيجية من وجه\ة نظ\ر أعض\اء الهيئ\ة التعليمي\ة في كلي\ة التربي\ة
بجامعة دمشق ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد ،28ع ،2012 ،4ص .72
-23عبد المالك مزهودة ،التسيير االستراتيجي للمؤسسات ،مقاربات مفهومية وتحديات التنافسية ،مجلة الباحث،
جامعة ورقلة ،العدد ،2006 ،4ص .87
-24زكري اء مطل ك ال دوري ،اإلدارة االستراتيجية ،مفاهيم وحاالت دراس\\ية ،دار الي ازوري ،عم ان ،2005 ،ص
.26
-25بغ ول زه ير ،الوج \\يز في الفك \\ر اإلداري ،مخ بر التطبيق ات النفس ية والتربوي ة ،جامع ة منت وري ،قس نطينة،
،2011ص ص .169 -168
-26ف ؤاد الص ادق ،وقفة مع كتاب فن االدارة للبروفيسور جوزي\\ف .ال .ب\\اور من كلي\\ة هارف\\ارد إلدارة األعم\\ال،
عن موقعwww.siironline.org :
-27حنان موسى ،أبو سلطان ،دور القيادة االستراتيجية في بناء قيادات الصف الثاني في ال\\وزارات الفلس\\طينية،
رسالة ماجستير (غير منشورة) ،جامعة األقصى ،غزة ،2016 ،ص .11
-28ع ز ال دين عم رو موس ى ،عناص\\ر القي\\ادة االس\\تراتيجية ومقوماتها ،ورق ة مقدم ة في الحلق ة العلمي ة لمنتس بي
المديرية العامة لحرس الحدود الرياض ،2009 ،ص .04
-29سيد أحمد جاد الرب ،القيادة االستراتيجية ،دار الكتب المصرية ،القاهرة ،2012 ،ص .20
-30محم د قاس م الفيس ي ،دور القي\\ادة االس\\تراتيجية في تط\\وير السياس\\ات اإلداري\\ة ب\\وزارة الص\\حة الفلس\\طينية ،
رسالة ماجستير (غير منشورة) ،جامعة األقصى ،غزة ،2015 ،ص ص .23 -22
ميا وآخرون ،توافر القيادات االدارية كمتطلب لتطبيق مدخل اإلدارة االستراتيجية ،مجل ة جامع ة تش رين
-علي ّ
31