You are on page 1of 23

‫‪ ،‬الذي لم يواكب تلك التغي ا رت‪.

‬‬
‫ليك ون العم ل بالنس بة للم أ رة الج ا زئري ة مص در ص ا رع وت وتر وض غط وت وازن واس تم ا‬
‫رر وتماسك واستق ا رر‬
‫كم ا يمث ل عم ل النس اء ‪ % 18.4‬من مجم وع الس كان الف اعلين منه ا ‪ % 15.8‬في الحض ر‪ ،‬و‬
‫‪7.5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 29‬سنة‪ % - .‬في الريف‪ .‬كما أن معظم النساء الناشطات تتركزن في الفئة العمرية ‪20‬‬

‫‪ 2‬اإلطار المفاهيمي للعنف ضد المرأة‬


‫‪ . 1.2‬مفهوم العنف لغة واصطالحا‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم العنف في اللغة‬
‫لغة‪ :‬دوكيمو‪16‬‬
‫مذكرة الدكتوراه ص‪71‬‬

‫يعين العنف يف معجم الوسيط "أخذ الشيء بشدة وقسوة‪ ،‬ولوم الشخص ومعايرته " ‪ ، 1‬كما يعين " اخلرق باألمر‬
‫وقلة الرفق به‪ ،‬وهو ضد‬
‫الرفق‪ ،‬وأعنف الشيء أي أخذه بشدة " ‪ ،2‬ويعرفه قاموس األكاديمية الفرنسية بأنه‪" :‬القوة اليت يستخدمها الفرد‬
‫‪،‬ضد احلق املشرتك‪ ،‬ضد القوانني‬
‫ضد احلرية العامة‪ ،‬استخدام العنف‪ ،‬التصرف بعنف‪ ،‬أي أن له معىن استخدام القوة اليت تتعارض مع روح القانون‪،‬‬
‫‪ .‬كما تدل على معىن اإلكراه" ‪3‬‬

‫كلمة عنف تتضمن معىن الشدة والقسوة واللوم والتوبيخ‪ ،‬أي أنه يتضمن كل األفعال واألقوال اليت تدل على‬
‫القسوة والشدة والغلظة‪ ،‬كما أهنا‬
‫األفعال اليت تدل على استخدام القوة لتتعدى على حرية شخص ما واليت تتناىف مع القوانني‪ ،‬والقيام بأعمال باإلكراه‬
‫‪2‬‬
‫وحتت الضغط‪.‬‬

‫‪ -‬جاء في مختار الصحاح " العنف الضم ضد الرفق تقول عنف عليه الضم (عنفا) و (عنف )‬
‫‪3‬‬
‫به أيضا والتعنيف التعبير واللوم وعنفوان الشيء أوله‬

‫‪ 1‬ص‪ 32-31‬مشكالت المراة العاملة و تاثيرها على األداء الوظيفي‬


‫‪ 2‬دوكيمو ‪ 15‬ص‪297‬‬
‫‪. 3‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر ال ا رزي ‪ :‬مختار الصحاح ‪ ،‬باب العنف ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬
‫‪ ، 1983‬ص ‪458‬‬
‫یعرف العنف في المعجم الوسیط بأنه الشدة والقسوة فيقال عنف به وعلیه عنفا وعنافة أخذه‬
‫بشدة وقسوة والمه وغیره فهو عنیف جمع عنف‪.4‬‬
‫وفي لسان العرب یعرف العنف بأنه الخرق باألمر وقلة الرفق به وعلیه یعنف عنفا وعنافة‬
‫وأعنفه وعنفه تعنیفا وهو عنیف ‪ ...‬وأعنف الشيء أخذه بشدة واعتنف الشيء كرهه والتعنیف‬
‫یعني التوبیخ والتفزیع واللوم‪ 5‬فالعنف هو تعبیر عن الشدة والقسوة والعتاب واللوم أیضا كما‬
‫يراد به القوة وضد الرفق وحسن المعاملة‪.‬‬
‫لغة‪ :‬كلمة العنف في اللغة العربية من الجذر (ع‪-‬ن‪ -‬ف) وهو الخرق باألمر وقلة الرفق به‬
‫وعلي ه يعن ف عنف ا وأعنف ه وعنف ه تع نيف‪ ،‬وه و ع نيف إذا لم يكن رفيق ا في م ا ال يعطي على‬
‫العن ف أم ا األعن ف ك العنيف‪ ،‬والع نيف ال ذي ال يحس ن الرك وب وليس ل ه رف ق برك وب الخي ل‬
‫وأعنف الشيء‪ :‬أخذه بشدة‪ ،‬واعتنف الشيء كرهه‪ ،‬والتعنيف‪ :‬التوبيخ والتقريح واللوم‪.‬‬
‫وعنف‪ :‬العين والفاء أصل صحيح يدل على خالف الرفق‪ ،‬قال الخليل العنف ضد الرفق‬
‫‪ (.‬واللين‪ ،‬تقول عنف يعنف‪ ،‬فهو عنيف إذا لم يرفق في أمره( ‪2‬‬
‫من الناحية التاريخية كلمة العنف مشتقة من الكلمة الالتينية أي القوة وهي ماضي كلمة والتي‬
‫تعني يحمل وعليه فكلمة العنف تعني حمل القوة أو تعمد ممارستها اتجاه شخص والعنف بذلك‬
‫يعني استخدام وسائل القهر والقوة والتهديد إللحاق األذى والضرر باآلخرين‪.‬‬
‫يرى مصطفى حجازي أن العنف هو لغة التخاطب األخيرة والممكنة مع الواقع ومع اآلخرين‬
‫حين يحس الفرد بالعجز عن إيصال صوته بواسطة الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه‬
‫بالفشل‪.‬‬
‫ويقص د ب ه اإلي ذاء الم ادي المحس وس‪ ،‬ومنه ا األض رار الجس دية والنفس ية والعاطفي ة والجنس ية‬
‫التي يسببها أحد أفراد األسرة لآلخرين( ‪4‬‬
‫وعلي ه يمكن الق ول ب أن العن ف ه و‪ :‬اس تخدام الق وة المادي ة أو المعنوي ة إللح اق األذى ب الطرف‬
‫اآلخر استخداماً غير مشروع ‪.6‬‬
‫الخرق ب األمر وقل ة الرف ق ب ه ‪ ،‬و التع نيف يع ني الت وبيخ و التقري ع و الل وم ‪ ،‬أم ا من الناحي ة‬
‫السوس يولوجية االجتماعي ة فه و اس تخدام الض غط أو الق وة أو اس تخدام الغ ير المش روع أو غ ير‬
‫‪7‬‬
‫المطابق للقانون الذي من شانه التأثير على إرادة فرد ما ‪.‬‬

‫مصطفى ابراهيم وآخ رون‪ ،‬المعجم الوسیط‪ ،‬تركیا‪ ،‬دار العودة للتألیف و الطباعة والنشر و التوزیع‪ ،‬دط‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 1989‬ص‪.631‬‬
‫أب ا الفض ل جم ال ال دین محم د بن مك رم ابن منظ ور‪ ،‬لس ان الع رب‪ ،‬ب یروت‪ ،‬دار ص ادر ‪ ،‬المجل د التاس ع‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 1968‬ص‪.258-257‬‬
‫التحلبل النفسواجتماعي لظاهرة العنف ضد المراة‬ ‫‪6‬‬

‫‪262‬ص‪23‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪document 6page3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف العنف في االصطالح‬
‫‪document 6page3‬‬
‫‪article21071‬‬
‫‪.document12 page 4‬‬
‫ال يكاد أن يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك الختالف اهتمامات وتخصصات‬
‫الب احثين في ه ذا الص دد‪ ،‬حيث أن تعري ف العن ف في علم النفس أو علم االجتم اع يختل ف عن‬
‫تعريفه في علم السياسة او القانون أو علم اإلجرام‪.‬‬
‫كم ا ان ه يع رف أحيان ا بط رق تختل ف ب اختالف األغ راض ال تي يك ون مرغوب ا الوص ول إليه ا‬
‫وباختالف الظروف المحيطة أيضا‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى العنف من الناحية اللغوية فنجد انه يشير إلى ‪" :‬األذكار واإلغتصاب للمرأة أو‬
‫إلى الشدة والقسوة والتحريف والتعديل الذي ال مبرر له‪ ،‬كما ان الصفة تشير إلى سمات منها‬
‫عنيف شديد وقاس وشديد اإلنفعال أو التهيج وغير طبيعي"‬
‫‪( (.‬عبد الرحمان العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ‪63‬‬
‫يتض ح لن ا من المع نى اللغ وي للعن ف على أن ه ي دل على ك ل أن واع الس لوك الش اذ أو الع نيف‬
‫والذي ي لحق األذى باآلخرين وذلك باستعمال القو ة والشدة والعنف كضرب الزوج لزوجته‬
‫ب دون س بب مقن ع أو اس تعمال العن ف اللفظي كالس ب والش تم أو إهانته ا وغ يره ا من األلف اظ‬
‫واالنفعاالت التي قد تحدث ضررا بالمرأة‪.‬‬
‫تق ة من الكلم ة "‪ "Violence‬وإ ذا رجعن ا إلى العن ف من الناحي ة التاريخي ة فكلم ة وال تي تع ني‬
‫يحم ل‪ ،‬وعلي ه فكلم ة عن ف "‪ "Fero‬أي الق وة وهي ماض ي كلم ة "‪ "VIS‬الالتيني ة تع ني "حم ل‬
‫القوة" أو تعتمد ممارستها إتجاه شخص أو شيء ما" (هادي محمود‪ ، 2003 ،‬ص ‪58‬‬
‫نستدرج من هذا أن العنف هو اإلساءة إلى الغير أو األشياء وذلك بإستعمال القوة كالتعدي على‬
‫األفراد وسلبهم حرياتهم وتدمير ممتلكات الدولة أو الغير كحرق المصانع أو المدارس وتخريب‬
‫المؤسسات التربوية وغيرها‪.‬‬
‫أم ا العن ف في معن اه اإلجتم اعي ف يرمي إلى ‪" :‬اإلك راه أو اس تخدام الض غط أو الق وة اس تخداما‬
‫غير مشروع أو مخالف للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما أو مجموعة من األفراد"‪،‬‬
‫(عبد الرحمن العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ص ‪62‬‬
‫فهن ا إذا رجعن ا إلى العن ف على كون ه ظ اهرة اجتماعي ة‪ ،‬فإنه ا تت أثر وت ؤثر في أف راد المجتم ع‬
‫وذلك بكبت حريات األفراد وفرض األمور واألشياء عليهم بالقوة واإلكراه وذلك ضد رغبتهم‬
‫وإ رادتهم‪ ،‬وعلى س بيل المث ال م ا يح دث في بعض الق رى واألري اف ال تي تم ن ع بناته ا من‬
‫ال ذهاب إلى مقاع د الدراس ة وت زويجهن في س ن مبك رة ومن ش خص كب ير إلى غ ير ذل ك من‬
‫الضغوطات واإلكراه‪.‬‬
‫وإ ذا انتقلن ا إلى العن ف من الناحي ة القانوني ة ‪ :‬فنج د أن ه ي رمي إلى ‪ :‬الق وة المادي ة واإلرغ ام‬
‫الب دني أو اإلك راه الب دني واس تعمال الق وة بغ ير ح ق‪ ،‬وش ير اللف ظ إلى ك ل م ا ه و ش ديد وغ ير‬
‫عادي" (عبد الرحمان العيساوي‪ ، 1997 ،‬ص ‪64‬‬
‫بمع نى أن رج ال الق انون يؤك دون على أن العن ف ه و أن يس تعمل الق وة ض د اآلخ ر إلخض اعه‬
‫ألوامر والرغبات الذاتية كالضرب واإلعتداءات البدنية أو الجنسية كاإلغتصاب مثال أو إرغام‬
‫األطفال على القيام بأفعال ضد رغباتهم‪.‬‬
‫وهناك تعاريف أخرى للعنف لعلماء لديهم وجهات نظر مختلفة وإ ن كانت تشترك في بعض‬
‫النقاط فيما يخص معنى العنف أو األثر الناتج عنه‪.‬‬
‫ف إذا انتقلن ا إلى تع اريف حسين توفيق إب‪II‬راهيم للعن ف في كتاب ه ‪" :‬ظ اهرة العن ف السياس ي في‬
‫النظم العربي ة " فإن ه يق ول ب أن العن ف ه و ‪" :‬ظ اهرة مركب ة له ا جوانبه ا النفس ية واالجتماعي ة‬
‫واالقتص ادية‪ ،‬وه و ظ اهرة عام ة تعرفه ا ك ل المجتمع ات البش رية ب درجات متفاوت ة"‪( .‬حس‪II‬ين‬
‫توفيق ابراهيم‪ ، 1990 ،‬ص ‪31‬‬
‫نفهم من خالل هذا التعريف أن العنف مرتبط بعدة أبعاد‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية ونفسية أي أنه‬
‫ظاهرة مركبة‪ ،‬وإ ذا حاول نا بلورة هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري فإننا نجد تدعيما لما‬
‫قاله الكاتب‪ ،‬حيث أن تأثير العنف الذي مرت به الجزائر كان له عواقب اجتماعية اقتصادية‬
‫ونفسية منها تدني مستوى المعيشة وانتشار اآلفات االجتماعية والبطالة والضغوطات النفسية‬
‫الناتجة عن اإلحباط المستمر‪ ،‬بل هذه األسباب وغيرها تدفع بالفرد إلى إستعمال العنف تلبية‬
‫لحاجا ته ورغباته كالسرقة‪ ،‬اإلعتداءات وظاهرة العنف هي ظاهرة منتشرة وموجودة في كل‬
‫المجتمعات المتقدمة منها والنامية وبدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫وفي كتاب "العنف والجريمة " للدكتور جليل وديع شكور نجد أن الدكتور مصط في حجازي‬
‫يعطي تعريفا للعنف ويرى أنه ‪" :‬لغة التخاطب األخيرة الممكنة مع الواقع ومع اآلخرين‪ ،‬حين‬
‫يحس الم رء ب العجز عن إيص ال ص وته بوس ائل الح وار الع ادي‪ ،‬وحين تترس خ القناع ة لدي ه‬
‫بالفشل في إقناعهم باإلعتراف بكيانه وقيمته"‪.‬‬
‫‪( (.‬مصطفى حجازي‪ ، 1976 ،‬ص ‪253‬‬
‫فالعنف حسب مصط فى حجازي "يعتبر آخر وسيلة يلجأ إليها الفرد حين ال ينفع الحوار وحين‬
‫تغلق كل األبواب لتحقيق رغباته أو إيصال صوته وآراءه لآلخرين‪ ،‬وأيضا عندما يريد إثبات‬
‫وجوده واإلعتراف به كفرد ينتمي إلى نفس المجتمع وله حقوق يريد الحصول عليها أو غاية‬
‫يطمح في تحقيقها والوصول إليها‪.‬‬
‫وإ ذا تفقدنا مصطلح العنف في قاموس "أكسفورد" فنجده يشير إلى ممارسة القوة البدنية إلنزال‬
‫األذى باألش خاص أو الممتلك ات‪ ،‬كم ا يعت بر الفع ل أو المعامل ة ال تي تح دث ضررا جس مانيا او‬
‫‪8‬‬
‫التدخل في حريته الشخصية" (محمد خضر عبد المختار‪ ، 1999 ،‬ص‬
‫فمن الناحي ‪II‬ة التاريخي ‪II‬ة واللغوية‪ ،‬ي رى توم اس بالت أن كلم ة العن ف من الناحي ة التاريخي ة‬
‫مش تقة من وال تي ‪ Fero‬وهي ماض ي كلم ة ‪ lalus‬أي الق وة) و) ‪ Vis‬الكلم ة الالتيني ة تع ني‬
‫(حمل القوة تجاه شيء أو ‪ Violence‬تعني (يحمل) وهذه الكلمة شخص)‬
‫أم ا المع نى اللغ وي لكلم ة "العن ف" في المعجم الع ربي األساس ي على أن ه‪( :‬أ) عن ف‪ :‬اس تخدام‬
‫القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون‪.‬‬
‫(ب) عن ف – يعن ف– عنف اً – عنيف اً‪ :‬أخ ذه بش دة وقس وة أو الم ه بش دة‪ .‬خ ذ غ يره بق وة وقس وة‬
‫( المعجم العربي ‪( 􀏩 1989 ،‬ج) عنف‪ :‬من‬
‫‪ ( .‬ص ‪872‬‬
‫بمعنى "‪ "To Violate‬كما يشتق مفهوم العنف في اللغة اإلنجليزية من ينتهك أو يتعدى‪ ،‬بينما‬
‫يع ني في اللغ ة الفرنس ية " وه و اإلك راه الم ادي الواق ع على ش خص إلجب اره على س لوك أو‬
‫التزام ما وبعبارة‬
‫‪ ( .‬أخرى سوء استعمال القوة ( عرفات خليل ‪ : 1997 ،‬ص ‪5‬‬

‫‪p36-35 boughlaam booooo‬‬ ‫‪8‬‬


‫وتع ني "‪ "Violential‬والعن ف اص طالحا يع ني الق وة بوحش ية وفي الالتيني ةويعني العم ل "‬
‫‪ "violare‬الس مات الوحش ية ﺑﺎإلض افة الى الق وة والفع ل ه و بخش ونة وعن ف او الت دنيس‬
‫واالنتهاك وكلمة تعني القوة الفاعلية والمؤثرة‬
‫وﺑﺎلتع ‪II‬رض لمفه ‪II‬وم العن ‪II‬ف من وجه ‪II‬ة النظ ‪II‬ر القانوني ‪II‬ة يف رق بعض الق انونيين بين العن ف‬
‫واإلك راه ﺑﺎعتب ار العن ف نتيج ة مترتب ة على الوس ائل المس تخدمة لقه ر اإلرادة وال تي ق د تك ون‬
‫مادي ة متمثل ة في العن ف‪ ،‬أو معنوي ة متمثل ة في التهدي د‪ ،‬وعلى خالف ذل ك التمي يز بين العن ف‬
‫واإلكراه نجد ﺑﺎستطالع‬
‫أقوال الفقهاء خلطهم بينهما ﺑﺎستعمالهما كألفاظ مترادفة (صالح ‪2003 ،‬‬
‫‪ : (.‬ص ‪58‬‬
‫ويعرف العنف بحسب موسوعة الجريمة والعدالة على أنه " كل صور السلوك‪ ،‬سواء كانت‬
‫فعلية أو ﺗﻬديديه‪ ،‬التي ينتج عنها (أو قد ينتج عنها) تدمير وتحطيم للممتلكات أو إلحاق األذى‬
‫أو الموت للفرد" (زايد ‪2000 ،‬‬
‫‪ (.‬ص ‪9‬‬
‫وﺑﺎلنظر للعنف من وجهة النظر السيكولوجية‪ ،‬ي رى علم اء النفس أن ه نم ط من أنم اط الس لوك‬
‫ينتج عن حالة إحباط ويكون مصحوﺑﺎً بعالقات التوتر‪ ،‬ويحتوي على نية سيئة إللحاق ضرر‬
‫مادي أو معنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي(شكور ‪ : 1997 ،‬ص ‪32‬‬
‫ولكن البعض اآلخ‪II‬ر ع‪II‬رف العن‪II‬ف ﺑﺄنه يعني أحد األنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي‬
‫تعبر عن رفض اآلخر نتيجة الشعور والوعي ﺑﺎإلحب اط في إشباع الحاجات اإلنسانية‪ ،‬ويدفع‬
‫العن ف إلى ق درات نفس ية ل دى الف رد تس اعدها ظ روف موض وعية (اقتص ادية وسياس ية‬
‫واجتماعية) ترتبط بخصوصية اﻟﻤﺠتمع‪ ،‬وقد يكون العنف موجه اً إلى فرد أو جماعة أو نظام‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫وقد يكون موجهاً من النظام إلى أفراد اﻟﻤﺠتمع لتحقيق عملية الضبط االجتماعي(‬
‫‪ (.‬الكردوسي ‪: 1998 ،‬ص ‪141‬‬
‫ويش ير العن ف الى ك ل م ا يرب ك النظ ام االجتم اعي والعالق ات القائم ة بين اعض ائه( حاف ظ ‪،‬‬
‫‪: 2008‬ص ‪275‬‬
‫ويع رف العن ف ايض ا االس تخدام المتعس ف للق وة‪ ،‬كم ا ان ه عم ل موج ه ض د االش خاص‬
‫واﻟﻤﺠموعات ولدول إلرغامهم على القيام بعمل ضد ارادﺗﻬم ﺑﺎستخدام القوة والتخويف‬

‫كلمة العنف تنحدر من الكلمة الالتينية (( فيولولنتيا )) التي تعني السمات الوحشية باإلضافة‬

‫‪ 9‬ص‪48---115 777‬‬
‫للقوة ‪ ،‬و الفعل (( فيوالر )) يعني العمل بخشونة و العنف أو التدنيس و االنتهاك و المخالفة ‪،‬‬
‫وكل هذه الكلمات ترتبط بكلمة ((فيس )) التي تعني القوة والبأس و القدرة والعنف و بدقة أكثر‬
‫فإن كلمة فيس تعني القوة‪ :‬الفاعلة و المؤثرة ‪ (.‬ابن المنظور ‪1956 ،‬‬
‫* النظرة النفس‪I‬ية للعن‪II‬ف ‪ :‬يعرف ه ع دد من علم اء النفس على أن ه ‪ " :‬نم ط من أنم اط الس لوك‬
‫تنتج عن حال ة إحب اط و يك ون مص حوبا بعالم ات الت وتر و يحت وي على ني ة اإللح اق ض رر‬
‫مادي أو معنوي بكائن أو بديل عن كائن حي " ‪ ( .‬خليل وديع شكور ‪1997‬‬
‫‪ -‬و يعرفه فرويد ‪ :‬القوة التي ‪‬اجم مباشرة شخص اآلخرين وخبرا‪‬م ( أفراد وجماعات )‬
‫بقص د الس يطرة عليهم بواس طة الم وت أو الت دمير و الهزيم ة نظ‪II‬رة الطب العقلي ‪:‬ينظ ر ه ذا‬
‫االتجاه إلى العنف على أنه عبارة عن قوة قاسية وعنيفة يمارسها ويفرضها الفرد على‬
‫اآلخرين تستطيع أن تصل إلى حد اإلكراه والضغط ‪.‬وتمارس هذه القوة بواسطة التخويف ‪,‬‬
‫وتتمثل في السلوكات‬
‫العدوانية لفرد أكثر قوة (جسديا ونفسيا) يوجهها إلى فرد أخر أكثر ضعف ‪:‬سلوك وتصرف‬
‫سيء " (أطفال‬
‫و يم ارس على الش ريك أو الق رين ‪ enfants maltraites‬يم ارس عليهم ‪,‬ويس يئون‬
‫معاملتهم ‪,‬ويقسون عليهم‬
‫أو حتى نشاطات إجرامية تستطيع أن تصل إلى حد ‪ femmes battues‬نساء يمارس عليهن‬
‫الضرب والعنف‬
‫االغتصاب والقتل‪.‬‬
‫وك ل ش خص مص اب ب المرض العقلي قاب ل ألن يك ون عنيف ا خاص ة ض من وض عيات األزم ة‬
‫وهذا العنف عندما‬
‫يظهر غالبا ما يكون شديدا وبذلك يعتبر خطير على نفسه وعلى اآلخرين و هذا ما يبرر في‬
‫الغالب اعتقاله ‪،‬‬
‫نس تطيع أن نم يز بين عن ف أولي و آخ ر متغ ير أو م رمم فحس ب األول مرتب ط بالح االت‬
‫‪ a.gorcieuse‬فحسب‬
‫التدميرية المضطربة وعالجه يتم بصفة استعجاليه داخل المصحات باستعمال األدوية‪.‬‬
‫أما في العنف المتغير أو المرمم‪ ،‬األدوية المسكنة تحتل مكانة أكثر دقة و‪‬اية األزمة تبقى في‬
‫المطاف األول الشيء‬
‫ال واجب فعل ه وتحقيق ه ‪.‬وفي ه ذه المرحل ة يت وجب تحلي ل جي د ح ول م ا يش تكي من ه العمي ل‬
‫وخاصة فيما يخص‬
‫عالقاته مع المحيط‪,‬والذي يكون التعصب والعدوانية هما غالبا محثات األزمة أي ( العوامل‬
‫التي أثرت على ظهور‬
‫األزمة) ‪.‬‬
‫أم ا أحم د عكاش ة ف يرى أن " الس لوك الع نيف كنتيج ة الرتف اع الدافعي ة نح و العن ف م ع افتق اد‬
‫التحكم الكافي في‬
‫النفس ولذا فان العنف غالبا ما يحدث في قليلي التحكم في النفس عند تعرضهم ألي درجة من‬
‫الكرب وفي‬
‫مف رطي التحكم في النفس عن د تعرض هم لدرج ة جس يمة من الك رب وهن ا يك ون العن ف أيض ا‬
‫شديدا ‪...‬وتحدث‬
‫‪ 50‬من جرائم العنف بعد مشاحنات عائلية؛ وفي األماكن العامة وفي ‪ 62 %‬من الحاالت يبدو‬
‫األمر أن ‪%‬الضحية هي التي استفزت موقف العنف‬
‫النظرة االجتماعية للعنف ‪:‬العنف كظاهرة اجتماعية تتميز بتعبير صارم عن القوة التي تمارس‬
‫إلجب ار الف رد أو الجماع ة على القي ام بعم ل من األعم ال يري دها ف رد أو جماع ة أخ رى‪ ،‬حيث‬
‫يعبر العنف عن القوة الظاهرة التي تتخذ أسلوبا فيزيقيا مثال ذلك الضرب‪...‬الخ وتأخذ شكل‬
‫الض غط االجتم اعي‪ ،‬وتعتم د مش روعيته على اع تراف ا‪‬تم ع‪ .‬ويعرف ه ع المي االجتم اع‬
‫االم ريكين جراه ام و ج ير على أن ه س لوك يمي ل إلى إيق اع أذى جس دي باألش خاص أو خس ارة‬
‫ب أموالهم وبغض النظ ر عن معرف ة م ا إذا ك ان ه ذا الس لوك يب دي طابع ا جماعي ا أو فردي ا"‪.‬‬
‫( الطيب ن وار‪ ،‬فيع رف العن ف على ان ه " ‪:‬ه و االس تخدام غ ير الش رعي للق وة أو التهدي د‬
‫باس تخدامها ‪ RoKing‬ام ا روكين غ إللح اق األذى أو الض رر ب اآلخرين ‪ (.‬نادي ة مص طفى‬
‫الزقاوي ‪2003 ،‬‬
‫ب أن العن ف كغ يره من أش كال الس لوك ه و ‪ Hesnarde‬نظ‪II‬رة علم النفس االجتم‪II‬اعي للعن‪II‬ف‬
‫‪:‬يعرفه اسنارد نتاج مازق عالئقي يصب لتدمير ذات الشخص في نفس الوقت الذي ينصب فيه‬
‫على اآلخر إلبادت ه فتش كل العدواني ة طريق ة معين ة لل دخول في عالق ة مع اآلخ ر‪ (.‬خلي ل ودي ع‬
‫شكور‪1997 ،‬‬
‫و يعرف ه علي س موك" ‪:‬العن ف س لوك إي ذائي بالي د أو اللس ان‪ ،‬بالفع ل أو الكلم ةفي الحق ل‬
‫التص ادمي م ع اآلخ ر قوام ه إنك ار اآلخ ر كقيم ة تس تحق الحي اة واالح ترام‪ ،‬ومرتك زه اس تبعاد‬
‫األخر على حقل الصراع‪ ،‬اما بتخفيضه إلى تابع أو إما إبعاده خارج الحقل االجتماعي وإ ما‬
‫بتص فيته معنوي ا أو جس ديا وبالت الي ف العنف ه و ع دم االع تراف باألخرورفض ه وتحويل ه إلى‬
‫الشيء المناسب للحاجة العنيفة " ( علي سموك ‪2006 ،‬‬
‫* نظرة القانون للعنف ‪ :‬هو استعمال القوة بغير حق ‪.‬وقد سن القانون الجزائري مواد رادعة‬
‫لوض ع ح د للعن ف ض د الم رأة وتن اولت الم ادة ‪ 266‬بالتفص يل بعض العقوب ات بس جن ال زوج‬
‫الذي يقوم بضرب زوجته من شهرا إلى ‪ 03‬سنوات ‪ ،‬و يترتب عنه عجز الزوجة لمدة ‪15‬‬
‫يوم ا و ترتف ع الم دة إلى ‪ 05‬س نوات في حال ة إرتف اع م ذة العج ز عن ‪ 15‬يوم ا ‪ .‬و في حال ة‬
‫ترتب عجز أو بتر ألحد أعضاء الجسم بعد تعرض الزوجة للضرب من قبل الزوج ‪ ،‬فتصل‬
‫مدة السجن إلى ‪ 10‬سنوات و ‪ 20‬سنة كما هو الحال بالنسبة لفقدان البصر أو عاهة مستديمة‬
‫و ترتفع العقوبة إلى السجن المؤبد في حالة أدى العنف المرتكب ضد الزوجة للوفاة ‪.‬‬
‫‪ -‬أم‪I‬ا موس‪I‬وعة الالن‪I‬د تع‪I‬رف العن ف بأن ه " س مة أو ظ اهرة أو عم ل ع نيف بالمع اني ‪ ،‬و ه و‬
‫استعمال غير مشروع أو على األقل غير القانوني للقوة ‪ ،‬و يربط الالند بين العنف و االنتقام‬
‫و الثار و الذي يعني لهما عقابا أو ثارا ‪ ،‬و لكن بنحو اخص هو ردةة فعل عفوية من الضمير‬
‫األخالقي المهان الذي يطالب بمعاقبة الجريمة " ( أندريه الالند‬
‫‪، 1997 : 1554 ( .‬‬
‫*نظرة العنف في العلوم اإلنسانية ‪ :‬يعرف العنف بأنه السلوك المشوب بالقسوة و العدوان و‬
‫القهر واالكراه و هو عادة سلوكية بعيدة عن التحضر و التمدن تستثمر فيه الدوافع والطاقات‬
‫العدوانية استثمارا صريحا بدائيا كالضرب و قتل األفراد و التدمير للممتلكات و استخدام القوة‬
‫إلكراه ه الخصم وقهرهم ‪ (.‬مديحة أحمد عبادة ‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫( ‪2008 : 19‬‬
‫عرفه أحمد زكي بدوي في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأنه استخدام الضبط أو القوة‬
‫اس تخداما غ یر مط ابق للق انون من ش أنه الت أثير على ارادة ف رد م ا ‪11‬أم ا أوب رت أودي ف يرى‬
‫العنف بانه مهاجمة األشخاص أو استغاللهم على نحو جسماني أو نفسي شدید ‪12‬و یبرز هذا‬
‫التعري ف أش كال العن ف المختلفة فهن اك العنف الجس دي و العن ف النفسي ویذهب علم اء النفس‬
‫إلى اعتب ار العن ف مجموع ة من الس لوكیات ال تي ته دف إلى إلح اق األذى ب النفس أو ب اآلخر‬
‫ويأتي بشكلين إما بدني مثل الضرب ‪ ،‬الشجار أو تدمیر األشیاء أو لفظي مثل التهدید وسواء‬
‫ك ان العن ف ب دنیا أو لفظیا فإن ه یؤدي في ك ل الح االت غلى إلح اق األذى س واء ب االفراد أو‬
‫الممتلكات‪.‬‬

‫‪262‬ص‪.26‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫أما في علم االجتماع فقد تناول العدید من الباحثین والعلماء السوسیولوجیین مشكلة العنف من‬
‫جوانب مختلفة فقد اعتبره ابن خلدون خاصیة من خصائص أخالق البشر حیث يرى أن العنف‬
‫م ازال مس تحكما في المجتمع ات البش ریة ال تي ت رفض االحتك ام إلى المنط ق العقالني الرش ید‬
‫وتستخدم العنف كوسیلة لتقریر مصیرها وانتزاع حقوقها وتسویة خالفاتها أما كارل ماركس‬
‫فقد أكد على دور العنف النازع وكیف أن تجارب الثورات البرجوازیة التي قامت في القرنین‬
‫السابع عشر والثامن عشر بینت أن الثورة العنیفة ضرورة غیر مشروطة لیس فقط ألن الطبق ة‬
‫الحاكمة ال یمكن إسقاطها بأیة وسیلة أخرى الن الطبقة الحاكمة التي تسقطها ال یمكنها أن تنتج‬
‫إال عير الثورة وحدها‪.‬‬
‫أم ا م اكس فیبر فق د تع رض لم ا یس مى ب" العن ف الفیزیقي" وذل ك بوص فه الوسیلة الطبیعیة‬
‫للس لطة ال تي تحت اج إلى ش رعنت بمع نى أن الدول ة هي وح دها ال تي تمتل ك أدوات االك راه‬
‫المشروع م ا جعله یعتبر السیاس ة مجرد مفهوم للس لطة و السیطرة وٕا ن مبدأ القوة هو أس اس‬
‫النظام السیاسي الذي ربطه بودود الدولة التي تحتكر استخدام العنف فالعنف یحدث كلما لجا‬
‫ش خص أو جماع ة بق وتهم إلى اس تخدام الض غط إلرغ ام اآلخ رین مادیا على اتخ اذ مواق ف ال‬
‫یریدونها أو سلب حقهم في الحیاة وممارسة حریتهم‪.‬‬
‫أما علماء القانون فيعتبرون العنف بمثابة قوة من اي طبيعة كانت یستعملها فرد أو جماعة أو‬
‫دولة ضد فرد أو جماعة أو دولة تقلص االستقاللية الذاتية لكل منهما بداعي الخوف الناتج عن‬
‫هذه القوة ویمكن أن یكون من الحكام أو من المحكومين‪.‬‬
‫یعرف العنف في العمل " أنه كل وضعیة یتعرض من خاللها العامل إلى االضطهاد والتهدید‬
‫كما یعتدي علیه نفسیا و جسمیا أثناء تأدیته أو تنفیذه لعمله" من خالل التعریف المقدم یظه ر أن‬
‫العن ف في العم ل ه و ك ل اعت داء جس مي أو نفس ي یق ع على العام ل وه و ی ا زول مهام ه في‬
‫مكان العمل‪ ،‬و إن كان االعتداء الجسدي و المساس بالسالمة الجسمیة للعامل هي واقعة یمكن‬
‫رؤیتها وٕا ثباتها من الناحیة الطبیة‪ ،‬فاالعتداء النفسي على العامل هو أخطر أنواع العنف التي‬
‫یص عب إثباته ا ل ك ون أن اآلم ر یتعل ق بش كل من أش كال العن ف غ یر الظ اهر و ال ذي یمس‬
‫مباش رة بالس المة العقلیة والنفس یة للعام ل‪ ،‬ومن ه ذا المنطل ق یس توجب األم ر تعریف العن ف‬
‫النفس ي في العم ل م ع تق دیم بعض المص طلحات المس تعملة في بعض ال دول للتعب یر عن ه ذه‬
‫الظاهرة‪.13‬‬

‫‪ 13‬دوكيمو‪26‬‬
‫هو ظاهرة شاملة تصيب البلدان والمجتمعات‪ ،‬وكل قطاعات النشاط‪" .‬وهو مجموع األفعال أو‬
‫العوارض التي يتعرض األشخاص من خاللها لإلساءة‪ ،‬التهديد‪ ،‬والتحرش في ظروف مرتبطة‬
‫بعملهم‪ ،‬بحيث تش كل ه ذه األفع ال ض ررا ظ اهرا أو خفي ا حي ال أمنهم أو جس دهم‪ ،‬راحتهم‬
‫الجسدية والنفسية"‪.‬‬
‫يمكن أيض ا أن نعرف العن ف في العم ل بأربع ة كلم ات أساس ية وهي االعت داء‪ ،‬سوء المعامل ة‪،‬‬
‫االستغالل‪ ،‬والتحرش‪ .‬كما أنه مجموعة من الظواهر والسلوكات واألفعال التي يمكن أن تنتقل‬
‫من التهديد إلى القتل أو االنتحار مرورا باالعتداء‪ ،‬الجرح‪ ،‬أو التحرش‪.‬‬
‫يعطي « ‪" » BIT‬كم ا تت دخل ع دة عوام ل في ه ذه الظ اهرة‪ ،‬وله ذا ف إن المكتب ال دولي للعم ل‬
‫نص ائح تس تقر ح ول إثب ات الح االت التالي ة للتخفي ف من الظ اهرة وهي‪ :‬الض غط‪ ،‬الكح ول‪،‬‬
‫المخ درات‪ ،‬العن ف الجس دي والنفس ي‪ ،‬الت دخين‪ ،‬وهي عوام ل ت ؤدي إلى ب روز مش اكل ص حية‬
‫للعمال وتنخفض اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬كما يمكنها أن تكون مصدرا للغيابات‪ ،‬األمراض‪،‬‬
‫الح وادث‪ ،‬اإلص ابات المميت ة أحيان ا‪ ،‬كم ا يمكن له ذه المش اكل أن تك ون مرتبط ة بالتفاع ل بين‬
‫المنزل والعمل"‬
‫"إن تدهور ظروف العمل مع تهديد البطالة وعرضية العمل الذي يم ‪ ‬س غالبية النساء يشجع‬
‫تطور حاالت العمل والتي تجعل عالقات الهيمنة المواجهة من طرف العمال تتحول إلى عنف‬
‫يص عب بع ده وض ع ح د‪ .‬ف إذا اس تطاع العم ال المتعرض ون له ذه الظ اهرة التحلي بالش جاعة‬
‫‪14‬‬
‫وتجنب الصمت‪ ،‬فإنه يمكن الحد منها"‬
‫‪ . 2.2‬مفهوم العنف ضد الم أ رة وجذوره التاريخية‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف العنف ضد الم أ رة من الناحية اللغوية والفقهية‬
‫أوال‪ :‬تعريف العنف من الناحية اللغوية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف من الناحية الفقهية‬
‫‪.document1 page3‬‬
‫‪document 6p 13‬‬
‫التعاريف المختلفة للعنف ضد المرأة‪:‬‬
‫إن تباين األطر االجتماعية السياسية إزاء حقوق المرأة زاد من الخلط‪ ،‬فعلى م ‪ ‬ر السنين‬
‫أخذت عبارة "العنف ضد المرأة" معاني عديدة‪ ،‬حيث كانت محدودة في عشرية ‪ 1980‬على‬
‫العنف الممارس في العائلة‪ ،‬والعنف الجسدي‪ ،‬ثم أصبحت بعدها شاملة وانتشارية‪.‬‬
‫هناك إجماع أكيد اتضح في كون أغلبية أفعال العنف ضد النساء والبنات مستخدمة من‬

‫لزغد فيروز التحرش الجنسي ص‪64‬‬ ‫‪14‬‬


‫طرف الرجال الذين يؤكدون بهذا قوتهم‪ ،‬كما أن أغلبية النصوص الدولية استندت إلى‬
‫التعريف المقدم في البيان حول إقصاء العنف ضد المرأة وهو "كل فعل عنف موجه ضد‬
‫الجنس النسوي والمتسبب أو القادر على تسبيب ضرر أو معاناة جسدية‪ ،‬جنسية‪ ،‬أو نفسية‬
‫للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد بهذه األفعال‪ ،‬اإلجبار‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪،‬‬
‫إن كان في الحياة العامة أو الحياة الخاصة" ‪( 1‬الفقرة الثانية من األمم المتحدة)‪.‬‬
‫في أوروبا مثال اآللية االجتماعية للعنف أيضا واضحة في الفقرة ‪ 13‬من البيان حول‬
‫السياسة المنتهجة بالنسبة للعنف ضد المرأة في أوروبا الديمقراطية ويعرف كالتالي‪" :‬العنف‬
‫ضد المرأة بما فيه رفض الحق في االختيار الح ‪ ‬ر لألمومة والمأخوذ كوسيلة لمراقبة‬
‫المرأة‪،‬‬
‫وقد أخذ جذوره من عالقة القوة غير المتساوية بين المرأة والرجل والذي مازال موجودا كما‬
‫‪15‬‬
‫‪ (.‬أنها تكون أيضا حدا في تحقيق المساواة الفعلية للمرأة والرجل" (روما ‪1993‬‬

‫هو ا ي فعل عنيف قائم على إحساس الجنس‪ ،‬ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى‪ ،‬أو‬
‫معاناة جنسية أو جسمية أو نفسية للمرأة‪ ،‬بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل‪ ،‬أو‬
‫اإلكراه‪ ،‬أو الحرمان التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫وهو يشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي يقع في اإلطار العام للمجتمع بما في ذلك‬
‫االغتصاب‪ ،‬واإلساءة الجنسية‪ ،‬والتحرش و الترهيب الجنسي في العمل‪ ،‬فهو يتضمن كل‬
‫األعمال والممارسات التي تميز بين النساء والرجال على أساس الجنس‪.16‬‬
‫على ال رغم من أن مش كلة العن ف ال ذي تتع رض ل ه النس اء في المجتم ع الع ربي والغ ربي ليس‬
‫أم را طارئ ا وجدي دا‪ ،‬إال أن ارتف اع نس بة وقوع ه وتع دد أش كاله في ال وقت الحاض ر واآلث ار‬
‫الس لبية ال تي يتركه ا على الم رأة واألس رة والمجتم ع‪ ،‬دف ع بالب احثين من مختل ف التخصص ات‬
‫لتحليل هذه المشكلة اإلجتماعية وتعريف المجتمع والعالم بما يقصد به‪.‬‬
‫العنف ضد المرأة‪:‬‬
‫نج د تعري ف ه‪II‬ادي محم‪II‬ود للعن ف ض د الم رأة بأن ه ‪" :‬أي عم ل أو تص رف ع دائي أو م ؤذ أو‬
‫مهين يرتكب بأي ة وس يلة وبح ق أي إمراة لكونه ا إمرأة‪ ،‬يخلق معاناة جس دية ونفسية وجنسية‬
‫وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل الخداع‪ ،‬التهديد أو اإلستغالل‪ ،‬التحرش أو اإلكراه‪،‬‬

‫‪ 15‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪2012-2011 2‬ص‪.58-57‬‬
‫‪ 16‬لزغد فيروز التحرش الجنسي ضد المراة العاملة دراسة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنظيم و عمل كلية العلوم‬
‫اإلنسانية و االجتماعية جامعة الجزائر‪ 2012-2011 2‬ص‪6‬‬
‫إنكار وإ هانة كرامتها اإلنسانية أو سالمتها‪ ،‬األخالقية أو التقليل من شأنها ومن إحترامها لذاته‬
‫ا أو شخصيتها‪ ،‬ويتراوح ما بين اإلهانة بالكالم حتى القتل "‪.‬‬
‫( (هادي محمود‪ ، 2003 ،‬ص ‪164‬‬
‫يفهم من خالل هذا التعريف أن العنف هو كل فعل مرتكب ضد المرأة من طرف شخص قد‬
‫يك ون ق ريب منه ا أو غ ريب عليه ا مس تعمال في ذل ك ش تى الوس ائل إم ا مباش ر ة كالض رب أو‬
‫بأسلوب ملتو كالخداع أو اإلكراه غلى فعل هي ترفضه أو اللعب بعواطفه ا مما يخلق عندها‬
‫جملة من اآلثار الجسدية والنفسية والجنسية وعليه فالعنف هنا له أثر سلبي على حياة المرأة‬
‫مهما كانت زوجة‪ ،‬أم‪ ،‬أو ابنة‪ ،‬فكل فعل أو عمل سلبي له أثر سلبي حتما على الضحية والتي‬

‫هي المرأة‪.‬‬
‫وتش ير ع دد من الدراس ات في تعريفه ا للعن ف على أن ه ‪" :‬اس ‪II‬تخدام للق ‪II‬وة والس ‪II‬يطرة على‬
‫المرأة‪ ،‬وأن العنف في حد ذاته ليس هو المقص‪II‬ود ب‪II‬ل ه‪II‬و تعب‪II‬ير عن أن الس‪II‬لطة هي للرج‪II‬ل‪،‬‬
‫ويتم التعب‪II‬ير عن ه‪II‬ذه الس‪II‬لطة والق‪II‬وة من خالل تع‪II‬ريض الم‪II‬رأة ألش‪II‬كال مختلف‪II‬ة من العن‪II‬ف‬
‫بحيث تبقى مهشمة وغير قادرة على النهوض بمستواها االجتماعي والعلمي"‪.‬‬
‫)‪site d’enternet (www.diwanalavab.com‬‬
‫فالغاي ة هن ا من العن ف ليس العن ف في ح د ذات ه ولكن ه كوس يلة ال تي من خالله ا ي برهن الرج ل‬
‫على س لطته وقوت ه وأن ه ه و الن اهي وعلى الم رأة الخض وع لتل ك األوام ر به دف تحطيمه ا‬
‫وإ ذاللها وقمع إرادتها حتى تفقد الثقة في الحياة وتبقى دائما تابعة له ‪ ،‬وحتى ال تثبت وجودها‬
‫في المجتمع أن تبقى مهمشة وبالتالي يبقى الرجل هو دائما السيد المسيطر الذي يوجد المرأة‬
‫ويحدد لها مصيرها‪.‬‬
‫وب الرجوع إلى تقري ر اإلعالن الع‪II‬المي للقض اء على العن ف ض د الم رأة وال ذي تبنت ه الجمعي ة‬
‫العالمية‪ ،‬فإن مصطلح العنف ضد الم رأة يع ني‪" :‬أي فعل عنيف قائم على أس‪II‬اس الجنس ينجم‬
‫عنه أو تحتمل أن ينجم عن‪II‬ه أذى أو معان‪II‬اة جس‪II‬مية أو جنس‪I‬ية أو نفس‪I‬ية الم‪I‬رأة كم‪I‬ا في ذل‪I‬ك‬
‫التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء كان ذلك في‬
‫الحياة العامة أو الخاصة"‪( .‬هادي محمود‪، 2003 ،‬ص‪166 ،‬‬
‫فحسب هذا التقرير‪ ،‬نرى أن العنف يخلق لدى المرأة معاناة بشتى أشكالها جسمية أو نفسية أو‬
‫جنسية وذلك بالتهديد أو اإلرغام على ممارسة الجنس أو فعل آخر غير مرغوب فيه ‪،‬‬
‫وحرمانها من حريتها الذاتية وذلك إما في الحياة العامة مثل العمل أو‬
‫الشارع أو في حياتها الخاصة مثل العالقات الزوجية أو عالقة جسمية أخرى ‪.17‬‬

‫ج‪ -‬العنف ضد المرأة‪ :‬عرف على انه‪ :‬عمل مباشر أو غير مباشر من أعمال العنف ضد أح د‬
‫أفراد األسرة يترتب عليه أذى بدني او جنسي أو‬
‫‪ (.‬نفسي(( ابو العليا‪: 2000 ،‬ص ‪ 88‬ويعرف ايضا ﺑﺎنه ‪ :‬أحد أنماط السلوك العدواني الذي‬
‫ينتج عن وجود عالقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل‬
‫األسرة وما يترتب على ذلك من تحديد ألدوار ومكانة كل فرد من أفراد األسرة وفقا لما يمليه‬
‫النظام االقتصادي واالجتماعي السائد في اﻟﻤﺠتمع‬
‫‪ ( (.‬االحمد ‪: 2001 ،‬ص ‪112‬‬
‫وقد عرف العنف ضد المرأة ‪ :‬ﺑﺎنه أي فعل عنيف قائم على اسا ة جنسية او جسميه 􀊭 الجنس‬
‫ينجم عنه او يحتمل ان ينجم عنه اذى او معا او نفسيه للمرأة بما في ذلك التهديد ﺑﺎقتراف مثل‬
‫ه ذا الفع ل او الحرم ان التعس في من الحري ة س واء وق ع ذل ك في الحي اة العام ة او الخاص ة‬
‫‪18‬‬
‫( حمزة‬

‫ماتلين ( ‪ I: ) 2000‬ان العنف ضد المرأة يتضمن سلوكات مقصودة تؤدي إلى إلحاق األذى‬
‫بالمرأة و هذه السلوكات قد تكون نفسية أو جسدية أو جنسية ‪.‬‬
‫عبد الوهاب( ‪ I: ) 1994‬أن العنف ضد المرأة هو ذلك السلوك أو الفعل الموجه غلى المرأة‬
‫على وجه الخصوص سواء كانت زوجة أو أما أو أختا أو إبنة و يتميز بدرجات متفاوتة من‬
‫التمي يز و اإلض طهاد و القه ر والعدواني ة الن اجم عن عالق ات الق وة الغ ير متكافئ ة بين الرج ل‬
‫والمرأة‪.‬‬
‫ه و اس تعمال الق وة و ه و س لوك ع دائي م دفوع بالغض ب يمارس ه الرج ل على الم رأة ‪‬دف‬
‫تخويفه ا و اجباره ا على الخض وع ل ه و ي أتي العن ف على ش كلين إم ا ب دني مث ل الض رب و‬
‫التهديد بالسالح ‪ ،‬الضفع ‪ ،‬الركل ‪ ،‬اللكم و الشكل الثاني العنف اللفظي مثل التهديد ‪ ،‬السب ‪،‬‬
‫‪boughlam booo page 59-60 17‬‬
‫‪ 18‬ص‪48-777 116‬‬
‫اإلهان ة ‪ ،‬التقلي ل من ش أن الم رأة و س وء معاملته ا االجتماعي ة و االقتص ادية و ه و في األخ ير‬
‫‪19‬‬
‫يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى إلحاق األذى بالمرأة ‪.‬‬

‫قامت الجمعية العامة لألمم المتحدة في إعالنها العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بصورة‬
‫أكثر دقة‪ ،‬فهو" رد أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس النوع ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم‬
‫عن ه أذى أو معن اه جس مية أو نفس ية أو جنس ية للم رأة ‪ ،‬بم ا في ذل ك التهدي د ب اقتراف مث ل ه ذا‬
‫الفعل أو اإلكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء وقع ذلك في الحياة العامة أو ا لخاصة"‬
‫كما يمكن تعريف العنف بأنه سلوك يتسم باإلساءة‪ ،‬ويشير بصفة عامة إلى استخدام القوة التي‬
‫تسبب الضرر واألذى من قبل شخص لآلخر( ‪6‬‬
‫وكثيرا ما يستخدم مصطلحي ”العنف النوعي“ و”العنف ضد المرأة“ بالتبادل من الناحية الفنية‪،‬‬
‫يش ير مص طلح ”العن ف الن وعي“ إلى العن ف الموج ه ض د ش خص بس بب جنس ه أو جنس ها‬
‫وتوقعات دوره أو دورها في المجتمع أو الثقافة‪ .‬ولكنه كثيرا ما يستخدم لوصف العنف ضد‬
‫النساء ألن النساء أكثر تعرضا من الرجال للتمييز أو اإليذاء‪ .‬وللعنف ضد المرأة عدة أشكال‬
‫منه ا‪ :‬ج رائم الش رف والعن ف األس ري والتح رش بالس يدات والفتي ات في األم اكن العام ة‬
‫والم دارس وأم اكن العم ل واالتج ار بالس يدات والفتي ات خت ان اإلن اث وغ يره من الممارس ات‬
‫التقليدية الضارة مثل زواج األطفال( ‪7‬‬
‫وكتعري ف إج رائي العن ف ض د الم رأة ه و الس لوك أو الفع ل الع دواني ال ذي ينجم عن وج ود‬
‫‪20‬‬
‫عالقة قوة غير متكافئة بين رجل ومرآة‪.‬‬
‫یقصد بالعنف ضد المراة فعل عنف موجه ضد المراة بالذات مدفوع بعصبیة جنسیة ویؤدي‬
‫إلى المعان اة س واء من الناحیة الجس دیة كاإلیذاء الجس دي و االعت داء الجنس ي و االغتص اب أو‬
‫من‬
‫الناحیة المعنویة ك العنف اللفظي و االجتم اعي والنفس ي والسیاس ي بم ا في ذل ك التهدید أو‬
‫استعمال أسالیب غیر مباشرة كالتحقیر و الحرمان من الحقوق المدنیة و الحریة و المساواة في‬
‫الحیاة العامة أو الخاصة‪.21‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة من الناحية القانونية‪I‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف العنف في بعض المواثيق الدولية‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف العنف ضد المرأة في بعض المواثيق اإلقليمية‬

‫‪262‬ص‪27‬‬ ‫‪19‬‬

‫التحليل النفسو اجتماعي‬ ‫‪20‬‬

‫العنف ضد المراة في المجتمع الجزائري‬ ‫‪21‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬مقاربة تاريخية‪ I‬في نشأة وتطور مفهوم العنف ضد المرأة‬

‫‪ . 3.2‬التحلي‪IIII‬ل السوس‪IIII‬يولوجي لظ‪IIII‬اهرة العن‪IIII‬ف وخص‪IIII‬ائص شخص‪IIII‬ية الم ا رة‬


‫المعنفة‬
‫الف ‪II I‬رع األول‪ :‬التحلي ‪II I‬ل السوس ‪II I‬يولوجي لظ‪IIII‬اهرة العن ‪II I‬ف الموج ‪II I‬ه ض ‪II I‬د الم أ رة‬
‫‪document‬‬
‫‪page 3 7‬‬
‫تعت بر مش كلة العن ف ض د الم أ رة في المجتم ع الج ا زئ ري مش كلة قدیم ة ارتبطت بالمكان ة‬
‫والوض عیة االجتماعیة للم أ رة في البن اء االجتم اعي التقلیدي أین احتلت الم أ رة الج ا زئریة‬
‫مكانة أدنى من مكانة الرجل ویرجع ذلك إلى" سیطرة الموروث التاریخي والثقافي القائم على‬
‫موضع الم أ رة في درجة أقل من درجة الرجل في تشكیلة اجتماعیة حددت مكانة وموقع كل‬
‫منهم ا مس بقا ثم قس مت بینهم ا األدوار ولقنت لهم ا ه ذه األدوار من ذ الب دایات األولى للتنش ئة‬
‫االجتماعیة م ع التأكید على ع دم تج اوز الح دود المرس ومة لك ل جنس"( ‪ ) 42‬لق د منح النظ ام‬
‫األب وي الذي كان سائدا في البناء االجتماعي التقلیدي وما ا زل سائدا ف بعض األسر الج ا‬
‫زئریة في البن اء االجتم اعي الح دیث الس لطة الكامل ة للرج ل في امتالك الم أ رة والتحكم فیه ا‬
‫وق د ك رس ه ذا بعض المف اهیم الس طحیة ال تي جعلت الم أ رة الج ا زئریة بال كیان لدرج ة أم‬
‫وجوده ا االجتم اعي أص بح یتح دد من خالل الخض وع والطاع ة لس لطة الرج ل وق د لعبت القیم‬
‫والعادات والتقالید السائدة في مجتمعنا دو ا ر هاما في تشكیل النظرة الدونیة و التبخیسیة للم أ‬
‫رة‪.‬‬
‫لق د احتلت الم أ رة الج ا زئریة إذا في ظ ل النظام األبوي موق ع اإلنس ان المقه ور والمه دور "‬
‫هذا القهر أخذ عدة أشكال تستوضح في سلطة الرجل داخل العائلة فنظام العائلة األبویة یترك‬
‫حی ا ز واس عا للرج ل في إب ا رز س لطته إ ا زء الزوج ة و األخت و البنت على اعتب ار أن ه‬
‫السید داخل العائلة ‪ ،‬وٕا ن نظام القهر هذا بیني على عدة أشكال اجتماعیة تستوضح من خالل‬
‫أنماط التنشئة االجتماعیة كالتي تبرز مكانة أفضل للولد الذكر من األنثى داخل العائلة "( ‪) 43‬‬
‫إن الثقافة السائدة والفكر السائد في مجتمعنا یعبر بال شك عن "ثقافة وفكر ذكوري وكله یصب‬
‫في خان ة قه ر الم أ رة و تهمیش ها"( ‪ ) 44‬وتعنیفه ا ح تى أن ه ذه الثقاف ة الذكوریة ترتب ط"‬
‫بسیكولوجیة الذكر في طریقة تعامله مع األنثى"( ‪ ) 45‬وعلیه فإن العودة إلى وضعیة الم أ رة‬
‫في ظل النظام األبوي یفسر الكثیر من الممارسات التي تم االحتفاظ والتمسك بها و الحرص‬
‫على إع ادة إنتاجه ا( ‪ ) 46‬من ط رف ك ل الفئ ات االجتماعیة ح تى في ظ ل التغی ا رت‬
‫االجتماعیة والثقافیة ال تي عرفه ا مجتمعن ا و ال تي أث رت على مؤسس اته االجتماعیة وأدوار‬
‫ووظ ائف أف ا رده‪ ،‬إن ه ذه التغی ا رت في الحقیق ة ق د" أنتجت مجتمعن ا ج ا زئریا ال یمكن‬
‫وصفه بالتقلیدي مطلقا وال بالحدیث مطلقا فهو مجتمع في ط ور التحول لم یحتفظ كلیا بهیمنة‬
‫النظ ام األب وي ولم یلبس كلیا ث وب الحداث ة ال ذي فرض ه االنفت اح ع ل الع الم ( ‪ ") 47‬إن ه ذا‬
‫التناقض في المنظومة القیمیة بین ماهو قدیم وماهو جدید عمل على إنتاج وٕا عادة إنتاج بعض‬
‫الس لوكیات العنیف ة ال تي ت رتكب في ح ق الم أ رة الج ا زئریة ب الرغم من التغ یر ال ذي ط أ ر‬
‫على مكانتها ووظیفتها وعلیه فإن أي محاولة لتفسیر مشكلة العنف ضد الم أ رة في مجتمعنا‬
‫البد وأن تركز على وضعیة الم أ رة في البناء االجتماعي التقلیدي والتغی ا رت التي انعكس ت‬
‫على مكانتها ودورها في البناء االجتماعي الحدیث وكیف ساهمت هذه التغی ا رت في ظهور‬
‫أشكال جدیدة من العنف الممارس ضد الم أ رة كالعنف االقتصادي و العنف الثقافي و العنف‬
‫االجتماعي واالغتصاب والتحرش الجنسي وغیرها وعلى هذا األساس یذهب علماء االجتماع‬
‫في تفس یرهم لظ اهرة العن ف إلى" ربطه ا بثقاف ة المجتم ع ونظم ه"( ‪) 48‬ذل ك أن " ك ل مجتم ع‬
‫یم ارس نوع ا من اإلك ا ره واإلجب ار على أف ا رده ویط البهم بالتمس ك بالمع اییر االجتماعیة‬
‫والثقافیة ‪...‬‬
‫والخض وع له ا من خالل تط بیق ن وع من العقوب ات و الج ا زءات االجتماعیة الن رفض‬
‫االنتم اء لثقاف ة المجتم ع ورفض ثقافته ا ویعت بر ال رفض ه و التعب یر عن أعظم مظ اهر العن ف(‬
‫‪ ") 49‬وعلیه یمكن الق ول أن الحیاة ال تي عاش تها الم أ رة الج ا زئریة في ظ ل النظ ام األب وي‬
‫في البن اء االجتم اعي التقلیدي أولى مظ اهر القه ر و العن ف االجتم اعي حیث ك انت األفض لیة‬
‫لل ذكور على اإلن اث أو م ا یع رف ب التمییز الجنس ي وق د تك رس ه ذا المب دأ من خالل عملیة‬
‫التنش ئة االجتماعیة وال تي كرس ت ب دورها الهیمن ة و الس لطة للرج ل على الم أ رة وأص بحت‬
‫بذلك العائلة كفضاء ومحیط اجتماعي خاص بالرجل زیادة على ذلك فقد فرضت منظومة القیم‬
‫والعادات والتقالید على الم أ رة الرضوخ والطاعة للرجل وسلطته دون مقاومة أو رفض كل‬
‫‪22‬‬
‫هذا جعل الم أ رة عرضة للعنف خاصة وأن العنف مباح للذكر من جانب مجتمعنا‪.‬‬

‫العنق ضد المراة في المجنمع الجزائري‬ ‫‪22‬‬


‫‪ 8-1‬نظرية العجز المتعلم ‪:Learned Helplessness‬‬

‫بأننا‬
‫عندما نعتقد بأنه ليست لدينا سيطرة على الذي يحدث لنا‪ ،‬من الصعب اعتقاد ّ‬

‫يمكن استرجاع تلك السيطرة‪ .‬هذا المفهوم مهم في فهم العنف ضد النساء الالتي ال يحاولن‬

‫بأنها‬
‫وطيعة وسلبية‪ .‬فهي ال تدرك ّ‬
‫تحرير أنفسهن من دائرة العنف ‪ .‬فتصبح المرأة مطيعة ّ‬

‫أن هذه هي الحالة التي يجب أن تكون عليها و إن‬


‫الحق أن ال تكون منتهكة‪ .‬فتبدأ بقبول ّ‬
‫ّ‬ ‫تمتلك‬

‫كل محاولة للخروج من هذه الحالة تسبب لها مشاكل معه‬

‫و تصل بها الحال إلى التصديق بان كل هذا هو ِ‬


‫خطؤها و هي المسئولة عن ما يحدث‬

‫لها‬

‫عند تعرض الفرد إلحداث ضاغطة و إدراكه عدم القدرة أو عدم الكفاية على المواجهة‬

‫يؤدي ذلك إلى اإلحساس بالعجز و فقدان األمل و انخفاض تقدير الذات و الشعور بنقص‬

‫الكفاية‪،‬واالكتئاب‪،‬والحزن‪.‬وفي النهاية يكون إدراك الفشل‪،‬والعجز الذي يمتد لتوقع الفشل من‬

‫خبرات الماضي الفاشلة الى الحاضر و المستقبل حيث اليأس فال أمل في المستقبل و ال جدوى‬

‫من المحاولة طالما محكوما عليها بالفشل‪.‬اذ يشير كل من ‪  Umberson‬و ‪ Anderson‬إلى‬

‫أن القدرة على التحكم او عدم التحكم تلعب دو ار هاما في اإلساءة او العنف داخل األسرة‪ ،‬فالزوج‬

‫الذي يعتدي على زوجته أو يسيء إليها قد ال تكون لديه القدرة على التحكم ترتبط بشخصية‬

‫الفرد و بظروفه البيئية‪ ،‬فاعتقاد الفرد في عدم قدرته على تغيير ظروف حياته شديدة الفقر تجعله‬

‫يشعر بالعجز‪،‬و كذلك المرأة التي يتم االعتداء عليها من قبل الزوج تشعر بالعجز‪.‬‬

‫و يشير ‪Orme‬إلى أن بعض النساء قد يتعرضن لخبرات قاسية في مرحلة الطفولة مما‬

‫يجعلها تعاني من الشعور عدم األمن النفسي و عدم القيمة‪ ،‬وكذلك الشعور بالعجز لعدم قدرتها‬

‫على إيقاف اإلساءة إليها‪ ،‬و قد تتكرر اإلساءة بعد ذلك في مراحل مختلفة أو في أثناء الزواج‪.‬‬
‫كما ان بعض النساء نتيجة لشعورها باإلحباط من إساءة زوجها لها‪،‬من الظروف المحيطة التي‬

‫تعيشها تكبت عدوانها نحو ذاتها‪،‬وبالتالي تلوم نفسها‪،‬و تصاب باالكتئاب‪ ،‬وتشعر بالعجز‪ .‬والمرأة‬

‫التي تشعر بالعجز قد تكون بعض سلوكياتها اندفاعية عندما يتزايد عليها الشعور بتهديد ذاتها أو‬
‫‪23‬‬
‫حياتها او تهديد احد أطفالها‪،‬و قد تلجأ الى العدوان على من يعتدي عليها بل و أحيانا قتله‪.‬‬

‫إن تكرار العنف ضد المرأة في داخل بيتها وعدم قدرتها على الفرار أو تغيير األوضاع‬

‫ليعلمها أنه مهما حاولت لن يكون هناك نتيجة أو تغيير في وضعها والعنف الذي يتكرر‪.‬‬

‫‪ 8-2‬نظرية المصدر‬

‫ترتكز هذه النظرية على فرضية أساسية مفادها أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من نوعية‬

‫وعدد المصادر المتاحة لكل فرد داخل األسرة‪.‬‬

‫ولعل أهم المصادر المتاحة لألفراد والتي قد تحدد من هو الشخص الذي يمكن أن يكون‬

‫له سلطة اتخاذ القرار داخل األسرة بشكل مطلق‪ ،‬تلك المصادر االقتصادية واالجتماعية التي‬

‫تتمحور حول الجوانب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬مستوى التعليم لدى الوالدين‪.‬‬

‫‪-2‬المستوى الوظيفي لكل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-3‬المصدر المادية المتاحة كاإلرث‪ ،‬العقار ‪ ،‬الدخل‪...‬الخ‪ ،‬لدى كل من الزوجين‪.‬‬

‫‪-4‬المكانة االجتماعية ألسرة الزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪-5‬عضوية المؤسسات المختلفة للزوج والزوجة‪.‬‬

‫ويضيف العالم "جيلسبي"‪ Gillespie‬مصادر أخرى‪:‬‬

‫هبة على حسن ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪.18‬‬ ‫‪23‬‬


‫مثل التنشئة االجتماعية ‪ ،‬ودائرة حياة األسرة‪،‬والقهر البدني‪،‬ومنه يفهم أن هذه المصادر‬

‫التي يتمتع بها الفرد هي التي تمنحه السلطة في اتخاذ الق اررات وكذلك الهيمنة على األفراد الذين‬

‫يفتقرون لها‪.‬‬

‫ولنأخذ مثاال عن الزوج الذي يتمتع بهذه المصادر أو بعضها‪،‬فالزوجة تكون مع‬

‫األبناء‪،‬تحت سلطته وهيمنته‪ ،‬وهذه المصادر تزود صاحبها بنوع من الشرعية في ممارسة القهر‬

‫والعنف ضد األفراد التابعين له‪.‬‬

‫ومن النظريات التي اهتمت بالمصادر"نظرية المصدر المعيارية التي تهتم بالعالقة‬

‫المتبادلة بين المعايير والثقافات الفرعية والمصادر النسبية كأساس لتوزيع السلطة داخل‬

‫األسرة‪،‬وتركز هذه النظرية على مفهوم السلطة الشرعية‪،‬فالسلطة تعد مظه ار للبناء الرسمي‬

‫للجماعة تعترف به المعايير السائدة فيها بمعنى أن معايير الجماعة ال تقضي فقط بأن يكون (أ)‬

‫صانعا لقرار يتعلق بسلوك (ب) بل يقضي بأن كال من (ب) الزوجة مثال و(أ)الزوج يدركان أن‬

‫(أ) لديه الحق الشرعي ألن يفعل ذلك وأن (ب) عليه االلتزام واإلذعان لهذا القرار‪ ،‬ويتفق ذلك مع‬

‫قول "رافان وفر ينش"‪ Ravan et French‬من أن"القوة الشرعية ل (أ) على (ب) تنبع عن‬

‫قيم ذاتية ل(ب) التي تملي عليه أن (أ) له الحق الشرعي للتأثير عليه وأن عليه اإلذعان"‪.‬‬

‫‪8-3‬نظرية الهيمنة الذكورية‬

‫إذا كانت الثقافة كل ما أنتجه البشر في مجتمع معين من أفكار وتصورات وعادات‬

‫ونظم إجتماعية وسياسية واقتصادية و وفعاليات أدبية وفنية وثقافية عبر التاريخ‪،‬فإن الصورة‬

‫السلبية والدونية التي رسمها المجتمع األبوي للمرأة عموما تطلبت دراسة سوسيولوجية تاريخية‬

‫ثقافية لفهم مكانة المرأة في أوروبا منذ اإلغريق والرومان وحتى العصر الحديث‪،‬وتحليلها من‬
‫زاوية الفكر االجتماعي والفلسفي مستخدمين في ذلك أداة النقد الجدلي لفهم وتفكيك أنظمة الفكر‬

‫طت من قيمة المرأة وأبعدها عن ممارسة دورها اإلنساني‪،‬والحصول على حقوقها‪،‬و‬


‫األبوي التي ح ّ‬

‫االعتراف بها ليس نظريا إو نما على مستوى الممارسة العملية‪،‬محاولين في الوقت ذاته‪،‬التحقق من‬

‫هذه اإلدعاءات عن طريق طرح اآلراء و األفكار اإلجتماعية‪،‬الفلسفية‪،‬و السياسية التي عالجت‬

‫وضعية المرأة و مكانتها وحقوقها في المجتمعات المختلفة‪.24‬‬

‫يشير مفهوم المجتمع األبوي بشكل عام إلى المجتمع التقليدي الذي يتخذ طابعا ممي از‬

‫بالنسبة إلى البنى اإلجتماعية الكلية‪-‬المجمع و الدولة و اإلقتصاد و الثقافة‪،-‬وكذلك إلى البنيتين‬

‫الجزئيتين العائلة و الشخصية‪،‬التي تتخذ بمجموعها طابعا يتسم بأشكال نوعية من التخلف‬

‫اإلجتماعي و اإلقتصادي و الثقافي تعيق تطوره و تقدمه‪،‬مثلما يتسم هذا المفهوم األبوي بالتحجر‬

‫و الجمود و التناقضات الداخلية التي تمزقه و تستترف طاقاته المعنوية‪،‬و تدفع أفراده إلى الشعور‬

‫بالتمزق‪،‬مما يؤدي إلى تقييم دوني للذات‪.‬‬

‫من أهم سمات هذا النوع من المجتمعات ‪،‬سواء كان قديما أو حديثا‪،‬هي الترعة األبوية‬

‫البطريركية التي تظهر في سيطرة األب على العائلة‪،‬فاألب"البعل‪-‬اإلله"هو المحور الذي تنتظم‬

‫حوله العائلة‪.‬وهو "رب"البيت و عموده‪،‬و سيطرة األب في العائلة شأنه في المجتمع إذ إن‬

‫العالقة بين األب وأبنائه وبين الحاكم والمحكوم عالقة هرمية‪،‬فإرادته مطلقة و يتم التعبير عنها‬

‫باإلجماع القسري الذي يقوم على التسلط من جهة‪،‬والخضوع والطاعة من جهة أخرى‪ ،‬والتي‬

‫تظهر على مستوى العائلة‪-‬العشيرة في القيم والتقاليد‪،‬وفي وسائل التربية والتنشئة اإلجتماعية التي‬

‫تعمل على تشكيل نمط الثقافة و الشخصية‪،‬من خالل ترسيخ القيم والعالقات اإلجتماعية التي‬

‫يحتاج إليها المجتمع األبوي والشخصية البطريركية‪.‬‬

‫إبراهيم الحيدري‪ ،‬النظام األبوي و إشكالية الجنس عند العرب ‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دارالساقي‪ ،‬بيروت‪،2003 ،‬ص ‪.157‬‬ ‫‪24‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص شخصية الم أ رة المعنفة‪.‬‬
‫تتباين العوامل والمتغيرات الثقافية واالجتماعية والبيئية التى ترتبط بالعنف ضد المرأة‪ ،‬إال‬

‫أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له‪ ،‬وقد أشارت‬

‫بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها‪ .‬وذلك‬

‫ألن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة‬

‫الذات ‪ Self-Defeating‬إو ضطراب الشخصية الهازمة للذات ‪Self-Defeating‬‬

‫‪ Personality Disorder‬وهذه الشخصية تظهر قبوالً واضحاً للعنف الزواجى‪ .‬ويظهر فى‬

‫بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعالقات التى تمثل‬

‫معاناة بالنسبة لـه‪ ،‬ويمنع اآلخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر‪ .‬ويختار الناس‬

‫والمواقف والعالقات التى تشعره بخيبة األمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة‬

‫تتسم بالتضحية بالنفس‪.‬وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد‬

‫تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية في شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية‬

‫فهى ترغب فى زوج سادى‪ ،‬كما أن هناك بعض األعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها‬

‫الزوجان‪ ،‬وهذه األعراض وفقاً للدراسات هى ‪ :‬السيكوباتية – اإلدمان – اإلكتئاب وقد أظهرت‬

‫المقابالت وأساليب التقرير الذاتي أن النساء الالئى تعرضن لإلساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر‬

‫انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات واألعراض الجسمية والنفسية‬

‫مثل ‪ :‬اضطراب النوم – الكوابيس‪ -‬التوتر الذائد – الصداع – البكاء‪ -‬التململ‪ ،‬كنتيجة للتعرض‬
‫‪25‬‬
‫لإلساءة‪.‬‬

‫هبة على حسن‪،‬نفس المرجع ص ‪.231‬‬ ‫‪25‬‬


‫الخصائص النفسية لكل من المرأة التي تتعرض للعنف والرجل الذي يمارس العنف ضد‬

‫المرأة ‪ ،‬علي النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 6-1‬الخصائص النفسية للمرأة الضحية ‪ :‬تتصف بالجمود والقلق العصابي ‪ ،‬والنزعة‬

‫للكمال والطاعة والخضوع ‪ ،‬واألكتئاب واليأس ‪ ،‬ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم‬

‫تقدير الذات والشعور باإلهانة ‪ ،‬ولديها اضطرابات في النوم واألكل (الشره وفقدان الشهية ) ‪،‬‬

‫الميل لالنتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ‪ ،‬واالنعزالية عن النشاط االجتماعي‬

‫واالختالط باآلخرين ‪ ،‬والرغبة السريعة للبكاء ‪ ،‬واالصابة بنوبات الهستيري والتهويل في األحداث‬

‫التي تقع لها‪.‬‬

‫‪ 6-2‬شخصية الزوج الممارس للعنف‪ :‬سرعة الغضب والشك ‪ ،‬ومتعكر الم زاج ومتوتر وشديد‬
‫االمتعاض والحساسية ‪ ،‬ولدية أحساس بخيبة األمل ‪،‬والخوف وعدم األحساس باألمان وانخفاض‬
‫تقدير الذات ‪ ،‬ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاسر ‪ ،‬ومفرط في غيرته ‪ ،‬وغير قادر علي تحمل‬
‫الوح دة ‪ ،‬كم ا إن ه يلقي الل وم علي اآلخ رين وي رفض تحم ل المس ئولية ‪ ،‬ويلج اء إلي تع اطي‬
‫المخدرات إو دمان الخمر‪ ،‬ويتصف بالتسلطية وحب التملك ‪ ،‬وينظر للمراة نظ رة دونية من منطلق‬
‫ذكوري ‪ ،‬وال يستطيع التعامل مع المواقف الضاغطة ‪ ،‬ويمارس الجنس باعتباره نوع من العدوان‬
‫تج اه الم رأة ‪ ،‬ولدي ه أحس اس بأن ه ض حية ‪ ،‬ويتص ف بالعدواني ة تج اه األطف ال والحيوان ات ‪ ،‬وفي‬
‫العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة‪.‬‬
‫خالصة‬

You might also like