You are on page 1of 385

‫الدماء الرخيصة‬

‫الدماء الرخيصة‬
‫(المسلمون بين السياسة والمذاهب)‬

‫د‪.‬حممد املالح‬

‫‪1‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪2‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫التاريخ احلائر‬
‫متزق التاريخ اإلسالمى ىف بطون الكتب‪ ،‬وتفرق دمه بني القبائل‪ ،‬وتردد بني الرشق‬
‫والغرب‪ ،‬وحار بني املسلمني؛ كل منهم يغوص ىف أعامقه ليخرج لنا بام يريد أن يقوله من‬
‫خالل التاريخ‪ ،‬فكام ظهر ىف الدين اإلسالمى من تاجر به‪ ،‬ك ُثر ىف التاريخ اإلسالمى أيضا‬
‫من تاجر به؛ فأصبح تارخيا انتقائيا خيدم أصحاب املصالح‪ ،‬واضطرب التاريخ اإلسالمى‬
‫كذلك بني الصعود واهلبوط؛ فمن جتار التاريخ من حتدث عن االنتصارات وال يريد أن‬
‫يتحدث عن اهلزائم‪ ،‬ومنهم من حتدث عن الفتوحات ومل يقرتب من اإلخفاقات وعمليات‬
‫الطرد واإلبادة للمسلمني ىف أماكن كثرية‪ ،‬عدا الكم اهلائل من املعارك البينية التى إن مل تكن‬
‫من أجل املذاهب؛ فهى من أجل السياسة‪ ،‬فام قامت دولة ىف اإلسالم إال أهلكت وأبادت‬
‫مربما ال هوادة فيه‪ ،‬فقد كان املسلمون أشد عىل‬ ‫الدولة التى قبلها‪ ،‬وقضت عليها قضاء ً‬
‫أنفسهم من أعدائهم‪ ،‬وكأن تاريخ املسلمني جيب أن يكون خارج اإلطار األرىض‪ ،‬وكأهنم‬
‫شعب اهلل املختار الذى ال ينبغى له اهلزيمة أبدا‪ ،‬وال جتوز عليهم حوادث التاريخ كالذين‬
‫اختذوا عند اهلل عهدا فلن خيلف اهلل عهده‪ ،‬كام فعل أهل الكتاب قبلهم حني قالوا‪:‬‬

‫«وقالت اليهود والنصارى حنن أبناء اهلل وأحباؤه» (املائدة‪.)18 :‬‬


‫ورغم حتذير القرآن الكريم للمسلمني من أفعال األمم السابقة عليهم من اليهود‪،‬‬
‫والنصارى ىف قتال بعضهم البعض؛ إال أن املسلمني اقرتفوا ما أقرتفته هاتان األمتان‪،‬‬
‫وفعلوا مثل أفعاهلم‪ ،‬وتفرقوا مثل تفرقهم‪ ،‬مع الفارق من أن هاتني األمتني سادتا العرص‬
‫احلارض‪ ،‬وأصبحتا بطريقة أو بأخرى متحكمتني ىف رقاب املسلمني بعلمهم الفائق‪،‬‬
‫وترسانات أسلحتهم الفتاكة واملدمرة التى مل يصنعوها إال للتخلص من املسلمني‪ ،‬بعد‬
‫‪3‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أن يتخلص املسلمون من بعضهم البعض أوال كام يفعلون اآلن‪ ،‬وكام فعلوا من قبل‪ ،‬فيام‬
‫قبل النهاية‪.‬‬
‫يدَّ عى الذين كتبوا التاريخ اإلسالمى حنق الفرس عىل العرب الذين أزالوا دولتهم‪،‬‬
‫ونسوا‪ ،‬أو تناسوا‪ ،‬دخوهلم ىف اإلسالم‪ ،‬فاهتموهم‪ ،‬بذهنهم السقيم‪ ،‬بأهنم أسلموا من‬
‫أجل هدم اإلسالم‪ ،‬وجهلوا‪ ،‬أو جتاهلوا‪ ،‬أهنم أول من أفادوا اإلسالم واللغة العربية‬
‫بالتنظري والتدقيق ووضع القواعد التى ال يأبه هلا العرب وال خطرت بباهلم‪ ،‬فهم أمة تغلب‬
‫عليهم العاطفة والوجدان‪ ،‬وال يميلون كثريا للعقل واملنطق‪ ،‬ومل يدرك كتاب التاريخ‬
‫هؤالء انصهار الشعوب من غري العرب ىف بوتقة اإلسالم‪ ،‬وربام كان دافعهم إىل هذا‬
‫االعتقاد تشيع الكثري من الفرس‪.‬‬
‫وهل يساعد احلانق‪ ،‬أو احلاقد غريمه عىل إقامة دولة‪ ،‬ويبذل ماله ونفسه ودمه ىف سبيل‬
‫هذه الدولة‪ ،‬وىف سبيل إقامتها ودعمها بالغاىل والنفيس‪ ،‬وقد ساقوا من األمثلة ما يدل عىل‬
‫تفاهتهم‪ ،‬وضحالة عقوهلم‪ ،‬وأمراضهم النفسية التى أصبحت رض ًبا من اهلوس والتوجس‪،‬‬
‫املهملني؛ فكان اختيار الفرس للدعوة‬
‫من أمة مهزومة بعقالئها البارزين فيها قبل عوامها َ‬
‫العباسية حمسوبا لكياسة العباسيني العرب ىف االختيار‪ ،‬فلو استعانوا بالعرب أتراهبم ما‬
‫قامت دولتهم وال عاشت قرونا عدة من الزمن‪ ،‬فقد قامت دولة العرب قبلهم‪ ،‬الدولة‬
‫األموية‪ ،‬فلم تبلغ عمر الرجل الواحد ‪ -‬حسب تعبري العقاد ‪ -‬فإذا كان هؤالء املؤرخني‬
‫حمقني ىف ادعائهم فأين هو دور الفرس بعد مائة عام من عمر الدولة العباسية التى دمهها‬
‫األتراك بجهلهم وأرومتهم العصبية التى تقرتب من األرومة العربية واملزاج العربى‬
‫العنيف الذى يميل عادة إىل احلرب واخلراب واالنتقام‪ ،‬وهبم انحدرت هذه الدولة الكبرية‬
‫إىل هنايتها املحتومة‪.‬‬
‫كتب اإلخوان املسلمون ‪-‬كعمالء للمخابرات الربيطانية وخمابرات الدول االستعامرية‪-‬‬
‫التاريخ اإلسالمى ىف العرص احلديث لريفعوا فيه من شأن اخلالفة واخللفاء تنفيذا ألوامر‬
‫أسيادهم ىف املخابرات الربيطانية‪ ،‬باعتبار أن اخلالفة من مبادئ العقيدة اإلسالمية هلدم‬
‫األوطان والدول املسلمة املستقلة وإزالتها من أجل الدول االستعامرية‪ ،‬وعىل رأسها‬

‫‪4‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بريطانيا‪ ،‬وللتدليل عىل كراهيتهم ألبناء جنسهم ىف األوطان والقوميات من املسلمني ومن‬
‫غري املسلمني راحوا يتصيدون املواقف واملواقع‪ ،‬ويسقطون األنوار املبهرة عىل األشخاص‬
‫واخللفاء‪ ،‬وتناسوا الرعية وما آل إليه حاهلا من البؤس والشقاء ىف ظل اخلالفة واخللفاء‬
‫حتى أكل الناس اجليف‪ ،‬وذبحوا القطط والكالب‪ ،‬عدا قتلهم وسفك دمائهم ألهون‬
‫األسباب‪ ،‬حتى صار القتل من خصائص اخلليفة الذى حييى من يشاء ويقتل من يشاء‪،‬‬
‫وأطلقوا أمراءهم‪ ،‬وعامهلم يسلبون الناس أرزاقهم‪ ،‬ويغتصبون أمالكهم باسم اخلليفة‬
‫الذى ال ُيرد قضاؤه‪ ،‬ومن وراء هؤالء وهؤالء جوقة جهنمية من املحدثني والفقهاء‬
‫يربرون للخليفة وأمرائه وعامله قتل العباد والذهاب بام أفاء اهلل عليهم من نعم‪ ،‬فصار مههم‬
‫التنقيب ىف اآليات واملرويات الستخراج ما ُيرىض اخلليفة وأعوانه وبطانته من اللصوص‬
‫وسفاكى الدماء من كل األجناس باسم اإلسالم‪ ،‬وما هو إال إسالم مواز دنيوي‪ ،‬ال ديني‪،‬‬
‫يفى بأغراضهم‪ ،‬ومطامعهم‪.‬‬
‫وكتب التاريخ اإلسالمى ىف العرص احلديث أيضا مؤرخون‪ ،‬ربام كانوا متخصصني‬
‫وأكاديميني‪ ،‬لكنهم وهبوا أقالمهم ملن دفع هلم‪ ،‬وأكرم وفادهتم‪ ،‬فطوعوا له التاريخ‪،‬‬
‫أو زوروه بعد أن اعتربوه ملكا خاصا هبم‪ ،‬وملن دفع هلم وأكرمهم‪ ،‬فلو توقف التاريخ‬
‫عند دولة كريمة أبرز املؤرخ تاريخ حكامها األفذاذ‪ ،‬وأصلهم الغائر‪ ،‬وعقوهلم الراجحة‪،‬‬
‫وحكمتهم البالغة‪ ،‬رغم لعنات الشعب عليهم‪ ،‬أما لو توقف عند دولة شحيحة مل تأبه‬
‫لزيارة املؤرخ العظيم فياويل التاريخ واحلكام حتى لو شهد هلم الشعب بالنزاهة والعدل‬
‫والعمل املتواصل من أجلهم‪ ،‬وهكذا ظهر ىف العرص احلديث جتار التاريخ بعد ظهور جتار‬
‫الدين مبارشة‪ ،‬وربام كانوا ورثتهم‪ ،‬ومن هنا كان اهلدف من هذا الكتاب الذى قصدنا به‬
‫احلياد السياسى واملذهبى بزيارة جديدة لوقائع التاريخ اإلسالمى بال تزييف وال تزيني وال‬
‫حماباة وال تربير‪ ،‬فالتاريخ ال يرحم وال يعذر وال يغفر‪ ،‬وقد حرصنا عىل رسد الوقائع جمملة‬
‫شاملة حتى عرصنا هذا بقدر اإلمكان‪ ،‬حتى نستطيع حرصها واخلروج منها بنتائج مفيدة‬
‫بعيدة عن التفاصيل التى قد ترهق قارئ هذا العرص الالهث‪ ،‬وتفقده وقته‪ ،‬وتركيزه‪،‬‬
‫وتؤدى بالكتاب إىل التخمة املفرطة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪6‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫املسلمون بني اللحى والعمائم‬


‫خرج املسلمون من سباق األمم بعد أن حتولت احلروب من اخليل والسيوف ورامجات‬
‫األحجار (املنجنيق) إىل البارود واملواد املتفجرة عن طريق قاذفات القنابل واملدافع‬
‫والصواريخ التى جعلت املوت ىف املعارك مجاعيا‪ ،‬وىف بقعة واحدة بعد أن كان فرديا‬
‫متنائرا ىف دائرة حمدودة تسمى املوقعة‪ ،‬التى أصبحت ىف احلروب احلديثة ميدانا فسيحا‬
‫للقتال وتبادل إطالق النار‪ ،‬وأفلح خصوم املسلمني‪ ،‬بعد خربات حربية طويلة‪ ،‬ىف نقل‬
‫ميادين رضب املسلمني باملدافع والقاذفات والصواريخ إىل أراضيهم وبالدهم‪ ،‬كى يتم‬
‫حصد أرواحهم باجلملة ىف دقائق معدودة؛ خلفض تكاليف احلرب التى أصبحت مكلفة‬
‫للدول العظمى القادرة عليها‪ ،‬ومن هنا تفتق ذهنهم عن احلرب بالوكالة‪ ،‬فالوكالء قد‬
‫سمنوا وأصبحوا قادرين عىل إنفاذ ما ُوجدوا من أجله‪ ،‬فلامذا ال يتطور أداؤهم من‬
‫تنغيص عيش النظم القائمة‪ ،‬والسخرية من تأمني شعوهبم ورفع مستوى معيشتهم‪،‬‬
‫إىل إسقاط هذه النظم وفض هذه الشعوب‪ ،‬لينضموا إىل الجئى عرب فلسطني منذ‬
‫‪1367‬هـ ‪1948 -‬م‪ ،‬وما هو ماحدث بالفعل‪.‬‬
‫ولكى تبتلع هذه الشعوب ما هو خمطط هلا فال بد أن يتم اإلسقاط ىف إطار بطوىل يشحذ‬
‫مهم هذه الشعوب ليجعلها تنطلق من سباهتا فتخرج مزجمرة إىل الشوارع‪ ،‬وتتغاىض‬
‫عام سيقوم به الوكالء املعدون سلفا من تقويض ملؤسسات الدول‪ ،‬وختريب مقوماهتا‬
‫األساسية‪ ،‬وهو ما وعد به صقور اإلدارة األمريكية أثناء اإلعداد لغزو العراق من أهنم‬
‫سيعيدونه إىل القرون الوسطى مرة أخرى‪ ،‬ويبدو أن الوعد انسحب عىل باقى املنطقة‪،‬‬
‫فام كانت العراق سوى البداية‪ ،‬وكان عىل األمريكيني إكامل ما بدأه الربيطانيون من‬
‫قرنني بتأسيس الوهابية واإلخوان املسلمني والسامح هلام باالنتشار العاملى حتى داخل‬

‫‪7‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أوروبا وأمريكا‪ ،‬ومل تكتف أمريكا بذلك بل أنشأت تنظيمني جديدين للقضاء الرسيع‬
‫عىل مقدرات املنطقة‪ ،‬وبالتاىل سقوط أنظمتها الواحد تلو اآلخر‪ ،‬ومها القاعدة وداعش‪،‬‬
‫وذلك لذوبان الوهابية واإلخوان ىف األنظمة القائمة باالحتواء أو السجن‪ ،‬ومن هنا‬
‫عاد السبى والنخاسة إىل املنطقة‪ ،‬وعاد إنسان املنطقة‪ ،‬بانى احلضارات القديمة‪ ،‬إىل‬
‫العرض ىف األسواق للبيع مثل البهائم واحليوانات‪ ،‬خاصة النساء‪ ،‬فيام عدا موجات‬
‫االغتصاب التى جرت عىل النساء والرجال عىل السواء‪ ،‬طوعا أو كرها‪ ،‬كنوع من‬
‫اإلذالل واخلضوع والرىض باألمر الواقع‪ ،‬مع جرعة ال بأس هبا من املهدئات الدينية‬
‫املسكنة؛ كى يبدو األمر إهل ًّيا بحتا ال دخل فيه ألهل األرض الذين جيب أن خيضعوا‬
‫للقضاء والقدر‪.‬‬
‫وال حيدث هذا بني املسلمني وأعدائهم التقليديني من اليهود‪ ،‬أو حتى الكفرة‪ ،‬عىل حد‬
‫قوهلم‪ ،‬من مسيحيى الغرب املستغل‪ ،‬ولكنه حيدث بني املسلمني واملسلمني بعد أن أفلح‬
‫والسنة من املسلمني‪،‬‬
‫األئمة والفقهاء ىف متزيقهم رش ممزق‪ ،‬فصارت احلروب بني الشيعة ُ‬
‫السنة) يزكيها وينفخ فيها‬
‫وبني السنة والسنة منهم (‪ %85‬من تعداد املسلمني ىف العامل من ُ‬
‫أصحاب اللحى والعامئم من فوق أرسهتم الوثرية‪ ،‬املحروسة بإمكانات خيالية ألعتى‬
‫خمابرات العامل الغربى املسيحى‪ ،‬برتسانة هائلة من األحاديث املكذوبة والصحيحة‬
‫ا ُملؤولة وغري املؤولة‪ ،‬وتفسريات للنصوص القرآنية ما أنزل اهلل هبا من سلطان‪ ،‬وال‬
‫نزلت إطالقا لتفريق املسلمني‪ ،‬فأضحى أصحاب اللحى والعامئم كفرعون الذى ذكر‬
‫اهلل تعاىل أن أبرز سيئاته التفريق بني الناس‪:‬‬

‫«إن فرعون عال فى األرض وجعل أهلها شيعا» (القصص‪.)4 :‬‬

‫استطاعوا بجدارة حتويل بأس املسلمني من نحور أعدائهم التقليديني (اليهود) إىل‬
‫نحور بعضهم البعض‪ ،‬فاختفت الصومال وأفغانستان وجنوب السودان من اخلريطة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وىف الطريق إىل االختفاء العراق وليبيا واليمن‪ ،‬وجار إنقاذ ما يمكن إنقاذه‬
‫من أنقاض سوريا‪ ،‬وال نرى اهلجمة الرشسة عىل جيوش باقى الدول اإلسالمية‪ ،‬وتكفري‬

‫‪8‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أفرادها إال استكامال وإرصارا عىل هدم باقى الدول اإلسالمية وإسقاطها بواسطة هؤالء‬
‫األرشار سواء منهم املدرك ملا حيدث أو األلعوبة من أجل الدوالرات‪.‬‬
‫السنى – الشيعى؛‬ ‫حتول بفضلهم الرصاع ىف املنطقة من العربى – اإلرسائيىل‪ ،‬إىل ُ‬
‫فالسنة هم الطائفة املنصورة عىل املسيح الدجال وأتباعه من الشيعة‪ ،‬والشيعة هم حزب‬
‫ُ‬
‫السفيانى من بنى أمية‪ ،‬وهو ما راكم لدينا هذه األعداد‬
‫اهلل الذى سينترص عىل العدو ُ‬
‫الرهيبة من الضحايا والدماء واألشالء‪.‬‬
‫ثالثة أعوام من الرصاع الطائفى ىف سورية (ومل ينته هذا الرصاع بعد حتى تاريخ صدور‬
‫هذا الكتاب) نتج عنه ‪ 140‬ألف قتيل‪ ،‬وهو ما يقدر بنحو ‪ 15‬ضعفا لضحايا حروب‬
‫الرصاع العربى – اإلرسائيىل عىل مدى ‪ 66‬عاما املاضية‪ ،‬باإلضافة إىل ماليني الالجئني‬
‫العرب‪ ،‬للمرة الثانية‪ ،‬بعد عرب ‪1367‬هـ ‪1948 -‬م‪ ،‬ودمار هائل لكل مؤسسات‬
‫الدولة‪ ،‬وممتلكات الشعب‪.‬‬
‫ىف عام ‪1434‬هـ ‪2013 -‬م فقط بلغ عدد ضحايا االشتباكات الطائفية بني املدنيني‬
‫ىف العراق ‪ 7817‬طبقا لتقديرات األمم املتحدة‪ ،‬ونحو‪ 9500‬طبقا لتقديرات السلطات‬
‫العراقية‪ ،‬وهو ما يعادل ثالثة أضعاف ضحايا العدوان الثالثى عىل مرص سنة ‪1375‬هـ‬
‫‪1956 -‬م (‪ 3000‬شهيد)‪ ،‬ونحو نصف الشهداء العرب ىف حرب أكتوبر ‪1392‬هـ‬
‫‪1973 -‬م (‪ 18300‬شهيد)‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )1‬للمقارنة بني ضحايا الرصاع مع إرسائيل عىل مدى ‪ 66‬عاما‪ ،‬وضحايا العدوان الثالىث (بريطانيا‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬
‫وإرسائيل) عىل مرص سنة ‪1956‬م‪ ،‬وضحايا التحول إىل الرصاع الطائفى بني املسلمني ىف العراق وسوريا وإيران‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫السنى (‪1408 - 1400‬هـ‪1988 – 1980 ،‬م) بعد الثورة‬ ‫ىف الرصاع الشيعى – ُ‬
‫اخلومينية ىف إيران‪ ،‬وبعد إعالن اجلمهورية اإلسالمية سنة ‪1399‬هـ ‪1979 -‬م بلغ‬
‫السنة) – اإليرانية (باسم الشيعة) مليون مسلم من‬‫عدد ضحايا احلرب العراقية (باسم ُ‬
‫السنة والشيعة‪ ،‬بعد أن وصمهم النظام العراقى وقتها باملجوس لتربير مهامجتهم من‬ ‫ُ‬
‫أجل استعادة السيطرة عىل شط العرب وضم خوزستان‪ ،‬ثم قبل العراق اتفاق اجلزائر‬
‫‪1394‬هـ ‪1975 -‬م برتسيم احلدود مع إيران سنة ‪1410‬هـ ‪1990 -‬م‪ ،‬بينام كان عدد‬
‫ضحايا الرصاع العربى – اإلرسائيىل أقل من ‪ 116‬أل ًفا‪ ،‬منهم ‪ 91‬ألف عربى فقط منذ‬
‫عام ‪1339‬هـ ‪1920 -‬م‪ ،‬وحتى عام‪1430‬هـ ‪2009 -‬م‪.‬‬
‫ويرى املراقبون أن الثورة اخلومينية‪ ،‬وإعالن الدولة اإلسالمية سنة ‪1399‬هـ ‪-‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬والغزو األمريكى للعراق سنة ‪1424‬هـ ‪2003 -‬م‪ ،‬وصعود نفوذ حزب اهلل‬
‫الشيعى ىف لبنان بعد حربه مع إرسائيل سنة ‪1427‬هـ ‪2006 -‬م عمل عىل تقوية النفوذ‬
‫السنة‪ ،‬وعىل رأسهم اململكة العربية السعودية املتهمة‬
‫الشيعى ىف املنطقة مما أثار حفيظة ُ‬
‫السنية السورية ضد احلكم العلوى الشيعى‪ ،‬من أجل اسرتداد‬ ‫حاليا بتأليب القوى ُّ‬
‫النفوذ السنى ىف العراق الذى أسهمت قبل ذلك ماديا ىف سقوطه واحتالله بالتعاون مع‬
‫قطر التى خرجت منها طائرات التحالف األمريكى – الربيطانى لرضب العراق (قاعدة‬
‫العيديد)‪ ،‬وبعد أن دعمت السعودية ودول اخلليج العربى – من َقبل – النظام العراقى‬
‫ىف حربه ضد إيران للحيلولة دون املد الثورى الشيعى اإليرانى الذى ألب عليهم شيعة‬
‫اخلليج العربى وشامل رشق السعودية‪.‬‬
‫حيث السلفيون أتباعهم بنجدة إخوهتم أهل السنة من الروافض الصفويني عمالء‬
‫أمريكا وإيران والصهيونية‪ ،‬مدعني أن بالد الشام هى أرضهم (الطائفة املنصورة)‪،‬‬
‫ويؤكدون أن دمشق وريفها هى ميدان املعركة الفاصلة بني معسكر احلق وجيوش‬
‫الدجال قبل يوم القيامة طبقا للحديث الذى يتداولونه‪:‬‬
‫«فسطاط املسلمني يوم امللحمة الكربى بأرض يقال هلا الغوطة‪ ،‬فيها مدينة يقال هلا‬
‫دمشق من خري منازل املسلمني يومئذ»‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وأن نبى اهلل عيسى‪ ،‬أو املسيح‪ ،‬سيهبط عند املنارة البيضاء رشقى دمشق (أين هى؟!)‪،‬‬
‫والتى يعتقد أهل السنة أهنا املسجد األموى ىف دمشق‪.‬‬
‫كام للمراجع الشيعية دعوة ألتباعهم بدخول سوريا واجلهاد إىل جوار النظام العلوى‬
‫الشيعى حتى ال تقع سوريا ىف أيدى أعداء آل البيت‪ ،‬وعند دخوهلم سوريا سيظهر‬
‫السفيانى‪ ،‬العدو اللدود للمهدى‪،‬‬ ‫املهدى املنتظر الذى سيقودهم للقضاء عىل عدو اهلل ُ‬
‫وعىل تم تصديره حلوادث آخر الزمان املزعوم‪ ،‬فلو كنا‬
‫وكأنه تكرار للرصاع بني معاوية ّ‬
‫ال نعرف ىف أى نقطة نحن من الزمن‪ ،‬فمن أين لنا بمعرفة آخره؟ سيقول أحدهم لقد‬
‫أخربنا رسول اهلل بقوله‪ُ « :‬بعثت أنا والساعة كهاتني» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى‪،‬‬
‫بمعنى أن هناك مسافة بينهام‪ ،‬فهل نبأنا بكم سنة تقدر هذه املسافة؟ وقد مىض عىل رسالته‬
‫صىل اهلل عليه وسلم ما يزيد عىل ‪ 1400‬سنة‪ ،‬وكأهنا أحاديث اختلقت من أجل املصالح‬
‫الشخصية والطائفية‪ ،‬فام لنا والساعة وهى غيب اختص اهلل به نفسه‪ ،‬وقال عنه ىف بيان‬
‫قاطع‪:‬‬

‫«إن اهلل عنده علم الساعة» (لقمان‪.)34 :‬‬

‫ىف تقرير «كلود مونيكيه» الرئيس التنفيذى ملركز االستخبارات واألمن اإلسرتاتيجى‬
‫األوروبى الذى قدمه إىل الربملان األوروبى سنة ‪1434‬هـ ‪2013 -‬م يقول‪:‬‬
‫«إن الدعاة السلفيني ماهرون وفعالون جدا ىف مجع األموال من خالل براجمهم‬
‫التليفزيونية التى تبثها العديد من القنوات الفضائية السلفية»‪.‬‬
‫هذا ويتابع املراقبون اإلرسائيليون بمزيج من السعادة تصاعد خطاب الكراهية بني‬
‫الطائفتني املسلمتني عىل مواقع اإلنرتنت والقنوات الفضائية‪ ،‬ويركزون عىل كتابات‬
‫بعض شيوخ السنة التى تعترب الشيعة أسوأ وأكثر خطرا من اليهود‪ ،‬ومنهم من يعترب‬
‫الشيعة زنادقة جيب إعالن اجلهاد عليهم‪.‬‬
‫ىف احلرب السورية أفتى رجال الدين السنة بجواز اغتصاب املجاهدين السنة لنساء‬
‫الشيعة‪ ،‬وكذلك أفتى رجال الدين الشيعة بنفس الشىء من اغتصاب املجاهدين الشيعة‬

‫‪11‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫لنساء السنة‪ ،‬وال ندرى من قال عن حرب املسلم للمسلم إهنا جهاد‪ ،‬وال ندرى ملاذا‬
‫التوصية باالغتصاب بالذات من ذوى اللحى والعامئم سنة كانوا أم شيعة‪ ،‬وعليه فقد‬
‫دعت دراسة أعدهتا مؤسسة «راند» سنة ‪1426‬هـ ‪2005 -‬م الواليات املتحدة إىل‬
‫استغالل هذه االنقسامات اإلسالمية – اإلسالمية‪ ،‬وبالتاىل العربية – العربية لتعزيز‬
‫أهدافها السياسية ىف العاملني العربى واإلسالمى‪ ،‬وهو بالضبط ما فعلته إدارة الرئيس‬
‫األمريكى بوش االبن وصقوره ىف البيت األبيض بعد غزو أمريكا للعراق سنة ‪1424‬هـ‬
‫‪2003 -‬م بتسليم الدولة العراقية الساقطة إىل األحزاب الدينية الشيعية التى نشأت‬
‫بإيعاز أمريكى بعد إزالة النظام العراقى ذى احلزب الواحد‪ ،‬وتفكيك مجيع هياكل‬
‫حزب البعث إلطالق حالة من التوتر الطائفى باملنطقة‪ ،‬وبناء عليه فر من هذا اجلحيم‬
‫نحو مليوين عراقى ُسنى ومسيحى جراء عمليات القمع الشيعى‪.‬‬
‫ويرى «حممود جابر» الباحث املرصى ىف الشئون الشيعية أن من أسباب الرصاع تراجع‬
‫دور األزهر بعد أن أعلن شيخه أمحد الطيب أنه شيخ «مؤسسة ُسنية» دون أن يدرك متاما‬
‫دور األزهر طوال تارخيه كقبلة للمسلمني مجيعا‪ ،‬وبأن شيخه هو اإلمام األكرب لكل‬
‫عاما حني كانت مرص‬ ‫طوائفهم‪ ،‬وأن التوتر احلادث باملنطقة مل يكن كذلك منذ ‪ً 60‬‬
‫مفتوحة ملراجع الشيعة الذين كانوا يؤمون أتباعهم ىف صحن األزهر‪ ،‬وقد حرض السيد‬
‫موسى الصدر‪ ،‬أحد املراجع الشيعية‪ ،‬إىل القاهرة بعد حرب ‪1375‬هـ ‪1956 -‬م‪،‬‬
‫وصىل بالناس ىف أكرب مساجد بورسعيد دعام لنضاهلا‪ ،‬وأنشأ صندوقا للتربعات‪ ،‬كام‬
‫استضاف مجال عبد النارص عددا من علامء الشيعة‪ ،‬وكان يدعم اخلومينى ىف كفاحه ضد‬
‫شاه إيران‪ ،‬ويقول الباحث‪:‬‬
‫«ضعف شيوخ األزهر احلاليني أحد أسباب تفشى التوتر الطائفى‪ ،‬فحني أباح شيخ‬
‫األزهر حممود شلتوت التعبد عىل املذهب الشيعى مل يكن ذلك إال عن شعور بالقوة‬
‫والثقة‪ ،‬فامذا يضري اإلسالم أن يكون فيه سنة وشيعة وغريمها يتنافسون عىل تقديم‬
‫وعرض أفضل ما فيه بدال من هذا االقتتال وتكفري بعضهم بعضا‪ ،‬اآلن هناك عقول‬
‫ضيقة‪ ،‬وقيادة ضعيفة ملؤسسة األزهر‪ ،‬فضال عن أن إيران تسعى البتالع املنطقة‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتقابلها السعودية بدعم اجلامعات التكفريية حتت غطاء السنة ىف مواجهة الشيعة‪ ،‬وجتد‬
‫مثال بعض رشكات االتصاالت ىف الرياض تقدم خدمة لدعم املجاهدين ىف سوريا‪،‬‬
‫وكأهنا حرب مقدسة؛ وهى ليست إال حرب نفوذ»‪.‬‬

‫هل ي�ست�أ�سد الفئران؟‬


‫يموج العامل اإلسالمى باملنظامت اإلرهابية ذات املدارس واملعاهد لتدريب كوادر‬
‫اإلرهاب اإلسالمى التى بذلوا فيها األموال الكثرية‪ ،‬وقد أجاد اليهود واألمريكيون هذا‬
‫األسلوب حتى ُعرف بإرهاب الدولة بواسطة جهازى استخباراتيهام‪ ،‬ومارس اليهود‬
‫هذا األسلوب بعد حرب ‪1367‬هـ ‪1948 -‬م التى أدى فيها العرب دورهم املكتوب‬
‫هلم برباعة؛ من أجل إجياد الصيغة السياسية إلعالن قيام دولة إرسائيل كإحدى نتائج‬
‫احلرب املحسومة سلفا لصالح اليهود‪ ،‬إذ كانت قيادة جيش األردن إنجليزية‪ ،‬وقيادة‬
‫جيش مرص‪ ،‬أكرب الدول العربية‪ ،‬مللك يتحكم فيه اإلنجليز هو وأرسته املالكة لعرش‬
‫مرص حتت سلطة االحتالل‪ ،‬وباقى الدول املشرتكة دوال حمتلة‪ ،‬وقبل وبعد قيام دولة‬
‫إرسائيل كانت االغتياالت اليهودية مشهورة ومعروفة‪.‬‬
‫إن املنظامت اإلرهابية املوجودة ىف العامل اإلسالمى تغتال األفراد العاديني من‬
‫الغربيني ىف السفارات واملراكز التجارية‪ ،‬وكلام اغتالت أحدهم يموت بجانبه عرشات‬
‫األبرياء حتى وصموا اإلسالم باإلرهاب (وهو املطلوب إثباته للعامل)‪ ،‬وال تتجه هذه‬
‫املنظامت إىل اغتيال الشخصيات املؤثرة ىف الغرب‪ ،‬والتى تثري الغرب كله ضد اإلسالم‬
‫واملسلمني (مثل الرسوم املسيئة للرسول) وتستبيح دماءهم وأمواهلم‪ ،‬وال تغتال كذلك‬
‫الشخصيات اليهودية املؤثرة‪ ،‬فهذه املنظامت ال يعوزها املال وال التنظيم‪ ،‬ولكنها متخمة‬
‫بأموال املخابرات الغربية واإلرسائيلية‪ ،‬وتدين هلذه املخابرات بتنظيمها وختطيطها‬
‫وتوجيهها للنيل من اإلسالم بأيدى املسلمني‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪14‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الفتوحات اإلسالمية احلربية‬


‫غاص املسلمون ىف فتوحات مجة أخذت عليهم كل حياهتم‪ ،‬فكام غنموا منها الكثري راح‬
‫منهم الكثري من األنفس‪ ،‬فعانوا كثريا من هذه الفتوحات التى غرقوا ىف غاباهتا الكثيفة‬
‫واملتشابكة مع دولتني عريقتني هلام الباع الطويل ىف احلرب والقتال وحشد اجليوش‬
‫وإعدادها إعدادا حمكام‪ ،‬كام عانوا كذلك من احلفاظ عليها والتمسك بام آل إليهم من‬
‫املدن واألراىض الشاسعة التى تنضح باخلري واجلامل عىل غري ما تعودوا ىف جزيرهتم‬
‫القاحلة التى عاشوا فيها حياة اخلشونة والتقشف‪ ،‬فقويت أجسامهم وعزائمهم فيها‪،‬‬
‫وهو ما كان اخلليفة عمر بن اخلطاب يضعه دائام ىف االعتبار‪ ،‬إذ أوىص قادته بالنزول‬
‫بمحاربيهم وجنودهم ىف أطراف املدن حتى حيتفظوا بصالبة أجسامهم‪ ،‬وال تأخذهم‬
‫نعومة العيش ىف املدن وعىل ضفاف األهنار‪ ،‬فتلني عزائمهم وختور قواهم وتغرهيم احلياة‬
‫الوادعة‪ ،‬وما كان عمر بذلك إال ملام بتاريخ الدول التى قامت عىل ضفاف األهنار منذ‬
‫فجر التاريخ ىف العراق ومرص التى كان يسكنها الوادعون والناعمون من أهل املدن‪،‬‬
‫وعىل ختوم هذه الدول رجال الصحراء األشداء األقوياء الذين كانوا يرتبصون هبم‪،‬‬
‫ويتحينون الفرص لالنقضاض عليهم ليقيموا دولتهم اجلديدة عىل أنقاضهم وفوق‬
‫جثثهم‪ ،‬تلك هى فلسفة التاريخ العميقة التى وعاها عمر جيدا‪ ،‬ومن هنا بات عرص‬
‫اخللفاء الراشدين يطوى سنواته الرسيعة حمرزا ما قدر اهلل له من فتوح ىف فرتة قصرية‪،‬‬
‫حلاجتهم امللحة إىل دولة قوية حتيط هبذه املسافات الشاسعة واملدن الكثرية‪ ،‬فانحرصت‬
‫الفتوحات ىف نيف وعرشين سنة بدأها أبو بكر‪ ،‬وتوقفت ىف هناية النصف األول من‬
‫والية عثامن‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫م�شكلة الغنائم‪:‬‬
‫محلت دولة اخلالفة األوىل (األموية) راية الفتوح التى توقفت ىف منتصف العرص العثامنى‬
‫(عرص عثامن بن عفان)‪ ،‬فعملت بنصيحة «عبد اهلل بن عامر»‪ ،‬أحد الوالة عىل األمصار‪،‬‬
‫لعثامن بن عفان باستئناف الفتوح التى تثري محاس الناس‪ ،‬وتعود عليهم باألموال والعبيد‬
‫حتى ختمد الفتن‪ ،‬إىل أن وضعت موقعة بالط الشهداء (بواتييه) حدا للفتوحات العربية‬
‫اجلاحمة وغري املخططة باسم اإلسالم؛ عندما عرف النصارى (الفرنجة) أن لدى اجليش‬
‫اإلسالمى غنائم كثرية حصل عليها من معاركه أثناء تقدمه من قرطبة حتى بواتييه‪،‬‬
‫وكان من عادة العرب أن حيملوا غنائمهم معهم فيضعوها وراء جيشهم مع قوة حتميها‪،‬‬
‫فعمل النصارى (الفرنجة) عىل كبح تقدمهم عن طريق رضب جيشهم من اخللف‪،‬‬
‫متاما كام فعل قبل ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص باملسلمني ىف غزوة ُأحد الذين‬
‫هبطوا من أعىل اجلبل جلمع الغنائم املتناثرة أمامهم بأعداد كبرية‪ ،‬وهم الذين أقامهم‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم حلامية ظهورهم‪ ،‬وأكد عليهم بأال يغادروا موقعهم‬
‫مهام حدث حتى لو رأوا النبى واجليش يتتبعون الكفار إىل مكة‪ ،‬وهذا ما حدث ىف هذه‬
‫املوقعة إذ رضهبم النصارى من اخللف (ىف القوة التى حتمى الغنائم) فتضطر فرقة من‬
‫اجليش إىل التقهقر إىل اخللف حلاميتهم‪ ،‬فيختل نظام اجليش‪ ،‬وينفض الناس من حول‬
‫القائد ويرتكوه لقمة سائغة لسهام األعداء‪.‬‬

‫اجلزية‪:‬‬
‫أقام الفقهاء أحكام اجلزية عىل غري املسلمني حسب طبيعة األرض فهى‪:‬‬
‫‪ - 1‬دار إسالم‪ :‬ال بد فيها لغري املسلم من دفع اجلزية (مقرونة بالذل والصغار)‪،‬‬
‫وغريها من الرشوط التى وضعها اخللفاء (هل أوىص هبا الرسول؟)‪ ،‬وهى االلتزام‬
‫بآداب املسلمني الظاهرة‪ ،‬وأال يرفعوا صليبا‪ ،‬وال يرشبوا مخرا‪ ،‬وال يؤذوا مسلام‪ ،‬وال‬

‫‪16‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫يبنوا كنيسة‪ ،‬وال يدعوا أحدا إىل دينهم‪ ،‬وال يرفعوا دورهم فوق دور املسلمني‪ ،‬وال‬
‫حيتفلوا بأعيادهم ظاهرا‪ ،‬وال ينرشوا شيئا من كتبهم بني املسلمني‪.‬‬
‫‪ -2‬دار كفر تنقسم إىل‪:‬‬
‫ • دار صلح وعهد‪:‬‬
‫الوفاء بعهدهم إذا حصل منهم الوفاء‪ ،‬والعهد والصلح ال يستمر إىل األبد‪ ،‬بل هو‬
‫حمدود بمدة قدروها بام ال يزيد عن عرش سنوات‪.‬‬
‫ •دار حرب‪:‬‬
‫وهم الذين ال عالقة بينهم وبني املسلمني إال السيف والقتال (يعنى اعتداء‪ ،‬واهلل ال‬
‫حيب املعتدين)‪ ،‬واألخذ بكل طريق ومرصد إذا أقيمت عليهم احلجة (أى حجة؟! وليس‬
‫بينهم وبني املسلمني إال السيف والقتال)‪ ،‬وكان باملسلمني قوة واستطاعة إلرغامهم عىل‬
‫اخلضوع هلل ولدينه‪ ،‬وليكون الدين كله هلل (حتى اآلن مل يصبح الدين كله هلل‪ ،‬فهل قصرَّ‬
‫األوائل ىف ذلك؟ خاصة أن إمكاناهتم احلربية كانت مساوية متاما إلمكانات املغايرين‬
‫ىف الدين‪ ،‬فالسيف بالسيف‪ ،‬والرمح بالرمح وهكذا‪ ،‬أما اآلخرون أمثالنا فقد ختلفنا بعد‬
‫أن سلمنا األوائل الرتكة كام هى‪ ،‬وأصبح املغايرون ىف الدين يملكون األموال واملوارد‬
‫وعلم إدارهتا والتكنولوجيا واألسلحة الفتاكة‪ ،‬ونحن‪ ،‬اآلخرين‪ ،‬بالكاد نعيش‪ ،‬وأكثر‬
‫من ذلك نعيش عالة عيل هؤالء املغايرين ىف الدين‪ ،‬حتى أننا أصبحنا نستعني عىل أداء‬
‫فرائضنا بوسائلهم احلديثة من طائرات وخمرتعات ومبتكرات سهلت علينا احلياة وأداء‬
‫الطاعات والعبادات املفروضة علينا من حج وصالة وخالفه‪ ،‬وعملت عىل زيادة‬
‫الصالت بني املسلم وذويه وإخوانه ىف الدين)‪.‬‬

‫فتوحات اخلليفة �أبى بكر ال�صديق‪:‬‬


‫تركزت ىف العراق التى انقسمت بني الدولة الفارسية‪ ،‬والقبائل العربية ىف اجلزء املتاخم‬
‫للجزيرة العربية ىف مملكة احلرية وما حوهلا‪ ،‬وتدخل الروم ملؤازرة العرب املسيحيني‬
‫الذين انضموا إىل الفرس لصد العرب املسلمني ىف آخر أيام أبى بكر القصرية‪ ،‬فقد‬
‫‪17‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫كان بالعراق نحو سبعة ماليني يتكلمون اللغة الرسيانية التى شكلت ثقافتهم؛ حتى‬
‫تكلم هبا أيضا أولئك العرب الذين عاشوا ىف إمارة املناذرة باحلرية‪ ،‬ودان أغلبهم‬
‫بالديانة املسيحية عىل املذهب النسطورى‪ ،‬وشكل الباقى منهم املسيحيون اليعاقبة‬
‫(أتباع الكنيسة السورية الرسيانية)‪ ،‬واليهود‪ ،‬واملندائيون (الصابئة)‪ ،‬وعىل مدار خالفة‬
‫أبى بكر دارت هذه املواقع‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ربام تطلع أبو بكر إىل ضم أنصار لإلسالم‬ ‫ذات ‪12‬هـ خالد‬ ‫‪1‬‬
‫من غري العرب ىف اجلزيرة؛ الذين عانى من‬ ‫بن‬ ‫السالسل ‪-‬‬
‫ارتدادهم عن اإلسالم الذى وحدهم وأعىل‬ ‫(كاظمة) ‪634‬م الوليد‬
‫شأهنم بعد أن كانوا أمة مهملة من التاريخ‪،‬‬
‫فاختار قائده املفضل «خالد بن الوليد»‬
‫ليتحرك نحو فارس بألف مقاتل‪ ،‬ازدادوا ىف‬
‫الطريق حتى بلغوا العرشة آالف؛ ليدخل‬
‫هبم من جنوب العراق بالنِّباح‪ ،‬فينضم إليه‬
‫«املثنى بن حارثة» الذى عسكر ىف «خ َّفان»‬
‫بأمر أبى بكر؛ لتبدأ من هناك معارك الفتح التى‬
‫استمرت عاما وشهرين‪ ،‬ويتحرك «هرمز»‬
‫قائد جيوش الفرس مرس ًعا نحو احلفري ليسبق‬
‫املسلمني إىل هناك عندما علم بقدومهم‪ ،‬بعد‬
‫أن أخرب سيده «كرسى أردشري» بذلك‪ ،‬ويفكر‬

‫‪18‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫فيام يصنعه لرد هؤالء‪ ،‬وحتويلهم عن فارس‬
‫بال عودة؛ فراح يربط جنوده بالسالسل حتى‬
‫يكون ترابطهم صدا ورادعا للعدو‪ ،‬فوزع‬
‫خالد جنوده ىف ثالث فرق‪ ،‬ترأس إحداها‪،‬‬
‫وترك احلفري واجته نحو «كاظمة» ليجد‬
‫الفرس ىف انتظاره‪ ،‬فآثر االشتباك ىف هذا‬
‫املكان‪ ،‬واقرتبت الصفوف تأهبا للقتال‪ ،‬إال‬
‫أن هرمز خرج شاهرا سيفه يريد مبارزة قائد‬
‫املسلمني‪ ،‬فربز له خالد والتحم معه‪ ،‬وملا رأى‬
‫املسلمون خروج جند الفرس الغتيال خالد‬
‫التفوا حوله‪ ،‬ودخلوا معهم ىف معركة حامية‬
‫الوطيس أسفرت عن فرارهم‪.‬‬

‫كلف «خالد» القائد «املثنى بن حارثة»‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫ا َمل َذار‬ ‫‪2‬‬
‫بتتبع فلول املنهزمني‪ ،‬ولكنه توقف عندما‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫علم بوجود جيش للفرس بقيادة «قارن‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫بن قريانوس» قد عسكر ىف ا َمل ّذار‪ ،‬ومل يكن‬
‫سوى املدد الذى أرسله كرسى لقائده هرمز‬
‫والفلول الفارة من معركة ذات السالسل‪،‬‬
‫فأقام املثنى بجيشه بالقرب منهم ىف انتظار‬
‫خالد حتى أقبل فجمع جنده ونظمهم‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫واستعد كل فريق للقتال‪ ،‬فدعا قائد الفرس‬
‫للمبارزة فخرج إليه خالد و«معقل بن‬
‫األعشى» الذى قتله‪ ،‬لتهتز صفوف الفرس‪،‬‬
‫فأعمل املسلمون فيهم سيوفهم من كل ناحية‬
‫حتى الذوا بسفنهم هاربني‪ ،‬ف ُقتل وغرق من‬
‫الفرس يومئذ ثالثون ألفا‪.‬‬

‫سري الفرس جيشا عرموما من املدائن إىل‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫الولجَ ة‬


‫َ‬ ‫‪3‬‬
‫الولجَ ة لالنتقام من املسلمني العرب‪ ،‬وانقسم‬ ‫َ‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫اجليش حتت قيادة كل من «األَ َندَ ْر َزغَر»‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫و«بهَ ْ َمن جاذويه»‪ ،‬مع ما انضم إليهام من‬
‫عرب بكر بن وائل النصارى‪ ،‬فأمن خالد‬
‫مقرن» عىل احلفري‪ ،‬وأمره‬ ‫ظهره بـ"سويد بن ّ‬
‫بلزومها‪ ،‬وسار نحو اجليش الفارسى ليشتبك‬
‫معه ىف حرب رضوس؛ حتى أحكم خناقه‬
‫عليهم من األمام واخللف‪ ،‬مثريا الفزع ىف‬
‫صفوفهم‪ ،‬فلحقت هبم اهلزيمة‪ ،‬وفر قائدهم‬
‫األَ َندَ ْر َزغَر الذى مات عطشا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫حرك السعى إىل الثأر نصارى بكر بن‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫ُأ َّليس‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫وائل من العرب املوالني للفرس فكاتبوهم‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫وفتح‬
‫واتفقوا عىل االجتامع ُبأ َّليس‪ ،‬يقودهم «عبد‬ ‫‪634‬م الوليد‬ ‫أمغيشيا‬
‫األسود العجىل»‪ ،‬ورأس جيش الفرس‬
‫قائدهم «جابان»‪ ،‬فربز هلم خالد بجيشه‪،‬‬
‫وطلب املبارزة فجبنوا عن اخلروج إال «مالك‬
‫بن قيس»؛ الذى ُقتل ىف ملح البرص مما أشعل‬
‫القتال بني الفريقني‪ ،‬فحمل عليهم خالد حتى‬
‫متكن منهم‪ ،‬وقهر هذا التحالف‪ ،‬وكان أكثر‬
‫جيش الفرس من «أمغيشيا» أكرب أمصار‬
‫العراق؛ املعروفني بالثراء الواسع‪ ،‬فتفرقوا‬
‫ىف أنحاء العراق بعد هذه الواقعة‪ ،‬وهرب‬
‫من بقى من أهلها تاركني ديارهم وأمواهلم‬
‫فدخلها املسلمون‪ ،‬وهدموها واستولوا عىل‬
‫ما فيها‪.‬‬

‫بعد هذه املعارك مع الفرس وحلفائهم‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫احلرية‬ ‫‪5‬‬


‫من العرب رأى املسلمون مدامهة مراكزهم‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫األساسية مثل احلرية واملدائن‪ ،‬فركب‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫خالد وجنوده لعبور هنر الفرات إىل احلرية‪،‬‬
‫ولكن أمريها «األزاذبة» وجه ابنه ىف جيش‬

‫‪21‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫لتحويل النهر‪ ،‬وخرج هو عىل رأس جيش‬
‫آخر لقتال املسلمني‪ ،‬حتى جنحت سفن‬
‫املسلمني وتوقفت عن السري لتحويل النهر؛‬
‫ولكن خالدا نجح ىف إعادة النهر إىل جمراه‬
‫الطبيعى‪ ،‬وقاتل ابن األمري حتى فر من‬
‫أمامه مهزوما‪ ،‬واستأنف املسلمون العبور‬
‫إىل الضفة األخرى ليفر أمري احلرية بعد أن‬
‫وصلته األنباء بفرار ابنه وموت «كرسى»‪،‬‬
‫فأغلق أهل احلرية أبواب مدينتهم وحتصنوا‬
‫فيها‪ ،‬فحارصهم خالد بعد أن خريهم بني‬
‫اإلسالم واجلزية واحلرب؛ فاختاروا القتال‬
‫فرماهم املسلمون من كل ناحية حتى قبلوا‬
‫الصلح‪ ،‬فأمنهم خالد‪.‬‬

‫صار خالد وجنده حديث أهل العراق‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫ذات‬ ‫‪6‬‬
‫وفارس‪ ،‬حتى تدواله البعض منهم ىف شىء‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫العيون‪،‬‬
‫من الرهبة واخلوف‪ ،‬حتى نشب القتال حول‬ ‫‪634‬م الوليد‬ ‫وفتح‬
‫األنبار‪ ،‬فأمر «خالد» برمى األعداء ىف عيوهنم‪،‬‬ ‫األنبار‬
‫فاتصل قائد الفرس «شريزاد» بخالد يطلب‬
‫الصلح برشوط مل يقبلها املسلمون‪ ،‬فاتصلت‬
‫احلرب وختندق القوم؛ فأمر خالد بذبح النوق‬

‫‪22‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫اهلزيلة‪ ،‬والضعيفة وإلقائها ىف أضيق مكان‬
‫من اخلندق حتى عربوا عليها‪ ،‬فلام عاينهم‬
‫قائد الفرس عرض عليهم الصلح مرة أخرى‬
‫بال رشوط هذه املرة‪ ،‬فصاحلهم خالد وصالح‬
‫من حول األنبار‪.‬‬

‫غرر نصارى العرب بالفرس مرة أخرى‪،‬‬ ‫عني التمر ‪12‬هـ خالد‬ ‫‪7‬‬
‫فجمع « َع َّقة بن أبى َع َّقة» الكثري من نصارى‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫العرب‪ ،‬وتقدموا وحدهم لقتال املسلمني؛‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫بعد أن سمحوا هبروب جيش الفرس بقيادة‬
‫«مهران» من عني التمر‪ ،‬فالعرب أعلم بقتال‬
‫العرب‪ ،‬وبينام وقف َع َّقة ينظم صفوفه ويتفقد‬
‫جنده انقض عليه خالد وأرسه فاهنزم جنوده‬
‫بال حرب وجلأوا إىل حصوهنم‪ ،‬فتتبعهم‬
‫املسلمون حتى طلبوا منهم األمان‪ ،‬فأجاهبم‬
‫خالد برشوط‪ ،‬ولكنه قتل منهم وأرس حتى ال‬
‫جيد الفرس حليفا هلم من العرب‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫استنجد «عياض» بخالد بن الوليد بالعراق‬ ‫‪12‬هـ عياض‬ ‫َد ْو َمة‬ ‫‪8‬‬
‫ىف القتال بدومة اجلندل بعد أن حارصه‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫اجلندل‬
‫أهلها وحارصوه‪ ،‬فرد عليه خالد يطمئنه‬ ‫‪634‬م غَنم‪،‬‬
‫بقدوم املسلمني لنجدته‪ ،‬فاستنجد أهل‬ ‫وخالد‬
‫دومة اجلندل بنصارى العرب من قبائل‬ ‫بن‬
‫كلب وغسان وتنوخ وغريها‪ ،‬حتى ضاقت‬ ‫الوليد‬
‫هبم حصون مدينتهم‪ ،‬وملا وصل خالد تفقد‬
‫الباب الرئيسى حلصون املدينة؛ حتى عثر عىل‬
‫أضعف نقطة فيه فاخرتقها وأزاله من مكانه‬
‫ليدخل املسلمون عليهم الصطياد املحاربني‬
‫منهم‪.‬‬

‫كان لغياب «خالد» ىف دومة اجلندل أثره‬ ‫ُحصيد‪12 ،‬هـ القعقاع‬ ‫‪9‬‬
‫ىف تألب األعداء من الفرس والعرب عىل‬ ‫بن‬ ‫واخلنافس ‪-‬‬
‫«القعقاع بن عمرو» الذى أوكل إليه خالد‬ ‫‪634‬م عمرو‪،‬‬
‫تدبري أمر احلرية‪ ،‬فخرجوا عليه من كل حدب‬ ‫وأ ْع َبد‬
‫وصوب السرتجاع ما أخذه املسلمون‪،‬‬ ‫بن‬
‫واستعادة هيبتهم املفقودة‪ ،‬فخرج الفرس ىف‬ ‫َفدكى‪،‬‬
‫و«روزبه»‪ ،‬وخرج‬
‫جيشني يقودمها «ز َْر َمهر»‪ُ ،‬‬ ‫وخالد‬
‫جيشان من نصارى العرب‪ ،‬فشغل القعقاع‬ ‫بن‬
‫الفرس ببعض جنوده ومنعهم من دخول‬ ‫الوليد‬

‫‪24‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫الريف‪ ،‬وانتظر الفرس قدوم حلفائهم من‬
‫العرب‪ ،‬وبقرب قدوم خالد سبقه القعقاع‬
‫ومعه «أعبد» إىل عني التمر‪ ،‬فيدركهام خالد‬
‫ويرسل القعقاع إىل روزبه‪ ،‬وأعبد إىل زرمهر‪،‬‬
‫وهو من خلفهم دون علم الفرس‪ ،‬ووقعت‬
‫احلرب ىف ُحصيد حتى قتل روزبه وزرمهر‪،‬‬
‫وفرت فلول جيشيهام نحو اخلنافس‪،‬‬
‫وانضموا حتت قيادة «املهبوذان» الذى أرسع‬
‫باهلرب إىل املص ِّيخ حينام علم بمصري روزبه‬
‫وزرمهر‪.‬‬

‫املص ِّيخ‪12 ،‬هـ القعقاع‪ ،‬اتفق «خالد» مع قادته؛ «القعقاع» و«أعبد»‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -‬وأ ْع َبد‪ ،‬و«عروة» عىل ساعة الصفر التى سيفاجئون‬ ‫وال َّثن ِ ّى‬
‫‪634‬م وخالد‪ ،‬فيها الفارين من اخلنافس ىف املص ِّيخ بقيادة‬
‫و ُعروة «اهلذيل بن عمران» ىف إحدى اللياىل‪ ،‬فلام‬
‫حانت الساعة داهم املسلمون اهلذيل وجنوده‬ ‫بن‬
‫اجلعد من ثالث نواح أزهقت أرواحهم‪ ،‬وفر‬ ‫َ‬
‫اهلذيل ىف القليل من أصحابه‪ ،‬وتتبعه خالد‬
‫بعد االنتهاء من الذين فروا إىل ال َّثن ِ ّى بعد أن‬
‫فاجأهم أيضا من ثالث جهات مع قادته كام‬
‫فعل ىف املص ِّيخ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫انضم الروم هذه املرة إىل حتالف الفرس‬ ‫الفراض ‪12‬هـ خالد‬
‫َّ‬ ‫‪11‬‬
‫ونصارى العرب من بكر وتغلب والنمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫واحتد خصوم األمس للوقوف ىف وجه‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫الفراض‪ ،‬وانتظر‬
‫املسلمني‪ ،‬وحتركوا نحو َّ‬
‫املسلمون هذا اجلمع حتى عربوا الفرات‬
‫إليهم‪ ،‬ودار قتال رشس بني الفريقني انجىل‬
‫عن فرار من مل ينله السيف من حتالف الروم‬
‫والفرس ونصارى العرب‪ ،‬ف ُقتل منهم قرابة‬
‫املائة ألف‪ ،‬ثم ترك خالد اجلبهة الفارسية‬
‫وذهب ألداء فريضة احلج رسا دون علم أبى‬
‫بكر الذى المه عىل ذلك‪.‬‬

‫انتقلت جبهة القتال نحو الروم ىف الشام؛‬ ‫‪12‬هـ خالد‬ ‫مرج‬ ‫‪12‬‬
‫بعد أن تقوى «خالد بن سعيد» باملدد الذى‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫الص َّفر‬
‫ُّ‬
‫وصل إليه‪ ،‬فدخل هبم الشام‪ ،‬ومعه «عكرمة»‬ ‫‪634‬م سعيد‬
‫و«ذو الكالع» و«الوليد بن عقبة» حتى نزلوا‬
‫الص َّفر ىف الطريق إىل دمشق‪ ،‬فظهر‬
‫مرج ُّ‬
‫هلم «باهان» قائد جيش الروم؛ الذى تقهقر‬
‫أمامهم نحو دمشق مغريا إياهم بالتقدم‪،‬‬
‫حتى قطع عليهم الطريق قوات احلراسة التى‬
‫وضعها باهان فاهتزت صفوف املسلمني‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وانقض عليهم باهان بجيشه حيصدهم‪ ،‬ويفر‬
‫خالد بن سعيد مع بعض جنده حتى انتهوا‬
‫إىل ذى املروة قرب املدينة املنورة!‬

‫‪12‬هـ أبو ُأمامة اجتمع ثالثة آالف من جند الروم ىف ال َع َر َبة‪،‬‬ ‫ال َع َر َبة‬ ‫‪13‬‬
‫الباهىل يرتأسهم ستة من قوادهم لصد جيوش‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫املسلمني التى أرسلها أبو بكر‪ ،‬فتقدم إليهم‬ ‫‪634‬م‬
‫«أبو ُأمامة الباهىل» ىف ثالثة آالف‪ ،‬ودارت‬
‫رحى املعركة حتصد األرواح حتى انفض‬
‫الروم‪ ،‬و ُقتل أحد قادهتم‪ ،‬فتتبعهم أبو أمامة‬
‫حتى قىض عىل الكثري منهم‪.‬‬

‫كام تقوى الفرس بالعرب‪ ،‬كان الرومان‬ ‫‪13‬هـ خالد بن‬ ‫ُبرصى‬ ‫‪14‬‬
‫الوليد‪ ،‬عىل اجلبهة األخرى كذلك‪ ،‬فقرر «خالد بن‬ ‫‪-‬‬
‫‪635‬م وشرُ حبيل الوليد» خالل سريه إىل الريموك كرس شوكة‬
‫بن َح َسنة قبيلة غسان الدرع الصلبة للروم‪ ،‬وىف ُبرصى‬
‫مدينتهم األم‪ ،‬فلام وصل إليها كان «شرُ حبيل‬
‫بن َح َسنة» قد سبقه إىل هناك ىف أربعة آالف‪،‬‬
‫تقوى هبم والتقى غسان وحلفاءهم من الروم‬
‫خارج املدينة ىف قتال شديد‪ ،‬جلأ فيه القوم‬
‫إىل حصون مدينتهم طالبني املدد من ملكهم‬
‫«هرقل»‪ ،‬حتى خرج منهم رجل دل املسلمني‬

‫‪27‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫عىل ثغرة يقتحمون منها املدينة‪ ،‬فدخلها‬


‫املسلمون‪ ،‬وطلب أهلها األمان‪ ،‬فصاحلهم‬
‫خالد بعد فتح املدينة‪.‬‬

‫تعترب هذه املعركة ذات طابع خاص ىف‬ ‫الريموك ‪12‬هـ خالد‬ ‫‪15‬‬
‫حياة املسلمني؛ إذ شهدت حشودا ضخمة‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫من اجلانبني املتحاربني؛ الروم واملسلمني‪،‬‬ ‫‪634‬م الوليد‬
‫فمن حيسم هذه املعركة ستدول له مدن الشام‬
‫كلها‪ ،‬نزل الروم الواقوصة عىل ضفاف هنر‬
‫الريموك‪ ،‬فعسكر املسلمون بمحاذاهتم‪،‬‬
‫ىف انتظار قوات «خالد بن الوليد» القادمة‬
‫من العراق‪ ،‬حتى إذا أتى نظم جنده‪ ،‬ووزع‬
‫قواده‪ ،‬ومل يتعجل لقاء العدو؛ بل راح يدرس‬
‫املوقف عىل األرض بدقة من كل جوانبه‪،‬‬
‫فقسم جيشه إىل فرقتني تشتبك إحدامها مع‬
‫الروم‪ ،‬وتلتف األخرى هبم لتخفيف الضغط‬
‫عىل املشتبكني‪ ،‬ونجحت خطته ىف تشتيت‬
‫جيش الروم واخرتاق صفوفهم‪ ،‬فانجىل‬
‫ذلك عن نرص ساحق للمسلمني‪ ،‬إال أن‬
‫األخبار جاءت من املدينة املنورة بوفاة «أبى‬
‫بكر»‪ ،‬وتولية «عمر» الذى كان قراره األول‬

‫‪28‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫عزل خالد‪ ،‬ليعود جنديا عاديا ىف صفوف‬
‫املقاتلني‪ ،‬فلم يكن عمر اجلرىء معجبا‬
‫بشجاعة خالد مثل أبى بكر الوديع‪ ،‬فلم يرها‬
‫سوى اندفاع ال يليق بجيوش مل خترج لقهر‬
‫الناس واحتالل أراضيهم‪ ،‬ولكنها خرجت‬
‫من أجل الدعوة إىل اهلل‪ ،‬فإن كانت هذه قبلتها‬
‫فسوف ينرصهم اهلل مع قدر من القوة والنظام‬
‫يتوفر ىف غريه من املسلمني‪ ،‬حتى ال يفتن‬
‫الناس بخالد فينسبون له النرص ىف املواقع‪.‬‬

‫فتوحات اخلليفة عمر بن اخلطاب‪:‬‬


‫امتدت والية عمر‪ ،‬واستقرت له األمور بحزمه وعدله؛ فتالشى االختالف والتناحر‬
‫وطال زمن الفتوح‪ ،‬إذ استغرقت الفتوح عهده كله‪ ،‬وهو اخلليفة الوحيد الذى اتسم‬
‫وأ َليس‪،‬‬‫عرصه هبا؛ فشملت الفتوح النامرق‪ ،‬والسقاطية‪ ،‬وباقسياتا‪ ،‬واجلرس (املروحة)‪ُ ،‬‬
‫والبويب (النخيلة)‪ ،‬واخلنافس‪ ،‬والقادسية‪ ،‬واحلرية‪ ،‬وأسفل الفرات (األباقر)‪،‬‬
‫وج َلوالء‪ ،‬وتكريت‪ ،‬واملوصل‪ ،‬ونينَوى‪ ،‬وهيت‪ ،‬وقرقيسياء‬ ‫وهبر سري‪ ،‬واملدائن‪َ ،‬‬
‫وجنْديشابور (صلحا)‪ ،‬وغزو‬ ‫(البصرية)‪ ،‬وماسندان‪ ،‬واألهواز‪ ،‬وتُسرت‪ ،‬والسوس‪ُ ،‬‬
‫والرى‪ ،‬ودنباوند (صلحا)‪،‬‬ ‫فارس عن طريق البحر‪ ،‬ونهَ اوند‪ ،‬ومهدان‪ ،‬وأصفهان‪َّ ،‬‬
‫وجرجان‪ ،‬و ُطربستان‪ ،‬وأذربيجان‪ ،‬ودربند (باب األبواب)‪ ،‬وموقان‪ ،‬وت َُّوج‪،‬‬ ‫وقومس‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫وخراسان‪ ،‬وأهبر‪،‬‬ ‫ومكران‪ُ ،‬‬ ‫وإصطخر‪ ،‬و َفسا‪ ،‬ونَسا‪ ،‬ودارا بجرد‪ ،‬وكرمان‪ ،‬وسجستان‪ُ ،‬‬

‫‪29‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وقزوين‪ ،‬والدَّ ْيلم‪ ،‬والطيلسان‪ ،‬وزنجان‪ ،‬وجيالن‪ ،‬وطخارستان‪ ،‬والباب‪ ،‬و َب َلنْجر‪.‬‬
‫وقد شملت هذه البالد عدة مناطق كربى عرفت وقت هذه الفتوح‪ ،‬وال يزال بعضها‬
‫مستخدما ىف العرص احلديث‪ ،‬مثل الشام‪ ،‬والعراق‪ ،‬وبالد فارس‪ ،‬وبالد ما وراء النهر‬
‫التى تقع رشق هنر جيحون‪ Amu-Darya‬الذى يصب ىف بحر خوارزم (بحر مغلق)‬
‫مثل بحر اخلزر (قزوين)‪ ،‬ومتتد إىل هنر سيحون‪ Syr-Darya‬الذى يصب ىف نفس‬
‫البحر‪ ،‬وقد اشتملت عىل هذه املاملك‪:‬‬
‫‪ -‬مملكة طخارستان عىل جانبى هنر جيحون‪ ،‬والعاصمة بلخ‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة الصغد متتد من هنر جيحون‪ ،‬والعاصمة سمرقند‪ ،‬وأهم املدن بخارى‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة فرغانة عىل جانبى هنر سيحون ‪ ،‬والعاصمة جخندة‪ ،‬أو كاشان‪ ،‬أو أخسيكت‪،‬‬
‫ويلقب ملكها باإلخشيد‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة خوارزم أعىل هنر سيحون‪ ،‬والعاصمة ُجرجان‪.‬‬
‫‪ -‬أرشوسنة رشق فرغانة‪ ،‬وملكها يلقب باألفشني‪ ،‬والعاصمة بنجكت‪.‬‬
‫وعىل الرغم من حرص عمر املفرط عىل املسلمني وسالمتهم‪ ،‬حتى أنه كان خياف‬
‫عليهم من عبور البحار واملوانع املائية‪ ،‬إال أن خالفته متيزت بكم كبري من املواقع‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫مر عرش الفرس بتطورات ىف هذه الفرتة‬ ‫‪13‬هـ املثتى‬ ‫بابل‬ ‫‪1‬‬
‫التى ُقتل «كرسى أردشري»‪ ،‬واعتىل عرش‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫البالد من بعده «كرسى شهربراز» من‬ ‫‪635‬م حارثة‬
‫خارج األرسة املالكة‪ ،‬فاحتشد الفرس مرة‬
‫أخرى لقتال املسلمني ىف عرشة آالف مقاتل‪،‬‬
‫يقودهم «هرمز جاذويه»‪ ،‬فسار إليهم «املثنى‬
‫بن حارثة» حتى نزل بابل بقواته وبدأ القتال‪،‬‬

‫‪30‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وقد تقدم صفوف الفرس هذه املرة مدرعة‬
‫حية متحركة مل يألفها املسلمون‪ ،‬فاهتزت‬
‫صفوفهم عندما خافت منها اخليول‪،‬‬
‫فتقدم املثنى وأصحابه إلبطال مفعول هذا‬
‫السالح اجلديد؛ الذى سيحسم املعركة ال‬
‫حمالة لصالح الفرس‪ ،‬ووفقه اهلل إىل القضاء‬
‫عىل الفيل‪ ،‬لتعود املعركة إىل طبيعتها بني‬
‫املتقاتلني‪ ،‬حتى ُهزم الفرس؛ فطارهم املثنى‬
‫حتى أبواب عاصمتهم املدائن‪.‬‬

‫كانت هذه جولة جديدة بني «املثنى بن‬ ‫‪13‬هـ املثتى‬ ‫النامرق‬ ‫‪2‬‬
‫حارثة» و«جابان» قائد جيوش الفرس ىف‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫النامرق‪ُ ،‬قتل فيها جابان وأكرب قادته‪ ،‬وتتبع‬ ‫‪635‬م حارثة‬
‫املثنى فرسانه الفارين‪.‬‬

‫السقاطية‪13 ،‬هـ أبو عبيد جلأ الفارون من وقعة النامرق إىل «ن َْرسى»‬ ‫‪3‬‬
‫القائد الفارسى ابن خالة «كرسى»‪ ،‬وقد‬ ‫واجلالينوس ‪-‬‬
‫دعمه بقائده «اجلالينوس» عىل رأس قوة‬ ‫‪635‬م‬
‫كبرية‪ ،‬فأرسع إليهم «أبو عبيد» ملالقاهتم‬
‫ىف كسكر بالسقاطية‪ ،‬واتسع نطاق املعركة‬
‫فامتدت إىل الصحراء املجاورة حتى قهرهم‪،‬‬

‫‪31‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫فالذوا بالفرار ىف القرى‪ ،‬واألرياف‪ ،‬وفر‬


‫قبلهم قائدهم اجلالينوس‪.‬‬

‫‪12‬هـ أبو عبيد بدا «أبو عبيد» متساهال مع الفرس هذه‬ ‫البويب‬ ‫‪4‬‬
‫املرة عندما خريهم ىف العبور إليه‪ ،‬أو عبوره‬ ‫‪-‬‬
‫إليهم‪ ،‬وقد وضعوا جيوشهم حتت قيادة‬ ‫‪634‬م‬
‫«هبمن جاذويه» أشدهم عىل العرب‪ ،‬وانضم‬
‫إليه «اجلالينوس» فعرب إليهم أبو عبيد؛ خمالفا‬
‫رأى ذوى اخلربة من جيشه‪ ،‬ودارت املعركة‬
‫ىف الرشيط الضيق الذى تركه الفرس عىل‬
‫الشاطئ‪ ،‬تتقدمهم الفيلة التى أخافت خيول‬
‫املسلمني فاهنزموا واستشهد أبو عبيد‪ ،‬فلام‬
‫أراد املسلمون العودة إىل عبور الفرات مرة‬
‫أخرى‪ ،‬كان الفرس قد أغرقوا اجلرس فغرق‬
‫منهم الكثري‪ ،‬وانسحب «املثنى» بمن تبقى‬
‫منهم إىل احلرية ليتفادى مطاردة الفرس هلم‪.‬‬

‫‪12‬هـ املثنى بن أهاب «املثنى» بمن حوله من العرب ليهبوا‬ ‫اجلرس‬ ‫‪5‬‬
‫حارثة إليه؛ فاستجاب له الكثري حتى النصارى‬ ‫‪-‬‬
‫منهم تطوعوا للقتال معه هذه املرة‪ ،‬كام‬ ‫‪634‬م‬
‫أرسل إىل عمر يطلب منه املدد ضد جحافل‬

‫‪32‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫الفرس‪ ،‬فأمده عمر بمدد عظيم بعد أن‬


‫استحث قبائل العرب ىف اجلزيرة للقتال مع‬
‫املثنى؛ الذى تالقى مع اجليش الفارسى بقيادة‬
‫«مهران اهلمذانى» ىف ال ُب َو ْيب‪ ،‬فالقى املثنى ما‬
‫القاه من األفيال من قبل‪ ،‬فراح يثبت أركان‬
‫جيشه وحيثهم عىل الثبات ضد حجافل‬
‫الفرس املندفعة؛ حتى ُقتل قائدهم مهران‪،‬‬
‫وقائد خيلهم «شهربراز»‪ ،‬وفر الفرس نحو‬
‫النهر ليعربوه‪ ،‬ولكن املثنى قطع عليهم جرس‬
‫العودة‪ ،‬فتفرقوا عىل شاطئ الفرات يتعقبهم‬
‫املسلمون‪ ،‬حتى قتلوا منهم مائة ألف‪.‬‬

‫خرج الفرس للقادسية ىف مائة وعرشين‬ ‫القادسية ‪14‬هـ سعد‬ ‫‪6‬‬


‫ألفا‪ ،‬يقودهم «رستم» بنفسه‪ ،‬وتتقدمهم‬ ‫بن أبى‬ ‫‪-‬‬
‫الفيلة‪ ،‬يقابله عىل اجلانب اآلخر «سعد بن‬ ‫‪636‬م وقاص‬
‫أبى وقاص» قائد جيش املسلمني‪ ،‬لينخرط‬
‫معهم ىف معركة تستمر لثالثة أيام؛ ومتتد‬
‫إىل الليل ىف يومها األخري لتنجىل عن مقتل‬
‫قائدهم رستم وتشتيت جيشه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫كانت األُ ُب َّلة جيبا فارسيا؛ يلجأ إليه فلول‬ ‫ُعتبة‬ ‫‪14‬هـ‬ ‫األُ ُب َّلة‬ ‫‪7‬‬
‫الفرس املتبقون من املعارك مع املسلمني‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫الذين رأوا تطهري هذا اجليب منهم‪ ،‬وفتحها‪،‬‬ ‫‪636‬م غزوان‬
‫فانتدب عمر قائده « ُعتبة» هلذه املهمة عىل‬ ‫املازنى‬
‫رأس ألفني من الرجال‪ ،‬انضم إليهم من‬
‫انضم ىف الطريق‪.‬‬

‫رأى «أبو عبيدة» فتح بعلبك متعددة‬ ‫بعلبك‪14 ،‬هـ أبو‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬عبيدة بن اجلنسيات واأللسن ىف طريقه لفتح محص‬ ‫وفحل‪،‬‬
‫وطربية‪636 ،‬م اجلراح‪ ،‬ىف الشام‪ ،‬فعرض عىل أهلها اإلسالم أو‬
‫ورشحبيل االستسالم‪ ،‬فقبلوا الصلح عىل األمان‪ ،‬وكان‬ ‫واألردن‬
‫بن حسنة‪ ،‬عليه تصفية الروم الذين جلأوا إىل فحل‪ ،‬التى‬
‫هجرها أهلها‪ ،‬ىف طريقه إىل محص‪ ،‬وقد‬ ‫وأبو‬
‫األعور رضب عليها «أبو األعور السلمى» حصارا‪،‬‬
‫السلمى فأرسل إليها «رشحبيل بن حسنة»‪ ،‬عىل أن‬
‫يتوجه أبو األعور لفتح طربية التى طلب‬
‫أهلها الصلح‪ ،‬ثم حلقه رشحبيل ليتوىل فتح‬
‫باقى مدن وقرى األردن‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫حارصها «أبو عبيدة» عدة أشهر‪ ،‬حتى‬ ‫‪14‬هـ أبو‬ ‫دمشق‬ ‫‪9‬‬
‫فتحها «خالد بن الوليد» عنوة من باهبا‬ ‫عبيدة‬ ‫‪-‬‬
‫الرشقى‪ ،‬ودخلها املسلمون من باقى األبواب‬ ‫‪636‬م بن‬
‫صلحا‪.‬‬ ‫اجلراح‬

‫‪14‬هـ شرُ حبيل‪ ،‬كانت بيسان مستسلمة تقريبا؛ إال من الذين‬ ‫بيسان‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -‬وعمرو خرجوا من جند الروم وأعواهنم للدفاع عن‬
‫املدينة؛ فكان مآهلم إىل اهلزيمة واالستسالم‬ ‫‪636‬م بن‬
‫العاص عىل الصلح واألمان‪.‬‬

‫تقع برس ىف طريق املدائن‪ ،‬يوجه إليها «سعد‬ ‫‪15‬هـ ز ُْهرة‬ ‫برس‪،‬‬ ‫‪11‬‬
‫احلوية»‪،‬‬‫احلوية بن أبى وقاص» قائده «ز ُْهرة بن َ‬‫‪ -‬بن َ‬ ‫وبابل‪،‬‬
‫املعتم» و«رشحبيل بن‬ ‫ّ‬ ‫يدعمه «عبد اهلل بن‬ ‫‪637‬م‬ ‫وكُو َثى‬
‫السمط» لقتال الفرس بقيادة « ُب ْص ُب ْهرى»‬ ‫ِّ‬
‫الذى طعنه زُهرة بعد انتهاء املعركة‪ ،‬ففر‬
‫جنوده إىل بابل التى اجتمع فيها قادة الفرس‬
‫و«مهران الرازى»‬ ‫ِ‬ ‫الكبار كـ«الفريزان»‬
‫و«اهلرمزان»؛ فيدمههم زُهرة ىف املدينة العتيقة‬
‫ليفروا من جديد إىل كُو َثى فيتجمع فيها جند‬
‫الفرس بقيادة «شهريار»‪ ،‬ويبارزه ز ُْهرة‪،‬‬
‫ويقىض عليه ويتشتت جيشه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫«محصا» للسقوط كام سقطت‬ ‫ً‬ ‫مل يرتك الروم‬ ‫‪15‬هـ أبو‬ ‫حمِ ْ ص‬ ‫‪12‬‬
‫دمشق وفحل‪ ،‬فسوف خيرج «هرقل» من‬ ‫عبيدة‬ ‫‪-‬‬
‫الشام إىل غري رجعة‪ ،‬فندب هلا جيشا عرمرما‬ ‫‪637‬م بن‬
‫«شنْش» ىف‬ ‫بقيادة «توذا»‪ ،‬وحصنها بقائده ُ‬ ‫اجلراح‬
‫أعداد ضخمة من اجلنود‪ ،‬فيقابلهم سعد‬
‫ىف مرج الروم‪ ،‬ويدور الرصاع القاتل‪ ،‬بينام‬
‫طمع توذا ىف اسرتداد دمشق من املسلمني‪،‬‬
‫فتبعه «خالد بن الوليد» ليضيع أمله ىف هذا‬
‫االسرتداد و ُيقتل‪ ،‬ثم حارص املسلمون محصا‬
‫طيلة فصل الشتاء‪ ،‬حتى محلوا عىل أبواهبا‬
‫مكربين‪ ،‬فاضطرب أهلها وطلبوا الصلح‪،‬‬
‫ثم عاد الروم ىف حماولة السرتدادها مرة‬
‫أخرى‪ ،‬فردهم املسلمون‪.‬‬

‫حارصها املسلمون بقيادة «عبادة بن‬ ‫‪ 13‬الالذقية ‪15‬هـ عبادة بن‬


‫الصامت»‪ ،‬بعد أن حصنت نفسها‪ ،‬وال أمل‬ ‫‪ -‬الصامت‬
‫ىف فتح باهبا‪ ،‬فلجأ إىل احليلة وأمر جنوده‬ ‫‪637‬م‬
‫بحفر خنادق ىف الليل ختفى بداخلها الرجل‬
‫وفرسه‪ ،‬ثم أعلن ألهل املدينة يأسه منها‬
‫ورجوعه عنها‪ ،‬فخرج أهلها ىف الصباح بعد‬
‫أن فتحوا باب مدينتهم‪ ،‬فباغتهم املسلمون‬
‫حتى طلبوا الصلح واألمان‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫قائد‬ ‫تاريخ‬
‫أحداث املوقعة‬ ‫م املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وقف خالد عىل أبواب ِقن ِ‬
‫َّرسين فزحفت‬ ‫‪ِ 14‬قنَّسرْ ٍ ين ‪15‬هـ خالد‬
‫إليه جحافل الروم‪ ،‬وعىل رأسها «فيناس»‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫أكرب قادهتم وأعلمهم باحلرب‪ ،‬فأبادهم‬ ‫‪637‬م الوليد‬
‫خالد وقتل قائدهم‪ ،‬فطلب أهلها األمان‬
‫فاستجاب هلم خالد‪ ،‬فتحصنوا بمدينتهم مرة‬
‫أخرى‪ ،‬فهامجهم وفتحها‪ ،‬وظلوا يضايقون‬
‫اجليوش اإلسالمية الذاهبة إىل فتح حلب‬
‫وأنطاكية بقيادة «أبى عبيدة»؛ فبعث إليهم‬
‫ندى» أحد قواده‪ ،‬فحارصهم‬ ‫«بالسمط الكِ ِ‬
‫ِّ ْ‬
‫وفتحها للمرة الثالثة‪.‬‬

‫حارصها «أبو عبيدة» حتى فتحت أبواهبا‬ ‫‪15‬هـ أبو‬ ‫َح َلب‬ ‫‪15‬‬
‫طلبا للصلح واألمان‪ ،‬ولكنهم حتصنوا مرة‬ ‫عبيدة‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى‪ ،‬فعاد إليهم أبو عبيدة‪ ،‬وفتح املدينة‬ ‫‪637‬م بن‬
‫للمرة الثانية‪.‬‬ ‫اجلراح‬

‫أصبحت أنطاكية ملجأ ملن فر من جند‬ ‫‪ 16‬أنطاكية‪15 ،‬هـ حبيب‬


‫الروم‪ ،‬فلزم فتحها وتطهريها‪ ،‬فحارصهم‬ ‫بن‬ ‫رجومة ‪-‬‬ ‫ُ‬
‫واجل ُ‬
‫«أبو عبيدة» حتى طلب بعض أهلها الصلح‪،‬‬ ‫‪637‬م مسلمة‬
‫وطلب آخرون اجلالء من املدينة‪ ،‬فاستجاب‬
‫هلم «أبو عبيدة»‪ ،‬وعندما نقضوا الصلح بعث‬
‫إليهم «حبيب بن مسلمة» أحد قادته‪ ،‬الذى‬

‫‪37‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫فتحها مرة أخرى‪ ،‬وصار أمريا عليها‪ ،‬فتوجه‬
‫رجومة املجاورة له‪ ،‬فصالح أهلها عىل‬ ‫إىل ُ‬
‫اجل ُ‬
‫األمان‪ ،‬وأصبح أمريا عليهم أيضا‪.‬‬

‫عسكر «عمرو» بجيشه ىف أجنادين؛‬ ‫‪ 17‬أجنادين ‪15‬هـ عمرو بن‬


‫«أ ْرطِبون» قائد الروم مرابطا بقواته‬
‫فوجد َ‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬
‫هناك‪ ،‬فانتظر حتى يأتيه املدد وعمل عىل‬ ‫‪637‬م‬
‫قطع املدد عن جيش الروم‪ ،‬وراح يستطلع‬
‫أعداءه وقائدهم‪ ،‬ويدرس كافة الظروف عىل‬
‫األرض؛ حتى إذا ما متكن من ذلك هاجم‬
‫الروم ىف معركة محى وقودها‪ ،‬وطال زماهنا‪،‬‬
‫فانسحب أرطبون بجنوده الذين أصاهبم‬
‫اإلعياء‪ ،‬بعد أن اهتزت صفوفهم‪ ،‬ودخل هبم‬
‫بيت املقدس‪.‬‬

‫بعث «عمر» بكتاب إىل «معاوية بن أبى‬ ‫‪َ 18‬ق ْي َس ِار َّية‪16 ،‬هـ معاوية‬
‫سفيان» يأمره فيه بفتح َق ْي َس ِ‬
‫ار َّية‪ ،‬فتوجه إليها‬ ‫بن أبى‬ ‫و َع ْسقالن ‪-‬‬
‫معاوية عىل الفور وحارصها‪ ،‬وتبادل مع‬ ‫‪638‬م سفيان‬
‫أهلها الزحف كل نحو اآلخر‪ ،‬حتى جاءه‬
‫ذات ليلة أحد سكاهنا من اليهود؛ يدله عىل‬
‫طريق يدخل به املدينة عىل أن يؤمنه مع أهله‪،‬‬

‫‪38‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وىف املدينة اشتبك املسلمون مع الروم ىف قتال‬
‫عنيف انتهى بتمكنهم من املدينة‪ ،‬ثم اجته‬
‫معاوية بجيشه نحو عسقالن ففتحها صلحا‬
‫مع أهلها‪.‬‬

‫تقدم «عمرو» بقواته نحو بيت املقدس‬ ‫بيت ‪16‬هـ عمرو بن‬ ‫‪19‬‬
‫‪ -‬العاص (إي ْلياء)؛ مؤمال نفسه بفتح ما حوهلا من‬ ‫املقدس‬
‫املدن‪ ،‬وتطهريها من الروم؛ حتى ال يصريوا‬ ‫(إي ْلياء) ‪638‬م‬
‫مددا جليش الروم ىف بيت املقدس‪ ،‬فراح‬
‫أرطبون يراجع كتبه ونبوءاهتا مع كهنة بيت‬
‫املقدس‪ ،‬فوجد أن فاتح هذه املدينة املقدسة‬
‫رجل طويل أسمر‪ ،‬يلبس ثيابا مرقعة‪ ،‬وهى‬
‫ليست من صفات عمرو‪ ،‬وبعث إليه بذلك‪،‬‬
‫فاندهش عمرو أول األمر‪ ،‬ولكنه تذكر هيئة‬
‫عمر أمري املؤمنني؛ فأرسل له كى يأتى إىل‬
‫املدينة ليصالح أهلها‪ ،‬ويتسلم مفاتيحها من‬
‫البطريرك «صفرونيوس» كبري أساقفتها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫أرسل «عمر»‪ ،‬بعد معركة القادسية‪ ،‬إىل‬ ‫‪16‬هـ سعد‬ ‫املدائن‬ ‫‪20‬‬
‫«سعد» يأمره بفتح املدائن‪ ،‬فيتقدم سعد‬ ‫بن أبى‬ ‫‪-‬‬
‫بجيشه نحوها ليدخلها من جهتها الغربية‬ ‫‪638‬م وقاص‬
‫بعد أن عرب هنر دجلة‪ ،‬ثم يفتح املدائن‬
‫الرشقية؛ حتى يدخل قرصها األبيض حيث‬
‫عرش ملوك فارس‪.‬‬

‫بلغ «سعد» أن الفرس قد جتمعوا ىف‬ ‫‪16‬هـ هاشم‬ ‫َج ُلوالء‬ ‫‪21‬‬
‫َج ُلوالء بأعداد كبرية بقيادة «مهران الرازى»‪،‬‬ ‫‪ -‬بن ُعتبة‬
‫وخندقوا حول مدينتهم‪ ،‬فبعث إليهم «هاشم‬ ‫‪638‬م‬
‫بن عتبة» ىف اثنى عرش ألفا‪ ،‬فنزل بجنوده‬
‫عىل خنادق العدو‪ ،‬ومكث هناك ينتظر املدد‬
‫من سعد عندما رأى املدد واألموال تأتى إىل‬
‫الفرس من كرسى‪ ،‬وظل كذلك ثامنني يوما‬
‫يتناوش معهم حتى خرج له الفرس بأعداد‬
‫كبرية‪ ،‬ووقع القتال واشتد الرصاع حتى جلأ‬
‫الفرس إىل حصوهنم مرة أخرى؛ فاخرتقتها‬
‫خيول املسلمني‪ ،‬وشتتهم‪ ،‬فتفرقوا بعد أن‬
‫قتل الكثري منهم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫أراد «عمر» من «القعقاع بن عمرو» تتبع‬ ‫‪ُ 22‬حلوان‪16 ،‬هـ القعقاع‬
‫آثار الفرس إىل حلوان‪ ،‬حتى ينتهى آخر‬ ‫بن‬ ‫وخانِقني ‪-‬‬
‫حصوهنم فال جيتمعون مرة أخرى لقتال‬ ‫‪638‬م عمرو‬
‫املسلمني‪ ،‬فسار القعقاع ىف أثرهم حتى أدرك‬
‫«مهران الرازى» عندما دخل َخانَقني فقتله‪،‬‬
‫ثم دخل حلوان ليجد ملكهم كرسى قد‬
‫محل حريمه وعياله وفر هبم إىل الرى‪ ،‬فدخل‬
‫قرصه‪ ،‬وأخضع املدينة وفتحها‪.‬‬

‫حتصن أهل تكريت وختندقوا عندما دخلها‬ ‫‪16‬هـ عبداهلل‬ ‫تَكريت‬ ‫‪23‬‬
‫املعتم»‪ ،‬أحد‬
‫ّ‬ ‫املعتم املسلمون بقيادة «عبد اهلل بن‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬بن‬
‫قادة سعد‪ ،‬وقد اختلطت فيها مجوع الروم‬ ‫‪638‬م‬
‫والفرس وبعض نصارى العرب املوالني هلام؛‬
‫فحارصها أربعني يوما حتى أرسل نصارى‬
‫العرب له خيربونه بعصيان الروم لقادهتم‪،‬‬
‫وفرار البعض منهم عىل أن يؤمنهم‪ ،‬فدعاهم‬
‫إىل اإلسالم فاستجابوا له‪ ،‬وأصبحوا عونا له‬
‫عىل قهر الروم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫فر ُ‬
‫«اهل ْر ُمزَان» بعد القادسية إىل قومه وأهل‬ ‫‪ 24‬األهواز ‪16‬هـ عتبة‬
‫بيته ىف األهواز‪ ،‬وهناك تزعم احلرب ضد‬ ‫بن‬ ‫(األحواز) ‪-‬‬
‫املسلمني‪ ،‬فراح يشن عليهم الغارات التى‬ ‫‪638‬م غزوان‬
‫يعود منها منترصا؛ حتى كتب «عتبة بن‬
‫غزوان» إىل «سعد» يطلب منه املدد إليقافه‬
‫عند حده‪ ،‬كام استعان بمن حوله من العرب‪،‬‬
‫ثم التقى باهلرمزان وقواته ىف حرب شديدة فر‬
‫منها عابرا بجنوده هنر الفرات؛ طالبا الصلح‬
‫الذى نقضه‪ ،‬فثارت احلرب مرة أخرى لينهزم‬
‫أيضا‪ ،‬ويفر من أمام املسلمني حتى سقط‬
‫أسريا ىف أيدهيم من إحدى القالع‪.‬‬

‫السوس ‪16‬هـ أبو موسى من إصطخر وجه «كرسى» كنوزه وخزائنه‬ ‫‪25‬‬
‫‪ -‬األشعرى إىل قادته لرضب املسلمني ىف كل مكان‪،‬‬
‫فوجههم إىل املدن‪ ،‬واختص منهم «سياه»‬ ‫‪638‬م‬
‫بالتوجه إىل السوس عىل رأس ثالثامئة من‬
‫عظامء الفرس‪ ،‬وأذن هلم بجمع ما شاءوا من‬
‫اجلنود الذين يمرون ببالدهم‪ ،‬ولكن سياه‬
‫غاص ىف تفكريه عن جدوى ما يفعله قومه‬
‫من عناد ومكابرة مع خصم عىل حق ويريد‬
‫هلم اخلري‪ ،‬وعندما وصل إىل السوس وجد‬

‫‪42‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫«أبا موسى» قد رضب عليها حصارا‪ ،‬ثم‬
‫صاحله أهلها عىل األمان‪ ،‬فشاور أصحابه ىف‬
‫قبول دعوة املسلمني‪ ،‬ودخلوا ىف دين اهلل‪.‬‬

‫دعا «العالء» أهل البحرين إىل قتال الفرس‪،‬‬ ‫‪16‬هـ العالء‬ ‫غزو‬ ‫‪26‬‬
‫وعرب هبم البحر دون إذن عمر‪ ،‬الذى كان‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫فارس‬
‫‪638‬م احلرضمى‪ ،‬يكره غزو البحر حتى ال يتعرض املسلمون‬ ‫بحريا‬
‫وعتبة بن للخطر‪ ،‬ودخلوا مع الفرس ىف عراك عظيم‬
‫غزوان أحرق خالله الفرس سفن املسلمني التى‬
‫عربوا هبا‪ ،‬فلام ُحسمت املعركة لصاحلهم؛‬
‫مل يستطيعوا العودة فتمكن منهم الفرس‪،‬‬
‫وبلغ عمر ما حدث فاستشاط غضبا من‬
‫العالء وعزله‪ ،‬وكتب إىل «عتبة بن غزوان»‬
‫لنجدته هناك‪ ،‬فخرج عتبة ىف اثنى عرش ألفا‪،‬‬
‫سلك هبم طريق الساحل حتى التقى بالفرس‬
‫وشتتهم‪.‬‬

‫انطلق «عمرو» من َق ْيسار ّية ىف أربعة‬ ‫‪18‬هـ عمرو بن‬ ‫ال َف َرما‬ ‫‪27‬‬
‫آالف‪ ،‬حماذيا ساحل بحر الروم حتى اجتاز‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬
‫رفح‪ ،‬وهبط أرض سيناء؛ ففتح العريش‬ ‫‪639‬م‬
‫بال مقاومة‪ ،‬ثم واصل سريه إىل ال َف َرما حيث‬
‫وجد الروم ىف انتظاره حمصنني‪ ،‬فناوشهم ومل‬

‫‪43‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫خيرجوا إليه حتى يدركهم «ا ُمل َق ِ‬
‫وقس» باملدد‪،‬‬
‫فلام طال انتظارهم خرجوا إىل املسلمني‪،‬‬
‫ودارت املعركة حامية اضطرهتم إىل الدخول‬
‫ىف حصنهم مرة أخرى‪ ،‬ولكن املسلمني‬
‫اقتحموا باب احلصن عليهم وهدموه‪،‬‬
‫فاستسلم الروم‪.‬‬

‫واصل «عمرو» سريه من ال َف َرما‪ ،‬فهبط‬ ‫بلبيس ‪19‬هـ عمرو بن‬ ‫‪28‬‬
‫القصاصني‪ ،‬ثم التل الكبري حتى صار عىل‬ ‫ّ‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬
‫مقربة من بلبيس‪ ،‬فعرض اإلسالم عىل وفد‬ ‫‪640‬م‬
‫األساقفة أو اجلزية أو احلرب‪ ،‬بينام جهز‬
‫«األرطِبون» جيشا قوامه اثنا عرش ألف‬
‫رجل؛ فاجأ هبم املسلمني الذين كانوا ال‬
‫يتوقعون هذه املباغتة حتى اهتزت صفوفهم‪،‬‬
‫ولكنهم متاسكوا واصطفوا حتى اعتدل‬
‫امليزان لصاحلهم فقتلوا قائد الروم والكثري‬
‫من جنده‪ ،‬وأرسوا منهم أضعاف عدد القتىل‪،‬‬
‫وظل هذا الرصاع شهرا كامال حتى دخل‬
‫املسلمون بلبيس‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫اجته عمرو جنوبا نحو الفيوم‪ ،‬فالقى الكثري‬ ‫عني ‪20‬هـ عمرو بن‬ ‫‪29‬‬
‫من حصون الروم‪ ،‬وكتائب احلراسة حتى‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬ ‫شمس‬
‫وصله املدد من عمر بقوة عىل رأسها «الزبري‬ ‫‪641‬م‬
‫بن العوام»؛ فاقرتب من عني شمس حتى‬
‫شارف حصن بابليون‪ ،‬فخرج له الروم ذات‬
‫صباح وقد وزع كتائبه ليال ناحية املقطم وأم‬
‫دنني‪ ،‬وأمرهم بالتدخل عندما يشتد القتال‪،‬‬
‫فلام تقدم إليه الروم استدرجهم نحو صحراء‬
‫العباسية‪ ،‬ودارت معركة قاسية انقضت‬
‫عىل إثرها كتيبة املقطم تطوقهم من اخللف‪،‬‬
‫فامل الروم نحو أم دنني فعاجلتهم كتيبتها‬
‫باالنقضاض أيضا فتشتت شملهم‪ ،‬وحسم‬
‫املسلمون املعركة لصاحلهم‪.‬‬

‫جتمع الروم ىف بابليون حصنهم األكرب‪ ،‬وعىل‬ ‫‪20‬هـ عمرو بن‬ ‫حصن‬ ‫‪30‬‬
‫ِ‬
‫«املقوقس» وأرشاف الروم وقادهتم‪،‬‬ ‫رأسهم‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬ ‫بابليون‬
‫ومن خلفهم هنر النيل ترابط فيه سفنهم‬ ‫‪641‬م‬
‫املكتظة باإلمدادات؛ فلم جيد املسلمون الذين‬
‫ضيقوا عليهم سوى املناوشات والقتال‬
‫املحدود ملدة شهر‪ ،‬فاجتمع املقوقس بقادته‬
‫يشاورهم ىف أمر املصاحلة ولكنهم اختلفوا؛‬
‫فخرجت منهم األعداد الكبرية للقتال‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ولكن املسلمني تغلبوا عليهم‪ ،‬وأرسوا منهم‬
‫الكثري‪ ،‬والذ الباقى بالفرار حمتميا باحلصن؛‬
‫انتظارا ملدد يأتيهم من اإلسكندرية‪ ،‬ولكن‬
‫مرت سبعة أشهر دون جدوى‪ ،‬وجاءهتم‬
‫األنباء بموت ملكهم «هرقل»‪ ،‬ولكنهم ظلوا‬
‫متمسكني باحلصن حتى باغتهم «الزبري» بقوة‬
‫من جنوده ودخلوه عنوة‪.‬‬

‫كام كان حصن بابليون منيعا بالنيل من‬ ‫‪ 31‬إسكندرية ‪21‬هـ عمرو بن‬
‫خلفه؛ بدت اإلسكندرية أكثر حتصنا بالبحر‬ ‫العاص‬ ‫‪-‬‬
‫العريض (بحر الروم) من خلفها‪ ،‬يمدها بام‬ ‫‪642‬م‬
‫تشاء من مؤن ومعدات وجنود‪ ،‬و«عمرو»‬
‫يرتبص حتت أسوارها املنيعة باثني عرش‬
‫ألف جندي؛ ىف حصار دام أربعة عرش‬
‫شهرا‪ ،‬ويبعث «عمر» مستبطأ الفتح الذى‬
‫دام عامني‪ ،‬فكان ال بد من اخرتاق احلصن‪،‬‬
‫فدفع إليه بـ"عبادة بن الصامت» ىف كوكبة‬
‫من جنوده‪ ،‬تسللوا إليه وفاجأوا الروم‪ ،‬ودار‬
‫القتال شديدا حتى استسلم الروم وعقدوا‬
‫الصلح‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫اجتمع الفرس بأعداد كبرية ىف نهِ َ َاونْد بقيادة‬ ‫نهِ َ َاونْد ‪21‬هـ النعامن‬ ‫‪32‬‬
‫مقرن «الفريزان»‪ ،‬فكان ال بد من تقدم املسلمني‬ ‫‪ -‬بن ِّ‬
‫إليهم قبل حتركهم نحوهم‪ ،‬وقرر «عمر»‬ ‫‪642‬م‬
‫اخلروج بنفسه لكرس خطر الفرس‪ ،‬واالنتهاء‬
‫منهم‪ ،‬ولكن كبار الصحابة اعرتضوا عليه‪،‬‬
‫ورأوا أن خيتار من ينوب عنه منهم؛ فاختار‬
‫مقرن» الذى تقدم بجنوده إىل‬ ‫«النعامن بن ِّ‬
‫الفرس‪ ،‬واشتبك معهم ىف قتال مرير فروا‬
‫منه والذوا بحصوهنم‪ ،‬ولكن املسلمني‬
‫استدرجوهم خارج احلصون‪ ،‬وحالوا بينهم‬
‫وبني االحتامء هبا حتى تم هلم فتح هناوند‪،‬‬
‫واستشهد النعامن ىف هذه املعركة‪ ،‬واعتربها‬
‫املسلمون فتح الفتوح‪.‬‬

‫جتمع الفرس الفارون من نهِ اوند ىف مهذان‪،‬‬ ‫‪ 33‬مهذان ‪22‬هـ نعيم‬


‫مقرن وعىل رأسهم «الفريزان» الذى تتبعه «القعقاع‬
‫(مهدان)‪ - ،‬بن ِّ‬
‫بن عمرو» فقتله‪ ،‬وخرج بعده «نعيم بن‬ ‫واملاهني ‪643‬م‬
‫َ‬
‫مقرن» يتتبع هؤالء الفارين؛ حتى خرج‬ ‫ِّ‬
‫إليه أهلها يطلبون الصلح‪ ،‬وتبعهم جرياهنم‬
‫املاهني‪ ،‬ولكن اهلمذانيني نقضوا‬‫من أهل َ‬
‫صلحهم فعاد إليهم نعيم وقاتلهم حتى‬
‫أخضعهم‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫الرى لفتحها‪،‬‬ ‫توجه «نعيم» بعد ذلك نحو ِّ‬ ‫نعيم‬ ‫الرى ‪22‬هـ‬ ‫ِّ‬ ‫‪34‬‬
‫بعد أن احتشدت له القوات من طربستان‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫(طهران‬
‫رجان وغريمها‪ ،‬بقيادة ملك الرى‬ ‫وج ُ‬
‫ُ‬ ‫مقرن‬
‫ِّ‬ ‫احلالية)‪643 ،‬م‬
‫«سياوخش بن مهران» الذى التقى باملسلمني‬
‫َ‬ ‫و ُدنباوند‬
‫ىف معركة ضارية‪ ،‬طال زماهنا لقلة عدد‬
‫املسلمني؛ فخرج إليهم «الزينبى» من الفرس‬
‫يدهلم عىل طريق يدخلون منه املدينة‪ ،‬فتسللوا‬
‫إليها ليال وفاجأوا الفرس حتى طلب أهل‬
‫املدينة الصلح‪ ،‬ثم كتب إليه أهل « ُدنباوند»‬
‫من أجل الصلح عىل فدية يدفعوهنا‪.‬‬

‫دخل «سويد» قومس فاحتا دون مقاومة‪،‬‬ ‫ِ‬


‫قومس‪22 ،‬هـ ُسويد بن‬ ‫‪35‬‬
‫وصالح أهل ُجرجان و َطربستان عىل اجلزية‪،‬‬ ‫مقرن‬
‫ِّ‬ ‫وجرجان‪- ،‬‬ ‫ُ‬
‫ثم جتددت احلرب سنة ‪30‬هـ ‪650 -‬م عندما‬ ‫و َطربستان ‪643‬م‬
‫نقض أهل َطربستان الصلح‪ ،‬فغزاهم «سعيد‬
‫بن العاص»‪ ،‬واشتد القتال حتى جلأوا إىل‬
‫حصن َط ِم َّية؛ فحارصهم حصارا شديدا‬
‫حتى طلبوا األمان فاستجاب هلم‪ ،‬ولكنه عاد‬
‫فقتلهم إال رجال واحدا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫‪ُ 36‬خراسان ‪22‬هـ األحنف تشتمل ُخراسان عىل عدة مدن كبرية‬
‫‪ -‬بن قيس وقوية مثل هراة‪ ،‬ونيسابور‪ ،‬وبيهق‪ ،‬ومرو‪،‬‬
‫وسرَ َ ْخس‪ ،‬وغريها‪ ،‬فدخلها «األحنف»‬ ‫‪643‬م‬
‫بعد ان اصطدم بأهلها ىف هراة حتى سقطت‪،‬‬
‫فوزع قادته عىل باقى املدن‪ ،‬وتوجه هو إىل‬
‫مرو ملطاردة «كرسى ي ْز َد ِجرد» ففتحها‪ ،‬ثم‬
‫طارده إىل َب ْلخ فعرب النهر مستنجدا بملك‬
‫الصني وملك الرتك؛ حتى ُقتل وزالت دولته‬
‫متاما‪ ،‬ودخل أهل ُخراسان ىف الصلح من‬
‫طخارستان رشقا إىل نيسابور غربا‪ ،‬وىف سنة‬
‫‪31‬هـ ‪651 -‬م أعاد «عبد اهلل بن عامر» فتح‬
‫ُخراسان بعد أن نقض أهلها الصلح‪.‬‬

‫انطلق «عمرو» من اإلسكندرية إىل َب ْر َقة ىف‬ ‫َب ْر َقة‪22 ،‬هـ عمرو بن‬ ‫‪37‬‬
‫إفريقية؛ فصالح أهلها عىل اجلزية‪ ،‬ثم أرسل‬ ‫العاص‬ ‫وطرا ُبلس ‪-‬‬
‫قائده «عقبة بن نافع» حتى بلغ زُويلة‪ ،‬وسار‬ ‫‪643‬م‬
‫هو إىل طرا ُبلس فحارصها شهرا‪ ،‬ثم تسلل‬
‫جنوده إليها من ناحية البحر؛ التى مل يكن‬
‫هبا سور حلامية املدينة‪ ،‬وفاجأوا الروم الذين‬
‫هربوا إىل سفنهم‪ ،‬وتركوا املدينة‪ ،‬ثم أرسل‬
‫عمرو جنوده إىل رست ففتحوها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫بعد فتح أصفهان توجه «سهل بن عدى» إىل‬ ‫‪ 38‬كِرمان‪22 ،‬هـ سهل بن‬
‫كَرمان لفتحها‪ ،‬ثم حلقه «عبد اهلل بن عتبان»‬ ‫ومكْران ‪ -‬عدى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ملواجهة حشد قواهتا؛ فوقع القتال لينفض‬ ‫‪643‬م وعبد‬
‫مجع العدو‪ ،‬ويتفرق‪ ،‬فطاردهم املسلمون‬ ‫اهلل بن‬
‫حتى ُقتل أمري كرمان‪ ،‬ودخلها سهل من‬ ‫عتبان‪،‬‬
‫ناحية‪ ،‬وفتحها عبد اهلل من الناحية األخرى‪،‬‬ ‫واحلكم‬
‫ثم زحف كالمها حتى التقيا بقوات «احلكم‬ ‫بن‬
‫«مكران»؛‬
‫بن عمرو التغلبى» املتوجهة لفتح ُ‬ ‫عمرو‬
‫التى تقوى أهلها بملك السند‪ ،‬ودارت‬ ‫التغلبى‬
‫املعركة طاحنة تتبع فيها املسلمون الفرس‬
‫أياما أينام ذهبوا حتى حرصوهم عند شاطئ‬
‫النهر‪ ،‬وبعد ثامين سنوات نقض أهل كرمان‬
‫العهد؛ فتوجه إليهم «جماشع بن مسعود»‪،‬‬
‫وقاتلهم قتاال شديدا حتى جال عنها أكثر‬
‫أهلها‪ ،‬فأعطيت بيوهتم للمسلمني‪.‬‬

‫من نيسابور انطلق واليها اجلديد «قيس‬ ‫‪23‬هـ قيس بن‬ ‫ن ََسا‪،‬‬ ‫‪39‬‬
‫بن اهليثم» بجيوشه إىل ن ََسا وأبيورد ففتحهام‬ ‫اهليثم‬ ‫‪-‬‬ ‫وأبيورد‬
‫صلحا مع أهلهام‪.‬‬ ‫‪644‬م‬

‫‪50‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ال زال الفرس يتجمعون من أماكن عدة؛‬ ‫‪23‬هـ سارية‬ ‫ت َُّوج‬ ‫‪40‬‬
‫حتى قر قرارهم ىف ت َُّوج‪ ،‬فانطلق إليهم سارية‬ ‫‪ -‬بن زنيم‬
‫بعد أن وزع قواته ىف كل ناحية يتجمعون‬ ‫‪644‬م‬
‫منها‪ ،‬فوقع فيهم االضطراب‪ ،‬وتشتت‬
‫مجوعهم‪ ،‬ودارت املعركة ىف توج‪ ،‬ومتكن‬
‫منهم املسلمون وكرسوا شوكتهم‪ ،‬ثم دعا‬
‫املسلمون من تبقى منهم إىل اجلزية‪.‬‬

‫زحف «عثامن» إىل إصطخر ىف جيش من‬ ‫‪ 41‬إصطخر ‪23‬هـ عثامن‬


‫املسلمني‪ ،‬واشتد القتال واستعر بني اجليشني‬ ‫بن أبى‬ ‫‪-‬‬
‫حتى دعاهم عثامن إىل اجلزية واألمان‪،‬‬ ‫‪644‬م العاص‬
‫فاستجاب له «اهلربذ» قائد الفرس ومن فر‬
‫معه‪ ،‬ولكنهم نقضوا العهد ىف أول والية‬
‫«عثامن بن عفان»‪ ،‬فرجع إليهم عثامن بن أبى‬
‫العاص‪ ،‬وأحلق هبم اهلزيمة وقتل قائدهم‬
‫«شهرك» والذى حرص عىل نقض العهد‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪51‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ج ْستان‪،‬‬‫سار «عاصم» إىل الفرس ىف ِس ِ‬ ‫‪ِ 42‬س ِج ْستان ‪23‬هـ عاصم‬
‫‪ -‬بن عمرو وحلق به «عبد اهلل» ودارت معركة اهنزم فيها‬
‫‪644‬م التميمى‪ ،‬الفرس‪ ،‬وتتبعهم املسلمون حتى طلب أهلها‬
‫وعبد اهلل منهم الصلح‪ ،‬ونقضوا الصلح سنة ‪31‬هـ ‪-‬‬
‫بن عمري ‪651‬م‪ ،‬فسار إليها «الربيع بن زياد احلارثى»‪،‬‬
‫ثم نقضوه مرة أخرى فسار إليهم «عبد اهلل بن‬
‫َس ُمرة بن حبيب»؛ الذى أكمل زحفه جهة‬
‫الرشق ففتح كابل وزابلستان‪.‬‬

‫طاعون َع َم َوا�س �سنة ‪17‬هـ ‪638 -‬م‪:‬‬


‫بدأ طاعون َع َم َواس بفلسطني ىف العام ‪ 17‬من اهلجرة‪ ،‬املوافق ‪638‬م ىف عهد أمري‬
‫املؤمنني عمر بن اخلطاب‪ ،‬ومحل جراثيمه اهلواء الفاسد إىل الشام عىل مدى عدة شهور‬
‫حتى حصد من أرواح املسلمني ما يقدر بخمسة وعرشين ألفا‪ ،‬فيهم كبار الصحابة‬
‫األجالء من أمثال «عبيدة بن اجلراح»‪ ،‬و«معاذ بن جبل»‪ ،‬و«يزيد بن أبى سفيان»‪،‬‬
‫وغريهم كثري‪ ،‬حتى خرج الناس إىل اجلبال وتفرقوا فيها‪ ،‬ووقف الروم يرتقبون وصوله‬
‫إىل بالدهم‪ ،‬ولكنه كان ىف حدود الدائرة العربية التى شهدت املعارك الطاحنة بني‬
‫القادمني من الصحراء حيملون عقيدهتم فوق خيوهلم اجلاحمة‪ ،‬وال يملكون شيئا من‬
‫حطام الدنيا‪ ،‬وبني دولتني من أكرب دول التاريخ اإلنسانى ىف عامله القديم؛ تربعتا عىل‬
‫مسافات شاسعة من املكان‪ ،‬واجتازت القرون العديدة من الزمان‪ ،‬وتنافستا ثم احتدتا‬
‫رغم العداء السياسى والدينى من أجل صد اخلطر الزاحف عرب الرمال‪ ،‬فأزال إحداها‬

‫‪52‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وأذاب حضارهتا ىف هنره الذى شق طريقه من اجلزيرة العربية إىل مصبه الذى سريمى‬
‫به الرتحال واملعارك ىف بحر الظلامت (املحيط األطلسى)‪ ،‬واألخرى أزاحها ىف طريقه‬
‫خارج حميطه العربى حتى تامخت حدوده‪ ،‬ينازهلا حينا‪ ،‬وهيادهنا ىف أغلب األحيان حتى‬
‫أعادها إىل أوروبا (موطنها األصىل)‪.‬‬
‫فإزالة األوىل (فارس) ساعدته عىل اخرتاق الرشق حتى سواحل جنوب رشق القارة‬
‫اآلسيوية‪ ،‬وإزاحة الثانية (الروم) أدت به إىل إحاطته هبا من الرشق والغرب فأصبح‬
‫بالنسبة هلا كفكني يريدان التهامها‪ ،‬ولكن الفكني مل يطبقا عليها يوما من األيام كام أراد‬
‫«عبد الرمحن الغافقى» أحد قادهتا ذو الثامنني عاما‪ ،‬ولكنها عادت إىل األرض ىف رد فعل‬
‫عكسى اخرتق الفكني‪ ،‬ودخل إىل اجلوف ىف احلروب الصليبية‪.‬‬
‫امتألت املدن ىف هذه الدائرة بجثث هؤالء وهؤالء؛ فلم تُدفن‪ ،‬أو ُطمرت عىل عجل‪،‬‬
‫فتحللت وحتولت إىل عنارصها التى اختلطت برتاب األرض املفتوحة‪ ،‬ومحل اهلواء ما‬
‫استطاع محله من هذه العنارص ليفسد عىل هؤالء الفاحتني فرحتهم بالفتح‪ ،‬بل حصد‬
‫أرواحهم حصدا‪ ،‬فكانت رضيبتهم الفادحة‪ ،‬ومن مل يمت بالسيف مات بغريه‪.‬‬

‫فتوحات اخلليفة عثمان بن عفان‪:‬‬


‫امتدت الفتوحات إىل عرص عثامن رىض اهلل عنه إىل أن انكمشت‪ ،‬وتضاءلت‪ ،‬ثم‬
‫توقفت يف النصف الثانى من فرتة واليته‪ ،‬فتفرغ الناس واستغنوا بام جنوه من غنائم‬
‫الفتوحات‪ ،‬فبدأت الفتن واشتعلت االنتقادات‪ ،‬وانترشت حتى انتهت بمقتله‪ ،‬فقد‬
‫كبريا‪ ،‬ناجحا ىف جتارته‪ ،‬معتدا بنفسه‪ ،‬وقد أمد اهلل ىف عمره وأغناه‬
‫تاجرا ً‬
‫كان عثامن ً‬
‫من فضله‪ ،‬فحنكته التجارب‪ ،‬وخرب الناس‪ ،‬والتاجر ىف العادة ال يثق كثريا ىف كل من‬
‫حوله‪ ،‬فآثر أقاربه بالسلطة واألموال‪ ،‬وضن هبا عىل من هم دون أقاربه عىل الرغم من‬
‫أهنم من صحابة رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فانتقدوه واستنكروا عليه‪ ،‬وتسقطوا له‬
‫األخطاء‪ ،‬وثاروا عليه‪ ،‬وهذه الفتوح‪:‬‬
‫‪53‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫دخلها « ُبكري» من الرشق ناحية حلوان‪،‬‬ ‫أ ْذ َربيجان ‪24‬هـ ُبكري بن‬ ‫‪1‬‬
‫ودخلها «عتبة» من الغرب ناحية املوصل؛‬ ‫‪ -‬عبد اهلل‪،‬‬
‫ليلتقيا بجيشني فارسيني ويتغلبا عليهام‪ ،‬فيفر‬ ‫‪645‬م وعتبة‬
‫أحد قادهتام‪ ،‬ويقع اآلخر ىف األرس‪ ،‬ويتصالح‬ ‫بن فرقد‬
‫املسلمون مع أهلها عىل اجلزية‪ ،‬ويتوىل عتبة‬
‫عليها‪ ،‬وقد نقضوا عهدهم أول خالفة عثامن؛‬
‫فقصدهم «الوليد بن عقبة» وأخضعهم‪.‬‬

‫استأذن «معاوية بن أبى سفيان» واىل الشام‬ ‫‪28‬هـ عبد اهلل‬ ‫جزيرة‬ ‫‪2‬‬
‫اخلليفة «عثامن» ىف فتح «جزيرة قربص»‪،‬‬ ‫‪ -‬بن قيس‬ ‫قربص‬
‫فوافق أخريا عىل أن يخُ َ يرَّ الناس ىف ذلك‪،‬‬ ‫‪649‬م اجلاسى‬
‫فأبحر قائده «عبد اهلل» باألسطول نحو‬
‫اجلزيرة وفتحها‪ ،‬وصالح أهلها عىل اجلزية‪،‬‬
‫ولكنهم نقضوا الصلح ىف خالفة معاوية؛‬
‫ففتحها ثانية وضمها إىل دولته بعد أن وطن‬
‫اآلالف من املسلمني فيها‪.‬‬

‫خرج «قسطنطني الثانى» ملك الروم ىف‬ ‫ذات ‪31‬هـ عبد اهلل‬ ‫‪3‬‬
‫أسطول قوامه ‪ 500‬سفينة‪ ،‬فخرج له «عبد‬ ‫الصوارى ‪ -‬بن سعد‬
‫اهلل بن سعد» واىل مرص؛ عىل رأس أسطول‬ ‫البحرية ‪651‬م‬
‫قوامه ‪ 200‬سفينة من سواحل مرص والشام‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫والتقت السفن املشدودة إىل بعضها البعض؛‬
‫لتكون ساحة للقتال ىف عرض البحر التى‬
‫سالت دماء الفريقني فوق أمواجه‪ ،‬حتى‬
‫أصيب ملك الروم‪ ،‬وسالت دماؤه فأمر‬
‫جنوده باالنسحاب عىل الفور‪.‬‬

‫فتوحات الدولة الأموية‪:‬‬


‫استندت الفتوح إىل إمكانات الدولة الكبرية التى خرجت عن نطاق اجلزيرة العربية‪،‬‬
‫وأخذت الكثري من مواقع الدولتني الكبريتني ىف شامل اجلزيرة‪ ،‬وتطلعت إىل نظمها ىف‬
‫اإلدارة‪ ،‬وأساليبها ىف احلكم والنظام‪ ،‬ودخل العرب املجال البحرى ىف التجارة واحلرب‪،‬‬
‫فاتسعت هلم اآلفاق‪ ،‬وأخذهم احلامس والطموح‪ ،‬ودخلوا طرفا ىف األمم املتطلعة إىل‬
‫السيادة والسيطرة‪ ،‬فهيأ هلم ذلك عبور البحار التى اجرتأوا عليها‪ ،‬فذهب عنهم اخلوف‬
‫منها‪ ،‬والوجل من ركوهبا‪ ،‬فعربوا إىل األندلس ىف هذه املرحلة‪ ،‬وتوغلوا ىف أوروبا من‬
‫شبه اجلزيرة األيبريية ‪ ،Iberian Penansula‬وإبارية = إسبانيا‪ ،‬والربتغال‪.‬‬
‫تقع شبه اجلزيرة األيبريية (األندلس) ىف اجلنوب الغربى من القارة األوروبية‪ ،‬تفصلها‬
‫من جهة الشامل عن جنوب فرنسا جبال البرُ ت‪ ،‬أو البرُ ْ تات ‪ ،Pyrences‬وباإلسبانية‬
‫‪ ،Princeos‬وتسمى خطأ جبال الربانس‪ ،‬وهى تقع ىف شامل قرطبة‪ ،‬ويفصلها برا‬
‫عن القارة اإلفريقية ىف اجلنوب مضيق جبل طارق الذى يرتاوح عرضه بني ‪37 - 13‬‬
‫كم‪ ،‬وهو املضيق الذى يفصل املحيط األطلسى – بحرا – عن البحر املتوسط‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ومصطلح األندلس حمرف ‪ -‬عربيا ‪ -‬عن االسم الذى عرفت به قبائل الوندا ل ‪Va n‬‬
‫‪ dals‬ذات األصل اجلرمانى التى سكنت األندلس قبل العرب املسلمني‪ ،‬فسميت‬
‫باسمها ‪ ،Vandalusia‬وأطلقت بعد ذلك ‪ -‬تارخييا ‪ -‬عىل كل املناطق التى حكمها‬
‫العرب املسلمون ىف شبه اجلزيرة األيبريية‪ ،‬ومتيزت الدولة األموية هبذه الفتوحات‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫تشمل طرابلس‪ ،‬وفزان‪ ،‬وبالد املغرب‬ ‫فتح ‪49‬هـ عقبة بن‬ ‫‪1‬‬
‫العربى (احلالية) ىف الفرتة بني (‪69 ،49‬هـ)‬ ‫نافع‬ ‫‪-‬‬ ‫شامل‬
‫(‪688 ،669‬م)‪ ،‬والتى كانت خاضعة‬ ‫إفريقية ‪669‬م‬
‫للروم‪ ،‬ويسكنها الرببر‪ ،‬فأخضع املسلمون‬
‫طرابلس‪ ،‬وفزان‪ ،‬ثم ساروا جنوبا نحو‬
‫السودان‪ ،‬وأسس «عقبة» مدينة القريوان‬
‫بمساعدة كبري قواده «أبى املهاجر بن دينار»‬
‫لتكون قاعدة االنطالق نحو الغرب؛ حتى‬
‫وصال إىل ساحل بحر الظلامت (املحيط‬
‫األطلسى اآلن)‪.‬‬

‫فتحها املسلمون بقيادة «قتيبة» الذى كان‬ ‫خوارزم‪85 ،‬هـ قتيبة بن‬ ‫‪2‬‬
‫الرى‪ ،‬ثم عىل خراسان ىف عهد‬ ‫واليا عىل ِّ‬ ‫مسلم‬ ‫وسمرقند‪- ،‬‬
‫«عبد امللك بن مروان»؛ فأقام هبا ‪ 13‬عاما‬ ‫و ُبخارى‪704 ،‬م الباهىل‬
‫فتح خالهلا خوارزم‪ ،‬وسمرقند سنة ‪87‬هـ‬ ‫وفرغانة‬
‫‪705 -‬م‪ ،‬ثم أعاد فتحها مرة أخرى سنة‬
‫‪92‬هـ ‪710 -‬م‪ ،‬وفتح بخارى سنة ‪89‬هـ‬

‫‪56‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫‪707 -‬م‪ ،‬وتصالح مع أهلها عىل أن يمنحوا‬
‫املسلمني جزءا من بيوهتم‪ ،‬ثم فرغانة سنة‬
‫‪95‬هـ ‪713 -‬م ىف أواخر خالفة «الوليد بن‬
‫عبد امللك»‪.‬‬

‫تعددت املعارك بني املسلمني والرتك بقيادة‬ ‫بيكند‪87 ،‬هـ قتيبة بن‬ ‫‪3‬‬
‫«اخلاقان» ىف بالد ما وراء هنر جيحون‪،‬‬ ‫مسلم‬ ‫‪-‬‬ ‫وبالد‬
‫التى تشمل ممالك طخارستان وصفانيان‬ ‫ما وراء ‪705‬م الباهىل‬
‫وخوارزم وأرشو والشاش (طشقند)‬ ‫النهر‬
‫والصفد‪ ،‬وعاصمتها سمرقند‪ ،‬وأشهر مدهنا‬
‫بخارى‪ ،‬وبدأت املعارك بغزو بيكند بعد أن‬
‫عرض عليهم «قتيبة» اإلسالم أو اجلزية‪،‬‬
‫فحالف النرص املسلمني حتى وصلوا إىل‬
‫حدود الصني؛ ففتحوا كاشغر‪ ،‬وأخذوا‬
‫اجلزية من ملوكها‪ ،‬وكان اإلسالم قد دخل‬
‫بعض هذه املدن ىف وقت مبكر منذ خالفة‬
‫«عمر بن اخلطاب» تقريبا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫دخل «حممد الثقفى» فارس عىل رأس‬ ‫‪90‬هـ حممد‬ ‫ِ‬
‫السند‬ ‫‪4‬‬
‫الرى‪ ،‬فأقام ىف شرياز‬ ‫جيشه ىف طريقه إىل ِّ‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫حتى أمده «احلجاج» بمزيد من اجلند‬ ‫‪708‬م القاسم‬
‫الثقفى‬
‫الذين انطلق هبم إىل مكران‪ ،‬ففتح قنزبور‪،‬‬
‫وأرمائيل‪ ،‬والديبل‪ ،‬واستسلم له أهل‬
‫البريون‪ ،‬وما بعدها حتى بلغ مهران فعربها‪،‬‬
‫وقاتل اهلنادكة بقيادة ملكهم «داهر» بسبب‬
‫استيالء قراصنته عىل سفن إسالمية حتمل‬
‫أرامل وبنات جتار وافاهم األجل ىف جزيرة‬
‫سيالن‪ ،‬وأخذهن كأرسى‪ ،‬و ُقتل داهر ىف هذه‬
‫املعركة‪ ،‬فوىل احلجاج حممد الثقى ثغر السند‬
‫ىف عهد «الوليد بن عبد امللك»‪ ،‬وهى البالد‬
‫املحيطة بنهر السند‪ ،‬واملمتدة غربا من فارس‬
‫إىل جبال اهلماليا‪ ،‬والتى تكون اجلزء األكرب‬
‫من باكستان احلالية‪.‬‬

‫فتحها املسلمون ىف عهد «الوليد بن عبد‬ ‫‪91‬هـ‬ ‫كابل‬ ‫‪5‬‬


‫امللك» بعد حصارها‪ ،‬ثم أعادوا فتحها مرة‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى بعد سنة تقريبا بعد انتفاضة أهلها‪،‬‬ ‫‪709‬م‬
‫وحكمت بالوالة األمويني‪ ،‬وىف عرص الدولة‬
‫العباسية تعاقب عىل حكمها الدولة السامانية‪،‬‬
‫والبوهيية‪ ،‬والغزنوية‪ ،‬واخلوارزمية‪ ،‬والصفوية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وهى معركة فتح األندلس ىف عهد «الوليد‬ ‫‪92‬هـ طارق‬ ‫وادى‬ ‫‪6‬‬
‫بن عبد امللك األموى» بني املسلمني والقوط‬ ‫‪ -‬بن زياد‬ ‫لكُه‬
‫بقيادة «لذريق»‪ ،‬الذى مجع هلم جيشا ضخام‬ ‫‪711‬م‬ ‫‪Guadlete‬‬

‫بعد عبور «طارق بن زياد» بجيشه‪ ،‬فأرسل‬


‫إىل الواىل «موسى بن نصري» فبعث له بخمسة‬
‫آالف‪ ،‬وظل الفارق عظيام بني اجليشني‪،‬‬
‫ولكن اجليش القوطى كان من العبيد‬
‫الكارهني لقائدهم لذريق‪ ،‬فحمل عليهم‬
‫طارق بعد توحيد رجاله فاخرتق صفوفهم‬
‫وفرقهم‪ ،‬واختفى لذريق‪ ،‬ومل يعثر له عىل أثر‪،‬‬
‫فتشتت جيشه‪ ،‬واندفع طارق خيرتق املدن بال‬
‫مقاومة‪ ،‬فاستوىل عىل قرطبة‪ ،‬وغرناطة‪ ،‬ثم‬
‫طليطلة التى صارت عاصمة للبالد‪.‬‬
‫فتحها املسلمون بقيادة «ابن نصري» بعد‬ ‫أشبيلية ‪94‬هـ موسى‬ ‫‪7‬‬
‫حصار دام شهرا‪ ،‬وأقام «عيسى بن عبد اهلل‬ ‫‪ -‬بن نصري‬
‫الطويل» واليا عليها‪ ،‬ثم خلفه «عبد العزير‬ ‫‪713‬م‬
‫بن موسى بن نصري» الذى خلف أباه واليا‬
‫عىل األندلس فاختذها عاصمة له حتى قتل‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ىف األرض الكبرية خلف جبال البرُ ت‬ ‫بالط ‪114‬هـ عبد‬ ‫‪8‬‬
‫بني مدينتى تو ر ‪ Tours‬وبواتييه ‪Poi t‬‬ ‫الشهداء ‪ -‬الرمحن‬
‫‪ iers‬وهى من أكرب املعارك بني املسلمني‬ ‫‪732‬م الغافقى‬
‫والفرنجة بقيادة «شارل مارتل «‪Charles‬‬
‫‪ Martel‬أو «شارل املطرقة» الذى مجع‬
‫جيوشا ضخمة من أنحاء أوروبا؛ ىف خالفة‬
‫«هشام بن عبد امللك األموى» بسبب التقدم‬
‫الرسيع واملباغت لواىل األندلس «عبد الرمحن‬
‫الغافقى»‪ ،‬وانتصاراته املذهلة التى أثارت‬
‫رعب النظام اإلقطاعى األوروبى‪ ،‬بعد أن‬
‫وصل إىل مدينة تور الشهرية عىل بعد ‪70‬‬
‫كيلو مرتا من باريس‪ ،‬ىف متدد قدر بنصف‬
‫مساحة فرنسا‪ ،‬فدارت املعارك الطاحنة طيلة‬
‫ثامنية أيام‪ ،‬استشهد خالهلا الغافقى ذو الثامنني‬
‫عاما‪ ،‬فاختلف قواده‪ ،‬ووقع االضطراب ىف‬
‫صفوف املسلمني‪ ،‬فقتل منهم العدد الكبري‬
‫بسبب طبيعة املكان الشاتية الصعبة‪ ،‬ووعورة‬
‫أرض املعركة املوحلة التى مل يتعودها مقاتلون‬
‫جاءوا من املناطق املعتدلة واحلارة رغم ما‬
‫كان عليه جنود الفرنجة من بؤس‪ ،‬فأغلبهم‬
‫من احلفاة العراة الذين ال دراية هلم باحلرب‪،‬‬

‫‪60‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وانسحاب املسلمني املفاجئ من أرض‬
‫املعركة ىف الظالم دون علم الفرنجة بعد أن‬
‫تركوا خيامهم‪ ،‬ولكن املعارك مل تنقطع حيث‬
‫عاد املسلمون لالستيالء عىل بعض املناطق‪،‬‬
‫فسلم هلم حاكم مرسيليا مقاطعة الربوفانس‬
‫‪ Provence‬سنة ‪119‬هـ ‪737 -‬م‪،‬‬
‫واستولوا عىل اآلرال‪ ،‬ودخلوا مقاطعة‬
‫سان ترويز‪ ،‬وبرغنديا ‪ Purgundia‬سنة‬
‫‪277‬هـ ‪889 -‬م‪ ،‬وأوغلوا ىف مقاطعة الغالة‪،‬‬
‫وسويرسا سنة ‪328‬هـ ‪939 -‬م‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فتوحات دول املغرب الأق�صى فى الأندل�س‪:‬‬


‫أصبحت هذه الدول هى الظهري اإلسالمى لألندلس‪ ،‬ومنها خرج املدد اإلسالمى إىل‬
‫جنوب أوروبا فأطال عمر املسلمني عىل أرض األندلس‪ ،‬وثبتهم عليها‪ ،‬وإليه عاد ىف‬
‫هناية املطاف‪ ،‬ومن أبرز فتوح هذه الدول‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫جزيرة تقع رشق شبه اجلزيرة األيبريية‬ ‫فتح ‪290‬هـ عصام‬ ‫‪1‬‬
‫(األندلس) كانت عىل عالقة بالسفن‬ ‫َ‬
‫اخل ْوالنى‬ ‫‪-‬‬ ‫جزيرة‬
‫اإلسالمية التى جتوب البحر املتوسط‪ ،‬وهلا‬ ‫ميورقة ‪902‬م‬
‫عالقات بمسلمى األندلس‪ ،‬فتحها القائد‬
‫اخل ْوالنى» ىف عهد األمري األموى‬ ‫«عصام َ‬
‫باألندلس «عبد اهلل بن حممد األول»‪.‬‬

‫فتوحات الدولة العبا�سية‪:‬‬


‫ورثت الدولة العباسية األراىض الشاسعة التى فتحها الفاحتون قبلها‪ ،‬واستقروا ىف‬
‫البعض منها؛ فأصبحوا بعد قيامها داخل نطاقها الدينى والسياسى واملذهبى بعد ذلك‪ ،‬ومل‬
‫يكن ىف إمكان هذه الدولة التوسع خارج النطاق املوروث عن األمويني‪ ،‬فانحرص دورها‬
‫ىف املحافظة عىل هذا النطاق‪ ،‬واحليلولة دون تبديده‪ ،‬ولكن الدولة العباسية إعتمدت ىف‬
‫نشأهتا عىل املواىل (من غري العرب مثل الفرس) مستغلني اإلطار اإلسالمى الذى ال يميز‬
‫بني العربى (صاحب الدعوة والكتاب) واألعجمى‪ ،‬وال يامنع ىف الزواج من نسائهن‪،‬‬
‫فتامدى خلفاؤها ىف هذا االجتاه‪ ،‬ودخل الرتك ىف دار اخلالفة العباسية فأصبحوا أصهارا‬

‫‪62‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫هلا‪ ،‬واستعان هبم العباسيون عامال عىل الواليات الكثرية التى استقل بعضهم هبا حتت‬
‫اسم العباسيني‪ ،‬أو املذهب العباسى السنى‪ ،‬فتفككت الدولة طويلة العمر‪ ،‬وضعف‬
‫خلفاؤها حتى أصبحوا خلفاء رشفيني بعد أن أقحم الفقهاء مبدأ اخلالفة ىف الدين‪،‬‬
‫فأصبح الدين دولة وسياسة وخليفة‪ ،‬حتى لو اغتصب الدولة والسياسة‪ ،‬وانسحب‬
‫ذلك ىف الفقه عىل النبى حممد صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬فخلعوا عليه الزعامة‪ ،‬واعتربوه قائدا‬
‫وزعيام سياسيا‪ ،‬وجردوه من الترشيف اإلهلى الرصيح ىف القرآن‪:‬‬

‫«وماحممد إال رسول قد خلت من قبله الرسل» (آل عمران‪.)144 :‬‬

‫بمعنى أنه جاء ىف إطار الرساالت الساموية للبرش‪ ،‬وختمها‪ ،‬فالبرش كانت تنقصهم‬
‫الرساالت‪ ،‬وليس الدول‪ ،‬فقد أقاموا الدول بام أنعم اهلل عليهم بمقوماهتا‪.‬‬
‫وقد مرت الدولة العباسية هبذه املراحل‪:‬‬
‫‪ -‬العرص العباسى األول (السلطة ىف أيدى اخللفاء) (‪232 – 132‬هـ) (‪749‬‬
‫‪846-‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 100‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬العرص العباسى الثانى (ضاعت السلطة من أيدى اخللفاء) (‪590 – 232‬هـ)‬
‫(‪1194 - 846‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 358‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬العرص العباسى الثالث (عادت فيه السلطة للخلفاء‪ ،‬ولكن ىف بغداد فقط وما‬
‫حوهلا) (‪656 – 590‬هـ) (‪1258 - 1194‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 66‬سنة‪.‬‬
‫وتغلبت عىل الدولة هذه القوى‪:‬‬
‫‪ -1‬األتراك (‪334 - 232‬هـ) (‪945 - 846‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 102‬سنة‪ ،‬فيام عدا خالفة‬
‫«املوفق» إبان خالفة أخيه «املعتمد» (‪279-256‬هـ) (‪892-869‬م)‪ ،‬ثم «املعتضد بن‬
‫املوفق» إبان خالفة املعتمد‪ ،‬وخالفة املعتضد نفسه بعد عمه (‪289-279‬هـ) (‪-892‬‬
‫‪902‬م)‪ ،‬وقد بدأ بالء الدولة العباسية (ومن ثم العامل اإلسالمى) باألتراك منذ خالفة‬
‫«املعتصم» (‪227-218‬هـ) (‪841-833‬م)‪ ،‬الذى كانت أمه تركية‪ ،‬وكان ال يثق‬
‫كثريا ىف العرب والفرس‪ ،‬فجلب األتراك من بالد ما وراء النهر عن طريق النخاسة‬

‫‪63‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫واجلزية؛ وظلت سرُ َمن رأى (سامراء) عاصمة الدولة التى أنشأها من أجلهم عندما‬
‫استجار الناس من أعامهلم إىل عهد اخلليفة املعتمد (‪279-256‬هـ) (‪892-869‬م)‬
‫الذى أعاد عاصمة الدولة مرة أخرى إىل بغداد‪ ،‬ثم بدأ مترد األتراك ومتدد نفوذهم‬
‫منذ عهد «املتوكل» (‪247-232‬هـ) (‪861-846‬م) الذى كان أحد ضحاياهم بعد‬
‫اغتياله؛ فرتكزت موارد الدولة ىف أيدهيم‪ ،‬وىف أيدى نساء القرص العباسى‪ ،‬عالوة عىل‬
‫نفوذهن‪ ،‬فبلغت ثروة «أم املعتز»‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬ألف ألف (مليون) دينار‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل جواهر ال تقدر بثمن‪ ،‬وكان من أهم القادة األتراك ىف خالفة املعتصم‪:‬‬
‫‪« -‬األفشني (حيدر بن كاوس)» قائد انتصارات املعتصم ضد ثورات الزط‪ ،‬وبابك‬
‫اخلرمى‪ ،‬والروم‪ ،‬اهتم بالردة‪ ،‬وبمحاولة االستقالل بأرشوسنة (الرتكستان الروسية)‪،‬‬ ‫ُ‬
‫قبض عليه املعتصم‪ ،‬وسجنه وظل ىف السجن حتى مات‪.‬‬
‫‪« -‬إيتاخ»‪.‬‬
‫«أشناس»‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬
‫‪« -‬بغا» الكبري‪.‬‬
‫متكن األتراك من الدولة من عرص «الواثق بن املعتصم»‪ ،‬وعال نجمهم حتى خلع‬
‫الواثق لقب السلطان عىل أشناس‪ ،‬فكان اعرتافا له بالسلطة السياسية عالوة عىل‬
‫القيادة العسكرية‪ ،‬ثم خلف «وصيف» أشناس‪ ،‬ومن بعد الواثق‪ ،‬الذى مل خيلف وليا‬
‫للعهد‪ ،‬صار وصيف من القوة بحيث نصب هو «جعفر املتوكل»‪ ،‬أخو الواثق‪ ،‬خليفة‬
‫للمسلمني‪َ ،‬ف َه َّم املتوكل بالتخلص من األتراك‪ ،‬فقىض عىل إيتاخ‪ ،‬أحد زعامئهم‪ ،‬فثاروا‬
‫عليه مع ابنه «املنترص»‪ ،‬وقتلوه‪.‬‬
‫‪ -2‬البوهييون الشيعة (‪447-334‬هـ) (‪1055-945‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 113‬سنة‪.‬‬
‫السنة (‪590-447‬هـ) (‪1194-1055‬م)‪ ،‬حواىل ‪ 143‬سنة‪ ،‬وعندما‬ ‫‪ -3‬السالجقة ُ‬
‫ضعف السالجقة‪ ،‬واستقل كل حاكم منهم بجزء من مملكتهم املرتامية األطراف أعلن‬
‫اخلليفة «النارص» استقالله ببغداد وما حوهلا سنة ‪590‬هـ ـ ‪1194‬م‪ ،‬وتبعه أوالده ىف‬
‫هذا االستقالل هبذه املنطقة املحدودة من العامل اإلسالمى الذى تفتت إىل أجزاء صغرية‬

‫‪64‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫متفرقة‪ ،‬انقض املغول عىل قطعته الصغرية (بغداد) التى متثل اخلالفة الرشفية للعامل‬
‫اإلسالمى‪ ،‬فهدموها وأجهزوا عىل اخلالفة العباسية املحترضة منذ زمن طويل‪ ،‬ويذكر‬
‫للدولة العباسية هذان الفتحان‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫قادها اخلليفة «املعتصم» ضد الروم؛‬ ‫عمورية ‪223‬هـ املعتصم‬ ‫‪1‬‬
‫بقيادة «ثيوفيل بن ميخائيل» الذى قام بغزو‬ ‫باهلل‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف بالد‬
‫املسلمني ىف «سبطرة» وخرهبا‪ ،‬وىف مالطية‬ ‫الروم ‪837‬م‬
‫أغار عىل أهلها‪ ،‬فسار املعتصم بجيشه حتى‬
‫عسكر غرب دجلة‪ ،‬وأرسل أحد قواده إىل‬
‫سبطرة إلنقاذ أهلها‪ ،‬ثم توجه هو إىل حصن‬
‫عمورية‪ ،‬وحارصها حتى استطاع إحداث‬
‫ثغرة ىف سورها نفذ منها‪ ،‬وفتح املدينة‪.‬‬

‫جرت أوىل حماوالت فتحها ىف خالفة‬ ‫جزيرة أكثر أسد بن‬ ‫‪2‬‬
‫«معاوية بن أبى سفيان»‪ ،‬حتى ثار اخلالف‬ ‫صقلية‪ ،‬من الفرات‪،‬‬
‫بني ملكها «فيمى» والقادة البيزنطيني؛‬ ‫وبالرم تاريخ وحممد‬
‫فاستنجد فيمى باألمري «زياد اهلل بن األغلب»‬ ‫بن أبى‬
‫حاكم تونس الذى جهز جيشا بقيادة «أسد‬ ‫اجلوارى‬
‫بن الفرات» قاىض القريوان‪ ،‬فسار إليها عىل‬
‫رأس أسطول كبري دخل اجلزيرة‪ ،‬فأرسل‬
‫الروم عدة نجدات إىل اجلزيرة؛ فنقض فيمى‬

‫‪65‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫عهده مع املسلمني الذين حل هبم وباء قىض‬
‫عىل الكثري منهم‪ ،‬بمن فيهم ابن الفرات‪،‬‬
‫فتوقفوا عن الفتح حتى جاءهتم النجدات‬
‫من القريوان واألندلس فقاموا بفتح بالرم‬
‫بقيادة «حممد بن أبى اجلوارى» الذى أكمل‬
‫فتح باقى مدن اجلزيرة‪ ،‬فاستطاع بذلك تأمني‬
‫سواحل شامل إفريقية من غارات الروم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�رصاع الدولة احلمدانية مع الروم نيابة عن دولة اخلالفة العبا�سية‪:‬‬


‫احلمدانيون أرسة عربية عملت ىف خدمة العباسيني ىف املوصل واجلزيرة‪ ،‬ثم استقلوا‬
‫عنهم‪ ،‬وبسطوا سيادهتم عىل شامل سورية (‪394-317‬هـ) (‪1003-929‬م)‪ ،‬أسسها‬
‫«محدان بن محدون» شيخ قبيلة تغلب ىف ماردين سنة ‪280‬هـ ‪892 -‬م‪ ،‬ثم وسع ابنه‬
‫«عبد اهلل»‪ ،‬وحفيده «سيف الدولة» أمري حلب حدود اإلمارة‪ ،‬قىض الفاطميون عىل‬
‫دولتهم بعد أن طرد البوهييون «أبا تغلب احلمدانى» صاحب املوصل سنة ‪356‬هـ ‪-‬‬
‫‪967‬م‪ ،‬ثم قتله الفاطميون ىف دمشق سنة ‪369‬هـ ‪979 -‬م‪.‬‬
‫ومتثل هذا الرصاع ىف املواقع اآلتية‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫تامخت الدولة احلمدانية ىف حلب حدود‬ ‫طرطوس ‪337‬هـ سيف‬ ‫‪1‬‬
‫الدولة الدولة العباسية ىف عرصها الثانى‪ ،‬أو عرص‬ ‫‪-‬‬
‫‪948‬م احلمدانى الدويالت‪ ،‬وجاورت الروم عىل ثغور البحر؛‬
‫فبدأ الرصاع الذى نابت فيه الدولة احلمدانية‬
‫عن الدولة العباسية‪ ،‬بال قصد من كليهام؛‬
‫عندما دخل «سيف الدولة احلمدانى» بالد‬
‫الروم عىل رأس جيش كثيف‪ ،‬ولكنه هزم‬
‫هزيمة نكراء‪ ،‬قاموا عىل إثرها باجتياح مدينة‬
‫طرطوس؛ التى كانت ضمن حدود دولته‪،‬‬
‫فنالوا من أهلها قتال وسبيا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫عاود «سيف الدولة» الكرة عليهم بجيش‬ ‫املعركة ‪339‬هـ سيف‬ ‫‪2‬‬
‫عظيم انترص به‪ ،‬وأرس الكثري منهم‪ ،‬ولكن‬ ‫الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫الثانية‬
‫الروم قطعوا عليه طريق العودة‪ ،‬فهزموه‬ ‫‪950‬م احلمدانى‬
‫واسرتدوا منه أرساهم‪ ،‬وأحاطوا بجيشه‬
‫حتى قضوا عليه فلم يبق منه إال هو وحرسه‬
‫اخلاص‪.‬‬

‫أراد «سيف الدولة» اسرتداد ثغور املسلمني‬ ‫زبطرة‪343 ،‬هـ سيف‬ ‫‪3‬‬
‫ىف زبطرة ومالطية التى استوىل عليها الروم‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫ومالطية‬
‫فجرد جيشا قتل منهم وسبى وأحرق‪ ،‬ثم التقى‬ ‫‪954‬م احلمدانى‬
‫عند مرعش بأمريهم «قسطنطني بن الدمستق»‬
‫فانترص عليه‪ ،‬وأباد كبار رجاله‪ ،‬وأرس صهره‬
‫وحفيده‪.‬‬

‫ىف هذا العام محل عليهم «سيف الدولة»‪،‬‬ ‫طرطوس ‪345‬هـ سيف‬ ‫‪4‬‬
‫وأحرز عليهم انتصارا عظيام‪ ،‬وغنم منهم‬ ‫الدولة‬ ‫مرة أخرى ‪-‬‬
‫الكثري‪ ،‬ولكنهم انتقموا منه بمهامجة بعض‬ ‫‪956‬م احلمدانى‬
‫مدن املسلمني التابعة له فقتلوا وسبوا وأحرقوا‬
‫ما شاءوا‪ ،‬وهامجوا طرطوس من البحر‪ ،‬وقتلوا‬
‫من مسلميها ما يقدر بألف وثامنامئة‪ ،‬وسبوا‬
‫أكثر من ذلك‪ ،‬وأحرقوا العديد من قراها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫دخل الروم ىف هذا العام ثغر الرها‬ ‫الرها‪348 ،‬هـ سيف‬ ‫‪5‬‬
‫الدولة وطرطوس فعاثوا فيهام فسادا؛ حتى التقى‬ ‫وطرطوس ‪-‬‬
‫‪959‬م احلمدانى هبم «سيف الدولة» ىف العام التاىل‪ ،‬وانتقم‬
‫منهم‪ ،‬وفتح عدة حصون‪ ،‬ثم هامجهم مرة‬
‫أخرى ىف نفس العام‪ ،‬ولكنهم قطعوا عليه‬
‫طريق الرجعة‪ ،‬وأبادوا جيشه ماعدا هو‬
‫وفرسانه الثالثامئة‪ ،‬ثم سري هلم جيشا عظيام‬
‫من أنطاكية باجتاه طرطوس؛ ولكنهم كمنوا‬
‫له‪ ،‬وقضوا كل من فيه‪ ،‬فلم يفلت من هذا‬
‫اجليش سوى أمري أنطاكية الذى امتأل جسده‬
‫باجلروح‪.‬‬

‫دخل «الدمستق» عىل رأس جيشه مقر الدولة‬ ‫حلب ‪351‬هـ سيف‬ ‫‪6‬‬
‫الدولة احلمدانية ىف «حلب»‪ ،‬واستوىل عىل دار «سيف‬ ‫‪-‬‬ ‫مقر‬
‫الدولة ‪962‬م احلمدانى الدولة» وهنبها‪ ،‬وسبى نساءه‪ ،‬وقتل حرسه‬
‫وأصحابه فهرب سيف الدولة‪ ،‬وظل الدمستق‬ ‫احلمدانية‬
‫تسعة أيام ىف حلب؛ بعد أن أباحها جلنوده‪ ،‬ثم‬
‫دخل عني رزبة أهم ثغور املسلمني‪ ،‬ولكن‬
‫سيف الدولة اسرتدها بعد ذلك وأعاد بناءها‪،‬‬
‫وأرسل «نجا» أحد غلامنه لبالد الروم‪ ،‬ولكنه‬
‫خلع طاعته‪ ،‬وهرب إىل حران‪ ،‬ثم أذربيجان‬
‫فسار إليه سيف الدولة وهزمه وقتله‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فتوحات الدولة الغزنوية فى الهند‪:‬‬


‫أول دولة حتتوى أغلب مناطق شبه القارة اهلندية لتتوحد ىف إطار دولة مستقلة خارج‬
‫حدود الكتلة العربية؛ فكان هلا األثر ىف انتشار اإلسالم وتثبيته ىف هذه املناطق‪ ،‬وتدرجت‬
‫الفتوحات كاآلتى‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫نقل «حممود الغزنوى» حروبه من بالد‬ ‫املوجة ‪390‬هـ حممود‬ ‫‪1‬‬
‫اإلسالم العربية إىل اهلند ىف اثنتى عرشة محلة‬ ‫‪ -‬الغزنوى‬ ‫األوىل‬
‫بدأها سنة ‪390‬هـ ‪999 -‬م عىل شامل اهلند‪،‬‬ ‫‪999‬م‬
‫انترص فيها عىل امللك «جيبال راجاهبا تندة»‬
‫انتصارا حاسام‪ ،‬وأخذه أسريا ثم أطلقه‪،‬‬
‫ولكنه أحرق نفسه‪ ،‬وخلفه ابنه «أناندابال»‪،‬‬
‫وىف سنة ‪394‬هـ ‪1003 -‬م دخل حممود‬
‫إقليم «ملتان» جنوب البنجاب‪ ،‬ووىل عليه‬
‫أحد قواده‪ ،‬وعهد إليه بتعليم الناس اإلسالم‬
‫ونرشه بني األهاىل‪ ،‬ثم قىض عىل مجاعة من‬
‫القرامطة‪ ،‬والتقى بـ"أناندابال بن جيبال»‬
‫سنة ‪395‬هـ ‪1004 -‬م وقىض عىل سلطانه‬
‫ىف البنجاب‪ ،‬وعمل عىل نرش اإلسالم ىف كل‬
‫نواحى السند وحتى حوض البنجاب‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫خلع أمراء شامل اهلند طاعة السلطان «حممود‬ ‫‪398‬هـ حممود‬ ‫املوجة‬ ‫‪2‬‬
‫الغزنوى»؛ فسار إليهم بجيش جرار هزم به‬ ‫‪ -‬الغزنوى‬ ‫الثانية‬
‫جيوشهم املتحدة هزيمة ساحقة‪ ،‬وغنم منهم‬ ‫‪1007‬م‬
‫الكثري‪ ،‬فعادوا للدخول ىف طاعته‪ ،‬واستوىل‬
‫عىل قلعة ضخمة عىل سفح اهلماليا‪ ،‬ثم‬
‫غزا إقليم «امللتان» سنة ‪401‬هـ ‪1010 -‬م‪،‬‬
‫فدخل ىف طاعته صاحب اإلقليم‪ ،‬وقىض عىل‬
‫«داود» القرمطى بعد حبسه ىف إحدى القالع‪،‬‬
‫واستوىل عىل «نارديني» آخر حصون امللتان‬
‫سنة ‪404‬هـ ‪1013 -‬م‪ ،‬ثم فتح كشمري سنة‬
‫‪408‬هـ ‪1017 -‬م فدخلت ىف اإلسالم‪.‬‬

‫توج «حممود الغزنوى» فتوحه ىف اهلند‪،‬‬ ‫اكتامل ‪416‬هـ حممود‬ ‫‪3‬‬


‫‪ -‬الغزنوى‪ ،‬بعد أن توجه إليها سنة ‪416‬هـ ‪1025 -‬م‬ ‫الفتوح‬
‫فدخل الكوجرات‪ ،‬ثم سار جنوبا حتى بلغ‬ ‫‪1025‬م وابنه‬
‫مسعود شبه جزيرة ليشياوارا‪ ،‬ودخل سنامت بعد‬
‫أن هزم مجوع اهلندوس‪ ،‬وقتل منهم قرابة‬
‫اخلمسني ألفا‪ ،‬واقتحم معبدهم اهلندوسى‬
‫األكرب ودمره‪ ،‬وبعد وفاته سار ابنه «مسعود»‬
‫إىل اهلند‪ ،‬وفتح قلعة رسستى اجلبلية جنوب‬
‫كشمري‪ ،‬بعد أن استعصت عىل والده قبل‬
‫ذلك‪ ،‬واكتملت له دولته املرتامية األطراف؛‬

‫‪71‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫فاشتملت عىل معظم أراىض فارس (إيران)‪،‬‬
‫وما وراء النهر وشامل اهلند‪.‬‬

‫فتوحات ال�سالجقة فى �آ�سيا ال�صغرى‪:‬‬


‫كان للسالجقة الفضل ىف تفريغ هذا اجليب‪ ،‬آسيا الصغرى‪ ،‬الذى انحرص فيه ما‬
‫بقى من رومان الرشق‪ ،‬والذى كان مرتكزا ألوىل املوجات الصليبية‪ ،‬فأصبحت هذه‬
‫املنطقة موطنا ألجداد األتراك ىف تركيا احلالية‪ ،‬ومنطلقا لإلمرباطورية العثامنية‪ ،‬وخلد‬
‫هلم املؤرخون هذه املعركة احلاسمة‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫توسع السالجقة ىف آسيا الصغرى (تركيا‬ ‫مالذكرد ‪462‬هـ ألب‬ ‫‪1‬‬
‫اآلن)‪ ،‬فاستولوا عىل مالطية‪ ،‬وقيصريية‪،‬‬ ‫‪ -‬أرسالن‬
‫وسبسطية‪ ،‬وصارت أرمينية ىف أيدهيم تقريبا‪،‬‬ ‫‪1071‬م‬
‫وباتوا مصدر قلق وهتديد للدولة البيزنطية‪،‬‬
‫فجمع اإلمرباطور البيزنطى «أرمانوس»‬
‫حشودا عسكرية ضخمة للقضاء عىل‬
‫السالجقة‪ ،‬وتوجه إىل أرمينيا‪ ،‬فتلقاهم «ألب‬
‫أرسالن» السلجوقى ىف مالذكرد‪ ،‬وطلب‬

‫‪72‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫اهلدنة من أرمانوس لقلة جنوده‪ ،‬ولكن‬
‫أرمانوس رفض طلبه‪ ،‬وأرص عىل احلرب؛‬
‫فانقض عليهم أرسالن وسحقهم ىف معركة‬
‫خاطفة أفقدهتم األمل ىف اسرتداد ما استوىل‬
‫عليه السالجقة قبل هذه املعركة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فتوحات الدولة العثمانية (�آخر الفتوحات)‪:‬‬


‫آخر اإلمرباطوريات اإلسالمية التى محلت رايته واقتحمت هبا أوروبا الرشقية‪ ،‬وتقدمت‬
‫حتى طرقت مدافعها أبواب النمسا ىف وسط أوروبا فاستنفدت طاقاهتا اهلائلة ىف معارك‬
‫وحروب أوقفتها عن التطور وجماراة العرص احلديث‪ ،‬فتغلب عليها األوروبيون الذين‬
‫انشغلوا بالكشوف‪ ،‬ومجع الثروات من العوامل املكتشفة‪ ،‬والتنقيب عن املوارد املختلفة‬
‫واستغالهلا ىف دخول هذا العرص‪ ،‬ثم عملوا عىل حمارصهتا‪ ،‬وإعادهتا داخل حدودها التى‬
‫بدأت منها‪ ،‬وبذلك تم طرد املسلمني من أوروبا الرشقية (العثامنيني)‪ ،‬والغربية (مسلمى‬
‫األندلس)‪ ،‬بل واحتالل كل البالد اإلسالمية واستنفاد ثرواهتا‪ ،‬واستغالل شعوهبا‪ ،‬وقد‬
‫تدرجت الفتوحات كاآلتى‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫تامخت األراىض العثامنية املفتوحة الرصب‬ ‫قوصوه ‪791‬هـ مراد بن‬ ‫‪1‬‬
‫والبلغار وألبانيا فأصبحت مصدر إزعاج‬ ‫‪ -‬أورخان‬
‫وقلق لتلك الدول التى استنجدت بالبابا‬ ‫‪1389‬م‬
‫وبملوك أوروبا‪ ،‬فدعا البابا إىل حرب صليبية‬
‫جديدة؛ هاجم عىل إثرها ملك الرصب أدرنة‬
‫عاصمة العثامنيني ىف ذلك الوقت‪ ،‬ىف غياب‬
‫«مراد بن أورخان» الذى عاد‪ ،‬وحارب‬
‫الرصب وهزمهم‪ ،‬وعقد معهم الصلح نظري‬
‫فدية مالية للحامية‪ ،‬ولكنهم نقضوا العهد‪،‬‬
‫وحتالفوا مع األلبان فالتقى الفريقان ىف‬
‫قوصوه بقيادة مراد‪ ،‬وامللك الرصبى «أوروك‬

‫‪74‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫اخلامس»‪ ،‬وظلت احلرب بينهام سجاال حتى‬
‫فر «الزار»‪ ،‬أو «فوك برانكوفتش» مع عرشة‬
‫آالف فارس‪ ،‬ثم ُأرس و ُقتل‪ ،‬ودارت الدائرة‬
‫عىل الرصب‪ ،‬و ُقتل مراد بعد املعركة عند‬
‫تفقده للقتىل الرصب‪.‬‬

‫دخل «بايزيد األول» امللقب بالصاعقة‬ ‫نيكوبوىل ‪798‬هـ بايزيد‬ ‫‪2‬‬


‫رومانيا‪ ،‬وفتح سالنيك‪ ،‬وضم تساليا‪،‬‬ ‫األول‬ ‫‪-‬‬
‫وواصل فتوحاته ىف مقدونيا الشاملية‪،‬‬ ‫‪1396‬م‬
‫وألبانيا‪ ،‬ونجح ىف ضم بالد البلغار‪،‬‬
‫ودخل اليونان حتى أثينا‪ ،‬وشبه جزيرة‬
‫املورة؛ فأثارت هذه الفتوحات قلق أوروبا‬
‫فتوحدت دوهلا املجر‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وأملانيا‪،‬‬
‫وهولندا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬وإسبانيا حتت قيادة ملك‬
‫املجر «سيجموند»؛ الذى التقى بجيشه مع‬
‫اجليش العثامنى ىف مدينة نيكوبوىل شامل‬
‫بلغاريا حتت شعار سحق األتراك‪ ،‬ثم‬
‫احتالل القدس‪ ،‬ولكن املعركة انجلت عن‬
‫انتصار األتراك‪ ،‬ووقوع الكثري من أرشاف‬
‫فرنسا ىف األرس‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫بعد أن تنازل «مراد الثانى» عن السلطة‬ ‫‪848‬هـ مراد‬ ‫فارنا‬ ‫‪3‬‬
‫البنه «حممد الثانى» (الفاتح)؛ ذى االثنى‬ ‫الثانى‬ ‫‪-‬‬
‫عرش ربيعا طمعت الدول األوروبية ىف الدولة‬ ‫‪1444‬م‬
‫العثامنية‪ ،‬فشكلت جيشا كبريا بقيادة املجر‪،‬‬
‫وضعت عىل رأسه «هونيادى»‪ ،‬وعينت امللك‬
‫املجرى «الديسالس» قائدا رشفيا للحملة؛‬
‫مما اضطر مراد إىل العدول عن قراره‪ ،‬وجهز‬
‫جيشا التقى اجليش األوروبى ىف مدينة فارنا‬
‫البلغارية عىل شاطئ البحر األسود‪ ،‬وانترص‬
‫عليهم‪ ،‬و ُقتل امللك املجرى‪ ،‬وهرب قائد‬
‫احلملة هونيادى من املعركة‪ ،‬وهبذا النرص‬
‫ثبت العثامنيون أنفسهم ىف البلقان‪.‬‬

‫حارصها «حممد الفاتح» برا وبحرا بأربعامئة‬ ‫القسطنطينية ‪857‬هـ حممد‬ ‫‪4‬‬
‫سفينة‪ ،‬ومائتى مدفع‪ ،‬واآلالف من اجلنود؛ دمر‬ ‫الثانى‬ ‫‪-‬‬
‫هبم األسطول البيزنطى عند مدخل «اخلليج‬ ‫‪1453‬م (الفاتح)‬
‫الذهبى»؛ الذى أغلقه البيزنطيون بسالسل‬
‫حديدية أعاقت دخول السفن العثامنية‪ ،‬بعد‬
‫أن طلب اإلمرباطور البيزنطى «قسطنطني»‬
‫مددا من البابا «نيقوال اخلامس»؛ الذى أرسل‬
‫إليه ثالث سفن حربية‪ ،‬ودارت املعركة وبقيت‬
‫مشكلة دخول اخلليج‪ ،‬فتحايل حممد الفاتح‬

‫‪76‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫عىل ذلك بمد أخشاب مطلية بالزيت بطول‬
‫اخلليج؛ دفع فوقها سفنه متجاوزا منطقة‬
‫السالسل‪ ،‬مع الرضب املكثف بمدافع اهلاون‬
‫الذى أدى إىل إحداث ثغرة ىف أسوار املدينة‬
‫املنيعة؛ تسلل منها جنوده متدفقني ىف ثالث‬
‫موجات أثارت الرعب ىف املدينة‪ ،‬مما اضطر‬
‫قسطنطني إىل الدفع بقواته االحتياطية‪ ،‬ولكن‬
‫دون جدوى‪ ،‬و ُفتحت املدينة بعد إصابة قائد‬
‫املعركة وانسحابه رغم توسالت قسطنطني له‪.‬‬

‫أرسل «سليامن» امللقب «بالقانونى» رسوال‬ ‫البلقان‪927 ،‬هـ سليامن‬ ‫‪5‬‬


‫إىل ملك املجر «اليوش»؛ خيطره بتوليه عرش‬ ‫‪ -‬القانونى‬ ‫واملجر‬
‫العثامنيني‪ ،‬فقتل امللك املجرى الرسول‪،‬‬ ‫‪1521‬م‬
‫فأعلن سليامن احلرب عىل املجر‪ ،‬وسار إىل‬
‫بلجراد أهم مدن البلقان‪ ،‬التى يتوىل اجليش‬
‫املجرى محايتها‪ ،‬وهو من أكفأ جيوش أوروبا‪،‬‬
‫فحارصها من البحر‪ ،‬والنهر حتى استسلمت‬
‫بعد شهر من احلصار‪ ،‬فاختذها العثامنيون‬
‫قاعدة حربية تنطلق منها قواهتم إىل أوروبا‪،‬‬
‫بعد أن استولوا عىل قالعها املهمة‪ ،‬ثم حتالف‬
‫ملك املجر مع إمرباطور أملانيا وأرشيدوق‬

‫‪77‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫النمسا استعدادا حلرب العثامنيني‪ ،‬فسار إليه‬
‫سليامن سنة ‪932‬هـ ‪1526-‬م حتى التقى‬
‫به ىف صحراء موهاج املجرية‪ ،‬وانترص عليه‬
‫انتصارا ساحقا ىف معركة ُقتل خالهلا اليوش‬
‫وأرس منهم ‪25‬‬‫غرقا مع ‪ 75‬ألفا من جنوده‪ُ ،‬‬
‫ألفا‪.‬‬

‫اجتمعت أساطيل الدول األوروبية؛‬ ‫بروزه ‪945‬هـ سليامن‬ ‫‪6‬‬


‫بعد دعوة البابا «بول الثالث» لالحتاد ضد‬ ‫‪ -‬القانونى‬ ‫البحرية‬
‫العثامنيني‪ ،‬ىف محلة قوامها ‪ 600‬سفينة يقودها‬ ‫‪1538‬م‬
‫«أندريا دوريا» أمهر قادة أوروبا البحريني‪،‬‬
‫وتقابل مع األسطول العثامنى الذى تكون‬
‫من ‪ 123‬قطعة بحرية بقيادة «خري الدين‬
‫برباروس» ىف بروزه‪ ،‬وبدأت املعركة التى مل‬
‫تستمر أكثر من مخس ساعات‪ ،‬انترص فيها‬
‫العثامنيون‪ ،‬وفر أندريا هاربا‪.‬‬

‫احتل «فرديناند» أرشيدوق النمسا مدينة‬ ‫القالع ‪949‬هـ سليامن‬ ‫‪7‬‬


‫بودين التابعة مللك املجر‪ ،‬املتحالف مع‬ ‫‪ -‬القانونى‬ ‫املجرية‬
‫العثامنيني‪ ،‬ولكن «سليامن» استعاد املدينة منه‬ ‫‪1542‬م‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ثم حارص فيينا عاصمة النمسا‬
‫بيد أنه عاد أدراجه بسبب هبوط فصل الشتاء‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ونقص املواد الغذائية‪ ،‬ثم أرسل فرديناند إىل‬
‫السلطان العثامنى لالعرتاف به ملكا عىل املجر‪،‬‬
‫فخرج إليه السلطان بعد أن أنذره باحلرب‪،‬‬
‫ولكنه طلب الصلح فوافق السلطان برشط‬
‫اعرتافه بـ"بيانوش» ملكا عىل املجر‪ ،‬ودفع‬
‫اجلزية‪ ،‬ثم عاد فرديناند ملحارصة مدينة بودين‬
‫بعد وفاة ملك املجر‪ ،‬ولكنه هرب مع اقرتاب‬
‫القوات العثامنية من بودين‪ ،‬فقرر سليامن‬
‫حتويل أضخم كنائسها إىل مسجد‪ ،‬وإحلاقها‬
‫بالدولة العثامنية‪ ،‬فحرض فرديناند البابا «بول‬
‫الثالث» عىل تكوين محلة صليبية للتخلص من‬
‫العثامنيني‪ ،‬فتحركت احلملة‪ ،‬وحارصت بودين‬
‫سنة ‪949‬هـ ‪1542 -‬م‪ ،‬ولكنها فشلت ىف‬
‫االستيالء عليها‪ ،‬فسار إليهم سليامن واستوىل‬
‫عىل أهم القالع املجرية من النمسا‪ ،‬كام استوىل‬
‫عىل مدينة بلجراد‪.‬‬

‫تم هذا الفتح عن طريق األسطول العثامنى‬ ‫قربص ‪979‬هـ سليم‬ ‫‪8‬‬
‫بقيادة «مصطفى باشا» جلزيرة قربص؛ التى‬ ‫خان‬ ‫‪-‬‬
‫كانت تابعة للبندقية‪ ،‬عندما انطلقت سفن‬ ‫‪1571‬م الثانى‬
‫األسطول ورست أمام مدينة ليامسول‪ ،‬حتى‬
‫تم فتح اجلزيرة بعد حصارها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )2‬للموجة األوىل من الفتوحات اإلسالمية حتى موقعة بالط الشهداء التى أخفق فيها املسلمون بسبب‬
‫الحرص عىل الغنائم‪ ،‬وقد اعرتض هذه الفتوحات ىف أولها طاعون عمواس الذى راح ضحيته عرشات اآلالف من‬
‫املسلمني‪ ،‬ومنهم الكثري من أفاضل الصحابة الكرام‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )3‬للموجتني الثانية والثالثة من الفتوحات اإلسالمية التى توقفت ألكرث من ثالثة قرون‪ ،‬انشغل فيها العامل‬
‫اإلسالمى برد الغارات املتتالية عليه من الروم والصليبيني واملغول‪ ،‬واسرتداد بعض ما فقد منه ىف مناطق نفوذه‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )4‬مجمل للمجموعات الثالث من الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬يتبني منه توقفها للمرة األوىل بعد موقعة بالط‬
‫الشهداء ىف األندلس‪ ،‬حتى فتح جزيرة ميورقة القريبة من األندلس ألكرث من قرن ونصف القرن‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪82‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الفتوحات اإلسالمية السلمية‬


‫جنوب �رشق �آ�سيا‪:‬‬
‫يشمل جنوب رشق آسيا ىف العرص احلديث دول بورما‪ ،‬والوس‪ ،‬وفيتنام‪ ،‬وكمبوديا‪،‬‬
‫وتايالند‪ ،‬والفلبني (جمموعة ُجزر)‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬وسنغافورة‪ ،‬وإندونيسيا (جمموعة ُجزر)‪،‬‬
‫وبروناى‪ ،‬وهى مناطق حتتوى عىل أعداد كبرية من املسلمني ينطبق عليها قوله تعاىل‪:‬‬

‫«فما أوجفتم عليه من خيل وال ركاب» (احلشر‪.)6 :‬‬

‫يعنى أهنا فتح رباين مل يبذل فيه املسلمون جمهودا وال تضحية بالنفس أو املال والعتاد‪،‬‬
‫فهم بذلك مسلمون مل تنطبق عليهم أحكام الفقهاء التى فرضوها عىل البالد املفتوحة‬
‫بالسيف والركاب؛ من جزية وخراج وجلب العبيد واجلوارى من أصحاب املهن‬
‫واملواهب والصناعات التى غريوا هبا مالمح املجتمع اإلسالمى‪ ،‬وخرجوا به عن النهج‬
‫اإلسالمى الذى كان متبعا ىف حياة الرسول الكريم‪.‬‬
‫دخل اإلسالم أغلب هذه البالد بطريقة خمتلفة متاما عن تلك التى فتحها املسلمون‬
‫بالسيف‪ ،‬وخرجوا من بعضها (ىف رشق وغرب أوروبا) قهرا وطردا‪ ،‬فكان التجار‬
‫والدعاة قرآنا يمشى عىل األرض‪ ،‬جيوب القفار وخيوض البحار واملحيطات‪ ،‬فوصلوا‬
‫إىل ما مل يصل إليه حامل السيف وراكب احلصان‪ ،‬ومل خيطر له عىل بال‪ ،‬ومل يدر بخلد‬
‫واضعي األحاديث الذين مل يتجاوز عاملهم الفرس والروم‪.‬‬
‫دخل اإلسالم هذه البالد ىف سهولة ويرس‪ ،‬فانترش فيها وترشبه أهلها قطرة قطرة حتى‬

‫‪83‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ارتووا منه‪ ،‬وتشبعوا بأدبه وقيمه؛ من حسن معاملة ومكارم أخالق‪ ،‬ومل يكن السيف‬
‫طرفا ىف املعادلة واملعاملة‪ ،‬وليس هناك جمال لتجار الدين من الفرسان والفقهاء‪ ،‬فلم‬
‫نسمع عنهم ىف هذه البالد التى دخلها اإلسالم سريا عىل األقدام‪ ،‬وراكبا عىل متن السفن‬
‫التى جتوب البحار بالتجار والصاحلني يرضبون ىف األرض يبتغون من فضل اهلل‪:‬‬

‫"هو الذى جعل لكم األرض ذلوال فامشوا فى مناكبها وكلوا من‬
‫رزقه» (امللك‪.)15 :‬‬
‫مل ينظر التجار والصاحلون لسكان البالد نظرة التعاىل والتميز بصفتهم شعب اهلل‬
‫املختار‪ ،‬ومل يتخذوا منهم العبيد واجلوارى‪ ،‬ومل يعاملوهم معاملة السفلة والرعاع (كام‬
‫كان يطلق الفقهاء عادة عىل عامة الناس ىف البالد املفتوحة) وهم أصحاب األرض‬
‫األصليون‪ ،‬فلم يفرضوا عليهم دينا وال دنيا‪ ،‬ولكنها املنافع املتبادلة بني برش سواسية‪،‬‬
‫خلقهم اهلل أحرارا خمريين‪:‬‬

‫فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف‪.)29 :‬‬


‫مل يقم الفقهاء بتقسيم بالدهم إىل بالد إسالم وبالد كفر‪ ،‬وبالتاىل فهم موصوفون‬
‫بالكفر‪ ،‬ووجب قتاهلم واحلرب عليهم من أجل أن يتسول الفقهاء دنانريهم وهم‬
‫جلوس يرفلون ىف العز والنعيم‪ ،‬ومل ير أهل البالد ىف املسلمني القادمني إليهم من جتار‬
‫وصاحلني رئيسا‪ ،‬وال زعيام‪ ،‬وال خليفة‪ ،‬وال صاحب سلطة‪ ،‬وال صاحب مذهب‪ ،‬أو‬
‫دعوة جتتزئ اإلسالم وختتزله ىف مصالح دنيوية وعصبية قبلية‪ ،‬بعد أن خلفوا وراءهم‬
‫اخللفاء والزعامء والفقهاء وأصحاب املذاهب والعصبيات‪ ،‬الذين ضيقوا عىل الناس‬
‫أرزاقهم ومعايشهم وبالدهم ومعتقداهتم‪.‬‬

‫ماليزيا‪:‬‬

‫يرجح وصول اإلسالم إىل ماليزيا ىف القرن السابع اهلجرى‪ ،‬الثالث عرش امليالدى عىل‬
‫‪84‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫يد التجار والصاحلني بسبب قرهبا من اهلند التى كانت عىل عالقة قوية بشبه جزيرة‬
‫املاليو‪ ،‬كام امتد نشاطهم التجارى إىل جزيرة سومطرة من أطرافها الشاملية‪ ،‬ونشط‬
‫التجار املسلمون ىف ميناء برالك عىل الساحل الشامىل للجزيرة‪ ،‬وعن طريقها وصل‬
‫اإلسالم إىل املاليو من ميناء ماالقا الواقع عىل الطرف الغربى منها‪ ،‬وربام أسلم ملك‬
‫ماالقا بتأثري التجار املسلمني‪ ،‬وتبعه شعبه خاصة أن هؤالء التجار كانوا مصدرا من‬
‫مصادر الدخل لسكان هذه البالد بام كان جيلبونه إليهم من بضائع وأموال‪.‬‬

‫خريطة (‪( )1‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫خضعت إمارة ماالقا ململكة تايالند‪ ،‬ودفعت هلا اإلتاوة مقابل استقالهلا الذاتى‪ ،‬ثم‬
‫أصبحت إمارة إسالمية حتت محاية اإلمرباطور الصينى فاستقلت وضمت ما حوهلا‬
‫من مناطق جماورة‪ ،‬وتعاقب عليها سبعة من احلكام أبرزهم «منصور باشا» (‪-863‬‬
‫‪882‬هـ) (‪1477-1458‬م)‪ ،‬فانترش اإلسالم ىف شبه جزيرة املاليو كلها حتى بورما‪،‬‬
‫وأواسط سومطرة‪ ،‬واستخدمت احلروف العربية ىف الكتابة‪ ،‬وقامت عدة إمارات ىف‬
‫شبه جزيرة املاليو منها قدح‪ ،‬وبريق‪ ،‬وباهانج‪ ،‬وجوهور‪ ،‬كام وصل اإلسالم إىل جزيرة‬
‫بورنيو التى قامت هبا دولة برونى اإلسالمية‪ ،‬وارتبطت بعالقات قوية مع الصني والعامل‬
‫اإلسالمى إىل أن دخلها اإلسبان سنة ‪927‬هـ ‪1520 -‬م‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�إندوني�سيا‪:‬‬
‫جمموعة من اجلزر املنترشة عىل مساحة واسعة من املحيطني اهلندى واهلادى نشأت هبا‬
‫عدة ممالك منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إمرباطورية رسى فيجابا‪ :‬تأسست جنوب سومطرة‪ ،‬ومدت سلطاهنا عىل أكثر‬
‫اجلزر اإلندونيسية‪ ،‬وعىل شبه جزيرة املاليو‪ ،‬وامتد نفوذها شامال إىل الفلبني‪ ،‬وغربا إىل‬
‫جزيرة سيالن‪ ،‬انترش اإلسالم بني أهلها ىف القرن السابع اهلجرى‪ ،‬الثالث عرش امليالدى‪.‬‬
‫‪ -2‬مملكة تاروماناغارا‪ :‬تأسست غرب جزيرة جاوا قبل اهلجرة‪ ،‬وظلت قائمة حتى‬
‫القرن اخلامس اهلجرى‪ ،‬احلادى عرش امليالدى‪.‬‬

‫خريطة (‪ )2‬إندونيسيا (عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪ -3‬مملكة سوندا‪ :‬قامت سنة ‪421‬هـ ‪1030 -‬م‪ ،‬وورثت مملكة تاروماناغارا غرب‬
‫جاوا‪.‬‬
‫‪ -4‬مملكة جاوا الوسطى‪ :‬استمرت حتى أواخر القرن الثالث اهلجرى‪ ،‬التاسع‬
‫امليالدى‪.‬‬
‫‪ -5‬مملكة ماتارام‪ :‬قامت أواخر القرن الثالث اهلجرى‪ ،‬التاسع امليالدى‪ ،‬واستحوذت‬
‫عىل مملكة جاوا الوسطى‪.‬‬
‫‪ -6‬مملكة جاوا الرشقية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -7‬إمرباطورية ماغافاهيت (‪883-693‬هـ) (‪1478-1293‬م)‪ :‬بسطت سلطاهنا‬


‫عىل جزر إندونيسيا كلها‪ ،‬عالوة عىل الفلبني‪ ،‬وشبه جزيرة املاليو‪ ،‬وجزء من اهلند‬
‫الصينية‪ ،‬قامت هبا احلركات االنفصالية بعد تردى األوضاع بموت آخر أباطرهتا الكبار‬
‫«هايم وروق»‪ ،‬ثم قامت احلرب بني املقاطعات واملاملك املنفصلة‪ ،‬وبرز من هذه املاملك‬
‫مملكة آتشيه شامل سومطرة كأقوى هذه املاملك اإلندونيسية ىف القرنني العارش واحلادى‬
‫عرش اهلجريني‪ ،‬السادس عرش والسابع عرش امليالديني‪ ،‬وبقيت هذه اململكة حتى سنة‬
‫‪1322‬هـ ‪1904 -‬م‪.‬‬

‫بروناى‪:‬‬

‫خريطة (‪ )3‬سلطنة بروناى ىف الشامل من جزيرة بورنيو اإلندونيسية (عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫امتد سلطان بروناى ىف املاىض عىل مناطق واسعة من جزيرة بورنيو‪ ،‬فشملت واليتى‬
‫صباح وساراواك احلاليتني (خريطة رقم ‪ ،)1‬ومها يتبعان دولة ماليزيا ىف العرص احلديث‪.‬‬
‫انترش اإلسالم ىف بروناى منذ عام ‪828‬هـ ‪1424 -‬م عندما زار سلطاهنا «آوانج أالك‬
‫بتاتار» سلطان ماالقا املسلم «حممد شاه (باراميسورا)» فاعتنق اإلسالم‪ ،‬ودعا شعبه إىل‬
‫ذلك‪ ،‬وقد امتد نفوذ سلطنة بروناى ىف القرن العارش اهلجرى‪ ،‬السادس عرش امليالدى‬
‫حتى شمل جزيرة بورنيو كلها‪ ،‬وجزر صولو جنوب الفلبني‪ ،‬وبعض أجزاء من اجلزر‬
‫األخرى‪.‬‬
‫اجتهت القوافل التجارية‪ ،‬ومعها الدعاة والصاحلون إىل جنوب رشق آسيا ىف املحيط‬
‫اهلندى‪ ،‬وهى املناطق املعتدلة املناخ واملفتوحة أمامهم‪ ،‬كام أهنا متوج بكم كبري من‬
‫السكان‪ ،‬يذهبون إليهم بتجارهتم‪ ،‬ويبادلوهنم ما اشتهروا به من سلع وبضائع؛ فكانت‬
‫دعوهتم هى سلوكياهتم ومعامالهتم من أجل مرضاة اهلل تعاىل‪ ،‬فتنقلوا هبا ىف البالد التى‬
‫ال يبغون منها إال كسب العيش بني خلق اهلل ىف سالم ومودة‪ ،‬فأحبهم الناس‪ ،‬وأقبلوا‬
‫عليهم يسألون عن إهلهم‪ ،‬وعن دينهم الذى مل يفرضوه عىل أحد‪ ،‬بل جعلهم سكان‬
‫البالد األصليون ملوكهم وسالطينهم‪ ،‬فتكونت ممالك إسالمية ىف هذه املناطق رأسها‬
‫الدعاة والعلامء‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬مملكة ماالقا (‪917-803‬هـ) (‪1511-1400‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬ممالك شبه جزيرة املاليو عقب سقوط مملكة ماالقا‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة ديامك (‪960-918‬هـ) (‪1552-1512‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة آتشيه (‪1322-920‬هـ) (‪1904-1514‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة بنتان (‪1096-960‬هـ) (‪1684-1552‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة غووا (مكرس) (‪1078‬هـ ‪1667 -‬م)‪.‬‬
‫ابتىل اهلل املسلمني ببعض الفقهاء أوقفوا مسرية الدين وانتشاره‪ ،‬وكبلوه بمعتقداهتم‬
‫التى ورثوها عن بيئاهتم وأدياهنم التى دخل عليها اإلسالم وتغلب عليها‪ ،‬فأدخلوها‬
‫ىف الترشيع ظنا منهم أن هذا هو الدين‪ ،‬بعد أن هجروا كتاب اهلل وتقارصوا عن فهمه‬

‫‪88‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتدبره‪ ،‬فتقارص الدفع اإلسالمى وتثاقل إىل األرض‪ ،‬وقبع فيام أحاط به من ممالك‪ ،‬بينام‬
‫انتفض الغرب املسيحى يرضب ىف أرجاء األرض باحثا عن الثروة التى أورثته السلطة‪،‬‬
‫والعلم حتى أفرغ بالدا بأكملها من سكاهنا األصليني‪ ،‬بينام تواكل املسلمون عىل دينهم‬
‫فحارصهم الغرب املسيحى ىف بالدهم فحكموها وحتكموا فيها‪ ،‬بعد أن سقطت‬
‫تباعا ىف أيدهيم؛ فاحتل الربتغاليون جزر املالديف املسلمة سنة ‪913‬هـ ‪1507 -‬م‪،‬‬
‫فإندونيسيا املسلمة سنة ‪917‬هـ ‪1511 -‬م‪ ،‬ثم حلقهم اإلسبان باحتالل اجلزر الفليبينية‬
‫سنة ‪928‬هـ ‪1521 -‬م؛ فتوقف املد اإلسالمى ىف هذه البالد‪ ،‬بينام انخرط اخللفاء‬
‫املسلمون اجلدد ىف الدولة العثامنية الفتية‪ ،‬التى كانت من أقوى دول العرص‪ ،‬ىف أحالم‬
‫الفتح املرهقة التى مل جينوا منها أدنى منفعة بعد أن عادت البالد املفتوحة إىل أصحاهبا مرة‬
‫أخرى (وكأنك يابو زيد ماغزيت)‪ ،‬استنفدت فيها طاقاهتا احلربية واحلضارية وثرواهتا‬
‫املغنومة‪ ،‬حتى إذا مالت نحو الزوال مالوا عىل إخواهنم من املسلمني العرب قتال وهنبا‬
‫حتى استحوذوا عىل بالدهم ومقدساهتم‪ ،‬وتركوها ترزح ىف ظلامت اجلهل والتخلف‬
‫واخلرافات‪ ،‬بل سلموها لقمة سائغة للغرب املسيحى‪ ،‬فسلمت ليبيا لإليطاليني سنة‬
‫‪1329‬هـ ‪1911 -‬م لريتكبوا فيها أفظع املذابح التى استباحوا فيها البالد والعباد‪،‬‬
‫وظلوا ىف حروب طاحنة مع الزيديني ىف اليمن منذ إحتالهلا سنوات (‪1045-945‬هـ)‬
‫(‪1635-1538‬م)؛ واحتل اإلنجليز عدن – اجلزء اجلنوبى منه ألمهيته العسكرية ‪-‬‬
‫سنة ‪1253‬هـ ‪1837 -‬م‪ ،‬وتكفلت «اتفاقية سايكس – بيكو» (‪1334‬هـ ‪1916 -‬م)‪،‬‬
‫ومؤمتر احللفاء ىف سان ريمو اإليطالية (‪1338‬هـ ‪1920 -‬م) بباقى األقطار العربية التى‬
‫ُقسمت بني إنجلرتا وفرنسا‪.‬‬

‫�إفريقيا‪:‬‬
‫انطلقت القوافل التجارية نحو الرشق من إفريقيا‪ ،‬وسار معهم الدعاة والصاحلون‪،‬‬
‫وانحرس نشاطهم ىف الرشيط الساحىل الضيق‪ ،‬واجلزر الصغرية القريبة من الشواطئ؛‬
‫فعم اإلسالم هذه املناطق‪ ،‬ثم توغل ىف الداخل‪ ،‬وانترش ىف الصومال بني األهاىل‪ ،‬ولكنه‬

‫‪89‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مل يتجاوزها إىل احلبشة حيث حالت الكنيسة اإلثيوبية دون املد اإلسالمى‪ ،‬بل هامجت‬
‫ميناء جدة عىل البحر األمحر‪ ،‬ولكن املسلمني استولوا عىل جزر دهلك كرد فعل عىل‬
‫هذه اهلجمة‪ ،‬وأقاموا منها قاعدة لالنطالق نحو الرشق اإلفريقى‪ ،‬وبنى التجار العرب‬
‫مدينة هرر‪ ،‬وتوالت اهلجرات العربية من اجلزيرة العربية فعم اإلسالم إريرتيا الساحلية‬
‫فانفصلت عن احلبشة‪ ،‬ثم امتد اإلسالم إىل اجلنوب مكونا إمارات إسالمية‪.‬‬

‫خريطة (‪( )4‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وجاء ال ُعامنيون املسلمون أيضا إىل رشق إفريقية‪ ،‬واخرتقوا الطرق الداخلية التى مل‬
‫يدخلها املسلمون من قبل؛ فانترش اإلسالم عىل جوانب هذه الطرق‪ ،‬وىف اجلهات التى‬
‫حط التجار رحاهلم فيها‪ ،‬ونشأت دولتان إسالميتان مها تنزانيا وجزر القمر‪ ،‬وبعض‬
‫األقليات املسلمة‪ ،‬باإلضافة إىل دول أخرى ىف الداخل هى تشاد ومجهورية إفريقيا‬
‫الوسطى‪.‬‬

‫خريطة (‪( )5‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫انتقل اإلسالم إىل السودان عن طريق القبائل التجارية املتنقلة بينه وبني بالد املغرب‪،‬‬
‫بعد أن فتح «عقبة بن نافع» الشامل اإلفريقى حتى وصل إىل ساحل املحيط األطلنطى‬
‫(بحر الظلامت) سنة ‪60‬هـ ‪679 -‬م‪.‬‬
‫وصل نفوذ األدارسة الشيعة إىل الصحراء الكربى التى تفصل بالد املغرب عن وسط‬
‫وغرب إفريقيا‪ ،‬ومنها عرب اإلسالم إىل البالد الزنجية عن طريق قبائل املغرب التى‬
‫توجهت إىل اجلنوب خاصة بعد ضعف مملكة غانا‪ ،‬فتدفق املسلمون وزادت هجرهتم‬
‫إىل هذه األماكن فانترش اإلسالم بني الزنوج‪.‬‬
‫وكان للمرابطني دور كبري ىف بث الدعاة الذين جابوا هذه املناطق حتى وصلوا إىل‬
‫الكامريون واجلابون‪ ،‬وعندما قامت الدول ىف هذه البالد أسلم ملوكها فأصبح اإلسالم‬
‫مباحا ألفراد مملكته‪ ،‬وانترش مع بناء املساجد‪ ،‬وإقرار امللك للنظم والطقوس اإلسالمية‪،‬‬
‫وإقامته هلا أمام الناس‪ ،‬ومع توسع هذه الدول فيام حوهلا من مناطق‪ ،‬وامتداد سلطاهنا‪،‬‬
‫ونفوذها ترسب اإلسالم تدرجييا بني رعايا إمرباطورية غانا‪ ،‬فأسلم ملك التكرور سنة‬
‫‪432‬هـ ‪1040 -‬م‪ ،‬وىف سنة ‪469‬هـ ‪1076 -‬م خضعت غانا لدولة املرابطني فدخل‬
‫ملكها «تنكامنني» ىف اإلسالم‪ ،‬وتبعه رعاياه‪ ،‬وكذلك مملكة ماىل‪.‬‬
‫نرش املرابطون اإلسالم ىف املناطق الزنجية (ذات العرق احلامى املتوسطى والنيىل) من‬
‫القارة اإلفريقية مثل النوبيني‪ ،‬وجنوبى الصحراء من السنغال حتى وادى النيل األعىل‪،‬‬
‫واعتنق أمراء غانة اإلسالم منذ القرن اخلامس اهلجرى‪ ،‬احلادى عرش امليالدى‪ ،‬وتابعهم‬
‫حكام ُتكْرور‪ ،‬وملك ماىل أعىل هنر النيجر‪ ،‬وأصبحت تمِ ْ َبكْتو مركزا إسالميا ىف القرن‬
‫السابع اهلجرى‪ ،‬الثالث عرش امليالدى‪ ،‬ثم اكتسبت الدعوة اإلسالمية دعام كبريا عندما‬
‫َارنة نظاما دينيا جديدا ىف فوتاج ّلون سنة ‪1127‬هـ ‪1720 -‬م‪ ،‬ثم أخضعوا‬ ‫أقام ال َتك ِ‬
‫الفول (الفلاّ تة) الوثنيني سنة ‪1181‬هـ ‪1776 -‬م‪ ،‬فدخلوا ىف اإلسالم‪.‬‬
‫ظهرت دولة احلاج «عمر» ىف بالد التكرور أواخر القرن الثالث عرش اهلجرى‪ ،‬التاسع‬
‫عرش امليالدى‪ ،‬كام ظهر «سامورى تورى» ىف بالد املاندينج سنة ‪1277‬هـ ‪1860 -‬م‪،‬‬
‫وبسط نفوذه عىل قبائل املاندينج كلها‪ ،‬واختذ لقب إمام‪ ،‬وتصدى للفرنسيني املستعمرين‬

‫‪92‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫لسنوات (‪1316-1300‬هـ) (‪1898-1882‬م)‪ ،‬ومن قبلهام قام «عثامن دنفديو»‬


‫ىف الشامل النيجريى‪ ،‬فقاد قبائل الفوالنى‪ ،‬وسيطر عىل املنطقة كلها‪ ،‬ودعا إىل تطبيق‬
‫الرشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ويشمل غرب إفريقيا املناطق التى تقع جنوب بالد املغرب عىل ساحل املحيط‬
‫األطلنطى‪ ،‬وتضم ‪ 13‬وحدة سياسية هى‪ :‬السنغال‪ ،‬زامبيا‪ ،‬غينيا‪ ،‬غينيا بيساو‪،‬‬
‫سرياليون‪ ،‬وتضم املناطق الصحراوية ماىل‪ ،‬والنيجر‪ ،‬وبوركينا فاسو‪ ،‬كام تطل توجو‪،‬‬
‫وبنني‪ ،‬وساحل العاج‪ ،‬ونيجرييا‪ ،‬والكامريون عىل خليج غينيا‪.‬‬

‫خريطة (‪( )6‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫ومن أشهر القبائل واسعة االنتشار ىف غرب إفريقيا‪:‬‬


‫‪ -1‬الولوف ىف السنغال‪.‬‬
‫‪ -2‬املاندينج ىف ماىل‪ ،‬والسنغال‪ ،‬وزامبيا‪ ،‬وغينيا‪ ،‬وغينيا بيساو‪ ،‬وسرياليون‪ ،‬وبوركينا‬
‫فاسو‪ ،‬وساحل العاج‪ ،‬وهم يطلقون عىل أنفسهم اسم ماندى‪ ،‬وهى عدة فروع يعمل‬
‫أفرادها ىف الزراعة وصيد السمك‪ ،‬ويعتنق أغلبهم اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -3‬التوكلور ىف السنغال‪ ،‬وانتقلت بعض فروعها إىل ماىل‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -4‬الفوالنى‪ ،‬ويطلقون عىل أنفسهم الفولبى‪ ،‬ويعرفون أيضا باسم الفوال‪ ،‬وفيلالتا‪،‬‬
‫والبهل‪ ،‬وهم ينترشون ىف السنغال‪ ،‬وغينيا‪ ،‬وماىل‪ ،‬وسرياليون‪ ،‬والنيجر‪ ،‬ونيجرييا‪،‬‬
‫وبنني‪ ،‬وبوركينا فاسو‪.‬‬
‫‪ -5‬اهلاوسا ىف النيجر‪ ،‬وشامل نيجرييا‪ ،‬وشامل بنني‪ ،‬وشامل توجو‪ ،‬وبوركينا فاسو‪.‬‬
‫‪ -6‬الطوارق ىف ماىل‪ ،‬والنيجر‪ ،‬وبوركينا فاسو‪.‬‬
‫‪ -7‬الكانورى ىف الكامريون‪ ،‬وشامل رشق نيجرييا‪.‬‬
‫‪ -8‬الغرما ىف النيجر‪ ،‬وشامل توجو‪.‬‬
‫ودخل اإلسالم قبائل اليوروبا ىف نيجرييا وبنني‪ ،‬وقبائل البالنت ىف غينيا بيساو وتوجو‪،‬‬
‫وقبائل سينوفا ىف ساحل العاج‪ ،‬وقبائل الباريباس ىف بنني‪ ،‬وقبائل الشوا‪ ،‬والكوتوكا‪،‬‬
‫واملاسا ىف الكامريون‪ ،‬ومل ينترش اإلسالم ىف القبائل التى تعيش ىف الغابات فظلت عىل‬
‫وثنيتها‪.‬‬
‫وملا كانت التجارة هى وجه الصلة بني اجلزيرة العربية ورشق إفريقية‪ ،‬فقد إحتفظت‬
‫اللغات اإلفريقية بعدد غري قليل من الكلامت العربية‪ ،‬ودخلت احلرب قبل البعثة النبوية‬
‫كوجه آخر من أوجه االتصال؛ عندما هاجم األحباش اليمن جنوب اجلزيرة العربية‬
‫بدعم من الرومان املشرتكني معهم ىف الديانة املسيحية‪ ،‬بل تقدم القائد احلبشى «أبرهة»‬
‫بقواته متوغال ىف قلب اجلزيرة العربية حتى دخل مكة‪.‬‬
‫انترش اإلسالم ىف هذه املناطق ىف وقت ضعف فيه سلطانه‪ ،‬واختلف أبناؤه‪ ،‬وانقسموا‬
‫رغم ُبعد هذه املناطق عن مركز اإلسالم ىف الرشق‪ ،‬ورغم البحار العابرة‪ ،‬والصحارى‬
‫الواسعة‪ ،‬والقفار املهلكة التى جتعل الوصول إىل هذه املناطق عسريا وشاقا ومكلفا؛‬
‫األمر الذى أثر ىف قلة حركة العلامء والفقهاء‪ ،‬وانتقاهلم إىل هذه املناطق التى مل يعلموا‬
‫عنها شيئا‪ ،‬وال أرادوا‪ ،‬ومل يكلفوا أنفسهم هذا العناء إال باألمر املبارش واملباغت من‬
‫احلكام الذين ال تُرد أوامرهم‪ ،‬فهم بجوار احلكام حتى ال تفوهتم املزايا والعطايا‬
‫واألموال الطائلة‪ ،‬فانترش اإلسالم ىف هذه املناطق بالدفع الذاتى‪ ،‬واالنسياب احلر‪،‬‬
‫واالحتكاك بني املسلم الذى حتىل بالطهارة والنظافة‪ ،‬وأظهر العبادات وحسن اخللق‬

‫‪94‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫واملعاملة وحمبة الناس‪ ،‬وبني من هو وثنى ال دين له‪ ،‬وملا اختفى العلامء والفقهاء أو كادوا‬
‫فالحاجة إذا لقتال‪ ،‬وال جليوش‪ ،‬وال حلكم‪ ،‬وال لسيادة‪ ،‬وال لسلطة‪ ،‬وال خلالفة من‬
‫أجل اجلزية وجلب العبيد‪ ،‬ومل خيتلفوا معهم‪ ،‬أو يناصبوهم العداء‪ ،‬ومل يرتدوا كام ارتد‬
‫سكان أراىض الفتوح والغزوات مرارا عندما أدركوا أن األمر ليس دينا ُينرش‪ ،‬ولكنه‬
‫دنيا فيها املعاهدات واجلزية واملكوس يدفعها املغلوب للغالب كام كان متبعا من كل‬
‫األجناس واألديان ىف هذا الوقت‪.‬‬
‫احل ْوز ىف اإلسالم‪ ،‬وأسس مملكة سوكوتو سنة‬ ‫أدخل «عثامن دان فوجو التكرورى» َ‬
‫‪1217‬هـ ‪1802 -‬م‪ ،‬ومن هذه القبيلة جاء «عمر التكرورى» الذى التحق بالطريقة‬
‫التيجانية املجاهدة ذات النفوذ الكبري ىف مراكش (املغرب)‪ ،‬فأقطعه رئيسها األكرب‬
‫السودان‪ ،‬فأخضع غالبية أرضه منذ سنة ‪1254‬هـ ‪1838 -‬م‪ ،‬وأقر اإلسالم قبل وفاته‬
‫سنة ‪1308‬هـ ‪1864 -‬م دينا للدولة‪.‬‬
‫انترش اإلسالم ىف السودان األوسط عند بحرية تشاد منذ القرن اخلامس اهلجرى‪،‬‬
‫احلادى عرش امليالدى ىف كانم‪ ،‬وتوطدت دعائمه ىف بورنو ( ُب ْرنو)‪ِ ،‬‬
‫وباج ْرمى ىف القرن‬
‫العارش اهلجرى‪ ،‬السادس عرش امليالدى‪ ،‬وىف السودان الرشقى دخل أهل النوبة ىف‬
‫اإلسالم بعد أن كانوا نصارى حواىل القرن األول اهلجرى‪ ،‬السابع امليالدى عن طريق‬
‫مرص‪ ،‬وأسس «سليامن سولونج» أرسة حاكمة جديدة نرشت اإلسالم ىف دارفور حواىل‬
‫القرن احلادى عرش اهلجرى‪ ،‬السابع عرش امليالدى‪ ،‬وأخضعوا ك ُْر ُدفان ىف القرن الثانى‬
‫عرش اهلجرى‪ ،‬الثامن عرش امليالدى‪ ،‬ومل حيقق اإلسالم تقدما كبريا جدا ىف السودان إال‬
‫عىل") ىف القرن الثالث عرش اهلجرى‪،‬‬ ‫بعد الفتح املرصى له (ىف عهد واىل مرص «حممد ّ‬
‫التاسع عرش امليالدى‪.‬‬

‫ال�صومال والقرن الإفريقى‪:‬‬


‫قامت ىف الصومال إمارات إسالمية متفرقة أبرزها «مملكة عدل» التى أسقطها‬

‫‪95‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫العثامنيون ىف القرن العارش اهلجرى‪ ،‬السادس عرش امليالدى‪ ،‬وقامت «إمارة األبجل»‬
‫جنوب الصومال ىف القرن السابع اهلجرى‪ ،‬الثالث عرش امليالدى‪ ،‬وقد خضعت هذه‬
‫املناطق لإلمرباطورية املرصية ىف العرص احلديث إىل أن احتلها االستعامر األوروبى‪.‬‬

‫�إمرباطورية الزجن (زجنبار) ودولة تنزانيا‪:‬‬


‫اندفعت اهلجرات إىل هذه املنطقة (خريطة ‪ )5‬من بالد العرب والفرس قرب‬
‫عىل بن احلسن الشريازى» مدينة كلوة‪ ،‬ووحد معظم‬ ‫السواحل‪ ،‬فأسس «سليامن بن ّ‬
‫اإلمارات العربية ىف رشق إفريقية ىف القرنني الرابع واخلامس اهلجريني‪ ،‬العارش واحلادى‬
‫عرش امليالديني‪.‬‬

‫�أوروبا‪:‬‬
‫أسلم البلغار الصقالبة ىف خالفة املقتدر باهلل العباسى (‪320-295‬هـ) (‪932-907‬م)‬
‫بسبب اختالطهم بالتجار املسلمني‪ ،‬ودخول هؤالء التجار عىل ملكهم‪ ،‬وحديثهم معه‬
‫عن اإلسالم‪ ،‬فأرسل بدوره إىل املقتدر ىف بغداد ليبعث إليه من يفقهه ىف الدين‪ ،‬ويعرفه‬
‫رشائع اإلسالم‪ ،‬ويقيم مسجدا وحصنا حلامية ملكه؛ فأجابه املقتدر إىل ذلك‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫حروب االسرتداد اإلسالمية‬


‫(املعارك اإلسالمية لدفع الروم والصليبيني واملغول عن البالد)‬
‫فى الفرتات التى حتول فيها العامل اإلسالمى من الهجوم إىل الدفاع‬
‫كام غزا املسلمون واعتدوا‪ ،‬فقد تداعت عليهم األمم كام تتداعى األكلة إىل قصعتها‪،‬‬
‫فغزاهم الروم والصليبيون واملغول‪ ،‬وكام فرضوا اجلزية واخلراج عىل من غزوا – هم‬
‫‪ -‬بالدهم ضاعت عىل املسلمني األموال الطائلة التى سكت الفقهاء‪ ،‬وأحجم عامل‬
‫األمراء عن مجعها من هؤالء الغزاة واملحتلني الذين استحوذوا عىل األراىض واألمالك‪،‬‬
‫وهتكوا األعراض‪ ،‬ورفعوا الصلبان جهارا هنارا فوق كل ديار املسلمني دون أن يتفوه‬
‫أحد من الفقهاء‪ ،‬وإال َف َقدَ حياته بعد أن فقد تأثريه عىل السلطان وعىل اجلامهري‪ ،‬ومن ثم‬
‫َف َقدَ ما كان جينيه من األموال الطائلة‪ ،‬وأبرز هذه املعارك املريرة التى كانت سجاال بني‬
‫املسلمني وغري املسلمني‪:‬‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫دارت رحاها بني املسلمني بقيادة «عقبة بن‬ ‫ممِ س ‪69‬هـ زُهري بن‬ ‫‪1‬‬
‫نافع»‪ ،‬وبني الروم املتحالفني مع الرببر بقيادة‬ ‫قيس‬ ‫‪-‬‬
‫«كُسيلة» بعد احتالهلم للقريوان سنة ‪64‬هـ‬ ‫‪688‬م‬
‫‪683 -‬م‪ ،‬وطرد واليها «زهري بن قيس»‪،‬‬

‫‪97‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫فهامجهم عقبة‪ ،‬ولكنه استشهد مع أكرب قواده‬
‫«أبى املهاجر»‪ ،‬فاستنجد زهري باخلليفة «عبد‬
‫امللك بن مروان» الذى أرسل له قوة كبرية من‬
‫الشام تغلب هبا عىل كسيلة والروم‪ ،‬والحقهم‬
‫حتى املغرب األقىص‪ ،‬وهبذه املعركة انقطع‬
‫أملهم ىف الشامل اإلفريقى‪.‬‬
‫تصدى فيها «املنصور» جلموع جيوش‬ ‫َشنْت ‪371‬هـ املنصور‬ ‫‪2‬‬
‫«ر ْدمري» الثالث حاكم مملكة ليون ‪ Leon‬مع‬‫ُ‬ ‫‪ -‬ابن أبى‬ ‫َمنْكِش‬
‫قوات شامل شبه اجلزيرة األيبريية (األندلس)‪،‬‬ ‫‪981 Semancas‬م عامر‬
‫فنال منهم وهزمهم‪.‬‬

‫اسرتد «سليامن بن قطلمش» مدينة أنطاكية‬ ‫اسرتداد ‪477‬هـ سليامن‬ ‫‪3‬‬


‫من الروم ىف خالفة «املقتدى بأمر اهلل» العباسى‪.‬‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫أنطاكية‬
‫من الروم ‪1084‬م قطلمش‬

‫عرب «يوسف بن تاشفني» أمري دولة املوحدين‬ ‫الزلاّ قة ‪479‬هـ يوسف‬ ‫‪4‬‬
‫باملغرب إىل األندلس‪ ،‬والتقى بالنصارى‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬
‫(الفرنجة) بقيادة «ألفونسو السادس» ىف‬ ‫‪1086‬م تاشفني‪،‬‬
‫سهل الزالقة‪ ،‬بالقرب من مدينة بطليوس‬ ‫واملعتمد‬
‫لنجدة «املعتمد بن عباد» أكرب ملوك عرص‬ ‫بن عباد‬
‫الطوائف باألندلس؛ بعد استيالء النصارى‬
‫عىل طليطلة سنة ‪478‬هـ ‪1085 -‬م‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫وهتديد مملكة بنى عباد‪ ،‬فدارت رحى احلرب‬
‫الطاحنة التى ُقتل فيها أكثر من نصف جيش‬
‫النصارى (الفرنجة)‪ ،‬ومتكن ألفونسو من‬
‫اهلرب‪ ،‬وأوقفت هذه املعركة تقدم النصارى‬
‫(الفرنجة) ىف املاملك اإلسالمية باألندلس‪.‬‬

‫أوىل احلمالت الصليبية عىل الرشق‬ ‫احلملة ‪489‬هـ بطرس‬ ‫‪5‬‬


‫اإلسالمى‪ ،‬اجتمع فيها الغوغاء ومطاريد‬ ‫الصليبية ‪ -‬الناسك‬
‫السجون وفالحو املقاطعات األوروبية‬ ‫الشعبية ‪1095‬م‬
‫املعدمون ممن ال جييدون فنون احلرب والقتال‪،‬‬
‫مجعهم وقادهم «بطرس» الناسك الذى‬
‫دعا إىل هذه احلرب استجابة لدعوة البابا‪،‬‬
‫وحفزهم بالصليب‪ ،‬واحتالل بيت املقدس‪،‬‬
‫واالغرتاف من كنوز الرشق‪ ،‬ودخلت احلملة‬
‫آسيا الصغرى فتلقاهم السالجقة فحصدوهم‬
‫حصدا عن آخرهم‪ ،‬وهرب بطرس الناسك‪.‬‬

‫أعقبت احلملة الشعبية التى ختلصوا فيها‬ ‫احلملة ‪489‬هـ‬ ‫‪6‬‬


‫من رعاع أوروبا وجمرمى السجون‪ ،‬دعا‬ ‫الصليبية ‪-‬‬
‫إليها البابا «أوريانوس» الثانى‪ ،‬وأسفرت عن‬ ‫األوىل ‪1096‬م‬
‫احتالل بيت املقدس‪ ،‬وإنشاء مملكة القدس‬
‫الالتينية‪ ،‬واإلمارات الصليبية ىف الشام‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫التقى «أمني الدولة» صاحب دمشق‬ ‫اسرتداد ‪493‬هـ أمني‬ ‫‪7‬‬
‫بالصليبيني وهزمهم‪ ،‬وطارد فلوهلم إىل مالطية‬ ‫الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫مالطية‬
‫التى دخلها وضمها إليه‪.‬‬ ‫من ‪1099‬م‬
‫الصليبيني‬
‫هاجم الصليبيون دمشق سنة ‪497‬هـ ‪-‬‬ ‫الرها‪497 ،‬هـ نجم‬ ‫‪8‬‬
‫‪1103‬م ‪ ،‬ولكنهم هزموا ُ‬
‫وأرس أمري الرها‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫ودمشق‬
‫الصليبى‪ ،‬وىف عام ‪513‬هـ ‪1119 -‬م قام‬ ‫‪1103‬م إيلغارى‬
‫«نجم الدين إيلغارى» صاحب ماردين‬
‫بمهامجة الصليبيني‪ ،‬ودخل األراىض التى‬
‫كانت تسيطر عليها إمارة الرها‪ ،‬ثم التقى‬
‫بقوة منهم عند قسطون جنوب حلب‪ ،‬وانترص‬
‫عليهم‪.‬‬

‫«عىل بن يوسف»‬
‫انترص فيها املرابطون بقيادة ّ‬ ‫عىل بن‬
‫ّ‬ ‫ُأقليش ‪502‬هـ‬ ‫‪9‬‬
‫عىل نصارى األندلس (الفرنجة) ىف ُأقليش‬ ‫‪ - Ucles‬يوسف‬
‫‪ Ucles‬رشق ُطليطلة‪ ،‬وكانت من املعارك‬ ‫‪1108‬م بن‬
‫احلاسمة بعد معركة الزلاّ قة‪ ،‬انسحق فيها‬ ‫تاشفني‬
‫«شانجه«‪Sancho‬‬
‫ُ‬ ‫اجليش القشتاىل بقيادة‬
‫الصبى ابن ألفونسو السادس‪ ،‬وقائده‬
‫«البرَ ْ هانش»‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫عىل بن‬ ‫قادها «إبراهيم بن يوسف» أخو ّ‬ ‫ُق َتنْدة‪514 ،‬هـ إبراهيم‬ ‫‪10‬‬
‫يوسف أمري املرابطني ىف ُق َتنْدة‪ ،‬أو ُك َتنْدة‬ ‫بن‬ ‫‪-‬‬ ‫أو ُك َتنْدة‬
‫بالقرب من رسقسطة‪ ،‬أشتد فيها القتال‬ ‫‪1120 Cutanda‬م يوسف‬
‫ضد نصارى األندلس (الفرنجة)‪ ،‬وأبىل‬
‫فيها املسلمون بالء حسنا‪ ،‬ولكنهم خرسوا‬
‫املعركة بعد أن استشهد منهم اآلالف‪.‬‬

‫ىف هذا العام قام «عامد الدين زنكى» أمري‬ ‫‪ 11‬اسرتداد ‪522‬هـ عامد‬
‫الدين املوصل باالستيالء عىل حلب من الصليبيني‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حلب‪،‬‬
‫ومحص ‪1128‬م زنكى‪ ،‬وضمها إليه‪ ،‬ثم دخل سنجار واخلابور‬
‫وابنه نور وحران سنة ‪523‬هـ ‪1129 -‬م‪ ،‬ثم فتح معرة‬ ‫من‬
‫الدين النعامن وكفر طاب سنة ‪529‬هـ ‪1135 -‬م‪،‬‬ ‫الصليبيني‬
‫حممود ثم احتشد له الصليبيون عند حصاره حلمص‬
‫سنة ‪531‬هـ ‪1137 -‬م بقيادة «فولك»‬
‫و«ريموند»‪ ،‬فالتقى هبم ىف معركة قاسية انترص‬
‫فيها عليهم‪ ،‬وأرس ريموند والكثري من جنوده‪،‬‬
‫وهرب فولك‪ ،‬واستوىل عامد الدين عىل إمارة‬
‫الرها سنة ‪539‬هـ ‪1144 -‬م‪ ،‬ثم فتح «نور‬
‫الدين حممود» ‪ -‬بعد وفاة أبيه عامد الدين ‪-‬‬
‫دمشق سنة ‪549‬هـ ‪1154 -‬م قبل وقوعها ىف‬
‫أيدى الصليبيني؛ إبان احلملة الثانية التى قامت‬

‫‪101‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫بقيادة «لويس السابع» ملك فرنسا‪ ،‬و«كونراد‬
‫الثالث» إمرباطور أملانيا‪.‬‬

‫خاضها املسلمون بقيادة األمري املرابطى‬ ‫‪ 12‬إ ْف َر اغة ‪528‬هـ حييى بن‬
‫«حييى بن غانية» واىل بلنسية ومرسية باألندلس‬ ‫غانية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Fraga‬‬
‫ضد «أ ْدفونش بن ُردمري» األرغونى الذى جرد‬ ‫‪1134‬م املرابطى ‬
‫محلة ملهامجة األراىض اإلسالمية انتهت هبزيمته‬
‫ومتزق جيشه‪.‬‬

‫وقعت بالقرب من قرطبة األندلسية بقيادة‬ ‫‪ 13‬ألب كار ‪528‬هـ ُ‬


‫تاشفني‬
‫عىل» الذى عينه والده أمري‬ ‫«تاشفني بن ّ‬ ‫ُ‬ ‫عىل‬
‫‪ - Albcar‬بى ّ‬
‫املرابطني واليا عىل غرناطة واملرية وقرطبة‬ ‫‪1134‬م املرابطى‬
‫أثناء توغله بجيشه شامل قرطبة؛ بعد أن هزم‬
‫القشتاليني هزيمة منكرة ىف سهل الزالقة‬
‫الشهري‪ ،‬فاستدرجوه نحو معسكرهم ليال‪،‬‬
‫ولكن املحيطني ُ‬
‫بتاشفني تنبهوا خلطة العدو بعد‬
‫أن ختلخلت صفوفهم‪ ،‬فالتفوا حوله‪ ،‬ومحلوا‬
‫عليهم بقوة واشتدت احلرب التى أسفرت عن‬
‫هزيمة قائدهم‪ ،‬فانسحب «أ ْد ُفونش بن ُردمري»‬
‫(ألفونسو األول املحارب) ملك ْأرغُون‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫كان اسرتداد الرها نتيجة احلركة الواسعة‬ ‫اسرتداد ‪539‬هـ عامد‬ ‫‪14‬‬
‫والدءوبة التى قام هبا عامد الدين زنكى‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫الرها‬
‫لتحريك املياه الراكدة وبعث روح اجلهاد‬ ‫‪1144‬م زنكى‬
‫اإلسالمى ىف االجتاه املقابل للنشاط الصليبيى‬
‫االستعامرى املحموم؛ الذى نتج عنه إقامة‬
‫ممالك صليبية غريبة ىف قلب العامل اإلسالمى‬
‫حتكمت فيه سياسيا واقتصاديا‪ ،‬فجاء‬
‫االسرتداد صدمة مباغتة للصليبيني أمخدت‬
‫فيهم روح احلامس االستعامرى بعد احتالل‬
‫دام قرابة اخلمسني عاما‪ ،‬وبعد حصار حمكم‬
‫دام قرابة الشهر‪.‬‬

‫جتمع اللمبارديون وانطلقوا من ميالنو‬ ‫(‪ 541‬لويس‬ ‫احلملة‬ ‫‪15‬‬


‫بإيطاليا‪ ،‬ثم حلقت هبم اجليوش الفرنسية بقيادة‬ ‫السابع‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الصليبية‬
‫«لويس السابع» ملك فرنسا‪ ،‬واجليوش األملانية‬ ‫الثانية ‪543‬هـ) وكونراد‬
‫بقيادة «كونراد الثالث» إمرباطور أملانيا‪ ،‬بعد‬ ‫(‪ 1147‬الثالث‬
‫أن دعا إليها القديس «برنردس»‪ ،‬ونتج عنها‬ ‫‪-‬‬
‫احلصار الفاشل لدمشق بالشام‪ ،‬بعد تكاتف‬ ‫‪1149‬م)‬
‫اجلهود السلجوقية فبددت مجعهم بني قتيل‬
‫وجريح وأسري‪ ،‬وهرب القادة‪ ،‬وجلأ الناجون‬
‫منهم إىل مملكتهم الناشئة ىف بيت املقدس‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫مرج عيون موقعة حمدودة التقى فيها صالح‬ ‫‪575‬هـ صالح‬ ‫مرج‬ ‫‪16‬‬
‫الدين بالصليبيني‪ ،‬وانترص عليهم فيها‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫عيون‬
‫‪1180‬م األيوبى ‬

‫صفد بلدة من بالدجبال لبنان ذات موقع‬ ‫‪583‬هـ صالح‬ ‫صفد‬ ‫‪17‬‬
‫حصني يتحكم فيام حوهلا من بالد وفيها دارت‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬
‫معركة بني صالح الدين والصليبيني ىف نفس‬ ‫‪1187‬م األيوبى ‬
‫العام قبل موقعة حطني‪ ،‬وقد حسمت لصاحله‪.‬‬

‫سقط بيت املقدس ىف أيدى الصليبيني سنة‬ ‫‪ 18‬حطني‪583 ،‬هـ صالح‬


‫‪492‬هـ ‪1099 -‬م‪ ،‬إىل أن حررها «صالح‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫واسرتداد‬
‫الدين األيوبى» بعد موقعة حطني‪ ،‬وهو سهل‬ ‫بيت ‪1187‬م األيوبى ‬
‫جبىل بالقرب من بحرية طربية املجاورة لبيت‬ ‫املقدس‬
‫املقدس‪ ،‬بعد الغارة التى قام هبا «أرنولد»‬
‫الصليبى صاحب حصن الكرك عىل احلجاز‪،‬‬
‫وقطعه طريق احلجاج لبيت اهلل احلرام‪،‬‬
‫فتجمعت اجليوش اإلسالمية عند بحرية‬
‫طربية‪ ،‬وحالت دون وصول مجوع الصليبيني‬
‫إىل البحرية‪ ،‬حتى تم أرس «دى لوسينيان» ملك‬
‫بيت املقدس‪ ،‬وهو أحد قادة املعركة‪ ،‬وكذلك‬
‫أرنولد الذين حاوال الوصول إىل املاء‪ ،‬فوقعت‬

‫‪104‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫املعركة‪ ،‬واشتد أوارها حتى هرب الصليبيون‬
‫إىل جبل حطني‪ ،‬وتتبعهم املسلمون حتى تم‬
‫هلم النرص عليهم‪ ،‬وبعد حطني سارعت املدن‬
‫والقالع املحتلة من الصليبيني إىل االستسالم‬
‫لصالح الدين شخصيا‪ ،‬أو ألحد قادته فأخذ‬
‫عكا ويافا وبريوت وجبيل ثم عسقالن‬
‫وغزة‪ ،‬وبعد ذلك اجته نحو القدس‪ ،‬ودخلها‬
‫بعد حصار قصري فحررها‪ ،‬وحترر املسجد‬
‫األقىص الذى ظل أسريا لدى الصليبيني نحو‬
‫تسعني عاما‪.‬‬

‫واصل الدعوة هلا البابا «كليمنت الثالث‪،‬‬ ‫(‪ 585‬فيليب‬ ‫احلملة‬ ‫‪19‬‬
‫‪ -‬أغسطس‪ ،‬وقادها «فيليب أغسطس» ملك فرنسا‪،‬‬ ‫الصليبية‬
‫الثالثة ‪588‬هـ) وفريدرك و«فردريك برباروس» إمرباطور أملانيا‪،‬‬
‫(‪ 1189‬برباروس‪ ،‬و«ريتشارد قلب األسد» ملك إنجلرتا‪ ،‬وبعد‬
‫‪ -‬وريتشارد انسحاب األملان جزئيا بسبب غرق اإلمرباطور‬
‫برباروس أثناء احلملة؛ وأدت إىل احتالل‬ ‫‪1192‬م) قلب‬
‫األسد قربص وعكا‪ ،‬وانتهت بصلح الرملة بني‬
‫ريتشارد و«صالح الدين» (الذى سعى إلبرام‬
‫هذا الصلح) إلبقاء الوضع عىل ما هو عليه‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫توىل «املنصور» خالفة املوحدين بعد‬ ‫حصن ‪591‬هـ املنصور‬ ‫‪20‬‬
‫أبيه «يوسف بن عبد املؤمن» سنة ‪585‬هـ‬ ‫أبو‬ ‫‪-‬‬ ‫األرك‪،‬‬
‫‪1189 -‬م‪ ،‬واستجاب لطلب «ألفونسو‬ ‫أو ‪1195‬م يوسف‬
‫الثامن» ‪ -‬ملك قشتالة ‪ -‬باهلدنة بينهام ملدة‬ ‫يعقوب‬ ‫األركة‬
‫مخس سنوات‪ ،‬ثم أرسل ألفونسو بعد اخلمس‬
‫سنوات هيدد املنصور باحلرب بعد أن أغار عىل‬
‫بعض املاملك اإلسالمية ىف األندلس‪ ،‬فرد عليه‬
‫املنصور هتديده‪ ،‬وعرب بجيشه إىل األندلس حتى‬
‫اقرتب من حصن األرك – رشق السهل الذى‬
‫جرت فيه معركة الزلاَّ قة ‪ -‬وقسم اجليش بينه‪،‬‬
‫وبني أحد قواده الذى تقدم‪ ،‬وهزم ألفونسو‪،‬‬
‫وتبعه املنصور ليطوق جيش نصارى األندلس‬
‫(الفرنجة) من اخللف حتى أجهز عليه‪ ،‬ومل يبق‬
‫منه سوى ألفونسو وحرسه اخلاص املكون من‬
‫ثالثني فارسا‪ ،‬ودخل املنصور حصن األرك‪.‬‬

‫من «بودوان دى فالندر»‪،‬‬ ‫قادها كل‬ ‫احلملة ‪600‬هـ دى‬ ‫‪21‬‬


‫دى مونيفريا»‪ ،‬وقصدت‬ ‫و«بونيفاس‬ ‫‪ -‬فالندر‪،‬‬ ‫الصليبية‬
‫عاصمة البيزنطيني فدمرهتا‪،‬‬ ‫القسطنطينية‬ ‫الرابعة ‪1204‬م ودى‬
‫قيام إمرباطورية القسطنطينية‬ ‫ومن نتائجها‬ ‫مونيفريا‬
‫الالتينية‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫خرب خوارزم شاه «حممد تكش» فرغانة‬ ‫‪ 22‬سقوط ‪606‬هـ خوارزم‬


‫والشاش وكاشان خوفا من استيالء املغول‬ ‫‪ -‬شاه حممد‬ ‫الدولة‬
‫عليها (األراىض املحروقة بالتعبري احلربى)‪،‬‬ ‫اخلوارزمية ‪1209‬م تكش‬
‫ثم وقعت العداوة بينه وبني املغول حني‬
‫بلغ به االستهتار قتل جتار املغول ىف أرضه‪،‬‬
‫وعندما أرسل «جنكيز خان» املغوىل ىف عتابه‬
‫قتل الشاه أمري الرسل‪ ،‬وحلق ذقون الباقني‬
‫وردهم إليه‪ ،‬بام ُيعترب إعالنا للحرب‪ ،‬فسار‬
‫إىل املغول الذين كانوا مشغولني بتأديب أحد‬
‫أمرائهم‪ ،‬فقتل وسبى منهم ثم عاد إىل بخارى‪،‬‬
‫فلام عاد املغول من حرهبم تتبعوه إىل بخارى‪،‬‬
‫ودارت بينهم معركة ضارية كادت أن تفنيهام‪،‬‬
‫ثم دخلوا بخارى واستباحوها‪ ،‬ثم تتبعوا بالد‬
‫املسلمني ىف الرى ومهدان وسمرقند وخوارزم‬
‫وخراسان ونيسابور وطوس وهراة فدخلوها‬
‫واستباحوها‪ ،‬ثم خربوها‪ ،‬وانترصوا فيها عىل‬
‫األكراد والرتكامن والكرج‪ ،‬ثم دخلوا غزنة‬
‫وعليها «جالل الدين بن حممد تكش» بعد وفاة‬
‫أبيه فانترص عليهم‪ ،‬ثم قابلهم ىف كابل وانترص‬
‫عليهم أيضا‪ ،‬حتى وقع اخلالف بينه وبني‬
‫حليفه ونصريه «سيف الدين اخللجى» فرتكه‪،‬‬

‫‪107‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫واجته إىل اهلند؛ فانفرد به جنكيز خان‪ ،‬والحقه‬
‫وهزمه‪ ،‬وضم إليه غزنة‪ ،‬ثم توجه املغول إىل‬
‫أذربيجان سنة ‪628‬هـ ‪1230 -‬م‪ ،‬وديار‬
‫بكر واجلزيرة وأربيل‪ ،‬وملا أصبح «هوالكو»‬
‫إمرباطورا للمغول اجته نحو الغرب لدخول‬
‫فارس والعراق والشام‪ ،‬فلام دخل فارس‬
‫طلب من األمراء مساعدته ىف القضاء عىل‬
‫اإلسامعيلية فيها‪ ،‬ومتكن من ذلك بمساعدة‬
‫أمراء فارس وأذربيجان وجورجيا‪ ،‬وكتب إىل‬
‫«املستعصم» العباسى يعاتبه ىف عدم املساعدة‬
‫فرد عليه بقوة وصلف‪ ،‬وهو ما يعد بمثابة‬
‫إعالن حرب‪ ،‬فسار هوالكو عىل إثر ذلك إىل‬
‫بغداد‪ ،‬وأسقطها بنظامها‪ ،‬ثم توجه إىل سوريا‬
‫وحلب ومحاة ودمشق إىل أن رده املرصيون‪،‬‬
‫واملامليك بقيادة السلطان «سيف الدين قطز» ىف‬
‫موقعة عني جالوت خارج األراىض املرصية‪.‬‬

‫كانت احلروب الصليبية عىل أشدها ىف‬ ‫ِ‬


‫العقاب ‪609‬هـ النارص‬ ‫‪23‬‬
‫املرشق اإلسالمى‪ ،‬وفور فراغ «صالح الدين»‬ ‫‪ - Batalla‬لدين اهلل‬
‫من ختليص بيت املقدس من أيدى الصليبيني؛‬ ‫‪1212 de las‬م أبو عبد‬
‫بادرته محلة صليبية أخرى إىل الشام؛ فأرسل ىف‬ ‫اهلل حممد‬ ‫‪Navas‬‬

‫‪108‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫طلب املدد من املنصور «يعقوب» الذى مل يكن‬ ‫ملك‬ ‫‪de‬‬
‫املوحدين ىف مقدوره إال إرسال ‪ 180‬سفينة‪ ،‬ثم توىف‬ ‫‪Tolosa‬‬
‫بعدها‪ ،‬وخلفه ابنه «حممد النارص لدين اهلل»‪،‬‬
‫فأغار ألفونسو الثامن مرة أخرى عىل مسلمى‬
‫األندلس رغم انعقاد اهلدنة بعد معركة األرك‪،‬‬
‫فسار إليه النارص ىف جيش كبري وعندما أقرتب‬
‫به من أشبيلية قسمه إىل مخس فرق‪ ،‬وجه كل‬
‫فرقة منه إىل ناحية من األندلس حتى طلب‬
‫أمري «بنبلونة» منه الصلح‪ ،‬ثم حارص النارص‬
‫َس َلبطرة ‪ Salvatierra‬ثامنية أشهر أضعفت‬
‫جنوده‪ ،‬فلام رأى ألفونسو ذلك سار إىل قلعة‬
‫َر َباح ‪ Calatrava la Vieja‬بالقرب منها‪،‬‬
‫واحتلها فاقتحم النارص احلصن‪ ،‬والتقى مع‬
‫العقاب‪،‬‬‫ألفونسو ىف معركة طاحنة بسهل ِ‬
‫ولكنه ُمنى هبزيمة ثقيلة رغم تفوق اجليش‬
‫اإلسالمى ىف العدد (ضعف اجليش الصليبى‬
‫الفرنجى)؛ فكانت رضبة قاصمة للموحدين‬
‫وللمسلمني ىف األندلس‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫دعا إليها البابا «أنوسنت الثالث»‪ ،‬وقادها‬ ‫‪ 24‬احلملة (‪ 613‬أندراوس‬
‫«أندراوس الثانى» ملك املجر مع «جان دى‬ ‫الثانى‪،‬‬ ‫الصليبية ‪-‬‬
‫برييني» ملك القدس‪ ،‬وقد فشلت ىف استعادة‬ ‫اخلامسة ‪617‬هـ) جان دى‬
‫بيت املقدس بعد وفاة «صالح الدين‪ ،‬كام‬ ‫(‪ 1217‬برين‬
‫فشلت ىف االحتفاظ بدمياط بعد مهاجة مرص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1221‬م)‬

‫قادها «فريدرك الثانى» إمرباطور أملانيا‪،‬‬ ‫احلملة (‪ 624‬فريدرك‬ ‫‪25‬‬


‫وأدت إىل استعادة القدس‪ ،‬والنارصة لصالح‬ ‫الثانى‬ ‫‪-‬‬ ‫الصليبية‬
‫الصليبيني (الفرنجة) عن طريق املفاوضات‪.‬‬ ‫السادسة ‪625‬هـ)‬
‫(‪1228‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1229‬م)‬

‫كان النتصار «صالح الدين األيوبى»‬ ‫‪ 26‬حطني ‪643‬هـ امللك‬


‫ىف حطني صداه ىف أوروبا؛ فدعا البابا‬ ‫‪ -‬الصالح‬ ‫الثانية‬
‫«جريجيورى الثامن» إىل احلملة الصليبية الثالثة‬ ‫ىف غزة‪1245 ،‬م نجم‬
‫سنة ‪585‬هـ ‪1189 -‬م بقيادة «ريتشارد» قلب‬ ‫الدين‬ ‫واالسرتداد‬
‫األسد ملك إنجلرتا‪ ،‬و«فيليب» ملك فرنسا‪،‬‬ ‫أيوب‬ ‫الثانى‬
‫و«فردريك» ملك أملانيا‪ ،‬وانتهت بعودة ملك‬ ‫لبيت‬
‫فرنسا إىل بالده‪ ،‬وصمود ريتشارد‪ ،‬واحتالل‬ ‫املقدس‬
‫عكا سنة ‪587‬هـ ‪1191 -‬م واالستيالء عىل‬

‫‪110‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ما جاورها من املوانئ اإلسالمية‪ ،‬ثم دخلوا‬
‫ىف مفاوضات مع صالح الدين انتهت بصلح‬
‫الرملة سنة ‪588‬هـ ‪1192 -‬م‪ ،‬ثم دعا البابا‬
‫«أنوسنت الثالث» إىل احلملة الرابعة؛ بعد وفاة‬
‫صالح الدين السرتداد القدس‪ ،‬ولكنها باءت‬
‫بالفشل‪ ،‬فدعا إىل احلملة اخلامسة التى باءت‬
‫أيضا بالفشل الختالف قادهتا‪ ،‬وارتفاع مياه‬
‫النيل ىف دمياط سنة ‪618‬هـ ‪1221 -‬م إثر‬
‫الفيضان‪ ،‬ثم تبعتها احلملة السادسة بسبب‬
‫اخلالف عىل السلطة ىف البيت األيوبى‪ ،‬والتى‬
‫آلت إىل امللك «الكامل» بن صالح الدين‬
‫الذى خاف من منافسة أخويه «املعظم»‬
‫و«األرشف»‪ ،‬واألتراك اخلوارزمية ‪ -‬الفارين‬
‫من املغول ‪ -‬فاستنجد بإمرباطور أملانيا‬
‫فريدريك الثانى نظري منحه بيت املقدس‪ ،‬بعد‬
‫عقد هدنة يافا سنة ‪626‬هـ ‪1229 -‬م‪ ،‬وبعد‬
‫وفاة امللك الكامل حتالف «نجم الدين» مع‬
‫األتراك اخلوارزمية عىل اسرتداد بيت املقدس؛‬
‫فالتقى بالصليبيني عند غزة‪ ،‬ودارت معركة‬
‫حامية ُقتل فيها عدد كبري من الصليبيني‪،‬‬
‫وأرس الكثري‪ ،‬فتقدم املسلمون إىل بيت املقدس‬‫ُ‬

‫‪111‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ودخلوه‪ ،‬ثم اسرتد امللك الصالح دمشق‪ ،‬ثم‬
‫عسقالن من عمه «الصالح إسامعيل» الذى‬
‫كان مواليا للصليبيني‪.‬‬

‫قادها «لويس التاسع» ملك فرنسا بعد قرار‬ ‫احلملة (‪ 644‬لويس‬ ‫‪27‬‬
‫جممع ليون سنة ‪641‬هـ ‪1245 -‬م‪ ،‬وأدت إىل‬ ‫التاسع‬ ‫‪-‬‬ ‫الصليبية‬
‫احتالل دمياط‪ ،‬ثم وقوع امللك لويس ىف األرس‬ ‫السابعة ‪650‬هـ)‬
‫بمدينة املنصورة بعد انتصار املرصيني عليه‪.‬‬ ‫(‪1248‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1254‬م)‬

‫توجهت احلملة الصليبية السابعة بقيادة‬ ‫‪ 28‬دمياط‪649 ،‬هـ نجم‬


‫«لويس التاسع» ملك فرنسا إىل «دمياط»؛‬ ‫الدين‬ ‫واملنصورة ‪-‬‬
‫وتبعتها نجدة فرنسية بقيادة «ألفونسو» أخى‬ ‫‪1251‬م أيوب‪،‬‬
‫ملك فرنسا‪ ،‬ىف زمن «املستعصم» آخر اخللفاء‬ ‫وشجرة‬
‫العباسيني ىف بغداد‪ ،‬وتولت «شجرة الدر» زمام‬ ‫الدر‪،‬‬
‫املعركة والدفاع عن دمياط بعد أن أخفت وفاة‬ ‫وتوران‬
‫زوجها امللك الصالح «نجم الدين» آخر ملوك‬ ‫شاه‬
‫األيوبيني ىف مرص‪ ،‬واستدعت ابنه «توران‬
‫شاه»؛ فانترصت جيوشها بمساعدة األهاىل‪،‬‬
‫و ُقتل «روبرت» أخو لويس التاسع‪ ،‬وانسحب‬

‫‪112‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫الصليبيون‪ ،‬وتفاوضوا عىل تسليم دمياط‬
‫مقابل تسليم بيت املقدس‪ ،‬فرفض توران‬
‫واستأنف القتال الذى انترص فيه بمساعدة‬
‫املامليك انتصارا حاسام‪ُ ،‬أرس فيه لويس ملك‬
‫فرنسا ىف املنصورة‪ ،‬ثم أطلقوا رساحه بفدية‬
‫فادحة سنة ‪652‬هـ ‪1254 -‬م‪.‬‬

‫سقطت بغداد عاصمة اخلالفة العباسية‬ ‫هوالكو‬ ‫‪656‬هـ‬ ‫سقوط‬ ‫‪29‬‬


‫املحترضة ىف أيدى املغول بقيادة «هوالكو»‪،‬‬ ‫املغوىل‬ ‫‪-‬‬ ‫بغداد‪،‬‬
‫بعد أن أرشد «املستعصم» آخر اخللفاء‬ ‫‪1258‬م‬ ‫واخلالفة‬
‫العباسيني ىف بغداد عىل خزائن ذهبه ونفائسه‪،‬‬ ‫العباسية‬
‫ثم قتله مع ثالثة آالف من األمراء واألعيان‬
‫واحلجاب وعلية القوم والعلامء والفقهاء‬
‫والقضاة‪ ،‬واستباح بغداد أربعني يوما‪ ،‬فلم‬
‫ينج منها سوى سكان األقبية واملقابر واآلبار‬
‫ومستودعات القاممة والفضالت اآلدمية‬
‫واحليوانية‪ ،‬الذين قضت عليهم ‪ -‬بعد‬
‫إعطائهم األمان ‪ -‬األمراض واألوبئة التى‬
‫ختلفت جراثيمها بعد مقتل قرابة املليونني من‬
‫سكاهنا وتراكم جثثهم‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫توالت هجامت املغول عىل مدن الشام بعد‬ ‫سقوط ‪658‬هـ هوالكو‬ ‫‪30‬‬
‫الفراغ من بغداد‪ ،‬فتواىل سقوطها الواحدة تلو‬ ‫املغوىل‬ ‫‪-‬‬ ‫مدن‬
‫األخرى‪ ،‬فسقطت م َّيافارقني‪ ،‬ثم حلب التى‬ ‫الشام ‪1259‬م‬
‫استباحوها مخسة أيام حتى امتألت طرقاهتا‬
‫بالقتىل‪ ،‬وسبوا نساءها وأطفاهلا حتى بلغوا‬
‫املائة ألف‪ ،‬ثم سقطت دمشق‪.‬‬

‫بعد اهنيار اخلالفة العباسية ىف بغداد‪ ،‬تلقى‬ ‫عني ‪658‬هـ السلطان‬ ‫‪31‬‬
‫السلطان «قطز» ىف مرص هتديد هوالكو‬ ‫سيف‬ ‫‪-‬‬ ‫جالوت‪،‬‬
‫برصامة منقطعة النظري‪ ،‬كان هذا السلطان‬ ‫ودفع ‪1259‬م الدين‬
‫حمتاجا هلا لرفع الروح املعنوية لشعب مرص؛‬ ‫قطز‪،‬‬ ‫اخلطر‬
‫الذى تأثر كثريا بأخبار االنتصارات املتتالية‬ ‫وبيربس‬ ‫املغوىل‬
‫للمغول والدعاية النفسية التى كانت تسبق‬
‫دخوهلم إىل البالد‪ ،‬قبل كرس جيوشها‪ ،‬فمزق‬
‫رسالة هوالكو‪ ،‬وأمر بقتل رسله وتعليق‬
‫رؤوسهم عىل باب زويلة بالقاهرة‪ ،‬بعد‬
‫الطواف هبا ىف أنحائها‪ ،‬وكان هذا بمثابة‬
‫إيذان منه بأنه ال مفر من احلرب بني شعب‬
‫مرص واملغول املغرورين‪ ،‬ثم خرج بجيشه من‬
‫املرصيني‪ ،‬وعىل رأسهم كبار فرسان املامليك‪،‬‬
‫وبجواره زوجته‪ ،‬وصديقه احلميم «بيربس»‬

‫‪114‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫ىف شهر شعبان خارج احلدود املرصية‪ ،‬فبادر‬
‫بتقدم بيربس‪ ،‬والتحرك بطالئع اجليش نحو‬
‫غزة لتمهيد الطريق للقوات الزاحفة‪ ،‬وهناك‬
‫التقى بأحد قواد املغول‪ ،‬ودارت بينهام معركة‬
‫حامية الوطيس انجلت عن تقهقر املغول‬
‫ودخول بيربس إىل غزة ىف أول بادرة لقهر‬
‫اخلطر املغوىل‪ ،‬ثم تقدم بقواته حتى التقى‬
‫باملغول بقيادة «كتبغا» أو «كيتوبوقا» نائب‬
‫هوالكو ىف عني جالوت بالقرب من نابلس‬
‫بفلسطني‪ ،‬والتحم اجليشان ىف حرب طاحنة‬
‫ارتبكت فيها صفوف اجليش املرصى‪ ،‬ولكن‬
‫قطز خلع خوذته احلربية‪ ،‬وألقى هبا من فوق‬
‫فرسه عىل األرض‪ ،‬صارخا ىف جنوده وهو‬
‫يشق صفوف املغول املرتاصة؛ «واإسالماه»‪،‬‬
‫«واإسالماه» فتحمس جنوده‪ ،‬وانتفضوا‬
‫وراءه حتى كرسوا شوكة أعدائهم‪ ،‬وقضوا‬
‫عىل جحافلهم التى اجتهت نحو الشامل بعد‬
‫مقتل كتبغا‪ ،‬وهو أول انتصار كبري للمسلمني‬
‫عىل املغول الذين تتبعوهم إىل قيسارية بآسيا‬
‫الصغرى فاسرتدوها منهم‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫نقض الصليبيون اهلدنة مع «الظاهر بيربس»‬ ‫‪ 32‬اسرتداد ‪667‬هـ الظاهر‬
‫سنة ‪661‬هـ ‪1263 -‬م؛ فعزم عىل مهامجة‬ ‫بيربس‬ ‫‪-‬‬ ‫أنطاكية‬
‫مدينة عكا وحصارها‪ ،‬وهى إمارهتم ومدينتهم‬ ‫‪1268‬م‬ ‫من‬
‫املنيعة‪ ،‬فهدم أبراجها‪ ،‬واخرتق أبواهبا‪،‬‬ ‫الصليبيني‬
‫وأحرق أشجارها‪ ،‬وسوى كنيستها باألرض‪،‬‬
‫وهى ثانى اإلمارات الصليبية القوية بعد الرها‬
‫قياما وسقوطا‪ ،‬مما عد إيذانا بغروب شمس‬
‫الصليبيني من املنطقة العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫قام هبا «لويس التاسع» ملك فرنسا عىل‬ ‫احلملة ‪668‬هـ لويس‬ ‫‪33‬‬
‫تونس‪ ،‬ولكنها باءت بالفشل لقوة جيش‬ ‫التاسع‬ ‫‪-‬‬ ‫الصليبية‬
‫سلطان احلفصيني‪ ،‬وقوة بأس األعراب ىف‬ ‫الثامنة ‪1270‬م‬
‫تونس؛ ومات امللك أثناءها لتنحرس بتلك‬
‫املعركة املوجات الصليبية املتتابعة التى‬
‫اجتاحت البالد اإلسالمية أكثر من ثالثة‬
‫قرون‪ ،‬بعد قيام دولة املامليك القوية ىف مرص‬
‫والشام‪ ،‬ثم الدولة العثامنية الفتية التى قضت‬
‫عىل الدولة البيزنطية ىف رشق أوروبا ووسطها‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫عاد «ألفونسو العارش» ملك َقشتالة إىل‬ ‫‪674‬هـ السلطان‬ ‫استجة‬


‫ْ‬ ‫‪34‬‬
‫‪ -‬املرينى أبو مهامجة األراىض اإلسالمية ىف األندلس‪،‬‬
‫‪1175‬م يوسف فاستنجد سلطان غرناطة «حممد بن يوسف بن‬
‫يعقوب‪ ،‬نرص (األمحر)» بالسلطان املرينى املنصور «أبى‬
‫والسلطان يوسف يعقوب بن عبد احلق»‪ ،‬ولكن النجدة مل‬
‫الغرناطى تصل إال بعد وفاته ىف عهد ابنه «حممد الثانى»‬
‫أستجة جنوب‬‫ّ‬ ‫الفقيه‪ ،‬فجرت معركة طاحنة ىف‬ ‫حممد‬
‫الثانى غرب غرناطة أحرز فيها املسلمون نرصا حاسام‬
‫الفقيه بعد تشتت اجليش القشتاىل‪ ،‬ومقتل قائده‬
‫«نونيو دى الرا ‪»Don Nuno de Lara‬‬
‫صهر ألفونسو العارش‪.‬‬
‫خرج «بيربس» من قلعة اجلبل بالقاهرة عىل‬ ‫‪675‬هـ الظاهر‬ ‫‪ 35‬إبلستني‬
‫رأس قواته قاصدا دمشق‪ ،‬ثم حلب وجيالن‪،‬‬ ‫بيربس‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف أعاىل‬
‫وهناك وردته األخبار باصطفاف املغول‬ ‫‪1276‬م‬ ‫الشام‪،‬‬
‫والروم عىل هنر جيحان – بالقرب من إبلستني‬ ‫واألناضول‬
‫القريبة من إفسوس ‪( Ephesus‬مدينة أهل‬
‫الكهف) ‪ -‬استعدادا ملالقاته‪ ،‬فتقدم إليهم‪،‬‬
‫وانقض عليهم‪ ،‬وأعمل فيهم القتل واألرس‬
‫حتى ترجل املغول عن خيوهلم بعد أن خارت‬
‫قواهم‪ ،‬فهرب الكثري منهم معتصمني باجلبال‪،‬‬
‫وتفرق الباقى منهم بعد أن قتل قائدهم‬

‫‪117‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫«تتاون»‪ ،‬وبعد املعركة ومغادرة بيربس بجيشه‬
‫انتقم «أبغا بن هوالكو» – إخلان مغول فارس‬
‫‪ -‬من أهل الشام املسلمني فقتل منهم قرابة‬
‫املائتى ألف‪ ،‬منهم الفقهاء والقضاة ومل يقتل‬
‫أحدا من نصارى الشام‪.‬‬

‫كان اهلجوم املغوىل األخري عىل مدن الشام‬ ‫‪ 36‬القضاء ‪680‬هـ املنصور‬
‫بتحريض من األمري «شمس الدين سنقر‬ ‫سيف‬ ‫عىل أطامع ‪-‬‬
‫األشقر» واىل الشام‪ ،‬بعد خروجه عىل السلطان‬ ‫املغول ‪1281‬م الدين‬
‫«سيف الدين قالوون»؛ فخرج املغول بقيادة‬ ‫قالوون‬ ‫هنائيا ىف‬
‫«أبغا بن هوالكو» – إيلخان مغول فارس ‪-‬‬ ‫الشام‬
‫إىل املدن الشامية عىل رأس ثالث فرق ضمت‬
‫إليها عنارص من الروم واألرمن والكرج‬
‫توىل قيادهتا أخيه «منكومتر»؛ فأرسع قالوون‬
‫باخلروج من القاهرة عىل رأس قواته متجها‬
‫نحو دمشق‪ ،‬ثم حتصن ىف صهيون عىل طرف‬
‫أحد اجلبال من أعامل محص‪ ،‬ومن هناك هتادن‬
‫مع الصليبيني عىل سواحل الشام‪ ،‬كام سعى‬
‫إىل الصلح مع األمري سنقر كى يضمن والءه‬
‫أو حياده‪ ،‬ثم أتم استعداده واستطالعاته‬
‫لتحركات جيوشهم التى اشتبكت مع قواته؛‬

‫‪118‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫فوقف يراقب سري املعركة من فوق أحد التالل‬


‫العالية؛ موجها قادته لسد اجليوب الضعيفة‬
‫وتقوية اهلجوم خاصة مع تفوق أعداد املغول‪،‬‬
‫ولكن املسلمني متكنوا من الوصول إىل قلب‬
‫اجليش املغوىل فهرب منكومتر‪ ،‬وتشتت جنوده‪،‬‬
‫فتتبع املسلمون فلوهلم‪ ،‬وهبذه املعركة احلاسمة‬
‫قىض قالوون هنائيا عىل أطامع املغول ىف الشام‬
‫وهتديد مدهنا‪ ،‬ثم راح يعد العدة للقضاء عىل‬
‫الوجود الصليبى أيضا هبذه املنطقة‪.‬‬

‫وصلت األخبار للسلطان «املنصور قالوون»‬ ‫‪688‬هـ املنصور‬ ‫‪ 37‬اسرتداد‬


‫بنقض الصليبيني للهدنة‪ ،‬واعتدائهم عىل‬ ‫سيف‬ ‫‪-‬‬ ‫طرابلس‬
‫التجار املسلمني وأرس عدد منهم‪ ،‬وقطع‬ ‫‪1289‬م الدين‬ ‫الرشق‬
‫الطريق عىل املسافرين فأعلن النفري العام ىف‬ ‫قالوون ‬
‫قواته استعدادا للهجوم عىل طرابلس‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى علم الصليبيون باستعدادات‬
‫قالوون فتناسوا خالفاهتم‪ ،‬واستنفروا إخواهنم‬
‫ىف كل مكان؛ فجاءهتم النجدات الكبرية‬
‫من قربص وجنوا والبندقية‪ ،‬وانضم إليهم‬
‫إخواهنم من املدن والقرى املجاورة‪ ،‬ولكن‬
‫املنصور قالوون مل يأبه كثريا لكل هذا‪ ،‬وخرج‬

‫‪119‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫بقواته من قلعة اجلبل بالقاهرة قاصدا دمشق؛‬
‫بعد أن كتب إىل مجيع نوابه بالشام وحصوهنا‬
‫بالتعبئة العامة‪ ،‬وإعداد املنجنيقات وآالت‬
‫احلصار‪ ،‬اسرتاح السلطان بقواته أسبوعا ىف‬
‫دمشق ريثام تتكامل القوات واملعدات‪ ،‬ثم‬
‫توجه نحو طرابلس دون أى مقاومة‪ ،‬فقد‬
‫حتصن الصليبيون داخل أسوار املدينة‪ ،‬وارتقى‬
‫املنصور بقواته أحد السفوح املرشفة عىل‬
‫املدينة‪ ،‬ونصب منجنيقاته التى رضبت اجلهة‬
‫الرشقية من أسوارها املرشفة عىل الرب‪ ،‬وأمهل‬
‫حتصيناهتا البحرية التى تركها لتكون متنفسا‬
‫للهاربني من الصليبيني‪ ،‬وركز جهوده ىف فتح‬
‫الثغرات وهدم األبراج‪ ،‬فهرب منهم الكثري ىف‬
‫سفنهم؛ فتخلخلت دفاعات املدينة وارتبكت‪،‬‬
‫وهرب املزيد منهم عن طريق البحر‪ ،‬فاخرتقت‬
‫قواته التحصينات‪ ،‬وشنت هجوما قويا فر عىل‬
‫إثره الباقون‪ ،‬واستولوا عىل املدينة التى ظلت‬
‫ىف األرس قرنني من الزمان‪ ،‬واستسلمت بعدها‬
‫بريوت وجبيل وبعض املدن األخرى‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫نقض الصليبيون ىف عكا اهلدنة مع السلطان‬ ‫‪ 38‬اسرتداد ‪690‬هـ املنصور‬


‫«قالوون»‪ ،‬وتعرضوا للتجار املسلمني الذين‬ ‫‪ -‬قالوون‪،‬‬ ‫عكا‪،‬‬
‫استقرت جتاراهتم بعد اهلدنة؛ عىل الرغم من‬ ‫وتصفية ‪1291‬م ثم ابنه‬
‫انقطاع النجدات األوروبية عنهم‪ ،‬فرفض‬ ‫األرشف‬ ‫الوجود‬
‫السلطان اعتذاراهتم‪ ،‬وعزم عىل استغالل‬ ‫خليل‬ ‫الصليبيى‬
‫معنويات قواته املرتفعة واملتحمسة هلدفه نحو‬ ‫ىف الشام‬
‫تصفية الوجود الصليبيى ىف الشام‪ ،‬واعتمد‬
‫الصليبيون ىف عكا عىل حصوهنم ودفاعاهتم‬
‫املنيعة حول املدينة‪ ،‬ولكنها مل تثن السلطان‬
‫عن عزمه مهامجة املدينة؛ فرشع ىف االستعداد‪،‬‬
‫وخرج بجيشه من القاهرة‪ ،‬ولكنه توعك‬
‫ىف الطريق‪ ،‬ثم وافته املنية‪ ،‬ليتوىل األمر بعده‬
‫ابنه «األرشف خليل» الذى حسم خالف‬
‫املامليك عىل احلكم‪ ،‬وعزم عىل مواصلة حتقيق‬
‫أهداف والده ىف طرد الصليبيني من الشام‪،‬‬
‫فكتب لنوابه هناك بإعالن التعبئة‪ ،‬وجتهيز‬
‫الذخائر وآالت احلصار‪ ،‬وعندما وصل أتم‬
‫استعداداته‪ ،‬وبدأ هجومه الكاسح عىل املدينة‪،‬‬
‫فرضبت املنجنيقات أسوارها باحلجارة الثقيلة‬
‫وقدور النفط املشتعلة‪ ،‬ورشق الرماة املدافعني‬
‫عن املدينة بوابل من السهام حتى تداعت‬

‫‪121‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫حتصيناهتا واهنار املدافعون عنها‪ ،‬وهرب‬
‫منها من جاء للمؤازرة حتى سقطت املدينة‬
‫ىف أيدى املسلمني بعد تكثيف احلصار عليها‬
‫أكثر من أربعني يوما‪ ،‬وحرروها من الصليبيني‬
‫الذين دام احتالهلم هلا أكثر من مائة عام‪ ،‬إثر‬
‫تسلميها هلم من «صالح الدين» سنة ‪587‬هـ‬
‫‪1190 -‬م؛ بعد أن اسرتدها منهم سنة ‪583‬هـ‬
‫‪1187 -‬م‪ ،‬فقام األرشف خليل بتدمريها حتى‬
‫ينقطع كل أمل للصليبيني ىف العودة إليها‪ ،‬ثم‬
‫واىل األرشف تصفية معاقل الصليبيني ىف صور‬
‫وصيدا‪ ،‬واستسلمت له حيفا وأنطرسوس‬
‫وعثليث إيذانا بتصفية الوجود الصليبيى ىف‬
‫الشام ومن ثم يف الرشق كله‪.‬‬

‫زحف اجليش القشتاىل عىل غرناطة بقيادة‬ ‫‪718‬هـ شيخ‬ ‫‪ 39‬غرناطة ‬


‫كل من «دون بِ ْط ُره ‪ ،»Don Pedro‬و«دون‬ ‫الغزاة‬ ‫‪-‬‬
‫خوان ‪ »Don Juan‬الوصيني عىل ملك‬ ‫‪1318‬م املرينيني‬
‫قشتالة «ألفونسو احلادى عرش»؛ فتصدى‬ ‫أبو سعيد‬
‫له اجليش اإلسالمى بقيادة شيخ الغزاة (من‬ ‫عثامن‬
‫أقارب السلطان املرينى) املرابطني بحامية‬ ‫بن أيب‬
‫غرناطة‪ ،‬وأحرز عليهم نرصا حاسام‪.‬‬ ‫العالء‬

‫‪122‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫ُهزم املسلمون ىف املعركة البحرية سنة‬ ‫‪ 40‬طريف ‪741‬هـ السلطان‬


‫‪ - Bata -‬املرينى أبو ‪740‬هـ ‪1340 -‬م بقوات مشرتكة من قشتالة‬
‫‪1340 la del‬م احلسن وأرغون والربتغال بمباركة البابا‪ ،‬ودخلوا‬
‫عىل بن غرناطة‪ ،‬فتجهز املسلمون لردهم بقيادة‬ ‫ّ‬ ‫‪Sal -‬‬
‫عثامن‪ ،‬السلطانني املرينى والغرناطى‪ ،‬ونشبت املعركة‬ ‫‪do‬‬
‫والسلطان ىف العام التاىل‪ ،‬ورغم استخدام املسلمني لنوع‬
‫الغرناطى جديد من األسلحة القاذفة للنريان (األنفاط)؛‬
‫إال أهنم خرسوا املعركة بعد استيالء ألفونسو‬ ‫أبو‬
‫احلجاج احلادى عرش عىل املعسكر اإلسالمى وتدمريه‪.‬‬
‫يوسف‬
‫األول‬
‫بسقوط بنى عامر الذين انتقلت إليهم‬ ‫‪ 41‬سقوط ‪897‬هـ ملوك‬
‫السلطة من األمويني بنظام رعاية اخلالفة‪،‬‬ ‫األندلس ‪ -‬الطوائف‬
‫حيث توىل بنو عامر كفالة اخلليفة األموى طفال‬ ‫بسقوط ‪1492‬م‬
‫خالل القرن اخلامس اهلجرى‪ ،‬احلادى عرش‬ ‫مملكة‬
‫امليالدى فسقطت الدولتان األموية والعامرية‬ ‫غرناطة‬
‫ىف آن واحد مما أثار القوميات املرتبصة التى‬
‫رافقت دخول العرب إىل األندلس من بربر‬
‫وصقالبة‪ ،‬عدا طوائف العرب املختلفة‬
‫ونصارى األندلس‪ ،‬فبدأ النزاع والرصاع فيام‬
‫عرف بعرص ملوك الطوائف الذى اقتسموا فيه‬

‫‪123‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫أرض األندلس‪ ،‬ثم اقتسموا أرض مدهنا حتى‬
‫استعان املسلمون منهم بالنصارى (الفرنجة)‬
‫‪ -‬أهل البلد األصليني ‪ -‬الذين كانوا يرتبصون‬
‫هبم إلزاحتهم خارج أراضيهم‪ ،‬فتظاهروا‬
‫بحاميتهم ثم فرضوا عليهم اجلزية واإلتاوة‬
‫حتى أزاحوهم منها مدينة تلو األخرى‪ ،‬بعد‬
‫أن امتد أجلهم فيها لسنوات‪ ،‬أنقذهم فيها‬
‫من السقوط دول املغرب األقىص القوية من‬
‫مرابطني وموحدين وبنى مرين‪ ،‬حيت وقفت‬
‫مملكة غرناطة عاصمة بنى نرص‪ ،‬أو بنى األمحر‪،‬‬
‫تصارع املوت وحدها أكثر من مائتى سنة حتى‬
‫سقطت و ُطرد منها املسلمون رش طردة‪ ،‬بعد‬
‫استيالء ملكا آراغُون ‪ ،Aragon‬و َقشتَالة‬
‫‪« Castilla‬فرناند ‪ ،»Fernando‬و«إيزابال‬
‫وأرس آخر‬ ‫‪ ،»Isabel‬عليها بعد زواجهام‪ُ ،‬‬
‫ملوك بنى نرص‪ ،‬أو بنى األمحر «أبو عبد اهلل»‪،‬‬
‫ثم عرب إىل املغرب بعياله وحشمه‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫احتد األمراء الراجبوتيون ىف حلف هندوسى؛‬ ‫‪923‬هـ حممد بابر ‬ ‫خانوه‬ ‫‪42‬‬
‫بقيادة «راناسنكا» ملناهضة سلطنة دهلى‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فقام باالستيالء عىل حصن‬ ‫‪1527‬م‬
‫كاهندار‪ ،‬ومهامجة بعض أقاليم السلطنة؛ بينام‬
‫كان حاكمها السلطان «حممد بابر» مشغوال‬
‫بالقضاء عىل بعض مثريى الفتن ىف املناطق‬
‫الرشقية من السلطنة‪ ،‬فلام علم حتول إليه‪،‬‬
‫وعسكر ىف مدينة «سكرى»‪ ،‬وحصن مواقعه‪،‬‬
‫وأعد املدافع وعربات احلرب‪ ،‬وحفر اخلنادق‪،‬‬
‫وأقام املتاريس‪ ،‬ثم التقى اجليشان ىف خانوه‪،‬‬
‫عىل مشارف إمارة الراجبوتا اهلندوسية باهلند‬
‫ىف حرب رضوس‪ ،‬حتدد بنهايتها احلاسمة‬
‫مصري املسلمني ىف اهلند‪ ،‬بعد أن متكن السلطان‬
‫حممد بابر من القضاء النهائى عىل خطر‬
‫اهلندوس ىف هذه املناطق‪.‬‬

‫كان احتالل فيينا بالنمسا (شملت أيضا‬ ‫‪ 43‬فيينا‪1095 ،‬هـ السلطان‬


‫بوهيميا واملجر) حلام طاملا راود سالطني بنى‬ ‫العثامنى‬ ‫‪-‬‬ ‫وهزيمة‬
‫عثامن؛ ملوقعها املسيطر عىل خطوط التجارة‬ ‫العثامنيني ‪1683‬م حممد‬
‫واحلرب ىف القلب األوروبى‪ ،‬ومعركة فيينا هذه‬ ‫الرابع‬ ‫من‬
‫هى احلصار الثانى بعد أن حارصها السلطان‬ ‫التحالف‬
‫«سليامن القانونى» الذى توغل ىف أوروبا‬ ‫األوروبى‬

‫‪125‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬

‫بعد انتصاره عىل املجريني ىف معركة موهاج‪،‬‬


‫ودخوله بودابست العاصمة املجرية سنة‬
‫‪933‬هـ ‪1526 -‬م؛ لتدخل ضمن الواليات‬
‫العثامنية باسم جمرستان التى اسرتدها منهم‬
‫األوروبيون سنة ‪1098‬هـ ‪1686 -‬م‪ ،‬بعد‬
‫عاما من االحتالل‪ ،‬وىف سنة ‪1095‬هـ‬ ‫‪ً 160‬‬
‫‪1683 -‬م عاد العثامنيون حلصار فيينا ىف جيش‬
‫قوامه ‪ 138000‬مزودين باملدافع والذخائر‬
‫املحمولة عىل ‪ 60000‬مجل‪ ،‬عالوة عىل‬
‫‪ 10000‬بغل‪ ،‬بقيادة «قرة مصطفى» باشا‬
‫الصدر األعظم‪ ،‬بينام بلغت قوات التحالف‬
‫األوروبى (البولندى – األملانى ‪-‬النمسوى)‬
‫‪ 70000‬للحيولة دون سقوط فيينا‪ ،‬وقد‬
‫نجحوا ىف ذلك بتغلبهم عىل عقبتني‪ ،‬األوىل‬
‫عبور جرس الدونة الذى يسيطر عليه العثامنيون‬
‫من أجل توصيل اإلمدادت إىل فيينا املحارصة‬
‫دون إراقة دماء‪ ،‬والثانية متكنهم من اكتشاف‬
‫الكهف املغلق الذى مأله العثامنيون باملواد‬
‫املتفجرة لتسهيل وصوهلم إىل املدينة وإبطال‬
‫مفعول هذه املتفجرات‪ ،‬فلام شن اجليش‬
‫العثامنى هجومه الكاسح تصدت له قوات‬

‫‪126‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أحداث املوقعة‬ ‫قائد‬ ‫تاريخ‬ ‫م‬


‫املوقعة‬
‫املوقعة‬ ‫الفتح‬
‫التحالف األوروبى أمام أسوار فيينا بمعنوياهتا‬
‫املرتفعة؛ التى افتقدها املهامجون العثامنيون‪ ،‬ثم‬
‫تقدم سالح الفرسان ضمن قوات التحالف‬
‫األوروبى ليحسم احلرب ىف ثالث ساعات‪،‬‬
‫وينقذ فيينا من السقوط املحتوم‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )5‬بإخفاقات املسلمني ىف عدة مواقع باألندلس‪ ،‬ثم هزمية العثامنيني بالنمسا‪ ،‬وسقوط القدس‪ ،‬والدولة‬
‫الخوارزمية‪ ،‬وبغداد‪ ،‬والخالفة العباسية‪ ،‬ومدن الشام‪ ،‬واألندلس‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪128‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫املعارك البينية اإلسالمية‬


‫(املعارك السياسية واملذهبية بني املسلمني)‬
‫اجلزيرة العربية وما حولها قبل الإ�سالم‪:‬‬

‫خريطة (‪( )7‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دخل اليهود احلجاز‪ ،‬وسكنوا يثرب‪ ،‬وتيامء‪ ،‬وخيرب‪ ،‬وفدك‪ ،‬ووادى القرى‪ ،‬وتبوك‪،‬‬
‫ومقنا‪ ،‬وأيلة‪ ،‬وكندة‪ ،‬وهتود بعض العرب ىف هذه األماكن‪.‬‬
‫ِ‬
‫وترسبت اليهودية من احلجاز إىل اليمن‪ ،‬وانترشت بني السبأيني واحل ْميرَ يني وبقية‬
‫القبائل‪ ،‬وىف مستهل القرن السادس امليالدى أصبح «ذو نواس» امللك اليمنى هيوديا؛‬
‫فاضطهد نصارى نجران‪ ،‬ونرش اليهودية بني الكثري من قبائل عرب اليمن‪ ،‬وحرضموت‬
‫من حمِ ْ يرَ ‪ ،‬وبنى احلارث بن كعب‪ ،‬وكندة‪ ،‬وبعض قبائل البحرين‪.‬‬
‫انترشت النرصانية ىف احلرية املتامخة لبالد الفرس‪ ،‬بعد أن تنرص ملكها «النعامن بن املنذر»‪،‬‬
‫عىل مذهب النساطرة الذين حتركوا للتبشري هبا ىف قبائل تغلب‪ ،‬وخلم‪ ،‬وإياد‪ ،‬وتنوخ‪ ،‬وبكر‪،‬‬
‫وطىء‪ ،‬وبعض قبائل متيم‪ ،‬بعد أن توثقت عالقاهتم بالنصارى بروابط التبادل التجارى‬
‫والسياسى والزواج من نرصانيات‪.‬‬
‫متكنت النرصانية أيضا من قبائل الغساسنة (من بطون األزد) ىف الشام؛ الذين كانوا‬
‫يتبعون الروم البيزنطيني عىل املذهب اليعقوبى (املونوفوفيزى) الذى اعتنقته سائر قبائل‬
‫حرجا ىف التعامل مع هذا املذهب اليعقوبى املخالف ملذهبها‬‫الشام العربية‪ ،‬ومل جتد بيزنطة ً‬
‫ما دام ىف دائرة نفوذها ىف الشام واحلبشة واليمن‪.‬‬
‫وىف أجزاء اجلزيرة العربية تنرصت قبائل عبد القيس ىف البحرين‪ ،‬والكثري من قبائل‬
‫طىء‪ ،‬وتنوخ‪ ،‬وكلب‪.‬‬
‫تدخل األحباش النصارى ىف اليمن عىل زمن ذى نواس ملكها اليهودى املتعصب الذى‬
‫سار إىل نجران ودعا أهلها املتنرصين إىل اليهودية وإال قتلهم‪ ،‬فاختاروا القتل‪ ،‬فأحرقهم ىف‬
‫األخدود الذى حفره هلم‪ ،‬وهى احلادثة التى حتدث عنها القرآن ىف سورة الربوج‪:‬‬

‫«قتل أصحاب األخدود (‪ )4‬النار ذات الوقود (‪ )5‬إذ هم عليها‬


‫قعود (‪ )6‬وهم على ما يفعلون باملؤمنني شهود (‪.»)7‬‬
‫دخل األحباش اليمن ىف محلة عسكرية كبرية قوامها ‪ 70‬ألف رجل بقيادة «أرياط»‪ ،‬وهو‬

‫‪130‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫«أبرهة األرشم» املعروف بصاحب الفيل‪ ،‬والذى جرد محلة عىل مكة ىف السنة التى ولد فيها‬
‫النبى حممد‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬هلدم الكعبة (وهى التى أطلق عليها العرب عام الفيل)‪،‬‬
‫وقد سجل القرآن الكريم هذه احلادثة ىف سورة الفيل املكية‪.‬‬
‫وقد تنرص أهل احلبشة عىل يد املبرش «كرومونتوس» الذى أرسله إليهم اإلمرباطور‬
‫«قسطنطني» البيزنطى سنة ‪350‬م‪ ،‬بعد أن تنرص ملكهم «عيزانا»‪ ،‬ومن ثم انتقلت النرصانية‬
‫إىل اليمن‪ ،‬ويرى البعض أن «ثيوفيلس» هو الذى نصرّ عرب اليمن‪ ،‬وأنشأ كنيسة ىف ظفار‪،‬‬
‫وأصبح هو رئيس أساقفتها‪ ،‬ومرشفا عىل مجيع الكنائس التى أنشئت ىف اليمن‪ ،‬وقد تنرص‬
‫الكثري من العرب الذين كانوا ىف اليمن‪ ،‬وحتى مكة‪ ،‬ومن النصارى الذى سكنوا مكة قني‬
‫يقال له «جرب» كان عبدا لبنى احلرضمى‪ ،‬وسامه بعضهم «سلامن»‪ ،‬و«يسار»‪ ،‬و«يعيش»‪،‬‬
‫و«بلعام» – ومل يكن عربيا ‪ -‬اهتم أهل مكة النبى حممدً ا‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬بالدخول‬
‫عليه للتعلم منه‪ ،‬فنزلت آيات القرآن لتنفى عنه ذلك بالدليل‪:‬‬

‫«ولقد نعلم أنهم يقولون إمنا يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه‬
‫أعجمى وهذا لسان عربى مبني»‪( .‬النحل ‪.)103 :‬‬
‫«وقال الذين كفروا إن هذا إال إفك افرتاه وأعانه عليه قوم‬
‫آخرون» (الفرقان‪.)4 :‬‬
‫دخلت قبائل بكر‪ ،‬وتغلب‪ ،‬وكندة ىف املسيحية‪ ،‬ومن قبيلة بكر كان «جساس»‪ ،‬ومن‬
‫تغلب كان «كليب»‪ ،‬وأخوه «املهلهل» الشاعر النرصانى من أقدم شعراء العربية‪ ،‬وجساس‬
‫وكليب مها السبب ىف حرب البسوس‪ ،‬أما «امرؤ القيس» الشاعر النرصانى املشهور فكان‬
‫من قبيلة كندة‪.‬‬
‫والنرصانية هى املسيحية ا ُمل َهودة‪ ،‬والكنيسة (إكليزيا ‪ ،)Eclisia‬وهى تعنى جممع‬
‫باإلغريقية‪ ،‬ودعاها العرب بال ُق ِّليس‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الردة فى عهد الر�سول الكرمي‪:‬‬


‫ظهر االرتداد عن اإلسالم ىف حياة النبى‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬بدأه «األسود ال َعنْسى»‬
‫الكاهن باليمن‪ ،‬وتاله بالياممة «مسيلمة الكذاب» ىف بنى حنيفة‪ ،‬و«طليحة بن خويلد» ىف‬
‫بنى أسد‪.‬‬
‫وقد هلك األسود وماتت فتنته قبل وفاة النبى الكريم بيوم واحد ىف السنة احلادية عرشة‬
‫من اهلجرة(‪632‬م)‪ ،‬إال أنه بوفاة النبى اتسع نطاق الردة واالمتناع عن الزكاة‪ ،‬حتى ارتد‬
‫الكثري من قبائل العرب؛ مثل َع ْبس‪ ،‬و ُذبيان‪ ،‬وكِنانة ومن اجتمع إليهم حتى أحاطوا‬
‫باملدينة يريدون غزوها كيوم اخلندق‪ ،‬وانحرس اإلسالم هذه الفرتة ىف أهل املدينة‪ ،‬ومكة‪،‬‬
‫والطائف‪ ،‬وبعض قبائل احلجاز مثل أسلم وغفار وغريمها‪.‬‬

‫حروب الردة فى عهد اخلليفة الأول �أبى بكر ر�ضى اهلل عنه‪:‬‬
‫‪« -‬واهلل يا أبا الفضل‪ ،‬لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيام»‪.‬‬
‫قاهلا «أبو سفيان» عن النبى الكريم‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬لعمه العباس يوم فتح مكة‪،‬‬
‫وهو يرتجم ما طرأ عىل العرب من حب ا ُمللك والرياسة بعد أن كانوا يبغضوهنا‪ ،‬ويعيبون‬
‫عىل من يطلبها من القبائل‪ ،‬أو من يطلبها من القبيلة‪ ،‬فام كانت سيادة قريش ورشفها عىل‬
‫العرب إال بجريهتم للبيت احلرام الذى كان العرب حيجون إليه عىل ملة إبراهيم عليه‬
‫السالم املندثرة‪ ،‬ومل تكن أبدا ُملكا وال رياسة يرفضها الطبع العربى الذى نشأ ىف رحاب‬
‫الصحراء غري املحدودة‪ ،‬املعتز بقبيلته املحدودة‪ ،‬فلم تنشأ لدهيم الدول إال ىف اليمن وما‬
‫حوهلا بحكم االستقرار وتكوين املجتمعات الزراعية عىل مياه األمطار الغزيرة‪ ،‬فكام نشأ‬
‫جمتمع الرسول الكريم ىف املدينة حتت رئاسته ونجح ىف االنتشار ظهرت الردة أيضا ىف اليمن‬
‫أوال‪ ،‬وانتقلت بالعدوى إىل القبائل العربية التى مل ختضع ملن هو خارج القبيلة‪ ،‬وبالتاىل مثل‬
‫اإلسالم بالنسبة هلم هذا السلطان والرياسة‪ ،‬فانفضوا عنه بعد وفاة النبى الكريم الذى‬
‫حسبوه زعيام دالوا له ىف حياته‪ ،‬وقد عرب عنه القرآن تعبريا دقيقا ىف حياة النبى بآية احلجرات‬

‫‪132‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫التى ظنوها حكام تقريريا‪ ،‬ولكنه كان استقراء ملستقبل الدين بعد وفاة النبى صىل اهلل عليه‬
‫وسلم‪:‬‬

‫«قالت األعراب آمنا قل مل تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا و َّ‬


‫ملا يدخل‬
‫اإلميان فى قلوبكم»‪( .‬احلجرات ‪.)14 :‬‬
‫قرر القرآن أهنم مل يؤمنوا بعد‪ ،‬ولكنهم دخلوا فقط ىف عباءة اإلسالم‪ ،‬وهاهم اآلن‬
‫خيرجون من حتت عباءته كام دخلوا‪ ،‬فمنهم من ارتد فعال‪ ،‬ومنهم من رفض دفع الزكاة إىل‬
‫«أبى بكر» خليفة رسول اهلل‪ ،‬بعد أن كانوا يؤدوهنا إىل النبى بنص القرآن‪:‬‬

‫«خذ من أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم‬


‫إن صالتك سكن هلم»‪( .‬التوبة ‪.)103 :‬‬
‫ولكن أبا بكر‪ ،‬عىل حلمه وهدوئه‪ ،‬كان سياسيا حمنكا‪ ،‬فعلم أن أموال الزكاة والصدقات‬
‫ما مل تؤد إليه‪ ،‬فسوف تؤدى لزعامء القبائل الذين سيكونون مراكز قوى يشتتون كلمة‬
‫الدين الناشئ‪ ،‬وهو يريد مل شمله مرة أخرى بعد وفاة الرسول الكريم‪ ،‬فأقسم عىل احلرب‬
‫التى جتمع هذا الشتات مرة أخرى‪:‬‬
‫«واهلل لو منعونى عقاال كانوا يؤدونه لرسول اهلل لقاتلتهم عليه»‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )8‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫فهو زعيم بالسليقة‪ ،‬وتاجر حمرتف يفهم الناس واملعامالت‪ ،‬واألمر ال جدوى منه بال‬
‫مركزية؛ خاصة ىف مجع األموال املفروضة‪ ،‬وتركيز الزعامة كام كانت ىف حياة الرسول صىل‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬وإال انفرط عقد هذا الدين‪ ،‬وأصبح متناثرا ىف الصحراء الشاسعة عىل‬
‫رءوس القبائل‪ ،‬ينفذون من تعاليمه ما شاءوا وشاءت مصاحلهم الدنيوية اخلاضعة فقط‬
‫لألهواء والصحراء‪.‬‬
‫إن أبا سفيان يراها ُملكا عضوضا‪ ،‬وال يراه دينا ورسالة‪ ،‬وهو ما راح يبثه ىف ابنه «معاوية»‪،‬‬
‫وىف قومه من بنى حرب‪ ،‬فربزت هذه احلمية ىف خالفة «عثامن» رىض اهلل عنه خمتلطة بالدين‬
‫والرسالة‪ ،‬ثم عززها معاوية بعد استشهاد عثامن ليتخذ منها ذريعة سياسية للمطالبة باحلكم‬
‫«عىل بن أبى طالب»‬‫مشوبا أيضا بالدين والرسالة‪ ،‬وانتزاعه من بنى هاشم الذى يمثلهم ّ‬
‫رىض اهلل عنه‪ ،‬وبدأ به أبو بكر الذى أراد أن خيرج بالدين من نطاق اجلزيرة العربية بالقوة‬
‫احلربية‪ ،‬متجاوزا هؤالء الصحراويني املحصورين ىف نطاق القبائل ذات األفق الضيق‪،‬‬

‫‪134‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فبادر بالفتوحات فور فراغه من حروب املرتدين رغم فرتة حكمه القصرية‪.‬‬
‫لقد كانت الردة ىف اإلطار اإلسالمى وحروهبا حروبا بينية سياسية‪ ،‬اختلفت فيها‬
‫القبائل ما بني منكر للصدقة من باب البخل والسحت وختلخل العقيدة الطارئة وعدم‬
‫ثبوهتا واختبارها‪ ،‬فكان القتال‪ ،‬وهو طبيعة القبائل البدوية التى ال زالت ىف بدواة العقل‬
‫والعقيدة‪ ،‬وكانت تتقاتل عىل الكأل واملاء‪ ،‬فام املانع من القتال عىل ما حسبوه بابا لإلتاوات‬
‫وأخذ األموال‪ ،‬وبني من أنكرها عىل أبى بكر‪ ،‬إما ألنه كان يؤدهيا لرسول اهلل‪ ،‬صىل اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬مبارشة‪ ،‬والرسول قد مات‪ ،‬فليس ألبى بكر وال لغريه احلق فيها‪ ،‬واحلق‬
‫لكبري القبيلة‪ ،‬جيمعها ويؤدهيا لفقراء القبيلة املسئول عنها حسب العرف البدوى‪ ،‬وبني من‬
‫اختذها وسيلة سياسية إلثارة الناس ضد مركز السلطة باملدينة‪ ،‬وبني من أنكر أبا بكر نفسه‬
‫كخليفة‪ ،‬وبالتاىل فلن يؤدهيا إال ملن يرى أحقيته بذلك من رءوس املسلمني الذين كانوا‬
‫حول رسول اهلل‪ ،‬وأبو بكر يرى نيابته عن الرسول ىف ذلك بحكم مبايعة أكثر املسلمني‬
‫له‪ ،‬والتوافق الذى حدث بني املهاجرين واألنصار‪ ،‬أو املكيني واملدَ نيني‪ ،‬ومن أجل الردة‬
‫خاض هذه احلروب‪:‬‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫جتددت ردة اليمن مرة أخرى بعد وفاة الرسول‪،‬‬ ‫عكرمة بن‬ ‫اليمن‬ ‫‪1‬‬
‫وبعد انتهاء أمر «العنسى» ىف ردته قبل وفاته صىل‬ ‫أبى جهل‪،‬‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬وحتركت الردة ترضب أنحاء‬ ‫واملهاجر بن‬
‫اليمن وما حوهلا‪ ،‬وقام وجهاء القوم يطلبون‬ ‫أبى أمية ‬
‫اإلمارة والرياسة مثل «قيس بن املك ُْشوح»‪،‬‬
‫و«عمرو بن م ْع ِديكَرب» بعد أن ختلصا من‬
‫املسلمني الفرس مثل «فريوز» الذين فروا من‬
‫صنعاء‪ ،‬فجمع فريوز أتباعه من خوالن وبنى‬

‫‪135‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫عقيل وعك ودخلوا ىف رصاع مرير ضد قيس‬


‫وعمرو وأتباعهام إىل أن يصل إليهم مدد املدينة‪،‬‬
‫فأقبل عليهم «عكرمة» من ناحية ُعامن‪ ،‬متخلصا‬
‫ىف طريقه من املرتدين‪ ،‬ومتقويا بمن انضم إليه‬
‫من الباقني عىل اإلسالم‪ ،‬ثم حلقه «املهاجر» حتى‬
‫تم أرس قيس وعمرو‪ ،‬وإرساهلام إىل أبى بكر ىف‬
‫املدينة‪ ،‬ثم حترك عكرمة بعد ذلك نحو قبيلة‬
‫كِنْدَ ة بحرضموت‪ ،‬واجته املهاجر نحو صنعاء‬
‫حتى التقيا مرة أخرى ىف مأرب؛ ليتتبعوا مرتدى‬
‫كندة ىف حمجر الزُّرقان‪ ،‬وىف ال ُنجيرْ حتى خرج‬
‫«األشعث الكِنْدى» واصطلح عىل أمانه وأمان‬
‫أهله وماله وتسعة ممن أحب‪.‬‬

‫بدأ الرصاع مع «مسيلمة الكذاب» من بنى‬ ‫ِعكرمة بن‬ ‫الياممة‬ ‫‪2‬‬


‫حنيفة بالياممة ىف حياة النبى صىل اهلل عليه وسلم؛‬ ‫أبى جهل‪،‬‬
‫بعد أن وفد عليه وأعلن إسالمه ىف عام الوفود‬ ‫وشرُ حبيل‬
‫سنة ‪9‬هـ ‪630 -‬م‪ ،‬ولكنه نكث وارتد بعد‬ ‫بن َح َسنة‪،‬‬
‫عودته إىل الياممة‪ ،‬بل زاد عىل ذلك بأن ادعى‬ ‫وخالد بن‬
‫النبوة‪ ،‬واشتد الرصاع ىف عهد أبى بكر‪ ،‬فقد‬ ‫الوليد‬
‫كان بنو حنيفة من مدمنى احلرب وإثارة القالقل‬
‫العتزازهم بأنفسهم إىل حد الغرور‪ ،‬مما دفعهم إىل‬
‫العزلة خاصة عن املسلمني الذين سادوا اجلزيرة‬

‫‪136‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫العربية‪ ،‬ومل يكن هناك تقدير دقيق من «أبى بكر»‬


‫عن حجم الردة ىف بنى حنيفة؛ عندما أرسل هلم‬
‫جيشا عاديا بقيادة «عكرمة بن أبى جهل»‪ ،‬والذى‬
‫دعمه بقوات أخرى بقيادة «رشحبيل بن حسنة»‪،‬‬
‫ولكن جند مسيلمة كانوا أكثر عددا‪ ،‬خرج هبم‬
‫يتحدى سلطة املدينة؛ فاهنزم جيش عكرمة قبل أن‬
‫تلحق به قوات رشحبيل‪ ،‬مما زادهم غرورا وتطلعا‬
‫إىل سيادة عرب اجلزيرة‪ ،‬وقبل أن تلحق قوات‬
‫«خالد بن الوليد» بالياممة اشتبك معهم رشحبيل‬
‫واهنزمت قواته أيضا‪ ،‬وعندما دخلت قوات‬
‫جماعة بن ُمرارة» سيد‬
‫خالد إىل الياممة أرست « َّ‬
‫بنى حنيفة؛ فحفز ذلك خروج مسيلمة بعسكره‪،‬‬
‫واشتبك اجليشان ىف حرب رضوس استطاع فيها‬
‫رجال مسيلمة التقدم عىل جيش خالد‪ ،‬والوصول‬
‫إىل خيمته وحترير سيدهم جماعة‪ ،‬وبرسعة أعاد‬
‫خالد تنظيم قواته‪ ،‬واإلجهاز عليهم حتى أرسهم‬
‫ىف حديقة دار فيها القتال كأرشس ما يكون حتى‬
‫قتل مسيلمة‪ ،‬فانفرط عقد جيشه‪ ،‬وسقط ىف هذه‬
‫املعركة اآلالف من اجلانبني‪ ،‬واستسلم جماعة‬
‫وعاد عن ردته‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫ادعى «طليحة بن خُ ويلد األسدى» النبوة‬ ‫خالد بن‬ ‫بزَاخَ ة‬ ‫‪3‬‬


‫كسابقيه «األسود»‪ ،‬و«مسيلمة» قبل وفاة النبى‪،‬‬ ‫الوليد‬
‫ثم تفاقم رشه وازداد بعد وفاة النبى صىل اهلل عليه‬
‫وسلم؛ عندما انضمت فزارة إىل بنى أسد‪ ،‬ثم‬
‫حلقت هبم َط ِّىء ىف حدود أراضيها‪ ،‬وانتظرت‬
‫هوازن وبنو عامر ما تسفر عنه املعركة مع جيوش‬
‫«أبى بكر»‪ ،‬حتى خرج «خالد بن الوليد» إليهم‪،‬‬
‫ولكنه مل يذهب نحوهم مبارشة‪ ،‬ويمم نحو خيرب‬
‫فاطمأنت طىء‪ ،‬وظنت أن أوان املعركة بات‬
‫بعيدا‪ ،‬فال داعى لنرصة بنى أسد اآلن‪ ،‬ولكن‬
‫خالدا باغتهم‪ ،‬فجاءه «عدى بن حاتم الطائى»‬
‫بإسالمهم وإسالم َج ِديلة‪ ،‬ثم اجته خالد إىل‬
‫بنى أسد بعد أن قتل «طليحة» وأخوه «سلمة»‬
‫طالئعه‪ ،‬واشتبك معهم ىف معركة ساخنة انتهت‬
‫هبزيمة بنى أسد وحلفائهم‪ ،‬وفر طليحة مع‬
‫زوجته إىل الشام‪ ،‬فانفض عنه أتباعه‪ ،‬وانصاعوا‬
‫وسليم‪.‬‬
‫إىل اإلسالم مع قبائل هوازن وبنى عامر ُ‬

‫تابع «خالد» سريه نحو ال ُبطاح‪ ،‬عىل مقربة‬ ‫خالد بن‬ ‫بنو متيم‬ ‫‪4‬‬
‫من الياممة‪ ،‬ملواجهة من ارتد من بنى متيم‪ ،‬بعد‬ ‫الوليد‬
‫أن تردد صدى معركة بزَاخَ ة التى أصبحت‬
‫عامال رادعا ملن طمع من القبائل ىف غزو املدينة‪،‬‬

‫‪138‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫وفقدان األمل ىف التسيد عىل عرب اجلزيرة‪ ،‬فوزع‬


‫خالد رساياه ىف ديار بنى متيم؛ حتى أرسوا «مالك‬
‫بن نويرة» مع بعض أصحابه‪ ،‬ثم قتلوه بعد ذلك‪،‬‬
‫وتزوج خالد امرأته «أم متيم بنت املنهال بن‬
‫عصمة» مما أثار عليه غضب «أبى بكر»‪ ،‬الذى‬
‫كان معجبا بخالد وشجاعته فاكتفى بلومه‪ ،‬ومل‬
‫يسمع لعمر عندما أشار عليه بعزله‪ ،‬وهو ما فعله‬
‫عمر بعد ذلك فور توليه اخلالفة بعد أبى بكر‪.‬‬

‫مل متنع املسافة الكبرية بني املدينة و ُعامن «أبا بكر»‬ ‫ُحذيفة بن‬ ‫ُعامن‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫من إمخاد فتنة الردة فيها التى قادها « َلقيط بن مالك»‬ ‫محِ َصن‬ ‫وم ْه َرة‬
‫َ‬
‫الذى ادعى النبوة وتبعه خلق كثري‪ ،‬وكأن النبوة قد‬
‫أصبحت مشاعا ىف البرش يتداولوهنا فيام بينهم كام‬
‫يشاءون‪ ،‬وهم الذين أخرب هبم القرآن فقال عنهم‪:‬‬
‫«ومن أظلم ممن افرتى عىل اهلل كذبا أو قال أوحى‬
‫إىل ومل ُيوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل‬ ‫َّ‬
‫اهلل» (األنعام ‪ ،)93 :‬وقد عزلوا ملِكيها املسلمِ‬
‫َ ينْ‬ ‫َ‬
‫اللذ ْين أرسال إىل أبى بكر ىف‬ ‫«ج ْي َفرا» و« َع َّبادا» َ‬
‫َ‬
‫املدينة بام حدث‪ ،‬وطلبا منه العون واملدد‪ ،‬فأعد‬
‫«حذيفة بن محِ َصن»‪ ،‬عىل‬ ‫أبو بكر جيشا بقيادة ُ‬
‫أن تدعمه جيوش كل من « َع ْر َفجة بن َه ْر َثمة»‪،‬‬
‫و«عكرمة بن أبى جهل»‪ ،‬فاجتمعت اجليوش ىف‬ ‫ِ‬

‫‪139‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫ُص َحار بقيادة عكرمة‪ ،‬وبدأوا بمراجعة لقيط قبل‬


‫القتال‪ ،‬فرجع عنه بعض أتباعه‪ ،‬وبقى معه الكثري‬
‫فدارت رحى املعركة التى اقرتب فيها النرص من‬
‫املرتدين‪ ،‬حتى اعتدل امليزان نحو جيش عكرمة‬
‫بمدد من بنى ناجية وعبد القيس‪ ،‬فتتبعوهم‬
‫وأجهزوا عىل الكثري منهم‪ ،‬ثم زحف عكرمة‬
‫بجيشه نحو َم ْه َرة ىف وسط اجلزيرة العربية‪ ،‬فراح‬
‫يراجع أهلها حتى انضم إليه القليل منهم‪ ،‬وظل‬
‫الكثري منهم ملتفا حول زعيمهم «ا ُمل َص َّبح»‪،‬‬
‫ودارت املعركة التى سحقت املرتدين‪.‬‬

‫مات «املنذر بن ساوى» ملك البحرين بعد‬ ‫العالء بن‬ ‫البحرين‬ ‫‪6‬‬
‫وفاة الرسول صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد أسلم‬ ‫احلرضمى‬ ‫(ه َجر‪،‬‬
‫َ‬
‫ىف حياة النبى عىل يد «العالء بن احلرضمى»‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ودارين)‬
‫وارتد قومه من بعده من بكر وربيعة‪ ،‬ومهت‬
‫قبيلة عبد القيس أن تفعل ذلك لوال «اجلارود‬
‫بن ا ُمل َعلىَّ » الذى ردهم إىل جادة احلق واإليامن‪،‬‬
‫وتزعم الردة ُ‬
‫«احل َطم بن ُض َب ْي َعة»‪ ،‬ونزل بأتباعه‬
‫وه َجر ودارين وجؤا َثى‪ ،‬فحارص بذلك‬ ‫القطيف َ‬
‫املسلمني من بنى عبد القيس‪ ،‬وكادوا هيلكون‬
‫جوعا حتى أقبل العالء بجيشه من احلجاز‪ ،‬بعد‬
‫أن انضم إليه « ُثاممة بن ُأثال» من مسلمى بنى‬

‫‪140‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫القائد‬ ‫املعركة‬ ‫م‬

‫حنيفة عندما مر بالياممة‪ ،‬كام انضمت إليه قوة من‬


‫بنى متيم‪ ،‬فنظم قواته عىل أبواب هجر ودارت‬
‫احلرب بني الفريقني قرابة الشهر‪ ،‬وقد خندق‬
‫كالمها لنفسه‪ ،‬وذات يوم عال صوت املرتدين‬
‫ىف خنادقهم‪ ،‬وملا استطلع املسلمون اخلرب وجدوا‬
‫القوم قد طمسهم اخلمر والرشاب‪ ،‬فانقضوا‬
‫احلطم مع‬‫عليهم وأعملوا فيهم السيف‪ ،‬وقتل ُ‬
‫أتباعه‪ ،‬وأرس الباقى منهم‪ ،‬ورأى العالء أن دارين‬
‫قد حوت من املرتدين ما يمكن أن يكون نواة‬
‫للمزيد منهم‪ ،‬وهو قد وصل إىل البحرين بعد أن‬
‫قطع الصحارى العريضة‪ ،‬وعليه اآلن أن خيوض‬
‫البحر إليهم ىف دارين‪ ،‬فحفز جنوده‪ ،‬وعرب إليهم‬
‫من غري سفن حتملهم‪ ،‬ثم دخلوا معهم ىف قتال‬
‫اشتد هبم حتى استأصلهم‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )6‬تتابع حروب الردة ىف خالفة أىب بكر الصديق خالل سنة واحدة‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫على ر�ضى اهلل عنه‪:‬‬


‫املعارك ال�سيا�سية فى خالفة �أمري امل�ؤمنني ّ‬
‫أطلت الردة من جديد‪ ،‬مع ثبات العقيدة هذه املرة‪ ،‬فاختلف املسلمون من الرعيل األول‬
‫معارصى النبوة والرسالة ونزول القرآن‪ ،‬ممن أظلتهم سحب الرمحة ىف الفرتات القليلة‬
‫والنادرة واألخرية أيضا التى اتصلت هبا األرض بالسامء ىف كنف النبى املرسل‪ ،‬صىل‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فلم تشفع هلم هذه النفحات‪ ،‬فمنهم من عب منها حتى الثاملة‪ ،‬ومنهم‬
‫من اختلطت عنده بمصاحله الدنيوية‪ ،‬ومنهم من استغلها‪ ،‬ومنهم من ُاستغل هبا‪ ،‬بعد أن‬
‫فتحت هلم آفاقا مل تدر بخلدهم ىف يوم من األيام‪ ،‬فلم تكن أحالمهم تتجاوز رحلة الشتاء‬
‫والصيف بحال من األحوال‪ ،‬وخدمة احلجيج‪ ،‬فكام اختلفوا عىل أبى بكر ومعه‪ ،‬اختلفوا‬
‫عىل ومعه‪ ،‬وبينام خرج ىف الردة من أراد االنقضاض عىل املدينة وسيادة العرب‪ ،‬خرج‬‫عىل ّ‬
‫عىل من أراد االنقضاض عليه‪ ،‬وعىل ذريته من بعده باسم اإلسالم هذه املرة‪.‬‬
‫عىل ّ‬
‫ومتخض االختالف عن فرقتني كبريتني‪:‬‬

‫‪ -1‬اخلوارج‪:‬‬
‫عىل لقبوله مبدأ التحكيم‪ ،‬مع ادعاء االلتزام الصارم بأحكام‬‫هم املنشقون عىل جيش ّ‬
‫القرآن‪ ،‬وذلك برفع الشعار الشهري «ال حكم إال هلل»‪ ،‬ثم تطرفوا واعتقدوا أهنم وحدهم‬
‫املسلمون‪ ،‬ومن عداهم من أهل النار‪ ،‬وال وزر عليهم إذا قتلوهم‪ ،‬أو سلبوا أمواهلم‪ ،‬وقد‬
‫عاتبوا عل ّيا أنه مل يسمح هلم بسبى نساء موقعة اجلمل‪ ،‬وعىل رأسهم عائشة زوج النبى صىل‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬فاعترب اخلوارج مرتكب الكبرية كافرا خملدا ىف النار‪ ،‬فكل كبرية لدهيم‬
‫كفر‪ ،‬حتى دار صاحب الكبرية (ودولته) دار كفر‪ ،‬وعليهم اخلروج منها‪ ،‬وهلذا اعتربوا‬
‫خمالفيهم مرتدين‪ ،‬وحكم املرتد القتل‪ ،‬فاستحلوا دماء خمالفيهم من املسلمني‪ ،‬ومل يعد‬
‫جهادهم ضد الكفار‪ ،‬بل ضد املسلمني املخالفني هلم؛ إذ يروهنم كفارا‪ ،‬وأشد كفرا من‬
‫النصارى واليهود واملجوس‪.‬‬
‫كونوا فرقا ومجاعات ترتواح بني الثالثني واخلمسامئة‪ ،‬تقيم إحدى هذه الفرق‪ ،‬واجلامعات‬

‫‪142‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ىف معسكر قريب من إحدى املدن أو طرق التجارة‪ ،‬يعيشون عىل ما ينهبونه من هذه املدن أو‬
‫القوافل التجارية‪ ،‬فيثريون الذعر والرعب ىف النفوس‪ ،‬وال عمل هلم غري هذا‪ ،‬واألزارقة‪،‬‬
‫واإلباضية‪ ،‬والصفرية‪ ،‬والنجدات من أكرب فرقهم‪.‬‬
‫وال يعانى أفراد هذه اجلامعات من الظلم االقتصادى الذى يقع عادة عىل األفراد بسبب‬
‫الظلم املجتمعى‪ ،‬أو ظلم الدولة واحلكم‪ ،‬أو سوء توزيع الثروة واملوارد‪ ،‬ولكن املصادر‬
‫التارخيية تشى بانتامئهم إىل قبائل البدو‪ ،‬خاصة قبيلة متيم التى كانت أول من ارتد من‬
‫القبائل‪ ،‬وآخر من أسلم منها‪ ،‬التى كانت تعيش من شن الغارات عىل سائر القبائل‬
‫والقوافل العابرة‪ ،‬فلام دخلوا اإلسالم كان ال بد هلم من تطويع نصوصه ألغراضهم‬
‫وتقاليدهم املحدودة‪ ،‬وهو ما شكل أحد دوافع الفتوحات اإلسالمية خارج اجلزيرة‬
‫العربية؛ التى وجدت فيها بعض القبائل تنفيسا عن ولعهم بالغارات والغنائم التى سامها‬
‫بعض املحققني «الرياضة القومية للبدو»‪ ،‬فوجهوا اإلسالم كدعوة إىل سبيل اهلل باحلكمة‬
‫واملوعظة احلسنة نحو ما يشبع هذه الرياضة البدوية التى فتحوا هبا ممالك العامل القديم‬
‫املأهولة‪.‬‬
‫مل يكن تفكريهم خيضع ألبعد من القبيلة وتقاليد القبيلة‪ ،‬أما األخوة اإلسالمية العريضة‬
‫فقد ثاروا عليها‪ ،‬واعتزلوها وحاولوا عزهلا أيضا‪ ،‬ثم كفروها بعد دخوهلم ىف هذا الدين‬
‫حتى لو كان عل ّيا‪ ،‬ابن عم نبى هذا الدين‪ ،‬وهو الذى قتلوه بعد ذلك‪ ،‬واستباحوا سبى‬
‫النساء من أجل الفدية حتى لو كانت إحداهن زوج النبى صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهذه‬
‫الصفات ألصق بالعرب ىف دمويتهم‪ ،‬فكلهم عرب‪ ،‬وطبيعة العربى أنه يثور ويقتل ألتفه‬
‫األسباب‪ ،‬فذكر عنهم املؤرخون أهنم يقتلون من أجل ورق الشجر الذى تقتات به دواهبم؛‬
‫ف ُعرف بام أسموه بأيام العرب التى ما كانت ىف أغلبها إال حرو ًبا وغنائم‪ ،‬وال نرى سوى‬
‫أن الطبيعة والبيئة قد شكلت أخالقهم هذه؛ صحراء جرداء‪ ،‬ال زرع فيها وال ماء‪ ،‬وال يتم‬
‫الوصول إليهام إال بشق األنفس‪ ،‬مناخ قارى قائظ احلر صيفا‪ ،‬شديد الربودة شتاء‪ ،‬انعكس‬
‫عىل تسميتهم للشهور العربية بني الرمضاء (التى حترق كل شىء كالنار) ىف رمضان‪،‬‬
‫وجمُ ادى الذى يتجمد فيه املاء واألشياء‪ ،‬فأخالق اخلوارج عربية ىف خريها ورشها‪ ،‬عربية‬

‫‪143‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ىف الشجاعة وحب احلرب‪ ،‬ىف البساطة والسطحية‪ ،‬ىف الرصاحة والسذاجة‪ ،‬ىف الفردية‬
‫وغياب الروح اجلامعية لتغلب طبيعة األثرة واالعتداد بالذات والفخر‪ ،‬ىف الوفاء إىل حد‬
‫التضحية‪ ،‬ىف عدم تقديس الزعامء وكراهة الرؤساء‪ ،‬فشيخ القبيلة ما هو إال أكربهم سنا‬
‫فقط‪ ،‬وال يتميز بأى صفات خاصة عن باقى أفراد القبيلة‪ ،‬يقول عنهم «أبو زهرة» ىف كتابه‬
‫تاريخ املذاهب اإلسالمية‪:‬‬
‫«كان أكثرهم من عرب البادية‪ ،‬وقليل منهم من كان من عرب القرى‪ ،‬وهؤالء كانوا‬
‫ىف فقر شديد قبيل اإلسالم‪ ،‬وملا جاء اإلسالم مل تزد حالتهم املادية حسنا‪ ،‬ألهنم استمروا‬
‫ىف باديتهم بشدهتا وصعوبة احلياة فيها‪ ،‬وأصاب اإلسالم شغاف قلوهبم مع سذاجة ىف‬
‫التفكري‪ ،‬وضيق ىف التصور‪ ،‬وبعد عن العلوم‪ ،‬فتكون من جمموع ذلك نفوس مؤمنة‬
‫متعصبة‪ ،‬بضيق نطاق العقول‪ ،‬ومتهورة مندفعة ألهنا نابعة من الصحراء‪ ،‬وزاهدة»‪.‬‬
‫ويقول «ابن حزم» ىف كتابه «الفصل ىف امللل واألهواء والنحلل»‪:‬‬
‫«ولكن أسالف اخلوارج كانوا أعرابا قرأوا القرآن»‪.‬حتى قال‪:‬‬
‫«وهلذا جتدهم يكفر بعضهم بعضا عند أقل نازلة تنزل هبم»‪.‬‬

‫بداية ال�صراع مع اخلوارج‪:‬‬


‫هناك فرق بني اخلروج عىل احلاكم ىف اإلسالم كنزعات فردية رافضة حلكم معني كام‬
‫حدث من «ذى اخلويرصة» ىف حياة النبى صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬أو رافضة لشخص معني‬
‫كاخلارجني عىل «عثامن» رىض اهلل عنه بشأن سياسته‪ ،‬وقد جتاوزوا النزعة الفردية ىف عهد‬
‫الرسول إىل النزعة اجلامعية – مما يمكن أن يقال عنها نزعة ثورية‪ ،‬أو ثورة ‪ -‬ىف آخر عهد‬
‫عىل كطائفة هلا آراؤها السياسية‪ ،‬وهم‬
‫عثامن ‪ -‬وبني اخلروج الذى بادر به اخلوارج ىف عهد ّ‬
‫أول من خلط السياسة بالدين ىف اإلسالم‪ ،‬وما كان منهم بعد ذلك من الثورات املتتالية عىل‬
‫الدولتني الكبريتني اللتني شكلتا التاريخ اإلسالمى أو معظمه (األموية والعباسية)‪ ،‬ومع‬
‫ما ظهر ىف اإلسالم من فرق تبنت عقائد معينة مل يكن بحجم األثر الذى أحدثته تلك الفرقة‬
‫ىف اإلسالم‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫عىل ىف معاوية وقواد جيشه بعد أن رفعوا ‪ 500‬مصحف عىل أسنة السيوف‪ ،‬وهو‬ ‫رأى ّ‬
‫النص الذى أورده «الطربى» ىف تارخيه‪:‬‬
‫"عباد اهلل‪ ،‬امضوا عىل حقكم‪ ،‬وصدقكم لقتال عدوكم‪ ،‬فإن معاوية‪ ،‬وعمرو بن‬
‫العاص‪ ،‬وابن أبى معيط‪ ،‬وحبيب بن سلمة‪ ،‬وابن أبى رسح‪ ،‬والضحاك بن قيس ليسوا‬
‫بأصحاب دين وال قرآن‪ ،‬أنا أعرف هبم منكم‪ ،‬وقد صحبتهم أطفاال‪ ،‬وصحبتهم رجاال؛‬
‫فكانوا رش أطفال‪ ،‬ورش رجال‪ ،‬وحيكم! إهنم ما رفعوها‪ ،‬ثم ال يرفعوهنا‪ ،‬وال يعلمون بام‬
‫فيها‪ ،‬وما رفعوها لكم إال خديعة ومكيدة»‪.‬‬
‫عىل عىل أصحابه الذين يقطرون شجاعة وإقداما من أمثال‬ ‫ومن هذه اخلطبة التى تالها ّ‬
‫«األشرت النخعى» ندرك إرصاره عىل القتال باعتبارهم أعداء سياسيني من املسلمني الذين‬
‫القراء األتقياء من‬
‫يتمسحون بالدين والقرآن‪ ،‬برفعه عىل أسنة السيوف الستاملة مجاعة ّ‬
‫عىل‪ ،‬من الذين صاروا خوارج بعد ذلك‪ ،‬وهو ما قصده معاوية من إحداث ال ُفرقة‬ ‫جيش ّ‬
‫(القراء) عىل وقف القتال‪ ،‬بل وهددوه بأن مصريه‬
‫عىل‪ ،‬وأجربوه فعال ّ‬ ‫واالنقسام ىف جيش ّ‬
‫سيكون مثل مصري عثامن‪ ،‬وقد يدفعون به أيضا إىل معاوية كأسري حرب سلمه جيشه‬
‫لعدوه ىف سابقة ألول جيش ىف التاريخ البرشى هيدد قائده بتسليمه لعدوه الذى خرج‬
‫لقتاله‪ ،‬وطبعا رسعان ما وجدوا حجتهم ىف آية من القرآن‪ ،‬نزلت ىف أهل الكتاب‪ ،‬وليس‬
‫هلا أى عالقة بام هم فيه‪:‬‬

‫"أمل تر إىل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ُيدعون إىل كتاب اهلل ليحكم‬
‫بينهم ثم يتوىل فريق منهم وهم معرضون» (آل عمران ‪.)23 :‬‬
‫وهبذا أفلحوا ىف أن جيعلوا آية من القرآن مربرا للخيانة والنكوص‪ ،‬فاستخدموه فيام مل‬
‫ينزل من أجله ىف توحيد املسلمني‪ ،‬وقتال الفئة الباغية منهم‪ ،‬وهو ما سار خلفه املسلمون‬
‫حتى يومنا هذا من استخدام آيات القرآن من كل ناعق فيام مل تنزل من أجله‪ ،‬وهو ما أشار‬
‫إليه املؤرخون باخلروج واملروق من الدين بالدين‪ ،‬واخليانة العظمى‪ ،‬وكان من أشدهم ىف‬
‫ذلك «األشعث بن قيس الكندى» الذى َعدوه من أكرب صنائع معاوية‪ ،‬وعمرو بن العاص‪،‬‬
‫‪145‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وهو ما يطلق عليه ىف املصطلح احلديث «الطابور اخلامس»‪.‬‬

‫"إن احلكم اال هلل»‪( .‬األنعام‪.)57 :‬‬


‫"وما اختلفتهم فيه من شىء فحكمه إىل اهلل» (الشورى ‪.)10 :‬‬
‫فال ينكر أحد من املسلمني عليهم احلكم بكتاب اهلل‪ ،‬ولكن عامة املسلمني أنكروا عليهم‬
‫اختاذهم هذا املبدأ ستارا لعصياهنم اخلالفة الراشدة التى أمجعوا عليها‪ ،‬فخرجوا عيل عامة‬
‫املسلمني‪ ،‬واهتموهم بعدم احلكم بكتاب اهلل‪ ،‬فسفكوا دماءهم إلقامة دولتهم وتنفيذ‬
‫عىل‪ ،‬وهو من هو ىف اإلسالم‪ ،‬بل جعلوا قتاله تقربا إىل اهلل‬
‫آرائهم الضحلة إىل حد تكفري ّ‬
‫افرتاء عليه تعاىل؛ وهو الذى ال يقبل إال الطيب من األعامل‪.‬‬
‫يقول «أمحد أمني» ىف كتابه «فجر اإلسالم»‪:‬‬
‫‪«-‬وقد وضعوا نظرية للخالفة هى أهنا جيب أن تكون باختيار حر من املسلمني»‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫‪«-‬وهذه النظرية هى التى دعتهم إىل اخلروج عىل خلفاء بنى أمية‪ ،‬ثم العباسيني العتقادهم‬
‫أهنم جائرون غري عادلني‪ ،‬مل تنطبق عليهم رشوط اخلالفة ىف نظرهم»‪.‬‬
‫عىل بعد صفني إىل الكوفة أكثر تفرقا‪ ،‬متشامتني متدافعني متضاربني‪ ،‬حتى‬ ‫عاد جيش ّ‬
‫إذا ما قاربوها انفصل فريق منهم معارضني للتحكيم‪ ،‬وذهبوا إىل حروراء؛ وهى قرية من‬
‫قرى الكوفة‪ ،‬فسموا باخلوارج‪.‬‬
‫كان من أسباب ظهورهم كخوارج – بزعمهم – جور احلكام‪ ،‬وظهور املنكرات بني‬
‫الناس‪ ،‬فخرجوا ليقيموا العدل‪ ،‬ويأمروا باملعروف‪ ،‬وينهوا عن املنكر‪ ،‬ويعودوا بالناس إىل‬
‫رهبم‪ ،‬وإىل دينهم‪ ،‬وهو ما بدا من قول زعيمهم الذى بايعوه خليفة رغم وجود خليفة أمجع‬
‫عليه املسلمون‪ ،‬بل زاد عليهم بأن أهاب هبم للخروج من هذه القرية الظامل أهلها إىل بعض‬
‫كور اجلبال‪ ،‬أو إىل بعض املدائن إلنكار البدع املضلة‪ ،‬كام يبدو هذه األيام من أقوال من‬
‫يدعون الغرية عىل الدين ألغراض دنيوية وسلطوية ىف نفوسهم من إخوان وسلفيني؛ وهم‬
‫أكثر الناس استمتاعا باحلياة ونعيمها‪ ،‬وأخذا بأسباب العرص من خمرتعات صنعها هلم من‬
‫يرموهنم بالكفر‪ ،‬بل منهم من ال يعيش إال ىف جمتمع الكفار ىف أوروبا وأمريكا‪ ،‬متخابرين‬
‫‪146‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫هلذه الدول عىل بالدهم هلدمها وترشيد أهلها املسلمني‪.‬‬


‫لعىل فيام ذكره «البغدادى» ىف كتاب «الفرق بني الفرق»‪:‬‬
‫قال اخلوارج ّ‬
‫‪«-‬أول ما نقمنا منك (وهو ما بيتوه له) أن قاتلنا بني يديك يوم اجلمل‪ ،‬فلام اهنزموا أبحت‬
‫لنا ما وجدنا ىف معسكرهم من املال‪ ،‬ومنعتنا من سبى نسائهم»‪.‬‬
‫كانوا يريدون سبى عائشة زوج النبى الكريم‪ ،‬ومن خرجن معها‪ ،‬وهو ما حدث بعد ذلك‬
‫ىف عهد «يزيد بن معاوية» عندما سبى نساء بيت النبوة بعد كربالء حارسات الرأس‪ ،‬ومل‬
‫يكن ليجرؤ عىل ذلك إال بمباركة جيش فقهاء الدولة؛ فال كرامة إلنسان عند هؤالء الناس‬
‫عىل فقط من أجل الغنائم‪ ،‬كام‬
‫حتى لو كان نبيا‪ ،‬أو من بيت نبى‪ ،‬باإلضافة إىل حرهبم مع ّ‬
‫لعىل‪ ،‬وهو ما حيدث هذه األيام من دواعش السلفية واإلخوان‪ ،‬من عودهتم لسبى‬ ‫رصحوا ّ‬
‫النساء‪ ،‬وعقيدهتم املريضة التى استغلتها املخابرات الغربية – الكافرة – من استحالل‬
‫أموال املسلمني ودمائهم وأعراضهم‪.‬‬
‫ويفرس «الطالبى» ىف كتابه «آراء اخلوارج» سبب خروجهم‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره حكام‬
‫عاما ينسحب عىل مدمنى التدين عموما فيقول‪:‬‬
‫‪«-‬فالتقوى والتمسك بالقرآن والسنة متسكا شديدا من أسباب اخلروج‪ ،‬ودواعى اإلنكار‬
‫(يقصد إنكار كل من هم دوهنم من جمتمع وحكام)»‪.‬‬
‫ويقول «أمحد أمني» ىف «فجر اإلسالم»‪:‬‬
‫‪«-‬وقد محلهم شديد إيامهنم أن ينتهزوا كل فرصة للدعوة إىل مبادئهم جهرا‪ ،‬ويرسلوا‬
‫الرسل إىل خلفاء بنى أمية يدعوهنم‪ ،‬ومل يضنوا بأى نوع من أنواع التضحية»‪.‬‬

‫‪ -2‬ال�شيعة‪:‬‬

‫هم نقيض اخلوارج‪ ،‬والطائفة الثانية التى ظهرت بعدهم‪ ،‬واعتقدوا أن األمويني‪ ،‬ومن‬
‫عىل وآل البيت‪ ،‬وكالمها أقام‬
‫بعدهم العباسيون‪ ،‬قد اغتصبوا احلكم ألنفسهم ضد رشعية ّ‬
‫الدول‪ ،‬وحشد اجليوش‪ ،‬والشيعة توقر رهط النبى من اهلاشميني‪ ،‬وينسحب هذا التوقري‬

‫‪147‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫عىل‪ ،‬وليس غريه‪ ،‬فلم يعقب النبى ولدا يرث هذا‬ ‫عىل اإلمام واخلليفة الذى هو عندهم ّ‬
‫عىل أحق باخلالفة بعده‪.‬‬
‫التوقري‪ ،‬وعليه فإن آل ّ‬
‫نشأت دعوهتم ىف جنوب شبه اجلزيرة العربية ىف عشائر هند وخارف وثور وشاكر وشبام‬
‫(وهى قبائل عرفت تارخييا بتقديس ملوكها الذين اعتربوهم أحفادا منحدرين من أصالب‬
‫اآلهلة‪ ،‬أو أنصاف اآلهلة‪ ،‬فلم يعرفوا غري مبدأ الوراثة ىف احلكم)‪ ،‬ثم انتقلت الدعوة منهم‬
‫عىل ابنة ملكهم يزدجرد ليمتزجوا بالدم‬ ‫إىل املواىل من الفرس الذين تزوج احلسني بن ّ‬
‫العربى‪.‬‬
‫عىل بن أبى طالب عىل مجع اخللق؛ ما عدا رتبة النبوة‬ ‫تتفق فرق الشيعة عىل أفضلية ّ‬
‫التى امتاز هبا األنبياء دون اخللق‪ ،‬وينقسم الشيعة إىل فرقتني كبريتني إحدامها اإلمامية‪،‬‬
‫عىل بن أبى طالب)‪،‬‬ ‫عىل زين العابدين بن احلسني بن ّ‬ ‫والثانية الزيدية (نسبة إىل زيد بن ّ‬
‫وانقسم اإلمامية إىل االثنا عرشية‪ ،‬واإلسامعيلية‪ ،‬ويرى اإلمامية أن اإلمامة – ومنها اخلالفة‬
‫بعىل‪ ،‬ثم بأوالده من فاطمة؛ احلسن واحلسني‪ ،‬فأوالد احلسني‪ ،‬وال يرون حقا‬ ‫– خاصة ّ‬
‫ألوالد احلسن بسبب تنازل أبيهم ملعاوية‪ ،‬وال جيوز أن تكون اإلمامة لغري هؤالء‪ ،‬ومن هنا‬
‫فهم ال يعرتفون بخالفة أبى بكر وعمر وعثامن‪ ،‬ولكن الزيدية يرون جواز إمامة املفضول‬
‫مع وجود األفضل‪ ،‬فمع أن عليا وأوالده أفضل اخللق إال أن خالفة غريهم جائزة‪ ،‬وعليه‬
‫اقرتب فكرهم من مذهب أهل السنة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫نهاية اخلالفة الرا�شدة بعد ال�صراع مع حزب عائ�شة وطلحة والزبري‬


‫ال�سيا�سى‪ ،‬ثم حزب معاوية‪ ،‬ثم اخلوارج‪ ،‬وقد جمعتهم هذه املعارك‪:‬‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫انساح املسلمون ىف أرجاء املعمورة يفتحون‬ ‫‪36‬هـ‬ ‫اجلمل‬ ‫‪1‬‬


‫ويتأمرون عىل املدن املمتدة ىف الرشق‬
‫َّ‬ ‫ويغنمون‬ ‫‪656 -‬م‬
‫والغرب‪ ،‬مما كان له األثر ىف انفراط عقد القيم‪،‬‬
‫وتفرق مكارم األخالق‪ ،‬مع غياب اإلدارة‬
‫احلاسمة اجلامعة‪ ،‬ومل ينتقل الدين اجلديد إىل‬
‫الناس بنفس رسعة احلصان‪ ،‬وقوة حسم السيف‪،‬‬
‫فتفرق الدين ىف اجلدد منهم‪ ،‬وسال من أيدى‬
‫القدماء الذين تلقوا الدين من منابعه األوىل‪ ،‬وبدا‬
‫أن َب َركة التقاء السامء باألرض قد خبا نورها‪،‬‬
‫وغاص مددها ىف األرض فلم يعد ينبت إال حب‬
‫الدنيا واألثرة‪ ،‬فانفرط عقد اإلخاء ىف اإلسالم‪،‬‬
‫وطفت عصبية اجلاهلية فوق سطح األحداث‬
‫فنشأ التنافس‪ ،‬وظهر فيهم قول النبى الكريم‬
‫جليا‪« :‬ما الفقر أخشى عليكم‪ ،‬ولكنى أخشى‬
‫أن تقبل عليكم الدنيا فتنافسوها»‪ ،‬وهو ما حدث‬
‫بكل دقة‪ ،‬وبكل تصميم منهم‪ ،‬ومل يبق من فضالء‬
‫القوم سوى القليل‪ ،‬فامذا هو فاعل ىف هذا اخلضم‬
‫اهلادر الذى يلتهم من يعرف السباحة؛ فام بال من‬

‫‪149‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫يرى البحر ألول مرة‪ ،‬إهنا احلرية التى حتدث‬


‫عنها الرسول الكريم من قبل‪« :‬ستكون فتن‬
‫كقطع الليل املظلم؛ ترتك احلليم حريان»‪ ،‬انقسم‬
‫املسلمون إىل معسكرين كبريين يقف عىل رأس‬
‫«عىل بن أبى طالب» اخلليفة املنتخب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أحدمها‬
‫وعىل رأس املعسكر اآلخر «طلحة» و«الزبري»‬
‫والسيدة «عائشة» أم املؤمنني التى قام معسكرها‬
‫عىل ىف البرصة‪ ،‬حتت ستار الليل‬‫بمهامجة معسكر ّ‬
‫فقاموا يدفعون عن أنفسهم ويدافعون عن أم‬
‫املؤمنني بام هلا عليهم من كرامة‪ ،‬فأحاطوا هبا‬
‫بعد أن ُقتل مجلها‪ ،‬وفر طلحة والزبري َ‬
‫اللذ ْين ُقتال‬
‫عىل باألمان بعد أن حرم‬ ‫أثناء عودهتام‪ ،‬ونادى ّ‬
‫عىل جنوده السبى والغنائم‪ ،‬وأعاد أم املؤمنني‬
‫من حيث أتت‪ ،‬وقدر عدد القتىل بعرشة آالف‪،‬‬
‫أما اجلرحى فال يحُ َصون كثرة‪ ،‬وكانت تلك هى‬
‫صدمة املسلمني الثانية بعد صدمة الردة‪.‬‬

‫كانت صفني هى أوىل توابع اجلمل الوخيمة‬ ‫‪37‬هـ‬ ‫صفني‬ ‫‪2‬‬


‫التى ُبىل هبا املسلمون‪ ،‬فرشبوا من كأسها املر‬ ‫‪-‬‬
‫حتى الثاملة‪ ،‬وانتقلت ىف أنساهلم‪ ،‬وظلت متصلة‬ ‫‪657‬م‬
‫«عىل» إىل «معاوية» ىف‬
‫ّ‬ ‫حتى يومنا هذا‪ ،‬أرسل‬
‫الشام يدعوه إىل البيعة والطاعة فامتنع معاوية‪،‬‬

‫‪150‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وتبعه أهل الشام‪ ،‬واشرتط القصاص ممن قتلوا‬


‫عىل‬
‫عثامن‪ ،‬أو تسليمهم إلقامة احلد عليهم‪ ،‬فراح ّ‬
‫حيض أهل العراق عىل اخلروج؛ وإن أبى َّقراء‬
‫القرآن من تالميذ «عبد اهلل بن مسعود»‪ ،‬وخرج‬
‫معاوية مع أهل الشام ملالقاته ىف صفني دون قتال‬
‫سوى املكاتبات والرسل‪ ،‬ثم بدأت املناوشات‬
‫طوال شهر ذى احلجة حتى دخل املحرم فعقدوا‬
‫اهلدنة‪ ،‬وبدأت مفاوضات الصلح‪ ،‬وبدأ القتال‬
‫ىف صفر‪ ،‬واشتد ىف اليوم التاسع وامتد إىل الليل‬
‫حتى انشغل الفريقان عن صالة املغرب والعشاء‪،‬‬
‫واستمروا ىف القتال حتى ضحى اليوم العارش؛‬
‫فأشار «عمرو بن العاص» عىل معاوية برفع‬
‫املصاحف عىل أسنة الرماح فقد شارف الفريقان‬
‫عىل اهلالك‪ ،‬وتوقف القتال‪ ،‬وجلأوا إىل التحكيم‪،‬‬
‫و ُقتِ َل يوم صفني سبعون أل ًفا‪ ،‬وقيل ستّون ألفا؛‬
‫منهم مخسة وأربعون أل ًفا من َأ ْهل الشام‪.‬‬

‫«عىل»‪ ،‬ومن خرجوا من جيشه‬ ‫ّ‬ ‫دارت بني‬ ‫‪38‬هـ‬ ‫النهروان‬ ‫‪3‬‬
‫عليه بعد التحكيم‪ ،‬واعتزلوه بسبب قبوله‬ ‫‪-‬‬
‫التحكيم الذى أرغموه عليه من قبل‪ ،‬وطالبوه‬ ‫‪658‬م‬
‫بالعودة لقتال معاوية ولكنه رفض طلبهم هذه‬

‫‪151‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫املرة؛ فلجأوا إىل َح َر ْو َراء‪ ،‬وهى قرية من قرى‬


‫الكوفة عىل هنر الفرات؛ بالقرب من الرقة‪ ،‬نزل‬
‫عىل وجيشه من صفني‪،‬‬ ‫فيه اخلوارج بعد عودة ّ‬
‫ومل يدخلوا معه الكوفة ‪ -‬مصممني عىل القتال‬
‫عىل؟!)‪،‬‬
‫(ملاذا مل يقاتلوا معاوية بأنفسهم بدون ّ‬
‫ازداد عددهم‪ ،‬وجتمعوا ىف النهروان عىل الشاطئ‬
‫اآلخر من هنر دجلة‪ ،‬ونصبوا خليفة هلم يقودهم‬
‫عىل وشيعته هو‬‫ىف قتال الكفار‪ ،‬بزعمهم‪ ،‬ومنهم ّ‬
‫«عبد اهلل بن وهب الراسبى األزدى»‪ ،‬فقطعوا‬
‫الطريق وأشاعوا الفساد ىف األرض متعرضني‬
‫للمسلمني‪ ،‬أما غري املسلمني فلم يتعرضوا هلم‪،‬‬
‫عىل ابن عمه «عبد اهلل بن العباس»‬‫فبعث إليهم ّ‬
‫عىل‪ ،‬والذ‬
‫فجادهلم‪ ،‬ورد بعضهم إىل معسكر ّ‬
‫بعضهم باجلبال‪ ،‬ورجع آخرون إىل الكوفة‪،‬‬
‫ولكن الكثري منهم ظل عىل ما هو عليه‪ ،‬فلم جيد‬
‫عىل ُبدا من قتاهلم بعد نفور الناس من أفعاهلم‪،‬‬
‫ّ‬
‫فخرج إليهم وأبادهم وقتل قائدهم‪ ،‬ومل يبق إال‬
‫القليل منهم تفرقوا ىف ُعامن وكِرمان وسجستان‬
‫واجلزيرة واليمن‪ ،‬فتكونت منهم مجاعات ىف تلك‬
‫املناطق؛ أصبحوا هم ومجاعة املسلمني عىل طرىف‬
‫نقيض‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫رغب «معاوية» ىف ضم اليمن إبان رصاعه مع‬ ‫‪39‬هـ‬ ‫الرصا ع‬ ‫‪4‬‬


‫«عىل بن أبى طالب» فأرسل هلا جيشا‬ ‫ّ‬ ‫اخلليفة‬ ‫‪-‬‬ ‫مع معاوية‬
‫كبريا بقيادة «برس بن أرطأة العمرى»‪ ،‬وكان‬ ‫‪659‬م‬ ‫ىف اليمن‬
‫عىل‬
‫معروفا بالقسوة والعنف‪ ،‬وأمره بقتل شيعة ّ‬
‫وكل أنصاره باليمن‪ ،‬ومل يستطع «عبيد اهلل بن‬
‫العباس» (عامل اخلليفة عىل اليمن) التصدى‬
‫هلذا اجليش فرتك أهله وذويه باليمن وعاد إىل‬
‫عىل)‪ ،‬فلام دخل برس صنعاء‬
‫الكوفة (مقر خالفة ّ‬
‫قتل ولدين لعبيد اهلل والكثري من أنصار اخلليفة‬
‫عىل بن أبى طالب الذى أرسل عىل الفور جيشا‬ ‫ّ‬
‫كبريا بقيادة «حارثة بن قدامة السعدى» خاف‬
‫برس من مواجهته ففر هاربا‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )7‬يبني املعارك البينية ىف خالفة ع ّىل بن أىب طالب‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أبرز معارك الدولة الأموية ال�سيا�سية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫خرج ىف أول العرص األموى «فروة بن نوفل‬ ‫‪41‬هـ‬ ‫ثورة فروة‬ ‫‪1‬‬
‫األشجعى» ىف عام اجلامعة الذى دخل فيه‬ ‫‪-‬‬ ‫بن نوفل‬
‫«معاوية» الكوفة‪ ،‬فنرش الذعر بني الناس؛ ولكن‬ ‫‪661‬م‬ ‫األشجعى‬
‫أهل الكوفة تصدوا له بتشجيع من معاوية حتى‬
‫انترصوا عليه‪ ،‬وعىل أتباعه‪.‬‬

‫قادها «املستورد بن علفة»‪ ،‬وبعض زعامء‬ ‫‪42‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪2‬‬


‫اخلوارج من جرحى النهروان‪ ،‬والذين اعتزلوا‬ ‫‪-‬‬ ‫املستورد‬
‫القتال يومها فأشاعوا الفوىض والنهب إىل أن‬ ‫‪662‬م‬ ‫بن علفة‬
‫قبض «املغرية بن شعبة» واىل الكوفة عىل زعامئهم‪،‬‬
‫وفر املستورد مع جيشه فأرسل إليه املغرية جيشا‬
‫عظيام انترص عليه بعد معارك طويلة‪.‬‬

‫مل يبايع «احلسني» «يزيد بن معاوية»‪ ،‬فلام توىل‬ ‫‪61‬هـ‬ ‫كربالء‬ ‫‪3‬‬
‫يزيد اخلالفة أمر واىل املدينة بأخذ البيعة منه‪ ،‬ولكنه‬ ‫‪-‬‬ ‫ومقتل‬
‫طلب منه إمهاله‪ ،‬وخرج ىف هذه الليلة إىل مكة‪،‬‬ ‫‪681‬م‬ ‫احلسني‬
‫مصطحبا أهله‪ ،‬وهناك تلقى رسائل أهل الكوفة‬
‫يدعونه للخروج إليهم من أجل مبايعته‪ ،‬فبعث‬
‫ابن عمه «مسلم بن عقيل بن أبى طالب» ليتأكد‬
‫من أمر هذه الرسائل‪ ،‬ودخل مسلم الكوفة والتف‬
‫حوله الناس يبايعونه باسم احلسني‪ ،‬ومل يلبث أن‬

‫‪154‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫أرسل للحسني طالبا منه احلضور‪ ،‬أقال يزيد واىل‬


‫الكوفة الذى هتاون ىف شأن ابن عقيل‪ ،‬وعني بدال‬
‫منه «عبيد اهلل بن زياد» واىل البرصة؛ فأصبحت‬
‫الكوفة ضمن نفوذه فسار إليها وطلب ابن عقيل‬
‫فانفض الناس من حوله فقتله عبيد اهلل وألقى‬
‫بجثته ىف السوق‪ ،‬وىف هذه األثناء خرج احلسني من‬
‫مكة وهو ال يعلم ما حدث ملسلم‪ ،‬فواصل سريه مع‬
‫أهله وأتباعه إىل الكوفة‪ ،‬فلام علم عبيد اهلل بقدومه‬
‫بعث جيشا كبريا إىل القادسية بقيادة «احلصني بن‬
‫متيم»‪ ،‬وأمره بتقدم ُ‬
‫«احلر بن يزيد التميمى» ىف ألف‬
‫رجل ملراقبة الطريق إىل الكوفة لقتال احلسني إذا‬
‫أبى االستسالم‪ ،‬وهو ما حدث بالفعل‪ ،‬فأرسل‬
‫احلر ىف أربعة آالف يقودهم «عمر‬ ‫عبيد اهلل مددا إىل ُ‬
‫بن سعد بن أبى وقاص»‪ ،‬ثم أردف وراءه «شمر‬
‫بن ذى اجلوشن» مشددا عىل عمر ىف القتال‪ ،‬أو‬
‫التنحى عن القيادة لشمر‪ ،‬فبدأ القتال الذى تنحى‬
‫عنه احلر‪ ،‬ودارت معركة غري متكافئة تساقط فيها‬
‫أتباع احلسني حتى أصبح وحيدا‪ ،‬يتجنبه اجلند إىل‬
‫أن صاح فيهم شمر؛ فحملوا عليه من كل جانب‬
‫حتى أثخنوه باجلراح فسقط رصيعا واحتزوا رأسه‬
‫وأرسلوها إىل يزيد‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫خرج «أبو بالل مرداس احلنظىل» ىف أربعني‬ ‫‪61‬هـ‬ ‫ثورة أبى‬ ‫‪4‬‬
‫رجال باألهواز‪ ،‬وكان عظيم القدر عند اخلوارج‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بالل‬
‫فمر به مال لـ»عبيد اهلل بن زياد» من والة الدولة‬ ‫‪681‬م‬ ‫مرداس‬
‫األموية فاستوقفه‪ ،‬وأخذ منه ألصحابه‪ ،‬وترك‬ ‫احلنظىل‬
‫الباقى‪ ،‬فلام بلغ زياد أخبارهم بعث إليهم جيشا‬
‫من ألفى رجل التحم معهم ىف معركة حامية‬
‫انجلت عن هزيمة جيش اخلالفة رش هزيمة‪،‬‬
‫فوجه إليهم زياد جيشا آخر بقيادة «ع ّباد بن‬
‫أخرض التميمى» التقى هبم يوم اجلمعة‪ ،‬ودار‬
‫القتال حتى جاء وقت الصالة استأذن أبو بالل‬
‫من عباد وجيشه حتى يؤدوا صالة اجلمعة‪ ،‬فأذن‬
‫هلم‪ ،‬ولكنه شد عليهم عندما دخلوا ىف الصالة‬
‫فقتلهم عن آخرهم ما بني راكع وساجد وقائم‪،‬‬
‫وبعد أن عاد عباد منترصا لقى حتفه عىل أيدى‬
‫بعض اخلوارج‪ ،‬وكان سبب خروج أيب بالل أن‬
‫ابن زياد توعد امرأة خارجية حتى ظفر هبا فقطع‬
‫يدهيا ورجليها ورمى هبا ىف السوق‪.‬‬

‫انترص فيها «مسلم بن عقبة املرى» قائد اخلليفة‬ ‫‪63‬هـ‬ ‫َ‬


‫احل َّرة‬ ‫‪5‬‬
‫«يزيد بن معاوية» عىل أهل املدينة من جهة احلرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫باملدينة‬
‫ثم استباحها ثالثة أيام فقتل يف غضون هذه‬ ‫‪683‬م‬ ‫املنورة‬
‫األيام برشا كثريا حتى كاد ال يفلت من أهلها‬

‫‪156‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫أحد‪ ،‬وزعم بعض الرواة أنه قتل يف غضون ذلك‬


‫ألف بكر‪ ،‬وقال «عبد اهلل بن وهب» عن اإلمام‬
‫«مالك»؛ قتل يوم احلرة سبعامئة رجل من محلة‬
‫القرآن‪ ،‬وكان فيهم ثالثة من أصحاب رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهنبت املدينة‪ ،‬وافتضت‬
‫فيه ألف عذراء‪ ،‬وكان يزيد قد بلغه أن أهل‬
‫املدينة خرجوا عليه وخلعوه وسجنوا عامله‪ ،‬ثم‬
‫أخرجوهم من املدينة؛ فأرسل إليهم جيشا كثيفا‪،‬‬
‫وأمر قائده مسلم بأن يدعوهم إىل البيعة ثالثة‬
‫أيام بال قتال‪ ،‬وال يقاتلهم إال بعد انتهاء املدة‪،‬‬
‫ففعل مسلم‪ ،‬ولكن أهل املدينة ظلوا ىف عصياهنم‬
‫فهامجهم‪ ،‬ثم سار إىل مكة لقتال ابن الزبري‪.‬‬

‫اشتدت دعاية بنى أمية بالشام ضد «عبد اهلل‬ ‫‪64‬هـ‬ ‫مرج‬ ‫‪6‬‬
‫بن الزبري» بعد موت «يزيد بن معاوية» متهمينه‬ ‫‪-‬‬ ‫راهط‬
‫بالشقاق والنفاق‪ ،‬وعصيان خلفاء اهلل‪ ،‬ومفارقة‬ ‫‪683‬م‬
‫مجاعة املسلمني‪ ،‬ودعوا إىل «مروان بن احلكم»‪،‬‬
‫وأ َّلفوا حوله القبائل فاجتمع له اآلالف‪ ،‬ودخلوا ىف‬
‫قتال مع أنصار عبد اهلل بن الزبري بقيادة «الضحاك‬
‫بن قيس» بمرج راهط ملدة عرشين يوما‪ ،‬وملا‬
‫رأى أتباع مروان غلبة أتباع ابن الزبري وتفوقهم‬
‫عليهم ىف العدد جلأوا إىل احليلة واملوادعة‪ ،‬حتى‬

‫‪157‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫إذا ما اطمأنوا إليهم محلوا عليهم وأعملوا فيهم‬


‫السيوف حتى هزموهم‪ ،‬و ُقتل الضحاك والكثري‬
‫من قبيلة قيس (عرب الشامل)‪ ،‬ودخل مروان‬
‫دمشق‪ ،‬ونزل دار اإلمارة‪ ،‬وكان ابن الزبري قد‬
‫دان له أهل احلجاز والكوفة والبرصة‪ ،‬وتبعه أهل‬
‫اجلزيرة وأمراء الشام من قيس‪ ،‬ومل يبق عىل الوالء‬
‫لبنى أمية سوى األردن الذى كان واليها من قبيلة‬
‫كلب (عرب اجلنوب) املوالني لألمويني‪.‬‬

‫«األزارقة» أول فرق اخلوارج التى رصدها‬ ‫‪64‬هـ‬ ‫اخلوارج‬ ‫‪7‬‬


‫املؤرخون‪ ،‬وهم الذين ظهروا بقيادة «نافع بن‬ ‫‪-‬‬ ‫األزارقة‬
‫األزرق» ىف أواخر والية «ابن زياد» بعد ا ُمل َحكِمة‬ ‫‪683‬م‬
‫الذين عارصوا «عل ّيا»‪ ،‬وكانوا عىل نفس األفكار‬
‫من حتكيم كتاب اهلل‪ ،‬ورفع املظامل‪ ،‬والعدل ىف‬
‫تقسيم الفىء‪ ،‬إىل غري ذلك مما اعتادوا ترديده‬
‫لتربير سفكهم للدماء‪ ،‬واستحالل أموال‬
‫املسلمني‪ ،‬وكان اخلوارج من أتباع ابن األزرق‬
‫و«قطرى بن الفجاءة» قد انضموا بعد وفاة‬
‫معاوية إىل «عبد اهلل بن الزبري» ىف مكة‪ ،‬وأعانوه‬
‫ىف خروجه عىل الدولة األموية‪ ،‬ولكنهم عادوا‬
‫والموا أنفسهم عىل ذلك‪ ،‬فرتكوا مكة‪ ،‬واجته‬
‫األزارقة منهم إىل البرصة‪ ،‬ثم دانت هلم األهواز؛‬

‫‪158‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وأباحوا قتل األطفال‪ ،‬واستحلوا أموال خمالفيهم‬


‫حتى استجار منهم الناس الذين اختاروا «املهلب‬
‫بن أبى صفرة» ليقودهم ىف القتال ضدهم‪،‬‬
‫فاهنزموا‪ ،‬و ُقتل زعيمهم ابن األزرق‪.‬‬

‫كان «املختار بن أبى عبيد» من أتباع «عبد اهلل‬ ‫(‪64‬‬ ‫معركة‬ ‫‪8‬‬
‫بن الزبري» بمكة‪ ،‬ولكنه مترد عليه ورحل إىل‬ ‫‪-‬‬ ‫اجلازر‪،‬‬
‫الكوفة‪ ،‬ودعا إىل إمامة املهدى من آل البيت‬ ‫‪67‬هـ)‬ ‫والرصاع‬
‫فاجتمع إليه خلق كثري‪ ،‬كون منهم جيوشه‬ ‫(‪683‬‬ ‫عىل العراق‬
‫بقيادة «إبراهيم بن األشرت النخعى»؛ فاستوىل‬ ‫‪-‬‬
‫عىل الكوفة واملوصل‪ ،‬وهاجم مكة بعد أن هزم‬ ‫‪686‬م)‬
‫جيوش «عبد امللك بن مروان» اخلليفة األموى‬
‫بقيادة «عبيد اهلل بن زياد» ىف اجلازر بالقرب من‬
‫املدائن بالعراق‪ ،‬و ُقتل ابن زياد‪ ،‬وعدد كبري من‬
‫جند الشام ىف هذه املعركة‪ ،‬ثم أهاب بأتباعه‬
‫ىف االنتقام من قتلة احلسني‪ ،‬فقتل من كان عىل‬
‫قيد احلياة منهم‪ ،‬ومثل بجثثهم‪ ،‬وأخرج جثث‬
‫من مات منهم‪ ،‬ونثرها ىف الطريق‪ ،‬وكان ابن‬
‫«مصعب» عىل البرصة؛‬ ‫الزبري قد وىل أخاه ُ‬
‫وأمرة بالزحف عىل املختار بالكوفة؛ فدخلها‬
‫ُمصعب بجيش كبري قىض به عىل جيش املختار‪،‬‬
‫وقتله بعد أن ختىل عنه قائده إبراهيم بن األشرت‪،‬‬

‫‪159‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫والكثري من أعيان الكوفة‪ ،‬ولكن عبد امللك‬


‫اخلليفة األموى دامهه ىف الكوفة بجيوشه وقادته‬
‫فاهنزم ُمصعب و ُقتل‪ ،‬واسرتجع األمويون‬
‫العراق من ابن الزبري‪.‬‬

‫توىل «احلجاج بن يوسف الثقفى» قيادة جيش‬ ‫‪72‬هـ‬ ‫رضب‬ ‫‪9‬‬


‫«عبد امللك بن مروان» الذى قىض به عىل «عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫مكة‪،‬‬
‫اهلل بن الزبري» ىف احلجاز‪ ،‬بعد أن حارص مكة‪،‬‬ ‫‪691‬م‬ ‫وهناية ابن‬
‫ورضهبا باملنجنيق حتى ختىل أهل مكة عن ابن‬ ‫الزبري‬
‫الزبري بام فيهم ابناه «محزة» و«حبيب»‪.‬‬

‫خرج الصاحلية ىف عهد «عبد امللك بن مروان»‬ ‫‪76‬هـ‬ ‫‪ 10‬اخلوارج‬


‫كحركة ثورية‪ ،‬اعتربها البعض فرقة من فرق‬ ‫‪-‬‬ ‫الصاحلية‬
‫اخلوارج‪ ،‬تزعمها «صالح بن مرسح التميمى»‪،‬‬ ‫‪695‬م‬
‫أو «ابن مرشوح» ‪ -‬كام كانوا يدعونه – فخرج‬
‫ىف مجاعة منهم استحلت القتل والسبى واغتنام‬
‫أموال املسلمني‪ ،‬وباغت هبا جيش الدولة‬
‫األموية‪ ،‬وهزمهم رغم قلة رجاله‪ ،‬وهنب‬
‫معسكرهم‪ ،‬فأرسل إليهم واىل اجلزيرة «حممد‬
‫بن مروان» جيشني قوامهام ثالثة آالف فارس‬
‫التقوا هبم‪ ،‬ونشبت املعركة من العرص إىل الليل‬
‫فكثر اجلرحى والقتىل ىف جيش الدولة األموية‪،‬‬

‫‪160‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وملا سمع «احلجاج» بأمرهم أرسل إليهم جيشا‬


‫من الكوفة ىف ثالثة آالف رجل؛ فدارت معركة‬
‫ُقتل فيها زعيمهم صالح‪ ،‬فالتف الباقى من‬
‫أتباعه حول «شبيب بن يزيد الشيبانى» أشجع‬
‫فرساهنم‪ ،‬فأمرهم بمواصلة القتال حتى احتموا‬
‫بأحد احلصون‪ ،‬فحارصهم جيش الدولة األموية‬
‫ىف احلصن بعد أن أحرقوا بابه‪ ،‬ولكن اخلوارج‬
‫أطفأوا حريق الباب ىف الليل‪ ،‬وخرجوا من‬
‫احلصن دون أن يشعر هبم اجليش األموى الذى‬
‫باغتوه بكل رضواة حتى رصعوا قائده‪ ،‬ووىل‬
‫فرسان اجليش هاربني نحو املدائن‪ ،‬وهنب شبيب‬
‫معسكرهم‪ ،‬وقد قتل شبيب الذى يكنى بـ»أبى‬
‫الصحارى» اآلالف من جيش اخلالفة‪ ،‬والعديد‬
‫من قادة الدولة األموية قارب اخلمسة وعرشين‪،‬‬
‫وذكر املؤرخون أنه هزم للدولة األموية أكثر من‬
‫عرشين جيشا‪ ،‬حتى داهم احلجاج ىف الكوفة –‬
‫عقر داره – فدخلها‪ ،‬وجتول ىف مساجدها التى‬
‫مل جيد فيها أحدا إال قتله‪ ،‬فاختبأ احلجاج ىف تلك‬
‫الليلة‪ ،‬ومل يظهر له إال بعد أن اجتمع إليه أربعة‬
‫آالف من جنده؛ خرج هبم إىل سوق املدينة لقتاله‪،‬‬
‫ولكن شبيبا هزمه‪ ،‬وظل كذلك بالدولة األموية‬

‫‪161‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫حتى ضعفت مقاومته ففر إىل األهواز‪ ،‬وهناك‬


‫عاجله احلجاج بجيش عظيم قاده «سفيان بن‬
‫أبرد» حارصه ىف البحر حتى مات غريقا فتفرق‬
‫أتباعه‪.‬‬

‫بعث «احلجاج» بجيش من العراقيني‬ ‫‪84‬هـ‬ ‫‪ 11‬انقالب‬


‫بقيادة «عبد الرمحن بن األشعث» الكندى إىل‬ ‫‪-‬‬ ‫ابن‬
‫سجستان؛ ىف الرشق من بالد فارس ملحاربة‬ ‫‪703‬م‬ ‫األشعث‪،‬‬
‫ملك الرتك الذى نقض العهد‪ ،‬وامتنع عن دفع‬ ‫ودير‬
‫اجلزية‪ ،‬وتوغل ىف سجستان بعد أن قتل واليها‬ ‫اجلامجم‪،‬‬
‫املسلم‪ ،‬ونجح ابن األشعث ىف مهمته وفتح بالدا‬ ‫ومسكن‬
‫كثرية‪ ،‬ولكنه توقف فجأة‪ ،‬وتريث ىف الفتح للعام‬
‫القادم‪ ،‬فوبخه احلجاج‪ ،‬وألح عليه ىف مواصلة‬
‫سريه‪ ،‬فاستشار جنده من العراقيني الذين‬
‫يكرهون احلجاج وبنى أمية‪ ،‬فزينوا له العصيان‬
‫فانقلب ابن األشعث بجيشه عىل احلجاج وبنى‬
‫أمية فهزم جيوشهم‪ ،‬واستوىل عىل البرصة‬
‫والكوفة‪ ،‬والتقت جيوشهام ىف حروب فاصلة‬
‫بدير اجلامجم‪ ،‬وىف مسكن حتى انترص احلجاج‪،‬‬
‫وسقط اآلالف من وجوه العراق وأرشافه‪ ،‬عدا‬
‫من قتلهم احلجاج من أرسى املوقعتني‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫ثم ظهر من اخلوارج «شوذب» من بنى شيبان‪،‬‬ ‫‪100‬هـ‬ ‫‪ 12‬شوذب‬


‫واسمه «بسطام» فناظره اخلليفة «عمر بن عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫اخلارجى‬
‫العزيز» بعد أن أرسل له جيشا كبريا بقياة «مسلمة‬ ‫‪719‬م‬
‫بن عبد امللك»‪ ،‬ولكنه عاد إىل ثورته بعد وفاة‬
‫عمر‪ ،‬وحقق انتصارات ىف الكوفة وما حوهلا؛‬
‫فتصدى له مسلمة وقىض عليه‪.‬‬

‫هو من رجال «سليامن بن عبد امللك» البارزين‪،‬‬ ‫‪101‬هـ‬ ‫هناية يزيد‬ ‫‪13‬‬
‫خلف أباه كعامل عىل خُ راسان‪ ،‬وقبل خالفة‬ ‫‪-‬‬ ‫بن املهلب‬
‫سليامن نشب اخلالف بينه وبني احلجاج‪ ،‬عامل‬ ‫‪720‬م‬ ‫بن أبى‬
‫بنى أمية عىل الرشق كله‪ ،‬رغم زواج احلجاج من‬ ‫ُصفرة ىف‬
‫أخته‪ ،‬فقبض عليه هو وأرسته‪ ،‬وأودعه السجن‬ ‫العقري‬
‫فعذهبم أعوان احلجاج‪ ،‬ومل يقبل شفاعة زوجته‪،‬‬
‫بل طلقها عندما أظهرت السخط عليه‪ ،‬ولكن‬
‫املهلب استطاع اهلروب من السجن مع أرسته‪،‬‬
‫وجلأوا إىل سليامن ىف قرصه بالرملة‪ ،‬فأجارهم‬
‫سليامن لصالت بينه وبينهم‪ ،‬وأكرمهم بعد أن‬
‫توىل اخلالفة‪ ،‬ووىل يزيد خراسان وقيادة اجليوش‬
‫ىف ُجرجان و ُطربستان فأصبح من كبار رجال‬
‫دولته‪ ،‬خاض املعارك‪ ،‬وأحرز الغنائم فكتب إىل‬
‫سليامن يبرشه بالنرص‪ ،‬ويعده بنصيبه من الغنائم‪،‬‬
‫فلام مات سليامن‪ ،‬وتوىل عمر بن عبد العزيز طالبه‬

‫‪163‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫بأموال الغنائم فأنكرها فحبسه‪ ،‬ولكنه هرب‬


‫أيضا من السجن ىف آخر أيام عمر‪ ،‬وجلأ إىل أهل‬
‫العراق‪ ،‬الذين يكرهون األمويني‪ ،‬فالتفوا حوله‪،‬‬
‫وأعلن عصيانه للخليفة اجلديد «يزيد بن عبد‬
‫امللك» الذى كان يكره ابن املهلب؛ الشرتاكه‬
‫مع سليامن ىف تعذيب أصهاره آل احلجاج (تزوج‬
‫اخلليفة يزيد بن عبد امللك بنت أخى احلجاج)‪،‬‬
‫أعد ابن املهلب جيشا كبريا من أهل العراق التقى‬
‫به جيش يزيد اخلليفة من أهل الشام ىف العقري‬
‫بالقرب من كربالء‪ ،‬يقوده أخوه مسلمة بن‬
‫عبد امللك‪ ،‬انترص عىل ابن املهلب وقتله فتفرق‬
‫جيشه‪ ،‬وباع اخلليفة نساء بنى املهلب وأطفاهلم‪.‬‬

‫ثار «احلارث بن سرُ يج التميمى» عىل األمويني‬ ‫‪116‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪14‬‬


‫ىف خُ راسان عدة مرات ىف خالفة «هشام بن عبد‬ ‫‪-‬‬ ‫احلارث‬
‫امللك»؛ مدعيا ظلم الدولة‪ ،‬وأنه صاحب الرايات‬ ‫‪734‬م‬ ‫التميمى‬
‫السود‪ ،‬ودعا إىل العمل بالكتاب والسنة‪ ،‬وأال‬
‫تؤخذ اجلزية من الذين اعتنقوا اإلسالم‪ ،‬واستوىل‬
‫عىل بعض بالد خُ راسان حتى دخل مرو‪ ،‬عاصمة‬
‫خُ راسان‪ ،‬بجيش كبري‪ ،‬فتصدى له واليها «عاصم‬
‫بن عبد اهلل» وهزمه‪ ،‬وأغرق الكثري من أتباعه ىف‬
‫هنر جيحون‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫عىل زين العابدين بن‬ ‫هو اإلمام «زيد بن ّ‬ ‫‪121‬هـ‬ ‫ثورة زيد‬ ‫‪15‬‬
‫عىل بن أبى طالب»؛ قام بثورته ىف‬ ‫احلسني بن ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫عىل‬
‫بن ّ‬
‫الكوفة فالتف حوله األتباع‪ ،‬ولكنهم انفضوا من‬ ‫‪740‬م‬ ‫الشيعى‬
‫حوله‪ ،‬وانضموا إىل جيش «يوسف بن عمر»‬
‫واىل العراق من قبل اخلليفة «هشام بن عبد‬
‫امللك»‪ ،‬فقتل ىف املعركة‪ ،‬ودفنه أتباعه القليلون‪،‬‬
‫ولكن يوسف أخرج جثته وصلبها‪ ،‬ثم أحرقها‬
‫وذرى رمادها ىف هنر الفرات‪ ،‬ففر ابنه «حييى بن‬
‫زيد» إىل ُخراسان‪.‬‬

‫أظهر الرببر االستياء إللزامهم بأداء اجلزية رغم‬ ‫‪122‬هـ‬ ‫‪ 16‬ثورة الرببر‬
‫إسالمهم وقتاهلم إىل جانب دولة اخلالفة‪ ،‬وانتهز‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف الشامل‬
‫اخلوارج هذه النريان املتأججة ىف النفوس فعملوا‬ ‫‪741‬م‬ ‫اإلفريقى‬
‫عىل إزكائها حتى ثار الرببر ثورهتم العارمة التى‬
‫امتدت بني مراكش (املغرب) والقريوان‪ ،‬وعجز‬
‫والة الدولة عن إمخادها‪ ،‬فأرسل «هشام بن عبد‬
‫امللك» جيشا كبريا من الشام بقيادة «كلثوم بن‬
‫عياض» التقى هبم عىل ضفاف هنر نوام‪ ،‬فاهنزم‬
‫جيش الدولة‪ ،‬و ُقتل قائده كلثوم‪.‬‬
‫هرب «حييى بن زيد» بعد مقتل أبيه إىل‬ ‫‪125‬هـ‬ ‫ثورة حييى‬ ‫‪17‬‬
‫ُخراسان‪ ،‬ثم إىل بلخ وأعلن ثورته ضد األمويني؛‬ ‫‪-‬‬ ‫بن زيد‬
‫فتصدى له «نرص بن سيار» واىل األمويني عىل‬ ‫‪743‬م‬

‫‪165‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫فهزم حييى و ُقتل ُ‬


‫وحرق‬ ‫بلخ بالقرب من مرو‪ُ ،‬‬
‫ىف خالفة «الوليد بن يزيد»‪.‬‬

‫ثار «البهلول بن ُعمري الشيبانى» من اخلوارج ىف‬ ‫‪125‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪18‬‬


‫خالفة «هشام بن عبد امللك» بالكوفة فتصدى له‬ ‫‪-‬‬ ‫البهلول‬
‫القائد األموى «خالد بن عبد اهلل القرسى» فهرب‬ ‫‪743‬م‬ ‫بن ُعمري‬
‫إىل املوصل حيث حارصه خالد وقىض عليه‪.‬‬ ‫الشيبانى‬

‫ثار «مروان بن حممد» واىل اجلزيرة وأرمينية‬ ‫‪126‬هـ‬ ‫الرصاع‬ ‫‪19‬‬


‫ضد «إبراهيم بن الوليد بن عبد امللك» اخلليفة‬ ‫‪-‬‬ ‫بني أمراء‬
‫اجلديد؛ بعد أن رفض مبايعته‪ ،‬فقاد جيشا كبريا‬ ‫‪744‬م‬ ‫بنى أمية‬
‫(أكثره من القيسية) إىل الشام مطالبا بثأر «الوليد‬
‫بن يزيد بن عبد امللك» الذى مات مقتوال ىف‬
‫خالفته‪ ،‬كام طالب بحقوق ولديه فالتقى مروان‬
‫بجيش اخلليفة وهزمه‪ ،‬فلام علم بمقتل ولدى‬
‫الوليد طالب باخلالفة لنفسه فبايعه الناس‪.‬‬

‫آخر ثورات اخلوارج ىف العرص األموى قام هبا‬ ‫‪129‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪20‬‬
‫«أبو محزة املختار بن عوف اخلارجى اإلباىض»‬ ‫‪-‬‬ ‫املختار بن‬
‫بمكة؛ الذى مد نفوذه إىل املدينة‪ ،‬ودعا إىل مبايعة‬ ‫‪747‬م‬ ‫عوف‬
‫«عبد اهلل بن حييى الكندى» ىف حرضموت؛‬ ‫اإلباىض‬

‫‪166‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫فأرسل اخلليفة «مروان بن حممد» جيشا كبريا‬


‫بقيادة كل من «عبد امللك بن عطية السعدى»‪،‬‬
‫ُ‬
‫و«شعيب البارقى» قىض عيل هذه الثورة قضاء‬
‫مربما‪.‬‬

‫نشبت الثورات ىف عهد «مروان بن حممد» آخر‬ ‫‪132‬هـ‬ ‫معركة‬ ‫‪21‬‬


‫اخللفاء األمويني ىف الشام واحلجاز‪ ،‬فخاض‬ ‫‪-‬‬ ‫الزاب‬
‫مروان املعارك إلمخادها‪ ،‬وواجه ثورات اخلوارج‪،‬‬ ‫‪749‬م‬ ‫الكبري‪،‬‬
‫وثورة العباسيني ىف خُ راسان‪ ،‬وتقدُ مهم إىل‬ ‫وهناية‬
‫شامل العراق‪ ،‬وتالحقت انتصارات العباسيني‪،‬‬ ‫الدولة‬
‫وأعلنت اخلالفة العباسية ىف الكوفة بالعراق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫األموية‬
‫وعىل رأسها «عبد اهلل السفاح» الذى اندفع بجيشه‬ ‫ىف الرشق‬
‫للتخلص من مروان‪ ،‬اخلليفة األموى‪ ،‬وقد استعد‬
‫هلذه املعركة بامئة ألف عىل هنر الزاب األعىل‪ ،‬أحد‬
‫روافد هنر دجلة الرشقية‪ ،‬ودارت معركة شديدة‬
‫وقاسية‪ ،‬عددها وعتادها لصالح مروان‪ ،‬وروحها‬
‫املعنوية العالية وثقتها ىف املستقبل لصالح عبد اهلل‪،‬‬
‫فاهنزم مروان‪ ،‬وتفرق جنده‪ ،‬وخرس عتاده فتقهقر‬
‫حران‪ ،‬ثم ُقنرسين‪ ،‬فحمص‪ ،‬فدمشق يتبعه‬ ‫إىل َّ‬
‫عبد اهلل مطاردا له‪ ،‬وفاحتا للمدن حتى وصل إىل‬
‫فلسطني‪ ،‬ثم إىل مرص‪ ،‬فمكث عبد اهلل ىف الشام‪،‬‬
‫وأرسل ىف أثره أخاه صاحلا ليقتفى أثره‪ ،‬ولكن‬

‫‪167‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫مروان صعد نحو مرص العليا (الصعيد) فدارت‬


‫املعركة األخرية بني فصيل من جند العباسيني‪،‬‬
‫وبني مروان ىف قرية بوصري بمركز الواسطى من‬
‫حمافظة بنى سويف احلالية لتنتهى بمقتله الدولة‬
‫األموية ىف الرشق إىل األبد‪ ،‬وانتقم العباسيون‬
‫لضحاياهم اهلاشميني من األمويني‪ ،‬واستأصلوا‬
‫شأفتهم عندما تتبعوهم أفرادا‪ ،‬ومجاعات‪ ،‬فلم‬
‫تأخذهم هبم رمحة‪ ،‬وال شفقة حتى جلس عبد اهلل‬
‫السفاح‪ ،‬أول خلفائهم‪ ،‬عىل مجاعة منهم يتناول‬
‫طعامه بعد أن أمر بقتلهم‪ ،‬وبسط فوقهم الفرش‬
‫وهو يستمع ألنني بعضهم‪ ،‬وحتى املوتى منهم‬
‫مل يسلموا من هذا االنتقام الطائش؛ فنبشوا قرب‬
‫معاوية‪ ،‬وابنه يزيد‪ ،‬وعبد امللك بن مروان فلم‬
‫جيدوا شيئا‪ ،‬ولكنهم عندما نبشوا قرب هشام بن‬
‫عبد امللك وجدوا جثامنه سليام إال أرنبة أنفه‬
‫فرضبوه بالسياط‪ ،‬وصلبوه وحرقوه وذروه ىف‬
‫الريح‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )8‬يوضح الحروب البينية املتتالية بني املسلمني ىف عهد الدولة األموية‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم معارك الدولة العبا�سية ال�سيا�سية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫أرسل «نرص بن سيار»‪ ،‬واىل األمويني‬ ‫‪132‬هـ‬ ‫بداية‬ ‫‪1‬‬


‫عىل خُ راسان‪ ،‬جيشا عظيام إىل «أبى مسلم‬ ‫‪-‬‬ ‫الصدام‬
‫اخلراسانى»‪ ،‬قائد جيوش العباسيني‪ ،‬فاهنزم‬ ‫ُ‬ ‫‪749‬م‬ ‫احلربى‬
‫اجليش األموى ىف أول صدام حربى مع صناديد‬
‫الدعوة العباسية املتنامية‪ ،‬رغم احلرب النفسية‬
‫التى أطلقها األمويون ضدهم بإشاعة أن احلركة‬
‫فارسية جموسية تسعى للقضاء عىل اإلسالم‪ ،‬وعىل‬
‫النظام (الدولة األموية) القائم عليه‪ ،‬وقد قامت‬
‫الدولة العباسية عىل أكتاف الفرس‪ ،‬واختار‬
‫العباسيون خُ راسان من بالد فارس لتكون مهدا‬
‫لدعوهتم الرسية‪ ،‬ثم اختاروا أبا مسلم ُ‬
‫اخلراسانى‬
‫قائدا جليوشهم‪ ،‬والعباسيون (نسبة إىل العباس‬
‫عم النبى صىل اهلل عليه وسلم)‪ ،‬والعلويون‬
‫عىل بن أبى طالب زوج فاطمة بنت‬ ‫(نسبة إىل ّ‬
‫النبى) مها بنو هاشم‪ ،‬أو اهلاشميون‪ ،‬أو آل البيت‬
‫الذين كافحوا األمويني‪ ،‬أو بنى أمية‪ ،‬وظلوا‬
‫مرتابطني طوال عرص الدولة األموية ىف الدعوة‬
‫واهلدف‪ ،‬ولكن العباسيني انفردوا باحلكم دون‬
‫العلويني بعد هذه املعركة‪ ،‬بل أصبحوا من‬
‫أعدائهم‪ ،‬ومن أسباب نجاح دعوة العباسيني ىف‬

‫‪170‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫خُ راسان استغالل طبيعة العرب املتناحرة باستنفار‬


‫عصبيتهم القبلية‪ ،‬فاليمنيون يقودهم «جديع‬
‫بن شعيب الكِرمانى»‪ ،‬والنزاريون انقسموا إىل‬
‫ربيعة (قبيلة) يقودها «شيبان احلرورى»‪ ،‬ومرض‬
‫(قبيلة) تدين لألمويني بقيادة «نرص بن سيار»‪،‬‬
‫واليهم عىل خراسان‪ ،‬فأخذ أبو مسلم جانب‬
‫اليمنيني‪ ،‬واستغلهم ىف رضب اجليش األموى قبل‬
‫أن يدخل هو املعركة برجاله الذين زحفوا عىل‬
‫العاصمة مرو‪ ،‬ودخلوا دار اإلمارة فهرب نرص‪،‬‬
‫ودانت خُ راسان كلها للعباسيني بعد أن ختلص‬
‫أبو مسلم من زعامء اليمنيني حلفائه‪ ،‬وواصلت‬
‫جيوش العباسيني تقدمها؛ متغلبة عىل من يقابلها‬
‫حتى وصلت إىل العراق‪ ،‬فتصدى هلم «يزيد بن‬
‫عمر بن هبرية» بحامس نادر‪ ،‬ولكنه اضطر إىل‬
‫االنسحاب من الكوفة‪ ،‬عاصمته ىف العراق‪،‬‬
‫وجلأ إىل واسط مع فلول األمويني‪ ،‬وحتصن هبا‪،‬‬
‫ثم تراسل مع العباسيني باألمان بعد التسليم‬
‫واالستسالم عندما علم بمقتل اخلليفة «مروان بن‬
‫حممد»‪ ،‬وظل كذلك حتى استوثق منهم‪ ،‬وتردد‬
‫عليهم‪ ،‬ولكنهم أمجعوا عىل قتله والتخلص منه‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫ُ‬
‫لـ»اجل ُلندى بن مسعود‬ ‫عقدت اإلمامة ب ُعامن‬ ‫‪135‬هـ‬ ‫معركة‬ ‫‪2‬‬
‫بن جيفر» عظيم قبيلة األزد ىف بداية قيام‬ ‫‪-‬‬ ‫رأس‬
‫الدولة العباسية‪ ،‬ومل تستمر هذه اإلمامة سوى‬ ‫‪752‬م‬ ‫اخليمة‬
‫عامني؛ إذ بعث إليه «عبد اهلل السفاح» اخلليفة‬
‫العباسى جيشا كثيفا عن طريق البحر‪ ،‬عمد‬
‫إىل حرق املساكن بام فيها من النساء واألطفال‪،‬‬
‫فانشغل اإلمام بإنقاذ النساء واألطفال‪ ،‬فحمل‬
‫عليه اجليش العباسى وقتله‪ ،‬وقىض بذلك عىل‬
‫حركته االستقاللية‪ ،‬وراح ىف هذا الرصاع‬
‫اإلسالمى – اإلسالمى عرشة آالف مقاتل‪،‬‬
‫ورضبت الفوىض البالد‪ ،‬وظلت بال إمام حتى‬
‫سنة ‪179‬هـ ‪795 -‬م‪.‬‬

‫أعلن «عبد اهلل»‪ ،‬واىل الشام وعم اخلليفة‬ ‫‪136‬هـ‬ ‫ثورة عبد‬ ‫‪3‬‬
‫املنصور واليته للعهد بعد «عبد اهلل السفاح»‬ ‫‪-‬‬ ‫اهلل بن‬
‫(أول اخللفاء العباسيني)‪ ،‬وخرج عىل اخلليفة‬ ‫‪753‬م‬ ‫عىل (عم‬
‫ّ‬
‫اخلراسانى عىل‬‫املنصور الذى بعث له أبا مسلم ُ‬ ‫املنصور)‬
‫رأس جيش عظيم‪ ،‬ودارت احلرب بني هاتني‬
‫القوتني العظيمتني مخسة أشهر‪ ،‬انكرس بعدها‬
‫عبد اهلل وفر هاربا إىل أخويه ىف البرصة عيسى‬
‫وسليامن‪ ،‬فأرسال إىل اخلليفة املنصور يشفعان له‬
‫ليعفو عنه‪ ،‬فوافق املنصور عىل أن يأتيه معهام‪،‬‬

‫‪172‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫فلام ذهب إليه قبض عليه‪ ،‬وأودعه السجن ىف‬


‫أحد الدور (حدد إقامته) ثامنى سنوات حتى دبر‬
‫قتله خمنوقا وهدم عليه الدار لتبدو الوفاة طبيعية‪.‬‬

‫اخلراسانى» موىل «بكر بن هامان‬ ‫كان «أبو مسلم ُ‬ ‫‪137‬هـ‬ ‫التخلص‬ ‫‪4‬‬
‫الفارسى» الذى بذل نفسه وماله من أجل الدعوة‬ ‫‪-‬‬ ‫من أبى‬
‫اهلاشمية‪ ،‬أو دعوة آل البيت (العباسية بعد ذلك)‪،‬‬ ‫‪754‬م‬ ‫مسلم‬
‫وبعد نجاح العباسيني ىف إقامة دولتهم رأوا أن أبا‬ ‫اخلراسانى‬
‫مسلم‪ ،‬الفارسى األصل‪ ،‬قد أخذه التيه والفخر‬
‫بام أحرزه من نرص لصاحلهم بعد أن اعرتفوا‬
‫بقدرته وبراعته بام مجع حوله من الرجال الذين‬
‫ال يقلون عنه شجاعة وإقداما‪ ،‬وبعد أن أصاب‬
‫األموال‪ ،‬وكان املنصور‪ ،‬منذ أن كان وليا للعهد‪،‬‬
‫من أكثر العباسيني حقدا عليه وكراهية له‪ ،‬حمتجا‬
‫بمخافة تنافسه هلم‪ ،‬واملروق منهم‪ ،‬واالنقالب‬
‫عليهم فرتبص به إليقاعه واالنقضاض عليه‪،‬‬
‫خاصة بعد أن علم مكانته ونفوذه ىف خُ راسان‪،‬‬
‫ولكن أخاه اخلليفة «أبا العباس» كان يثنيه عن‬
‫ذلك‪ ،‬فعزم عىل التخلص منه بعد توليه اخلالفة‬
‫بعد أخيه باحليلة إلبعاده عن خُ راسان‪ ،‬مركز‬
‫سلطانه ورجاله‪ ،‬رغم جهوده ىف تثبيت عرش‬
‫عىل»‬
‫اخلليفة املنصور بإخضاع عمه «عبد اهلل بن ّ‬

‫‪173‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫له‪ ،‬فظل به حتى أتى إىل األنبار بالعراق؛ فأمر‬


‫الناس باستقباله واالحتفاء به‪ ،‬ثم جاء إىل اخلليفة‬
‫املنصور الذى استقبله‪ ،‬وجالسه حتى اطمأن له‬
‫أبو مسلم‪ ،‬ثم أمره باالنرصاف‪ ،‬وىف اليوم التاىل‬
‫استدعاه بعد أن اتفق مع حجابه باالنقضاض‬
‫عليه إذا صفق هلم‪ ،‬فلام دخل عيل اخلليفة املنصور‬
‫أقام له حماكمة نصب نفسه فيها خصام وحكام‪،‬‬
‫فاهنال عليه بالتُهم‪ ،‬وأبو مسلم ال يكاد يدافع‬
‫عن نفسه‪ ،‬وىف حلظة صفق اخلليفة فخرج ُحجابه‬
‫يرضبون أبا مسلم بسيوفهم حتى قتلوه ولفوه‬
‫بالبساط‪.‬‬

‫ثار «سنباذ» املجوسى أحد أصحاب أبى مسلم‬ ‫‪137‬هـ‬ ‫ثورة ُسنْ َباذ‬ ‫‪5‬‬
‫اخلراسانى‪ ،‬من قرى نيسابور‪ ،‬فشايعه الكثري‬ ‫‪-‬‬
‫ملقتل أبى مسلم‪ ،‬والتف حوله أهل اجلبال؛‬ ‫‪755‬م‬
‫فاستوىل عىل الكثري من بالد خراسان‪ ،‬حتى بعث‬
‫اخلليفة «املنصور» جيشا كثيفا خاض معه املعارك‬
‫الطويلة؛ و ُقدر من ُقتل من أتباعه بستني ألفا‪.‬‬
‫«النفس الزكية» هو لقب «حممد بن عبد اهلل بن‬ ‫‪145‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪6‬‬
‫عىل بن أبى طالب»؛ امتنع عن مبايعة‬
‫احلسن بن ّ‬ ‫‪-‬‬ ‫حممد‬
‫«عبد اهلل السفاح»‪ ،‬ثم امتنع هو وأخوه «إبراهيم»‬ ‫‪763‬م‬ ‫النفس‬
‫عن مبايعة «املنصور»‪ ،‬وأعلن ثورته ودخل‬ ‫الزكية‪،‬‬

‫‪174‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫املدينة املنورة‪ ،‬وأزاح عنها واليها العباسى أثناء‬ ‫وأخيه‬


‫انشغال املنصور ببناء بغداد‪ ،‬فعمل عىل حمارصته‬ ‫إبراهيم‬
‫ىف املدينة املنورة حتى بعث له جيشا بقيادة «عيسى‬
‫بن موسى»‪ ،‬ابن عم املنصور‪ ،‬هزمه وقتله‪ ،‬ثم ثار‬
‫أخوه إبراهيم ودعا لنفسه ىف الكوفة والبرصة‪،‬‬
‫فالتف حوله الناس‪ ،‬ومد نفوذه إىل واسط‬
‫واألهواز‪ ،‬فوجه املنصور قائده عيسى لقتاله بعد‬
‫الفراغ من أخيه ىف املدينة املنورة‪ ،‬فالتقى بجيشه‬
‫وهزمه وقتله‪.‬‬

‫استطاع «أبو حاتم يعقوب بن لبيب اخلارجى»‬ ‫‪155‬هـ‬ ‫اخلوارج‬ ‫‪7‬‬


‫حمارصة القريوان ىف شامل إفريقية‪ ،‬وشدد حصاره‬ ‫‪-‬‬ ‫حيارصون‬
‫هلا ثامنية أشهر حتى اشتد احلال بأهلها‪ ،‬فخلت‬ ‫‪773‬م‬ ‫القريوان‬
‫البيوت من الزاد واملال‪ ،‬فخرج جنودها يقاتلون‬
‫اخلوارج حتى أجهدهم اجلوع؛ فأكلوا دواهبم‬
‫وكالهبم‪ ،‬وسقط واىل املغرب العباسى «عمر بن‬
‫حفص املهلبى» ىف إحدى املعارك‪ ،‬فبعث اخلليفة‬
‫«املنصور» جيشا قوامه أكثر من تسعني ألفا بقيادة‬
‫«يزيد بن حاتم املهلبى» هزم اخلوارج ومن معهم‬
‫من الرببر‪ ،‬وشتت مجوعهم‪ ،‬وقتل منهم نحو‬
‫ثالثني ألفا‪ ،‬ومنهم أبو حاتم اخلارجى‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫تقع فخ بني مكة واملدينة‪ ،‬التقى فيها جيش‬ ‫‪169‬هـ‬ ‫موقعة فخ‬ ‫‪8‬‬
‫اخلليفة «اهلادى» بقيادة «حممد بن سليامن» بأتباع‬ ‫‪-‬‬
‫عىل بن أبى‬ ‫عىل بن احلسن بن ّ‬ ‫«احلسني بن ّ‬ ‫‪786‬م‬
‫طالب» الذى ثار عىل واىل املدينة العباسى‪ ،‬وتبعه‬
‫الناس وبايعوه وخرجوا معه‪ ،‬ولكنه ُهزم و ُقتل ىف‬
‫هذه املعركة‪ ،‬ومحلت رأسه إىل اخلليفة‪ ،‬وفر من‬
‫هذه املعركة «إدريس بن عبد اهلل» الذى استقر‬
‫باملغرب األقىص وأقام دولة األدارسة‪.‬‬

‫ظهر ىف اجلزيرة «الوليد بن طريف» من اخلوارج‬ ‫‪178‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪9‬‬


‫ىف خالفة «الرشيد»‪ ،‬أعاد جمد اخلوارج‪ ،‬وأنعش‬ ‫‪-‬‬ ‫الوليد‬
‫أملهم ىف السلطة‪ ،‬فازداد أتباعه‪ ،‬وقويت شوكته‪،‬‬ ‫‪793‬م‬ ‫اخلارجى‬
‫وهزم جيوش اخلليفة الذى اختار هلا «يزيد بن‬
‫مزيد» من قبيلة وائل‪ ،‬وهى نفس قبيلة الوليد‪،‬‬
‫املشهورة بحسم احلروب عىل رأس جيش كبري‪،‬‬
‫التقى بجيش الوليد ىف حرب طاحنة‪ ،‬حسمها‬
‫مقتل الوليد‪ ،‬فتفرق عنه أتباعه‪ ،‬وانكمش‬
‫اخلوارج‪.‬‬
‫خرج «إبراهيم بن موسى بن جعفر» من‬ ‫‪199‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪10‬‬
‫العلويني عىل الدولة العباسية باليمن‪ ،‬فقتل‬ ‫‪-‬‬ ‫إبراهيم‬
‫الناس وأرهبهم‪ ،‬وسطا عىل أمواهلم‪ ،‬ومل يسلم‬ ‫‪815‬م‬ ‫بن موسى‬
‫منه حجاج بيت اهلل احلرام الذين سطا عليهم‬ ‫بن جعفر‬

‫‪176‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وقتلهم ورسق كسوة الكعبة‪ ،‬فسري إليه اخلليفة‬ ‫باليمن‬


‫«املأمون» جيشا قىض عليه‪ ،‬واسرتد الكسوة‬
‫املرسوقة واألموال املنهوبة‪.‬‬

‫زحفت جيوش «املأمون»‪ ،‬خالل رصاعه مع‬ ‫‪201‬هـ‬ ‫ثورة أبى‬ ‫‪11‬‬
‫أخيه «األمني»‪ ،‬من ُخراسان بقيادة «طاهر بن‬ ‫‪-‬‬ ‫الرسايا‬
‫احلسني» و«هرثمة بن أعني» حتى وصلت إىل‬ ‫‪817‬م‬
‫أسوار بغداد‪ ،‬فانفض عن األمني أغلب أتباعه‪،‬‬
‫وانقض عليه رجال طاهر وقضوا عليه ليضعوا‬
‫بذلك حدا للرصاع الذى ظل بني األخوين‬
‫األمني واملأمون‪ ،‬والذى أثاره األمني بحامقته‪،‬‬
‫وتواطؤ وزيره «الفضل بن الربيع» لعزل املأمون‬
‫من والية العهد‪ ،‬وجعلها لـ»موسى بن األمني»‪،‬‬
‫وقد هيأت هذه احلرب الفرصة للساخطني‬
‫وأعداء الدولة إلثارة القالقل‪ ،‬ونشوب الثورات‬
‫كتلك التى قام هبا «أبو الرسايا» أو «الرسى بن‬
‫منصور الشيبانى» أحد كبار قادة جيش هرثمة‬
‫بعد أن جرده من سلطته باجليش‪ ،‬وأخر عنه‬
‫راتبه ورواتب جنده‪ ،‬فدعا أبو الرسايا للطالبيني‪،‬‬
‫واستوىل عىل الكوفة‪ ،‬ومد نفوذه إىل املدائن إثر‬
‫هزيمة جيوش الدولة أكثر من مرة‪ ،‬ثم خرج له‬
‫هرثمة عىل رأس جيش عظيم اضطره إىل اهلرب‬

‫‪177‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وإخالء الكوفة‪ ،‬ثم طارده حتى قبض عليه‪،‬‬


‫فقتله وصلبه‪.‬‬

‫عربى رشيف ثار لرجحان كفة الفرس عىل‬ ‫‪201‬هـ‬ ‫ثورة نرص‬ ‫‪12‬‬
‫العرب؛ عندما انترص «املأمون» عىل أخيه‬ ‫‪-‬‬ ‫بن َش َبث‬
‫«األمني»‪ ،‬ذى األصول العربية‪ ،‬بسيوف الفرس‪،‬‬ ‫‪817‬م‬
‫فالتف حوله األتباع واجلند‪ ،‬واختذ يكسوم شامل‬
‫حلب مركزا جليوشه‪ ،‬فخرج إليه «طاهر بن‬
‫احلسني» قائد املأمون ىف جيش كبري نازله ىف عدة‬
‫حروب طويلة مدمرة مل حتسم ألحد الطرفني‪،‬‬
‫فاضطر املأمون إىل تعزيز قائده بجيش آخر يقوده‬
‫«عبد اهلل بن طاهر» الذى ضيق عليه اخلناق‬
‫فاضطر نرص للتسليم‪ ،‬وطلب األمان من املأمون‬
‫فأجابه إىل ذلك‪.‬‬

‫تنسب طائفة ُ‬
‫اخل َّرمية إىل مدينة خُ َّرمة الفارسية‪،‬‬ ‫‪201‬هـ‬ ‫‪ 13‬ثورة بابك‬
‫وهم طائفة تؤمن بالتناسخ‪ ،‬وتدعو إىل التهالك‬ ‫‪-‬‬ ‫ُ‬
‫اخل َّرمى‬
‫عىل الشهوات واالختالط وإباحة املحارم والقتل‬ ‫‪817‬م‬
‫والغصب وا ُملثلة‪ ،‬وقد ظهر «بابك ُ‬
‫اخل َّرمى»‬
‫ىف أذربيجان قبل استقرار اخلالفة لـ»املأمون»‪،‬‬
‫فقوى أمره‪ ،‬واشتد ساعده فنازل جيوش‬
‫اخلليفة املأمون‪ ،‬وانترص عليها‪ ،‬فضم إليه مهذان‬

‫‪178‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وأصفهان‪ ،‬وأوشك عىل عزل املدن الفارسية عن‬


‫دولة اخلالفة‪ ،‬تعاون مع إمرباطور الروم لتدعيم‬
‫قوته‪ ،‬وقارب عرص اخلليفة املأمون هنايته ومل ينل‬
‫كثريا من قوة بابك‪ ،‬وعندما أوىص لـ»املعتصم»‬
‫باخلالفة حثه عىل االنتهاء من أمره‪ ،‬فدفع إليه‬
‫املعتصم جيوشه‪ ،‬وعىل رأسها قائده «األفشني»‬
‫الذى استطاع التغلب عىل قوته‪ ،‬والقبض عليه مع‬
‫أعوانه املقربني سنة ‪222‬هـ ‪836 -‬م‪ ،‬ودخل به‬
‫سامراء مكبال حيث قتل وصلب‪.‬‬

‫انتفض العباسيون ضد «املأمون» عندما أوىص‬ ‫‪202‬هـ‬ ‫‪ 14‬ثورة بغداد‬


‫«عىل بن موسى الرضا»‪،‬‬‫ّ‬ ‫بوالية العهد لإلمام‬ ‫‪-‬‬
‫السنة؛ فأعلنوا عزل‬
‫وأثاروا ضده أهل بغداد ُ‬ ‫‪818‬م‬
‫املأمون ومبايعة عمه «إبراهيم بن املهدى» (أخى‬
‫هارون الرشيد) رغم اشتهاره بولعه باملوسيقى‬
‫والغناء (اللذين حيرمهام بعض السنة)‪ ،‬ودانت‬
‫إلبراهيم الكوفة والسواد واملدائن‪ ،‬ثم هدأت‬
‫مسموما ىف سجنه‪،‬‬
‫ً‬ ‫الثورة بموت اإلمام الرضا‬
‫فتقدم املأمون بجيشه نحو بغداد بعد أن أمن‬
‫باختياره لإلمام الرضا جانب العلويني‪ ،‬فهرب‬
‫إبراهيم‪ ،‬ودخل املأمون بغداد عاصمة ملكه‪،‬‬
‫واستتب له األمر‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫ثار املرصيون ىف وجه العرب‪ ،‬خالل الرصاع‬ ‫‪216‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪15‬‬


‫الدامى عىل اخلالفة بني «األمني» و«املأمون»‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املرصيني‬
‫الذين انقسموا إىل شامليني (قيسية)‪ ،‬وجنوبيني‬ ‫‪831‬م‬
‫(يمنية)‪ ،‬ونارص عرب الشامل األمني‪ ،‬أما‬
‫اليمنيون فنارصوا املأمون‪ ،‬فلام استقر األمر‬
‫للمأمون أرسل جيشا بقيادة «عبد اهلل بن طاهر»‬
‫قىض عىل هذه الثورة‪ ،‬وحسم الرصاع‪.‬‬

‫برز «العباس» كأحد القادة ىف عرص أبيه‬ ‫‪224‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪16‬‬


‫«املأمون»‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك آثر عليه أخاه‬ ‫‪-‬‬ ‫العباس بن‬
‫«املعتصم» باخلالفة‪ ،‬ولكن عدم ثقة املعتصم ىف‬ ‫‪839‬م‬ ‫املأمون‬
‫العرب‪ ،‬واعتامده عىل األتراك‪ ،‬وصعود اسمى‬
‫«األفشني»‪ ،‬و«أشناس»‪ ،‬من قادهتم‪ ،‬أثار ضده‬
‫العباسيني؛ فقاد «عجيف بن عنبسة»‪ ،‬أحد قادة‬
‫املعتصم البارزين‪ ،‬مؤامرة لقتل املعتصم والقادة‬
‫األتراك‪ ،‬وإعادة تنظيم اجليش وقادته‪ ،‬ومبايعة‬
‫العباس خليفة للمسلمني‪ ،‬ولكن املعتصم قبض‬
‫عليهم‪ ،‬وأودعهم السجن‪ ،‬ومنع املاء عن العباس‬
‫حتى مات‪ ،‬ثم حلقه عجيف‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫الزنج هم عبيد إفريقية الذين أثاروا اخلوف‬ ‫(‪255‬‬ ‫‪ 17‬ثورة الزنج‬


‫والرعب ىف الدولة العباسية أكثر من ‪ 14‬عاما‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫«عىل‬
‫ّ‬ ‫«عىل بن حممد»‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫قادهم فيها الفارسى‬ ‫‪270‬هـ)‬
‫بن عبد اهلل» امللقب بصاحب الزنج‪ ،‬من أهاىل‬ ‫(‪868‬‬
‫الرى‪ ،‬ادعى نسبه‬‫الطالقان‪ ،‬ولد ىف إحدى قرى َّ‬ ‫‪-‬‬
‫إىل «زين العابدبن بن احلسني»‪ ،‬كام ادعى النبوة‬ ‫‪883‬م)‬
‫وعلم الغيب‪ ،‬وجاهر بعقائد اخلوارج‪ ،‬وبأنه‬
‫رسول العناية اإلهلية لتحرير العبيد من ظلم‬
‫األسياد‪ ،‬فانضم إليه الكثريون‪ ،‬وانترشت جيوشه‬
‫الزنجية ىف العراق وخوزستان والبحرين‪ ،‬وبنى‬
‫مدينة املختارة بالقرب من البرصة‪ ،‬ودخل بغداد‬
‫سنة ‪254‬هـ ‪868 -‬م‪ ،‬وهاجم سفن احلجاج‪،‬‬
‫ودمر أتباعه املدن‪ ،‬وذبحوا سكاهنا‪ ،‬وانترصوا‬
‫عىل العباسيني ىف مواقع كثرية‪ ،‬واستولوا عىل‬
‫مدينة األبلة الفارسية واألهواز وعبدان والبرصة‬
‫سنة ‪257‬هـ ‪870 -‬م‪ ،‬واستولوا عىل واسط سنة‬
‫وه َجر ىف‬
‫‪267‬هـ ‪880 -‬م‪ ،‬ودخلوا البحرين َ‬
‫عرص اخلليفة «املهتدى باهلل»‪ ،‬إىل أن خرج إليهم‬
‫«املعتمد عىل اهلل» اخلليفة العباسى عىل رأس‬
‫جيش كبري بقيادة أخيه «املوفق» فأجالهم عن‬
‫األهواز‪ ،‬ثم حارصهم ىف مدينتهم املختارة حتى‬

‫‪181‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫عىل بن حممد فتفرقوا‬‫متكن من قتل زعيمهم ّ‬


‫وانتهت ثورهتم التى سقط خالهلا ما قدره‬
‫املؤرخون بمليون ونصف املليون من املسلمني‪،‬‬
‫عدا ما تسببوا فيه من أزمات اقتصادية بسبب‬
‫حرق املستودعات واملزارع والدور‪ ،‬واهللع الذى‬
‫أصاب الناس‪ ،‬فتوقفت حركة التجارة لعدم أمان‬
‫الطرق‪ ،‬وعرف الناس اجلوع‪ ،‬وأكلوا اجليف‪،‬‬
‫وانترشت األمراض واألوبئة‪ ،‬واألزمات النفسية‬
‫من عمليات االغتصاب وهتك األعراض‪.‬‬

‫متكن اخلليفة «املعتضد باهلل» من هتيئة املزيد من‬ ‫‪280‬هـ‬ ‫‪ 18‬بنو شيبان‪،‬‬
‫القوة واالستقرار للدولة العباسية؛ فقىض عىل‬ ‫‪-‬‬ ‫ومحدان‬
‫مصادر الفتن والثورات مثل ثورة بنى شيبان‬ ‫‪893‬م‬
‫الشيعة بأرض اجلزيرة بالعراق‪ ،‬وثورة «محدان‬
‫بن محدون» رأس األرسة احلمدانية الشيعة أيضا‬
‫باملوصل‪ ،‬واستوىل عىل قلعة ماردين التى كان‬
‫يتحصن هبا‪.‬‬

‫طال الرصاع بني النزارية‪ ،‬واليمنية ىف ُعامن إىل‬ ‫‪280‬هـ‬ ‫معركة‬ ‫‪19‬‬
‫أن حسمه اليمنية ىف معركة القاع‪ ،‬فتوجه زعامء‬ ‫‪-‬‬ ‫القاع‬
‫النزارية املنهزمني إىل «حممد بن بور» عامل‬ ‫‪893‬م‬
‫اخلليفة العباسى «املعتضد» عىل منطقة اخلليج‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫وطلبوا منه الزحف عىل ُعامن‪ ،‬ووعدوه باملساعدة‪،‬‬


‫فسار ىف جيش كبري بعد استئذان اخلليفة ىف بغداد‬
‫اجتاح به ُعامن‪ ،‬فتصدى له ال ُعامنيون ىف حرب‬
‫رضوس تغلب عليهم فيها‪ ،‬فنكل هبم‪ ،‬وقتل‬
‫إمامهم «عزان بن متيم»‪.‬‬

‫نجح اخلليفة «املعتضد باهلل» ىف القضاء عىل ثورة‬ ‫‪281‬هـ‬ ‫خوارج‬ ‫‪20‬‬
‫اخلوارج ىف املوصل؛ التى قامت بزعامة «هارون‬ ‫‪-‬‬ ‫املوصل‬
‫بن عبد اهلل الشارى» الذى وقع ىف األرس‪ ،‬فأمر‬ ‫‪894‬م‬
‫املعتضد برضب عنقه سنة ‪283‬هـ ‪896 -‬م‪.‬‬

‫ظهر «أبو سعيد اجلنابى القرمطى» ىف البحرين‬ ‫‪287‬هـ‬ ‫القرامطة‬ ‫‪21‬‬


‫سنة ‪287‬هـ ‪900 -‬م فاستامل إليه أهل البوادى‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجلنابية‬
‫وأخضع القطيف وضواحيها لسلطانه‪ ،‬وكان‬ ‫‪900‬م‬
‫أول صدام بينه وبني جيوش الدولة العباسية‬
‫حينام اقرتب من البرصة فنهب وسلب كل ما‬
‫وجده ىف طريقه؛ فانتدب اخلليفة «املعتضد» أشد‬
‫رجاله «العباس بن عمر الغنوى» ىف ألفني من‬
‫الرجال‪ ،‬عالوة عىل ما اجتمع له من املتطوعني‪،‬‬
‫واجلند‪ ،‬واخلدم لتأديب اجلنابى‪ ،‬فالتقى اجليشان‬
‫ىف املساء وتناوشوا القتال‪ ،‬ثم محل اجلنابى عىل‬

‫‪183‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫أصحاب العباس فاهنزموا‪ُ ،‬‬


‫وأخذ العباس‬
‫أسريا‪ ،‬وهنب معسكره‪.‬‬

‫قاد اخلليفة «املكتفى باهلل» جيشا تغلب به عىل‬ ‫‪294‬هـ‬ ‫القرامطة‬ ‫‪22‬‬
‫جيش القرامطة بزعامة «زكرويه بن مهرويه»‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف مكة‪،‬‬
‫الذى هاجم حجاج بيت اهلل احلرام وقتلهم‪،‬‬ ‫‪907‬م‬ ‫واملدينة‬
‫واستطاع هزيمة جيوش اخلليفة املكتفى قبل‬
‫ذلك‪ ،‬ولكن اخلليفة انترص عليه ىف هذه اجلولة‬
‫انتصارا باهرا‪ ،‬وقتله مع ما ال حيىص منهم‪.‬‬

‫اجتمع القرامطة ىف أعداد كبرية بالكوفة يقودهم‬ ‫‪316‬هـ‬ ‫الكوفة‪،‬‬ ‫‪23‬‬


‫«حريث بن مسعود»‪ ،‬واجتمع آخرون منهم ىف‬ ‫‪-‬‬ ‫وعني‬
‫عني التمر بقيادة «عيسى بن موسى»‪ ،‬فبادرهم‬ ‫‪928‬م‬ ‫التمر‬
‫«املقتدر» اخلليفة العباسى بجيشني أحدمها بقيادة‬
‫«هارون بن ُعريب» اجته إىل الكوفة‪ ،‬والثانى‬
‫بقيادة «صاىف البرصى» إىل عني التمر‪ ،‬واستطاع‬
‫اجليشان تدمري قوة القرامطة‪ ،‬وقتل الكثري منهم‪،‬‬
‫وأرس من نجا من القتل‪.‬‬

‫ثار جنود اجليش عىل اخلليفة «املقتدر» سنة‬ ‫‪320‬هـ‬ ‫انقالب‬ ‫‪24‬‬
‫‪317‬هـ ‪929 -‬م لعجزه عن الوفاء برواتبهم‬ ‫‪-‬‬ ‫مؤنس‬
‫املتأخرة؛ فتنازل عن العرش ألخيه «حممد القاهر»‬ ‫‪932‬م‬ ‫اخلادم‬

‫‪184‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫والذ بالفرار مع قائد جيوشه «مؤنس»‪ ،‬وملا عجز‬ ‫(املظفر)‬


‫القاهر عن الوفاء بطلبات اجلند استدعى املقتدر‬ ‫عىل اخلليفة‬
‫للخالفة مرة أخرى‪ ،‬ولكن مؤنس انقلب عليه‬ ‫املقتدر‬
‫أيضا فاستدعى اخلليفة املقتدر «حممد بن ياقوت»‬
‫صاحب الرشطة اجلديد‪ ،‬وأنفذه إىل مؤنس‪ ،‬الذى‬
‫سار نحو بغداد‪ ،‬عىل رأس جيشه‪ ،‬ولكن ابن‬
‫ياقوت مل جيرؤ عىل مالقاة مؤنس فعاد باجليش إىل‬
‫بغداد‪ ،‬فاضطر املقتدر إىل مالقاة مؤنس بنفسه عىل‬
‫رأس جيشه‪ ،‬ولكن مؤنس تغلب عليه‪ ،‬ورصعه‬
‫ىف ميدان القتال‪.‬‬

‫استقلت خراسان وفارس عن اخلالفة العباسية‬ ‫‪322‬هـ‬ ‫‪ 25‬استقالل‬


‫ىف بغداد؛ بعد املعركة التى دارت بني أمري الديلم‬ ‫‪-‬‬ ‫خراسان‪،‬‬
‫(أصفهان) «مرداويح بن زياد الديلمى»‪ ،‬و«حممد‬ ‫‪934‬م‬ ‫وفارس‬
‫بن ياقوت» قائد اخلليفة «حممد القاهر باهلل»‪.‬‬ ‫عن اخلالفة‬

‫ثار األمراء بواسط عىل «سيف الدولة»؛ فهرب‬ ‫‪329‬هـ‬ ‫هناية‬ ‫‪26‬‬
‫إىل بغداد‪ ،‬وفر أخوه «نارص الدولة» إىل املوصل‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اخلليفة‬
‫جاء القائد الرتكى «توزون» من واسط إىل بغداد‪،‬‬ ‫‪940‬م‬ ‫املتقى‬
‫واختلف مع اخلليفة «املتقى باهلل»‪ ،‬فأرسل له‬
‫جيشا بقيادة «أبى جعفر بن شريزاد»‪ ،‬واستنجد‬
‫اخلليفة بنارص الدولة ىف املوصل؛ فجاءه بجيش‬

‫‪185‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫كبري التقى بجيش شريزاد‪ ،‬ولكن شريزاد انترص‬


‫عىل هذا اجليش‪ ،‬وفر نارص الدولة راجعا إىل‬
‫املوصل‪ ،‬ومعه اخلليفة هذه املرة‪ ،‬فتتبعهام شريزاد‬
‫إىل املوصل‪ ،‬ففرا إىل نصيبني‪.‬‬

‫«أبو بكر حممد بن رائق املوصىل» قائد جيوش‬ ‫‪330‬هـ‬ ‫‪ 27‬مقتل حممد‬
‫الراىض باهلل‪ ،‬وأمري األمراء‪ ،‬قتله «نارص الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫بن رائق‬
‫احلسن بن عبد اهلل احلمدانى» أمري والية املوصل‪،‬‬ ‫‪942‬م‬
‫عىل بن عبد اهلل احلمدانى»‬
‫وشقيق «سيف الدولة ّ‬
‫أمري حلب غيلة ألنه كان منافسه الوحيد عىل‬
‫لقب أمري العراق‪.‬‬

‫خرج اخلليفة «املطيع هلل» مع «معز الدولة»‬ ‫‪334‬هـ‬ ‫املطيع هلل‬ ‫‪28‬‬
‫لقتال «نارص الدولة احلسن بن عبد اهلل‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف كعربا‬
‫احلمدانى» ىف كعربا؛ فانترص عليهام نارص‬ ‫‪945‬م ‬
‫الدولة وأرسمها‪ ،‬ودخل بغداد وأقام املطيع ىف‬
‫اخلالفة صوريا نحو ثالثني عاما‪ ،‬اشتد فيها‬
‫الغالء ببغداد حتى أكل الناس اجليف والروث‪،‬‬
‫وماتوا ىف الطرقات‪ ،‬وأكلت الكالب حلومهم‪،‬‬
‫وبيعت العقارات بأرغفة اخلبز‪ ،‬وارجتت‬
‫األرض بالزالزل ىف بعض بالد اإلسالم‪،‬‬
‫فهدمت البيوت‪ ،‬وجف الزرع والرضع‪ ،‬وترشد‬

‫‪186‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫الناس‪ ،‬وخسفت األرض‪ ،‬وانفجرت منها املياه‬


‫املنتنة‪ ،‬وانبعث منها الدخان الكثيف‪.‬‬

‫ثار «مروان القرمطى» ىف محص‪ ،‬واستوىل عليها‪،‬‬ ‫‪354‬هـ‬ ‫مروان‬ ‫‪29‬‬


‫فالتقى به «بدر» أحد غلامن «سيف الدولة» ىف‬ ‫‪-‬‬ ‫القرمطى‬
‫معركة أصيب فيها مروان‪ ،‬ثم قتله بدر‪ ،‬فلام ُأرس‬ ‫‪965‬م‬
‫بدر بعد ذلك قتله أصحاب مروان‪.‬‬

‫استوىل «املطهر بن حممد» وزير «عضد الدولة»‬ ‫‪363‬هـ‬ ‫البوهييون‬ ‫‪30‬‬


‫عىل ُعامن‪ ،‬وعليها «عمر بن نبهان الطائى» الذى‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف ُعامن‬
‫تغلب عليه الزنج وقتلوه‪ ،‬وأقاموا «ابن حالج»‬ ‫‪974‬م‬
‫أمريا عليهم؛ فبعث عضد الدولة «أبا حرب‬
‫طغان» أمريا عليهم عىل رأس جيش ضخم تلقاه‬
‫ال ُعامنيون‪ ،‬ودار بينهم قتال رشس ىف الرب والبحر‬
‫ولكنه تغلب عليهم‪ ،‬ودمر بيوهتم ومزارعهم‪،‬‬
‫وسالت الدماء هنا وهناك‪ ،‬وبالرغم من ذلك‬
‫اجتمعوا واختاروا «ورد بن زياد» أمريا عليهم‪،‬‬
‫و«حفص بن راشد» خليفة‪ ،‬فقويت شوكتهم‪،‬‬
‫حتى بعث عضد الدولة «املطهر بن عبد اهلل»‬
‫عىل رأس أسطول بحرى أوقع بأهل ُعامن‪ ،‬وهزم‬
‫أمريهم ور ًدا‪ ،‬وقتل بعد ذلك‪ ،‬وكذلك خليفتهم‬
‫حفص الذى فر إىل اليمن‪ ،‬واستعاد نفوذه عىل‬
‫ُعامن‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫استنجد اخلليفة «القائم بأمر اهلل» بأمري الرى‬ ‫‪447‬هـ‬ ‫‪ 31‬طغرل بك‬
‫«طغرل بك» ملساعدته ىف قتال «البساسريى»‬ ‫‪-‬‬ ‫ىف بغداد‬
‫الذى ظن أنه سيئ العقيدة‪ ،‬ويرغب ىف القبض‬ ‫‪1055‬م‬
‫عىل اخلليفة‪ ،‬فسار إليه طغرل بك بجيش تغلب‬
‫عىل البساسريى‪ ،‬وأحرق داره‪ ،‬ودخل بغداد‪.‬‬

‫املعركة الفاصلة التى ختلص فيها العباسيون‬ ‫‪469‬هـ‬ ‫معركة‬ ‫‪32‬‬


‫هنائيا من القرامطة الذين عاثوا ىف األرض فسادا‬ ‫‪-‬‬ ‫اخلندق‬
‫بعد ضعفهم وانكامشهم ىف عاصمتهم األحساء‬ ‫‪1076‬م‬
‫متحصنني هبا‪ ،‬فلزموا أراضيهم‪ ،‬وانقلب أهل‬
‫البحرين عىل األحساء‪ ،‬واستقلوا عنها؛ فبنوا‬
‫املساجد‪ ،‬وأعلنوا اخلطبة باسم اخلليفة العباسى ىف‬
‫بغداد‪ ،‬فصارت البحرين مركزا ملناوأة األحساء‬
‫واهلجوم عليها‪ ،‬وتكونت اجلبهة البحرينية‪ ،‬ىف‬
‫عىل ال ُعيونى»‬
‫جزء منها‪ ،‬من جيش «عبد اهلل بن ّ‬
‫من بنى عبد القيس الذى دخل معهم ىف معارك‬
‫عنيفة‪ ،‬فأرسل العباسيون جيشا كبريا ملساعدة‬
‫البحرينيني ىف اهلجوم عىل عاصمتهم ىف موقعة‬
‫فاصلة قضت عليهم‪ ،‬وانتهت بتنازهلم عنها‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )9‬عن الحروب البينية املتتالية بني املسلمني ىف عهد الدولة العباسية‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم معارك الدولة الفاطمية ال�سيا�سية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫ثار «أبو يزيد مخَ لد بن كيداد النَّكَّارى» من أئمة‬ ‫‪336‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪1‬‬
‫اإلباضية اخلوارج عىل «القائم الفاطمى» ىف شامل‬ ‫‪-‬‬ ‫أبى يزيد‬
‫إفريقية‪ ،‬فقىض عليه «املنصور الفاطمى»‪.‬‬ ‫‪947‬م‬ ‫النكارى‬

‫ىف هذه السنة خلع «املعز بن باديس الصنهاجى»‬ ‫‪439‬هـ‬ ‫تدمري‬ ‫‪2‬‬
‫طاعة اخلليفة الفاطمى «املستنرص»‪ ،‬واستقل‬ ‫‪-‬‬ ‫القريوان‬
‫بالقريوان‪ ،‬فاتفق املستنرص مع باقى القبائل‪،‬‬ ‫‪1047‬م‬
‫وزودهم باملال والسالح‪ ،‬وبعد معارك ضارية‬
‫انتهت بتسليم املدينة‪ ،‬فعاثوا فيها فسادا وختريبا‪.‬‬

‫وقع اخلالف آخر عرص الدولة الفاطمية ىف‬ ‫‪562‬هـ‬ ‫البابان‬ ‫‪3‬‬
‫شاور السعدى»‬‫مرص بني الوزيرين «أيب شجاع َ‬ ‫‪-‬‬
‫وزير العاضد‪ ،‬و«رضغام»؛ فاستعان شاور‬ ‫‪1167‬م‬
‫بالصليبيني‪ ،‬واستعان رضغام «بنور الدين‬
‫زنكى» ىف الشام‪ ،‬فأرسل نور الدين جيشا بقيادة‬
‫«أسد الدين شريكوه»‪ ،‬وابن أخيه «صالح‬
‫الدين» التقى باجليش الصليبى بقيادة «آمورى»‬
‫ىف منطقة البابني ىف اجليزة عىل ضفاف النيل‪،‬‬
‫يرتاجع صالح الدين بكتيبته ليتبعه الصليبيون‬
‫طامعني ىف نرص رسيع‪ ،‬ولكن أسد الدين يطبق‬

‫‪190‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫عليهم بجناحى جيشه‪ ،‬ويعمل فيهم القتل‪ ،‬حتى‬


‫مل ينج من جيش الصليبيني سوى شاور وآمورى‪،‬‬
‫فاستوىل شريكوه‪ ،‬وصالح الدين بعد ذلك عىل‬
‫الفيوم‪ ،‬وسائر مدن الوجه البحرى حتى البحرية‬
‫واإلسكندرية‪ ،‬ثم فاز صالح الدين بشاور وقتله‬
‫سنة ‪564‬هـ ‪1169 -‬م‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )10‬ملعارك املسلمني ىف عهد الدولة الفاطمية‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أ�شهر معارك املغرب والأندل�س ال�سيا�سية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫بعد مطاردة العباسيني لألمويني ىف الرشق مل يبق‬ ‫‪138‬هـ‬ ‫ا ُملصارة‪،‬‬ ‫‪1‬‬


‫منهم سوى «عبد الرمحن بن معاوية بن هشام بن‬ ‫‪-‬‬ ‫أو ا ُملسارة‬
‫عبد امللك» امللقب «بالداخل» و«صقر قريش»‪،‬‬ ‫‪756‬م‬
‫وصل إىل املغرب عرب فلسطني ومرص‪ ،‬وىف سنة‬
‫‪137‬هـ ‪755 -‬م عرب إىل األندلس؛ فالتف حوله‬
‫الناس بمن فيهم الرببر‪ ،‬وتقدم نحو العاصمة‬
‫الفهرى» واىل األندلس‬ ‫قرطبة ليلتقى بـ»يوسف ِ‬
‫العباسى عىل رأس جيشه عند الوادى الكبري ىف‬
‫«ا ُملصارة»‪ ،‬أو «ا ُملسارة»‪ ،‬غرب قرطبة ىف معركة‬
‫حاسمة هزمه فيها‪ ،‬وبويع له أمريا عىل األندلس‪،‬‬
‫فدخل ىف رصاع مع كل الطوائف ىف األندلس‬
‫التى كانت تغىل فوق بركان من الثورات؛‬
‫استطاع خالله التغلب عىل مهجية اليمنيني ىف‬
‫أشبيلية و ُطليطلة وباجة معتمدا عىل حشود‬
‫الرببر‪ ،‬وىف سنة ‪146‬هـ ‪765 -‬م واجه أخطر‬
‫الثورات باسم «العالء بن مغيث احلرضمى»‬
‫كاتب اخلليفة «املنصور» العباسى‪ ،‬واستطاع‬
‫القضاء عليه‪ ،‬كام أمخد ثوريت «سليامن بن يقظان»‬
‫واىل برشلونة‪ ،‬و«احلسني بن حييى» واىل رسقسطة‬
‫َ‬
‫اللذ ْين استعانا بـ»شارملان» األكرب إمرباطور‬

‫‪192‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫الفرنجة‪ ،‬وطلبا منه غزو األندلس سنة ‪161‬هـ‬


‫‪780 -‬م‪ ،‬ولكنه فشل ىف ذلك‪ ،‬وقىض الداخل‬
‫عىل مؤيدى العباسيني ىف مرسية‪ ،‬وغرناطة‪،‬‬
‫واجلزيرة اخلرضاء‪ ،‬وعقد صلحا مع رسقسطة‬
‫بعد أن دخلها بجيش ضخم‪ ،‬وحارصها ورضهبا‬
‫باملنجنيق‪ ،‬وىف سنة ‪167‬هـ ‪786 -‬م عقد صلحا‬
‫مع شارملان مدى احلياة‪ ،‬وىف السنة التالية قاد محلة‬
‫إىل ُطليطلة‪ ،‬هزم فيها زعيم الفهرية بعد معارك‬
‫شديدة‪ ،‬ومواقع كثرية‪.‬‬

‫هم َر َبض ش ُقندة ‪ secunda‬جنوب قرطبة‪،‬‬ ‫‪202‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪2‬‬


‫عىل الضفة األخرى من الوادى الكبري‪ ،‬زعيمهم‬ ‫‪-‬‬ ‫الر َبضيني‬
‫َ‬
‫«عمر أبو حفص الب ّلوطى» (‪202‬هـ ‪818 -‬م)‪،‬‬ ‫‪818‬م‬
‫طردهم َ‬
‫«احلكَم األول» من قرطبة؛ بعد أن قاوم‬
‫ثورهتم بقسوة وعنف‪ ،‬فسكن بعضهم ىف فاس‬
‫باملغرب‪ ،‬وجال آخرون ىف بحر الروم (املتوسط‬
‫حاليا)‪ ،‬واحتلوا اإلسكندرية حتى أجالهم‬
‫العباسيون عنها‪ ،‬فانتقلوا إىل إقريطش (كريت‬
‫‪ ،)Crete‬وانتزعوها من البيزنطيني‪ ،‬فأسس‬
‫فيها أبو حفص دولة إسالمية عاصمتها اخلندق‬
‫(كاندى حاليا)‪ ،‬توارثها أبناؤه من بعده طوال‬
‫السنوات (‪350-212‬هـ) (‪961-827‬م)‪،‬‬

‫‪193‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫فوطدوا العالقات التجارية والثقافية مع‬


‫األندلس‪ ،‬ثم أهنى البيزنطيون بقيادة «نقفور‬
‫فوكاس» حكمهم للجزيرة بعد استعادهتا منهم‪.‬‬

‫أكرب ثوار األندلس ضد الدولة األموية‬ ‫‪266‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪3‬‬


‫بقرطبة‪ ،‬اعتصم بحصن جبل ُب َبش رت ‪Boba s‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عمر بن‬
‫‪ tro‬بالقرب من مالقة ‪ Malaga‬جنوب‬ ‫‪880‬م‬ ‫َح ْفصون‬
‫األندلس‪ ،‬دالت له احلصون من مالقة إىل ُرندة‬
‫زمن «حممد األول» و«املنذر» و«عبد اهلل»‪ ،‬تنرص‬
‫كى ينال تأييد نصارى األندلس‪ ،‬ولكن ذلك‬
‫كان وباال عليه‪ ،‬قىض «عبد الرمحن الثالث»‬
‫األموى عىل آخر أوالده‪ ،‬واقتحم احلصن سنة‬
‫‪316‬هـ ‪928 -‬م‪.‬‬

‫كان عىل «عبد الرمحن النارص»‪ ،‬أو «عبد‬ ‫‪313‬هـ‬ ‫بنبلونة‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫الرمحن الثالث»‪ ،‬مواجهة الثورات التى قامت‬ ‫‪-‬‬ ‫واخلندق‬
‫ضده‪ ،‬بعد أن توىل اخلالفة األموية ىف األندلس‬ ‫‪925‬م‬
‫سنة ‪299‬هـ ‪912 -‬م‪ ،‬فأرسل أول جيوشه‬
‫إىل «موسى بن ذى النون» أحد زعامء الرببر‬
‫ىف قلعة رباح شامل قرطبة العاصمة‪ ،‬وقضت‬
‫احلملة عىل بعض املتحالفني معه‪ ،‬كام وجه‬
‫جيشا إىل «ابن حفصون» السرتداد مدينة‬

‫‪194‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫أستجه‪ ،‬وهدم أسوارها‪ ،‬وأرس عددا من خلفاء‬


‫ابن حفصون ىف غرناطة‪ ،‬كام أرسل قواته إىل‬
‫مالقة وأمنها‪ ،‬وأرسل محلة حارصت أشبيلية‪،‬‬
‫وهدمت أسوارها لينهى بذلك ثورات العرب‬
‫واملولدين‪ ،‬وقد آثر عبد الرمحن غض الطرف‬
‫عن قتال النصارى حتى ينتهى من إمخاد ثورات‬
‫الداخل‪ ،‬ولكنه بادر بإرسال جيش سنة ‪304‬هـ‬
‫‪916 -‬م التقى بجموع النصارى‪ ،‬وحقق عليهم‬
‫انتصارات حاسمة‪ ،‬ثم عادوا ملهامجة املسلمني؛‬
‫فأعد جيشا تقدم به إىل حدود النصارى ىف ليون‬
‫وهزمهم ىف موقعتني‪ ،‬وظل النصارى يناوشون‬
‫املسلمني؛ فخرج إليهم ىف جيش ضخم سنة‬
‫‪308‬هـ ‪920 -‬م قىض به عىل أعداد كبرية من‬
‫زعامئهم وأساقفتهم‪ ،‬وفتح كثريا من حصوهنم‬
‫عىل مدار ثالثة أشهر‪ ،‬وىف سنة ‪313‬هـ ‪925 -‬م‬
‫خرج إليهم مرة أخرى؛ خمرتقا الكثري من مدهنم‬
‫التى دمر بعضها طيلة أربعة أشهر ىف غزوة‬
‫عرفت باسم «بنبلونة»‪ ،‬وىف سنة ‪326‬هـ ‪-‬‬
‫‪948‬م استطاع القضاء عىل التحالف النرصانى‪،‬‬
‫وإخضاع الشامل الرشقى من مملكته ما عدا‬
‫ليون‪ ،‬وىف العام التاىل سار بجيشه عرب هنر التاجه‬

‫‪195‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫عند طليطلة‪ ،‬فالتقى بملك ليون الذى حالفه‬


‫«أمية بن إسحق»‪ ،‬وجرت موقعة اخلندق الذى‬
‫انترص فيها ملك ليون‪.‬‬

‫َحيدران بتونس‪ ،‬بالقرب من قابس عىل طريق‬ ‫‪443‬هـ‬ ‫معركة‬ ‫‪5‬‬


‫القريوان‪َ ،‬أنزلت فيها قبائل بنى هالل وبنى َسليم‬ ‫‪-‬‬ ‫َحيدران‬
‫الزاحفة من صعيد مرص هزيمة نكراء بقبائل‬ ‫‪1052‬م‬
‫صنهاجة؛ التى كان عىل رأسها «املعز بن باديس‬
‫الزيرى»‪.‬‬

‫سقطت هذه السنة ىف أيدى املرابطني مع قرطبة؛‬ ‫‪484‬هـ‬ ‫أشبيلية‬ ‫‪6‬‬


‫فهدموا قصور بنى عباد التى أنشأها القاىض‬ ‫‪-‬‬
‫«حممد بن عباد» بعد أن استبد بحكومتها سنة‬ ‫‪1091‬م‬
‫‪414‬هـ‪1022‬م‪ ،‬ثم سقطت ىف أيدى املوحدين‬
‫سنة ‪549‬هـ ‪1154 -‬م وعادت عاصمة‬
‫لألندلس؛ حتى استوىل عليها «فريديناند الثالث»‬
‫سنة ‪646‬هـ ‪1248 -‬م بعد أن حارصها قرابة‬
‫السنة ومخسة أشهر فخرجت من أيدى املسلمني‪.‬‬

‫عىل» مؤسس دولة‬


‫عىل يد «عبد املؤمن بن ّ‬ ‫‪542‬هـ‬ ‫سقوط‬ ‫‪7‬‬
‫املوحدين باملغرب األقىص‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املرابطني‬
‫‪1147‬م‬

‫‪196‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫معركة باألندلس قىض فيها املوحدون عىل نفوذ‬ ‫‪560‬هـ‬ ‫َف ْحص‬ ‫‪8‬‬
‫«حممد بن سعد بن َم ْر َدنيش» جنوب ُم ْر ِسية‪ ،‬وهو‬ ‫‪-‬‬ ‫َ‬
‫اجللاّ ب‬
‫الذى كان وثيق الصلة بملوك مقاطعات إسبانيا‬ ‫‪1165‬م‬
‫الشاملية‪ ،‬واحتوى جيشه عىل ‪ 13‬ألف مقاتل من‬
‫املرتزقة النصارى (الفرنجة)‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )11‬عن املعارك املتتالية بني املسلمني ىف املغرب واألندلس‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أبرز املعارك ال�سيا�سية الأيوبية واململوكية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫دب الشقاق بني أوالد «صالح الدين األيوبى»‪،‬‬ ‫‪596‬هـ‬ ‫بلبيس‬ ‫‪1‬‬
‫فلم يقنع أحدهم بنصيبه من وصية أبيه؛ فهاجم‬ ‫‪-‬‬
‫العزيز «عثامن بن صالح الدين» ملك مرص أخيه‬ ‫‪1200‬م‬
‫«امللك األفضل» بدمشق‪ ،‬ومتكن من االستيالء‬
‫عليها سنة ‪592‬هـ ‪1196 -‬م‪ ،‬وأناب عنه‬
‫عمه «امللك العادل» ىف حكمها‪ ،‬ومل متض‬
‫سنوات حتى اغتيل العزيز عثامن سنة ‪595‬هـ ‪-‬‬
‫‪1199‬م‪ ،‬فوصل أخوه امللك األفضل إىل مرص‬
‫ليتوىل الوصاية عىل «املنصور بن العزيز عثامن»‬
‫ذى العرشة أعوام‪ ،‬فاستغل الفرصة؛ وخرج‬
‫باجليوش املرصية إىل الشام الستعادة دمشق من‬
‫عمه امللك العادل الذى التقى به‪ ،‬ومنعه من‬
‫فكر راجعا إىل القاهرة‪ ،‬وىف طريق عودته‬
‫ذلك َّ‬
‫تعقبه امللك العادل‪ ،‬ودارت بينهام معركة ضارية‬
‫ىف بلبيس انترص فيها العادل‪ ،‬ودخل القاهرة‪،‬‬
‫واستوىل عليها سنة ‪596‬هـ ‪1200 -‬م‪ ،‬وأصبح‬
‫وريثا ململكة أخيه صالح الدين ما عدا احلجاز‬
‫واليمن وأعاىل الشام‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫التقى اجليش املرصى بقيادة املامليك البحرية‬ ‫‪648‬هـ‬ ‫العباسة‬ ‫‪2‬‬


‫باأليوبيني بقيادة امللك النارص «صالح الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫بمرص‬
‫يوسف» صاحب حلب‪ ،‬فتغلب عليهم النارص‬ ‫‪1251‬م‬
‫أول األمر‪ ،‬ولكن ميزان القوى مال نحو املرصيني‬
‫عندما انضم املامليك العزيزية‪ ،‬وهم إحدى فرق‬
‫جيش النارص‪ ،‬إىل معسكر املامليك البحرية‬
‫فتمكنوا من هزيمة النارص‪ ،‬وأجربوه عىل العودة‬
‫إىل حلب‪.‬‬

‫قام هبا األمري «علم الدين سنجر احللبى» نائب‬ ‫‪658‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪3‬‬
‫السلطان «قطز» ىف دمشق‪ ،‬عىل قاتله «الظاهر‬ ‫‪-‬‬ ‫دمشق‬
‫بيربس» الذى استنفد الطرق السلمية لعدوله‬ ‫‪1260‬م‬
‫عن ثورته‪ ،‬فجرد له جيشا كبريا قىض عىل ثورته‪،‬‬
‫ومتكن من القبض عليه‪ ،‬وإرساله مقيدا إىل‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫تزعمها أحد الشيعة الذى عرف «بالكورانى»‪،‬‬ ‫‪658‬هـ‬ ‫ثورة‬ ‫‪4‬‬


‫سكن إحدى قباب قلعة اجلبل‪ ،‬أظهر الزهد‬ ‫‪-‬‬ ‫الكورانى‬
‫والورع‪ ،‬فالتف حوله األتباع‪ ،‬فحرضهم عىل‬ ‫‪1260‬م‬ ‫الشيعى‬
‫الثورة ضد «الظاهر بيربس»‪ ،‬فشقوا شوارع‬
‫القاهرة ليال‪ ،‬واقتحموا حوانيت السالح‪،‬‬
‫وإصطبالت اخليل فجردوها من األسلحة‬

‫‪199‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أبرز املعارك ال�سيا�سية الأيوبية واململوكية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫واخليول التى استخدموها ىف عمليات السلب‬


‫والنهب وإشاعة الفوىض‪ ،‬فجرد عليهم بيربس‬
‫محلة قوية سارعت بمحارصهتم‪ ،‬والقبض عىل‬
‫زعامئهم‪ ،‬وصلب الكورانى وباقى الزعامء عىل‬
‫باب زويلة‪.‬‬

‫قام هبا «شمس الدين آقوش الربىل» أمري حلب‬ ‫‪660‬هـ‬ ‫ثورة حلب‬ ‫‪5‬‬
‫ضد «الظاهر بيربس»‪ ،‬ولكن بيربس متكن من‬ ‫‪-‬‬
‫حمارصة ثورته وإمخادها‪.‬‬ ‫‪1262‬م‬

‫التقى فيها جيش «املنصور سيف الدين‬ ‫‪679‬هـ‬ ‫غزة‬ ‫‪6‬‬


‫قالوون» بقوات «شمس الدين سنقر األشقر»‬ ‫‪-‬‬
‫أمريه عىل الشام التى استقل هبا وخلع طاعته‪،‬‬ ‫‪1280‬م‬
‫وفيها متكن جيش املنصور من هزيمة قوات‬
‫سنقر وردهم إىل الرملة‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )12‬عن املعارك البينية ىف عرصى الدولتني األيوبية واململوكية‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أ�شهر املعارك ال�سيا�سية للدولة العثمانية‪:‬‬


‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫بعد وصول «تيمورلنك» املغوىل املسلم من‬ ‫‪804‬هـ‬ ‫سهل أنقرة‬ ‫‪1‬‬
‫بغداد بعد جلوء «أمحد بن أورس اجلالئرى» إىل‬ ‫‪-‬‬
‫السلطان العثامنى «بايزيد» الذى رفض تسليمه‬ ‫‪1401‬م‬
‫إىل تيمورلنك؛ متجها إىل آسيا الصغرى حيث‬
‫دخل مدينة سيواس‪ ،‬وقتل األمري طغرل بن‬
‫بايزيد‪ ،‬ثم اجته غربا ليلتقى بجيش بايزيد حيث‬
‫دارت املعركة طوال اليوم من قبل رشوق الشمس‬
‫وحتى بعد غروهبا‪ ،‬فتقهقر اجليش العثامنى بعد‬
‫وأرس‬‫أن انضمت كتائب منه إىل تيمورلنك‪ُ ،‬‬
‫بايزيد وابنه «موسى»‪.‬‬

‫وقعت ىف وادى ترجان بوالية أررضوم بني‬ ‫‪878‬هـ‬ ‫ترجان‬ ‫‪2‬‬


‫«حممد الفاتح» السلطان العثامنى‪ ،‬و«حسن‬ ‫‪-‬‬
‫أزوزن» (الطويل) أشهر حكام دولة الرتكامن‬ ‫‪1473‬م‬
‫الثانية اآلق قوينلو الذى هزم هزيمة منكرة مل تقم‬
‫لدولته بعدها قائمة‪ ،‬وقد جلأ ابنه األكرب «حممد‬
‫نارص الدين» واىل أصفهان إىل حممد الفاتح بعد‬
‫هزيمة والده‪ ،‬فرحب به وزوجه من ابنته «كوهر‬
‫خان سلطان»‪ ،‬وعينه واليا عىل األناضول‪ ،‬ولكنه‬
‫قتل سنة ‪882‬هـ ‪1477 -‬م دون معرفة القاتل‬
‫وسبب القتل‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫دارت هذه املعركة بني «سليم األول»‪ ،‬وشاه‬ ‫‪920‬هـ‬ ‫وادى‬ ‫‪3‬‬
‫فارس (إيران) الشيعى «إسامعيل الصفوى»؛‬ ‫‪-‬‬ ‫جالديران‬
‫الذى كان دائم اخلالف مع سليم‪ ،‬عندما كان‬ ‫‪1514‬م‬
‫أمريا عىل مدينة طرابزون القريبة من احلدود‬
‫الفارسية (اإليرانية)‪ ،‬وعندما احتل سليم أربع‬
‫مدن فارسية (إيرانية)؛ أرسل الشاه جيشا بقيادة‬
‫أخيه فانترص عليه سليم وأرسه‪ ،‬فرفع الشاه األمر‬
‫إىل أبيه السلطان «بايزيد» الذى أمر ابنه بإطالق‬
‫رساح أخيه‪ ،‬والتنازل عن املدن األربعة‪ ،‬ولكن‬
‫سليم رفض وانقلب عىل أبيه ونحاه عن السلطة‬
‫بمساعدة اإلنكشارية (قوات املشاة العثامنية)‪،‬‬
‫وكانت هذه املعركة أوىل قرارات السلطان سليم‬
‫الذى انترص فيها عىل الشاه واستوىل عىل خزائنه‬
‫بعد فراره‪.‬‬

‫خرج السلطان األرشف «قنصوه الغورى» ذو‬ ‫‪923‬هـ‬ ‫مرج دابق‬ ‫‪4‬‬
‫الثامنني عاما؛ إىل «مرج دابق» بالقرب من حلب‬ ‫‪-‬‬
‫السورية عىل رأس اجليش املرصى اململوكى؛‬ ‫‪1517‬م ‬
‫ليلتقى بالسلطان العثامنى «سليم األول» الذى‬
‫أراد تأديب املامليك ىف الشام ومرص لدعمهم‬
‫«إسامعيل الصفوى» شاه إيران الشيعى‪ ،‬والذى‬
‫كان ىف خالف مع سليم األول‪ ،‬ولكن خيانة أمراء‬

‫‪203‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫الشام املرتشني من سليم األول‪ ،‬وانضاممهم إىل‬


‫اجليش العثامنى‪ ،‬أدت إىل هزيمة الغورى ىف‬
‫املعركة‪ ،‬بعد سقوطه جمندال حتت سنابك اخليل‪،‬‬
‫فدخل العثامنيون حلب ومحاة ومحص ودمشق‪،‬‬
‫واستولوا عىل بيت املقدس‪.‬‬

‫أناب «الغورى» ابن أخيه «طومان باى»‬ ‫‪923‬هـ‬ ‫الريدانية‬ ‫‪5‬‬


‫عىل مرص عند خروجه بجيشه للدفاع عنها‬ ‫‪-‬‬
‫ىف موقعة مرج دابق؛ فتلقى إنذارا من «سليم‬ ‫‪1517‬م ‬
‫األول» بالتسليم ودفع اجلزية‪ ،‬فرفض طومان‬
‫باى التسليم واإلذعان له حسب عقيدة املامليك‬
‫الذين ال جييدون سوى احلرب والدفاع‪ ،‬وال‬
‫يلجأون عادة إىل حيل السياسة واملهادنة‪ ،‬فخرج‬
‫ملالقاة سليم األول ىف غزة‪ ،‬ثم انسحب والتقى به‬
‫ىف الريدانية بصحراء العباسية‪ ،‬ثم تقهقر بجيشه‬
‫من أهل البلد للدفاع عن القاهرة‪ ،‬وظل يقاوم‬
‫حتى قبض عليه سليم وأعدمه عىل باب زويلة‪،‬‬
‫أحد أبواب القاهرة لتسقط دولة املامليك ىف مرص‬
‫والشام‪ ،‬التى دافعت عن اإلسالم ىف هذه البالد‬
‫طيلة ثالثة قرون‪ ،‬واستخدمهم العثامنيون ىف‬
‫حكم هذه البالد‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫توىل «طهامسب» حكم الدولة الصفوية ىف إيران‬ ‫‪935‬هـ‬ ‫الرصاع‬ ‫‪6‬‬


‫سنة ‪930‬هـ ‪1524 -‬م‪ ،‬بعد وفاة أبيه الشاه‬ ‫‪-‬‬ ‫الصفوي‪،‬‬
‫إسامعيل‪ ،‬وأراد التحالف مع أوروبا ضد الدولة‬ ‫‪1529‬م‬ ‫والعثامنى‬
‫العثامنية‪ ،‬بينام أرسل «ذو الفقار خان» حاكم‬ ‫عىل بغداد‬
‫بغداد إىل «سليامن القانونى» للدخول ىف محاية‬
‫الدولة العثامنية‪ ،‬فبعث له الشاه اجلديد من قتله‬
‫سنة ‪935‬هـ ‪1529 -‬م‪ ،‬ثم دخلت قواته بغداد؛‬
‫فأعلنت الدولة العثامنية احلرب عليه‪ ،‬وسار إليه‬
‫سليامن ودخل تربيز العاصمة دون مقاومة‪ ،‬ثم‬
‫اجته إىل بغداد فاستسلمت القوات الصفوية سنة‬
‫‪940‬هـ ‪1534 -‬م‪ ،‬ومل يغامر الشاه بالدخول ىف‬
‫معركة مع اجليش العثامنى‪ ،‬فاستوىل سليامن عىل‬
‫آذربيجان‪ ،‬ثم استعاد الصفويون املناطق التى‬
‫استوىل عليها‪ ،‬وعادوا إىل بغداد سنة ‪1032‬هـ‬
‫‪1623 -‬م ىف عهد الشاه «عباس» الذى حارصها‬
‫حصارا طويال حتى جاع أهلها وأكلوا حلوم البرش‪،‬‬
‫وصلب أهل بغداد الشيعة‪ ،‬وألقوا برءوسهم إىل‬
‫الصفويني املحارصين هلم‪ ،‬وعلقوا أجسادهم‬
‫عىل األسوار‪ ،‬وعندما استوىل عليها الصفويون‬
‫قضوا عىل أهل بغداد السنة قضاء مربما‪ ،‬وهدموا‬
‫مساجدهم‪ ،‬إىل أن استعادها العثامنيون سنة‬

‫‪205‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أهم األحداث‬ ‫التاريخ‬ ‫املوقعة‬ ‫م‬

‫‪1047‬هـ ‪1638 -‬م ىف عهد السلطان «مراد‬


‫الرابع» بعد أن انتقموا من الشيعة؛ فطلب الشاه‬
‫الصفوى الصلح‪ ،‬ف ُعقدت معاهدة صلح أقرت‬
‫تبعية تربيز‪ ،‬ورشق األناضول ‪ -‬ومنها العراق‬
‫‪ -‬للدولة العثامنية‪ ،‬فظلت العراق تتبع الدولة‬
‫العثامنية أربعة قرون‪.‬‬

‫التقى «إبراهيم باشا بن حممد عىل» بالقائد‬ ‫‪1247‬هـ‬ ‫هزيمة‬ ‫‪11‬‬


‫العثامنى «حسني باشا أغا» ىف كل من محص‬ ‫‪-‬‬ ‫العثامنيني‬
‫وبيالن فهزمه هزيمة منكرة‪ ،‬وهو اإلنكشارى‬ ‫‪1832‬م‬ ‫أمام حممد‬
‫الذى قىض عىل اإلنكشارية العثامنية‪ ،‬وحلها سنة‬ ‫عىل‬
‫عىل‬
‫‪1241‬هـ ‪1826 -‬م‪ ،‬وهبذا سيطر حممد ّ‬
‫عىل الشام بعد انتزاعها من العثامنيني‪.‬‬

‫عىل» رشيف مكة واحلجاز‬ ‫أعلنها «احلسني بن ّ‬ ‫‪1335‬هـ‬ ‫الثورة‬ ‫‪12‬‬


‫سنة‪1325‬هـ ‪1908 -‬م بتحريض من اإلنجليز‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العربية‬
‫وهو الذى نشأ ىف إستانبول‪ ،‬عىل األتراك‬ ‫‪1916‬م‬ ‫الكربى‬
‫العثامنيني‪ ،‬وطردهم من اجلزيرة والعراق؛ فكافأه‬
‫اإلنجليز بتعيني ابنه «عبد اهلل» ملكا عىل األردن‪،‬‬
‫وابنه «فيصل» ملكا عىل العراق‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫رسم بياىن (‪ )13‬للحروب البينية املتتالية بني املسلمني ىف عهد الدولة العثامنية‪.‬‬

‫رسم بياىن (‪ )14‬يوضح تطور الحروب اإلسالمية البينية منذ حروب الردة عىل مدى ‪ 14‬قرنا بال انقطاع‪ ،‬وحتى‬
‫ىل للعثامنيني ىف العرص الحديث‪ ،‬والقضاء عىل أرشاف مكة (وقد شملت املعارك البينية بني‬ ‫هزمية محمد ع ّ‬
‫املسلمني الثورات التى كان يقوم بها األفراد املخالفون ملذهب الدولة؛ وكانت الدولة تواجهها عادة بالجيوش‬
‫الجرارة‪ ،‬حيث يلتف األتباع حول األفراد الثائرين بأعداد غفرية قد تبلغ اآلالف‪ ،‬وكان منهم الفرسان واملحاربون‬
‫واملعارضون للدولة ومذهبها‪ ،‬فيك ّون الثائر منهم الجيوش التى يستطيع بها التغلب عىل جيوش الدولة‪ ،‬وقد‬
‫تسقط الدولة إذا كانت محدودة ىف الزمان واملكان)‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مخطط دائرى (‪ )15‬لبيان املساحات الزمنية يتضح منه استنفاد طاقات املسلمني ىف الحروب البينية منذ وفاة النبى‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬حتى العرص الحديث مقارنة بالفتوحات وحروب االسرتداد‪.‬‬

‫مخطط دائرى (‪ )16‬يوضح النسب الزمنية الشرتاك الدول اإلسالمية ىف الحروب البينية بني املسلمني عرب التاريخ‬
‫اإلسالمى‪ ،‬مع وجود عالقة طردية بني عمر الدولة وضلوعها ىف الحروب البينية‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫معامل التاريخ اإلسالمى عرب الزمان واملكان‬


‫من خالل السالالت التى دخلت اإلسالم من عربية‬
‫وفارسية وتركية وهندية ومغولية‬
‫حتدثنا ىف كتابنا السابق‪« :‬ماذا فعل املسلمون باإلسالم؟» عن الدول اإلسالمية الكربى‬
‫التى مل تصمد إحداها للتالية هلا كثريا‪ ،‬وكان السيف والغلبة مها الفيصل والقانون‪ ،‬مما‬
‫املسيسني إىل تقنينه ىف الرشيعة إلرضاء حكامهم الفائزين باحلكم‪،‬‬‫حدا ببعض الفقهاء َ‬
‫فقىض األمويون عىل اخلالفة الراشدة‪ ،‬ثم قىض العباسيون عىل األمويني‪ ،‬فتوقف التاريخ‬
‫قليال عند اخللفاء األقوياء من بنى العباس حتى عرص املعتصم‪ ،‬الذى استكثر من العبيد‬
‫األتراك بالوالء ألمه الرتكية‪ ،‬حتى أفرد هلم عاصمة ثانية انطلقوا منها ليصبحوا وباال‬
‫عىل الدولة التى تولوها باإلرهاب والتفتيت‪ ،‬وقد دخل الشيعة ىف هذا التنافس عىل‬
‫األطراف البعيدة من الدولة ىف آسيا واملغرب األقىص‪ ،‬كام هرب األمويون من العباسيني‬
‫إىل أقىص الغرب من أوروبا (األندلس)؛ التى كان هلم فضل فتحها إبان قوة الدولة ىف‬
‫دمشق‪ ،‬فأهنوا حكمها كإمارة إسالمية تتبع اخلالفة العباسية‪ ،‬واستقلوا هبا حتى ضعفت‬
‫قوهتم‪ ،‬فرتكوها للفوىض والترشذم الذى قام به األتراك ىف أنحاء العامل اإلسالمى ىف‬
‫الرشق مع الشيعة‪ ،‬فتفتت العامل اإلسالمى من مستوى الدول القوية إىل مستوى‬
‫اإلمارات واملقاطعات‪ ،‬مع ما بينها من تصادم وتشاحن‪ ،‬حتى وقع العامل اإلسالمى ىف‬
‫براثن الصليبيني واملغول‪ ،‬حيث أسلم املغول‪ ،‬ودخل الصليبيون العامل اإلسالمى مرة‬

‫‪209‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أخرى ىف مطلع العصور احلديثة بعد اهنيار األتراك العثامنيني‪ ،‬فكان من املحتم علينا تتبع‬
‫هذه الرشاذم ىف أنحاء العامل اإلسالمى املرتامى األطراف ىف هذا الكتاب‪.‬‬
‫كانت احلركات االنفصالية إبان الدولة العباسية الثانية من مساوئ توريث احلكم‬
‫باستحواذ األرسة الواحدة عىل اخلالفة‪ ،‬فقامت هذه احلركات إبان ضعف السلطة‬
‫املركزية بتكوين واليات مستقلة عن الدولة األم‪ ،‬حتكمها أيضا أرسة واحدة‪ ،‬كانت‬
‫تعول عىل القوة ىف بقائها واستمرارها ىف احلكم‪ ،‬بإحاطة نفسها بأكرب قدر من املامليك‬
‫واملرتزقة‪ ،‬الذين كان معظمهم من األتراك الذين استقلوا بقوميتهم (وليس بدينهم‬
‫اإلسالمى) ولغتهم بعد أكثر من قرن من الزمان‪ ،‬ليتجمعوا ويقيموا دولتهم باسم «بنى‬
‫عثامن»‪ ،‬ومل يندجموا ىف الشعوب العربية التى فتحوا بالدها‪ ،‬وتدينوا بدينها‪ ،‬حتى زرعوا‬
‫اإلسالم قرسا ىف أوروبا‪ ،‬عىل غري الروح اإلسالمية التى ال تفرض اإلسالم عىل أحد‪،‬‬
‫وقد ثارت عليهم تلك الشعوب التى احتلوها‪ ،‬وحاربوهم مثل «العرب» و«األوربيني‬
‫الرشقيني»‪ ،‬ومل يسلكوا مسلك املغول الذين دخلوا ىف اإلسالم بعد أن احتلوا بالده‪،‬‬
‫ولكنهم مل يستمروا ىف هذا االحتالل بعد إسالمهم؛ بل توجهوا إىل اهلند‪ ،‬وأقاموا‬
‫دولتهم هناك‪.‬‬
‫أقام اخلليفة العباسى «الواثق» القائد الرتكى «أشناس» سنة ‪230‬هـ ‪845 -‬م واليا‬
‫عىل األقاليم املمتدة من سامراء إىل بالد املغرب‪ ،‬وأشناس من قادة املعتصم‪ ،‬خلف‬
‫«األفشني»‪ ،‬كام أسند إىل «إيناخ» حكم الواليات الرشقية للدولة العباسية‪ ،‬وقاعدهتا‬
‫«خراسان»‪.‬‬
‫قاوم اخلليفة «املتوكل» سلطة القواد األتراك بالقضاء عىل إيناخ‪ ،‬ولكنه فشل ىف استعادة‬
‫هيبة الدولة‪ ،‬فراح ضحية املؤامرات التى نفذها األتراك‪ ،‬فعندما أراد املتوكل أن يوىص‬
‫البنه «املعتز» دون أخويه «املؤيد» و«املنترص» ىف توىل اخلالفة من بعده غضب املنترص‪،‬‬
‫فتعصب له أتباعه الرتك؛ فاتفق «بغا» الصغري مع «باغر» الرتكى عىل قتل املتوكل رضبا‬
‫بالسيف حتى استقرت اخلالفة للمنترص‪ ،‬واستفحلت سلطة األتراك حتى تدخلوا ىف‬
‫عزل وتعيني اخللفاء وفقا ألهوائهم ومصاحلهم الشخصية‪ ،‬وعىل ذلك صار خلفاء بنى‬

‫‪210‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫العباس ألعوبة ىف أيدى األتراك‪ ،‬فأصبحت اخلالفة اسمية فقط‪ ،‬وفقد اخلليفة صالحياته‬
‫اإلدارية والسياسية‪ ،‬وأصبح مظهرا وثنيا‪ ،‬بل إن الشيعة الفاطميني والبوهييني مل يعرتفوا‬
‫أصال هبذا السلطان وأنكروه‪.‬‬
‫ونظرا الستفحال أمر األتراك قام الساسانيون الفرس أصحاب الفضل ىف إقامة‬
‫الص َّفارية‪،‬‬
‫ومساندة الدولة العباسية باالجتاه رشقا‪ ،‬وإقامة عدة دويالت مستقلة‪ ،‬وهى ُ‬
‫والساسانية‪ ،‬وال َعلوية بطربستان‪.‬‬
‫أدرجنا احلروب الصليبية ىف جداول هذا الفصل عىل رأس قرون التاريخ اإلسالمى‬
‫لبيان تداخلها مع أحداث قيام الدول اإلسالمية كالدولة الزنكية واأليوبية واململوكية‪،‬‬
‫وربام كانت سببا ىف قيام هذه الدول‪ ،‬وقد حتدثنا عنها ىف فصل حروب االسرتداد‪ ،‬كام‬
‫اعتمدنا ىف هذا الفصل عىل خرائط أطلس التاريخ العربى اإلسالمى‪ ،‬وبعض خرائط‬
‫مواقع شبكة املعلومات الدولية املتخصصة لتوضيح مواقع الدول‪.‬‬

‫دعوة الر�سول الكرمي �إىل الإ�سالم‪:‬‬


‫السنة‬ ‫أهم األحداث‬ ‫م‬

‫‪570‬م‬ ‫ميالد الرسول صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫‪1‬‬


‫حواىل ‪612‬م‬ ‫بداية الدعوة بمكة‬ ‫‪2‬‬
‫حوايل ‪622‬م‬ ‫اهلجرة إىل املدينة‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬هـ ‪624 -‬م‬ ‫وقعة بدر‬ ‫‪4‬‬


‫‪3‬هـ – ‪625‬م‬ ‫وقعة أحد ‬ ‫‪5‬‬

‫‪5‬هـ ‪627 -‬م‬ ‫اخلندق‬ ‫‪6‬‬


‫‪7‬هـ ‪629 -‬م‬ ‫مؤتة‬ ‫‪7‬‬

‫‪211‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫السنة‬ ‫أهم األحداث‬ ‫م‬

‫‪8‬هـ ‪630 -‬م‬ ‫فتح مكة‪ ،‬وموقعة حنني ‬ ‫‪8‬‬


‫‪11‬هـ ‪632 -‬م‬ ‫حجة الوداع‪ ،‬ووفاة النبى‬ ‫‪9‬‬

‫امل�سلمون بعد الر�سول الكرمي‪:‬‬


‫«املدينة املنورة» مقر اخلليفة‪،‬‬ ‫(‪ 40 - 11‬هـ)‬ ‫اخللفاء‬ ‫‪1‬‬
‫عىل‪.‬‬
‫ثم «الكوفة» ىف خالفة ّ‬ ‫(‪661 – 632‬م)‬ ‫الراشدون‬

‫دمشق مركز حكم اخلليفة‪.‬‬ ‫(‪132 – 40‬هـ)‬ ‫األمويون‬ ‫‪2‬‬


‫(‪)750 – 661‬‬

‫امل�سلمون بعد الأمويني‪:‬‬


‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬
‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫األتراك‬ ‫‪-1‬الغزنيون‬ ‫‪ -1‬بنو طاهر ‪-1‬احلمدانيون‬ ‫‪-1‬األدارسة‬ ‫‪-1‬اإلمارة‬ ‫العباسيون‪:‬‬


‫العثامنيون‬ ‫األتراك‬ ‫(حلب)‬ ‫(خراسان)‬ ‫(فاس)‬ ‫األموية‬ ‫‪-1‬العرص‬
‫(‪699‬‬ ‫(الهور)‬ ‫القرن الرابع‬ ‫(‪-204‬‬ ‫(‪171‬‬ ‫(‪-138‬‬ ‫الذهبى‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫(‪-350‬‬ ‫اهلجرى‪-‬العارش‬ ‫‪263‬هـ)‬ ‫‪-‬‬ ‫‪316‬هـ)‬ ‫(‪-132‬‬
‫‪1342‬هـ)‬ ‫‪583‬هـ)‬ ‫امليالدى‬ ‫(‪877-820‬م)‬ ‫‪363‬هـ)‬ ‫(‪-756‬‬ ‫‪193‬هـ)‬

‫‪212‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬


‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫(‪1299‬‬ ‫(‪-962‬‬ ‫‪-2‬الصفاريون ‪-2‬الطولونيون‬ ‫(‪788‬‬ ‫‪929‬م)‬ ‫(‪-750‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪1187‬م)‬ ‫(العراق‪ -‬ىف مرص (‪-254‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪809‬م) ‪-2‬اخلالفة‬
‫‪1924‬م)‬ ‫‪-2‬الغوريون‬ ‫‪290‬هـ)‬ ‫‪974‬م) فارس) (‪-258‬‬ ‫األموية‬ ‫‪-2‬عرص‬
‫الفرس (‪-542‬‬ ‫(‪903-868‬م)‬ ‫الدويالت‪-2 -316( ،‬الرستميون ‪289‬هـ)‬
‫‪611‬هـ)‬ ‫(تاهرت) (‪902-872‬م) ‪-3‬اإلخشيديون‬ ‫‪422‬هـ)‬ ‫وسقوط‬
‫(‪-1148‬‬ ‫(‪-323‬‬ ‫‪-3‬البوهييون‬ ‫(‪143‬‬ ‫(‪-929‬‬ ‫اخلالفة‬
‫‪1215‬م)‬ ‫‪358‬هـ)‬ ‫الفرس‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1031‬م)‬ ‫(‪-193‬‬
‫‪ -3‬خلجى‬ ‫(‪969-935‬م)‬ ‫(العراق‪-‬‬ ‫‪298‬هـ)‬ ‫‪656‬هـ) ‪ -3‬ملوك‬
‫األتراك (دهلى)‬ ‫(‪ 761‬فارس) (‪-4 -319‬الفاطميون‬ ‫الطوائف‬ ‫(‪-809‬‬
‫(‪-689‬‬ ‫(‪-296‬‬ ‫‪446‬هـ)‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪-422‬‬ ‫‪1258‬م) ‬
‫‪719‬هـ)‬ ‫‪566‬هـ)‬ ‫(‪-932‬‬ ‫‪911‬م)‬ ‫‪483‬هـ)‬
‫(‪-1290‬‬ ‫(‪-909‬‬ ‫‪1055‬م)‬ ‫(‪-3 -1031‬األغالبة‬
‫‪1320‬م)‬ ‫‪1171‬م)‬ ‫(القريوان) ‪-4‬السامانيون‬ ‫‪1091‬م)‬
‫‪ -4‬تغلق‬ ‫‪-5‬األيوبيون‬ ‫الفرس‬ ‫(‪183‬‬ ‫‪-4‬املرابطون‬
‫األتراك (دهلى)‬ ‫(‪-566‬‬ ‫(ما وراء النهر‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪-447‬‬
‫(‪-720‬‬ ‫‪647‬هـ)‬ ‫– تركستان‬ ‫‪296‬هـ)‬ ‫‪541‬هـ)‬
‫‪815‬هـ)‬ ‫(‪-1171‬‬ ‫‪-‬خُ راسان)‬ ‫(‪800‬‬ ‫(‪-1056‬‬
‫(‪-1321‬‬ ‫‪1250‬م)‬ ‫(‪-289‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1147‬م)‬
‫‪1412‬م)‬ ‫‪-6‬املامليك‬ ‫‪394‬هـ)‬ ‫‪-5‬املوحدون ‪909‬م)‬

‫‪213‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬


‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫‪ -5‬هبمن‬ ‫البحرية‬ ‫(‪-902‬‬ ‫‪-4‬الزيريون‬ ‫(‪-514‬‬


‫(الدكن)‬ ‫(‪-651‬‬ ‫‪1004‬م)‬ ‫(‪360‬‬ ‫‪667‬هـ)‬
‫(‪-747‬‬ ‫‪783‬هـ)‬ ‫‪-5‬الغزنويون‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪-1121‬‬
‫‪937‬هـ)‬ ‫(‪-1254‬‬ ‫األتراك‬ ‫‪562‬هـ)‬ ‫‪1269‬م)‬
‫(‪-1347‬‬ ‫‪1382‬م)‬ ‫(أفغانستان‪-‬‬ ‫(‪971‬‬ ‫‪ -6‬بنو نرص‪،‬‬
‫‪1531‬م)‬ ‫‪-7‬املامليك‬ ‫اهلند) (‪-350‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أو بنو األمحر‬
‫‪ -6‬خلجى‬ ‫الربجية‬ ‫‪582‬هـ)‬ ‫‪1167‬م)‬ ‫ىف غرناطة‬
‫(مالوه)‬ ‫(‪-783‬‬ ‫(‪-962‬‬ ‫‪-5‬املرابطون‬ ‫(‪-632‬‬
‫(‪-839‬‬ ‫‪922‬هـ)‬ ‫‪1187‬م)‬ ‫(‪447‬‬ ‫‪897‬هـ)‬
‫‪937‬هـ)‬ ‫(‪-1382‬‬ ‫‪-6‬السالجقة‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪-1235‬‬
‫(‪-1436‬‬ ‫‪1517‬م)‬ ‫األتراك‬ ‫‪541‬هـ)‬ ‫‪1492‬م) ‬
‫‪1531‬م)‬ ‫‪-8‬العثامنيون‬ ‫(‪( 1056‬العراق‪-‬آسيا‬
‫‪ -7‬مغول اهلند‬ ‫(‪-921‬‬ ‫الصغرى‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪-932‬‬ ‫‪1336‬هـ)‬ ‫‪1147‬م) كرمان‪ -‬سوريا)‬
‫‪1274‬هـ)‬ ‫(‪-1516‬‬ ‫(‪-428‬‬ ‫‪ -6‬بنو محاد‬
‫(‪-1526‬‬ ‫‪1918‬م)‬ ‫‪699‬هـ)‬ ‫(‪404‬‬
‫‪1858‬م)‬ ‫(‪-1037‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -8‬عادل شاه‬ ‫‪1300‬م)‬ ‫‪546‬هـ)‬
‫(بيجابور)‬ ‫‪-7‬املغول ىف‬ ‫(‪1014‬‬

‫‪214‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬


‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫(‪-894‬‬ ‫آسيا الوسطى‬ ‫‪-‬‬


‫‪1097‬هـ)‬ ‫(القرن‪-7‬‬ ‫‪1152‬م)‬
‫(‪-1489‬‬ ‫‪ -7‬املوحدون ‪807‬هـ)‬
‫‪1686‬م)‬ ‫(القرن‪-13‬‬ ‫(‪541‬‬
‫‪ -9‬نظام شاهى‬ ‫‪1405‬م)‬ ‫‪-‬‬
‫(جنوب اهلند)‬ ‫‪-8‬إخلانية‬ ‫‪667‬هـ)‬
‫(‪-895‬‬ ‫املغول‬ ‫(‪1147‬‬
‫‪1042‬هـ)‬ ‫(فارس)‬ ‫‪-‬‬
‫(‪-1490‬‬ ‫(‪-654‬‬ ‫‪1269‬م)‬
‫‪1633‬م)‬ ‫‪737‬هـ)‬ ‫‪ -8‬املرينيون‬
‫‪ -10‬بريد‬ ‫(‪-1256‬‬ ‫(‪645‬‬
‫شاهى (جنوب‬ ‫‪1336‬م)‬ ‫‪-‬‬
‫اهلند) (‪-897‬‬ ‫‪ -9‬جالئر‪-‬‬ ‫‪869‬هـ)‬
‫‪1028‬هـ)‬ ‫(‪ 1248‬مغول العراق‪-‬‬
‫(‪-1492‬‬ ‫آذربيجان‬ ‫‪-‬‬
‫‪1619‬م)‬ ‫(‪-740‬‬ ‫‪1465‬م)‬
‫‪ -11‬قطب‬ ‫‪814‬هـ)‬ ‫‪ -9‬بنو عبد‬
‫شاهى (الدكن)‬ ‫(‪-1339‬‬ ‫الواد‬
‫(‪-917‬‬ ‫‪1411‬م)‬ ‫(‪632‬‬

‫‪215‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬


‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫‪1098‬هـ)‬ ‫‪ -10‬قره‬ ‫‪-‬‬


‫(‪-1512‬‬ ‫‪961‬هـ) قويونىل أتراك‬
‫‪1687‬م)‬ ‫(العراق‪-‬‬ ‫(‪1235‬‬
‫فارس‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫آذربيجان)‬ ‫‪1554‬م)‬
‫‪-10‬احلفصيون (‪-777‬‬
‫‪873‬هـ)‬ ‫(تونس)‬
‫(‪-1375‬‬ ‫(‪625‬‬
‫‪1468‬م)‬ ‫‪-‬‬
‫‪981‬هـ) ‪-11‬آق قويونىل‬
‫(‪ 1228‬ديار بكر‪ -‬تربيز‬
‫(‪-805‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪908‬هـ)‬ ‫‪1574‬م)‬
‫‪-11‬الوطاسيون (‪-1402‬‬
‫‪1502‬م)‬ ‫(‪-869‬‬
‫‪960‬هـ) ‪-12‬التيموريون‬
‫املغول‬ ‫(‪-1465‬‬
‫(فارس)‬ ‫‪1553‬م)‬
‫‪-12‬السعديون (‪-807‬‬

‫‪216‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مدينة‬ ‫اهلند‬ ‫سورية‬ ‫العراق‪-‬‬ ‫األندلس املغرب‬ ‫مدينة‬


‫بغداد‬ ‫ومرص‬ ‫فارس‬ ‫(تونس‪-‬‬ ‫بغداد‬
‫بالعراق‬ ‫القريوان‪( -‬إيران)‪-‬آسيا‬ ‫بالعراق‬
‫الوسطى‬ ‫فاس)‬

‫‪907‬هـ)‬ ‫(مراكش‪-‬‬
‫فاس) (‪-1405( -961‬‬
‫‪1502‬م)‬ ‫‪1069‬هـ)‬
‫(‪-13 -1554‬الصفويون‬
‫ىف فارس‬ ‫‪1659‬م)‬
‫‪-13‬العلويون (إيران) (‪-907‬‬
‫(‪1076‬هـ) ‪1148‬هـ)‬
‫(‪-1502‬‬ ‫(‪1666‬م)‬
‫‪1736‬م)‬
‫‪-14‬القاجار ىف‬
‫فارس (إيران)‬
‫(‪-1192‬‬
‫‪1343‬هـ)‬
‫(‪-1779‬‬
‫‪1925‬م)‬

‫‪217‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة (عن اخلالفة العبا�سية)‬


‫فى القرن الثانى الهجرى ‪ -‬الثامن امليالدى‬

‫فرتة احلكم‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪833-135‬هـ) (‪1429-752‬م)‬ ‫ُعامن‬ ‫األئمة اإلباضية‬ ‫‪1‬‬

‫(‪422 - 138‬هـ) (‪1030 – 755‬م)‬ ‫األندلس‬ ‫األموية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪297 – 140‬هـ) (‪909 – 757‬م)‬ ‫سلجامسة (املغرب)‬ ‫بنو مدرار‬ ‫‪3‬‬

‫(‪296 – 160‬هـ) (‪908 – 776‬م)‬ ‫تاهرت (اجلزائر)‬ ‫الرستمية‬ ‫‪4‬‬

‫(‪375 – 172‬هـ) (‪985 – 788‬م)‬ ‫مراكش (املغرب)‬ ‫األدارسة‬ ‫‪5‬‬

‫(‪296 – 184‬هـ) (‪908 – 800‬م)‬ ‫القريوان (تونس)‬ ‫األغالبة‬ ‫‪6‬‬

‫(‪392-198‬هـ) (‪1001-813‬م)‬ ‫اهلند‬ ‫اإلمارات اإلسالمية‬ ‫‪7‬‬

‫الأئمة الإبا�ضية فى ُعمان (‪833-135‬هـ) (‪1429-752‬م)‪:‬‬


‫عىل احلوارى»‪،‬‬
‫«ج ُلندى بن سعيد»؛ حتى إمامة «مالك بن ّ‬ ‫بدأت باإلمام املنتخب ُ‬
‫أعقبها فرتة مظلمة سيطرت عىل البالد مع خلو منصب اإلمام‪.‬‬
‫وفد إىل ُعامن عدد حمدود من اخلوارج الذين نجوا من معركة النهروان سنة ‪38‬هـ ‪-‬‬
‫‪658‬م (املوجة األوىل)‪ ،‬أظهروا عداءهم ملعاوية مؤسس الدولة األموية‪ ،‬وألبوا عليه‬
‫ال ُعامنيني الذين رغبوا ىف االستقالل عن الدولة املركزية البعيدة ىف دمشق التى ال هم‬
‫الوالة عليهم من خارج أهل ُعامن‪ ،‬وظل األمر كذلك‬ ‫هلا سوى جباية الزكاة‪ ،‬وفرض ُ‬

‫‪218‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫حتى عهد «عبد امللك بن مروان» الذى عني «احلجاج» واليا عىل العراق؛ فدخل ىف‬
‫رصاع مع اخلوارج ىف العراق بقيادة «نافع بن األزرق»‪ ،‬و«قطرى بن الفجاءة»‪ ،‬و«عبد‬
‫اهلل بن إباض» وتغلب عليهم‪ ،‬فهرب من نجا منهم إىل ُعامن (املوجة الثانية)‪ ،‬مما لفت‬
‫نظر احلجاج نحو اخلليج العربى وخليج ُعامن‪ ،‬فوجه رصاعه إىل أهل ُعامن الذين تأثروا‬
‫بأفكار اخلوارج حتى قهرهم بجيوشه‪ ،‬وفر زعامء أرسة اإلمام ُ‬
‫اجل ُلندى الذين تزعموا‬
‫املقاومة من ُعامن إىل بالد الزنج (زنجبار)‪.‬‬
‫وينتسب اخلوارج ال ُعامنيون إىل اإلباضية أتباع «عبد اهلل بن إباض» الذى خرج عىل‬
‫«عبد امللك بن مروان»‪ ،‬ويتنصلون من اخلوارج كجامعة خرجت عىل اإلمام «عىل بن‬
‫أبى طالب»‪.‬‬

‫الدولة الأموية فى الأندل�س (‪422-138‬هـ) (‪1030-755‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪ )9‬الدولة األموية ىف األندلس (عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫أسسها «عبد الرمحن بن هشام بن عبد امللك» امللقب «بالداخل» و«صقر قريش» بعد‬
‫دخوله األندلس سنة ‪138‬هـ ‪755 -‬م فرارا من العباسيني‪ ،‬فأعلن اإلمارة‪ ،‬بعد أن قىض‬
‫عىل معارضيه‪ ،‬ثم أعلن «عبد الرمحن الثالث النارص لدين اهلل» اخلالفة سنة ‪316‬هـ ‪-‬‬

‫‪219‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪929‬م‪ ،‬وختلل العامريون (‪399 – 366‬هـ) (‪1008 – 976‬م) فرتة حكم األمويني؛‬
‫حيث استبد احلاجب املنصور حممد بن أبى عامر بالسلطة (‪392-368‬هـ) (‪-978‬‬
‫‪1001‬م) وصيا عىل اخلليفة األموى هشام‪ ،‬فأخضع الثورات‪ ،‬وأكمل الفتوحات‪،‬‬
‫وتوىل بعده ابنه عبد امللك الذى كان أكفأ من أبيه حتى مات فتوىل أخوه عبد الرمحن‬
‫وكان أضعف منهام فقتل‪ ،‬وعادت الدولة إىل أحضان األمويني مرة أخرى‪ ،‬ولكن‬
‫ضعفهم وتناحرهم أدى إىل سقوط دولتهم‪ ،‬وترشذم املسلمني باألندلس بام عرف بفرتة‬
‫ملوك الطوائف (‪484-422‬هـ) (‪1091-1030‬م)‪.‬‬
‫وتعاقب احلكام األمويون ىف األندلس عىل النحو التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪173-138‬هـ) (‪788-755‬م)‬ ‫عبد الرمحن األول بن هشام بن عبد‬ ‫‪1‬‬


‫امللك امللقب «بالداخل» و«صقر‬
‫قريش» (اإلمارة)‬

‫(‪180-173‬هـ) (‪796-788‬م)‬ ‫هشام األول (اإلمارة)‬ ‫‪2‬‬


‫(‪207-180‬هـ) (‪822-796‬م)‬ ‫احلكم األول بن هشام (اإلمارة)‬ ‫‪3‬‬

‫(‪238-207‬هـ) (‪852-822‬م)‬ ‫عبد الرمحن الثانى بن احلكم‬ ‫‪4‬‬


‫(اإلمارة)‬

‫(‪273-238‬هـ) (‪886-852‬م)‬ ‫حممد األول بن عبد الرمحن‬ ‫‪5‬‬


‫(اإلمارة)‬

‫(‪275-273‬هـ) (‪888-886‬م)‬ ‫املنذر بن حممد (اإلمارة)‬ ‫‪6‬‬

‫‪220‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪299-275‬هـ) (‪912-888‬م)‬ ‫عبد اهلل بن حممد (اإلمارة)‬ ‫‪7‬‬

‫(‪350-299‬هـ) (‪961-912‬م)‬ ‫النارص لدين اهلل عبد الرمحن الثالث‬ ‫‪8‬‬


‫بن حممد (اخلالفة)‬

‫(‪365-350‬هـ) (‪976-961‬م)‬ ‫املستنرص باهلل احلكم الثانى بن عبد‬ ‫‪9‬‬


‫الرمحن (اخلالفة)‬

‫(‪399-366‬هـ) (‪1009-976‬م)‬ ‫املؤيد باهلل هشام الثانى بن احلكم‬ ‫‪10‬‬


‫(اخلالفة)‬

‫(‪399‬هـ) (‪1010-1009‬م)‬ ‫املهدى حممد الثانى بن هشام بن عبد‬ ‫‪11‬‬


‫اجلبار بن عبد الرمحن (اخلالفة)‬

‫(‪403-399‬هـ) (‪1013-1009‬م)‬ ‫املستعني باهلل سليامن بن احلكم بن‬ ‫‪12‬‬


‫سليامن بن عبد الرمحن (اخلالفة)‬

‫(‪408‬هـ ‪1018 -‬م)‬ ‫املرتىض عبد الرمحن الرابع بن حممد‬ ‫‪13‬‬


‫بن عبد امللك بن عبد الرمحن (اخلالفة)‬

‫(‪414‬هـ) (‪1024-1023‬م)‬ ‫املستظهر باهلل عبد الرمحن اخلامس بن هشام‬ ‫‪14‬‬


‫بن عبد اجلبار بن عبد الرمحن (اخلالفة)‬

‫(‪416-414‬هـ) (‪1025-1023‬م)‬ ‫املستكفى باهلل حممد الثالث بن عبد الرمحن‬ ‫‪15‬‬


‫بن عبد اهلل بن عبد الرمحن (اخلالفة)‬

‫‪221‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪422-420‬هـ) (‪1031-1029‬م)‬ ‫املعتد باهلل هشام الثالث بن‬ ‫‪16‬‬


‫عبد الرمحن الرابع (اخلالفة)‬

‫دولة بنى مدرار (‪297-140‬هـ) (‪909-757‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )10‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أسسها «عيسى بن يزيد األسود» من اخلوارج الصفرية‪ ،‬هادنوا العباسيني‪ ،‬اشتغلوا‬


‫بشئوهنم الداخلية وجتارهتم‪ ،‬ثم قضت عليهم الدولة الفاطمية‪ ،‬ومن أبرز حكامهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪155-140‬هـ) (‪771-757‬م)‬ ‫عيسى بن يزيد األسود‬ ‫‪1‬‬

‫(‪168-155‬هـ) (‪784-771‬م)‬ ‫أبو القاسم سمكو‬ ‫‪2‬‬

‫(‪208-174‬هـ) (‪823-790‬م)‬ ‫اليسع بن أيب القاسم‬ ‫‪3‬‬

‫(‪263-224‬هـ) (‪876-838‬م)‬ ‫ميمون بن مدرار‬ ‫‪4‬‬

‫الدولة الر�ستم ّية (‪296-164‬هـ) (‪909-781‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )11‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫ظهر اخلوارج باملغرب ىف طنجة بقيادة «ميرسة املطغرى»‪ ،‬وبرز ىف هذه األماكن البعيدة‬
‫عن اخلالفة ىف الرشق الصفرية واإلباضية من مذاهب اخلوارج‪ ،‬فانترشت الصفرية ىف‬

‫‪223‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫اجلهات الغربية منها‪ ،‬واإلباضية عىل األطراف الرشقية‪ ،‬واشتهرت زناتة وهوارة كأكرب‬
‫قبيلتني للرببر ىف املغرب مواالة للخوارج‪.‬‬
‫ظلت حركات اخلوارج ىف الطور الثورى حتى منتصف القرن الثانى اهلجرى‪ ،‬وأواخر‬
‫القرن الثامن امليالدى‪ ،‬فبدت كفورانات تئول ىف النهاية إىل اخلمود والركود الذى كان‬
‫مصريه الذوبان ىف املجتمعات املحيطة هبا؛ حتى استقرت هذه الفورانات ىف الدولة‬
‫الرستمية باملغرب عندما نجح «عبد الرمحن بن رستم» اإلباىض ىف تأسيس دولتهم بعد‬
‫التغلب عىل الرببر‪ ،‬فشيد تاهرت ىف منطقة النجود التى تبعد عن الصحراء اجلزائرية‬
‫قرابة املائتى كيلو مرت‪ ،‬واختذها عاصمة لدولته التى خلفه عليها «ابنه عبد الوهاب»‪،‬‬
‫ثم «ابن عبد الوهاب»‪ ،‬إىل أن قتل الفاطميون آخر خلفائهم‪ ،‬فقضوا عىل دولتهم‪،‬‬
‫وضموها إىل نفوذهم‪ ،‬وكان األئمة اإلباضية يصلون إىل اإلمامة باالنتخاب‪ ،‬ومع ذلك‬
‫اشتهر معظمهم بالفساد والظلم وسوء السرية‪.‬‬
‫وقد تعاقب احلكام الرستميون عىل احلكم كالتاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪168-160‬هـ) (‪784-776‬م)‬ ‫عبد الرمحن بن رستم‬ ‫‪1‬‬

‫(‪208-168‬هـ) (‪823-784‬م)‬ ‫عبد الوهاب بن عبد الرمحن‬ ‫‪2‬‬

‫(‪258-208‬هـ) (‪871-823‬م)‬ ‫أبو سعيد األفلح بن عبد الوهاب‬ ‫‪3‬‬

‫(‪281-258‬هـ) (‪894-871‬م)‬ ‫أبو بكر بن األفلح‬ ‫‪4‬‬

‫(‪281-260‬هـ) (‪894-873‬م)‬ ‫أبو اليقظان حممد بن األفلح‬ ‫‪5‬‬

‫(‪281‬هـ) (‪894‬م)‬ ‫أبو حاتم يوسف بن حممد َ‬


‫(احلكَم‬ ‫‪6‬‬
‫األول)‬

‫‪224‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫؟‬ ‫يعقوب بن األفلح َ‬


‫(احلكَم األول)‬ ‫‪7‬‬

‫؟‬ ‫أبو حاتم يوسف بن حممد َ‬


‫(احلكَم الثانى)‬ ‫‪8‬‬

‫(‪297-295‬هـ) (‪908-906‬م)‬ ‫يعقوب بن األفلح َ‬


‫(احلكَم الثانى)‬ ‫‪9‬‬

‫دولة الأدار�سة (‪375-172‬هـ) (‪985-788‬م)‪:‬‬


‫أسس دولتهم (خريطة ‪ )11‬اإلمام الشيعى «إدريس بن عبد اهلل بن احلسن بن احلسن‬
‫عىل بن أبى طالب» باملغرب سنة ‪172‬هـ ‪788 -‬م‪ ،‬بعد أن ثار عىل العباسيني وفر‬ ‫بن ّ‬
‫من احلجاز إىل املغرب مرورا بمرص إثر مواجهتهم ىف موقعة فخ سنة ‪169‬هـ ‪785 -‬م‪،‬‬
‫نزل مدينة َوليىل فبايعته قبائل الرببر‪ ،‬وعىل رأسها قبيلة ْأو َر َبة‪ ،‬فتح تادال‪ ،‬وتلمسان‪،‬‬
‫واختذ عاصمتها مراكش‪ُ ،‬قتل مسموما بتدبري «هارون الرشيد»‪ ،‬ثم قىض الفاطميون‬
‫عىل دولته بعد ذلك‪.‬‬
‫توىل ابنه «إدريس الثانى» احلكم بعده وهو ال يزال جنينا ىف بطن أمه‪ ،‬فبايعه الرببر عندما‬
‫بلغ احلادية عرشة من عمره‪ ،‬أنشأ مدينة فاس باملغرب األقىص‪ ،‬ونقل العاصمة إليها‪.‬‬
‫امتد نفوذ الدولة ىف عهد ابنه «حييى» إىل سائر بالد املغرب‪ ،‬ودولتهم من أوىل الدول‬
‫الشيعية ىف التاريخ اإلسالمى‪ ،‬وأول دولة نقلت احلضارة اإلسالمية إىل املغرب‪،‬‬
‫أضعفتها االنقسامات الداخلية بعد مناوأة العباسيني هلا من بغداد‪ ،‬واألمويني من‬
‫األندلس‪ ،‬واألغالبة من تونس‪ ،‬فوقعت حتت سيطرة الفاطميني بعد أن ختىل عنها الرببر‬
‫السنة الذين كانوا درعا هلا خاصة قبائل زناتة وهوارة‪ ،‬وتفرعت عنها دولة «بنى محود»‬
‫ىف األندلس‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتعاقب حكامها كام ىف اجلدول التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪177-172‬هـ) (‪793-788‬م)‬ ‫إدريس بن عبد اهلل‬ ‫‪1‬‬

‫(‪213-177‬هـ) (‪828-793‬م)‬ ‫إدريس الثانى‬ ‫‪2‬‬

‫(‪221-213‬هـ) (‪835-828‬م)‬ ‫حممد بن إدريس الثانى‬ ‫‪3‬‬

‫(‪235-219‬هـ)(‪849-835‬م)‬ ‫عىل األول‬


‫ّ‬ ‫‪4‬‬

‫(‪251-235‬هـ) (‪864-849‬م)‬ ‫حييى األول‬ ‫‪5‬‬

‫(‪261-251‬هـ) (‪874-864‬م)‬ ‫حييى الثانى‬ ‫‪6‬‬

‫(‪269-261‬هـ) (‪883-874‬م)‬ ‫عىل الثانى‬


‫ّ‬ ‫‪7‬‬

‫(‪292-269‬هـ) (‪905-883‬م)‬ ‫حييى الثالث‬ ‫‪8‬‬

‫(‪310-292‬هـ) (‪922-905‬م)‬ ‫حييى الرابع‬ ‫‪9‬‬

‫(‪313-310‬هـ) (‪925-922‬م)‬ ‫احلجام‬


‫احلسن ّ‬ ‫‪10‬‬

‫(‪337-326‬هـ) (‪948-937‬م)‬ ‫القاسم َكنُّون‬ ‫‪11‬‬

‫(‪ 348-337‬هـ)(‪959-948‬م)‬ ‫أبو العيش بن َكنُّون‬ ‫‪12‬‬

‫(‪375-348‬هـ) (‪985-959‬م)‬ ‫احلسن بن َكنُّون‬ ‫‪13‬‬

‫‪226‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة الأغالبة (‪296-184‬هـ) (‪909-800‬م)‪:‬‬


‫أسس «إبراهيم بن األغلب» دولة األغالبة (خريطة ‪ )11‬ىف شامل إفريقية؛ بعد أن‬
‫واله «هارون الرشيد» اخلليفة العباسى إفريقية سنة ‪184‬هـ ‪800 -‬م‪ ،‬ثم انفصل عن‬
‫العباسيني؛ الذين ك َّلفوه بتأديب الرببر خوفا من زحف األدارسة عىل مرص والشام‪ ،‬فانترص‬
‫عليهم‪ ،‬ودانوا له‪ ،‬فبسط نفوذه عىل طرابلس أيضا‪ ،‬أنشأ مدينتى العباسة والقرص بالقرب‬
‫من القريوان عاصمة دولته التى كان هلا أسطول عظيم‪ ،‬واشتهرت بآثارها العمرانية‪.‬‬
‫استطاع ولده «زيادة اهلل األول» فتح صقلية مرة ثانية سنة ‪212‬هـ ‪827 -‬م‪ ،‬وهى التى‬
‫فتحها املسلمون ىف عهد معاوية اخلليفة األموى‪ ،‬ومل يثبت املسلمون أقدامهم فيها إال بفتح‬
‫األغالبة هلا‪ ،‬وظل املسلمون هبا حتى سنة ‪483‬هـ ‪1090 -‬م‪ ،‬ثم فتح األغالبة مالطة‬
‫سنة ‪221‬هـ ‪835 -‬م‪ ،‬وسيطروا عىل سواحل جنوبى فرنسا وإيطاليا ىف برنديزى ونابىل‬
‫وكالرييا جنوب إيطاليا‪ ،‬وتورنتو وبارى‪ ،‬ووصلوا إىل روما سنة ‪231‬هـ ‪841 -‬م مقر‬
‫البابا‪ ،‬فدخلوها وأحرقوها وهنبوا كنائسها مما اضطر البابا «ليون الرابع» إىل االختباء‪،‬‬
‫قىض «أبو عبد اهلل الشيعى» ‪ -‬داعى الفاطميني ‪ -‬بعد ذلك عىل هذه الدولة‪.‬‬
‫دخلت صقلية ىف أطوار سقوط األندلس خالل قرنني من فتحها‪ ،‬وذلك باستعانة‬
‫حكامها املسلمني بأعدائهم املرتبصني هبم‪ ،‬حتى دخلها «روجار» قائد النورمان‪ ،‬لتسقط‬
‫مدهنا الواحدة تلو األخرى إىل أن خرجت من أيدى املسلمني سنة ‪484‬هـ ‪1091 -‬م‪،‬‬
‫وقد تواىل عىل حكم هذه الدولة‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪196-184‬هـ) (‪812-800‬م)‬ ‫إبراهيم بن األغلب‬ ‫‪1‬‬

‫(‪196‬هـ ‪201 -‬هـ) (‪817-812‬م)‬ ‫أبو العباس عبد اهلل األول‬ ‫‪2‬‬

‫(‪223-201‬هـ) (‪838-817‬م)‬ ‫أبو حممد زيادة اهلل األول‬ ‫‪3‬‬

‫‪227‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪227-223‬هـ) (‪841-838‬م)‬ ‫أبو عقال‬ ‫‪4‬‬

‫(‪242-227‬هـ) (‪856-841‬م)‬ ‫أبو العباس حممد‬ ‫‪5‬‬

‫(‪249-242‬هـ) (‪863-856‬م)‬ ‫أبو إبراهيم أمحد‬ ‫‪6‬‬

‫(‪250-249‬هـ) (‪864-863‬م)‬ ‫زياة اهلل الثانى‬ ‫‪7‬‬

‫(‪261-250‬هـ) (‪875-864‬م)‬ ‫أبو الغرانيق حممد‬ ‫‪8‬‬

‫(‪289-261‬هـ) (‪902-875‬م)‬ ‫أبو إسحق إبراهيم بن أمحد‬ ‫‪9‬‬

‫(‪290-289‬هـ) (‪903-902‬م)‬ ‫أبو العباس عبد اهلل الثانى‬ ‫‪10‬‬

‫(‪296-290‬هـ) (‪909-903‬م)‬ ‫زيادة اهلل الثالث‬ ‫‪11‬‬

‫الإمارات الإ�سالمية بالهند (‪392-198‬هـ) (‪1001-813‬م)‪:‬‬


‫أرض اهلند الواسعة هى املحصورة بني خليج البنغال ىف الرشق‪ ،‬وبحر العرب ىف‬
‫الغرب‪ ،‬واملحيط اهلندى ىف اجلنوب‪ ،‬وجبال هياماليا ىف الشامل‪ ،‬إضافة إىل ما يتبعها من‬
‫جزر لكاديف واملالديف ىف الغرب‪ ،‬وإندمان ونيكوبار ىف الرشق‪ ،‬وجزيرة رسنديب‬
‫(سيالن) ىف اجلنوب‪ ،‬والتساع هذه الرقعة أطلق عليها شبه القارة اهلندية‪ ،‬وتم تقسيم‬
‫اهلند بناء عىل إحلاح املسلمني سنة ‪1366‬هـ ‪1947 -‬م‪ ،‬فنشأ عن هذا التقسيم دولتا‬
‫انعكاسا حلالتهم التى ال يطيقون‬
‫ً‬ ‫اهلند‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وكام أن املسلمني ال يطيقون اآلخر‬
‫فيها أنفسهم‪ ،‬فبعد أن استقلوا عن اهلند ىف دولتهم باكستان عادوا فقسموها مرة أخرى‬
‫إىل باكستان وبنجالديش‪ ،‬ومها دولتان تتنافسان اآلن ىف اجلهل واملرض والفقر والتخلف‬

‫‪228‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الذى ال شفاء منه حتى يرث اهلل األرض ومن عليها‪ ،‬وانحرست منهم نسبة ىف اهلند تقدر‬
‫بحواىل ‪ %12‬من عدد السكان الذين أسعدهم احلظ‪ ،‬وانفصلوا عن املسلمني ىف باكستان‬
‫وبنجالديش‪ ،‬ليتقدموا سياسيا واقتصاديا وعلميا رغم تعداد السكان اهلائل (ثانى دولة‬
‫ىف عدد السكان بعد الصني)‪ ،‬ورغم تعدد األديان واللغات‪.‬‬
‫بدأت الغزوات إىل اهلند منذ عهد اخلليفة الراشد «عمر بن اخلطاب»‪ ،‬فشملت مناطق‬
‫حمدودة من شبه القارة الواسعة حيث كانت رضبا من املباغتات الطارئة والرسيعة مل‬
‫يكتب هلا الثبات واالستقرار‪ ،‬ومل ترجتف أركان شبه القارة اهلندية بالغزو إال ىف عهد‬
‫اخلليفة األموى «عبد امللك بن مروان»‪ ،‬وواليه عىل العراق «احلجاج بن يوسف الثقفى»‬
‫الذى أطلق اخلليفة يده ىف بوابة الدولة الرشقية‪ ،‬فحدث أن سبى القراصنة اهلنود بعض‬
‫نساء التجار املسلمني ىف عرض البحر‪ ،‬فطلب احلجاج من «داهر» ملك السند تسليم‬
‫النساء‪ ،‬ولكنه ادعى أنه ال سلطان له عىل القراصنة‪ ،‬ومن الصعب عليه تتبعهم‪ ،‬فحاول‬
‫احلجاج حترير النساء عن طريق بعض املقاتلني الذين أرسلهم‪ ،‬ولكنهم فشلوا ىف‬
‫مهمتهم‪ ،‬فأعد جيشا بقيادة «حممد بن القاسم الثقفى» فتح الديلم (بالقرب من كراتشى‬
‫احلالية) سنة ‪89‬هـ(‪707‬م)‪ ،‬مدعام باألسطول الذى شارك ىف حصار املدينة‪ ،‬فدخلها‬
‫حممد وحطم أصنامها ثم توجه إىل بريون (حيدر آباد السند) فدخلها‪ ،‬وسار إىل امللتان‬
‫عاصمة اإلقليم ففتحها‪ ،‬وقتل داهر امللك سنة ‪96‬هـ ‪714 -‬م‪.‬‬
‫استقر اإلسالم ىف اهلند عندما توىل أمرها «عمرو بن مسلم الباهىل»‪ ،‬ىف عهد اخلليفة‬
‫األموى «عمر بن عبد العزيز» هبجرة القبائل العربية وانتشارها‪ ،‬ودعا اخلليفة أمراء‬
‫اهلند إىل اإلسالم واعدا إياهم بإبقائهم ىف مراكزهم فأسلم الكثري منهم‪ ،‬وعىل رأسهم‬
‫أبناء امللك داهر‪ ،‬فقامت الدويالت واإلمارات اإلسالمية مثل املنصورة وامللتان وإمارة‬
‫شيعية (إسامعيلية)‪ ،‬كام ظهرت دويالت وإمارات أخرى ىف مناطق حمدودة باهلند فرتة‬
‫ضعف اخلالفة العباسية‪ ،‬وأشهرها‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة املاهانية بالسند‪ ،‬ومؤسسها «فضل بن ماهان» سنة ‪198‬هـ ‪813 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة اهلبارية بالسند‪ ،‬أسسها «عمر بن عبد العزيز اهلبارى» سنة ‪240‬هـ ‪853 -‬م‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -‬الدولة السامية بامللتان‪ ،‬أسسها «حممد بن القاسم السامى» سنة ‪279‬هـ ‪891 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة اإلسامعيلية بملتان سنة ‪375‬هـ ‪984 -‬م‪ ،‬ومن أبرز حكامها «جلم بن‬
‫شيبان»‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ -‬الدولة املعدانية ىف مكران‪ ،‬أسسها «عيسى بن معدان» سنة ‪340‬هـ ‪950 -‬م‪.‬‬
‫وقد قىض الغزنويون والغوريون عىل هذه الدول حواىل القرن الرابع اهلجرى‪ ،‬العارش‬
‫امليالدى عندما توحدت اهلند ىف عهد هاتني الدولتني‪ ،‬ولكنها عادت إىل الترشذم إىل‬
‫ممالك وإمارات صغرية مرة أخرى بعد زوال هاتني الدولتني ىف دهلى‪ ،‬وكشمري‪ ،‬والسند‪،‬‬
‫وامللتان‪ ،‬وكوجرات‪ ،‬وجانبور‪ ،‬والبنغال والدكن‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة‬


‫فى القرن الثالث الهجرى‪-‬التا�سع امليالدى‬

‫فرتة احلكم‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪412-203‬هـ) (‪1021-818‬م)‬ ‫زُبيد باليمن‬ ‫الزيادية‬ ‫‪1‬‬

‫(‪259-205‬هـ) (‪872-820‬م)‬ ‫خراسان‬ ‫الطاهرية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪393-225‬هـ) (‪1002-839‬م)‬ ‫صنعاء باليمن‬ ‫اليعفرية‬ ‫‪3‬‬

‫(‪316-250‬هـ) (‪928-864‬م)‬ ‫طربستان‬ ‫الزيدية (الطالبية)‬ ‫‪4‬‬

‫(‪469-286‬هـ) (‪1076-900‬م)‬ ‫الكوفة والشام‬ ‫القرامطة‬ ‫‪5‬‬


‫واليمن واحلجاز‬
‫(‪317-253‬هـ) (‪930-869‬م)‬ ‫نجد‬ ‫بنو األخيرض‬ ‫‪6‬‬

‫(‪292-254‬هـ) (‪905-868‬م)‬ ‫مرص والشام‬ ‫الطولونية‬ ‫‪7‬‬

‫(‪298-254‬هـ) (‪910-868‬م)‬ ‫إيران وهرات وما‬ ‫الص َّفارية‬ ‫‪8‬‬


‫وراء النهر‬
‫(‪390-261‬هـ) (‪1000-874‬م)‬ ‫خراسان وما‬ ‫السامانية‬ ‫‪9‬‬
‫وراء النهر‬
‫(‪1382-280‬هـ) (‪1962-893‬م)‬ ‫صعدة وصنعاء‬ ‫(الرسيون)‬
‫الزيدية َّ‬ ‫‪10‬‬

‫(‪567-297‬هـ) (‪1171-909‬م)‬ ‫مرص‬ ‫الفاطمية‬ ‫‪11‬‬

‫‪231‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الزيادية (‪412-203‬هـ) (‪1021-818‬م)‪:‬‬


‫أسسها «حممد بن عبد اهلل بن زياد» (من ولد زياد بن أبيه) (‪245-203‬هـ) (‪-818‬‬
‫‪859‬م)؛ الذى أرسله «املأمون» اخلليفة العباسى إىل اليمن إلمخاد ثورة آل البيت‪ ،‬ملا‬
‫«عىل بن أبى طالب»‪ ،‬فاستوىل عىل هتامة بعد حرب طويلة‬‫عرف عنه من شدة بغضه آلل ّ‬
‫مع أهلها‪ ،‬واختط مدينة زبيد سنة ‪204‬هـ ‪819 -‬م واختذها عاصمة مللكه الوراثى‬
‫بعد أن توسع ىف عدة مناطق‪ ،‬ثم آلت السلطة إىل «عبد اهلل بن إسحق» الذى كان طفال‬
‫فكفلته أخته‪ ،‬مع عبد ألبيها يدعى «احلسني بن سالمة النوبى» فاستبد باألمر‪ ،‬وقبض‬
‫عىل السلطة‪ ،‬وقىض عىل التمرد واالضطراب‪ ،‬وأخضع معظم بالد اليمن‪ ،‬وأجزاء من‬
‫احلجاز‪ ،‬وقام بالكثري من اإلصالحات حتى وفاته؛ فاهنارت دولة بنى زياد‪ ،‬وتنازع‬
‫عبيده السلطة التى استقرت أخريا ىف «بنى نجاح» منهم‪ ،‬وقد تواجد األئمة الزيديون‬
‫مع احلكام ىف اليمن موالني هلم أحيانا‪ ،‬وثائرين عليهم أحيانا أخرى‪ ،‬وقد تواىل حكام‬
‫هذه الدولة كاآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪245-203‬هـ) (‪860-819‬م)‬ ‫حممد بن عبد اهلل بن زياد‬ ‫ ‪1‬‬

‫(‪289-245‬هـ) (‪903-860‬م)‬ ‫إبراهيم بن حممد ‬ ‫ ‪2‬‬

‫(‪311-289‬هـ) (‪924-903‬م)‬ ‫زياد بن إبراهيم ‬ ‫ ‪3‬‬

‫(‪371-311‬هـ) (‪982-924‬م)‬ ‫إسحق بن إبراهيم ‬ ‫‪ 4‬‬

‫(‪409-371‬هـ) (‪1019-982‬م)‬ ‫عبد اهلل بن إسحق ‬ ‫ ‪5‬‬

‫(‪412-409‬هـ) (‪1022-1019‬م)‬ ‫مواىل بنى زياد من بنى نجاح‬ ‫‪ 6‬‬

‫‪232‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الطاهرية (‪259-205‬هـ) (‪872-820‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )12‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫أسسها «طاهر بن احلسني» قائد اخلليفة «املأمون» الذى عينه أمريا عىل خراسان سنة‬
‫‪205‬هـ‪820‬م؛ مكافأة له ىف حربه ضد أخيه األمني‪ ،‬واستمرت اإلمارة ىف ذريته حتى‬
‫سنة ‪259‬هـ ‪872 -‬م‪ ،‬بعد أن استقلوا بإمارهتم التى ظلت تابعة للخالفة العباسية ىف‬
‫الص َّفاريون‪.‬‬
‫بغداد‪ ،‬فبقيت دولتهم كذلك حتى أزاحهم ُ‬

‫الدولة اليعفرية (‪387-225‬هـ) (‪996-839‬م)‪:‬‬

‫بدأ نفوذ األرسة اليعفرية ىف شبام بحرضموت سنة ‪225‬هـ ‪839 -‬م‪ ،‬وامتد هذا النفوذ‬
‫عىل اهلاشمى» واىل املعتصم اخلليفة العباسى‬ ‫إىل صنعاء باليمن عن طريق « جعفر بن ّ‬
‫عىل نجد واليمن‪ ،‬الذى قام بتولية « عبد الرحيم بن إبراهيم احلواىل» عىل اليمن نيابة عنه‬
‫حتى وفاته؛ وخلفه « ابنه يعفر» الذى صارع عدة قوى ىف عدة ميادين حتى استقر له‬
‫حكم صنعاء حواىل سنة ‪247‬هـ ‪861 -‬م‪ ،‬بعد أن كانوا يدفعون اجلزية لبنى زياد إيذانا‬
‫ببدء قيام الدولة اليعفرية بصنعاء‪ ،‬ثم تواىل بعده احلكام كاآلتى‪:‬‬

‫‪233‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫ (‪259-247‬هـ) (‪872-861‬م)‬ ‫يعفر بن عبد الرحيم‬ ‫ ‪1‬‬

‫(‪279-259‬هـ) (‪892-872‬م)‬ ‫حممد بن يعفر ‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪285-279‬هـ) (‪898-892‬م)‬ ‫إبراهيم بن حممد ‬ ‫‪ 3‬‬

‫(‪288-286‬هـ) (‪901-899‬م)‬ ‫أسعد بن إبراهيم (‪ )1‬‬ ‫‪ 4‬‬

‫(‪332-303‬هـ) (‪943-915‬م)‬ ‫أسعد بن إبراهيم (‪ )2‬‬ ‫ ‪5‬‬

‫(‪352-332‬هـ) (‪963-943‬م)‬ ‫حممد بن إبراهيم ‬ ‫‪ 6‬‬

‫ختلل حكم اليعفريني معارك كثرية وقاسية مع أحد األئمة الزيدية وهو «اإلمام‬
‫اهلادى» الذى اقتحم صنعاء‪ ،‬وتسلط عليها من سنة ‪288‬هـ ‪901 -‬م حتى سنة ‪299‬هـ‬
‫وحسمت هذه املعارك بوقوع «حممد» بن اإلمام اهلادى ىف األرس بعد القضاء‬‫‪911 -‬م‪ُ ،‬‬
‫«عىل بن الفضل»‪ ،‬واستقر هبا من سنة ‪299‬هـ ‪-‬‬ ‫عىل جيشه‪ ،‬ثم دخلها القرامطة بقيادة ّ‬
‫‪911‬م إىل سنة ‪303‬هـ ‪915 -‬م‪ ،‬فدخل اليعفريون ىف رصاع معهم بقيادة «أسعد بن‬
‫إبراهيم» الذى تغلب عليهم بعد وفاة ابن الفضل وأبادهم‪ ،‬واستعاد ملكه‪ ،‬ولكن الدولة‬
‫تفسخت وانقرضت من بعده‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الزيدية (الطالبية) (‪316-250‬هـ) (‪928-864‬م)‪:‬‬


‫مل يكن االنفصال الشيعى عن دولة اخلالفة العباسية جمرد استقالل بالسلطة فقط‪ ،‬ولكن‬
‫دعوهتم كانت تسبق هذا االستقالل بالرتويج ألحقية أهل البيت ىف اخلالفة‪ ،‬وأهنم –‬
‫الشيعة – األحق بآل البيت‪ ،‬وىف طربستان استغل الشيعة النفوذ املتزايد لإلقطاع والظلم‬
‫الواقع منهم عىل الفالحني بإعالن الثورة عليهم‪ ،‬ورفع الظلم عن الفالحني‪ ،‬فربز منهم‬
‫عىل بن أبى طالب»‬
‫«احلسن بن زيد بن حممد بن إسامعيل بن احلسن بن زيد بن احلسن بن ّ‬
‫سنة ‪270‬هـ ‪884 -‬م‪ ،‬ومجع حوله األعداد الكبرية منهم‪ ،‬واستوىل هبم عىل طربستان‪،‬‬
‫وأسس دولته بعد أن هزم الطاهريني‪ ،‬واستحوذ منهم عىل «آمل» أهم أقاليم طربستان‪،‬‬
‫والديلم (جنوب غرب بحر قزوين أو اخلزر)‪ ،‬ثم واصل تقدمه حتى سقط اإلقليم كله‪،‬‬
‫وجرجان وقومس‪ ،‬وأرسل الدعاة الستاملة الناس‪ ،‬واحتفظ‬ ‫وبعدها استوىل عىل الرى ُ‬
‫والص ُفاريون ىف انتزاع اإلقليم منه‪ ،‬وظل‬
‫بحكم طربستان ‪ 20‬عاما‪ ،‬ومل ينجح العباسيون ُ‬
‫حتت حكم الزيديني لسنوات طويلة‪ ،‬فقد خلف احلسن ىف احلكم أخيه «حممد»‪ ،‬ومن‬
‫بعده توالت األرسة عىل احلكم‪.‬‬
‫ومل ينتظم أمر الزيدية (الطالبية) بعد مقتل «حييى بن زيد» إال عندما ظهر ثائر جديد‬
‫عىل األطروش» الذى لقب نفسه «بنارص‬ ‫من أتباع آل البيت‪ ،‬وهو » أبو حممد احلسن بن ّ‬
‫احلق» ىف طربستان وبالد الديلم‪ ،‬فسار خلفه الفالحون بعد أن رفع شعار القضاء‬
‫عىل اإلقطاع والظلم الواقع عليهم‪ ،‬ليصعد إىل السلطة‪ ،‬ويرتبع فوق عرشها من سنة‬
‫‪301‬هـ ‪913 -‬م إىل سنة ‪316‬هـ ‪928 -‬م‪ ،‬وهو من أئمة الشيعة الزيدية العلوية‪،‬‬
‫وثالث ملوكها‪ ،‬ومن أعالم املفرسين الشيعة‪ ،‬نرش اإلسالم ىف بالد الديلم اخلاضعة‬
‫للحكم اإلسالمى منذ عهد «عمر بن اخلطاب»‪ ،‬ومل يسلم أهلها بالغزو وظلوا يدفعون‬
‫اجلزية‪ ،‬واستعاد طربستان سنة ‪305‬هـ ‪917 -‬م‪ ،‬وظل ىف احلكم حتى عصف به‬
‫وجرجان حتى عام ‪417‬هـ ‪1026 -‬م حيث توىل‬ ‫«الزياريون» الذين حكموا طربستان ُ‬
‫احلكم «مراداويج بن زيار» أحد القادة العسكريني لألرسة الزيدية (الطالبية) (‪-316‬‬
‫‪323‬هـ) (‪934-928‬م)‪ ،‬وتعاقب احلكم ىف ذريته حتى سنة ‪471‬هـ ‪1078 -‬م عندما‬
‫‪235‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫قىض عليهم اإلسامعيليون‪.‬‬

‫دولة القرامطة (‪469-286‬هـ) (‪1076-900‬م)‪:‬‬


‫القرامطة فرقة دينية باطنية‪ ،‬ادعت التشيع عىل مذهب اإلسامعيلية‪ ،‬ثم دعوا إىل أنفسهم‪،‬‬
‫ونُسبوا إىل مؤسس دولتهم «محدان بن األشعث» امللقب «بقرمط» لقرص رجليه‪ ،‬وهو‬
‫يمنى األصل تلقى الباطنية من «حسني األهوازى» الفارسى‪ ،‬وبعد وفاته تزعم محدان‬
‫احلركة ىف الكوفة (مكان معيشته)‪ ،‬وامتد نشاط أتباعه إىل دمشق‪ ،‬ومحاة ومعرة النعامن‬
‫وبعلبك واخلليج العربى واليمن ونجد واحلجاز‪ ،‬فتفرقوا عىل عدة فرق‪ ،‬حتى ظهر «أبو‬
‫سعيد اجلنابى» ىف البحرين سنة ‪286‬هـ ‪900 -‬م فاستامل إليه أهل البوادى‪ ،‬وأخضع‬
‫القطيف وضواحيها لسلطانه‪ ،‬وهزم جيوش الدولة العباسية ىف أول صدام بينه وبني‬
‫هذه اجليوش حينام اقرتب من البرصة فنهب وسلب كل ما وجده ىف طريقه‪ ،‬وبعد مقتله‬
‫توىل ابنه األكرب سعيد إىل أن نحاه أخوه األصغر سليامن فبنى مدينة «األحساء» عىل‬
‫أنقاض مدينة هجر سنة ‪317‬هـ ‪929 -‬م وجعلها عاصمته‪ ،‬وارتكب مذابحه العظيمة‬
‫احلجاج‪ ،‬وألقى‬ ‫ىف البرصة والكوفة وهاجم مكة واملدينة سنة ‪317‬هـ ‪929 -‬م؛ فقتل ُ‬
‫بجثثهم ىف بئر زمزم‪ ،‬واقتلع احلجر األسود بعد أن جرد الكعبة من كسوهتا‪ ،‬ومحله إىل‬
‫القطيف حتى أعيد سنة ‪339‬هـ ‪950 -‬م بشفاعة حاكم مرص اخلليفة املنصور الفاطمى‪.‬‬
‫ضعف القرامطة وانحرسوا ىف أراضيهم يتحصنون بعاصمتهم األحساء‪ ،‬فاستقل‬
‫عنهم أهل ُعامن من اإلباضية واألزد بعد أن قاموا عليهم بثورة عارمة‪ ،‬فأجلوهم عن‬
‫عىل العيونى» ىف عدة معارك‪ ،‬وانترص عليهم‪ ،‬وأخرجهم‬ ‫بالدهم‪ ،‬ونازهلم «عبد اهلل بن ّ‬
‫من البحرين‪ ،‬وقىض عليهم هنائيا ىف عاصمتهم األحساء سنة ‪469‬هـ ‪1076 -‬م إثر‬
‫معركة اخلندق بمساعدة العباسيني والسالجقة‪ ،‬وأقام دولته العيونية ىف املناطق التى‬
‫حررها منهم‪ ،‬كام ثار عليهم «حييى بن عياش» ىف القطيف وطرد منها عامهلم واستوىل‬
‫عليها‪ ،‬وتسلسل فيهم أوالد أبى سعيد اجلنابى كاآلتى‪:‬‬

‫‪236‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪301-286‬هـ) (‪913-900‬م)‬ ‫أبو سعيد اجلنابى ‬ ‫ ‪1‬‬

‫(‪301‬هـ ‪913 -‬م)‬ ‫سعيد ابن اجلنابى ‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪332-301‬هـ) (‪943-913‬م)‬ ‫أبو طاهر سليامن ابن اجلنابى ‬ ‫ ‪3‬‬

‫(‪332‬هـ ‪943 -‬م)‬ ‫سابور بن سليامن ‬ ‫‪ 4‬‬

‫(‪357-332‬هـ) (‪968-943‬م)‬ ‫أمحد ابن اجلنابى ‬ ‫ ‪5‬‬

‫(‪367-358‬هـ) (‪978-969‬م)‬ ‫احلسن بن أمحد (األعصم) ‬ ‫‪ 6‬‬

‫دولة بنى الأخي�ضر (‪317-253‬هـ) (‪930-869‬م)‪:‬‬


‫ظهروا باحلجاز بقيادة «حممد بن يوسف»‪ ،‬فتصدى هلم العباسيون‪ ،‬وهزموهم؛ ففروا‬
‫إىل الياممة بنجد وسيطروا عليها‪ ،‬ثم مدوا نفوذهم إىل أغلب مناطق نجد‪ ،‬ونرشوا فيها‬
‫املذهب الشيعى‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الطولونية (‪292-254‬هـ) (‪905-868‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )13‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫أول دولة استقلت بحكم مرص عن الدولة العباسية؛ عندما عني اخلليفة العباسى ىف‬
‫بغداد أمريا تركيا يدعى «بايك باك»؛ فأناب عنه «أمحد بن طولون» الذى كان والده‬
‫مملوكا تركيا من تركستان‪ ،‬ورئيس حرس اخلليفة املأمون‪ ،‬فاستقل ابن طولون بحكم‬
‫مرص (‪270-254‬هـ) (‪883-868‬م)‪ ،‬وكون جيشا عظيام استوىل به عىل الشام‪ ،‬ثم‬
‫زحف شامال إىل الروم‪ ،‬وانترص عليهم يف طرسوس؛ فآلت اليه محاية من الروم‪ ،‬ثم توىل‬
‫بعده «ابنه مخارويه» (‪282-270‬هـ) (‪895-883‬م) الذى نشبت بينه وبني املعتمد‬
‫اخلليفة العباسى عدة حروب‪ ،‬أعقبها الصلح وزواج ابنته «قطر الندى» من «املعتضد»‬
‫بن املعتمد‪ ،‬وهى الزجية التى أفقرت خزائن مرص أكثر مما خربتها حروب مخارويه مع‬
‫الدولة العباسية‪ ،‬ومل يضاهها ىف إنفاق السفه سوى زواج الرشيد من زبيدة‪ ،‬وزواج ابنه‬
‫املأمون من بوران‪ ،‬مما أذن بزوال الدولة الطولونية ىف مرص‪ ،‬فرضبت الفوىض والفقر‬
‫أرجاءها بعد موت خمُ َارويه طيلة عرش سنوات؛ إذ توىل بعده ثالثة من الطولونيني إىل أن‬

‫‪238‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دخلت اجليوش العباسية مدينة القطائع‪ ،‬السرتداد مرص من خامس الوالة الطولونيني‬
‫بعد حكم قصري دام أربعة عقود ‪.‬‬

‫الدولة ال�ص َّفارية (‪298-254‬هـ) (‪910-868‬م)‪:‬‬


‫دولة شيعية‪ ،‬أسسها «يعقوب بن الليث الص ّفار» فارس من إقليم سجستان‪ ،‬كان يعمل‬
‫(النحاسني) ىف بداية حياته‪ ،‬ثم التحق باجليش الذى قام بتطهري‬ ‫ّ‬ ‫لدى أحد الص ّفارين‬
‫سجستان وكِرمان من اخلوارج‪ ،‬فقربه قائد اجليش «صالح بن النضري الكنانى» بام أظهر‬
‫من شجاعة وإقدام‪ ،‬حتى توىل قيادة اجليش بعد موته باختيار اجلند له‪ ،‬فطهر البالد من‬
‫اخلوارج‪ ،‬وكانت مكافأة «املعتز باهلل» اخلليفة العباسى له توليته عىل إقليم سجستان‪.‬‬
‫توسع يعقوب مستغال ضعف الدولة العباسية حتى دخل مدينة نيسابور قاعدة خراسان؛‬
‫فأزال حكم الطاهريني‪ ،‬وضمها إىل دولته‪ ،‬وطلب من اخلليفة ىف بغداد توليته رسميا مجيع‬
‫البالد التى كان حيكمها الطاهريون‪ ،‬فواله خراسان وفارس وكرمان وطربستان وجرجان‪،‬‬
‫وغريها من بالد الرشق اإلسالمى؛ فأصبحت دولته متامخة حلدود الدولة العباسية ىف‬
‫بغداد؛ وطمع ىف دخوهلا لوال أن وافته املنية‪.‬‬

‫خريطة (‪( )13‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫جاء اخلليفة العباسى «املعتمد» إىل احلكم (‪279-256‬هـ) (‪892-869‬م) فقلب‬


‫موازين القوى‪ ،‬إذ عادت قوة الدولة عندما عني اخلليفة أخوه «املوفق» قائدا للجيش؛‬
‫فأظهر احلزم والقوة‪ ،‬مما أعاد للخالفة العباسية هيبتها واحرتامها برصاعه مع املتمردين‬
‫عىل الدولة رشقا وغربا‪ ،‬ومنهم يعقوب هذا الذى قلم املوفق أظافره‪ ،‬فراحت الواليات‬
‫تنفلت من بني يديه واحدة تلو األخرى حتى أجهز عليه باهلزيمة القاضية‪ ،‬فنزل به احلزن‬
‫واملرض إىل أن مات فخلفه أخوه «عمرو» الذى أعلن طاعته للخليفة العباسى؛ فواله عىل‬
‫خراسان وسجستان وفارس وأصبهان والسند وكرمان‪ ،‬وأعطاه رشطتى بغداد وسامراء‪،‬‬
‫ثم واله الرى التى ضمها إىل دولته‪ ،‬وعندما حاول اسرتداد بالد ما وراء النهر برز له‬
‫السامانيون الذين هزموه‪ ،‬وأوقعوه ىف أرسهم‪ ،‬ومن أبرز حكامها‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪279-254‬هـ) (‪892-874‬م)‬ ‫يعقوب بن الليث الصفار‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪288-265‬هـ) (‪900-878‬م)‬ ‫عمرو بن الليث الصفار ‬ ‫‪2‬‬


‫ ‬

‫(‪296-288‬هـ) (‪908-900‬م)‬ ‫طاهر بن حممد بن عمرو ‬ ‫‪ 3‬‬

‫الدولة ال�سامانية (‪390-261‬هـ) (‪1000-874‬م)‪:‬‬


‫دولة شيعية (خريطة ‪ )13‬من ال ُفرس الذين حكموا ُخراسان‪ ،‬وبالد ما وراء النهر‬
‫لسنوات‪ ،‬ينتسبون إىل «سامان خداه» الذى اعتنق اإلسالم ىف عهد اخلليفة األموى «هشام‬
‫بن عبد امللك» بعد أن كان جموسيا من أحد بيوت الفرس العريقة‪ ،‬وانضم إىل صفوف‬
‫«أبى مسلم اخلراسانى»‪ ،‬وأسهم ىف نرش الدعوة العباسية ىف ُخراسان‪.‬‬
‫خلفه ابنه «أسد» الذى برز أبناؤه «أمحد‪ ،‬ونوح‪ ،‬وحييى‪ ،‬وإلياس» كعامل لـ»املأمون»‬
‫وهراة‪ ،‬وأرشوسنة سنة ‪204‬هـ ‪819 -‬م‬ ‫العباسى عىل سمرقند‪ ،‬وفرغانة‪ ،‬والشاش‪َ ،‬‬

‫‪240‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مكافأة هلم عىل طاعة أبيه اخلليفة «هارون الرشيد» ضد اخلارجني عليه؛ فأقاموا دولتهم‪،‬‬
‫ثم بسطوا نفوذهم عىل كل بالد خوارزم‪ ،‬وتركستان‪ ،‬والسند‪ ،‬واهلند‪ ،‬وجرجان‪ ،‬وزحفت‬
‫اجليوش السامانية نحو طربستان‪ ،‬وانتزعتها من الدولة الزيدية‪.‬‬
‫خلف «نرص» والده أمحد بن أسد؛ فواله «املعتمد» اخلليفة العباسى بالد ما وراء النهر‬
‫كلها سنة ‪261‬هـ ‪874 -‬م‪ ،‬فاختذ سمرقند عاصمة له‪ ،‬ووىل أخاه «إسامعيل» عىل ُبخارى‬
‫سنة ‪261‬هـ ‪874 -‬م بعد قتال دار بينهام‪ ،‬ثم خلفه بعد وفاته سنة ‪279‬هـ ‪892 -‬م‪.‬‬
‫و ُيعد إسامعيل بن أمحد من أعظم ملوك الدولة السامانية‪ ،‬ويعترب املؤسس احلقيقى‬
‫عتضد»‪ ،‬فأسس إمرباطورية واسعة‬ ‫للدولة فيام وراء النهر‪ ،‬نال رىض اخلليفة العباسى «ا ُمل ِ‬
‫عاصمتها بخارى‪ ،‬ضمت ما وراء النهر‪ ،‬وخراسان‪ ،‬وسجستان‪ ،‬وجرجان‪ ،‬وطربستان‪،‬‬
‫والرى‪ ،‬وكرمان‪ ،‬أرس «عمرو بن الليث الص َّفار» وسلمه للخليفة سنة ‪288‬هـ ‪901 -‬م‪،‬‬
‫ووطد سيادة الدولة السامانية بعد أن قىض عىل الدولة الص َّفارية‪ ،‬وضم ممتلكاهتا إليه‪،‬‬
‫وقىض عىل الدولة الزيدية بطربستان‪ ،‬وضم أراضيها‪ ،‬وقد حكم من السامانيني تسعة‬
‫ملوك امتد سلطاهنم إىل حدود اهلند‪ ،‬وتركستان‪ ،‬وازدهرت ىف عهدهم بخارى‪،‬‬
‫وسمرقند‪ ،‬وهنضت اآلداب الفارسية‪ ،‬وملعت أسامء مثل «الفردوسى»‪ ،‬و«ابن سينا»‪.‬‬
‫استخدم ملوك الدولة املامليك األتراك (كخلفاء الدولة العباسية) فقويت شوكتهم‪،‬‬
‫وانتقل احلكم الفعىل – كالعادة ‪ -‬إليهم بعد ذلك؛ حتى استقل من هؤالء األتراك «ألب‬
‫تكني» الغزنوى باحلكم‪ ،‬وقىض عىل أسياده السامانيني‪ ،‬ثم سقطت الدولة السامانية عندما‬
‫هاجم «أبلك خان» أحد ملوك الرتك إقليم ما وراء النهر‪ ،‬ودخل بخارى‪ ،‬وقبض عىل‬
‫األمري «عبد امللك بن نوح»‪ ،‬وثوار جيشه‪ ،‬ومن أبرز حكام الدولة‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪279-261‬هـ) (‪892-874‬م)‬ ‫نرص بن أمحد بن أسد ‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪295-279‬هـ) (‪907-892‬م)‬ ‫إسامعيل بن أمحد ‬ ‫‪2‬‬


‫ ‬

‫‪241‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪331-301‬هـ) (‪942-913‬م)‬ ‫نرص الثانى بن أمحد ‬ ‫‪ 3‬‬

‫الدولة الزيدية (الرَّ�سيون) (‪1382-280‬هـ) (‪1962-893‬م)‪:‬‬


‫انحرف الزيدية اليمنية عن الفكر الزيدى الذى يعرتف بجواز خالفة غريهم من غري‬
‫عىل ونسله ‪ -‬كام وضحنا قبل ذلك ‪ -‬ومتسكوا بأن تكون اإلمامة منهم كام يقول اإلمامية‬ ‫ّ‬
‫باعتبارهم متميزين عن الناس؛ مهام ضعفت كفاءهتم؛ فثارت ضدهم املشاكل التى‬
‫جرت عىل اليمن ألوانا من اخلراب والدمار‪ ،‬حيث كانت اليمن هى مالذ الشيعة التى‬
‫جلأ إليها دعاهتم قبل أن يتجهوا إىل الشامل اإلفريقى‪ ،‬فدارت بينهم وبني الدولتني األموية‬
‫والعباسية معارك وفظائع يشيب من هوهلا الولدان‪.‬‬
‫الرس‪ ،‬وهى دار باملدينة املنورة ألحد زعامء الزيدية‪ ،‬ويقال‬
‫وانتسب الزيدية ىف اليمن إىل َّ‬
‫إهنا جبل أسود بالقرب منها‪ ،‬وعندما كثر الشيعة باليمن‪ ،‬واشتد ساعدهم طالبوا بقدوم‬
‫الرسى إليهم‪ ،‬ملبايعته إماما‪ ،‬وحاكام لليمن‪،‬‬ ‫«اهلادى حييى بن احلسني» الزيدى من البيت َّ‬
‫فجاءهم سنة ‪280‬هـ ‪893 -‬م‪ ،‬ولكنه عاد أدراجه إىل‬

‫‪242‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )14‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫الرس عندما مل جيد العون الكاىف منهم‪ ،‬ثم أحلوا ىف عودته‪ ،‬وبذلوا له الوعود بإعانته‬
‫ونرصته فعاد إليهم سنة ‪284‬هـ ‪897 -‬م ىف صحبة أهله ومريديه‪ ،‬وبدأت به سلطة‬
‫الرسيني باليمن‪ ،‬عىل الرغم من أنه مل يكن أحد أبناء زيد بن عىل زين العابدين‪،‬‬ ‫األئمة َّ‬
‫عىل‪ ،‬واعتنق الزيدية عن أبيه وجده‪.‬‬
‫ولكنه ينتسب إىل احلسن بن ّ‬
‫انترشت دعوهتم‪ ،‬وقادهم ىف أرشس املعارك ضد الكثري من دول اليمن التى قامت ىف‬
‫عهده‪ ،‬واختذ «صعدة» عاصمة له‪ ،‬وخلفه ابنه‪ ،‬ثم ذريته عىل ُملك اليمن‪ ،‬وختلل حكمهم‬
‫الطويل دخول األيوبيني إىل اليمن سنة ‪569‬هـ‪ ،‬واالحتالل العثامنى‪ ،‬كام ظلوا ىف رصاع‬

‫‪243‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ضار فيام بينهم‪ ،‬وىف رصاع مع الدول اليمنية األخرى حتى سنة ‪1045‬هـ ‪1635 -‬م‪،‬‬
‫وهادنوا دوال يمنية أخرى حتى مطلع تاريخ اليمن احلديث سنة ‪1382‬هـ ‪1962 -‬م‬
‫الرسية‪:‬‬
‫بقيام الثورة ضد آخر األئمة الزيدية البدر بن أمحد‪ ،‬ومن أهم األئمة الزيدية َّ‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪298-284‬هـ) (‪911-898‬م)‬ ‫اهلادى حييى بن احلسني‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪567-532‬هـ) (‪1171-1137‬م)‬ ‫املتوكل أمحد بن سليامن ‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪728-697‬هـ) (‪1327-1298‬م)‬ ‫املهدى حممد بن املطهر ‬ ‫ ‪3‬‬

‫(‪965-912‬هـ) (‪1558-1507‬م)‬ ‫رشف الدين بن املهدى ‬ ‫ ‪4‬‬

‫(‪1367-1322‬هـ) (‪1948-1904‬م)‬ ‫حييى بن حممد بن محيد الدين‬ ‫ ‪5‬‬

‫(‪1382‬هـ) (‪1962‬م)‬ ‫البدر بن أمحد (حكم عدة أيام‪ ،‬ثم‬ ‫‪6‬‬


‫هبت الثورة اليمنية بقيادة «عبد‬
‫اهلل السالل»)‬

‫الدولة الفاطمية (‪567-297‬هـ) (‪1171-909‬م)‪:‬‬


‫الفاطميون من الشيعة الذين ينسبون أنفسهم إىل «فاطمة الزهراء» بنت النبى صىل اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أسسها «عبيد اهلل بن حممد املهدى» بعد أن استطاع أبوه نرش الدعوة الفاطمية‬
‫ىف بالد اليمن‪ ،‬ثم الياممة والبحرين والسند ومرص واملغرب؛ فوسع عبيد اهلل طريق‬
‫الدعوة‪ ،‬وتوسع نفوذه‪ ،‬وتصدى للهجامت‪ ،‬ولكن «اليسع بن مدرار» أمري «سلجامسة»‬
‫قبض عليه وسجنه‪ ،‬فواصل قائده أبو عبد اهلل الشيعى فتوحه‪ ،‬ومد نفوذه إىل الكثري من‬
‫أراىض املغرب حتى دخل «رقادة» عاصمة األغالبة‪ ،‬وقىض عليهم سنة ‪296‬هـ ‪875 -‬م‪،‬‬
‫ثم توجه إىل سلجامسة فهرب حاكمها‪ ،‬وانطلق عبيد اهلل من سجنه فبايعه الناس‪ ،‬وتلقب‬

‫‪244‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بأمري املؤمنني‪ ،‬وواصل انتصاراته متغلبا عىل آل رستم واألدارسة وقىض عليهام‪ ،‬فدان‬
‫له الشامل اإلفريقى‪ ،‬واختذ «القريوان» عاصمة له حتى بنى «املهدية» عاصمته اجلديدة‪،‬‬
‫ومات سنة ‪322‬هـ ‪933 -‬م فخلفه ابنه القائم‪ ،‬ثم تتالت ذريته التى استولت عىل صقلية‬
‫وفاس وسلجامسة فدالت هلا بالد الشامل اإلفريقى كلها حتى ساحل األطلسى ما عدا‬
‫سبتة التى ظلت ىف حوزة بنى أمية ىف األندلس‪.‬‬

‫خريطة (‪( )15‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫أنشأ الفاطميون دولة تواىل عيل حكمها ‪ 14‬خليفة ىف املغرب ومرص‪ ،‬وبلغت أوج‬
‫اتساعها ىف عهد اخلليفة «املعز» الذى أخضع شامل إفريقيا‪ ،‬ثم أشار عىل قائده «جوهر‬
‫الصقىل» بالسري إىل مرص لعظم أمهيتها للدولة الناشئة‪ ،‬وملا كان يأتيه منها من رسائل‬
‫أعياهنا وأوىل الرأى والنهى؛ بعد وفاة «كافور اإلخشيدى» الوىص عىل «أنجور بن‬
‫اإلخشيد» (‪349-335‬هـ) (‪960-946‬م)؛ واضطراب أحواهلا فسار إليها جوهر‬
‫سنة ‪358‬هـ ‪968 -‬م ‪ ،‬ودخل اإلسكندرية بال مقاومة‪ ،‬ثم دخل الفسطاط التى مل يلق‬
‫منها سوى مقاومة بعض جند اإلخشيد‪ ،‬فأجرى يف مرص الكثري من اإلصالحات‪ ،‬وأنشأ‬
‫القاهرة التى أصبحت عاصمة للدولة‪ ،‬وبنى ىف وسطها اجلامع األزهر‪ ،‬وانتقل إليها املعز‬
‫‪245‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنة ‪362‬هـ ‪972 -‬م بعد أن استخلف عىل إفريقيا « ُب ُلكني بن زيرى»‪ ،‬ومد نفوذه إىل‬
‫سوريا ولبنان وفلسطني‪.‬‬
‫وكام استبد أمراء األمراء ىف الدولة العباسية باحلكم دون اخللفاء‪ ،‬ومن بعدهم ملوك‬
‫بنى بويه‪ ،‬ثم سالطني السالجقة؛ استبد الوزراء باحلكم ىف الدولة الفاطمية أيضا بداية من‬
‫اخلليفة العزيز باهلل‪ ،‬وخالل النصف الثانى من حكم املستنرص باهلل التى انترشت املجاعات‬
‫ىف فرتة حكمه الطويلة بسبب انحسار النيل‪ ،‬فعم القحط‪ ،‬وكثرت الفتن والقالقل‪ ،‬وتوىل‬
‫الوزارة عرشون وزيرا خالل أربع سنوات‪ ،‬فقد أثناءها اخلليفة ووزراؤه كل سلطة عىل‬
‫البالد؛ مما جعله يلجأ إىل واىل عكا «بدر اجلامىل» األرمنى األصل بالشام‪ ،‬فجاء إىل مرص‬
‫سنة ‪466‬هـ ‪1075 -‬م بجيش كبري من األرمن؛ فقبض عىل زمام األمور‪ ،‬وأمخد الفتن‪،‬‬
‫ومد سلطانه إىل القضاة والدعاة‪ ،‬وحكم حكام مطلقا – منحيا اخلليفة ‪ -‬حتى وفاته سنة‬
‫‪487‬هـ ‪1094 -‬م فتوىل بعده ابنه «األفضل» الذى وقف إىل جانب «املستعىل» ‪ -‬االبن‬
‫األصغر للمستنرص بعد وفاته ‪ -‬ضد أخيه األكرب «نزار» الذى له حق اخلالفة‪ ،‬وقتله بالسم‬
‫سنة ‪494‬هـ ‪1101 -‬م وأحل ابنه الطفل ذا اخلمس سنوات مكانه‪ ،‬ولقبه «باآلمر بأحكام‬
‫اهلل»‪ ،‬وفرض احلجر عليه فلم يسمح له بالظهور سوى مرتني ىف السنة‪ ،‬فلام بلغ أشده قتله‬
‫بالسم سنة ‪515‬هـ ‪1121 -‬م واسرتد نفوذه الضائع‪.‬‬
‫بعد أن اجتمعت اجلبهة العربية اإلسالمية الشاملية بحوزة «نور الدين حممود» ضد‬
‫الصليبيني (الفرنجة)؛ اجتهت أنظار القوتني املتصارعتني نحو اخلالفة الفاطمية اآليلة‬
‫للسقوط ىف مرص‪ ،‬فأخذ كالمها يسابق الزمن ىف االستيالء عليها واإلجهاز عىل اخلالفة‬
‫الفاطمية املحترضة‪ ،‬فبدت مرص وكأهنا اجلائزة الكربى التى سرتجح كفة الرصاع بني‬
‫هاتني القوتني‪ ،‬وقد سنحت الفرصة هلام من داخل مرص‪ ،‬ومن داخل اخلالفة الفاطمية‬
‫نفسها بعد موت الوزير الفاطمى «الصالح بن رزبك» سنة ‪588‬هـ ‪1161 -‬م‪ ،‬وتأجج‬
‫الرصاع عىل كرسى الوزرة بني ابنه «العادل» الذى توىل الوزارة مخسة عرش شهرا‪ ،‬شاركه‬
‫فيها «شاور» واىل قوص وحاكم الصعيد‪ ،‬و أبو األشبال «رضغام» حاجب «العاضد»‬
‫آخر خلفاء الدولة الفاطمية‪ ،‬فقتل شاور العادل ابن رزبك‪ ،‬وهرب إىل بالط نور الدين‬

‫‪246‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫حممود ىف الشام‪.‬‬

‫خريطة (‪( )16‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫تقدم الصليبيون نحو مرص سنة ‪561‬هـ ‪1163 -‬م بحجة عدم دفع اجلزية‪ ،‬فعربوا‬
‫برزخ السويس‪ ،‬ثم حارصوا بلبيس فتصدى هلم رضغام ‪ -‬الذى انفرد بكرسى الوزارة –‬
‫منتهزا فرصة فيضان النيل‪ ،‬فقطع عليهم اجلسور‪ ،‬وأطلق القنوات فغاصوا ىف الوحل‪ ،‬مما‬

‫‪247‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أجربهم عىل التقهقر نحو فلسطني‪.‬‬


‫وىف الشام طلب شاور من نور الدين نجدته بحملة عسكرية يسرتد هبا كرسى الوزارة‬
‫الضائع؛ عىل أن يتكفل بنفقات احلملة‪ ،‬ويتنازل له عن بعض املناطق احلدودية‪ ،‬ويعرتف‬
‫له بالسلطة عىل مرص‪ ،‬ويرسل له ثلث املوارد سنويا‪ ،‬فأرسل معه «أسد الدين شريكوه»‬
‫مع ابن أخيه «صالح الدين» عىل رأس محلة كبرية عندما علم رضغام بقدومها استنجد‬
‫بالصليبيني فعادوا مرة أخرى إىل مرص‪ ،‬ومن هنا انتقل الرصاع بني القوتني من الشام إىل‬
‫أرض مرص‪.‬‬
‫رتبت اخلطة بالشام بني نور الدين حممود وأسد الدين شريكوه بعلم صالح الدين وأبيه‬
‫نجم الدين‪ ،‬وسارت اخلطة كام أرادها صالح الدين وأبوه بعد أن قلد العاضد الوزارة‬
‫لصالح الدين – بإيعاز من نور الدين – بعد وفاة أسد الدين سنة ‪564‬هـ ‪1169 -‬م‬
‫‪ -‬الذى كان وزيرا للعاضد بعد وصوله مرص ‪ -‬وخلع عليه‪ ،‬ولقبه «بامللك النارص»‪،‬‬
‫وأمده العاضد بالدعم املاىل واألدبى‪ ،‬وعندما خرج صالح الدين للصليبيني ىف دمياط سنة‬
‫‪565‬هـ قاربت النفقة ‪ 550‬ألف دينار قرابة ‪ 55‬يوما إىل أن رحلوا عن دمياط حتى قال‬
‫املقريزى عىل لسان صالح الدين‪:‬‬
‫إىل مدة إقامة الفرنج عىل دمياط ألف ألف دينار‬‫‪«-‬مارأيت أكرم من العاضد‪ ،‬أرسل َّ‬
‫(مليون)‪ ،‬سوى ما أرسله من الثياب وغريها»‪.‬‬
‫كام استقبل العاضد أبيه نجم الدين‪ ،‬ومعه أهله وأتباعه استقبال الفاحتني‪ ،‬فخرج‬
‫الستقباله بنفسه‪ ،‬وخلع عليه لقب «امللك األفضل»‪ ،‬ومحل له ما ال يعد من األلطاف‬
‫واهلدايا‪.‬‬
‫بدا العاضد مثاال للوطنية واإلسالم فراح ضحية مطامع نور الدين وخيانة صالح الدين‬
‫وأبيه‪ ،‬بعد أن انحاز إليهام من أجل مرص واإلسالم‪ ،‬رافضا ابتزاز الصليبيني والرضوخ‬
‫لتهديدهم كام فعل نور الدين وصالح الدين‪.‬‬
‫استبد صالح الدين باألمور ىف قرص اخلليفة العاضد‪ ،‬وحارصه حتى كاد يمنع عنه‬
‫اهلواء‪ ،‬وبعد أن أتى عىل مال اخلليفة وخيله ورقيقه (حتى أنه مل يتبق للخليفة سوى فرسه‬

‫‪248‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الذى أبطل صالح الدين ركوبه أيضا حتى ال خيرج من قرصه)‪ ،‬وأشاع عنه القيل والقال‬
‫ىف حرب نفسية ال هوادة فيها‪ ،‬وهو ما خول لصالح الدين القضاء عىل اخلليفة ودولته‬
‫خالل سنتني فقط من دخوله مرص عىل رشف إنقاذ مرص من الصليبيني‪ ،‬واخلليفة ال‬
‫يزال حيا‪ ،‬إذ قطع اخلطبة له‪ ،‬وجعلها للعباسيني ىف خطبة اجلمعة من مسجد عمرو بن‬
‫العاص‪ ،‬ثم احتجز مجيع رجال األرسة الفاطمية ىف مكان‪ ،‬ونساءهم ىف مكان آخر‪ ،‬ومنع‬
‫التزاوج بني الرجال منهم والنساء حتى ال يتناسلوا ىف سابقة تارخيية مل ختطر ببال أعتى‬
‫أرشار التاريخ اإلنسانى‪ ،‬فضال عن أهنم مسلمون هلم عليه حق اإلسالم‪ ،‬وكونه مسلام‬
‫حرم بقوته وجربوته ما أحله اهلل‪ ،‬ثم أباح السلب والنهب لقصورهم ودورهم‪ ،‬وأحرق‬
‫مكتبتهم العامرة بالقاهرة التى كانوا يطلقون عليها دار احلكمة‪.‬‬
‫خطط نور الدين حممود‪ ،‬الذى اشتملت دولته عىل مخس عواصم هى دمشق‪ ،‬والرها‪،‬‬
‫وحلب‪ ،‬واملوصل‪ ،‬ثم القاهرة‪ ،‬لإلطباق عىل الصليبيني بمساعدة قائده صالح الدين كل‬
‫من جهته ىف الشام ومرص‪ ،‬وقد بدأ تنفيذ خمططه ومعه صالح الدين الذى خرج فعال ملالقاة‬
‫الصليبيني من ناحية مرص‪ ،‬وملا بدا له سهولة ذلك من اجتياحه للصليبيني الذين انقطع‬
‫عنهم املدد األوروبى؛ خطر له أثناء ذلك ظهور نور الدين عليه إذا قىض عىل الصليبيني‬
‫من ناحية الشام ثم دخل عليه مرص‪ ،‬فحينها سيصبح صالح الدين تابعا من أتباعه‪ ،‬وهنا‬
‫نكص عىل عقبيه‪ ،‬وعاد أدراجه إىل مرص جاعال الصليبيني – الذى جاء لينقذ مرص منهم‬
‫– حائال بينه‪ ،‬وبني نور الدين الذى أدرك استئثار صالح الدين بالسلطة واالستقالل عنه‬
‫بمرص‪ ،‬فعزم عىل مهامجته ىف مرص وتأديبه وقتله لوال أن وافته املنية‪ ،‬ثم وقف احلظ مع‬
‫صالح الدين للمرة الثانية بعد االستيالء عىل مرص بوفاة العاضد باهلل اخلليفة الفاطمى؛‬
‫فأعلن نفسه ملكا عىل مرص والشام بعد وفاة نور الدين حممود سنة ‪569‬هـ ‪1174 -‬م‬
‫بمباركة اخلليفة العباسى سنة ‪570‬هـ ‪1175 -‬م‪ ،‬فقىض بمرص ست سنوات (‪-572‬‬
‫‪577‬هـ) (‪1181-1176‬م) لرتتيب األوضاع الداخلية‪ ،‬واإلعداد ملواجهة الصليبيني ىف‬
‫معركة حاسمة‪ ،‬مع جتنب املواجهة معهم ىف معارك جانبية حمدودة‪ ،‬ولكنه اضطر إىل أن‬
‫خيوض معهم معركة مرج عيون جنوب لبنان سنة ‪575‬هـ ‪1179 -‬م‪ ،‬ومعركة صفد‬

‫‪249‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫(مدينة عىل جبال لبنان) قبل حطني سنة ‪582‬هـ ‪1187 -‬م‪ ،‬ودخول القدس وحتريرها‬
‫منهم سنة ‪583‬هـ ‪1187 -‬م‪.‬‬
‫وتعدد خلفاء الدولة الفاطمية بني املغرب ومرص كالتاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫اخلليفة‬ ‫م‬


‫(‪297‬هـ ‪909 -‬م) (‪322‬هـ ‪934 -‬م)‬ ‫عبيد اهلل املهدى ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪322‬هـ ‪934 -‬م) (‪334‬هـ ‪946 -‬م)‬ ‫القائم بأمر اهلل ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪334‬هـ ‪946 -‬م) (‪341‬هـ ‪953 -‬م)‬ ‫املنصور باهلل ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪341‬هـ ‪953 -‬م) (‪365‬هـ ‪975 -‬م)‬ ‫املعز لدين اهلل ‬ ‫ ‪4‬‬
‫(‪365‬هـ ‪975 -‬م) (‪386‬هـ ‪996 -‬م)‬ ‫العزيز باهلل ‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪386‬هـ ‪996 -‬م) (‪411‬هـ ‪1021 -‬م)‬ ‫احلاكم بأمر اهلل ‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪411‬هـ ‪1021 -‬م) (‪427‬هـ ‪1036 -‬م)‬ ‫الظاهر باهلل ‬ ‫‪ 7‬‬
‫(‪427‬هـ ‪1036 -‬م) (‪487‬هـ ‪1094 -‬م)‬ ‫املستنرص باهلل ‬ ‫‪ 8‬‬
‫(‪487‬هـ ‪1094 -‬م) (‪495‬هـ ‪1101 -‬م)‬ ‫املستعىل باهلل ‬ ‫‪ 9‬‬
‫(‪495‬هـ ‪1101 -‬م) (‪525‬هـ ‪)1130 -‬‬ ‫اآلمر بأحكام اهلل ‬ ‫‪1 0‬‬
‫(‪525‬هـ ‪1130 -‬م) (‪544‬هـ ‪1149 -‬م)‬ ‫احلافظ لدين اهلل ‬ ‫‪ 11‬‬
‫(‪544‬هـ ‪1149 -‬م) (‪549‬هـ ‪1154 -‬م)‬ ‫الظافر بأمر اهلل ‬ ‫‪1 2‬‬
‫(‪549‬هـ ‪1154 -‬م) (‪555‬هـ ‪1160 -‬م)‬ ‫الفائز بنرص اهلل ‬ ‫‪ 13‬‬
‫(‪555‬هـ ‪1160 -‬م) (‪567‬هـ ‪1171 -‬م)‬ ‫العاضد لدين اهلل ‬ ‫‪1 4‬‬

‫‪250‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة‬


‫فى القرن الرابع الهجرى‪-‬العا�شر امليالدى‬

‫فرتة احلكم‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪447-320‬هـ) (‪1055-932‬م)‬ ‫املوصل وحلب‬ ‫احلمدانية‬ ‫‪1‬‬

‫(‪259-205‬هـ) (‪872-820‬م)‬ ‫عدة واليات‬ ‫البوهيية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪358-323‬هـ) (‪968-934‬م)‬ ‫مرص‬ ‫اإلخشيدية‬ ‫‪3‬‬

‫(‪408-329‬هـ) (‪1017-940‬م)‬ ‫البطيح بالعراق‬ ‫عمران بن شاهني‬ ‫‪4‬‬

‫(‪579-349‬هـ) (‪1183-960‬م)‬ ‫غزنة ومعظم‬ ‫الغزنوية‬ ‫‪5‬‬


‫فارس وما وراء‬
‫النهر وجزء من‬
‫اهلند‬
‫(‪1344-355‬هـ) (‪1925-965‬م)‬ ‫احلجاز‬ ‫األرشاف‬ ‫‪6‬‬

‫(‪563-362‬هـ) (‪1167-972‬م)‬ ‫املغرب األوسط‬ ‫الزيرية‬ ‫‪7‬‬


‫(اجلزائر)‬
‫وتونس‬

‫(‪489-386‬هـ) (‪1095-996‬م)‬ ‫املوصل‬ ‫العقيلية‬ ‫‪8‬‬

‫(‪540-390‬هـ) (‪1145-999‬م)‬ ‫طرابلس (ليبيا)‬ ‫الزناتية‬ ‫‪9‬‬

‫‪251‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة احلمدانية (‪394-317‬هـ) (‪1003-929‬م)‪:‬‬


‫شيعة ينتسبون إىل «محدان بن محدون» من قبيلة «تغلب» – إحدى قبائل العرب الكربى ‪-‬‬
‫كان له دور هام ىف حوادث املوصل السياسية سنة ‪260‬هـ ‪873 -‬م‪ ،‬اشتهر ابنه «احلسني»‬
‫بحروبه ضد القرامطة‪ ،‬عني اخلليفة املقتدر العباسى ابنه «عبد اهلل» عىل املوصل وما حوهلا‬
‫سنة ‪292‬هـ ‪904 -‬م‪ ،‬ولكنهم طردوا من املوصل عىل يد معز الدولة البوهيى؛ فذهبوا‬
‫إىل حلب؛ فاستقل هبا سيف الدولة احلمدانى سنوات (‪356-333‬هـ) (‪966-944‬م)‪،‬‬
‫واستعاد املوصل‪ ،‬وخلفه ابنه «سعد الدولة» حتى دب فيهم الضعف والتناحر‪ ،‬إىل أن‬
‫قىض األكراد عىل دولتهم ىف املوصل سنة ‪380‬هـ ‪990 -‬م‪ ،‬وقىض الفاطميون عليهم ىف‬
‫حلب‪.‬‬
‫نجحت هذه الدولة ىف الوقوف ضد الغارات البيزنطية بقيادة اإلمرباطور الرومانى‬
‫«شميشق» بغرض االستيالء عىل بيت املقدس‪ ،‬واإلمرباطور البيزنطى «نقفور فوكاس»‬
‫الذى كان حياول السيطرة عىل حلب‪ ،‬كام استطاعت احلفاظ عىل الثغور املتامخة حلدود‬
‫الدولة الرومانية‪ ،‬واإلنابة عن دولة اخلالفة العباسية ىف القيام هبذا الدور‪ ،‬واحلد من‬
‫احلركات االنفصالية عىل أطراف دولة اخلالفة‪.‬‬

‫خريطة (‪( )17‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫كام نجح احلمدانيون بقيادة «احلسن بن عبد اهلل» ىف احلد من نفوذ األتراك عىل اخلليفة‬
‫العباسى «املتقى باهلل»‪ ،‬فمنحه لقب «أمري األمراء»‪ ،‬ولكن األتراك تغلبوا عليهم بعد ذلك‬
‫وطردوهم من بغداد سنة ‪331‬هـ ‪942 -‬م‪ ،‬كام تغلب عليهم اإلخشيديون ىف «قنرسين»‬
‫ىف عهد «سيف الدولة» أخى احلسن‪ ،‬وانتهى األمر بالصلح‪ ،‬ويذكر لسيف الدولة احتضان‬
‫بالطه للعلامء والفالسفة والشعراء‪ ،‬واعتبارهم نجوم مملكته‪ ،‬وأبرز حكام هذه الدولة‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪358-308‬هـ) (‪968-920‬م)‬ ‫نارص الدولة أبو حممد احلسن ‬ ‫ ‪1‬‬

‫(‪356-333‬هـ) (‪966-944‬م)‬ ‫عىل ‬


‫سيف الدولة أبو املحاسن ّ‬ ‫ ‪2‬‬

‫(‪381-356‬هـ) (‪991-966‬م)‬ ‫سعد الدولة أبو املعاىل رشيف ‬ ‫ ‪3‬‬

‫‪253‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة البويهية (‪447 – 320‬هـ) (‪:)1055 – 932‬‬


‫«عىل»‪ ،‬و«احلسن»‪ ،‬و«أمحد» أبناء «أبى شجاع بن بويه بن فناخرسو»‬
‫برز ثالثة أخوة هم ّ‬
‫أحد زعامء قبائل الديلم‪ ،‬ونجحوا خالل وقت قصري ىف االستيالء عىل فارس والرى‬
‫وأصبهان واجلبل‪ ،‬وتطلعوا إىل مد نفوذهم للعراق فاستولوا سنة ‪326‬هـ ‪937 -‬م عىل‬
‫مدينة األهواز‪ ،‬ونجح اجليش البوهيى ىف دخول مدينة واسط‪ ،‬ومنها زحف إىل بغداد‪،‬‬
‫ودخلها سنة ‪334‬هـ ‪945 -‬م فوقع اخللفاء العباسيون حتت نفوذ هذه األرسة احلاكمة‪.‬‬

‫خريطة (‪( )18‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫كتب اخلليفة «املتقى» العباسى لبنى بويه يدعوهم لدخول بغداد سنة ‪329‬هـ‪940‬م أثناء‬
‫نزاعه مع أمري األمراء الرتكى «توزون»‪ ،‬وىف سنة ‪333‬هـ‪944‬م رحب اخلليفة املستكفى‬
‫باجليش البوهيى الذى وجد فيه خري منقذ للعراق من شبح املجاعة التى كانت هتدده نتيجة‬
‫الرصاع العنيف الذى نشب بني األمراء وكبار القواد عىل منصب أمري األمراء‪ ،‬ثم دخل‬
‫البوهييون بغداد سنة ‪334‬هـ ‪945 -‬م فوقع اخللفاء العباسيون حتت نفوذ هذه األرسة‬

‫‪254‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫احلاكمة ردحا من الزمن‪.‬‬


‫من هنا أسس بنو بويه إمارة وراثية بالعراق دامت نحو ‪ 113‬سنة (‪447 –334‬هـ)‬
‫(‪1055-945‬م) فجعل البوهييون تولية األمراء وراثية ىف بيتهم‪ ،‬ووقفا عىل أفراد أرسهتم‪.‬‬
‫عىل بن بويه» رئاسة الدولة‪ ،‬وعاصمتها شرياز‪ ،‬ومعه‬ ‫توىل األخ األكرب «عامد الدولة ّ‬
‫أخوه «ركن الدولة» ىف بالد اجلبل‪ ،‬وقاعدة حكمه الرى‪ ،‬وأخوه الثانى «معز الدولة أمحد»‬
‫ىف العراق‪ ،‬ومقر حكمه بغداد من قبل األخ األكرب عامد الدولة‪.‬‬
‫بلغت الدولة أوج عظمتها ىف عهد األمري عضد الدولة بن ركن الدولة الذى توىل‬
‫احلكم سنة ‪366‬هـ‪976‬م خلفا لوالده؛ فنجح ىف توحيد البالد حتت سلطانه‪ ،‬ومل يسمح‬
‫ألحد من أفراد أرسته بمشاركته ىف احلكم‪ ،‬ثم بدأ التناحر عىل احلكم بعد وفاته سنة‬
‫‪372‬هـ‪982‬م فانقسم أمراء بنى بويه‪ ،‬وحتاربوا‪ ،‬وتنافسوا اإلمارات‪ ،‬وأحاط هبم اجلند‬
‫األتراك ىف بغداد حتى منعوهم من دخوهلا‪ ،‬ومنعوا تنصيب أى أمري منهم إال إذا دفع هلم‬
‫األموال مما أدى إىل انعدام األمن واالستقرار ىف بغداد فتدهورت احلالة اإلقتصادية عندما‬
‫ندرت املواد الغذائية وارتفعت األسعار‪ ،‬بعد أن أصبحت اخلالفة العباسية وخلفاؤها‬
‫أشباحا باهتة بني البوهييني واألتراك‪ ،‬الذين جعلوها فقط ملن يدفع هلم‪ ،‬ويرضون عنه‬
‫باستجابته ملطالبهم ومصاحلهم‪.‬‬
‫ومن أعالم هذه الدولة «حممد بن بقية» (‪367‬هـ ‪978 -‬م) وزير عز الدولة البوهيى‬
‫الذى ُسملت عيناه‪ ،‬وطرح حتت أقدام الفيلة وصلب‪ ،‬وأهم احلكام‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪338-320‬هـ) (‪949-932‬م)‬ ‫عىل (حكم فارس‪،‬‬‫عامد الدولة ّ‬ ‫‪1‬‬


‫وكان له اإلرشاف والسلطان العام)‬

‫(‪366-320‬هـ) (‪976-932‬م)‬ ‫ركن الدولة حسن (حكم الرى‪،‬‬ ‫‪2‬‬


‫ومهذان‪ ،‬وأصفهان‪ ،‬وطربستان)‬

‫‪255‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪338-320‬هـ) (‪949-932‬م)‬ ‫عىل (حكم فارس‪،‬‬‫عامد الدولة ّ‬ ‫‪1‬‬


‫وكان له اإلرشاف والسلطان العام)‬

‫(‪356-320‬هـ) (‪966-932‬م)‬ ‫معز الدولة أمحد (حكم العراق‪،‬‬ ‫‪2‬‬


‫واألهواز‪ ،‬وكرمان‪ ،‬وواسط)‬

‫وآخرهم «امللك الرحيم» الذى اقتحم السالجقة بغداد ىف عهده‪ ،‬وسجنوه لينهوا‬
‫بذلك عهد البوهييني‪.‬‬
‫الدولة الإخ�شيدية (‪358-323‬هـ) (‪968-932‬م)‪:‬‬
‫حكامها أتراك من فرغانة يف ما وراء النهر‪ ،‬أسسها «حممد اإلخشيد بن ُطغج» من‬
‫مواىل ابن طولون‪ ،‬واله الراىض اخلليفة العباسى عىل مرص لتنظيم أحواهلا بعد زوال‬
‫الدولة الطولونية؛ ورجوعها إىل حكم اخلالفة العباسية ثالثني عاما (‪323-293‬هـ)‬
‫(‪934-905‬م) بعدها‪ ،‬فاستقل هبا‪ ،‬وازدهرت البالد ىف عهده‪ ،‬واستطاع ضم الشام‬
‫التى حاول سيف الدولة احلمدانى انتزاعها منه لكنه فشل‪ ،‬ثم قام بضم احلجاز‪ ،‬واستوىل‬
‫عىل سوريا وفلسطني‪.‬‬
‫الصغريان حتت رعاية مواله «كافور» الذى كان عبدا حبشيا؛ فحكم‬ ‫َ‬ ‫خلفه ولداه‬
‫الدولة‪ ،‬وحارب احلمدانيني‪ ،‬وراجت التجارة ىف عرصه‪ ،‬وشجع األدباء والشعراء‪،‬‬
‫ضعفت الدولة بعد وفاته حتى استوىل عليها الفاطميون ىف والية «أبى الفوارس أمحد»‬
‫الذى خلف كافور‪ ،‬وأهم حكام الدولة‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬

‫(‪334-323‬هـ) (‪945-932‬م)‬ ‫حممد اإلخشيد بن ُطغج ‬ ‫ ‪1‬‬

‫‪256‬‬
‫‪2‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪358-355‬هـ) (‪968-965‬م)‬ ‫أبو املسك كافور ‬ ‫ ‪2‬‬

‫دولة عمران بن �شاهني (‪408-329‬هـ) (‪1017-940‬م)‪:‬‬


‫كان جابيا ملعز الدولة البوهيى فهرب إىل البطيح (بني واسط والبرصة ىف العراق)‪،‬‬
‫والتف حوله األصحاب فنظم منهم جيشا حاول معز الدولة القضاء عليه بثالثة جيوش‬
‫متتالية‪ ،‬ولكنه فشل ىف ذلك‪ ،‬فحكم عمران أربعني سنة نغص خالهلا حياة البوهييني‪،‬‬
‫وحكمت ذريته من بعده حتى ‪408‬هـ ‪1017 -‬م‪ ،‬وأبرز احلكام‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪369-329‬هـ) (‪979-940‬م)‬ ‫عمران بن شاهني ‬ ‫ ‪1‬‬

‫ (‪408-376‬هـ) (‪1017-986‬م)‬ ‫عىل بن نرص‬


‫مهذب الدولة ّ‬ ‫‪ 2‬‬

‫الغ ْزنَوية (‪582 – 349‬هـ) (‪1186 – 960‬م)‪:‬‬


‫الدولة َ‬
‫أسسها «ألب تكني» من مواىل األتراك الذى كان ذا منزلة عظيمة لدى السامانيني‪،‬‬
‫فعينوه عامال هلم عىل هراة وغَزنة‪ ،‬وعندما انقلب عليه األمري السامانى منصور بن نوح‪،‬‬
‫هرب ألب تكني إىل غَزنة‪ ،‬واستوىل عليها بالقوة من حاكمها السامانى؛ فأسس هبا إمارة‬
‫«س ُبكتكني» صهره‬ ‫مستقلة حتى وفاته‪ ،‬ثم حدث نزاع عىل السلطة فوقع اختيار اجلند عىل ُ‬
‫وغالمه؛ فتوىل احلكم‪ ،‬وهو ُيعترب املؤسس احلقيقى لدولة الغزنويني الذين اختذوا « َغ ْزنَة»‬
‫عاصمة هلم‪ ،‬وأسسوا «الهور» عاصمة البنجاب‪ ،‬ثم قىض عليهم الغوريون والسالجقة‪.‬‬
‫توسـع سبكتكني بقيامه بغزوات ناجحة استوىل فيها عىل قصدار‪ ،‬وبست‪ ،‬وفتح قالعا‬
‫باهلند‪ ،‬وهدم بيوت األوثان‪ ،‬وأقام شعائر اإلسالم‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )19‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫توىل بعده ابنه «حممود» – بعد حروب مع أخيه «إسامعيل» منافسه عىل السلطة – فهاجم‬
‫السامانيني‪ ،‬وقىض عليهم‪ ،‬واستوىل عىل خراسان‪ ،‬وواصل الغزوات املنتظمة واملنترصة‬
‫عىل اهلند (‪ 17‬غزوة)‪ ،‬وأوغل ىف أراضيها‪ ،‬ففتح منها البنجاب‪ ،‬وامللتان‪ ،‬وعدة مدن‬
‫دخلت ىف اإلسالم‪ ،‬وعمل عىل توحيدها‪ ،‬سيطر عىل كشمري‪ ،‬وأغلب بالد ما وراء النهر‪،‬‬
‫وأصفهان‪ ،‬كام ملك الرى‪ ،‬وبالد اجلبل‪ ،‬اشتهر بالعدل‪ ،‬وتقدير األدب والعلم والعلامء‪.‬‬
‫أخذ السلطان حممود خيطط للقضاء عىل السالجقة بعد وفاة سلجوق؛ فدخل ىف معارك‬
‫ضارية معهم اهنزم فيها رش هزيمة؛ فاضطر إىل عقد الصلح معهم‪.‬‬
‫آلت السلطة بعد ذلك إىل «مسعود» االبن األكرب بعد أن استبدله اجلنود باالبن األصغر‬
‫حممد املوىص له من والده الذى كان عىل خالف مع مسعود‪.‬‬
‫عبأ مسعود بن حممود لقتال السالجقة‪ ،‬ولكنه اهنزم كأبيه أمامهم رش هزيمة‪ ،‬و ُقىض عىل‬
‫الغزنويني هنائيا هذه املرة إذ واصل السالجقة تقدمهم‪ ،‬فاستولوا عىل خراسان‪ ،‬ثم تقدموا‬
‫غربا نحو فارس (إيران) فاستولوا عىل الرى‪ ،‬وطربستان‪ ،‬وأصفهان الذى اختذها طغرل‬
‫بك عاصمة مللكه‪ ،‬ثم دان هلم إقليم أذربيجان‪ ،‬وأصبحت جيوشهم عىل بعد فراسخ من‬
‫بغداد عاصمة العباسيني‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتتابع ملوك هذه الدولة حسب اجلدول التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪352-351‬هـ) (‪963-962‬م)‬ ‫ألب تكني ‬ ‫ ‪1‬‬


‫(‪386-367‬هـ) (‪997-978‬م)‬ ‫أبو منصور ُس ُبكتكني ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪387-386‬هـ) (‪998-997‬م)‬ ‫إسامعيل بن سبكتكني ‬ ‫ ‪3‬‬
‫(‪420-387‬هـ) (‪1030-998‬م)‬ ‫ثمني الدولة حممود بن سبكتكني ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪431-420‬هـ) (‪1040-1030‬م)‬ ‫حممد ‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪431-420‬هـ) (‪1040-1030‬م)‬ ‫مسعود األول ‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪439-432‬هـ) (‪1048-1041‬م)‬ ‫مودود ‬ ‫‪ 7‬‬
‫(‪431-420‬هـ) (‪1040-1030‬م)‬ ‫مسعود الثانى بن مودود ‬ ‫ ‪8‬‬
‫(‪440‬هـ) (‪1049‬م)‬ ‫عىل ‬
‫ّ‬ ‫ ‪9‬‬
‫(‪443-440‬هـ) (‪1052-1049‬م)‬ ‫عبد الرشيد ‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪450-443‬هـ) (‪1059-1052‬م)‬ ‫ّفروخ زاد ‬ ‫‪1 1‬‬
‫(‪492-450‬هـ) (‪1099-1059‬م)‬ ‫ظهري الدولة إبراهيم ‬ ‫‪ 12‬‬
‫(‪508-492‬هـ) (‪1115-1099‬م)‬ ‫مسعود الثالث ‬ ‫‪ 13‬‬
‫(‪509-508‬هـ) (‪1116-1115‬م)‬ ‫شريزاد ‬ ‫‪1 4‬‬
‫(‪511-509‬هـ) (‪1118-1116‬م)‬ ‫ملك أرسالن ‬ ‫‪1 5‬‬
‫(‪551-511‬هـ) (‪1157-1118‬م)‬ ‫هبرام شاه ‬ ‫‪ 16‬‬

‫‪259‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪554-551‬هـ) (‪1160-1157‬م)‬ ‫خرسو شاه ‬ ‫‪ 17‬‬

‫(‪582-554‬هـ) (‪1186-1160‬م)‬ ‫خرسو ملك ‬ ‫‪ 18‬‬

‫�أ�شراف احلجاز (‪1343-355‬هـ) (‪1924-965‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )20‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫عىل»‪ ،‬و«جعفر‬‫عىل»‪ ،‬والسادة من نسل «احلسني بن ّ‬ ‫األرشاف من نسل «احلسن بن ّ‬


‫احلسينى» (‪370-355‬هـ) (‪980-965‬م) هو أول حكامهم‪ ،‬كان من قادة الفاطميني‬
‫فأرسلوه إىل مكة للقضاء عىل القرامطة؛ فنجح ىف ذلك‪ ،‬واستقل هبا‪ ،‬وحكمها أوالده من‬
‫بعده‪.‬‬
‫ومع ظهور العثامنيني انفصل احلجاز عن مرص؛ بعد عدة قرون من التبعية هلا منذ الدولة‬

‫‪260‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الطولونية‪ ،‬وحتى زوال دولة املامليك؛ فقوى نفوذ األرشاف الذين تولوا شئون احلجاز‬
‫باسم العثامنيني‪ ،‬وتطلعوا إىل مد نفوذهم إىل نجد واملناطق الداخلية من اجلزيرة العربية‪،‬‬
‫فقاموا باإلغارة عىل هذه املناطق بحجة تأديب أهلها‪ ،‬ولكنها كانت ىف األصل عمليات‬
‫سلب وهنب ورسقة وترويع لآلمنني‪.‬‬
‫عىل بن حممد آل عون» عىل احلجاز سنة‬ ‫عينت الدولة العثامنية الرشيف «حسني بن ّ‬
‫‪1326‬هـ ‪1908 -‬م؛ فعقد اتفاقية مع بريطانيا لقيادة العرب ىف ثورة ضد الوجود العثامنى‬
‫مقابل اعرتاف بريطانيا به ملكا عىل العرب‪ ،‬فأعلن الثورة العربية الكربى سنة ‪1336‬هـ‬
‫‪1916 -‬م‪ ،‬ثم أعلن نفسه خليفة عىل املسلمني عقب إلغاء اخلالفة العثامنية رسميا سنة‬
‫‪1343‬هـ ‪1924 -‬م‪.‬‬
‫و«خرمة»‬
‫ثار الرصاع بني األرشاف وآل سعود الذين ساعدهتم بريطانيا بضم «تَربة»‪ُ ،‬‬
‫(بني نجد واحلجاز)‪ ،‬فأرسل الرشيف حسني جيشا كبريا نال من آل سعود هزيمة منكرة‬
‫سنة ‪1338‬هـ ‪1919 -‬م‪ ،‬ثم تقدم آل سعود لفتح احلجاز سنة ‪1343‬هـ ‪1924 -‬م‬
‫فأحلقت هزيمة ساحقة باألرشاف‪ ،‬وضمت الطائف‪ ،‬فاهنار الرشيف حسني‪ ،‬وغادر‬
‫«عىل»‪ ،‬فحارص آل سعود املدينة‪ ،‬وتقدموا نحو مكة‪ ،‬فالقنفذة‪،‬‬ ‫البالد بعد أن تنازل البنه ّ‬
‫والليث‪ ،‬ورابغ‪ ،‬ثم حارصوا جدة ملدة عام تقريبا حتى استسلمت سنة ‪1344‬هـ ‪-‬‬
‫عىل بن احلسني البالد أيضا‪ ،‬وانقىض بذلك حكم األرشاف للحجاز‪.‬‬ ‫‪1925‬م‪ ،‬فغادر ّ‬

‫الدولة الزيرية (‪563-362‬هـ) (‪1167-972‬م)‪:‬‬


‫حكم الرببر أنفسهم ألول مرة ىف تونس واجلزائر فيام عرف بدولة الصنهاجيني‪ ،‬أو دولة‬
‫بنى زيرى باسم الفاطميني الذين أنابوا عنهم «بلكني بن زيرى الصنهاجى» ‪ -‬الشيعى‬
‫املذهب مثلهم ‪ -‬ىف حكم الشامل اإلفريقى؛ عندما انتقلوا إىل مرص سنة ‪362‬هـ ‪972 -‬م‪،‬‬
‫تاركني هلم دولتهم التى أسسوها ىف املغرب من نصف قرن‪ ،‬فاستقل هبا‪ ،‬وأقام دولته‪ ،‬ووىل‬
‫ابنه محادا عىل املغرب األوسط (اجلزائر) فأقام هبا دولته احلامدية‪ ،‬وعندما عرف الفاطميون‬
‫ىف مرص نية حكام بنى زيرى ىف االستقالل عنهم حاولوا وضع العراقيل وإثارة املشاكل‪،‬‬

‫‪261‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ولكن حكام بنى زيرى استطاعوا جتاوزها وحتقيق االستقرار لدولتهم‪.‬‬


‫واجه «املعز بن باديس» انشقاق «محاد» – أحد أعامم أبيه – كام استطاع االنقالب عىل‬
‫الدولة الفاطمية‪ ،‬ومل يكن انقالبا سياسيا‪ ،‬بل كان انقالبا مذهبيا نظرا لرتبيته ىف كنف‬
‫رجال السنة املالكية‪ ،‬فكان يتحني الفرص لتحويل مذهب دولته الشيعية إىل املذهب‬
‫السنى؛ حتى إنه ساهم بطريقة غري مبارشة ىف مذبحة كبرية ملخالفى السنة مما أثار عليه حنق‬
‫«املستنرص» اخلليفة الفاطمى ىف مرص‪ ،‬فحرض عليه قبائل «بنى سليم» و«بنى هالل» ذات‬
‫األصل احلجازى – رغم سوء أحوال دولته الغارقة ىف األزمات االقتصادية واملجاعات‬
‫‪ -‬التى عاشت ىف صعيد مرص‪ ،‬فاجتازوا النيل إىل البحر إليهم سنة ‪444‬هـ ‪1052 -‬م‪،‬‬
‫فاستباحوا بالد آل زيرى بطريقتهم الفوضوية القائمة عىل السلب والنهب وختريب املدن‪،‬‬
‫وأحلقوا هبم هزائم منكرة أضعفت دولتهم الناشئة التى انحدرت إىل السقوط حتى ُقىض‬
‫عليها متاما‪ ،‬وعىل حضارة القريوان العظيمة‪ ،‬وقد تواىل عىل هذه الدولة‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪361‬هـ ‪971 -‬م)‬ ‫زيرى بن َمناد ‬ ‫‪ 1‬‬


‫(‪374-362‬هـ) (‪984-972‬م)‬ ‫أبو الفتوح ُب ُلكّني (مؤسس مدينة اجلزائر )‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪385-374‬هـ) (‪995-984‬م)‬ ‫ ‬ ‫املنصور‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪407-385‬هـ) (‪1016-995‬م)‬ ‫ ‬ ‫باديس‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪454-407‬هـ) (‪1062-1016‬م)‬ ‫املعز بن باديس ‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪502-454‬هـ) (‪1108-1062‬م)‬ ‫متيم ‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪510-502‬هـ) (‪1116-1108‬م)‬ ‫حييى ‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪515-510‬هـ) (‪1121-1116‬م)‬ ‫عىل ‬
‫ّ‬ ‫‪ 8‬‬

‫‪262‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪563-515‬هـ) (‪1167-1121‬م)‬ ‫احلسن ‬ ‫ ‪9‬‬

‫الدولة العقيلية (‪489-386‬هـ) (‪1095-996‬م)‪:‬‬


‫أسسها «أبو الذواد حممد بن املسيب العقيىل» الذى سيطر عىل املوصل واألنبار واملدائن‬
‫والكوفة وغريها‪ ،‬دعا للخليفة العباسى عىل املنابر‪ ،‬خلفه أخوه حسام الدولة «املقلد بن‬
‫املسيب»‪ ،‬ثم قىض عليم السالجقة‪ ،‬وأهم احلكام‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪391-386‬هـ) (‪1000-996‬م)‬ ‫حسام الدولة املقلد بن املسيب ‬ ‫ ‪1‬‬


‫(‪442-391‬هـ) (‪1050-1000‬م)‬ ‫معتمد الدولة قرواش بن املقلد‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪478-453‬هـ) (‪1085-1061‬م)‬ ‫رشف الدولة مسلم بن قرواش‬ ‫‪ 3‬‬

‫الدولة الزناتية (‪540-390‬هـ) (‪1145-999‬م)‪:‬‬


‫أسسها «فلفول بن سعيد بن خزرون الزناتى» (‪400-390‬هـ) (‪1009-999‬م) الذى‬
‫كان واليا عىل طرابلس (ليبيا) من قبل آل زيرى‪ ،‬فانتهز فرصة خالفهم مع الفاطميني‪،‬‬
‫واستقل هبا‪ ،‬فظلت الدولة ىف قالقل وعدم استقرار بسبب احلروب مع الفاطميني وآل‬
‫زيرى؛ حتى استوىل بنو مطروح عىل السلطة‪ ،‬ثم احتلها الفرنجة سنة ‪540‬هـ ‪1146 -‬م‪،‬‬
‫وامتد سلطاهنم عىل طول الساحل التونسى إىل أن استحوذ عليها املوحدون سنة ‪555‬هـ‬
‫‪1161 -‬م‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة‬


‫فى القرن اخلام�س الهجرى‪-‬احلادى ع�شر امليالدى‬
‫فرتة احلكم‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪547-398‬هـ) (‪1152-1007‬م)‬ ‫املغرب األوسط‬ ‫بنو محاد‬ ‫‪1‬‬


‫(اجلزائر)‬

‫(‪551-403‬هـ) (‪1156-1012‬م)‬ ‫احللة‬ ‫األسدية‬ ‫‪2‬‬


‫(غرب بغداد)‬
‫(‪554-403‬هـ) (‪1159-1012‬م)‬ ‫زبيد باليمن‬ ‫النجاحية ‬ ‫‪3‬‬

‫(‪472-414‬هـ) (‪1079-1023‬م)‬ ‫حلب‬ ‫املرداسية‬ ‫‪4‬‬


‫(‪484-422‬هـ) (‪1091-1030‬م)‬ ‫األندلس‬ ‫ملوك الطوائف‬ ‫‪5‬‬

‫(‪583-432‬هـ) (‪1187-1037‬م)‬ ‫عدة واليات‬ ‫السلجوقية‬ ‫‪6‬‬


‫(‪541-448‬هـ) (‪1147-1056‬م)‬ ‫املغرب‬ ‫املرابطون‬ ‫‪7‬‬
‫واألندلس‬
‫(‪569-450‬هـ) (‪1173-1058‬م)‬ ‫صنعاء باليمن‬ ‫الصليحية‬
‫ُ‬ ‫‪8‬‬
‫(‪636-466‬هـ) (‪1238-1073‬م)‬ ‫البحرين‬ ‫العيونية‬ ‫‪9‬‬
‫(‪628-470‬هـ) (‪1230-1077‬م)‬ ‫خوارزم‬ ‫اخلوارزمية‬ ‫‪10‬‬
‫(‪569-476‬هـ) (‪1173-1083‬م)‬ ‫عدن باليمن‬ ‫بنو زريع‬ ‫‪11‬‬
‫(‪654-483‬هـ) (‪1256-1090‬م)‬ ‫فارس (إيران)‬ ‫حكام أملوت‬ ‫‪12‬‬
‫( احلشاشون)‬

‫‪264‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فرتة احلكم‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪489‬هـ ‪1095 -‬م)‬ ‫آسيا الصغرى‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪13‬‬


‫(تركيا اآلن)‬ ‫الشعبية‬

‫(‪493-489‬هـ) (‪1099-1096‬م)‬ ‫بيت املقدس‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪14‬‬


‫األوىل‬
‫(‪596-492‬هـ) (‪1199-1098‬م)‬ ‫صنعاء‬ ‫اهلمدانية‬ ‫‪15‬‬

‫(‪472-414‬هـ) (‪1079-1023‬م)‬ ‫حصنا كيفا‬ ‫األرتقية‬ ‫‪16‬‬


‫وماردين‬
‫(‪685-497‬هـ) (‪1287-1104‬م)‬ ‫فارس والعراق‬ ‫األتابكة‬ ‫‪17‬‬
‫والشام واجلزيرة‬
‫وأذربيجان‬
‫(‪549-497‬هـ) (‪1154-1103‬م)‬ ‫دمشق‬ ‫البورية‬ ‫‪18‬‬

‫دولة بنى حماد (‪547-398‬هـ) (‪1152-1007‬م)‪:‬‬


‫شيعة من بربر صنهاجة‪ ،‬وأبناء عم بنى زيرى (الزيريني) الرببر الذين كانوا عىل خالف‬
‫دائم معهم‪ ،‬حكموا املغرب األوسط (اجلزائر) خالل أعوام (‪547-405‬هـ) (‪-1015‬‬
‫محاد بن ُب ُلكني» سنة ‪419‬هـ ‪1028 -‬م‪ ،‬بنى قلعة بنى محاد‪ ،‬واختذها‬‫‪1152‬م)‪ ،‬أسسها « َّ‬
‫عاصمة له‪ ،‬واستقل عن أبناء العم بنى زيرى‪ ،‬استوىل عىل فاس‪ ،‬وانتقلت العاصمة بعده‬
‫إىل بجاية‪ ،‬استقرت أوضاع الدولة‪ ،‬وازدهرت ىف عرص «النارص» وابنه «املنصور»‪ ،‬ثم‬
‫أهنكتها اخلالفات مع أبناء العم‪ ،‬بعد أن عززهتا القالقل التى أثارهتا القبائل من «بنى‬

‫‪265‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫هالل» و«بنى سليم» الذين غزوا إفريقية واملغرب‪ ،‬حتى أجهز عليهم املوحدون‪ ،‬فقضوا‬
‫عليهم رغم ما اشتهر به احلامديون من القسوة الشديدة‪ ،‬وتدمري املدن‪ ،‬وحرق القرى بعد‬
‫إعطاء األمان ألهلها‪ ،‬وقد تعاقب عىل هذه الدولة ثامنية من امللوك بعد محاد‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪419-398‬هـ) (‪1028-1007‬م)‬ ‫محاد بن ُب ُل ّكني ‬
‫ّ‬ ‫ ‪1‬‬

‫(‪447-419‬هـ) (‪1055-1028‬م)‬ ‫القائد بن محاد ‬ ‫ ‪2‬‬

‫(‪477‬هـ) (‪1055‬م)‬ ‫حمسن بن القائد ‬ ‫ ‪3‬‬

‫(‪454-478‬هـ) (‪1062-1056‬م)‬ ‫بلكني بن حممد ‬ ‫‪ 4‬‬

‫(‪481-454‬هـ) (‪1088-1062‬م)‬ ‫النارص بن ع ّلناس ‬ ‫ ‪5‬‬

‫(‪498-481‬هـ) (‪1104-1088‬م)‬ ‫املنصور بن النارص ‬ ‫ ‪6‬‬

‫(‪498‬هـ) (‪1104‬م)‬ ‫ ‬ ‫باديس بن املنصور‬ ‫ ‪7‬‬

‫(‪515-499‬هـ) (‪1122-1105‬م)‬ ‫العزيز بن املنصور ‬ ‫‪ 8‬‬

‫(‪546-515‬هـ) (‪1152-1122‬م)‬ ‫حييى بن العزيز ‬ ‫‪ 9‬‬

‫الدولة الأ�سدية (‪551-403‬هـ) (‪1156-1012‬م)‪:‬‬


‫عىل األسدى»‪ ،‬كانوا‬
‫قبيلة عربية من الشيعة أقامت هذه اإلمارة التى أسسها «أبو احلسن ّ‬
‫من مثريى الفتن والقالقل ىف الدولة العباسية‪ ،‬فقد ساعدوا «البساسريى الشيعى» ىف مترده‬
‫عليها سنة ‪450‬هـ ‪1058 -‬م‪ ،‬كام ساعدوا الروم ىف حصارهم حللب مما اضطر اخلليفة‬
‫العباسى لطردهم سنة ‪551‬هـ ‪1156 -‬م‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة النجاحية (‪554-403‬هـ) (‪1159-1012‬م)‪:‬‬


‫أسسها «نجاح» من أرقاء احلبشة‪ ،‬كان مملوكا للدولة الزيادية‪ ،‬استتب له األمر ىف هتامة‬
‫بعد أن دخل زبيد باليمن فحكمها‪ ،‬ثم كتب للخليفة العباسى ىف بغداد يعلن والءه‬
‫وطاعته للخالفة العباسية فأقره‪ ،‬ولقبه باملؤيد نصري الدين‪ ،‬وبعد وفاته‪ ،‬أو مقتله مسموما‬
‫الصليحى عىل يد جارية أهداها له‪ ،‬نشب الرصاع بني أوالده وأحفاده‬ ‫عىل بن حممد ُ‬
‫بتدبري ّ‬
‫الصليحية (سيأتى ذكرها فيام بعد) التى نشأت بصنعاء‬ ‫من ناحية‪ ،‬وبينهم وبني الدولة ُ‬
‫اليمن سنة ‪429‬هـ ‪1037 -‬م من ناحية أخرى‪.‬‬
‫الصليحيني؛ واستمرت الرصاعات واحلروب‬ ‫اسرتد بنو نجاح دولتهم‪ ،‬وانتقموا من ُ‬
‫بينهم‪ ،‬ومل تستقر أحواهلم إال أواخر عهد سعيد األحول بن نجاح حواىل سنة ‪472‬هـ‬
‫‪1080 -‬م‪ ،‬واختذ بنو نجاح وزراءهم من األحباش أيضا ‪ -‬وقد اشتهر الوزراء بالتجرب‬
‫وسوء السرية ‪ -‬فقاتلهم األمري منصور بن فاتك ولكنهم قتلوه‪ ،‬ثم توىل األمر طائفة من‬
‫العبيد حتى زالت الدولة بقضاء بنى املهدى من اخلوارج عليها‪ ،‬بعد أن هاهلم أن حيكم‬
‫األحباش اليمن‪ ،‬وظلوا حيكموهنا حتى استوىل عليها األيوبيون سنة ‪569‬هـ ‪1173 -‬م‪،‬‬
‫وقد تواىل حكام الدولة النجاحية كاآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪452-403‬هـ) (‪1060-1012‬م)‬ ‫املؤيد نجاح ‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪481-452‬هـ) (‪1089-1060‬م)‬ ‫سعيد األحول بن نجاح ‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪498-483‬هـ) (‪1106-1091‬م)‬ ‫ ‬ ‫جياش بن نجاح‬ ‫‪ 3‬‬

‫(‪503-498‬هـ) (‪1109-1106‬م)‬ ‫فاتك بن جياش ‬ ‫ ‪4‬‬

‫(‪521-503‬هـ) (‪1127-1109‬م)‬ ‫منصور بن فاتك ‬ ‫ ‪5‬‬

‫‪267‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪540-521‬هـ) (‪1146-1127‬م)‬ ‫فاتك بن منصور ‬ ‫ ‪6‬‬

‫(‪554-540‬هـ) (‪1160-1146‬م)‬ ‫فاتك بن حممد بن فاتك ‬ ‫ ‪7‬‬

‫الدولة املردا�سية (‪472-414‬هـ) (‪1079-1023‬م)‪:‬‬


‫استوىل «صالح بن مرداس» من قبيلة كالب العربية عىل حلب من الفاطميني؛ فأحسن‬
‫سياسة أهلها‪ ،‬وتوسع من بعلبك إىل عانة سنة ‪420‬هـ ‪1029 -‬م‪ ،‬ورسعان ما التقى‬
‫ىف طربية باجليش الذى بعثه اخلليفة «الظاهر» الفاطمى من مرص‪ ،‬فاهنزم و ُقتل مع أحد‬
‫أبنائه‪ ،‬ونجا ابنه «نرص أبو كامل» فعاد إىل حلب وملكها‪ ،‬واستمرت دولته حتى عاوده‬
‫الفاطميون‪ ،‬وقضوا عليها‪ ،‬ثم استوىل عليها السالجقة‪ ،‬وأبرز حكامهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪420-414‬هـ) (‪1029-1023‬م)‬ ‫صالح بن مرداس ‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪429-420‬هـ) (‪1037-1029‬م)‬ ‫نرص بن صالح ‬ ‫ ‪2‬‬

‫(‪449-434‬هـ) (‪1057-1042‬م)‬ ‫معز الدولة طمل بن صالح ‬ ‫‪ 3‬‬

‫ملوك الطوائف (‪484-422‬هـ) (‪1091-1030‬م)‪:‬‬


‫استبد العامريون بالسلطة بعد ضعف الدولة األموية ىف األندلس؛ فبدأ أمراء الطوائف‪،‬‬
‫الذين كانوا والة للدولة األموية عىل اإلمارات‪ ،‬ىف االستقالل عن الدولة‪ ،‬وانقسموا إىل‬
‫أكثر من عرشين دويلة متيز عرصهم باالضطراب والفوىض والتناحر فيام بينهم‪ ،‬ومن‬
‫أهم هذه الدويالت‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمها‬ ‫أهم ما يميزها‬ ‫منطقة‬ ‫الدويلة‬ ‫م‬


‫نفوذها‬
‫(‪483-403‬هـ)‬ ‫بربر‬ ‫غرناطة‬ ‫الزيرية‬ ‫‪1‬‬
‫(‪1090-1012‬م)‬
‫شيعة أدارسة‬ ‫قرطبة‪-‬‬ ‫احلمودية‬ ‫‪2‬‬
‫(‪450-407‬هـ)‬
‫من نسل‬ ‫مالقة‪-‬‬
‫(‪1058-1016‬م)‬
‫احلسن بن‬ ‫اجلزيرة‬
‫عىل‬
‫ّ‬ ‫اخلرضاء‬
‫(‪536-410‬هـ)‬ ‫عرب‬ ‫رسقسطة ‬ ‫اهلودية‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1141-1019‬م)‬

‫(‪478-412‬هـ)‬ ‫مواىل بنى‬ ‫رسقسطة ‬ ‫العامرية‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1085-1021‬م)‬ ‫عامر‬ ‫بلنسية‬

‫(‪484-414‬هـ)‬ ‫عرب من‬ ‫أشبيلية‬ ‫العبادية‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1091-1023‬م)‬ ‫خلم‪ ،‬وأبرز‬
‫حكامهم‬
‫املعتمد بن‬
‫عباد‬

‫(‪487-421‬هـ)‬ ‫أرسة بربرية‬ ‫بطليوس‬ ‫‪ 6‬بنو‬


‫(‪1094-1030‬م)‬ ‫قىض عليها‬ ‫األفطس‬
‫املرابطون‬

‫‪269‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمها‬ ‫أهم ما يميزها‬ ‫منطقة‬ ‫الدويلة‬ ‫م‬


‫نفوذها‬
‫(‪461-422‬هـ)‬ ‫قىض عليها‬ ‫قرطبة‬ ‫اجلهورية‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1068-1030‬م)‬ ‫بنو عباد‬
‫(‪487-427‬هـ)‬ ‫بربر‬ ‫طليطلة‬ ‫ذو النون‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1094-1035‬م)‬

‫(‪497-402‬هـ)‬ ‫السهلة‬ ‫الرزينية‬ ‫‪9‬‬


‫(‪1104-1011‬م)‬

‫خريطة (‪ )21‬دويالت ملوك الطوائف ىف األندلس (عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫وظلوا كذلك أكثر من نصف قرن‪ ،‬استعان بعضهم بملوك نصارى األندلس‬
‫(الفرنجة) الذين اجتمعت كلمتهم عىل ابتالع هذه اإلمارات فيام ُعرف بحرب االسرتداد‬
‫‪ ،Reconquista‬حتى إذا ما بلغوا أشبيلية (أكرب املاملك اإلسالمية)؛ استنجد‬

‫‪270‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫حاكمها «املعتمد بن عباد» بأمري املرابطني «يوسف بن تاشفني» الذى استجاب له‪،‬‬
‫ودخل األندلس‪ ،‬وهزم ملوك النصارى‪ ،‬وقىض عىل ملوك الطوائف‪ ،‬ووحد األندلس‪،‬‬
‫وضمها إىل دولته ىف املغرب‪.‬‬

‫الدولة ال�سلجوقية (‪583 – 432‬هـ) (‪1187 – 1040‬م)‪:‬‬


‫السنة فرتة انحسار نفوذ الشيعة وانقراض دوهلم واحتضار الفاطميني‪،‬‬ ‫ظهر السالجقة ُ‬
‫وهم ينتمون إىل قبائل الغز ‪ -‬إحدى القبائل الرتكامنية البالغ عددها ‪ 23‬قبيلة ‪ -‬عاشوا‬
‫ىف الرتكستان حتت حكم األتراك الوثنيني ىف الصحراء املمتدة عند حدود الصني حتى‬
‫شواطئ بحر اخلزر‪ ،‬ثم هاجروا نحو اجلنوب الرشقى‪.‬‬
‫مل يعرف السالجقة هبذا االسم إال بعد ظهور «سلجوق بن تقاق» ىف منتصف القرن‬
‫الرابع اهلجرى الذى وحد أفراد هذا الفرع‪ ،‬ثم نزحوا من موطنهم األصىل سنة ‪375‬هـ‬
‫– ‪985‬م إىل بالد ما وراء النهر‪ ،‬وجاوروا فيها السامانيني الذين استنجدوا هبم لرد‬
‫غارات الرتك الوثنيني؛ فأسلموا عىل مذهب السنة‪ ،‬واعتنقوا املذهب احلنفى‪ ،‬وكانوا‬
‫يدينون من قبل باملسيحية‪.‬‬
‫أخذ سلجوق عىل عاتقه محاية املناطق املسلمة من غارات القبائل الرتكية الوثنية‬
‫بمساعدة ابنه أرسالن‪ ،‬ثم حفيده ميكائيل بن أرسالن؛ فأصبح بالطه مالذا للمسلمني‬
‫املضطهدين واملقهورين‪ ،‬وخلف ميكائيل ولداه طغرل بك وداود بك؛ فاستوىل طغرل‬
‫عىل مرو ونيسابور وجرجان وطربستان وكرمان والديلم وخوارزم وأصفهان وغريها‬
‫من األقاليم بعد زوال الدولة السامانية سنة ‪390‬هـ ‪1000 -‬م‪ ،‬وأعلن قيام الدولة‬
‫السلجوقية سنة ‪432‬هـ ‪1040 -‬م‪ ،‬واختذ أصفهان عاصمة له ىف الفرتة من ‪433‬هـ ‪-‬‬
‫‪1041‬م إىل ‪437‬هـ ‪1045 -‬م‪ ،‬تشعب السالجقة ىف البالد الكثرية التى استولوا عليها‬
‫بعد السامانيني والغزنويني والبوهييني والروم‪ ،‬فتقاسموها بينهم وانتخبوا‬

‫‪271‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )22‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫طغرل بك ملكا عليهم‪ ،‬فاختذ الرى عاصمة له‪ ،‬وقد انقسموا إىل مخسة بيوت كبرية‬
‫حكمت فارس (إيران) وكرمان وسوريا والعراق وكردستان وآسيا الصغرى (الروم)‬
‫فيام بني القرنني اخلامس والسابع اهلجريني‪ ،‬احلادى عرش والثالث عرش امليالديني‪ ،‬أسس‬
‫« ُطغرل» بك‪ ،‬و«جغرى» بك السالجقة الكبار ىف الفرتة من ‪432‬هـ ‪1040 -‬م إىل‬
‫‪552‬هـ ‪1157 -‬م‪ ،‬وأسس «تتش بن أرسالن» سالجقة سوريا من ‪487‬هـ ‪1094 -‬م‬
‫إىل ‪511‬هـ ‪1117 -‬م‪ ،‬وحكم سالجقة العراق من‪511‬هـ ‪ 1117 -‬إىل‪590‬هـ ‪-‬‬
‫‪1194‬م‪ ،‬وسالجقة الروم ىف آسيا الصغرى من‪469‬هـ ‪ 1077 -‬إىل‪699‬هـ ‪1300 -‬م‪.‬‬
‫دخل طغرل بغداد سنة ‪448‬هـ ‪1056 -‬م بعد استنجاد اخلليفة العباسى «القائم بأمر‬

‫‪272‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫اهلل» به للتخلص من البوهييني الذين أزاحوه عن كرسى اخلالفة‪ ،‬فأعاده إليها بعد أن‬
‫قبض عىل امللك الرحيم ‪ -‬آخر السالطني البوهييني ‪ -‬منهيا عرص الدولة البوهيية بذلك‪،‬‬
‫وأصبح اخلليفة العباسى خاضعا له‪ ،‬فاختذ لقب سلطان‪ ،‬وسك العملة باسمه‪.‬‬
‫انزعج الفاطميون بالقاهرة من القضاء عىل الدولة البوهيية الشيعية فدعموا ثورة‬
‫«البساسريى» ‪ -‬أحد القواد األتراك التابعني للملك الرحيم الذى مترد عىل سيده‪ ،‬وعىل‬
‫اخلليفة العباسى‪ ،‬واستبد باألمر ‪ -‬باملال والسالح‪ ،‬فتغلب عىل جيوش اخلليفة العباسى‬
‫ىف «سنجار» سنة ‪449‬هـ ‪1057 -‬م‪ ،‬وانتهز فرصة خروج طغرل من بغداد لقتال أخيه‬
‫الذى مترد ضده فهاجم بغداد واستوىل عليها‪ ،‬وخطب للخليفة الفاطمى «املستنرص»‬
‫عىل منابر بغداد‪ ،‬وأرسل إليه عاممة اخلليفة العباسى وعرشه‪ ،‬فلام عاد طغرل إىل بغداد‬
‫قىض عىل البساسريى وثورته‪ ،‬وأعاد اخلليفة القائم‪ ،‬وتزوج ابنته وهو ىف السبعني من‬
‫عمره‪.‬‬
‫خلفه بعد موته ابن أخيه عضد الدولة «ألب أرسالن» (‪464-454‬هـ) (‪-1063‬‬
‫‪1073‬م) فنذر نفسه للجهاد ضد البيزنطيني والشيعة (الفاطميني) عىل السواء‪ ،‬فبسط‬
‫سيطرته عىل حلب – معقل الفاطميني – سنة ‪461‬هـ ‪1070 -‬م‪ ،‬وفتح الرملة والقدس‬
‫وما جاورها‪ ،‬وكانتا ىف أيدى الفاطميني‪ ،‬ثم حارص دمشق‪ ،‬وخرب ضواحيها‪ ،‬وقطع‬
‫عنها اإلمدادات‪ ،‬ولكنه فشل ىف دخوهلا‪.‬‬
‫التقى باإلمرباطور البيزنطى «رومانوس ديوجينيس» الذى توغل ىف األراىض‬
‫اإلسالمية حتى مالذكرد فانترص عليه ىف هذه املوقعة‪ ،‬وأرسه ‪462‬هـ ‪1071 -‬م‪ ،‬ثم‬
‫وجه ابن عمه «سليامن قتلمش» سنة ‪479‬هـ ‪1086 -‬م إىل آسيا الصغرى فضمها‪،‬‬
‫وأقام هبا دولة سالجقة الروم‪ ،‬واختذ قونية عاصمة هلا‪ ،‬وبدأت الدولة ىف التوسع عىل‬
‫حساب األمالك البيزنطية؛ فدفعوا هلم اجلزية‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪ )23‬مناطق نفوذ بعض الدول اإلسالمية املتتالية عىل امتداد العامل اإلسالمى ىف القرون الوسطى (عن شبكة‬
‫املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫مل يعمر أرسالن طويال بعد هذه االنتصارات‪ ،‬إذ قتله أحد أتباعه أثناء حروبه يف ما‬
‫«ملك شاه» الذى استطاع االستيالء عىل‬ ‫وراء النهر سنة ‪464‬هـ ‪1073 -‬م‪ ،‬فخلفه ابنه ُ‬
‫دمشق سنة ‪468‬هـ ‪1077 -‬م‪ ،‬وعني أخيه « ُتتُش» ملكا عليها فقامت دولة سالجقة‬
‫الشام (سوريا) التى ورثها أبناؤه من بعده‪ ،‬فكانت حجر صد لتقدم الفاطميني نحو‬
‫الشام‪ ،‬ومن بعد ُملك شاه سنة ‪485‬هـ ‪1092 -‬م تفككت إمرباطورية السالجقة بني‬
‫أوالده «بركياروق»‪ ،‬و«حممود»‪ ،‬و«حممد»‪ ،‬و«سنجر»‪.‬‬
‫وقد تلقى السالجقة األتراك احلملة الصليبية األوىل بقيادة «بطرس الناسك» سنة‬
‫‪489‬هـ ‪1096 -‬م بعد عبورهم البسفور فحصدوهم حصدا‪ ،‬وأبادوهم مجيعا‪ ،‬فلم‬
‫يبق منهم سوى بطرس ومعه نفر الذوا بالفرار‪ ،‬وقد تشكلت هذه احلملة من الغوغاء‬
‫والفالحني واملعدمني واللصوص والقتلة وقطاع الطرق الذين فتحوا هلم السجون‬
‫حمفزين إياهم بالنيل من خريات الرشق‪ ،‬وكأهنم أرادوا التخلص منهم‪ ،‬ىف الوقت الذى‬
‫كانوا يعدون فيه احلملة الثانية بجيوش نظامية يقودها األمراء واألرشاف‪ ،‬مدعومة من‬
‫النورمانديني والتجار الذين سيطروا عىل موانئ إيطاليا‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتسلسل حكامهم ىف املناطق املختلفة كاآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫الفرع‬

‫(‪455-432‬هـ)‬ ‫ركن الدولة طغرل بن‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-1‬سالجقة‬


‫(‪1063 – 1040‬م)‬ ‫ميكائيل بن أرسالن بن‬ ‫الفرس‬
‫سلجوق‬
‫(‪465-455‬هـ)‬ ‫ألب أرسالن‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1072 – 1063‬م)‬
‫(‪485-465‬هـ)‬ ‫ُملك شاه األول بن ألب‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1092 – 1072‬م)‬ ‫أرسالن‬

‫(‪487-485‬هـ)‬ ‫حممود بن ملك شاه‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1094 – 1092‬م)‬
‫(‪498-487‬هـ)‬ ‫بركياروق بن ملك شاه‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1105 – 1094‬م)‬
‫(‪511-498‬هـ)‬ ‫حممد بن ملك شاه‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1118– 1105‬م)‬
‫(‪551-489‬هـ)‬ ‫أمحد سنجر بن ملك شاه‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1157 – 1096‬م)‬
‫(‪525-511‬هـ)‬ ‫مغيث الدين حممود‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-2‬سالجقة‬
‫(‪1131 – 1118‬م)‬ ‫بن حممد‬ ‫العراق‪ ،‬وكُرد‬
‫(‪525‬هـ) (‪1131‬م)‬ ‫داود بن حممود‬ ‫‪2‬‬ ‫ستان‬

‫‪275‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫الفرع‬

‫(‪536‬هـ) (‪1132‬م)‬ ‫طغرل األول بن حممد‬ ‫‪3‬‬

‫(‪546 -527‬هـ) (‪1152 -1133‬م)‬ ‫مسعود بن حممد‬ ‫‪4‬‬

‫(‪546‬هـ) (‪1152‬م)‬ ‫ملك شاه الثانى بن‬ ‫‪5‬‬


‫حممود‬
‫(‪553-547‬هـ)‬ ‫حممد بن حممود‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1159 – 1153‬م)‬

‫(‪555-553‬هـ)‬ ‫سليامن شاه بن حممد‬ ‫‪7‬‬


‫(‪1161 – 1159‬م)‬
‫(‪572-555‬هـ)‬ ‫أرسالن شاه بن طغرل‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1177 – 1161‬م)‬
‫(‪590-572‬هـ)‬ ‫طغرل الثانى بن‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1194 – 1177‬م)‬ ‫أرسالن شاه‬
‫القرن السادس هـ ‪ -‬احلادى عرش م‬ ‫أرسالن بن سلجوق‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-3‬سالجقة‬
‫(‪478-469‬هـ)‬ ‫قتلمش بن أرسالن‬ ‫‪2‬‬ ‫الروم‬
‫(‪1086 – 1077‬م)‬ ‫(آسيا‬
‫الصغرى)‬
‫(‪485-470‬هـ)‬ ‫سليامن بن قتلمش‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1092 – 1077‬م)‬ ‫(األناضول)‬
‫(‪500-485‬هـ)‬ ‫قلج أرسالن األول‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1107 – 1092‬م)‬

‫‪276‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫الفرع‬

‫(‪509-500‬هـ)‬ ‫ملك شاه األول بن قلج‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1116 – 1107‬م)‬ ‫أرسالن‬

‫(‪550-509‬هـ)‬ ‫مسعود األول بن قلج‬ ‫‪6‬‬


‫(‪1156 – 1116‬م)‬ ‫أرسالن‬
‫(‪583-550‬هـ)‬ ‫قلج أرسالن الثانى‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1188 – 1156‬م)‬
‫(‪596-588‬هـ)‬ ‫ملك شاه الثانى‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1200 – 1192‬م)‬

‫(‪588-583‬هـ)‬ ‫كيخرسوا األول‬ ‫‪9‬‬


‫(‪1192 – 1188‬م)‬
‫(‪599-596‬هـ)‬ ‫سليامن الثانى بن قلج‬ ‫‪10‬‬
‫(‪1203 – 1200‬م)‬ ‫أرسالن‬
‫(‪600-599‬هـ)‬ ‫قلج أرسالن الثالث‬ ‫‪11‬‬
‫(‪1204 – 1203‬م)‬ ‫بن سليامن شاه‬
‫(‪606-600‬هـ)‬ ‫كيخرسوا األول (‪)2‬‬ ‫‪12‬‬
‫(‪1210 – 1204‬م)‬

‫(‪615-606‬هـ)‬ ‫كيكاؤس األول بن‬ ‫‪13‬‬


‫(‪1219 – 1210‬م)‬ ‫كيخرسوا األول‬

‫‪277‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫الفرع‬


‫(‪633-615‬هـ)‬ ‫كيقباذ األول بن‬ ‫‪14‬‬
‫(‪1236 – 1219‬م)‬ ‫كيخرسوا األول‬
‫(‪642-633‬هـ)‬ ‫كيخرسوا الثانى بن‬ ‫‪15‬‬
‫(‪1245 – 1236‬م)‬ ‫كيقباذ األول‬
‫(‪655-642‬هـ)‬ ‫كيكاؤس الثانى بن‬ ‫‪16‬‬
‫(‪1257 – 1245‬م)‬ ‫كيخرسوا الثانى‬

‫(‪665-655‬هـ)‬ ‫قلج أرسالن الرابع بن‬ ‫‪17‬‬


‫(‪1267 – 1257‬م)‬ ‫كيخرسوا (‪)2‬‬
‫(‪681-665‬هـ)‬ ‫كيخرسوا الثالث بن‬ ‫‪18‬‬
‫(‪1283 – 1267‬م)‬ ‫قلج أرسالن‬
‫(‪695-681‬هـ)‬ ‫مسعود الثانى بن‬ ‫‪19‬‬
‫(‪1296 – 1283‬م)‬ ‫كيكاؤس الثانى‬
‫(‪699-695‬هـ)‬ ‫كيقباذ الثالث‬ ‫‪20‬‬
‫(‪1300 – 1296‬م)‬

‫(‪487‬هـ) (‪1094‬م)‬ ‫ُتتُش بن ألب أرسالن‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-4‬سالجقة‬


‫سوريا‬
‫(‪497-488‬هـ)‬ ‫تقاق بن ُتتُش‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1103 – 1095‬م)‬ ‫(دمشق)‬

‫(‪507-488‬هـ)‬ ‫رضوان بن تتش‬ ‫‪3‬‬


‫(‪1113 – 1095‬م)‬ ‫(حلب)‬

‫‪278‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫الفرع‬

‫(‪508-507‬هـ)‬ ‫ألب أرسالن بن رضوان‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1114 – 1113‬م)‬ ‫(حلب)‬

‫(‪511-508‬هـ)‬ ‫سلطان شاه بن رضوان‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1117 – 1114‬م)‬ ‫(حلب)‬
‫(‪465-433‬هـ)‬ ‫عامد الدين قرا أرسالن‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-5‬سالجقة‬
‫(‪1072-1041‬م)‬ ‫كِرمان‬

‫دولة املرابطني (‪541-448‬هـ) (‪1147-1056‬م)‪:‬‬


‫بربر من قبيلة لمَْتونة‪ ،‬إحدى بطون قبيلة صنهاجة‪ ،‬وهى واحدة من قبيلتني يتكون منهام‬
‫الرببر‪ ،‬وعموم سكان شامل إفريقية‪ ،‬وكانوا يتخذون اللثام ف ُعرفوا باملل َّثمني‪ ،‬أو املل َّثمة‪،‬‬
‫تتلمذوا عىل يد «عبد اهلل بن ياسني اجلزوىل» ىف الرباط الذى أنشأه ىف صحراء املغرب‬
‫للدرس والعبادة ف ُعرفوا باملرابطني‪ ،‬وكان منهم «حييى بن عمر بن إبراهيم» زعيم لمَْتونة‪،‬‬
‫وأخوه «أبو بكر» الذى خلف حييى بعد وفاته سنة ‪446‬هـ ‪1054 -‬م‪ ،‬فتوىل تنظيمهم‬
‫واجلهاد هبم‪ ،‬ففتح السوس واملصامدة‪ ،‬وقد رافقه ابن عمه «يوسف بن تاشفني» الذى‬
‫أظهر إقداما وشجاعة‪ ،‬وكان يوكل له أمر الدولة إذا غاب عنها فيجيد إدارهتا وتدبري‬
‫شئوهنا فتنازل له‪ ،‬وأصبح أول ملك من الرببر حيكم املغرب ىف دولة عاصمتها أغامت‪،‬‬
‫ثم اختط مدينة مراكش عاصمته اجلديدة سنة ‪454‬هـ ‪1062 -‬م عىل ُبعد ‪ 35‬كيلو مرتا‬
‫من العاصمة القديمة‪ ،‬واحتوى جيشه خليطا من مجيع قبائل املغرب‪.‬‬
‫دخل ابن تاشفني األندلس لنجدة حاكم أشبيلية «املعتمد بن عباد» ضد «ألفونس‬
‫السادس» ملك الفرنجة؛ فأوقع هبم رش هزيمة ىف معركة الزالقة سنة ‪479‬هـ ‪-‬‬
‫‪1086‬م‪ ،‬واستوىل عىل األندلس‪ ،‬وضمها إليه بعد إزالة ملوك الطوائف الذين يئس‬

‫‪279‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫من خالفاهتم التى ال تنتهى‪ ،‬وتسمى بأمري املؤمنني‪ ،‬فامتدت دولته ىف املغرب من تونس‬
‫رشقا إىل املحيط األطلسى غربا‪ ،‬ومن البحر املتوسط شامال إىل حدود السودان جنوبا‪،‬‬
‫«عىل» انتصارات أبيه ىف األندلس ىف موقعة أقليش سنة ‪502‬هـ ‪1108 -‬م‪،‬‬ ‫وواصل ابنه ّ‬
‫وهى من أعظم املواقع بعد الزالقة‪ ،‬ثم ضعفت الدولة التى أثخنها الرصاع الذى مل هيدأ‬
‫مع نصارى األندلس (الفرنجة) حتى قىض عليها املوحدون‪.‬‬
‫وتواىل حكامهم بالتسلسل التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪446‬هـ ‪1054 -‬م)‬ ‫حييى بن عمر (مؤسس الدولة) ‬ ‫ ‪1‬‬
‫(‪453-446‬هـ) (‪1061-1054‬م)‬ ‫أبو بكر بن عمر ‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪500-453‬هـ) (‪1107-1061‬م)‬ ‫يوسف بن تاشفني ‬ ‫ ‪3‬‬
‫(‪537-500‬هـ) (‪1143-1107‬م)‬ ‫عىل بن يوسف ‬
‫ّ‬ ‫ ‪4‬‬
‫(‪539-537‬هـ) (‪1145-1143‬م)‬ ‫تاشفني بن عىل ‬ ‫ ‪5‬‬
‫(‪539‬هـ ‪1145 -‬م)‬ ‫إبراهيم بن تاشفني ‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪541-539‬هـ) (‪1147-1145‬م)‬ ‫إسحق بن عىل ‬ ‫‪ 7‬‬

‫‪280‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )24‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫ال�صليحية (‪532-429‬هـ) (‪1138-1037‬م)‪:‬‬


‫الدولة ُ‬
‫الصليحى»؛ الذى نرش الدعوة الفاطمية ىف اليمن‬
‫«عىل بن حممد ُ‬‫دولة شيعية‪ ،‬أسسها ّ‬
‫بعد أن أقنعه هبا «سليامن بن عبد اهلل احلمريى» أحد دعاة الفاطميني‪ ،‬فاستخلفه عىل‬
‫صنعاء بدعم من اخلليفة الفاطمى ىف مرص حتى سيطر عىل بالد اليمن‪ ،‬واختذ صنعاء‬
‫عاصمة له‪ ،‬وعىل الرغم من تشيعه إال أنه سمح ألهل السنة بإظهار مذهبهم‪ ،‬دبر مقتله‬
‫«سعيد بن األحول النجاحى»‪ ،‬وأخوه «جياش» وهو ىف الطريق إىل مكة‪ ،‬بعد أن دارت‬
‫معركة بني أتباعهم من الفرسان‪ ،‬وأخذوا نساءه أسريات‪ ،‬وفيهن زوجته‪ ،‬ثم انتقم‬
‫منهم ابنه «ا ُملكرم» سنة ‪469‬هـ ‪1076 -‬م‪ ،‬واسرتد أسريات الدولة ُ‬
‫الصليحية بعد عدة‬

‫‪281‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫معارك عنيفة مع الدولة النجاحية؛ فواله اخلليفة الفاطمى ُعامن‪ ،‬وكلفه باالهتامم بشئون‬
‫احلجاز واألحساء‪.‬‬
‫ضعفت الدعوة الفاطمية ىف اليمن بعد وفاة ا ُملكرم‪ ،‬وزالت بعد قضاء «صالح الدين‬
‫الصليحيني‬
‫األيوبى» عىل الدولة الفاطمية بمرص سنة ‪567‬هـ ‪1172 -‬م‪ ،‬وانقىض نفوذ ُ‬
‫الشيعى بعد أن أرسل صالح الدين أخاه «توران شاه» إلخضاع اليمن‪ ،‬وكان حكامهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪459-429‬هـ) (‪1066-1037‬م)‬ ‫الصليحى ‬


‫عىل بن حممد ُ‬
‫ّ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪484-459‬هـ) (‪1091-1066‬م)‬ ‫ا ُملكرم أمحد بن ّ‬
‫عىل ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪492-484‬هـ) (‪1099-1091‬م)‬ ‫الصليحى ‬
‫شمس املعاىل سبأ ُ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪532-492‬هـ) (‪1138-1099‬م)‬ ‫الصليحى (زوجة ا ُملكرم)‬
‫أروى بنت أمحد ُ‬ ‫‪ 4‬‬

‫الدولة العيونية (‪630-469‬هـ) (‪1232-1076‬م)‪:‬‬


‫عىل العيونى» (‪500-466‬هـ) (‪1106-1073‬م) عىل القرامطة‪،‬‬ ‫ثار «عبد اهلل بن ّ‬
‫وقىض عليهم بمساعدة العباسيني والسالجقة ىف الفرتة (‪469-466‬هـ) (‪-1073‬‬
‫‪1076‬م)‪ ،‬وأخرجهم هنائيا من املنطقة وتوىل حكمها‪.‬‬
‫طمع «حييى بن عياش» الذى استوىل عىل القطيف من القرامطة ىف االستيالء عىل جزر‬
‫البحرين‪ ،‬ولكنه عجز عن ذلك ىف حياته‪ ،‬فلام توىل ابنه «زكريا» من بعده حقق أمنية أبيه‪،‬‬
‫فزحف عىل جزر البحرين واستوىل عليها وضمها إىل القطيف‪.‬‬
‫حفز هذا النرص زكريا عىل مواصلة استحوازه عىل باقى أمالك القرامطة؛ فزحف إىل‬
‫األحساء‪ ،‬ولكن عبد اهلل العيونى استقبله بجيش جرار وهزمه ىف هذا اللقاء‪ ،‬فلام عاود‬
‫الكرة قتله عبد اهلل‪ ،‬وشتت جيشه‪ ،‬وضم إليه القطيف‪ ،‬وجزر البحرين‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫تواىل عيل الدولة العيونية بعد عبد اهلل أمراء ضعفاء كثرت بينهم الفتن واملؤمرات حتى‬
‫سقطت الدولة‪ ،‬واستوىل عليها الفرس‪.‬‬

‫الدولة اخلوارزمية (اخلوارزم �شاهات) (‪628-470‬هـ) (‪1230-1077‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )25‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬


‫تنسب إىل «أنوشتكني» الذى كان مملوكا تركيا ألمري سلجوقى من سالجقة ُخراسان‪،‬‬
‫قاد له عدة معارك أثارت إعجاب أمريه فواله عىل ُخوارزم مكافأة له‪ ،‬ومنحه لقب‬
‫خوارزم شاه فحكمها هو وذريته من بعده‪ ،‬واستقلوا هبا‪ ،‬وتوسعوا حتى استولوا عىل‬
‫دولة السالجقة بخُ راسان والرى وفارس وبالد ما وراء النهر وكِرمان والسند وغزنة‪،‬‬
‫وقىض عليها املغول‪ ،‬وأبرز احلكام‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪490-470‬هـ) (‪1096-1077‬م)‬ ‫أنوشتكني ‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪521-490‬هـ) (‪1127-1096‬م)‬ ‫قطب الدين حممد بن أنوشتكني‬ ‫‪ 2‬‬

‫‪283‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪551-521‬هـ) (‪1156-1127‬م)‬ ‫آتسز بن حممد ‬ ‫‪ 3‬‬


‫(‪596-568‬هـ) (‪1199-1172‬م)‬ ‫عالء الدين تكش ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪617-596‬هـ) (‪1220-1199‬م)‬ ‫عالء الدين حممد ‬ ‫‪ 5‬‬

‫دولة بنى زُريع (‪569-476‬هـ) (‪1173-1083‬م)‪:‬‬


‫الصليحى» عىل اليمن‪ ،‬ومد سلطانه إىل عدن ىف اجلنوب‪ ،‬وكانت‬ ‫«عىل بن حممد ُ‬
‫استوىل ّ‬
‫ِ‬
‫ضمن نفوذ بنى ُمعن احل ْميرَ يني فأظهروا والءهم له‪ ،‬وأعانوه ىف حربه ضد بنى نجاح‬
‫فأبقاهم عىل ما حتت أيدهيم عىل أن يكونوا نوابا عنه ىف هذه املناطق‪ ،‬وظلوا كذلك حتى‬
‫الصليحى بسيوف بنى نجاح سنة ‪459‬هـ ‪1066 -‬م؛ فاستبد بنو ُمعن بام حتت‬ ‫سقط ُ‬
‫أيدهيم‪ ،‬وتوقفوا عن دفع اخلراج‪ ،‬ولكن ابنه ا ُملكرم هامجهم سنة ‪467‬هـ ‪1074 -‬م‬
‫بعد أن تفرغ هلم‪ ،‬وطردهم من عدن وما حوهلا‪ ،‬وقىض عىل نفوذهم متاما؛ حتى إذا‬
‫استقرت له األمور فيها أسند واليتها إىل «العباس» و«مسعود» ابنى «ا ُملكرم اجلشمى بن‬
‫يام بن أصبى الزُريعى» بموجب اجلزية‪ ،‬واستمر أبناؤمها من بعدمها ىف السلطة حتى بعد‬
‫الصليحيني ىف كنف الدولة الفاطمية بمرص؛ فكان ال يتم تنصيب احلكام إال‬ ‫انتهاء دولة ُ‬
‫بموافقة اخلليفة الفاطمى ىف مرص حتى سقطت أيضا عىل يد األيوبيني‪ ،‬وهى دولة شيعية‬
‫الصليحيني‪.‬‬
‫كانت من أقوى دول اليمن بعد ُ‬

‫حكام أ�َلمَ وت (احل�شا�شون) (‪654-483‬هـ) (‪1256-1090‬م)‪:‬‬


‫َألمَوت حصن ىف جبال البرُ ز ببالد فارس (إيران)‪ ،‬كان مقرا لـ»حسن بن الصباح»‪،‬‬
‫وقاعدة لإلسامعيلية‪ ،‬فشل السالجقة ىف القضاء عليه‪ ،‬وأخضعه هوالكو املغوىل‪ ،‬وقىض‬
‫عليه وعليهم السلطان اململوكى بيربس قضاء مربما أثناء تواجده ىف سوريا سنة ‪671‬هـ‬

‫‪284‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪1272 -‬م‪.‬‬
‫واحلسن بن الصباح (‪518-483‬هـ) (‪1124-1090‬م) أحد دعاة اإلسامعيلية‬
‫الفرس القائلني بإمامة إسامعيل بن جعفر الصادق بعد أبيه‪ ،‬ودعا للفاطميني بفارس‬
‫سنة ‪473‬هـ ‪1080 -‬م‪ ،‬ثم جاء إىل مرص بعد أن انشق عنهم بتأييد ومبايعة اإلمام نَزار‬
‫بن املستنرص الفاطمى ىف خالفه مع أخيه املستعىل‪ ،‬ولكنه عاد إىل فارس سنة ‪483‬هـ‬
‫‪1090 -‬م بعد مقتل نَزار‪ ،‬وفشل ثورهتم ىف اإلسكندرية داعيا إىل «النَزارية‪ ،‬مذهبه‬
‫اجلديد‪ ،‬جاعال نفسه نائبا لإلمام املستور‪ ،‬واستطاع بأتباعه االستيالء عىل «قلعة َألمَوت»‬
‫ىف أعاىل جبال جنوب بحر قزوين‪ ،‬وكانت تابعة للسالجقة‪ ،‬وعدة قالع أخرى ىف فارس‬
‫وسوريا‪ ،‬وتوسع ىف هذه املنطقة‪ ،‬وأنشأ احلصون‪ ،‬واستقل بمساحة كبرية من اإلقليم‬
‫السنية‪ ،‬فأسس الدولة اإلسامعيلية الرشقية‪ ،‬و ُعرف أنصاره‬ ‫ىف وسط الدولة العباسية ُ‬
‫«باحلشاشني»‪ ،‬ومنهم اليوم اإلسامعيلية أتباع أغاخان‪ ،‬وذلك الستخدامه احلشيش ىف‬
‫ختدير أتباعه حتى ينصاعوا ألوامره‪ ،‬فكون من الشباب منهم طبقة الفدائيني الذين‬
‫كان يرسلهم الغتيال أعدائه‪ ،‬وكان نظام ا ُمللك أحد ضحاياه ىف نيسابور سنة ‪485‬هـ‬
‫‪1092 -‬م زميال له ىف الدراسة‪ ،‬أما أتباع املستعىل الفاطمى فيعرفون اليوم بال َبهرة أو‬
‫السبع َّية‪.‬‬
‫َّ‬
‫وضع احلسن نظاما صارما لتنشئة هؤالء الشباب منذ طفولتهم‪ ،‬فكان يقسو عليهم‬
‫حتى استطاع أن يفزع هبم العامل اإلسالمى والصليبيني املحتلني إلمارات من الشام عىل‬
‫السواء‪ ،‬ومل ينس االنتقام إلمامه نزار من املستعىل ىف مرص حتى خافه امللوك‪ ،‬وأصبح‬
‫مثار إعجاب العامة‪.‬‬
‫ومن تعطشه للدماء قتل ولديه رغم حياته القصرية (‪ 47‬عاما)‪ ،‬فأوىص بعد وفاته‬
‫عىل»‬
‫الثنني من أتباعه املخلصني مها «كيابرزك» قائدا للفدائيني وأمور الدنيا‪ ،‬و«أبو ّ‬
‫داعى الدعاة لألمور الروحية‪.‬‬
‫عرف خلفاء الصباح بشيوخ اجلبل‪ ،‬وامتد نطاق دعوهتم إىل الشام‪ ،‬فاستولوا عىل‬
‫بعض قالعها‪ ،‬وظهر منهم زعيم خطري عىل شاكلة الصباح اسمه «راشد الدين سنان»‪،‬‬

‫‪285‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫لقبه الناس بـ»شيخ اجلبل» لرهبته وهيبته‪ ،‬نرش دعوته اجلديدة «السنانية» بني أتباعه‪،‬‬
‫وهم من حاولوا مرارا قتل صالح الدين األيوبى‪ ،‬ولكنه كان ينجو منهم ىف كل مرة‪،‬‬
‫فأراد التخلص منهم بمحارصة قالعهم‪ ،‬ولكن أعوانه أشاروا عليه برتكهم وشأهنم‬
‫للتفرغ للصليبيني‪.‬‬
‫ذات صباح استيقظ صالح الدين ليجد خنجرا قد انغرس ىف فراشه‪ ،‬وبجانبه بطاقة‬
‫حتمل اسم راشد الدين سنان‪ ،‬وتفيد بأن سنانا كان ىف خمدعه‪ ،‬وكان من السهل قتله‪،‬‬
‫فحملها ىف نفسه‪ ،‬ونشأت صداقة بينه وبني سنان استعان هبا صالح الدين ىف حربه عىل‬
‫الصليبيني والتخلص من أمرائهم املزعجني باالغتيال‪.‬‬
‫حتسب املغول من طائفة اإلسامعيلية قبل دخوهلم بغداد سنة ‪656‬هـ ‪1258 -‬م‪،‬‬
‫وحتى ال يكونوا شوكة ىف ظهورهم‪ ،‬زحفوا عليهم بقيادة هوالكو‪ ،‬وتوقع اإلسامعيلية‬
‫منهم ذلك بعد اجتياحهم الصني وأوروبا وخراسان وإيران‪ ،‬فجمعوا األنصار وأرسلوا‬
‫ىف طلب العون من إنجلرتا وفرنسا ىف أوروبا‪ ،‬مما أثار عليهم املغول الذين حارصوا‬
‫حصوهنم بجيوشهم اجلرارة فدمروها وأخضعوهم‪ ،‬ونجا منهم اخلواجة نرص الدين‬
‫الطوسى الذى قبض عليه زعيم اإلسامعيلية‪ ،‬وأودعه السجن بأحد هذه القالع ألنه مل‬
‫يكن منهم‪ ،‬وقد تدرج زعامؤهم كاآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪518-483‬هـ) (‪1124-1090‬م)‬ ‫احلسن بن الصباح ‬ ‫‪ 1‬‬


‫(‪532-518‬هـ) (‪1138-1124‬م)‬ ‫برزك أميد ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪558-532‬هـ) (‪1162-1138‬م)‬ ‫حممد بن برزك ‬ ‫ ‪3‬‬
‫(‪561-558‬هـ) (‪1166-1162‬م)‬ ‫احلسن بن حممد ‬ ‫ ‪4‬‬
‫(‪607-561‬هـ) (‪1210-1166‬م)‬ ‫نور الدين حممد ‬ ‫‪ 5‬‬

‫‪286‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪619-607‬هـ) (‪1222-1210‬م)‬ ‫جالل الدين حسن ‬ ‫‪ 6‬‬
‫( ‪653-617‬هـ) (‪1255-1220‬م)‬ ‫عالء الدين حممد ‬ ‫‪ 7‬‬
‫(‪654-653‬هـ) (‪1256-1255‬م)‬ ‫ركن الدين بن حممد ‬ ‫ ‪8‬‬

‫الدولة الهمدانية (‪596-492‬هـ) (‪1199-1098‬م)‪:‬‬


‫أسسها «حاتم بن الغشم اهلمدانى» بعد استيالئه عىل صنعاء من امللك «سبأ‬
‫الصليحى»‪ ،‬وورثتها ذريته من بعده‪ ،‬ومتيز عرص هذه الدولة بالفوىض والفتن حتى‬ ‫ُ‬
‫قىض عليها األيوبيون الذين اعتربوا أنفسهم الورثة الرشعيني ألمالك الدولة الفاطمية‪.‬‬

‫الدولة الأرتُقية (‪811-495‬هـ) (‪1408-1101‬م)‪:‬‬

‫من الرتكامن الذين ملكوا ديار بكر‪ ،‬عىل حدود آسيا الصغرى احلالية‪ ،‬ىف الفرتة من‬
‫القرن السادس إىل التاسع اهلجرى‪ ،‬الثانى عرش إىل اخلامس عرش امليالدى‪ ،‬ينتسبون إىل‬
‫«ملك شاه» السلجوقى‪ ،‬وأخيه « ُتتُش»‪ ،‬فأقطعه‬ ‫جدهم «أرتُق بن أكسب» الذى خدم ُ‬
‫«سكامن»‪ ،‬و«إيل غازى»‪ ،‬فحكم ُسكامن‬ ‫فلسطني سنة ‪478‬هـ ‪1086 -‬م‪ ،‬وخلفه ولداه ُ‬
‫وذريته من بعده حصن كيفا بعد أن استوىل عليه من الرتكامن‪ ،‬ثم حكم ماردين بعد أن‬
‫ضمها إليه‪ ،‬وهو يعترب املؤسس احلقيقى للدولة‪ ،‬أما إيل فحكمت ذريته ىف ماردين‪ ،‬ثم‬
‫م َّيافارقني وحلب‪.‬‬
‫وحصن كَيفا هو مدينة تركية عىل هنر دجلة‪ ،‬بوالية ماردين كانت عاصمة لألرتقيني‬
‫من‪495‬هـ ‪1102 -‬م إىل ‪658‬هـ ‪1260 -‬م‪.‬‬
‫قىض األيوبيون عىل داود بن سكامن‪ ،‬وبعد أن سيطر املغول عىل آسيا الصغرى (األناضول)‬
‫سنة ‪541‬هـ ‪1243 -‬م صار أمراء هذه الدولة عامال هلم؛ حتى قىض عليها العثامنيون‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتواىل احلكام ىف املناطق التى حكموها بالرتتيب التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬

‫(‪517-516‬هـ)‬ ‫بهُ رام ُب ُلك حلب‬ ‫‪1‬‬ ‫حلب‬


‫(‪1124-1123‬م)‬
‫‪-----------------‬‬ ‫عبد اجلبار‬ ‫‪2‬‬
‫(‪515-514‬هـ)‬ ‫سليامن بن عبد اجلبار‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1122-1121‬م)‬
‫(‪516-502‬هـ)‬ ‫نجم الدين غازى‬ ‫‪1‬‬ ‫ماردين‬
‫(‪1122-1108‬م)‬ ‫بن أرتُق‬
‫‪-----------------‬‬ ‫سليامن بن إيل غازى‬ ‫‪2‬‬
‫‪-----------------‬‬ ‫إياز بن إيل غازى‬ ‫‪3‬‬
‫(‪546-515‬هـ)‬ ‫تيمور تاش بن إيل‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1152-1122‬م)‬ ‫غازى‬
‫(‪468-546‬هـ) (‪-1152‬‬ ‫ألبى بن تيمور تاش‬ ‫‪5‬‬
‫‪1176‬م)‬

‫‪-----------------‬‬ ‫مجال الدين بن تيمور‬ ‫‪6‬‬


‫تاش‬

‫‪288‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬

‫(‪579-468‬هـ)‬ ‫إيل غازى بن ألبى‬ ‫‪7‬‬


‫(‪1184-1176‬م)‬
‫(‪596-579‬هـ)‬ ‫يولق أرسالن بن إيل‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1200-1184‬م)‬ ‫غازى‬
‫(‪635-596‬هـ)‬ ‫أرتُق أرسالن بن إيل‬ ‫‪9‬‬
‫(‪1239-1200‬م)‬ ‫غازى‬
‫(‪498-495‬هـ)‬ ‫ُسكامن األول بن أرتُق‬ ‫‪1‬‬ ‫حصن كيفا‬
‫(‪1104-1101‬م)‬
‫(‪543-502‬هـ)‬ ‫ركن الدولة داود بن‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1148-1108‬م)‬ ‫ُسكامن‬
‫(‪501-497‬هـ)‬ ‫إبراهيم بن ُسكامن‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1108-1104‬م)‬ ‫األول‬
‫(‪569-542‬هـ)‬ ‫قره أرسالن بن داود‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1174-1148‬م)‬
‫(‪580-569‬هـ)‬ ‫حممد بن قره أرسالن‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1185-1174‬م)‬

‫(‪618-596‬هـ)‬ ‫حممود بن حممد‬ ‫‪6‬‬


‫(‪1222-1200‬م)‬

‫‪289‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬

‫(‪596-580‬هـ)‬ ‫ُسكامن الثانى بن حممد‬ ‫‪7‬‬


‫(‪1200-1185‬م)‬

‫دولة الأتابكة (الأتابكيات) (‪685-497‬هـ) (‪1287-1104‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )25‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫األتابك؛ لقب تركى أطلقه السالجقة عىل بعض رجال البالط من األمراء والوزراء‬
‫والقادة‪ ،‬الذين أقطعهم أبرز وزراء الدولة السلجوقية «نظام ا ُمللك» إقطاعات كثرية‪،‬‬
‫تعويضا هلم عن رواتبهم التى مل تستطع الدولة الوفاء هبا‪ ،‬فتمكن بعضهم من السيطرة‬
‫عىل احلكم ىف بعض املناطق التى استقلوا هبا حواىل القرنني السادس والسابع اهلجريني‪،‬‬
‫الثانى عرش والثالث عرش امليالديني ىف فارس والعراق والشام واجلزيرة وأذربيجان‪،‬‬

‫‪290‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وترتكب أتابك من مقطعني مها «أتا» بمعنى أب‪ ،‬و«بك» بمعنى السيد الذى يربى أوالد‬
‫امللوك‪ ،‬ثم أصبح لقبا ترشيفيا بمعنى قائد اجليوش‪ ،‬ونائب السلطة‪ ،‬وأطلق اللقب بعد‬
‫ذلك عىل الدويالت التى أسسوها ف ُعرفت باألتابكيات‪ ،‬ومن أشهرها أتابكية املوصل‬
‫التى أنشأها «عامد الدين زنكى»‪.‬‬
‫وهؤالء األتابكة الذين حكموا عدة مناطق‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫مناطق احلكم‬

‫(‪567-530‬هـ)‬ ‫شمس الدين إلدكز‬ ‫‪1‬‬ ‫أذربيجان‬


‫(‪1172 – 1136‬م)‬
‫(‪581-567‬هـ)‬ ‫حممد جهان هبلوان‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1186 – 1172‬م)‬
‫(‪586-581‬هـ)‬ ‫مظفر الدين قزل‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1191 – 1186‬م)‬ ‫أرسالن‬
‫(‪606-586‬هـ)‬ ‫‪4‬‬
‫نرصة الدين أبو بكر‬
‫(‪1210 – 1191‬م)‬
‫(‪621-606‬هـ)‬ ‫مظفر الدين أوزبك‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1225 – 1210‬م)‬ ‫هبلوان‬
‫(‪563-538‬هـ)‬ ‫‪1‬‬ ‫أربيل‬
‫زين الدين عىل كوجك‬
‫(‪1168 – 1144‬م)‬
‫(‪585-563‬هـ)‬ ‫زين الدين يوسف‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1190 – 1168‬م)‬

‫‪291‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫مناطق احلكم‬


‫(‪630-585‬هـ)‬ ‫مظفر كوكبورى ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪1233 – 1190‬م)‬
‫(‪604-575‬هـ)‬ ‫معز الدين سنجر شاه ‬ ‫ ‪1‬‬ ‫اجلزيرة‬
‫(‪1208 – 1180‬م)‬
‫(‪638-604‬هـ)‬ ‫معز الدين حممود‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1241 – 1208‬م)‬ ‫بن سنجر‬
‫(‪647-638‬هـ)‬ ‫مسعود بن حممود‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1250 – 1241‬م)‬

‫(‪521-497‬هـ)‬ ‫ُضغتكني‬ ‫‪1‬‬ ‫دمشق‬


‫(‪1128 – 1104‬م)‬
‫(‪526-521‬هـ)‬ ‫بورى بن ُضغتكني‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1132 – 1128‬م)‬

‫(‪529-526‬هـ)‬ ‫إسامعيل بن ُضغتكني‬ ‫‪3‬‬


‫(‪1135 – 1132‬م)‬
‫(‪533-529‬هـ)‬ ‫حممود بن ُضغتكني‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1139 – 1135‬م)‬
‫(‪534-533‬هـ)‬ ‫مجال الدين حممود بن‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1140 – 1139‬م)‬ ‫ُضغتكني‬

‫‪292‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫مناطق احلكم‬

‫(‪548-534‬هـ)‬ ‫جمري الدين أبق‬ ‫‪6‬‬


‫(‪1154 – 1140‬م)‬
‫(‪593-566‬هـ)‬ ‫عامد الدين زنكى‬ ‫‪1‬‬ ‫سنجار‬
‫(‪1197 – 1171‬م)‬
‫(‪616-593‬هـ)‬ ‫قطب الدين زنكى‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1219 – 1197‬م)‬
‫(‪616‬هـ) (‪1219‬م)‬ ‫عامد الدين شاهنشاه‬ ‫‪3‬‬
‫(‪617-616‬هـ)‬ ‫جالل الدين حممود‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1220 – 1219‬م)‬
‫(‪554-542‬هـ)‬ ‫ُسنقر بن مودود‬ ‫‪1‬‬ ‫فارس‬
‫(‪1160 – 1148‬م)‬
‫(‪569-554‬هـ)‬ ‫زنكى بن مودود‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1174 – 1160‬م)‬
‫(‪589-569‬هـ)‬ ‫نكلة بن زنكى‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1194 – 1174‬م)‬

‫(‪599-589‬هـ)‬ ‫ُطغرب بن سنقر‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1203 – 1194‬م)‬
‫(‪628-599‬هـ)‬ ‫سعد الدين األول‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1231 – 1203‬م)‬ ‫بن زنكى‬

‫‪293‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫مناطق احلكم‬


‫(‪658-628‬هـ)‬ ‫أبو بكر قتلغ خان ‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪1260 – 1231‬م)‬
‫(‪658‬هـ) (‪1260‬م)‬ ‫سعد الدين الثانى ‬ ‫‪ 7‬‬

‫(‪660-658‬هـ)‬ ‫حممد بن سعد الدين‬ ‫‪8‬‬


‫(‪1262 – 1260‬م)‬ ‫الثانى‬
‫(‪661-660‬هـ)‬ ‫‪9‬‬
‫حممد شاه بن َس ْلغَر‬
‫(‪1263 – 1262‬م)‬

‫(‪662-661‬هـ)‬ ‫ُسلجوق بن َس ْلغَر‬ ‫‪10‬‬


‫(‪1264 – 1263‬م)‬
‫(‪685-662‬هـ)‬ ‫أيش خاتون‬ ‫‪11‬‬
‫(‪1287 – 1264‬م)‬

‫(‪540-520‬هـ)‬ ‫عامد الدين زنكى‬ ‫‪1‬‬ ‫املوصل‬


‫(‪1146 – 1127‬م)‬
‫(‪543-540‬هـ)‬ ‫سيف الدين غازى‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1149 – 1146‬م)‬ ‫األول‬
‫(‪564-543‬هـ)‬ ‫قطب الدين مودود‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1169 – 1149‬م)‬

‫‪294‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫مناطق احلكم‬

‫(‪575-564‬هـ)‬ ‫سيف الدين غازى‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1180 – 1169‬م)‬ ‫الثانى‬

‫(‪588-575‬هـ)‬ ‫عز الدين مسعود األول‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1193 – 1180‬م)‬
‫(‪606-588‬هـ)‬ ‫نور الدين أرسالن شاه‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1210 – 1193‬م)‬ ‫األول‬
‫(‪615-606‬هـ)‬ ‫عز الدين مسعود الثانى‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1218 – 1210‬م)‬
‫(‪616-615‬هـ)‬ ‫نور الدين أرسالن شاه‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1219 – 1218‬م)‬ ‫الثانى‬
‫(‪630-616‬هـ)‬ ‫نارص الدين حممود‬ ‫‪9‬‬
‫(‪1233 – 1219‬م)‬
‫(‪657-630‬هـ)‬ ‫بدر الدين لؤلؤ‬ ‫‪10‬‬
‫(‪1259 – 1233‬م)‬

‫‪295‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة البورية (‪549-497‬هـ) (‪1154-1103‬م)‪:‬‬


‫«طوغ تكني» هو جد هذه األرسة‪ ،‬كان أحد قواد السلطان « ُتتُش» السلجوقى‪ ،‬وعندما‬
‫عينوه أتابكا عىل دمشق استقل هبا حتى استوىل عليها «نور الدين زنكى»‪ ،‬وأهم أمراء‬
‫الدولة‪:‬‬
‫سنوات حكمه‬ ‫األمري‬ ‫م‬

‫(‪522-497‬هـ) (‪1128-1103‬م)‬ ‫سيف اإلسالم طوغ تكني ‬ ‫ ‪1‬‬


‫(‪526-522‬هـ) (‪1131-1128‬م)‬ ‫تاج امللوك بورى ‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪549-534‬هـ) (‪1154-1139‬م)‬ ‫جمري الدين أبتى ‬ ‫‪ 3‬‬

‫‪296‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة‬


‫فى القرن ال�ساد�س الهجرى‪-‬الثانى ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪674-514‬هـ) (‪1275-1120‬م)‬ ‫املغرب‪،‬‬ ‫املوحدون‬ ‫‪1‬‬


‫واألندلس‬

‫(‪660-521‬هـ) (‪1261-1127‬م)‬ ‫الشام‪ ،‬ومرص‬ ‫الزنكية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪543-541‬هـ) (‪1149-1147‬م)‬ ‫دمشق بالشام‬ ‫احلملة‬ ‫‪3‬‬


‫الصليبية الثانية‬

‫(‪686-543‬هـ) (‪1287-1148‬م)‬ ‫اهلند‬ ‫الغورية‬ ‫‪4‬‬


‫(‪569-553‬هـ) (‪1174-1158‬م)‬ ‫زبيد باليمن‬ ‫بنو املهدى‬ ‫‪5‬‬
‫(‪648-567‬هـ) (‪1250-1171‬م)‬ ‫مرص‪ ،‬والشام‪،‬‬ ‫األيوبية‬ ‫‪6‬‬
‫واليمن‬
‫(‪588-585‬هـ) (‪1192-1189‬م)‬ ‫قربص‪ ،‬وعكا‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪7‬‬
‫الثالثة‬
‫(‪600‬هـ) (‪1204‬م)‪.‬‬ ‫القسطنطينية‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪8‬‬
‫الرابعة‬

‫‪297‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة املوحدين (‪674-514‬هـ) (‪1275-1120‬م)‪:‬‬


‫اشتط فقهاء دولة املرابطني‪ ،‬وبالغوا ىف العناية بالفقه املذهبى وفروعه حتى خرجوا به‬
‫بعيدا عن مصادر الرشيعة اإلسالمية من قرآن وسنة‪ ،‬فتكدر صفاء العقيدة‪ ،‬وابتعدوا‬
‫عن فهم اإلسالم السليم؛ فقام املوحدون بالدعوة إىل إزالة كل ما ال ينسجم مع اإلسالم‬
‫الصحيح‪ ،‬واعتربوه خمالفا لإلسالم‪ ،‬وحثوا املسلمني عىل العودة إىل مصادر الدين من‬
‫قرآن وسنة‪ ،‬فدخلوا ىف حروب مع املرابطني من أجل إزالة دولتهم‪ ،‬وتشتيت أتباعهم‪.‬‬

‫خريطة (‪( )26‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫قامت الدولة املوحدية عىل أنقاض دولة املرابطني‪ ،‬واستخدمت أقسى درجات العنف‬
‫والقسوة ىف القضاء عليها‪ ،‬وتصفية أتباعها‪ ،‬فأخذوا الناس بجرائر احلكام‪ ،‬فقتلوا النساء‬
‫واألطفال والشيوخ مع املحاربني‪ ،‬وأبادوا مدنا بأكملها كام فعلوا بوهران‪ ،‬ومنعوا املاء‬
‫عن املسلمني التابعني للمرابطني ىف احلصون حتى إذا ما استسلموا قتلوهم مجيعا كبارا‬
‫وصغارا‪ ،‬ومل ينههم عن ذلك أعياد أو مواسم دينية كرمضان واحلج‪ ،‬فعندما سقطت‬
‫مراكش قتلوا منها نيفا وسبعني ألفا‪ ،‬وملا استباحوا املدينة مل يبق منها سوى سبعني رجال‬
‫عىل قيد احلياة؛ بادروا ببيعهم مع أرسى املرشكني والكفار‪.‬‬
‫ُوم ْرت» (‪524-485‬هـ) (‪-1092‬‬ ‫ظهر زعيم املوحدين األول «أبو عبد اهلل حممد بن ت َ‬

‫‪298‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪1129‬م) ىف قبيلة َه ْرغَة من مصمودة التى سكنت منطقة السوس جنوب املغرب فادعى‬
‫العصمة‪ ،‬وسمى نفسه باملهدى‪ ،‬ودعا إىل رضورة القضاء عىل دولة املرابطني بسبب‬
‫ظلمهم‪ ،‬وختليهم عن مبادئ الرشيعة‪ ،‬وقيام دولته اجلديدة عىل األمر باملعروف‪ ،‬والنهى‬
‫عىل الكومى» بنواحى تِلِ ْمسان (اجلزائر)‪،‬‬
‫عن املنكر‪ ،‬والزهد‪ ،‬ثم حلق به «عبد املؤمن بن ّ‬
‫ُومرت بعد وفاته فقاد عبد املؤمن املوحدين‬
‫وصار من رجاله املوثوق هبم‪ ،‬فأوىص له ابن ت َ‬
‫سنوات احلرب ضد املرابطني حتى دخل «فاس»‪ ،‬ثم «مراكش» التى اختذها عاصمة له‪،‬‬
‫فدال له املغرب‪ ،‬ثم أرسل جيشا إىل األندلس سنة ‪541‬هـ ‪1145 -‬م للقضاء عىل ما‬
‫تبقى هناك من سلطان للمرابطني‪ ،‬وإخضاع مناطق أخرى لسلطانه‪.‬‬
‫انترص «أبو يعقوب يوسف بن عبد املؤمن»‪ ،‬الذى بويع له بعد وفاة والده‪ ،‬عىل نصارى‬
‫األندلس انتصارا ساحقا ىف معركة األرك سنة ‪591‬هـ ‪1194 -‬م‪ ،‬فأخضع معظم بالد‬
‫األندلس حتت رايته‪.‬‬
‫العقاب سنة ‪609‬هـ ‪-‬‬ ‫بدأ العد التنازىل لدولتهم إثر هزيمتهم ىف موقعة حصن ِ‬
‫‪1212‬م؛ فضعفت الدولة إىل أن قضت عليها احلروب الداخلية الطاحنة بني زعامئها ىف‬
‫الفرتة (‪668-609‬هـ) (‪1269-1212‬م)‪ ،‬وثارت احلروب األهلية‪ ،‬وتوىل ثوارهم‬
‫قتل اخللفاء‪ ،‬بعد أن تفرغ املوحدون ألنفسهم فقتل «املأمون»‪ ،‬خليفتهم التاسع‪ ،‬مائة‬
‫من كبار مشايخ املوحدين‪ ،‬وخارجيا استوىل نصارى األندلس (الفرنجة) عىل معظم‬
‫مدهنا ثم أجهزت عليها الدولة املرينية‪ ،‬وقامت احلركات ىف عدد من األقاليم األندلسية‬
‫مثل حركة «ابن هود»‪ ،‬و«ابن مردنيش»‪ ،‬و«ابن األمحر»‪ ،‬وخلف املوحدين بعد اهنيارهم‬
‫ثالث دويالت هى بنى مرين ىف املغرب األقىص‪ ،‬ودولة بنى زيان‪ ،‬أو بنى عبد الواد‪،‬‬
‫وعاصمتها تلمسان ىف املغرب األوسط‪ ،‬ودولة بنى حفص ىف تونس‪ ،‬وتعاقب عليها‬
‫بعد ابن تومرت هؤالء احلكام‪:‬‬

‫‪299‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪524-514‬هـ) (‪1129-1120‬م)‬ ‫ُومرت (املهدى) ‬
‫حممد بن ت َ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪558-524‬هـ) (‪1162-1129‬م)‬ ‫عىل ‬
‫عبد املؤمن بن ّ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪580-559‬هـ) (‪1184-1163‬م)‬ ‫أبو يعقوب يوسف بن عبد املؤمن‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪595-580‬هـ) (‪1198-1184‬م)‬ ‫يعقوب املنصور بن يوسف ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪609-596‬هـ) (‪1213-1199‬م)‬ ‫حممد النارص ‬ ‫ ‪5‬‬
‫(‪620-609‬هـ) (‪1224-1213‬م)‬ ‫املستنرص أبو يعقوب يوسف‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪620‬هـ) (‪1224‬م)‬ ‫املخلوع أبو حممد الواحد ‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪623-620‬هـ) (‪1227-1224‬م)‬ ‫العادل أبو عبد اهلل حممد ‬ ‫ ‪8‬‬
‫(‪629-623‬هـ) (‪1232-1227‬م)‬ ‫املأمون أبو إدريس ‬ ‫‪ 9‬‬
‫(‪639-629‬هـ) (‪1242-1232‬م)‬ ‫الرشيد أبو حممد عبد الواحد‬ ‫‪1 0‬‬
‫(‪645-639‬هـ) (‪1248-1242‬م)‬ ‫السعيد أبو احلسن عىل ‬ ‫‪1 1‬‬
‫(‪664-645‬هـ) (‪1266-1248‬م)‬ ‫املرتىض أبو حفص عمر ‬ ‫‪1 2‬‬
‫(‪667-664‬هـ)(‪1269-1266‬م)‬ ‫الواثق أو الدبوس أبو العال إدريس‬ ‫‪ 13‬‬

‫‪300‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الزنكية (‪660-521‬هـ) (‪1261-1127‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )27‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫أتراك ينتسبون إىل السالجقة‪ ،‬ويعترب «عامد الدين زنكى بن آق سنقر» أبو الدولة‬
‫لـ»ملك شاه السلجوقى»‪ ،‬ومن كبار قواده‪ ،‬وعندما‬ ‫الزنكية؛ حيث كان أبوه مملوكا ُ‬
‫شب عامد الدين‪ ،‬ابنه‪ ،‬واله السلطان السلجوقى « ُتتُش» عىل املوصل‪ ،‬فجاهد الصليبيني‬
‫(الفرنجة) طوال فرتة حكمه (‪541-521‬هـ) (‪1146-1127‬م) استجابة للمناخ العام‬
‫استياء من فشل اخلالفتني اإلسالميتني العباسية‬
‫ً‬ ‫الذى ساد العامل اإلسالمى ىف ذلك الوقت‬
‫ببغداد‪ ،‬والفاطمية بالقاهرة ىف التصدى لالجتياح الصليبيى (الفرنجى)‪ ،‬بعد أن أفاق‬
‫بعض الفقهاء والعلامء من غفوة الرتف‪ ،‬وغيبوبة التزلف للسالطني من أجل املناصب‬
‫وأموال األوقاف‪ ،‬فقد امتألت نفوس املسلمني من الالجئني والنازحني هربا من مذابح‬

‫‪301‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الصليبيني (الفرنجة) غضبا وسخطا هلذه الصدمة التارخيية والعقائدية التى كادت تطيح‬
‫هبؤالء (احلكام)‪ ،‬وأولئك (العلامء والفقهاء)‪.‬‬
‫متكن عامد الدين زنكى من التغلب تدرجييا عىل النعرات االنعزالية التى وجد عليها‬
‫املاملك اإلسالمية ىف الشام والعراق واجلزيرة؛ فكان عليه الدخول ىف مواجهات سياسية‬
‫وحربية من أجل إقناع احلكام برضورة الوحدة ملواجهة الظروف الطارئة‪ ،‬فملك حلب‪،‬‬
‫وقلعتها سنة ‪522‬هـ ‪1128 -‬م‪ ،‬وىف العام التاىل استوىل عىل محاة‪ ،‬ثم توالت توسعاته‬
‫لتشمل محص سنة ‪532‬هـ ‪1143 -‬م‪ ،‬وكانت خطورة هذه اخلطوات هى قطع الطرق‬
‫الواصلة بني املستعمرات الصليبية (الفرنجية)‪ ،‬ومن هنا جاءت الرضبة القاصمة باستيالء‬
‫عامد الدين عىل مستعمرة الرها الصليبية (الفرنجية) بعد حصارها ما يقرب من الشهر‪،‬‬
‫وهى من أوىل اإلمارات الصليبية (الفرنجية) التى قامت‪ ،‬وأوىل اإلمارات التى سقطت‪.‬‬
‫توقف املد الزنكى قليال باغتيال عامد الدين عىل يد بعض خدمه سنة ‪541‬هـ ‪1146 -‬م‪،‬‬
‫وانقسام دولته بني ولديه «سيف الدين غازى» (‪544-541‬هـ) (‪1149-1146‬م)‬
‫الذى استوىل عىل املوصل واجلزيرة (وكانتا لذريته من بعده حتى قىض عليهم املغول)‪،‬‬
‫و«نور الدين حممود» (‪569-541‬هـ) (‪1173-1146‬م) الذى توىل حكم حلب‪،‬‬
‫وتصدى كذلك ملحاوالت الصليبيني (الفرنجة) السرتداد الرها‪ ،‬وخلفه ابنه «امللك‬
‫الصالح إسامعيل بن نور الدين» الذى قاتله صالح الدين‪ ،‬ثم صاحله‪ ،‬وترك له حكم‬
‫حلب‪ ،‬وتوىف شابا‪.‬‬
‫حارص الصليبيون دمشق سنة ‪543‬هـ ‪1148 -‬م فهب األخوان غازى ونور الدين‬
‫لنجدة صاحب دمشق «معني الدين أنر»‪ ،‬ولكنه خاف عىل ملكه منهام‪ ،‬وآثر عليهام‬
‫الصليبيني فصاحلهم عىل تسليمهم بعض القالع واألموال‪ ،‬وبذا أصبح معني الدين عقبة‬
‫كأداء ىف حماوالت توحيد اجلبهة العربية اإلسالمية الشاملية‪ ،‬ولكن نور الدين دخل دمشق‬
‫بناء عىل رغبة أهلها سنة ‪549‬هـ ‪1154 -‬م بعد موت صاحبها معني الدين؛ مضيعا‬
‫الفرصة عىل الصليبيني لالستيالء عليها‪ ،‬وعني «شريكوه» نائبا له عليها‪ ،‬وابن أخيه‬
‫«صالح الدين» قائدا حلاميتها‪ ،‬و«نجم الدين أيوب» حاكام هلا‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الغورية (‪686-543‬هـ) (‪1287-1148‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )27‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫تنسب الدولة اسام إىل الغور‪ ،‬وهى مناطق جبلية بني هراة و َغزْنة ىف أفغانستان‪،‬‬
‫وعاصمتها فريوزكوه‪.‬‬
‫عني الغزنويون «عز الدين حسني»‪ ،‬مؤسس هذه الدولة‪ ،‬واليا عىل َغزْنة وما حوهلا‬
‫فاستقل عنهم‪ ،‬وتقاسم أبناؤه السلطة من بعده؛ فاستطاعوا القضاء عىل الغزنويني سنة‬
‫‪582‬هـ ‪1186 -‬م‪ ،‬ثم توسعوا فشمل نفوذهم بالد األفغان‪ ،‬وشامل اهلند حتى البنغال‪،‬‬
‫ومتكن غياث الدين وأخوه شهاب الدين من إخضاع املناطق التى كانت بحوزة الدولة‬
‫الغزنوية باهلند‪ ،‬وانتهت دولتهم عىل إثر الغارات املتتابعة من قبائل الغُز‪ ،‬وشاهات‬
‫خوارزم‪ ،‬وجنكيز خان قائد املغول‪.‬‬

‫دولة بنى املهدى (‪569-553‬هـ) (‪1174-1158‬م)‪:‬‬


‫أرسة حمِ ية من خوارج اليمن؛ استولت عىل زُبيد بقيادة «عىل بن مهدى ِ‬
‫احل ْميرَ ى»‬ ‫ّ‬ ‫ْ يرَ‬
‫الذى ذاع صيته بتقواه وصالحه ودعوته للناس عىل الطريقة الصوفية؛ فقربته «أم فاتك‬

‫‪303‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بن منصور» من الدولة النجاحية‪ ،‬وأطلقت له وألهله خراج أمالكهم فأثروا‪ ،‬ومال‬
‫إليهم الناس الذين كانوا ساخطني أصال عىل بنى نجاح األحباش‪ ،‬ووزرائهم األجالف‪،‬‬
‫وتربصوا بفاتك‪ ،‬آخر حكام الدولة النجاحية‪ ،‬حتى قتلوه؛ وبعد سقوط الدولة النجاحية‬
‫خلفه أبناؤه «املهدى» و«عبد النبى» و«عبد اهلل» الذين استطاعوا بسط نفوذهم عىل اليمن‬
‫وهتامة‪ ،‬ولكن هذه الدولة‪ ،‬يمنية األصل‪ ،‬انتهت رسيعا (‪ 15‬عاما وبضعة أشهر) بعد‬
‫الزحف األيوبى بقيادة «توران شاه»‪ ،‬أخى «صالح الدين األيوبى»‪ ،‬الذى ضم بالد اليمن‪.‬‬

‫الدولة الأيوبية (‪648-567‬هـ) (‪1250-1171‬م)‪:‬‬


‫األيوبيون أرسة كردية هاجرت من أذربيجان إىل العراق‪ ،‬أسس دولتهم «صالح الدين‬
‫يوسف بن أيوب»‪ ،‬ابن «نجم الدين أيوب بن شادى» الذى كان واليا عىل تكريت‬
‫بالعراق‪ ،‬وانتقل إىل املوصل‪ ،‬ثم إىل دمشق حتى صار هو‪ ،‬وأخوه «أسد الدين شريكوه»‪،‬‬
‫من كبار أمراء «نور الدين حممود زنكى» الذى جعله نائبه عىل مرص‪ ،‬وخلفه ابن أخيه‬
‫صالح الدين الذى صار وزيرا لـ»العاضد» آخر خلفاء الدولة الفاطمية؛ فاستقل بحكم‬
‫مرص بعد وفاة العاضد‪ ،‬وأعلن هناية دولة الفاطميني ىف مرص‪ ،‬ثم استوىل عىل دمشق‪،‬‬
‫وأكثر بالد الشام بعد وفاة نور الدين حممود زنكى سنوات (‪571-569‬هـ) (‪-1173‬‬
‫‪1175‬م)‪ ،‬وأرسل أخاه «شمس الدين توران شاه» عىل رأس قوة كبرية ضمت اليمن‬
‫سنة ‪569‬هـ ‪1174 -‬م‪ ،‬وظل هبا األيوبيون حتى سنة ‪626‬هـ ‪1229 -‬م‪ ،‬انترص عىل‬
‫الصليبيني ىف موقعة حطني سنة ‪583‬هـ ‪1187 -‬م‪ ،‬واسرتد منهم بيت املقدس بعد‬
‫احتالل دام تسعني عاما‪ ،‬وتوىف بدمشق سنة ‪589‬هـ ‪1193 -‬م‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )28‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫عقد صالح الدين اهلدنة‪ ،‬أو صلح الرملة مع الصليبيني (الفرنج) الذين مثلهم‬
‫«ريكاردوس» قلب األسد سنة ‪588‬هـ ‪1192 -‬م‪ ،‬وهو صلح هنائى ذكر املؤرخون أنه‬
‫كان يستمع ملا يمليه الصليبيون وينفذه هلم‪ ،‬فقد جعل استناده إليهم مؤازرة له ضد اخلليفة‬
‫العباسى؛ ضمن هلم فيه أال هيامجهم مهاجم‪ ،‬وال يزعجهم مزعج‪ ،‬وسلم هلم حيفا‪،‬‬
‫وقيسارية‪ ،‬ونصف اللد‪ ،‬ونصف الرملة‪ ،‬وغريها حتى صار هلم من يافا إىل قيسارية إىل‬
‫عكا إىل صور‪ ،‬ومل يكن هلم ذلك من قبل‪.‬‬
‫أعاد صالح الدين فلسطني كاملة للصليبيني (الفرنج)‪ ،‬ما عدا القدس‪ ،‬فقد تفرغ منهم‬
‫بالتحالف معهم‪ ،‬وسيطر هو عىل بالد الشام (سوريا) من جبال طوروس‪ ،‬واألردن‪،‬‬
‫وامتد سلطانه عىل مرص واليمن (اعترب نفسه الوريث الرشعى ألمالك الدولة الفاطمية)‪،‬‬
‫فقد اعترب هذه البالد ملكا شخصيا له وألوالده من بعده قسمها بينهم بموجب وصيته‬
‫املعروفة‪ ،‬فامذا يضريه لو ترك من أمالكه شيئا (فلسطني ولبنان) حتى لو راح ىف سبيل‬
‫اسرتدادها آالف الشهداء‪ ،‬وأنفس األموال (وكأنك يا أبو زيد ما غزيت كام يقول‬
‫املرصيون) لينال رضا الصليبيني (الفرنج)‪ ،‬فيتالىف رشهم ىف حياته‪ ،‬وعىل أوالده من‬
‫بعده‪ ،‬ولو امتدت به احلياة لتفرغ لغزو املسلمني وقهرهم ىف بالدهم كام أورد ابن األثري‪،‬‬

‫‪305‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وعىل ذلك فال عجب بعد ذلك إذا سلم «الكامل» و«األرشف»‪ ،‬كام فعل عمهام صالح‬
‫الدين من قبل بفلسطني‪ ،‬الباقى منها (القدس وما حوهلا) للملك الصليبى «فردريك‬
‫الثانى» سنة ‪625‬هـ ‪1229 -‬م‪ ،‬ومعها النارصة وبيت حلم‪ ،‬وفوقهام طريق يصل ما بني‬
‫القدس وعكا‪.‬‬
‫كان امللك «الصالح بن نور الدين» مقيام ىف حلب‪ ،‬وبعد استيالء صالح الدين عىل الشام‬
‫قصد إىل حلب للقضاء عليه‪ ،‬فحارصها‪ ،‬وقاتله أهلها بقيادة امللك الصالح ذى االثنتى‬
‫عرشة سنة‪ ،‬ولكن صالح الدين تغلب عليهم‪ ،‬واعتقله‪ ،‬وعاد به إىل دمشق‪ ،‬وتزوج بأرملة‬
‫نور الدين‪ ،‬ودخل هبا ليلة واحدة‪ ،‬ثم أباح حلب جلنوده قتال وهنبا وحرقا وإعداما للعلامء‪.‬‬
‫بعد أن ختلص النارص اخلليفة العباسى من سيطرة السالجقة‪ ،‬واستقل عنهم‪ ،‬واستولت‬
‫كون للخالفة‬ ‫جيوشه عىل الرى وأصفهان ومهدان وخوزستان وغريها من البالد بعد أن َّ‬
‫جيشا قويا أراد أن يرسله إىل فلسطني لتحريرها من الصليبيني بمساعدة جيش صالح‬
‫الدين بعد معركة حطني بثالثة أشهر سنة ‪583‬هـ‪ ،‬ولكن صالح الدين رفض الفكرة‬
‫خشية أن يصبح واليا من والة اخلليفة العباسى‪ ،‬وهو الذى حول اخلطبة باسمه نكاية ىف‬
‫اخلليفة الفاطمى والفاطميني‪ ،‬وملا بلغ اخلليفة ذلك أرسل يعنفه‪ ،‬فامطل صالح الدين ىف‬
‫الرد عليه إىل أن سعى للتفاوض رسا مع الصليبيني لعقد هدنة تنهى احلرب بينهام بحجة‬
‫وأمرائه من احلرب‪ ،‬وهو ما عزز تواجدهم ىف األراىض اإلسالمية‪ ،‬وأعطاها‬ ‫سأم جنوده ُ‬
‫الرشعية‪ ،‬وأعد نفسه ليخوض بقواده هؤالء املعارك ضد املسلمني اآلمنني كام رصح ابن‬
‫األثري ىف تارخيه‪:‬‬
‫‪«-‬وكان قبل مرضه قد أحرض ولده األفضل عل ّيا‪ ،‬وأخاه امللك العادل أبا بكر‪،‬‬
‫واستشارمها فيام يفعل‪ ،‬وقال لقد تفرغنا من الفرنج‪ ،‬وليس لنا ىف هذه البالد شاغل فأى‬
‫جهة نقصد‪ ،‬فأشار عليه أخوه العادل بقصد «خالط» ألنه كان قد وعده بأنه إذا أخذها أن‬
‫يسلمها إليه‪ ،‬وأشار ولده األفضل بقصد «بلد الروم (األناضول)» التى بيد أوالد «قليج‬
‫أرسالن»‪ ،‬وهى بالد إسالمية»‪.‬‬
‫اشتهر خلفاؤه بجلب املامليك الذين كونوا منهم اجليوش‪ ،‬خاصة آخر خلفاء الدولة‬

‫‪306‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫امللك «الصالح نجم الدين أيوب»‪ ،‬وهم الذين أهنوا حكم هذه الدولة بداية من زوجته‬
‫اململوكة «شجرة الدر» بعد مقتل ابنه «توران شاه»‪.‬‬
‫وتعاقب حكامهم عىل هذه املناطق‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬


‫(‪589-569‬هـ)‬ ‫النارص صالح الدين‬ ‫‪1‬‬ ‫مرص‬
‫(‪1193-1174‬م)‬ ‫يوسف بن أيوب‬
‫(‪594-589‬هـ)‬ ‫العزيز عثامن بن صالح‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1198-1193‬م)‬ ‫الدين‬
‫(‪595-594‬هـ)‬ ‫املنصور حممد بن عثامن‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1199-1198‬م)‬
‫(‪614-595‬هـ)‬ ‫العادل األول أمحد بن‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1218-1199‬م)‬ ‫أيوب‬
‫(‪635-614‬هـ)‬ ‫الكامل حممد بن أمحد‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1238-1218‬م)‬

‫(‪637-635‬هـ)‬ ‫العادل الثانى حممد بن‬ ‫‪6‬‬


‫(‪1240-1238‬م)‬ ‫حممد‬
‫(‪646-637‬هـ)‬ ‫الصالح نجم الدين‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1249-1240‬م)‬ ‫أيوب بن حممد‬
‫(‪647-646‬هـ)‬ ‫املعظم توران شاه بن‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1250-1249‬م)‬ ‫نجم الدين‬

‫‪307‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬


‫(‪592-589‬هـ)‬ ‫األفضل نور الدين‬ ‫‪1‬‬ ‫دمشق‬
‫(‪1196-1193‬م)‬ ‫عىل بن صالح الدين‬
‫ّ‬
‫(‪614-592‬هـ)‬ ‫العادل األول أمحد بن‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1218-1196‬م)‬ ‫أيوب (مع مرص)‬
‫(‪624-614‬هـ)‬ ‫املعظم عيسى بن أمحد‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1227-1218‬م)‬
‫(‪626-624‬هـ)‬ ‫النارص داود بن عيسى‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1229-1227‬م)‬

‫(‪634-626‬هـ)‬ ‫األرشف موسى بن أمحد‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1237-1229‬م)‬
‫(‪636-634‬هـ)‬ ‫الصالح إسامعيل بن‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1239-1237‬م)‬ ‫أمحد (‪)1‬‬
‫(‪642-636‬هـ)‬ ‫الصالح إسامعيل بن‬ ‫‪7‬‬
‫(‪1245-1239‬م)‬ ‫أمحد (‪)2‬‬
‫(‪635-635‬هـ)‬ ‫الكامل حممد بن أمحد‬ ‫‪8‬‬
‫(‪1238-1238‬م)‬ ‫(مع مرص)‬
‫(‪636-635‬هـ)‬ ‫العادل الثانى حممد بن‬ ‫‪9‬‬
‫(‪1239-1238‬م)‬ ‫حممد (مع مرص)‬

‫‪308‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬

‫(‪642-636‬هـ)‬ ‫الصالح نجم الدين‬ ‫‪10‬‬


‫(‪1245-1239‬م)‬ ‫أيوب بن حممد (‪)1‬‬

‫(‪646-642‬هـ)‬ ‫الصالح نجم الدين أيوب‬ ‫‪11‬‬


‫(‪1249-1245‬م)‬ ‫بن حممد (‪()2‬مع مرص)‬
‫(‪642-636‬هـ)‬ ‫الصالح إسامعيل بن‬ ‫‪12‬‬
‫(‪1245-1239‬م)‬ ‫أمحد (‪)3‬‬
‫(‪647-646‬هـ)‬ ‫املعظم توران شاه بن‬ ‫‪13‬‬
‫(‪1250-1249‬م)‬ ‫نجم الدين (مع مرص)‬
‫(‪581-578‬هـ)‬ ‫العادل أمحد بن أيوب‬ ‫‪1‬‬ ‫حلب‬
‫(‪1186-1183‬م)‬ ‫(ثم مرص ودمشق)‬
‫(‪612-581‬هـ)‬ ‫الظاهر غازى بن‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1216-1186‬م)‬ ‫صالح الدين‬
‫(‪633-612‬هـ)‬ ‫العزيز حممد بن غازى‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1236-1216‬م)‬

‫(‪658-633‬هـ)‬ ‫النارص يوسف بن حممد‬ ‫‪4‬‬


‫(‪1260-1236‬م)‬
‫(‪587-573‬هـ)‬ ‫تقى الدين عمر بن‬ ‫‪1‬‬ ‫محاة‬
‫(‪1191-1178‬م)‬ ‫توران شاه‬

‫‪309‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬


‫(‪616-587‬هـ)‬ ‫املنصور األول أمحد‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1220-1191‬م)‬ ‫بن عمر‬
‫(‪626-616‬هـ) (‪-1220‬‬ ‫النارص قلج أرسالن‬ ‫‪3‬‬
‫‪1229‬م)‬ ‫بن سليامن‬
‫(‪641-626‬هـ)‬ ‫املظفر األول حممود بن‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1244-1229‬م)‬ ‫سليامن‬
‫(‪682-641‬هـ)‬ ‫املنصور الثانى حممد‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1284-1244‬م)‬ ‫بن حممود‬
‫(‪682-682‬هـ)‬ ‫املظفر الثانى حممود بن‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1284-1284‬م)‬ ‫حممد‬
‫(‪573-564‬هـ)‬ ‫املنصور شريكوه األول‬ ‫‪1‬‬ ‫محص‬
‫(‪1178-1169‬م)‬ ‫بن شادى‬
‫(‪581-573‬هـ)‬ ‫القاهر حممد بن شريكوه‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1186-1178‬م)‬
‫(‪637-581‬هـ)‬ ‫املجاهد شريكوه الثانى‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1240-1186‬م)‬ ‫بن حممد‬
‫(‪643-637‬هـ)‬ ‫املنصور إبراهيم بن‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1246-1240‬م)‬ ‫شريكوه‬

‫‪310‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬ ‫املنطقة‬

‫(‪661-643‬هـ)‬ ‫األرشف موسى بن‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1263-1246‬م)‬ ‫إبراهيم‬

‫(‪590-580‬هـ)‬ ‫النارص صالح الدين بن‬ ‫‪1‬‬ ‫م ّيافارقني‬


‫(‪1194-1185‬م)‬ ‫أيوب‬
‫(‪595-590‬هـ)‬ ‫العادل أمحد بن أيوب‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1199-1194‬م)‬
‫(‪606-595‬هـ)‬ ‫األوحد نجم الدين بن‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1210-1199‬م)‬ ‫سيف الدين‬
‫(‪617-606‬هـ)‬ ‫األرشف موسى بن‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1221-1210‬م)‬ ‫سيف الدين (ثم دمشق)‬
‫(‪641-617‬هـ)‬ ‫املظفر شهاب الدين‬ ‫‪5‬‬
‫(‪1244-1221‬م)‬ ‫غازى بن يوسف‬
‫(‪579-641‬هـ)‬ ‫الكامل نارص الدين‬ ‫‪6‬‬
‫(‪1284-1244‬م)‬ ‫حممد بن شهاب الدين‬

‫‪311‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول امل�ستقلة‬


‫فى القرن ال�سابع الهجرى‪-‬الثالث ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪686-602‬هـ) (‪1287-1206‬م)‬ ‫اهلند‬ ‫سالطني املامليك‬ ‫‪1‬‬


‫(‪617-613‬هـ) (‪1221-1217‬م)‬ ‫دمياط ‪ -‬مرص‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪2‬‬
‫اخلامسة‬
‫(‪625-624‬هـ) (‪1229-1228‬م)‬ ‫احلملة الصليبية القدس والنارصة‬ ‫‪3‬‬
‫السادسة‬

‫(‪491-625‬هـ) (‪1534-1227‬م)‬ ‫تونس‬ ‫احلفصية‬ ‫‪4‬‬


‫(‪858-626‬هـ) (‪1454-1228‬م)‬ ‫عموم اليمن‬ ‫بنو رسول‬ ‫‪5‬‬
‫(‪962-633‬هـ) (‪1554-1235‬م)‬ ‫املغرب األوسط‬ ‫بنو زيان (عبد‬ ‫‪6‬‬
‫(اجلزائر)‬ ‫الواد)‬
‫(‪897-635‬هـ) (‪1492-1237‬م)‬ ‫غرناطة‬ ‫بنو نرص الدين‬ ‫‪7‬‬
‫باألندلس‬ ‫(األمحر)‬
‫(‪894-639‬هـ) (‪1488-1240‬م)‬ ‫غرب إفريقيا‬ ‫مملكة ماىل‬ ‫‪8‬‬
‫(‪871-642‬هـ) (‪1466-1244‬م)‬ ‫غرب إفريقيا‬ ‫املغرب‬ ‫‪9‬‬
‫(مراكش)‬
‫(‪650-644‬هـ) (‪1254-1248‬م)‬ ‫دمياط ‪ -‬مرص‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪10‬‬
‫السابعة‬

‫‪312‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪928-651‬هـ) (‪1521-1253‬م)‬ ‫البحرين‬ ‫بنو عصفور‪،‬‬ ‫‪11‬‬


‫وجروان‪ ،‬وجرب‬
‫(‪736-656‬هـ) (‪1335-1258‬م)‬ ‫العراق وفارس‬ ‫اإلخلانية‬ ‫‪12‬‬

‫(‪923-658‬هـ) (‪1517-1259‬م)‬ ‫مرص والشام‬ ‫املامليك‬ ‫‪13‬‬


‫(‪668‬هـ) (‪1270‬م)‬ ‫تونس‬ ‫احلملة الصليبية‬ ‫‪14‬‬
‫الثامنة‬
‫(‪689-664‬هـ) (‪1290-1266‬م) ‬ ‫دهلى باهلند‬ ‫أرسة بلبن‬ ‫‪15‬‬
‫(‪769-676‬هـ) (‪1367-1277‬م)‬ ‫الصني‬ ‫دولة املغول‬ ‫‪16‬‬
‫(‪720-689‬هـ) (‪1320-1290‬م)‬ ‫دهلى باهلند‬ ‫اخللجية‬ ‫‪17‬‬

‫�سالطني املماليك فى الهند (‪686-602‬هـ) (‪1287-1206‬م)‪:‬‬


‫أول دولة إسالمية مستقلة ىف اهلند‪ ،‬كانت تتبع الغزنويني والغوريني‪ ،‬أول سالطينهم‬
‫«قطب الدين أيبك» قائد جيوش الغوريني الذى استوىل بعدهم عىل السلطة‪ ،‬ثم خلفه‬
‫«شمس الدين إيلتمش»‪ ،‬وهو من أعظم سالطني هذه الدولة التى آل أمرها إىل األرسة‬
‫اخللجية‪.‬‬

‫الدولة احلف�صية (‪941-625‬هـ) (‪1534-1227‬م)‪:‬‬


‫بنو حفص (عمر أبو حفص الذى توىف سنة ‪551‬هـ ‪1157 -‬م) من الرببر املغاربة‬

‫‪313‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫زعيمقبيلة هنتاتة من قبائل مصمودة‪ ،‬وهو جدهم صاحب «املهدى بن تومرت»‪،‬‬


‫وخليفته «عبد املؤمن» من املوحدين‪ ،‬حكموا تونس خالل السنوات (‪982-627‬هـ)‬
‫(‪1574-1229‬م)‪ ،‬أسسها «أبو زكريا حييى» حفيد أبى حفص‪ ،‬فقطع اخلطبة‬
‫للموحدين بعد أن انفصل عنهم‪ ،‬واستقل بإفريقيا باستيالئه عىل طرابلس الغرب‪،‬‬
‫وتونس‪ ،‬واجلزائر الرشقية‪ ،‬وتلمسان‪ ،‬وسبتة‪ ،‬وطنجة‪ ،‬ومكناسة‪ ،‬ووصل نفوذهم إىل‬
‫مكة‪ ،‬قىض عىل ثورة ابن غانية سنة‪631‬هـ ‪1234 -‬م‪ ،‬وخلفه ابنه حممد املستنرص الذى‬
‫اختذ لنفسه لقب خليفة‪ ،‬وشهدت البالد ىف عهدمها أزهى عصورها‪.‬‬

‫خريطة (‪( )29‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫دبت اخلالفات ىف الدولة‪ ،‬وزادت الثورات والفتن‪ ،‬فضعفت واقتطع الفرنجة أجزاء‬
‫من املغرب بعد اسرتداد األندلس سنة ‪942‬هـ ‪1535 -‬م‪ ،‬وسيطر األتراك العثامنيون‬
‫عىل تونس سنة ‪941‬هـ ‪1534 -‬م فاستعان واليها «احلسن احلفىص» باإلسبان الذين‬
‫دخلوا تونس واحتلوها وارتكبوا فيها أفظع املذابح قرابة الثالثني عاما حتى عاد إليها‬
‫األتراك العثامنيون‪ ،‬وضموها سنة ‪976‬هـ ‪1568 -‬م‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وتواىل عليها هؤالء احلكام‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪646-624‬هـ) (‪1249-1227‬م)‬ ‫أبو زكريا حييى األول ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪674-646‬هـ) (‪1276-1249‬م)‬ ‫املستنرص أبو عبد اهلل حممد األول‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪677-675‬هـ) (‪1279-1277‬م)‬ ‫الواثق أبو زكريا حييى الثانى‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪681-677‬هـ) (‪1283-1279‬م)‬ ‫أبو إسحق إبراهيم األول ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪694-682‬هـ) (‪1295-1284‬م)‬ ‫أبو حفص عمر األول ‬ ‫‪ 5‬‬
‫أبو عصيدة أبو عبد اهلل حممد الثانى (‪708-694‬هـ) (‪1309-1295‬م)‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪708‬هـ) (‪1309‬م)‬ ‫الشهيد أبو حييى أبو بكر ‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪710-708‬هـ) (‪1311-1309‬م)‬ ‫أبو البقاء خالد ‬ ‫ ‪8‬‬
‫(‪716-710‬هـ)(‪1317-1311‬م)‬ ‫ابن اللحيانى أبو حييى زكريا األول‬ ‫‪ 9‬‬
‫(‪717-716‬هـ) (‪1318-1317‬م)‬ ‫أبو دربة ‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪746-717‬هـ) (‪1346-1318‬م)‬ ‫أبو حييى أبو بكر ‬ ‫‪ 11‬‬
‫(‪747-746‬هـ) (‪1347-1346‬م)‬ ‫أبو حفص عمر الثانى ‬ ‫‪ 12‬‬
‫(‪749-747‬هـ) (‪1349-1347‬م)‬ ‫االحتالل املرينى األول ‬ ‫‪ 13‬‬
‫(‪770-750‬هـ) (‪1369-1350‬م)‬ ‫الفضل أبو العباس أمحد ‬ ‫‪ 14‬‬
‫(‪758‬هـ) (‪1357‬م)‬ ‫أبو إسحق إبراهيم الثانى ‬ ‫‪1 5‬‬
‫(‪771-770‬هـ) (‪1370-1369‬م)‬ ‫االحتالل املرينى الثانى ‬ ‫‪1 6‬‬

‫‪315‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪796-771‬هـ) (‪1394-1370‬م)‬ ‫أبو العباس أمحد ‬ ‫‪1 7‬‬
‫(‪838-797‬هـ) (‪1434-1394‬م)‬ ‫أبو فارس عبد العزيز ‬ ‫‪ 18‬‬
‫(‪839-838‬هـ) (‪1435-1434‬م)‬ ‫املستنرص أبو عبد اهلل حممد ‬ ‫‪1 9‬‬
‫(‪893-839‬هـ) (‪1488-1435‬م)‬ ‫أبو عمر عثامن ‬ ‫‪2 0‬‬
‫(‪894-893‬هـ) (‪1489-1488‬م)‬ ‫أبو زكرياء حييى ‬ ‫‪ 21‬‬
‫(‪894‬هـ) (‪1489‬م)‬ ‫عبد املؤمن ‬ ‫‪2 2‬‬
‫(‪899-894‬هـ) (‪1494-1489‬م)‬ ‫أبو حييى زكرياء الثانى ‬ ‫‪2 3‬‬
‫(‪932-899‬هـ) (‪1526-1494‬م)‬ ‫أبو عبد اهلل حممد الثالث ‬ ‫‪2 4‬‬
‫(‪948-932‬هـ) (‪1542-1526‬م)‬ ‫موالى احلسن ‬ ‫‪ 25‬‬
‫(‪976-948‬هـ) (‪1569-1542‬م)‬ ‫السلطان أمحد (محيدة) ‬ ‫‪2 6‬‬
‫(‪981-980‬هـ) (‪1574-1573‬م)‬ ‫موالى حممد ‬ ‫‪2 7‬‬

‫‪316‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة بنى ر�سول (‪858-626‬هـ) (‪1454-1229‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )30‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫دخلوا اليمن مع األيوبيني سنة ‪596‬هـ ‪1199 -‬م كقادة للجيش‪ ،‬واعتمد عليهم‬
‫األيوبيون كنواب هلم‪ ،‬ففى سنة ‪615‬هـ ‪1218 -‬م استدعى السلطان املسعود «يوسف‬
‫بن الكامل»‪ ،‬آخر سالطني األيوبيني ىف اليمن‪ ،‬إىل مرص فأناب عنه «املنصور عمر بن‬
‫عىل» عىل البالد‪ ،‬حتى إذا توىف سنة ‪626‬هـ ‪1228 -‬م أعلن املنصور استقالله باليمن‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فأسس دولته‪ ،‬واستصدر أمرا بذلك من اخلليفة «الظاهر بن النارص» العباسى‪ ،‬فرضب‬
‫العملة باسمه‪ ،‬ودعا لنفسه ىف اخلطبة‪ ،‬واختذ تعز عاصمة له‪.‬‬
‫ينسبهم املؤرخون إىل «حممد بن هارون الغسانى» رسول العباسيني إىل األيوبيني ىف‬
‫مرص‪ ،‬ف ُعرف بالرسول‪ ،‬ويرجعون بنسبه إىل «جبلة بن األهيم» آخر ملوك الغساسنة‪،‬‬
‫‪317‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫اتسع سلطاهنم باليمن حتى شمل اليمن الشامىل واجلنوبى‪ ،‬وحرضموت طيلة قرنني‬
‫من الزمان‪ ،‬وامتد نفوذهم إىل مكة‪ ،‬قهروا األئمة الزيدية‪ ،‬وأذاقوهم الويل حتى ضعفوا‬
‫فأمهلوهم‪ ،‬وأعانوا عليهم منافسيهم باملال والسالح ليتولوا عنهم مالحقتهم وإبادهتم‪،‬‬
‫وىف عهدهم ازدهرت البالد‪ ،‬وشجعوا العلامء عىل الرغم من معارضة األئمة الزيدية‪،‬‬
‫واشتغل حكامهم بالعلم والتدوين وتأليف الكتب ىف عدة جماالت؛ واختاروا وزراءهم‬
‫وقضاهتم وقادة جيوشهم من أهل العلم والقلم‪ ،‬إىل أن دب الرصاع بني أمراء األرسة‪،‬‬
‫فلام سافر السلطان املسعود أبو القاسم‪ ،‬آخر سالطينهم‪ ،‬إىل مرص‪ ،‬استبد عبيده بالسلطة؛‬
‫فأضجروا الناس الذين جلأوا إىل بنى طاهر‪ ،‬أبرز عامل بنى رسول‪ ،‬فلبوا استغاثة الناس‬
‫هبم‪ ،‬وأزالوا العبيد‪ ،‬واستقلوا بالسلطة‪ ،‬واحتفظوا هبا ألنفسهم‪ ،‬وتسلسل حكام دولة‬
‫بنى رسول كاآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪647-626‬هـ) (‪1250-1229‬م)‬ ‫عىل بن رسول‬
‫املنصور عمر بن ّ‬ ‫ ‪1‬‬
‫(‪694-647‬هـ) (‪1295-1250‬م)‬ ‫املظفر يوسف بن عمر ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪696-694‬هـ) (‪1297-1295‬م)‬ ‫األرشف األول عمر بن يوسف‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪721-696‬هـ) (‪1321-1297‬م)‬ ‫املؤيد داود بن يوسف ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪764-721‬هـ) (‪1363-1321‬م)‬ ‫عىل بن داود ‬
‫املجاهد ّ‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪778-764‬هـ) (‪1377-1363‬م)‬ ‫األفضل العباسى بن املجاهد‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪803-778‬هـ)(‪1401-1377‬م)‬ ‫األرشف الثانى إسامعيل بن العباسى‬ ‫‪ 7‬‬
‫(‪829-803‬هـ) (‪1426-1401‬م)‬ ‫النارص أمحد بن األرشف الثانى‬ ‫‪ 8‬‬
‫(‪830-829‬هـ) (‪1427-1426‬م)‬ ‫املنصور عبد اهلل بن أمحد ‬ ‫‪ 9‬‬

‫‪318‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪831-830‬هـ)(‪1428-1427‬م)‬ ‫األرشف إسامعيل (الثانى) بن أمحد‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪842-831‬هـ) (‪1438-1428‬م)‬ ‫الظاهر حييى بن إسامعيل األول‬ ‫‪ 11‬‬
‫(‪858-850‬هـ) (‪1454-1446‬م)‬ ‫األرشف إسامعيل الثالث بن حييى‬ ‫‪ 12‬‬
‫املظفر يوسف بن عمر بن إسامعيل األو ل (‪847-845‬هـ) (‪1443-1441‬م)‬ ‫‪1 3‬‬
‫(‪858-847‬هـ) (‪1454-1443‬م‬ ‫املسعود أبو القاسم بن إسامعيل الثانى‬ ‫‪ 12‬‬

‫دولة بنى زيان (عبد الواد) (‪962-633‬هـ) (‪1554-1235‬م)‪:‬‬


‫ورث بنو حفص ىف تونس‪ ،‬وبنو مرين ىف املغرب (مراكش)‪ ،‬وبنو زيان باملغرب‬
‫األوسط (اجلزائر) دولة املوحدين‪ ،‬فكان بنو زيان والة للموحدين ىف اجلزائر فاستقلوا‬
‫هبا بعد سقوط دولتهم‪ ،‬وتعود أصوهلم إىل مدينة «تلمسان» باملغرب األوسط‪ ،‬فأصبحت‬
‫عاصمة لدولتهم اجلديدة‪.‬‬
‫و«أبو زيان» كُنية أربعة من سالطني بنى عبد الواد ىف تلمسان‪ ،‬أشهرهم السلطان «أبو‬
‫زيان األول حممد بن عثامن» (‪707-703‬هـ) (‪1308-1304‬م)‪ ،‬بويع له بعد وفاة أبيه‬
‫ْمراسن» (‪681-633‬هـ) (‪1303-1283‬م)‪ ،‬املؤسس‬ ‫«أبو سعيد الزيانى عثامن بن َيغ َ‬
‫احلقيقى للدولة‪ ،‬وهو ثانى سالطني بنى عبد الواد ىف تلمسان أثناء حصار«أبى يعقوب‬
‫املنصور املرينى» تلمسان قاعدة ملكه منذ ‪698‬هـ ‪1299 -‬م‪ ،‬وانتهى احلصار بوفاته‪،‬‬
‫فخلفه أخوه «أبو حمَ ّ و األول موسى بن أبى سعيد»‪.‬‬
‫ومن أبرز حكامهم «أبو تاشفني األول» (‪737‬هـ ‪1337 -‬م) خامس سالطني‬
‫بنى عبد الواد اغتال والده «أبا حمَ ّ و األول» ‪717‬هـ ‪1318 -‬م‪ ،‬وترك احلكم بسبب‬
‫استبداد احلاجب هالل‪ ،‬وقىض عليه «أبو احلسن املرينى»‪ ،‬و«أبو حمَ ّ و الثانى موسى‬
‫بن أبى يعقوب» (‪791-760‬هـ) (‪1389-1359‬م) سابع سالطني بنى عبد الواد‬
‫‪319‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وأشهرهم‪ ،‬حرر تلمسان من املرينيني سنة‪760‬هـ ‪1359 -‬م‪ ،‬ويعترب عرصه من أزهى‬
‫عصور الدولة‪ ،‬و«أبو تاشفني الثانى» (‪795-752‬هـ) (‪1393-1351‬م) الذى قىض‬
‫عىل والده أبى محو الثانى‪ ،‬ودخل تلمسان سنة ‪ 791‬هـ ‪1389 -‬م‪.‬‬
‫عمت الفوىض واالضطرابات والثورات الداخلية ىف أواخر عهد الدولة‪ ،‬عالوة عىل‬
‫رضبات الفرنجة هلا من اخلارج حتى سقطت أجزاء منها سنة ‪950‬هـ ‪1543 -‬م ىف‬
‫أيدى العثامنيني‪ ،‬وسيطر اإلسبان عىل بعض سواحلها‪.‬‬

‫دولة بنى ن�صر الدين (الأحمر) �أو مملكة غرناطة (‪897-635‬هـ) (‪1492-1237‬م)‪:‬‬
‫عادت الطائفية مرة أخرى بعد سقوط املوحدين ىف األندلس التى تفككت إىل إمارات‬
‫إسالمية متناحرة‪ ،‬يستعني بعضها بالنصارى (الفرنجة) عىل بعض‪ ،‬وكانت غرناطة من‬
‫أبرز هذه اإلمارات‪ ،‬استطاع السيطرة عليها أبو عبد اهلل «حممد بن يوسف» من بنى‬
‫نرص الدين (األمحر) (‪671-635‬هـ) (‪1272-1237‬م) بعد انتصاره عىل جيوش‬
‫«فريديناند الثالث» ملك قشتالة‪ ،‬رغم سقوط باقى اإلمارات اإلسالمية الواحدة تلو‬
‫األخرى (قرطبة وبلنسية ودانية وجيان وشاطبة وأشبيلية ومرسية وغريها) خالل‬
‫سنوات (‪665-633‬هـ) (‪1266-1235‬م)‪ ،‬فحكم هو وذريته أكثر من ‪ 250‬سنة‬
‫(‪897 – 635‬هـ) (‪1492 – 1237‬م) حتى حتللت دولتهم‪ ،‬وطردهم اإلسبان هنائيا‬
‫من األندلس‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫خريطة (‪( )31‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫نشأت دولة بنى نرص متخذة غرناطة عاصمة هلا‪ ،‬وانحرصت ىف اجلزء اجلنوبى من‬
‫األندلس وراء هنر الوادى الكبري‪ ،‬وامتدت حتى ساحل البحر املتوسط‪ ،‬وبوغاز جبل‬
‫طارق‪ ،‬وقد ضمت والية مرسية رشقا‪ ،‬وواليات أشبيلية وقرطبة وجيان شامال وأرض‬
‫الفرنترية‪ ،‬ووالية قادش غربا‪ ،‬واشتملت عىل ثالث واليات كربى هى والية املرية‪،‬‬
‫ووالية مالقة‪ ،‬ووالية غرناطة‪.‬‬

‫مملكة ماىل بغرب �إفريقيا (‪894-639‬هـ) (‪1488-1240‬م)‪:‬‬


‫انترش اإلسالم ىف مناطق غرب إفريقية عىل أيدى األدارسة‪ ،‬وفتح املرابطون عاصمة‬
‫إمرباطورية غانا (كومبى صالح) سنة ‪469‬هـ ‪1076 -‬م‪ ،‬فقام ىف هذه املناطق عدد من‬
‫املاملك اإلسالمية‪ ،‬أمهها «مملكة ماىل» التى أسسها «سندباتا (مارى جاطة)» (‪-639‬‬
‫‪653‬هـ) (‪1255-1240‬م)‪ ،‬وامتدت من جبال أطلس غربا إىل بالد اهلوسا رشقا‪،‬‬
‫ومن املحيط األطلسى جنوبا‪ ،‬وحتى الصحراء الكربى شامال؛ فشغلت مواقع دول‬
‫موريتانيا والسنغال وجامبيا وغينيا وماىل وساحل العاج وليبرييا وسرياليون احلالية‪،‬‬
‫ويعترب «منسى موسى» (‪738-712‬هـ) (‪1332-1307‬م) من أعظم ملوكها‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة املرينية(‪871-642‬هـ)(‪1466-1244‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )32‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫بربر من قبيلة «زناتة»‪ ،‬كانوا ىف األصل بدوا متجولني ىف الصحراء‪ ،‬تزعمهم «املخضب‬
‫بن عسكر»‪ ،‬ولكنه قتل سنة ‪540‬هـ‪ ،‬دخلوا «مكناس» سنة ‪642‬هـ‪.‬‬
‫برز من زعامئهم «يعقوب بن عبد احلق» الذى أخضع الكثري من مدن املغرب‪ ،‬إىل‬
‫أن قىض عىل دولة املوحدين سنة ‪674‬هـ ‪1275 -‬م‪ ،‬وحقق انتصارات عىل نصارى‬
‫األندلس خالل سنوات (‪683-674‬هـ) (‪1284-1275‬م)‪ ،‬واشتهر منهم أيضا أبو‬
‫احلسن املنصور الذى امتد نفوذه عىل املغرب واجلزائر وتونس‪.‬‬
‫سيطر الوزراء عىل الدولة‪ ،‬وشب اخلالف بني األمراء ىف الداخل‪ ،‬وامتدت احلروب‬

‫‪322‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫مع إمارتى تلمسان‪ ،‬وتونس حتى تغلب عليهم بنو وطاس‪ ،‬واستبدوا باحلكم‪.‬‬
‫وتوالوا عىل احلكم بالرتتيب اآلتى‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪656-642‬هـ) (‪1258-1244‬م)‬ ‫أبو حييى عبد احلق ‬ ‫ ‪1‬‬
‫(‪685-656‬هـ) (‪1286-1258‬م)‬ ‫أبو يوسف يعقوب بن عبد احلق‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪706-684‬هـ) (‪1307-1286‬م)‬ ‫أبو يعقوب يوسف ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪707-706‬هـ) (‪1308-1307‬م)‬ ‫أبو ثابت ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪709-707‬هـ) (‪1310-1308‬م)‬ ‫أبو ربيعة ‬ ‫ ‪5‬‬
‫(‪731-709‬هـ) (‪1331-1310‬م)‬ ‫أبو سعيد عثامن ‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪752-731‬هـ) (‪1351-1331‬م)‬ ‫(خلع)‬
‫عىل ُ‬
‫املنصور أبو احلسن ّ‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪759-752‬هـ) (‪1358-1351‬م)‬ ‫أبو عنان فارس بن املنصور ‬ ‫‪ 8‬‬
‫(‪775-759‬هـ) (‪1374-1358‬م)‬ ‫سيطرة الوزراء عىل ‪ 17‬سلطانا‬ ‫‪ 9‬‬
‫(‪823-795‬هـ) (‪1421-1393‬م)‬ ‫وصاية حممد اخلامس (أمري‬ ‫‪10‬‬
‫غرناطة) عىل أربع سالطني‬
‫(‪792-775‬هـ)(‪1390-1374‬م)‬ ‫سيطرة الوزراء عىل ثالثة‬ ‫‪11‬‬
‫سالطني‬
‫(‪869-823‬هـ) (‪1465-1421‬م)‬ ‫عبد احلق‬ ‫‪12‬‬

‫‪323‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بنو ع�صفور‪ ،‬وجروان‪ ،‬وجرب (‪928-651‬هـ) (‪1521-1253‬م)‪:‬‬


‫خضعت الياممة للدولة األخيضريية الشيعية‪ ،‬ثم تفرق شمل قبائلها؛ فتصارعت‬
‫وشاعت الفوىض بينهم بعد انتهاء هذه الدولة‪ ،‬وحتى ظهور احلركة الوهابية ىف اجلزيرة‬
‫العربية‪ ،‬وكانت البحرين ‪ -‬تارخييا – هى املنطقة الرشقية من اجلزيرة العربية (حاليا)‪،‬‬
‫وجزءا من اإلمارات‪ ،‬وقد‬‫ً‬ ‫وشملت (ىف ذلك الوقت) الكويت‪ ،‬وقطر‪ ،‬والبحرين‪،‬‬
‫خضعت للقرامطة ىف الفرتة (‪470-287‬هـ) (‪1077-900‬م)‪ ،‬ثم قضت عليهم‬
‫الدولة العيونية‪ ،‬وحكمت من (‪470‬هـ ‪1077 -‬م) إىل (‪642‬هـ ‪1244 -‬م)‪ ،‬وبعد‬
‫اهنيارها حكمتها األرس الفارسية‪ ،‬ومن أشهرها بنو عقيل‪.‬‬

‫�آل ع�صفور‪:‬‬
‫أمراء من بنى عقيل حكموا البحرين خالل الفرتة (‪705-651‬هـ) (‪-1253‬‬
‫‪1305‬م)‪.‬‬

‫�آل جروان‪:‬‬
‫من بنى عقيل أيضا‪ ،‬وقد واصلوا احلكم حتى عام ‪821‬هـ ‪1418 -‬م‪.‬‬

‫�آل جرب‪:‬‬
‫من بنى عقيل كذلك‪ ،‬حكموا ىف الفرتة (‪928-821‬هـ) (‪1521-1418‬م)‪ ،‬ومن‬
‫أبرز حكامهم «سيف بن زامل اجلربى»‪ ،‬وأخوه «أجود بن زامل» الذى ضم ُعامن‪،‬‬
‫ثم دب فيهم الضعف‪ ،‬ودخل الربتغاليون املنطقة التى أصبحوا وثيقى الصلة هبا بعد‬
‫نجاح رحلة «فاسكو دي جاما» حول رأس الرجاء الصالح سنة ‪902‬هـ ‪1496 -‬م؛‬
‫مكتشفا الطريق إىل اهلند دون املرور بالبحر األمحر‪ ،‬فأخضعوا جزيرة هرمز سنة ‪913‬هـ‬
‫‪1507 -‬م‪ ،‬ثم احتلوا صحار ومسقط‪ ،‬فقاومهم اليعاربة – حكام البالد اجلدد –‬
‫وطردوهم من البحرين سنة ‪1011‬هـ ‪1602 -‬م‪ ،‬ففقدوا كل ممتلكاهتم ىف اخلليج‬
‫العربى و ُعامن هنائيا بحلول عام ‪1061‬هـ ‪1650 -‬م‪ ،‬وكان العثامنيون يسيطرون عىل‬

‫‪324‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫هذه املنطقة منذ عام ‪957‬هـ ‪1550 -‬م‪ ،‬ولكنهم مل حيركوا ساكنا إزاء الغزو الربتغاىل‪.‬‬
‫سيطر اخلوارج اإلباضيون عىل ُعامن ىف العرص األموى والعباسى وحتى القرن التاسع‬
‫للهجرة‪ ،‬اخلامس عرش امليالدى‪ ،‬ختللتها فرتات انقطاع لظهور أرس حاكمة من غري‬
‫اخلوارج اإلباضية‪ ،‬مثل آل نبهان ىف الفرتة (‪1024-543‬هـ) (‪1615-1148‬م)‪،‬‬
‫وعىل الرغم من أن اإلمامة كانت بينهم باالنتخاب احلر؛ إال أن أغلب أئمتهم ُعرفوا‬
‫بالفساد والظلم‪ ،‬كام متكن العباسيون من إخضاعهم إبان فرتة قوهتم‪ ،‬ويبدو تاريخ ُعامن‬
‫جمهوال بعد القرن العارش اهلجرى‪ ،‬السادس عرش امليالدى‪.‬‬

‫الدولة الإخلانية (‪713-656‬هـ) (‪1311-1258‬م)‪:‬‬


‫وهى دولة أسستها األرسة املغولية التى حكمت بالد فارس والعراق عىل أنقاض‬
‫ما تبقى من اخلالفة العباسية بعد أن وحدهتام‪ ،‬أسسها «هوالكو» (‪664-656‬هـ)‬
‫(‪1265-1258‬م) بعد سقوط بغداد‪ ،‬وتواىل عليها من بعده ستة حكام هم‪:‬‬
‫‪ -1‬أباقاخان (‪680-664‬هـ) (‪1281-1265‬م) ابن هوالكو‪ ،‬تزوج ابنة إمرباطور‬
‫القسطنطينية‪.‬‬
‫‪ -2‬تكودار (‪683-680‬هـ) (‪1284-1281‬م) ابن هوالكو‪ ،‬اعتنق اإلسالم‪،‬‬
‫وسمى نفسه «أمحد»‪ ،‬مترد عليه ابن أخيه أرغون‪ ،‬وقتله‪.‬‬
‫‪ -3‬أرغون (‪691-683‬هـ) (‪1292-1284‬م) ابن أباقاخان‪ ،‬حتالف مع األرمن‬
‫ضد املسلمني‪ ،‬وحارب مسلمى املغول من القبيلة الذهبية (مغول الشامل) التى كانت ىف‬
‫حتالف مع املامليك ضد الدولة اإلخلانية‪.‬‬
‫‪ -4‬كيخاتو (‪695-691‬هـ) (‪1296-1292‬م) ابن أباقاخان‪.‬‬
‫‪ -5‬غازان (‪704-695‬هـ) (‪1304-1296‬م) ابن أرغون‪ ،‬كان بوذيا ثم أسلم عىل‬
‫املذهب الشيعى‪ ،‬وتبعته أرسته‪ ،‬وسمى نفسه «حممود»‪ ،‬وكانت له حماوالت ىف إصالح‬
‫ما دمره قومه ىف بغداد‪ ،‬ولكنه كان ىف رصاع مع املامليك‪ ،‬ودخل معهم ىف حروب عدة‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -6‬أوليجاتيو (‪713-704‬هـ) (‪1313-1304‬م) ابن أرغون‪ ،‬كان نرصانيا‪ ،‬ثم‬


‫اعتنق اإلسالم عىل املذهب الشيعى‪ ،‬وعمل عىل نرشه ىف املناطق اخلاضعة له‪ ،‬وحتولت‬
‫الدولة لإلسالم‪ ،‬وعرف باسم «حممد خدابنده»‪.‬‬
‫اشتهرت الدولة بالعلوم الفلكية واحلسابية والطبية‪ ،‬وازدهرت فيها النهضة العمرانية‬
‫والفنية‪ ،‬ومن مؤرخيها «اجلوينى»‪ ،‬و«رشيد الدين»‪ ،‬حتى قامت عىل أنقاضها أرس‬
‫تقاسمت البالد منها «بنو جالئر» ىف بغداد‪ ،‬و«آل ُمظ َّفر» ىف فارس‪ ،‬إىل أن اجتاحهام‬
‫«تيمورلنك»‪ ،‬وكان مسلام عىل املذهب الشيعى‪ ،‬وأعاد توحيدمها‪ ،‬وحكمهام أكثر‬
‫من عرشين عاما (‪807-784‬هـ) (‪1404-1382‬م)‪ ،‬ومن بعده توزعتا بني أبنائه‪،‬‬
‫وأحفاده الذين دخلوا ىف رصاع مع الرتكامن حتى ظهور الصفويني ىف القرن العارش‬
‫اهلجرى‪ ،‬السادس عرش امليالدى‪.‬‬
‫وإخلان بمعنى اخلان الكبري‪ ،‬وهو لقب هوالكو‪ ،‬وتوارث خلفاؤه اللقب من بعده‪،‬‬
‫وكانت فارس والعراق ضمن الواليات الكثرية التى خضعت للمغول الذين اختذوا‬
‫«أ ْذ َربيجان» عاصمة هلم‪ ،‬وصاحب الوالية هو الواىل‪ ،‬و ُلقب «بالصدر»‪ ،‬أو «صاحب‬
‫الديوان»‪ ،‬وهو ممثل اخلان الكبري ىف الوالية‪ ،‬وله السلطة املطلقة إىل حد كبري‪.‬‬
‫وقد اعتنق «بركة خان» زعيم مغول القبجاق (مغول الشامل)‪ ،‬أو القبيلة الذهبية‪،‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬واشتهر بعدائه إلخلانية مغول فارس وزعيمهم «هوالكو خان» قبل سنة‬
‫‪659‬هـ ‪1261 -‬م‪ ،‬وقامت بينهام معارك ضارية أدت إىل نزوح اجلموع املغولية‬
‫الفارسية إىل مرص والشام‪ ،‬وهم املوصوفون «باملستأمنني املغول» الذين أوىص هبم‬
‫«الظاهر بيربس» خريا؛ بإنزاهلم ىف بيوت بنيت هلم‪ ،‬وإقطاعهم األراىض ‪ -‬وقد أدى‬
‫ذلك إىل ضغط القبجاق عىل إيلخانية مغول فارس بتوثيق العالقات مع املامليك؛ خاصة‬
‫بعد زواج بيربس من ابنة بركة خان‪ ،‬وحرص خليفته «منكومتر» عىل استمرار التحالف‬
‫مع بيربس‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫املماليك (‪923-648‬هـ) (‪1517-1250‬م)‪:‬‬


‫عبيد من األتراك واجلراكسة واملغول‪ ،‬جلبهم األيوبيون من أجل اخلدمة العسكرية‪،‬‬
‫فتمكن بعضهم من الوصول للحكم‪ ،‬وأسسوا ىف مرص دولتى املامليك البحرية (‪-632‬‬
‫‪783‬هـ) (‪1382-1235‬م) نظرا إلقامتهم ىف جزيرة الروضة عىل النيل‪ ،‬واملامليك‬
‫الربجية (‪922-784‬هـ) (‪1517-1383‬م) الذين أقاموا ىف قلعة اجلبل بالقاهرة‪.‬‬
‫بسط بعض سالطني املامليك سيطرهتم عىل سوريا‪ ،‬وأجزاء من آسيا الصغرى‪ ،‬وكان‬
‫هلم الفضل ىف القضاء عىل محالت املغول والصليبيني عىل العامل اإلسالمى‪ ،‬متيز عرصهم‬
‫بالفوىض السياسية واالغتياالت‪ ،‬مما جعل مدد حكمهم قصرية‪ ،‬وعىل الرغم من ذلك‬
‫ازدهرت ىف عرصهم الفنون واآلداب‪ ،‬وتركوا الكثري من اآلثار العمرانية من مساجد‬
‫وأسبلة ومدارس وأرضحة وتكايا وبيامريستينات‪ ،‬خاصة ىف مدينة القاهرة حارضة‬
‫حكمهم‪ ،‬قىض العثامنيون عىل دولتهم‪ ،‬ولكنهم استعانوا هبم ىف اإلدارة وتنظيم شئون‬
‫البالد فكانوا مثارا للفتنة واالضطرابات‪ ،‬مما جعل حممد عىل يتخلص منهم بمذبحة‬
‫القلعة سنة ‪1225‬هـ ‪1811 -‬م‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫املماليك البحرية (‪648‬هـ ‪792 -‬م) (‪1389-1250‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )33‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫عبيد جلبهم امللك الصالح «نجم الدين أيوب» ىف فرتة حكمه بمرص؛ فبنى هلم قلعة‬
‫ىف جزيرة الروضة سنة ‪638‬هـ ‪1240 -‬م‪ ،‬فعرفوا باملامليك البحرية‪ ،‬أو الصاحلية‪ ،‬وقد‬
‫تولوا احلكم بعده تباعا‪.‬‬
‫‪ -‬تزوجت «شجرة الدر» «عز الدين أيبك» كبري املامليك‪ ،‬وتنازلت له عن السلطة حتت‬
‫ضغط اخلليفة العباسى ىف بغداد‪ ،‬ولكنها قتلته‪ ،‬فقتلها املامليك سنة ‪655‬هـ ‪1257 -‬م‪،‬‬

‫‪328‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫فتوىل األمر «نور الدين بن عز الدين أيبك»‪ ،‬ولكن املغول دخلوا بغداد‪ ،‬ودمروها‪،‬‬
‫وأسقطوا اخلالفة سنة ‪656‬هـ ‪1258 -‬م‪ ،‬وساروا نحو الشام‪ ،‬وهددوا مرص‪ ،‬فتوىل‬
‫السلطة «سيف الدين قطز» الذى جهز املرصيني واملامليك للقاء املغول‪.‬‬
‫وىف اجلدول تسلسل احلكام املامليك البحرية‪ ،‬وهناية كل منهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪648-648‬هـ) (‪1250-1250‬م)‬ ‫السلطانة شجرة الدر ( ُقتلت)‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪655-648‬هـ) (‪1257-1250‬م)‬ ‫عز الدين أيبك ( ُقتل)‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪657-655‬هـ) (‪1258-1257‬م)‬ ‫عىل بن عز‬


‫املنصور نور الدين ّ‬ ‫‪3‬‬
‫(خلع)‬
‫الدين ُ‬
‫(‪658-657‬هـ) (‪1259-1258‬م)‬ ‫املظفر سيف الدين قطز ( ُقتل) ‬ ‫ ‪4‬‬
‫الظاهر بيربس البندقدارى (تُوىف) (‪676-658‬هـ) (‪1277-1259‬م)‬ ‫ ‪5‬‬
‫(‪678-676‬هـ) (‪1279-1277‬م)‬ ‫السعيد بركة خان بن بيربس (خُ لع) ‬ ‫‪ 6‬‬
‫العادل بدر الدين بن بيربس (خُ لع ) (‪678-678‬هـ) (‪1279-1279‬م)‬ ‫‪ 7‬‬
‫املنصور سيف الدين قالوون (تُوىف ) (‪689-678‬هـ) (‪1290-1279‬م)‬ ‫‪ 8‬‬
‫(‪658-657‬هـ) (‪1259-1258‬م)‬ ‫املظفر سيف الدين قطز ( ُقتل) ‬ ‫ ‪4‬‬
‫الظاهر بيربس البندقدارى (تُوىف) (‪676-658‬هـ) (‪1277-1259‬م)‬ ‫ ‪5‬‬
‫(‪678-676‬هـ) (‪1279-1277‬م)‬ ‫السعيد بركة خان بن بيربس (خُ لع) ‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪678-678‬هـ) (‪1279-1279‬م)‬ ‫العادل بدر الدين بن بيربس (خُ لع) ‬ ‫‪ 7‬‬
‫(‪689-678‬هـ) (‪1290-1279‬م)‬ ‫املنصور سيف الدين قالوون (تُوىف) ‬ ‫‪ 8‬‬

‫‪329‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪693-689‬هـ) (‪1293-1290‬م)‬ ‫األرشف خليل بن قالوون ( ُقتل)‬ ‫‪ 9‬‬
‫(‪694-693‬هـ) (‪1294-1293‬م)‬ ‫النارص حممد بن قالوون (‪( )1‬خُ لع)‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪696-694‬هـ) (‪1296-1294‬م)‬ ‫العادل زين الدين كتبغا ‬ ‫‪ 11‬‬
‫(‪698-696‬هـ) (‪1298-1296‬م)‬ ‫املنصور حسام الدين الجني ( ُقتل)‬ ‫‪ 12‬‬
‫(‪708-698‬هـ) (‪1308-1298‬م)‬ ‫النارص حممد بن قالوون (‪ُ ( )2‬عزل)‬ ‫‪ 13‬‬
‫(‪709-708‬هـ) (‪1309-1308‬م)‬ ‫املظفر بيربس اجلاشنكري ( ُقتل)‬ ‫‪1 4‬‬
‫(‪741-709‬هـ) (‪1340-1309‬م)‬ ‫النارص حممد بن قالوون (‪( )3‬تُوىف)‬ ‫‪ 15‬‬
‫(‪742-741‬هـ) (‪1341-1340‬م)‬ ‫(خلع)‬
‫املنصور أبو بكر بن حممد ُ‬ ‫‪ 16‬‬
‫(خلع) (‪742-742‬هـ) (‪1341-1341‬م)‬
‫األرشف كوجك بن حممد ُ‬ ‫‪1 7‬‬
‫(‪743-742‬هـ) (‪1342-1341‬م)‬ ‫(خلع)‬
‫النارص أمحد بن حممد ُ‬ ‫‪1 8‬‬
‫(‪746-743‬هـ) (‪1345-1342‬م)‬ ‫الصالح إسامعيل بن حممد (تُوىف)‬ ‫‪1 9‬‬
‫(‪747-746‬هـ) (‪1346-1345‬م)‬ ‫الكامل شعبان بن حممد ( ُقتل)‬ ‫‪ 20‬‬
‫املظفر أمري حاجى بن حممد ( ُقتل) (‪748-747‬هـ) (‪1347-1346‬م)‬ ‫‪ 21‬‬
‫(‪752-748‬هـ) (‪1351-1347‬م)‬ ‫النارص احلسن بن حممد (‪( )1‬خُ لع)‬ ‫‪ 22‬‬
‫(‪755-752‬هـ) (‪1354-1351‬م)‬ ‫(خلع)‬
‫الصالح صالح بن حممد ُ‬ ‫‪ 23‬‬
‫(‪762-755‬هـ) (‪1361-1354‬م)‬ ‫النارص احلسن بن حممد (‪ُ ( )2‬قتل)‬ ‫‪ 24‬‬
‫(‪764-762‬هـ) (‪1363-1361‬م)‬ ‫املنصور حممد بن أمري حاجى (خُ لع)‬ ‫‪ 25‬‬

‫‪330‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬

‫(‪778-764‬هـ) (‪1376-1363‬م)‬ ‫األرشف شعبان بن احلسن ( ُقتل)‬ ‫‪ 26‬‬


‫(‪783-778‬هـ) (‪1382-1376‬م)‬ ‫عىل بن شعبان (تُوىف)‬
‫املنصور ّ‬ ‫‪ 27‬‬
‫(‪791-783‬هـ) (‪1388-1382‬م)‬ ‫الصالح حاجى بن شعبان (‪( )1‬خُ لع)‬ ‫‪ 28‬‬
‫الصالح حاجى بن شعبان (‪( )2‬خُ لع ) (‪792-791‬هـ) (‪1389-1388‬م)‬ ‫ ‬
‫‪29‬‬

‫‪ -‬دامت دولتهم ‪275‬عاما‪ ،‬انترصوا عىل الصليبيني ىف املنصورة‪ ،‬وأرسوا «لويس‬


‫التاسع» ملك فرنسا قائد احلملة سنة ‪648‬هـ ‪1250 -‬م‪ ،‬أسقطوا إمارة طرابلس‬
‫الصليبية سنة ‪688‬هـ ‪1269 -‬م‪ ،‬وتتبعوا فلوهلم ىف الشام حتى قضوا عليهم حواىل‬
‫سنة ‪690‬هـ ‪1291 -‬م‪ ،‬استوىل «األرشف خليل» عىل عكا‪ ،‬وأخرجوهم هنائيا من‬
‫املرشق اإلسالمى سنة ‪702‬هـ ‪1302 -‬م‪ ،‬وبرز منهم ىف هذه املعارك التطهريية «الظاهر‬
‫بيربس»‪ ،‬و«املنصور قالوون»‪ ،‬و«برسباى»‪ ،‬و«األرشف خليل»‪.‬‬
‫‪ -‬بسط الظاهر بيربس نفوذه عىل احلجاز سنة ‪667‬هـ ‪1268 -‬م‪ ،‬وكان عىل عالقة‬
‫«بألفونسو العارش» ملك قشتالة‪ ،‬ورغب ىف الزواج من ابنته سنة ‪659‬هـ ‪1261 -‬م‪،‬‬
‫ولكن رغبته مل تتحقق‪.‬‬
‫‪ -‬هزم «املنصور قالوون» املغول سنة ‪680‬هـ ‪1281 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فتح النارص «حممد بن قالوون» جزيرة أرواد‪ ،‬وحررها من الصليبيني‪ ،‬وهزم املغول‬
‫العام نفسه ىف معركة شقحب بالقرب من دمشق‪.‬‬

‫املماليك الربجية �أو اجلراك�سة (‪923-792‬هـ) (‪1517-1389‬م)‪:‬‬


‫‪ -‬جراكسة اشرتاهم السلطان قالوون من بالد الكرج (جورجيا اآلن)‪ ،‬املطلة عىل‬
‫البحر األسود لتثبيت السيادة ىف ذريته‪ ،‬وقد سكنوا أبراج قلعة اجلبل‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ُ -‬عني «السلطان برقوق» بعد خلع «الصالح حاجى» سنة ‪792‬هـ ‪1389 -‬م‪،‬‬
‫فانتقلت السلطة من املامليك البحرية إىل املامليك الربجية‪.‬‬
‫‪ -‬دمر تيمورلنك القائد املغوىل املسلم بالد الشام سنة ‪803‬هـ ‪1400 -‬م‪ ،‬بعد‬
‫أن سحق جيش املامليك الذى التقى به هناك‪ ،‬ثم انترص عىل العثامنيني ىف أوج قوهتم‬
‫العسكرية سنة ‪805‬هـ ‪1402 -‬م‪ ،‬بعد أن دحر جيشهم عند أنقرة‪ ،‬وأرس «السلطان‬
‫بايزيد»‪ ،‬وسجنه حتى مات‪.‬‬
‫‪ -‬انترص املامليك عىل الصليبيني ىف قربص‪ ،‬وأخرجوهم منها بعد أن أرسوا حاكمها‪،‬‬
‫وهددوا جزيرة رودس‪.‬‬
‫‪ -‬هزم الربتغاليون املامليك عىل الشواطئ اهلندية سنة ‪915‬هـ ‪1509 -‬م‪ ،‬بعد أن‬
‫استنجد هبم مسلمو اهلند‪ ،‬فتقدم الربتغاليون نحو سواحل بالد العرب‪ ،‬ودخلوا البحر‬
‫األمحر‪.‬‬
‫ويوضح اجلدول تسلسل احلكام املامليك الربجية‪ ،‬وهناية كل منهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪801-792‬هـ)(‪1398-1389‬م)‬ ‫الظاهر سيف الدين برقوق (تُوىف)‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪801-801‬هـ)(‪1398-1398‬م)‬ ‫النارص فرج الدين بن برقوق (‪)1‬‬ ‫‪2‬‬
‫(خلع)‬
‫ُ‬
‫ثــالثـــة أشــــهر‬ ‫املنصور عبد العزيز بن برقوق‬ ‫‪3‬‬
‫(خلع)‬
‫ُ‬

‫(‪815-808‬هـ) (‪1412-1405‬م)‬ ‫النارص فرج الدين بن برقوق (‪)2‬‬ ‫‪4‬‬


‫( ُقتل)‬
‫(‪815-815‬هـ) (‪1412-1412‬م)‬ ‫املؤيد شيخ املحمودى (تُوىف)‬ ‫‪5‬‬

‫‪332‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫عـــدة شـــــهور‬ ‫(خلع) ‬
‫املظفر أمحد بن املؤيد شيخ ُ‬ ‫‪ 6‬‬
‫عـــدة شـــــهور‬ ‫املظفر ططر (تُوىف)‬ ‫‪ 7‬‬
‫عـــدة شـــــهور‬ ‫(خلع) ‬
‫الصالح حممد بن ططر ُ‬ ‫‪ 8‬‬
‫(‪825-825‬هـ) (‪1421-1421‬م)‬ ‫األرشف سيف الدين برسباى (تُوىف)‬ ‫‪ 9‬‬
‫عـــدة شـــــهور‬ ‫(خلع)‬
‫العزيز يوسف برسباى ُ‬ ‫‪1 0‬‬
‫(‪842-842‬هـ) (‪1438-1438‬م)‬ ‫الظاهر سيف الدين جقمق (تُوىف)‬ ‫‪ 11‬‬
‫عـــدة شـــــهور‬ ‫(خلع)‬
‫املنصور عثامن بن جقمق ُ‬ ‫‪1 2‬‬
‫(‪857-857‬هـ) (‪1453-1453‬م)‬ ‫األرشف إينال العالنى (تُوىف) ‬ ‫‪1 3‬‬

‫عـــدة أشــهر‬ ‫ ‬ ‫(خلع)‬


‫املؤيد أمحد بن إينال ُ‬ ‫‪1 4‬‬
‫الظاهر سيف الدين خُ شقدم (تُوىف ) (‪865-865‬هـ) (‪1460-1460‬م)‬ ‫‪ 15‬‬
‫شــــهران‬ ‫(خلع) ‬
‫الظاهر بلباى املؤيدى ُ‬ ‫‪1 6‬‬
‫شــــهران‬ ‫(خلع) ‬
‫الظاهر متربغا ُ‬ ‫‪ 17‬‬
‫لــيلة واحـــــدة‬ ‫(خلع) ‬
‫خري بك ُ‬ ‫‪1 8‬‬
‫(‪901-872‬هـ) (‪1495-1467‬م)‬ ‫األرشف سيف الدين قايتباى‬ ‫‪19‬‬
‫(تُوىف)‬
‫(‪902-901‬هـ) (‪1496-1495‬م)‬ ‫النارص حممد بن قايتباى (‪( )1‬خُ لع)‬ ‫‪ 20‬‬
‫(‪903-902‬هـ) (‪1497-1496‬م)‬ ‫الظاهر قنصوه ( ُقتل)‬ ‫‪ 21‬‬

‫‪333‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪904-903‬هـ)(‪1498-1497‬م)‬ ‫النارص حممد بن قايتباى (‪ُ ( )2‬قتل)‬ ‫‪ 22‬‬
‫(‪905-904‬هـ) (‪1499-1498‬م)‬ ‫(خلع)‬
‫الظاهر قنصوه األرشىف ُ‬ ‫‪2 3‬‬
‫(‪905-905‬هـ) (‪1499-1499‬م)‬ ‫األرشف جنبالط ( ُقتل)‬ ‫‪ 24‬‬
‫عـــــدة أشـــهر‬ ‫العادل طومان باى األول ( ُقتل) ‬ ‫‪ 25‬‬
‫(‪922-906‬هـ) (‪1516-1500‬م)‬ ‫األرشف قنصوه الغورى ( ُقتل)‬ ‫‪ 26‬‬
‫(‪923-922‬هـ) (‪1517-1516‬م)‬ ‫األرشف طومان باى الثانى ( ُقتل)‬ ‫‪ 27‬‬

‫‪ -‬حتالف الصفويون مع الربتغاليني ضد العثامنيني‪ ،‬ورفض املامليك مساعدهتم ىف‬


‫القضاء عىل عدوهم املشرتك‪.‬‬
‫‪ -‬هزم السلطان العثامنى «سليم األول» الصفويني ىف معركة جالديران سنة ‪920‬هـ‬
‫‪1514 -‬م‪ ،‬فدخل تربيز العاصمة‪ ،‬وأصبحت العراق تابعة له‪ ،‬ثم قىض عىل املامليك‬
‫ىف مرج دابق بالقرب من حلب سنة ‪922‬هـ ‪1516 -‬م‪ ،‬ثم دخل مرص بعد أن انترص‬
‫عليهم ىف معركة «الريدانية» سنة ‪923‬هـ ‪1517 -‬م‪ ،‬وقدم أرشاف احلجاز إىل القاهرة‬
‫ليعلنوا فروض الطاعة والوالء للخليفة العثامنى الذى تنازل له املتوكل العباسى عن‬
‫اخلالفة‪.‬‬

‫�أ�سرة بلنب فى دلهى (‪689-664‬هـ) (‪1290-1266‬م)‪:‬‬


‫خلفت أرسة إلتمش بعد وفاة آخر حكامها «نارص الدين حممود إلتمش» (‪-644‬‬
‫‪664‬هـ) (‪1266-1246‬م) فخلفه نائبه «غياث الدين بلبن» الذى حكم ‪ 22‬عاما‪،‬‬
‫ثم حكم حفيده من بعده حواىل العامني حتى خلع طاعته نائبه «جالل الدين فريوز‬
‫اخللجى»‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة املغول فى ال�صني (ترك�ستان ال�شرقية) (‪769-676‬هـ) (‪1367-1277‬م)‪:‬‬


‫يطلق عليه عرص «ياوان»‪ ،‬وهو الذى تدفق فيه مسلمو آسيا الصغرى من األيغوريني‬
‫األتراك عىل الصني‪ ،‬بعد أن فتحها «قتيبة بن مسلم»‪ ،‬وذلك الشرتاط أباطرة املغول ىف‬
‫الصني الديانة اإلسالمية ملن يتويل الوظائف ىف الدولة‪ ،‬ثم عاد احلكم للصينيني سنة‬
‫‪1173‬هـ ‪1759 -‬م فحكمت أرسة «منغ» (‪1643-1368‬م)‪ ،‬ثم أرسة «تسنغ»‬
‫(‪1911-1644‬م)‪ ،‬فقامت الثورات اإلسالمية‪ ،‬ومن أمهها ثورة األوزبك سنة‬
‫‪1284‬هـ ‪1866 -‬م؛ التى قىض عليها الصينيون سنة ‪1296‬هـ ‪1878 -‬م‪ ،‬وضمت‬
‫الصني املنطقة كلها سنة ‪1299‬هـ ‪1881 -‬م باسم سينكيانج بمعنى األرض اجلديدة‪،‬‬
‫ثم جتددت الثورات ىف القرن العرشين‪ ،‬وكان آخرها ثورة اجلنرال «عثامن باتو» الذى‬
‫ُأعدم بعد فشل ثورته سنة ‪1371‬هـ ‪1951 -‬م‪ ،‬وبعد قيام اجلمهورية الصينية سنة‬
‫‪1949-1911‬م جتمع املسلمون ىف واليات الشامل‪ ،‬ومتتعوا باحلكم الذاتى ىف العهد‬
‫الشيوعى من سنة ‪1949‬م ىف واليتى سينكيانج ولينسيا‪.‬‬

‫الدولة اخللجية (‪720-689‬هـ) (‪1320-1290‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )34‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أسسها «جالل الدين فريوز شاه» ىف دهلى باهلند الذى كان نائبا ألرسة بلبن‪ ،‬قتله ابن‬
‫أخيه‪ ،‬وزوج ابنته «عالء الدين حممد شاه» الذى توىل بعده فتوسع ىف مناطق جديدة‬
‫شملت الدكن والبنغال وكرياال وكوجرات‪ ،‬فانترش هبا اإلسالم‪ ،‬وصد هجوم املغول‬
‫عىل اهلند وانترص عليهم‪ ،‬دب الرصاع عىل السلطة بني أبنائه من بعده إىل أن توىل ابنه‬
‫«شهاب الدين» وكان صغريا حتت وصاية نائب أبيه الذى سجن إخوته‪ ،‬ولكنه ُقتل‪،‬‬
‫وتوىل بعده «قطب الدين مبارك شاه اخللجى» فسجن أخوته‪ ،‬وبعث جيوشه إىل غرب‬
‫الدكن سنة ‪718‬هـ ‪1318 -‬م‪ ،‬وإىل كرياال وضواحى اهلند‪ ،‬ولكن األمراء اتفقوا عىل‬
‫خلعه وتولية ابن أخيه «خرض»‪ ،‬وكان غالما فقتله قطب الدين وقتل أخوته أيضا‪،‬‬
‫فخاف كبري األمراء «نارص الدين خرسو خان» عىل نفسه فدبر قتله‪ ،‬وتقلد السلطة؛‬
‫فبايعه القادة ما عدا «غياث الدين تغلق» أمري السند‪ ،‬وسار إىل دهلى‪ ،‬ودخلها بصحبة‬
‫أمري امللتان واستوىل عىل احلكم‪ ،‬فهرب نارص الدين‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن الثامن الهجرى‪ ،‬الرابع ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪815-720‬هـ) (‪1412-1320‬م)‬ ‫دهلى باهلند‬ ‫التغلقية‬ ‫‪1‬‬


‫(‪813-736‬هـ) (‪1410-1335‬م)‬ ‫العراق‬ ‫اجلالئرية‬ ‫‪2‬‬

‫(‪970-744‬هـ) (‪1560-1343‬م)‬ ‫كشمري باهلند‬ ‫شمس الدين‬ ‫‪3‬‬


‫مريزا‬

‫(‪907-771‬هـ) (‪1500-1369‬م)‬ ‫وسط وغرب‬ ‫التيمورلنكية‬ ‫‪4‬‬


‫آسيا‬
‫(‪872-782‬هـ) (‪1467-1380‬م)‬ ‫املوصل‬ ‫القره قيونليه‬ ‫‪5‬‬

‫(‪1000-783‬هـ) (‪1591-1381‬م)‬ ‫غرب إفريقيا‬ ‫مملكة الصنغاى‬ ‫‪6‬‬

‫الدولة التغلقية (‪815-720‬هـ) (‪1412-1320‬م)‪:‬‬


‫قامت هذه الدولة عىل يد «غياث الدين تغلق» الرتكى األصل‪ ،‬وكان قائدا عسكريا‬
‫فأطلق عليه لقب «الغازى» لتعدد انتصاراته عىل املغول‪ ،‬ولكنه انكرس أمام ابنه «حممد»‬
‫الذى قىض عىل والده من أجل السلطة‪ ،‬وعرف بأبى جماهد‪ ،‬فتح كرياال‪ ،‬وأرسل جيشا‬
‫إىل الصني ولكنه هلك ىف جبال اهلياماليا‪ ،‬ثم خلفه ابن عمه «فريوز شاه» من أبرز حكام‬
‫هذه الدولة‪ ،‬وكان مغرما بالعلم والتعمري‪ ،‬وتوىل بعده «تغلق شاه» امللقب بغياث الدين‬
‫فدبت ىف األرسة اخلالفات والرصاعات إىل أن اكتسحها «تيمورلنك»‪ ،‬ودخل دهلى سنة‬
‫‪801‬هـ ‪1398 -‬م‪ ،‬ولكنه ما لبث أن تركها للتخريب والتدمري الذى حلق هبا بسبب‬
‫اخلرضخانية‪.‬‬ ‫الرصاع عىل السلطة حتى قامت دولة ِ‬

‫‪337‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة اجلالئرية فى العراق (‪813-736‬هـ) (‪1410-1335‬م)‪:‬‬


‫بعد زوال الدولة اإلخلانية التى مل يعقب آخر حكامها «أبو سعيد هبادرخان» ذرية؛‬
‫وكان هو اخلاقان الثامن من نسل «هوالكو» وآخر من حكم من أحفاده‪ ،‬شب الرصاع‬
‫عىل السلطة إىل أن استوىل عليها الشيخ «حسن بن حسني جالئر» (حسن ُبزُرك)؛‬
‫زعيم األرسة اجلالئرية حكام بغداد من األمراء املغول‪ ،‬ولكنه مل يكن من بيت هوالكو‪،‬‬
‫كان واليا عىل آسيا الصغرى‪ ،‬واستقل باحلكم سنة ‪740‬هـ ‪1339 -‬م‪ ،‬واختذ بغداد‬
‫عاصمة له‪ ،‬واستطاع أبناؤه من بعده ضم «أذربيجان» و«تربيز» و«املوصل» و«ديار‬
‫بكر»‪ ،‬ولكن حتركات «تيمورلنك» قائد الدولة املغولية األم بدأت ىف املنطقة‪ ،‬فغزا بغداد‬
‫سنة ‪796‬هـ ‪1393 -‬م‪ ،‬واستوىل عليها‪ ،‬فذبح اآلالف من سكاهنا‪ ،‬وهدم املساجد‬
‫واملدارس والبيوت‪ ،‬وأعاد إليها اخلراب للمرة الثانية بعد هوالكو؛ فهرب السلطان‬
‫«أمحد بن أويس» آخر حكام األرسة اجلالئرية‪ ،‬الذى اغتصب احلكم سنة ‪784‬هـ ‪-‬‬
‫‪1381‬م‪ ،‬وقىض عىل إخوته‪ ،‬وجلأ إىل املامليك ىف مرص‪ ،‬ومل يعد إىل ُملكه اال بعد وفاة‬
‫تيمورلنك سنة ‪807‬هـ ‪1405 -‬م‪ ،‬وتفكك إمرباطوريته‪ ،‬ولكن الدولة دخلت ىف‬
‫رصاع مع القره قوينليه الذين حكموا أرمينية (األرسة الرتكامنية األوىل)‪ ،‬وكانوا يتبعون‬
‫اجلالئريني‪ ،‬فضعفت الدولة واستسلمت حلكامها اجلدد منهم‪ ،‬بعد أن دب اخلالف‬
‫بني «قره يوسف» من القره قوينليه والسلطان «أمحد اجلالئرى» رفيق حمنته‪ ،‬فقتله سنة‬
‫‪813‬هـ ‪1410 -‬م‪ ،‬واستبد قره يوسف باألمر ىف كل املناطق اخلاضعة للجالئريني؛‬
‫حتى امتد ملكه من تربيز إىل شط العرب‪ ،‬فضم فارس وكِرمان‪ ،‬واختذ «تربيز» عاصمة‬
‫له‪ ،‬وأصبحت بغداد عاصمة للعراق كإحدى الواليات اخلاضعة له‪.‬‬

‫�شم�س الدين مريزا (‪970-744‬هـ) (‪1560-1343‬م)‪:‬‬


‫حكمت هذه األرسة كشمري باهلند حواىل القرنني وربع القرن‪ ،‬ومؤسسها شمس‬
‫الدين شاه مريزا‪ُ ،‬خراسانى األصل‪ ،‬خدم ملك كشمري الوثنى‪ ،‬ثم أصبح وزيرا البنه من‬

‫‪338‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بعده‪ ،‬تزوج من أرملة امللك املتوىف‪ ،‬ولكنه سجنها عندما أحس بغدرها‪ ،‬وتقلد السلطة‪،‬‬
‫وورث احلكم أبناؤه من بعده‪.‬‬

‫الدولة التيمورلنكية (‪907-771‬هـ) (‪1500-1369‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )35‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫شملت بالد ما وراء النهر واهلند وخراسان وفارس والعراق والشام واألناضول‪،‬‬
‫عاصمتها «سمرقند»‪ ،‬كوهنا تيمورلنك (‪807-771‬هـ) (‪1404-1369‬م)‪ ،‬الذى‬
‫سار بجيوش جرارة من فتح إىل فتح‪ ،‬فلم يوقفه أحد حتى وفاته‪ ،‬ومل يهُ زم‪ ،‬بل كان يبيد‬

‫‪339‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫اجليوش املهزومة عن آخرها‪.‬‬


‫ينتمى «تيمورلنك» إىل قبيلة الربالس الرتكية‪ ،‬وكان جده مقربا من «جنكيزخان»‪،‬‬
‫وهو مسلم شيعى‪ ،‬ظهر ىف فرتة تناحر وقتال بني أمراء املغول‪.‬‬
‫دخل موسكو‪ ،‬وأخضع الروس سنة ‪783‬هـ ‪1381 -‬م‪ ،‬واستوىل عىل ُخراسان‪،‬‬
‫وجرجان ومازندار وسجستان وأفغانستان وفارس وأذربيجان وكُردستان ىف الفرتة‬ ‫ُ‬
‫(‪786-782‬هـ) (‪1384-1380‬م)‪.‬‬
‫غزا بغداد سنة ‪796‬هـ ‪1393 -‬م‪ ،‬وأخضع دهلى وكشمري ىف شامل اهلند سنة ‪800‬هـ‬
‫‪1397 -‬م‪ ،‬ثم ضم إليه رشق األناضول‪.‬‬
‫سحق جيش املامليك‪ ،‬وأخضع بالد الشام سنة ‪804‬هـ ‪1401 -‬م‪ ،‬وهزم العثامنيني‬
‫سنة ‪805‬هـ ‪1402 -‬م‪ ،‬وأخرج فلول الصليبيني من «أزمري»‪ ،‬مات ىف طريقه إىل‬
‫الصني‪ ،‬وخلفه ولده «شاه رخ» (‪850-807‬هـ) (‪1446-1404‬م)‪ ،‬ثم مالت الدولة‬
‫نحو املغيب حواىل سنة ‪907‬هـ ‪1500 -‬م باستقالل كل زعيم بمنطقته‪ ،‬فظهر خانات‬
‫ما وراء النهر بإماراهتم اإلسالمية املتفرقة والضعيفة‪ ،‬مثل «قازان» و«إسرتاخان»‬
‫و«سيبرييا» و«ال ُقرم» (وهى التى ابتلعها الروس خالل الفرتة من ‪959‬هـ ‪1551 -‬م‬
‫إىل ‪1197‬هـ ‪1782 -‬م)‪ ،‬وحكم اهلند أحفاد ظهري الدين بابر من أرسة تيمورلنك‬
‫سنة ‪933‬هـ ‪1526 -‬م‪ ،‬وظلوا حيكموهنا حتى قىض عليهم االستعامر اإلنجليزى سنة‬
‫‪1274‬هـ ‪1857 -‬م‪.‬‬

‫دولة القره قيونليه (‪872-813‬هـ) (‪1467-1410‬م)‪:‬‬


‫القره قيونليه‪ ،‬بمعنى اخلراف السوداء‪ ،‬قبيلة تركامنية نزحت من تركستان الغربية‪،‬‬
‫وعرفت برتبية اخلراف السوداء‪ ،‬فاكتسبت منها اسمها‪ ،‬عمل جدها «بريام خواجه»‬
‫ىف خدمة السلطان «أويس بن حسن اجلالئرى»‪ ،‬وبعد وفاته استوىل عىل املوصل سنة‬
‫‪776‬هـ ‪1374 -‬م‪ ،‬باإلضافة إىل بعض املناطق‪ ،‬فتعاقب عليها أبناؤه من بعده سنة‬
‫‪782‬هـ ‪1380 -‬م‪ ،‬ومثل حكام األرسة اجلالئرية فر من كان ىف احلكم منهم إىل املامليك‬

‫‪340‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ىف مرص عند اجتياح تيمورلنك للمنطقة‪ ،‬ثم عادوا بعد وفاته‪ ،‬واسرتدوا كل ممتلكاهتم‪،‬‬
‫ونعمت الدولة باهلدوء واالستقرار لفرتة‪ ،‬ثم قضت عليها الرصاعات والقالقل ىف عهد‬
‫آخر حكامها «جيهان شاه»‪.‬‬

‫مملكة ال�صنغاى بغرب �إفريقيا (‪1000-783‬هـ) (‪1591-1381‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )36‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫عىل» عىل أنقاض مملكة ماىل التى ضمتها‪ ،‬وامتدت ىف الرشق واجلنوب‬
‫أسسها «سنى ّ‬
‫حتى شلمت إفريقيا الوسطى‪ ،‬ويعد «أسكيا حممد» (‪935-899‬هـ) (‪-1493‬‬
‫‪1528‬م) من أبرز حكامها بجوالته الطويلة مع الوثنيني حتى وصل غربا إىل املحيط‬
‫األطلسى‪ ،‬ورشقا إىل تشاد‪ ،‬ثم دب اخلالف بني أمراء الدولة مما شجع «أمحد املنصور»‬
‫أحد ملوك األرشاف احلسينيني بمراكش عىل توجيه جيوشه للقضاء عليها‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن التا�سع الهجرى‪ ،‬اخلام�س ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬

‫(‪914-806‬هـ) (‪1508-1403‬م)‬ ‫العراق‬ ‫اآلق قوينلو‬ ‫‪1‬‬


‫(‪847-817‬هـ) (‪1443-1414‬م)‬ ‫ِ‬
‫(اخلرضخانية) ‬ ‫السادات‬ ‫‪2‬‬
‫اهلند‬

‫(‪968-839‬هـ)(‪1560-1435‬م)‬ ‫ُعامن‬ ‫عودة األئمة‬ ‫‪3‬‬


‫اإلباضية‬
‫(‪1293-850‬هـ)‬ ‫السودان‬ ‫ممالك السودان‬ ‫‪4‬‬
‫(‪1876-1446‬م)‬ ‫األوسط‬
‫والرشقى‬
‫والغربى‬

‫(‪932-855‬هـ) (‪1526-1451‬م)‬ ‫اهلند‬ ‫اللوديون‬ ‫‪5‬‬


‫(‪858‬ـ‪923-‬هـ) (‪1517-1454‬م)‬ ‫اليمن‬ ‫بنو طاهر‬ ‫‪6‬‬

‫(‪961-875‬هـ) (‪1553-1470‬م)‬ ‫املغرب‬ ‫بنو وطاس‬ ‫‪7‬‬

‫‪343‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة الآق قوينلو (ذوى اخلراف البي�ضاء) (‪914-806‬هـ) (‪1508-1403‬م)‪:‬‬


‫أقام الرتكامن من اآلق قوينلو (ذوى اخلراف البيضاء) دولتهم الثانية التى استمرت‬
‫ألكثر من قرن‪ ،‬وهى عائلة وفدت من تركستان إىل آذربيجان‪ ،‬ثم إىل ديار بكر‪ ،‬إىل‬
‫أن استقرت ىف آمد واملوصل حيث بدأوا ىف تكوين دولتهم سنة ‪806‬هـ ‪1403 -‬م‪،‬‬
‫ومؤسسها احلقيقى «هباء الدين عثامن» الذى انترص عىل قره يوسف القره قويلنو من‬
‫أبناء العم‪ ،‬وضمت دولته فارس والعراق (التى أخضعها بعد حصار وحروب كثرية)‪،‬‬
‫ثم امتد حكمه إىل ديار بكر وآذربيجان‪ ،‬ولكن خلفاءه كثرت ىف عرصهم القالقل‬
‫والرصاعات فيام بينهم‪ ،‬وبينهم وبني جرياهنم‪ ،‬وقسموا اإلمارات فيام بينهم‪ ،‬فانترشت‬
‫الفتن واملجاعات حتى سقطت الدولة ىف أيدى الصفويني‪ ،‬فصارت العراق جزءا من‬
‫أمالكهم‪.‬‬
‫أودت الرصاعات هبذه األرسة ىف هناية أيامها عندما ثار بعض أمرائها عىل سلطاهنم‬
‫رستم (حفيد حسن أوزون أشهر حكام هذه الدولة)‪ ،‬والتمسوا من بايزيد الثانى‬
‫السلطان العثامنى تأييد األمري كودة أمحد بن أوغورىل (أحد أمراء اآلق قوينلو) عسكريا‬
‫لالستيالء عىل فارس من رستم‪ ،‬فاستجاب بايزيد ووقعت احلرب بني رستم وكودة‪،‬‬
‫وحسمها رستم بانتصاره عىل كودة‪ ،‬فغضب األمراء من أهل بيته وانفضوا من حوله‬
‫فهزم ىف اجلولة الثانية من املعركة و ُقتل سنة ‪902‬هـ ‪1496 -‬م‪ ،‬وأصبح كودة هو‬ ‫ُ‬
‫احلاكم‪ ،‬ولكنه مل يمكث كثريا ىف احلكم حيث ثار األمراء وحاربوه ىف معركة وقعت‬
‫فهزم و ُقتل‪.‬‬
‫بالقرب من أصفهان ُ‬

‫(اخل�ضرخانية) (‪847-817‬هـ) (‪1443-1414‬م)‪:‬‬


‫دولة ال�سادات ِ‬
‫«خرض خان» الذى كان من رجال تيمورلنك أثناء تواجده‬ ‫بدأت هذه الدولة بالسلطان ِ‬
‫ىف دهلى باهلند‪ ،‬فقويت شوكته‪ ،‬ودخل ىف رصاع مع «حممود شاه» آخر ملوك آل تغلق‬
‫بعد أن ترك تيمورلنك دهلى‪ ،‬ولكنه تغلب عليه واعتىل العرش‪ ،‬خلفه ابنه «مبارك شاه»‬

‫‪344‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫بعد وفاته سنة ‪824‬هـ ‪1421 -‬م‪ ،‬ولكنه ُقتل فخلفه ابن أخيه «حممد شاه بن فريد»‬
‫حتى وفاته سنة ‪847‬هـ ‪1443 -‬م‪ ،‬فتوىل ابنه «عالء الدين» الذى خرج عليه أكرب‬
‫قادته «هبلول اللودى» حاكم ديبالبور‪ ،‬فدخل دهلى‪ ،‬واستوىل عىل السلطة‪ ،‬ومل تعمر‬
‫هذه الدولة كثريا لضيق حدود نفوذها؛ حيث استقلت أغلب الواليات اهلندية ىف ذلك‬
‫الوقت‪.‬‬

‫عودة الأئمة الإبا�ضية (‪968-839‬هـ) (‪1560-1435‬م)‪:‬‬


‫عادت اإلمامة اإلباضية إىل ُعامن مرة أخرى سنة ‪839‬هـ ‪1435 -‬م باختيار اإلمام‬
‫«عبد اهلل بن خامس بن عامر األزدى»‪ ،‬وظلت حتى سنة ‪968‬هـ ‪1560 -‬م بنهاية‬
‫إمامة «بركات بن حممد بن إسامعيل»‪ ،‬وقد ختلل عهد األئمة حكم ملوك «بنى نبهان»‬
‫لعدة قرون سادهتا الفتن والرصاعات الداخلية‪ ،‬إىل أن انتقلت اإلمامة لليعاربة من سنة‬
‫‪1034‬هـ ‪1624 -‬م إىل سنة ‪1154‬هـ ‪1741 -‬م‪ ،‬ابتداء من اإلمام نارص بن مرشد‬
‫الذى حرر بالده من االستعامر الربتغاىل سنة ‪1032‬هـ ‪1622 -‬م‪ ،‬بعد احتالل دام أكثر‬
‫من مائة عام‪ ،‬والقضاء عىل جتارة الرشق الربية والبحرية بعد اكتشافهم لطريق رأس‬
‫الرجاء الصالح ىف الرحلة التى قام هبا «فاسكو دى جاما» حول إفريقيا‪.‬‬

‫ممالك ال�سودان (‪1293-850‬هـ) (‪1876-1446‬م)‪:‬‬


‫قامت هذه املاملك ىف أكثر من منطقة ىف السودان؛ أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬مملكة دارفور ىف الغرب (‪1293-850‬هـ) (‪1876-1446‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة شامل السودان (‪1236-911‬هـ) (‪1820-1505‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬مملكة الفونج ىف الوسط والرشق (‪1237-911‬هـ) (‪1821-1505‬م)‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة اللوديني (‪932-855‬هـ) (‪1526-1451‬م)‪:‬‬


‫أسس هذه الدولة «هبلول اللودى» الذى زحف إىل دهلى عند اضطراب أحواهلا‪،‬‬
‫وسيطر عليها‪ ،‬ثم وسع نفوذه جنوب ووسط اهلند‪ ،‬فاستقرت البالد ىف عهده‪ ،‬وحكم‬
‫عاما خلفه بعدها ابنه «نظام خان»‪ ،‬ومن بعده ابنه «إبراهيم» الذى أثار عليه القادة‬
‫‪ً 38‬‬
‫واألمراء فعادت البالد إىل االضطراب مرة أخرى‪ ،‬فاتصلوا بـ»با ُبر شاه التيمورى»‪،‬‬
‫فزحف إليها‪ ،‬وضمها إىل إمرباطوريته العظمى ىف اهلند‪.‬‬

‫دولة بنى طاهر (‪923-858‬هـ) (‪1517-1454‬م)‪:‬‬


‫عارصوا دولة املامليك ىف مرص والشام‪ ،‬ينسبهم البعض إىل بنى أمية الذين هرب جزء‬
‫منهم إىل اليمن وعسري بعد اهنيار دولتهم‪ ،‬وهو ما يتناقض متاما مع تغلغل الشيعة ىف‬
‫اليمن وعداوة أهل اليمن لألمويني‪ ،‬ولكن بعض الطامعني من سالطينهم استغلوا هذا‬
‫النسب ىف مطالبتهم باخلالفة فحمل بعضهم لقب أمري املؤمنني‪ ،‬كانوا نوابا لبنى رسول‬
‫عىل عدن‪ ،‬فاستجار هبم رعايا الدولة الرسولية إلغاثتهم من ظلم وجور العبيد؛ فهب‬
‫إليهم الظافر «عامر بن طاهر» ودخل زبيد بال قتال‪ ،‬واستقل بعدن وزبيد‪.‬‬
‫ورث الطاهريون من الرسوليني أيضا الرصاع مع األئمة الذى اتصف بالعنف والقسوة‬
‫فكل منهم يريد االستئثار بأكرب منطقة نفوذ‪ ،‬فكانت احلرب سجاال بينهم حتى حسمها‬ ‫ٍ‬
‫الظافر الثانى عامر بضم شطرى اليمن جنوبا وشامال لدولته بالقضاء عىل أطامع األئمة‬
‫متاما وعىل نفوذهم‪ ،‬وعىل الرغم من هذا الرصاع الطويل حيسب للطاهريني إسهاماهتم‬
‫احلضارية ىف اليمن؛ حيث بنوا مدينة «املقرانة» ىف رداع وعمروها بالقصور واملساجد‬
‫واحلدائق الغناء‪ ،‬وازدهر العلم ىف أيامهم‪ ،‬وظهر العلامء ىف كافة جماالت احلياة والدين‪،‬‬
‫خاصة العلوم الفلكية واجلغرافية والبحرية‪ ،‬فاشتهر منهم سليامن املهرى‪ ،‬وأمحد بن ماجد‬
‫العدنى الذى كان رائدا لفاسكو دى جاما ىف دورانه حول إفريقية واكتشاف طريق رأس‬
‫الرجاء الصالح‪ ،‬واعرتافا بفضله أقام له الربتغاليون تذكارا ىف بلدة «مليندى» بكينيا‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫غزا الربتغاليون جنوب اجلزيرة العربية سنة ‪912‬هـ ‪1506 -‬م بداية من اليمن‬
‫فتصدى هلم املامليك الذين طلبوا مساعدة الطاهريني‪ ،‬ولكنهم خذلوهم ومل يقفوا‬
‫بجانبهم‪ ،‬بل حاولوا قطع اإلمدادات الغذائية عنهم باحتجاز سفن التموين ىف ميناء‬
‫ُ‬
‫احلديدة‪ ،‬وانترص املامليك رغم ذلك عىل الربتغاليني وطردوهم سنة ‪921‬هـ ‪1516 -‬م‪،‬‬
‫وانتهز املامليك فرصة استنجاد أحد األئمة هبم فدخلوا ىف عدة معارك مع الطاهريني‪،‬‬
‫أشهرها موقعة الصافية‪ ،‬هزموهم فيها‪ ،‬وقبضوا عىل ملكهم الظافر الثانى عامر‪ ،‬وتم‬
‫إعدامه عام ‪923‬هـ ‪1517 -‬م؛ فظلت اليمن حتت نفوذ املامليك حتى سقوط دولتهم ىف‬
‫مرص والشام؛ فيام عدا عدن التى ظلت ىف حوزة عامر بن داود حتى دخلت اليمن كلها‬
‫حتت السيادة العثامنية بعد أن قتلوا عامر بن داود غدرا سنة ‪945‬هـ ‪1538 -‬م‪ ،‬وكان‬
‫حكامهم‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪870-858‬هـ) (‪1466-1454‬م)‬ ‫الظافر األول عامر بن طاهر ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪883-870‬هـ) (‪1478-1466‬م)‬ ‫عىل بن عامر ‬
‫املجاهد ّ‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪894-883‬هـ) (‪1488-1478‬م)‬ ‫املنصور عبد الوهاب بن طاهر ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪923-894‬هـ) (‪1517-1488‬م)‬ ‫الظافر الثانى عامر بن عبد الوهاب ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪945-923‬هـ) (‪1538-1517‬م)‬ ‫عامر بن داود بن طاهر ‬ ‫ ‪5‬‬

‫‪347‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دولة بنى وطا�س (‪961-875‬هـ) (‪1553-1470‬م)‪:‬‬


‫فرع من املرينيني‪ ،‬ولكنهم من خارج احلكام واألمراء‪ ،‬أسسها «حممد بن حييى‬
‫الوطاسى» (‪910-875‬هـ) (‪1504-1470‬م) الذى استوىل عىل «فاس»‪ ،‬وأقام هبا‬
‫دولته‪ ،‬وهى التى جلأ إليها آخر ملوك غرناطة بعد سقوط األندلس‪ ،‬وعاش ىف محايتها‪،‬‬
‫وىف ظل هذه الدولة احتل الربتغاليون شواطئ املغرب‪ ،‬ثم استوىل السعديون عىل فاس‪،‬‬
‫وقضوا عليها‪.‬‬

‫‪348‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن العا�شر الهجرى‪ ،‬ال�ساد�س ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫(‪1148-907‬هـ) (‪1736-1502‬م)‬ ‫فارس (إيران)‬ ‫الصفوية ‬ ‫‪1‬‬
‫(‪1256-932‬هـ) (‪1858-1526‬م)‬ ‫اهلند‬ ‫املغول الكربى‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1069-961‬هـ) (‪1659-1554‬م)‬ ‫مراكش‬ ‫السعديون‬ ‫‪3‬‬
‫(املغرب)‬

‫الدولة ال�صفوية (‪1148-907‬هـ) (‪1736-1502‬م)‪:‬‬


‫فر السلطان «مراد» (آخر حكام اآلق قوينلو ىف شريوان) من الصفويني بعد أن هاجم‬
‫قائدهم «إسامعيل األول بن حيدر بن ُجنيد» (‪930-907‬هـ) (‪1523-1502‬م)‬
‫بغداد ودخلها‪ ،‬وجلأ إىل مرص سنة ‪914‬هـ ‪1508 -‬م ىف إطار الرصاع بني الصفويني‬
‫واآلق قوينلو من أجل االستيالء عىل أمالكهم ىف العراق‪ ،‬وعندما دخل العثامنيون مرص‬
‫سنة ‪923‬هـ ‪1517 -‬م أرادوا مناوأة الصفويني؛ فأرسلوا مرادا عىل رأس فرقة عسكرية‬
‫عثامنية السرتداد ديار بكر منهم‪ ،‬ولكنه ُهزم ىف املعركة و ُقتل‪.‬‬
‫ينتسب الصفويون إىل جدهم األعىل الشيخ «صفى الدين األردبيىل»‪ ،‬من‬
‫شيوخ الصوفية‪ ،‬الذى يمتد نسبه إىل اإلمام «موسى الكاظم» (‪735-650‬هـ)‬
‫(‪1252‬م‪1334-‬م)‪ ،‬ومن َث ْم اإلمام احلسني‪ ،‬وهى دولة شيعية أسسها إسامعيل األول‬
‫ىف فارس (إيران)‪ ،‬واختذ «تربيز» عاصمة له‪ ،‬وتلقب بالشاه (هو وخلفاؤه)‪ ،‬استعان‬
‫بقبائل األتراك ىف االستيالء عىل آذربيجان والقضاء عىل «أ ْل َوند» سلطان اآلق قوينلو‪،‬‬
‫تابع فتوحاته بعد أن أخضع بغداد فبلغ َهراة ىف أفغانستان‪ ،‬وأخضع فارس كلها فامتد‬

‫‪349‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ملكه من جيحون إىل البرصة‪ ،‬وأصبحت دولته ىف متاس مع الدولة العثامنية؛ فنشب‬
‫الرصاع بينهام فهزمه «سليم األول» العثامنى ىف «جالديران» سنة ‪920‬هـ ‪1514 -‬م‪،‬‬
‫وربام نرشوا التشيع ىف األناضول الذى قاومه سليم األول بقتل وحبس الشيعة ىف بالده‪.‬‬
‫خلف إسامعيل ابنه « َطهامسب األول» (‪984-930‬هـ) (‪1576-1523‬م) حتت‬
‫جملس وصاية لصغر سنه (عرش سنوات)‪ ،‬دخل بغداد‪ ،‬وطرده منها العثامنيون بعد ذلك‪،‬‬
‫ثم توىل إسامعيل الثانى بن طهامسب (‪985-984‬هـ) (‪1578-1576‬م) ثالث الوالة‬
‫الصفويني؛ بعد أن كان سجينا منذ عرشين عاما؛ فبويع له ىف قزوين‪ ،‬واشتهر بالقسوة‬
‫واملجازر البرشية التى مل يسلم منها إخوته وأمراء أرسته واآلالف من رجال حاشيته‪،‬‬
‫ولكنه توىف فجأة‪ ،‬وربام اغتيل جراء جرائمه الكثرية‪ ،‬فخلفه أخوه البكر الرضير حممد‬
‫ُخدابنده (‪995-985‬هـ) (‪1588-1578‬م)‪.‬‬
‫خلفه عباس بن طهامسب (‪1037-995‬هـ) (‪1627-1586‬م) الذى استوىل عىل‬
‫بغداد بعد رصاع مع العثامنيني‪ ،‬ثم عقد الصلح معهم سنة ‪998‬هـ ‪1589 -‬م بعد‬
‫أن تنازل هلم عن لورستان وبالد الكرج وتربيز وبالد داغستان ورشوان‪ ،‬انترص عىل‬
‫األوزبك واحتل جزءا من بالدهم‪ ،‬ونقل عاصمة الدولة إىل «أصفهان»‪ ،‬وحرر خليج‬
‫هرمز من الربتغاليني‪.‬‬
‫قىض الصفويون سنة ‪908‬هـ ‪1502 -‬م عىل القبائل الرتكامنية آق قوينلو؛ التى‬
‫بسطت نفوذها عىل ديار بكر حتى الفرات بعد الزحف املغوىل سنة ‪870‬هـ ‪1466 -‬م‪،‬‬
‫وكان أمريها حسن أوزون قد نقل عاصمتهم إىل تربيز‪ ،‬ثم هزم الصفويون العثامنيني‬
‫سنة ‪1021‬هـ ‪1612 -‬م فتنازلوا هلم عن بعض األمالك‪.‬‬
‫آلت الدولة إىل الضعف ىف عهد طهامسب الثانى (‪1144-1135‬هـ) (‪-1723‬‬
‫‪1732‬م) مع االستمرار ىف الرصاع مع األفغان؛ فقبض عىل أمورها القائد الرتكى «نادر‬
‫شاه األفشارى»‪ ،‬فطرد األفغان الذين احتلوا العاصمة وجزءا من البالد‪ ،‬وأعلن نفسه‬
‫شاها إليران فانقرض الصفويون‪.‬‬‫ً‬

‫‪350‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�إمرباطورية املغول الكربى بالهند (‪1256-932‬هـ) (‪1858-1526‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )37‬عن أطلس التاريخ العرىب اإلسالمى)‪.‬‬

‫قامت باملناطق اإلسالمية ىف «اهلند» أسسها «ظهري الدين حممد با ُبر» (‪937-932‬هـ)‬
‫من أحفاد «تيمورلنك»‪ ،‬بدأ نفوذه ىف أفغانستان سنة ‪910‬هـ ‪1504 -‬م‪ ،‬زحف إىل‬
‫اهلند‪ ،‬وسيطر عىل معظم البالد بعد أن قىض عىل اللوديني‪ ،‬وبدأ إمرباطوريته التى تواىل‬
‫عليها ‪ 19‬إمرباطورا‪ ،‬اشتهر منهم الستة الكبار (‪1707-1526‬م)؛ «با ُبر»‪ ،‬و«همُ ايون‬
‫شاه» بن با ُبر (‪963-937‬هـ)‪ ،‬وكان من أعظم قواده‪ ،‬و«جالل الدين أكرب» (‪-963‬‬
‫‪1014‬هـ) (‪1605-1542‬م)‪ ،‬و«شاه جهان» (‪1069-1037‬هـ) الذى خلف أبوه‬
‫‪351‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫جهانكري‪ ،‬وتعددت الرصاعات ىف أيامه‪ ،‬ولكن عرصه ازدهر بالفنون املعامرية كتاج‬
‫و«أورنك زيب»‪ ،‬وهم‬ ‫حمل الذى دفنت فيه زوجته‪ ،‬وهو يعد من أمجل املقابر ىف العامل‪ُ ،‬‬
‫املعروفون «بمغول اهلند العظام»‪.‬‬
‫ويعترب «أكرب» من أعظم أباطرة املغول املسلمني ىف اهلند‪ ،‬وهو ابن همُ ايون‪ ،‬توىل احلكم‬
‫سنة ‪1556‬م فواجه الثورات املتعددة‪ ،‬وخاض احلروب‪ ،‬وتوسع ىف اهلند حتى أصبحت‬
‫كلها حتت سيطرته‪ ،‬وضم البنغال وأفغانستان والسند وكشمري‪ ،‬وأصلح اإلدارة‪ ،‬وفتح‬
‫بالطه ىف «أغرة» للعلامء والفنانني واألدباء‪ ،‬ونعم اهلندوس واملسلمون ىف عهده باملساواة‬
‫والعدالة االجتامعية‪ ،‬وسعى عبثا إىل توحيد األديان ىف دين سامه «دين إهلى» وضع أسسه‬
‫مع األخوين «أبى الفضل» و«فيىض»‪ ،‬خلفه ابنه جهانكري (‪1037-1014‬هـ) الذى‬
‫ازداد ىف عهده النفوذ التجارى األوروبى‪ ،‬خاصة اإلنجليز والربتغال واهلولنديني‪ ،‬أما‬
‫«هبادر شاه» الثانى فكان آخر أباطرة هذه الدولة بعد أن عزله اإلنجليز سنة ‪1858‬م‪.‬‬

‫ال�سعديون (‪1069-961‬هـ) (‪1659-1554‬م)‪:‬‬


‫استوىل العثامنيون عىل املغرب ىف الفرتة من ‪961‬هـ ‪1554 -‬م إىل ‪978‬هـ ‪1571 -‬م؛‬
‫ولكن السعديني متكنوا من طردهم‪ ،‬واستعادة البالد منهم‪ ،‬ثم مدوا نفوذهم إىل السنغال‪.‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪964-961‬هـ) (‪1557-1554‬م)‬ ‫أبو عبد اهلل حممد (الشيخ املهدى) ‬ ‫ ‪1‬‬
‫(‪981-964‬هـ) (‪1574-1557‬م)‬ ‫موالى عبد اهلل الغالب ‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪983-981‬هـ) (‪1576-1574‬م)‬ ‫موالى حممد املتوكل أبو عبد اهلل املسلو خ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪985-983‬هـ) (‪1578-1576‬م)‬ ‫أبو مروان عبد امللك ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪1016-985‬هـ) (‪1608-1578‬م)‬ ‫أبو العباس أمحد املنصور الذهبى‬ ‫ ‪5‬‬

‫‪352‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ال�سعديون فى مراك�ش‪:‬‬
‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬
‫(‪1037-1011‬هـ) (‪1628-1603‬م)‬ ‫أبو املعاىل موالى زيدان‬ ‫ ‪1‬‬
‫(‪1040-1037‬هـ) (‪1631-1628‬م)‬ ‫أبو مروان عبد امللك ‬ ‫ ‪2‬‬
‫(‪1045-1040‬هـ) (‪1636-1631‬م)‬ ‫الوليد بن زيدان ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪1064-1045‬هـ) (‪1654-1636‬م)‬ ‫حممد الشيخ (ابن زيدان األصغر) ‬ ‫ ‪4‬‬
‫(‪1069-1064‬هـ) (‪1659-1654‬م)‬ ‫أمحد العباس بن حممد الشيخ ‬ ‫ ‪5‬‬

‫ال�سعديون فى فا�س‪:‬‬
‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬
‫(‪1021-1018‬هـ) (‪1613-1610‬م)‬ ‫موالى املأمون الشيخ ‬ ‫‪ 1‬‬

‫(‪1033-1021‬هـ) (‪1624-1613‬م)‬ ‫عبد اهلل الشيخ بن املأمون ‬ ‫‪ 2‬‬

‫(‪1035-1033‬هـ) (‪1626-1624‬م)‬ ‫عبد اهلل بن املأمون ‬ ‫‪ 3‬‬

‫‪353‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن احلادى ع�شر الهجرى‪ ،‬ال�سابع ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫(‪1075‬هـ ‪1664 -‬م) (حتى اآلن)‬ ‫مراكش‬ ‫األرشاف‬ ‫‪1‬‬
‫(املغرب)‬ ‫العلويني‬

‫دولة الأ�شراف العلويني (‪1075‬هـ ‪1664 -‬م) (حتى الآن)‪:‬‬


‫عىل» (‪1082-1075‬هـ) (‪1671-1664‬م) الذى دخل فاس‬ ‫أسسها «حممد بن ّ‬
‫ىف مراكش (املغرب)‪ ،‬وقىض عىل السعديني‪ ،‬وقد حارب األرشاف العلويون الفرنجة‬
‫وانترصوا عليهم ىف معارك كثرية‪ ،‬ووصل ملكهم إىل ختوم السودان‪ ،‬البلد العربى الوحيد‬
‫الذى نجا من االستعامر العثامنى‪ ،‬وهنر النيجر‪ ،‬ولكنهم نُكبوا باالستعامر الفرنسى الذى‬
‫عىل ىف مرص‬
‫جلبه إليهم سلطان البالد (كام جلب اخلديوى توفيق من أرسة حممد ّ‬
‫اإلنجليز الحتالهلا) عندما هامجت القبائل مدينة فاس‪ ،‬وطالبت باإلطاحة بالسلطان‬
‫(مثل الثورة العرابية ىف مرص ضد اخلديوى توفيق) فاستنجد بالقوات الفرنسية التى‬
‫احتلت املغرب سنة ‪1330‬هـ ‪1911 -‬م‪.‬‬
‫آلت السلطة ىف مراكش ألرسة علوية من األرشاف احلسينيني (بنى سعد) من‬
‫سنة‪950‬هـ ‪1544 -‬م إىل سنة ‪1053‬هـ ‪1644 -‬م بعد فشل بنى مرين ىف صد هجامت‬
‫الربتغاليني عىل جنوب مراكش‪ ،‬وخلفهم بنو فِالل احلسينيون إىل اليوم‪ ،‬ومحل كل من‬
‫حكم من هذه األرسة لقب خليفة‪ ،‬أو أمري املؤمنني‪ ،‬وهم يستمدون سلطتهم عىل أساس‬
‫انحدارهم من نسل النبى صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وعليه من املمكن نسبتهم إىل الشيعة‪ ،‬بيد‬
‫أنه ال صلة هلم بتطور الشيعة ىف الرشق‪.‬‬
‫ظهر الرشيد‪ ،‬رأس العشرية الرشيفية ُ‬
‫احلسينية‪ ،‬ىف تافياللت من املرابطني الذين بسطوا‬

‫‪354‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫نفوذهم عىل أتباعهم ىف زواياهم ومستعمراهتم الدينية بعد مرصع آخر حكام بنى سعد‬
‫سنة ‪1071‬هـ ‪1660 -‬م‪ ،‬وخلفه أخوه موالى «إسامعيل بن حممد» سلطانا للمغرب‬
‫سنة ‪1082‬هـ ‪1672 -‬م‪ ،‬فاختذ ِمكناس عاصمة له‪ ،‬وشيد فيها القصور‪ ،‬فازدهر‬
‫العمران‪ ،‬وأنشأ جيشا قويا من الرقيق الزنجى الذى أقسم عىل الوالء له عىل صحيح‬
‫البخارى‪ ،‬فعرفوا بعبيد البخارى أو العسكر البخارى‪ ،‬فأخضع هبم الرببر‪ ،‬وطهر‬
‫هبم البالد من الربتغاليني واإلنجليز واإلسبان‪ ،‬وبعد وفاته سنة ‪1137‬هـ ‪1729 -‬م‬
‫دخلت بالده ىف طور الفوىض‪ ،‬واستخدمت جيوشه الزنجية قوهتا ونفوذها ىف التحكم ىف‬
‫تنصيب األمراء وخلعهم حتى بداية عهد حفيده حممد األول سنة ‪1164‬هـ ‪1757 -‬م‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن الثانى ع�شر الهجرى‪ ،‬الثامن ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫(‪1376-1116‬هـ) (‪1957-1705‬م)‬ ‫تونس‬ ‫احلسينيون‬ ‫‪1‬‬

‫(‪1160-1148‬هـ) (‪1747-1735‬م)‬ ‫اهلند وأفغانستان‬ ‫نادر شاه‬ ‫‪2‬‬


‫وغرب آسيا‬ ‫األفشارى‬

‫(‪1154‬هـ ‪1741 -‬م) (حتى اآلن)‬ ‫ُعامن‬ ‫البوسعيدية‬ ‫‪3‬‬

‫أفغانستان وجزء (‪1258-1160‬هـ) (‪1842-1747‬م)‬ ‫الدُ رانية‬ ‫‪4‬‬


‫من اهلند ‬

‫(‪1206-1163‬هـ) (‪1794-1750‬م)‬ ‫فارس (إيران)‬ ‫الزنديون‬ ‫‪5‬‬

‫احل�سينيون (‪1376-1116‬هـ) (‪1957-1705‬م)‪:‬‬


‫عىل» (‪1137-1116‬هـ) (‪1725-1705‬م) باى تونس‪،‬‬ ‫أسسها «احلسني بن ّ‬
‫«عىل باشا» ابن أخيه‪ ،‬وقام «يونس» ابن‬
‫وحكمت إىل سنة ‪1376‬هـ ‪1957 -‬م‪ ،‬طرده ّ‬
‫ابن أخيه بقطع رأسه‪.‬‬

‫دولة الأف�شار (‪1210-1148‬هـ) (‪1796-1735‬م)‪:‬‬


‫كان «نادر شاه األفشارى بن إمام قىل» (‪1160-1148‬هـ) (‪1747-1735‬م) من‬

‫‪356‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫أصحاب الطموح‪ ،‬فبعد أن كان من قطاع الطرق مجع رجاله وانتهز مرحلة الفوىض‬
‫التى كانت عليها فارس (إيران)‪ ،‬وتعاون مع «طهامسب الثانى الصفوى» فأصبح قائدا‬
‫عسكريا هلم‪ ،‬وهم شيعة رغم أنه كان سنيا‪ ،‬حقق كثريا من االنتصارات بعد توليه احلكم‪،‬‬
‫فتغلب عىل األفغان‪ ،‬واستوىل عىل ُقندهار وبلخ وكابل وبيشاور‪ ،‬وفتح دهىل واستباحها‬
‫جلنوده سلبا وهنبا وهتكا لألعراض‪ ،‬واسرتد أرمينيا وجورجيا من األتراك العثامنيني‪،‬‬
‫وضم جزر البحرين إليران (فارس)‪ ،‬واجتاح ُعامن‪ ،‬وأخذ الكثري من مدن العراق‪ ،‬دعا‬
‫إىل املذهب السنى‪ ،‬مات م ُقتوال فاهنارت البالد بعد أن ثار عليه عمه «سيستان»‪ ،‬وأعلن‬
‫نفسه شاها‪ ،‬كام ثار عليه األكراد‪ ،‬وتنازعت بعض األرس أجزاء من البالد‪ ،‬فاستقل‬
‫«حممد حسن» زعيم أسرتاباد باملقاطعات القزوينية (وهو من القاجار إحدى القبائل‬
‫«عىل بن إبراهيم»‬
‫ّ‬ ‫الرتكية السبع ىف جيش إسامعيل األول الصفوى)‪ ،‬خلفه ابن أخيه‬
‫(‪1161-1160‬هـ) (‪1748-1747‬م)‪ ،‬وعرف باسم «عادل شاه» فقىض عىل أرسة‬
‫عمه كلها ما عدا حفيده «شاه رخ»‪ ،‬ثم ثار عليه أخوه إبراهيم (‪1161-1161‬هـ)‬
‫(‪1748-1748‬م)‪ ،‬وخلعه‪ ،‬ولكنهام ُقتال معا‪.‬‬
‫توىل احلكم بعدمها «شاه رخ» حفيد نادر شاه (‪1210-1161‬هـ) (‪-1748‬‬
‫عىل» حيث كان صغريا وكفيفا‪ ،‬فاتفق‬ ‫‪1796‬م)؛ حتت وصاية قائد اجليوش «يوسف ّ‬
‫اثنان من قواد اجليش‪« ،‬علم خان» و«جعفر خان»‪ ،‬عىل قتل يوسف وإيداع شاه رخ‬
‫السجن‪ ،‬ولكنها اختلفا بعد ذلك واقتتال‪ ،‬وانترص علم خان فأعلن أمحد خان الدورانى‬
‫ملك األفغان (أحد قادة نادر شاه الذى انسحب إىل ُقندهار وأسس فيها مملكة) احلرب‬
‫عليه‪ ،‬وانترص وقتله‪ ،‬ومع استمرار سجن شاه رخ سقطت دولة األفشار‪.‬‬

‫الدولة البو�سعيدية (‪1154‬هـ ‪1741 -‬م) (حتى الآن)‪:‬‬


‫البوسعيديون أرسة يمنية هاجرت إىل ُعامن منذ زمن بعيد‪ ،‬انحرس نشاطها ىف التجارة‪،‬‬
‫أسسها «أمحد بن سعيد» الذى تزعم ال ُعامنيني‪ ،‬فقىض عىل نفوذ الفرس ىف البالد‪ ،‬وأهنى‬
‫حالة الفتن والقالقل حتى اجتمع رؤساء وشيوخ القبائل الختياره إماما للبالد‪ ،‬وتتابع‬

‫‪357‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سالطينهم عىل النحو التاىل‪:‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫السلطان‬ ‫م‬


‫(‪1188-1154‬هـ) (‪1774-1741‬م)‬ ‫أمحد بن سعيد‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪1193-1188‬هـ) (‪1779-1774‬م)‬ ‫سعيد بن أمحد‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪1206-1193‬هـ) (‪1792-1779‬م)‬ ‫حامد بن سعيد‬ ‫ ‪3‬‬
‫(‪1219-1206‬هـ) (‪1804-1792‬م)‬ ‫سلطان بن أمحد‬ ‫ ‪4‬‬
‫(‪1273-1219‬هـ)(‪1856-1804‬م)‬ ‫سامل بن سلطان‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫وسعيد بن سلطان‬

‫(‪1283-1273‬هـ) (‪1866-1856‬م)‬ ‫ُثوينى بن سعيد‬ ‫‪ 6‬‬


‫(‪1285-1283‬هـ) (‪1868-1866‬م)‬ ‫سامل بن ثوينى‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪1287-1285‬هـ) (‪1870-1868‬م)‬ ‫عزان بن قيس‬ ‫ ‪8‬‬
‫(‪1305-1287‬هـ) (‪1887-1870‬م)‬ ‫تركى بن سعيد‬ ‫ ‪9‬‬
‫(‪1332-1305‬هـ) (‪1913-1887‬م)‬ ‫فيصل بن تركى‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪1351-1332‬هـ) (‪1932-1913‬م)‬ ‫تيمور بن فيصل‬ ‫‪1 1‬‬
‫(‪1390-1351‬هـ) (‪1970-1932‬م)‬ ‫سعيد بن تيمور‬ ‫‪ 12‬‬
‫(‪1390‬هـ ‪1970 -‬م) حتى اآلن‬ ‫قابوس بن سعيد‬ ‫‪1 3‬‬

‫‪358‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وكان اإلباضيون ال يعتربون السالطني البوسعيديني املتأخرين أئمة‪ ،‬ألنه مل يتم‬


‫اختيارهم باالنتخاب عىل حسب املذهب اإلباىض‪ ،‬وهم من قنعوا بلقب «السيد»‪ ،‬أو‬
‫«السلطان»‪ ،‬ومل يتمسكوا بلقب إمام‪.‬‬
‫اختذ البوسعيديون «مسقط» عاصمة هلم‪ ،‬وقد حكم أعظم سالطينهم إمرباطورية‬
‫الزنج اإلسالمية (زنجبار) وتنزانيا ىف رشق إفريقية ىف الفرتة من ‪1221‬هـ ‪1806 -‬م‪،‬‬
‫إىل ‪1273‬هـ ‪1856 -‬م‪ ،‬بعد أن نقلوا العاصمة من مسقط إىل «زنجبار» سنة ‪1247‬هـ‬
‫‪1832 -‬م عىل يد «سعيد بن سلطان»‪ ،‬فقد اهتم البوسعيديون بسواحل القرن اإلفريقى‬
‫التى كان حيكمها أمراء من قبل اليعاربة ال ُعامنيني‪ ،‬فلام سقط اليعاربة وحل حملهم‬
‫البوسعيديون مل يقبلوا أن ينافسهم األمراء ىف حكم هذه املناطق‪ ،‬فاختصوا إفريقيا‬
‫بالشطر األكرب من نشاطهم التجارى‪ ،‬وأصبحت زنجبار مستودعا هائال للتجارة توزع‬
‫منه البضائع القادمة من أنحاء إفريقيا عىل التجار الذين ينقلوهنا إىل سواحل شبه اجلزيرة‬
‫وآسيا وإفريقية وأوروبا‪ ،‬والعكس‪ ،‬فامتد نفوذهم التجارى والسياسى من جنوب‬
‫مقديشيو شامال إىل سفالة وتونجى جنوبا‪ ،‬وتوغلوا داخل القارة إىل حدود الكونغو‬
‫وأوغندا وروديسيا‪ ،‬واشتبكت خطوط القوافل التجارية تربط الساحل بشواطئ‬
‫فيكتوريا وتنجانيقا ونياسا‪.‬‬

‫الدولة ال ُدرانية (‪1348-1163‬هـ) (‪1929-1750‬م)‪:‬‬


‫مل تعرف أفغانستان بحدودها احلالية قبل هناية القرن الثالث عرش اهلجرى‪ ،‬التاسع‬
‫عرش امليالدى‪ ،‬فقد كانت أجزاء منها خاضعة للهند‪ ،‬وأخرى لفارس (إيران)‪.‬‬
‫التف األفغان حول «أمحد شاه» زعيم قبيلة أبداىل؛ الذى نادى بنفسه ملكا عىل ُقندهار‪،‬‬
‫وتلقب ُدردرانى بمعنى ُدرة الدهر‪ ،‬فسميت دولته الدُ رانية‪ ،‬اجته إىل الرشق متقدما نحو‬
‫هنر السند‪ ،‬وامتد سلطانه إىل هرات‪ ،‬وضم واليات كشمري والهور وامللتان‪ ،‬ولذا‬
‫يعترب مؤسس أفغانستان احلديثة‪ ،‬كان قائدا حازما‪ ،‬خلفه ابنه «تيمور شاه» بعد وفاته‬
‫فنقل العاصمة من ُقندهار إىل كابول‪ ،‬ومن بعده بدأ الرصاع بني أوالده الكثريين‪ ،‬كام‬

‫‪359‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫تصارعوا وتنافسوا أيضا مع أرسة باركزائى األفغانية (فرع من األرسة الدُ رانية) بقيادة‬
‫«حممد زائى» (‪1255-1250‬هـ) (‪1839-1834‬م) فضعفت الدولة‪ ،‬وفقدت‬
‫والياهتا ىف اهلند‪ ،‬وىف النهاية أسقطتها القبيلة املنافسة‪.‬‬
‫استنجد «شجاع امللك بن تيمور» باإلنجليز سنة ‪1255‬هـ ‪1839 -‬م ضد حممد‬
‫زائى الذى سيطر عىل الوضع سنة ‪1250‬هـ ‪1834 -‬م بعد رصاع األخوة من األرسة‬
‫الدُ رانية فأرسلوا له جيشا دخل كابول‪ ،‬وعينوا شجاعا ملكا عليها‪ ،‬ففر أخوه «دوست‬
‫حممد» إىل بخارى‪ ،‬ثم عاد إىل كابول وسلم نفسه لإلنجليز‪ ،‬وىف سنة ‪1257‬هـ‪1841‬م‬
‫هاجم حممد زائى‪ ،‬و«أكرب خان بن دوست» اجليش اإلنجليزى ىف كابول‪ ،‬وكادا يبيدانه‪،‬‬
‫و ُقتل شجاع امللك الذى كان حيارب إىل جانب اجليش اإلنجليزى‪ ،‬فتكبدت بريطانيا‬
‫خسائر فادحة اضطرت حياهلا إىل إعادة دوست حممد واالعرتاف به حاكام عىل كابول‪.‬‬
‫عىل» فزاد تدخل اإلنجليز ىف البالد مما اضطره إىل االستعانة‬ ‫توىل بعده ابنه «شري ّ‬
‫بالروس‪ ،‬فقامت بريطانيا باحتالل بالد األفغان سنة ‪1295‬هـ ‪1878 -‬م رغم خسائرها‬
‫اجلسيمة‪ ،‬وبعد وفاته خلفه ابنه «يعقوب» الذى كان يميل إىل اإلنجليز‪ ،‬فقامت الثورات‬
‫ضدهم مما اضطرهم إىل االنسحاب‪ ،‬واعرتافهم باستقالل بالد األفغان‪ ،‬وحكام هذه‬
‫األرسة‪:‬‬
‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬
‫(‪1187-1163‬هـ) (‪1773-1750‬م)‬ ‫أمحد شاه‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪1208-1187‬هـ) (‪1793-1773‬م)‬ ‫تيمور شاه بن أمحد‬ ‫‪ 2‬‬
‫‪---------------------‬‬ ‫سليامن (ثار عىل أخيه و ُقتل)‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1215-1207‬هـ) (‪1800-1792‬م)‬ ‫زمان شاه بن تيمور‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪1220-1215‬هـ) (‪1805-1792‬م)‬ ‫حممود بن تيمور (‪)1‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪1235-1224‬هـ) (‪1819-1809‬م)‬ ‫حممود بن تيمور (‪ )2‬‬

‫‪360‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪1250-1235‬هـ) (‪1834-1819‬م)‬ ‫دوست حممد بن تيمور (‪)1‬‬ ‫‪ 6‬‬
‫(‪1280-1258‬هـ) (‪1863-1842‬م)‬ ‫دوست حممد بن تيمور(‪ )2‬‬
‫(‪1257-1255‬هـ) (‪1841-1839‬م)‬ ‫شجاع امللك بن تيمور ‬ ‫ ‪7‬‬
‫(‪1296-1280‬هـ) (‪1878-1863‬م)‬ ‫عىل بن دوست‬
‫شري ّ‬ ‫ ‪8‬‬
‫(‪1299-1296‬هـ) (‪1881-1878‬م)‬ ‫عبد الرمحن بن أفضل بن دوست ‬ ‫ ‪9‬‬
‫(‪1319-1299‬هـ) (‪1901-1881‬م)‬ ‫عىل ‬
‫يعقوب بن شري ّ‬ ‫‪ 10‬‬
‫(‪1338-1319‬هـ) (‪1921-1901‬م)‬ ‫حبيب اهلل خان بن عبد الرمحن ‬ ‫‪1 1‬‬
‫(‪1348-1338‬هـ) (‪1929-1921‬م)‬ ‫أمان اهلل خان بن حبيب اهلل ‬ ‫‪1 2‬‬
‫(‪1348-1348‬هـ) (‪1929-1929‬م)‬ ‫عناية اهلل بن حبيب اهلل ‬ ‫‪1 3‬‬

‫الزنديون (‪1209-1163‬هـ) (‪1794-1750‬م)‪:‬‬


‫ظهر «كريم خان الزندى الكردى» ىف أواخر عهد األفشار كأحد القادة ىف جيش‬
‫«عىل مردان»‪ ،‬ثم اختلف معه وقتله‪ ،‬انترص عىل‬
‫«نادر شاه»‪ ،‬حتالف مع زعيم البختيار ّ‬
‫القاجار‪ ،‬ولكنه ُهزم وتراجع أمام «أسد خان األفغانى» فجمع قواته وعاد إىل شرياز‬
‫فحكمها ثالثني عاما‪ ،‬استقرت فيها األوضاع‪ ،‬فعم الرخاء وازدهرت التجارة‪ ،‬دخل‬
‫البرصة سنة ‪1189‬هـ ‪1777 -‬م‪ ،‬ووىل عليها أخاه «صادق خان»‪.‬‬
‫انقض عىل احلكم بعد وفاته أخوه من أمه «زكى خان»‪ ،‬فاعرتض عليه «أبو الفتح بن‬
‫كريم خان» كوريث ألبيه ىف احلكم‪ ،‬وأعلن نفسه شاها ىف شرياز‪ ،‬فاحتال عليه زكى‬
‫خان‪ ،‬وتظاهر بأنه من أتباعه ومنارصيه حتى متكن منه ومن أعوانه‪ ،‬وختلص منهم‬
‫بمساعدة ابن أخيه «مراد خان»‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫«عىل مراد‬
‫ثار عليه القاجار بقيادة «أغا حممد» فبعث إليهم جيشا ىف أصفهان بقيادة ّ‬
‫خان» الذى مل يلبث أن انقلب عليه‪ ،‬فاغتيل زكى خان سنة ‪1195‬هـ ‪1780 -‬م‪ ،‬وخلت‬
‫عىل مراد خان‪ ،‬واستوىل عىل أصفهان سنة‬
‫الساحة ألبى الفتح بن كريم خان‪ ،‬فثار عليه ّ‬
‫‪1196‬هـ ‪1781 -‬م‪ ،‬ثم شرياز حيث رابط صادق خان عم أبى الفتح الذى استسلم له‬
‫فقتله هو وأرسته‪ ،‬ما عدا «جعفر خان» أحد أفراد األرسة‪.‬‬
‫عىل مراد خان إىل مازندران لقتال القاجار‪ ،‬ولكنه علم بثورة جعفر خان عليه فعاد‬
‫اجته ّ‬
‫مرسعا إلمخاد الثورة‪ ،‬ولكنه مات ىف الطريق فتوىل األمر جعفر خان‪ ،‬والتقى بالقاجار‪،‬‬
‫ولكنهم هزموه ودخلوا أصفهان‪ ،‬وبعد موت جعفر خان بالسم سنة ‪1203‬هـ ‪-‬‬
‫‪1788‬م توىل بعده ابنه «لطف اهلل خان» الذى هزمه القاجار‪ ،‬ففر منهم‪ ،‬ولكنه استسلم‬
‫هلم فقتلوه سنة ‪1209‬هـ ‪1794 -‬م‪ ،‬وأبادوا أرسة الزندى‪ ،‬وانتقلت السلطة إليهم‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن الثالث ع�شر الهجرى‪ ،‬التا�سع ع�شر امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫(‪1344-1209‬هـ) (‪1925-1794‬م)‬ ‫فارس (إيران)‬ ‫القاجار‬ ‫‪1‬‬
‫(‪1233-1226‬هـ) (‪1817-1811‬م)‬ ‫اجلزيرة العربية‬ ‫احلركة الوهابية‬ ‫‪2‬‬
‫(‪1393-1242‬هـ)(‪1973-1826‬م)‬ ‫أفغانستان‬ ‫الباركزائية‬ ‫‪3‬‬
‫(‪1340-1250‬هـ)(‪1921-1834‬م)‬ ‫حائل باجلزيرة‬ ‫آل رشيد‬ ‫‪4‬‬
‫العربية‬

‫(‪1389-1250‬هـ)(‪1969-1834‬م)‬ ‫ليبيا‬ ‫السنوسية‬ ‫‪5‬‬


‫(‪1317-1299‬هـ)(‪1899-1881‬م)‬ ‫السودان‬ ‫الثورة املهدية‬ ‫‪6‬‬

‫دولة القاجار (‪1344-1209‬هـ) (‪1925-1794‬م)‪:‬‬


‫دام حكمهم ‪ 135‬سنة من خالل سبعة من احلكام‪ ،‬أوهلم «أغا حممد قاجار» الذى‬
‫«عىل األفشارى (عادل شاه)»‪ُ ،‬خىص عام ‪1160‬هـ‪1747‬م وهو ابن‬ ‫وقع ىف يد الشاه ّ‬
‫مخس سنوات‪ ،‬تزوج «كريم خان الزندى» من أخته فأكرمه‪ ،‬وملا توىف كريم انسحب‬
‫هو إىل الشامل وأعلن نفسه شاها‪ ،‬واختذ طهران عاصمة له‪ ،‬سار إىل جورجيا‪ ،‬واحتل‬
‫تفليس عاصمتها سنة ‪1210‬هـ‪1795‬م‪ ،‬واحتل أريفان عاصمة أرمينيا‪ ،‬وعاد إىل غزو‬
‫عىل شاه» فتآمرت‬
‫أرمينيا سنة ‪1211‬هـ ‪1796 -‬م‪ ،‬ولكنه قتل‪ ،‬وخلفه ابن أخيه «فتح ّ‬
‫عليه فرنسا وروسيا وإنجلرتا عندما أحسوا بطمعه ىف ضم بالد األفغان‪ ،‬فعقد معهم‬
‫املعاهدات التى أفقدته بعض األقاليم‪ ،‬شن حربا عىل الدولة العثامنية سنة ‪1235‬هـ ‪-‬‬

‫‪363‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪1819‬م استمرت لعدة سنوات من أجل السيطرة عىل العراق‪ ،‬واستعاد ما فقده أثناءها‬
‫بموجب معاهدة أررضوم سنة ‪1238‬هـ ‪1822 -‬م‪.‬‬
‫توىل بعده «حممد شاه» حفيده فثار عليه بعض األمراء‪ ،‬ولكنه تغلب عليهم‪ ،‬وفر‬
‫أحدهم إىل اهلند‪ ،‬وهو «أغا خان» مع مجاعته من اإلسامعيلية‪ ،‬وجعل منها مركزا‬
‫للهجوم عىل الدولة الفارسية‪ ،‬وكان يتلقى الدعم رسا من املخابرات الربيطانية‪ ،‬وىف‬
‫عهد هذا الشاه نشأت احلركة البابية بدعم وختطيط املخابرات الروسية من أجل خلق‬
‫الرصاعات داخل الدولة‪ ،‬وشق صفوف املسلمني الذين يستجيبون كالقطعان لكل‬
‫ناعق‪ ،‬وتوغل األفغان بقيادة أمريهم «دوست حممد» ىف إقليم سيستان‪ ،‬واحتل اإلنجليز‬
‫جزيرة خرج‪ ،‬وهددوا ميناء بوشهر سنة ‪1258‬هـ ‪1842 -‬م‪ ،‬ثم قامت الثورة البابية‬
‫سنة ‪1264‬هـ ‪1847 -‬م ىف أول عهد خلفه «نارص الدين شاه» بعد أن انتقلت رعايتها‬
‫وأعدم الباب «مريزا‬ ‫من املخابرات الروسية إىل املخابرات الربيطانية‪ ،‬ولكنها فشلت ُ‬
‫عىل حممد رضا الشريازى» و«قرة العني فاطمة بنت صالح القزوينى»‪ ،‬ونُفى «حسني بن‬ ‫ّ‬
‫عىل املازندرانى‬
‫عىل املازندرانى (هباء اهلل)» رأس البهائية اجلديدة‪ ،‬ونُفى أخوه «حييى بن ّ‬
‫ّ‬
‫(صبح األزل)»‪.‬‬
‫دعمت بريطانيا أمري األفغان «دوست حممد» ضد الدولة الفارسية (إيران) سنة‬
‫‪1272‬هـ ‪1855 -‬م‪ ،‬واحتلت ميناء بوشهر عىل اخلليج العربى‪ ،‬وميناء املحمرة عىل‬
‫شط العرب ىف العام التاىل مما اضطر نارص الدين إىل االنسحاب من مدينة هراة‪ ،‬ومن‬
‫كل األراىض التى تعرف بحدود أفغانستان اآلن بعد معاهدة سنة ‪1274‬هـ ‪1857 -‬م‬
‫بني بريطانيا واألفغان‪ ،‬وىف عهد خلفه «مظفر الدين شاه» نشأ أول جملس ترشيعى‬
‫أصدر أول قانون انتخابى ىف فارس (إيران) سنة ‪1324‬هـ ‪1906 -‬م‪ ،‬ثم تدهورت‬
‫عىل شاه» بسبب الرتف‬ ‫أحوال البالد ىف عهد احلاكم السادس من هذه األرسة «حممد ّ‬
‫والبذخ‪ ،‬فاتفقت روسيا وبريطانيا عىل اقتسام مناطق النفوذ حتى قامت ضده الثورة‬
‫سنة ‪1325‬هـ ‪1907 -‬م؛ بسبب التدخل األجنبى ىف شئون البالد‪ ،‬وتم خلعه وتعيني‬
‫ابنه الصغري «أمحد شاه» مكانه‪ ،‬واختيار ويص عليه حتى بلغ سن الرشد فتوج ملكا عىل‬

‫‪364‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫البالد سنة ‪1332‬هـ ‪1915 -‬م‪ ،‬ولكنه كان ألعوبة ىف أيدى اإلنجليز‪ ،‬وانرصف إىل‬
‫حياة اللهو‪ ،‬وترك أمور البالد ىف يد رئيس الوزراء «رضا هبلوى» أحد ضباط اجليش‪،‬‬
‫فقام بانقالب حوت السلمى‪ ،‬فلم يمس الشاه بسوء حتى قرر املجلس النيابى اجلديد‬
‫إهناء حكم األرسة القاجارية وانتخاب رضا هبلوى شاها جديدا‪ ،‬وأجرى االقرتاع عىل‬
‫ذلك سنة ‪1344‬هـ ‪1925 -‬م‪ ،‬وباجلدول التاىل تسلسل حكام هذه األرسة‪.‬‬

‫سنوات حكمه‬ ‫احلاكم‬ ‫م‬


‫(‪1211-1209‬هـ) (‪1796-1794‬م)‬ ‫أغا حممد قاجار ‬ ‫‪ 1‬‬
‫(‪1250-1211‬هـ) (‪1834-1796‬م)‬ ‫عىل شاه ‬
‫فتح ّ‬ ‫‪ 2‬‬
‫(‪1264-1250‬هـ) (‪1751-1834‬م)‬ ‫حممد شاه بن عباس ‬ ‫‪ 3‬‬
‫(‪1313-1264‬هـ) (‪1895-1751‬م)‬ ‫نارص الدين شاه ‬ ‫‪ 4‬‬
‫(‪1324-1313‬هـ) (‪1906-1895‬م)‬ ‫مظفر الدين شاه ‬ ‫‪ 5‬‬
‫(‪1327-1324‬هـ) (‪1909-1906‬م)‬ ‫عىل شاه ‬
‫حممد ّ‬ ‫ ‪6‬‬
‫(‪1344-1327‬هـ) (‪1925-1909‬م)‬ ‫أمحد شاه بن حممد ‬ ‫ ‪7‬‬

‫احلركة الوهابية (‪1233-1226‬هـ) (‪1817-1811‬م)‪:‬‬


‫يذكر «اجلربتى» ىف يومياته سنة ‪1222‬هـ ‪1807 -‬م أن الوهابيني حذروا احلج‬
‫بعد هذا العام لكل حليق الذقن‪ ،‬وكانوا يقصدون بذلك املرصيني والرتك والشوام‪،‬‬
‫واحتكموا عىل زعمهم هذا إىل قوله تعاىل‪:‬‬
‫«يا أهيا الذين آمنوا إنام املرشكون ن ََجس فال يقربوا املسجد احلرام بعد عامهم هذا»‬
‫(التوبة ‪.)28 :‬‬
‫زحف اجليش املرصى عىل احلجاز سنة ‪1226‬هـ ‪1811 -‬م‪ ،‬بطلب من السلطان‬
‫‪365‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫عىل ملبارشة املعارك‬


‫العثامنى‪ ،‬بقيادة األمري «طوسون بن حممد عىل»‪ ،‬ثم تبعه والده حممد ّ‬
‫بنفسه‪ ،‬وبعد أن اضطر إىل العودة إىل مرص‪ ،‬وعاد من بعده طوسون الذى عقد الصلح‬
‫مع السعوديني بقيادة عبد اهلل بن سعود بناء عىل رغبتهم سنة ‪1230‬هـ ‪1815 -‬م بعد‬
‫وفاة األمري «سعود الكبري» واالنتصارات املتتالية للجيش املرصى‪ ،‬فرتاىض الطرفان عىل‬
‫رشط أن يرفع املرصيون أيدهيم عن نجد‪ ،‬ويرفع السعوديون أيدهيم عن احلجاز لتأمني‬
‫حجاج بيت اهلل احلرام من املرصيني والرتك والشوام‪.‬‬
‫وىف سنة ‪1231‬هـ ‪1816 -‬م نقض «عبد اهلل بن سعود» الصلح بالزحف عىل من‬
‫تعاونوا مع القوات املرصية‪ ،‬وعاث يف قراهم تقتيال وسلبا وهنبا‪ ،‬حتى حترش باجليش‬
‫املرصى املرابط باحلجاز‪ ،‬فسافر وفد من هذه القرى إىل مرص؛ لرفع األمر إىل واليها‬
‫عىل الذى خرجت قواته بقيادة «ابنه إبراهيم»‪ ،‬بعد وفاة ابنه طوسون‪ ،‬متجهة نحو‬ ‫حممد ّ‬
‫احلجاز‪ ،‬ليتالقى عبد اهلل بن سعود برجاله‪ ،‬ودارت املعركة التى اهنزم فيها‪ ،‬فتقدم إبراهيم‬
‫باشا بقواته نحو عاصمتهم الدرعية بعد استيالئه عىل نجد سنة ‪1233‬هـ ‪1817 -‬م‬
‫فتحصن عبد اهلل بأسوار مدينته املنيعة‪ ،‬وقاوم مقاومة شديدة مع رجاله طيلة شهرين‪ ،‬ثم‬
‫حدث أن اشتعلت النريان فجأة ىف مستودعات اجليش املرصى فأتت عىل كل الذخرية‬
‫واملؤن فتغري املوقف‪ ،‬وانكشف إبراهيم باشا بقواته‪ ،‬ولكن شجاعته وجلده وحنكته‬
‫العسكرية جعلته يلتحم بجنوده وضباطه باتفاقهم عىل عدم اإلفراط فيام تبقى لدهيم من‬
‫ذخائر‪ ،‬وأن يعتمدوا ىف صد هجامت العدو عىل السالح األبيض والقوة اجلسدية‪ ،‬بعد‬
‫أن أرسل ىف طلب الذخرية من خطوطه اخللفية واحلاميات املرصية التى تركها وراءه ىف‬
‫القرى واملدن‪ ،‬واستغاثته بأبيه ىف القاهرة الذى أرسل له عىل الفور قوة بقيادة خليل باشا؛‬
‫جعلت إبراهيم يشدد هجومه عىل احلصن قبل وصول خليل باشا فيقاسمه رشف الفوز‬
‫باملعركة‪ ،‬فسقطت الدرعية‪ ،‬وتداعت كل أحيائها الواحد تلو اآلخر‪ ،‬حتى طلب عبد‬
‫اهلل الصلح بعد ستة أشهر من هذا احلصار‪ ،‬وجاء إىل مرص‪ ،‬ومنها أرسل إىل اآلستانة‬
‫عاصمة الدولة العثامنية حيث حوكم وأعدم‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الدولة الباركزائية (‪1393-1242‬هـ) (‪1973-1826‬م)‪:‬‬


‫وزراء الدُ رانيني‪ ،‬ويقال إهنم فرع من األرسة الدُ رانية‪ ،‬استولوا عىل السلطة بعد أن‬
‫قضوا عىل نفوذ الدُ رانيني‪ ،‬ولكن اإلنجليز تدخلوا ىف شئون دولتهم‪ ،‬فقاوموهم مقاومة‬
‫رشسة حتى فقد اإلنجليز جيشا بأكمله سنة ‪1848-1838‬م‪ ،‬ومع ذلك متكنوا من‬
‫االستيالء عىل أفغانستان سنة ‪1295‬هـ ‪1878 -‬م رغم اهلزائم املتكررة التى حلقت‬
‫هبم‪ ،‬وظلوا كذلك حتى اعرتف اإلنجليز باستقالل البالد سنة ‪1340‬هـ ‪1921 -‬م‪.‬‬

‫�إمارة �آل ر�شيد (‪1340-1250‬هـ) (‪1921-1834‬م)‪:‬‬


‫ينتمى آل رشيد إىل شمر من قبيلة طىء‪ ،‬وأول من توىل احلكم منهم «عبد اهلل بن‬
‫عىل الرشيد» (‪1265-1250‬هـ) (‪1848-1834‬م) قائد جيش «فيصل بن تركى‬ ‫ّ‬
‫آل سعود»؛ خاض معه معاركه وفتوحه فكافأه بتعيينه أمريا عىل «حائل»‪ ،‬فأسس هذه‬
‫اإلمارة‪ ،‬وخلفه عليها أبناؤه‪ ،‬فامتد سلطاهنا ىف عهد «حممد عبد اهلل الرشيد» إىل «نجد»‬
‫و«الرياض» و«تيامء» و«خيرب»‪ ،‬حتى اقرتب من اخلليج العربى‪ ،‬وهزموا عبد الرمحن بن‬
‫فيصل‪ ،‬ففر إىل الكويت‪.‬‬
‫تنازع «عبد اهلل» و«سعود» ابنى فيصل عىل السلطة‪ ،‬ودامت احلروب بينهام ىف الفرتة من‬
‫‪1282‬هـ ‪1865 -‬م‪ ،‬إىل ‪1309‬هـ ‪1891 -‬م حتى ضعفت أرسة آل سعود‪ ،‬فاستوىل‬
‫حممد بن رشيد حاكم حائل عىل أمالكهم‪.‬‬
‫خاض عبد العزيز آل سعود ضدهم معارك دامية حتى اسرتد منهم «الرياض» وباقى‬
‫«نجد»‪ ،‬ثم «القصيم» سنة ‪1324‬هـ ‪1906 -‬م‪ ،‬واستوىل عىل حائل آخر معاقلهم سنة‬
‫‪1340‬هـ ‪1921 -‬م فقىض بذلك عىل حكمهم باجلزيرة العربية‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫ال�سنو�سية فى ليبيا (‪1389 -1250‬هـ) (‪1969-1834‬م)‪:‬‬


‫عىل» ىف اجلبل األخرض بطرابلس الغرب‪ ،‬كان بمكة حيث أنشأ‬ ‫أسسها «حممد بن ّ‬
‫زاوية للدراويش‪ ،‬وولد ىف ُط ّرش بالقرب من ُم ْستَغانم اجلزائرية سنة ‪1206‬هـ ‪-‬‬
‫‪1791‬م‪ ،‬وانترشت طريقته هذه ىف إفريقيا الشاملية خالل سنوات قليلة‪ ،‬واكتسب نفوذا‬
‫كبريا ىف الدول الزنجية عن طريق رسله‪ ،‬ومبعوثيه‪ ،‬خلفه «ابنه حممد املهدى» بعد وفاته‬
‫سنة ‪1276‬هـ ‪1859 -‬م‪ ،‬ثم «ابن أخيه أمحد» سنة ‪1319‬هـ ‪1901 -‬م‪ ،‬وقد أنشأ‬
‫السنوسية زوايا عىل طول طريق القوافل إىل مكة عاشوا فيها عىل الزراعة والفالحة‪ ،‬وىف‬
‫ذات الوقت يعملون عىل نرش مذهبهم الذى أنكروا فيه حق السلطان الرتكى العثامنى‬
‫ىف اخلالفة‪ ،‬شاركوا ىف الكفاح ضد اإليطاليني بعد احتالل طرابلس الغرب‪ ،‬ووقفوا إىل‬
‫جانب الدولة العثامنية ىف احلرب العاملية األوىل‪ ،‬هامجوا مرص بعد استيالئهم عىل ميناء‬
‫السلوم‪ ،‬ولكن نشاطهم العسكرى أخذ ىف االنكامش بعد أن اسرتد اإلنجليز‪ ،‬الذين‬
‫كانوا حيتلون مرص ىف هذا الوقت‪ ،‬منهم هذا املرفأ سنة ‪1334‬هـ ‪1916 -‬م‪.‬‬

‫الثورة املهدية (‪1317-1299‬هـ) (‪1899-1881‬م)‪:‬‬

‫خريطة (‪( )38‬عن شبكة املعلومات الدولية)‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫قامت ىف السودان بقيادة «حممد أمحد عبد اهلل» الذى ادعى أنه املهدى املنتظر‪ ،‬فاجتمع‬
‫حوله خلق كثري خاض هبم احلروب ضد الدولة املرصية واإلنجليز‪ ،‬حتى قىض عليه‬
‫اجليش املرصى بقيادة إنجليزية‪.‬‬
‫عىل» السودان سنة ‪1235‬هـ ‪1820 -‬م‪ ،‬ثم ورثه حكام أرسته‬ ‫ضم واىل مرص «حممد ّ‬
‫من بعده؛ فعني حفيده اخلديوى «إسامعيل» الضابط اإلنجليزى اليهودى «صموئيل‬
‫بيكر» نائبا عنه ىف السودان برتبة فريق سنة ‪1287‬هـ ‪1870 -‬م‪ ،‬وعهد إليه بفتح‬
‫جنوب السودان بام يعرف حاليا بأوغندا‪ ،‬ومن بعد صموئيل عني غوردون حاكام عاما‬
‫للسودان‪.‬‬
‫تقع دارفور إىل الغرب من السودان‪ ،‬وكان حيكمها ىف تلك األيام أرسة الفور حتى‬
‫دخلها الزبري باشا حاكم منطقة بحر الغزال التابعة للحكم املرصى‪ ،‬وأهنى حكم هذه‬
‫األرسة بعد مقتل آخر ملوكها سنة ‪1292‬هـ ‪1874 -‬م‪ ،‬فأصبحت ضمن احلكم‬
‫املرصى‪.‬‬
‫خضعت منطقة بحر الغزال للحكم املرصى املستقل ىف العهد اخلديوى سنوات‬
‫وأسند حكمها إىل حاكم عربى هو «الزبري»‬ ‫(‪1297-1287‬هـ) (‪1880-1870‬م)‪ُ ،‬‬
‫باشا الذى تم استدعاؤه إىل القاهرة بعد أن وقع اخلالف بينه وبني «إسامعيل أيوب»‬
‫وأرسل سنة ‪1294‬هـ ‪1876 -‬م ملساعدة اجليش العثامين ىف قتال‬ ‫حاكم السودان‪ُ ،‬‬
‫الروس‪ ،‬وعاد إىل مرص سنة ‪1303‬هـ ‪1885 -‬م بعد انتهاء احلرب‪ ،‬واهتم بالتآمر مع‬
‫املهديني فنفى إىل جبل طارق ملدة عامني ونصف العام رجع بعدها إىل مرص‪ ،‬وتوىف ىف‬
‫السودان سنة ‪1333‬هـ ‪1916 -‬م‪.‬‬
‫وكان قد استخلف ابنه «سليامن» نيابة عنه‪ ،‬فاتفق مع «هارون» سلطان دارفور املخلوع‬
‫عىل حماربة «غوردون» باشا اإلنجليزى الذى أخذ عىل عاتقه مكافحة جتارة الرقيق ىف‬
‫السودان سنة ‪1296‬هـ ‪1879 -‬م‪ ،‬ولكن سليامن استسلم بعد مالحقة طويلة للقوات‬
‫املرصية بقيادة «جس» اإليطاىل بعد أن أخذ منه األمان‪ ،‬ولكن جس قتله مع سبعامئة من‬
‫رجاله رميا بالرصاص‪ ،‬انتقل «رباح»‪ ،‬أو «رابح»‪ -‬أحد قادة سليامن وأخوه ىف الرضاعة‬

‫‪369‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫وهو عربى من َسنّار – إىل منطقة تشاد فأسس دولته هناك‪ ،‬وحكم املنطقة «سالطني»‬
‫باشا النمساوى الذى استسلم للمهديني سنة ‪1302‬هـ ‪1884 -‬م‪ ،‬وأعلن إسالمه‪.‬‬
‫وواصل «رباح»‪ ،‬أو «رابح» احلرب ضد غوردن مع ألف من أتباعه من أجل السبى‬
‫والرقيق بعد أن متركز بجيشه ىف مقاطعة دارمانجة اجلبلية لشن غاراته من هناك‪ ،‬فأخضع‬
‫حاكم دولة كوتى الزنجية‪ ،‬وهزم سلطان و َّدائى الذى كان يدعم حاكم كوتى بقواته‪ ،‬ثم‬
‫باج ْرمى سنة ‪1310‬هـ ‪1892 -‬م‪،‬‬ ‫توجه نحو الغرب إىل بحرية تشاد‪ ،‬فهاجم سلطان ِ‬
‫بورنو ىف يديه سنة‬‫بوجومن بعد حصاره سبعة أشهر‪ ،‬وسقطت ْ‬ ‫َ‬ ‫واحتل عاصمته‬
‫‪1311‬هـ ‪1893 -‬م – وهى من أقدم وأعظم الدول التى قامت ىف إفريقيا – فامتدت‬
‫إمرباطوريته بني و ّدائى ىف الشامل وسوكوتو ىف اجلنوب‪ ،‬ونقل مقره إىل ِدك َْوه (عاصمة‬
‫بورنو القديمة لفرتة من الزمن) عىل الشاطئ اجلنوبى الغربى من بحرية تشاد‪.‬‬
‫حاول رابح‪ ،‬أو رباح تطبيق الرشيعة اإلسالمية ىف هذه املناطق‪ ،‬واختذ طرابلس الغرب‬
‫سوقا لتجارته ىف الرقيق‪ ،‬ورشع ىف البحث عن أسواق جديدة ىف الغرب‪ ،‬فهاجم دولة‬
‫الفول (الفالتة) ىف سوكوتو سنة ‪1314‬هـ ‪1896 -‬م حمرزا بعض االنتصارات‪ ،‬ولكن‬
‫احتالل فرنسا لتَم ُبكتو سنة ‪1312‬هـ ‪1894 -‬م‪ ،‬ورغبتها ىف االستيالء عىل بحرية تشاد‬
‫لتوحيد مستعمراهتا ىف شامل إفريقيا وغرهبا اضطره إىل وقف غزواته لالحتفاظ بجيشه‬
‫من أجل االستعداد للدفاع عن إمرباطوريته ضد األطامع الفرنسية‪ ،‬وانتهى الرصاع‬
‫معهم بمقتله بعد أن التقى هبم ىف معارك طاحنة‪ ،‬وتم تقسيم مملكته بني فرنسا وإنجلرتا‬
‫وأملانيا‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫�أهم الدول التى ظهرت‬


‫فى القرن الرابع ع�شر الهجرى‪ ،‬الع�شرين امليالدى‬
‫سنوات حكمها‬ ‫منطقة نفوذها‬ ‫الدولة‬ ‫م‬
‫(‪1379-1332‬هـ) (‪1959-1913‬م)‬ ‫ُعامن‬ ‫اإلمامة‬ ‫‪1‬‬
‫اإلباضية‬
‫(‪1399-1344‬هـ) (‪1979-1925‬م)‬ ‫فارس (إيران)‬ ‫األرسة البهلوية‬ ‫‪2‬‬

‫نهاية الإمامة الإبا�ضية (‪1379-1332‬هـ) (‪1959-1913‬م)‪:‬‬


‫متيز حكم ُعامن بوالية األئمة من اإلباضية أتباع «عبد اهلل بن إباض»‪ ،‬وهم إحدى‬
‫فرق اخلوارج‪ ،‬بيد أن ال ُعامنيني ال حيبون هذا النسب كام أملحنا من قبل‪ ،‬وكان من هؤالء‬
‫األئمة‪ ،‬عىل صالحهم‪ ،‬من إذا دخل حربا جتاوز فيها أحكام اإلسالم‪ ،‬فحرق الغنم‬
‫والبقر واملواشى املربوطة‪ ،‬وأراق مياه الرشب عىل األرض حتى يموت النساء واألطفال‬
‫عطشا وهم ينظرون‪.‬‬
‫وقد اختفت اإلمامة اإلباضية ىف ُعامن ما يقرب من القرن ونصف القرن‪ ،‬فاجتمع‬
‫زعامء اإلباضية لبعث اإلمامة‪ ،‬وانتخبوا «راشد بن سامل اخلروىص» إماما سنة ‪1332‬هـ‬
‫‪1913 -‬م‪ ،‬وأعلنوا خلع السلطان البوسعيدى؛ فأصبحوا غري خاضعني حلكمه‪ ،‬ثم‬
‫تبايع األئمة بعد مقتل راشد سنة ‪1339‬هـ ‪1920 -‬م إىل أن تفجر اخلالف بينهم وبني‬
‫السلطان‪ ،‬فزحف اجليش السلطانى من مسقط سنة ‪1379‬هـ ‪1959 -‬م بمساعدة‬
‫بريطانيا‪ ،‬وقىض عىل قوات األئمة‪ ،‬وألغيت اإلمامة اإلباضية هنائيا ىف ُعامن منذ ذلك‬
‫التاريخ‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫الأ�سرة البهلوية (‪1399-1344‬هـ) (‪1979-1925‬م)‪:‬‬


‫مل حيكم من األرسة البهلوية ىف فارس (إيران) سوى اثنني؛ مها «رضا هبلوى»‬
‫(‪1360-1344‬هـ) (‪1941-1925‬م)‪ ،‬وابنه «حممد رضا» (‪1399-1360‬هـ)‬
‫(‪1979-1941‬م)‪ ،‬واستمر حكمهام ما يقرب من ستة ومخسني عاما‪.‬‬
‫استاء احللفاء من سياسة احلياد التام التى انتهجها الشاه رضا هبلوى ىف حكمه للبالد‪،‬‬
‫مع ميله إىل األملان الذين هامجوا روسيا ىف احلرب العاملية الثانية‪ ،‬فطلبت بريطانيا وروسيا‬
‫من الشاه التنازل عن العرش البنه وىل العهد حممد رضا هبلوى سنة ‪1360‬هـ ‪1941 -‬م‪،‬‬
‫فرفض ىف أول األمر‪ ،‬ولكن الدولتني أجربتاه عىل ذلك‪ ،‬فرتك طهران العاصمة‪ ،‬بعد أن‬
‫توج ابنه شاها إليران‪ ،‬فعقد الشاه اجلديد معاهدة ثالثية بني إيران وروسيا وبريطانيا سنة‬
‫‪1361‬هـ ‪1942 -‬م اعرتفت فيها روسيا وبريطانيا بوحدة األراىض اإليرانية (فارس)‬
‫واستقالهلا وسيادهتا‪ ،‬وتعهدت الدولتان بالدفاع عن إيران ضد أى اعتداء‪ ،‬وبناء عىل‬
‫ذلك احتفظت الدولتان بقوات برية وبحرية وجوية ىف األراىض اإليرانية‪.‬‬
‫وظل الشاه ىف احلكم حتى قامت الثورة اإليرانية التى قادها آيات اهلل الشيعة‪ ،‬وعىل‬
‫اخلمينى‪ ،‬وظلت الثورة سنة كاملة راح ضحيتها ‪ 76.311‬قتيال‪ ،‬وعرشات‬ ‫رأسهم ُ‬
‫اخلمينى قيام اجلمهورية‬‫اآلالف من اجلرحى واملشوهني‪ ،‬فغادر الشاه إيران‪ ،‬وأعلن ُ‬
‫اإلسالمية اإليرانية‪.‬‬

‫احلرب الإيرانية ‪ -‬العراقية (‪1409-1400‬هـ) (‪1988-1980‬م)‪:‬‬


‫عادت الصدامات بعد الثورة اإليرانية عىل احلدود بني إيران والعراق‪ ،‬فطالبت إيران‬
‫العراق باسرتجاع شط العرب‪ ،‬والتخىل عن جزيرتى أبى موسى وطنب اللتني احتلتهام‬
‫سنة ‪1391‬هـ ‪1970 -‬م‪ ،‬وطالبتها العراق بمنطقة عرب ستان النفطية الرئيسية ىف‬
‫إيران التى تعتربها جزءا جغرافيا وسكانيا منها‪.‬‬
‫قامت احلرب بني الدولتني سنة ‪1400‬هـ ‪1980 -‬م باندفاع القوات العراقية داخل‬

‫‪372‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫األراىض اإليرانية‪ ،‬ودارت احلرب سجاال بينهام حتى قامت القوات اإليرانية هبجوم‬
‫معاكس سنة ‪1402‬هـ ‪1982 -‬م‪ ،‬وعىل املستوى السياسى دارت حمادثات الدولة‬
‫العراقية للتفاهم مع األكراد حتى تتفرغ للقتال مع إيران‪ ،‬وىف سنة ‪1408‬هـ ‪1988 -‬م‬
‫اخلمينى ضد‬‫تراجعت إيران ىف ساحات القتال بسبب حركة اإلعدامات التى مارسها ُ‬
‫جنراالت اجليش‪ ،‬فاستعادت العراق ما سبق أن فقدته ىف هذه احلرب‪ ،‬مع دعمها جليش‬
‫التحرير الوطنى اإليرانى املعارض (حركة املقاومة اإليرانية جماهدى خلق)‪ ،‬ثم جلست‬
‫الدولتان عىل طاولة املفاوضات إلهناء احلرب‪ ،‬وتبادل األرسى سنة ‪1408‬هـ ‪1988 -‬م‬
‫فتوقف إطالق النار ىف السنة التالية‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪374‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫المصادر‬
‫‪ -1‬سيد جبيل‪ .‬حرب العامئم بني السنة والشيعة تعيد رسم خريطة املنطقة؛ ومرص ىف‬
‫مرمى النريان‪ .‬جريدة الوطن اإللكرتونية بتاريخ ‪.2014 / 4 / 22‬‬
‫‪ -2‬ابن حزم‪ .‬الفصل يف امللل واألهواء والنحل‪..‬حتقيق د‪ .‬حممد نرص‪ ،‬د‪ .‬عبد الرمحن‬
‫عمرية ‪ ..‬دار اجليل ‪ ..‬الطبعة الثانية (‪1416‬هـ ‪1996 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلاحظ‪ .‬احليوان‪ ..‬حتقيق ورشح عبد السالم هارون ‪ ..‬مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫البابا احللبى ‪ ..‬الطبعة الثانية (‪1384‬هـ ‪1965 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬طه حسني‪ .‬ىف الشعر اجلاهىل‪ .‬دار املعارف بمرص‪.‬‬
‫‪ -5‬األصفهانى‪ .‬األغانى‪ .‬إعداد جلنة نرش الكتاب بإرشاف حممد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫اهليئة املرصية العامة للكتاب (‪1390‬هـ ‪1970 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -6‬الكتاب املقدس (العهد القديم‪ ،‬والعهد اجلديد)‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن كثري‪ .‬البداية والنهاية‪ .‬دار املنار للطبع والنرش والتوزيع‪ .‬الطبعة األوىل‬
‫(‪1421‬هـ ‪2001 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -8‬الذهبى‪ .‬تاريخ اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -9‬املقريزى‪ .‬السلوك ملعرفة دول امللوك‪ .‬حتقيق مصطفى زيادة‪ .‬مطبعة جلنة التأليف‬
‫والرتمجة والنرش بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ -10‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ -11‬صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -12‬موسوعة احلضارة اإلسالمية (أسطوانة مضغوطة)‪ .‬اخللفاء الراشدون‪ .‬مراجعة‬
‫د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬اهلندسية لتطوير نظم احلاسبات ‪.)1999( ))RDI‬‬

‫‪375‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -13‬موسوعة احلضارة اإلسالمية (أسطوانة مضغوطة)‪ .‬الدولة األموية (‪.)2( ،)1‬‬


‫مراجعة د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬اهلندسية لتطوير نظم احلاسبات‪.)1999( ))RDI‬‬
‫‪ -14‬موسوعة احلضارة اإلسالمية (أسطوانة مضغوطة)‪ .‬الدولة العباسية (‪،)2( ،)1‬‬
‫(‪ .)3‬مراجعة د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬اهلندسية لتطوير نظم احلاسبات‪.)1999( ))RDI‬‬
‫‪ -15‬موسوعة احلضارة اإلسالمية (أسطوانة مضغوطة)‪ .‬دولة األندلس‪ .‬مراجعة‬
‫د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬اهلندسية لتطوير نظم احلاسبات‪.)1999( ))RDI‬‬
‫‪ -16‬موسوعة احلضارة اإلسالمية (أسطوانة مضغوطة)‪ .‬الدولة العثامنية (‪.)2( ،)1‬‬
‫مراجعة د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬اهلندسية لتطوير نظم احلاسبات‪.)1999( ))RDI‬‬
‫‪ -17‬د‪.‬حممد املالح‪ .‬ماذا فعل املسلمون باإلسالم؟ (التاريخ الرسى للمسلمني)‪.‬‬
‫أوراق للنرش والتوزيع (‪2015‬م)‪.‬‬
‫‪ -18‬د‪.‬حممد املالح‪ .‬املسلمون والكهف‪ .‬أوراق للنرش والتوزيع (‪2016‬م)‪.‬‬
‫‪ -19‬د‪.‬حممد املالح‪ .‬املسلمون املعارصون؛ الوهم واجلمود‪ .‬اكتب للنرش والتوزيع‬
‫(‪2016‬م)‪.‬‬
‫‪ -20‬جمموعة من العلامء واملحققني‪ .‬املنجد ىف اللغة واألعالم‪ .‬الطبعة الرابعة والثالثون‬
‫(‪1994‬م)‪ .‬دار املرشق ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ -21‬ستيفن رنسيامن‪ .‬تاريخ احلروب الصليبية‪ .‬ترمجة السيد الباز العريني‪ .‬دار الثقافة‬
‫ـ بريوت (‪1413‬هـ ‪1993 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -22‬سعيد عبد الفتاح عاشور‪ .‬احلركة الصليبية‪ .‬مكتبة األنجلو املرصية (‪.)1982‬‬
‫‪ -23‬السيد الباز العريني‪ .‬الرشق األوسط واحلروب الصليبية‪ .‬دار النهضة العربية ـ‬
‫القاهرة (‪.)1963‬‬
‫‪ -24‬قاسم عبده قاسم‪ .‬ماهية احلروب الصليبية‪ .‬سلسلة عامل املعرفة (‪ )149‬ـ‬
‫الكويت (‪1410‬هـ ‪1990 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -25‬د‪.‬حسني مؤنس‪ .‬أطلس تاريخ اإلسالم‪ .‬الزهراء لإلعالم العربى‪ .‬الطبعة األوىل‬
‫(‪1407‬هـ ‪1987 -‬م)‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -26‬د‪.‬أمحد شلبى‪ .‬موسوعة التاريخ اإلسالمى واحلضارة اإلسالمية‪ .‬مكتبة دار‬


‫النهضة املرصية – القاهرة‪ .‬الطبعة الثامنة (‪1990‬م)‪.‬‬
‫‪ -27‬أمحد معمور العسريى‪ .‬موجز التاريخ اإلسالمى (منذ آدم إىل عرصنا احلارض)‪.‬‬
‫الدمام‪ .‬الطبعة األوىل (‪1417‬هـ ‪1996 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -28‬د‪.‬جواد عىل‪ .‬املفصل ىف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -29‬أمحد أمني‪ .‬فجر اإلسالم‪ ..‬مكتبة األرسة‪.‬‬
‫‪ -30‬ابن سعد‪ .‬الطبقات الكربى‪ ..‬حتقيق د‪ .‬عىل حممد عمر ‪ ..‬مكتبة اخلانجى‬
‫بالقاهرة‪.‬‬
‫‪ -31‬القلقشندى‪ .‬صبح األعشى ىف صناعة اإلنشا‪ .‬طبعة دار الكتب‪ .‬القاهرة‬
‫(‪1928‬م)‪.‬‬
‫‪ -32‬النويري‪ .‬هناية األرب يف فنون األدب‪.‬‬
‫‪ -33‬الطربى‪ .‬تاريخ األمم وامللوك‪ .‬حتقيق أبى صهيب الكرمى‪ .‬بيت األفكار الدولية‪.‬‬
‫السعودية واألردن‪.‬‬
‫‪ -34‬ابن إسحق‪ .‬سرية ابن هشام‪ .‬حتقيق د‪.‬أمحد حجازى السقا‪ .‬دار الرتاث العربى‪.‬‬
‫‪ -35‬جورجى زيدان‪ .‬تاريخ التمدن اإلسالمى‪ .‬دار اهلالل‪.‬‬
‫‪ -36‬ابن قتيبة‪ .‬املعارف‪.‬‬
‫‪ -37‬ابن قتيبة‪ .‬اإلمامة والسياسة‪ .‬حتقيق حممد حممود الرافعى‪ .‬مطبعة النيل (‪1322‬هـ‬
‫‪1904 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -38‬ابن حجر‪ .‬اإلصابة ىف متييز الصحابة‪ ..‬املكتبة العرصية ‪ -‬بريوت ‪ ..‬الطبعة‬
‫األوىل (‪1433‬هـ ‪2012 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -39‬ابن بكار‪ .‬مجهرة نسب قريش وأخبارها‪.‬‬
‫‪ -40‬ابن حزم‪ .‬مجهرة أنساب العرب‪ .‬حتقيق عبد السالم هارون‪ .‬الطبعة الرابعة‬
‫(‪1964‬م)‪.‬‬
‫‪ -41‬أمحد بن واضح اليعقوبى‪ .‬كتاب التاريخ‪ .‬طبعة بريوت (‪1960‬م)‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -42‬أبو حيان التوحيدى‪ .‬اإلمتاع واملؤانسة‪.‬‬


‫‪ -43‬أمريكو كاسرتو‪ .‬إسبانيا ىف تارخيها (املسيحيون‪ ،‬واملسلمون‪ ،‬واليهود)‪ .‬ترمجة‬
‫عىل إبراهيم منوىف‪ .‬مراجعة حامد أبو أمحد‪ .‬املرشوع القومى للرتمجة‪ .‬املجلس األعىل‬
‫للثقافة (العدد ‪ .)522‬الطبعة األوىل (‪2003‬م)‪.‬‬
‫‪ -44‬د‪.‬مجيل عبد اهلل املرصى‪ .‬أثر أهل الكتاب ىف الفتن واحلروب األهلية ىف القرن‬
‫األول اهلجرى (رسالة دكتوراه)‪ .‬مكتبة الدار باملدينة املنورة‪ .‬الطبعة األوىل (‪1410‬هـ‬
‫‪1989 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -45‬مجال الدين أبو املحاسن بن تغرى بردى‪ .‬النجوم الزاهرة ىف ملوك مرص والقاهرة‪.‬‬
‫نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب‪ .‬منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫عىل احلجى‪ .‬التاريخ األندلسى من الفتح اإلسالمى حتى سقوط‬ ‫‪ -46‬د‪.‬عبد الرمحن ّ‬
‫غرناطة (‪897-92‬هـ) (‪1492-711‬م)‪ .‬دار القلم – دمشق‪ .‬الطبعة الثانية (‪1402‬هـ‬
‫‪1981 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -47‬أبو شامة شهاب الدين‪ .‬كتاب الروضتني ىف أخبار الدولتني النورية والصالحية‪.‬‬
‫علق عليه‪ :‬إبراهيم شمس الدين‪ .‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ .‬الطبعة األوىل (‪1422‬هـ‬
‫‪2002 -‬م)‪.‬‬
‫غرب ىف أخبار املغرب‪ .‬حتقيق ومراجعة؛‬ ‫‪ -48‬ابن ِعذارى املراكشى‪ .‬البيان ا ُمل ِ‬
‫ج‪.‬س‪.‬كوالن‪ ،‬وليفى بروفنسال‪ .‬دار الثقافة – بريوت‪ .‬الطبعة الثالثة (‪1983‬م)‪.‬‬
‫‪ -49‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس احلمالت الصليبية عىل املرشق‬
‫اإلسالمى ىف العصور الوسطى‪ .‬مكتبة العبيكان – الرياض (‪1429‬هـ ‪2009 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -50‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس السرية النبوية‪ .‬مكتبة العبيكان ‪-‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪ -51‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس حروب الردة ىف عهد اخلليفة الراشد‬
‫أبى بكر الصديق‪ .‬مكتبة العبيكان ‪ -‬الرياض‪ .‬الطبعة األوىل (‪1429‬هـ ‪2008 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -52‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس اخلليفة عمر بن اخلطاب‪ .‬مكتبة‬

‫‪378‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫العبيكان ‪ -‬الرياض‪ .‬الطبعة األوىل (‪1426‬هـ ‪2005 -‬م)‪.‬‬


‫‪ -53‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس اخلليفة عثامن بن عفان‪ .‬مكتبة‬
‫العبيكان ‪ -‬الرياض‪ .‬الطبعة األوىل (‪1427‬هـ ‪2006 -‬م)‪.‬‬
‫عىل بن أبى طالب‪ .‬مكتبة‬ ‫‪ -54‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس اخلليفة ّ‬
‫العبيكان ‪ -‬الرياض‪ .‬الطبعة األوىل (‪1428‬هـ ‪2007 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -55‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس الفتوحات اإلسالمية ىف عرص‬
‫اخللفاء الراشدين‪ .‬مكتبة العبيكان ‪ -‬الرياض‪ .‬الطبعة األوىل ( ‪1431‬هـ ‪2010 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -56‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس تاريخ املامليك‪ .‬مكتبة العبيكان ‪-‬‬
‫الرياض‪ .‬الطبعة األوىل (‪1434‬هـ ‪2013 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -57‬سامى بن عبد اهلل بن أمحد املغلوث‪ .‬أطلس الدولة العثامنية‪ .‬مكتبة العبيكان ‪-‬‬
‫الرياض‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ -58‬د‪.‬شوقى أبو خليل‪ .‬أطلس التاريخ العربى اإلسالمى‪ .‬دار الفكر – دمشق‪.‬‬
‫الطبعة الثانية عرش (‪1425‬هـ ‪2005 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -59‬األب جرجس داود داود‪ .‬أديان العرب قبل اإلسالم؛ ووجهها احلضارى‬
‫واالجتامعى‪ .‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع – بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‬
‫(‪1408‬هـ ‪1988 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -60‬لسان الدين اخلطيب‪ .‬اإلحاطة ىف أخبار غرناطة‪ .‬حتقيق د‪.‬حممد عبد اهلل عنان‪.‬‬
‫مطابع الرشكة املرصية‪ .‬القاهرة (‪1975‬م)‪.‬‬
‫عىل عواجى‪ .‬اخلوارج؛ تارخيهم وآراؤهم االعتقادية وموقف اإلسالم‬ ‫‪ -61‬غالب ّ‬
‫منها‪ .‬رسالة ماجستري مقدمة إىل كلية الرشيعة بجامعة امللك عبد العزيز (‪1399‬هـ ‪-‬‬
‫‪1979‬م)‪.‬‬
‫‪ -62‬ابن عبد ربه األندلسى‪ .‬العقد الفريد‪ .‬حتقيق حممد سعيد العريان‪ .‬املكتبة التجارية‬
‫الكربى (‪1337‬هـ ‪1953 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -63‬د‪.‬عبد اهلل سعيد حممد الغامدى‪ .‬جهاد املامليك ضد املغول والصليبيني‪ .‬رسالة‬

‫‪379‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫دكتوراه مقدمة إىل جامعة أم القرى (‪1407‬هـ ‪1987 -‬م)‪.‬‬


‫‪ -64‬د‪.‬عبد احلليم عويس‪ .‬دراسة لسقوط ثالثني دولة إسالمية‪www.al- .‬‬
‫‪.2016/6/18 .eman.com‬‬
‫‪ -65‬حسن األمني‪ .‬صالح الدين األيوبى بني العباسيني والفاطميني والصليبيني‪ .‬دار‬
‫اجلديد – بريوت‪ .‬الطبعة األوىل (‪1995‬م)‪.‬‬
‫‪ -66‬عامد الدين األصفهانى‪ .‬الفتح ال ُق ِّسى ىف الفتح القدسى‪ .‬دار املنار‪.‬‬
‫‪ -67‬هباء الدين بن شداد‪ .‬األعالق اخلطرية ىف ذكر أمراء الشام واجلزيرة‪ .‬حتقيق حييى‬
‫زكريا ع َّبارة‪ .‬منشورات وزارة الثقافة السورية (‪1991‬م)‪.‬‬
‫‪ -68‬عبد الرمحن بن خلدون‪ .‬العرب وديوان املبتدأ واخلرب ىف أيام العرب والرببر ومن‬
‫عارصهم من ذوى السلطان األكرب‪ .‬دار الكتاب اللبنانى (‪1981‬م)‪.‬‬
‫‪ -69‬حممود شاكر‪ .‬التاريخ اإلسالمى (عدة أجزاء)‪ .‬املكتب اإلسالمى‪ .‬الطبعة الثانية‬
‫(‪1418‬هـ ‪1997 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -70‬يوليوس فلهوزن‪ .‬أحزاب املعارضة السياسية الدينية ىف صدر اإلسالم (اخلوارج‪،‬‬
‫والشيعة)‪ .‬ترمجة د‪.‬عبد الرمحن بدوى‪ .‬مكتبة النهضة (‪1958‬م)‪.‬‬
‫‪ -71‬عباس حممود العقاد‪ .‬احلسني أبو الشهداء‪ .‬هنضة مرص‪ .‬الطبعة الثانية (‪1998‬م)‪.‬‬
‫‪ -72‬عباس حممود العقاد‪ .‬عبقرية اإلمام‪ .‬دار املعارف (سلسلة اقرأ)‪.‬‬
‫‪ -73‬د‪ .‬حممد السيد سامل‪ .‬املغرب اإلسالمى‪ .‬مكتبة دار الشعب‪.‬‬
‫‪ -74‬تاريخ اجلربتى‪.‬‬
‫‪ -75‬املسعودى‪ .‬مروج الذهب ومعادن اجلوهر‪ .‬املكتبة العرصية ‪ -‬بريوت‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل (‪2005‬م)‪.‬‬
‫‪ -76‬كارل بروكلامن‪ .‬تاريخ الشعوب اإلسالمية‪ .‬ترمجة‪ :‬نبيه أمني فارس‪ ،‬ومنري‬
‫البعلبكى‪ .‬دار العلم للماليني ‪ -‬بريوت‪ .‬الطبعة اخلامسة (‪1968‬م)‪.‬‬
‫‪ -77‬غوستاف لوبون‪ .‬حضارة العرب‪.‬‬
‫‪ -78‬البغدادى‪ .‬الفرق بني الفرق‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪ -79‬حممد أبو زهرة‪ .‬تاريخ املذاهب اإلسالمية‪.‬‬


‫‪ -80‬د‪.‬حممد عبد اهلل عنانى‪ .‬دولة اإلسالم ىف األندلس‪ .‬مكتبة اخلانجى بالقاهرة‪.‬‬
‫الطبعة الرابعة (‪1417‬هـ ‪1997 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -81‬الطالبى‪ .‬آراء اخلوارج‪.‬‬
‫د‪.‬عىل الوردى‪ .‬قصة األرشاف وابن سعود (ملحات اجتامعية من تاريخ العراق‬ ‫ّ‬ ‫‪-82‬‬
‫احلديث)‪ .‬دار الوراق للنرش (‪2007‬م)‪.‬‬
‫‪ -83‬د‪.‬حسني مؤنس‪ .‬فجر األندلس‪ .‬دار الرشاد‪.‬‬
‫‪ -84‬ابن األثري‪ .‬الكامل ىف التاريخ‪ .‬حتقيق أبى صهيب الكرمى‪ .‬بيت األفكار الدولية‬
‫– السعودية واألردن‪.‬‬
‫‪ -85‬أمحد عبد الرحيم مصطفى‪ .‬ىف أصول التاريخ العثامنى‪ .‬دار الرشوق‪ .‬الطبعة‬
‫الثانية (‪1406‬هـ ‪1986 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -86‬د‪.‬خليل أناجليك‪ .‬تاريخ الدولة العثامنية من النشوء إىل االنحدار‪ .‬ترمجة د‪.‬حممد‬
‫األرناؤوط‪ .‬دار املد اإلسالمى‪ .‬الطبعة األوىل (‪2002‬م)‪.‬‬
‫‪ -87‬عباس حممود العقاد‪ .‬ذو النورين عثامن بن عفان‪ .‬مكتبة دار العروبة‪.‬‬
‫‪ -88‬د‪.‬فتحى زغروت‪ .‬النوازل الكربى ىف التاريخ اإلسالمى‪ .‬األندلس للنرش‬
‫والتوزيع – شربا مرص‪ .‬الطبعة األوىل (‪1430‬هـ ‪2009 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -89‬السيوطى‪ .‬تاريخ اخللفاء‪ .‬مراجعة وتعليق مجال حممود مصطفى‪ .‬دار الفجر‬
‫للرتاث‪ .‬الطبعة األوىل (‪1420‬هـ ‪1999 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -90‬سعد بن حممد حذيفة الغامدى‪ .‬سقوط الدولة العباسية‪ .‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ -91‬د‪ .‬بارتولد‪ .‬تاريخ الرتك ىف آسيا الوسطى‪ .‬ترمجة د‪.‬أمحد السعيد سليامن‪ .‬القاهرة‬
‫(‪1958‬م)‪.‬‬
‫‪ -92‬حسن إبراهيم حسن‪ .‬تاريخ اإلسالم السياسى‪ .‬الطبعة (‪ .)11‬القاهرة‬
‫(‪1984‬م)‪.‬‬
‫‪ – 933‬حسني أمحد أمني‪ .‬دليل املسلم احلزين‪ .‬كتب عربية إلكرتونية‪www.kot o .‬‬

‫‪381‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪.barabia.com‬‬
‫‪ -94‬إيرينا برتوسيان‪ .‬االنكشاريون ىف اإلمرباطورية العثامنية‪ .‬تقديم ومراجعة قسم‬
‫الدراسات والنرش بمركز مجعة املاجد للثقافة والرتاث – دبى (‪1427‬هـ ‪2006 -‬م)‪.‬‬
‫‪ - 95‬ابن األثري ‪ ..‬أسد الغابة ىف معرفة الصحابة ‪ ..‬دار ابن حزم ‪ ..‬الطبعة األوىل‬
‫(‪1433‬هـ ‪2012 -‬م)‪.‬‬
‫‪ -96‬أسامة شحادة وهيثم الكسوانى ‪ ..‬املوسوعة الشاملة للفرق املعارصة ىف العامل ‪..‬‬
‫مكتبة مدبوىل ‪ ..‬الطبعة األوىل (‪1429‬هـ ‪2009 -‬م)‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫المحتويات‬
‫ص‬ ‫م العنوان ‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 1‬التاريخ الحائر‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 2‬املسلمون بني اللحى والعامئم‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 3‬الفتوحات اإلسالمية الحربية‬
‫‪83‬‬ ‫‪ 4‬الفتوحات اإلسالمية السلمية‬
‫‪97‬‬ ‫‪ 5‬حروب االسرتداد اإلسالمية‬
‫‪129‬‬ ‫‪ 6‬املعارك البينية اإلسالمية (املعارك السياسية‬
‫واملذهبية بني املسلمني)‬
‫‪209‬‬ ‫‪ 7‬معامل التاريخ اإلسالمى عرب الزمان واملكان‬
‫‪375‬‬ ‫‪ 8‬املصادر‬

‫‪383‬‬
‫الدماء الرخيصة‬

‫‪384‬‬

You might also like