You are on page 1of 11

‫ادعموا بيان علماء‬

‫اليمن‬
‫وأعلنوا الجهاد‬
‫حامد بن عبدالله العلي‬
‫ليست الوليمة الجديدة التي دعت إليها‬
‫بريطانيا على )صحن اليمن ( هذه‬
‫المـررة ‪ ،‬في وقت لحق هذا الشهر ‪ ،‬ببدعة‬
‫جديدة على تاريخ بريطانيا الصليبرية ‪ ،‬فبريطانيا‬
‫م المؤامرات التي تدفع بالسيوف‬ ‫كانت دائما أ م‬
‫المدقوق عليها الصليب في دبر أمريكا فتنطلق‬
‫ل شيء أمامه‬ ‫هذه كالثور الهائـج ‪ ،‬يحطـمّ ك ل‬
‫لرضاء أحقاده الصليبية ‪.‬‬
‫وكانت الحالة السإلمية في اليمن دوما مصدر‬
‫قلق مستمر للغرب الذي أصبح شغله الشاغل ‪،‬‬
‫ل أرض لله يستيقظ فيها‬‫إشعال الفتن في ك ل‬
‫السإلم ‪ ،‬من باكستان إلى غزة ‪ ،‬ومن اليمن‬
‫إلى العراق ‪.‬‬
‫ن بريطانيا لن تجمع العرب المستحمرة‬ ‫ولريب أ ل‬
‫ـ هذا قسمّ ثالث موللـد بعـد سإقوط الخلفة ‪،‬‬
‫وكان التقسيمّ ثنائليا قبله ‪ :‬المستعربة ‪ ،‬و‬
‫حمـر المستعربة ‪ ،‬ودول أخرى ‪،‬‬ ‫العاربة ـ مع ال ح‬
‫في لندن ‪ ،‬ليدقوا )نواقيس لنـدن( هناك على‬
‫اليمـن ‪ ،‬من أجل عيون الشعب اليمني ‪ ،‬ولنقاذ‬
‫شعب عربي من ثلثية السإتبداد ‪ ،‬والفقر ‪،‬‬
‫والتخلف ‪ ،‬التي هي الصنعة الوحيدة التي‬
‫تحسنها النظمة العربية ‪ ،‬ل لن تفعل ذلك ‪ ،‬كيف‬
‫والغرب أصل ليألوا جهدا في إبقاء العالمّ‬
‫مّ‬
‫السإلمية في هذه الدوامة ‪ ،‬بل هذا من أه ر‬
‫أهدافه السإتراتيجية ؟!‬
‫فنحـن لـمّ ننس المؤتمر الدولي الماضي عام‬
‫‪2006‬م ‪ ،‬الذي حضره دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي ‪ ،‬وصندوق النقد الدولي ‪ ،‬والبنك‬
‫الدولي ‪ ،‬وممثلون عن الدول الصناعية ‪ ،‬ووعدوا‬
‫اليمن بمساعدات بالمليارات ‪ ،‬لنقاذه من هاوية‬
‫الدولة الفاشلة ‪ ،‬ثمّ تبخرت ك ل‬
‫ل الوعود ‪.‬‬
‫إنما هذا الجمع )غير المبارك( في لنـدن ‪ ،‬من‬
‫أجـل أن يضفي شرعية للتدخل الصهيوغربي‬
‫في اليمن ‪ ،‬والعبث فيه ‪ ،‬وتحويله إلى مسـرح‬
‫جديـد لسياسإاتهمّ الخبيثة ‪ ،‬سإياسإة التجزئة ‪،‬‬
‫والهيمنة ‪ ،‬و)التحميـر( !‬
‫فالغرب تماما مثل الصهاينة ‪ ،‬تطابق تام بينهما‬
‫في النظرة إلى )الخر ( ‪ ،‬لسإيما إن كان هذا‬
‫) الخر ( هو المنتمي إلى الحضارة السإلمية ‪ ،‬ل‬
‫يأتي معه إل ل بالبادة ‪ ،‬والتهجير ‪ ،‬و الغصب ‪،‬‬
‫والتدميـر ‪ ،‬منذ ما فعل في الهنود الحمر ‪،‬‬
‫وشعب إسإتراليا الصلي ‪ ،‬مرورا بفيتنـام ‪ ،‬إلى‬
‫ما فعله في أفغانسـتان ‪ ،‬العراق ‪ ،‬ثـمّ فلسطين‬
‫‪ ،‬أكبـر مثال في التاريخ لنزعة الحلف‬
‫الصهيوغربي البادية المتوحشة ‪.‬‬
‫ل المصائب واللعنات التي حلت على العالمّ‬ ‫وك م‬
‫منذ تشكللت شخصية الغرب في العصر الحديث‬
‫كالفاشية ‪ ،‬والنازية ‪ ،‬والشيوعية ‪ ،‬والعنصرية ‪،‬‬
‫والمبريالية ‪ ،‬جاءت من الغرب ‪ ،‬وهو صاحـب‬
‫أكبر سإجل إجرامي لبادة المدنيين في الحروب‬
‫من ‪ 40‬مليون في الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬إلى‬
‫مليون ونصف في العراق ‪ ،‬وأكبر سإجل إجرامي‬
‫للغتصاب في الحـروب ‪ 70‬ألف إمرأة في‬
‫البوسإنة ـ على سإبيل المثال ـ وأكبر حامي‬
‫لعصابة الشر الصهيونية التي لمّ تدع نوعا من‬
‫أنواع الجرائمّ على النسانية إل ل وإقترفته في‬
‫فلسطين منذ عقود وإلى أجل ليعلمه إل ر الله ‪.‬‬
‫هذا التحالف الصهيوغربي الذي يطلق الصواريخ‬
‫في وزيرسإتان على أي موقع يشتبه بوجود‬
‫مجاهدين للتحالف الصهيوغربي فيه ‪ ،‬حتى لو‬
‫مات بسبب القصف من مات من النساء‬
‫والطأفال ‪ ،‬ويفعل مثل ذلك في أفغانستان ‪،‬‬
‫كما في العراق ‪ ،‬وفلسطين !‬
‫وكان ول يزال يتغاضى عن التخريـب اليراني‬
‫في اليمن ‪ ،‬بل يغطيه ليسـتمر ‪ ،‬ليحقق أهدافه‬
‫الخبيثة في التقسيمّ ‪.‬‬
‫هذا الغـرب هو الذي يريد أن يعقـد مؤتمرا ا لليمن‬
‫‪ ،‬ليخيط له ثوبا إسإتعماريا جديدا ‪ ،‬يمارس به‬
‫نزعته الجرامية في التدمير ‪ ،‬وليبيد الحالة‬
‫السإلمية في اليمن ‪ ،‬ويعيث فيها فسادا‪.‬‬
‫وقد أحسن علماء اليمن فيما ذكروه في بيانهمّ‬
‫المبارك الذي صدر مؤخـرا يدين هذا المؤتـمر‬
‫الخبيث ‪ ،‬ويكشف حقيقته ‪ ،‬إذ قالوا ‪) :‬مؤتمر‬
‫لندن الذي دعت لعقده بريطانيا ‪ ،‬أواخر الشهر‬
‫الحالي ‪ ،‬ما هو إل ر للنيل من أمن البلد ‪ ،‬ووحدتها‬
‫‪ ،‬واسإتقرارها ‪ ،‬وانتهاك لسيادتها بذرائع واهية ‪،‬‬
‫ومغلوطأة ‪ ،‬لتكرار ما حصل في العراق‬
‫وأفغانستان ‪ ،‬وباكستان ‪.‬‬
‫كما ورد في بيانهـمّ ‪:‬‬
‫ي تدخل خارجي سإياسإي‬ ‫وجوب الرفض الكامل ل ر‬
‫‪ ،‬أو أمني ‪ ،‬أو عسكري في شؤون اليمن ‪،‬‬
‫وقضاياه الداخلية ‪ ،‬ووجوب المحافظة على‬
‫ي انتهاك يمس ديننا ‪ ،‬أو اسإتقللنا‪،‬‬ ‫سإيادته من أ ل‬
‫أو وحدة أراضينا‪.‬‬
‫ي وجود ‪ ،‬أو اتفاقية ‪ ،‬أو تعاون أمني ‪،‬‬ ‫ورفض أ ل‬
‫أو عسكري ‪ ،‬مع أي طأرف خارجي يخالف‬
‫الشريعة السإلمية ‪ ،‬ويضر بمصلحة البلد ‪ ،‬ول بد‬
‫في حال عدم المخالفة ‪ ،‬والضرر من مصادقة‬
‫مجلس النواب ‪ ،‬والشورى ‪ ،‬وأهل الحل‪،‬‬
‫والعقد من العلماء والمشايخ ‪ ،‬والوجهاء‪.‬‬
‫والرفض المطلق لقامة أي قواعد عسكرية في‬
‫الراضي اليمنية ‪ ،‬أو مياهها القليمية‪.‬‬
‫وتجريمّ ما حدث من قتل ‪ ،‬وسإفك لدماء البرياء‬
‫في أبين ‪ ،‬وشبوة ‪ ،‬وأرحب ‪ ،‬وتجريمّ أي قتل‬
‫خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة‪.‬‬
‫والدعوة إلى تشكيل لجنة من العلماء ‪،‬‬
‫والقضاة ‪ ،‬والخبراء ‪ ،‬والمختصين للنظر في هذه‬
‫الحوادث وأسإبابها ‪ ،‬وآثارها ‪ ،‬والعمل على إيجاد‬
‫الحلول الشرعية لها‪.‬‬
‫ودعوة جميع اليمنيين رئيسا ‪ ،‬وحكومة ‪ ،‬وشعبا ‪،‬‬
‫وكافة القوى المؤثرة ‪ ،‬والفاعلة إلى الحتكام‬
‫إلى كتاب الله ‪ ،‬وسإنة رسإوله صلى الله عليه‬
‫وسإلمّ ‪ ،‬والعمل على توحيد الصفوف ‪ ،‬وجمع‬
‫الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ‪،‬‬
‫ورفع المظالمّ ‪ ،‬ورد الحقوق إلى أهلها ‪،‬‬
‫والسإتجابة للمطالب المشروعة ‪ ،‬من أي طأرف‬
‫كان‬
‫وختمّ البيان بهذه الخاتمة المهمة ‪ ) :‬وفي حال‬
‫إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو‬
‫ن‬
‫البلد ‪ ،‬أو التدخل العسكري ‪ ،‬أو المني ‪ ،‬فإ ل‬
‫السإلم يوجب على أبنائه جميعا الجهاد لدفع‬
‫عدوان المعتدين (‬
‫ن هذا الموقف الشرعي ينسحب على‬ ‫ولريب أ ل‬
‫ل من‬ ‫ل مافيه ‪ ،‬وك م‬‫ل البلد السإلمية ‪ ،‬بك ل‬ ‫ك ل‬
‫ن حربا‬ ‫ن التحالف الصهيوغربي يش م‬ ‫يجادل في أ ل‬
‫صليبية على أمتنا من باكستان إلى الصومال‬
‫مرورا بالعراق ‪ ،‬بهدف تدمير حضارة السإلم ‪،‬‬
‫ض على‬
‫ن مقاومة هذه الحرب ‪ ،‬فر ض‬
‫وأ ل‬
‫المسلمين ‪ ،‬فهو المطموس على بصيرته ‪،‬‬
‫المغموس في رجس النفاق ‪ ،‬المرتكس فيه ‪.‬‬
‫ن الواجب على جميع العلماء ‪ ،‬والدعاة ‪،‬‬ ‫وأ ل‬
‫والمؤسإسات السإلمية ‪ ،‬والهيئات العلمية‬
‫السإلمية ‪ ،‬في العالمّ السإلمي ‪ ،‬الوقوف مع‬
‫علماء اليمن ‪ ،‬ودعمهمّ ‪ ،‬وتأييدهـمّ ‪ ،‬فيما‬
‫أصدوره من بيان ‪ ،‬وماوقفوه من موقف مشرف‬
‫‪.‬‬
‫والله المستعان ‪ ،‬وهو حسبنا ونعمّ الوكيل ‪ ،‬نعمّ‬
‫المولى ‪ ،‬ونعمّ النصير‬

‫دوا أيديكـمّ‬
‫م م‬
‫للمبراطأوررية السإلمرية‬
‫العائدة في تركيا‬
‫حامد بن عبدالله العلي‬
‫مشهد مقتطع ‪ ..‬ومضة من تاريخ العثمانيين ‪:‬‬
‫القرن السابع عشر الميلدي ‪ ،‬المكان ‪ :‬عاصمة‬
‫المبراطأورية السإلمية العثمانية‬
‫القسطنطينية ‪ ) :‬إتخذ الديوان الهمايوني قرار‬
‫إعلن الحرب على ألمانيا ‪ ،‬تحرك محمد الرابع‬
‫على رأس الجيش الهمايوني من أدرنه ‪،‬‬
‫والسلطان وإبناه مصطفى ‪ ،‬واحمد ظلوا في‬
‫بلغراد ‪ ،‬تحرك الصدر العظمّ قرة مصطفى باشا‬
‫مع الجيش من بلغراد ‪ ،‬وكان تحرك السردار‬
‫الكرم للسإتيلء على النمسا ‪ ،‬بجيش لمّ تتمكن‬
‫أية دولة حتى ذلك التاريخ من تأليفه وجمعه ‪ ،‬لمّ‬
‫يقلق ألمانيا وحدها فقط ‪ ،‬بل أقام أوربا جمعيها‬
‫د سإيقف هذا العثماني ‪،‬‬ ‫‪ ،‬ولمّ يقعدها ‪ ،‬عند أي ح ل‬
‫هل يريد الوصول إلى الراين ؟!!‬
‫كان يحمي مقدمة الجيش الهمايوني بكلربك‬
‫دياربكر الوزير قره محمد باشا ‪ ،‬والمؤخرة‬
‫ل من‬ ‫الوزير حسين باشا بكلربك الشام ‪ ،‬وجاء ك م‬
‫خان قرم ‪ ،‬وملك المجرالوسإطى ‪ ،‬وفويفودات‬
‫أردل‪ ،‬وبغدان ‪ ،‬وأفلق ‪ ،‬وقبلوا رداء الصدر‬
‫العظمّ ‪ ،‬فردا ‪ ،‬فردا ‪ ،‬وإنضموا إلى الجيش‬
‫الهمايوني ‪ ،‬حضر بانات الخروات والسلوفينيا‬
‫إلى الجيش ‪ ،‬وأقروا للسلطان بأنهمّ تابعين‬
‫له ‪..‬أخذت الحرب طأابع القتال بين الهلل ‪،‬‬
‫والصليب ‪ ،‬ودعا البابا كافة النصارى إلى الحرب‬
‫الصليبية المقدسإة ‪ ..‬جمع الصدر العظمّ‬
‫والسردار الكرم مرزيفونلي قره مصطفى باشا‬
‫مجلس الحرب في بلغراد ‪ ،‬وأعلن أنه سإيستولى‬
‫على فينا ‪ ،‬ويملي على ألمانيا شروط الصلح‬
‫هناك ‪ (..‬ملخصا من كتاب تاريخ الدولة العثمانية يلماز‬
‫أوزتونا‬

‫مشهد آخر بعد سإقوط الخلفة السإلمية ‪:‬‬


‫عمل أتاتورك ما يلي ليمحو صلة تركيا بماضيها‬
‫السإلمـي ‪:‬‬
‫سإسه‬ ‫أغفل الدسإتور التركي ‪1928‬م ‪ ،‬الذي أ ل‬
‫ن تركيا دولة إسإلمية ‪ ,‬حتى جعل‬
‫أتاتورك ‪ ،‬أ ل‬
‫القسمّ الرسإمي بالشرف ‪ ،‬وألغى القسمّ بالله‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫وحورب التعليمّ الديني ‪ ،‬وأغلقت مدارس‬


‫الشريعة عام ‪ 1933‬م ‪.‬‬
‫ولت الجازة إلى السبت ‪،‬‬ ‫ح ل‬
‫وفي عام ‪1935‬م ‪ ،‬ح‬
‫والحد ‪ ،‬تشبها بأوربا ‪ ،‬وألغى الطربوش‬
‫جعل بدلـه القبعة الوربية !‬‫التركي‪ ،‬و ح‬
‫ول الذان إلى اللغة التركية ‪ ،‬وحترجمّ‬ ‫حـ ر‬‫ثمّ ح‬
‫ول التاريخ الهجري إلى‬ ‫ح ر‬
‫القرآن إليها ‪ ،‬و ح‬
‫الميلدي ‪ ،‬وأعيـد كتابة التاريخ التركي لحيمحى‬
‫ر للسإلم منه ‪ ،‬وألغيت اللغة العربية‬ ‫ك م‬
‫ل اث ر‬
‫منع الحجاب ‪،‬‬ ‫تماما ‪ ،‬وعوقب من يكتب بها ‪ ،‬و ح‬
‫حررض على التبرج ‪ ،‬وإعتبار الزنا ‪ ،‬والتعري ‪،‬‬ ‫و ح‬
‫لحوقا بركب العصرنية !‬
‫ول أكـبر وأروع مساجد إسإطنبول مسجد أيا‬‫ح ر‬
‫و ح‬
‫صوفيا إلى متحف ‪ ،‬ومسجد الفاتح إلى‬
‫مستودع !‬
‫مشهد ثالث عودة السإلم ‪ ،‬بعد سإبعين سإنة‬
‫فقط من سإقوط الخلفة بتآمر خونة العرب مع‬
‫الصليبية العالمية ‪:‬‬
‫نقل عما كتبه إسإتاذ العلوم السياسإية في‬
‫فرجيينا ‪:‬‬
‫) أوصلت النتخابات البلدية ‪1994‬م ‪ ،‬حزب‬
‫الرفاه السإلمي إلى السلطة في المدن التركية‬
‫الكبرى ‪ ،‬بما فيها أنقره ‪ ،‬وديار بكر ‪،‬‬
‫ن‬
‫وإسإتنبول ‪ ،‬وقيصرية ‪ ،‬وطأرابزون ‪ ،‬ثمّ إ ل‬
‫النتخابات النيابية في ‪1995‬م التي فاز فيها‬
‫حرب الرفاه بالعدد الكبر من الصوات ‪ ،‬سإجلت‬
‫إنعطافا نفسيا في تاريخ تركيا ‪ ،‬وقد نشرت‬
‫بعض الصحف هذه الخبار تحت العناوين التالية ‪:‬‬
‫ن خطوات‬ ‫) فاتح ينتصر على حربية ( ‪ ..‬إ ل‬
‫أربكان ‪ ،‬مثل إختياره أن يستقبل كأول زائر‬
‫أجنبي له زعيمّ الخوان المسلمين ‪ ،‬ومثل‬
‫إختياره بعض الدول السإلمية لزياراته الولى ‪،‬‬
‫أكدت هدفه السإتراتيجي لتحويل تركيا إلى‬
‫قائدة في العالمّ السإلمي في مقابل تابعة‬
‫خاضعة في الكتبة الغربية ( بإختصار من مجلة‬
‫الدراسإات الفلسطينية رقمّ ‪ 33‬ص ‪63‬‬

‫مشهد رابع ‪:‬‬


‫في العقدين الماضيين ‪ ،‬إنتشار السإلم في‬
‫تركيا ‪ ،‬وعودة هائلة له ‪ ،‬وإعتزاز كبير بالنتماء‬
‫لحضارته ‪ ،‬وبدور الترك العظـيمّ فيها ‪.‬‬
‫مشهد خامس ‪:‬‬
‫ن على )إسإرائيل( أن تعلمّ ألننـي ) لست زعيمّ‬ ‫إ ل‬
‫دولة عادية ‪ ،‬بل زعيمّ أحفاد العثمانيين ( أردوغان‬
‫في خطابه يوم الثلثاء ‪ 2009-1-6‬أمام الهيئة البرلمانية لحزب‬
‫عمه ‪ ،‬متحدثا عن العدوان الصهيوني‬ ‫العدالةوالتنمية الذي يتز ر‬
‫على قطاع غزة‬

‫مشهد سإادس ‪:‬‬

‫أكتوبر ‪2009‬م ـ تلغي تركيا مناورات عسكرية‬


‫كبيرة كانت سإحتجرى على أرضها بعنوان ‪ :‬نسر‬
‫الناضول ‪ ،‬وبمشاركة دول حلف شمال‬
‫الطألسي ‪ ،‬وفي مقدمتها أمريكا ؛ وذلك لوجـود‬
‫الطائرات الصهيونية فيها ‪ ،‬وقالت تركيا ‪ ) :‬ل‬
‫حنريد مشاركة الطائرات التي قصفت الطأفال‬
‫والبرياء في غزة ( ‪ .‬مما جعـل بن يشاي ـ أحد‬
‫أبرز المحللين العسكريين الصهاينة ـ يقول ‪:‬‬
‫) الحقيقة الملرة أنه علينا أن نعترف أن تركيا ـ‬
‫قفت عن أن‬ ‫في الوقت الراهن على القل ـ تو ل‬
‫قا لسإرائيل ‪،‬‬ ‫تكون شري ا‬
‫كا اسإتراتيجييا أمنييا موثو ا‬
‫وهي حقيقة تمثل ضرارا فعلييا لمن إسإرائيل‬
‫القومي ( جميع الوكالت‬

‫مشهد سإابع قبل أسإبوع من اليوم‬


‫) تركيا لن تبقى صامتة إزاء انتهاك إسإرائيل‬
‫القرارات الدولية ‪ ،‬إنها تهدد السلم الدولي (‬
‫رئيس الوزراء التركي أردوغان‬

‫جاء هذا التصريح بعد دخول ‪ 17‬نائبا تركيا إلى‬


‫دين حصارها ‪ ،‬وترحيب تركيا بك ر‬
‫ل‬ ‫غـرزة متح ر‬
‫القوافل التي تريد كسر الحصار ‪ ،‬ووقوف تركيا‬
‫ددة بجرائمّ الصهاينة على غزة‬
‫مواقف من ل‬
‫المحاصـرة ‪.‬‬
‫ن الدولة السإلمية الوحيدة في‬ ‫هذا ‪ ..‬ولريب أ ل‬
‫المنطقة التي لها حكومة تمثل شعبها إلى حـدل‬
‫كبير هي تركيا ‪ ،‬فلجرم نرى هذا البون الهائـل‬
‫جدا ا بين المواقف التركية اليجابية إلى حـدل ما‬
‫تجاه بعض قضايانا ‪ ،‬وبين مواقف الدول العربية‬
‫المغتصبة للسلطة الخارجة عن شرعية التمثيل‬
‫ل المقاييس‪.‬‬‫مة بك ل‬‫لل ل‬
‫وهذا يدل على أنلـه لمخرج من دوامة الذ ر‬
‫ل‬
‫والتبعرية التي تعيشها المـة إل ر بأن يحدث تغيير‬
‫جذري يؤدي إلى إنسجام تام بين السلطة‬
‫والشعوب ‪ ،‬لتصبـح هـي التي تختار سإلطتها ‪،‬‬
‫وهي التي تعزلهـا إن انحرفت عن أهداف المة ‪،‬‬
‫ل كلم سإوى هذا عن ) طأاعة ولي المر (‬ ‫وكــ م‬
‫الذي ليتولـى إل ر أمر الهراوات المسرلطـة على‬
‫ظهور شعبه ‪ ،‬بينما هـو مملوك أمـحره لموظف‬
‫في السفارة المريكية !‬
‫كمله هـراء يصنع بين أجهزة السإتخبارات ‪،‬‬
‫وموظف صرف شيكات )المفتين( في القصر‬
‫الرئاسإي !!‬
‫ول الشعبي السإلمي‬ ‫ن التح م‬
‫ومن الواضح جدا أ ل‬
‫في تركيا ‪ ،‬الذي يقف وراء إنتشار آلف بل‬
‫عشرات اللف من المؤسإسات الدينية ‪ ،‬من‬
‫مؤسإسات طأباعة الكتب إلى المدارس ‪،‬‬
‫والجامعـات ‪ ،‬وفتح عشرات اللف من‬
‫المساجد ‪ ،‬وفيها حلقات تحفيظ القـرآن ‪،‬‬
‫وتوسإمـع أنشطـة الدعوة السإـلمية في تركيا ‪،‬‬
‫حتى أصبـح الحجـاب السإلمي على النساء ‪،‬‬
‫والخذ بالسنة النبوية ‪ ،‬ظاهـرة واضحة في‬
‫ل ذلك إنما هـو ميـراث لفكر‬ ‫الشارع التركي ‪ ،‬وك م‬
‫مة‬‫ي فـذم من رجال ال ر‬ ‫قـاده رج ض‬
‫ل عظيمّ ‪ ،‬وعبقر م‬
‫السإلمية ‪ ،‬نجمّ الدين أربكان ‪ ،‬صاحب أثرى‬
‫تجربة ـ منذ قـرن ـ لمشروع تحويل إسإلمي‬
‫جذري لمجتمع ‪.‬‬
‫وهذا كلمـه يجري في الشعب التركي المتميـز ‪،‬‬
‫الذي يصل تعداد السكان هناك إلى ‪ 76‬مليون‬
‫نسمة ‪ ،‬أي الدولة رقمّ ‪ 17‬في العالمّ في تعداد‬
‫ي نشـط تبلغ القوى‬ ‫السكان ‪ ،‬وهو شعب حيو ر‬
‫العامـلة فيه ‪23‬مليون ونصف المليون ‪ ،‬وهو‬
‫ب روح المغامرة ‪ ، ،‬ويعشقها ‪،‬‬ ‫شعب مجاهد يح م‬
‫ولهذا كان العثمانيون رجال الفتوحات العظيمة ‪،‬‬
‫وتتربع تركيا على موقع جغرافي فريد ليس‬
‫لغيرها من البلد السإلمية ‪ ،‬فهي بوابة العالمّ‬
‫السإلمي على الغرب بأسإره ‪.‬‬
‫ول هو الذي أوصل الحزب الحاكمّ‬ ‫ن هذا التحـ م‬
‫أ ل‬
‫في تركيا إلى سإدة الحكـمّ ‪ ،‬فأخذت تركيـا حينئذ‬
‫تلتفـت إلى دورها في العالمّ السإلمي ‪ ،‬وتشعر‬
‫بمسؤولياتها تجاهـه ‪ ،‬راغبة في سإد الفراغ الذي‬
‫أحدثه تخـملف أنظمة الحكمّ العربية ‪ ،‬وتبعريتهـا‬
‫المخزيـة للسياسإة المريكية ‪ ،‬مما حولها إلى‬
‫ركام هائل من قمامة الذل ‪ ،‬والمهانـة ‪،‬‬
‫وأسإخـط شعوبها عليها ‪.‬‬
‫جه التركي هو فرصة حضارية هائلة ‪،‬‬ ‫وهذا التو م‬
‫يجب إهتبالها ‪ ،‬بإلـقاء التحيـة لتركيا لكي تكثف‬
‫حضورها في العالمّ السإلمي على شتلـى‬
‫المستويات ‪ ،‬ثقافيا ‪ ،‬وإقتصاديا ‪ ،‬وعسكريا ‪،‬‬
‫وسإياسإيا ‪.‬‬
‫ن النتصارات الحضارية الكبرى ‪ ،‬لسإيما‬ ‫ذلك أ ل‬
‫فـي مثـل المشهد العالمي الحالي المعقلـد ‪،‬‬
‫ل لحظة نعيشهـا ‪ ،‬ويتآمر‬ ‫والذي يزداد تعقيدا ك ر‬
‫مة السإلمية ‪،‬‬ ‫فيه المحور الصهيوغربي على ال ر‬
‫ليمكن أن يتمّ إل ل عبـر تحالفات كبيـرة تضعف‬
‫تأثـير هذا المحور الصهيوغربي على منطقتنا ‪،‬‬
‫بمزاحمتـه ‪ ،‬وإعاقة نفوذه ‪ ،‬مترادفا ا ـ بلريب ـ‬
‫مع إسإتنزاف هذا المحـور الشيطاني اليل‬
‫متنا من‬ ‫للسقوط ‪ ،‬بخط المقاومة المنتشر في أ ر‬
‫باكستان إلى غزة‪.‬‬
‫ولهذا فإني أدعو إلى عقـد مؤتمـر نخبوي كبير‬
‫تحت عنوان ‪:‬‬
‫العلقات التركية مع العالمّ السإلمي والدور‬
‫التركي المنشـود ‪.‬‬
‫يحضره كافة أطأياف النخب المثقفة ‪ ،‬والمدارس‬
‫الفكرية ‪ ،‬المناهضة للمشروع الصهيوغربي ‪،‬‬
‫ليكون إنطلقة تمـدم اليـد لتركيا السإلمية السنرية‬
‫العائدة بقـوة ‪ ،‬والتي أثبت ماضيها قدرتها على‬
‫صنع ‪ ،‬وقيادة المبراطأوريات التي تقود العالمّ ‪.‬‬
‫والله الموفق وهو حسبنا نعمّ الوكيل ‪ ،‬نعمّ‬
‫المولى ‪ ،‬ونعمّ النصيـر‬

You might also like