Professional Documents
Culture Documents
هنالك من سيعطي انطباعا من السخرية أو االستغراب من خالل مضمون العنوان ،أوال من خالل ذكر المكان و
هو الشمس ،و ثانيا من خالل ذكر موضوع الحياة في مكان غير األرض ،و ذلك الن نسبة مهمة من الناس ال
تؤمن بفكرة وجود حياة خارج األرض ،فما بالك إذا كان الموضوع حول الحياة على الشمس...هناك من يعتبر هذه
المواضيع محض خيال ،و لكن ال ينسى احد ان "اينشتاين" أشهر عبقري عرفه العالم و مكتشف النظرية النسبية
كان يعتمد على الخيال لكي يصل ما وصل إليه في عصره ،و هو الذي قال في احد مقوالته الشهيرة أن " الخيال
أهم من المعرفة " الن المعرفة و المعلومات يمكن ألي احد أن يصل إليها لكن الخيال يوظف هذه المعرفة للوصول
إلى الحقيقة .
فمن خالل موضوعنا هذا سنؤكد إمكانية أن تتضمن الشمس شكال من أشكال الحياة و ذلك وفق لألبحاث و
الدراسات المعاصرة التي تطرقت لموضوع الحياة سواء في بيئة حارة من خالل األبحاث الميدانية في بعض أماكن
العالم و بعض البحوث التي تطرقت حول الحياة على الشمس و إن كانت قليلة ...
فمن المعروف انه توجد كائنات حية تعيش في درجات حرارة يستحيل العيش فيها أي مخلوق كان باستثناء هذه
الكائنات ،كالبكتيريا المحبة لدرجات الحرارة المرتفعة والحمضية و هي بكتيريا قديمة تﺰدهر في بيئات ذات حمضية
مرتفعة ،مليئة بعنصر الكبريت ،وذات درجات حرارة مرتفعة ،وفقيرة بالمواد العضوية .هذه البكتيريا تحبذ العيش
في بيئات ذات درجة حرارة تتراوﺡ من 70-80درجة مئوية ،وذات رقم هيدروجيني بين 2و 3.تعيش هذه
البكتيريا في الينابيع الحارة ،وبالقرب من المنافذ البركانية ،أو على شقوق قاع المحيﻂ على عمق أميال تحت
سطﺢ الماﺀ ،حيﺚ تتسرب مياه حمضية أو في بيئات ملوثة مثل الصرف الحمضي للمناجم .هذه البكتيريا تعيش
في مناﻃق ال تستطيع معظم الكائنات الحية النﺠاة فيها .
من أهم الدراسات و األبحاث الميدانية
التي اكتشفت وجود الحياة في أكثر
األماكن حرارة في العالم ،أشهرها كان
اكتشاف كائنات حية تعيش في البقعة
األشد حرارة على وجه األرض و كان
ذالك في منخفض داناكيل في أثيوبيا هذه
البقعة الﺠهنمية و األكثر غرابة في
العالم ،التي تضم فوهة بركان دالون و
بقلم :هشام أبجيو
التي تعج بالبرك الحمضية و الينابيع الساخنة حيﺚ تغلي المياه الساخنة في الينابيع كما تغلي المياه في المراجل،
وينتشر في الﺠو غاﺯا الكلور الساﻡ والكبريت إلى درجة تسبﺐ االختناق .وهذه البقعة هي منخفض داناكيل في
إثيوبيا ،وهي بقعة ذات حرارة حارقة ،وتمثل أحد األماكن األكثر غرابة في العالم ،حتى إنها اشتهرت باسم " بوابة
جهنم" و قال باحثون إيطاليون من جامعة بولونيا بايطاليا إنهم عثروا على كائنات حية دقيقة في صحراء داناكيل،
شمال شرقي إثي وبيا ،وهي منطقة تعرف بأنها أقسى مكان على وجه األرض ،وذلك للعوامل البيئية الصعبة والغاﺯات
السامة المنبعثة من الحمم البركانية ،ففي ربيع 2016بدأت الباحثة باربرا كافالﺰي ،وﺯمالئها من جامعة بولونيا
بﺠمع عينات من الينابيع الساخنة في صحراء داناكيل على أمل إيﺠاد كائنات حية في هذه الظروف القاسية المحاطة
بالكبريت والملﺢ والمعادن األخرى.وبتحليل العينات وجد فريق البحﺚ أن صحراء داناكيل تعج بالحياة ،حيﺚ في
مارس من عاﻡ ، 2017وجد الفريق العلمي على مظاهر للحياة في داناكيل ،بعد أن نﺠحوا في عﺰل حامض
نووي من أحد أنواع البكتيريا ،واستخراجه ،وتحليله .وكشف الفريق عن أن هذه البكتيريا تستطيع تحمل عدة
عوامل بيئية قاسية ،وهذا يعني أنها قادرة على التكيف مع درجة الحموضة االستثنائية ،ودرجات الحرارة المرتفعة،
ودرجة الملوحة العالية في ﺁن واحد .ويعد هذا أول دليل قاﻃع على وجود حياة ميكروبية في برك داناكيل الحمضية
و ذكر العلماء أنهم اكتشفوا صنفين مختلفين من أشكال الحياة البكتيرية في منطقتين في ذلك الموقع ،منطقة الينابيع
وأحواض الملﺢ داخل فوهة ﺑﺮﻛاﻥ دالوﻝ ،والتي تتميﺰ بحموضتها وسخونتها التي تصل إلى درجة الغليان.
من خالل األمثلة التي استقيتها من البحوث العلمية المعاصرة التي تؤكد إمكانية وجود أشكال من الحياة في بيئة حارة و هذه
البحوث أيضا تعﺰر فرضية إمكانية تضمن الشمس و النﺠوﻡ و الكواكﺐ الغاﺯية و المنعدمة فيها الحياة ان تتضمن فيها شكل
من أشكال الحياة عليها ،و من البحوث العلمية التي تطرقت لموضوع الحياة على الشمس ،كان هناك مقال علمي صادفته ،و
كان يدور حوله نقاش كبير بسبﺐ ما تضمنه الباحﺚ صاحﺐ المقال حيﺚ يتكلم الباحﺚ عن امكانية وجود الحياة على
الشمس من خالل الورقة البحثية “ :الحياة على الشمس"
و يقول الباحﺚ :
" الشمس هي نﺠم كبير يستند إلى الهيدروجين وهي قادرة على دعم حياة قوامها النار بما في ذلك الميكروبات
البدائية أحادية اللهﺐ ،باﻹضافة إلى كائنات حية أخرى أكثر تعقيدا والتي يمكن أن تقاوﻡ وتتطور في جميع ﻇروف
االحتراق .يتوفر سطﺢ الشمس الغني بالهليوﻡ على جسيمات ذات شحن هائلة ،وهذا يوفر غذاﺀا مثاليا ألشكال
حياة أساسها النار .بتوفرها على سطﺢ حرارته تصل إلى 10000درجة فرانايت ،باﻹضافة إلى انفﺠارات
مستمرة للغاﺯات المتأينة التي تتدفق على ﻃول المﺠاالت المغناﻃيسية القوية ،تعتبر الشمس أول نﺠم نرى فيه
الشروط المناسبة لتحمل حياة عضوية نارية .ونعتقد بأن هناك أدلة تؤكد نظرية أن سطﺢ الشمس كان مكتظا
بقلم :هشام أبجيو
ببكتيريا النار ،حشرات النار ،ﻃيور النار أوحتى أسماك النار .يعتبر الفوتوسفير أعمق ﻃبقة من الغالف الﺠوي
للشمس .ويبلﻎ سمكه من أعلى السطﺢ المرئي للشمس إلى وسﻂ قرﺹ الشمس ،حوالي 250ميل ( حوالي
400كلم ) .وتتراوﺡ حرارة الفوتوسفير بين 6500كلفين في القاع إلى 4000كلفن في القمة ( .بين 11
ألف و 6ﺁالف درجة فهرانهايت ،بين 6200و 3700درجة مئوية )يمكن للحياة أن تكون موجودة في ﻃبقة
الفوتوسفير الشمسية .فهذه األخيرة تتحمل حياة قوامها النار ،وكما أنها تعتبر كموﻃن مناسﺐ للحياة بحكم أنها
أبرد منطقة في الشمس .أخيرا ،تﺠدر اﻹشارة إلى أن الحياة على الشمس هي مختلفة عن الحياة على األرض".
و خلص الباحﺚ في النهاية ;
"ما دامت الحياة في األرض مغطاة بغاﺯات الهليوﻡ والهيدروجين في الغالف الخارجي ،فلماذا ال يمكن للحياة أن
تتواجد في الشمس؟"
بقلم :هشام أبجيو
وبالتالي يتضﺢ أن اﻹمكانية العلمية لفرضية وجود حياة على الشمس متاحة ،و واضﺢ أيضا أن الكاتﺐ يتكلم عن شكل من
ان القوة التي خلقت مخلوقات تعيش فوق المائة درجة وأخرى ال تحتمل العيش في أكثر من 100درجات تحت الصفر
وهي درجات الحرارة التي تتوفر على كوكﺐ األرض ،و مخلوقات تعيش بين الصفر والخمسين درجة ،فإن نفس القوة
بﺈمكانها أن تخ لق أشكاال أخرى من المخلوقات التي تنسﺠم بنيتها مع مناﺥ أي كوكﺐ وأي نﺠم.