You are on page 1of 62

‫املقدمة‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم عىل نبيه وعبده وآله وصحبه ‪.‬‬

‫وبعد ‪:‬‬

‫فهذا كتاب يف تكفري األشاعرة اجلهمية وبيان قول أهل العلم فيهم وحتقيق‬
‫إمجاع السلف عىل كفرهم والرد عىل من زعم خالف ذلك ‪ ،‬كام وفيه بيان أن‬
‫من أنكر صفات اهلل العقلية التي ال تقوم ربوبيته وال تصح ألوهيته إال هبا‬
‫كالعلم والقدرة والعلو والكالم والسمع والبرص ونحوها كافر ال يعذر‬
‫بجهل أو تأويل ‪ ،‬وعليه فمن علم منه عبادة غري اهلل كدعاء األموات واحلكم‬
‫بغري ما أنزل اهلل أو إنكار ربوبية اهلل أو صفاته التي ال يكون اهلل تعاىل ربا إال‬
‫هبا والتي هي من لوازم ألوهيته وربوبيته فإنه حيكم بكفره وال يعذر بجهله‬
‫وتأوله ومن مات عىل هذه العقيدة فهو مرشك ال يرتحم عليه‪.‬‬

‫هذا وإين كنت سابق ًا ال أقول بتكفري األشاعرة واملاتريدية كام يف كتايب نقض‬
‫عقائد األشاعرة تبعا ملا رأيته من الكالم املنسوب لإلمام ابن تيمية رمحه اهلل‬
‫وكنت أقول قدي ًام أن العذر باجلهل والتأويل يف الرشك وإنكار الصفات‬
‫خالف فيه بعض أهل السنة وكنت أخطئهم وذلك عىل أن املسألة خالفية‬
‫وليس األمر كذلك ‪ ،‬فلام تأملت يف األدلة وكالم السلف رجعت من هذا‬
‫القول وتربأت منه وال أحل أحدا أن ينقله عني أو ينسبه يل ‪ ،‬ويل يف ذلك‬
‫أسوة وهو اإلمام أمحد حني قال عن اجلهمية ‪ ( :‬كنت ال أكفرهم حتى قرأت‬
‫آيات من القران )‪ .‬طبقات احلنابلة ‪. 553/2‬‬

‫وأدعو من خيالف يف املسألة إىل التبرص يف األدلة واالقتداء بمنهج السلف يف‬
‫تكفريهم وعد إعذارهم ‪ ،‬قال البخاري ‪ ( :‬وإين ألستجهل من ال يكفر‬
‫اجلهمية إال من ال يعرف كفرهم ) وقال أمحد‪ ( :‬اجلهمية كفار ) وقال‬
‫الربهباري‪ ( :‬اجلهمي كافر ليس من أهل القبلة ) وقال الدارمي‪ ( :‬وأي فرق‬
‫بني اجلهمية وبني املرشكني حتى نجبن عن قتلهم وإكفارهم ) ‪.‬‬

‫فاحلق الذي ال مرية فيه أن األشاعرة جهمية واجلهمية كفار غري مسلمني ‪،‬‬
‫وأن املرشك اجلاهل بالتوحيد منكر صفات الربوبية واأللوهية ال يسمى‬
‫مسلام ولو كان جاهال او متأوالً ‪ ،‬وهذا مما ال خالف فيه بني أهل السنة ‪ ،‬ومن‬
‫خالف يف هذه املسألة فال اعتبار بخالفه ألنه يعد ناقضا لإلمجاع ‪ ،‬واحلمد هلل‬
‫الذي هدانا هلذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهلل ‪.‬‬

‫وقد سبق وأن كتبت رسالة قريبة يف موضعها من هذا الكتاب بعنوان ‪( :‬‬
‫القول املأمون بتح ّقـق ردة املأمون ) حققت فيه تكفري السلف للمأمون ‪ ،‬ويف‬
‫هذا الكتاب مزيد بحث وحتقيق ‪.‬‬
‫كام ألحقت هبذا الكتاب جزء حديثي يف إثبات أن صوت الرمحن كأنه سلسة‬
‫عىل صفوان‪ ،‬وفيه الرد عىل اجلهمية املعارصة يف حتريفهم وتؤهلم له ‪.‬‬

‫كتبه ‪ /‬أبو عيل املريض‬

‫‪1436/10/11‬ـه‬
‫التمهيد بوجوب تكفري األشعرية‬

‫اعلم أن مدار الرسالة يقف عىل أمرين ‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن األشاعرة وقعوا يف مكفرات عديدة مل خيتلف أحد من أهل السنة‬
‫يف تكفري فاعلها وقائلها ومعتقدها‪ ،‬وسنأيت هبا عىل وجه التفصيل مع كالم‬
‫أهل العلم ‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬وجوب تكفري من كفره اهلل من الواقعني يف فعل ينقض إيامهنم ‪ ،‬ومنهم‬
‫اجلهمية وأتباعهم األشاعرة الذين أمجع السلف عىل وجوب تكفريهم‬
‫بأعياهنم وكفروا من مل يكفرهم‪.‬‬

‫وإليك بعض كالمهم يف وجوب التكفري ‪:‬‬

‫قال اإلمام الربهباري يف من وقع يف نواقض اإلسالم كإنكار علو اهلل ‪ ( :‬وإذا‬
‫فعل شيئ ًا من ذلك وجب عليك أن خترجه من اإلسالم ) رشح السنة ‪. 73‬‬

‫وقال أبو داود لإلمام أمحد ‪ :‬من قال القرآن خملوق أهو كافر ‪ ،‬قال‪ ( :‬أقول‬
‫هو كافر) ‪.‬‬

‫وقال مجاعة من العلامء ‪ ( :‬ال تصح إمامة من ال يكفر اجلهمية والقبورية أو‬
‫يشك يف تكفريهم ) الدرر ‪.436/10‬‬
‫وقال الشيخ حممد بن عبد الوهاب ‪ ( :‬لو ذهبنا نعدد من كفره العلامء مع‬
‫إدعائه اإلسالم وأفتوا بردته وقتله لطال الكالم‪ ...‬وهل قال واحد من العلامء‬
‫يف هذه املكفرات وأسباب الردة إن هؤالء يكفر أنواعهم وال يكفر أعياهنم)‬
‫الدرر‪.63/10‬‬

‫وقال عبدالله با بطني ‪( :‬وما سألت عنه من حكم تعيني إنسان بعينه بالكفر‬
‫إذا ارتكب شيئا من املكفرات؟ فإن من ارتكب شيئا من هذا النوع فهذا ال‬
‫شك يف كفره وال بأس بمن حتققت منه أشياء من ذلك أن تقول كفر فالن‬
‫هبذا الفعل) الرسائل ‪ .657/1‬وقال‪ ( :‬ويقال ملن قال من أتى بالشهادتني‬
‫ال يتصور كفره فام معنى الباب الذي يذكره الفقهاء حكم املرتد) الدرر‬
‫‪.250/10‬‬

‫وقال عبد اللطيف‪( :‬وأهل العلم ال خيتلفون يف أن من صدر منه قول أو فعل‬
‫يقتيض كفره أنه حيكم عليه وإن كان ممن يقر بالشهادتني ) جمموعة الرسائل‬
‫‪.225/3‬‬

‫وأما كالم أهل العلم يف كفر املمتنع عن تكفري من وقع يف الكفر والردة‬
‫فدونك إياه‪:‬‬
‫قال اإلمام ابن بطة يف اجلهمي ‪) :‬من قال كالم اهلل خملوق فهو كافر حالل‬
‫الدم ومن شك يف كفره ووقف يف تكفريه فهو كافر) اإلبانة ‪.129‬‬

‫قال اإلمام امللطي ت‪377‬ـه يف الشاك يف كفر الكافر ‪ ( :‬ومجيع أهل القبلة ال‬
‫اختالف بينهم ‪ :‬أن من شك يف كافر فهو كافر‪ ،‬ألن الشاك يف الكفر ال إيامن‬
‫له ‪ ،‬ألنه ال يعرف كفرا من إيامن) التنبيه والرد عىل أهل األهواء والبدع‬
‫ص‪.54:‬‬

‫ويقول بعض أئمة الدعوة ‪ ( :‬فمن مل يكفر املرشكني ‪ ...‬فهو كافر مثلهم وإن‬
‫كان يكره دينهم وحيب اإلسالم فإن الذي ال يكفر املرشكني غري مصدق‬
‫بالقرآن ) الدرر ‪. 291/9‬‬

‫قال الشيخ سليامن بن عبد اهلل‪ ( :‬من كان شاكا يف كفرهم أو جاه ً‬
‫ال بكفرهم‬
‫بينت له األدلة من كتاب اهلل وسنة رسوله عىل كفرهم ‪ ،‬فإن شك بعد ذلك‬
‫أو تردد فإنه كافر بإمجاع العلامء عىل أن من شك يف كفر الكافر فهو كافر )‬
‫الدرر ‪.160/8‬‬

‫وبعد هذا الكالم ستعلم الفائدة من دعوتنا لتكفري األشاعرة وأمهيته ‪ ،‬وأنه‬
‫من الدين والكفر بالطاغوت ‪ ،‬وتارك التكفري بالكلية امتناعا يكفر‪ ،‬ألن‬
‫االمتناع عن تكفري املرشكني يعد أحد نواقض اإلسالم‪ ،‬والسلف كفروا‬
‫اجلهمية وأصحاب عقيدة نفاة صفات الكامل والعلو وكفروا من مل يكفر‬
‫أصحاهبا ‪ ،‬فتنبه فإين لك ناصح واألمر جد خطري ‪ ،‬كام أن يف تكفري العلامء‬
‫للواقع يف الكفر حتذيرا للمرتدين لعلهم يرجعون‪ ،‬وقد بينت هذه املسألة يف‬
‫رشح نواقض اإلسالم ‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬سينكر علينا بعض اجلهال بحقيقة الدين ومناطات التكفري من الذين‬
‫اتبعوا اهلوى فأسلموا عقوهلم للتقليد وتقديس الرجال وتقديم أقواهلم عىل‬
‫األدلة تكفرينا لألشاعرة‪ ،‬وسيظنون أنه اجتهاد منا‪ ،‬مع أن السلف مل خيالف‬
‫منهم أحد يف تكفري منكر العلو بعينه والذي تتبجح به األشاعرة‪ ،‬ومن زعم‬
‫وجود خالف فليأت بنقل واحد من كالم السلف خيالف ما قررناه ‪.‬‬

‫وإذا كان السيوطي الذي مجع بني التجهم ونفي علو اهلل تعاىل وبني االستغاثة‬
‫بالنبي ودعاء األموات ونسبة الترصف يف الكون لألبدال واألولياء أنكروا‬
‫علينا تكفريه فال تعجب يا أخا التوحيد أن ينكروا علينا تكفري األشعرية فلقد‬
‫أنكروا علينا قبله تكفري الرافضة ‪.‬‬

‫وإن من هؤالء املنكرين عبد العزيز آل عبد اللطيف وإين ألعجب منه ومن‬
‫أمثاله الذين اختذوا التوحيد والدعوة الوهابية ستارا وشعارا ‪ ،‬فرتاهم‬
‫يقرؤون يف كتب التوحيد لكن دون فهمها واالستفادة منها‪ ،‬وعلمهم هبا ال‬
‫يتعدى حدود أسطر وصفحات الكتب دون اخلروج به عمال يف واقع‬
‫حياهتم‪ ،‬فرشوط التوحيد والكفر بالطاغوت ونواقض اإلسالم قد حيفظوهنا‬
‫لكن ال يعملون بمعانيها ومقتضاها وال يطبقوهنا يف واقع حياهتم خوفا من‬
‫ان تصيبهم دائرة وطلبا للعزة والشهرة واملال واملنصب والرشف عند أعداء‬
‫اهلل ‪ ،‬فهذا الرجل أعني ابن عبد اللطيف أخرج كتابا عن دعاوى املناؤين‬
‫لدعوة التوحيد لكن هو من املناؤين هلا يف احلقيقة ‪ ،‬وكأنه ال يعلم أن من دعا‬
‫إىل الرشك أنه يكفر كائنا من كان ‪ ،‬وسأنقل له عن أحد أهل العلم نصا يف‬
‫تكفريهم ألن هذا املسكني ال يفهم إال بقال فالن وقال فالن فننقل له‬
‫وألمثاله املتعصبني للرجال لعلهم يفهمون نق ً‬
‫ال عن الشيخ سليامن بن‬
‫سحامن يف تكفري السبكي والرميل شارح املنهاج قال ‪ ( :‬فهذا الرجل الشهاب‬
‫الرميل إن كان من املعروفني بالعلم ألين ال أعرف حاله فهو من جنس‬
‫السبكي وأرضابه الغالني الذين يصنفون يف إباحة الرشك زاعمني أن ذلك من‬
‫تعظيم الرسول ثم لو كان الرميل من أهل العلم ‪ ..‬هذا يوجب كفره وارتداده‬
‫) ‪ .‬الصواعق املرسلة ‪.260‬‬

‫فهذا الرجل وأشباهه يأبى إال أن ينربي للدفاع عن السيوطي والسبكي ‪ ،‬عىل‬
‫هنج إخوانه من الرسورية املدافعني عن طوائف املرشكني من القبوريني‬
‫والروافض ومن احلكام املرشعني الكفرة من العلامنيني واإلخوان املارقني‬
‫الدمقراطيني ‪ ،‬فرتاهم يستميتون دفاعا عن املرشكني ويلتمسون األعذار‬
‫القبيحة هلم ويتلطفون هبم ‪ ،‬بينام عىل الضد يستميتون حربا عىل أهل التوحيد‬
‫ويرموهنم بالغلو واخلروج ‪ ،‬فصدق فيهم وصف التجهم اإلرجائي مع‬
‫التخنث ‪ ،‬وواهلل إهنم هم يف احلقيقة من يقتلون أهل اإلسالم ويرتكون‬
‫الرافضة وغريهم من أهل األوثان فكانوا هبذا الوصف من اخلوارج ‪ ،‬وهم‬
‫العدو قاتلهم اهلل أنى يؤفكون ‪.‬‬

‫وإذا كان السلف قالوا ‪ :‬إن األشاعرة خمانيث املعتزلة ‪ ،‬فنحن نقول ‪:‬‬
‫الرسورية واإلخوان واجلامية املداخلة خمانيث الرافضة العلامنية واللربالية ‪،‬‬
‫وهم خمانيث الصليبني ‪ ،‬وقد مجعت بفضل اهلل فيهم ويف رؤوسهم ومقاالهتم‬
‫كتابا يرس اهلل إخراجه قريبا ‪ ،‬وإن من الواجب عىل أهل الفضل والعلم‬
‫التشهري هبؤالء دون أن تأخذهم يف اهلل لومة الئم ‪ ،‬وليفرح املؤمن بإغاظتهم‬
‫وليغلظوا عليهم كام أغلظ سلفنا عىل أسالفهم من أهل األهواء والبدع ‪،‬‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫املسألة األوىل ‪ :‬التعريف باألشاعرة ‪:‬‬

‫األشاعرة فرقة من فرق اجلهمية ‪ ،‬تنتسب أليب احلسن عيل بن إسامعيل‬


‫األشعري تويف سنة ‪324‬ـه ‪ ،‬وكان معتزليا ثم أخذ بمذهب الكالبية وزاد‬
‫عليه ‪ ،‬وادعى الرجوع ملذهب أهل السنة ‪ ،‬وال يصح رجوعه كام قرر ذلك‬
‫الكرجي ت‪ 360‬وابن منده ت‪395‬ـه والبسطامي الشافعي ت ‪ 408‬ـه‬
‫والسجزي ت‪ 440‬واهلروي ت‪481‬ـه والقحطاين وابن تيمية‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫واألشاعرة أخذوا عن اجلهمية إنكار الصفات واجلرب واإلرجاء‪.‬‬

‫وأخذوا من املعتزلة تقديم العقل وأن نفي الصفات من التوحيد وإثباهتا من‬
‫الرشك‪.‬‬

‫وأخذوا عن الصوفية والرافضة الرشك يف اإللوهية وعبادة القبور ودعاء‬


‫األموات ‪.‬‬

‫وأخذوا من الفالسفة الفلسفة واملنطق وما هو أعظم من ذلك ‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ال عالقة لألشاعرة بالشافعية ويوجد من الشافعية التي ينتسب هلا‬
‫األشعري من طعن فيه ويف األشاعره أمثال ‪ :‬اآلجري والاللكائي وابن‬
‫رسيج والبسطامي والقصاب والكرجيان والزنجاين والبغوي وابن كثري‬
‫واملقريزي وغريهم كثري ‪.‬‬

‫كام ال يصح قرص منهج السلف عىل مذهب احلنابلة كام حياول أن يروج له‬
‫املبتدعة ‪ ،‬وإن مما جيهله كثري من املنتسبني للعلم أن كثريا من احلنابلة عىل‬
‫طريقة املفوضة اجلهمية يف الصفات ‪ ،‬ومن أراد النظر يف مذهبهم فلينظر‬
‫لكالم أيب يعىل يف إبطال التأويالت وابن عقيل وابن اجلوزي يف دفع شبهة‬
‫التشبيه وابن قدامة يف املناظرة ومرعي الكرمي يف أقاويل الثقات واحلجاوي‬
‫والبهويت وعثامن النجدي وغريهم يف كتبهم ‪ ،‬بل إن اإلمام ابن تيمية واإلمام‬
‫ابن القيم رمحهم اهلل كانوا يف أول أمرهم يأخذون ببعض مذهب األشاعرة‬
‫كام قالوا عن أنفسهم‪.‬‬

‫قال ابن قدامة وكان عىل طريقة كثري من احلنابلة يف زمانه وقبله وبعده يف‬
‫التخبط يف باب املعتقد ومن ذلك بدعة التفويض ‪ ( :‬وأما إيامننا باآليات‬
‫وأخبار الصفات ‪ ،‬فإنام هو إيامن بمجرد األلفاظ التي ال شك يف صحتها وال‬
‫ريب يف صدقها ‪ ،‬وقائلها أعلم بمعناها ‪ ،‬فآمنا هبا عىل املعنى الذي أراد ربنا‬
‫‪ ...‬وإذا سألنا سائل عن معنى هذه األلفاظ ‪ .‬قلنا ‪ :‬ال نزيدك عىل ألفاظها‬
‫زيادة تفيد معنى ‪ ،‬بل قراءهتا تفسريها من غري معنى بعينه وال تفرس بنفسه)‬
‫الرد عىل ابن عقيل ص ‪ ، 41‬كام أنه قرر عقيدة التفويض هذه يف ملعة االعتقاد‪.‬‬
‫املسألة الثانية‪ :‬األشاعرة من فرق اجلهمية ‪:‬‬

‫من فرق اجلهمية ‪ :‬املعتزلة واملريسية والكالبية واألشاعرة واملاتريدية‬


‫واإلباضية اخلوارج والزيدية وغريهم وتكفري السلف يشملهم مجيعا كام‬
‫سيأيت ألن مجيعهم منكرة للعلو ‪.‬‬

‫أوجه كون األشاعرة جهمية ‪:‬‬

‫لقوهلم بقول اجلهم بن صفوان يف الصفات والقدر واإليامن ‪،‬واتباعهم ملذهبه‬


‫فهم اليوم عىل معتقد اجلهمية حذو القذة‪.‬‬

‫بل إن األشعرية زادوا يف الغلو فأنكروا كثريا من الصفات التي كان األشعري‬
‫يثبتها‪ ،‬وهذا من غري القول برجوع األشعري عن مذهبه إن صح مع بقائهم‬
‫عىل منهج اجلهمية بعده ‪ ،‬فكيف ينسبون له وقد تاب من عقيدته إن ثبت‬
‫رجوعه‪.‬‬

‫هذا واعلم أن كثريا من أهل العلم ال يسمون األشاعرة إال باجلهمية ‪،‬‬
‫كاهلروي وابن تيمية يف بيان تلبيس اجلهمية وابن القيم يف كتابه اجتامع‬
‫اجليوش يف غزو اجلهمية والصواعق املرسلة عىل اجلهمية وكذلك كثري من‬
‫أئمة الدعوة وقصدوا باجلهمية األشاعرة‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‪ :‬إمجاع األمة عىل تكفري اجلهمية ‪:‬‬

‫أمجع أئمة السلف عىل كفر اجلهمية ورصحوا بتكفري أعياهنم وعدم صحة‬
‫الصالة خلفهم وال أكل ذبائحهم وال مناكحتهم ‪.‬‬

‫‪ -1‬قال أمحد ‪ ( :‬اجلهمية كفار ) ‪ .‬أخرجه اخلالل يف السنة‪ .‬وابنه عبد اهلل يف‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪ -2‬قال الربهباري يف رشح السنة ‪ ( :‬اجلهمي كافر ليس من أهل القبلة ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬قال البخاري يف من ال يكفر اجلهمية ‪ ( :‬وإين ألستجهل من ال يكفرهم‬


‫إال من ال يعرف كفرهم ) خلق أفعال العباد ‪.35‬‬

‫‪ -4‬قال الدارمي يف الرد عىل اجلهمية‪ ( :‬وأي فرق بني اجلهمية وبينهم ‪ -‬أي‬
‫املرشكني املكذبني بالقرآن والقائلني أنه قول البرش املخلوق ‪ -‬حتى نجبن‬
‫عن قتلهم وإكفارهم ) ‪.‬‬

‫‪ -5‬قال ابن بطة ملا عد فرق املبتدعة ومل يذكر اجلهمية ‪ :‬ليسوا من أهل‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -6‬قال ابن القيم يف النونية يف تكفري األشاعرة اجلهمية وأن مخسامئة عامل‬
‫كفروهم ‪:‬‬
‫( ولقد تقلد كفرهم مخسون يف عرش من الع ــلامء يف البلدان )‬

‫وممن نقل اإلمجاع عىل كفر اجلهمية الاللكائي وذكر أكثر من مخسامئة عامل‬
‫كفروهم‪.‬‬

‫‪ -7‬قال الاللكائي‪( :‬فهؤالء مخسامئة ومخسون نفس ًا أو أكثر من التابعني‬


‫وأتباع التابعني واألئمة املرضيني ‪ ،‬عىل اختالف األعصار وفيهم نحو مائة‬
‫إمام ممن أخذ الناس بقوهلم وتدينوا بمذهبهم ‪ ،‬ولو اشتغلت بنقل أقوال‬
‫املحدثني لبلغت أسامئهم ألوف ًا كثرية‪ ،‬لكني اخترصت ‪ ..‬ال ينكر عليهم منكر‬
‫ومن أنكر قوهلم استتابوه أو أمروا بقتله)‪.493 .‬‬

‫وكالمهم يف الباب أكثر من أن حيرص ‪.‬‬

‫بل إن السلف رمحهم اهلل كفروا من مل يكفر اجلهمية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال أبو حاتم وأبو زرعة يف عقيدهتام عند الاللكائي ‪ ( : 321‬من زعم أن‬
‫القرآن خملوق فهو كافر باهلل كفر ينقل عن امللة ومن شك يف كفره ممن يفهم‬
‫فهو كافر)‪.‬‬

‫‪ -2‬قال ابن بطة ‪ ( :‬من قال كالم اهلل خملوق فهو كافر حالل الدم ومن شك‬
‫يف كفره ووقف يف تكفريه فهو كافر) اإلبانة ‪.129‬‬
‫‪ -3‬قال اإلمام سفيان بن عيينة ‪ ( :‬من قال القرآن كالم اهلل ▐ هو‬
‫خملوق فهو كافر ومن شك يف كفره فهو كافر)‪.‬‬

‫‪ -4‬قال أبو بكر بن عياش املقرئ ت‪ 194‬يف اجلهمي ‪ ( :‬كافر ومن مل يكفر‬
‫الكافر فهو كافر) أخرجه الاللكائي برقم ‪. 412‬‬

‫‪ -5‬قال سلمة بن شبيب النيسابوري ت ‪ 247‬حمدث أهل مكة ملا سئل عن‬
‫احللواين حني قال ال أكفر من وقف يف القرآن ‪ ( ،‬يرمى يف احلش ‪ ،‬من مل يشهد‬
‫بكفر الكافر فهو كافر) ‪ .‬أخرجه اخلطيب يف تارخيه وابن حجر يف التهذيب‪.‬‬

‫‪ -6‬قال اإلمام امللطي ت ‪377‬ـه يف الشاك يف كفر الكافر ‪ ( :‬ومجيع أهل القبلة‬
‫ال اختالف بينهم ‪ :‬أن من شك يف كافر فهو كافر‪ ،‬ألن الشاك يف الكفر ال إيامن‬
‫له ‪ ،‬ألنه ال يعرف كفرا من إيامن ) التنبيه والرد عىل أهل األهواء والبدع‬
‫ص‪.54:‬‬
‫املسألة الرابعة‪ :‬األقوال التي كفرت اجلهمية هبا ‪:‬‬

‫قوهلم يف إنكار الصفات ومنها إنكار علو اهلل وإنكار كالم اهلل وإن القرآن‬
‫خملوق ‪.‬‬

‫وقوهلم إن اإليامن جمرد املعرفة ‪ .‬وقوهلم بإنكار الرؤية ‪ .‬وقوهلم باجلرب يف‬
‫القدر‪ .‬وقوهلم بفناء اجلنة ‪ .‬وغري ذلك من األقوال التي بسببها كفرهم السلف‬
‫‪.‬‬
‫املسألة اخلامسة ‪ :‬فصل يف العقائد واألقوال التي كفرت هبا األشاعرة‪:‬‬

‫اعلم أن األقوال التي من أجلها كفر السلف اجلهمية تقول هبا األشاعرة ‪،‬‬
‫ومنها ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬إنكار علو اهلل تعاىل وهو أشنعها‪:‬‬

‫والسلف أمجعوا عىل تكفري من أنكر علو اهلل تعاىل ‪ ،‬واألشاعرة تقول به تبع ًا‬
‫للجهمية ‪.‬‬

‫قال ابن تيمية عن علو اهلل ‪ ( :‬وهلذا كان السلف مطبقني عىل تكفري من أنكر‬
‫ذلك ألنه عندهم معلوم باإلضطرار من الدين ) الدرء ‪. 26/7‬‬

‫وقال ابن خزيمة ‪ ( :‬من مل يقل إن اهلل يف السامء عىل العرش استوى فهو كافر‬
‫بربه يستتاب فإن تاب وإال رضبت عنقه وألقيت جيفته عىل مزبلة ‪ ) ..‬ذم‬
‫الكالم ‪ ،534‬معرفة علوم احلديث ‪. 125‬‬

‫قال الدارمي يف رده‪ ( :‬ونكفرهم أيضا أهنم ال يدرون أين اهلل وال يصفونه‬
‫بأين ) ‪.‬‬

‫وأبو يوسف كـ ّفر برش املرييس إلنكاره العلو ‪ .‬انظر احلموية البن تيمية‪.‬‬
‫وكفر أبو حنيفة من قال إن اهلل ليس عىل العرش أو توقف ‪ .‬احلموية ‪.‬‬

‫وقال ابن سحامن يف كتابه تكفري اجلهمية ‪ ( :‬مسألة العلو وإثبات صفات‬
‫الكامل من املسائل الظاهرة ومما علم من الدين بالرضورة ‪ ،‬ومن بلغه القرآن‬
‫فقد قامت عليه احلجة وإن مل يفهمها ‪ ،‬وإن عاند وزعم أن ما عليه هو احلق‬
‫فهذا كفره أوضح من الشمس وال يتوقف يف كفره من عرف اإلسالم)‬
‫بترصف يسري‪.‬‬

‫بل البد أن تعلم أن مجيع األشاعرة رصحوا بام مل يرصح به اجلهمية ‪ ،‬فاجلهمية‬
‫مل يتجرؤوا عىل إظهار إنكار العلو ‪ ،‬بينام األشاعرة جياهرون بإنكاره ‪.‬‬

‫قال ابن تيمية ‪ (( :‬اجلهمية أظهروا مسألة القرآن وأنه خملوق وأنه ال يرى يف‬
‫اآلخرة ومل يكونوا يظهرون لعامة املؤمنني وعلامئهم إنكار أن اهلل فوق‬
‫العرش وأنه ال داخل العامل وال خارجه ‪ ،‬وإنام كان العلامء يعرفون هذا منهم‬
‫باالستدالل ‪ ..‬وهذا كام قال محاد بن زيد ‪( :‬وما حياولون إال أن ليس يف السامء‬
‫إهل) ‪ ،‬وقال عبدالرمحن بن مهدي ‪ ( :‬ليس يف أصحاب األهواء أرش من‬
‫أصحاب جهم ‪ ،‬يدورون عىل أن يقولوا ليس يف السامء يشء) ومثل هذا كثري‬
‫يف كالم السلف واألئمة كانوا يردون ما أظهرته اجلهمية من نفي الرؤية‬
‫وخلق القرآن ويذكرون ما تبطنه اجلهمية مما هو أعظم من ذلك ‪ :‬أن اهلل ليس‬
‫عىل العرش ‪ ،‬وجيعلون هذا منتهى قوهلم ‪ ،‬وأن ذلك تعطيل للصانع وجحود‬
‫للخالق )) بيان تلبيس اجلهمية ‪.522/3‬‬

‫فال تعجب بعد ذلك إن قلت لك إن ما مل يتجرأ عىل إظهاره اجلهمية وهو نفي‬
‫العلو جتاهر األشاعرة بإظهاره فأوجبوا إنكار العلو بل وكفروا من يثبت هلل‬
‫العلو ألن هذا عندهم من التجسيم‪.‬‬

‫وانظر مثاال لذلك كالم النووي يف رشحه لصحيح مسلم يف حديث اجلارية‬
‫(أين اهلل )‪.‬‬

‫وقال ابن حجر‪ ( :‬ولو قال من ينسب إىل التجسيم من اليهود (ال إهل إال الذي‬
‫يف السامء) مل يكن مؤمنا كذلك إال إن كان عاميا ال يفقه معنى التجسيم‬
‫فيكتفى منه بذلك كام يف قصة اجلارية ) فتح الباري ‪.359/13‬‬

‫وقال القرطبي يف املفهم عىل صحيح مسلم تكفري من أثبت الصفات والعلو‬
‫وكوهنم جمسمة ‪ ( :‬والصحيح القول بتكفريهم إذا ال فرق بينهم وبني عباد‬
‫األصنام والصور ويستتابون فإن تابوا وإال قتلوا ) ‪.‬‬

‫وقال اهليتمي ‪ ( :‬لو قال اهلل يف السامء فقيل يكفر وقيل ال يكفر ‪ . ) ...‬وقال‬
‫عن ابن تيمية وابن القيم ‪ ( :‬وهذا من قبيح رأهيام وضالهلام قبحهام اهلل وهو‬
‫مبني عىل ما ذهبا إليه واحلط عىل أهل السنة يعني األشاعرة اجلهمية – يف‬
‫نفيهم له ‪ -‬أي لعلو اهلل – وهو إثبات اجلهة واجلسمية له ‪ ،‬تعاىل اهلل عام يقول‬
‫الظاملون ‪ )...‬اإلعالم بقواطع اإلسالم ‪.139‬‬

‫ويف زماننا يرصح األشاعرة بتكفرينا مثل مفتي مرص عيل مجعة وشيخ األزهر‬
‫رصح بكفر احلنابلة املجسمة ومفتي سوريا البوطي وحسونه وجتدهم مع‬
‫الرافضة يف قتل املسلمني‪ ،‬واحلبيش والسقاف والقرضاوي وابن بيه وغريهم‬
‫من علامء الرشك من الصوفية واألشاعرة‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ومن عرف عنه هذا القول كالنووي وابن حجر واهليتمي والقرطبي‬
‫وغريهم من األشاعرة فال جيوز أن يرتحم عليه إال أن يثبت رجوعه ‪ ،‬بل جيب‬
‫أن حيكم بكفره ونفي اإلسالم عنه إن مات عىل هذه العقيدة اجلهمية الكافرة‬
‫التي مل خيتلف السلف عىل كفر أصحاهبا ‪.‬‬

‫قال الدارمي يف الرد عىل اجلهمية ‪ ( :‬الرجل إذا مل يعلم أن اهلل يف السامء دون‬
‫األرض فليس بمؤمن ‪ ..‬أال تعلم أن رسول اهلل جعل إمارة إيامن اجلارية‬
‫معرفتها أن اهلل يف السامء )‪.‬‬

‫الثاين ‪ :‬إنكار حقيقة كالم اهلل وأن القرآن الذي يف املصاحف خملوق وليس‬
‫كالم اهلل‪.‬‬
‫والسلف كفروا من أنكر كالم اهلل وزعم أن القرآن خملوق ونقل اإلمجاع‬
‫الاللكائي وغريه‪ ،‬وهؤالء قالوا ليس هلل كالم لفظي وإنام هو معنى نفيس‬
‫فاهلل تعاىل ال يتكلم بلفظ وحرف وصوت يسمعه جربيل والقرآن إنام هو‬
‫عبارة عن كالم اهلل وحكاية وليس هو كالم اهلل وإنام كالم جربيل عرب عن‬
‫مراد اهلل ‪ ،‬والقرآن الذي يف املصاحف خملوق وليس كالم اهلل ‪ ،‬وقد كفر‬
‫السلف من قال بذلك أيض ًا بل عدوه أخبث من قول املعتزلة واجلهمية الذين‬
‫رصحوا بأن اهلل خملوق كام قال ابن أيب العز يف رشح الطحاوية‪.‬‬

‫وممن كفر األشاعرة لقوهلم باحلكاية والعبارة وليس بصوت ‪:‬‬

‫اإلمام أمحد والواسطي واملروزي وابن بطة والسجزي والاللكائي واهلروي‬


‫والقحطاين وابن القيم وابن احلنبيل وغريهم كام سنأيت بكالمهم قريبا ‪.‬‬

‫قال الدارمي يف الرد عىل اجلهمية‪ ( :‬وأي فرق بني اجلهمية وبينهم ‪ -‬أي‬
‫املرشكني املكذبني بالقرآن والقائلني أنه قول البرش املخلوق ‪ -‬حتى نجبن‬
‫عن قتلهم وإكفارهم ) ‪.‬‬

‫قال الواسطي شيخ البخاري ‪ ( :‬من زعم أن القرآن حكاية فهو واهلل الذي ال‬
‫إهل إال هو زنديق كافر باهلل ) ‪.‬أخرجه الضياء يف اختصاص القرآن ‪ ،‬وهذا‬
‫قول األشاعرة ‪.‬‬
‫قال عبد اهلل بن اإلمام أمحد ‪ :‬سألت أيب عمن يقول ملا كلم اهلل موسى مل‬
‫يتكلم بصوت ‪ ،‬فقال أيب تكلم اهلل بصوت ‪ ..‬هؤالء كفار يريدون أن يموهوا‬
‫عىل الناس ‪ .‬السنة ‪ ، 518‬والرد عىل املبتدعة البن البناء ‪. 239‬‬

‫قال املروزي ‪( :‬سمعت أمحد قيل له إن عبدالوهاب قال من زعم أن اهلل كلم‬
‫موسى بال صوت فهو جهمي عدو اهلل عدو اإلسالم‪ ،‬فقال ما أحسن ما قال)‬
‫درء التعارض ‪.39/2‬‬

‫وقال الاللكائي ‪ ( :‬وأنه القرآن عىل احلقيقة متلو يف املحاريب مكتوب يف‬
‫املصاحف حمفوظ يف صدور الرجال ليس بحكاية وال عبارة عن القرآن ‪..‬‬
‫ومن قال غري هذا فهو كافر ضال ) واألشعري يقول ضد ذلك فهو كافر بال‬
‫خالف ألن عنده القرآن الذي يف املصاحف ويف الصدور خملوق وهو حكاية‬
‫وعبارة عن كالم اهلل‪.‬‬

‫وقال ابن احلنبيل ‪ ( :‬واجلهمية لعنهم اهلل أصناف خمتلفة ‪ ..‬وطائفة منهم تقول‬
‫إنه حكاية عن ذلك القرآن ) الرسالة الواضحة ‪. 684‬‬

‫وقال القحطاين يف النونية‪ ( :‬من قال فيه عبارة وحكاية فغدا جيرع من محيم‬
‫آن ) ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فقد وقعت موافقة األشاعرة للمعتزلة واجلهمية يف القول‬
‫بخلق القران وال فرق بني القولني عند التحقيق ‪ ،‬كام رصح بذلك الرا زي‬
‫وغريه ‪.‬‬

‫قال البيجوري يف رشح اجلوهرة‪ ( :‬أما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو‬
‫خملوق )‪.‬‬

‫قال الرازي يف هناية العقول ‪ ( :‬اعلم أن التحقيق أنه ال نزاع بيننا وبينهم )‬
‫يعني املعتزلة يف قوهلم يف خلق القرآن ‪.‬‬

‫قال ابن تيمية ‪ ( :‬الرازي قد أقر أنه ال نزاع بينهم وبني املعتزلة من جهة املعنى‬
‫وإنام النزاع لفظي حيث أن املعتزلة سمت ذلك القرآن املخلوق كالم اهلل‬
‫وهم مل يسموه كالما) التسعينية ص ‪.618‬‬

‫وقال ابن بطة ‪ ( :‬اعلموا أن صنفا من اجلهمية اعقدوا بمكر قلوهبم وخبث‬
‫آرائهم أن القرآن خملوق ‪ ،‬فكنوا عن ذلك ببدعة اخرتعوها متوهيا وهبرجة عىل‬
‫العامة ليخفى كفرهم ويستغمض إحلادهم عىل من قل علمه ‪ ،‬فقالوا إن‬
‫القرآن الذي تكلم اهلل به وقاله غري خملوق ‪ ،‬وهذا الذي نتلوه ونقرؤه بألسنتنا‬
‫ونكتبه يف مصاحفنا ليس هو القرآن الذي هو كالم اهلل هذا حكاية لذلك )‬
‫اإلبانة ‪.2214‬‬
‫قال السجزي ‪( :‬فقد بان بام قالوه ‪ -‬أي ابن كالب واألشعري ‪ -‬أن القرآن‬
‫الذي نفوا اخللق عنه ليس بعريب وليس له أول وال آخر‪ .‬ومنكر القرآن العريب‬
‫كافر بإمجاع ومثبت قرآن ال أول له وال آخر كافر ) رسالة إثبات الصوت ص‬
‫‪. 107‬‬

‫وقال ابن القيم عن توافق األشاعرة والعتزلة يف كالم اهلل ‪ ( :‬فتأمل هذه‬
‫األخوة التي بني هؤالء وبني املعتزلة الذين اتفق السلف عىل تكفريهم وأهنم‬
‫زادوا عىل املعتزلة يف التعطيل ) خمترص الصواعق ‪.1382/4‬‬

‫قال الزنجاين يف رشح منظومته‪ ( :‬فليتأمل الناظر هذا الفصل من كالمهم‬


‫يتبني له تالعب القوم ورقة دينهم ‪ ،‬فلم يقع اخلالف مع املعتزلة وغريهم إال‬
‫فيام يف الدنيا من القرآن املحفوظ يف الصدور املقروء باأللسن املكتوب يف‬
‫املصاحف ومل يعرف اخللق بأرسهم قرآنا غريه ) ‪.‬‬

‫وقال اهلروي يف ذم الكالم ‪ ( :‬مقررا أنه ال فرق بني قول اجلهمية واألشاعرة‬
‫يف كالم اهلل والقرآن ‪ ( :‬قال أوئلك ليس له كالم إنام خلق كالما ‪.‬‬

‫وهؤالء راوغوا وقالوا هذا حكاية عرب هبا عن القرآن واهلل تكلم مره وال‬
‫يتكلم بعد ذلك وليس له صوت وال حرف‪ ...‬وإنام اعتقادهم القرآن غري‬
‫موجود ‪ ،‬لفظته اجلهمية الذكور مرة ‪ ،‬واألشعرية اإلناث عرش مرات ) ‪.‬‬
‫وكفرهم ابن قدامة يف كتابة حكاية املناظرة يف القرآن ألجل قوهلم يف القرآن‬
‫وكالم اهلل وبني ان قوهلم ال خيالف حقيقته قول املعتزلة اجلهمية الذين‬
‫كفرهم السلف بإمجاع‪.‬‬

‫ورصح ابن أيب العز أن قول األشاعرة يف كالم اهلل أخبث من قول املعتزلة‪.‬‬

‫استخفاف األشاعرة باملصحف ‪.‬‬

‫وقد كفرهم أهل العلم بذلك ‪ ،‬وسبب قوهلم عقيدهتم الفاسدة يف صفة كالم‬
‫اهلل وما أثمر من زعمهم أن املكتوب لفظه عندنا يف املصاحف خملوق وأن‬
‫كالم اهلل هو ما يف نفسه فقط ‪.‬‬

‫قال ابن القيم ‪ ( :‬ومن هنا استخف كثري من أتباعهم باملصحف وجوزوا‬
‫دوسه باألرجل ألنه بزعمهم ليس فيه إال اجللد والورق وهذا إنام حل فيه‬
‫املداد واألشكال املصورة الدالة عبارة كالم اهلل املخلوق ) ‪ .‬الصواعق‬
‫املرسلة ‪.1382‬‬

‫الثالث ‪ :‬تعطيلهم الصفات ‪ :‬وقد كفر السلف من عطل اهلل عن صفاته ‪:‬‬

‫قال نعيم بن محاد ‪ ( :‬من أنكر ما وصف اهلل به نفسه فقد كفر ) أخرجه‬
‫الاللكائي ‪.‬‬
‫قال ابن منده يف رده عىل اجلهمية ‪ ( :‬التأويل عند أصحاب احلديث نوع من‬
‫التكذيب )‪.‬‬

‫قال الدارمي يف الرد عىل اجلهمية ‪ ( :‬ونكفرهم أيضا باملشهور من كفرهم‬


‫أهنم ال يثبتون هلل تبارك وتعاىل وجها وال سمعا وال صفة إال بتأويل ضالل‬
‫‪ . ) ..‬وهل هذا إال قول األشاعرة ‪.‬‬

‫وقال السجزي ‪ ( :‬ومنكر الصفة كمنكر الذات فكفره كفر جحود ) ‪ .‬وكم‬
‫تنكر األشاعرة من صفة ‪.‬‬

‫قال اإلمام الرتمذي‪( :‬ذكر اهلل يف غري موضع من كتابه اليد والسمع ‪ ،‬فتأولت‬
‫اجلهمية هذه اآليات ففرسوها عىل غري ما فرس أهل العلم وقالوا معنى اليد‬
‫القدرة ) السنن ‪ . 51/3‬وهذا بعينه قول األشاعرة فهم جهمية كفار‪.‬‬

‫قال ابن خزيمة ‪ ( :‬من كان معبوده غري سميع وال بصري فهو كافر باهلل يعبد‬
‫غري اهلل ) التوحيد ‪. 106/1‬‬

‫وقال الرساج ت ‪ 313‬ـه ‪ ( :‬من مل يقر أن اهلل ويؤمن بأن اهلل يعجب‬
‫ويضحك وينزل كل ليلة إىل السامء الدنيا فهو زنديق كافر يستتاب فإن تاب‬
‫وإال رضبت عنقه وال يصىل عليه و الدفن يف مقابر املسلمني ) العلو للذهبي‬
‫‪،‬‬
‫قلت تكفري منكر العلو ال حيتاج لقيام حجة ‪ ،‬أما منكر الضحك والعجب‬
‫والنزول وبقية الصفات اخلربية التي ال تعلم إال باخلرب فال يكفر املنكر إال إذا‬
‫بلغه النص وأقيمت عليه احلجة ‪.‬‬

‫ومن بدع املرجئة يف باب تكفري منكر الصفات التفريق بني املنكر واملتأول‬
‫وأن من كان له تأويل سائغ يف اللغة ال يكفر ‪ ،‬وهذا القول ليس له أصل ومل‬
‫يقل به أحد من السلف بل كالمهم كام ترى عىل النقيض من ذلك ‪ ،‬وسنأيت‬
‫بمزيد من كالم أهل العلم عىل إبطال هلذه الشبهة يف رد شبهات املجادلني‬
‫عن اجلهمية وأن تأويالت األشاعرة هي بعينها تأويالت اجلهمية التي كفرهم‬
‫السلف بسببها ‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إنكار حقيقة رؤية اهلل ▐ وكأنه يرى يف غري جهة وأن رؤية‬
‫اهلل مزيد علم ‪:‬‬

‫وكفر بعض السلف منكرها‪.‬‬

‫قال اإلمام أمحد ‪ ( :‬من قال إن اهلل ال يرى يف اآلخرة ‪ ،‬فقد َك َفر عليه لعنة اهلل‬
‫) الرشيعة‪.‬‬
‫قال السجزي يف رسالته ألهل زبيد يف بيان موافقة األشاعرة للمعتزلة ‪( :‬‬
‫قالت املعتزلة ال جتوز رؤية اهلل ‪ ،‬وقال ‪ :‬األشعري هو مرئي وال يرى‬
‫باألبصار عن مقابلة ) ‪.‬‬

‫وقال ابن تيمية ‪ ( :‬أئمة أصحاب األشعري ملا تأملوا ذلك عادوا يف الرؤية‬
‫إىل قول املعتزلة وفرسوها بزيادة العلم كام يفرسها اجلهمية وهذا يف احلقيقة‬
‫تعطيل للرؤية ) بان تلبيس اجلهمية ‪. 434/2‬‬

‫قال ابن القيم يف النونية يف بيان توافق األشاعرة مع املعتزلة يف الرؤية ‪:‬‬

‫ولذاك قال حمقـق منكم ألـهــل االعتزال م ــقالة بأمان‬

‫ما بيننا ُخلف وبينكم لدى التحـقيق يف ً‬


‫معنى فيا إخواين‬

‫اخلامس‪ :‬اعتقادهم أن اإليامن جمرد التصديق واملعرفة ‪.‬‬

‫والسلف كفروا اجلهمية لقوهلم ‪ ( :‬إن اإليامن جمرد التصديق واملعرفة ) ‪ ،‬وهذا‬
‫قول األشاعرة ‪ ،‬والسلف كانوا يفرقون بني املرجئة واجلهمية فإذا قالوا‬
‫املرجئة قصدوا الفقهاء وأيب حنيفة ‪ ،‬وكانوا يكفرون اجلهمية دون املرجئة‬
‫واألشاعرة عىل قول اجلهمية ‪.‬‬
‫ومن ذلك أنه ملا سئل اإلمام أمحد عن املرجئة ‪ ،‬وأهنم يقولون إذا عرف‬
‫الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن فقال ‪ ( :‬املرجئة ال تقول هذا ‪ ،‬بل اجلهمية تقول‬
‫هبذا ) نقله عنه اخلالل يف السنة ‪.‬‬

‫وقال عبد اهلل بن أمحد بن حنبل يف السنة ‪ ( : 399‬قالت اجلهمية ‪ :‬املعرفة‬


‫بالقلب بام جاء من عند اهلل جيزأ عن القول والعمل ‪ .‬وهذا كفر ) ‪.‬‬

‫بل إن حمققي األشاعرة قالوا بعدم وجود فرق بني قوهلم بأن اإليامن التصديق‬
‫وقول اجلهمية بأنه املعرفه ‪.‬‬

‫قال السبكي عن األشعري يف طبقات الشافعية ‪ ( :‬فطور ًا قال اإليامن هو‬


‫املعرفة وطور ًا قال هو قول النفس املتضمن للمعرفة ) ‪.‬‬

‫قال ابن تيمية يف اإليامن الكبري يرد عىل األشاعرة يف دعواهم الفرق بني‬
‫املعرفة والتصديق‪ ( :‬فإن الفرق بني معرفة القلب وبني جمرد التصديق اخلايل‬
‫عن االنقياد الذي جيعل قول القلب أمر دقيق ‪ .‬وأكثر العقالء ينكرونه‪ ،‬وأكثر‬
‫الناس ال يتصورون الفرق بني معرفة القلب وتصديقه ‪ ،‬ويقولون أن ما قاله‬
‫ابن كالب واألشعري من الفرق كالم باطل ال حقيقة له وكثري من أصحابه‬
‫اعرتف بعدم الفرق)‪.‬‬
‫وقال‪( :‬األشعري نرص قول جهم يف اإليامن ‪ ..‬بل قد ك َّفر وكيع وأمحد‬
‫وغريمها من كان يقول بقول جهم يف اإليامن) الفتاوى ‪.582/7‬‬

‫وقال ابن حزم يف الفصل‪ ( :‬أقرب فرق املرجئة ألهل السنة من ذهب مذهب‬
‫أيب حنيفة ‪ ،‬وأبعدهم أصحاب جهم واألشعري فإن جهم واألشعري‬
‫يقولون أن اإليامن عقد بالقلب فقط وإن أظهر الكفر والتثليث بلسانه وعبد‬
‫الصليب بال تقيه ) ‪.‬‬

‫وقال الزنجاين يف رشحه ملنظومته يف السنة عن فرق املرجئة ‪ ( :106‬اإليامن‬


‫املعرفة باهلل والعلم بوجوده وهو قول جهم واألشعري ‪ ،‬وهو أخبثها مقالة‬
‫)‪.‬‬

‫السادس ‪ :‬قوهلم يف القدر باجلرب والكسب ‪:‬‬

‫أن العبد ليس له فعل واختيار فالفعل فعل اهلل فأنكروا األسباب واحلكمة يف‬
‫أفعال اهلل ‪ ،‬وعطلوا بذلك حقيقة الرشع واألمر والنهي‪ .‬وهذا قول اجلهمية‬
‫اجلربية وتبعتهم األشاعرة ‪ ،‬وقد كفر بعض أهل العلم من قال بذلك ‪.‬‬

‫السابع ‪ :‬قول أكثرهم بأقوال الصوفية القبورية يف إنكار التوحيد وجتويز‬


‫الرشك ‪.‬‬
‫ومن ذلك دعاء األموات ورصف العبادات للقبور ‪ ،‬كام ال خيفى حتى قل أن‬
‫يوجد أشعري إال وهو من الصوفية الذين يؤمن باالستغاثة باألموات ومن‬
‫كان هذا حاله فال يسمى مسلام أصال وال يعذر بجهله‪.‬‬

‫عليه فتكفري السلف للجهمية ملا قالوه من أقوال كفريه هي نفسها يقول هبا‬
‫األشاعرة من أعظمها ‪ :‬إنكارهم علو اهلل ▐ ‪ ،‬وما قالوه يف القرآن‬
‫وأن الذي يف املصاحف خملوق ‪ ،‬وتعطيلهم الصفات وحريفها باسم التأويل‬
‫‪ ،‬وقوهلم اإليامن جمرد املعرفة والتصديق ‪ .‬وهبذا يعلم أن كالم السلف عن‬
‫اجلهمية ينزل عىل األشاعرة حذو القذة ‪.‬‬
‫املسألة السادسة ‪ :‬فصل يف العلامء الذين كفروا األشاعرة ‪:‬‬

‫اعلم أن العلامء الذين كفروا األشاعرة بأعياهنم كثريون جد ًا ‪ ،‬أما من كفرهم‬


‫بالعموم فال حيصون ‪ ،‬كتكفريهم منكر العلو‪ ،‬وتكفريهم من قال القرآن‬
‫حكاية وعبارة ‪ ،‬وتكفريهم من أنكر الصوت ‪ ،‬وتكفريهم من قال يد اهلل‬
‫النعمة والقدرة ‪ ،‬وتكفريهم من قال اإليامن هو التصديق واملعرفة وغري ذلك‬
‫مما ال حيىص من تكفري العقائد التي تقول هبا األشاعرة‪.‬‬

‫وسنذكر هنا كالم بعض أهل العلم يف األشاعرة ممن وقفنا عىل قوله‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلمام أمحد طعن يف ابن كالب والكرابييس واملحاسبي شيوخ األشعري‪.‬‬

‫‪ -2‬أبو حاتم الرازي كفر شيوخ األشعري وابن كالب ‪.‬‬

‫‪ -3‬الواسطي أبو جعفر أمحد بن سنان شيخ البخاري ‪.‬‬

‫قال‪ ( :‬من زعم أن القرآن حكاية فهو واهلل الذي ال إهل إال هو زنديق كافر‬
‫باهلل ) ‪ .‬أخرجه الضياء يف اختصاص القرآن ‪ .‬وهذا هو قول األشاعرة ‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلمام الرتمذي ت‪279‬ـه ‪ .‬قال يف السنن‪( :‬ذكر اهلل يف غري موضع من‬
‫كتابه اليد والسمع ‪ ،‬فتأولت اجلهمية هذه اآليات ففرسوها عىل غري ما فرس‬
‫أهل العلم وقالوا معنى اليد القدرة )‪ .‬وهذا بعينه قول األشاعرة فهم جهمية‬
‫كفار‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلمام الدارمي ت‪280‬ـه ‪.‬‬

‫وقدمنا كالمه يف تكفريه هلم بسبب تأويلهم صفة اليد بالنعمة والقدرة ‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلمام ابن خزيمة ت‪311‬ـه ‪.‬‬

‫كان يلعن الكالبية كام هو مشهور عنه ‪ ،‬ويكفر منكر العلو منهم‪.‬‬

‫‪ -7‬الرساج ت ‪ 313‬ـه ‪.‬‬

‫كفرهم ألجل عدم إقرارهم بصفة النزول والعجب والضحك وإنكارهم هلا‪،‬‬
‫وتقدم ‪.‬‬

‫‪ -8‬أبو إسحاق بن شاقال احلنبيل ‪369‬ـه‪ .‬له الرد عىل الكالبية ‪.‬‬

‫‪ -9‬ابن بطة ‪ . 384‬قال يف اإلبانه‪ ( :‬ومن خبثائهم ابن كالب )‪.‬‬

‫‪ -10‬الدارقطني ت ‪ . 385‬قدح فيهم‪.‬‬

‫‪ -11‬اإلمام أبو احلسن بن القصاب الكرجي الشافعي ‪360‬ـه قال‪( :‬مل يزل‬
‫األئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إىل األشعري ويتربءون مما بنى‬
‫األشعري مذهبه عليه وينهون أصحاهبم عن احلوم حواليه عىل ما سمعت من‬
‫عدة مشايخ وأئمة) وم ّثل بأيب حامد اإلسفراييني الشريازي الشافعي قال‪( :‬‬
‫ومعلوم شدة الشيخ اإلسفراييني عىل أصحاب الكالم حتى ميز أصول فقه‬
‫الشافعي من أصول األشعري وبه اقتدى الشيخ أيب إسحاق الشريازي يف‬
‫كتابه اللمع والتبرصة حتى لو وافق قول األشعري وجه ًا ألصحابنا ميزه‬
‫وقال‪ :‬هو قول بعض أصحابنا وبه قالت األشعرية ومل يعدهم من أصحاب‬
‫الشافعي‪ ،‬استنكفوا منهم يف أصول الفقه فض ً‬
‫ال عن أصول الدين ) نقله ابن‬
‫القيم يف اجتامع اجليوش والسبكي يف طبقات الشافعية‪.‬‬

‫‪ -12‬اإلمام أبو العباس بن رسيج ‪ :‬املعارص لألشعري قال‪ ( :‬وال نقول‬


‫بتأويل املعتزلة واألشعرية واجلهمية واملالحدة واملجسمة واملشبهة‬
‫والكرامية واملكيفية بل نقبلها بال تأويل ونؤمن بال متثيل)‪ .‬نقله عنه ابن القيم‬
‫يف اجتامع اجليوش ‪.‬‬

‫‪ -13‬اإلمام ابن خويز منداد ت ‪390‬ـه فقيه املالكية وإمامهم يف عرصه ‪ .‬قال‬
‫رمحه اهلل‪ ( :‬أهل األهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكالم فكل‬
‫متكلم من أهل األهواء والبدع أشعري ًا كان أو غري أشعري وال تقبل له شهادة‬
‫يف اإلسالم أبد ًا وهيجر ويؤدب عىل بدعته ) ‪ .‬نقله عنه احلافظ ابن عبد الرب يف‬
‫جامع بيان العلم وفضله ‪ .117 /2‬وابن تيمية يف التسعينية ‪ ، 795‬ودرء‬
‫التعارض ‪.158/7‬‬

‫‪ -14‬اإلمام ابن منده ‪ . 395‬قدح يف ابن كالب واألشعري ‪ ( :‬ليتق امرؤ‬


‫وليعترب بمن تقدم ممن كان القول باللفظ مذهبه ومقالته ‪ ،‬كيف خرج من‬
‫الدنيا مهجورا مذموما مطرودا من املجالس والبلدان العتقاده القبيح وقوله‬
‫الشنيع املخالف لدين اهلل مثل الكرابييس وابن كالب وابن األشعري ) ذم‬
‫الكالم ص‪. 558‬‬

‫‪ -15‬قال ابن محزة وأبو عيل احلداد ‪ ( :‬وجدنا أبا العباس النهاوندي عىل‬
‫اإلنكار عىل أهل الكالم وتكفري األشعرية ) ذم الكالم للهروي ص ‪. 549‬‬

‫‪ -16‬قال عمر بن إبراهيم ‪( :‬ذبائح األشعرية ال حتل ألهنم ليسوا بمسلمني )‬


‫نقله عنه اهلروي يف ذم الكالم ص‪.553‬‬

‫‪ -17‬قال أمحد بن أيب نرص ‪ :‬رأينا حممد بن احلسني السلمي يلعن الكالبية ‪.‬‬

‫ذم الكالم للهروي‪.‬‬

‫‪ -18‬أبو املظفر الرتمذي إمام أهل ترمذ ‪ :‬كان يشهد عىل األشاعرة بالزندقة‬
‫‪ .‬مجع اجليوش والدساكر للمربد ‪.‬‬
‫‪ -19‬أمحد بن احلسن اخلامويش الرازي‪ .‬قال اهلروي يف ذم الكالم‪ ( :‬سمعت‬
‫اخلامويش الفقيه يف الري يف حمفل يلعن األشعرية ) ص ‪. 556‬‬

‫‪ -20‬قال أبو بكر عبدالرمحن بن منصور املقري ‪ :‬سمعت أبا سعيد بن أيب‬
‫سهل الفقيه احلنبيل ببست يلعنهم كل يوم بعد صالة الغداة يف املحراب يف‬
‫اجلمع ويؤمنون ‪ .‬ذم الكالم ‪.‬‬

‫‪ -21‬األهوازي له كتاب يف الطعن يف األشعري وهو(مثالب ابن أيب برش)‬


‫نقل عنه املربد كثريا ‪.‬‬

‫‪ -22‬أبو العباس الطرقي ‪.‬‬

‫قال‪ ( :‬ورأينا هؤالء اجلهمية ينتمون لألشعري وما هذا بأول باطل ادعوه فقد‬
‫قرأت يف كتابه اإلبانة أدلة يف إثبات االستواء ) نقله عنه ابن تيمية يف نقض‬
‫التأسيس‪.‬‬

‫‪ -23‬أبو عمر البسطامي الشافعي ت ‪ 408‬ـه طعن يف األشاعرة‪.‬‬

‫وقال ‪ ( :‬كان األشعري ينتحل االعتزال ثم رجع فتكلم عليهم ‪ ،‬وإنام مذهبه‬
‫التعطيل إال أنه رجع من الترصيح إىل التمويه ) ذم الكالم للهروي ‪.‬‬
‫‪ -24‬حيي بن عامر ت‪422‬ـه ‪ .‬قال اهلروي يف ذم الكالم‪ ( :‬رأيت حيي بن‬
‫عامر ماال أحيص من مرة عىل منربه يكفرهم ويلعنهم ويشهد عىل أيب احلسن‬
‫األشعري بالزندقة ‪ ،‬وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا ) ص‪.552‬‬

‫‪ -25‬أبو نرص السجزي ت‪440‬ـه ‪ .‬قال يف رسالته ألهل زبيد ‪ ( :‬اعلموا‬


‫أرشدنا اهلل وإياكم أنه مل يكن خالف بني اخللق عىل اختالف نحلهم من أول‬
‫الزمان إىل الوقت الذي ظهر فيه ابن كالب والقالنيس والصاحلي واألشعري‬
‫وأقراهنم الذين يتظاهرون بالرد عىل املعتزلة وهم معهم بل أخس حاالً منهم‬
‫يف الباطن )‪.‬‬

‫‪ -26‬ابن عبد الرب املالكي ت ‪463‬ـه ‪ .‬طعن يف األشاعرة‪.‬‬

‫‪ -27‬وقال ابن حزم يف الفصل عن للباقالين ‪ ( :‬وهذا واهلل الكفر الذي ال‬
‫خفاء به ‪ ..‬يا للعيارة بالدين جيوز عند هذا الكافر أن يكون يف الناس غري‬
‫الرسل أفضل من رسول اهلل ‪.)..‬‬

‫‪ -28‬ابن البناء ت‪471‬ـه ‪ .‬يف الرد عىل املبتدعة واملختار‪.‬‬

‫‪ -29‬أبو القاسم سعد الزنجاين ت‪471‬ـه إمام الشافعية يف زمنه ‪.‬‬

‫قال يف قصيدته يف االعتقاد ‪:‬‬


‫( وشقق هذا األشعري كالمه وأربى عىل من قبله من ذوي الدبر )‪.‬‬

‫ويف رشحه لعقيدته تكلم عن موافقة األشاعرة للجهمية يف اإليامن وكالم اهلل‬
‫‪ ،‬وتقدم‪.‬‬

‫‪ -30‬اهلروي ت‪481‬ـه ‪.‬‬

‫له كتاب تكفري اجلهمية وقصد هبم األشاعرة ‪ ،‬وعقد فصال يف كتابه ذم الكالم‬
‫قال فيه الطبقة الثامنة وفيها نجمت األشعرية وبعدها كذلك الطبقة التاسعة‬
‫‪ ،‬ذكر فيه مجلة من العلامء الذين طعنوا يف األشاعرة وكفروهم‪ ،‬وذكر أن‬
‫األشعري كان ال يصيل والعياذ باهلل‪.‬‬

‫وقال يف باب ذكر كالم األشعري ‪ ( :‬فقد شحنت كتاب تكفري اجلهمية من‬
‫مقاالت علامء اإلسالم وإمجاع املسلمني عىل إخراجهم من امللة ‪ ..‬إىل أن قال‬
‫‪ :‬وقد شاع يف املسلمني أن رأسهم عيل بن إسامعيل األشعري كان اليستنجي‬
‫واليتوضأ واليصيل ) ذم الكالم ص‪.608‬‬

‫‪ -31‬اإلمام البغوي الشافعي ت ‪516‬ـه ‪ .‬قدح يف األشاعرة اجلهمية وأحيا‬


‫عقيدة السلف‪ ،‬وجعل من يفرس االستواء باالستيالء وبغري العلو جهمي‪.‬‬

‫‪ -32‬ابن عقيل ت‪513‬ـه ‪ .‬له رسالة الرد عىل األشاعرة يف القرآن‪.‬‬


‫‪ -33‬أبو يعىل الفراء ت ‪. 526‬‬

‫‪ -34‬أبواحلسن الكرجي الشافعي ت‪ 532‬له القصيدة املشهورة يف السنّة‪:‬‬

‫يضاهي تلويه تلوي الشغازب‬ ‫وخبث مقال األشعـري تـخنث‬

‫وذا األشـعري املبتىل رش دائب‬ ‫كـجعد وجـهم واملرييس بعده‬

‫‪ -35‬العالمة احلسني عبد امللك األديب‪ .‬نقل عنه الدشتي تك ّفري األشاعرة‪:‬‬

‫إخوان من عبد العزى مع الالت‬ ‫األشـعـريـة ضالل زنـادقـة‬

‫‪ -36‬اإلمام أبو عبد اهلل القحطاين املالكي األندليس يف القرن اخلامس‪ .‬قال‪:‬‬

‫يا عـمـي يا صـم بـال آذان‬ ‫يا أشـعـريـة يا أسافلة الورى‬

‫‪ -37‬أبو القاسم األصفهاين ت‪535‬ـه يف احلجة ‪.‬‬

‫‪ -38‬عبدالقادر اجليالين ت‪561‬ـه ‪ .‬طعن فيهم يف الغنية ‪.‬‬

‫‪ -39‬ابن اجلوزي يف صيد اخلاطر واملنتظم ‪ .‬قال‪ ( :‬مل خيتلف الناس حتى جاء‬
‫عيل بن إسامعيل األشعري فقال مرة بقول املعتزلة ثم َع َّن له فادعى أن الكالم‬
‫صفة قائمة بالنفس فأوجبت دعواه هذه أن ما عندنا خملوق) مع كونه ليس‬
‫بعيدا حاال عنهم‪.‬‬
‫‪ -40‬ابن احلنبيل ‪ .‬قال يف الرسالة الواضحة يف الرد عىل األشاعرة عن املذهب‬
‫األشعري ‪ ( :‬ويف باطنه الكفر والضالل فزمان هذه البدعة أخبث األزمنة‬
‫وأتباعها أخبث األمة ودعاهتا أقل أديان هذه امللة ) ‪.‬‬

‫‪ -41‬العمراين اليامين الشافعي ‪558‬ـه ‪ .‬صاحب كتاب االنتصار يف الرد عىل‬


‫القدرية ‪ .‬له كتاب خمترص الرد عىل األشعرية ‪.‬‬

‫‪ -42‬ابن قدامة ت‪620‬ـه ‪ .‬قال يف حكاية املناظرة يف القرآن عن األشعرية‪:‬‬


‫( وهذا حال هؤالء فهم زنادقة بغري شك)‪.‬‬

‫‪ -43‬أبو زكريا حيي األنصاري الرصرصي ت ‪656‬ـه ‪ .‬له قصائد كثرية طعن‬
‫فيها يف األشاعرة وكفرهم ‪ ،‬ذكر بعضها ابن القيم يف اجتامع اجليوش ‪.‬‬

‫‪ -44‬اإلمام الدشتي ت ‪665‬ـه ‪ .‬طعن يف األشاعرة وكفرهم يف كتابه إثبات‬


‫احلد هلل ‪.‬‬

‫‪ -45‬ابن رجب ‪ .‬طعن فيهم يف الطبقات ‪.‬‬

‫‪ -46‬احلافظ ابن كثري الشافعي ‪. 774‬‬

‫‪ -47‬الذهبي نقدهم يف كتابه العلو ويف ميزان االعتدال حني ترجم للرازي‬
‫واآلمدي‪.‬‬
‫‪ -48‬املقريزي الشافعي طعن فيهم يف كتابه اخلطط ‪.‬‬

‫‪ -49‬ابن الوزير اليامين ت ‪ . 840‬قال‪ ( :‬السني يستقبح تأويالت املعتزلة‬


‫واألشعرية ) إيثار احلق عىل اخللق ‪. 128‬‬

‫‪ -50‬احلافظ ابن حجر يف امليزان يف ترمجة الرازي بعد أن نقل كالم الذهبي‬
‫ورد انتقاد السبكي له قال عن الرازي‪ ( :‬أوىص بوصية تدل عىل أنه حسن‬
‫اعتقاده ) وهذا انتقاد رصيح منه لألشاعرة واملتكلمني مع تأثره هبم‪.‬‬

‫‪ -51‬يوسف بن عبد اهلادي ابن املربد ت ‪ ، 909‬له كتاب مجع اجليوش‬


‫والدساكر رد به عىل ابن عساكر يف دفاعه عن األشعري ‪ .‬قال فيه‪ ( :‬ولو ذهبنا‬
‫نستقيص كل من جانب األشاعرة من يومهم إىل يومنا لزادوا عىل عرشة آالف‬
‫)‪.‬‬

‫‪ -52‬الشيخ عبدالرمحن بن حسن قال‪ ( :‬فاألئمة من أهل السنة هلم‬


‫املصنفات املعروفة يف الرد عىل هذه الطائفة الكافرة املعاندة ) ‪ .‬الدرر‬
‫‪. 211/3‬‬

‫‪ -53‬الشيخ ابن بدران ‪ .‬قال ‪ ( :‬إذا رأيت كتب الذين يزعمون أهنم أشاعرة‬
‫رأيتهم عىل مذهب الفالسفة أرسطاطاليس ومن تبعه كابن سيناء والفارايب‬
‫‪ ...‬فهل يؤخذ توحيد من هذه الكتب ) املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد ‪.496‬‬
‫‪ -54‬األمري الصالح حممود بن سبكتكني ت‪421‬ـه‪ :‬كان مقي ًام للسنة جماهد ًا‬
‫للبدعة حتى لعن كل من فيه بدعة يف زمنه فلعنت طائفة الكالبية واألشعرية‬
‫‪.‬‬

‫يقول ابن تيمية يف نقض املنطق‪ ( :‬وهلذا اهتم كثري من امللوك والعلامء بأمر‬
‫اإلسالم وجهاد أعداءه حتى صاروا يلعنون الرافضة واجلهمية وغريهم عىل‬
‫املنابر حتى لعنوا كل طائفة رأوا فيها بدعة فلعنوا الكالبية واألشعرية كام كان‬
‫يف مملكة األمري حممود بن سبكتكني ويف دولة السالجقة ابتدا ًء ‪ .‬وكذلك‬
‫اخلليفة القادر )‪.‬‬

‫قال اهلروي يف ذم الكالم‪ ( :‬قرأت كتاب حممود األمري حيث فيه عىل كشف‬
‫أستار هذه الطائفة واإلفصاح بعيبهم ولعنهم ) ص‪. 552‬‬

‫‪ -55‬اخلليفة القادر باهلل العبايس‪:‬‬

‫أمر القادر بكتابة عقيدة السلف ليحمل الناس عليها فكتبها له الكرجي‬
‫القصاب ت ‪ 360‬وسميت العقيدة القادرية وذلك قبل توليه اخلالفة ‪.381‬‬

‫ثم محل الناس عليها وأمر بقرائتها وامتثل أمره وسار عىل هنجه حممود بن‬
‫سبكتكني الذي كان حيكم أكثر بالد املرشق واهلند وزاد عليه باألمر بلعن‬
‫املبتدعة حتى لعنت األشعرية ‪.‬ثم جرى بعد ذلك يف خالفة القائم سنة ‪433‬‬
‫يف مملكة السالجقة طغرل بك ت‪455‬ـه وذويه لعن املبتدعة عىل املنابر‬
‫فلعنت األشاعرة ‪ .‬ثم جرى ذلك سنة‪.460‬‬

‫أنظر رشح أصول االعتقاد لاللكائي ‪ ، 723/4‬ذم الكالم للهروي‪ ،‬املنتظم‬


‫البن اجلوزي ‪ ،‬سري أعالم النبالء ‪ ،‬تاريخ ابن كثري ‪ ،‬تلبيس اجلهمية ‪331/2‬‬
‫والتسعينية ‪ 1001‬والدرء ‪ 252/6‬والصفدية ‪ 162/2‬والفتاوى ‪15/4‬‬
‫البن تيمية‪.‬‬

‫‪ -56‬أمراء دولة املرابطني يف املغرب حاربت البدع والتقليد ‪ .‬وقد جاءت‬


‫بعدها دولة املوحدين وهي التي نرشت املذهب األشعري كام تقدم ‪.‬‬

‫‪ -57‬اإلمام ابن تيمية ‪.‬‬

‫قال مكفرا األشاعرة إلنكارهم علو اهلل ‪ ( :‬وهلذا كان السلف مطبقني عىل‬
‫تكفري من أنكر ذلك ألنه عندهم معلوم باإلضطرار من الدين ) الدرء ‪26/7‬‬
‫‪.‬‬

‫وقال عنهم ‪ ( :‬حقيقة باطنهم باطن املعتزلة اجلهمية ) الفتاوى ‪.401/4‬‬

‫وقال ‪ ( :‬وأنتم رشكاؤهم يف هذه األصول كلها ومنهم أخذمتوها وأنتم‬


‫فروخهم فيها ‪ ،‬كام يقال ‪ :‬األشعرية خمانيث املعتزلة واملعتزلة خمانيث‬
‫الفالسفة ‪ ،‬لكن ملا شاع بني األمة فساد مذهب املعتزلة ونفرت القلوب عنهم‬
‫رصتم تظهرون الرد عليهم يف بعض املواضع مع قاربتكم أو موافقتكم هلم‬
‫يف احلقيقة ‪ ...‬بل تارة تكونون أشد خمالفة منهم ) التسعينية ص‪،272‬‬
‫وجمموع الفتاوى ‪ 227/8‬الفتاوى الكربى ‪. 324/5‬‬

‫وقال عن الرازي ‪( :‬ومن العجيب أن هذا الرجل املحاد هلل ولرسوله عمد‬
‫إىل األخبار املستفيضة عن الرسول ﷺ وتوا رثها عنه أئمة الدين فقدح فيها‬
‫ثم حيتج يف أصول الدين بنقل أيب معرش أحد أئمة الرشك ) بيان تلبيس‬
‫اجلهمية ‪. 82 /3‬‬

‫ويف مناظرة الواسطية ‪ :‬قالوا البن تيمية إنه يكفرهم ويكفر أصحاهبم من‬
‫األشاعرة وأقر بذلك ومل ينكر أنه يكفرهم ‪.‬‬

‫‪ -58‬اإلمام ابن القيم ‪ .‬كفرهم يف النونية والصواعق املرسلة واجتامع‬


‫اجليوش ‪.‬‬

‫قال‪ (:‬األشعرية زادوا عىل املعتزلة يف التعطيل ) الصواعق‪.1382‬‬

‫وقال عن جهمية زمانه من األشاعرة يف النونية ‪:‬‬

‫( ولقد تقلد كفرهم مخسون يف عرش من الع ــلامء يف البلدان )‬


‫تنبيه ‪ :‬تكذيب دعوى أن أكثر علامء األمة أشاعرة ‪:‬‬

‫ذكر ابن القيم يف اجتامع اجليوش والذهبي يف العلو وابن املربد يف رده عىل ابن‬
‫عساكر واهلروي يف ذم الكالم علامء ردوا عىل األشاعرة ورصحوا بتبديعهم‬
‫وجمانبتهم والرد عليهم ‪.‬‬

‫قال يوسف بن عبد اهلادي املربد يف مجع اجليوش والدساكر‪ ( :‬ولو ذهبنا‬
‫نستقيص كل من جانب األشاعرة من يومهم إىل يومنا لزادوا عىل عرشة آالف‬
‫)‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬هذا فض ً‬
‫ال عن السلف وعوام املسلمني ‪.‬‬
‫قاعدة ‪ :‬العوام عىل خالف عقيدة األشاعرة اجلهمية ‪:‬‬

‫العامة عىل إثبات العلو هلل واالستواء والغضب والرضا واحلب والبغض‬
‫واإليامن بصفات اهلل تعاىل ‪ ،‬وهل يقول أحد من عوام املسلمني بقوهلم يف‬
‫االستواء والكسب والقدر ونفي األسباب وإخراج العمل من اإليامن ‪.‬‬

‫قيل ليزيد بن هارون من اجلهمية ؟ قال ‪ ( :‬من زعم أن الرمحن عىل العرش‬
‫استوى عىل خالف ما يقر يف قلوب العامة فهو جهمي ) السنة لعبدالله ‪54‬‬
‫و‪.1110‬‬
‫فصل ‪ :‬شبهات املجادلني عن اجلهمية‬

‫األوىل ‪ :‬أن مقصود السلف يف تكفري اجلهمية العموم ومل يكفروا أعياهنم ‪.‬‬

‫اجلواب أن هذا كذب عىل السلف فالسلف كفروا اجلهمية بأعياهنم وحرضوا‬
‫عىل قتلهم ‪.‬‬

‫ومن ذلك ‪:‬‬

‫قال الربهباري يف رشح السنة ‪ ( :‬اجلهمي كافر ليس من أهل القبلة ) ‪.‬‬

‫وك ّفر الشافعي حفص الفرد اجلهمي‪.‬‬

‫وقال أمحد ألحد مناظريه ملا قال علم اهلل خملوق ‪ ( :‬يا كافر كفرت ) احللية‬
‫‪.197/9‬‬

‫وقال أبو داود ألمحد ‪ :‬من قال القرآن خملوق أهو كافر ‪ ،‬قال‪ ( :‬أقول هو كافر)‬
‫‪.‬‬

‫وقال ابن بطة يف بعض أعيان املعتزلة املرييس وابن أيب دؤاد والعالف‬
‫وغريهم ‪( :‬فإن هؤالء كانوا عىل الردة ) رشح السنة ص ‪.117‬‬
‫قال يزيد بن هارون ‪( :‬لقد حرضت أهل بغداد عىل قتل املرييس جهدي غري‬
‫مرة ) ‪ .‬خلق أفعال العباد للبخاري ‪ 44‬والرد عىل اجلهمية ‪.205‬‬

‫قال أبو بكر بن خالد‪ :‬كنت عند سفيان بن عيينة ‪ ،‬إذ أقبل برش املرييس فتكلم‬
‫بذاك الكالم الردي فقال ابن عيينة ‪ :‬اقتلوه ‪ .‬تاريخ بغداد ‪.65/7‬‬

‫وما أحسن ما قاله الشيخ حممد بن عبد الوهاب ‪( :‬وهل قال واحد من العلامء‬
‫يف هذه املكفرات وأسباب الردة إن هؤالء يكفر أنواعهم وال يكفر أعياهنم)‬
‫الدرر ‪.63/10‬‬

‫الثانية ‪ :‬أهنم جهال متأولون واحلجة ما قامت عليهم‪.‬‬

‫اجلواب من وجهني ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن احلجة قامت عليهم ببلوغ القرآن واألحاديث ‪ ،‬واألشاعرة الذين‬


‫عطلوا الصفات ونفوا علو اهلل علامء من أهل التفسري والفقه واحلديث‬
‫واللغة‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هذه املسائل يكفر معتقدها ولو كان جاهال ومتأوال ألنه جاهل باهلل‬
‫‪.‬‬
‫وابن عمر والسلف كفروا القدرية نفاة العلم بمجرد ما بلغهم قوهلم ومل‬
‫يعذروهم باجلهل والتأويل ‪ ،‬وال قالوا نكفرهم ونستتيبهم بعد قيام احلجة ‪،‬‬
‫ألن هذه من املسائل الظاهرة وهي من اجلهل باهلل الذي يعترب كفر باهلل‬
‫مطلقا‪.‬‬

‫وإليك كالم العلامء يف من جهل صفات اهلل تعاىل وعطلها جاهال أنه كافر‬
‫غري مسلم‪:‬‬

‫‪ -1‬قال املروزي‪( :‬واجلهل باهلل يف كل حال كفر قبل اخلرب وبعده ) نقله عنه‬
‫ابن تيمية ‪. 325/7‬‬

‫‪ -2‬قال ابن منده‪ ( :‬ذكر الدليل عىل أن املجتهد املخطئ يف معرفة اهلل‬
‫▐ ووحدانيته كاملعاند ) التوحيد ‪. 261‬‬

‫‪ -3‬قال ابن جرير الطربي‪ ( :‬واآلخر منهام غري معذور باخلطأ فيه ومكفر‬
‫باجلهل به اجلاهل ‪ ...‬فأما الذي ال جيوز اجلهل به من دين اهلل فتوحيد اهلل‬
‫تعاىل ذكره والعلم بأسامئه وصفاته وعدله ) التبصري ص‪. 112‬‬

‫‪ -4‬قال الاللكائي‪( :‬باب سياق ما يدل من كتاب اهلل ▐ وما روي‬


‫عن رسول اهلل ﷺ عىل أن وجوب معرفة اهلل تعاىل وصفاته بالسمع ال‬
‫بالعقل)‪.216/2 .‬‬
‫‪ -5‬قال الربهباري عن اجلهمية‪( :‬وكفروا من حيث ال يعلمون من وجوه‬
‫شتى ) السنة‪.90‬‬

‫الثالثة ‪ :‬أن األشاعرة متأولون واجلهمية منكرون جاحدون معطلون ‪.‬‬

‫وهذه الشبهة من بدع املرجئة يف باب تكفري جهمية زماننا منكري الصفات‬
‫وهي التفريق بني املنكر واملتأول والتفريق بني من ليس له تأويل سائغ يف‬
‫اللغة ومن له فال يكفر ‪.‬‬

‫وهذا القول ليس له أصل وهو باطل من جهتني ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن تأويل األشاعرة ليس يف احلقيقة إال من التكذيب ‪ ،‬كام قال ابن منده‬
‫يف رده عىل اجلهمية‪ ( :‬التأويل عند أصحاب احلديث نوع من التكذيب)‪.‬‬

‫كام أنه من التحريف والنفي والتعطيل واإلنكار اجلهمي‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هذا القول مل يقل به أحد من السلف بل كالمهم واضح يف تكفري‬


‫مؤول الصفات كام قدمنا يف مناطات كفر األشاعرة ومنها تعطيل الصفات‬
‫باسم التأويل‪ ،‬وأن تأويالت األشاعرة ما هي إال تأويالت جهم وبرش‬
‫املرييس ‪ ،‬ونزيد املسألة إيضاحا والشبهة كشفا وتفنيدا بكالم أهل العلم اآليت‬
‫‪:‬‬
‫قال ابن القيم عن األشاعرة اجلهمية ‪ ( :‬سلكوا يف حتريف النصوص الواردة‬
‫يف الصفات مسلك إخواهنم من اليهود ‪ ،‬وملا مل يتمكنوا من حتريف القرآن‬
‫حرفوا معانيه وفتحوا باب التأويل لكل ملحد ) الصواعق ‪ ،216‬بل قال‬
‫فيه‪(:‬األشعرية زادوا عىل املعتزلة يف التعطيل)‪.‬‬

‫وقال الدارمي ‪ ( :‬قال أصحاب املرييس له كيف تصنع هبذه األسانيد التي‬
‫حيتجون هبا علينا يف رد مذهبنا وال يمكن التكذيب هبا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال تردوه‬
‫فتفتضحوا ولكن غالطوهم بالتأويل) النقض ‪. 558‬‬

‫وقال ابن تيمية مبين ًا أن ال فرق بني تأويالت املرييس واألشاعرة ‪ ( :‬وهذه‬
‫التأويالت اليوم بيد الناس التي ذكرها ابن فورك والرازي وابن عقيل احلنبيل‬
‫والغزايل وغريهم هي بعينها التأويالت التي ذكرها برش املرييس ) احلموية‬
‫‪.254‬‬

‫الرابعة ‪ :‬االستدالل بحديث الرجل الذي قال ألبنائه ‪ ( :‬ألن قدر اهلل عيل )‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫واجلواب ‪ :‬أن هذا الرجل قال هذه الكلمة من شدة اخلوف وذهاب اإلدراك‬
‫‪ ،‬فهو مثل الرجل الذي وجد راحلته فقال (أنت عبدي وأنا ربك ) فأخطأ‬
‫وذهب إدراكه من شدة الفرح‪ ،‬وكذلك هذا الرجال ذهب إدراكه وأخطأ يف‬
‫قوله وزل لسانه من شدة الفزع واخلوف ال أنه قاهلا معتقدا معناها وأنه شاكا‬
‫يف قدرة اهلل تعاىل فلم يقل هذه اجلملة باعتقاد نسبة العجز وعدم القدرة هلل‬
‫‪ ،‬فال يعقل أن ينكر قدرة اهلل ويظن أن اهلل عاجزا ويكون مؤمن غري كافر‬
‫باهلل ‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ذكرت يف كتايب كشف الشبهات ونقلته يف حقيقة اإلسالم والنواقض‬


‫يف أحد أوجه اإلجابة عن هذا احلديث أن الرجل قد يكون شك يف بعض‬
‫أفراد القدرة معتمدا كالما يف ذلك البن تيمية يف الفتاوى ‪، 411/11‬‬
‫‪ ،491/12‬وابن مفلح يف الفروع ‪ ،164/6‬وأبا بطني يف االنتصار ‪ ،‬لكن هذا‬
‫الوجه ال شك أنه باطل وغري صحيح ‪ ،‬فمن قال إن اهلل عاجز وال يستطيع‬
‫وشك يف يشء من قدرة اهلل فهو مثل من قال إن اهلل ال يعلم وجيهل بعض‬
‫األشياء فهو كافر بمجرد نسبة اجلهل والعجز هلل تعاىل ولو كان جاهال‪،‬‬
‫والبن تيمية كالم خمالف ملا سبق وينقضه وهو يف جمموعة الرسائل ‪346/3‬‬
‫قال‪ ( :‬وهذا الرجل ملا كان مؤمنا باهلل ‪ ...‬وإنام أخطأ من شدة خوفه كام أن‬
‫الذي وجد راحلته بعد إياسه منها أخطأ من شدة فرحه ) فيكون قوله‬
‫املنسوب له إما أن يكون قد رجع عنه أو مكذوب عليه ال يصح نسبته إليه ‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫اخلامسة ‪ :‬أن اإلمام ابن تيمية ما كفرهم ‪:‬‬


‫اجلواب من ثالثة أوجه ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن اإلمام ابن تيمية رمحه اهلل لو فرضنا صحة ما نسب إليه وأنه مات عليه‬
‫‪ ،‬فهو قول باطل ال ينظر فيه وال يلتفت إليه وهو خمالف إلمجاع السلف وكالم‬
‫العلامء قبل ابن تيمية وبعده ‪ ،‬وقد جاءنا ببعض أقواهلم واجتامع اجليوش‬
‫والدساكر عىل تكفريهم وقد ذكرهم ابن القيم وابن املربد‪ ،‬كام أنه قد خطأه‬
‫وبني خمالفته للسلف يف قوله هذا الشيخ عبد اهلل أبا بطني حني قال يف‬
‫االنتصار ‪ ( :‬مع أن رأي الشيخ أن التوقف يف تكفري اجلهمية ونحوهم خالف‬
‫نصوص أمحد وغريه من أئمة اإلسالم) ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هذا القول مكذوب عىل ابن تيمية ‪ ،‬والكذب عىل ابن تيمية كثري ‪ ،‬بل‬
‫كان ذلك حتى يف حياته كام رصح هو بنفسه كام يف مناظرة الواسطية والعقود‬
‫الدرية ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن هذا القول كان له حني كان عىل بعض مذهب األشاعرة ‪ ،‬قال رمحه‬
‫اهلل عن نفسه‪ ( :‬أنا وغريي كنا عىل مذهب اآلباء نقول يف األصلني بقول أهل‬
‫البدع‪ ،‬فلام تبني لنا ما جاء به الرسول دار األمر بني أن نتبع ما أنزل اهلل أو نتبع‬
‫ما وجدنا عليه آبائنا ) الفتاوى ‪. 256/6‬‬
‫‪ -4‬أن ابن القيم الذي هو األلصق واألعرف بابن تيمية مل يذكر عنه مثل هذا‬
‫الكالم‪ ،‬وال ساق خالفا يف تكفري األشاعرة اجلهمية‪ ،‬بل ذكر أنه تقلد كفر‬
‫األشاعرة ماال حيىص من العلامء‪.‬‬

‫‪ -5‬أنه يوجد البن تيمية نقوالت تنقض قوله هذا ‪ ،‬ذكرنا بعضها فلامذا ترتك‬
‫وتؤخذ هذه ‪.‬‬

‫‪ -6‬بل إن ابن تيمية أكد إمجاع السلف عىل كفر منكر العلو وأنه ال يوجد‬
‫اختالف بينهم بل هم أطبقوا عىل تكفريه ‪ ،‬فقال عن علو اهلل ‪ ( :‬وهلذا كان‬
‫السلف مطبقني عىل تكفري من أنكر ذلك ألنه عندهم معلوم باإلضطرار من‬
‫الدين ) الدرء ‪. 26/7‬‬

‫وابن تيمية يعلم أن األشاعرة تنكر العلو ورد عليهم يف ذلك ‪ ،‬فكيف يسوغ‬
‫أن ينقض اتفاقهم وخيالف إمجاعهم وقد كفر هو خمالف اإلمجاع ‪ ،‬فحاشاه أن‬
‫خيالف إمجاع السلف وهو من أئمة أهل السنة رمحه اهلل ‪.‬‬

‫ختاما فالوصية الوصية باتباع السنة وجمانبة البدعة ‪ ،‬وها أنت ترى مذهب‬
‫أئمة السلف بني يديك قد حققته لك ‪ ،‬وهو أوىل باألخذ من الرأي املنسوب‬
‫البن تيمية رمحه اهلل لو فرضنا أن هذا هو حقيقة قوله ‪ ،‬وعليك أن تتحرى‬
‫األخذ بالدليل واتباع السلف أصحاب القرون املفضلة واترك املغالطة‬
‫ونسبة يشء هلم مل يقولوا به وكالمهم يف تكفري منكر العلو يف غاية الظهور‬
‫والرصاحة ‪ ،‬فال تتشبهوا باجلهمية يف حتريف الكالم وتأويله وادعاء أن‬
‫السلف مل يكفروا أعياهنم وإياكم وتويل أعداء اهلل باملداهنة واملجاملة يف دين‬
‫اهلل ‪.‬‬

‫أسأل اهلل أن ينفع هبذا التحقيق أهل التوحيد وجيعله لوجهه خالصا ولرشعه‬
‫موافقا وأن حيقق فيه نرصة دينه وابتغاء رضوانه واهلل أعلم وصىل اهلل وسلم‬
‫عىل نبينا حممد‪.‬‬

‫انتهى املقصود‬
‫الفهرس‬

‫املقدمة ‪4..................................................‬‬

‫التمهيد بوجوب تكفري األشعرية ‪7.................................‬‬

‫وإليك بعض كالمهم يف وجوب التكفري ‪7......................... :‬‬

‫وأما كالم أهل العلم يف كفر املمتنع عن تكفري من وقع يف الكفر والردة فدونك‬

‫إياه‪8...................................................:‬‬

‫املسألة األوىل ‪ :‬التعريف باألشاعرة ‪13 ............................ :‬‬

‫املسألة الثانية‪ :‬األشاعرة من فرق اجلهمية ‪16 ........................ :‬‬

‫أوجه كون األشاعرة جهمية ‪16 ................................ :‬‬

‫املسألة الثالثة‪ :‬إمجاع األمة عىل تكفري اجلهمية ‪17 ...................... :‬‬

‫بل إن السلف رمحهم اهلل كفروا من مل يكفر اجلهمية ‪18 ................ :‬‬

‫املسألة الرابعة‪ :‬األقوال التي كفرت اجلهمية هبا ‪20 .....................:‬‬

‫املسألة اخلامسة ‪ :‬فصل يف العقائد واألقوال التي كفرت هبا األشاعرة‪21 .......:‬‬

‫األول ‪ :‬إنكار علو اهلل تعاىل وهو أشنعها‪21 ........................ :‬‬


‫الثاين ‪ :‬إنكار حقيقة كالم اهلل وأن القرآن الذي يف املصاحف خملوق وليس كالم‬

‫اهلل‪24 ................................................ .‬‬

‫استخفاف األشاعرة باملصحف ‪29 ............................. .‬‬

‫الثالث ‪ :‬تعطيلهم الصفات ‪ :‬وقد كفر السلف من عطل اهلل عن صفاته ‪29 ... :‬‬

‫الرابع‪ :‬إنكار حقيقة رؤية اهلل ▐ وكأنه يرى يف غري جهة وأن رؤية اهلل‬

‫مزيد علم ‪31 ............................................ :‬‬

‫اخلامس‪ :‬اعتقادهم أن اإليامن جمرد التصديق واملعرفة ‪32 ............... .‬‬

‫السادس ‪ :‬قوهلم يف القدر باجلرب والكسب ‪34 ...................... :‬‬

‫السابع ‪ :‬قول أكثرهم بأقوال الصوفية القبورية يف إنكار التوحيد وجتويز الرشك ‪.‬‬

‫‪34 ...................................................‬‬

‫املسألة السادسة ‪ :‬فصل يف العلامء الذين كفروا األشاعرة ‪36 .............. :‬‬

‫تنبيه ‪ :‬تكذيب دعوى أن أكثر علامء األمة أشاعرة ‪49 ................... :‬‬

‫قاعدة ‪ :‬العوام عىل خالف عقيدة األشاعرة اجلهمية ‪50 .................. :‬‬

‫فصل ‪ :‬شبهات املجادلني عن اجلهمية ‪51 ............................‬‬

‫األوىل ‪ :‬أن مقصود السلف يف تكفري اجلهمية العموم ومل يكفروا أعياهنم ‪51 ... .‬‬

‫الثانية ‪ :‬أهنم جهال متأولون واحلجة ما قامت عليهم‪52 ................ .‬‬


‫وإليك كالم العلامء يف من جهل صفات اهلل تعاىل وعطلها جاهال أنه كافر غري‬

‫مسلم‪53 ............................................. :‬‬

‫الثالثة ‪ :‬أن األشاعرة متأولون واجلهمية منكرون جاحدون معطلون ‪54 ..... .‬‬

‫الرابعة ‪ :‬االستدالل بحديث الرجل الذي قال ألبنائه ‪ ( :‬ألن قدر اهلل عيل ) متفق‬

‫عليه‪55 ................................................ .‬‬

‫اخلامسة ‪ :‬أن اإلمام ابن تيمية ما كفرهم ‪56 ........................ :‬‬

‫الفهرس ‪60 ...............................................‬‬

You might also like