Professional Documents
Culture Documents
الجه ِ
ي
اد ِّ الم ِ َ نُ ْخبَةُ ا ِإل ْع ِ
قِ ْس ُم َّ
الت ْف ِري ِغ َوالنَّ ْش ِر
تفريغ
1
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
إن الحم َد هلل نحمده و نستعينه و نستغفره ,و نعو ُذ باهلل من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ,من
يهده هللا فال ُمضل له و من يُضلل فال هادي له ,و أشه ُد أال إله إال هللا وحده ال شريك له و أشهد
أن محمداً عبده و رسوله .
فإلى أمتي اإلسالمية الغالية عامة ,و إلى أهلنا الصابرين المرابطين في جبهات و ثغور العراق
خاصة ,إلى أهل ال ِعلم و الفضل ,و إلى قاد ِة الجماعات المجاهدة و أعضاء مجالس الشورى Bفيها,
و إلى شيوخ العشائر Bالحرَّة األبية ,و إلى إخواني المجاهدين :
حديثي هذا إليكم عن المؤامرات التي يحي ُكها التحالف الصهيوني الصليبي بقيادة أمريكا Bبالتعاون
مع وكالئها في المنطقة لسرقة ثمرة الجهاد المبارك في أرض الرافدين ,و ما الواجب علينا
إلفساد هذه المؤامرات .
ال يخفى عليكم أن أمريكا ما فتئت تسعى بشتى السُّبل العسكرية و السياسية لتثبيت قواتها Bفي
العراق ,و لما أيقنت بعجزها العسكري زادت من نشاطها Bالسياسي و اإلعالمي لمخادعة
المسلمين ,و كان من كيدها السعي إلغواء العشائر بشراء ذممهم ,و تكوين مجالس الضرار
تحت مسمى
( الصحوات ) كما زعموا ,فامتنعت عن ذلك عشائ ُر كثيرةٌ حرة أبية ,أبت أن تبيع دينها أو
تُدنس شرفها , Bأرجو هللا أن يثبتهم على الحق و يجعلهم ُذخراً لنصرة اإلسالم و أن يبارك لهم في
أنفسهم و أهليهم و أموالهم فجزاهم Bهللا خيراً .
بينما استجاب بعض ضعاف Bالنفوس ,كان منهم الضال المضل عبد الستار أبو ريشة و بعض
ذويه ,فهؤالء خانوا الملة و األمة ,و َجرُّ وا Bعلى أنفسهم و من تبعهم الخزي و الفضيحة و العار ,
عار يتبعهم أبد الدهر ما لم يتوبوا .
و إن َش َّر التجَّار ه ُم الذين يتاجرون بدينهم و دين أتباعهم فيبيعونه بدنيا زائلة ,و مع ذلك لم
يغن عنهم بوش وينعموا فيها ,وقد عاجلهم أُ ْس ُد اإلسالم بالقتل جزاءاً لهم و ردعا ً ألمثالهم ,و لم ِ
جنوده شيئا ً ,فخسروا الدنيا و اآلخرة وذلك هو الخسران المبين .
و إني أنص ُح من ساروا في طريق الغواية أن يغسلوا Bهذا الكفر و العار بتوب ٍة نصوح ,قال هللا
ُوا ِمن بَ ْع ِد َذلِكَ َوأَصْ لَح ْB
ُوا فَإِ َّن هللا َغفُو ٌر ر ِ
َّحي ٌم ) . تعالى ( :إ ِالَّ الَّ ِذينَ تَاب ْ
ق من زعماء العشائر محور , Bومحو ٌر آخر تسعى أمريكا من خالله مع وكالئها في فتجني ُد من ناف َ
ت دول الخليج بدالً عن حكومة المالكي ، المنطق ِة من تشكيل حكومة جديدة موالي ٍة لها كحكوما ِ
تُس َّمى باسم حكومة الوحدة الوطنية أيضا ً ،وهذا االسم يستهوي كثيرا من الناس وخاصة الذين
ً ً
تعبوا من الحرب ،فيجب على المسلمين أن يعلموا حقيقة هذه الحكومة قبل الترحيب بها ،
فحكومةُ الوحدة الوطنية تعني أن يلتقي جميع أطياف الشعب على تعظيم الوطن تعظيماً Bيفوق
تعظيمهم ألي ُمق َّدس عندهم ،أي أن الوطن له الكلمة العليا فهو يعلو وال يُعلى عليه ،فيلتقي
الجميع في وسط الطريق Bويرضون بأنصاف الحلول ،مما يعني أن يتخلى البعثيون وبقيةُ
األطراف األخرى عن بعض مبادئهم ,ويتخلى المسلمون أيضا ً عن بعض دينهم ،ومقتضى هذا
األمر أن يرضى Bالمسلم بتحكيم Bومشاركة التشريعات الوضعية للشريعة اإلسالمية في التحليل و
ك أكب ٌر مخر ٌج من الملة ُمخلِّ ٌد لصاحبه في النار -نعوذ باهلل منها,-
التحريم ،هذه المشاركةُ هي شر ٌ
فباسم الوطن و الوطنية ناصرت دول الخليج أمريكا لتستبيح العراق ليعاني أهله ما يعانون من
2
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
ويالت ،كل ذلك حتى ال يشطب الوطن من الخريطة كما زعموا ،والحقيقةُ هي خوفهم Bمن أن
يشطبوا هُم ال الوطن ,فهذا حليفهم السابق صدام قد ُش ِطب ولكن العراق لم يُشطب .
وباسم الوطن و الوطنية يتم التمكين للصليبيين اليوم في أرض الرافدين أيضا ً ،بتنصيب حكوم ٍة
عميل ٍة ألمريكا تُوقِّع Bسلفا ً على الرضا بوجود القواعد األمريكية الكبرى فوق Bأرض العراق ،
وتعطي األمريكان ما شاؤوا من نفط العراق تحت قانون النفط لالستمرار في إخضاعه للهيمنة
المطلقة على بقية دول المنطقة ،ولكن مما يؤسف Bله أن يشارك في هذه الخيانة العظمى أحزاب
وجماعات تنتسب للعلم و الدعوة و الجهاد ,و هذا من تلبيس الحق بالباطل ،وقد Bشاهد الناس
بعض هذه الزعامات وهي تتعاون بشكل مباشر مع األمريكيين كما فعل زعيم الحزب الذي يسمى
باإلسالمي ،ودعا صراحةً إلبرام اتفاقيات أمني ٍة طويل ِة المدى مع أمريكا ،و رأى الناس أيضا ً
ت أخرى تتعاون بشكل غير مباشر وذلك عن طريق وكالء أمريكا في المنطقة وخاصةً زعاما ٍ
حاكم بالد الحرمين ،فال يمكن للرياض أن تستقبل وتدعم هذه الزعامات إال على شرط الرضا
بحكومة وحدة وطنية ،وللعقالء أن يعتبروا Bبما آلت إليه قيادة حماس ،حيث أضاعت دينها ولم
تَ ْسلَم لها دنياها ،عندما أطاعت حاكم الرياض وغيره بالدخول Bفي دولة الوحدة الوطنية واحترام
المواثيق الدولية الظالمة ،فهال قام الصادقون في حماس ليصححوا Bمسارها ؟
وكما أغوى ُح َّكام الرياض قادةَ حماس فكذلك Bيسعون إلغواء الجماعات المجاهدة في العراق ،
فيغضوا Bطرفهم عن أعضاء بعض الجماعات لتتحرك في دول الخليج باطمئنان لتأخذ الدعم ولكن
ليس بشكل رسمي فهذا ما ترفضه الجماعات ،وإنما يتم تمرير الدعم باسم جمع التبرعات من
بعض العلماء و الدعاة غير الرسميين ,وكثير Bمنهم في حقيقتهم رجال موالون للدولة يسعون في
تحقيق سياستها Bفي العراق ،بسحب البساط من تحت أقدام المجاهدين الصادقين ،فمهمةُ هؤالء
العلماء و الدعاة إقناع قادة هذه الجماعات بنفس الشرط Bالسابق وهو الرضا بحكومة وحدة
وطنية ،فضالً عن حثهم لبث الدعايات المغرضة ضد دولة العراق اإلسالمية وقتالها إن أمكن
وهذا من أسرار الحملة الشرسة عليها عسكريا ً وإعالميا ً ،وإن المرء ليعجب أشد العجب كيف
حاكم
ِ ضيعت هذه الزعامات األمانة التي في أعناقها وذهبت تضع يدها في يد أحد أَلَ ِّد أعدائها
الرياض ،وهو الذي ثبتت نصرته وتواطؤه مع أمريكا لغزو Bالعراق ،وهل يخفى اليوم على
فتيان المسلمين فضالً عن علمائهم وشيوخهم Bوقادة المجاهدين أن هذا الحاكم هو كبير وكالء
أمريكا في المنطقة وقد أخذ على عاتقه مراودة وترويض كل ُح ٍّر عفيف أمين شريف Bبجره إلى
سبيل الغي و الغواية ؟ ذلك الطريق الذي ارتضاه لنفسه وهو في العقد التاسع من عمره ،طريقB
الخيانة للملة و األمة و الخضوع Bإلرادة التحالف الصليبي الصهيوني ,فبئس السبيل سبيلهم، B
ولكن أنى رجع العلماء و األمناء المرشدون Bإلى سبيل الرشد فهذا ما نتمناه .
وإن أصحاب هذا المنهج يبررون تعاونهم Bمع أعداء األمة من حكام المنطقة وموكليهم Bبشدة
األهوال التي أصابت أهل اإلسالم على يد جيش الصدر وكذا فيالق الغدر بقيادة عبد العزيز
الحكيم ،و منتسبي حزب الدعوة داخل حكومة المالكي وخارجها ، Bفأقول إن جرائم هؤالء قد
تجاوزت كل الحدود وما يفعلونه بأهل اإلسالم ال يصدقه اإلنسان ولكنها حقائق على أرض الواقع
يذوقها Bإخواننا هناك في العراق ،وهؤالء القوم لهم أطماع وكذا أهداف في توسيع جرائمهمB
خارج العراق ،ومع هذا كله فإنه باإلمكان إيقاف جرائم هذه المليشيات ومدها بإذن هللا باإلعتماد
على هللا تعالى ثم بتوحيد جهود Bالمجاهدين للقتال ضد الغزاة وأعوانهم هؤالء ،ودعم عامة
المسلمين للمجاهدين بكل ما يحتاجونه ،وقد حاز األمير أحمد الخاليلة أبو مصعب الزرقاوي
-عليه رحمة هللا -وإخوانه قصب السبق في رفع اللواء لفضح هؤالء المجرمين وقتالهم Bوإيقاف
مدهم ،وبدالً من أن تنصروهم Bخذلتموهم وثبطتم المجاهدين عن قتال هؤالء وقسمتم Bالقتال إلى
قسمين ,فقتال األمريكان فقط مقاومة شريفة ،و أما قتال المليشيات المرتدة وأعضاء الجيش
والشرطة وهم أنصار أمريكا وأدواتها Bالحتالل العراق وقتل أحراره فهي عندكم مقاومة غير
3
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
شريفة تتبرؤون من أصحابها , Bفهذه تقسيمات ما أنزل هللا بها من سلطان ,وقد كان رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم يقاتل أبناء عمومته من قريش ،فالدين هو الذي يعصم الدم وليس العرق أو
ٌ
عشرات من أصحابكم Bمن أولياء وعلماء السلطان الوطن ،وقد وافقكم في هذا المنهج المعوج
ً
غير الرسميين في بالد الحرمين وغيرها ,وهذا مما أعطى فرصة كبيرةً لهذه المليشيات أن
تتمادى في إهالك الحرث والنسل .
اليبس
ِ ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينةَ ال تجري على
ثم إن كان حرصكم على دفع شر هؤالء هو الذي دفعكم Bلمواالة الكفار والحكومات المرتدة ،أَ َما
كان من الواجب عليكم أن تصارحوا Bإخوانكم الذين ائتمنوكم Bوأطاعوكم لتقيموا دولةً إسالمية ؟
أليس من الواجب أن تبلغوهم أنكم قد عجزتم عن األمر المتفق عليه ,ورضيتم Bبدولة وحدة
وطنية ،وحقيقتها دولة وحدة وثنية ,الكلمة العليا فيها ليست هلل تعالى وإنما للوطن وكاهنه ,وإني
أدعو من زلت أقدامهم Bأن يتقوا هللا في أنفسهم وفي Bأمتهم وأال يضيعوا Bثمرة هذه الدماء الزكية
الطاهرة التي أريقت من أجل قيام الدين والتمكين لدولة المسلمين ,وأن يرجعوا Bإلى الحق
فالرجوع Bإلى الحق خي ٌر من التمادي في الباطل .
إخواني المجاهدين ,فما الواجب علينا إلفشال هذه المؤامرات الخطيرة التي ترمي إلى إجهاض
الجهاد في أرض العراق ,والحيلولة دون قيام دولة إسالمية على كامل أرض الرافدين تكون
نصرةً وعونا ً ألهل اإلسالم في كل مكان ,وتُفشل مخطط أمريكا في تقسيم العراق وتكون خط
الدفاع األول عن أمتنا ؟
أقول و أؤكد أن من أعظم الواجبات هو أن تتحد جهود Bجميع المجاهدين الصادقين مع بعضهم
البعض ،لتقف صفا ً واحداً تقاتل لتكون كلمة هللا هي العليا وتعمل جاهدةً إلفشال Bجميع
مؤامراتهم , Bومن المفيد هنا أن أذكر محاولةً سابقةً لجمع كلمة لقادة المجاهدين األفغان فيها عبر
مهمة ذات صلة بموضوعنا ، Bقد قمنا بها مع الشيخ عبدهللا عزام -رحمه هللا -وبعد أشهر من
السعي لتحقيق الوحدة بينهم ،وإزالة العقبات التي كان يدعي بعضهم أنها تحول دون الوحدة ،
وبعد إزالتها يدعون عقبة أخرى ،وهكذا حتى توصلنا Bإلى نتيجة لخصها الشيخ عبدهللا -رحمه
هللا -بكلمات للتدليل على صعوبة المهمة وتعلق األمراء باإلمارة فقال " :هل يمكن أن يتنازل
حاكم الرياض عن حكمه لحاكم األردن أو العكس من أجل اجتماع األمة ووحدتها B؟ " ,فكانت
إجابة اإلخوة :ال يمكن ,فقال " :كذلك لن يتنازل سياف لرباني أو لحكمتيار والعكس صحيح ".
ي سديد جداً في هذه القيادات وكان من كبار السن والقدر وهو ولقد كان ألحد المجاهدين رأ ٌ
صاحب تجربة طويلة في الحياة مع الناس ،وكنا وقتها Bننفر من شدة قوله فيهم ،وسأحاول أن
أوصل بعض قوله إليكم وخالصته " :أن هؤالء القادة تُجار تهمهم زعامتهم ,ومصالحهمB
الشخصية مقدمة على القضية " ،وكنا ال نصدق كالمه فيهم Bمما أ َّخر إدراكنا للتصور الصحيح
لألشخاص واألحداث ،و ال يخفى ما يترتب على ذلك من مضار عظام ,ثم مع مرور األيام
ً
وتتابع الوقائع بدأت األمور تتضح وتصدق قوله في بعضهم ، Bبل جاءت األحداث لتؤكد أمورا ما
كنا نتوقعها أبداً لصغر سننا ولقلة تجربتنا Bفي تلك األيام ،وأ ّما اليوم فكلكم قد علم أن تحالف
الشمال بقيادة رباني Bوسياف صاروا Bأعوانا ً ومناصرين ألمريكا ضد المجاهدين في أفغانستان ،
و كذلك الحال اليوم في العراق فالحزب اإلسالمي وبعض الجماعات المقاتلة تناصر أمريكا على
المسلمين ،وذلك كف ٌر بواح وردة صراح وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم .
فيجب على أعضاء الحزب اإلسالمي وتلك الفصائل المقاتلة ,أن يتبرؤوا من قادتهم BويصححواB
مسار أحزابهم وجماعاتهم , Bفإن تعذر ذلك فليعتزلوا هذه القيادات المنافقة ،وليلتحقوا بالمجاهدين
4
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
الصادقين بأرض الرافدين ,ولقد بذلت أمريكا جهوداً كبيرة من قبل إلقناع قادة األفغان بواسطة
حكومتي الرياض وإسالم آباد للدخول في حكومة وحدة وطنية ،أي مع الشيوعين والعلمانيينB
الذين جاؤوا من الغرب ,واستعانت Bالرياض ببعض رجالها من العلماء غير الرسميين ،حتى
يتيسر لهم اختراق صفوف المجاهدين ,وهؤالء كانوا من الخطباء المؤثرين المحرضين للناس
على الجهاد ،ويحضرون األموال الطائلة لقادة المجاهدين ،و في الوقت المحدد طلبوا من قادة
األفغان أن يتحدوا مع الشيوعيين والعلمانيين ،تحت مسمى دولة الوحدة الوطنية وعندها ظهروا
على حقيقتهم بأنهم علماء سوء ورجال Bالطاغوت ,فقاموا بتعطيل مشروع Bالوحدة بين قادة
المجاهدين وذلك عندما أغروا أحدهم بأموا ٍل طائلة ,ووعدوه أن يدعموه ليكون رئيسا ً ألفغانستان
ثم لم يفوا له بما وعدوه ،ولكنه من أجل هذا الوعد لكرسي الرئاسة ماطلنا في أمر الوحدة كثيراً
كما اتضح لنا في نهاية المطاف أنه كان قد رهن قراره عند رئيس استخبارات الرياض الذي جاء
بنفسه إلى بيشاور Bلمتابعة األمر بالتعاون مع االستخبارات الباكستانية ،وكان رسوله إلى هذا
القائد عال ِميَن غير معروفين من العلماء غير الرسميين مع العلم أن معظم القادة قد وافق Bعلى ذلك
نتيجة لضغوط Bالرياض وإسالم آباد ،وعندها بُذلت جهود Bإلفساد هذا األمر والمقام ال يتسع
للتفصيل .
وما أشبه الليلة بالبارحة فإن حكومة الرياض ما زالت إلى اليوم تقوم بنفس أدوارها الخبيثة مع
كثير من زعماء العمل اإلسالمي وقادة المجاهدين في أمتنا فحسبنا هللا عليهم ،ولقد كان من
أسباب فشل محاوالت جمع كلمة قادة األفغان ،أن قرار Bالوحدة كان بأيديهم Bويصعب على كثير
من الناس أن يُقَدِّروا Bمصلحة الجهاد و األمة إذا كانوا هم طرفا ً في تلك المعادلة ،فتتلبس على
القائد أو األمير األمور العامة بالخاصة ،ويعتقد أنه هو وحزبه أفضل من يقود عموم المجاهدين
لنصرة الدين ،ومن هنا يزداد تمسكه باإلمارة وتتضخم Bعنده أخطاء غيره من القادة واألحزاب ،
وال يرى أخطاء نفسه وحزبه ,فبمثل هذه الحالة يكون هو المدعَى عليه ،وفي نفس الوقت هو
القاضي فال يستطيع أن يحكم على نفسه بوجوب Bاعتزال اإلمارة والتنازل لصالح أمير آخر قد
يجتمع عليه معظم المسلمين ،وحالهم في هذه المصيبة كحال الملوك والرؤساء في بالدنا وعند
التدبر في اعتراضاتهم وأعذارهم يتبين أنها ال تنهض لتأخير اجتماع الكلمة ,وإن معظمها تدورB
حول أمور تحسينية لإلمارة لكن إصرارهم Bعلى ذلك أدى إلى ضياع الضروريات وأهمها الدين
والنفس والعرض فظهر Bالكفر في كابل وساد الفساد وقطعت الطرق Bوسفكت الدماء وانتهكت
األعراض ونهبت األموال وذهبت ريح المجاهدين وكانت الكلمة العليا حقيقة في كابل للرئيس
السابق نجيب بينما قادة األحزاب يوهمون أعضاء أحزابهم أنهم هم حكام كابل وأنهم Bسيقيمون
شريعة اإلسالم ,وبقي كثير من أعضاء أحزابهم يتقبلون هذه األكاذيب ولكن عدداً من الصادقين
رفضوا Bأن يبيعوا دينهم Bبعرض من الدنيا قليل ورفضوا Bأن يعطلوا ما يميز األنام عن األنعام وأن
يساقوا كما يساق القطيع .
فينبغي على كل أخ من األخوة المجاهدين أن يتدبر ويُعمل عقله وال يعطله وأن يفرق بين حُسن
الظن بالقادة وبين أن يكون َكيِّسا ً فطنا ً يزن األمور Bوالرجال بميزان اإلسالم ويترفع عن أن يكون
إ َّم َعة يتبع القادة على غير بصيرة ,فالذين بقوا مع القادة كسياف ورباني Bفي كابل يناصرونهم ضد
المسلمين بعد كل الذي حصل هؤالء قد ظاهروا Bالكفار على المسلمين وذلك ناقضٌ من نواقض
الدين وليس بعذر لهم حسن ظنهم بالقادة فيجب عليهم أن يفتشوا قلوبهم ويتبرؤوا Bمن الشرك
وأهله ويدخلوا في اإلسالم من جديد ,فكم من الناس ضلوا عن سواء السبيل لتعصبهم Bلقادتهم
وكبرائهم Bبغير هدى وليتدبروا قول هللا تعالى َ ( :ربَّنَا إِنَّا أَطَ ْعنَا َسا َدتَنَا َو ُكبَ َراءنَا فَأ َ َ
ضلُّونَا ال َّسبِياَل )
العبَر أال ينخدع اإلخوة بأسماء األحزاب أو بقادتها فهذا سياف كان أبرز قادة المجاهدين ومن ِ
وكان ِملء السمع والبصر واسم حزبه االتحاد اإلسالمي Bثم أعان أمريكا على المسلمين وذلك كف ُر
بواح ,وهذا رباني وحزبه الجمعية اإلسالمية وحاله كذلك ,وهذا أحمد شاه مسعود الذي ذهب
عند الصليبيين في أوروبا يعرض نفسه على المأل ليكون أداة إلسقاط إمارة أفغانستان اإلسالمية
5
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
ثم يزعم بعض المضلين أنه شهيد ,ولئن ز َّل بعض قادة األفغان فإنه بفضل هللا قد ثبت البعض
اآلخر فكانوا صادقين مخلصين -نحسبهم Bوهللا حسيبهم -منهم الشيخ يونس خالص -عليه رحمة
هللا -والشيخ جالل الدين حقاني -حفظه هللا -وكالهما قد أفتى بوجوب الجهاد ضد الغزو األمريكيB
ألفغانستان وساهما Bفيه ,كما رأت الدنيا بأسرها صدق Bوثبات األمير المجاهد المال محمد عمر في
قتال تحالف الكفر العالمي وعدم الرضوخ Bوالخضوع لهم بتضييع أمانته وذلك برفضه التخلي عن
الشريعة أو تسليم من دخلوا في جواره من العرب المهاجرين ألنهم إخوانه في الدين فلو ذهبت
اإلمارة وكرسيها فمواقف عظيمة تنبئ عن رجال عظام -نحسبهم وهللا حسيبهم وال أزكي على هللا
أحداً -ففرق هائل بين موقف Bالحاكم المسلم وبين مواقف الحكام المنافقين الذين تعاونوا مع أمريكاB
في الحرب العالمية ضد اإلسالم ,فاألول ضحَّى بملكه من أجل دينه واآلخرون يضحون بدينهمB
من أجل ُملكهم فالفرق Bبينهم هو الفرق بين اإليمان والكفر فشتان شتان بين مواقف المؤمنين
الرجال وبين مواقف المنافقين أشباه الرجال ,وقد يقول بعض الناس عن بعض قادة الجهاد في
أفغانستان الذين زلت أقدامهم Bكانت لهم سابقة فقد رفعوا Bراية الجهاد مبكراً ضد الروس فينبغي أن
تقال عثراتهم ,فأقول :يجب التفريق بين العثرة التي ينبغي إقالتها لذوي الهيئات وبين ارتكاب
الحدود التي يجب أن تقام وال يُستثنى Bمنها أحد فالمرأة التي سرقت في عهد الرسول صلى هللا
عليه وسلم لها سابقة في اإلسالم والهجرة ومع ذلك أقيم الحد عليها لتجنيب األمة طريق الهالك
فتدبر .
فذكري لهؤالء القادة إنما هو من هذا الباب فقد ارتكبوا Bناقضا ً من نواقض اإلسالم وهو مظاهرة
الكفار على المسلمين ,ومنهج محاباة السادة والكبراء منهج متنشر بين كثير من المسلمين ومن
هنا كان ضالل أصحاب هذا المنهج عن الصراط المستقيم وقد قيل :
فينبغي الحذر من ذلك ,فإقامة الحد واجب شرعي يتم به تطهير Bالمرتكب له وتزكية المجتمع
المسلم وإال فذاك طريق Bالهالك كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " : Bإنما أهلك من كان
قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف Bتركوه وإذا سرق فيهم الضعيف Bأقاموا عليه الحد وأيم هللا لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت Bلقطعت يدها " .
خالصة القول في هذا األمر يجب على األخوة المجاهدين والسيما في مجالس الشورى أال
يستسلموا ألعذار أمراء الجماعات لتعطيل الوحدة واالجتماع فقد يكون عندهم أعذار حقيقية
ولكنها ال تنهض بحال للحيلولة دون الوحدة واالعتصام بحبل هللا ,فال يستقيم عند أولي األلباب
والنُّهى أن يصر المرء على التمسك بالفرع وإن أدى هذا إلى ضياع األصل وعندها يضيع
الجميع .
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا " :متى ترك الناس بعض ما أمرهم هللا به وقعت بينهم
العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا Bفإن الجماعة رحمة
والفرقة عذاب " .انتهى كالمه .
فكيف وأنتم ترون أحزاب أو فصائل و هيئات فيها شيوخ كبار تنتمي إلى أمتنا تفتن وتتساقط Bعند
أبواب سالطين نجد ومن أسباب ذلك تأخر الوحدة ,قد تكون عند بعض األمراء شهوة خفية في
الحرص على اإلمارة هي المانع الحقيقي فال ينبغي أن نتعصب للرجال أو األحزاب أو الجماعات
ولكن نتعصب للحق فمن تمسك به أعناه وإن أمرنا أطعناه ومن حاد عن الجادة قومناه ،وأمرناه
أن يكون للحق تَبَع فالحق أحق أن يُتبع ومن كان مقتديا ً فليقتدي Bبمن مات من القدوات فإن الحي ال
تؤمن عليه الفتنة ,واعرف الحق تعرف أهله فالحق اليعرف Bبالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق
,وهنا ينبغي ذكر أهل الفضل السابقين في باب الوحدة واالجتماع Bبما هم أه ٌل له فلقد سر
6
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
المسلمين تسابق عدد من أمراء الجماعات المقاتلة في سبيل هللا مع عدد مع شيوخ العشائر
المرابطة المجاهدة لتوحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد فبايعوا Bالشيخ الفاضل أبا عمر البغدادي أمير
على دولة العراق اإلسالمية .إن تنازل هؤالء األمراء عن اإلمارة لالعتصام بحبل هللا جميعا ً هو
مؤشر على صدقهم Bوعدلهم وإنصافهم وتجردهم Bمن حظوظ أنفسهم وحرصهم Bعلى مصلحة
المسلمين -نحسبهم كذلك وهللا حسبيهم -فجزاهم Bهللا خير الجزاء ,واجتماعهم هذا خطوة عظيمة
مباركة نحو توحيد باقي Bالجهود في تكوين جماعة المسلمين الكبرى فقد سمع المسلمون بأن بعض
األخوة من األمراء والعلماء في بعض الجماعات المجاهدة قد وجدوا Bفي أنفسهم إذ أبرم األمر ولم
يحضروه وقضي Bولم يشهدوه فأقول إن َوجْ َد هؤالء الحرج فيه ,و إن لم يغضبوا Bفذاك السبيل
بسبب األوضاع Bاألمنية الصعبة مما يُعسِّر الحركة واالتصال Bبين اإلخوة مع العلم إن إخوانكم قد
ذكروا أنهم راسلوكم Bوانتظروكم لمدة تقرب من شهرين حتى اليبرم Bاألمر إال بحضوركم Bفما
تيسر مجيئكم ,وإن بعض خيار الصحابة قد وجدوا Bفي أنفسهم عندما قضي األمر يوم سقيفة بني
ساعدة دون مشاورتهم رضي هللا عنهم .
إال أني أذكر في المقابل بأن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة ومن معهم -رضي هللا عنهم -لم يكن دافعهمB
الرغبة في أن يستأثروا Bباألمر أو االفتئات على المعنيين به ,بل كان هناك من الظروف و
المالبسات التي ال تخفى والتي دفعتهم إلى أن يتعجلوا باألمر قبل مشاورة بقية المعنيين به
-رضي Bهللا عنهم أجمعين -خشية الفتنة وتفريق Bالكلمة ,ثم إن الذين وجدوا في أنفسهم لم يلبثوا أن
بايعوا أبابكر بعد مدة ولم تنقض البيعة فتدبر. B
والمقصود والمطلوب شرعا ً اعتصام المسلمين بحبل هللا واجتماعهم تحت أمير واحد إلقامة دين
هللا ونصرته ,ومعلوم Bأن هذا األمر يجب المسارعة في إقامته فهو واجب من أعظم الواجبات في
وا بِ َحب ِْل هّللا ِ َج ِميعا ً َوالَ تَفَ َّرقُ ْ
وا ) ,وما أكثر أسماء ص ُم ْB
دين هللا تعالى ,قال هللا عز وجل َ ( :وا ْعتَ ِ
الدول المنتسبة إلى اإلسالم وال يخفى على أولي األلباب أنها جميعا ً فاقدة لشروط هي من أهم
شروط قيام Bالدولة المسلمة ,و أولها أنها ال تقيم شرع هللا ناهيك على أن معظمها منقوصة السيادة
,وجميعها بدون استثناء قد تعاونت بشكل أو بآخر مع أمريكا Bفي الحرب العالمية على اإلسالم
وذلك ناقض من نواقض اإلسالم ,ومع ذلك فكثير من الناس يتعاملون معها على أنها دول
إسالمية ذات سيادة ,وتعاملهم هذا اليصح شرعا ً لما سبق ذكره .
ثم إني أقول :إن الذين وجدوا Bفي أنفسهم بسبب عدم مشاورتهم إن كان لهم همة ورغبة في
توحيد كلمة المسلمين ف َوجْ ُدهُم الحرج فيه كما سبق ذكره ,و أما إن كانوا يصرحون بأن الوقت
غير مناسب ويأخرون حكم هللا تعالى وحكم رسوله صلى هللا عليه وسلم بآرائهم طيلة هذه
السنوات فهؤالء وجدهم غير مبرر وما ينبغي انتظارهم Bوتعطيل أمور الدين ,ولكن لما نشأ الناس
وعاشوا بعيداً عن ظل الدولة المسلمة تبلد حس الكثير منهم ولم يعودوا يشعرون بحرج كبير
صح األخوة في ذلك ,ورغم أهمية الشورى Bفي اإلمارة والنصوص لتأخير قيامها ,فينبغي Bأن ينا َ
في ذلك واضحة بينة وقول عمر -رضي هللا عنه -في ذلك ال يخفى إال أن أمر اجتماع الكلمة على
األمير ُمق َّدم عليها إذا تعذر استيفاؤها من جميع المعنيين بها كما لو تكررت ظروف Bشبيهة
بظروف Bالسقيفة ,ولو أن اإلمارة ال تتم في مثل ذلك الحال إال بعد مشاورة جميع من يعنيهم األمر
لما أقدم عمر على مبايعة أبي بكر دون استيفاء المشاورة ,ولما قبل أبو بكر أن يبسط يده لقبول
البيعة ,ولما أقدم جُلُّ الصحابة على مبايعته رضي هللا عنهم أجمعين .
ولو أن التمكين المطلق شرط لقيام اإلمارة اإلسالمية في هذا الزمان لما قامت لإلسالم دولة ألن
الجميع يعلم أنه مع التفوق العسكري الهائل للخصوم Bوأنهم يستطيعون أن يغزو أي دولة ويسقطواB
حكومتها وهذا ما رأيناه في أفغانستان وكما أسقطوا حكومة العراق البعثية ,فسقوط الدولة ال
7
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
يعني نهاية المطاف واليعني سقوط جماعة المسلمين وإمامهم , Bوإنما يجب أن يستمر الجهاد ضد
الكفار كما هو الحال في أفغانستان والعراق والصومال , Bومن تدبر كيف حا ُل دولة اإلسالم
األولى يوم أحد ويوم Bاألحزاب إذ بلغت القلوب الحناجر واقتحمت القبائل وحاصرت المدينة
المنورة عاصمة اإلسالم األولى ,ومن رأى كيف كان حال المسلمين يوم أن ارتدت جزيرة
العرب إال قليالً بعد وفاة رسول Bهللا صلى هللا عليه وسلم ل َعلِ َم أن التمكين المطلق ليس شرطاًB
النعقاد البيعة لإلمام أو لقيام دولة اإلسالم .
فال يصح أن يقال لمن بويع على إمارة إسالمية نحن ال نسمع لك وال نطيع ألن العدو يستطيع
إسقاط حكومتك ! Bومن العجيب إن بعض الذين يثيرون مثل هذه األمور يعيشون في دول الخليج
ومنها الكويت ولم نسمع منهم مثل هذا الكالم عندما أسقط البعثيون حكومتهم ,وإنما كان خطيبهمB
المف َّوه يقول بصوت عال " :نحن مع الشرعية " يعني مع حكام الكويت آل الصباح المعاندين
لشرع هللا تعالى والذين لم يكونوا Bيملكون من أمر الكويت شيئا ً وإن قل .
إخواني المسلمين فكما أن من الواجبات العظام السعي لتوحيد Bالكلمة تحت كلمة التوحيد فإن
القعود عن ذلك كبيرة من الكبائر العظام أيضا ً فإن الدين ال يكون كله هلل ,وال تأمن السبل وال
تُقمع الفتن وال يُستتب األمن وال تُحبط المؤامرات وال ينضبط كثي ٌر ممن انضموا Bإلى الجماعات
المجاهدة من عامة أبناء األمة و إلى ما هنالك من أمور عظام إال إذا كان للمسلمين جماعة وإمام,
وإن هللا ليزع بالسلطان ما ال يزع بالقرآن ,ولئن َخلَ َع ربقة اإلسالم من عنقه من فارق Bالجماعة
شبراً فكيف يسوغ للمسلم أن يؤخر قيام الجماعة دهراً فيكون سببا ً في ترك مئات الماليين من
المسلمين يعيشون تحت ظل األنظمة الطاغوتية الجاهلية وكفى بذلك فتنة في الدين ,فإن األمر
علو اإلسالم وانتصار Bالمسلمين في الدنيا
مهم كبير خطير Bوال يجوز أن يؤخر ,وينبني Bعليه ُّ
والفالح والفوز في اآلخرة بإذن هللا تعالى .
إخواني المسلمين في العراق :لقد تكرر النداء من المشفقين مرات ومرات لقادة المجاهدين لكي
يجتمعوا منذ سنوات فاجتمع من اجتمع وامتنع من امتنع ,فإن تحرك أمراء الجماعات المجاهدة
وأعضاء مجالس الشورى فيها تحركا ً جاداً الستدراك Bمافات وسعوا Bلتوحيد جميع المجاهدين
تحت راية واحدة لمجاهدة حملة الصليبيين والمرتدين Bفذاك هو الواجب ,فقد أمرنا هللا تعالى
باالجتماع ونهانا عن التفرق ,وها أنتم ترون الكفر العالمي والمحلي بجميع ملله ونحله قد اتحد
وفي كل يوم يأكل ذئب الطاغوت من الغنم القاصية ,وأما إن كانت األخرى ولم يتم اجتماع
جميع القادة في جماعة واحدة اللتزامها فهذا مطلب شرعي وهو فرض الساعة وقد Bقال رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم لحذيفة -رضي Bهللا عنه -عندما سأله عن أحوال مشابه فقال له " :تلزم
جماعة المسلمين وإمامهم " ,فإذا تعذر ذلك فإن السعي إلقامة جماعة المسلمين الكبرى يتعين
على آحاد المسلمين والمجاهدين وذلك بأن يبايعوا أكثر الطوائف التزاما ً بالحق و اتصافاً Bبالصدق,
وا هّللا َ َو ُكونُ ْB
وا َم َع الصَّا ِدقِينَ ) . وا اتَّقُ ْ
قال هللا تعالى ( :يَا أَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ ْ
وإن من يراقب حمالت الكفر العالمي و المحلي يرى أنها تستهدف بالدرجة األولى دولة العراق
اإلسالمية فأمريكا Bتُ َسيِّر حمالت إثر حمالت تُكرر على المدينة الواحدة مرات ومرات بل هناك
حملة مستمرة منذ ستة أشهر على ديالى كلها ,وكذا على الموصل وصالح الدين ,وحمالت من
الجيش والحرس الوطني Bوالشرطة ,وحمالت أخرى من مليشيات الصدر والحكيم Bفضالً عن
استهداف جميع دول الجوار بدون استثناء لدولة العراق اإلسالمية ناهيك عن صحوات الضرار
وأحزاب وجماعات الضرار Bبقيادة من خان الملة واألمة طارق Bالهاشمي ,وبعد هذه وتلك حمالت
إعالمية لتشويه دولة العراق اإلسالمية والتي يتولى كبرها حكام الرياض وعلماؤهم وإعالمهم ,
وما أحسب كل هذه الحمالت الشرسة على المجاهدين في دولة العراق اإلسالمية إال ألنهم من
8
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
أكثر الناس تمسكا ً بالحق و التزاما ً بمنهج رسول Bهللا صلى عليه وسلم والذي قال له ورقة ابن
نوفل :
" ماجاء رجل قط بمثل ما جئت به إال عودي " .
فاألمير أبو عمر وإخوانه ليسوا من الذين يساومون على دينهم ويرضون بأنصاف الحلول
أو يلتقون مع األعداء في منتصف Bالطريق ,ولكنهم يصدعون بالحق ويرضون Bالخالق وإن
غضب الخلق ,وال يخافون في هللا لومة الئم -أحسبهم كذلك وهللا حسيبهم -كما يرفضون أن
يداهنوا أي حكومة من حكومات عواصم العالم اإلسالمي بدون استثناء ,وأبوا Bأن يتولوا
المشركين لنصرة الدين ألنهم على يقين بأن الدين دين هللا تعالى وهو ناصرهم Bومن شاء من
عباده وهو غني سبحانه عن أن نشرك به لننصر دينه ,ومحال أن تكون نصرة الدين بتوليB
الحكام الطواغيت المشركين ,وإمامهم في ذلك حديث نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم حيث قال :
"يا غالم ،إني أُعلمك كلمات :احفظ هللا يحفظك ،احفظ هللا تجده تجاهك ،إذا سأَلت فاسأَل هللا ،
وإذا استعنت فاستعن باهلل ،واعلم أن األُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ،لم ينفعوك إال
بشيء قد كتبه هللا لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ،لم يضروك Bإال بشيء قد كتبه هللا
عليك ،رفعت األقالم وجفت الصحف ) .رواه اإلمام أحمد .
ولو أن قادة دولة العراق اإلسالمية وضعوا أيديهم في يد أي دولة من دول الجوار Bلتكون لهم
ظهراً وسنداً كما فعلت بعض الجماعات واألحزاب لكان الحال غير الحال ,فأولئك ميزانياتهم
بعشرات بل مئات الماليين ,وهؤالء رزقهم تحت ظالل رماحهم وهذا خير الرزق لو كانوا
يعلمون ,فأولئك Bفقدوا قرارهم Bو استقالليتهم بسبب دعم الدول لهم فما أن تمارس أمريكا و
أولياؤها الضغوط Bعلى الدولة الداعمة حتى ينتقل الضغط مباشرة على أمين الحزب أو أمير
الجماعة وقد Bرأى الناس ذلك نهاراً جهاراً في لبنان ,فبعد الخطب الرنانة عن العزة والكرامة
وعن فلسطين ونصرتها , Bوبعد أن تحدى أُمم العالم أجمع أن تفرض عليه إرادتها تم القبول
بالقرار ألف وسبعمئة وواحد Bالصادر عن األمم المتحدة الملحدة أداة أمريكا والذي جوهره القبول
بدخول الجيوش الصليبية إلى أرض لبنان ,وهل يخفى على الناس أن هذه الجيوش هي الوجه
اآلخر للتحالف األمريكي Bالصهيوني B؟ ولكن األمين العام حسن نصر هللا يستغفل الناس وقام
ورحب بها على المأل ووعد بتسهيل مهمتها رغم علمه أنها قادمة لحماية اليهود وإغالق الحدود
أمام المجاهدين الصادقين ,فقد فعل هذه الطوام نزوالً عند رغبة الدول الداعمة صاحبة األموال
ث عنها من قبل ,فعالم يكون السادات والحسين ابن طالل خائنين عندما النزيهة الشريفة التي تَ َح َّد َ
قبلوا باتفاقيات تتضمن إغالق الحدود أمام المجاهدين ضد اليهود -وهم كذلك وال شك -وفي
قرار مماثل ؟ ثم كيف يتفهم الناس اتهامٍ المقابل يكون األمين العام للحزب شريفا ً عندما وافق على
الحزب لألكثرية في لبنان بأنهم عمالء ألمريكا -وهم كذلك وال شك أيضاً -وفي المقابل يتم
وصف محمد باقر الحكيم الذي تواطأ مع أمريكا لغزو العراق ونهى الناس عن مقاتلتها بأنه بطل
شهيد كما جاء على لسان األمين العام للحزب ,أليس هذا هو النفاق بعينه ؟
وصنف آخر من هؤالء عندما تمارس الدولة الممولة والداعمة ضغوطها Bالشديدة عليهم يقومون
بإلزام جيشهم بأخذ إجازة مفتوحة لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ! هل سمعت الدنيا أن جيشا ً يأخذ
إجازة والعدو جاثم على صدر البالد ؟
فهذه بعض شؤون الذين يرهنون قراراتهم بيد الدول الممولة ,ولو أردنا االسترسال لطال بنا
المقام ,ولكن المسلمين األحرار أمثال األمير أبي عمر البغدادي وإخوانه أهون عليهم أن يُق َّدموا
فتضرب أعناقهم من أن يرهنوا Bالجهاد في سبيل هللا في يد أي حاكم أو يكونوا معه يداً واحدة ضد
أمتهم .
9
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
وهنا مسألة :إن كثيراً من الناس اليعرفون سيرة أمراء المجاهدين في العراق ,فأقول :سبب
ذلك ظروف Bالحرب ودواعيها Bاألمنية ,إال أني أحسب أن الجهل بمعرفة أمراء المجاهدين في
العراق جهل اليضر إذا زكاهم الثقات العدول كاألمير Bأبي عمر ,فهو ُمزكى Bمن الثقات العدول
من المجاهدين فقد زكاه األمير أبو مصعب -رحمه هللا , -ووزير الحرب أبو حمزة المهاجر الذين
زكاهم صبرهم وثباتهم Bتحت صواعق الغارات فوق ذرى الهندكوش ,وهم ممن يعرفهم Bإخوانكم
في أفغانستان -أحسبهم Bكذلك وهللا حسبيهم وال أزكي على هللا أحداً -فاالمتناع عن مبايعة أمير من
أمراء المجاهدين في العراق بعد تزكيته من الثقات العدول بعذر الجهل بسيرته يؤدي إلى مفاسد
عظام من أهمها تعطيل قيام Bجماعة المسلمين الكبرى تحت إمام واحد ,وهذا باطل .
وفي الختام أطمئن المسلمين عامة ,وأهلنا في دول الجوار Bخاصة بأنهم لن ينالهم من المجاهدين
إال كل خير بإذن هللا ,فنحن أبناؤكم Bندافع عن دين األمة كما ندافع عن أبنائها ,وما يقع من
ضحايا من أبناء المسلمين أثناء العمليات ضد الكفار الصليبيين أو وكالئهم المغتصبين فإنهم غير
مقصودين ,و َعلِ َم هللا أنه يحزننا حزنا ً شديداً أن يقع بعض الضحايا من المسلمين ونحن مسؤولون
مع ذلك عنه ونستغفر هللا منه ونرجو Bهللا أن يرحمهم Bويدخلهم فسيح جناته ويخلف أهلهم وذويهمB
خيراً ,وال يخفى عليكم أن العدو يتعمد أن يتخذ مواقعه بين المسلمين ليكونوا له تروسا ً ودروعا ً
بشرية ,وهنا أؤكد على إخواني المجاهدين بأن يحذروا من التوسع في مسألة التترس ويحرصواB
أن تكون عملياتهم الستهداف العدو منضبطة بالضوابط Bالشرعية بعيداً عن المسلمين ما أمكنهم
ذلك دون أن يُعطَّل الجهاد في سبيل هللا .
وإنما عداؤنا مع الحكام العمالء فهؤالء النطمئنهم إنما نسعى إلى إسقاطهم وإحالتهم Bإلى القضاء
الشرعي ,فكيف Bنطمئنهم وقد Bوالوا أعداء األمة وفعلوا Bبها األفاعيل ؟ وكيف نطمئنهم وقدB
أشركوا شريعة البشر مع شريعة هللا تعالى ؟ وكيف نطمئنهم والطريق Bإلى أوسع جبهة لتحرير
فلسطين يمر عبر األراضي الخاضعة لهم .
كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن هللا ,ولن نعترف بحدود
سايكس بيكو ,وال بالحكام الذين وضعهم االستعمار , Bفنحن وهللا ما نسيناكم بعد أحداث الحادي
عشر ,وهل ينسى المرء أهله ؟ ولكن بعد تلك الغزوات المباركة التي أصابت رأس الكفر العالمي
وفؤاده الحليف األكبر للكيان الصهيوني Bأمريكا فإننا اليوم منشغلون بمصاولتها Bومقاتلتها
وعمالءها والسيما Bفي العراق وأفغانستان والمغرب اإلسالمي والصومال ,وإن انهزمت
وعمالءها في العراق بإذن هللا فلن يبقى كثير وال قليل لتنطلق جحافل المجاهدين كتائب في إثرها
الكتائب من بغداد واألنبار والموصل وديالى وصالح الدين تعيد لنا حطين -بإذن هللا , -ولن
شبر من أرض فلسطين كما فعل جميع حكام العرب عندما تبنوا نعترف لليهود بدولة وال على ٍ
مبادرة حاكم الرياض قبل سنوات ,ولم يكتفوا بارتكاب تلك المصيبة الكبرى بل رأى الناس
مؤخراً راعية المستسلمين تسوقهم Bمتقاطرين إلى أنابوليس تمارس عليهم ما مارسه األمريكيون
على أجدادها من قبل ولكن ال ليباعوا بل ليبيعوا ,وأي شيء يبيعون ؟ يبيعون القدس واألقصىB
ودماء الشهداء والحول والقوة إال باهلل ! عليهم من هللا مايستحقون ,وبذا تأكد للناس من األمين
ومن الخائن ومن الذي تحركه األيادي الصهيونية .
10
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
كما وأننا لن نحترم المواثيق Bالدولية التي تعترف Bبالكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين كما
تحترمها قيادة حماس أو كما صرح بذلك بعض قيادات اإلخوان المسلمين ،وإنما جهاد لتحرير
فلسطين كلها من النهر إلى البحر بإذن هللا واضعين أيدينا بأيدي المجاهدين الصادقين هناك من
قواعد حماس والفصائل األخرى الذين أنكروا على قادتهم Bعدولهم عن الحق ،فالدم الدم والهدم
الهدم وأكرر القسم " :وهللا لننصرنكم Bولو حبواً على الركب أو نذوق ماذاق حمزة بن عبد
المطلب رضي هللا عنه " .
وختاما ً أذكر أمتي اإلسالمية الغالية فأقول Bأيها الناس لكم ِعبَ ٌر كثيرة في ما م َّر من أحداث فكفوا
عن اللهو واللعب واسمعوا Bوعوا واستيقظوا واتعظوا , Bفإن األمر كبير خطير فأين تذهبون ؟!
وماذا تنتظرون ؟! فقد حمي الوطيس ولم يبقى بينكم وبين مايراد بكم كثير وال قليل ،وال نجاة لنا
إال باإلستجابة ألوامر هللا تعالى وإجتناب نواهيه ،وإن من أعظم أوامره أن نجاهد في سبيله
فينكسر Bالشر الظاهر ويخنس الشر الخفي ،فأدوا آماناتكم Bعباد هللا وهبوا للقيام بواجباتكم ،
والسيما وقد Bكفاكم إخوانكم في ميادين الجهاد معظم المؤونة فأنتم Bمهددون في كل ماتملكون في
أنفسكم وعرضكم وأرضكم Bومالكم ،وأهم من ذلك كله وأهم من ذلك كله أنكم مهددون في دينكم :
بالمال
ِ أصون ديني بمالي ال أبدده *** البارك Bهللا بعد الدين
واألمر جد ال هزل فيه وقد قيل أكلت يوم أكل الثور األبيض ،فاليوم Bبغداد وغداً دمشق وعمان
والرياض فاتقوا هللا حق تقاته والتخشوا في هللا لومة الئم ،وإن ما يريده أبناؤكم Bالمجاهدون من
مال للعتاد والقتال في سبيل هللا قلي ٌل يستطيعه تاجر واحد منكم يؤدي -بإذن هللا -إلى هزيمة
الكفر العالمي ،فإلى متى تخشون أمريكا وعمالءها ؟ أليس فيكم Bتاجر رشيد يتحرر من الخنوع
فيع ُّد الزاد ليوم المعاد ,فقد ولد بال مال وسيرحل على تلك
وقيود Bالعبيد ,ويتذكر الموت والبلى ِ
ُ
الحال فليتق هللا ويخشاه ،وليحتسب مابقي من عمره وماله ألخراه ،وليستعن على قضاء حوائجه
بالكتمان ويقتدي Bبرسولنا عليه الصالة والسالم ،فقد اختفى عن أعين قريش في الغار ثم هاجر
سراً إلى األنصار -رضي هللا عنهم -فيرتب أموره األمنية ويهاجر إن اقتضى األمر للهجرة
متذكراً عظم الثواب الجزيل ،ويكون سببا ً في نصرة الدين وإنقاذ أمة األمين محمد صلى هللا عليه
ذخر هذا وأي شرف هذا يشرفه هللا بهٍ وسلم في وقت قد تداعى عليها األعداء من كل مكان ،فأي
كما شرف عثمان -رضي هللا عنه -وهو رجل واحد بتجهيز جيش العسرة ضد الروم ،فقال
ماض َّر عثمانَ ما عمل بعد اليوم ,ماضر عثمان ما عمل بعد َ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :
اليوم " .
قال هللا تعالى َ ( :وأَ ْنفِقُوا فِي َسبِي ِل هَّللا ِ َواَل تُ ْلقُوا بِأ َ ْي ِدي ُك ْم إِلَى التَّ ْهلُ َك ِة َوأَحْ ِسنُوا إِ َّن هَّللا َ ي ُِحبُّ
ْال ُمحْ ِسنِينَ )
ك أَ ْعظَ ُم د ََر َجةً ِّمنَ الَّ ِذينَ أَنفَقُوا ح َوقَات ََل أُوْ لَئِ َ
ق ِمن قَب ِْل ْالفَ ْت ِ وقال هللا تعالى ( :اَل يَ ْست َِويِ Bمن ُكم َّم ْن أَنفَ َ
ِمن بَ ْع ُد َوقَاتَلُواَ Bو ُكاًّل َو َع َد هَّللا ُ ْال ُح ْسنَى َوهَّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُونَ َخبِي ٌر ) .
وقد قيل :
فتشبهوا Bبالكرام إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فال ُح
فدعم المجاهدين الصادقين وال سيما في فلسطين والعراق Bوأفغانستان والمغرب اإلسالمي
والصومال Bهو وهللا مشروع األمة كلها ،وهو خط دفاعها األول في وجه جميع أعدائها الطامعين
بها ،وفيه صالحها في دينها و دنياها وفيه عزها وسالمتها ،ففيه أمنها على جميع المحاور ,نعم
فيه أمنكم العسكري وكذا أمنكم االجتماعي وفيه أمنكم الغذائي وكذا أمنكم االقتصادي ، Bليحفظ
11
نخـبة اإلعـالم الجهـادي
نفطكم وثرواتكم Bوتسلم أموالكم التي تفقدونها وهي بين أيديكم ،بسبب ربطها الظالم المتعسف
بالدوالر ,ودعم المجاهدين أيضا ً هو مشروع Bاألمة لتحرير Bفلسطين جميعها فيبتسم األقصىB
ون بِنَصْ ِر هَّللا ِ ) َ ( ,وهّللا ُ غَالِبٌ َعلَى
ونحرر األسيرات واألسرى بإذن هللا َ ( ،ويَوْ َمئِ ٍذ يَ ْف َر ُح ْال ُم ْؤ ِمنُ َB
أَ ْم ِر ِه َولَـ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ
اس الَ يَ ْعلَ ُمونَ ) .
12