You are on page 1of 24

‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬

‫الحرمين‬

‫إعالن الجهاد‬
‫على األمريكان المحتلين لبالد الحرمين‬

‫( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب )‬

‫رسالة من أسامة بن محمد بن الدن‬


‫إىل إخوانه املسلمني يف العامل كافة وجزيرة العرب خاصة ‪..‬‬

‫(‪)0‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ 4،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهده اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله‪.‬‬

‫{يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل حق تقاته وال متوتن إال وانتم مسلمون}‪{ ،‬يا أيها الناس‬
‫وبث منهما رجاالً كثرياً‬
‫اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ّ‬
‫ونساء واتقوا اهلل الذي تساءلون به واألرحام إن اهلل كان عليكم رقيبا}‪{ ،‬يا أيها الذين‬
‫آمنوا اتقوا اهلل وقولوا قوالً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اهلل‬
‫ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}‪.‬‬

‫احلمد هلل القائل {إن أريد إال اإلصالح ما استطعت وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت‬
‫وإليه أنيب}‪[ .‬هود‪.]88 4:‬‬

‫احلمد هلل القائل‪{ :‬كنتم خري أمة أُخرجت للناس تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر‬
‫وتؤمنون باهلل}‪[ .‬آل عمران‪.]110 :‬‬

‫والصالة والسالم على عبده ورسوله القائل‪ ( :‬إن الناس إذا رأوا الظامل فلم يأخذوا‬
‫على يده أوشك أن يعمهم اهلل بعقاب منه) ‪[ .‬رواه أبو داود والرتمذي والنسائي]‪.‬‬

‫أما بعد ‪-:‬‬


‫ِ‬
‫اليهود‬ ‫ٍ‬
‫وعدوان من حتالف‬ ‫فال خيفى عليكم ما أصاب أهل اإلسالم من ظل ٍم وبغ ٍي‬
‫والنصارى وأعواهنم‪ ،‬حىت أصبحت دماء املسلمني أرخص الدماء‪ ،‬وأمواهلم وثرواهتم هنباً‬
‫لألعداء‪ ،‬فها هي دماؤهم قد ُس ِف َكت فلسطني‪ ،‬والعراق‪ ،‬وما زالت الصور الفظيعة جملزرة‬
‫قانا يف لبنان عالقة باألذهان‪ ،‬وكذلك اجملازر يف طاجكستان‪ ،‬وبورما‪ ،‬وكشمري‪ ،‬وآسام‪،‬‬
‫والفلبني‪ ،‬وفطاين‪ ،‬واألوجادين‪ ،‬والصومال‪ ،‬وإريرتيا‪ ،‬والشيشان‪ ،‬ويف البوسنة واهلرسك‪،‬‬
‫تقشعر هلا األبدان‪ ،‬ويهتز من هوهلا الوجدان‪ ،‬وذلك‬ ‫ُ‬ ‫حيث جرت مذابح للمسلمني هناك‬
‫على مرأى ومسمع من العامل أمجع‪ ،‬بل وبتآمر واضح من أمريكا وحلفائها مبنعهم السالح‬
‫عن املستضعفني هناك حتت ستار األمم املتحدة الظاملة‪ ،‬فانتبه أهل اإلسالم إىل أهنم اهلدف‬
‫الرئيسي لعدوان التحالف اليهودي الصلييب‪ ،‬وزالت كل تلك الدعايات الكاذبة عن‬
‫حقوق اإلنسان حتت الضربات واجملازر اليت ارتُ ِكْبت ضد املسلمني يف كل مكان‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ُصيب املسلمون مبصيبة من أعظم املصائب اليت أُصيبوا‬


‫وكان آخر هذه االعتداءات أن أ َ‬
‫هبا منذ وفاة النيب أال وهي احتالل بالد احلرمني ‪ -‬عقر دار اإلسالم‪ ،‬ومهبط الوحي‪،‬‬
‫ومنبع الرسالة‪ ،‬وهبا الكعبة املشرفة قبلة املسلمني أمجعني‪ -‬وذلك من قبل جيوش النصارى‬
‫من األمريكيني وحلفائهم‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل ‪.‬‬

‫يف ظالل هذا الواقع الذي نعيشه‪ ،‬ويف ظل الصحوة املباركة العارمة اليت مشلت بقاع‬
‫العامل‪ ،‬والعامل اإلسالمي خاصة‪ ،‬ألتقي اليوم معكم بعد طول غياب فرضته احلملة الصليبية‬
‫الظاملة اليت تتزعمها أمريكا على علماء اإلسالم ودعاته خشية أن حيرضوا األمة اإلسالمية‬
‫ضد أعدائها تأسياً بعلماء السلف رمحهم اهلل كابن تيمية والعز بن عبد السالم‪ .‬وهكذا قام‬
‫هذا التحالف الصلييب اليهودي بقتل واعتقال رموز العلماء الصادقني والدعاة العاملني ‪-‬‬
‫وال نزكي على اهلل أحداً‪ -‬فقام بقتل الشيخ اجملاهد‪ /‬عبد اهلل عزام‪ ،‬واعتقال الشيخ‬
‫اجملاهد‪ /‬أمحد ياسني‪ .‬يف مسرى النيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬والشيخ اجملاهد‪ /‬عمر عبد‬
‫الرمحن يف أمريكا‪ ،‬كما اعتقل بإيعا ٍز من أمريكا ٌ‬
‫عدد كبريٌ جداً من العلماء والدعاة‬
‫والشباب يف بالد احلرمني من أبرزهم الشيخ‪ /‬سلمان العودة والشيخ‪ /‬سفر احلوايل‬
‫وإخواهنم وال حول وال قوة إال باهلل‪ .‬وقد أصابنا بعض ذلك الظلم مبنعنا من احلديث مع‬
‫املسلمني‪ ،‬ومطاردتنا يف باكستان والسودان وأفغانستان؛ مما أدى إىل هذا الغياب الطويل‪،‬‬
‫ولكن بفضل اهلل تيسر وجود قاعدة آمنة يف ٌخرسان‪ ،‬فوق ذرى اهلندوكوش‪ 4،‬تلك الذرى‬
‫اليت حتطمت عليها – بفضل اهلل ‪ -‬أكرب قوة عسكرية ملحدة يف األرض‪ ،‬وتالشت عليها‬
‫أسطورة القوى الكربى أمام صيحات اجملاهدين – اهلل أكرب‪ . -‬واليوم من فوق نفس‬
‫الذرى من أفغانستان نعمل على رفع الظلم الذي وقع على األمة من التحالف اليهودي‬
‫الصلييب‪ ،‬وخاصة بعد احتالله مسرى النيب عليه الصالة والسالم واستباحته بالد احلرمني‪4،‬‬
‫ونرجو اهلل أن مين علينا بالنصر‪ ،‬إنه ويل ذلك والقادر عليه‪.‬‬

‫وها حنن اليوم نبدأ منها احلديث والعمل والتذاكر لبحث سبل اإلصالح ملا حل بالعامل‬
‫اإلسالمي عامة‪ ،‬وببالد احلرمني خاصة‪ ،‬ونريد أن نتدارس السبل اليت ميكن بسلوكها‬
‫إعادة األمور إىل نصاهبا‪ ،‬واحلقوق إىل أصحاهبا‪ ،‬بعد أن أصاب الناس ما أصاهبم من‬
‫خطب عظيم وضرر جسيم يف أمور دينهم ودنياهم‪ ،‬أصاب الناس جبميع فئاهتم‪ ،‬أصاب‬
‫املدنيني كما أصاب العسكريني ورجال األمن‪ ،‬أصاب املوظفني كما أصاب التجار‪،‬‬
‫وأصاب الصغار والكبار‪ ،‬أصاب طالب املدارس واجلامعات كما أصاب املتخرجني من‬
‫اجلامعات العاطلني عن العمل‪ ،‬وهم مبئات األلوف‪ ،‬بل أصبحوا يشكلون شرحية عريضة‬
‫يف اجملتمع‪.‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫أصاب أهل الصناعة كما أصاب أهل الزراعة‪ ،‬وأصاب أهل احلضر واملدر‪ ،‬كما‬
‫أصاب أهل البادية والوبر‪ ،‬والكل يشتكي من كل شيء تقريباً‪ ،‬وبات الوضع يف بالد‬
‫احلرمني أشبه بربكان هائل يكاد أن ينفجر فيقضي على الكفر والفساد مهما كانت‬
‫مصادره‪ ،‬وما انفجارا الرياض واخلرب إال نذر هلذا السيل اهلادر الذي تولد عن املعاناة‬
‫والكبت املرير‪ ،‬والقهر‪ ،‬والظلم الفادح والبغي املذل والفقر‪.‬‬

‫وقد ُشغل الناس بأمور معاشهم شغالً عظيماً‪ ،‬احلديث عن الرتدي االقتصادي وغالء‬
‫األسعار وكثرة الديون وامتالء السجون هو حديث اجلميع فحدث عنه وال حرج‪ ،‬فهؤالء‬
‫موظفون من ذوي الدخل احملدود حيدثونك عن ديوهنم بعشرات ومئات األلوف من‬
‫الرياالت‪ ،‬ويشتكون من التدين اهلائل واملستمر لقيمة الريال الشرائية مقابل معظم‬
‫العمالت الرئيسية‪ ،‬بينما حيدثك كبار التجار واملقاولني عن ديوهنم مبئات وآالف املاليني‬
‫من الرياالت على الدولة‪ ،‬وقد بلغت الديون الداخلية للمواطنني على الدولة أكثر من‬
‫ثالمثائة وأربعني ألف مليون من الرياالت تزداد يومياً بسبب الفوائد الربوية ناهيك عن‬
‫ديوهنا اخلارجية‪ ،‬والناس يتساءلون أحقاً حنن أكرب دولة مصدرة للنفط‪ ،‬بل ويشعرون أن‬
‫هذا عذاب من اهلل عليهم ألهنم سكتوا عن ظلم النظام وتصرفاته غري الشرعية ومن أبرزها‬
‫عدم التحاكم إىل شرع اهلل‪ ،‬ومصادرة حقوق العباد الشرعية‪ ،‬وإباحة بالد احلرمني‬
‫للمحتلني األمريكيني‪ ،‬وإيداع العلماء الصادقني ورثة األنبياء السجون ظلماً وعدواناً‪ .‬هذا‬
‫املصاب العظيم قد تنبه له أهل الفضل واخلري من املختصني يف أمور الدين‪ ،‬كالدعاة‬
‫والعلماء‪ ،‬وكذلك من املختصني يف أمور الدنيا كالتجار واالقتصاديني والوجهاء‪ ،‬فبذلت‬
‫جممع على أن البالد تسري حنو‬
‫كل فئة جهدها للتحرك السريع لتدارك املوقف‪ .‬واجلميع ٌ‬
‫هوة سحيقة ومصيبة فظيعة ال يعلم مداها إال اهلل‪ ،‬وعلى حد تعبري كبار التجار [إن امللك‬
‫يقود البالد إىل ستني داهية]‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ .‬كما أن العديد من األمراء‬
‫يشاركون الشعب مهومه ويعربون يف جمالسهم اخلاصة عن اعرتاضهم على ما جيري يف‬
‫البالد من إرهاب وقمع وفساد‪ .‬وإن تنافس األمراء املتنفذين على املصاحل الشخصية قد‬
‫دمر البالد‪ ،‬وأن النظام قد مزق شرعيته بيده بأعمال كثرية أمهها‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعطيله ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واستبداهلا بالقوانني الوضعية‪ ،‬مع دخوله يف‬
‫مواجهة دامية مع العلماء الصادقني والشباب الصاحلني‪ ,‬وال نزكي على اهلل أحداً‪.‬‬

‫‪ - 2‬عجزه عن محاية البالد وإباحتها السنني الطوال ألعداء األمة من القوات الصليبية‬
‫األمريكية اليت أصبحت السبب الرئيسي يف نكبتنا جبميع نواحيها وخباصة االقتصادية نتيجة‬
‫اإلنفاق الثقيل عليها بغري حق‪ ،‬ونتيجة للسياسات اليت تفرضها على البالد وخاصة‬
‫السياسة النفطية حيث حتدد الكمية املنتجة من البرتول والسعر مبا حيقق مصاحلهم‬

‫(‪)3‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫االقتصادية ويهمل مصاحل البالد االقتصادية‪ ،‬ونتيجة لصفقات األسلحة باهظة التكاليف‬
‫اليت تفرض على النظام حىت أصبح الناس يتساءلون‪ :‬ما فائدة وجود النظام إذاً؟‪.‬‬

‫فبذلت كل فئة جهدها للتحرك السريع لتدارك املوقف‪ ،‬وتاليف اخلطر‪ ،‬فنصحوا سراً‬
‫وجهراً‪ ،‬ونثراً وشعراً‪ ،‬زرافات ووحدانا‪ ،‬وأرسلوا العرائض تتلوها العرائض‪ ،‬واملذكرات‬
‫تتبعها املذكرات‪ ،‬وما تركوا سبيالً إال وجلوه وال رجالً مؤثراً إال وأدخلوه معهم يف‬
‫حتركهم اإلصالحي‪ ،‬وقد كانوا متوخني يف كتاباهتم أسلوب الرفق واللني باحلكمة‬
‫واملوعظة احلسنة داعني إىل اإلصالح والتوبة من املنكرات العظام واملفاسد اجلسام اليت مشل‬
‫فيها التجاوز حُمْ َك َمات الدين القطعية وحقوق املواطنني الشرعية‪.‬‬

‫ولكن ‪ -‬لألسف الشديد‪ -‬مل جيدوا من النظام إال الصدود واإلعراض‪ ،‬بل والسخرية‬
‫واالستهزاء‪ ،‬ومل يقف األمر عند حد تسفيههم فقط‪ ،‬بل تعززت املخالفات السابقة‬
‫مبنكرات الحقة أكرب وأكثر‪ ،‬كل ذلك يف بالد احلرمني!!‪ 4‬فلم يعد السكوت مستساغاً‪،‬‬
‫وال التغاضي مقبوال‪.‬‬

‫وملا بلغ التجاوز ما بلغ‪ ،‬وتعدى حدود الكبائر واملوبقات‪ ،‬إىل نواقض اإلسالم‬
‫اجلليات‪ ،‬قامت جمموعة من العلماء والدعاة الذين ضاقت صدورهم ذرعاً مبا أصم آذاهنم‬
‫من أصوات الضالل‪ ،‬وغشي أبصارهم من حجب الظلم‪ ،‬وأزكم أنوفهم من رائحة‬
‫الفساد‪.‬‬

‫فانبعثت نذر الرفض‪ ،‬وارتفعت أصوات اإلصالح داعية لتدارك املوقف‪ ،‬وتاليف‬
‫الوضع‪ ،‬وانضم إليهم يف ذلك املئات من املثقفني‪ 4،‬والوجهاء‪ ،‬والتجار‪ ،‬واملسؤولني‬
‫السابقني‪ ،‬فرفعوا إىل امللك العرائض واملذكرات املتضمنة املطالبة باإلصالح‪ ،‬ففي سنة‬
‫‪ 1411‬هـ إبّان حرب اخلليج رفعت إىل امللك عريضة وقعها حوايل أربعمائة شخصية من‬
‫هؤالء تدعوه إلصالح أوضاع البالد‪ ،‬ورفع الظلم عن العباد‪ ،‬غري أنه جتاهل النصح‪،‬‬
‫واستهزأ بالناصحني‪ ،‬وظلت األوضاع تزداد سوءاً على سوء ‪.‬‬

‫وحينئذ أعاد هؤالء الناصحون الكرة من جديد مبذكرات وعرائض أخرى كان من‬ ‫ٍ‬
‫ت للملك يف حمرم ‪ 1413‬هـ واليت َش َّخصت الداء‬ ‫ِ‬
‫أمهها مذكرة النصيحة اليت ُسل َم ْ‬
‫ووصفت الدواء‪ ،‬يف تأصيل شرعي قومي‪ ،‬وعرض علمي سليم‪ ،‬فتناولت بذلك الفجوات‬
‫الكربى يف فلسفة النظام‪ ،‬ومواضع اخللل الرئيسية يف دعائم احلكم‪ ،‬فبينت ما يعانيه رموز‬
‫اجملتمع وقياداته الداعية لإلصالح – كالعلماء والدعاة وشيوخ القبائل والتجار والوجهاء‬
‫هتميش وحتييد‪ ،‬بل ومن مالحقة وتضييق‪.‬‬‫ٍ‬ ‫وأساتذة اجلامعات‪ -‬من‬

‫(‪)4‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫وأوضحت حالة األنظمة واللوائح يف البالد‪ ،‬وما تضمنته من خمالفات مشلت التحرمي‬
‫والتحليل تشريعاً من دون اهلل‪.‬‬

‫وتعرضت لوضع اإلعالم يف البالد الذي أصبح وسيلة لتقديس األشخاص والذوات‪،‬‬
‫وأداة لطمس احلقائق‪ ،‬وتزييف الوقائع والتشهري بأهل احلق‪ ،‬والتباكي على قضايا األمة‬
‫لتضليل الناس دون عمل جاد‪ ،‬وتنفيذ خطط األعداء إلفساد الناس وإبعادهم عن دينهم‪،‬‬
‫وإشاعة الفاحشة يف الذين آمنوا‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إن الذين حيبون أن تشيع الفاحشة يف الذين‬
‫أليم يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬واهلل يعلم وأنتم ال تعلمون} [النور‪ ،‬آية‪.]19 :‬‬
‫عذاب ٌ‬
‫آمنوا هلم ٌ‬

‫وتطرقت إىل حقوق العباد الشرعية املهدورة واملصادرة‪ 4‬يف هذه البالد‪.‬‬

‫وتناولت الوضع اإلداري‪ ،‬وما حيكمه من عجز‪ ،‬ويشيع فيه من فساد‪.‬‬

‫وأبانت حالة الوضع املايل واالقتصادي للدولة‪ ،‬واملصري املخيف املرعب الذي ينتظره‬
‫يف ظل الديون الربوية اليت قصمت ظهر الدولة‪ ،‬والتبذير الذي يبدد أموال األمة إشباعاً‬
‫للنزوات الشخصية اخلاصة !! مث تُفرض الضرائب والرسوم واملكوس و غري ذلك على‬
‫الشعب ؟!!!‪ 4‬وقد قال ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬عن املرأة اليت زنت وتابت وأقام عليها‬
‫مكس لغُِفر له) [رواه أمحد]‪ .‬مما يبني عظَم ِ‬
‫ذنب‬ ‫َ‬ ‫احلد‪ :‬لقد تابت توبة لو تاهبا صاحب ٍ َ‬
‫صاحب املكس‪ ،‬بينما ال زال بعض الناس يدعون على املنابر لصاحب املكس‪ ،‬اجملاهر‬
‫كفر‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫املشرع هلا‪ ،‬وذلك ٌ‬
‫بكبرية الربا ّ‬
‫وكشفت عن حالة املرافق االجتماعية املزرية داخل البالد‪ ،‬واليت استفحلت بعد‬
‫املذكرة وتفاقمت‪ ،‬وخباصة خدمات املياه أهم مقومات‪ 4‬احلياة‪.‬‬

‫وعرضت حالة اجليش وما كشفته أزمة اخلليج‪ ،‬من قلة أفراده‪ ،‬وضعف إعداده‪ ،‬وعجز‬
‫قائد َّقواده‪ ،‬رغم ما أنفق عليه من أرقام فلكية ال تعقل!! وال ختفى؟‪.‬‬

‫وعلى مستوى القضاء واحملاكم بينت املذكرة تعطيل العديد من األحكام الشرعية‬
‫واستبداهلا بالقوانني الوضعية‪.‬‬

‫وعلى صعيد سياسة الدولة اخلارجية كشفت املذكرة ما متيزت به هذه السياسة من‬
‫خذالن وجتاهل قضايا املسلمني‪ ،‬بل ومن مناصرة ومؤازرة األعداء ضدهم وليست [غزة‬
‫– أرحيا ] والشيوعيون يف جنوب اليمن عنا ببعيد‪ ،‬وغريمها كثري‪.‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫وال خيفى على أحد أن حتكيم القوانني الوضعية‪ ،‬ومناصرة الكافر على املسلم معدودة‬
‫يف نواقض اإلسالم العشرة‪ ،‬كما قرر ذلك أهل العلم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪{ :‬ومن مل حيكم مبا‬
‫أنزل اهلل فأولئك هم الكافرون} [املائدة‪ ،]44 :‬وقال تعاىل أيضاً {فال وربك ال يؤمنون‬
‫حىت حيكموك فيما شجر بينهم مث ال جيدوا يف أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا‬
‫تسليماً} [النساء‪.]65 :‬‬

‫ومع أن املذكرة عرضت كل ذلك بلني عبارة‪ ،‬ولطف إشارة‪ ،‬مذكرة باهلل‪ ،‬واعظة‬
‫باحلسىن‪ ،‬يف أسلوب رقيق ومضمون صادق ورغم أمهية النصيحة يف اإلسالم‪ ،‬وضرورهتا‬
‫ملن توىل أمر الناس‪ ،‬ورغم عدد ومكانة املوقعني على هذه املذكرة‪ ،‬واملتعاطفني معها‪ ،‬فإن‬
‫ومو ْقعُوها واملتعاطفون معها بالتسفيه‬
‫ذلك مل يشفع هلا‪ ،‬إذ قوبل مضموهنا بالصد والرد‪ُ ،‬‬
‫والعقاب والسجن‪.‬‬

‫وهكذا ظهر بكل وضوح حرص الدعاة واملصلحني على سلوك سبل اإلصالح السلمية‬
‫حرصاً على وحدة البالد‪ ،‬وحقناً لدماء العباد‪ .‬فلماذا يوصد النظام مجيع سبل اإلصالح‬
‫السلمية ويدفع الناس دفعاً حنو العمل املسلح ؟!!! وهو الباب الوحيد الذي بقي أمام‬
‫الناس لرفع الظلم وإقامة احلق والعدل‪ .‬وملصلحة من يقحم األمري سلطان واألمري نايف‬
‫البالد والعباد يف حرب داخلية تأكل األخضر واليابس‪ ،‬ويستعني ويستشري من أشعل الفنت‬
‫الداخلية يف بالده‪ ،‬وجيّش أبناء الشعب من الشرطة إلجهاض احلركة اإلصالحية هناك‪،‬‬
‫وضرب أبناء الشعب بعضهم ببعض‪ ،‬وبقي العدو الرئيسي يف املنطقة وهو التحالف‬
‫اليهودي األمريكي يف أمن وأمان‪ ،‬بعد أن وجد أمثال هؤالء اخلائنني ألمتهم ينفذون‬
‫سياساته الستنزاف طاقات األمة البشرية واملالية داخلياً‪.‬‬

‫وهذا الذي يستشريه وزير الداخلية األمري نايف مل يتحمله الشعب يف بلده لشدة‬
‫قذارته وبغيه على شعبه‪ ،‬فأقيل من منصبه هناك‪ ،‬ولكنه جاء ليجد صدراً رحباً لدى األمري‬
‫نايف!!! للتعاون على اإلمث والعدوان‪ ،‬فمأل السجون خبرية أبناء األمة‪ ،‬وذرفت لذلك‬
‫أبناؤهن بغري حق ظلماً وزوراً وهبتاناً‪ ،‬فهل يريد‬
‫ّ‬ ‫العيون‪ ،‬عيون األمهات اللوايت ُس ِج َن‬
‫النظام أن يضرب الشعب من املدنيني والعسكريني بعضهم ببعض كما حصل يف بعض‬
‫البلدان اجملاورة ؟!!! ال شك أن هذه سياسة العدو التحالفي اإلسرائيلي األمريكي وهو‬
‫املستفيد األول من ذلك‪ .‬ولكن بفضل اهلل فإن الغالبية العظمى من الشعب من مدنيني‬
‫وعسكريني متنبهون هلذا املخطط اخلبيث‪ ،‬ويربؤون بأنفسهم أن يكونوا أداة لضرب‬
‫بعضهم بعضاً‪ ،‬تنفيذاً لسياسة العدو الرئيسي التحالف األمريكي اإلسرائيلي عرب وكيله يف‬
‫البالد النظام السعودي‪.‬‬

‫(‪)6‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ولذا اتفق اجلميع على أنه [ال يستقيم الظل والعود أعوج] فال بد من الرتكيز على‬
‫ضرب العدو الرئيسي الذي أدخل األمة يف دوامات ومتاهات منذ بضعة عقود بعد أن‬
‫قسمها إىل دول ودويالت‪ ،‬وكلما برزت حركة إصالحية يف الدول اإلسالمية دفع هذا‬
‫التحالف اليهودي الصلييب وكالءه يف املنطقة من احلكام الستنزاف وإجهاض هذه احلركة‬
‫اإلصالحية بطرق شىت ومبا يتناسب معها‪ ،‬فأحيانا جيهضها جبرها إىل الصدام املسلح حمدداً‬
‫الزمان واملكان هلذه املعركة فيقضي عليها يف مهدها‪.‬‬

‫وأحياناً يطلق عليها رجاله من وزارة الداخلية والذين خترجوا من كليات شرعية‬
‫ليشوشوا على املسرية اإلصالحية وليشتتوا األمة والشعب عن هذه املسرية‪ ،‬وأحيانا‬
‫يستزلون أقدام بعض الصاحلني للدخول يف حرب كالمية مع علماء ورموز احلركة‬
‫اإلصالحية ليستنزف طاقة اجلميع ويبقى الكفر األكرب مسيطراً على األمة مظلالً هلا‪،‬‬
‫وتستمر املناقشات يف الفروع بينما توحيد اهلل بالعبادة والتحاكم إىل شريعته مغيب عن‬
‫الواقع‪ ،‬ويف ظل هذه املناقشات والردود يلتبس احلق بالباطل وكثرياً ما تنتهي إىل عداوات‬
‫شخصية يتحزب الناس مع هذا أو ذاك مما يزيد األمة انقساماً وضعفاً إىل ضعفها‪ 4،‬وتغيب‬
‫األولويات يف العمل اإلسالمي‪ ،‬فينبغي التنبه إىل هذه احليل الشيطانية وأمثاهلا اليت تنفذها‬
‫وزارة الداخلية‪ .‬والصواب يف مثل هذه احلالة اليت نعيشها هو كما قرره أهل العلم‪ ،‬ومن‬
‫ذلك ما ذكره شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل وهو تكاتف مجيع أهل اإلسالم للعمل‬
‫على دفع الكفر األكرب الذي يسيطر على بالد العامل اإلسالمي‪ ،‬مع حتمل الضرر األدىن يف‬
‫سبيل دفع الضرر األكرب أال وهو الكفر األكرب‪ .‬وإذا تزامحت الواجبات قدم آكدها‪ ،‬وال‬
‫خيفى أن دفع هذا العدو األمريكي احملتل هو أوجب الواجبات بعد اإلميان‪ ،‬فال يٌ َق َد ُم عليه‬
‫شيء كما قرر ذلك أهل العلم‪ ،‬ومن ذلك ما ذكره شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫"وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن احلرمة والدين‪ ،‬فواجب إمجاعاً‪ ،‬فالعدو‬
‫الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ال شيء أوجب بعد اإلميان من دفعه‪ ،‬فال يُشرتط له‬
‫شرط‪ ،‬بل يُدفع حبسب اإلمكان"‪[ .‬كتاب االختيارات العلمية‪ ،‬ملحق بالفتاوى الكربى‪:‬‬
‫بقضهم وقضيضهم‬ ‫‪ ،]4/608‬فإذا تعذر دفع هذا العدو الصائل إال باجتماع املسلمني ّ‬
‫وغثهم ومسينهم‪ ،‬كان ذلك واجباً يف حقهم مع التغاضي عن بعض القضايا اخلالفية واليت‬
‫ضَرر التغاضي عنها يف هذه املرحلة أقل من ضرر بقاء الكفر األكرب جامثاً على بالد‬ ‫َ‬
‫املسلمني‪ ،‬ولذا قال شيخ اإلسالم مبيناً هذه املسألة منبهاً على أصل عظيم ينبغي مراعاته‬
‫وهو العمل على دفع أعظم الضررين بالتزام أدنامها واصفاً حالة اجملاهدين واملسلمني وإن‬
‫كان فيهم عسكر كثري الفجور‪ ،‬فإنه ال يعفى من ترك اجلهاد ضد العدو الصائل‪.‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫فقال رمحه اهلل بعد أن ذكر شيئاً من أحوال التتار وما هم عليه من تبديل شرائع اهلل؛‬
‫فإن اتفق من يقاتلهم على الوجه الكامل فهو الغاية يف رضوان اهلل وإعزاز كلمته وإقامة‬
‫دينه وطاعة رسوله ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬وإن كان فيهم من فيه فجور وفساد نية‬
‫بأن يكون يقاتل على الرياسة أو يتعدى عليهم يف بعض األمور وكانت مفسدة ترك قتاهلم‬
‫أعظم على الدين من مفسدة قتاهلم على هذا الوجه‪ ،‬كان الواجب أيضاً قتاهلم دفعاً‬
‫ألعظم املفسدتني بالتزام أدنامها‪ ،‬فإن هذا من أصول اإلسالم اليت ينبغي مراعاهتا‪ ،‬وهلذا‬
‫كان من أصول أهل السنة واجلماعة الغزو مع كل بر وفاجر فإن اهلل يؤيد هذا الدين‬
‫بالرجل الفاجر وبأقوام ال خالق هلم كما اخرب بذلك النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪-‬‬
‫ألنه إذا مل يتفق الغزو إال مع األمراء الفجار أو مع عسكر كثري الفجور فإنه ال بد من‬
‫أحد أمرين إما ترك الغزو معهم فيلزم من ذلك استيالء اآلخرين الذين هم أعظم ضرراً يف‬
‫الدين والدنيا‪ ،‬وإما الغزو مع األمري الفاجر فيحصل بذلك دفع األفجرين وإقامة أكثر‬
‫شرائع اإلسالم‪ ،‬وإن مل ميكن إقامة مجيعها‪ ،‬فهذا هو الواجب يف هذه الصورة وكل ما‬
‫أشبهها بل كثري من الغزو احلاصل بعد اخللفاء الراشدين مل يقع إال على هذا الوجه"‪4.‬‬
‫[جمموع الفتاوى ‪.]28/506‬‬

‫وبرغم أن املفاسد العظام قد فشت‪ ،‬واملنكرات اجلسام قد طغت‪ ،‬وال ينكر وجودها‬
‫أعمى أو أصم ناهيك عن أن ينكرها مسيع بصري حىت وصلت إىل الظلم العظيم وهو‬
‫الشرك باهلل ومشاركة اهلل يف تشريعه للناس‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬وإذ قال لقمان البنه وهو يعظه‬
‫عظيم} [لقمان‪ ،]13 :‬فشرعت التشريعات الوضعية‬ ‫لظلم ٌ‬
‫يا بين ال تشرك باهلل إن الشرك ُ‬
‫تبيح ما حرم اهلل كالربا وغريه حىت يف البلد احلرام عند املسجد احلرام‪ ،‬حيث إن بنوك الربا‬
‫تزاحم احلرمني جماهرة هلل باحلرب معاندة ألمر اهلل القائل‪{ :‬وأحل اهلل البيع وحرم‬
‫الربا…} اآلية [البقرة‪ ]275 :‬وقد توعد اهلل سبحانه وتعاىل صاحب كبرية الربا يف‬
‫كتابه الكرمي بوعيد مل يتوعده أحداً من املسلمني يف كتابه فقال سبحانه وتعاىل‪{ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا اتقوا اهلل وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنني‪ 4،‬فإن مل تفعلوا فأذنوا حبرب‬
‫من اهلل ورسوله…} اآلية [البقرة‪ .]279-278 :‬هذا للمسلم املرايب‪ ،‬فكيف ملن جعل‬
‫من نفسه نداً هلل وشريكاً يشرع وحيلل لعباد اهلل ما حرم رهبم عليهم‪ ،‬برغم ذلك كله‬
‫نرى الدولة تستزل أقدام بعض الصاحلني من العلماء والدعاة‪ ،‬وجترهم بعيداً عن إنكار‬
‫املنكر األعظم والكفر األكرب‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫والذي ينبغي يف مثل هذه احلالة أن يبذل اجلميع قصارى اجلهد يف حتريض وتعبئة األمة‬
‫ضد العدو الصائل والكفر األكرب املخيم على البالد والذي يفسد الدين والدنيا وال شيء‬
‫أوجب بعد اإلميان من دفعه‪ ،‬أال وهو التحالف اإلسرائيلي األمريكي احملتل لبالد احلرمني‬

‫(‪)8‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ومسرى النيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬وتذكري املسلمني بتجنب الدخول يف قتال داخلي بني‬
‫أبناء األمة املسلمة؛ وذلك ملا له من نتائج وخيمة‪ ،‬من أمهها‪:‬‬

‫‪ - 1‬استنزاف الطاقات البشرية حيث إن معظم اإلصابات والضحايا ستكون من أبناء‬


‫الشعب املسلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬استنزاف الطاقات املالية‪.‬‬
‫‪ - 3‬تدمري البنية التحتية للدولة‪.‬‬
‫‪ - 4‬تفكك اجملتمع‪.‬‬
‫‪ - 5‬تدمري الصناعات النفطية حيث إن تواجد القوات العسكرية الصليبية واألمريكية‬
‫يف دول اخلليج اإلسالمي براً وجواً وحبراً هو اخلطر األعظم والضرر األضخم الذي يهدد‬
‫أكرب احتياطي برتويل يف العامل‪ ،‬حيث أن هذا التواجد يستفز أهل البالد ويعتدي على‬
‫دينهم ومشاعرهم وعزهتم وقد دفعهم حنو اجلهاد املسلح ضد الغزاة احملتلني وإن انتشار‬
‫القتال يف تلك األماكن يعرض البرتول ملخاطر االحرتاق مما يؤدي لإلضرار باملصاحل‬
‫االقتصادية لدول اخلليج ولبالد احلرمني بل وأضرار جسيمة لالقتصاد العاملي‪ .‬ونقف هنا‬
‫وقفة وهنيب بإخواننا أبناء الشعب اجملاهدين بأن حيافظوا على هذه الثروة وبأن ال‬
‫يقحموها يف املعركة لكوهنا ثروة إسالمية عظمى وقوة اقتصادية كربى هامة لدولة‬
‫اإلسالم القادمة بإذن اهلل‪ ،‬كما حنذر وبشدة الواليات املتحدة األمريكية املعتدية من‬
‫إحراق هذه الثروة اإلسالمية يف هناية احلرب خوفاً من سقوط هذه الثروة يف أيدي‬
‫أصحاهبا الشرعيني وإضراراً منها مبنافسيها االقتصاديني يف أوروبا والشرق األقصى‪،‬‬
‫وخباصة اليابان الذي يعترب املستهلك الرئيسي لبرتول املنطقة‪.‬‬
‫‪ - 6‬تقسيم بالد احلرمني واستيالء إسرائيل على اجلزء الشمايل منها‪ ،‬حيث إن تقسيم‬
‫بالد احلرمني يعترب مطلباً ملحاً للتحالف اليهودي الصلييب؛ ألن وجود دولة هبذا احلجم‬
‫وهذه الطاقات حتت حكم إسالمي صحيح قادم بإذن اهلل ميثل خطورة على الكيان‬
‫اليهودي يف فلسطني‪ ،‬حيث إن بالد احلرمني متثل رمزاً لوحدة العامل اإلسالمي نظراً‬
‫لوجود الكعبة املشرفة قبلة املسلمني أمجعني‪ ،‬وكذلك فإن بالد احلرمني متثل قو ًة اقتصاديةً‬
‫هامةً يف العامل اإلسالمي؛ لوجود أكرب احتياطي برتول يف العامل فيها‪ ،‬كما أن أبناء‬
‫احلرمني يرتبطون بسرية أجدادهم من الصحابة رضوان اهلل عليهم ويعتربوهنا قدوة هلم‬
‫ومثالً يف إعادة جمد األمة‪ ،‬وإعالء كلمة اهلل من جديد‪ ،‬باإلضافة إىل وجود عمق‬

‫(‪)9‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫اسرتاتيجي ومدد بكثافة بشرية مقاتلة يف سبيل اهلل يف اليمن السعيد‪ ،‬وقد قال ‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليه و سلم ‪ ( : -‬خيرج من عدن أبني اثنا عشر ألفا ينصرون اهلل ورسوله‪ ،‬هم خري من‬
‫بسند صحيح] مما يسبب خطورة على تواجد التحالف اليهودي‬ ‫بيين وبينهم)[رواه أمحد ٍ‬
‫الصلييب يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ - 7‬وإن أي قتال داخلي مهما تكن مربراته مع وجود قوات االحتالل األمريكي‬
‫يشكل خطأ كبرياً حيث إن هذه القوات ستعمل على حسم املعركة لصاحل الكفر العاملي‪.‬‬

‫إخواننا في القوات المسلحة والحرس الوطني واألمن حفظكم اهلل ذخراً لإلسالم‬
‫والمسلمين‪:‬‬

‫يا محاة التوحيد وحراس العقيدة‪ ،‬يا خلف أولئك السلف الذين محلوا نور اهلداية‬
‫ونشروهُ على العاملني‪ ،‬يا أحفاد سعد بن أيب وقاص واملثىن بن حارثة لشيباين والقعقاع بن‬
‫َ‬
‫عمرو التميمي‪ ،‬ومن جاهد معهم من الصحابة األخيار‪ .‬لقد تسابقتم لالنضمام إىل اجليش‬
‫واحلرس رغبة يف اجلهاد يف سبيل اهلل "لتكون كلمة اهلل هي العليا" ولتذودوا عن حياض‬
‫اإلسالم وبالد احلرمني ضد الغزاة واحملتلني وذلك ذروة سنام الدين‪ ،‬إال أن النظام قلب‬
‫املوازين‪ ،‬وعكس املفاهيم‪ ،‬وأذل األمة وعصى امللة‪ ،‬ففي الوقت الذي مل تسرتجع األمة‬
‫بعد قبلتها األوىل‪ ،‬ومسرى نبيها عليه الصالة والسالم بعد الوعود اليت قطعها احلكام منذ‬
‫ما يقرب من نصف قرن باسرتجاعها حىت ذهب ذلك اجليل‪ ،‬وجاء جيل جديد تبدلت‬
‫وسلِ َم األقصى لليهود‪ ،‬وال زالت جراحات األمة تنزف دماً هناك منذ ذلك‬‫معه الوعود ُ‬
‫الوقت‪ ،‬رغم هذا كله‪ ،‬إذ بالنظام السعودي يفجع األمة مبا تبقى هلا من مقدسات مكة‬
‫املكرمة واملسجد النبوي بأن جلب نساء جيوش النصارى للدفاع عنه‪ ،‬وأباح بالد احلرمني‬
‫للصليبيني ‪ -‬وال عجب يف ذلك بعد أن لبس امللك الصليب‪ -‬وفتحها بطوهلا وعرضها‬
‫هلم‪ ،‬فامتألت بقواعد جيوش أمريكا وحلفائها؛ ألنه أصبح عاجزاً أن يقف بدون‬
‫مساعدهتم‪ ،‬وأنتم أعلم الناس هبذا التواجد وحجمه وأهدافه وخطورته‪ ،‬فخان بذلك‬
‫األمة‪ ،‬وواىل الك ّفار وناصرهم وظاهرهم على املسلمني‪ ،‬وال خيفى أن ذلك معدود يف‬
‫نواقض اإلسالم العشرة‪ ،‬وقد خالف بإباحته اجلزيرة العربية للصليبيني الوصية اليت أوصى‬
‫هبا رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬أمته وهو على فراش املوت حيث قال‪:‬‬
‫(أخرجوا املشركني من جزيرة العرب)‪[.‬رواه‪ 4‬البخاري]‪ 4.‬وقد قال أيضاً‪( :‬لئن عشت إن‬
‫شاء اهلل ألخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب) [صحيح اجلامع الصغري]‪.‬‬

‫(‪)10‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫وإن االدعاء بأن تواجد القوات الصليبية على أرض احلرمني ضرورة ملحة ومسألة‬
‫مؤقتة للدفاع عنها قضية قد جتاوزها الزمن‪ ،‬وخاصة بعد تدمري العراق تدمرياً وحشياً‬
‫أصاب البنية العسكرية واملدنية‪ ،‬وأظهر مدى احلقد الصلييب اليهودي على املسلمني‬
‫وأطفاهلم‪ ،‬وبعد اإلصرار على عدم استبدال تلك القوات الصليبية بقوات إسالمية من أبناء‬
‫وه ِد َمت أركانه بعد التصرحيات املتتالية‬‫البالد وغريهم‪ ،‬مث إن هذا االدعاء أُزيل من أساسه ُ‬
‫ألئمة الكفر يف أمريكا‪ ،‬وكان آخرها تصريح وزير الدفاع األمريكي وليام بريي بعد‬
‫انفجار اخلرب للجنود األمريكيني هناك بأن وجودهم يف بالد احلرمني إمنا هو حلماية املصاحل‬
‫األمريكية‪ ،‬وقد ألف الشيخ سفر احلوايل ‪-‬فرج اهلل عنه‪ -‬كتاباً من سبعني صفحة‪ ،‬ساق‬
‫عسكري‬
‫ّ‬ ‫احتالل‬
‫ّ‬ ‫فيه األدلة والرباهني على أن تواجد األمريكيني يف اجلزيرة العربية هو‬
‫ط له من قبل‪ .‬وإن هذا االدعاء هو خدعة أخرى يريد النظام أن تنطلي على املسلمني‬ ‫خمط ّ‬
‫كما انطلت خدعته األوىل على اجملاهدين الفلسطينيني وكانت سبباً يف ذهاب املسجد‬
‫األقصى‪ ،‬وذلك أنه ملا هب الشعب املسلم يف فلسطني يف جهاده الكبري ضد االحتالل‬
‫الربيطاين عام ‪ 1354‬هـ املوافق لعام ‪ 1936‬م‪ ،‬عجزت بريطانيا أن تقف أمام اجملاهدين‬
‫أو أن توقف جهادهم‪ ،‬مث أوحى إليهم شيطاهنم أنه ال سبيل إىل إيقاف اجلهاد املسلح يف‬
‫فلسطني إال بواسطة امللك عبد العزيز والذي يف استطاعته خداع اجملاهدين‪ ،‬وقد قام امللك‬
‫عبد العزيز مبهمته تلك حيث أرسل ابنيه فالتقيا مع قادة اجملاهدين يف فلسطني وأبلغاهم‬
‫بتعهد امللك عبد العزيز بضمان وعود احلكومة الربيطانية بأهنا ستخرج إذا أوقفوا اجلهاد‬
‫وستليب مطالبهم‪ ،‬وهكذا تسبب امللك عبد العزيز يف ضياع القبلة األوىل للمسلمني‪ ،‬وواىل‬
‫النصارى ضد املسلمني‪ ،‬وخذل اجملاهدين بدالً من تبين قضية املسجد األقصى‪ ،‬ونصرة‬
‫اجملاهدين يف سبيل اهلل لتحريره‪ ،‬واليوم حياول ابنه امللك فهد أن تنطلي اخلدعة الثانية على‬
‫املسلمني‪ ،‬ليذهب ما تبقى لنا من مقدسات‪ ،‬فَ َك َذب على العلماء الذين أفتوا بدخول‬
‫األمريكان‪ ،‬وكذلك على اجلمع العظيم من علماء وقيادات العامل اإلسالمي يف مؤمتر‬
‫الرابطة يف مكة املكرمة بعد أن استنكر العامل اإلسالمي دخول القوات الصليبية بالد‬
‫احلرمني حبجة الدفاع عنها‪ ،‬حيث قال هلم إن األمر يسري‪ ،‬وأن القوات األمريكية وقوات‬
‫التحالف سوف خترج بعد بضعة أشهر‪ ،‬وها حنن اليوم ندخل يف السنة السابعة بعد‬
‫جميئهم‪ ،‬والنظام عاجز عن إخراجهم‪ ،‬وال يريد أن يعرتف لشعبه بعجزه‪ ،‬فاستمر يكذب‬
‫على الناس‪ ،‬ويدعي أن األمريكيني سيخرجون‪ ،‬وهيهات هيهات‪ ،‬فإن املؤمن ال يلدغ من‬
‫جحر مرتني‪ ،‬والسعيد من اتعظ بغريه‪.‬‬

‫وبدالً من أن يدفع النظام اجليش واحلرس ورجال األمن ملواجهة احملتلني‪ ،‬جعلهم محاة‬
‫هلم‪ ،‬إمعاناً يف اإلذالل ومبالغة يف اإلهانة واخليانة وال حول وال قوة إال اهلل‪ ،‬ونذكر أولئك‬
‫النفر القليل من اجليش والشرطة واحلرس واألمن الذين يستزهلم النظام‪ ،‬ويضغط عليهم‬

‫(‪)11‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ليعتدوا على حقوق املسلمني ودمائهم بقوله تعاىل يف احلديث القدسي‪( :‬من عادى يل‬
‫ولياً فقد آذنته باحلرب) [رواه البخاري]‪ ،‬وقوله ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ ( : -‬جييء‬
‫الرجل آخذاً بيد الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب هذا قتلين‪ ،‬فيقول اهلل له‪ :‬مل قتلته‪ ،‬فيقول‪ :‬قتلته‬
‫رب إن‬‫لتكون العزة لك‪ ،‬فيقول‪ :‬فإهنا يل‪ ،‬وجييء الرجل آخذاً بيد الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬أي ِ‬
‫ُ‬
‫هذا قتلين‪ ،‬فيقول اهلل‪ :‬مل قتلته‪ ،‬فيقول‪ :‬لتكون العزة لفالن‪ ،‬فيقول‪ :‬إهنا ليست لفالن‪،‬‬
‫لفظ عن النسائي أيضاً‪ ( :‬جييء املقتول‬ ‫بسند صحيح]‪ ،‬ويف ٍ‬ ‫فيبوء بإمث ) [رواه النسائي ٍ‬
‫فيم قتلت هذا‪ ،‬فيقول‪ :‬يف ملك فالن)‪.‬‬ ‫يوم القيامة متعلقاً بقاتله‪ ،‬فيقول اهلل‪َ ،‬‬
‫واليوم قد بدأ إخوانكم وأبناؤكم من أبناء احلرمني اجلهاد يف سبيل اهلل إلخراج العدو‬
‫احملتل من بالد احلرمني‪ 4،‬وال شك أنكم ترغبون يف القيام هبذه املهمة إلعادة العزة لألمة‬
‫وحترير مقدساهتا احملتلة‪ ،‬غري أنه ال خيفى عليكم أن املرحلة تستدعي اتباع أساليب قتالية‬
‫مناسبة نظراً لعدم التوازن بني قواتنا النظامية املسلحة وقوات العدو‪ ،‬وذلك بواسطة قوات‬
‫خفيفة سريعة احلركة‪ ،‬تعمل يف سرية تامة‪ ،‬وبعبارة أخرى شن حرب عصابات يشارك‬
‫فيها أبناء الشعب من غري القوات املسلحة‪ .‬وتعلمون أنه من احلكمة يف هذه املرحلة‬
‫جتنيب قوات اجليش املسلحة الدخول يف قتال تقليدي مع قوات العدو الصلييب‪ ،‬ويستثىن‬
‫من ذلك العمليات القوية اجلريئة اليت يقوم هبا أفراد من القوات املسلحة بصورة فردية‪ ،‬أي‬
‫بدون حتريك قوات نظامية بتشكيالهتا التقليدية‪ ،‬حبيث ال تنعكس ردود األفعال بشكل‬
‫قوي على اجليش ما مل تكن هناك مصلحة كبرية راجحة‪ ،‬ونكاية عظيمة فادحة يف العدو‪،‬‬
‫حتطم أركانه وتزلزل بنيانه‪ ،‬وتعني على إخراجه مهزوماً مدحوراً مقهوراً‪ ،‬مع احلذر‬
‫ك يف ذلك دماء مسلمة‪.‬‬ ‫الشديد من أن تُ ْس َف َ‬

‫والذي يرجوه إخوانكم وأبناؤكم اجملاهدون منكم يف هذه املرحلة هو تقدمي كل عون‬
‫ممكن من املعلومات واملواد واألسلحة الالزمة لعملهم‪ ،‬ويرجون من رجال األمن خاصة‬
‫التسرت عليهم‪ ،‬وختذيل العدو عنهم‪ ،‬واإلرجاف يف صفوفه‪ 4،‬وكل ما من شأنه إعانة‬
‫اجملاهدين على العدو احملتل‪.‬‬

‫وننبهكم إىل أن النظام قد يلجأ إىل افتعال ٍ‬


‫أعمال ضد أفراد القوات املسلحة أو احلرس‬
‫أو األمن‪ ،‬وحياول نسبتها للمجاهدين؛ للوقيعة بينهم وبينكم‪ ،‬فينبغي تفويت هذه الفرصة‬
‫عليه‪.‬‬

‫ويف الوقت الذي نعلم أن النظام يتحمل املسؤولية كاملة يف ما أصاب البالد وأرهق‬
‫العباد‪ ،‬إال أن أساس الداء ورأس البالء هو العدو األمريكي احملتل‪ ،‬فينبغي تركيز اجلهود‬
‫على قتله وقتاله وتدمريه ودحره والرتبص به والرتصد له حىت يُ ْهَز َم بإذن اهلل تعاىل‪ .‬وستأيت‬

‫(‪)12‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫املرحلة – بإذن اهلل ‪ -‬اليت تقومون فيها بدوركم حبسم األمور لتكون كلمة اهلل هي العليا‬
‫وكلمة الذين كفروا السفلى‪ ،‬والضرب بيد من حديد على املعتدين‪ ،‬وإعادة األمور إىل‬
‫نصاهبا‪ ،‬واحلقوق إىل أصحاهبا‪ ،‬والقيام بواجبكم اإلسالمي الصحيح‪ ،‬وسوف يكون لنا‬
‫حديث مستقل بإذن اهلل حول هذه القضايا‪.‬‬

‫أخي المسلم في كل مكان وفي جزيرة العرب خاصة‪:‬‬

‫¨ إن األموال اليت تدفعها مثناً للبضائع األمريكية تتحول إىل رصاصات يف صدور‬
‫إخواننا يف فلسطني‪ ¨ ،‬وغداً يف صدور أبناء بالد احلرمني‪4.‬‬

‫¨ إننا بشراء بضائعهم نقوي اقتصادهم‪ ¨،‬بينما نزداد حنن فقراً وضنكاً‪.‬‬

‫أخي المسلم في بالد الحرمين‪:‬‬

‫هل يُعقل أن تكون بالدنا أكرب ُمشرتي للسالح يف العامل من أمريكا‪ ،‬كما أهنا أكرب‬
‫شريك جتاري لألمريكان يف املنطقة‪ ،‬الذين حيتلون بالد احلرمني‪ 4،‬ويساندون باملال‬
‫والسالح والرجال إخواهنم اليهود يف احتالل فلسطني‪ ،‬وقتل وتشريد املسلمني هناك؟!!!‪.‬‬

‫¨ إن حرمان هؤالء احملتلني من العوائد الضخمة لتجارهتم معنا‪ ¨،‬إمنا هو مساعدة هامة‬
‫معنوي هام يف إظهار غضبنا عليهم وكرهنا هلم‪¨،‬‬
‫ٌ‬ ‫جداً يف اجلهاد ضدهم‪ ¨،‬وهو تعبريٌ‬
‫ونكون بذلك قد سامهنا يف تطهري مقدساتنا من اليهود والنصارى‪ 4¨،‬وأرغمناهم على‬
‫مغادرة أراضينا مهزومني مدحورين‪ ¨،‬خمذولني بإذن اهلل‪.‬‬

‫بدورهن يف ذلك مبقاطعة‬


‫ّ‬ ‫¨ وننتظر من النساء يف بالد احلرمني وغريها أن يقمن‬
‫البضائع األمريكية‪.‬‬

‫وإذا تضافرت املقاطعة االقتصادية مع الضربات العسكرية للمجاهدين‪ ،‬فإن هزمية‬


‫العدو تكون قريبة بإذن اهلل‪ ،‬والعكس صحيح‪ ..‬فإذا مل يتعاون املسلمون مع إخواهنم‬
‫اجملاهدين ويشدوا من أزرهم بقطع التعامل االقتصادي مع العدو األمريكي‪ ،‬فإهنم بذلك‬
‫يدفعون إليه باألموال اليت هي عماد احلرب وحياة اجليوش‪ ،‬وبذلك يطول أمد احلرب‪،‬‬
‫وتشتد الوطأة على املسلمني‪.‬‬

‫¨ إن كل أجهزة األمن واالستخبارات يف العامل ال ميكنها أن ترغم مواطناً على شراء‬


‫بضائع أعدائه‪.‬‬

‫(‪)13‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫فعال للغاية إلضعاف العدو‬


‫فاملقاطعة االقتصادية لبضائع العدو األمريكي هي سالح ّ‬
‫واإلضرار به‪ ،‬ومع ذلك فهو سالح ال يقع حتت طائلة أجهزة القمع‪.‬‬

‫وهام جداً مع شباب اإلسالم‪ ،‬رجال املستقبل املشرق‬‫هام‪ٌ ،‬‬ ‫حديث ٌ‬


‫ٌ‬ ‫وقبل اخلتام لنا‬
‫ألمة حممد عليه الصالة والسالم‪ ،‬حديثنا مع الشباب عن واجبهم يف هذه املرحلة العصيبة‬
‫من تاريخ أمتنا‪ ،‬هذه املرحلة اليت مل يتقدم فيها ألداء الواجبات يف مجيع االجتاهات إال‬
‫الشباب حفظهم اهلل‪ ،‬فبعد أن تردد بعض الذين يُشار إليهم بالبنان عن أداء الواجب للذود‬
‫عن اإلسالم‪ ،‬وإلنقاذ أنفسهم وأمواهلم من الظلم والبغي والقمع واإلرهاب الذي متارسه‬
‫الدولة‪ ،‬مع استخدام اإلعالم لتغييب وعي األمة‪ ،‬تقدم الشباب حفظهم اهلل لرفع راية‬
‫اجلهاد عالية خفاقة ضد التحالف األمريكي اليهودي الذي احتل مقدسات اإلسالم ‪ -‬يف‬
‫الوقت الذي تقدم غريهم؛ نتيجة إلرهاب الدولة هلم‪ ،‬أو من زلت أقدامهم طمعاً يف دنيا‬
‫فانية‪ ،‬تقدموا ليضفوا الشرعية على هذه اخليانة العظمى واملصيبة الكربى على احتالل بالد‬
‫احلرمني‪ 4،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ -‬وال غرو وال عجب من هذا اإلقدام‪ ،‬وهل كان‬
‫أصحاب حممد ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬إال شباباً‪ ،‬وهؤالء الشباب هم خري خلف خلري‬
‫سلف‪ ،‬وهل قتل فرعون هذه األمة أبا جهل إال الشباب؟‪.‬‬

‫يقول عبد الرمحن بن عوف ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬إين لفي الصف يوم بدر‪ ،‬إذ التفت‬
‫فإذا عن مييين وعن يساري َفتَيان حديثا السن‪ ،‬فكأين مل آمن مبكاهنما‪ ،‬إذ قال يل أحدمها‬
‫ُخربت أنه يسب‬
‫سراً من صاحبه‪ :‬يا عم أرين أبا جهل‪ ،‬فقلت‪ :‬فما تصنع به‪ ،‬قال‪ :‬أ ُ‬
‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ ، -‬قال‪ :‬والذي نفسي بيده لئن رأيته ال يفارق‬
‫فتعجبت لذلك‪ ،‬قال‪ :‬وغمزين اآلخر فقال يل‬
‫ُ‬ ‫سوادي سواده حىت ميوت األعجل منّا‪،‬‬
‫نظرت إىل أيب جهل جيول يف الناس‪ ،‬فقلت‪ :‬أال تريان؟ هذا‬‫ُ‬ ‫مثلها‪ ،‬فلم أنشب أن‬
‫صاحبكما الذي تسأالين عنه‪ ،‬قال‪ :‬فابتدراه بسيفيهما‪ ،‬فضرباه حىت قتاله‪.‬‬

‫اهلل أكرب‪ ..‬هكذا كانت مهم الفتيان رضي اهلل عنهم‪ ،‬وهكذا كانت مهم آبائنا‪ ،‬فهذان‬
‫َفتَيان صغريا السن كبريا اهلمة واجلرأة والعقل والغرية على دين اهلل‪ ،‬يسأل كل واحد‬
‫منهما عن أهم مقتل للعدو أال وهو قتل فرعون هذه األمة وقائد املشركني يف بدر أيب‬
‫جهل‪ ،‬وكان دور عبد الرمحن بن عوف ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬هو داللتهما على أيب جهل‪،‬‬
‫وهذا هو الدور املطلوب من أهل املعرفة واخلربة مبقاتل العدو‪ ،‬بأن يرشدوا أبناءهم‬
‫وإخواهنم إليها‪ ،‬وبعد ذلك سيقول الشباب كما قال سلفهم‪" :‬والذي نفسي بيده لئن‬
‫رأيته ال يفارق سوادي سواده حىت ميوت األعجل منّا"‪.‬‬

‫(‪)14‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ويف قصة عبد الرمحن بن عوف مع أمية بن خلف يظهر مدى إصرار بالل ‪ -‬رضي اهلل‬
‫عنه ‪ -‬على قتل رأس الكفر‪ ،‬حيث قال‪" :‬رأس الكفر أمية بن خلف‪ ..‬ال جنوت إن جنا"‪.‬‬

‫وقبل أيام‪ ..‬نقلت وكاالت األنباء تصرحياً لوزير الدفاع األمريكي الصلييب احملتل‪ ،‬قال‬
‫فيه إنه تعلم درساً واحداً من انفجاري الرياض واخلرب‪ ،‬وهذا الدرس هو عدم االنسحاب‬
‫أمام اإلرهابيني اجلبناء‪.‬‬

‫فنقول لوزير الدفاع إن هذا الكالم يضحك الثكلى اليت مات وحيدها‪ ،‬وظاهر منه‬
‫حجم اخلوف الذي يعرتيكم‪ ،‬فأين هذه الشجاعة الزائفة يف بريوت بعد حوادث التفجري‬
‫عام ‪ 1403‬هـ املوافق لعام ‪ 1983‬م واليت جعلتكم شذر مذر وقطعاً وأشالءً مبقتل‬
‫‪ 241‬جندياً أغلبهم من املارينز‪ ،‬وأين هذه الشجاعة الزائفة يف عدن بعد حادثي انفجار‬
‫جعالكم خترجون ال تلوون على شيء يف أقل من أربع وعشرين ساعة‪.‬‬

‫ولكن فضيحتكم الكربى كانت يف الصومال‪ ،‬فبعد ضجيج إعالمي ٍ‬


‫عنيف لعدة أشهر‬
‫عن قوة أمريكا بعد احلرب الباردة‪ ،‬وتزعمها للنظام العاملي اجلديد‪ ،‬دفعتم بعشرات‬
‫األلوف من القوات الدولية منها مثانية وعشرون ألف جندي أمريكي إىل الصومال‪.‬‬

‫وس ِح َل طيار أمريكي‬


‫ولكن بعد معارك صغرية‪ ،‬قُتل فيها بضع عشرات من جنودكم‪ُ ،‬‬
‫يف أحد شوارع مقديشو‪ ،‬خرجتم منها مهزومني مدحورين حتملون قتالكم‪ ،‬وجترون‬
‫أذيال اخليبة واخلسران واهلوان‪ ،‬ولقد ظهر كلينتون أمام العامل يتهدد ويتوعد بأنه سينتقم‪،‬‬
‫بينما كان ذلك التهديد متهيداً لالنسحاب‪ ،‬وقد أخزاكم اهلل وانسحبتم‪ ،‬وظهر جلياً مدى‬
‫عجزكم وضعفكم‪ ،‬ولقد كان منظركم وأنتم تنهزمون يف هذه املدن اإلسالمية الثالث‬
‫[بريوت‪ ،‬وعدن ومقديشو] يدخل السرور على قلب كل مسلم‪ ،‬ويشفي صدور ٍ‬
‫قوم‬
‫مؤمنني‪.‬‬

‫وأقول‪ :‬لئن كان أبناء بالد احلرمني قد خرجوا لقتال الروس يف أفغانستان والصرب يف‬
‫البوسنة واهلرسك‪ ،‬وهم جياهدون اليوم يف الشيشان وقد فتح اهلل عليهم ونصرهم على‬
‫الروس املتحالفني معكم‪ ،‬ويقاتلون بفضل اهلل أيضاً يف طاجكستان‪ ..‬أقول‪" :‬لئن كان‬
‫شعور وإميا ٌن بضرورة اجلهاد ضد الكفر يف كل مكان‪ ،‬فهم أكثر ما‬
‫أبناء احلرمني عندهم ٌ‬
‫يكونون عدداً وقوةً ومحاسةً على أرضهم اليت ولدوا عليها للدفاع عن أعظم مقدساهتم ‪-‬‬
‫الكعبة املشرفة‪ ،‬قبلة املسلمني أمجعني‪ -‬ويعلمون أن املسلمني يف العامل أمجع‪ ،‬سينصروهنم‬
‫ويؤازروهنم يف قضيتهم الكربى‪ ،‬قضية كل املسلمني‪ ،‬أال وهي حترير مقدساهتم‪ ،‬وأن هذا‬
‫واجب كل مسلم يف العامل"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هو‬

‫(‪)15‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫وأقول لك يا وليام‪" :‬إن هؤالء الشباب حيبون املوت كما حتبون احلياة‪ ،‬وقد ورثوا‬
‫العزة واإلباء والشجاعة والكرم والصدق واإلقدام والتضحية كابراً عن كابر‪ ،‬وإهنم ٌ‬
‫لصرب‬
‫صدق عند اللقاء‪ ،‬وقد ورثوا هذه الصفات عن أجدادهم يف اجلاهلية وجاء‬‫يف احلرب ٌ‬
‫اإلسالم فأقر تلك األخالق وكمّلها"‪ ،‬كما قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪: -‬‬
‫(إمنا بُعثت ألمتم صاحلَ األخالق) [صحيح اجلامع الصغري]‪ ،‬وعندما أراد امللك عمرو بن‬
‫يذل عمرو بن كلثوم أخذ عمرو بن كلثوم السيف وقطع رأس امللك‪ ،‬رافضاً للذل‬ ‫هند أن ّ‬
‫واهلوان والضيم‪ ،‬وأنشد قصيدة منها‪:‬‬

‫أبينا أن نُِقَّر َ‬
‫الذل فينا‬ ‫الناس خسفاً‬
‫ك َس َام َ‬
‫إذا ما امل ْل ُ‬
‫َ‬
‫بأي مشيئة عمرو بن ٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تريد بأن نكون األرذلينا‬


‫ُ‬ ‫هند‬ ‫َ‬
‫بأي مشيئة عمرو بن هندٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتزدرينا‬
‫الو َشا َة ْ‬
‫تطيع بنا ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫على األعداء قبلك أن تلينا‬ ‫فإن قناتنا يا عمرو أعيت‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هؤالء الشباب يؤمنون باجلنة بعد املوت‪ ،‬ويؤمنون بأن األجل ال يقدمه إقدامهم على‬
‫القتال وال يؤخره تأخرهم‪ ،‬كما قال تعاىل‪{ :‬وما كان ٍ‬
‫لنفس أن متوت إال بإذن اهلل كتاب ًا‬
‫مؤجالً‪ } ..‬اآلية[آل عمران‪ ،]145 :‬ويؤمنون حبديث رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و‬
‫سلم ‪( : -‬يا غالم إين أعلمك كلمات‪ :‬أحفظ اهلل حيفظك‪ ،‬أحفظ اهلل جتده جتاهك‪ ،‬إذا‬
‫سألت فاسأل اهلل‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن باهلل‪ ،‬واعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك‬
‫بشيء مل ينفعوك إال بشيء قد كتبه اهلل لك‪ ،‬ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء مل‬
‫يضروك إال بشيء قد كتبه اهلل عليك ُرفعت األقالم وجفت الصحف) [صحيح اجلامع‬
‫الصغري]‪.‬‬

‫ويتمثلون قول الشاعر‪:‬‬

‫فمن العجز أن متوت جباناً‬ ‫‪  ‬‬


‫إذا مل يكن من املوت ب ٌد‬
‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر ‪:‬‬

‫واحد‬
‫تعددت األسباب واملوت ُ‬ ‫من مل ميت بالسيف مات بغريه‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هؤالء الشباب يؤمنون مبا أخرب اهلل به ورسوله ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬عن عظيم‬
‫أجر اجملاهد والشهيد‪ ،‬حيث يقول اهلل عز وجل‪{ :‬والذين قُتلوا يف سبيل اهلل فلن يضل‬

‫(‪)16‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫أعماهلم‪ ،‬سيهديهم ويُصلح باهلم‪ ،‬ويُدخلهم اجلنة عرفها هلم} [حممد‪ ،]6-4 :‬ويقول‬
‫تعاىل أيضاً‪{ :‬وال تقولوا ملن يُقتل يف سبيل اهلل أموات‪ ،‬بل أحياء ولكن ال تشعرون}‬
‫[البقرة‪ ،]154 :‬ويقول رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪( : -‬إن يف اجلنة مائة درجة‬
‫ِ‬
‫السماء واألرض) [صحيح‬ ‫أعدها اهلل للمجاهدين يف سبيل اهلل ما بني الدرجتني كما بني‬
‫اجلامع الصغري]‪ ،‬ويقول أيضاً‪( :‬أفضل الشهداء الذين إن يلقوا يف الصف ال يلفتون‬
‫وجوههم حىت يُقتلوا‪ ،‬أولئك يتَلبطون يف الغرف العال من اجلنة‪ ،‬ويضحك إليهم ربك‪،‬‬
‫عبد يف الدنيا فال حساب عليه) [أخرجه أمحد ٍ‬
‫بسند صحيح]‪،‬‬ ‫وإذا ضحك ربك إىل ٍ‬
‫مس القرصة) [صحيح اجلامع‬ ‫ويقول أيضاً‪( :‬الشهيد ال جيد أمل القتل إال كما جيد أحدكم ّ‬
‫الصغري]‪ ،‬ويقول أيضاً‪( :‬إن للشهيد عند اهلل خصاالً‪ :‬أن يُ ْغ َفَر له من أول دفعة من دمه‪4،‬‬
‫ويُرى مقعده من اجلنة‪ ،‬وحُي لى حلية اإلميان‪ ،‬ويُزوج من احلور العني‪ ،‬وجُي ار من عذاب‬
‫القرب‪ ،‬ويأمن من الفزع األكرب‪ ،‬ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خريٌ من الدنيا‬
‫وما فيها‪ ،‬ويُزوج اثنتني وسبعني من احلور العني‪ ،‬ويُشفع يف سبعني إنساناً من أقاربه)‬
‫[أخرجه أمحد والرتمذي ٍ‬
‫بسند صحيح]‪.‬‬

‫مضاعف عن أجرهم يف ِ‬
‫قتال غريكم من‬ ‫ٌ‬ ‫هؤالء الشباب يعلمون أن أجرهم يف قتالكم‬
‫الكافر وقاتلُه يف النار‪.‬‬
‫هم هلم إال دخول اجلنة بقتلكم‪ ،‬ال جيتمع ُ‬
‫غري أهل الكتاب‪ ،‬وال ّ‬
‫وهم يرددون ويرتلون قوله تعاىل‪{ :‬قاتلوهم يعذهبم اهلل بأيديكم وخيزهم وينصركم‬
‫قوم مؤمنني} [التوبة‪ .]14 :‬وقول رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و‬ ‫ويشف صدور ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عليهم‬
‫رجل فيُقتل‬ ‫ٍ‬
‫نفس حممد بيده ال يقاتلهم اليوم ٌ‬
‫سلم ‪ -‬وهو حيرض املسلمني يف بدر (والذي ُ‬
‫صابراً حمتسباً مقبالً غري مدبر إال أدخله اهلل اجلنة)‪ ،‬وقوله هلم بعد ذلك‪( :‬قوموا إىل جنة‬
‫عرضها السماوات واألرض)‪4.‬‬

‫وهم يرتلون أيضا قوله تعاىل‪{ :‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب…} اآلية‬
‫[حممد‪ .]4 :‬وهؤالءً الشباب ال حيبون الكالم معكم‪ ،‬والعتاب لكم‪ ،‬لسا ُن كل ٍ‬
‫واحد‬
‫منهم يقول لكم‪:‬‬

‫ِ‬
‫الرقاب‬ ‫سوى طعن الكلى وضرب‬ ‫ليس بيين وبينكم من ِ‬
‫عتاب‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهم يقولون لك ما قال جدهم أمري املؤمنني هارون الرشيد جلدك نقفور عندما هتدد‬
‫وتوعد املسلمني يف رسالته إىل هارون الرشيد‪ ،‬فرد عليه هارون الرشيد برسالته اليت جاء‬
‫فيها "من هارون الرشيد أمري املؤمنني إىل نقفور كلب الروم‪ ،‬اجلواب ما ترى ال ما‬
‫تسمع"‪ ،‬مث سار جبيوش اإلسالم إىل مالقاة نقفور وجيشه‪ ،‬فهزم اهلل نقفور هزمية منكرة‪.‬‬

‫(‪)17‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫فهؤالء الشباب الذين تقول عنهم إهنم جبناء‪ ،‬يقولون لك‪" :‬ال يُ َق ْع َق ُع لنا بالشِّنان وال‬
‫بالسنان‪ ،‬واجلواب ما ترى ال ما تسمع" فهم يتنافسون على قتلكم وقتالكم‪،‬‬ ‫يُلَ َّو ُح لنا ِّ‬
‫كتنافس األوس واخلزرج يف قتال املشركني‪ ،‬وقد قال أحدهم‪:‬‬

‫يوم فجرنا اخلُرَب‬ ‫جيش الصليب غدا هباءً‬


‫بشباب ٍ‬
‫ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال يهابون اخلطر‬ ‫إسالم ُك َماة‬


‫ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يقول يف قتلي ظََف ْر‬ ‫يقتلك الطُغاةُ‬


‫يل َ‬ ‫إن ق َ‬
‫أنا ما غدرت بذا ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذ بقبلتنا َغ َد ْر‬ ‫املليك‬


‫لش ِر ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أجناس البشر‬ ‫البلد احلرام‬


‫وأباح ذا َ‬
‫َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أقاتل من َك َفر‬
‫بأن َ‬ ‫أقسمت باهلل العظيم‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهم قد محلوا السالح على أكتافهم عشر سنوات يف أفغانستان‪ ،‬وهم قد عاهدوا اهلل‬
‫على أن يستمروا يف محله ضدكم حىت خترجوا خائبني مهزومني مدحورين ‪ -‬بإذن اهلل ‪-‬‬
‫عني تطرف‪ ،‬ولسان حاهلم يقول‪:‬‬
‫ينبض أو ٌ‬
‫عرق ٌ‬ ‫ما دام فيهم ٌ‬

‫العصب‬
‫ُ‬ ‫غره‬
‫يلقى أخاك الذي قد َّ‬ ‫فىت‬
‫غداً ستعلم يا وليام أي ً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تضب‬
‫وينثين وسنان الرمح خُم ُ‬ ‫فىت خيوض غمار احلرب مبتسماً‬‫ً‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إنسا إذا نزلوا جناً إذا ركبوا‬ ‫ال أبعد اهلل عن عيين غطارفةً‬
‫ُ ٍ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫القضب‬
‫ُ‬ ‫إال األسنة واهلندية‬ ‫نيوب هلم‬
‫ليوث غاب لكن َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يلتهب‬
‫ُ‬ ‫والطعن مثل شرار النار‬ ‫واخليل تشهد يل أين أكفكفها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والكتب‬
‫ُ‬ ‫والطعن والضرب واألقالم‬ ‫والنقع يوم طراد اخليل يشهد يل‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن َشْت َمك أحفاد الصحابة – رضي اهلل عنهم ‪ -‬بوصفهم باجلنب‪ ،‬وحتديك هلم بعدم‬
‫اخلروج من بالد احلرمني‪ 4،‬فيه عدم اتزان‪ ،‬وتظاهر باجلنون دواؤه عند شباب اإلسالم‪،‬‬
‫حيث يُقال فيهم‪:‬‬

‫فوارس صدَّقوا فيهم ظنوين‬ ‫فدت نفسي وما ملكت مييين‬


‫وإن دارت رحى احلرب الزب ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ون‬‫َُ‬ ‫فوارس ال ميلون املنايا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)18‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬
‫ِ‬
‫اجلنون‬ ‫ِ‬
‫باجلنون من‬ ‫وداو ْوا‬ ‫وإن محي الوطيس فال يبالوا‬
‫َ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومطلوب‬
‫ٌ‬ ‫واجب شرعاً‬
‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫وإن إرهابنا لكم وأنتم حتملون السالح على أرضنا هو ٌ‬
‫حق مشروعٌ يف أعراف مجيع البشر‪ ،‬بل والكائنات احلية‪ ،‬ومثلكم ومثلنا‬
‫عقالً‪ ،‬وهو ٌ‬
‫كمثل أفعى دخلت دار ٍ‬
‫رجل فقتلها‪ ،‬وإن اجلبان من يرتككم متشون على أرضه‬
‫بسالحكم آمنني مطمئنني‪.‬‬

‫ِ‬
‫باإلقدام‬ ‫وهؤالء الشباب خيتلفون عن جنودكم‪ ،‬فمشكلتكم هي كيفية إقناع جنودكم‬
‫إىل احلرب‪ ،‬أما مشكلتنا فهي كيفية إقناع شبابنا بانتظار دورهم يف العمليات والقتال‪.‬‬

‫أهل للمدح والثناء‪ ،‬حيث وقفوا لنصرة الدين يوم أضلت‬ ‫در هؤالء الشباب‪ ،‬فهم ٌ‬ ‫فلله ُ‬
‫الدولة كبار الناس‪ ،‬واستنزلتهم إلصدار فتاوى ليس هلا سن ٌد يف كتاب اهلل‪ ،‬وال يف سنة نبيه‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬بتسليم اليهود املسجد األقصى وإباحة بالد احلرمني جليوش‬
‫يل أعناق النصوص لن يغري من هذه احلقيقة شيئاً‪ ،‬ففيهم ‪ -‬أي يف ذم‬‫النصارى‪ ،‬وإن َّ‬
‫القاعدين‪ -‬ويف مدح اجملاهدين يقول الشاعر‪:‬‬

‫وعن درب اهلدى عدلوا‬ ‫كفرت بكل من عذلوا‬


‫ومن بِنَديِّ ِه ْم والنار‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اجلدل‬
‫تزحف يكثر ُ‬
‫ومن بالوهم رغم التِيه‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ظنوا أهنم وصلوا‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫شق ما سألوا‬
‫وعما َّ‬ ‫رت الذي ـن مضوا‬
‫وأكبـ ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اعتساف الدرب ما نكلوا‬ ‫وعن غاياهتم رغم‬


‫دياجي احلَْيَر ِة الش َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ُّع ُل‬ ‫ومن دمهم أُضيئت يف‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يعتمل‬
‫ُ‬ ‫يف َجْنيَبَّ‬ ‫أنا ما زال جرح القدس‬
‫ص ـاهِب ـا كالنار‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يشتعل‬
‫ُ‬ ‫يف األحشاء‬ ‫َو َوقْ َد ُم َ‬
‫أنا ما خنت عهد ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الدول‬
‫ملا خانت ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد قال جدهم عاصم بن ثابت ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬عندما طلب منه الكفار املفاوضة‬
‫وعدم القتال‪:‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬
‫َّ‬
‫عنابل‬
‫والقوس فيها َو َتٌر ُ‬ ‫‪  ‬‬
‫ما عليِت وأنا َج ْل ٌد ُ‬
‫نابل‬
‫‪ ‬‬

‫هابل‬
‫إن مل أقاتلكم فأمي ُ‬ ‫حق واحلياةُ باطل‬
‫املوت ٌ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن الشباب يعتربونكم مسؤولني عن كل ما يقوم به إخوانكم اليهود يف فلسطني‬


‫ٍ‬
‫وانتهاك حلرمات املسلمني‪ ،‬حيث إنكم متدوهنم باملال والسالح‬ ‫ٍ‬
‫وتشريد‬ ‫ولبنان من ٍ‬
‫قتل‬
‫جهاراً هناراً‪ ،‬وإن أطفال العراق والذين قد مات منهم أكثر من ستمائة ألف بسبب نقص‬
‫الغذاء والدواء نتيجة حصاركم الظامل على العراق وشعبه هم أطفالنا‪ ،‬فأنتم تتحملون‬
‫بذلك مع النظام السعودي دماء هؤالء األبرياء‪ ،‬كل ذلك جيعل كل عهد لكم معنا‬
‫منقوضاً‪ ،‬فإن رسول اهلل عليه الصالة والسالم اعترب صلح احلديبية الغياً بعد أن ساعدت‬
‫قريش بين بك ٍر على خزاعة حلفاء رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ ، -‬فقاتل قريشاً‬ ‫ٌ‬
‫العهد مع بين قينقاع منقوضاً؛ ألن يهودياً منهم آذى امرأة يف‬
‫َُ ُ‬ ‫رِب‬ ‫اعت‬ ‫وقد‬ ‫مكة‪،‬‬ ‫وفتح‬
‫السوق‪ ،‬فكيف بقتلكم مئات األلوف من املسلمني‪ ،‬واستباحتكم ملقدساهتم‪.‬‬

‫وبذلك يظهر أن الذين يزعمون أن دماء جنود هذا العدو األمريكي احملتل لبالد‬
‫املسلمني معصومة‪ 4،‬إمنا يرددون ُمكرهني ما ميليه النظام عليهم خوفاً من بطشه وطمعاً يف‬
‫السالمة‪ ،‬والواجب على كل قبيلة يف جزيرة العرب أن جتاهد يف سبيل اهلل وتطهر أرضها‬
‫وعلِ َم اهللُ أن دماءهم مهدورة وأمواهلم غنيمة‪ ،‬ومن قتل قتيالً فله‬
‫من هؤالء احملتلني‪َ ،‬‬
‫َسلَبُه ‪ .‬وقد قال تعاىل يف آية السيف‪{ :‬فإذا انسلخ األشهر احلُُرم فاقتلوا املشركني حيث‬
‫وجدمتوهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا هلم كل مرصد… } اآلية[التوبة‪.]5 :‬‬
‫والشباب يعلمون أن هذه املهانة اليت حلقت باملسلمني باحتالل مقدساهتم ال تزول وال‬
‫تدك بغري اجلهاد واملتفجرات‪ ،‬وهم يرددون قول الشاعر‪:‬‬

‫ِ‬
‫الرصاص‬ ‫بغري زخات‬ ‫ُج ُد ُر املذلة ال تُ َدك‬
‫لكل َكفَّا ٍر وعاصي‬ ‫ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫القياد‬
‫واحلر ال يُْلقى َ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مُيْ َحى اهلوا ُن من النواصي‬ ‫ض ـ ِح الدم ال‬


‫وبغي ـر نَ ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأقول لشباب العامل اإلسالمي الذين جاهدوا يف أفغانستان‪ ,‬والبوسنة واهلرسك‬


‫بأمواهلم وأنفسهم وألسنتهم وأقالمهم‪ ،‬بأن املعركة مل ِ‬
‫تنته بعد‪ ،‬وأذكرهم حبديث جربيل‬
‫مع رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬بعد غزوة األحزاب (فلما انصرف رسول اهلل ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬إىل املدينة مل يكن إال أن وضع سالحه‪ ،‬فجاءه جربيل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أوضعت السالح؟ واهلل إن املالئكة مل تضع أسلحتها بعد‪ ،‬فاهنض مبن معك إىل بين قريظة‪،‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫ُزلزل هبم حصوهنم‪ ،‬وأقذف يف قلوهبم الرعب‪ ،‬فسار جربيل يف موكبه‬


‫سائر أمامك أ ُ‬
‫فإين ٌ‬
‫من املالئكة ورسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬على أثره يف موكبه من املهاجرين‬
‫واألنصار…) [رواه البخاري]‪.‬‬

‫قتل ميوت‪ ،‬وإن أشرف ميتة عندنا هي القتل يف‬ ‫وهؤالء الشباب يعلمون أن من مل يُ َ‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬ويرددون قول جدهم الصحايب اجلليل عبداهلل بن رواحة ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪-‬‬
‫وخاصة بعد ُقْت ِل األبطال األربعة الذين فجروا األمريكيني يف الرياض‪ ،‬أولئك الشباب‬
‫الذين رفعوا رأس األمة شاخماً‪ ،‬وأذلوا أعداءها من األمريكيني احملتلني بعمليتهم الشجاعة‬
‫تلك‪:‬‬
‫املوت قد صلِي ِ‬
‫ت‬ ‫هذي ِحياض ِ‬ ‫نفس إال ُت ْقتَلي متويت‬
‫ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫يا ُ‬
‫إن تفعلي فعلهما هديِ ِ‬ ‫وما متنيت فقد أ ِ‬
‫ُعط ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ت‬ ‫ُ‬ ‫يت‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول جعفر ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪: -‬‬

‫وبارد شراهبا‬
‫طيِّبةٌ ٌ‬ ‫يا حبذا اجلنة واقرتاهبا‬
‫علي إن القيتها ِضَرابُ َها‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫روم قد دنا عذاهبا‬


‫والروم ٌ‬
‫ُ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما عن أمهاتنا وأخواتنا ونسائنا وبناتنا فهن يتخذ ّن من الصحابيات اجلليالت رضي‬
‫سريهتن‬
‫ّ‬ ‫هلن بعد رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ ، -‬ويقتبسن من‬
‫عنهن قدوة ّ‬
‫اهلل ّ‬
‫اجلرأة والتضحية واإلنفاق لنصرة دين اهلل عز وجل‪ ،‬ويتذكر ّن جرأة وصالبة فاطمة بنت‬
‫اخلطاب رضي اهلل عنها يف احلق أمام أخيها عمر بن اخلطاب قبل أن يسلم‪ ،‬وحتديها له‬
‫بعدما علم بإسالمها بقوهلا له‪" :‬أرأيت إن كان احلق يف غري دينك يا عمر"‪.‬‬

‫ويتذكرن موقف أمساء بنت أيب بكر يوم اهلجرة‪ ،‬حيث ش ّقت طاقها نصفني وعلقت‬
‫بأحدمها السفرة اليت أخذها رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬وأبو بكر معهما يف‬
‫رحلتهما إىل املدينة‪ ،‬ومُس يت بذلك ذات النطاقني‪ ،‬ويتذكر ّن موقف نسيبة بنت كعب‬
‫وهي تدافع عن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬يوم أُحد حىت أصاهبا اثنا عشر‬
‫حلليهن لتجهيز‬
‫ّ‬ ‫وإنفاقهن‬
‫ّ‬ ‫أجوف يف عاتقها‪ ،‬ويتذكر ّن بذل الصحابيات‬
‫ٌ‬ ‫جرح‬
‫جرحاً بينها ٌ‬
‫جيوش املسلمني الغازية يف سبيل اهلل‪ ،‬وقد ضربت نساؤنا يف هذا العصر مثالً رائعاً يف‬
‫وأزواجهن على اجلهاد يف سبيل اهلل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وإخواهنن‬
‫ّ‬ ‫أبنائهن‬
‫ّ‬ ‫اإلنفاق يف سبيل اهلل‪ ،‬ويف حتريض‬
‫وذلك يف أفغانستان‪ ،‬ويف البوسنة واهلرسك‪ ،‬والشيشان… وغريها‪.‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫وإخواهنن‪ ،‬وأن‬
‫ّ‬ ‫وأزواجهن‬
‫ّ‬ ‫وآبائهن‬
‫ّ‬ ‫أبنائهن‬
‫ّ‬ ‫منهن ويفرج عن‬
‫فنسأل اهلل أن يتقبل ّ‬
‫ويثبتهن على هذا الطريق‪ ،‬طريق التضحية والفداء لتكون كلمة اهلل هي‬
‫ّ‬ ‫يزيدهن إمياناً‬
‫ّ‬
‫العليا‪.‬‬

‫وإن نساءنا ال يرثني إال الرجال املقاتلني يف سبيل اهلل‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ِ‬
‫الثائرات‬ ‫شجاعاً يف احلروب‬ ‫وال َتْرثِنْي َ إال لَ َ‬
‫يث َغاب‬
‫ِ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فموت العز خريٌ من حيايت‬ ‫احلروب أمت عزيزا‬ ‫دعوين يف‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ٍ‬
‫متمثالت قول الشاعر‪:‬‬ ‫إخواهنن على اجلهاد يف سبيل اهلل‬ ‫وهن حيرضن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فإن األمر َج َّل عن التَالحي‬ ‫ب مثل أ ُْهبةَ ذي كفاح‬
‫تَأ ََّه ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ذئاب الكفر تأكل من جناحي‬ ‫أترتكنا وقد َكثرت علينا‬


‫بين األشرار من شىَّت البِطاح‬ ‫ذئاب الكفر ما فتئَت ُت َؤلِّ ْ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يذود عن احلَرائر بالسالح‬ ‫فأين احلر من أبناء ديين‬


‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ماح‬
‫وبعض العار ال ميحوه ِ‬ ‫موت‬
‫وخري من حياة الذل ٌ‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إخواننا المسلمين في العالم أجمع‪:‬‬

‫إن إخوانكم يف بالد احلرمني وفلسطني يستنصرونكم‪ ،‬ويطلبون منكم مشاركتهم يف‬
‫جهادهم ضد أعدائهم وأعدائكم من اإلسرائيليني واألمريكيني بالنكاية فيهم بكل ما من‬
‫كل حبسب استطاعته‪،‬‬
‫شأنه أن خيرجهم مهزومني مدحورين من املقدسات اإلسالمية‪ٌ ،‬‬
‫قال تعاىل‪{ :‬وإن استنصروكم يف الدين فعليكم النصر…} اآلية [األنفال‪.]72 :‬‬

‫الش ِّد فاشتدُّوا‪ ،‬اعلموا أن اجتماعكم وتعاونكم من‬


‫فيا خيل اهلل اركيب‪ ..‬وهذا أوان ّ‬
‫أجل حترير مقدسات اإلسالم هو خطوة صحيحة حنو توحيد كلمة األمة حتت راية كلمة‬
‫التوحيد‪.‬‬

‫وال يسعنا وحنن يف هذا املقام إال أن نرفع أكف الضراعة‪ ،‬سائلني املوىل عز وجل أن‬
‫يرزقنا السداد والتوفيق يف األمر كله‪.‬‬

‫(‪)22‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫إعالن الجهاد على األمريكان المحتلين لبالد‬
‫الحرمين‬

‫اللهم إن علماء اإلسالم الصادقني‪ ،‬وشباب األمة الصاحلني قد وقعوا يف األسر‪ ،‬اللهم‬
‫فرج عنهم‪ ،‬اللهم ثبتهم‪ ،‬اللهم اخلفهم يف أهلهم خبري‪.‬‬

‫اللهم إن أهل الصليب قد جاءوا خبيلهم ورجلهم‪ ،‬واستباحوا بالد احلرمني‪ 4،‬وإن اليهود‬
‫يعيثون فساداً يف املسجد األقصى مسرى رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم ‪ -‬اللهم‬
‫شتت مشلهم‪ ،‬وفرق مجعهم‪ 4،‬وامنحنا اللهم أكتافهم‪ ،‬اللهم زلزل األرض من حتت‬
‫أقدامهم‪ ،‬اللهم إنّا جنعلك يف حنورهم‪ ،‬ونعوذ بك من شرورهم‪.‬‬

‫اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً‪ ،‬اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك‪.‬‬

‫اللهم منزل الكتاب‪ ،‬وجمري السحاب‪ ،‬وهازم األحزاب‪ ،‬اهزمهم وانصرنا عليهم‪.‬‬

‫اللهم أنت عضدنا‪ ،‬وأنت نصرينا‪ ،‬بك جنول‪ ،‬وبك نصول‪ ،‬وبك نقاتل‪ ،‬حسبنا اهلل‬
‫ونعم الوكيل‪.‬‬

‫اللهم هؤالء الشباب قد اجتمعوا لنصرة دينك ورفع رايتك‪ ،‬اللهم أمدهم ٍ‬
‫مبدد من‬
‫عندك واربط على قلوهبم‪.‬‬

‫اللهم ثبت شباب اإلسالم‪ ،‬وسدد رميهم‪ ،‬اللهم ألف بني قلوب املسلمني‪ ،‬ووحد بني‬
‫صفوفهم‪ ،‬ربنا أفرغ علينا صرباً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين‪ ،‬ربنا وال حتمل‬
‫حتملنا ما ال طاقة لنا به‪ ،‬واعف عنّا‬
‫علينا إصراً كما محلته على الذين من قبلنا‪ ،‬ربنا وال ّ‬
‫واغفر لنا وارمحنا أنت موالنا فانصرنا على القوم الكافرين‪.‬‬

‫اللهم أبرم هلذه األمة أمر رشد يُ َعُز فيه أهل طاعتك‪ ،‬ويُ َذ ُل فيه أهل معصيتك‪ ،‬ويؤمر‬
‫فيه باملعروف‪ ،‬ويُنهى فيه عن املنكر‪.‬‬

‫ِ‬
‫وصل اللهم على عبدك ورسولك حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثرياً‪.‬‬

‫وأخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‬

‫منبر التوحيد والجهاد‬


‫‪t.www‬‬
‫منبر التوحيد والجهاد‬
‫‪www‬‬ ‫‪www.tawhed.ws‬‬
‫‪www www.alsunnah.info‬‬
‫‪www www.almaqdese.net‬‬
‫‪www.abu-qatada.com‬‬

‫(‪)23‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬

You might also like